دَخَلَ يدخلُ دُخُولاً بالضمّ ومَدْخَلاً مَصدرٌ مِيمِيٌّ . وَتَدخَّلَ وانْدَخَلَ وادَّخَلَ كافْتَعَل كلّ ذلك نَقِيضُ خَرَجَ . وفي العُباب : تَدَخَّل الشيء : دَخَلَ قليلاً قليلاً ومِن ادَّخَلَ كافْتَعَل قولُه تعالى : " أَوْ مُدّخَلاً " أصلُه : مُتْدَخَلٌ وقد جاء في الشِّعر انْدَخَل وليس بالفَصِيح قال الكُمَيت :
لا خَطْوَتِي تَتَعاطَى غيرَ مَوْضِعِها ... ولا يَدِي في حَمِيتِ السَّكْنِ تَنْدَخِلُ
ودَخَلْتُ به دُخُولاً وأدْخَلْتُه إِدْخالاً ومُدْخَلاً بضمّ المِيم ومنه قولُه تعالى : " رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ " . وفي العُباب : يقال : دَخَلْتُ البيتَ والصَّحيح : فيه أن تُرِيدَ : دَخَلْتُ إلى البيت وحَذفْتَ حرف الجَرِّ فانتصبَ انتصابَ المفعولِ به لأنّ الأمكنةَ على ضَرْبَين : مُبهَمٍ ومَحْدُودٍ فالمُبهَم الجِهاتُ السِّتُّ وما جَرى مَجْرَى ذلك نحو : أمام ووَراء وأعْلَى وأسْفَل وعِندَ ولَدُنْ ووَسْط بمَعْنَى بَين وقُبالة . فهذا وما أشبهه مِن الأمكنة يكون ظَرْفاً لأنه غيرُ مَحدُود ألا تَرى أن خَلْفَك قد يكون قُدَّاماً فأمّا المَحدُود الذي له خِلْقَةٌ وشَخْصٌ وأَقْطارٌ تَحُوزه نحو الجَبَل والوادِي والسّوق والدار والمَسجِد فلا يكون ظَزفاً ؛ لأنك لا تقولُ : قَعدتُ الدّارَ ولا صَلَّيتُ المسجدَ ولا نِمْتُ الجَبَلَ ولا قُمت الوادِيَ وما جاء من ذلك فإنما هو بحَذْف حرفِ الجَرِّ نحو : دخلتُ البيتَ ونزلتُ الوادِيَ وصَعدتُ الجَبلَ . انتهى . وفي المحكَم : داخِلُ كلِّ شيء : باطِنُه الدّاخِلُ . قال سِيبَويه : وهو مِن الظروفِ التي لا تُستَعمَلُ إلّا بالحرف يعني لا يكون إلّا اسماً كأنه مُختَصٌّ كاليَدِ والرِّجل . وداخِلَة الإزارِ : طَرَفُه الداخِلُ الذي يَلِي الجَسَدَ ويَلِي الجانِبَ الأيمَنَ مِن الرَّجُل إذا ائْتَزَر ومنه الحديث : " فَلْيَنْزِعْ داخِلَةَ إزارِه ولْيَنفُضْ بها فِراشَه " وفي حديثِ العائِن : " يَغْسِل داخِلَةَ إزارِه " أي مَوْضِعَه مِن جسدِه لا الإزارَ . وقال ابنُ الأنبارِيّ : قال بعضهم : داخِلَةُ الإِزارِ : مَذاكِيرُه كَنَى عنها كما يُكْنَى عن الفَرج بالسَّراوِيل فيقال : فُلانٌ نَظِيفُ السَّراوِيل . وقال بعضُهم : داخِلَةُ إزارِه : الوَرِكُ . وداخِلَةُ الأرضِ : خَمَرُها وغامِضُها يقال : ما في أرضِهم داخِلَةٌ مِن خَمَرٍ . ج : دَواخِلُ كما في التهذيب . ودَخْلَةُ الرجُلِ مُثَلَّثةً عن ابنِ سيِدَه ودَخِيلَتُه ودَخِيلُه ودُخْلُلُه بضمّ اللامِ وفتحِها ودُخَيلاؤُه بالضمّ والمَدّ وداخِلَتُه ودُخَّلُه كسُكَّرٍ ودِخالُه ككِتابٍ . وقال اللَّيثُ : هو بالضمّ ودُخَّيلاهُ كسُمَّيهى ودِخْلُه بالكسرِ والفتح فهي أرْبَعَ عشرةَ لُغَةً والمعنى : نِيَّتُه ومَذْهَبُه وجَمِيعُ أمرِه وخَلَدُه وبطانَتُه لأنّ ذلك كلَّه يُداخِلُه وقد يُضافُ كلُّ ذلك إلى الأَمر فيقال : دَخْلَةُ أمرِه ومعنى الكُلِّ : عرفتُ جَمِيعَ أمرِه . والدَّخِيلُ والدُّخْلُلُ كقُنْفُذٍ ودِرْهَم : المُداخِلُ المُباطِنُ وبَينَهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ : أي خاصٌّ يُداخِلُهم قاله اللِّحْياني . قال ابنُ سِيدَه : ولا أعرِفُ ما هو وفي التهذيب : قال أبو عبيدة : بَينَهُم دُخلُلٌ ودِخلَلٌ : أي إِخاءٌ ومَوَدةٌ . وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَله كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ : صَفاءُ داخِلِه عن ابنِ سِيدَه . والدَّخَلُ مُحَرَّكةً : ما داخَلَكَ مِن فَسادٍ في عَقْلٍ أو جِسمٍ وقد دَخِلَ كفَرِح وعُنيَ دَخْلاً بالفتح ودَخَلاً بالتَّحريك فهو مَدْخُولٌ . الدَّخَلُ : الغَدْرُ والمَكْرُ والداءُ والخَدِيعَةُ يقال : هذا أَمرٌ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ . وقوله تعالى : " ولاَ تتخِذُوا أيمَانَكُم دَخَلاً بينَكُم " أي مَكراً وخَدِيعةً ودَغَلاً وغِشّاً وخِيانةً . الدَّخَلُ : العَيبُ الداخِلُ في الحَسَبِ ويُفتَح عن الأزهريّ . الدَّخَلُ : الشَّجَرُ المْلْتَفُّ كالدَّغَل بالغين كما سيأتي . الدَّخَلُ : القومُ الذين يَنْتسِبون إلى مَن ليسوا مِنهُم قال ابن سِيدَه : وأرى الدَّخَلَ هنا اسماً للجَمْع كالرَّوَحِ والخَوَلِ . وداءٌ دَخِيلٌ وحُبٌّ دَخِيلٌ : أي داخِلٌ . ودَخِلَ أمرُه كفَرِح دَخَلاً : فَسَد داخِلُه وقول الشاعر :
غَيْبِي له وشَهادَتِي أَبَداً ... كالشَّمْسِ لا دَخِنٌ ولا دَخْلُيجوز أن يريد : ولا دَخِلُ : أي ولا فاسِدٌ فَخفَّف لأن الضَّربَ من هذه القصيدة فَعْلُن بسكون العين ويجوز أن يريد : ولا ذو دَخْل فأقامَ المُضافَ إليه مُقامَ المُضاف . وهو دَخِيلٌ فيهم : أي مِن غيرِهم ويَدْخُلُ فيهم هكذا في النّسخ وفي المحكَم : فتَدَخَّلَ فيهم والأُنثى : دَخِيلٌ أيضاً . والدَّخِيلُ : كل كلمةٍ أُدخِلَت في كلام العَربِ وليست منه أكثَرَ منها ابنُ دُرَيد في الجَمهرة . الدَّخِيلُ : الحرفُ الذي بينَ حرفِ الرَّوِيِّ وألفِ التأسيس كالصادِ من قوله :
" كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ سُمِّيَ به لأنه كأنه دَخِيلٌ في القافية ألا تراه يجيء مختلِفاً بعدَ الحرفِ الذي لا يجوز اختلافُه أعني ألف التأْسيس . الدَّخِيلُ : الفَرَسُ الذي يُخَصُّ بالعَلَفِ وهذا غَلَطٌ فإنّ الذي صَرحَ به الأئمّة أنه الدَّخِيلِيّ وهو قولُ أبي نَصْر وبه فَسَّر قولَ الشاعر وهو الراعِي :
كأنّ مَناطَ الوَدْعِ حيثُ عَقَدْنَهُ ... لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيلِ المُقَلَّدِ وهناك قولٌ آخَرُ لابنِ الأعرابي سيأتي قريباً فتأمَّلْ ذلك . الدَّخِيلُ : فَرَسُ الكَلَجِ الضَّبّيِّ نقله الصاغانيّ . المُدْخَلُ كمُكْرَم : اللَّئيمُ الدَّعِيُّ في النَّسَب لأنه أدْخِلَ في القَوم . وهُم في بني فُلانٍ دَخَلٌ مُحرَّكةً : إذا كانوا يَنتسبُون معهم وليسوا مِنهم وهذا قد تقدَّم فهوَ تكرار . والدَّخْلُ بالفتح : الدّاءُ والعَيبُ والرِّيبَةُ قالت عَثْمَةُ بنتُ مَطْرُود :
تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْلِ ... وما يُدْرِيك بالدَّخْلِ يُضْرَبُ في ذي مَنْظَرٍ لا خَيرَ عندَه وله قِصَّةٌ ساقها الصاغاني في العُباب عن المُفَضَّل تركتُها لِطُولِها . ويُحرَّك عن الأزهريّ . الدَّخْلُ : ما دَخَلَ عليكَ مِن ضَيعَتِك زاد الأزهريّ : مِن المَنَالةِ . الدُّخَّل كسُكَّرٍ : الرجُلُ الغَلِيظُ الجِسم المُتَداخِلُه دَخَل بعضُه في بَعض . الدُّخَّل : ما دَخَلَ وفي المحكَم : ما داخَلَ العَصَبَ من الخَصائِل وقيل في قولِ الراعِي :
" يَنْمازُ عنه دُخَّلٌ عن دُخَّلِ دُخَّلٌ : لَحْمٌ دُوخِلَ بَعضُه في بَعْض . ويقال : لَحمُه مِثلُ الدُّخَّل . وفي التهذيب : دُخَّلُ اللَّحمِ : ما عاذَ بالعَظْم وهو أطْيَبُ اللَّحم . الدُّخَّلُ : ما دَخَلَ مِن الكَلإِ في أُصُولِ أغصانِ الشَّجَرِ كما في المحكَم وأنشد الصاغانِيُّ لِمُزاحِمٍ العُقَيلِي :
