الأَلْفُ مِن الْعَدَدِ مُذَكَّرٌ يُقال : هذا أَلْفٌ بدليلِ : قَوْلِهِمْ : ثلاثةُ آلافٍ ولم يقولوا ثلاث آلاف ويقال هذا ألف واحد ولا يقال واحدة هذا أَلفٌ أَقْرَعُ اي : تَامٌّ ولا يُقَال قَرْعاءُ قال ابنُ السِّكِّيت : ولَوْ أَنِّثَ باعْتِبَارِ الدَّرَاهِمِ لَجَازَ بمعنى هذِه الدَّرَاهمِ أَلْفٌ كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ وفي اللِّسَانِ : وكلامُ العربِ فيهِ التَّذْكير قال الأًَزْهَرِيُّ : وهذا قَوْلُ جميعِ النَّحْوِييِّنَ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ في التَّذْكير :
" فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقاً وهْوَ صَادِقِينَقُدْ نَحْوَكُم أَلْفاً مِن الْخَيْلِ أَقْرَعَا قال : وقال آخَرُ :
ولَوْ طَلَبُونِي بالْعَقُوقِ أَتَيْهَمُ ... بِأَلْفٍ أَؤَدِّيهِ إِلَى الْقَوْمِ أَقْرَعَا ج : أُلُوفٌ وآلاَفٌ كما في الصِّحاحِ ويُقَال : ثَلاثةُ آلافٍ إِلَى العشرةِ ثم أَلوف جَمْعُ الجَمْعِ قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ) وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ( كما في اللِّسَانِ
وَأَلفَهُ يَأْلِفُهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ : أَعْطَاهُ أَلْفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَي : مِن المالِ ومن الإِبِلِ وأَنْشَدَ :
وكَرِيمَةٍ من آلِ قَيْسَ أَلَفْتُهُ ... حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الأَعْلامِ أَي : ورُبَّ كَرِيمَةٍ والهاءُ لِلْمُبَالِغَةِ ومَعْناه ارْتَقَى إِلَى الأعْلامِ فحذَف إِلَى وهو يُرِيدُهُ
والإِلْفُ بالكَسْرِ : الألِيفُ تقول : حَنَّ فُلانٌ إِلَى فُلان حَنِينَ الإِلْفِ إِلَى الإِلْفِ ج : آلافٌ وجَمْعُ الأَلِيفِ : أَلاَثِفُ مثل تَبِيِع وتَبَائِعَ وأَفِيل وأفائِلَ قال ذو الرُّمَّةِ :
فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ أَلاَفِهِ ... يَرْتَادُ أحْلِيَةً اعْجَازُهَا شَذَبُ والأَلُوفُ كصَبُورٍ : الْكَثِيرُ الأُلْفَةِ ج : ألْفٌ ككُتُبٍ والإلْفُ والإِلْفَةُ بكَسْرِهِما : الْمَرأَةُ تَأْلَفُهَا وتَأْلَفُكَ قال : وحَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ إِلْفِ صَخْرِ وقال :
" قَفْرُ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بهَايَرُوحُ فَرْداً وتَبْقَى إِلْفُهُ طَاوِيَهْ وهذا مِنْْ شَاذِّ البَسِيط لأَنَّ قَوْلَه : طَاويَة فَاعِلُنْ وضَرْبُ البَسِيطِ نَقَلَه لا يأْتي عَلَى فَاعِلُنْ والذي حكاه أَبو إِسحاقَ وعَزَاهُ إِلَى الأَخْفَشِ أَنَّ أَعْرَابِيَّاً سُئِلَ أَنْ يصْنَعَ بَيْتاً تَامَّاً مِن البَسِيطِ فَصَنَعَ هذا البيتَ وهذا ليس بحُجَّةٍ فيُعْتَدُّ بفَاعِلُنْ ضَرْباً في البَسِيطِ إِنَّمَا هو في مَوْضُوع الدَّائِرَةِ فأَمَّا المُسْتَعْمَلُ فهو : فَعِلُنْ وفَعْلُنْ
وقد أَلِفَهُ أَي : الشَّيءِ كَعَلِمَهُ إِلْفاً بالكَسْرِ والْفَتْحِ كالعِلْمِ والسَّمْعِ وهو ألِفٌ ككتاِبٍ ج : آلاَّفٌ ككاتبٍ يُقَال : نَزَعَ البَعِيرُ إِلَى أَلاَّفِهِ
وقال ذُو الرُّمَّةِ :
" أَكُنْ مِثْلَ ذِي الأَلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُإِلَى أُخْتِهَا الأُخْرَى ووَلَّي صَوَاحِبُهْ
" مَتىَ تَظْعَنِي يَامَيُّ مِن دَارِ جِيرَةٍلَنَا والْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَن يُغالِبُهْ وقال العَجَّاجُ يصِفُ الدَّهْرَ :
" يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عَلَى الأُلاَّفِ ومِن الإِلْفِ - بالكَسْرِ - قراءَةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( لإِلْفِ قُرَيْشٍ إِلْفِهِمْ ) بغير ياءٍ وأَلِفٍ وسيأْتي قريباً وفي الحديثِ ( المُؤْمِنُ إِلْفٌ مَأْلُوفٌ )
وهي آلِفَةٌ ج : آلِفَاتٌ وأَوالِفُ قال العَجَّاجُ :
" ورَبِّ هذا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ
" والْقَاطِنَاتِ الْبَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ
" أَوَ الِفاً مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِى هكذا أَوْرَدَهُ فِي العُبَابِ قلتُ : أَراد بالأَوَالِفِ هنا أَوَالِفَ الطَّيْرِ التي قد أَلِفَتِ الْحَرَمَ وقولُه : مِن وُرْقِ الْحَمِى أَراد الحَمَامَ فلم يَسْتَتمَّ له الوَزْنُ فقال : الْحَمِى
المَأْلَفُ كمَقْعَدٍ : مَوْضِعُهَا أَي : الأَوَلِفُ مِن الإِنْسَانِ أَو الإِبِلِ
قال أَبو زيد : الْمَاْلَفُ : الشَّجَرُ الْمُورِقُ الذي يَدْنُو إِليه الصَّيْدُ لإِلْفِهِ إِيَّاهُ
والأُلْفَةُ بِالضَّمِّ : اسْمٌ مِن الائْتِلافِ وهي الأُنْسُ
والأَلِفُ ككَتِفٍ : الرَّجُلُ العَزَبُ فيما يُقَالُ كما في العُبابِ والأَلِفُ : أَوَّلُ الحُرُوفِ قال اللِّحْيَانِيُّ : قال الْكِسَائِيُّ : الأَلِف من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ وكذلك سائرُ الحروفِ هذا كلامُ العربِ وإِن ذُكِّرَتْ جاز قال سِيبَوَيْه : حروفُ المعجمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ كما أَنَّ الإِنْسَانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والأَلِفُ أَيضاً الأَلِيفُ والجَمْعُ : آلافٌ ككَتِبِ وأَكْتَافٍ الأَلِفُ عِرْقٌ مُسْتَبطِنُ الْعَضُدِ إِلَى الذِّراعِ عَلَى التَّشْبِيه وهما الألفان والألف الواحد من كل شيء على التشبيه بالأَلِف فإنَّه واحدٌ في الأَعْدَادِ
