الأَلْفُ مِن الْعَدَدِ مُذَكَّرٌ يُقال : هذا أَلْفٌ بدليلِ : قَوْلِهِمْ : ثلاثةُ آلافٍ ولم يقولوا ثلاث آلاف ويقال هذا ألف واحد ولا يقال واحدة هذا أَلفٌ أَقْرَعُ اي : تَامٌّ ولا يُقَال قَرْعاءُ قال ابنُ السِّكِّيت : ولَوْ أَنِّثَ باعْتِبَارِ الدَّرَاهِمِ لَجَازَ بمعنى هذِه الدَّرَاهمِ أَلْفٌ كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ وفي اللِّسَانِ : وكلامُ العربِ فيهِ التَّذْكير قال الأًَزْهَرِيُّ : وهذا قَوْلُ جميعِ النَّحْوِييِّنَ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ في التَّذْكير :
" فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقاً وهْوَ صَادِقِينَقُدْ نَحْوَكُم أَلْفاً مِن الْخَيْلِ أَقْرَعَا قال : وقال آخَرُ :
ولَوْ طَلَبُونِي بالْعَقُوقِ أَتَيْهَمُ ... بِأَلْفٍ أَؤَدِّيهِ إِلَى الْقَوْمِ أَقْرَعَا ج : أُلُوفٌ وآلاَفٌ كما في الصِّحاحِ ويُقَال : ثَلاثةُ آلافٍ إِلَى العشرةِ ثم أَلوف جَمْعُ الجَمْعِ قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ : ) وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ( كما في اللِّسَانِ
وَأَلفَهُ يَأْلِفُهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ : أَعْطَاهُ أَلْفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَي : مِن المالِ ومن الإِبِلِ وأَنْشَدَ :
وكَرِيمَةٍ من آلِ قَيْسَ أَلَفْتُهُ ... حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الأَعْلامِ أَي : ورُبَّ كَرِيمَةٍ والهاءُ لِلْمُبَالِغَةِ ومَعْناه ارْتَقَى إِلَى الأعْلامِ فحذَف إِلَى وهو يُرِيدُهُ
والإِلْفُ بالكَسْرِ : الألِيفُ تقول : حَنَّ فُلانٌ إِلَى فُلان حَنِينَ الإِلْفِ إِلَى الإِلْفِ ج : آلافٌ وجَمْعُ الأَلِيفِ : أَلاَثِفُ مثل تَبِيِع وتَبَائِعَ وأَفِيل وأفائِلَ قال ذو الرُّمَّةِ :
فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ أَلاَفِهِ ... يَرْتَادُ أحْلِيَةً اعْجَازُهَا شَذَبُ والأَلُوفُ كصَبُورٍ : الْكَثِيرُ الأُلْفَةِ ج : ألْفٌ ككُتُبٍ والإلْفُ والإِلْفَةُ بكَسْرِهِما : الْمَرأَةُ تَأْلَفُهَا وتَأْلَفُكَ قال : وحَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ إِلْفِ صَخْرِ وقال :
" قَفْرُ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بهَايَرُوحُ فَرْداً وتَبْقَى إِلْفُهُ طَاوِيَهْ وهذا مِنْْ شَاذِّ البَسِيط لأَنَّ قَوْلَه : طَاويَة فَاعِلُنْ وضَرْبُ البَسِيطِ نَقَلَه لا يأْتي عَلَى فَاعِلُنْ والذي حكاه أَبو إِسحاقَ وعَزَاهُ إِلَى الأَخْفَشِ أَنَّ أَعْرَابِيَّاً سُئِلَ أَنْ يصْنَعَ بَيْتاً تَامَّاً مِن البَسِيطِ فَصَنَعَ هذا البيتَ وهذا ليس بحُجَّةٍ فيُعْتَدُّ بفَاعِلُنْ ضَرْباً في البَسِيطِ إِنَّمَا هو في مَوْضُوع الدَّائِرَةِ فأَمَّا المُسْتَعْمَلُ فهو : فَعِلُنْ وفَعْلُنْ
وقد أَلِفَهُ أَي : الشَّيءِ كَعَلِمَهُ إِلْفاً بالكَسْرِ والْفَتْحِ كالعِلْمِ والسَّمْعِ وهو ألِفٌ ككتاِبٍ ج : آلاَّفٌ ككاتبٍ يُقَال : نَزَعَ البَعِيرُ إِلَى أَلاَّفِهِ
وقال ذُو الرُّمَّةِ :
" أَكُنْ مِثْلَ ذِي الأَلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُإِلَى أُخْتِهَا الأُخْرَى ووَلَّي صَوَاحِبُهْ
" مَتىَ تَظْعَنِي يَامَيُّ مِن دَارِ جِيرَةٍلَنَا والْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَن يُغالِبُهْ وقال العَجَّاجُ يصِفُ الدَّهْرَ :
" يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عَلَى الأُلاَّفِ ومِن الإِلْفِ - بالكَسْرِ - قراءَةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ( لإِلْفِ قُرَيْشٍ إِلْفِهِمْ ) بغير ياءٍ وأَلِفٍ وسيأْتي قريباً وفي الحديثِ ( المُؤْمِنُ إِلْفٌ مَأْلُوفٌ )
وهي آلِفَةٌ ج : آلِفَاتٌ وأَوالِفُ قال العَجَّاجُ :
" ورَبِّ هذا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ
" والْقَاطِنَاتِ الْبَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ
" أَوَ الِفاً مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِى هكذا أَوْرَدَهُ فِي العُبَابِ قلتُ : أَراد بالأَوَالِفِ هنا أَوَالِفَ الطَّيْرِ التي قد أَلِفَتِ الْحَرَمَ وقولُه : مِن وُرْقِ الْحَمِى أَراد الحَمَامَ فلم يَسْتَتمَّ له الوَزْنُ فقال : الْحَمِى
المَأْلَفُ كمَقْعَدٍ : مَوْضِعُهَا أَي : الأَوَلِفُ مِن الإِنْسَانِ أَو الإِبِلِ
قال أَبو زيد : الْمَاْلَفُ : الشَّجَرُ الْمُورِقُ الذي يَدْنُو إِليه الصَّيْدُ لإِلْفِهِ إِيَّاهُ
والأُلْفَةُ بِالضَّمِّ : اسْمٌ مِن الائْتِلافِ وهي الأُنْسُ
