اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي(قرآن).
الأزْرُ بفتحٍ فسكونٍ : الإحاطةُ عن ابن الأعرابيّ . الأزْرُ : القُوَّةُ والشِّدَّةُ . قيل : الأزْرُ : الضَّعْفُ ضِدُّ الأَزْرُ : التَّقْوِيَةُ عن الفَرّاءِ وقرأ ابنُ عامر : " فأَزَره فاسْتَغْلَظ " على فَعَله وقرأَ سائرُ القُرَاء : فآزرَه . وقد آزرَه : أعانَه وأسعدَه . الأَزْرُ : الظَّهْرُ قال البَعِيثُ :
شَدَدْتُ له أزْرِي بِمِرَّةِ حازِمٍ ... على مَوْقِعٍ مِن أمْرِه ما يُعَاجِلُهْ . قال ابنُ الأعرابيِّ في قوله تعالَى : " اشْدُدْ به أزْرِي " : مَن جَعَلَ الأزْرَ بمعنى القُوَّة قال : اشْدُدْ به قُوَّتِي ومَن جعلَه الظَّهْرَ قال : شُدَّ به ظَهْرِي ومَن جعلَه الضَّعْفَ قال : شُدَّ به ضَعْفِي وقَوِّ به ضَعْفِي
الأُزْرُ بالضَّمِّ : مَعْقِدُ الإزارِ من الحَقْوَيْنِ . الإزْرُ بالكَسْر : الأصْلُ عن ابن الأعرابيّ . الإزْرَةُ بهاءٍ : هَيْئَةُ الائْتِزار مثل الجِلْسةِ والرِّكْبَةِ يقال : إنَّه لَحَسنُ الإزْرَةِ ولكلِّ قومٍ إزْرَةُ يَأْتَزِرُونَهَا وائْتَزَر فلانٌ إزْرَةً حسنةً ومنه الحديثُ : " إزْرَةُ المُؤْمِنِ إلى نصْفِ السّاقِ ولا جُناح عليه فيما بينَه وبين الكَعْبَيْن وفي حديث عُثمانَ رضي اللهُ عنه : " هكذا كان إزْرَةُ صاحِبنا وقال ابنُ مُقْبِل :
مثلُ السِّنانِ نَكِيراً عند خِلَّتِه ... لكلِّ إزْرَةِ هَذا الدَّهْرِ ذا إزَرِ . والإزارُ بالكسرِ معروفٌ وهو المِلْحَفَةُ وفَسَّره بعضُ أهلِ الغَرِيب بما يسْتُرُ أسفلَ البَدنِ والرِّداءُ : ما يَستُر به أعلاه وكلاهما غيرُ مَخِيط وقيل : الإزار : ما تحتَ العاتِقِ في وَسَطِه الأسفل والرِّداءُ : ما على العاتق والظهر وقيل الإزار ما يستر أَسفلَ البدنِ ولا يكونُ مَخِيطاً والكلُّ صحيحٌ قاله شيخُنا . يذكَّر ويُؤَنَّثُ عن اللِّحْيَانيّ قال أبو ذُؤَيْب :
تَبَرَّأُ مِن دَمِ القَتِيلِ وبَزِّه ... وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إزارُهَا
أي دَمُ القَتِيلِ في ثَوْبِهَا كالمِئْزَر والمِئْزَرِة الأخِيرَةُ عن اللِّحْيَانيّ وفي حديث الاعتكاف : كان إذا دَخَلَ العَشْرُ الأوَاخِرُ أيقظَ أهلَه وشَدَّ المِئْزَرَ كَنَى بِشَدِّه عن اعتزال النِّساءِ وقيل : أرادَ تَشْمِيرَه للعبادة يقال : شَدَدْتُ لهذا الأمْرِ مِئزَرِي أي تشمَّرتُ له والإزْرِ والإزَارِة بكَسْرِهما كما قالُوا : وِسَادٌ ووِسادَة قال الأعشى :
كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ يَرْ ... فُلُ في البَقِيرَةِ والإزارَهْ . وقد ائْتَزَر به وتَأَزَّرَ به : لَبِسَه ولا تَقُل اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ بإِدغامِ الهمزةِ في التَّاء ومنهم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه والأصلُ ائْتَمنتُه في الحديث : كان يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وهي مُؤْتَزِرةٌ في حالة الحَيْض أي مَشْدُودَةُ الإزارِ قال ابنُ الأثِير : وقد جاءَ في بعضِ الأحاديثِ أي الرِّواياتِ كما هو نَصُّ النِّهايَة : وهي مُتَّزِرَةٌ ولَعلَّه من تَحْريفِ الرُّوَاة قال شيخُنَا : وهو رَجاءٌ باطلٌ بل هو واردٌ في الرِّواية الصحيحةِ صَحَّحها الكِرْمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ وأثبته الصّاغانيّ في مَجْمَعِ البَحْرِينِ في الجَمْع بين أحادِيثِ الصَّحِيحَيْن
قلتُ : والذي في النِّهَايَة أنه خطأٌ لأن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاء . وقال المطرّزيّ : إنها لغةٌ عاميَّةٌ نعمْ ذَكَر الصّغانيّ في التَّكْمِلَة : ويجوزُ أن تقولَ اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ أيضاً فيمَن يُدْغِمُ الهمزةَ في التّاءِ كما يقال : اتَّمَنُته والأصلُ ائْتَمنتُه . وقد تقدَّم في أخَذَ هذا البحثُ فراجِعْه
" ج آزِرَةٌ " مثل حِمارٍ وأحْمِرَةٍ أُزُرٌ مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ حجازيَّة وهما جَمعان للقلَّة والكَثرة وأُزْرٌ بضمٍّ فسكونٍ تميميّة على ما يُقاربُ الاطِّراد في هذا النَّحْو . قال شيخُنا : هو تخفيفٌ مِن أُزُر بضَمَّتَين . قيل : الإزارُ : كلُّ ما وَارَاكَ وسَتَرَكَ عن ثَعلب وحُكِىَ عن ابنُ الأعْرَابيِّ : رأيتُ السَّرَوِيَّ يَمْشِي في داره عُرْياناً فقلتُ له : عُرْياناً ؟ فقال : دارِي إزارِي . مِن المَجاز : الإزارُ : العَفَافُ قال عَدِيُّ بنُ زيد :
أجْلِ أنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ ... فَوْقَ مَن أحْكَأَ صُلْباً بإزارِ . قال أبو عُبَيْد : فلانٌ عفِيفُ المِئْزَرِ وعَفِيفُ الإزارِ إذا وُصِفَ بالعِفَّة عَمَّا يَحْرُمُ عليه من النِّساءِ . ومن سَجَعَاتِ الأساس : هو عفيفُ الإزار خَفِيفُ الأوْزار
ويُكْنَى بالإزار عن النَّفْس والمرأَة ومنه قولُ أبي المِنْهَالِ نُفَيْلَةَ الأكبر الأشْجَعِيَّ كَتَب إلى سَيِّدِنا عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه :
ألا أبْلِغْ أبَا حَفْصٍ رَسُولاً ... فِدىً لكَ مِن أخِي ثِقَةٍ إزارِي . في الصّحاح : قال أبو عَمْروٍ الجَرْمِيّ : يُرِيدُ بالإزار ها هنا المرأةَ وقيل : المرادُ به أهْلِي ونَفْسِي وقال أبو عليٍّ الفارسيُّ : إنه كنايةٌ عن الأهْل في موضع نَصْبٍ على الإغراءِ أي احْفَظْ إزارِي وجعلَه ابنُ قُتَيْبَةَ كنايةً عن النَّفْس أي فِدىً لك نَفْسِي وصَوَّبه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض . في حديث بَيْعَة العَقَبَة : " لَنَمْنَعنَّكَ ممّا نمنَعُ منه أُزُرَنا " أي نسَاءَنَا وأهلَنَا كَنَى عنهُنّ بالأُزُرِ وقيل : أراد أنفسنا وفي المُحْكَم : والإزار : المرأَةُ على التَّشْبِيه أنشدَ الفارسيُّ :