وآلَفَهُمْ إِيلاَفاً : كَمَّلَهُمْ أَلْفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال أَبو عُبَيْد : يُقَالُ كان القومُ تِسْعَمِائةٍ وتِسْعَةٍ وتِسْعِين فَالَفْتُهُمْ مَمْدودٌ وآلَفُوا هُمْ : إِذا صارُوا أَلْفاً وكذلِك أَمْأَيْتُهُم فَأَمْأُوا : إِذا صارُوا مِائةً . وآلَفَتِ الإِبِلُ الرَّمْلَ : جَمَعَتْ بَيْنَ شَجَرٍ ومَاءٍ قال ذُو الرُّمَّةِ :
" مِنَ المُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّةٌشُعَاعُ الضُّحَى في مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ أَي : من الإِبلِ التي ألِفَت الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفاً
والْمَكَانَ : أَلِفَهُ وفي الصِّحاحِ : آلَفَ الدَّراهِمَ إِيلاَفاً : جَعَلَهَا أَلْفاً أَي : كَمَّلَها ألْفاً فَآلَفَتْ هي : صارتْ ألْفاً وآلَفَ فُلاناً مَكانَ كذا : إِذا جَعَلَه يَأْلفُهُ قال الجَوْهَرِيُّ : ويقال أَيْضاً : آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُولِفُهُ إِيلاَفاً وكذلِكَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أَؤالِفُهُ مُؤَالَفَةً وإِلاَفاً فصار صورَةُ أَفْعَلَ وفَاعَلَ في الْمَاضِي وَاحِدَةً
والإِيلاَفُ في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ : العَهْدُ والذِّمامٌ وشِبْهُ الإِجَازَةِ بالْخُفَارَةِ وأَوَّلُ مَن أَخَذَهَا هَاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ مِن مَلِكِ الشَّأْمِ كما جاءَ في حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنه وتَأْوِيلُهُ أَنَّ قُرَيْشاً كانُوا سُكَّانَ الْحَرَمِ ولم يَكُنْ لهم زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ آمِنِينَ في امْتِيارِهِمْ وتَنَقُّلاتِهِم شِتَاءً وصَيْفاً والنَّاسُ يُتَخَطَّفُونَ مِن حَوْلِهِمْ فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ عَارِضٌ قالُوا : نَحْنُ أَهْلُ حَرِمِ اللهِ فلا يَتَعَرَّضُ لهم أَحَدٌ كما في العُبَابِ ومنه قول أَبِي ذُؤَيْبٍ :
تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِيناً ويُؤْلِفُ الْ ... جِوَارَ ويُغْشِيَها الأَمَانَ رِبابُهَا أَو الَّلامُ لِلتَّعَجُّبِ أَي : اعْجَبُوا لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ . وقال بعضُهم : مَعْنَاهَا مُتَّضِلُّ بما بعدُ المَعْىَ فَلْيَعْبُدْ هؤُلاَءِ رَبَّ هذا البيت لإِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ لِلامْتِيَارِ وقال بعضُهُم : هي مَوصُولَةٌ بما قَبْلَهَا المعنى فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ لإِيلافِ قُرَيْشٍ وهذا القَوْلُ الأَخِيرُ ذكَره الجَوْهَرِيُّ ونَصُّهُ : يقول : أَهْلَكْتُ أَصْحابَ الفِيل لأُولِفَ قُرَيْشاً مَكَّةَ ولِتُؤْلِفَ قُرَيْشٌ رِحْلَيَتْهَا أَي تَجْمَعَ بينهما إِذا فَرَغُوا من ذِهِ أَخَذَوا في ذِهِ كما تقولُ : ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا بحَذْفِ الواو انتهى
وقال ابنُ عَرَفَةَ : هذا قَوْلٌ لا أَحبُّهُ مِن وَجْهَيْنِ ؛ أَحَدُهِما : أَنَّ بينَ السُّورَتَيْن بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحِيم وذلِك دليلٌ عَلَى انْقِضَاءِ السُّورةِ وافْتِتَاحِ الأُخْرَى والآخَرُ : أَنَّ الإِيلافَ إِنَّمَا هو العُهُودُ التي كانُوا يَأَخَذَونَهَا إِذا خَرَجُوا في التِّجَاراتِ فيَأْمَنُونَ بهاوقال ابنُ الأعْرَابِيِّ : أَصْحابُ الإِيلاَفِ أَربعةُ إِخْوَةٍ : هاشِمٌ وعبدُ شَمْسٍ والمُطَلِبُ ونَوْفَلٌ بنو عَبْدِ مَنافٍ وكانوا يُؤَلِّفُونَ الجِوَارَ يُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضاً يُجِيرُونَ قُرَيْشاً بِمِيرِهِمء وكانوا يُسَمَّوْنَ الْمُيِجيرِين وكان هَاشِمٌ يُؤَلِّفُ إِلَى الشَّأْمِ وعَبْدُ شَمْسٍ يُؤَلِفُ إِلَى الْحَبَشَةِ والمُطَّلِبُ يُؤَلِّفُ إِلَى الْيَمَنِ ونَوْفَلٌ يُؤَلِّفُ إِلَى فَارِسَ قال : وكان تُجَّارُ قُرَيْشٍ يخْتَلِفُونَ إِلَى هذِه الأَمْصَارِ بِحِبال هذِه كذا في النُّسَخِ والأَوْلَى هؤُلاءِ الإِخْوَةِ الأَرْبَعَةِ فلا يُتَعَرَّضُ لهم وكان كُلُّ أَخٍ منْهم أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكِ نَاحِيَةِ سَفَرِهِ أَمَاناً لَهُ فَأَمَّا هاشِمٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكَ الرُّومِ وأَما عبدُ شَمْسٍ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن النجاشي وأما المطلب فإنه أخذ حبلاً من أَقْيَالِ حِمْيَرَ وأَمَّا نَوْفَلٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن كِسْرَى كُلُّ ذلِكَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ
وقال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج : في ( لإِيلافِ قرَيْشٍ ) ثلاثةُ أوْجه : ( لِإلَفِ ) ( ولإِلاَفِ ) ووَجْهٌ ثالِثٌ ( لِئيلاَفِ قُرَيْشٍ ) قال : وقد قُرِئَ بالوَجْهَيْنِ الأَوَّلَيْنِ
قلتُ : والوَجْهُ الثالثُ تقدَّم أَنَّهُ قَرَأَهُ النَّبِيُ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم . وقال ابنُ الأَنْبَارِيِّ : مَن قَرَأَ ( لإِلافِهِمِ ) و ( إِلْفِهم ) فهُمَا مِن ألَفَ يَأْلَفُ ومَن قَرَأَ لإِيلاَفِهِمْ فهو مِن آلَفَ يُؤْلِفُ قال : ومعنى يُؤْلِفُونَ أَي : يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُونَ
قال الأًزْهَرِيُّ : وعلَى قَوْلِ ابنِ الأعْرَابِيِّ بمعنَى يُجِيرُون
وقال الْفَرَّاءُ : مَن قَرَأَ ( إِلْفِهِمْ ) فقد يون من يُؤَلِّفُونَ قال : وأَجْوَدُ مِنِ ذلِك أَنْ يُجْعَلَ مِن يَأْلَفُونَ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ والإِيلافُ مِن يُؤَلِّفُونَ أَي : يُهَيِّئونَ ويُجَهِّزونَ
وأَلَّفَ بَيْنَهُمَا تَأْلِيفاً : أَوْقَع الأُلْفَةَ وجمَع بينهما بعدَ تَفَرُّقٍ ووَصَلَهُمَا ومنه تَأْلِيفُ الكُتُبِ والفَرْقُ بينه وبينَ التَّصْنِيفِ مَذْكُورٌ في كُتُبِ الْفُرُوقِ ومنه قولُه تعالى : ( ولكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )
أَلّفَ أَلِفاً : خَطَّهَا كما يقال : جَيَّمَ جيماً
أَلَّفَ الأَلْفَ : كَمَّلَهُ كما في يُقَالُ : أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ أَي : مُكَمَّلَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
قال الأًزْهَرِيُّ : والْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ في آيَةِ الصَّدَقَاتِ : قَوْمٌ مِن سَادَةِ الْعَرَبِ أََمرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ في أَوَّلِ الإِسْلاَمِ بِتَأَلُّفِهِمْ أَي بمُقَارَبَتِهِمْ وإِعْطَائِهِمْ من الصَّدَقاتِ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ في الإِسْلاَمِ ولِئلاَّ تَحْمِلَهُمْ الْحَمِيَّةُ مع ضَعْف نِيَّاتِهمِ عَلَى أَن يَكُونُوا إِلْباً مع الكُفَّارِ عَلَى المُسْلِمِينَ وقد نَفَلهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِمِائََيْنِ مِن الإِبِلِ تَأَلُّفاً لهم وهُم أَحَدٌ وثلاثون رجلاً عَلَى تَرْتِيبِ حُرُوفِ المُعْجَمِ : الأَقْرَعُ بنُ حَابِسِ بنِ عِقال الْمُجَاشِعِيُّ الدَّارِمِيُّ وقد تقدَّم ذِكْرُه وذِكْرُ أَخِيهِ مَرْثَدٍ في ( ق ر ع )وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ النَّوْفَلِيُّ أَبو محمدٍ ويُقَال : أَبو عَدِيٍّ أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وحُلَمَائِها وكانَ يُؤْخَذُ عنه النَّسَبُ لِقُرَيْشٍ وللعرب قَاطِبَة وكان يقول : أَخذتُ النَّسَبَ عن أَبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنه أَسْلَمَ بعدَ الْحُدَيْبِيَةِ وله عدَّةُ أَحادِيثَ . والْجَدُّ بنُ قَيْسِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ ابنِ غنَمْ ِبنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ الأنصاري السلمي أَبو عبدِ اللهِ ابن عَمِّ الْبَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ رَوَى عنه جابرٌ وأَبو هُرَيْرَةَ وكان يُزَنُّ بالنِّفَاقِ وكان قَدْ سَادَ في الجَاهِلِيَّةِ جَمِيعَ بني سَلِمَة فنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك منه بقَوْلِهِ : ( يَا بَنِي سَلِمَةَ مَنْ سَيِّدُكُمْ ؟ ) قالوا : الْجَدُّ بنُ قَيْسٍ قال : ( بَلْ سَيِّدُكُمْ ابْنُ الْجَمُوحِ ) وكان الْجَدُّ يومَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ اسْتَتَرَ تحتَ بَطْنِ رَاحِلَتِهِ ولم يُبَايِعْ ثم تَابَ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ ومات في خِلافةِ عثمانَ رَضِيَ اللهُ عنهما . والْحَارثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ الْمَخْزومِيُّ أَسْلَمَ وقُتِلَ يومَ أَجْنَادِينَ
وحَكِيمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وُلِدَ في الكعبةِ كان منهم ثم تَابَ وحَسُنَ إِسْلامُه . وحَكِيمُ بنُ طُلَيْقِ بنِ سُفْيَان بنِ أُمَيَّة بنِ عَبْدِ شَمْس الأُمَوِيُّ كان منهم ولا عَقِبَ له
وحُوَيْطِبُ بنُ عبدِ الْعُزَّي بنِ أَبي قَيْسِ بنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيُّ أَبو يَزِيدَ أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وخُطَبائِهم وكانَ أَعْلَمَ الشَّفَة وأَخُوه السَّكْرَانُ مِن مُهاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وأَخوهما سَهْلٌ مِن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ له عَقِبٌ بالمَدِينَة
وخَالِدُ بنُ أَسِيد وخَالِدُ بنُ قَيْسٍ وزَيْدُ الخَيْلِ وسَعِيدُ بنُ يَرْبُوعٍ وسُهَيْلُ بنُ عبدِ شَمْسٍ العامِرِيُّ
وسُهَيْلُ بنُ عَمْروٍ الْجُمَحِيُّ هكَذَا ذكَرَهُ الصَّاغَانيُّ وقَلَّدَه المُصَنِّفُ ولم أَجِدْ لَهُ ذِكْراً في مَعاجِم الصَّحابَةِ فَلْيُنْظَرْ فيه وإِن صَحَّ أَنَّه مِن بَنِي جُمَح فلَعَلَّه ابنُ عَمْرِو ابنِ وَهْبِ بنِ حُذَافة بنِ جُمَحَ
