الظَّهْرُ من كلّ شْيءٍ : خلافُ البَطْنِ . والظَّهْرُ من الإنْسَانِ : من لَدُنْ مُؤَخَّرِ الكاهل إلى أدْنَى العَجُزِ عند آخره مُذَكَّرٌ لا غيرُ صَرَّح به اللِّحْيَانيّ وهو من الأسماءِ التي وِضُعَتْ مَوضِعَ الظُّرُوفِ ج أظْهُرٌ وظُهُورٌ وظُهْرانٌ بضمّهما . ومن المجاز : الظَّهرُ : الرّكابُ التي تَحْمِلُ الأثْقاَلَ في السَّفَرِ على ظُهورِها . ويقال : همْ مُظْهِرُونَ أي لهم ظَهْرٌ يَنقُلُون عليه كما يقال : مُنْجِبُون إذا كانُوا أصحابَ نَجائِب . وفي حديث عَرْفَجَةَ : فتَنَاولَ الَّسْيفَ من الظَّهْرِ فحَذَفَه به المرادُ به الإبلُ التي يُحْمَلُ عليها ويُركَب يقال عند فُلانٍ ظَهْرٌ أي إبِلٌ ومنه الحديثِ : أتَأْذَنُ لنا في نَحْرِظَهْرِنا أي إبِلنا التي نَرْكَبُها ويُجمَع على ظُهْرَانٍ بالضّمّ ومنه الحديث : " فَجَعَلَ رِجالٌ يَستَأْذِنُونَه في ظُهْرَانِهم في عُلْوِ المدِينَةِ "
والظَّهْرُ : القِدْرُ القَديمةُ يقال : قِدْرٌ ظَهْرٌ وقُدورٌ ظُهورٌ أي قدِيمةٌ كأنّها لقِدَمِها تُرْمَى ورَاءَ الظَّهْرِ قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ :
فَتَغَّيَرتْ إلاّ دَعَائِمَها ... ومُعَرَّساً من جَوْفِه ظَهْرُ
والظَّهْرُ : ع ذكره الصاغانيّ . والظَّهْرُ : المالُ الكَثِيرُ يقال : له ظَهْرٌ أي مالٌ من إبلٍ وغَنَمٍ . والظَّهْرُ : الفَخْرُ بالشَّيْءِ . وظَهَرْتُ به : افتَخَرْتُ به قال زِيادٌ الأعْجَمُ :
واظْهَرْ بِبِزَّتِهِ وعَقْدِ لِواَئِهِ ... واهْتِفْ بِدَعْوَةِ مُصْلتِيِنَ شَرَامِحِ أي افْخَر بهِ على غيرهِ قال الصّاغانيّ : وروى القصيدَةَ الأصمعيُّ للصَّلَتَانِ . والظَّهْرُ : الجانِبُ القَصِيرُ من الرِّيِش كالظُّهَارِ بالضّمّ ج : ظُهْرانٌ بالضّمّ والبُطْنَانُ الجانِبُ الطَّويلُ يقال : رِشْ سَهْمَكَ بظُهْرَانٍ ولا تَرِشْه بِبُطْنَانٍ واحدُهُما ظّهْرٌ وَبَطْنٌ ومثْل عَبْدٍ وعُبْدان . وقال ابن سِيدَه : الظُّهْرَانُ : الرِّيشُ الذي يَلي الشَّمْسَ والمَطَرَ من الجَنَاحِ . وقيل : الظُّهَارُ والظُّهْرَانُ من ريِشِ السَّهْمِ : ما جُعِلَ مِنْ ظَهْرِ عَسِيبِ الرِّيشَةِ وهو الشِّقُّ الأقْصرُ وهو أجْوَدُ الريِش الواحدُ ظَهْرٌ فأمّاّ ظُهْرَانٌ فعَلَى القِيَاسِ وأمّا ظُهَارٌ فنادِرٌ قال : ونَظِيرُه عَرْقٌ وعُرَاقٌ ويُوصَف به فيقال : رِيشٌ ظُهَارٌ وظُهْرَانٌ
وقال اللَّيْثُ : الظُّهَارُ من الرِّيشِ : هو الذي يَظْهَرُ من ريِش الطّائِرِ وهو في الجَنَاحِ قال ويقال : الظُّهَارُ جَمَاعَةٌ واحدُهَا ظَهْرٌ ويُجْمَعُ على الظُّهْرَانِ وهو أفضلُ ما يُراشُ به السَّهْمُ فإذا ريِشَ بالبُطْنَانِ فهو عَيْبٌ . ومن المَجَاز : الظَّهْرُ : طَريِقُ البَرِّ قال ابن سِيدَه : وطَرِيقُ الظَّهْرِ : طَرِيقُ البَرِّ وذلك حين يكون فيه مَسْلَكٌ في البَرِّ ومَسْلَكٌ في البَحْرِ . والظَّهْرُ : ما غَلُظَ من الأرْضِ وارْتَفَعَ والبَطْنُ : ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمَأَنَّ . وقوله صلَّى اللهُ تَعَالى عليه وسَلَّم : " ما نَزَلَ من القُرْآنِ آيةٌ إلاّ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ ولكلِّ حَرْفٍ حَدٌّ ولِكُلِّ حَدٍّ مُطَّلَعُ قال أبو عُبَيْد : قال بعضُهُم : الظَّهْرُ : لَفْظُ القرآنِ والبَطْنُ : تَأْويِلُه . وقيل : الظَّهْرُ : الحَديِثُ والخَبَرُ والبَطْنُ : ما فيه من الوَعْظِ والتَّحْذيِرِ والتَّنبِيه والمُطَّلَعُ : مأْتَى الحَدِّ ومَصْعَدُه . وقيل في تفسير قوله : " لها ظَهْرٌ وبَطْنُ قيل : ظَهْرُها : لَفْظُها وبَطْنُها : معناها . وقيل : أرادَ بالظَّهْرِ ما ظَهَرَ تأْوِيلهُ وعُرِفَ مَعْناه وبالبَطْنِ تَفْسِيرُه . وقيل : قَصُصُه في الظَّاهِرِ أخْبَارٌ وفي الباطِنِ عِبْرَةٌ وتَنْبيِهٌ وتَحْذير . وقيل : أرادَ بالظَّهْرِ التِّلاوةَ وبالبَطْنِ التّفَهُّمَ والتَّعَلُّمَ . والظَّهْرُ : ما غابَ عَنْكَ يقال : تكَلَّمْتُ بذلك عن ظَهْرِ غَيْبٍ وهو مجاز قال لَبِيدٌ :
وتَكَلَّمَتْ رِزَّ الأنِيسِ فَرَاعَها ... عنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأنِيسُ سَقَامُها والظَّهْرُ : إصابَةُ الظَّهْرِ بالضَّرْبِ والفِعْلُ كجَعَلَ ظَهَرَهُ يَظْهَرُه ظَهْراً : ضَرَبَ ظَهْرَه فهو مَظْهُورٌ . والظَّهَرُ بالتَّحْريكِ : الشِّكَايَةُ من الظَّهْرِ يقال : ظَهِرَ الرَّجلُ كفَرِحَ فهو ظَهِيرٌ : اشتَكَى ظَهْرَه وكذلك مَظْهُورٌ : به ظُهَارٌ وهو وَجَعُ الظَّهْرِ قاله الأزهريّ . وهو أي الظَّهيرُ أيضاً : القوِيُّ الظَّهْرِ صَحيحُه قاله اللَّيْث كالمُظَهَّرِ كمُعَظَّمٍ كما يقال : رجلٌ مُصَدَّرٌ : شَديدُ الصَّدْرِ ومَصْدُور : يَشْتَكِي صَدْرَه . وقيل : هو الصُّلْب الشَّديِدُ من غيرِ أن يُعَيَّنَ منه ظَهْرٌ ولا غَيْره . بَعيرٌ ظَهِيرٌ وناقَةٌ ظَهِيرَةٌ . وقد ظَهَرَ ظَهَارةً بالفَتْح . ويُقال : أعْطَاهُ عن ظَهْرِ يَدٍ هو مأْخُوذٌ من الحَديِث : " ما رأيْتُ أحَداً أعطَى لجَزِيلٍ عن ظَهْرِ يدٍ من طَلْحَةَ " قيل : عن ظَهْرِ يدٍ أي ابْتِداءً بِلاَ مُكَافَأةٍ . وفُلانٌ يأْكلُ عن ظَهْرِ يَدِ فُلان إذا كان هو يُنفِقُ عليه . والفقراءُ يأْكُلُون عن ظَهْرِ أيْدي النَّاسِ وهو مَجاز
ورَجلٌ خَفيفُ الظَّهْرِ : قليلُ العِيَالِ . وثقيلُه : كثيِرُه وكلاهُما على المَثَل . وهُو على ظَهْرٍ أي مُزْمِعٌ للسَّفَرِ غيرُ مطمَئنّ كأنّه قد رَكِبَ ظَهْراً لذلك وهو مَجازٌ قال يَصِفُ أمْواتاً :ولَوْ يَسْتَطيِعُونَ الرَّواحَ تَرَوحُوا ... مَعي أو غَدَوْا في المُصْبِحينَ على ظَهْرِ وأقْرَانُ الظَّهْرِ : الذين يُحِبُّونك هكذا في الأصول المصحَّحَة وهو خَطَأٌ والصَّوابُ : يَجِيؤُونَك منْ وَرَائِكَ أو مِنْ وَراءِ ظَهْرِك في الحَرْبِ مأْخوذٌ من الظَّهْرٍ قال أبو خِرَاشٍ :
لكَان جَميلٌ أسْوأ الناسِ تَلَّةً ... ولكنّ أقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ وقال الأصْمَعيّ : فلانٌ قِرْنٌ الظَّهْرِ وهو الّذي يَأتيه مِنْ وَرَائه ولا يَعْلَم قال ذلك ابنُ الأعرابِيّ وأنشد :
فلَوْ كَانَ قِرْنِى واحِداً لكُفيِتُه ... ولكنَّ أقْرَانَ الظُّهُورِ مَقَاتِلُ وَرَوَى ثَعْلَبٌ عن ابن الأعرابيّ أنَّه أنشده :
فلَوْ أنَّهمْ كانُوا لَقُونَا بمِثْلِنا ... ولكِنَّ أقْرَانَ الظُّهُورِ مُغَالِبُ قال : أقْرَان الظُّهْورِ : أن يَتَظَاهَرُوا عليه إذا جاءَ اثنانِ وأنتَ واحدٌ غَلَبَاكَ . والظِّهْرَةُ بالكسْر : العَوْنُ وظَهْرُ الرجُلِ وأنصارُه كالظُّهْرَةِ بالضّمّ والكسْرُ عن كُرَاع كالظَّهْرِ بالفتح يقال : فلان ظُهْرَتِي على فُلانٍ وأنا ظِهْرَتُك على هذا أي عَونُك قال تَميمٌ :
ألَهْفِي على عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ ... وظِلّ شَبَابٍ كُنْتُ فيه فأَدْبَرا وأبُو رُهْمٍ بالضّمّ : أحْزابُ ابنُ أسِيدٍ كأميِرٍ الظِّهْرِيّ بالكسر هكذا ضبطه ابن السَّمْعَانِيّ وضبطه ابنُ ماكُولاَ بالفتح ورجَّحَه الحافِظُ في التَّبْصير وقال : وهو الصحيح نُسِبَ إلى ظَهْرٍ : بَطنٍ من حِمْيَر قلْت : وهو ظَهْرُ بنُ مُعاويَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ وائِلِ بنِ الغَوْثِ وصحّفه بعضُهُم بظَفْر : صحابِيّ
وقال ابنُ فَهْد في مُعْجَمِه : أبو رُهْمٍ الظَّهْرِيّ شيخ مُعمَّرٌ أوردَه أبو بكرِ ابنُ عليّ في الصَحابةِ وقال في ترجمة أبي رُهْم السماعِيّ أو السَّمَعيّ ذَكَرَه ابنُ أبي خَيْثَمَةَ في الصحابة وهو تابعيّ اسمه أحزابُ بنُ أسيدٍ وقال في ترجمة أبي رُهْمٍ الأنْمَارِيّ : رَوَى عنه خالدُ بن مَعْدَانَ قلْت : أظُنُّه الفِهْرِيّ انتهى : فتأمَّل وفي معجم البَغَوِيّ : أنه عاش مائة وخمسين سنةً ولَيستْ له رِوَايَةٌ . والحارِثُ بنُ مُحَمَّرٍ كمُعَظَّم الظَّهْرِيّ الحِمْصِيّ تابِعِيّ كنْيته أبو حَبِيب عن أبي الدّرداءِ وعنه حَوْشَبُ بن عَقيلٍ ذكره ابنُ الأثير
وأبو مَسْعُودٍ المُعَافَى بنُ عِمْرانَ الظِّهْرِيّ الحِمْصِيّ ويقال المَوْصِلِيّ روى عن مالك وإسماعيلَ بنِ أبي عَيَّاش والأوْزَاعِيّ وعنه يَزِيدُ بنُ عبدِ الله وغيره ذَكَره ابنُ أبي حاتمٍ عن أبيه وهو ضَعيفٌ وقال الحافظ : لَيِّنٌ . وفاته : أبو الحارث حَبيبُ بنُ محمدٍ الظِّهْرِيّ الحِمْصِيّ لَقِيَ أبا الدَّرْداءِ أوردَه الحافظُ في التبصير قلت : وهو بِعْينه الذي قَبْلَه إنما جَعَل كُنْيَتَه اسْمَه واسمه كنَيتَه فتأمَّل . والظَّهَرَةُ بالتَّحْريِك : مَتاعُ البَيْتِ وأثَاثُه وقال ثعلبٌ : بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأهَرَةِ . فالظَّهَرَةُ : ما ظَهَرَ منه والأهَرَةُ : ما بَطَنَ منه . وقال ابنُ الأعرابيّ : بيْتٌ حَسَنُ الأهَرَةِ والظَّهَرَةِ والعَقَارِ بمعنىً واحدٍ . وظَهَرَةُ المال : كَثْرَتُهوالظَّهِرُ : خِلافُ الباطِنِ ظَهَرَ الأمْرُ يَظْهَرُ ظُهُوراً فهو ظاهِرٌ وظَهِيرٌ وقوله تعالى : " وذَرُوا ظَاهِرَ الإثْمِ وباطِنَهُ " قيل : ظاهِرُه المُخَالَّةُ على جِهَةِ الرّيبَةِ قال الزّجّاج : والذي يَدُلّ عليه الكلامُ والله أعلم أن المَعْنى اترُكُوا الإثْمَ ظَهْراً وبَطْناً أي لا تقرَبُوا ما حَرَّمَ الله جَهْراً وسِراً . والظَّاهِرُ : من أسْماءِ اللهِ تَعالى الحُسْنَى قال ابنُ الأثِير : هو الذي ظَهَرَ فوقَ كلّ شيْءٍ وعَلاَ عليه وقيل : عُرِفَ بطَرِيقِ الاستدلالِ العَقْلِيّ بما ظَهَرَ لهم من آثارِ أفعالِه وأوْصَافِه . والظَّاهِرةُ بالهاء من الوِرْدِ : أن تَرِدَ الإبلُ كُلَّ يَومٍ نِصفَ النَّهارِ يقال : إبلُ فلانٍ تَرِدُ الظَّاهِرَةَ وزاد شَمِرٌ : وتَصْدُرُ عند العَصْرِ يقال : شاؤُهُم ظَوَاهِرُ والظَّهِرَةُ : أن تَرِدَ كلَّ يومٍ ظُهْراً . والظَّاهِرةُ : العَيْنُ الجاحِظَةُ . النَّضْرُ : العَيْنُ الظاهِرَةُ التي مَلأتْ نُقْرَةَ العيْن وهي خلافُ الغائِرَةِ . والظَّواهِرُ : أشْرَاف الأرْض جَمعُ شَرَف مُحَركةً لِما أشْرَفَ منها . وفي الحديث ذِكْرُ قُرَيْش الظَّواهِرِ قال ابنُ الأعرابيّ وهم النّازِلُونَ بظَهْرِ جِبِالِ مَكَّةَ شَرَّفها اللهُ تعالى وقُرَيْشُ البِطَاحِ : هم النّازِلُونُ بِبِطَاحِ مَكَّةّ قال : وهم أشْرَفُ وأكرمُ مِن قُرَيْشِ الظّواهِرِ وقال الكُمَيْتُ
فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطَا ... حِ وحَلَّ غيرُكَ بالظَّوَاهِرْ قال خالِدُ بن كُلْثُوم : مُعْتَلِجُ البِطَاحِ : بَطْنُ مَكَّةَ وذلك أنُ بنِي هاشِم وبَنِي أمَيَّة وسَادَةَ قُريْش نُزُولٌ ببَطْنِ مَكَّةَ ومَنْ كانَ دونَهمُ فهم نُزُولٌ بظَوَاهرِ جِبِالِها ويقال : أرادَ بالظَّوَاهِرِ : أعلىَ مكّةَ . والبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ بالكسر هو المُعَدُّ للحاجَةِ إن احْتيِجَ . إليه نُسِبَ إلى الظَّهْرِ على غير قِياسٍ يقال : اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيراً أو بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْن أي عُدَّةً . وقد ظَهَرَ بهِ واسْتَظْهَرَه قال الأزْهَرِيّ : الاسْتِظْهارُ : الاحتياطُ واتّخاذُ الظِّهْريّ من الدّوابّ عُدَّةٌ للحاجةِ إليه احتِياطٌ لأنّه زِيادةٌ على قَدْرِ حاجَةِ صاحِبِه إليه وإنما الظِّهْريُّ : الرجلُ يكونُ مَعَهُ حاجتُه من الرِّكَابِ لحُمُولَتِه فيحْتاطُ لسَفَرِه ويَعُدُّ بَعيراً أو بَعيرَيْن أو أكثرَ فُرَّغاً تكون مُعَدَّةً لاحتمالِ ما انقَطَع مِن رِكَابِه أو ظَلَعَ أو أصابَتْه آفةٌ ثم يقال : استَظْهَرَ ببَعيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ مُحتاطاً بهما ثم أقيم الاسْتِظهارُ مُقَامَ الاحتياطِ في كلِّ شيْءٍ
وقيل : سُمِّيَ ذلك البَعِيرُ ظِهْرِيَّاً لأنّ صاحبَه وَرَاءَ ظَهْرِه ولمْ يَركَبْهُ ولم يَحمِلْ عليه وتَرَكَه عُدَّةً لحاجتِه إن مَسَّتْ إليه ومنه قوله عزّ وجلّ حِكَايَةً عن شُعَيْب " واتَّخَذْتُموه وَراءَكُم ظِهْرِياً " . ج : ظَهارِيُّ مُشَدَّدَةً مَمنوعَةً من الصّرْفِ لأنّ ياءَ النّسْبَةِ ثابتَةٌ في الواحِدِ كذا في الصّحاح . ومن المَجَاز : ظَهَرَ بحَاجَتي كمَنَعَ وظَهَّرَها بالتَّشْديِد وفي بعض النُّسخ بالتخفيفِ وأظْهَرَهَا كافتعل : جَعَلَها بَظَهْرٍ أي وَرَاءَ ظَهْر واستَخَفّ بها تَهاوُناً بها كأنّه أزالَهَا ولم يَلْتفِتْ إليها . واتَّخَذَها ظِهْرِيّاً وظِهْرِيَّةً أي خَلْفَ ظَهْر كقوله تعالى " فنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ " قال الفَرَزْدَق :
تَميمُ بنَ قَيْس لا تَكُونَنَّ حاجَتِي ... بظَهْرٍ فلا يَعْيَا عَلىَّ جَوَابُهَا وقال ابن سِيدَه : واتَّخَذَ حاجَتَه ظِهْرِيَّاً : استهانَ بها كأنَّه نَسَبَها إلى الظَّهْرِ على غير قياسٍ كما قالوا في النَّسب إلى البَصْرَة بِصْرِيّ . وقال ثعلبٌ : يقالُ للشيْءِ الذي لا يُعْنَى به : قد جَعَلْتُ هذا الأمْرَ بظَهْر ورمَيْته بظَهْر وقولهم : لا تَجْعَلْ حاجَتِي بظَهْرٍ أي لا تَنْسَها . وقال أبو عُبيْدةَ : جَعلْتُ حاجَتَه بظَهْر أي بظَهْري خَلْفي ومنه قوله تعالى " واتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِياً " هو استهانَتُك بحاجةِ الرَّجل . وجَعَلَني بظَهْرٍ : طَرَحَنِيوَظَهَرَ الشيءُ ظُهُوراً بالضّمّ : تبيَّنَ والظُّهُورُ : بُدُوَّ الشيْئِ المَخْفِيّ فهو ظَهِيرٌ وظاهِرٌ قال أَبو ذؤيب :
فإِنّ بَنِي لِحْيَانَ إِما ذَكَرْتَهم ... نَثَاهُم إِذَا أَخْنَى اللِّئَامُ ظَهِيرُ . ويُرْوَى طَهِير بالطّاءِ المهملة وقد تقدمّ . وقد أَظْهَرْتهُ أَنا أَي بَيَّنْتُه . ويقال : أَظْهَرَنِي اللهُ على ما سُرِقَ مِنِّي أَي أَطْلَعَنِي عليه . ظَهَرَ علىَّ : أَعانَنِي قاله ثعلبٌ . ظَهَرَ بهِ وعَلَيْهِ يَظْهَر : غَلَبه وقَوِيَ وفُلانٌ ظاهِرٌ على فُلانٍ أَي غالِبٌ وظَهَرْتُ على الرَّجُل : غَلَبْتُه وقوله تعالى " فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ " أَي غالبِيِن عالِينَ من قَوْلَك : ظَهَرْتُ على فُلانٍ أَي عَلَوْتُه وغَلَبْتُهُ . وهذا أَمْرٌ أَنتَ بهِ ظاهِرٌ أَي أَنت قَوِيٌّ عليه . وهذا أَمْرٌ ظاهِرٌ بِكَ غالِبٌ عليك . وقيل : الظُّهُور : الظَّفَرُ بالشيْئِ والاطّلاعُ عليه . وقال ابن سيده : ظَهَرَ عليهِ يَظْهَرُ ظُهُوراً وأَظْهَرَه اللهُ عَلَيْه . ظَهَرَ بفُلانٍ : أَعْلَنَ بهِ هكذا في سائر النسخ والذي في كتاب الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع : وأَظْهَرْتُ بفُلانٍ : أَعْلَيتُ به هكذا بالتّحِيتّة بدل النون وصحح عليها ومثْله في اللّسان فإِنه قال فيه : وظَهَرْتُ البَيْت : عَلَوْتُه وأَظْهَرْتُ بفلانٍ : أَعْلَيْتُ بهِ ففي كلامِ المُصنِّف مخالفةٌ من وَجْهَيْن فانظرْ ذلك . ويُقال أَيضاً : أَظَهَرَ اللهُ المُسْلمِينَ على الكافِرِين أَي أَعْلاهُم عليهم . من المَجَاز : هو نازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَيْهِم وظَهْرَانَيْهِم ولا تُكْسَرُ النّونُ وكذا بين أَظْهُرِهِمْ أَي وَسَطُهم وفي مُعْظَمِهِمْ . قال ابنُ الأَثير : قد تَكررّت هذه اللفظةُ في الحَدِيثِ والمُرادُ بها أَنّهم أَقامُوا بينهُم على سَبيلِ الاسْتِظْهارِ والاسْتِنَادِ إِليهم وزِيدَت فيه أَلفِ ونون مفتوحة تأْكيدا ومعناه أَنّ ظَهْراً منهم قُدّامَه وظَهْراً وراءَه فهو مَكْنُوفٌ من جانِبَيْه ومن جَوَانِبِه إِذا قيل : بين أَظْهُرِهِمْ ثمَّ كَثُرَ حتَّى استُعمِل في الإِقامةِ بين القومِ مُطْلَقاً . ولَقِيتُه بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرَانَيْنِ أَي في اليَوْمَيْنِ أَو الثَّلاثَة أَو في الأَيام وهو من ذلك وكُلُّ ما كانَ في وَسَط شَيْءٍ ومُعْظَمِه فهو بين ظَهْرَيْه وظَهْرَانَيْهِ . ورَوَى الأَزْهَريُّ عن الفَرّاءِ : فُلانٌ بين ظَهْرَيْنا وظَهْرَانَيْنَا وأَظْهُرِنَا بمَعْنًى واحدٍ قال : ولا يجوزُ بين ظَهْرَانِينا بكسر النون . ويقال : رأَيته بين ظَهْرَانَيِ اللَّيْلِ يَعْنَي بينَ العِشَاءِ إِلى الفَجْرِ . وقال الفَرّاءُ : أَتَيْتُه مَرةً بين الظَّهْرَيْنِ : يَوماً من الأَيام قال : وقال أَبو فَقْعَس : إِنما هو يَوْمٌ بَيْنَ عامَيْنِ ويقال للشيْءِ إذا كانَ وَسَط شَيْءٍ : هو بَيْنَ ظَهْرَيْهِ وظَهْرَانَيْهِ . والظُّهْرٌ بالضَّمّ سَاعَةُ الزَّوَالِ أَي زَاوالِ الشَّمْسِ من كَبِدِ السّماءِ ومنه : صَلاةُ الظُّهْرِ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : هو اسمٌ لِنصْفِ النَّهَار سُمِّيَ به من ظَهِيرَةِ الشَّمْسِ وهو شِدَّةُ حَرِّهَا . وقيل : إِنما سُمِّيَت لأَنَّهَا أَوَّلُ صَلاةٍ أُظْهِرَتْ وصُلِّيَتْ . الظُّهْرَةُ بهاءٍ السُّلحْفاةُ نقله الصاغانيّ . والظَّهِيرَةُ : الهاجِرةُ يقال : أَتَيْتَهُ حَدَّ الظَّهِيرَةِ وحينَ قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ . قال ابنُ الأَثِير : هو شِدَّةُ الحَرِّ نِصْفَ النّهَارِ . وقال ابنُ سِيدَه : الظَّهِيرَةُ : حَدُّ انْتِصَافِ النَّهارِ وقال الأَزْهَرِيّ : هما واحدٌ أَو إِنّما ذلِكَ في القَيْظِ . ولا يُقال في الشّتاءِ : ظَهِيرَةٌ صرَّحَ به ابنُ الأَثِيرِ وابنُ سِيده . وجَمْعُها الظَّهَائُر ومنه حديث عُمَرَ " أَتاهُ رَجُلٌ يَشْكُو النِّقْرِسَ فقال : كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عليك بالمَشْيِ في الظّهائِرِ في حَرِّ الهَوَاجِرِ . وأَظْهَرُوا : دَخَلُوا فِيهَا ويقال دَخَلُوا في وَقْت الظُّهْرِ كما يُقال : أَصْبَحْنَا وأَمْسَيْنَا . في الصباحِ والمَسَاءِ وفي التّنْزِيلِ العزيزِ " وحينَ تُظْهِرُون " قال ابن مُقبل :فَأَضْحَى له جُلْبٌ بأَكْنافِ شُرْمَةٍ ... أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ من الوَبْلِ أَفْصَحُ
