السِّيسَاءُ بالكَسْرِ : منْتَظَمُ فَقَارِ الظَّهْرِ وهو فِعْلاءٌ مُلْحَق بِسِرْدَاحٍ . قالَ الأَخْطَلُ :
" لقَد حَمَلَتْ قَيْسَ بنَ عَيْلاَنَ حَرْبُنَاعَلَى يابِسِ السِّيسَاءِ مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ
كذا في الصّحاح وقالَ الأَصْمَعِيُّ : السِّيساءُ : قُرْدُودَةُ الظَّهْرِ . وقالَ أَبُو عَمْرٍو : السِّيسَاءُ من الفَرَسِ : حَارِكُهُ ومن الحِمَارِ : ظَهْرُ وقال ابنُ الأَثِيرِ : سِيسَاءُ الظَّهْرِ من الدَّوَابِّ : مُجْتَمَعُ وَسَطِه وهو مَوْضِعُ الرُّكُوبِ وقال اللَّيْثُ : هو من البَغْلِ والحِمَار : الْمِنْسَجُ . وقال اللِّحْيَانيُّ : هو مُذْكَّرٌ لا غيرُ . ج سَيَاسِيُّ . والسِّيسَاءَةُ : المُنْقَادَةُ منَ الأَرْض المُسْتَدِقَّةُ قالَه ابنُ السِّكِّيتِ . ومِنَ المَجَاز : حَمَلَه على سِيسَاءِ الحَقِّ أَي حَدِّهِ عن ابنِ عَبّادٍ . وسَيِسَ الطَّعَامُ كفَرِحَ ويُهْمَزُ وهذِه مَوْضِعهَا في أَوَّلِ فصلِ السين كما تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِليه : سَوَّسَ أَي وَقَعَ فيه السُّوسُ . وسِيسَةُ بالكَسْرِ ولا تَقُلْ : سِيسُ كما تَقُولُه العَّامَّة : د بينَ أَنْطَاكِيَةَ وطَرَسُوسَ . وسَمُرَةُ بنُ سِيسٍ : من التّابِعينَ . وسِنَانٌ بنُ سِيسٍ : من تَابِعِيهِم . وسَلَمَةُ بنُ سِيسٍ أَبو عَقِيلٍ المَكِّيُّ . قد حَرَّف المصنِّف في إِيرَادٍ هذِه الأَسْمَاءِ هنَا والصواب فيها : سِيسَ بالنُّونِ في آخِرِهَا أَمّا الأَوَّل فهكذَا رأَيتُه مَضْبُوطاً في تاريخ البُخَاريِّ بخَطِّ ابنِ الجَوَّانِيِّ النَّسَّابَةِ وقالَ فيه : إِنَّه سَمِع ابنُ عُمَر وعنه حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ ونَقَلَ الحَافِظُ مثلَ ذلك وأَمّا سِنَانٌ وسَلَمةُ فقد ذكَرَهُمَا الحافِظُ في التَّبْصِير وضَبَطَ أَيضاً وَالدَهُما بالنُّونِ في آخِره وقالَ : رَوى سِنانٌ عن الحَسَنِ وعنه يُونُسُ بنُ بُكَيْر وأَبو عَقِيل المَكِّيُّ المَذْكُورُ شَيخٌ للحُمَيْدِيّ . فإِيرادُ هذِه الأَسْمَاءِ هنا من أَعْظَم التحريف فإِنَّ مَحَلَّهَا النُونُ فتأَمَّلْ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : سَاسَاهُ إِذا عَيَّره عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وكأَنَّه نَسَبَه إلى بَنِي سَاسَانَ وهم السُّؤَّال على ما ذَكَرَه ابنُ شُمَيْلٍ والعامّةُ تقول للشَّحَّاذ المُلِحِّ : سِيسَانِيٌّ وسَيْسَانيٌّ . وَأَسوَسُ بالفَتحِ : حَجَرٌ يَتَوَلَّد عليهِ المِلْحُ الذي يسَمَّى زَهْرَةً أَسْوَسَ قال صاحب المِنْهَاج : ويُشْبِه أَن يكونَ رُكوبُه من نَداوَةِ البَحْرِ وطَلِّه الَّذِي يَسْقُطُ عليه
فصل الشين المعجمعة مع السين المهملة
في مُرْتعَاتٍ رَوَّحَتْ صَفَريَّةٍ ... بنَوَاضِحٍ يَفْطُرْنَ غَيْرَ وَرِيسِ و - س - س