وصَخْرُ بنُ أُمَيَّةَ هكَذَا ذكرَه الصَّاغَانيُّ ولم أَجدْهُ في مَعَاجِم الصَّحابةِ والصَّوابُ صَخْرُ بنُ حَرْبِ ابنِ أُمَيَّةَ وهو المَكْنِيُّ بِأَبِي سُفْيَانَ وأَبي حَنْظَلَةَ فتَأَمَّلْ وكانَ إِليه رَايَةُ العُقَابِ وهو الذي قَادَ قُرَيْشاً كلَّهَا يومَ أُحُدٍ
وصَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ بن وَهْبِ بنِ حُذَافَة بنِ جُمَح الْجُمَحِيُّ كُنْيَتُه أَبو وَهْبٍ أَسْلَمَ يومَ حُنَيْنٍ كان أَحَدَ الأَشْرَافِ والفُصَحاءِ وحَفِيدُه صَفْوَانُ بنُ عبدِ الرحمنِ له رُؤْيَةٌ
والْعَبَّاسُ بنُ مِرْدَاسِ بنِ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيُّ أَبو الهَيْثَمِ أَسْلَمَ قُبَيْلَ الفَتْحِ وقد تقَدَّم ذِكْرُه في السين
وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ يَرْبُوعِ بنِ مِنْكَثَةَ بن عامِرٍ المَخْزُومِيُّ ذكرَه يَحْيى بن أَبي كَثِيرٍ فيهِم
والْعَلاَءُ بنُ جَاريَةَ بن عبدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ من حُلَفَاءِ بني زُهْرَةَ
وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاَثَةَ بنِ عَوْفٍ الْعَامِرِيُّ الْكِلاَبِيُّ من الأَشْرَافِ ومِنَ المُؤَلَّفَةِ قلوبُهُم ثم ارْتَدَّ ثم أَسْلَمَ وحَسُنَ إِسْلامُه واسْتَعْمِلُه عمرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْه - عَلَى حَرَّانَ فماتَ بها
وأَبُو السَّنَابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْكَكَ بنِ الحَجّاجِ ويُقَال : اسمُه حَبَّةُ بن بَعْكَكٍ . وعَمْرُو بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ أَخو العبّاس ذكَرَه ابنُ الْكَلْبِيِّ فيهم
وعُمَيْرُ بنُ وَهْبِ بنِ خَلَفِ بنِ وَهْبِ بنِ حُذافَة بنِ جُمَح أَبو أُمَيَّةَ أَحَدُ أشْرَافِ بني جُمَح وكان من أَبْطَالِ قُرَيْشٍ قَدِمَ المدينةَ ليَغْدُرَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأَسْلَمَ قَالَهُ ابنُ فَهْدٍقلتُ : والذي في أَنْسَابِ أَبِي عُبَيْدٍ أَن عُمْيْراً هذا أَسِرَ يومَ بَدْرٍ ثم أسْلَمَ وابنُه وَهَبُ بنُ عُمَيْرٍ الذي كان ضَمِنَ لِصَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ أَن يَقْتُلْ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثم أَسْلَمَ . وعُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَة بنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيّ شَهِد حُنَيْناً والطَّائِفَ وكان أَحْمَقَ مُطَاعاً دخلَ عَلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بغَيْرِ إِذْنٍ وأَساءَ الأَدَبَ فصَبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلَى جَفْوَتِهِ واعْرَابِيَّتِهِ وقد ارْتَدَّ وآمَنَ بطُلَيْحَةَ ثم أُسِرَ فَمَنَّ عليه الصِّدِّيقُ ثم لم يَزَلْ مُظْهِراً لِلإِسْلامِ وكان يَتْبَعُهُ عَشْرَةُ آلافِ قَتَّاتٍ وكان مِن الجَرَّارةِ واسْمُه حُذَيْفَةُ ولَقَبُه عُيَيْنَةُ لشَتَرِ عَيْنِه وسيأْتي في ( عين )
وقَيْسُ بنُ عَدِيٍّ السَّهْمِيُّ هكذا في العُبَابِ والمُصَنِّفُ قَلَّدَهُ وهو غَلَطٌ لأَنَّ قَيْساً هو جَدُّ خُنَيْسِ ابنِ حُذَافَةَ الصَّحَابِيِّ ولم يذْكُرْه أَحَدٌ في الصَّحابةِ إِنَّمَا الصُّحْبَةُ لحَفِيدِه المذكورِ وحُذافَةُ أَبو خُنَيسٍ لا رُؤْيَةَ له عَلَى الصَّحِيحِ فَتَأَمَّلْ
وقَيْسُ بنُ مَخْرَمَة بنِ المُطَّلِبِ ابنِ عَبْدِ مَنَافٍ المُطَّلِبِيُّ وُلِدَ عامَ الفِيلِ وكان شَرِيفا . ومَالِكُ بنُ عَوْفٍ النَّصْريُّ أَبو عليٍّ رئيسُ المُشْرِكين يومَ حُنَيْنٍ ثم أَسْلَمَ
ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلِ بن أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ الزُّهْرِيُّ
ومُعَاوِيَةُ بنُ أَبي سُفْيَانَ صَخْرِ ابنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأَمَوِيُّ
والْمُغِيرَةُ بنُ الْحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ كُنْيَتُه أَبو سُفْيَان مَشْهورٌ بكُنْيتِه هكذا سَمَّاه الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وابنُ الكَلْبِيِّ وإِبراهِيمُ بن المُنْذِرِ ووَهِم ابنُ عَبْدِ البَرِّ فقال : هو أَخُو أَمى سُفْيَان
قلتُ : ووَلَدُه جعفرُ بن أَبِي سُفْيَان شاعرٌ وكان المُغِيرةُ هذا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَخاهُ من الرَّضاعةِ تُوُفِّيَ سنةَ عشرين
والنُّضَيْرُ بن الْحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ ابنِ كَلَدَةَ الْعَبْدَرِيُّ قيل : كان مِن المُهَاجِرِين وقيل : مِن مُسْلمَةِ الفَتْحِ قال ابنُ سَعْدٍ : أُعْطِيَ مِن غَنَائِم حُنَيْنٍ مائةً مِن الإِبِل اسْتُشْهِدَ باليَرْمُوكِ . هذا هو الصَّحِيحُ وقد رُوِى عن ابنِ إِسحاق أَن الذي شَهِدَ حُنَيْناً وأُعْطِيَ مائةً مِن الإِبِلِ هو النَّضْرُ بنُ الحارِثِ وهكذا أخْرَجَه ابنُ مَنْدَه وأَبو نُعَيْم أَيضاً وهو وَهَمٌ فَاحِشٌ فإِن النَّضْرَ هذا قُتِلَ بعدَمَا أُسَِ يومَ بَدْرٍ قَتَلَهُ عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه بأَمْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتَأَمَّلْ
وهِشَامُ بنُ عَمْرِو بنِ ربيعة بن الحارث الْعَامِرِيُّ أَحَدُ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم بِدُونِ مِائةٍ من الإِبِلِ وكان أَحَدَ مَن قام فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ وله في ذلك أَثَرٌ عَظِيمٌ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
وقد فَاتَهُ : طُلَيْقُ بنُ سُفْيَانَ أَبو حَكِيمٍ المذكور فقد ذَكَرَهُمَا ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبِيُّ في المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهم وكذا هِشَامُ بنُ الولِيدِ بنِ المُغِيرةِ الْمُخْرُومِيُّ أَخو خالدِ بنِ الولِيد هكذا ذَكَره بعضُهُم ولكن نُظِرَ فيه
وقد قَالَ بعضُ أَهْلِ العلم : إِنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم تَأَلَّفَ في وَقْت بعضَ سَادةِ الكُفَّارِ فلمَّا دَخَلَ الناسُ في دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً وظَهَرَ أَهْلُ دِينِ اللهِ عَلَى جميع أَهْلِ المِلَلِ أغْنَى اللهُ تعالَى - ولَهُ الحَمْدُ - عَن أَن يُتَأَلَّفَ كافرٌ اليومَ بمَالٍ يُعْطَي لِظُهورِ أَهلِ دِينهِ عَلَى جَمِيعِ الكُفَّارِ والحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينوتَأَلَّفَ فُلانٌ فُلاناً : إِذا دَارهُ وآنَسَهُ وقَارَبَهُ ووَاصَلَهُ حتى يسْتَمِيلُهُ إِليه ومنه حديثُ حُنَيْنٍ : ( إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ أَي : أُدَارِيهِم وأُونِسُهُم لِيَثْبُتُو عَلَى الإِسْلامِ رَغْبَةً فيما يصِلُ إِليهم مِن الْمالِ
تَأَلَّفَ الْقَوْمُ تَأَلُّفاً : اجْتَمَعُوا كائْتَلَفُوا ائْتِلافاً وهما مُطَاوِعا أَلَّفَهُمْ تَأْلِيفاً
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : جَمْعُ أَلْف آلُفٌ كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ومنه قَوْلُ بُكَيْرٍ أَصَمِّ بني الحارِث بِنِ عَبَّادٍ :
عَرَباً ثَلاثَةَ آلُفٍ وكُتِيبَةً ... أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِي الْفَدَّامِ وقد يقال : ( الأَلَفُ ) مُحَرَّكةً في الآلاف فِي ضَرُورَةِ الشِّعَرِ قال :
وكَانَ حَامِلُكُمْ مِنَّا ورَافِدُكُمْ ... وحَامِلُ الْمِينَ بَعْدَ المَينَ والأَلَفِ فإنَّه أَراد الآلاَفَ فحَذَفَ للضَّرُورةِ وكذلِكَ أراد المِئِينَ فحَذَفَ الهَمْزَةَ
وآلَفَ الْقَوْمُ : صَارُوا أَلْفاً ومنه الحَدِيث : ( أَوَّلُ حَيٍّ آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو فُلانٍ )
وشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً : أَي علَى أَلْفٍ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
وأَلِفَ الشَّيْءَ كعَلِمَ إِلاَفاً ووِلاَفاً بكَسْرِهِمَا الأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ وأَلَفَاناً مُحَرَّكَةً : لَزِمَه كَأَلَفَهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ
وآلَفَهُ إِيلافاً : هَيَّأَهُ وجَهَّزَهُ والإِلْفُ والإِلاَفُ بكَسْرِهِمَا بمَعْنىً واحدٍ وأَنْشَدَ حَبِيبُ بن أَوْسٍ في باب الهِجَاءِ لِمُساوِرِ بن هِنْد يَهْجُوبني أَسَدٍ :
زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتُكُمْ قُرَيْشاً ... لَهُمْ إِلْفٌ ولَيْسَ لَكُمْ إِلاَفِ
أُولئكَ أُومِنُوا جُوعاً وخَوْفاً ... وقد جَاعَتْ بنو أَسَدٍ وخَافُوا وأَنْشَدَ بَعْضُهُم :
إِلاَفُ اللهِ مَا غَطَّيْت بَيْتاً ... دَعَائِمُهُ الخَلاَفَةُ والنُّسُورُ قيل : إِلاَفُ اللهِ : أَمَانُهُ وقيل : مَنْزِلَةٌ منه
وآلِفٌ وأُلُوفٌ كشَاهِدٍ وشُهُودٍ وبِهِ فَسَّرَ بعضُهُم قولَه تعالَى : ( وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المْوَتِ ) وآلِفٌ وآلاَفٌ كَناصِرٍ وأَنْصَارٍ وبِه رُوِيَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السابقُ أَيضاً وكذا قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" تَا للهِ لَوْ كُنْتُ مِنَ الآلافِ قال ابنُ الأعْرَابِيِّ : أَراد الذين يَأْلَفُونَ الأَنْصَارَ وَاحِدُهُم آلِفٌ
وجَمْعُ الأَلِيفِ كأمِيرٍ : أُلَفَاءُ كَكُبَرَاءَ
وأَوالِفُ الْحَمَامِ : دَوَاجِنُهَا التي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ
وآلَفَ الرَّجُلُ مُؤَالَفَةً : تَجَرَ
وأَلَّفَ الْقَوْمُ إِلَى كذا وتَأَلَّفُوا : اسْتَجَارُوا . والأَلِيفُ كأَمِيرٍ : لُغَةٌ فِي الأَلِفِ أَحَدِ حُرُوفِ الهِجَاءِ
وهو مِن الْمُؤَلَّفِينَ بالفَتْحِ : أَي أَصْحابِ الأُلُوفِ : صارَتْ إِبِلُهُ أَلْفاً
وأَلِفٌ ككَتِفٍ : مُحَدِّثَةٌ وهي أُخْتُ نَشْوَانَ حَدَّث عنها الحافظُ السَّيُوطِيُّ وغيرُه
وهذَا أَلْفِيٌّ : مَنْسُوبٌ إِلَى الأَْفِ مِن الْعَدَدِ
وبَرْقٌ إِلاَفٌ بالكَسْرِ : مُتَتَابِعُ اللَّمَعَانِ
الفَرْقُ خلاف الجمع فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه وقيل فَرَقَ للصلاح فَرْقاً وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ وفي حديث الزكاة لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة وقد ذكر في موضعه مبسوطاً وذهب أَحمد أَن معناه لو كان لرجل ...