وأَظْهَر في غُلاّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه ... عَلاَجِيمُ لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ . يعني أَنّ السّحَابَ أَتَى هذا المَوضعَ ظُهْراً . يقال : أَظْهَر القَوْمُ إِذا سَارُوا فِيها أَي في الظَّهِيرَةِ أَو وقت الظُّهْر قاله الأَصمعِيُّ . كظَّهُروا تَظْهِيراً يقال : أَتاني مُظْهِراً ومُظَهِّراً أَي في الظَّهيرةِ قال الأَزهريُّ : ومُظْهِرٌ بالتَّخْفِيف هو الوَجْه وبه سُمِّيَ الرجلُ مُظْهِراً . وتَظَاهَرُوا : تَدابَروا كأَنهَّ وَلَّى كلُّ واحدٍ منهم ظَهْرَه للآخَرِ . تَظَاهَرُوا عليه : تَعَاوَنُوا ضِدٌّ . والظَّهِيرُ كَأَمِيرٍ : المُعِينُ الواحِدُ والجَمِيعُ في ذلك سَوَاءٌ وإِنما لم يُجْمَع ظَهِيرٌ لأَنَ فَعِيلاً وفَعُولاً قد يَستوِي فيهما المذكّر والمؤَنّث والجمْع كما قال عزّ وجَلّ " إِناَّ رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ " وقال عزّ وجلّ " والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ " . قال ابنُ سِبدَه : وهذا كما حكَاه سيِبَوَيْه من قولهم للجماعة : هم صَدِيقٌ وهو فَرِيقٌ . وقال ابنُ عَرَفَةَ في قوله عَزَّ وجَلّ : " وكانَ الكافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً أَي مُظَاهِراً لأَعداءِ اللهِ تعالى . كالظُّهْرَةِ بالضّمّ والظِّهْرَةِ بالكسر وهذه كُراع وقد تَقدَّم وفَسَّرَه هناك بالعَوْنِ وتقدّم أَيضاً إِنشادُ قَوْلِ تَميِم في الظِّهْرَةِ . ويقال : هُمْ في ظِهْرَةٍ واحدَةٍ أَي يَتَظَاهَرُونَ على الأَعداءِ . يقال : جاءَنَا في ظُِهْرَتهِ بالضّمّ وبالكَسْرِ وبالتَّحْرِيكِ وظاهِرَتِهِ أَي في عَشِيرَتِهِ وقَوْمِه ونَاهِضَتِه الذين يُعِينُونَه . ظاهَرَ عَلَيْه : أَعانَ . واسْتَظْهَرَه عليهِ : اسْتَعانَهُ . واسْتَظْهَرَ عَلَيْه بهِ : اسْتَعَانَ ومنْهُ حديث عليٍّ كرّمَ اللهُ وَجْهَهُ : " يَسْتَظْهِرُ بحُجَجِ اللهِ وبِنِعْمَتِه على كِتَابِهِ " . ومن المَجَاز : قَرَأَه مِنْ ظَهْرِ القَلْبِ أَي قَرَأَه حِفْظَاً بلا كِتَابٍ . ويقال : حَمَلَ فُلانٌ القُرْآنَ على ظَهْرِ لِسَانِه كما يُقَال : حَفِظَه عَنْ ظَهْرِ قَلْبِه . قد قَرَأَه ظَاهِراً . يقال : ظَهَرَ على القُرْآنِ : اسْتَظْهَرَه أَي حَفِظَه وقَرَأَه ظاهِراً . من المَجَاز : أَظْهَرتُ على القُرْآنِ وأَظْهَرْتُه هكذا في سائِرالنَّسخ عندنا بإِثبات الهمز في الأثنين والصواب في الأَوّل ظَهَرْتُ من باب مَنَع كما رأَيتُه هكذا في التَّكْمِلَة مجَوَّداً مُصَحَّحاً وعزَاه للفَرّاءِ أَي قَرَأْتُه على ظَهْر لِسَانِي وهو مَجَاز . والظِّهارَة بالكسر : نَقِيضُ البِطَانَةِ فظِهَارَةُ الثّوْب : ما عَلاَ منه وظَهَر ولمْ يَلِ الجَسَدَ وبِطَانَتُه : ما وَلِىَ منه الجَسَدَ وكانَ داخِلاً وكذلك ظِهَارَةُ البِساطِ وبِطَانَتُه مما يَليِ الأَرْضَ . ويُقال : ظَهَرْتُ الثَّوْبَ إِذا جعَلْتَ له ظِهَارَةً وبَطَنْتُه . إِذا جعَلتَ له بِطَانَةً وجَمْعُهما : ظَهَائِرُ وبَطَائِنُ . وظَاهَرَ بَيْنَهُمَا أَي بينَ نَعْلَيْنِ وثَوْبَيْنِ : لَبِسَ أَحدَهما عن الآخر وذلك إِذا طارَقَ بينهما وطَابَقَ وكذلك ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْنِ . وقيل : ظَاهَرَ الدِّرْعَ : لأَمَ بعضَهَا على بَعْضٍ وفي الحَديث " أَنّه ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَ أُحُد " أَي جَمَع ولَبِسَ إِحْداهُمَا فوقَ الأُخْرى وكأَنه من التَّظَاهُرِ والتَّعاَوُنِ والتساعُد قاله ابنُ الأَثير ومنه قولُ وَرْقاءَ بنِ زُهَيْرٍ :
فَشُلَّتْ يَمِيِني يَومَ أَضْرِبُ خالداً ... ويَمْنَعُه مِنِّي الحَدِيدُ المُظَاهَرُوعَنَي بالحَدِيد هنا الدِّرْعَ . من المَجَاز : الظِّهَارُ من النَّسَاءِ كَكِتاب هو قَوْلُه أَي الرجلُ لامْرَأَتِهِ : أَنتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي أَو كظَهْرِ ذات رَحم وكانت العربُ تُطَلِّقُ نِسَاءَها بهذِه الكَلِمَة وكان في الجاهِليَّة طَلاقاً فلما جاءَ الإِسلامُ نُهُوا عنها وأَوجب الكَفّارة على من ظَاهَرَ من امرأَتِهِ وهو الظَّهَارُ وأَصلُه مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ وإِنمَا خَصُّوا الظَّهْرَ دونَ البَطْنِ والفَخْذِ والفَرْج وهذه أَولى بالتّحْرِيم لأَن الظَّهْرَ مَوضعُ الرُّكُوبِ والمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ إِذا غُشِيَتْ فكأَنَّه إِذا قال : أَنْت عليَّ كظَهْرِ أُمِّي أَرادَ : رُكُوبُك للنِّكَاحِ علىَّ حَرامٌ كرُكُوب أُمِّي للنكاحِ فأَقَامَ الظَّهْرَ مُقَامَ الرُّكُوبِ لأَنّه مَرْكُوبٌ وأَقام الرُّكُوبَ مُقَامَ النِّكَاحِ لأَنّ النّاكحَ راكِبٌ وهذا من لَطِيفِ الاستِعَارَات للكِنَايَةِ . قال ابنُ الأَثير : قيلَ : أَرادُوا أَنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمِّي أَي كجِمَاعِهَا فكَنْوا بالظَّهْرِ عن البَطْنِ للمُجَاوَرَةِ وقالَ : وقيل : إِنّ إِتْيَانَ المَرْأَةِ وظَهْرُهَا إِلى السماءِ كان حَرَاماً عندهُم وكان أَهلُ المَدِينَةِ يقولون : إِذا أُتِيَت المَرْأَةُ ووَجْهُها إِلى الأَرضِ جاءَ الولدُ أَحْوَلَ فلِقَصْدِ الرَّجلِ المُطَلَّق منهم إِلى التغليِظ في تحْرِيمِ امرَأَتِه عليه شَبَّهَها بالظَّهْرِ ثم لم يَقْنَعْ بذلك حتى جَعَلَهَا كظَهْرِ أُمِّهِ . وقد ظاهرَ مِنْهَا مُظَاهَرَةً وظِهَاراً وتَظَهَّرَ وظَهَّرَ تَظْهِيراً وتَظَاهَرَ كلُّه بمَعْنَىً وقوله عَزَّ وجَلّ " والذّينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ " قرئَيُظَاهِرُونَ وقُرِيءَ يَظَّهَّرُونَ والأَصل يَتَظَهَّرُونَ والمَعْنَى واحدٌ . قال ابنُ الأَثِير : وإِنما عُدِّيَ الظِّهَارُ بمِنْ لأَنَّهُم كانوا إِذا ظاهَرُ المَرْأَةَ تجَنَّبُوهَا كما يَتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقَة ويَحْتَرِزُون منها فكان قوله ظَاهَرَ من امرأَتِه أَي بَعُدَ واحْتَرَزَ منْهَا كما قيل : آليَ من امْرَأَتِه لمَّا ضُمِّنَ معَنى التّبَاعُدِ بمِن . والمَظْهَرُ : المَصْعَدُ كلاهما مِثَالُ مضقْعَد كذا ضبطه الصاغانيّ ويُوجَد هنا في بعضِ النُّسخ بضمّ الميمِ فيهما وهو خَطَأٌ قال النّابِغَةُ الجَعْدِيّ وأَنشَده رسولَ اللهِ صلَّ الله عليه وسَلَّم :
بَلَغْنَنا السَّمَاءَ مَجْدُنا وَسنأوُنَا ... وإِنا لنَرْجُو فَوقَ ذلك مَظْهَرَافَغِضبَ وقال : إِلى أَيْنَ المَظْهَرُ يا أَبا لَيْلَى ؟ فقال : إِلى الجَنَّة يا رسولَ الله قال : أَجَلْ إِن شاءَ اللهُ تعالىَ . والظَّهَارُ كسَحَابٍ : ظاهِرُ الحَرَّةِ وما أَشْرَفَ منها . الظُّهَارُ بالضّمِّ : الجَمَاعَةُ هكذا نقله الصاغانِيُّ ولم يُبَيِّنْه وتَبِعَه المصنِّف من غير تَنبيهٍ عليه مع أَنه مذكورٌ في أَول المادّة . وتحقيقه أَنَ الظُّهَارَ بالضّمّ قيل مُفرد وهو قَوْلُ اللَّيْث ويقال : جَماعة واحدُهَا ظَهْرٌ ويجمع على الظُّهْرانِ وهو أَفضلُ ما يُراشُ به السَّهْم فتأَمَّل . والظُّهَارِيَّةُ مِن أُخَذِ الصِّرَاعِ والأُخَذُ بضمّ ففتح جمع أُخْذَة نقله الصّاغانيُّ . أَو هِيَ الشَّغْزَبِيَّةُ يقال : أَخَذَه الظُّهَارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّةَ بمعنًى . أَوْ أَنْ تَصْرَعَهَ على الظَّهْرِ وهذا الذي فسّر به الصّاغانِيّ قولَه : من أَخَذِ الصَّرَاعِ فهو قَولٌ واحِدٌ والمَصنَّف أَتَى بأَو الدّالّةِ على التّنْوِيعِ والخِلافِ تكْثِيراً للمادة من غير فائِدَةٍ كما هو ظاهر . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الظُّهَارِيَّةُ : أَنْ تَعْتقَلَه الشَّغْزَبِيَّة فتَصْرَعَه . من المَجَاز : الظُّهَارِيَّة : نَوْعٌ من النِّكَاحِ تَشْبيهاً بالشَّغْزَبِيَّةِ وقد ذكرهَ الصّاغانِيُّ . وأَوثَقَه الظُّهَارِيّةَ أَي كَتَّفَه قاله ابن بُزُرْج وهو إِذا شَدَّه إِلى خَلْفٍ وهو من الظَّهْرِ . وظَهْرَانُ كسَحْبانَ : ة بالبَحْرَيْنِ وثَوْبٌ ظَهْرَانِيٌّ : منسوبٌ إِليها . ظَهْرَانُ : جبَلٌ لأَسَدٍ في أَطْرافِ القَنَانِ و ظَهْرانُ : وادٍ قُرْبَ مَكَّةَ بينها وبين عُسْفانَ يُضَافُ إِليهِ مَرٌّ بفتح الميم فيقال : مَرُّ الظَّهْرانِ فمَرّ : اسمُ القَرْيَةِ وظَهْرَانُ : الواديِ وبمَرّ عُيُونٌ كثِيرَةٌ ونَخِيلٌ لأَسْلَمَ وهُذَيْلٍ وغاضِرَةَ ويُعْرَف الآنَ بِوادِي فاطِمَةَ وهي إِحْدَى مناهِلِ الحاجِّ قال كُثَيَّر :
ولَقَدْ حَلَفْتُ لَهَا يَمِيناً صادِقاً ... بالله عندَ مَحارِمِ الرَّحْمنِ
بالرّاقِصَاتِ على الكَلاَلِ عَشَّيةً ... تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرَانِ العَرْمَضُ هنا صِغَارُ الأَرَاكِ حكاه ابنُ سِيده عن أَبي حَنِيفَةَ . ورَوى ابنُ سِيرين أَنّ أَبا مُوسىالأَشْعَرِيّ كساثَوْبَيْنِ في كفّارِةَ اليَمِين ظَهْرَانِياًّ ومُعَقَّداً قال ابنُ شُمَيل : هو مَنْسُوبٌ إِلى مَرِّ الظَّهْرانِ وقيل : إِلى القَرْيِة التي بالبَحْرَيْنِ وبهما فُسِّرَ . مُظَهَّرٌ كمُعَظَّم : جَدُّ عبدِ المَلِكِ بنِ قُرَيْب بنِ عبدِ المَلِك بنِ عليِّ بنِ أَصْمَعَ بنِ مُظَهَّرٍ الأَصْمَعِيّ صاحِب الأَخْبَارِ والنوادِرِ وقد تقَدَّم عامُ ولادَتهِ ووَفاَته في المُقَدِّمَةِ وضَبطَه الحافِظُ وغيرهُ كمُحْسِنٍ . قال ابنُ الأَعَرابَيّ : يقال : سَالَ وادِيهِمْ ظَهْراً بالفَتْح أَي مِنْ مَطَرِ أَرْضِهِمْ و سالَ دَرْءًا بالضَّمّ أَي من مَطَرِ غَيْرِهِمْ هكذا في النُّسخ ونصّ ابن الأَعْرَابيّ : من غيرَ مَطَرِ أَرضِهِم . وقال مَرَّةً : سالَ الوَادِي ظُهْراً كقَوْلك ظَهْراًً . وقال غَيْره : سالَ الوادِي ظَهْراً إِذا سالَ بمَطْرَةِ نَفْسِه فإِن سالَ بمَطَرِ غيرِهِ قيل : سال دَُرْءاً . قال الأَزهَريُّ : وأَحسَبُ الظُّهْرَ بالضَّمّ أَجودُ لأَنه أَنشد :
ولو دَرَى أَنَّ ما جَاهَرْتَنِي ظُهُراً ... ما عُدْتُ ما لأْلأْتْ أَذَنَابَها الفُورُيقال : أَصَبْتُ مِنْه مَطَرَ ظَهْرٍ بالإِضافَة أَي خَيراً كَثِيراً نقله الصاغانيّ . يلِصٌّ عادِي ظَهْرٍ بالإِضافَة أَي عَدَا في ظَهْرٍ فَسَرقَه . وقال الزَّمَخْشَريُّ : عَدَا في ظَهْرِه : سَرَقَ ما وَرَاءه . وبَعِيرٌ مُظْهِرٌ كمُحْسِن : هَجَمَتْهُ الظَّهِيرَةُ نقله الصاغانيِ . من المَجاز : هو يَأْكلُ على ظَهْرِ يَدِي أَي أُنْفِقُ عَلَيْهِ والفُقَراءُ يأَْكُلُونَ على ظَهْر أَيْدِي الناسِ . وكزُبَيْرٍ : ظُهَيْرُ بْنُ رافِعِ بن عَدِيٍّ الأَنْصَاريُّ الأَوْسِيُّ الصّحابِيُّ عَقَبِيٌّ أُحُدِيٌّ روى عنه رافِعُ ابنُ خَدِيج وجَمَاعَةٌ منهم من الصحابة : ظُهَيْرُ بنُ سِنانٍ الأَسَدِيّ حجَازِيٌّ له ذِكْرٌ في حديثٍ غريب . وأَبُو ظُهَيْر : عَبْدُ اللهَِ بنُ فَارِسٍ العُمَرِيُّ شَيْخُ أَبِي عَبْدِ الرحْمنِ السُّلَمِيِّ هكذا ضَبَطَه السِّلَفيُّ . وكأَمِير الإِمام مَجْدُ الدينِ أَبو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَرَ ابنِ شاكرٍ عُرِفَ بابنِ الظَّهِيرِ الإِرْبِلِيُّ الحَنَفِيُّ الأَدِيبُ ولد بإِرْبِلَ سنة 632 سمع بدِمَشْقَ العَلَمَ السَّخَاوِيّ وكَرِيمَةَ وابنَ اللَّتِّيّ وعنه الدِّمْيَاطِيُّ والمِزِّيُّ وله من بَدِيع الاستطراد قوله :
أَجازَ ما قَدْ سَأَلُوا ... بشَرْطِ أَهْلِ السَّنَدِ
محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ ... بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمَدِ . وله ديوان شِعر وتُوُفِّي في سنة 677 . ومُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ الظَّهِيرِ الحَمَوِيّ واشتغلَ بحَمَاةَ وحَدَّثَ . مُحَدِّثانِ . ومما يستدرك عليه : قَلَّبَ الأَمْرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ : أَنْعَمَ تَدْبِيرَهُ وكذلكِ يقول المُدَبِّرُ للأَمْرِ . وَقلَّب فلانٌ أَمْرَهُ ظَهْراً لبَطْن وظَهْرَهُ لبَطْنِه وظَهْرَه للبَطْنِ وهو مَجاز قال الفَرَزْدَقُ :
" كيْفَ تَرانِي قالباً مِجَنِّي
" أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ . وإِنما اختار الفَرَزْدَقُ هُنا للبَطْنِ على قولِه : لِبَطْنِ لأَن قوله : ظَهْرَه معرفةٌ فأَراد أَن يَعطِفَ عَلَيْه معرفةً مثلَه وإِن اخْتَلَفَ وَجْهُ التعريف . وبَعِيرٌ ظَهِيرٌ : لا يٌنْتَفَعُ بظَهْرِه من الدَّبَرِ . وقيل : هو الفَاسِدُ الظَّهْرِ من دَبَرٍ أَو غيره رواه ثعلبٌ . وبعير ظَهِيرٌ : قَوِيٌّ قاله اللَّيْثُ وذَكَرَه المصنف فهما ضدٌّ . ويقال : أَكَلَ الرجلُ أَكْلَةً ظَهَرَ منها ظَهْرَةً أَي سمِنَ منها . وفي الحديث " خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنًي " أَي كان عَفْواً قد فَضَلَ عن غِنًي وقال أَيُّوب : عن فَضْلِ عِيَالٍ . قال الفَراءُ : العَربُ تقولُ : هذا ظَهْرُ السّماءِ وهذا بَطْنُ السَّماءِ لظاهِرِها الذي تَرَاه . قال الأَزهرِيّ : وهذا جاءَ في الشَّيْءِ ذي الوَجْهَيْنِ الذي ظَهْرُه كبَطْنِه كالحائِطِ القائِمِ لَما وَلِيَكَ يقال بَطْنُه ولما وَلِيَ غَيرَكَ يقال ظَهْرُه وهو مَجَاز . وظَهَرْتُ البَيْتُ : عَلَوْتُه وبه فُسِّرَ قوله تعالى " فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ " . أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلُو عليه لارتفاعه . وقوله تعالى " ومَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ " أَي يَعْلُونَ . وحاجَتُه عندَك ظاهِرَةٌ أَي مُطَّرَحَةٌ ورَاءَ الظَّهْرِ . وجَعَلَنِي بظَهْرٍ أَي طَرَحَنِي وهو مجاز وقوله جلّ وعَزّ " أَوِ الطِّفلِ الّذِينَ لم يَظْهَرُوا عَلَى عَوْراتِ النِّسَاءِ " أَي لم يَبْلُغُوا أَن يُطِيقُوا إِتْيَانَ النِّساءِ وهو مَجاز ومن ذلك قولُ الشاعرِ :
خَلَّفْتَنَا بينَ قَوْمٍ يَظْهَرُونَ بِنَا ... أَمْوالُهُم عازِبٌ عنّا ومَشْغُولُوقوله جلّ وعَزّ " ولايُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَرَ مِنْهَا " رَوَى الأَزْهَرِيّ عن ابنِ عباس قالَ : الكَفُّ والخَاتَمُ والوَجْهُ وقالت عائِشَةُ : الزّينَةُ الظّاهِرَةُ : القُلْبُ والفَتَخةُ وقال ابنُ مسعود : الثِّيَابُ وهو أَصَحُّ الأَقْوَالِ كما أِار إِليه الصاغانيّ وقال : إِنّ فيه سبعَةَ أَقوالٍ . وظَهَرَت الطَّيْرُ من بَلَدِ كذا إِلى بَلَدِ كذا إِذا انْحَدَرَتْ منه إِليه وخَصّ أَبو حَنِيفَةَ به النَّسْرَ . وفي كِتابِ عُمَرَ رضي الله عنهُ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ : " فاظْهَرْ بمَنْ مَعَكَ من المُسْلِمِينَ إِليها " . أَي اخرُجْ بهِم إِلى ظاهِرِهاَ وابرُزْ بِهِم وفي حديث عائِشَةَ " كان يُصَلِّيِ العَصْرَ في حُجْرَتِي قبلَ أَن تَظْهَر " . تَعْنِي الشَّمْسَ أَي تَعْلُوَ وتَظْهَر " . تَعْنِي الشَّمْسَ أَي تَعْلُوَ وتَظْهَر أَو ترتفع
وقال الأَصمعيّ : يقال : هاجَت ظُهُورُ الأَرْضِ وذلِك ما ارْتَفَعَ منها ومعنَى هاجَتْ : يَبِسَ بَقْلُهَا ويقال : هاجَتْ ظَوَاهِرُ الأَرْضِ . وقال ابنُ شُمَيْل : ظاهِرُ الجَبَل : أَعلاَه وظاهِرَةُ كل شَيْءٍ : أَعلاَه اسْتَوَى أَو لم يَسْتَوِ ظاهِرُه . وفي الأَساس : الظّاهِرَةُ : الأَرضُ المُشْرِفَةُ . انتهى
وإِذا عَلَوْتَ ظَهْرَ الجَبَلِ فَأَنْتَ فوقَ ظاهِرَتِه . والظُّهْرَانِ بالضَّمّ : جَنَاحَا الجَرادَةِ الأَعْلَيَانِ الغَلِيظَانِ عن أَبي حنيفةَ . وظَاهَرَ به : اسْتَظْهَرَ . وظاهَرَ فُلاناً : عاوَنَه ونَصَرَه . وقال الأَصْمَعِيُّ : هو ابنُ عَمِّه دِنْيَا فإِذَا تَبَاعَدَ فهو ابنُ عَمِّه ظَهْراً بالفَتْح وهو مَجَاز . وفُلانٌ من وَلَدِ الظَّهْرِ أَي ليس مِنّا وقيل : معناه أَنّه لا يُلْتَفَتْ إِليهِم قال أَرْطَاةُ بنُ سُهَيَّةَ :
" فمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنَاوَجَدْنَا بَنِي البَرْصَاءِ مِن وَلَدِ الظَّهْرِ . ونَسبه الجَوْهَرِيُّ إِلى الأَخطَل وأَنكرَه الصاغانيُّ أَي من الذين يَظْهَرُن بهم ولا يَلْتَفِتُون إِلى أَرْحَامِهِم . وفُلانٌ لا يَظْهَر عليه أَحَدٌ أَي لا يُسَلِّمُ وهو مجاز . وأَظْهَرَنا اللهُ على الأَمرِ : أَطْلَعَ . وقَتَلَه ظَهْراً أَي غِيلَةً عن ابنِ الأَعرابيّ . وقوله تعالى " إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُم " أَي يَطَّلعُوا ويَعْثُرُوا . وهذا أَمرٌ ظاهِرٌ عنك عارُه أَي زائِلٌ وهو مَجَاز وقيل : ظاهِرٌ عنك أَي ليس بلازِمٍ لك عَيْبُه قال أَبو ذؤيب :
أَبي القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو فأَصْبَحَتْ ... تُحَرَّقُ نارِي بالشّكاةِ ونارُهَا
وعَيَّرَهَا الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها ... وتِلْكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنكَ عارُهَا . ومعنَى " تُحَرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ " أَي قد شاعَ خَبَرِي وخَبَرُهَا وانتَشَرَ بالشَّكاةِ والذِّكْرِ القَبِيحِ . ويقال : ظَهَرَ عني هذا العَيبَ إِذا لم يَعْلَقْ بي ونَبَا عّني وفي النَّهَايَةِ : إِذا ارْتَفَع عنك ولم يَنَلْكَ منه شْيءٌ وفي الأَساس : لم يَعْلَقْ بك . وقال لابنِ الزُّبَيْرِ : يا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ تَعْيِيراً له بِها فقال مُتَمَثِّلاً :
" وتِلْكَ شَكَاةٌ ظاهِرٌ عنْكَ عارُهَا . أَرادَ أَنّ نِطاقَهَا لا يَغُضُّ منها ولا منه فيُعَيَّرَ به ولكنه يَرفَعُه فيَزِيدُه نُبْلاً . والاسْتِظْهَارُ : الاحتِيَاطُ والاسْتِيثَاقُ وهو مَجاز ومنه قول الفقَهَاءِ : إِذا اسْتُحِيضَت المَرْأَةُ واسَتَمرّ بها الدَّمُ فإِنها تَقْعُدُ أَيّامَهَا للحَيْضِ ولا تُصَلِّي ثم تَغْتَسِلُ وتُصَلِّي وهو مَأَخُوذٌ من البَعِيرِ الظِّهْرِيِّ ومنه الحَديثُ " أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النَّخْلِ أَن يَسْتَظْهِرُوا " أَي يَحْتَاطُوا لأَرْبابِهَا ويَدَعُوا لهم قَدْرَ ما يَنُوبُهُم ويَنْزِلُ بهم من الأَضْيَافِ وأَبناءِ السَّبِيلِ . وظاهِرَةُ الغِبِّ : وهي للغَنَمِ لا تَكَادُ نكونُ للإبِلِ وظاَهِرَةُ الغِبِّ : أَقْصَرُ من الغِبِّ قَليلاً . والمُظْهِرُ كمُحْسِنٍ اسمٌ . وفي المُحْكَم مُظْهِرُ بنُ رَبَاح : أَحَدُ فُرْسانِ العَرَبِ وشُعَرائِهِمْ . والظَّوَاهِرُ : مَوضعٌ قال كُثَيِّرُ عَزَّة :عَفَا رَابِغٌ من أَهْلِهِ فالظَّوَاهِرُ ... فَأَكْنَافُ تُبْنَى قَدْ عَفَتْ فالأَصافِرُ وظَهُورٌ كصَبُورٍ : مَوْضِعٌ بأَرضِ مَهْرَةَ . وشَرِبَ الفَرَسُ ظاهِرَةً أَي كُلَّ يوْمٍ نِصْفَ النَّهاَرِ . وظَهَّرَ فُلانٌ نَجْداً تَظْهِيراً : عَلاَ ظَهْرَها . الثلاثَةُ نَقَلَها الصّاغانيّ . وظاهِرٌ : لَقَبُ عبدِ الصَّمَدِ بن أَحْمَدَ النِّيْسَابُورِيّ المُحَدِّث سمع ابنَ المُذَهَّبِ . والمُسَمَّوْنَ بظاهِرٍ من المُحَدِّثِينَ كثيرُون أَورَدَهُم الحافِظُ في التّبْصِيرِ . وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الأَعَزِّ بنِ عليٍّ البَغْدَادِيّ المعروفُ بابنِ الظَّهْرِيّ بالفتح من شيوخ الحافِظِ الدِّمْيَاطيّ . والظَّاهِرِيَّةُ : من الفُقَهَاءِ مَنسوبُون إِلى القَوْلِ بِالظَّاهِرِ منهم داوودُ بنُ عليّ ابنِ خَلَف الأَصْبَهَانيّ رئيسُهُم رَوَى عن إِسحَاقَ بن رَاهَوَيِه وأَبِي ثَوْرٍ ملت سنة 270 ببغْدَادَ . والحافِظُ جَمَالُ الدينِ الظَّاهِرِيّ وآلُ بَيْتِه منسوبون إِلى الظَّاهِرِ صاحِبِ حَلَبَ . والشيخُ شِهابُ الدينِ الظّاهِرِيُّ الفقيهُ الشافِعِيُّ مَنْسُوبٌ إِلى الظاهِرِ بِيبَرْسَ . والظّاهِرَةُ : قرَيةٌ باليَمَنِ منها الشَّيْخُ الإِمامُ العالِمُ صِدِّيقُ بنُ محمد المِزْجاجِيّ الظاهِرِيّ المُتَوفِّي بزَبِيدَ سنة 912 . وبَنُو ظَهِيرَةَ كسَفِينَة : قَبِيلَةٌ بمكةَ منهم حُفّاظٌ وعُلَمَاءُ ومُحَدِّثُونَ وقد تَكَفَّلَ لبيانِ أَحْوَالهِمْ كتابُ الُبدُورِ المُنِيرَة في السادَةِ بني ظَهِيرَة . والظَّهْرانِيُّ بالكسر : أَبو القاسِمِ علي بنُ أَيوبَ الدَّمَشْقِيُّ رَوَىَ عن مَكْحُول البَيْرُتِيّ هكذا ذَكروه ولم يُبَيِّنُوا . قلت : الصّوَابُ أَنّه بالفَتْحِ إِلى مَرِّ الظَّهْرَانِ لكَوْنِه نَزَله وسَمِعَ به الحَديِثَ والله أَعلم . ومُظْهِرُ بنُ رافِعٍ كمُحْسِنٍ صحابِيٌّ بَدْرِيٌّ أَخو ظَهِيرٍ الذي تقدمّ ذِكْرُه . ومَعْقِلُ بنُ سِنَانِ بنِ مُظْهِرٍ الأَشْجَعِيّ صَحابِيٌّ مشهورٌ . ومُظْهِرُ بنُ جَهْمِ بنِ كَلَدَة عن أَبيه وعنه حَفِيدُه أَبو اللَّيْثِ مُظْهِرٌ . والحَارِثُ بنُ مَسْعُودِ بنِ عَبدةَ بنِ مُظْهِرِ بنِ قيْسٍ الأَنْصَاريّ له صُحْبَةٌ قُتِلَ يومَ الجِسْرِ . وحَبِيبُ بنُ مُظْهِرِ بنِ رِئابٍ الأَسَدِيّ قُتِلَ مع الحُسَيْنِ بنِ عليٍّ رضْيَ الله عَنْهُما . ومُظَاهِرُ بنُ أَسْلَمَ عن المَقْبُرِيّ . وسِنَانُ بنُ مُظاهِرٍ : شَيْخٌ لأَبي كُرَيْب . وعبدُ اللهِ بنُ مُظَاهِرٍ : حافِظٌ مشهور تُوُفِّيَ سنة 304 . والظَّهْرين : قَرية باليَمَنِ منها الإِمام الحافِظُ إِبراهيمُ بنُ مَسْعُود سمع الحَديثَ على الإِمام المُحَدِّثِ عبدِ الرحمنِ بن حُسَيْنٍ النزيليّ بهجْرَةِ القيريّ من أَعمالِ كَوْكَبَان وانتهتْ إِليه الرِّحْلَةُ في زَمانِه في الحفظ
فصل العين مع الراءِ
النَّفْسُ : الرُّوحُ وسَيَأْتِي الكلامُ عليها قَريباً . وقال أَبو إِسحَاقَ : النَّفْسُ في كلامِ العَرَبِ يَجْرِي على ضَرْبَيْن : أَحَدُهما قولُك : خَرَجَتْ نَفْسُه أَي رُوحُه والضَّرْبُ الثانِي : مَعْنَى النَّفْسِ فيه جُملةُ الشْيءِ وحقِيقتُه كما سَيَأْتِي في كَلاَمِ المصنِّف وعلى الأَوّلِ قالَ أَبو خِراشٍ :
نَجَا سالِمٌ والنفْسُ مِنْهُ بشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرَاً
أَي بِجَفْنِ سَيْفٍ ومِئْزَرٍ كذا في الصّحاحِ قال الصّاغَانِيُّ : ولم أَجِدْه في شِعْر أَبي خِراشٍ . قلتُ : قال ابنُ بَرِّيّ : إعْتَبَرْتُه في أَشْعَارِ هُذَيْلٍ فوَجَدْتُه لحُذَيفَةَ بنِ أَنَسٍ وليسَ لأَبِي خِراشٍ والمَعْنَى : لم يَنْجُ سالِمٌ إِلاّ بجَفْنِ سَيْفه ومِئْزَرِه وانْتِصَابُ الجَفْنِ على الإسْتِثْنَاءِ المنْقَطِع أَي لم يَنْجُ سالمٌ إِلاّ جَفْنَ سَيْفٍ وجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ منه . ومِن المجاز : النَّفْسُ : الدَّمُ يقال : سالَتْ نَفْسُه كما في الصّحاحِ وفي الأَسَاس : دَفَق نَفْسَه أَي دَمَه . وفي الحَدِيث : ما لا نَفْسَ لَهُ وَقَع في أُصُولِ الصّحاحِ : ما لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فإِنّه لا يُنَجِّسُ المَاءَ إِذا مَاتَ فيه . قلت : وهذا الِّذي في الصّحاحِ مُخَالِفٌ لِمَا في كُتُبِ الحَدَيثِ وفي رَوَايَةِ أُخْرَى : مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ ورُويَ عن النَّخَعِيّ أَنّه قال : كُلُّ شّيْءٍ له نَفْسٌ سائِلَةٌ فماتَ في الإِنَاءِ فإِنّه يُنَجِّسُه وفي النِّهَايَةِ عنه : كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فإِنه لا يُنَجِّسُ الماءَ إِذا سَقَطَ فيه أَي دَمٌ سائِلٌ ولذَا قالَ بعضُ مَن كَتَبَ على الصِّحّاحِ : هذا الحَدِيثُ لم يَثْبُتْ قال ابنُ بَرِّيّ : وإِنّمّا شاهِدُه قولُ السَّمَوْأَلِ :
تَسِيلُ عَلى حَدِّ الظُّبَاةِ نُفُوسُنَا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظُّباة تَسِيلُ قال وإِنّمَا سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً لأَنّ النَّفْسَ تَخْرُج بخُرُوجِه . والنَّفْسُ : الجَسَدُ وهو مَجَازٌ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ يُحَرِّضُ عَمْرو بنَ هِنْدٍ عَلى بَنِي حَنِيفَةَ وهم قَتَلَةُ أَبيه المُنْذِر بنِ ماءِ السماءِ يومَ عَيْنِ أَبَاغٍ ويزْعُم أَن عَمْروَ بن شَمِرَ الحَنَفِيّ قَتَله :
نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا ... أَبْيَاتَهُم تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِفَلَبِئْسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمْروٍ رَهْطَهُ شَمِرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ : الدّمُ أَي حَمَلُوا دَمَه إِلى أَبْيَاتِهِم . والنَّفْسٌ : العَيْنُ التي تُصِيبُ المَعِينَ وهو مَجَازٌ . ويُقَال : نَفَسْتُه بنَفْسٍ أَي أَصّبْتُه بِعَيْنٍ وأَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ أَي عَيْنٌ وفي الحَديث عن أَنَسٍ رَفَعَهُ : أَنَّه نَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ إِلاّ فِي النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنِّفْسِ أَي العَيْنِ والجَمْعُ أَنْفُسٌ ومنه الحديث : أَنه مَسَح بَطْنَ رافِعٍ فأَلْقَى شَحْمَةً خَضْرَاءَ فقال : إِنه كانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ يريدِ عُيُونَهُم . ورَجُلٌ نافِسٌ : عائِنٌ وهو مَنْفُوسٌ : مَعْيُونُ . والنَّفْسُ : العِنْدُ وشَاهِدُه قولُه تعالَى حِكَايَةً عن عِيسَى عَليه وعلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام " تَعْلَمُ مَا في نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ " أَي تَعْلَمُ ما عِنْدِي ولا أَعْلَمُ ما عِنْدَكَ ولكن يَتَعَيَّن أَنْ تَكُونَ الظَّرفِيَّةُ حِينَئذٍ ظرفيَّةَ مَكَانَةٍ لا مَكَانٍ أَو حَقِيقَتي وحَقِيقَتَكَ قال ابنُ سِيْدَه : أَي لا أَعْلَمُ ما حَقِيقَتُك ولا ما عِنْدَك عِلْمُه فالتَّأْوِيلُ : تَعْلَمُ ما أَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ ما تَعْلَمُ والأَجْوَدُ في ذِلك قولُ ابنِ الأَنْبَارِيّ : إِنَّ النَّفْسَ هنا الغَيْبُ أَي تَعْلَمُ غَيْبي لأَنَّ النَّفْسَ لمّا كانتْ غائِبَةً أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويَشْهدُ بصِحَّتِه قولُه في آخرِ الآيَة " إِنَّك أَنْت عَلاَّمُ الغُيُوبِ " كأَنّه قال : تعْلمُ غيْبِي يا عَلاَّم الغُيُوبِ . وقال أَبو إِسْحاق : وقدْ يُطْلَقُ ويُرَادُ به جُمْلةُ الشَّيْءِ وحَقِيقتُه يُقال : قَتلَ فُلانٌ نَفْسَه وأَهْلكَ نَفْسَه : أَي أَوْقَعَ الهَلاَكَ بذَاتِه كُلِّهَا وحَقِيقَتِه . قلتُ : ومنه أَيضاً ما حكاهُ سِيبُوَيْهِ من قَولِهِمْ : نَزَلْتُ بَنَفْسِ الجبَلِ ونَفْسُ الجَبَلِ مُقَابِلِي . والنَّفْسُ : عَيْنُ الشَّيْءِ وكُنْهُه وجَوْهَرُه يُؤَكَّدُ به يُقَالُ : جَاءَنِي المَلِكُ بِنَفْسِه ورأَيْتُ فلاناً نَفْسَه . وقَوْله تَعَالى : " الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِهَا " رُوِيَ عنِ ابنِ عَبّاس رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قالَ : لكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَانِ : إِحْدَاهُمَا نَفْسُ العَقْلِ الذي يكونُ به التَّمْيِيزُ والأَخْرى نَفْسُ الرُّوحِ الَّذي به الحَيَاةُ . وقال ابن الأَنباريّ : من اللُّغَويِّينَ مَن سَوَّى بَيْنَ النَّفْسِ والرُّوحِ وقَالَ : هما شَيْءٌ وَاحِدٌ إِلاّ أَن النفْسَ مؤنثَةٌ والرُّوحَ مُذكَّرَةٌ وقال غيرُهُ : الرُّوحُ الّذي به الحَيَاةُ والنَّفْسُ : التي بها العَقْلُ فإِذا نامَ النائمُ قَبَضَ اللهُ نَفْسَه ولم يَقْبِضْ رُوحَه ولا تُقْبَضُ الرُّوحَ إِلاّ عنَدِ المَوْت قال : وسُمِّيَت النَّفْسُ نَفْساً لتَوَلُّد النَّفْس منها وإتّصَاله بها كما سَمَّوَا الرُّوحَ رُوحاً لأَنَّ الرُّوْحَ مَوجُودٌ به . وقالَ الزَّجَّاجُ : لكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَانِ : إِحْدَاهُمَا نَفْسُ التِّمْييز وهي الّتي تُفَارِقُه إِذا نامَ فلا يَعْقِلُ بهَايَتَوَفَّاهَا الله تَعَالَى والأُخْرَى : نَفْسُ الحَيَاة وإِذَا زَالَت زالَ مَعَهَا النَّفِسُ والنَّائمَ يَتَنَفَّسُ قال : وهذا الفَرْقُ بينَ تَوفِّي نَفْسِ النائِم في النَّوْم وتَوَفِّي نَفْسِ الحَيِّ . قال : ونَفْسُ الحَيَاة هي الرُّوحُ وحَرَكَةُ الإِنْسَان ونُمُوُّه يكون به . وقال السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : كَثُرت الأَقَاويلُ في النَّفْس والرُّوح هل هُمَا وَاحِدٌ ؟ أَو النَّفْسُ غيرُ الرُّوح ؟ وتَعَلَّقَ قومٌ بظَوَاهرَ من الأَحاديثِ تدُلُّ على أَنَّ الرُّوحَ هي النَّفْسُ كقول بلالٍ أَخَذَ بِنَفْسِك مع قولهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : " إِنّ الله قَبضَ أَرْوَاحَنا " وقولِه تعالَى : : الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ " والمَقْبُوضُ هو الرُّوحُ ولم يَفَرِّقُوا بَيْنَ القَبْضِ والتَّوَفِّي وأَلْفَاظُ الحَدِيثِ مُحْتَملَةُ التَّأْويلِ ومَجَازَاتُ العَرَبِ وإتِّسَاعاتُها كَثِرَةٌ : والحَقُّ أَنَّ بَيْنَهما فَرْقاً ولو كانَا اسْمَيْنِ بِمَعْنىً وَاحِدْ كاللَّيْثِ والأَسَدِ لَصَحَّ وُقُوعُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهما مكانَ صاحِبِه كقوله تعالى : " ونَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوِحِي " ولم يَقْلْ : مِن نَفْسِي . وقوله : " تَعْلَمُ مَا في نَفْسِي " ولم يَقُلْ : ما فِي رُوحي . ولا يَحْسُنُ هذا القَولُ أَيضاً مِن غيرِ عِيسَى عليه السَّلامُ . " ويَقُولُونَ في أَنْفُسهمْ " ولاَ يَحْسَن في الكلام : يَقُولُون في أَرْوَاحهم . وقال : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ " ولم يقَل : أَنْ تَقُولَ رُوحٌ ولا يَقُولُه أَيْضاً عَرَبيٌّ فَأَيْنَ الفَرَقُ إِذا كَانَ النَّفْسُ والروَّحُ بمَعْنىً وَاحدٍ ؟ وإِنّمَا الفَرْقُ بينَهما بالإعْتبَارَاتِ ويَدُلُّ لذلك ما رَوَاهُ ابنُ عَبْد البَرِّ في التَّمْهِدِ الحَديث : إِن اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ وجَعَلَ فِيه نَفْساً ورُوحاً فمن الرُّوحِ عَفَافُه وفَهْمُه وحِلْمُه وسَخاؤُه ووَفَاؤُه ومِن النَّفْسِ شَهْوَتُه وطَيْشُه وسَفَهُه وغَضَبُه فلا يُقَالُ في النَّفْسِ هي الرُّوحَ عَلى الإِطْلاق حَتَّى يُقَيَّدَ ولا يُقَال في الرُّوحِ هي النَّفْسُ إِلاّ كما يُقَالُ في المَنِيِّ هو الإِنْسَانُ أَو كما يُقَالُ للمَاءِ المُغَذِّي لِلكَرْمَةِ هو الخَمْرُ أَو الخَلُّ على معنَى أَنه سيُضَافُ إِليه أَوصَافٌ يُسَمَّى بها خَلاًّ أَو خَمْراً فتَقَيُّدُ الأَلْفَاظِ هو مَعْنَى الكلامِ وتَنْزِيلُ كُلِّ لَفْظٍ في مَوْضِعه هو مَعْنَى البَلاغةِ إِلى آخِر ما ذَكرُه . وهو نَفِيسٌ جداً وقد نَقَلْتُه بالإخْتصَار في هذا المَوْضع لأَنّ التَّطْويِلَ كَلَّتْ منه الهِمَمُ لاسَّيمَا في زَماننا هذا . والنَّفْسُ : قَدْرُ دَبْغَةٍ وعَلَيْه اقتصر الجَوْهَرِيُّ وزاد غيرُه : أَو دَبْغَتَيْن . والَّدِبْغَةُ بكسر الدال وفتحها ممَّا يُدْبَغُ به الأَديمُ من قَرَظٍ وغيره يُقَال : هَبْ لي نَفْساً مِن دِبَاغٍ قال الشَّاعِرُ :
" أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ
" فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لا تَسِيرُ قال الجَوْهَرِيُّ : قال الأَصْمَعِيُّ : بَعثَت امرأَةٌ مِن العربِ بِنْتاً لها إِلى جارَتِهَا فقالت لها : تقولُ لك أُمِّي : أَعْطِينِي نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِه مَنِيئَتي فإِنِّي أَفِدَةٌ . أَي مُسْتَعْجِلَةٌ لا أَتفرَّغُ لإتِّخاذِ الدِّباغِ مِن السُّرْعَةِ . انتَهَى . أَرَادَتْ : قَدْرَ دَبْغَة أَو دَبْغَتَيْن من القَرَظ الّذِي يُدْبَغُ به . المَنِيئَةُ : المَدْبَغَةُ وهي الجُلُودُ الّتِي تُجْعَلُ في الدِّباغ . وقيل : النَّفْسُ مِن الدِّباغِ : مِلْءُ الكَفِّ والجَمْعُ : أَنْفُسٌ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ ... عَلَى المَاءِ إِحْدَى اليّعْمَلاتِ العَرامِسِيَعْنِي الوَطْبَ مِن اللبَنِ الذِي طُبَخَ بهذا القَدْرِ مِن الدِّبَاغِ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : النَّفْسُ : العَظَمَةُ والكِبْرُ والنَّفْسُ : العِزَّةُ . والنَّفْسُ : الأَنْفَةُ . والنَّفْسُ : العَيْبُ هكذا في النُّسخِ بالعَيْنِ المُهْمَلَة وصَوَابُه بالغَيْنِ المُعْجَمَةُ وبه فَسَّر ابْنُ الأَنْبَارِيّ قوله تعالَى : " تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي " الآيَةَ وسَبَقَ الكلامُ عليه . والنَّفْسُ : الإِرادَةُ . والنَّفْسُ : العُقُوبَةُ قيل : ومنه قولُه تَعَالَى : " وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ " أَي عُقُوبَتَه وقال غيرُه : أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه . وقد تَحَصَّل مِن كلامِ المصنِّف رحمَه الله تعالى خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنىً للنَّفْسِ وهي : الرُّوح 1 ، والدَّمُ 2 ، والجَسَدُ 3 ، والعَيْنُ 4 ، والعِنْدُ 5 ، والحَقِيقَةُ 6 ، وعَيْنُ الشَّيْءِ 7 ، وقَدْرُ دَبْغَةٍ 8 ، والعَظَمَةُ 9 ، والعِزَّةُ 10 ، والهِمَّةُ 11 ، والأَنَفَةُ 12 ، والغَيْبُ 13 ، والإِرادَةُ 14 ، والعُقُوبةُ 15 ، ذَكر منها الجَوْهَرِيُّ : الأَوّلَ والثّانِي والثالثَ والرّابِعَ والسابِعَ والثامنَ وما زدْناه على المُصَنِّف رحِمَه الله فسيأْتي ذِكْرُه فيما اسْتُدْرِك عليه . وجَمْعُ الكُلِّ : أَنْفُسٌ ونُفُوسٌ . والنَّفَسُ بالتَّحْرِيك : وَاحِدُ الأَنْفَاسِ وهو خُرُوجُ الرِّيحِ من الأَنْفِ والفَمِ ويُرَادُ به السَّعَةُ يُقَال : أَنتَ في نَفَسٍ مِن أَمْرِك أَي سَعَةٍ قاله الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ وقال اللِّحْيَانِيُّ : إِنَّ في الماءِ نَفَساً لِي ولَكَ وأَي مُتَّسَعاً وفَضْلاً . ويُقَال : بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ نَفَسٌ أَي مُتَّسَعٌ . والنَّفَسُ أَيضاً : الفُسْحَةُ فِي الأَمْرِ يقال : إعْمَلْ وأَنْتَ في نَفَسٍ أَي فُسْحَةٍ وسَعَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والأَمْرَاضِ والحَوَادِثِ والآفاتِ . وفِي الصّحاح : النَّفَسُ : الجَرْعَةُ يُقَال : اكْرَعْ في الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ أَي جُرْعَةً أَو جُرْعَتَيْنِ ولا تَزِدْ عليه . والجَمْع : أَنْفَاسٌ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ قال جَرِيرٌ :
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيهَا ... بأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِإنتَهَى . قال مُحَمدُ بن المُكَرّم : وفي هذا القَوْل نَظَرٌ . وذلك لأَن النَّفسَ الوَاحدَ يَجْرَع فيه الإِنْسَان عِدَّةَ جُرَعٍ يَزيدُ ويَنْقصُ علَى مقْدَار طُولِ نَفَسِ الشّارب وقَصِره حتّى إِنّا نَرَى الإِنْسَانَ يَشربُ الإِنَاءِ الكَبِيرَ في نَفَسٍ وَاحِدٍ على عِدَّةِ جُرَعٍ . ويُقَال : فُلانٌ شَرِبَ الإِنَاءَ كُلَّه عَلَى نَفَسٍ وَاحدٍ . والله تَعَالَى أَعْلَم . وعن ابن الأَعْرَابِيِّ : النَّفَسُ الرِّيّ وسيأْتي أَيْضاً قريباً . والنَّفَسُ : الطَّويل من الكَلام وقد تَنَفَّسَ . ومنه حديث عَمّارٍ : لقد أَبْلَغْتَ وأَوْجَزْتَ فلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ أَي أَطَلْت . وأَصْله : أَنَّ المَتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ إستأْنَفَ القَوْل وسَهُلَت عليه الإِطالَة . وقال أَبُو زَيْدٍ : كَتَبْت كِتَاباً نَفَساً أَي طِويلاً . وفي قَوْله صلَّى الله تعالَى عليه وسلم : ولاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ الوَاو زائدة وليست في لَفْظ الحَديث فإِنَّهَا منْ نَفَسِ الرحْمن . وكذا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكمْ " وفي رِوايَة : نَفَسَ الرَّحْمن وفي أَخرَى : إِنّي لأَجدُ منْ قِبَل اليَمَن قَال الأَزْهَريُّ : النَّفَسُ في هذين الحَديثَيْن : اسْمٌ وُضَعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحَقيقيِّ مِن نَفَّسَ يُنَفِّسُ تَنْفيساً ونَفَساً أَي فَرَّجَ عنه الهَمَّ تَفْريجاً كأَنَّه قال : تَنْفيسَ رَبِّكم من قِبَل اليَمَنِ . وإِنَّ الرِّيحَ مِن تَنْفِيسِ الرَّحْمنِ بها عن المَكْرُوبِينَ فالتَّفْرِيج : مَصْدّرٌ حقيقيّيٌّ والفَرَجُ اسمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المصدرِ والمَعْنَى : أَنَّهَا أَي الرِّيحُ تُفَرِّجُ الكَرْبَ وتُنْشِيءُ السَّحابَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ قال القُتَيْبِيُّ : هَجَمْتُ على وَادٍ خَصِيبٍ وأَهْلُه مُصْفَرَّةٌ أَلوَانُهُم فسأَلْتُهُم عن ذلك فقال شيخٌ منهم : ليسَ لنا رِيحٌ . وقولُه في الحَدِيثِ : مِن قِبَل اليَمَن المُرَادُ واللهُ أَعْلَمُ : مَا تَيَسَّر له صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ منْ أَهْل المَدينَةِ المُشَرَّفَة وهَم يَمَانُونَ يَعْني الأَنْصارَ وهم من الأَزْد والأَزْدُ من اليَمَن من النُّصْرَةِ والإِيواءِ له والتَّأْييد له برِجَالهم وهو مُسْتَعَارٌ من نَفَس الهَوَاءِ الَّذي يُرَدِّدُه المُتَنَفِّسُ إِلى الجَوْف فيُبَرِّدُ من حَرَارتِه ويُعَدِّلُها أَو من نَفَسَ الرِّيح الّذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِحُ إِليه ويُنَفِّس عنه أَو من نَفَس الرَّوْضة وهو طِيبُ رَوائحها فيَنْفَرجُ به عنه . ويقال : شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ : فيه سَعَةٌ ورِيٌّ قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ وقد تقدَّم للمصنِّف ذِكْرُ مَعْنَى السَّعِةِ والرِّيِّ فلو ذَكَرَ هذا القولَ هناك كانَ أَصابَ ولعلَّه أَعادَه ليُطَابقَ مع الكَلام الّذي يَذْكُرُه بَعْدُ وهو قوله : ومِن المَجازِ : يقال شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ أَي كَرِيه الطِّعْمِ آجِنٌ مُتَغَيِّرٌ إِذا ذاقَه ذائِقٌ لم يَتَنَفَّسْ فِيه وإِنَّمَا هي الشَّرْبَةُ الأُولَى قَدْرَ مَا يُمْسِك رَمَقَه ثُمَّ لا يَعُودُ له قال الرَّاعِي ويُرْوَي لأَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيَ :
وشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابٍ غَيْرِ ذِي نَفَسٍ ... في كَوْكَبٍ مِن نُجُومِ القَيْظِ وَهّاج