والأَلِفُ ككَتِفٍ : الرَّجُلُ العَزَبُ فيما يُقَالُ كما في العُبابِ والأَلِفُ : أَوَّلُ الحُرُوفِ قال اللِّحْيَانِيُّ : قال الْكِسَائِيُّ : الأَلِف من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ وكذلك سائرُ الحروفِ هذا كلامُ العربِ وإِن ذُكِّرَتْ جاز قال سِيبَوَيْه : حروفُ المعجمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ كما أَنَّ الإِنْسَانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والأَلِفُ أَيضاً الأَلِيفُ والجَمْعُ : آلافٌ ككَتِبِ وأَكْتَافٍ الأَلِفُ عِرْقٌ مُسْتَبطِنُ الْعَضُدِ إِلَى الذِّراعِ عَلَى التَّشْبِيه وهما الألفان والألف الواحد من كل شيء على التشبيه بالأَلِف فإنَّه واحدٌ في الأَعْدَادِ
وآلَفَهُمْ إِيلاَفاً : كَمَّلَهُمْ أَلْفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال أَبو عُبَيْد : يُقَالُ كان القومُ تِسْعَمِائةٍ وتِسْعَةٍ وتِسْعِين فَالَفْتُهُمْ مَمْدودٌ وآلَفُوا هُمْ : إِذا صارُوا أَلْفاً وكذلِك أَمْأَيْتُهُم فَأَمْأُوا : إِذا صارُوا مِائةً . وآلَفَتِ الإِبِلُ الرَّمْلَ : جَمَعَتْ بَيْنَ شَجَرٍ ومَاءٍ قال ذُو الرُّمَّةِ :
" مِنَ المُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّةٌشُعَاعُ الضُّحَى في مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ أَي : من الإِبلِ التي ألِفَت الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفاً
والْمَكَانَ : أَلِفَهُ وفي الصِّحاحِ : آلَفَ الدَّراهِمَ إِيلاَفاً : جَعَلَهَا أَلْفاً أَي : كَمَّلَها ألْفاً فَآلَفَتْ هي : صارتْ ألْفاً وآلَفَ فُلاناً مَكانَ كذا : إِذا جَعَلَه يَأْلفُهُ قال الجَوْهَرِيُّ : ويقال أَيْضاً : آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُولِفُهُ إِيلاَفاً وكذلِكَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أَؤالِفُهُ مُؤَالَفَةً وإِلاَفاً فصار صورَةُ أَفْعَلَ وفَاعَلَ في الْمَاضِي وَاحِدَةً
والإِيلاَفُ في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ : العَهْدُ والذِّمامٌ وشِبْهُ الإِجَازَةِ بالْخُفَارَةِ وأَوَّلُ مَن أَخَذَهَا هَاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ مِن مَلِكِ الشَّأْمِ كما جاءَ في حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنه وتَأْوِيلُهُ أَنَّ قُرَيْشاً كانُوا سُكَّانَ الْحَرَمِ ولم يَكُنْ لهم زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ آمِنِينَ في امْتِيارِهِمْ وتَنَقُّلاتِهِم شِتَاءً وصَيْفاً والنَّاسُ يُتَخَطَّفُونَ مِن حَوْلِهِمْ فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ عَارِضٌ قالُوا : نَحْنُ أَهْلُ حَرِمِ اللهِ فلا يَتَعَرَّضُ لهم أَحَدٌ كما في العُبَابِ ومنه قول أَبِي ذُؤَيْبٍ :
تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِيناً ويُؤْلِفُ الْ ... جِوَارَ ويُغْشِيَها الأَمَانَ رِبابُهَا أَو الَّلامُ لِلتَّعَجُّبِ أَي : اعْجَبُوا لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ . وقال بعضُهم : مَعْنَاهَا مُتَّضِلُّ بما بعدُ المَعْىَ فَلْيَعْبُدْ هؤُلاَءِ رَبَّ هذا البيت لإِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ لِلامْتِيَارِ وقال بعضُهُم : هي مَوصُولَةٌ بما قَبْلَهَا المعنى فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ لإِيلافِ قُرَيْشٍ وهذا القَوْلُ الأَخِيرُ ذكَره الجَوْهَرِيُّ ونَصُّهُ : يقول : أَهْلَكْتُ أَصْحابَ الفِيل لأُولِفَ قُرَيْشاً مَكَّةَ ولِتُؤْلِفَ قُرَيْشٌ رِحْلَيَتْهَا أَي تَجْمَعَ بينهما إِذا فَرَغُوا من ذِهِ أَخَذَوا في ذِهِ كما تقولُ : ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا بحَذْفِ الواو انتهى
وقال ابنُ عَرَفَةَ : هذا قَوْلٌ لا أَحبُّهُ مِن وَجْهَيْنِ ؛ أَحَدُهِما : أَنَّ بينَ السُّورَتَيْن بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحِيم وذلِك دليلٌ عَلَى انْقِضَاءِ السُّورةِ وافْتِتَاحِ الأُخْرَى والآخَرُ : أَنَّ الإِيلافَ إِنَّمَا هو العُهُودُ التي كانُوا يَأَخَذَونَهَا إِذا خَرَجُوا في التِّجَاراتِ فيَأْمَنُونَ بهاوقال ابنُ الأعْرَابِيِّ : أَصْحابُ الإِيلاَفِ أَربعةُ إِخْوَةٍ : هاشِمٌ وعبدُ شَمْسٍ والمُطَلِبُ ونَوْفَلٌ بنو عَبْدِ مَنافٍ وكانوا يُؤَلِّفُونَ الجِوَارَ يُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضاً يُجِيرُونَ قُرَيْشاً بِمِيرِهِمء وكانوا يُسَمَّوْنَ الْمُيِجيرِين وكان هَاشِمٌ يُؤَلِّفُ إِلَى الشَّأْمِ وعَبْدُ شَمْسٍ يُؤَلِفُ إِلَى الْحَبَشَةِ والمُطَّلِبُ يُؤَلِّفُ إِلَى الْيَمَنِ ونَوْفَلٌ يُؤَلِّفُ إِلَى فَارِسَ قال : وكان تُجَّارُ قُرَيْشٍ يخْتَلِفُونَ إِلَى هذِه الأَمْصَارِ بِحِبال هذِه كذا في النُّسَخِ والأَوْلَى هؤُلاءِ الإِخْوَةِ الأَرْبَعَةِ فلا يُتَعَرَّضُ لهم وكان كُلُّ أَخٍ منْهم أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكِ نَاحِيَةِ سَفَرِهِ أَمَاناً لَهُ فَأَمَّا هاشِمٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكَ الرُّومِ وأَما عبدُ شَمْسٍ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن النجاشي وأما المطلب فإنه أخذ حبلاً من أَقْيَالِ حِمْيَرَ وأَمَّا نَوْفَلٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن كِسْرَى كُلُّ ذلِكَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ
وقال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج : في ( لإِيلافِ قرَيْشٍ ) ثلاثةُ أوْجه : ( لِإلَفِ ) ( ولإِلاَفِ ) ووَجْهٌ ثالِثٌ ( لِئيلاَفِ قُرَيْشٍ ) قال : وقد قُرِئَ بالوَجْهَيْنِ الأَوَّلَيْنِ
قلتُ : والوَجْهُ الثالثُ تقدَّم أَنَّهُ قَرَأَهُ النَّبِيُ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم . وقال ابنُ الأَنْبَارِيِّ : مَن قَرَأَ ( لإِلافِهِمِ ) و ( إِلْفِهم ) فهُمَا مِن ألَفَ يَأْلَفُ ومَن قَرَأَ لإِيلاَفِهِمْ فهو مِن آلَفَ يُؤْلِفُ قال : ومعنى يُؤْلِفُونَ أَي : يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُونَ
قال الأًزْهَرِيُّ : وعلَى قَوْلِ ابنِ الأعْرَابِيِّ بمعنَى يُجِيرُون
وقال الْفَرَّاءُ : مَن قَرَأَ ( إِلْفِهِمْ ) فقد يون من يُؤَلِّفُونَ قال : وأَجْوَدُ مِنِ ذلِك أَنْ يُجْعَلَ مِن يَأْلَفُونَ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ والإِيلافُ مِن يُؤَلِّفُونَ أَي : يُهَيِّئونَ ويُجَهِّزونَ
وأَلَّفَ بَيْنَهُمَا تَأْلِيفاً : أَوْقَع الأُلْفَةَ وجمَع بينهما بعدَ تَفَرُّقٍ ووَصَلَهُمَا ومنه تَأْلِيفُ الكُتُبِ والفَرْقُ بينه وبينَ التَّصْنِيفِ مَذْكُورٌ في كُتُبِ الْفُرُوقِ ومنه قولُه تعالى : ( ولكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )
أَلّفَ أَلِفاً : خَطَّهَا كما يقال : جَيَّمَ جيماً
أَلَّفَ الأَلْفَ : كَمَّلَهُ كما في يُقَالُ : أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ أَي : مُكَمَّلَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
قال الأًزْهَرِيُّ : والْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ في آيَةِ الصَّدَقَاتِ : قَوْمٌ مِن سَادَةِ الْعَرَبِ أََمرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ في أَوَّلِ الإِسْلاَمِ بِتَأَلُّفِهِمْ أَي بمُقَارَبَتِهِمْ وإِعْطَائِهِمْ من الصَّدَقاتِ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ في الإِسْلاَمِ ولِئلاَّ تَحْمِلَهُمْ الْحَمِيَّةُ مع ضَعْف نِيَّاتِهمِ عَلَى أَن يَكُونُوا إِلْباً مع الكُفَّارِ عَلَى المُسْلِمِينَ وقد نَفَلهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِمِائََيْنِ مِن الإِبِلِ تَأَلُّفاً لهم وهُم أَحَدٌ وثلاثون رجلاً عَلَى تَرْتِيبِ حُرُوفِ المُعْجَمِ : الأَقْرَعُ بنُ حَابِسِ بنِ عِقال الْمُجَاشِعِيُّ الدَّارِمِيُّ وقد تقدَّم ذِكْرُه وذِكْرُ أَخِيهِ مَرْثَدٍ في ( ق ر ع )وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ النَّوْفَلِيُّ أَبو محمدٍ ويُقَال : أَبو عَدِيٍّ أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وحُلَمَائِها وكانَ يُؤْخَذُ عنه النَّسَبُ لِقُرَيْشٍ وللعرب قَاطِبَة وكان يقول : أَخذتُ النَّسَبَ عن أَبي بكرٍ رضيَ اللهُ عنه أَسْلَمَ بعدَ الْحُدَيْبِيَةِ وله عدَّةُ أَحادِيثَ . والْجَدُّ بنُ قَيْسِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ ابنِ غنَمْ ِبنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ الأنصاري السلمي أَبو عبدِ اللهِ ابن عَمِّ الْبَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ رَوَى عنه جابرٌ وأَبو هُرَيْرَةَ وكان يُزَنُّ بالنِّفَاقِ وكان قَدْ سَادَ في الجَاهِلِيَّةِ جَمِيعَ بني سَلِمَة فنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك منه بقَوْلِهِ : ( يَا بَنِي سَلِمَةَ مَنْ سَيِّدُكُمْ ؟ ) قالوا : الْجَدُّ بنُ قَيْسٍ قال : ( بَلْ سَيِّدُكُمْ ابْنُ الْجَمُوحِ ) وكان الْجَدُّ يومَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ اسْتَتَرَ تحتَ بَطْنِ رَاحِلَتِهِ ولم يُبَايِعْ ثم تَابَ وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ ومات في خِلافةِ عثمانَ رَضِيَ اللهُ عنهما . والْحَارثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ الْمَخْزومِيُّ أَسْلَمَ وقُتِلَ يومَ أَجْنَادِينَ
وحَكِيمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وُلِدَ في الكعبةِ كان منهم ثم تَابَ وحَسُنَ إِسْلامُه . وحَكِيمُ بنُ طُلَيْقِ بنِ سُفْيَان بنِ أُمَيَّة بنِ عَبْدِ شَمْس الأُمَوِيُّ كان منهم ولا عَقِبَ له