الفَرْقُ خلاف الجمع فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه وقيل فَرَقَ للصلاح فَرْقاً وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ وفي حديث الزكاة لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة وقد ذكر في موضعه مبسوطاً وذهب أَحمد أَن معناه لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ بين مُتفرِّق ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه ولو كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء وفي الحديث البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا ( * قوله « ما لم يفترقا » كذا في الأصل وعبارة النهاية ما لم يتفرقا وفي رواية ما لم يفترقا ) اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل هو بالأَبدان وإِليه ذهب معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين وبه قال الشافعي وأَحمد وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول فإِن رواية ابن عمر في تمامه أَنه كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى يُفارقه وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سواء ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام يقال فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا وفَرَّقْتُ بين الرجلين فَتَفَرّقا وفي حديث عمر رضي الله عنه فَرِّقُوا عن المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين يقول إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين فإِن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة وفي حديث ابن عمر كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين يعني في الطلاق وهو أَن يحلف الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك فإِن تبين له بعد الشك اليقينُ جَمَعَ بينهما وفي الحديث من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة يعني أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن يفارقهم في ذلك العقد فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد ومعنى قوله فميتته جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل وقوله تعالى وإِذ فَرَقْنا بكم البحر معناه شققناه والفِرْقُ القِسْم والجمع أَفْراق ابن جني وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر بتشديد الراء شاذة من ذلك أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً وأَخذتُ حقي منه بالتَّفَارِيق والفِرْقُ الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه ومنه قوله تعالى فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم التهذيب جاءَ تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى وأَوحينا إِلى موسى أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره وفَرَق بين القوم يَفْرُق ويَفْرِق وفي التنزيل فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين قال اللحياني وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا بكسر الراء وفَرَّقَ بينهم كفَرَقَ هذه عن اللحياني وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً الأَخيرة عن اللحياني الجوهري فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق قال وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين الأَجسام قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم البَيِّعان بالخيار ما لَم يَتَفَرقا بالأَبدان لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا والفُرْقة مصدر الافْتِرَاقِ قال الأَزهري الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي من الافْتِرَاقِ وفي حديث ابن مسعود صلَّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق أَي ذهب كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً بايَنَهُ والاسم الفُرْقة وتَفَارق القومُ فَارَقَ بعضهم بعضاً وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً بايَنَها والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق والفِرْقةُ طائفة من الناس والفَرِيقُ أَكثر منه وفي الحديث أَفارِيق العرب وهو جمع أَفْراقٍَ وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ قال ابن بري الفَرِيقُ من الناس وغيرهم فِرْقة منه والفَرِيقُ المُفارِقُ قال جرير أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ ؟ قال وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ ومثله فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق والفِرْقُ طائفة من الناس قال وقال أَعرابي لصبيان رآهم هؤُلاء فِرْقُ سوء والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ ونيَّة فَرِيقٌ مُفَرَّقة قال أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا ؟ فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ قال سيبويه قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق وفي التنزيل عن اليمين وعن الشمال قَعيدٌ وقول الشاعر أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا قال ابن الأَعرابي العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف قال ابن بري والرجز لغنية الأَعرابية وقيل لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه ديتها فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما والفَرْقُ تَفْرِيقُ ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان والفَرْقُ الفصل بين الشيئين فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً فصل وقوله تعالى فالفَارِقاتِ فَرْقاً قال ثعلب هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام وقوله تعالى وقرآناً فَرَقْناه أَي فصلناه وأَحكمناه مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ التهذيب قرئَ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة فَرَّقةُ الله في التنزيل ليفهمه الناس وقال الليث معناه أَحكمناه كقوله تعالى فيها يُفَرَّقُ كل أَمر حكيم أَي يُفَصَّل وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً والمعنى أَحكمناه وفصلناه وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه بالتثقيل يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه مخففة وفَرَقَ الشعرَ بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه سَرَّحه والفَرْقُ موضع المَفْرِق من الرأْس وفَرْقُ الرأْس ما بين الجبين إِلى الدائرة قال أَبو ذؤيب ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْيالُها فِيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك وسط رأْسه وفي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه فَرَقَ وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو وهكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ ويقال للماشطة تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً والمَفْرَق والمَفْرِقُ وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر وكذلك مَفْرَق الطريق وفَرَقَ له عن الشيء بيَّنه له عن ابن جني ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر وقولهم للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على ذلك وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان والفَرَقُ في النبات أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له إِذا لم تكن ( * الضمير يعود إِلى الأرض الفَرِقة ) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً وقال أَبو حنيفة نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض ورجل أَفْرقُ للذي ناصيته كأَنها مَفْروقة بيِّن الفَرَق ( * بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق ) وكذلك اللحية وجمع الفَرَق أَفْراق قال الراجز يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ الليث الأَفْرقُ شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج والأَفْرَقُ خِلْقة والفرقاءُ من الشاءِ البعيدة ما بين الخصيتين ابن سيده الأَفْرقُ المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ وتَيْس أَفْرَقُ بعيد ما بين القَرْنَيْن وبعير أَفْرَقُ بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ وديك أَفْرَقُ ذو عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق وذلك لانفراج ما بينهما والأفْرَقُ من الرجال الذي ناصيته كأَنها مفروقة بيِّن الفَرَقِ وكذلك اللحية ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وقيل الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره وقيل هو الناقص إِحدى الوركين قال ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ وأَنشده يعقوب من القِرْقِ البطاء وقال القِرْقُ الأَصل قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذه الرواية وفي التهذيب الأَفْرَقُ من الدواب الذي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وفرس أَفْرَقُ له خصية واحدة والاسم الفَرَقُ من كل ذلك والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً والمَفْروقان من الأَسباب هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ والفُرْقانُ القرآن وكل ما فُرِقَ به بينْ الحق والباطل فهو فُرْقان ولهذا قال الله تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان والفُرْق أَيضاً الفُرْقان ونظيره الخُسْر والخُسْران وقال الراجز ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ وفي حديث فاتحة الكتاب ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور ولا الفُرْقانِ مِثْلُها الفُرْقان من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ بين الحق والباطل والحلال والحرام ويقال فَرَقَ بين الحق والباطل ويقال أَيضاً فَرَقَ بين الجماعة قال عدي بن الرِّقاع والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ وفي الحديث محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه والفُرْقان الحُجّة والفُرْقان النصر وفي التنزيل وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بين الحق والباطل التهذيب وقوله تعالى وإِذ آتينا موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون قال يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل وقال الفراء آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ قال والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول والفَارُوقُ ما فَرَّقَ بين شيئين ورجل فارُوقٌ يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل والفارُوقُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل وفي التهذيب لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره وقيل إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا نَ ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا والفَرَقُ ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل وقد