البَشَرُ : الخَلْقُ يَقَعُ على الأُنْثَى والذَّكَرِ والواحدِ والاثْنَيْنِ والجَمْعِ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ يقال هي بَشَرٌ وهو بَشَرٌ وهما بَشَراٌ وهم بَشَرٌ كذا في الصّحاح . وفي المُحْكَم : البَشَرُ مُحَرَّكَةً : الإنسانُ ذَكَراً أو أُنْثَى واحداً أو جمعاً وقد يُثَنَّى وفي التَّنْزِيل العزيز : " أَنُؤْمِنُ لِبَشَريْنِ مِثْلِنا " قال شيخُنا : ولعلَّ العَرَبَ حين ثَنَّوْه قَصَدُوا به حين إرادةِ التَّثْنِيَةِ الواحِدَ كما هو ظاهرٌ ويُجْمَعُ أبشاراً قياساً . وفي المِصْباح : لكنّ العرَبَ ثَنَّوْه ولم يَجْمَعُوه . قال شيخُنا نَقْلاً عن بعض أَهْلِ الاشتقاق : سُمِّيَ الإنسانُ بَشَراً لِتَجرُّدِ بَشَرَتِه من الشَّعَر والصُّوف والوَبَر
مِن فُصُوله الممتازِ بها عن جميعِ الحيوانِ بادي البَشَر وهو ظاهِرُ جِلْدِ الإنسانِ قيل : وغيرِه كالحَيَّة وقد أنكَرَه الجَمَاهِيرُ ورَدُّوه . جَمعُ بَشَرَةٍ وأَبْشَارٌ جج أي جَمْعُ الجَمْعِ وفي المُحْكَم : البشَرةُ أَعلَي جِلْدَةِ الرَّأْسِ والوَجْهِ والجَسَدِ من الإنسان وهي التي عليها الشَّعرُ وقيل : هي التي تَلِي اللَّحْمَ . وعن اللَّيْث : البَشَرَةُ أعلَى جِلْدَةِ الوَجه والجسدِ من الإنسانِ ويُعْنَى بهِ اللَّوْنُ والرِّقَّةُ ومنه اشْتُقَّتْ مُباشَرَةُ الرَّجلِ المرأَةَ : لتَضامِّ أبشارِهما . وفي الحديث : " لم أبْعثْ عُمّالِي لِيَضْرِبُوا أبشارَكم " . وقال أبو صَفْوَانَ : يُقَال لظاهِرِ جِلْدِةِ الرأْسِ الذي يَنْبُتُ فيه الشَّعرُ : البَشَرةُ والأدَمَةُ والشَّوَاةُ . وفي المِصْباح : البَشَرَةُ ظاهِرُ الجِلْدُ والجمعُ البَشَرُ مثلُ قَصَبةٍ وقَصَبٍ ثم أُطْلِقَ على الإنسان واحِدِه وجَمْعِه . قال شيخُنا : كلامُه كالصَّرِيح في أنّ إطلاقَ البَشَر على الإنسان مَجازٌ لا حقيقةٌ وإن كَتَبَ بعضٌ على قوله ثم أُطْلِقَ إلخ ما نَصُّه : بحيثُ صار حقيقةً عُرْفِيَّةً فلا تَتوقَّفُ إرادتُه منه على قَرِينَةٍ أي والمرادُ من العُرْفِيَّة عُرْفُ اللُّغَةِ
وكلامُ الجوهريِّ كالمصنِّف صريح في الحقيقة ولذلك فَسَّره الجوهريُّ بالخَلْق وهو ظاهرُ كلامِ الجَمَاهِيرِ . والبَشْرُ بفتحٍ فسكونٍ : القَشْرُ كالإبْشَارِ وهذه عن الزَّجّاج يقال : بَشَرَ الأدِيمَ يَبْشُرُه بَشْراً وأَبْشَرَه : قَشَرَ بَشَرَتَه التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ وقيل : هو أَن يَأْخُذَ باطِنَه بشَفْرَةٍ
وعن ابن بُزُرْجَ : من العَرَبِ مَن يَقُولُ : بَشَرْتُ الأديمَ أَبْشِرُه بكسرِ الشِّينِ إذا أَخَذْتَ بَشَرَتَه
وأَبْشُرُه بالضمِّ : أُظْهِرُ بَشَرَتَه وأَبْشَرْتُ الأدِيَم فهو مُبْشَرٌ إذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه التي تَلِي اللَّحْمَ وآدَمْتُهُ إذا أظْهَرْتَ أدَمَتَه التي يَنْبُتُ عليها الشَّعَرُ . وفي التَّكْمِلَةِ : بَشَرْتُ الأديمَ أبْشِرُه بالكسر لغةٌ في أَبْشُرُه بالضَّمِّ . البَشْر : إخْفَاءُ الشّارِبِ حتَّى تَظْهَرَ البَشَرَةُ وفي حديث عبدِ الله بنِ عَمْروٍ : " أُمِرْنَا أنْ نَبْشُرَ الشَّوَارِبَ بَشْراً " أي نُحْفْيها حتى تَتَبَيَّنَ بَشَرَتُها وهي ظاهِرُ الجِلْدِ
البَشْرُ : أَكْلُ الجَرَادِ ما على وَجْهِ الأرضِ . وقد بَشَرَها بشْراً : قَشَرَهَا وأَكَلَ ما عليها كأَنَّ ظاهِرَ الأرضِ بَشَرَتُها . والمُبَاشَرَةُ والتَّبْشِيرُ كالإبشارِ والبُشُورِ والاستبشارِ . والبِشَارةُ الاسمُ منه كالبُشْرَى . وقد بَشَرَه بالأَمْرِ يَبْشُرُه بالضمِّ بَشْراً وبُشُوراً وبُشْراً وبَشَره به بَشْراً عن اللِّحْيَاني وبَشَّرَه وأبْشَرَه فبَشِرَ به وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً يقال : بَشَرْتُه فأَبْشَر واسْتَبْشَرَ وتَبَشَّرَ وبَشِرَ : فرِحَ وفي التَّنزِيل :
فاسْتَبْشِرُ بِبَيْعِكُمُ الذي بايَعْتُم به " وفيه أيضاً : " وأَبْشِرُوا بالجَنَّة " واسْتَبْشَرَه كبَشَّرَه . وفي الصّحاح : بَشَرْتُ الرَّجُلَ أَبْشُرُه بالضمِّ بَشْراً وبُشُوراً مِن البُشْرَى وكذلك الإبشارُ والتَّبْشِيرُ : ثلاثُ لُغَاتٍ
البِشَارةُ : اسمُ ما يُعْطَاه المُبَشِّرُ بالأمْر . ويُضَمُّ فيهما . يقال : بَشَرْتُه بمَوْلُودٍ فأَبْشَرَ إبشاراً أي سُرَّ وتقولُ : أَبْشِرْ بِخَيرٍ بقَطْع الألفِ وبَشِرْتُ بكذا بالكسر أبْشَرُ أي اسْتَبْشَرْتُ به
وفي حديث تَوْبَةِ كَعْبٍ : " فأَعْطَيْتُه ثَوْبِي بُشَارةً " قال ابنُ الأثِير : البُشَارةُ بالضمِّ : ما يُعْطَى البَشِيرُ كالعُمَالَة للعاملِ وبالكسر : الاسْمُ لأنها تُظْهِرُ طَلاقَةَ الإنسانِ . وهم يَتَبَاشَرُون بذلك الأمرِ أي يُبَشِّرُ بعضُهُم بعضاً . وقولُه تعالى : " يا بُشْرَايَ هذا غُلامٌ " كقولك : عَصَايَ وتقولُ في التَّثْنِيَةِ : يا بُشْرَيَيَّ . والبِشَارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكونُ إلا بالخَيْر وإنّمَا تكونُ بالشَّرِّ إذا كانت مُقَيَّدَةً كقوله تعالَى : " فَبَشِّرْهُمْ بعَذابٍ ألِيمٍ " والتَّبْشِيرُ يكونُ بالخيرِ والشَّرِّ كقولِه تعالَى : " فَبَشِّرْهُمُ بعَذابٍ ألِيمٍ " وقد يكونُ هذا على قولِهِم : تَحِيَّتُك الضَّرْبُ وعِتابُكَ السَّيْفُ
وقال الفَخْرُ الرّازِيُّ أثناءَ تفسيرِ قولِه تعالَى : " وإذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بالأُنْثَى " : التَّبْشِيرُ في عُرْفِ اللُّغَة مُختصٌّ بالخَبَرِ الذي يُفِيدُ السُّرُورِ إلا أنه بِحَسَبِ أصْلِ اللُّغَةِ عبارةٌ عن الخَبَرِ الذي يُؤَثِّر في البَشَرةِ تَغَيُّراً وهذا يكونُ للحُزْن أيضاً فوَجَبَ أن يكونَ لفظُ التَّبْشِيرِ حقيقةً في القِسْمَيْن
وفي المِصْباح : بَشِرَ بكذا كفَرِحَ وَزْناً ومعنىً وهو الاستبشارُ أيضاً . ويتَعدَّى بالحركة فيقال : بَشَرْتُه وأَبْشَرْتُه كنَصرْتُه في لُغَة تهامةَ وما وَالاَها والتَّعْدِيَةُ بالتَّثْقِيل لغةُ عامَّةِ العربِ وقرأَ السَّبْعَةُ باللُّغَتَيْن . والفاعِلُ من المخفَّف بَشِير ويكون البَشِيرُ في الخَيْرِ أكثرَ منه في الشَّرِّ . والبِشَارةُ بالكسر والضمُّ لغةٌ وإذا أُطلِقَتْ اختَصَّتْ بالخَيْرِ وفي الأساس : وتَتَابَعَتِ البِشَارَاتُ والبَشَائِرُ . البَشَارَةُ بالفَتْح : الجَمَالُ والحُسْنُ قال الأَعْشَى :
وَرَأَتْ بأَنَّ الشَّيْبَ جا ... نَبَه البَشَاشَةُ والبَشَارَهْ . يقال : هو أَبْشَرُ منه أي أَحْسَنُ وأَجْمَلُ وأَسْمَنُ وفي الحديث : " ما مِن رَجُلٍ له إبِلٌ وبَقَرٌ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا إلا بُطِحَ لها يومَ القِيَامَةِ بقَاعٍ قَرْقَرٍ كأَكْثَرِ مَا كَانَتْ وأَبْشَرِه أي أَحْسَنِه ويُرْوَى : وآشَرِه من النّشاط والبَطَر . والبِشْرُ بالكسر : الطَّلاقَةُ والبَشَاشَةُ يقال : بَشَرنِي فلانٌ بَوجهٍ حَسَنٍ أي لَقِيَنِي وهو حَسَنُ البِشْرِ أي طَلْقُ الوَجهِ
البِشْرُ : ع : و قيل : جَبَلٌ بالجَزِيرة في عَيْنِ الفُراتِ الغَربيِّ وله يَومٌ وفيه يقول الأخطلُ :
لقد أوْقَعَ الجَحَّافُ بالبِشْرِ وَقْعَةً ... إلى اللهِ منها المُشْتَكَى والمُعَوَّلُ . وتَفصيله في كتاب البلاذريّ
قيل : ماءٌ لِتَغْلِبَ بنِ وائلٍ قال الشاعر :
فلَنْ تَشْرَبِي إلاّ بِرَنْق ولَنْ تَرَىْ ... سَوَاماً وحَيّاً في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ . أو البِشْرُ : اسمُ وادٍ يُنْبِتُ أحْرَارَ البُقُولِ وذُكُورَهَاالمُسَمَّى يبِشْر سبعةٌ وعشرون صَحابياً وهم : بِشْرُ بنُ البَرَاءِ الخَزْرَجِيُّ وبِشْرٌ الثَّقَفِيُّ ويقال : بَشِير وبِشْرُ بنُ الحارث الأوْسِيُّ وبِشْرُ بنُ الحارث القُرَشِيّ وبِشْرُ بن حَنْظَلَةَ الجُعْفِيّ وبِشْرٌ أبو خليفةَ وبِشْرٌ أبو رافعٍ وبِشْرُ بنُ سُحَيْمٍ الغِفَارِيُّ وبِشْرُ بنُ صُحَار وبِشْرُ بنُ عاصمٍ الثَّقَفِيُّ وبِشْرُ بنُ عبد الله الأنصاريُّ وبِشْرُ بنُ عَبْدٍ نَزَلَ البصرة وبِشْرُ بنُ عُرْفُطَةَ الجُهَنيُّ وبِشْرُ بن عِصْمَةَ اللَّيْثِيُّ وبِشْرُ بنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيّ وبِشْرُ بنُ عَمْرو الخَزْرَجِيُّ وبِشْرٌ الغَنَوِيُّ وبِشْرُ بنُ قُحَيْفٍ وبِشْرُ بنُ قُدامَةَ وبِشْرُ بنُ مُعَاذ الأسَدِيُّ وبِشْرُ بنُ معاويةَ البكّائِيُّ وبِشْرُ بن المُعَلَّى العَبْدِيُّ وبِشْرُ بن الهَجنَّعِ البَكَّائِيُّ وبِشْرُ بنُ هِلالٍ العَبْدِيُّ وبِشْرُ بنُ مادة الحارِثيّ وبِشْرُ بنُ حَزْنٍ النَّضْرِيُّ وبِشْرُ بنُ جِحَاشٍ ويقال بسر وقد تقدَّم