أطاعَ له بالأَخْرَمَيْنِ وكُتْمَةٍ ... نَصِيٌّ وأَحْوَى دُخَّلٌ وجَمِيمُ وفي التهذيب : الدُّخَّلُ مِن الكَلَإِ : ما دَخَل في أغصانِ الشَّجَرِ ومَنَعَهُ التِفافُه عن أن يُرعَى وهو العُوَّذُ . الدّخَّلُ : ما دَخَل بينَ الظُّهْرانِ والبُطْنانِ مِن الرِّيش وهو أجْوَدُه لأنه لا تُصِيبُه الشَّمسُ . الدُّخَّلُ : طائِرٌ صَغِيرٌ أَغْبَرُ يسقُط على رؤوسِ الشَّجَر والنَّخل فيدخلُ بينَها واحِدتُها : دُخَّلَةٌ . وفي التهذيب : طَيرٌ صِغارٌ أمثالُ العَصافيرِ تأوِي الغِيرانَ والشَّجَرَ المُلْتفَّ . وقال أبو حاتم في كتاب الطَّير : الدُّخَّلَةُ : طائِرةٌ تكون في الغِيرانِ وتدخُلُ البيوتَ وتَتصَّيدُها الصِّبيانُ فإذا كان الشتاءُ انتشرَتْ وخَرَجَتْ بَعْضُهُنَّ كَدْراءُ ودَهْساءُ وزَرْقاءُ وفي بعضِهنّ رَقْشٌ بسَوادٍ وحُمْرةٍ كلّ ذلك يكون وبالبَياض وهي بعِظَم القُنْبُرَة والقُنْبُرَةُ أعظَمُ رأساً منها لا قَصِيرةُ الذّنابَي ولا طَوِيلتُها قَصِيرةُ الرِّجلَين نحو رِجْل القُنْبُرَة . والجِماع : الدُّخَّلُ قال أبو النَّجم يَصفُ راعِىَ إبلٍ حافِياً :
" كالصَّقْرِ يَجْفُو عن طِرادِ الدُّخَّلِكالدُّخْلَلِ كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ . قال ابنُ سِيدَه : وهو طائرٌ مُتَدخِّلٌ أصغَرُ مِن العُصفُور يكون بالحِجاز . ج : دَخاخِيلُ ثبتَتْ فيه الياءُ على غيرِ قِياس قاله ابنُ سِيدَه . ووقَع في التهذيب : دَخالِيلُ . دُخَّلٌ : ع قُربَ المَدينةِ على ساكِنها أفضلُ الصَّلاةِ والسلام قاله نَصْرِّ بينَ ظَلِمٍ ومِلْحَتَيْنِ . الدِّخالُ ككِتابٍ في الوِرْدِ : أن تُدْخِلَ بَعيراً قد شَرِب بينَ بَعِيرَيْن لم يشرَبا ليشرَبَ ما عَساهُ لم يكن شَرِبَ . وقيل : هو أن تَحمِلَها على الحَوضِ بمَرَّة عِراكاً قال أُمَيَّةُ الهُذَلِي :
وتُلْقِى البَلاعِيمَ في جَردِهِ ... وتُوفي الدُّفُوفَ بِشُرْبٍ دِخالِ وقال لَبِيدٌ رضي اللّه تعالى عنه :
فأَوْرَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها ... ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخالِ وفي التهذيب : وإذا وَرَدت الإِبلُ أَرْسالاً فشَرِبَ منها رَسَلٌ ثم وَرَد رَسَلٌ آخَرُ الحوضَ فأدخِلَ بعير قد شَرِب بينَ بَعيرَيْن لم يشرَبا فذلك الدِّخالُ وإنما يُفْعلُ ذلك في قِلَّةِ الماءِ قاله الأصمَعيُّ . وقال اللَّيث : الدِّخالُ في وِرْدِ الإِبِل : إذا سُقِيَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً حتّى إذا ما شَرِبَتْ جميعاً حُمِلَتْ على الحوضِ ثانيةً لتَستَوفي شُربَها . والقولُ ما قاله الأصمَعِيّ . الدِّخالُ : ذَوائِبُ الفَرَسِ لتَداخُلِها ويُضَم كما في المحكَم . الدِّخالُ مِن المَفاصِلِ : دُخولُ بعضِها في بعضٍ قال العَجّاج :
" وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْرَجَا كالدَّخِيلِ كذا في النسَخ . وفي المحكَم : تَداخُلُ المَفاصِلِ ودِخالُها ولم يذكر الدَّخِيلَ فتأمَّل . والدِّخْلَةُ بالكسر : تَخْلِيطُ ألوانٍ في لَونٍ كذا نَصُّ المحكَم ونَصُّ التهذيب : الدِّخْلَةُ في اللَّون : تَخلِيطٌ مِن ألوانٍ في لَونٍ . قلت : وهكذا هو في العَينْ . قال ابنُ درَيد : هو حَسَنُ الدِّخْلَةِ والمَدْخَلِ : أي حَسَنُ المَذْهَب في أُمورِه وهو مَجازٌ . قال ابنُ السِّكِّيت : الدَّوْخَلَّةُ بالتشديد وتُخَفَّف : سَفِيفَةٌ تُنْسَج من خُوصٍ يُوضَعُ فيها التَّمرُ . ونَصُّ ابنِ السِّكِّيت : يُجْعَلُ فيه الرُّطَبُ والجَمْع : الدَّواخِيلُ قال عَدِيُّ ابن زَيد :
بَيتَ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّهُ ... فِيه ظِباءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ الدَّخُولُ كقَبُولٍ : ع في دِيار بني أبي بكر بن كِلاب يُذكَر مع حَومَل قال امرؤ القَيس :
" بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والداخِلُ : لَقَبُ زُهَير بنِ حَرامٍ الشاعرِ الهُذَلِي أخي بني سَهْم بن معاويةَ بن تَمِيم . وابنه عَمرو بن الداخِل شاعرٌ أيضاً . والدَّخِيلِيُّ كأَمِيرِيِّ : الظَّبيُ الرَّبيبُ وكذلك الأَهِيلِيُّ عن ابنِ الأعرابيّ وأنشد قولَ الراعِي الذي قدَّمناه سابقاً فقال : الدَّخِيلِيُّ : الظَّبيُ الرَّبيبُ يُعلَّقُ في عُنقِه الوَدَعُ فشُبهه الوَدعُ في الرَّحْل بالوَدَع في عُنُقِ الظَّبي . يقول : جَعَلْنَ الوَدْعَ مُقَدَّمَ الرَّحْل . وهناك قولٌ ىخَرُ لأبي نصر تقدَّم ذكرُه وقد غَلِط المصنِّف فيه . دَخْلَةُ كحَمزَةَ : ة كثيرةُ التَّمْرِ قال نَصرٌ : أظنُّها بالبَحْرَين . قال أبو عمرو : الدَّخْلَةُ : مَعْسَلَةُ النَّحْلِ الوَحْشِيَّة . وهَضْبُ مَداخِلَ وفي العُباب : هَضْبُ المَداخِل : مُشْرِفٌ على الرَّيّانِ شَرْقِيَّه . قال ابنُ عَبّاد : الدِّخْلِلُ كزِبْرِجٍ : ما دَخَلَ مِن اللَّحم بينَ اللَّحم . وفي بعض النسَخ : ما دَخَل مِن الشَّحْم ونَصُّ المُحِيط ما قدَّمْناه . والدُّخَيلِياءُ بالضمّ مَمدُوداً : لُعبَةٌ لَهُم أي للعَرب كما في العُباب . والمُتَدَخِّلُ في الأُمورِ : مَن يَتكلَّفُ الدُّخولَ فيها وهو القِياسُ في باب التَّفَعُّل . الدُّخَّلَة كقُبَّرةٍ : كُل لَحْمةٍ مُجتَمِعةٍ نقله الصاغاني . ونَخْلَةٌ مَدْخولَةٌ : عَفِنةُ الجَوفِ قد أصابها دَخَلٌ . والمَدْخُولُ : المَهْزُولُ والداخِلُ في جَوفِه الهُزال يقال : بَعِيرٌ مَدْخُولٌ وفيه دَخَلٌ بَيِّنٌ مِن الهُزال . المَدْخُولُ : مَن في عَقْلِه دَخَلٌ أو في حَسَبِه . وقد دُخِلَ كعُنىَ وقد تقَدّم
ومما يُسْتَدرَك عليه :الدُّخْلُ بالضَّمِّ والدُّخْنُ : الجاوَرْسُ . وفُلانٌ حَسَنُ المَدْخَلِ والمَخْرَج : أي حَسَنُ الطَّرِيقةِ مَحمودُها . والدَّخِيلُ : فَرَسٌ بينَ فَرسيْن في الرِّهان كما في العُباب . والدَّخِيلُ : الضَّيفُ لدُخولِه على المَضِيفِ كما في المحكَم ومنه قول العامَّة : أنا دَخِيلُ فُلانٍ . وقال ابنُ الأعرابيّ : الدخْلُلُ والدُّخَّالُ والدَّاخِلُ : كُلُّه دُخَّالُ الأذنِ قال الأزهريّ : وهو الهِرْنِصانُ . وقال السُكّريُّ في شَرح قول الراعِي السابقِ : دَخِيلِيٌّ : خَيلٌ كان يُقال لها : بَناتُ دَخِيلٍ . وبعضُهم يَروِيه : دَخُولِي أي : مِن ظَبيٍ مِن الدَّخُول . وتَداخُلُ الأُمورِ ودِخالُها : تَشابُهُها والتِباسُها ودُخولُ بعضِها في بَعض . وإذا ائتُكِل الطَّعامُ سُمِّيَ مَدخُولاً ومَسْرُوفاً . وناقَةٌ مُداخَلَةُ الخَلْقِ : إذا تَلاحَكَتْ واكْتَنَزَتْ واشتدَّ أسْرُها . وقولُ ابنِ الرَّقاع :
فرَمَى به أدْبارَهُنَّ غُلامُنا ... لمّا اسْتَتَبَّ به ولم يَستَدْخِلِ يقول : لم يَدخُلِ الخَمَرَ فيَخْتِلِ الصَّيدَ ولكنه جاهَرها . والدُّخْلَلُون : الأَخِلاَّءُ والأَصْفِياءُ ومنه قولُ امرئ القَيس :
" ضَيَّعَهُ الدُّخْلَلُونَ إذ غَدَرُوا هم الخاصَّةُ هنا وأيضاً : الحُشْوَةُ الذين يدخُلون في قَومٍ وليسوا منهم فهو من الأضداد قاله الأزهريّ . ودَخَّلَ التَّمرَ تَدْخِيلاً : جَعَله في الدَّوْخَلَّة . وتَداخَلَنى منه شيء . وذاتُ الدّخُولِ كصَبُورٍ : هَضبة في ديارسُلَيم . ومَحلَّةُ الداخِلِ بالغَربيَّة مِن مِصْرَ وقد ذُكِرت في ح - ل - ل " . والمَدْخُولُ : الدَّخْل . والمُداخِلُ : هو الدُّخْلَلُ في الأُمور . والدَّخَّالُ كشَدَّادٍ : الكثيرُ الدُّخُولِ . والداخِلُ : لَقَبُ عبد الرحمن بن معاوِيةَ بن هِشام لأنه دخَل الأندَلُسَ وتملَّك ولدُه بها . وأبو يعقوب يوسفُ بن أحمد بن الدَّخِيلِ كأَمِيرٍ مُحدِّثٌ . ودَخِيلُ بنُ إياس بن نُوح بن مُجَّاعَةَ بن مُرارَةَ الحَنَفِي مِن أتباع التابِعين ثِقَةٌ بن أهلِ اليَمامَةِ . ودَخِيلُ بن أبي الخَليل صالحِ بن أبي مريم يَروِي عن يَحيى بنِ مَعِين ويقال فيه : دُخَيلٌ كزُبَيرٍ كما في العُباب . قلت : وهو تابِعِيٌّ ضُبَعِيٌّ من أهل البَصرة روى عن أبي هُرَيرة وعنه مَطَرٌ الوَرَّاقُ ذكره ابن حِبّان . ففي كَلامِ الصاغاني نَظَر ظاهِرٌ . ودخَلَ بامرأته : كِنايَةٌ عن الجِماع وغَلَب استعمالُه في الوَطْء الحَلال والمرأةُ مَدْخُولٌ بها . قلت : ومنه الدخْلَةُ : للَيلةِ الزِّفافِ