انْفَرَقَ وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح لغة في فَلَق الصبح وقيل الفَرَقُ الصبح نفسه وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق قال وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح وأَنشد حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ والفارِقُ من الإِبل التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها وقيل هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض وجمعها فُرَّق وفَوارِق وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً وكذلك الأَتان وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ قال وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق قال ذو الرمة أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ الجوهري وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق وقال ابن سيده سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام قال ابن بري ويجمع أَيضاً على فُرَّاق قال الأَعشى أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ قِ رَجُوسٌ قدَّامَها فُرّاقُ ابن الأَعرابي الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع وأَفْرَقَتِ الناقة أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه وناقة مُفْرق فارقها ولدها وقيل فارقها بموت والجمع مَفارِيق وناقة مُفْرِق تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح ابن الأَعرابي أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها قال الليث والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً قال الأَزهري وكل عَليلٍ أَفاق من علته فقد أَفْرَقَ وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم برأَ ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما وقال اللحياني كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك قال أَعرابي لآخر ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود ؟ فقال الرُّحَضاءُ يقول ما علامة برء المحموم فقال العَرَق وفي الحديث عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون والفِرْقُ بالكسر القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ وقيل هو ما دون المائة من الغنم قال الراعي ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ بفِرْق يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُهْ يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب بالحَلالِ وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح إِبله يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها أَلا ترى إِلى قوله قبل هذا البيت وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ ولم يَكُنْ ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه والفَريقةُ القطعة من الغنم ويقال هي الغنم الضالة وهَجْهَجْ زجر للسباع والذِّئاب والناعق الراعي والفَريقُ كالفِرْقِ والفِرْقُ والفَريقُ من الغنم الضالة وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه أَضلَّها وأَضاعها والفَريقةُ من الغنم أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم قال كثيِّر وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ الفَرِيقةُ القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها وقيل هي الغنم الضالة وفي حديث أَبي ذر سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ الفِرْقُ القطعة من الغنم وقال ابن بري في بيت كثيِّر والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين وصواب إِنشاده بذفرى لأَن قبله تُوالي الزِّمامَ إِذا ما وَنَتْ ركائِبُها واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابن سيده والفِرْقَةُ من الإِبل بالهاء ما دون المائة والفَرَقُ بالتحريك الخوف وفَرِقَ منه بالكسر فَرَقاً جَزِع وحكى سيبويه فَرِقَه على حذف من قال حين مثّل نصب قولهم أَو فَرَقاً خيراً من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً وفَرِقَ عليه فزع وأَشفق هذه عن اللحياني ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وفاروق وفارُوقةٌ فَزِعٌ شديد الفَرَق الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة وفي المثل رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً والفَرُوقة الحُرْمة وأَنشد ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه واللؤْمُ حتى انْتُهكتْ فَروقُه وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له قال ابن بري شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير الفزع قول الشاعر بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا وقال مُوَيلك المَرْموم إِنِّي حَلَلْتُ وكنتُ جدّ فَرُوقة بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ قال ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً شاهده قول حميد بن ثور رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ وفي حديث بدء الوحي فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً هو بالتحريك الخوف والجزع يقال فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً وفي حديث أَبي بكر أَباللهِ تُفَرِّقُني ؟ أَي تخوِّفني وحكى اللحياني فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته قال ابن سيده وأراها فَرَّقت بتشديد الراء لأَن مثل هذا يأْتي على فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي وتقول فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب سَلَحَ أَنشد اللحياني أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلني فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي فأَفْرَقَ من حِذَاري أَو أَتاعا قال ويروى فأَذْرَقَ وقد تقدم والمُفْرِقُ الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد والأَول أَصح قال رؤْبة حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق والفَريقةُ أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة وقيل هو تمر يطبخ بحلبة للنفساء قال أَبو كبير ولقدْ ورَدْتُ الماء لَوْنُ جِمامِهِ لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ قال ابن بري صوابه ولقد ورَدتَ الماء بفتح التاء لأَنه يخاطب المُرِّيّ وفي الحديث أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء والفَرُوقة شحم الكُلْيَتَيْنِ قال الراعي فبتْنَا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين وأَفرقوا إِبلهم تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها والفَرْقُ الكتَّان قال وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ والفَرْق والفَرَقُ مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف وقيل هو أَربعة أَرباع وقيل هو ستة عشر رطلاً قال خِدَاشُ بن زهير يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ والجمع فُرْقان وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً مثل بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان وأَنشد أَبو زيد تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان قال والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع وقالت عائشة كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ قال أَبو منصور والمحدِّثون يقولون الفَرْق وكلام العرب الفَرَق قال ذلك أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة أَصْوُعٍ ابن الأَثير الفَرَقُ بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي اثنا عشر مُدّاً وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز وقيل الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع فأَما الفَرْقُ بالسكون فمائة وعشرون رطلاً ومنه الحديث ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام وفي الحديث الآخر من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله ومنه الحديث في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل وفي حديث طَهْفة بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها وبعضهم يقوله بفتح الفاء وهو مكيال يكال به اللبن ( * قوله « يكال به اللبن » الذي في النهاية البرّ ) والفُرقان والفُرْقُ إِناء أَنشد أَبو زيد وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن وقال أَبو مالك الصف أَن يصفَّ بين القدحين فيملأهما والفُرقان قدحان مفترقان وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل قال أَبو حاتم في قول الراجز ترفد بعد الصف في الفرقان قال الفُرْقان جمع الفَرْق والفَرْق أَربعة أَرباع والصف أَن تصفَّ بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن ابن الأَعرابي الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة ويقال وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه وقد فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر وقع عليه اتفاقكما وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا ويقال فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح والفَرِيقُ النخلة يكون فيها أُخرى هذه عن أَبي حنيفة والفَرُوق موضع قال عنترة ونحن مَنَعْنا بالفَرُوقِ نساءَكُمْ نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا والفُرُوق موضع في ديار بني سعد أَنشد رجل منهم لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ وفي حديث عثمان قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب ؟ هو جمع أَفْراق وأَفْراقٌ جمع فِرْق والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى وفَرَقَ لي رأْيٌ أَي بدا وظهر وفي حديث ابن عباس فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر وقال بعضهم الرواية فُرِقَ على ما لم يسمَّ فاعله ومَفْروق لقب النعمان بن عمرو وهو أَيضاً اسم ومَفْرُوق اسم جبل قال رؤبة ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص هَضْبة بين البصرة والكوفة والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ وإفْريقيَةُ اسم بلاد وهي مخففة الياء وقد جمعها الأَحوص على أَفارِيق فقال أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ ؟ كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ مَقانِبُهُمْ إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ ومُفَرِّقُ الغنم هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت وفي الحديث في صفته عليه السلام أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل وفي الحديث تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان
إفريقيَّة إحْدَى قارَّات الدُّنيا السَّبع، يَقعُ أكثرها في المنطقة الحارة، وهي بين خطَّي العرْض 37 الشَّمالي و 35 الجنُوبيّ، ويُحيط بها البَحْر المُتَوسِّط، والمحيطُ الأطْلسيّ، والمحيط الهنْديّ، والبحْر الأحْمر، وأطْلَقَها العربُ على تُونُس، والنسبة إليها: ...