وأبو الحَسَنِ البِشْرُ صاحبُ أبي محمّدٍ سَهْلِ بنِ عبد الله بن يُونُسَ التُّسْتَرِيّ البَصْرِيّ صاحب الكرامات . وأبو حامدٍ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمدٍ الهَرَوِيُّ عن حامد الرّفَّاءِ رَوَى عنه شيخُ الإسلام الهَرَوِيُّ . وأبو عَمْروٍ أحمدث بنُ محمّدٍ الأسْتَراباذِيّ عن إبراهٍيمَ الصّفارِ ذَكَره حمزةُ السَّهْمِيُّ البِشْرِيُّون : محدِّثون
وفاته : محمّدُ بنُ يَزيدَ البِشْرِيُّ الأمَوِيُّ قال الأمِير : أظنُّه مِن وَلَدِ بِشْر بنِ مَروانَ كان شاعراً . وأبو القاسم البِشْرِيُّ من شُيوخ بن عبد البَرِّ قال ابنُ الدَّبّاغ : لم أَقف على اسمه ووجدتُه مضبوطاً بخطِّ طاهرِ بن مفوز . وبِشْرَوَيْهِ كسِيبَوَيْهِ : جماعةٌ منهم : أحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمّدِ ابنِ بِشْرَوَيْهِ . وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ بِشْرَوَيْهِ الخُجَنديّ شيخٌ لغُنجار صاحِبِ تاريخ بُخَارَا . وإبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ بِشْرَوَيْهِ بخاريٌّ . وأبو نُعَيمٍ بِشْرَوَيْهِ بنُ محمّدِ بنِ إبراهِيمَ المعقليّ رئيسُ نَيْسَابُورَ رَوَى عن بِشْرِ بنِ أحمدَ الإسفرايِنيّ . ومحمّدُ بنُ عبدِ الله بن محمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ بِشْرَوَيْهِ الأصْبهانيُّ وابنُه أحمدُ بنُ بِشْرَوَيْهِ الحافظُ . وأحمدُ بنُ بِشْرَوَيْهِ الإمامُ قديمٌ حدَّث عن أبي مَسْعُودٍ الرّازيّ . بَشَرى كجَمَزَى : ة بمكَّةَ بالنَّخْلَةِ الشّامِيَّةِ
بُشَرَى كأُرَبَى : بالشّام
عن ابن الأعرابيِّ : هم البُشَارُ كغُرَابٍ : سُقَّاطُ النّاسِ كالقُشَار والخُشَارِ
وبِشْرَةُ بالكسر : اسمُ جارِيَة عَوْنِ بنِ عبدِ الِله وفيها يقول إسحاقُ بنُ إبراهيمَ المَوْصِليُّ :
أيَا بِنْتَ بِشْرَةَ ما عاقَنِي ... عن العَهْدِ بعْدَكِ مِنْ عائِقش . قال مغلْطايْ : رأَيتُه مضبوطاً بخطِّ أبي الرَّبِيعِ بنِ سالمٍ
بِشْرَةُ : فَرَسُ ماوِيَةَ بنِ قَيْسٍ الهَمْدَانِيِّ المُكَنَّى بأَبِي كُرْزٍ والبَشِيرُ : المُبَشِّرُ الذي يُبَشِّرُ القَوْمَ بأَمْر : خيرٍ أو شَرٍّ . البَشِيرُ : الجَمِيل . وهي بهاءٍ . رجلٌ بَشِيرُ الوَجه : جميلُه وامرأةٌ بَشِيرَةُ الوجهِ . ووَجْهٌ بَشِيرٌ : حَسَنٌ . وبَشِيرٌ كأَمِيرٍ : جُبَيْلٌ أحمرُ مِن جِبالِ سَلْمَى لِبَنِي طَيِّئٍ
بَشِيرٌ : إقليمٌ بالأنْدَلُسِ نُسِبَ إليه جماعةٌ من المحدِّثينالمُسَمَّى ببَشِيرٍ ستّةٌ وعشرونَ صَحابياً وهم : بَشِيرُ بنُ أَنَسٍ الأوسيُّ وبَشيرُ بنُ تَيْمٍ وبَشيرُ بن جابرٍ العَبْسِيُّ وبَشيرٌ أبو جَمِيلَةَ السُّلَمِيُّ وبَشِيرُ بنُ الحارثِ الأنصاريُّ وبَشيرُ بنُ الحارثِ العَبْسِيُّ وبَشيرُ بنُ الخَصاصِيَّة وبشيرُ بنُ أبي زَيْد وبشيرُ بنُ زيدٍ الضُّبَعِيُّ وبَشيرُ بنُ سعدٍ الأنصاريُّ وبَشيرُ بنُ سَعدِ بنِ النُّعمان وبَشيرُ بنُ عبد الله الأنصاريُّ وبَشيرُ بنُ عبدِ المُنذر وبشيرُ بنُ عتيك وبشيرُ بن عُقْبَةَ وبشيرُ بنُ عَمْرو وبَشيرُ بن عَنْبَسٍ وبشيرُ بنُ فديك وبَشيرُ بن مَعْبد أبو بِشْر وبَشيرُ بنُ النَّهّاس العَبْدِيّ وبَشيرُ بنُ يَزيدَ الضُّبَعِيُّ وبَشيرُ بنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيّ وبَشيرُ بنُ عَمْرِو بن محصن وبَشيرٌ الغِفَاريُّ وبشيرٌ الحارثيُّ أبو عِصَامٍ وبَشيرُ بنُ الحارثِ الشاعر . المُسَمَّى ببَشِيرٍ جماعةٌ محدِّثون منهم : بَشِيرُ بن المُهَاجِر الغَنَوِيّ وبَشيرُ بن نهيك وبشيرُ مولَى بني هشام وبشيرٌ أبو إسماعيل الضُّبَعّي وبَشيرُ بن مَيْمونٍ الوَاسِطيّ وبَشيرُ بن زاذانَ وبَشيرُ بنِ زِياد وبَشيرُ بنُ ميمون غير الذي تقدَّم وبشيرُ بنُ مهرانَ وبشيرٌ أبو سَهْل وبَشيرُ بن كَعْب بن عُجْرَةَ وبَشيرُ بنُ عبد الرحمن الأنصاريّ وبَشيرٌ مولَى معاويَةَ وبَشيرُ بنُ كَعْبٍ العَدَوِيّ وبشيرُ بنُ يَسار وبشيرُ بن أَبي كَيْسَانَ وبَشيرُ بن رَبِيعَةَ البَجليّ وبَشيرُ بنُ حَلْبَسٍ وبَشيرٌ الكَوْسَجُ وبَشيرُ بن عُقبة وبشيرُ بن مُسلم الكنديّ وبشيرُ بنُ مُحرِز وبشيرُ بنُ غالب وبشيرُ بنُ المهلَّب وبشيرُ بن عُبَيْد وغير هؤلاءِ مّمن رَوَى الحديث وأحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عبد الله عن عليِّ بنِ خَشْرَمٍ وعنه عبدُ الله بن جعفرِ بن الوَرْدِ وعبدُ الله بنُ الحَكَمِ شيخٌ لأبي أُمَيّةَ الطَّرسوسيّ و أبو محمّدٍ المُطَّلِبُ بنُ بَدْرِ بنِ المُطَّلِب بنِ رهْمانَ البغداديّ الكُرْديّ نُسِب إلى جدِّه بَشير وُلِد سنة 547 ، وسمع من ابن البَطّيّ مع أبيه تُوفِّي سنة 674 ، البَشِيريُّون : محدِّثون
وأحمدُ بنُ بَشِير أبو بكرٍ الكُوفيُّ وأحمدُ بن بشيرٍ أبو جعفرٍ المؤدِّب وأحمدُ بنُ بَشّار الصَّيْرفيُّ وأحمدُ بنُ بشّار بنُ الحسن الأنباريُّ وأحمدُ بنُ بِشْر الدمشقيُّ وأحمدُ بنُ بِشْر المَرثديُّ وأحمدُ بنُ بِشْر الطَّيالسيُّ وأحمدُ بنُ بِشْر البَزّازُ وأحمدُ بنُ بِشْر بن سَعِيد : محدِّثون . وقَلْعَةُ بَشِيرٍ بِزَوْزَنَ نقلَه الصّغانيّ . وحِصْنُ بَشِيرٍ بينَ بغدادَ والحِلَّةِ على يسارِ الجائي من الحِلَّةِ إلى بغدادَ
عن ابن الأعرابيّ : المَبْشُورةُ : الجارِيَةُ الحَسَنَةُ الخَلْقِ واللَّوْنِ وما أَحْسَنَ بَشَرَتَها
والتَّبَاشِيرُ : البُشْرَى وليس له نَظِيرٌ إلا ثلاثةُ أحرفٍ : تَعاشِيبُ الأرضِ وتَعاجِيبُ الدَّهرِ وتَفاطِيرُ النَّبَاتِ : مَا يَنْفَطِرُ منه وهو أيضاً ما يَخْرُجُ على وَجْهِ الغِلْمَانِ والقَيْنَاتِ قال :
تَفَاطِيرُ الجُنُونِ سَلْمَى ... قَدِيماً لا تَفَاطِيرُ الشَّبابِ . من المَجَاز : التَّبَاشِيرُ : أوائِلُ الصُّبْحِ كالبَشَائِرِ قال أبو فِرَاس :
أقولُ وقد نَمَّ الحُلِيُّ بخرْسِه ... علينا ولا حتْ للصَّباحِ بَشائِرُهْ . التَّبَاشِيرُ أيضاً : أوائِلُ كلِّ شيءٍ كَتَباشِيرِ النّورِ وغيرهِ لا واحِدَ له قال لَبِيدٌ يصفُ صاحباً له عَرَّسَ في السَّفَرِ فأَيقظَه :
قَلَّما عَرَّسَ حتَّى هِجْتُه ... بالتَّبَاشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ . والتَّبَاشِيرُ : طَرَائِقُ ضوءِ الصُّبْح في اللَّيْل . وفي الأَساس : كأَنَّه جَمْعُ تَبْشِيرٍ مصدرُ بَشَّرَ
عن اللَّيْث : التَّبَاشِيرُ : طَرَائِقُ تَرَاها على وَجْهِ الأرضِ من آثار الرِّياحِ
التَّبَاشِيرُ : آثارٌ بِجَنْبِ الدّابَّةِ من الدَّبَرِ محرَّكةً وأنشدَ :
ونِضْوَةُ أسْفَارٍ إذا حُطَّ رَحْلُهَا ... رأيتَ بدِفْئَيْهَا تَباشِيرَ تَبْرُقُ . وفي حديث الحجّاج : " كيف كان المَطَرُ وتَبْشِيرُهُ " ؟ أي مَبْدَؤُه وأوَّلُهرأى النَّاسُ في النَّخْل التَّباشيرَ أي البَواكِر من النَّخْلِ . التَّبَاشِيرُ : ألوانُ النَّخْلِ أوَّلَ ما يُرْطِبُ وهو التَّبَاكِيرُ . في المُحْكَم : أبْشَرَ الرَّجلُ إبشاراً : فَرِحَ قال الشّاعر :
ثُمَّ أَبْشَرْتُ إذْ رَأَيْتُ سَوَاماً ... وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وجِلاَلاً . وعن ابن الأعرابيِّ : يقال : بَشَرْتُه وبَشَّرْتُه وأَبْشَرْتُه وبَشَرْتُ بكذا . وبَشِرْتُ وأَبْشَرْتُ إذا فَرِحْت ومن : أَبْشِرْ بخَيرٍ بقَطْع الألِفِ
من المَجَااز : أبْشَرَتِ الأرضُ : أخرجَتْ بَشَرَتَها أي ما ظَهَرَ مِن نَباتِها وذلك إذا بُذِرَتْ . وقال أبو زيادٍ الأحمرُ : أمْشَرَتِ الأرضُ وما أحسنَ مَشَرَتَها . أَبْشَرَتِ النَّاقَةُ : لَقِحَتْ فكأنَّهَا بَشَّرَتْ باللَّقَاح كذا في التَّهْذِيب قال : وقولُ الطِّرِمّاحِ يُحَقِّقُ ذلك :
عَنْسَلٌ تَلْوِي إذا أَبْشَرَتْ ... بخَوَافِي أَخْدَرِيٍّ سُخامْ . وفي غيره : وبَشَّرَتِ النّاقَةُ بالَّلقاح وهو حين يُعلَمُ ذلك عند أوَّلِ ما تَلْقَحُ
أبْشَرَ الأمْرَ : حَسَّنَه ونَضَّرَه هكذا في النُّسَخ وقد وَهِمَ المصنِّفُ والصَّوابُ : وأبْشَرَ الأمرُ وَجْهَه : حَسَّنَه ونَضَّرَه . وعليه وَجَّهَ أبو عَمْرٍ مَنْ قَرَأَ : " ذلِكَ الَّذي يَبْشُرُ اللهُ عِبادَه " قال : إنّما قُرٍأَتْ بالتَّخْفِيف لأنه ليس فيه بكذا إنما تقديرُه : ذلك الذي يُنَضِّرُ اللهُ به وُجُوهَهم كذا في اللِّسَان . من المَجَاز : باشَرَ فلانٌ الأمْرَ إذا وَلِيَه بنفسِه وهو مستعارٌ من مُبَاشَرَةِ الرجلِ المرأَةَ وهو لا بَشَرةَ للأمْرِ إذْ ليس بِعَيْنٍ . وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ اللهُ وجهَه : " فباشِرُوا رُوحَ اليَقِينِ " فاستعار لِرُوحِ اليَقِين لأنّ رُوحَ اليقِينِ عَرَض وبَيِّنٌ أن العَرَضَ ليستْ له بَشَرَة . ومُبَاشَرَةُ الأمْرِ أن تَحْضُرَه بنفْسِكَ وتَلِيَه بنفْسِك