وحُوَيْطِبُ بنُ عبدِ الْعُزَّي بنِ أَبي قَيْسِ بنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيُّ أَبو يَزِيدَ أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وخُطَبائِهم وكانَ أَعْلَمَ الشَّفَة وأَخُوه السَّكْرَانُ مِن مُهاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وأَخوهما سَهْلٌ مِن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ له عَقِبٌ بالمَدِينَة
وخَالِدُ بنُ أَسِيد وخَالِدُ بنُ قَيْسٍ وزَيْدُ الخَيْلِ وسَعِيدُ بنُ يَرْبُوعٍ وسُهَيْلُ بنُ عبدِ شَمْسٍ العامِرِيُّ
وسُهَيْلُ بنُ عَمْروٍ الْجُمَحِيُّ هكَذَا ذكَرَهُ الصَّاغَانيُّ وقَلَّدَه المُصَنِّفُ ولم أَجِدْ لَهُ ذِكْراً في مَعاجِم الصَّحابَةِ فَلْيُنْظَرْ فيه وإِن صَحَّ أَنَّه مِن بَنِي جُمَح فلَعَلَّه ابنُ عَمْرِو ابنِ وَهْبِ بنِ حُذَافة بنِ جُمَحَ
وصَخْرُ بنُ أُمَيَّةَ هكَذَا ذكرَه الصَّاغَانيُّ ولم أَجدْهُ في مَعَاجِم الصَّحابةِ والصَّوابُ صَخْرُ بنُ حَرْبِ ابنِ أُمَيَّةَ وهو المَكْنِيُّ بِأَبِي سُفْيَانَ وأَبي حَنْظَلَةَ فتَأَمَّلْ وكانَ إِليه رَايَةُ العُقَابِ وهو الذي قَادَ قُرَيْشاً كلَّهَا يومَ أُحُدٍ
وصَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ بن وَهْبِ بنِ حُذَافَة بنِ جُمَح الْجُمَحِيُّ كُنْيَتُه أَبو وَهْبٍ أَسْلَمَ يومَ حُنَيْنٍ كان أَحَدَ الأَشْرَافِ والفُصَحاءِ وحَفِيدُه صَفْوَانُ بنُ عبدِ الرحمنِ له رُؤْيَةٌ
والْعَبَّاسُ بنُ مِرْدَاسِ بنِ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيُّ أَبو الهَيْثَمِ أَسْلَمَ قُبَيْلَ الفَتْحِ وقد تقَدَّم ذِكْرُه في السين
وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ يَرْبُوعِ بنِ مِنْكَثَةَ بن عامِرٍ المَخْزُومِيُّ ذكرَه يَحْيى بن أَبي كَثِيرٍ فيهِم
والْعَلاَءُ بنُ جَاريَةَ بن عبدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ من حُلَفَاءِ بني زُهْرَةَ
وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاَثَةَ بنِ عَوْفٍ الْعَامِرِيُّ الْكِلاَبِيُّ من الأَشْرَافِ ومِنَ المُؤَلَّفَةِ قلوبُهُم ثم ارْتَدَّ ثم أَسْلَمَ وحَسُنَ إِسْلامُه واسْتَعْمِلُه عمرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْه - عَلَى حَرَّانَ فماتَ بها
وأَبُو السَّنَابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْكَكَ بنِ الحَجّاجِ ويُقَال : اسمُه حَبَّةُ بن بَعْكَكٍ . وعَمْرُو بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ أَخو العبّاس ذكَرَه ابنُ الْكَلْبِيِّ فيهم
وعُمَيْرُ بنُ وَهْبِ بنِ خَلَفِ بنِ وَهْبِ بنِ حُذافَة بنِ جُمَح أَبو أُمَيَّةَ أَحَدُ أشْرَافِ بني جُمَح وكان من أَبْطَالِ قُرَيْشٍ قَدِمَ المدينةَ ليَغْدُرَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأَسْلَمَ قَالَهُ ابنُ فَهْدٍقلتُ : والذي في أَنْسَابِ أَبِي عُبَيْدٍ أَن عُمْيْراً هذا أَسِرَ يومَ بَدْرٍ ثم أسْلَمَ وابنُه وَهَبُ بنُ عُمَيْرٍ الذي كان ضَمِنَ لِصَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ أَن يَقْتُلْ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثم أَسْلَمَ . وعُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَة بنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيّ شَهِد حُنَيْناً والطَّائِفَ وكان أَحْمَقَ مُطَاعاً دخلَ عَلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بغَيْرِ إِذْنٍ وأَساءَ الأَدَبَ فصَبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلَى جَفْوَتِهِ واعْرَابِيَّتِهِ وقد ارْتَدَّ وآمَنَ بطُلَيْحَةَ ثم أُسِرَ فَمَنَّ عليه الصِّدِّيقُ ثم لم يَزَلْ مُظْهِراً لِلإِسْلامِ وكان يَتْبَعُهُ عَشْرَةُ آلافِ قَتَّاتٍ وكان مِن الجَرَّارةِ واسْمُه حُذَيْفَةُ ولَقَبُه عُيَيْنَةُ لشَتَرِ عَيْنِه وسيأْتي في ( عين )
وقَيْسُ بنُ عَدِيٍّ السَّهْمِيُّ هكذا في العُبَابِ والمُصَنِّفُ قَلَّدَهُ وهو غَلَطٌ لأَنَّ قَيْساً هو جَدُّ خُنَيْسِ ابنِ حُذَافَةَ الصَّحَابِيِّ ولم يذْكُرْه أَحَدٌ في الصَّحابةِ إِنَّمَا الصُّحْبَةُ لحَفِيدِه المذكورِ وحُذافَةُ أَبو خُنَيسٍ لا رُؤْيَةَ له عَلَى الصَّحِيحِ فَتَأَمَّلْ
وقَيْسُ بنُ مَخْرَمَة بنِ المُطَّلِبِ ابنِ عَبْدِ مَنَافٍ المُطَّلِبِيُّ وُلِدَ عامَ الفِيلِ وكان شَرِيفا . ومَالِكُ بنُ عَوْفٍ النَّصْريُّ أَبو عليٍّ رئيسُ المُشْرِكين يومَ حُنَيْنٍ ثم أَسْلَمَ
ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلِ بن أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ الزُّهْرِيُّ
ومُعَاوِيَةُ بنُ أَبي سُفْيَانَ صَخْرِ ابنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأَمَوِيُّ
والْمُغِيرَةُ بنُ الْحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ كُنْيَتُه أَبو سُفْيَان مَشْهورٌ بكُنْيتِه هكذا سَمَّاه الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وابنُ الكَلْبِيِّ وإِبراهِيمُ بن المُنْذِرِ ووَهِم ابنُ عَبْدِ البَرِّ فقال : هو أَخُو أَمى سُفْيَان