فَرَقَ بين الشيئين ـُ فَرْقاً، وفُرْقاناً: فصل وميّز أحدهما من الآخر. وـ بين الخصوم: حكم وفصل. وفي التنزيل العزيز: {فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين}. وـ بين المتشابهين: بيّن أوجه الخلاف بينهما. وـ له عن الأمر: كشفه وبيّنه. وـ له الطريق أو الرأي: استبان. وـ الشيءَ: قسمه. وفي ...
فَرَقَ بين الشيئين ـُ فَرْقاً، وفُرْقاناً: فصل وميّز أحدهما من الآخر. وـ بين الخصوم: حكم وفصل. وفي التنزيل العزيز: {فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين}. وـ بين المتشابهين: بيّن أوجه الخلاف بينهما. وـ له عن الأمر: كشفه وبيّنه. وـ له الطريق أو الرأي: استبان. وـ الشيءَ: قسمه. وفي التنزيل العزيز: {وإذ فرقنا بكم البحر}. وـ اللهُ الكتابَ: فصّله وبيّنه. وفي التنزيل العزيز: {وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}. وـ فلاناً: كان أشدّ فرقاً منه. وـ الصبيَّ: راعه وأفزعه.( فَرِقَ ) ـَ فَرَقاً: جزع واشتدّ خوفه. وفي التنزيل العزيز: {ولكنهم قوم يفرقون}. ويقال: فرق منه. وـ عليه: أشفق. فهو فَرِق. وـ فلانٌ: دخل في الفرق وخاض فيه. وـ كانت ناصيته أو لحيته مفروقة. وـ تباعد ما بين أسنانه خلقة. ويقال: فرقت الأسنان. وـ الدابةُ: ارتفعت إحدى حرقفتيها وانخفضت الأخرى. وـ البعيرُ: بعد ما بين منسميه. وـ التيسُ: بعد ما بين قرنيه، أو خصيتيه. وـ الفرسُ: كان ذا خصية واحدة. وـ الديكُ: كان ذا عُرفين؛ لانفراج بينهما. ويقال: فرق عرف الديك: انشقّ خلقة. فهو أفرق، وهي فرقاء. ( الجمع ) فرق.( أفْرَق ) العليلُ: برأ. وـ الناقةُ: فارقها ولدها. وـ أتى عليها سنتان أو ثلاث لم تحمل. وـ فلاناً: جعله يخاف أو يجزع. وـ الرجلُ غنمَه: أضلّها وأضاعها. وـ إبلَه العام: خلاّها في المرعى والكلأ، لم يلقحها ولم ينتجها. وـ النّفَساءَ: أطعمها الفريقة.( فارَقَه ) مُفارقَة، وفِراقاً: باعده. ويقال: فارق فلاناً من حسابه على كذا وكذا: قطع الأمر بينه وبينه على أمر وقع عليه اتفاقهما.( فَرَّق ) بين القوم: أحدث بينهم فرقة. وـ بين المتشابهين: ميّز بعضهما من بعض. ويقال: فرّق القاضي بين الزوجين: حكم بالفرقة بينهما. وـ الشيءَ: جعله فِرقاً. وـ اللهُ القرآنَ: أنزله منجّماً مفرّقاً. وـ الأشياءَ: قسّمها. وـ الصبيّ: أفزعه.( افْتَرَق ) القومُ: فارق بعضهم بعضاً.( انْفَرَق ) الشيءُ: افترق. وـ انشقّ. ويقال: انفرق الصّبح: انفلق.( تَفَارَقَ ) القومُ: فارق بعضهم بعضاً.( تَفَرّق ) الشيءُ تفَرّقاً، وتفِرّاقاَ: تبدّد. وـ الرجلان: ذهب كلّ منهما في طريق.( إفريقيّة ): ( انظرها في: إفريقية ).( التّفارِيق ): تفاريق الشيء: أجزاؤه المتفرّقة. ويقال: أخذ حقّه بالتفاريق، وضمّ تفاريق متاعه.( الفَارِق ): ما يميّز أمراً من أمر. ( الجمع ) فوارق.( الفَاروق ): من يفرق الحقّ من الباطل. وـ لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب. وـ الشديد الفزع.( الفَارُوقة ): الشديد الفزع.( الفِرَاق ): الفُرْقة، وأكثر ما تكون بالأبدان.( الفَرْق ) بين الأمرين: المميِّز أحدهما من الآخر. وـ من الرأس: الفاصل بين صَفَّيْن من الشعر. ( الجمع ) فُرُوق.( الفِرْق ): الفِلْق من الشيء إذا انفلق. وفي التنزيل العزيز: {أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فِرق كالطّود العظيم}. وـ الهضبة. وـ الموجة العالية من البحر. وـ من كلّ شيء: القسم ينفصل منه.( الفَرِق، والفَرُق ) من الرجال: الشديد الفَزَع جِبِلّة.( الفُرْقان ): القرآن. وفي التنزيل العزيز: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً}. وـ البرهان والحجة. وـ كلّ ما فرق به بين الحقّ والباطل.( الفِرْقَة ): الطائفة من الناس. يقال: فِرْقة التمثيل، وفِرقة الألعاب، وفرقة المطافئ. وـ في المدرسة: الصف في درجة واحدة في التعليم. وـ من الجيش: عدد من الألوية. ( محدثتان ).( الفُرْقَة ): الافتراق.( الفَرُوق ): الشديد الفزع.( الفَرِيق ): الطائفة من الناس أكبر من الفِرْقة. وـ المُفارق. وـ من الخيل: سابقها. ويقال: نِيّة فريق: مفرّقة. وـ رتبة من رتب الجيش العليا. ( محدثة ). ( الجمع ) فُرَقاء، وأفْرِقَة.( المَفْرِق ) من الرأس: حيث يفرق الشّعر. وـ من الطريق: الموضع الذي يتشعّب منه طريق آخر. ( الجمع ) مفارِق. ويقال: وقفته على مفارق الحديث: أي وجوهه الواضحة.