الرَّوْعُ : الفَزَعُ راعَهُ الأَمْرُ يَروعُه رَوْعاً وفي حديث ابن عبّاسٍ إذا شَمِطَ الإنسانُ في عارِضَيْهِ فذلكَ الرَّوْعُ . كأَنَّه أَرادَ الإنذارَ بالمَوتِ . وقال الليثُ : كُلُّ شيءٍ يَروعُكَ منه جَمالٌ وكَثرَةٌ تَقول : راعَني فهو رائعٌ كالارْتِياعِ قال النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ يصف ثَوراً :
فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ ويقال : ارْتاعَ منه وله . والتَّرَوُّع قال رُؤْبة :
ومَثَلُ الدنيا لمَن تَرَوَّعا ... ضَبَابَةٌ لا بُدَّ أن تَقَشَّعا
" أو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا الرَّوْع : د باليمنِ قربَ لَحْجٍ نقله الصَّاغانِيّ . الرَّوْعة : الفَزْعة وهي المَرّةُ الواحدةُ من الرَّوْع : الفزَع والجمعُ رَوْعَاتٌ ومنه الحديث : " اللهُمَّ آمِنْ رَوْعَاتِي واسْتُرْ عَوْرَاتي " وفي الحديث : " فأعطاهُم برَوْعَةِ الخَيل " يريد أنَّ الخيلَ راعَتْ نساءَهم وصِبيانَهم فأعطاهم شيئاً لِما أصابَهم من هذه الرَّوْعة . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّوْعة : المَسحَةُ من الجَمال والرَّوْقَة : الجَمالُ الرائِق . قال الأَزْهَرِيّ : يقال : هذه شَرْبَةٌ راعَ بها فؤادي أي : بَرَدَ بها غُلَّةَ رُوعي ومنه قولُ الشاعر :
سَقَتْني شَرْبَةً راعَتْ فؤادي ... سَقاها اللهُ من حَوْضِ الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلَّم . وراعَ فلانٌ : أَفْزَع كرَوَّعَ تَرْوِيعاً لازِمٌ مُتعَدٍّ فارْتاعَ نقله الجَوْهَرِيّ ومنه الحديث : " لن تُراعوا ما رَأَيْنا من شيءٍ " وقد رِيعَ يُراعُ : إذا فَزِعَ . وقولهم : لا تُرَعْ أي لا تَخَفْ ولا يَلْحَقْكَ خوفٌ قال أبو خِراشٍ :
" رَفَوْني وقالوا يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْفقلتُ وأَنكرْتُ الوجوهَ : همُ هُمُ وللأنثى : لا تُراعي قال قَيْسُ بني عامر :
أيا شِبْهَ لَيْلَى لا تُراعي فإنَّني ... لكِ اليومَ من وَحْشِيَّةٍ لصَديقُ
راعَ فلاناً الشيءُ : أَعْجَبه نقله الجَوْهَرِيّ ومنه الحديثُ في صفةِ أهلِ الجنَّةِ : " فيَرُوعُه ما عَلَيْه من اللِّباسِ " أي يُعجبُه حُسنُه . راعَ في يدي كذا وراقَ أي أفادَ نقله الصَّاغانِيّ هكذا في كتابَيْه ولكنه فيهما فادَ بغيرِ ألف ثمّ وَجَدْتُ صاحبَ اللِّسان ذَكَرَه عن النوادرِ في ريع : راعَ في يدي كذا وكذا وراقَ مثلُه أي : زادَ فعُلِمَ من ذلك أنّ الصَّاغانِيّ صَحَّفَه وقلَّدَه المُصَنِّف في ذِكرِه هنا وصوابُه أن يُذكَر في التي تَليها فَتَأَمَّلْ . راعَ الشيءُ يَروعُ ويَريعُ رُواعاً بالضَّمّ : رَجَعَ إلى مَوْضِعِه . وارْتاعَ كارْتاحَ نقله ابْن دُرَيْدٍ وأوردَه الجَوْهَرِيّ في ريع فإنّ الحَرفَ واوِيٌّ يائِيٌّ وذكر هنا أنه سُئِلَ الحسَنُ البَصْريُّ عن القَيءِ يَذْرَعُ الصائمَ فقال : هل راعَ منه شيءٌ ؟ فقال له السائلُ : ما أدري ما تقول فقال : هل عادَ منه شيءٌ ؟ . ورائِعَةٌ : مَنْزِلٌ بين مكّةَ والبَصرةِ أو هو ماءٌ لبَني عُمَيْلةَ ومَوْضِعٌ بين إمَّرَةَ وضَرِيَّةَ كما في العُباب أو هو أي هذا المَوضعُ المذكور بالباءِ المُوَحَّدةِ وهذا خطأ والصوابُ : أو هو بالغَينِ المُعجَمة ففي مُعجَمِ البَكرِيِّ : رائِغَةُ بالغَين : مَنْزِلٌ لحاجِّ البَصرةِ بين إمَّرَةَ وطَخْفَةَ كما سيأتي إن شاءَ اللهُ تعالى في روغ . ودارٌ رائِعَةٌ : مَوْضِعٌ بمكّةَ شرَّفَها اللهُ تعالى جاءَ ذِكرُه في الحديث . هكذا ضبطه الصَّاغانِيّ بالعَين المُهمَلة وفي التبصير للحافظ : رائِغَة بالغَينِ المُعجَمة : امرأةٌ تُنسَبُ إليها دارٌ بمكّة يقال لها : دارُ رائِغَةَ قيَّدَها مُؤْتَمَنٌ الساجِيُّ هكذا فَتَنَبَّه لذلك به قَبْرُ آمِنَةَ أمِّ النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ورَضِيَ اللهُ عنها في قولٍ وقيل : في شِعْبِ أبي دُبٍّ بمكّةَ أيضاً وقيل : بالأَبْواءِ بين مكّةَ والمدينةِ شرَّفهُما اللهُ تعالى والقولُ الأخيرُ هو المشهور . ورائِعٌ : فِناءٌ من أَفْنِيَةِ المدينةِ على ساكِنها أَفْضَلُ الصلاةِ والسلام . وكشَدَّادٍ : الرَّوَّاعُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ التُّجِيبيّ . وسُلَيْمانُ بنُ الرَّوَّاعِ الخُشَنيُّ شيخٌ لسعيدِ بن عُفَيْر وأحمدُ بنُ الرَّوَّاع بن بُرْدِ بنِ نَجيحٍ المِصريّ المُحدِّثون ذَكَرَهم ابنُ يونُسَ هكذا وأَوْرَدَهم الصَّاغانِيّ في هذا الباب وهو خطأٌ والصوابُ بالغَين المُعجَمةِ في الكلِّ كما ضَبَطَه الحافظُ بنُ حجَرٍ وسيأتي للصاغانيِّ في الغَينِ أيضاً على الصواب وتَبِعَهُ المُصَنِّف هناك من غيرِ تَنْبِيه فليُتَنَبَّه لذلك . الرَّواع : امرأةٌ شَبَّبَ بها رَبيعةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ . مُقتَضى سِياقُه أنّه كشَدَّاد وهو المفهومُ من سِياقِ العُباب فإنّه أَوْرَدَه عَقِبَ ذِكرِه الأسماءَ التي تقدَّمَت وضبطهم كشَدّادٍ والصوابُ أنّه كسَحابٍ كما هو مضبوطٌ في التكملة أو هي كغُراب وهذا أكثر حيثُ يقول :
ألا صَرَمَتْ موَدَّتَكَ الرُّوَاعُ ... وجَدَّ البَينُ منها والوَداعُ وقال بِشرُ بن أبي خازِمٍ :
تحَمَّلَ أَهْلُها منها فبانوا ... فَأَبْكَتْني منازِلُ للرُّواعِوأبو رَوْعَةَ الجُهَنيُّ : ممّن وَفَدَ على النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم المدينةَ مع أخيه لأمِّه عبدِ العُزَّى بنِ بَدْرٍ الجُهَنيّ رَضِيَ اللهُ عنهما ولم يَذْكُرْ أبا رَوْعَةَ الذَّهَبيُّ ولا ابنُ فَهْدٍ فهو مُستَدرَكٌ عليهما في مُعجَمَيْهِما . والرُّوع بالضَّمّ : القَلب كما في الصحاح أو الرُّوع : مَوْضِعُ الرَّوْع أي الفزَعِ منه أي من القَلب أو رُوعُ القَلبِ : سَوادُه وقيل : الذِّهْنُ وقيل : العَقل الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . ويقال : وَقَعَ ذلك في رُوعي أي نَفْسِي وَخَلَدي وبالي وفي الحديث : " إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أنَّ نَفْسَاً لن تَموتَ حتى تَسْتَكمِلَ رِزقَها فاتَّقوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطَّلَب " قال أبو عُبَيْدة : معناه : في نَفْسِي وَخَلَدي ونحو ذلك ومنه الحديث : قال صلّى الله عليه وسلَّم لعُروَةَ بنِ مُضَرِّس بنِ أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لأْمٍ الطائيِّ رَضِيَ اللهُ عنه - حين انتهى إليه وهو بجَمْعٍ قبلَ أن يُصلّي الغَداةَ فقال : يا نبيَّ اللهِ طَوَيْتُ الجَبلَيْن ولَقِيتُ شِدَّةً - : " أَفْرَخَ رُوعُكَ مَن أَدْرَكَ إفاضَتَنا هذه فقد أَدْرَكَ " عني الحَجَّ أي خَرَجَ الفزَعُ من قَلْبِك هكذا فَسَّرَه أبو الهَيثَم ويُروى رَوْعُك بالفَتْح أو هي الرِّوايةُ فقط . قال الأَزْهَرِيّ : كلُّ من لَقِيتَه من اللُّغَويِّين يقول : أَفْرَخَ رَوْعُه بفتحِ الراء إلاّ ما أَخْبَرني به المُنذِريُّ عن أبي الهَيثَمِ أنّه كان يقول : إنّما هو أَفْرَخَ رُوعُه بالضَّمّ . وفي العُباب : قال أبو أحمدَ الحسَنُ بنُ عَبْد الله بنِ سعيدٍ العَسكَريُّ : أَفْرَخَ رَوْعُك أي زالَ عنكَ ما تَرْتَاعُ له وتخافُ وذهبَ عنك وانْكشفَ كأنّه مأخوذٌ من خروجِ الفَرْخِ من البَيضَةِ وانكِشافِ الغُمّةِ عنك وقال أبو عُبَيْدٍ : أَفْرِخ رَوْعَك تفسيرُه : ليَذهبْ رُعبُكَ وَفَزَعُك فإنّ الأمرَ ليس على ما تُحاذِرُه . وفي حديثِ مُعاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عنه : أنّه كَتَبَ إلى زيادٍ وذلك أنّه كان على البَصْرةِ وكان المُغيرَةُ بنُ شُعبةَ على الكُوفَةِ فتُوفِّيَ بها فخافَ زيادٌ أن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عَبْد الله بنَ عامِرٍ مكانَه فَكَتَبَ إلى مُعاوِيةَ يُخبِرُه بوفاةِ المُغيرَة ويُشيرُ عليه بتَولِيَةِ الضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ مكانَه ففَطِنَ له مُعاوِيَةُ وَكَتَبَ إليه : قد فَهِمْتُ كِتابَكَ وليُفْرِخْ رُوعُكَ أبا المُغيرَةِ وقد ضَمَمْنا إليكَ الكُوفةَ مع البَصرةِ . المَشهورُ عندَ أئمَّةِ اللُّغَة بالفَتْح إلاّ أبا الهَيثَم فإنّه رواهٌ بالفَتْح والمَعنى : أي أَخْرِجْ الرَّوْعَ من رُوعِك أي الفزَعَ مِن قَلْبِك . قال أبو الهَيثَمِ : ويقال : أَفْرَخَتِ البَيضةُ إذا خَرَجَ الفَرخُ منها قال : والرَّوْعُ بالفَتْح : الفزَعُ والفزَعُ لا يَخْرُجُ من الفزَعِ وإنّما يخرجُ من مَوْضِعٍ يكونُ فيه الفزَع وهو الرُّوعُ بالضَّمّ قال : والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البَيضَة يقال : أَفْرَخَتِ البَيضَةُ إذا تفَلَّقَتْ عن الفَرْخِ فَخَرَجَ منها وأَفْرَخَ فؤادُ رجُل : إذا خَرَجَ رَوْعُه قال : وَقَلَبَه ذو الرُّمَّةِ على المَعرِفَةِ بالمَعنى فقال يصفُ ثَوْرَاً :
وَلَّى يَهُزُّ اهْتِزازاً وَسْطَها زَعِلاً ... جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِهِ الكُرَبُ قال : ويقال : أَفْرِخْ رُوعَكَ على الأمرِ أي اسْكُنْ وأْمَنْ قال الأَزْهَرِيّ : والذي قالَه أبو الهَيثَمِ بَيِّنٌ غيرَ أنِّي أَسْتَوحِشُ منه ؛ لانْفِرادِه بقَولِه . وقد يَسْتَدرِكُ الخلَفُ على السَّلَفِ أَشْيَاءَ رُبَّما زَلُّوا فيها . فلا نُنكِر إصابَة أبي الهَيثمِ فيما ذهبَ إليه وقد كان له حَظٌّ من العِلمِ مَوْفُورٌ رَحِمَه اللهُ تعالى . وناقةٌ رُوَاعَةُ الفُؤاد ورُواعُه بضَمِّهما إذا كانت شَهْمَةً ذَكِيّةً قال ذو الرُّمَّةِ :
رَفَعْتُ له رَحْلِي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ... رُواعِ الفؤادِ حُرَّةِ الوَجهِ عَيْطَلِوالرَّوْعاء : الفرَسُ والناقةُ الحَديدةُ الفؤادِ ولا يُوصَفُ به الذَّكَر كما في الصحاح وفي التهذيب : فرَسٌ رُواعٌ . بغيرِ هاءٍ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : فرَسٌ رَوْعَاء : ليستْ من الرَّائِعَة ولكنّها التي كأنَّ بها فزَعٌ من ذَكائِها وخِفَّةِ رُوحِها . والأَرْوَع من الرِّجال : مَن يُعجِبُكَ بحُسنِه وجَهارَةِ مَنْظَرِه مع الكرَمِ والفَضْلِ والسُّؤْدُدِ أو بشَجاعتِه وقيل : هو الجميلُ الذي يَروعُكَ حُسنُه ويُعجِبُكَ إذا رَأَيْتَه قال ذو الرُّمَّةِ :
" إذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضْحَى كأنَّهعلى الرَّحْلِ ممّا مَنَّهُ السَّيْرُ أَحْمَقُ وقيل : هو الحَديد ورجلٌ أَرْوَعُ : حَيُّ النَّفْسِ ذَكِيٌّ كالرَّائِع ج : أَرْوَاعٌ ورُوعٌ بالضَّمّ . أمّا الرُّوعُ فجمعُ أَرْوَع ورَوْعَاء يقال : رِجالٌ رُوعٌ ونِسوَةٌ رُوعٌ . وأمّا الأَرْواعُ فجَمعُ رائِعٍ كشاهِدٍ وأَشْهَاد وصاحِبٍ وأَصْحَابٍ ومنه حديثُ وائِلِ بنِ حُجْرٍ : إلى الأَقْيالِ العَباهِلَةِ والأَرْواعِ المَشابيبِ . وهم الحِسانُ الوجوه الذين يَرُوعونَ بجَهارَةِ المَناظرِ وحُسنِ الشارات . وقيل : هم الذينَ يَروعونَ الناسَ أي يُفزِعونَهم بمَنظَرِهم ؛ هَيْبَةً لهم والأوّلُ أَوْجَه . والاسمُ : الرَّوَع مُحرّكةً يقال : هو أَرْوَعُ بَيِّنُ الرَّوَعِ وهي رَوْعَاءُ بَيِّنَةُ الرَّوَعِ والفِعلُ من كلِّ ذلك واحدٌ فالمُتَعَدِّي كالمُتَعَدِّي . وغيرُ المُتَعَدِّي كغيرِ المُتَعَدِّي . قال الأَزْهَرِيّ : والقياسُ في اشتِقاقِ الفِعلِ منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعَاً . قال شَمِرٌ : رَوَّعَ خُبْزَه بالسَّمْنِ تَرْوِيعاً ورَوَّغَه إذا رَوّاهُ به . قال ابنُ عَبّادٍ : أَرْوَعَ الراعي بالغنَم إذا لَعْلَعَ بها قال : وهو زَجْرٌ لها . المُرَوَّع كمُعَظَّمٍ : مَن يُلقى في صَدْرِه صِدقُ فِراسَةٍ أو من يُلهَمُ الصوابَ وبهما فُسِّرَ الحديثُ المَرفوع : " إنَّ في كلِّ أمَّةٍ مُحَدَّثينَ ومُرَوَّعينَ فإنْ يكُنْ في هذه الأُمَّةِ أُحَدٌّ فإنَّ عُمرَ منهم " وكذلك المُحدَّث كأنّه حُدِّثَ بالحَقِّ الغائبِ فَنَطَقَ به . وَتَرَوَّع الرجلُ : تفَزَّعَ وهذا قد تقدّمَ له في أوّلِ المادةِ وأنشدْنا هناكَ شاهِدَه من قَوْلِ رُؤْبَةَ فهو تَكْرَارٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الرُّوَاع بالضَّمّ : الفزَعُ راعَني الأمرُ رُواعاً بالضَّمّ ورُووعاً ورُؤُوعاً عن ابْن الأَعْرابِيّ . كذلك حكاهُ بغَيرِ هَمُزٍ وإن شِئْتَ هَمَزْت وكذلك رَوَّعَه إذا أَفْزَعَه بكَثْرَتِه أو جَمالِه . ورجلٌ رَوِعٌ ورائِعٌ : مُتَرَوِّعٌ كِلاهما على النَّسَبِ صَحَّت الواوُ في رَوِعَ ؛ لأنّهم شَبَّهوا حَرَكَةَ اللِّينِ التابعِ لها فكأَنَّ فَعِلاً فَعيلٌ وقد يكونُ رائِعٌ فاعِلاً في معنى مَفْعُول كقَولِه :
" ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقولُ الشاعرِ :
" شُذَّانُها رائِعَةُ من هَدْرِهِ أي : مُرْتاعَةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : وقالوا : راعَهُ أمرُ كذا أي بَلَغَ الرَّوْعُ رُوعَه . والرّائِعُ من الجَمال : الذي يُعجِبُ رُوعَ مَن رآه فيَسُرُّه . وكلامُ رائِعٌ أي فائِقٌ وهو مَجاز . وزِينَةٌ رائعةٌ أي حَسَنَةٌ . وفرَسٌ رَوْعَاء ورائعةٌ : تَرُوعُكَ بعِتْقِها وخِفَّتِها قال :
رائِعَةٌ تَحْمِلُ شَيْخَاً رائِعا ... مُجَرَّباً قد شَهِدَ الوَقائِعاونِسوَةٌ رَوائع ورُوعٌ . وقلبٌ أَرْوَعُ ورُوَاعٌ : يَرْتَاع لحِدَّتِه من كلِّ ما سَمِعَ أو رأى . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : فرَسٌ أَرْوَعُ كرجُلِ أَرْوَعَ . وشَهِدَ الرَّوْعَ أي الحَربَ . وهو مَجاز . وثابَ إليه رُوعُه بالضَّمّ أي ذهبَ إلى شيءٍ ثمّ عادَ إليه . ويقال : ما راعَني إلاّ مَجيئُك معناه : ما شَعَرْتُ إلاّ بمَجيئِك كأنّه قال . ما أصابَ رُوعي إلاّ ذلك وهو مَجاز وفي حديثِ ابنِ عَبّاسٍ : فلم يَرُعْني إلاّ رجُلٌ آخِذٌ بمَنْكِبي . أي لم أَشْعُرْ كأنّه فاجأه بَغْتَةً من غيرِ مَوْعِدٍ ولا مَعْرِفَةٍ فراعَه ذلك وأَفْزَعَه . وقال أبو زيدٍ : ارْتاعَ للخَيرِ وارْتاحَ له بمعنىً واحدٍ . وأبو الرُّوَاعِ كغُرابٍ : من كُناهُم . والرُّواعُ بنتُ بَدْرِ بنِ عَبْد الله بنِ الحارثِ بن نُمَيْرٍ : أمُّ زَرْعَةَ وعَلَسٍ ومَعْبَدٍ وحارِثَةَ بني عَمْرِو بن خُوَيْلِدِ بن نُفَيْلِ بنِ عَمْرِو بنِ كلابٍ . والأَرْوَع : الذي يُسرِعُ إليه الارْتِياعُ نقله ابنُ بَرِّيّ في ترجمة عجس . ومَرْوَعٌ كَمَقْعَدٍ : مَوْضِعٌ قال رُؤْبةُ :
فباتَ يَأْذَى مِن رَذاذٍ دَمَعَا ... مِن واكِفِ العِيدانِ حتى أَقْلَعا
" في جَوْفِ أَحْبَى من حِفَافَيْ مَرْوَعا وراعَ الشيءُ يَروعُ : فَسَدَ وهذا نَقَلَه شَيْخُنا عن الاقْتِطاف . والمُراوَعَة - مُفاعَلة من الرَّوْع - : قريةٌ باليمن وبها دُفنَ الإمامُ أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عمرَ الأَهْدَل أحَدُ أَقْطَابِ اليمن وولَدُه بها بارَكَ الله في أَمْثَالِهم