قلتُ : ووَلَدُه جعفرُ بن أَبِي سُفْيَان شاعرٌ وكان المُغِيرةُ هذا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَخاهُ من الرَّضاعةِ تُوُفِّيَ سنةَ عشرين
والنُّضَيْرُ بن الْحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ ابنِ كَلَدَةَ الْعَبْدَرِيُّ قيل : كان مِن المُهَاجِرِين وقيل : مِن مُسْلمَةِ الفَتْحِ قال ابنُ سَعْدٍ : أُعْطِيَ مِن غَنَائِم حُنَيْنٍ مائةً مِن الإِبِل اسْتُشْهِدَ باليَرْمُوكِ . هذا هو الصَّحِيحُ وقد رُوِى عن ابنِ إِسحاق أَن الذي شَهِدَ حُنَيْناً وأُعْطِيَ مائةً مِن الإِبِلِ هو النَّضْرُ بنُ الحارِثِ وهكذا أخْرَجَه ابنُ مَنْدَه وأَبو نُعَيْم أَيضاً وهو وَهَمٌ فَاحِشٌ فإِن النَّضْرَ هذا قُتِلَ بعدَمَا أُسَِ يومَ بَدْرٍ قَتَلَهُ عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه بأَمْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتَأَمَّلْ
وهِشَامُ بنُ عَمْرِو بنِ ربيعة بن الحارث الْعَامِرِيُّ أَحَدُ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم بِدُونِ مِائةٍ من الإِبِلِ وكان أَحَدَ مَن قام فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ وله في ذلك أَثَرٌ عَظِيمٌ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
وقد فَاتَهُ : طُلَيْقُ بنُ سُفْيَانَ أَبو حَكِيمٍ المذكور فقد ذَكَرَهُمَا ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبِيُّ في المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهم وكذا هِشَامُ بنُ الولِيدِ بنِ المُغِيرةِ الْمُخْرُومِيُّ أَخو خالدِ بنِ الولِيد هكذا ذَكَره بعضُهُم ولكن نُظِرَ فيه
وقد قَالَ بعضُ أَهْلِ العلم : إِنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم تَأَلَّفَ في وَقْت بعضَ سَادةِ الكُفَّارِ فلمَّا دَخَلَ الناسُ في دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً وظَهَرَ أَهْلُ دِينِ اللهِ عَلَى جميع أَهْلِ المِلَلِ أغْنَى اللهُ تعالَى - ولَهُ الحَمْدُ - عَن أَن يُتَأَلَّفَ كافرٌ اليومَ بمَالٍ يُعْطَي لِظُهورِ أَهلِ دِينهِ عَلَى جَمِيعِ الكُفَّارِ والحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينوتَأَلَّفَ فُلانٌ فُلاناً : إِذا دَارهُ وآنَسَهُ وقَارَبَهُ ووَاصَلَهُ حتى يسْتَمِيلُهُ إِليه ومنه حديثُ حُنَيْنٍ : ( إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ أَي : أُدَارِيهِم وأُونِسُهُم لِيَثْبُتُو عَلَى الإِسْلامِ رَغْبَةً فيما يصِلُ إِليهم مِن الْمالِ
تَأَلَّفَ الْقَوْمُ تَأَلُّفاً : اجْتَمَعُوا كائْتَلَفُوا ائْتِلافاً وهما مُطَاوِعا أَلَّفَهُمْ تَأْلِيفاً
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : جَمْعُ أَلْف آلُفٌ كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ومنه قَوْلُ بُكَيْرٍ أَصَمِّ بني الحارِث بِنِ عَبَّادٍ :
عَرَباً ثَلاثَةَ آلُفٍ وكُتِيبَةً ... أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِي الْفَدَّامِ وقد يقال : ( الأَلَفُ ) مُحَرَّكةً في الآلاف فِي ضَرُورَةِ الشِّعَرِ قال :
وكَانَ حَامِلُكُمْ مِنَّا ورَافِدُكُمْ ... وحَامِلُ الْمِينَ بَعْدَ المَينَ والأَلَفِ فإنَّه أَراد الآلاَفَ فحَذَفَ للضَّرُورةِ وكذلِكَ أراد المِئِينَ فحَذَفَ الهَمْزَةَ
وآلَفَ الْقَوْمُ : صَارُوا أَلْفاً ومنه الحَدِيث : ( أَوَّلُ حَيٍّ آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو فُلانٍ )
وشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً : أَي علَى أَلْفٍ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
وأَلِفَ الشَّيْءَ كعَلِمَ إِلاَفاً ووِلاَفاً بكَسْرِهِمَا الأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ وأَلَفَاناً مُحَرَّكَةً : لَزِمَه كَأَلَفَهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ
وآلَفَهُ إِيلافاً : هَيَّأَهُ وجَهَّزَهُ والإِلْفُ والإِلاَفُ بكَسْرِهِمَا بمَعْنىً واحدٍ وأَنْشَدَ حَبِيبُ بن أَوْسٍ في باب الهِجَاءِ لِمُساوِرِ بن هِنْد يَهْجُوبني أَسَدٍ :
زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتُكُمْ قُرَيْشاً ... لَهُمْ إِلْفٌ ولَيْسَ لَكُمْ إِلاَفِ
أُولئكَ أُومِنُوا جُوعاً وخَوْفاً ... وقد جَاعَتْ بنو أَسَدٍ وخَافُوا وأَنْشَدَ بَعْضُهُم :
إِلاَفُ اللهِ مَا غَطَّيْت بَيْتاً ... دَعَائِمُهُ الخَلاَفَةُ والنُّسُورُ قيل : إِلاَفُ اللهِ : أَمَانُهُ وقيل : مَنْزِلَةٌ منه
وآلِفٌ وأُلُوفٌ كشَاهِدٍ وشُهُودٍ وبِهِ فَسَّرَ بعضُهُم قولَه تعالَى : ( وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المْوَتِ ) وآلِفٌ وآلاَفٌ كَناصِرٍ وأَنْصَارٍ وبِه رُوِيَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السابقُ أَيضاً وكذا قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" تَا للهِ لَوْ كُنْتُ مِنَ الآلافِ قال ابنُ الأعْرَابِيِّ : أَراد الذين يَأْلَفُونَ الأَنْصَارَ وَاحِدُهُم آلِفٌ
وجَمْعُ الأَلِيفِ كأمِيرٍ : أُلَفَاءُ كَكُبَرَاءَ
وأَوالِفُ الْحَمَامِ : دَوَاجِنُهَا التي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ
وآلَفَ الرَّجُلُ مُؤَالَفَةً : تَجَرَ
وأَلَّفَ الْقَوْمُ إِلَى كذا وتَأَلَّفُوا : اسْتَجَارُوا . والأَلِيفُ كأَمِيرٍ : لُغَةٌ فِي الأَلِفِ أَحَدِ حُرُوفِ الهِجَاءِ
وهو مِن الْمُؤَلَّفِينَ بالفَتْحِ : أَي أَصْحابِ الأُلُوفِ : صارَتْ إِبِلُهُ أَلْفاً
وأَلِفٌ ككَتِفٍ : مُحَدِّثَةٌ وهي أُخْتُ نَشْوَانَ حَدَّث عنها الحافظُ السَّيُوطِيُّ وغيرُه
وهذَا أَلْفِيٌّ : مَنْسُوبٌ إِلَى الأَْفِ مِن الْعَدَدِ
وبَرْقٌ إِلاَفٌ بالكَسْرِ : مُتَتَابِعُ اللَّمَعَانِ
لَفَّه يَلُفُّه لَفَّاً : ضِدُّ نَشَرَه كَلَفَّفَه قالَ الجوهريُّ : شُدِّدَ للمُبالَغَةِ . ولَفَّ الكَتِيبَتَيْنِ يَلُفُّهُما لَفَّاً : خَلَطَ بيْنَهُما بالحَرْبِ وهو مجازٌ وأَنشدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
ولكَمْ لَفَفْتُ كَتِيبَةً بكَتِيبَةٍ ... ولكَمْ كَمِيٍّ قد تَرَكْتُ مُعَفَّرَا ولَفَّ فُلاناً حَقَّه يَلُفُّه لَفاً : مَنَعَه نقَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقالَ أَبو عُبَيْدٍ في تفسيرِ حديثِ أُمِّ زَرْعٍ : زَوْجي إِنْ أَكَلَ لَفَّ اللَّفُّ في الأَكْلِ : إذا أَكْثَرَ مِنْه مُخَلِّطاً من صُنُوفِه مُسْتَقْصِياً لا يُبْقِي منه شَيْئاً . أَو مَعْنَى لَفَّ : قَبَّحَ فِيه . ولَفَّ الشيءَ بالشيءِ : إِذا ضَمَّه إِلَيْه وجَمَعَه ووَصَلَه بهِ . واللِّفافَةُ بالكسرِ : ما يُلَفُّ بهِ على الرِّجْلِ وغَيْرِها ج : لَفائِفُ نَقَله الجَوْهريُّ يُقال : لَبسَ الخُفَّ باللِّفافَة . قال : وقولُهم : جاءُوا ومَنْ لَفَّ لِفَّهُم بالكسرِ والفتْحِ واقتصرَ الجَوهَرِيُّ على الكَسْرِ وجَمَع بَيْنَهُما ابنُ سِيدَه قال : وإِن شِئتَ رَفَعْتَ والقَولُ فيه كالقَوْلِ في : " ومَنْ أَخَذَ إِخْذَهُم وأَخْذَهُم " قال الصاغانيُّ : وأَجازَ أَبو عَمْرٍو فتَحَ اللامِ أو يُثَلَّثُ . قلتُ : والضمُّ غَرِيبٌ : أي منْ عُدَّ فِيهم وتَأَشَّبَ إِليهم قال الأَعْش :
وقد مَلأَتْ بَكْرٌ ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... نُباكاً فقَوّاً فالرَّجَا فالنَّواعِصَا وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدِ :
سَيَكْفيكُمُ أَوْداً ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... فَوارسُ منْ جَرْمِ بن رَبّانَ كالأَسْدِ
وقالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ : اللِّفُّ بالكَسْرِ : الصِّنْفُ من النّاس من خَيْرٍ أَو شَرٍّ . واللِّفُّ : الحزْبُ والطّائفَةُ يُقال : كانَ بَنُو فُلانٍ لِفّاً وبَنُو فُلانِ لقَوْمِ آخَرينَ لِفّاً : إِذا تَحَزَّبُوا حزْبين وفي حديث نابلٍ : سافَرْتُ مع مَولايَ عُثمانَ وعُمرَ في حَجٍّ أَو عُمرَةٍ فكانَ عُمرُ وعُثْمانُ وابنُ عُمَرَ لِفّاً وكنتُ أَنا وابن الزُّبَيْرِ في شَبَبَةٍ مَعَنا لِفّاً فكُنّا نَتَرامَى بالحَنْظَلِ فما يَزِيدُنا عُمَرُ على أَن يَقُولَ : كذاك لا تَذْعَرُوا عَلَيْنا إِبِلَنا . واللِّفُّ : القَوْمُ المُجْتَمِعُونَ في موضعٍ ج : لُفُوفٌ وألْفافٌ قال أَبو قِلابَةَ :
" إِذْ عارَت النَّبْلُ والْتَفَّ اللُّغٌوفُ وإِذْسَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بَعْدَ إِشْحانِ وقال اللَّيْثُ : اللِّفُّ : ما يُلَفُّ من هاهُنا وهاهُنا : أَي يُجْمَعُ كما يُلَفِّفُ الرَّجُلُ شُهُودَ الزُّورِ . قال : واللِّفُّ : الرَّوْضَةُ المُلْتَفَّةُ النَّباتِ وكذلك البُستانُ المجْتَمِعُ الشَّجَرِ . ويُقال : جاءُوا بِلِفِّهِم ولَفِيفِهِمْ : أَي أَخْلاطِهِم واللَّفِيفُ : ما اجْتَمَعَ من النّاسِ من قَبائِلَ شَتَّى . ويُقال للقَوْمِ إِذا اخْتَلَفُوا : لِفٌّ ولَفِيفٌ . وحَدِيقَةٌ لِفٌّ ولِفَّةٌ بكسرِهِما ويُفْتَحانِ : أَي مُلْتَفَّة الأَشْجارِ والأَلْفافُ : الأَشْجارُ المُلْتَفَّةُ بعضُها ببعضٍ وقال الزَّجاجُ في قولهِ تعالى : " وجَنّاتٍ أَلْفافاً " أَي وبَساتِينَ مُلْتَفَّة واحِدُها لِفٌّ بالكَسْرِ والفتحِ ونَظِيرُ المكسورِ عدٌّ وأَعْدادٌ أَو واحِدُها بالضَّمِّ التي هي جَمْعُ لَفّاءُ قال أَبو العَبّاس : لم نَسْمَعْ شجرةٌ لَفَّةٌ لكن واحدُها لَفّاءُ وجَمْعُها لُفُّ فيكونُ الألْفافُ جج أَي جمع الجمع وقَدْ لَفَّتْ لَفّاً وقال أَبو إِسْحاقَ : هو جمعُ لَفِيفٍ كنَصِيرٍ وأَنصارٍ . وقوله تعالى : " جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً " أَي مُجْتَمِعِينَ مُخْتَلِطِينَ كما في الصِّحاحِ وقال أَبو عَمْرٍو : اللَّفِيفُ : الجمعُ العَظيمُ من أَخْلاطِ شَتَّى فيهم الشريفُ والدَّنِيءُ والمُطِيعُ والعاصِي والقَوِيُّ والضَّعِيفُ ومَعْنَى الآية : أَي أَتَيْنا بِكُم من كُلِّ قَبِيلَةٍ . وقال شيخُنا : اللَّفِيفُ : جَماعةٌ انْضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ من لَفَّهُ : إِذا طَواهُ قيل : هو اسمُ جَمْعٍ كالجَمِيعِ لا واحِدَ له ويَرِدُ مصْدَراً يُقال : لَفَّ لَفّاً ولَفِيفاً . وطَعامٌ لَفِيفٌ : مَخْلُوطٌ من جِنْسَيْنِ فصاعِداً نقله الجوهريُّ . وقولُ الجوهريِّ : فُلانٌ لَفِيفُه : أَي صَدِيقه غَلطٌ والصَّوابُ : لَغِيفُه بالغَيْنِ نَبَّه عليه الصاغانيُّ في التَّكْمِلَةِ . واللَّفِيفُ في بابِ الصَّرْفِ على نوعِين : مقْرُونٌ وهو : ما اقْتَرَنَ فيه حَرْفَا العِلَّةِ كطَوَى يَطْوِي طَيَّاً ومَفْرُوقٌ وهو : أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الحَرفْين حَرْفٌ آخَرُ كوَعَى يَعِي وعَيْاً ؛ لاجْتِماعِ المُعْتَلَّيْنِ في ثُلاثِيِّةِ . وقال اللَّيْثُ : اللَّفِيفُ من الكلامِ : كلُّ كلمَةٍ فيها مُعْتَلاّنِ أَو مُعْتَلٌّ ومُضاعَفٌ . واللَّفِيفَةُ بهاءٍ : لَحْمُ المَتْنِ تحتَ العَقَبِ من البَعِيرِ ووقعَ في التَّكْمِلَةِ الذّي تَحْتَهُ العَقَبُ . وقال اللَّيْثُ : المِلَفُّ كمِقَصٍّ : لِحافٌ يُلْتَفُّ بهِ والفتحُ عامِّيّة . ورَجُلٌ ألَفٌّ بَيِّنُ اللَّفَفِ : عَيِيٌّ بَطِئُ الكلامِ إِذا تَكَلَّمَ مَلأَ لِسانُه فَمَهُ قال الكَمَيْتُ :
ولايَةُ سِلِّغْدِ أَلَفَّ كأَنَّهُ ... من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنَّوْكِ أَثْوَلُ نقله الجوهريُّ . وقال : والألَفُّ أيضاً : الثَّقِيلُ البَطِيءُ قال زُهَيْرٌ :
مَخُوفٌ بَأْسُه يَكْلاكَ مِنْهُ ... قَوِيٌّ لا أَلَفُّ ولا سَؤُومُ والأَلَفُّ : المَقْرُونُ الحاجبَيْن نَقَله الصاغانيُّ . والامْرَأَةُ اللَّفّاءُ : الضَّخْمَةُ الفَخِذَيْنِ المُكْتَنزَةُ كما في الصحاحِ وقال غيره : امْرَأَةٌ لَفّاءُ : مُلْتَفَّةُ الفَخْذَيْنِ واللَّفّاءُ : الفَخِذُ الضَّخْمَةُ قال الجَوْهَرِيُّ : فَخِذانِ لَفّاوانِ قال الحكمُ بن مَعْمَرٍ الخُضْرِيُّ :تَساهَمَ ثَوْباهَا ففِي الدِّرْعِ رَأْدَةٌ ... وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ وقال ابنُ الأَثيرِ : تَدانِي الفَخْذَيْنِ من السِّمَنِ قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وهو عَيْبٌ في الرّجُلِ مَدْحٌ في المَرْأَةِ . واللَّفّاءُ من الرِّياضِ : الأَغْصانُ المُلْتَفَّةُ يُقال : شَجَرةٌ لَفّاءُ . وحَدِيقةٌ لَفَّةٌ : أَي مُلْتَفَّةُ الأغصانِ . والأَلَفُّ : عِرْقٌ يَكُون في وَظِيفِ اليَدِ بَيْنَه وبَيْنَ العُجايَةِ في باطِن الوَظِيفِ قال :
" يا رِيَّها إِنْ لَمْ تَخْنِّي كَفِّي
" أَو يَنْقَطِعْ عِرْقٌ مِنَ الأَلفِّ وقال الأَصمَعِيُّ : الأَلَفُّ المَوْضِعُ الكَثِيرُ الأَهْلِ قال ساعِدَةُ ابنُ جُؤَيَّةَ :
ومُقامِهِنَّ إِذا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ أَلَفَّ وَصَدَّهُنَّ الأَخْشَبُ نقله الجَوْهَريُّ . وقال السُّكَّرِيُّ في شرح الدّيوانِ : مَكَانٌ ألَفُّ : أَي مُلْتَفٌّ وبه فَسَّرَ البَيْتَ . والأَلَفُّ : الرَّجُلُ الثَّقِيلُ اللِّسانِ عن الأَصْمَعِيِّ . وقال أَبو زَيْدٍ : هو العَيِيُّ بالأُمورِ ولا يَخْفَى أَنّ هذا قد تَقَدَّم للمصَنِّفِ بعينه فهو تَكْرارٌ . وقال ابن الأعرابيِّ : اللَّفَفُ مُحَرَّكَةً : أَنْ يَلْتَوِيَ عِرٍقٌ في ساعِدِ العامِل فيُعَطِّلَه عنِ العَمَلِ . وأَنْشَدَ :
" الدَّلْوُ دَلْوِي إِنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ
" وإِنْ نَجَا صاحِبُها من اللَّفَفْ وقالَ المُفَضَّل الضَّبِّيُّ : اللُّفُّ بالضَّمِّ : الشوابل من الجَوارِي وهُنَّ السِّمانُ الطِّوالُ كذا في التّهْذِيبِ . واللُّفُّ : جَمْعُ اللَّفاءِ وهي الضَّخْمَةُ الفَخِذَيْنِ وأَنشَدَ ابنُ فارِسِ :
عِراضُ القَطَا مُلْتَفَّةٌ رَبَلاتُها ... وما اللُّفُّ أَفْخاذاً بتارِكَهِ عَقْلاَ واللُّفُّ أيضاً : جَمْعُ الأَلَفِّ بالمَعانِي التي تَقَدَّمَتْ . ولَفْلَفٌ : ع بَيْنَ تَيْماءَ وجَبَلَىْ طَيِّيءٍ قالَ القَتّالُ :
عَفَا لَفْلَفٌ من أَهْلِه فالمُضَيَّحُ ... فلَيْسَ بهِ إلا الثَّعالِبُ تَضْبَحُ وقال ابنُ دُريدٍ : رجُلٌ لَفْلَفٌ . ولَفْلافٌ : أَي ضَعِيفٌ . وقال اللَّيْثُ : أَلَفَّ الطّائِرُ رَأْسِه فهو مُلِفٌّ : جَعَله تحتَ جَناحَيْهِ . قال : وأَلَفَّ فُلانٌ : أَي يَعْنِي رَأْسَه : جَعَله في جُبَّتِهِ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ يَذْكُرُ المَلائِكَةَ :