" كانَ منْها بحَيثُ تُعْكَى الإِزارُ . من المَجاز : الإزارُ : النَعْجَةُ وتُدْعَى للحلْبِ فَيُقَال : إزارْ إزارْ مبنيّاً على السكون والذي في الأساس : وشَاةٌ مُؤَزَّرةٌ كأنَّمَا أُزِّرَتْ بسَوادٍ ويقال لها : إزار . المُؤازَرَةُ بالهَمْز : المُسَاواةُ وفي بعض النُّسَخ : المُوَاساة والأوّلُ الصحيحُ ويَشْهَدُ للثاني حديثُ أبي بكر يومَ السَّقِيفة للأنصار : " لقد نصرْتُم وآزَرْتُم وآسَيْتُم " والمُحَاذاةُ وقد آزَرَ الشيءُ الشيءَ : ساواه وحاذاه قال امْرُؤُ القَيْسِ :
بمِحْنِيَةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا ... مجَرِّ جُيوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِأيْ ساوَى نبتُهَا الضّالَ وهو السِّدْرُ البَرِّيُّ لأن النَّاسَ هابوه فلم يَرْعَوْهُ المُؤازَرةُ بالهَمْز أيضاً : المُعَاوَنةُ على الأمر تقول : أردتُ كذا فآزَرَنِي عليه فلانٌ : أي ظاهَرَ وعاوَنَ يقال : آزَرَه ووازَرَه بالواوِ على البَدَل من الهَمْز هو شاذٌّ والأولُ أفصحُ وقال الفَرّاءُ : أزَرْتُ فُلاناً أزْراً : قَوَّيتُه وآزَرْتُه : عاوَنتُه والعامَّةُ تقول : وازَرْتُه . وقال الزَّجّاج : آزرْتُ الرجلَ على فلانٍ إذا أعَنْتُه عليه وقَوَّيتُه . المُؤازرةُ أن يُقَوِّيَ الزَّرْعُ بعْضُه بعضاً فَيَلْتَفَّ ويتلاصَقَ وهو مَجازٌ كما في الأساس . وقال الزَّجّاج في قوله تعالى : " فآزَرَه فاسْتَغْلَظَ : أي فآزَر الصِّغارُ الكِبَارَ حتى استَوَى بعضُه مع بعضِ . والتَّأْزِيرُ : التَّغْطِيَةُ وقد أَزَّرَ النَّبْتُ الأرْضَ : غَطّاها قال الأعْشَى :
يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ ... مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ . من المَجَاز : التَّأْزِيرُ التَّقْوِيَةُ وقد أزَّرَ الحائِطَ إذا قَوّاه بتَحْوِيطٍ يَلزَقُ به
مِن المَجاز : نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ أي بالغٌ شديدٌ وفي حَدِيث المَبْعَثِ قال له وَرَقةُ : إنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ أنْصُرْكَ نَصْراً مُؤَزَّراً أي بالغاً شديداً . وآزَرُ كهاجَرَ : ناحيةٌ بين سُوقِ الأهْوازِ ورامَهُرْمُزَ ذَكَره البَكْرِيُّ وغيرُه . آزَرُ : صَنَمٌ كان تارَحُ أبُو إبراهيمَ عليه السلامُ سادِناً له كذا قالَهُ بعضُ المُفَسِّرِين . ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ في قوله تعالَى : " آزَرَ أَتَتَّخِذَّ أصْنَاماً " قال : لم يَكُن بأَبِيه ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَمٍ فموضِعُه نَصْبٌ على إضمارِ الفِعْل في التِّلاوة كأنّه قال : وإذ قال إبراهيمُ لأبيه أتَتَّخِذُ آزَرَ إلهاً أي أَتَّتَّخذُ أصناماً آلهةً . وقال الصّاغانِيُّ : التَّقْدِيرُ : أَتَتَّخِذُ آزَر إلهاً ولم ينتصبْ بأتَتَّخِذُ الذي بعدَه لأن الاستفهامَ لا يعملُ فيما قبلَه ولأنه قد استوفَى مفعولَيْه
آزَرُ : كَلمةُ ذَمٍّ في بعضِ اللغَاتِ أي يا أعرجُ قاله السُّهَيْلِيّ وفي التَّكملة : يا أعرجُ أو كأنّه قال : وإذْ قال إبراهيمُ لأبِيه الخاطِئ وفي التَّكْملة : يا مُخْطِئُ يا خَرِفُ وقيل : معناه يا شَيْخُ أو هي كلمةُ زَجْرٍ ونَهْيٍ عن الباطل . قيل : هو اسْمُ عَمِّ إبراهِيمَ عليه وعلى محمّدٍ أفضلُ الصّلاة والسّلام في الآيةِ المذكورة وإنّمَا سُمِّيَ العَمُّ أباً وجَرى عليه القرآنُ العَظيم على عادةِ العربِ في ذلك لأنهم كثيراً ما يُطلِقُون الأبَ على العَمّ وأمّا أبُوه فإنه تارَخُ بالخاءِ المُعْجَمة وقيل بالمُهْمَلة على وَزْن هاجرَ وهذا باتّفاق النَّسّابِين ليس عندَهم اختلافٌ في ذلك كذا قاله الزَّجَّاجُ والفَرَّاءُ أو هُمَا واحدٌ . قال القُرطُبِيُّ : حُكِيَ أنّ آزَرَ لقبُ تارَخَ عن مُقَاتِلٍ أو هو اسمُه حقيقةً حَكَاه الحَسَن فهما اسمان له كإسرائيلَ ويعقوبَ
عن أبي عُبَيْدَةَ : فَرَسٌ آزَرُ : أبيضُ الفَخِذَيْنِ ولَوْنُ مَقَادِيمِه أسودُ أو أيُّ لَوْن كانَ وقال غيرُه : فَرَسٌ آزَرُ : أبيضُ العَجُزِ وهو موضعُ الإزارِ من الإنسان وزاد في الأساس : فإن نزَلَ البَيَاضُ بفَخِذَيْه فَمُسَرْوَلٌ وخَيْلٌ أُزْرٌ وهو مَجازٌ . من المَجَاز أيضاً : المُؤَزَّرَةُ كمُعَظَّمةٍ : نَعْجَةٌ وفي الأساس : شاةٌ كأنَّهَا . وفي الأساس : كأنَّمَا : أُزِّرَتْ بسواد ويقال لها : إزارٌ وقد تقدَّم
ومما يُستَدرك عليه : يقال : أَزَرْتُ فلاناً إذا أَلْبَسْتُه إزاراً فتَأَزَّر به تَأَزُّراً ويقال : أزَّرتُه تَأْزِيراً فتَأَزَّرَ وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ : قَوَّى بعضُه بعضاً فالتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ كآزَرَ قال الشاعرُ :
تأَزَّرَ فيه النَّبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ ... رُبَاهُ وحتَّى ما تُرَى الشَّاءُ نُوَّمَا . وهو مَجاز وذَكَرهما الزَّمَخْشَرِيُّ . وفي الأساس : ويُسَمِّى أهلُ الديوانِ ما يُكْتَبُ آخِرَ الكتابِ من نُسخَةِ عَمَلٍ أو فَصْلٍ في مُهِمٍّ : الإزارَ وأزَّرَ الكتابَ تَأْزِيراً وكَتَبَ كتاباً مُؤَزَّراًوالأُزْرِيُّ إلى الأُزْر جمعُ إزارٍ هو أبو الحسن سعدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ محمّدٍ الحَنَفِيُّ