باشَرَ المرأَةَ : جامَعَها مُبَاشرةً وبِشَاراً قال اللهُ تعالَى : " ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وأنْتُم عاكِفُونَ في المَسَاجِد " . المُباشَرةُ : الجِمَاعُ وكان الرجلُ يَخرُج من المسجدِ وهو مُعْتَكِف فيُجامِعُ ثم يعودُ إلى المسجد . أو باشَرَ الرجلُ المرأةَ : إذا صارا في ثَوْبٍ واحدٍ فباشَرَتْ بَشَرَتُه بَشَرَتَها . ومنه الحديثُ : " أنّه كان يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صائِم وأراد به المُلامَسَةَ وأصلُه من لَمْسِ بَشَرةِ الرجلِ بَشَرَةَ المرأةِ وقد يَرِدُ بمعنَى الوَطْءِ في الفِرْجِ وخارجاً منه
والتُّبُشِّيُر بضمِّ التاء والياء وكسر الشَّيْنِ المشدَّدةِ وُجِدَ بخطِّ الجوهريِّ : الباءُ مفتوحة وهو لغة فيه : طائرٌ يقال له : الصُّفَارِيّةُ ولا نَظِيرَ له إلا التُّنَوِّطُ وهو طائر أيضاً وقولهم : وَقَعَ في وادي تُهُلِّكَ ووادِي تُضُلِّلَ ووادِي تُخَيِّبَ الواحدةُ بهاءٍ
وبَشَرتُ به كعَلِمَ وضَرَبَ : سُرِرْتُ الأُوْلى لغة رواهَا الكِسائِيُّ
يقال : بَشَرَنِي بوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ حَسَنٍ يَبْشُرني إذا لَقِيَنِي به . وسَمَّوْا مُبَشِّراً وبَشّاراً وبِشَارة وبِشْراً كمحدِّثٍ وكَتّان وكِتَابةٍ وعِجْلٍ
وفاته : بَشِرٌ ككَتِفٍ ومنهم : بَشِرُ بنُ مُنْقِذٍ البُسْتِيُّ قال الرَّضِيّ الشاطِبيُّ : رأيتُه بخطِّ الوزيرِ المغربيُّ مُجَوَّداً بالكسر . بُشَيْر كزُبَيْرٍ الثَّقفيُّ قال ابنُ ماكُولا : له صُحْبَة بُشَيْرُ بنُ كَعْبٍ أبو أيَّوبَ العَدَوِيُّ عَدِيُّ مَنَاةَ ويقال : العَامِرِيُّ وبُشَيْرٌ السُّلَمِيُّ رَوَى عنه ابنُه رافعٌ أ هو أي الأخيرُ بِشْرٌ وقيل : بَشِيرٌ كأَمِيرٍ : وقيل : بُسْرٌ بالمُهْمَلَة : صَحابِيُّون
بُشَيْرُ بنُ كَعْبٍ أَبو عبدِ اللهِ العَدَوِيُّ ويقال : العامِرِيُّ وبُشَيْرُ بنُ يَسارٍ الحارِثِيُّ الأنصارِيُّ
بُشَيْرُ بنُ عبدِ الله بنِ بُشَيْر بن يَسار الحارِثيُّ الأنصارِيُّ وبُشَيْرُ بنُ مُسْلِمٍ الحِمْصِيُّ وعبدُ العزيزِ بنُ بُشَيْرٍ شيخٌ لأبِي عاصِمٍ : محدِّثونمن المَجاز : يقال : رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ وهو الذي قد جَمَعَ لِيناً وشِدَّةً مع المعرفةِ بالأُمور عن الأصمعيِّ قال : وأصلُه مِن أدَمَةِ الجِلْدِ وَبَشَرَتِه . وامرأَةُ مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ : تامَّةٌ في كلِّ وَجه وسيأْتي في أَ د م . وتَلُّ باشِرٍ : ع قُرْبَ حَلَبَ منه على يَوْمَيْن منها وفيه قلعةٌ منها محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ مُرْهَفٍ الباشِرِيُّ قال الذَّهَبِيُّ : لا أعرفه قال الحافظُ : بل حَدَّثَ عن الفَخْر الفارِسِيِّ وحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ التَّلُّ باشِرِيِّ سَمِعَ الغَيلانيّاتِ على الفَخْر بنِ البُخَارِيِّ
وأبو البَشَرِ : آدَمُ عليه السَّلام وأوّلُ مَن تَكَنَّى به ولَقَبُه صَفِيُّ الله . أبو البَشَرِ عبدُ الآخِرِ المُحَدِّثُ الرّاوِي عن عبدِ الجَليلِ بنِ أبي سَعْد جزءَ بِيبَي . وأبو البَشَرِ بَهْلَوانُ بنُ شهرِ مزن بنِ محمّدِ بن بيوراسفَ كما رأيتُه بخطِّه هكذا في آخرِ شرْح المَصابيحِ للبَغَوِيِّ اليَزْدِيُّ دَجَّالٌ كذَّابٌ زَعَمَ أنه سَمِعَ من شَخْصٍ لا يُعْرَف بعد السبعين وخَمْسائة صحيحَ البُخَاريِّ قال : أخبرَنَا الدّاوُودِيُّ فانْظُرْ إلى هذه الوَقَاحَةِ قاله الحافظُ
أبو الحَرَم مَكِّيُّ بنُ أبي الحَسَنِ بنِ أبي نَصْرٍ المعروفُ بابنِ بَشَرٍ مُحَرَّكةً المُطَرّز البغداديُّ : محدِّثٌ رَوَى عن ابن نُقْطَةَ وهو من شيوخِ الحافظِ الدِّمْيَاطِيِّ أخرجَ حديثَه في مُعْجَمه وضَبَطَه