ومِنْهُم مُلِفٌّ في جَناحَيْهِ رَأسَه ... يَكادُ لذِكْرَى رَبِّه يَتَفَصَّدُ ويُقال : هُنا تَلافِيفُ مِنْ عُشْبٍ : أَي نَباتٌ مًلْتَفٌّ لا واحِدَ له . والشَّيءُ المُلَفَّفُ في البِجادِ في قَوْلِ أَبِي المُهَوِّسِ كمُحَدِّثٍ الأَسَدِيِّ :
إذا ما ماتَ مَيْتٌ مِنْ تَمِيمٍ ... وسَرَّكَ أَن يَعِيشَ فجِئْ بِزادِ
بخُبْزٍ أَو بَتَمْرٍ أَو بِلَحْمٍ ... أَو الشّيْءِ المُلَفَّفِ في البِجادِ
تَراهُ يُطَوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً ... ليَأْكُلَ رَأْسَ لُقْمانَ بنِ عادِ وطَبُ اللَّبَنِ قال ابنُ بَرِّيٍّ يقال : إِنّ هذَيْنِ البَيْتَيْنِ لأَبِي المُهَوِّسِ الأَسَدِيّ ويُقالُ : إِنّهما ليَزِيدَ بنِ عَمْرِو بنِ الصَّعِقِ قال : وهو الصَّحِيحُ ومثله في حَلْيِ النَّواهِد للصَّلاحِ الصَّفَدِيِّ وإِنشادُ الجَوْهَريِّ :
" بخُبْزٍ أَو بسَمْنٍ أَو بَتَمْرٍمُخْتَلٌّ وقولً الشّيخِ عليٍّ المَقْدِسِيِّ في حَواشِيه : إِنّ الجَوْهَرِيَّ أَنشَدَه كالمُصَنِّفِ فلا أَدرِي وَجْه اخْتِلالِه ما هو إِلا غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسهوٌ واضِحٌ لمن تأَمَّلَه وفي حَدِيثِ معاوِيَةَ رِضي اللهُ عنه أَنّه مازَحَ الأَحْنَفَ بنَ قَيْس فما رُئِي مازِحانِ أَوْقَرَ مِنْهُما قال له : يا أَحْنَفُ . ما الشيءُ المُلَفّفُ في البِجادِ ؟ فقالَ : هو السَّخِينَةُ يا أَمير المُؤَمِنينَ ذهبَ مُعاوِيَةُ رضي الله عنه إلى قَوْلِ أَبي المُهَرِّسِ والأَحْنَفُ إلى السَّخِينَةِ التي كانتْ تُعَيَّرُ بها قُرَيْش وهي شَيْءٌ يُعْمَلٌُ من دَقيقٍ وسَمْنٍ ؛ لأَنَّهُم كانُوا يُولَعُونَ بِها حتّى جَرَتْ مَجْرَى النَّبْزِ لَهُم وهي دُونَ العَصِيدَةِ في الرِّقَّةِ وفوقَ الحَسَاءِ وكانُوا يَأْكُلُونَها في شِدَّةِ الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَفِِ المالِ قالَ كَعْلبُ بنُ مالِكٍ رضيَ اللهُ عنه :
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ وقالَ ابنُ الأعرابِيِّ : لَفْلَفَ الرّجُلُ : إذا اسْتَقْصَى الأَكْلَ والعَلَفَ الرّجُلُ : إذا اسْتَقْصَى الأَكْلَ والعَلَف . وقالَ في موضعٍ آخر : لَفْلَفَ البَعِيرُ : إِذا اضْطَرَبَ ساعِدُه مِن الْتِواءِ عِرْقٍ فيه وكذلِكَ الرَّجُلُ وهو المَّفَفُ . والتَفَّ في ثَوْبِه وتَلَفَّفَ في ثَوْبِه بمعنىً واحدٍ
ومما يُستدرك عليه : رَجَلٌ أَلَفُّ : ثَقِيلٌ فَدْمٌ . وجَمْعٌ لَفِيفٌ : مُجْتَمِعٌ مُلْتَفٌّ من كُلِّ مَكانِ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
فالدَّهْرُ لا يَبْقَى على حَدَثانِه ... أَنَسٌ لَفِيفٌ ذُو طَوائِفَ حَوْشَبُ وجاءَ القَوْمُ بلَفَّتِهِم : أَي بجَماعَتِهِمْ . وجاءُوا أَلْفافاً : طَوائِفَ
والْتَفَّ الشَّيْءُ : تجَمَّعَ وتَكاثَفَ وقد لَفَّه لَفّاً . ويُقال : الْتَفُّوا علَيْه وتَلَفَّفُوا : إِذا تَجَمَّعُوا . وهو يَتَلَفَّفُ له على حَنَقٍ وهو مَجازٌ . واللَّفِيفُ : الكَثِيرُ من الشَّجَرِ يَجْتَمِعُ في موضِعٍ ويَلْتَفُّ . والْتَفَّ الشَّجَرُ بالمَكانِ : كَثُرَ وتَضايَقَ قالَه أَبو حَنِيفَةَ . واللَّفَفُ في الأَكْلِ : إِكثْارٌ وتَخْلِيطٌ . وقال المَبَرِّدُ : اللَّفَفُ : إِدْخالُ حَرْف في حَرْفٍ . ولَفْلَفَ في ثَوْبِه كالْتَفَّ به . وفي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ : وإِنْ رَقَدَ الْتَفَّ أي : نامَ في ناحِيَةٍ ولم يُضاجِعْها وقالت امْرَأَةٌ لزَوْجِها : إِنَّ ضِجْعَتَكَ لا نْجِعاف وإِنّ شِمْلَتَك لالْتِفاف وإِنَّ شُرْبَكَ لاشْتِفاف وإِنَّك لتَشْبَعُ ليلَةَ تُضاف وتَأْمَنُ ليلَةَ تَخاف . وقال الأَزْهَرِيُّ في ترْجَمة عمت يُقالُ : فُلانٌ يَعْمِتُ أَقْرانَه : إِذا كانَ يَقْهَرُهُم ويَلُفُّهم يُقالُ ذلِكَ في الحَربِ وجَوْدَةِ الرَّأْيِ والعِلْمِ بأَمْرِ العَدُوِّ إِثْخانِه قال الهُذَلِيُّ :
يَلُفُّ طَوائِفَ الفُرْسا ... نِ وهْوَ بِلَفِّهمْ أَرِبُ وقوله تعالى : " والْتَفَّتِ السّاقُ بالسّاقِ " قيل : إِنّه اتّصالُ شِدَّةِ الدُّنْيا بِشدَّةِ الآخرةِ والمَيِّتُ يُلَفُّ في أَكْفانِه : إذا أُدْرِجَ فِيها . واللَّفِيفُ : حَيٌّ من اليَمَنِ . واللَّفَفُ : ما لَفُّوا من هُنا ومن هُنا . وقالَ أَبو عَمْرٍو : اللَّفُوفُ من الغَنَم : التي يَذْبَحُها صاحِبُها وكانَ يَرَى أَنّها لا تُنْقِي فأَصابَها مُنْقِيَةً كما في العُباب . ورَجُلٌ مُلَفَّفٌ : عَيِيٌّ . وبِلِسانِه لَفْلَفَةٌ . والتَفَّت اللُّفُوفُ . ومن المَجازِ : الْتَفَّ وَجْهُ الغُلامِ وغُلامٌ مُلْتَفُّ الوَجْهِ : اتَّصَلَتْ لِحْيَتُه . وأَرْسَلْتُ الصَّقْرَ على الصَّيْدِ فَلافَّةُ : إِذا التَفَّ عليه وجعَلَه تَحْتَ رِجْلَيْه . وما تَصافُّوا حتَّى تَلافُّوا . ولافَفْناهُم . وطارَتْ لَفائِفُ النَّباتِ وهي قِشْرُه . وهَمٌّ يُذِيبُ لَفائفَ القُلُوبِ : جمعُ لِفافَةٍ وهي شَحْمَةٌ تَلْتَفُّ على القَلْب كما في الأساسِ