الوَسُّ : العِوَضُ نَقَلَه الصّاغَانيّ وكأَنّ الواوَ مُنْقَلبةٌ عن الهَمزة وقد تَقَدّم عن ابن الأَعْرَابِيّ أَنّ الأَسِيسَ كأَمِيرٍ هو العِوَضُ وكذلكَ الحَدِيثُ رَبِّ أُسْنِى لِمَا أَمْضَيْت أَيْ عَوِّضْنِي مِن الأَوْسِ وهو التَّعْوِيضُ فراجِعْه . والوَسْوَاسُ : اسْمُ الشَّيْطَان كَذا في الصّحاح وبه فُسِّر قولُه تعالَى : مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنّاسِ . وقِيلَ : أَرادَ ذا الوَسْواسِ وهو الشَّيْطَانُ الَّذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ . وقِيلَ في التَّفْسِير : إِنَّ له رَأْساً كرَأْسِ الحَيَّةِ يَجْثِمُ على القَلْبِ فإذا ذَكَرَ العَبْدُ اللهَ خَنَسَ وإذا تَرَكَ ذِكْرَ اللهِ رَجَعَ إلى القَلْبِ يُوَسْوِسُ . والوَسْواسُ : هَمْسُ الصائدِ والكِلابِ وهُوَ الصَّوْتُ الخَفِيّ قال ذُو الرُّمّة :
فبَاتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... تَذَؤبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ يعني بالوَسْواسِ هَمْسَ الصائِدِ وكَلامَه الخَفِيّ ومن ذلِكَ سُمِّيَ صَوْت الحَلْىِ والقَصَب وَسْوَاساً وهو مَجَازٌ قالَ الأَعْشَى :
تَسْمَعُ للحَلْيِ وَسْوَاساً إذا انْصَرَفَتْ ... كما اسْتَعانَ برِيحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ
وفي الحديث : الحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَه إلى الوَسْوَسَة هي حَدِيثُ النَّفْسِ والأَفْكَارُ وحَدِيثُ الشَّيْطَانِ بما لا نَفْعَ فيه ولا خَيْرَ كالوِسْوَاسِ قال الفَرّاءُ : هُوَ بالكَسْرِ مَصْدرٌ والاسْمُ بالفَتْحِ مثل الزّلْزال والزَّلْزالِ . وقد وَسْوَسَ الشَّيْطَانُ والنَّفْسُ لَهُ وإِلَيْهِ وفيه : حَدَّثاهُ وقولُه تَعالَى فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشّيْطَانُ . يريدُ إِلَيْهِمَا قال الجَوْهَرِيّ : ولكِنّ العربَ تُوصِلُ بهذِه الحُرُوف كُلِّهَا للفِعْل . ووَسْوَسٌ كجَعْفَرٍ : وَادٍ بالقَبَلِيَّةِ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه . قال أَبُو تُرَابٍ : سَمِعْتُ خَلِيفَةَ يقولُ : الوَسْوَسَةُ : الكَلامُ الخَفِيُّ في اخْتِلاطٍ ويُرْوَى بالشِّينِ كما سيأْتِي . ووُسْوِسَ به بالضّمِّ : اخْتَلَطَ كَلاَمُه ودُهِشَ . والمُوَسْوِسُ : الذِي تَعْتَرِيهِ الوَسَاوِسُ قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : ولا يُقَال مُوَسْوَس . ووَسْوَسَ إذا تَكَلمَ بكَلامٍ لم يُبَيّنْه قال رُؤْبَةُ يَصف الصَّيّادَ :
" وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً رَبَّ الفَلَقْ . ووَسْوَسَه : كَلَّمَه كَلاَماً خَفِيّاً . ووَسْوَاسٌ بالفَتْح مَوْضِعٌ أَو جَبَلٌ نقله الصاغَانيّ رَحِمَه الله تَعالَى