سَقَيْتُهَا صَادِيَاً تَهْوِي مَسامِعُهُ ... قدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي أَي في وَقْتِ كَوْكَبٍ ويُرْوَي : في صَرَّةٍ . والنَّافِسُ : الخَامِسُ مِن سَهَام المَيْسِرِ قال اللِّحْيَانِيُّ : وفيه خَمْسَةُ فُرُوضٍ وله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازِ وعَلَيْه غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُزْ ويُقَالُ : هُو الرابِعُ وهذا القَوْلُ مَذْكورٌ في الصّحاح والعَجَبُ من المُصَنِّفِ في تَرْكِه . وشَيءٌ نَفِيسٌ ومَنْفُوسٌ ومُنْفِسٌ كمُخْرِجٍ إِذا كانَ يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه قال جَرِيرٌ :
" لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍمِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوسِ المُطَّرَف : المُسْتَطْرَف . وقال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضي الله تَعالَى عنه :لا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... فَإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِكَ فاجْزَعِيوقد نَفُسَ ككَرُمَ نَفَاسَةً بالفَتْحِ ونِفَاساً بالكَسْرِ ونَفَساً بالتَّحْرِيك ونُفُوساً بالضّمّ . والنَّفِيسُ : المالُ الكَثِيرُ الّذِي له قَدْرٌ وخَطَرٌ كالمُنْفِسِ قالَه اللِّحْيَانِيُّ وفي الصّحاحِ : يُقَال : لفُلانٍ مُنْفِيٌ ونَفِيسٌ أَي مالٌ كَثِيرٌ . وفي بعض النُّسَخ : مُنْفِسٌ نَفِيسٌ بغير واوٍ . ونَفِسَ به كفَرِحَ عَن فُلانٍ : ضَنَّ عَلَيْه وبه ومنه قَوْلَه تَعَالَى " ومَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسه " والمَصْدَرُ : النَّفَاسَةُ والنَّفَاسِيَةُ الأَخيرَةُ نادرَةٌ . ونَفِسَ عَلَيْه بخَيْرٍ قَليلٍ : حَسَدَ ومنه الحَديثُ : لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فما نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ . ونَفِسَ عَلَيْه الشَّيْءَ نَفَاسَةً : ضَنَّ به ولم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه أَي أَهْلاً لَهُ ولم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه . ومِن المَجَازِ : النِّفَاسُ بالكَسْر : وِلاَدَةُ المَرْأَة وفي الصّحاحِ وِلاَدُ المَرْأَةِ مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ بمَعْنَى الدَّمِ فإِذا وَضَعَتْ فيهي نُفَسَاءُ كالثُّؤَبَاءِ ونَفْسَاءُ بالفَتْح مِثَالُ حَسْنَاءُ ويُحَرِّكُ وقَال ثَعْلِبٌ : النُّفَساءُ : الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ و ج نُفَاسٌ ونُفُسٌ كجِيَادٍ ورُخَالٍ نَادِراً أَي بالضّمّ ومِثْل كُتُبٍ بضَمَّتَيْن ومِثْل كُتْبٍ بضمٍّ فسُكُون . ويُجْمَعُ أَيضاً على نفساءَ ونُفَسَاوَاتٍ وامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ أَبْدَلُوا من هَمْزَة التّأْنِيثِ وَاواً قال الجَوْهريُّ : ولَيْسَ في الكَلامِ فُعَلاءُ يُجْمَع على فِعَالٍ بالكَسْرِ غَيْرَ نُفَسَاءَ وعُشَراءَ انتهى . وليس لهم فُعَلاَءُ يُجْمَع عَلى فُعَال أَي بالضَّمّ غَيْرَهَا أَي غيرَ النُّفَسَاءِ ولذا حُكِمَ عليه بالنُّدْرَة . وقد نُفِسَتِ المَرْأَةُ كسَمِعَ وعُنِيَ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً أَي وَلَدَتْ وقال أَبو حَاتِمٍ : ويُقَال : نُفِسَتْ على لم يُسَمَّ فاعِلُه . وحَكَى ثَعْلَبٌ : نُفِسَتْ وَلَداً على فِعْل المَفْعُول والوَالَدُ مُنْفُوسٌ ومنه الحَدِيث : مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ أَي مَوْلُودةٍ وفي حَدِيث ابنِ المُسَيِّبِ : لا يَرِثُ المَنْفُوسُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صارِخاً أَي حَتّى يُسْمَعَ له صَوْتٌ ومنه قَوْلُهم : وَرِثَ فُلانٌ هذا قبل أَن يُنْفَسَ فُلانٌ أَي قبلَ أَن يُولَدَ . ونُفِسَتِ المَرْأَةَ إِذا حَاضَتْ رُوِيَ بالوَجْهَيْن ولكِن الكَسْر فيه أَكْثَرُ وأَمّا قولُ الأَزْهَرِيّ : فأَمّا الحَيْضُ فلا يُقَال فيه إِلاّ نَفِسَتْ بالفَتْح : فالمُرَاد به فَتْحُ النُّونِ لا فَتْحُ العَيْنِ في لماضِي . ونَفِيسُ بنُ مُحَمِّدٍ مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ وقَصْرُه علَى مِيلَيْنِ مِن المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ على ساكنِها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسلامِ وقد قدَّمْنا ذِكْرَه في القُصُور . ويقال : لَكَ في هذا الأَمْرِ نُفْسَةٌ بالضّمّ أَي مُهْلَةٌ ومُتَّسَعٌ . ونُفُوسَةُ بالفَتْح : جِبَالٌ بالمَغْرِبِ بَعْدَ إِفريقِيَّةَ عاليةٌ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ في اَقلَّ من ذلِك أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ وطُولُ هذا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من الشَّرْقِ إِلى الغَربِ وبينَه وبينَ طَرَابُلُسَ ثلاثَةُ أَيّامٍ وإِلى القَيْروَانِ سِتَّةُ أَيّامٍ وفي هذا الجَبلِ نَخْلٌ وزَيْتُونٌ وفَوَاكِهُ وإفْتَتَح عَمْرُو ابن العاصِ رضيَ الله تعالى عنه نَفُوسَةَ وكانُوا نَصَارَى . نَقَلَه ياقُوت . وأَنْفَسهُ الشَّيْءُ : أَعْجَبَهُ بنَفْسَه ورَغَّبَه فيها وقال ابنُ القَطّاعِ : صار نَفِيساً عِنْدَه ومنه حَدِيثُ إِسماعِيلَ عليه السّلاَمُ : أَنَّهُ تَعَلَّم العَرَبَيَّةَ وأَنْفَسَهُم . وأَنْفَسَه في الأَمْرِ : رَغَّبَهُ فيه . ويُقَالُ منه : مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفِسٌ كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ الأَخِيرُ عن الفَرّاءِ : أَي نَفِيسٌ وقيلَ : كَثِيرٌ وقيل : خَطيرٌ وعَمَّه اللِّحْيَانِيُّ فقال : كُلُّ شيْءٍ له خَطَرٌ فهو نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ . ومِن المَجَازِ : تَنَفَّسَ الصُّبْحُ أَي تَبَلَّجَ وامتدَّ حتى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً وقال الفَرّاءُ في قولِه تعالَى " والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ " قال :إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً . وقال مَجَاهِدٌ : إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إِذا أَضاءَ وقال غيرُه : إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ منه . ومِن المَجَاز : تَنَفَّسَتِ القَوْسُ : تَصَدَّعَتْ ونَفَّسَها هَو : صَدَّعَها عن كُرَاع وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ وهو خَيْرُ القِسِيِّ وأَمّا الفِلْقَةُ فلا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زاد : تَنَفَّسَ وكذلك المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وهو مَجَازٌ . وتَنَفَّس في الإِناءِ : شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عن فِيهِ وهو مَكْرُوهٌ . وتَنفَّسَ أَيضاً : شَرِبَ من الإِناءِ بثَلاثَةِ أَنْفَاس فأَبَانَهُ عن فِيهِ في كّلِّ نَفَسٍ فهو ضِدٌّ وفي الحَدِيث : أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَتَنَفَّسُ في الإِناءِ ثَلاثاً وفي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنه نَهَى عَنِ التَّنّفُّسِ في الإِناءِ قالَ الأَزْهَرِيّ : قال بَعضُهُم : الحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ والتَّنفُّسُ له مَعْنَيَانِ فذَكَرهما مِثْلَ ما ذَكَرَ المصنِّفُ . ونَافَسَ فيه مُنَافَسَةً ونِفَاساً إِذا رَغِبَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم كتَنَافَسَ والمُنَافَسَةُ والتَّنَافُسُ : الرَّغْبَةُ في الشَّيْءِ الإِنْفرَادُ به وهو منَ الشَّيْءِ النَّفِيس الجَيِّدِ في نَوعه وقولُه عَزّ وجلّ " وَفي ذلكَ فَلْيَتَنَافَس المُتَنَافُسُونَ " أَي فلْيَتَراغَب المُتَرَاغبُونَ وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قال ابنُ خالَوَيْه : النَّفْسُ : الأَخُ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهدُه قولُه تَعَالَى : " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفِسِكُمْ " قلتُ : ويَقْرُبُ من ذلكَ ما فَسَّر به ابنُ عَرَفَةَ قولَه تعالَى : " ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمنَاتُ بأَنْفُسِهمْ خَيْراً " أَي بأَهْل الإِيمان وأَهْل شَرِيعَتهم . والنَّفْسُ : الإِنْسَانُ جَميعُه رُوحُه وجَسَدُه كقولهم : عنْدي ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ وكقوله تَعَالَى : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْب الله " قَالَ السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : وإِنّمَا اتُّسِعَ في النَّفْس وعُبِّرَ بهَا عن الجُمْلَة لغَلَبةِ أَوصافِ الجَسَد على الرُّوح حَتَّى صارَ يَسَمَّى نفْساً وطَرَأَ عليه هذا الإسْمُ بسَبَبِ الجَسَدِ كما يَطْرَأُ على المَاءِ في الشَّجَر أَسْمَاءٌ على حَسَب إخْتلافِ أَنواع الشَّجَر من حُلْوٍ وحامضٍ ومُرٍّ وحِرِّيفٍ وغير ذلك . إنتهى . وقال اللِّحْيَانيُّ : العَرَبُ تقولُ : رأَيتُ نَفْساً وَاحِدَةً فتُؤنِّثُ وكذلك رأَيتُ نَفْسَيْن فإِذا قالوا : رأَيْتُ ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ وأَربَعَةَ أَنُفُسٍ ذَكَّرُوا وكذلك جميعُ العَدَد قال : وقد يكونُ التَّذِكيرُ في الواحِدِ والإثْنَيْنِ والتَّأْنِيثُ في الجَمْعِ قال : وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ وقال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ يَذكِّرُونَه لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون به الإِنْسَانَ ألا ترى أنهم يقولون : نفس وَاحِدٌ فلا يُدخِلون الهاءَ قالَ : وزَعَم يُونُسُ عن رَؤْبَةَ أَنَّه قال : ثَلاثُ أَنْفُسٍ على تَأْنِيثِ النَّفْسِ كما تَقُول : ثلاثُ أَعْيُنٍ للعَيْنِ مِن النّاسِ وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ في النِّساءِ وقال الحُطَيْئَةُ : إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً . وقال مَجَاهِدٌ : إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إِذا أَضاءَ وقال غيرُه : إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ منه . ومِن المَجَاز : تَنَفَّسَتِ القَوْسُ : تَصَدَّعَتْ ونَفَّسَها هَو : صَدَّعَها عن كُرَاع وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ وهو خَيْرُ القِسِيِّ وأَمّا الفِلْقَةُ فلا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زاد : تَنَفَّسَ وكذلك المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وهو مَجَازٌ . وتَنَفَّس في الإِناءِ : شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عن فِيهِ وهو مَكْرُوهٌ . وتَنفَّسَ أَيضاً : شَرِبَ من الإِناءِ بثَلاثَةِ أَنْفَاس فأَبَانَهُ عن فِيهِ في كّلِّ نَفَسٍ فهو ضِدٌّ وفي الحَدِيث : أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَتَنَفَّسُ في الإِناءِ ثَلاثاً وفي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنه نَهَى عَنِ التَّنّفُّسِ في الإِناءِ قالَ الأَزْهَرِيّ : قال بَعضُهُم : الحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ والتَّنفُّسُ له مَعْنَيَانِ فذَكَرهما مِثْلَ ما ذَكَرَ المصنِّفُ . ونَافَسَ فيه مُنَافَسَةً ونِفَاساً إِذا رَغِبَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم كتَنَافَسَ والمُنَافَسَةُ والتَّنَافُسُ : الرَّغْبَةُ في الشَّيْءِ الإِنْفرَادُ به وهو منَ الشَّيْءِ النَّفِيس الجَيِّدِ في نَوعه وقولُه عَزّ وجلّ " وَفي ذلكَ فَلْيَتَنَافَس المُتَنَافُسُونَ " أَي فلْيَتَراغَب المُتَرَاغبُونَ وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قال ابنُ خالَوَيْه : النَّفْسُ : الأَخُ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهدُه قولُه تَعَالَى : " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفِسِكُمْ " قلتُ : ويَقْرُبُ من ذلكَ ما فَسَّر به ابنُ عَرَفَةَ قولَه تعالَى : " ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمنَاتُ بأَنْفُسِهمْ خَيْراً " أَي بأَهْل الإِيمان وأَهْل شَرِيعَتهم . والنَّفْسُ : الإِنْسَانُ جَميعُه رُوحُه وجَسَدُه كقولهم : عنْدي ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ وكقوله تَعَالَى : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْب الله " قَالَ السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : وإِنّمَا اتُّسِعَ في النَّفْس وعُبِّرَ بهَا عن الجُمْلَة لغَلَبةِ أَوصافِ الجَسَد على الرُّوح حَتَّى صارَ يَسَمَّى نفْساً وطَرَأَ عليه هذا الإسْمُ بسَبَبِ الجَسَدِ كما يَطْرَأُ على المَاءِ في الشَّجَر أَسْمَاءٌ على حَسَب إخْتلافِ أَنواع الشَّجَر من حُلْوٍ وحامضٍ ومُرٍّ وحِرِّيفٍ وغير ذلك . إنتهى . وقال اللِّحْيَانيُّ : العَرَبُ تقولُ : رأَيتُ نَفْساً وَاحِدَةً فتُؤنِّثُ وكذلك رأَيتُ نَفْسَيْن فإِذا قالوا : رأَيْتُ ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ وأَربَعَةَ أَنُفُسٍ ذَكَّرُوا وكذلك جميعُ العَدَد قال : وقد يكونُ التَّذِكيرُ في الواحِدِ والإثْنَيْنِ والتَّأْنِيثُ في الجَمْعِ قال : وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ وقال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ يَذكِّرُونَه لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون به الإِنْسَانَ ألا ترى أنهم يقولون : نفس وَاحِدٌ فلا يُدخِلون الهاءَ قالَ : وزَعَم يُونُسُ عن رَؤْبَةَ أَنَّه قال : ثَلاثُ أَنْفُسٍ على تَأْنِيثِ النَّفْسِ كما تَقُول : ثلاثُ أَعْيُنٍ للعَيْنِ مِن النّاسِ وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ في النِّساءِ وقال الحُطَيْئَةُ :ثَلاَثَةُ أَنْفُسِ وثَلاَثُ ذَوْدٍ ... لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ علَى عِيَالِي وقَولُه تعَالَى : " الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ " يَعْنَي آدَم وزوجها يعني حَوَّاءَ عليهِمَا السلام . ويقال : ما رأَيتُ ثَمَّ نَفْساً أَي أَحَداً . ونَفَسُ السَّاعَةِ بالتَّحْرِيك : آخِرُ الزَّمَانِ عن كُراع . والمُتّنَفِّسُ : ذو النَّفَسُ ورَجُلٌ ذو نَفس أَي خُلُقٍ . وثَوْبٌ ذو نَفسٍ أَي جَلَدٍ وقُوَّةٍ . والنَّفُوسُ كصَبُورٍ والنَّفْسَانِيُّ : العَيُونُ الحَسُودُ المُتّعَيِّنُ لأَموالِ النَّاسِ لِيُصِيبَها وهو مَجَازٌ وما أَنْفَسَهُ أَي ما أَشَدَّ عَيْنَه هذهِ عن اللِّحْيَانِيّ وما هذا النَّفَسُ ؟ أَي الحَسَدُ وهو مَجَازٌ . والنَّفَسُ : الفَرَجُ مِن الكَرْبِ ونَفَّسَ عنه : فَرَّج عنه ووَسَّع عليه ورَفَّه له وكُلُّ تَرَوُّحٍ بَيْنَ شَرْبَتَيْن : نَفَسٌ . والتَّنَفُّسُ : إستِمْدادُ النَّفَسِ وقد تَنَفَّسَ الرجُلُ وتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ . وكُلُّ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودَوَابُّ الماءِ لا رِئَاتِ لَهَا . ودَارُكَ أَنْفَسُ مِن دَارِي أَي أَوْسَعُ وهذا الثَّوبُ أَنْفَسُ مِن هذا أَي أَعْرَضُ وأَطْوَلُ وأَمْثَلُ . وهذا المكانُ أَنْفَسُ مِن هذا أَي أَبْعَدُ وأَوسَعُ . وتَنَفَّس في الكلامِ : أَطالَ وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ : زادَ ماؤُها . وزِدْنِي نَفَساً في أَجَلِي أَي طَوِّلِ الأَجَلَ . عن اللِّحْيَانِيّ وعنه أَيضاً : تَنَفَّسَ النَّهَارُ : إنتصَفَ وتَنَفَّس أَيضاً : بعد . وتَنَفَّسَ العَمْرُ مِنْه إِمّا تَرَاخَى وتَبَاعَدَ وإِمّا إتَّسَع . وجَادَتْ عينْه عَبْرَةً أَنْفَاساً أي ساعةً بَعْدَ ساعةٍ . وشيءٌ نافِسٌ : رَفُعَ وصارَ مَرْغُوباً فيه وكذلِكَ رجُلٌ نافِسٌ ونَفِيس والجَمْع : نِفَاس . وأَنْفَسَ الشَّيْءُ : صار نَفِيساً . وهذا أَنْفَسُ مالِي أَي أَحَبُّه وأَكْرَمُه عِنْدِي وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفَاساً . ونَفَّسَنِي فيه : رَغَّبَني عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
بأَحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فِيه الحِمَامُ المَعَجَّلُ قلت : هو لأُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ يَرْثِي ابْناً له أَو أَخاً له وقد مَرَّ ذِكْرُه في هبرز . ومالٌ نَفِيسٌ : مَضْنُونٌ بِه . وَبلَّغَكَ اللهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ . وفي عُمُرِه تَنَفُّسٌ ومَتَنَفَّسٌ . وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ : بَعِيدٌ وهو مَجَازٌ . ويُجْمَعُ النُّفسَاءُ أَيضاً علَى نُفَّاسٍ ونُفَّسٍ كرُمّانٍ وسُكَّرٍ الأَخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيّ . وتَنَفَّسَ الرجُلُ : خَرَجَ مِن تَحْتِه رِيحٌ وهو على الكِنَايَةِ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : نَفَّسَ قَوْسَه إِذا حَطَّ وَتَرَهَا وتَنَفَّسَ القِدْحُ كالقَوْسِ وهو مَجازٌ . وأَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ : أَفْطَسَ وهو مَجازٌ . وفُلانٌ يُؤامِرُ نَفْسَيْهِ : إِذا اتَّجَه له رَأْيَانِ وهو مَجازٌ قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ . قلتُ : وبَيَانُه أَنَّ العَرَبَ قد تَجعلُ النَّفْسَ الّتي يكونُ بها التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن وذلِكَ أَنَّ النَّفْسَ قد تَأْمُره بالشَّيْءِ أَو تَنْهَاه عنه وذلِكَ عندَ الإِقْدامٍ على أَمْرٍ مَكْرُوه فجَعَلُوا الّتِي تَأْمُره نَفْساً والّتِي تَنْهَاه كأَنَّهَا نَفْسٌ أُخْرَى وعلى ذلك قولُ الشاعِرِ :
يُؤامِرُ نَفْسَيْه وفي العَيْش فُسْحَةٌ ... أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبانَ أَمْ لاَ يَطُورُها وأَبُو زُرْعَةَ محمّدُ بنُ نُفَيْسٍ المَصيصِيُّ كزُبَيْرٍ كتَبَ عنه أَبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ بحَلَبَ . وأَمّ القاسِمِ نَفِيسَةُ الحَسَنِيَّةُ صاحِبةُ المَشْهَدِ بمِصْرَ معروفةٌ وإِليها نَسِبَت الخِطَّةُ . وبنُو النَّفِيسِ كأَمِيرٍ : بَطْنٌ من العَلَويِّينَ بالمَشْهَدِ . ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّزَّاقِ بنِ نَفِيسٍ الدِّمَشْقِيُّ سَمِع علَى الزَّيْنِ العِراقِيّ ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نُفْيَاسُ بالضّمّ : قَرْيَةٌ بَشَرقِيَّة مِصْرَ ونُفْيُوسُ : أُخْرَى مِن السَّمَنُّودِيَّةِ