ومّما يُسْتَدْرَك عليه : البُشَارةُ بالضمِّ : ما بُشِرَ من الأدِيم عن اللِّحْيانِيِّ قال : والتِّحْلِئُ : ما قُشِرَ مِن ظَهْرِه
وفي المَثَل : " إنّمَا يُعَاتَبُ الأديمُ ذو البَشَرَةِ " قال أبو حَنِيفَةَ : معناه إنّمَا يُعَاتَبُ مَنْ يُرْجَى ومَنْ له مُسْكَةُ عَقْلٍ . وفي الحديث : " مَنْ أحَبَّ القُرْآنَ فَلْيَبْشَرْ " مَنْ رَوَاه بالضَّمِّ فقال : هو مِن بَشَرْتُ الأدِيمَ إذا أخذْتُ باطِنَه بالشَّفْرَة فمعناه فَلْيُضَمِّرْ نفُسَه للقرآن فإن الاستكثارَ من الطَّعَامِ يُنْسِيه القرآن . وما أحْسَنَ بَشَرَتَه أي سَحْنَاءَه وهَيْئَتَه . والبَشَرَةُ : البَقْلُ والعُشْبُ . والبَشْرُ : المُبَاشَرَةُ قال الأفْوَهُ :
لمّا رَأَتْ شَيْبِي تَغَيَّرَ وانْثَنَى ... مِن دُونِ نَهْمَةِ بَشْرِهَا حِينَ انْثَنَى . أي مُبَاشَرَتِي إيّاهَا
وتَبَاشَر القَومُ : بَشَّرَ بعضُهم بعضاً . ومن المَجاز المُبَشِّرَاتُ : الرِّياحُ التي تَهُبُّ بالسَّحَاب وتُبَشِّرُ بالغَيْث وفي الأَساس : وهَبَّتِ البَوَاكيرُ والمُبَشِّرَاتُ وهي الرِّياحُ المُبَشِّرَةُ بالغَيْث قال الله تَعَالَى : " ومِن آياتِه أن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّراتٍ " " وهو الَّذي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً " وبُشُراً وبُشْرَى وبَشْراً فبُشُراً جمعُ بَشُورٍ وبُشْراً مُخَفَّفٌ منه وبُشْرَى بمعنَى بِشارَةٍ وبَشْراً مصْدرُ بَشَرَه بَشْراً إذا بَشَّرَه . ومِن المَجاز : فيه مَخايِلُ الرُّشْدِ وتَباشِيرُه . وباشَرَه النَّعِيمُ . والفِعْلُ ضَرْبانِ : مُباشِرٌ ومُتَوَلِّدٌ كذا في الأساس . وبَشَائِرُ الوَجهِ : مُحَسِّناتُه . وبَشَائِرُ الصُّبحِ : أوَائلُه
وعن اللِّحْيَانِيِّ : ناقةٌ بَشِيرَةٌ أي حَسَنَةٌ وناقَةٌ بَشِيرَةٌ : ليست بمَهْزُولةٍ ولا سَمِينَةٍ . وحكى عن أبي هلالٍ قال : هي التي ليست بالكريمَةِ ولا الخَسِيسَةِ وقيل : هي التي على النِّصْفِ من شَحْمِها . وبِشْرَةُ : اسمٌ وكذلك بُشْرَى اسمُ رَجُلٍ لا ينصرفُ في معرفةٍ ولا نكرةٍ للتَّأْنِيثِ ولُزُومِ التأْنيثِ له وإن لم تكن صفةً لأنّ هذه الألفَ يُبْنَى الاسمُ لها فصارتْ كأنَّهَا من نفْسِ الكلمةِ وليستْ كالهَاء التي تَدخلُ في الاسمِ بعد التَّذْكِير . وأبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ بَشّارٍ نَيْسَابُورِيٌّ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ بَشَّارٍ البُوشَنْجِيُّ وأبو محمّدٍ بِشْر بنِ محمّد بن أحمدَ بنِ بِشْرٍ البِشْرِيُّ وأبو الحسنِ أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ بَشِيرٍ وابنُه ابنِ بَشِير بنِ عبد الرَّحِيمِ : محدِّثون . والبِشْرِيَّةٌ : طائفةٌ مِن المُعْتَزِلَةِ يَنْتَسِبُون إلى بِشْرِ بنِ المُعْتَمِزِوباشِرُ بنُ حازِمٍ عن أبي عِمْرانَ الجَوْنِيّ . وكُزبَيْرٍ : بُشَيْر بنُ طَلحةَ . وبَشِيرُ بنُ أُبَيْرِقٍ . شاعرٌ مُنَافِق . وبَشِيرُ بنُ النِّكْث اليَرْبُوعِيُّ راجزٌ . وأبو بَشِيرٍ محمّدُ بنُ الحسنِ بنِ زكريّا الحَضْرَمِيُّ
وحِبّانُ بنُ بَشِيرِ بنِ سَبْرَة بنِ مِحْجَنٍ : شاعِرٌ فارسٌ لقبُه الْمِرقال . وأمّا مَن اسمُه بَشَّارٌ ككَتَّان فقد اسْتَوْفاهم الحافظُ في التَّبْصِير فراجِعْه وكذلك البشارىّ ومن عُرِفَ به ذَكَرَه في كتابِه المذكور . وابنُ بشْرانَ : محدِّث مشهور . وذو بِشْرَيْنِ بالكسر مثنىً : جَدُّ الشَّعْبِيِّ
والبَشِيرُ : فَرْسُ محمّدِ بنِ أبي شِحَاذٍ الضَّبِّيِّ
النَّفْسُ : الرُّوحُ وسَيَأْتِي الكلامُ عليها قَريباً . وقال أَبو إِسحَاقَ : النَّفْسُ في كلامِ العَرَبِ يَجْرِي على ضَرْبَيْن : أَحَدُهما قولُك : خَرَجَتْ نَفْسُه أَي رُوحُه والضَّرْبُ الثانِي : مَعْنَى النَّفْسِ فيه جُملةُ الشْيءِ وحقِيقتُه كما سَيَأْتِي في كَلاَمِ المصنِّف وعلى الأَوّلِ قالَ أَبو خِراشٍ :
نَجَا سالِمٌ والنفْسُ مِنْهُ بشِدْقِهِ ... ولم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرَاً
أَي بِجَفْنِ سَيْفٍ ومِئْزَرٍ كذا في الصّحاحِ قال الصّاغَانِيُّ : ولم أَجِدْه في شِعْر أَبي خِراشٍ . قلتُ : قال ابنُ بَرِّيّ : إعْتَبَرْتُه في أَشْعَارِ هُذَيْلٍ فوَجَدْتُه لحُذَيفَةَ بنِ أَنَسٍ وليسَ لأَبِي خِراشٍ والمَعْنَى : لم يَنْجُ سالِمٌ إِلاّ بجَفْنِ سَيْفه ومِئْزَرِه وانْتِصَابُ الجَفْنِ على الإسْتِثْنَاءِ المنْقَطِع أَي لم يَنْجُ سالمٌ إِلاّ جَفْنَ سَيْفٍ وجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ منه . ومِن المجاز : النَّفْسُ : الدَّمُ يقال : سالَتْ نَفْسُه كما في الصّحاحِ وفي الأَسَاس : دَفَق نَفْسَه أَي دَمَه . وفي الحَدِيث : ما لا نَفْسَ لَهُ وَقَع في أُصُولِ الصّحاحِ : ما لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ فإِنّه لا يُنَجِّسُ المَاءَ إِذا مَاتَ فيه . قلت : وهذا الِّذي في الصّحاحِ مُخَالِفٌ لِمَا في كُتُبِ الحَدَيثِ وفي رَوَايَةِ أُخْرَى : مَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سائِلَةٌ ورُويَ عن النَّخَعِيّ أَنّه قال : كُلُّ شّيْءٍ له نَفْسٌ سائِلَةٌ فماتَ في الإِنَاءِ فإِنّه يُنَجِّسُه وفي النِّهَايَةِ عنه : كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فإِنه لا يُنَجِّسُ الماءَ إِذا سَقَطَ فيه أَي دَمٌ سائِلٌ ولذَا قالَ بعضُ مَن كَتَبَ على الصِّحّاحِ : هذا الحَدِيثُ لم يَثْبُتْ قال ابنُ بَرِّيّ : وإِنّمّا شاهِدُه قولُ السَّمَوْأَلِ :
تَسِيلُ عَلى حَدِّ الظُّبَاةِ نُفُوسُنَا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظُّباة تَسِيلُ قال وإِنّمَا سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً لأَنّ النَّفْسَ تَخْرُج بخُرُوجِه . والنَّفْسُ : الجَسَدُ وهو مَجَازٌ قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ يُحَرِّضُ عَمْرو بنَ هِنْدٍ عَلى بَنِي حَنِيفَةَ وهم قَتَلَةُ أَبيه المُنْذِر بنِ ماءِ السماءِ يومَ عَيْنِ أَبَاغٍ ويزْعُم أَن عَمْروَ بن شَمِرَ الحَنَفِيّ قَتَله :
نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا ... أَبْيَاتَهُم تَامُورَ نَفْسِ المُنْذِرِفَلَبِئْسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمْروٍ رَهْطَهُ شَمِرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ : الدّمُ أَي حَمَلُوا دَمَه إِلى أَبْيَاتِهِم . والنَّفْسٌ : العَيْنُ التي تُصِيبُ المَعِينَ وهو مَجَازٌ . ويُقَال : نَفَسْتُه بنَفْسٍ أَي أَصّبْتُه بِعَيْنٍ وأَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ أَي عَيْنٌ وفي الحَديث عن أَنَسٍ رَفَعَهُ : أَنَّه نَهَى عَنِ الرُّقْيَةِ إِلاّ فِي النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنِّفْسِ أَي العَيْنِ والجَمْعُ أَنْفُسٌ ومنه الحديث : أَنه مَسَح بَطْنَ رافِعٍ فأَلْقَى شَحْمَةً خَضْرَاءَ فقال : إِنه كانَ فِيهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ يريدِ عُيُونَهُم . ورَجُلٌ نافِسٌ : عائِنٌ وهو مَنْفُوسٌ : مَعْيُونُ . والنَّفْسُ : العِنْدُ وشَاهِدُه قولُه تعالَى حِكَايَةً عن عِيسَى عَليه وعلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام " تَعْلَمُ مَا في نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ " أَي تَعْلَمُ ما عِنْدِي ولا أَعْلَمُ ما عِنْدَكَ ولكن يَتَعَيَّن أَنْ تَكُونَ الظَّرفِيَّةُ حِينَئذٍ ظرفيَّةَ مَكَانَةٍ لا مَكَانٍ أَو حَقِيقَتي وحَقِيقَتَكَ قال ابنُ سِيْدَه : أَي لا أَعْلَمُ ما حَقِيقَتُك ولا ما عِنْدَك عِلْمُه فالتَّأْوِيلُ : تَعْلَمُ ما أَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ ما تَعْلَمُ والأَجْوَدُ في ذِلك قولُ ابنِ الأَنْبَارِيّ : إِنَّ النَّفْسَ هنا الغَيْبُ أَي تَعْلَمُ غَيْبي لأَنَّ النَّفْسَ لمّا كانتْ غائِبَةً أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويَشْهدُ بصِحَّتِه قولُه في آخرِ الآيَة " إِنَّك أَنْت عَلاَّمُ الغُيُوبِ " كأَنّه قال : تعْلمُ غيْبِي يا عَلاَّم الغُيُوبِ . وقال أَبو إِسْحاق : وقدْ يُطْلَقُ ويُرَادُ به جُمْلةُ الشَّيْءِ وحَقِيقتُه يُقال : قَتلَ فُلانٌ نَفْسَه وأَهْلكَ نَفْسَه : أَي أَوْقَعَ الهَلاَكَ بذَاتِه كُلِّهَا وحَقِيقَتِه . قلتُ : ومنه أَيضاً ما حكاهُ سِيبُوَيْهِ من قَولِهِمْ : نَزَلْتُ بَنَفْسِ الجبَلِ ونَفْسُ الجَبَلِ مُقَابِلِي . والنَّفْسُ : عَيْنُ الشَّيْءِ وكُنْهُه وجَوْهَرُه يُؤَكَّدُ به يُقَالُ : جَاءَنِي المَلِكُ بِنَفْسِه ورأَيْتُ فلاناً نَفْسَه . وقَوْله تَعَالى : " الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِهَا " رُوِيَ عنِ ابنِ عَبّاس رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قالَ : لكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَانِ : إِحْدَاهُمَا نَفْسُ العَقْلِ الذي يكونُ به التَّمْيِيزُ والأَخْرى نَفْسُ الرُّوحِ الَّذي به الحَيَاةُ . وقال ابن الأَنباريّ : من اللُّغَويِّينَ مَن سَوَّى بَيْنَ النَّفْسِ والرُّوحِ وقَالَ : هما شَيْءٌ وَاحِدٌ إِلاّ أَن النفْسَ مؤنثَةٌ والرُّوحَ مُذكَّرَةٌ وقال غيرُهُ : الرُّوحُ الّذي به الحَيَاةُ والنَّفْسُ : التي بها العَقْلُ فإِذا نامَ النائمُ قَبَضَ اللهُ نَفْسَه ولم يَقْبِضْ رُوحَه ولا تُقْبَضُ الرُّوحَ إِلاّ عنَدِ المَوْت قال : وسُمِّيَت النَّفْسُ نَفْساً لتَوَلُّد النَّفْس منها وإتّصَاله بها كما سَمَّوَا الرُّوحَ رُوحاً لأَنَّ الرُّوْحَ مَوجُودٌ به . وقالَ الزَّجَّاجُ : لكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَانِ : إِحْدَاهُمَا نَفْسُ التِّمْييز وهي الّتي تُفَارِقُه إِذا نامَ فلا يَعْقِلُ بهَايَتَوَفَّاهَا الله تَعَالَى والأُخْرَى : نَفْسُ الحَيَاة وإِذَا زَالَت زالَ مَعَهَا النَّفِسُ والنَّائمَ يَتَنَفَّسُ قال : وهذا الفَرْقُ بينَ تَوفِّي نَفْسِ النائِم في النَّوْم وتَوَفِّي نَفْسِ الحَيِّ . قال : ونَفْسُ الحَيَاة هي الرُّوحُ وحَرَكَةُ الإِنْسَان ونُمُوُّه يكون به . وقال السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : كَثُرت الأَقَاويلُ في النَّفْس والرُّوح هل هُمَا وَاحِدٌ ؟ أَو النَّفْسُ غيرُ الرُّوح ؟ وتَعَلَّقَ قومٌ بظَوَاهرَ من الأَحاديثِ تدُلُّ على أَنَّ الرُّوحَ هي النَّفْسُ كقول بلالٍ أَخَذَ بِنَفْسِك مع قولهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم : " إِنّ الله قَبضَ أَرْوَاحَنا " وقولِه تعالَى : : الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ " والمَقْبُوضُ هو الرُّوحُ ولم يَفَرِّقُوا بَيْنَ القَبْضِ والتَّوَفِّي وأَلْفَاظُ الحَدِيثِ مُحْتَملَةُ التَّأْويلِ ومَجَازَاتُ العَرَبِ وإتِّسَاعاتُها كَثِرَةٌ : والحَقُّ أَنَّ بَيْنَهما فَرْقاً ولو كانَا اسْمَيْنِ بِمَعْنىً وَاحِدْ كاللَّيْثِ والأَسَدِ لَصَحَّ وُقُوعُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهما مكانَ صاحِبِه كقوله تعالى : " ونَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوِحِي " ولم يَقْلْ : مِن نَفْسِي . وقوله : " تَعْلَمُ مَا في نَفْسِي " ولم يَقُلْ : ما فِي رُوحي . ولا يَحْسُنُ هذا القَولُ أَيضاً مِن غيرِ عِيسَى عليه السَّلامُ . " ويَقُولُونَ في أَنْفُسهمْ " ولاَ يَحْسَن في الكلام : يَقُولُون في أَرْوَاحهم . وقال : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ " ولم يقَل : أَنْ تَقُولَ رُوحٌ ولا يَقُولُه أَيْضاً عَرَبيٌّ فَأَيْنَ الفَرَقُ إِذا كَانَ النَّفْسُ والروَّحُ بمَعْنىً وَاحدٍ ؟ وإِنّمَا الفَرْقُ بينَهما بالإعْتبَارَاتِ ويَدُلُّ لذلك ما رَوَاهُ ابنُ عَبْد البَرِّ في التَّمْهِدِ الحَديث : إِن اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ وجَعَلَ فِيه نَفْساً ورُوحاً فمن الرُّوحِ عَفَافُه وفَهْمُه وحِلْمُه وسَخاؤُه ووَفَاؤُه ومِن النَّفْسِ شَهْوَتُه وطَيْشُه وسَفَهُه وغَضَبُه فلا يُقَالُ في النَّفْسِ هي الرُّوحَ عَلى الإِطْلاق حَتَّى يُقَيَّدَ ولا يُقَال في الرُّوحِ هي النَّفْسُ إِلاّ كما يُقَالُ في المَنِيِّ هو الإِنْسَانُ أَو كما يُقَالُ للمَاءِ المُغَذِّي لِلكَرْمَةِ هو الخَمْرُ أَو الخَلُّ على معنَى أَنه سيُضَافُ إِليه أَوصَافٌ يُسَمَّى بها خَلاًّ أَو خَمْراً فتَقَيُّدُ الأَلْفَاظِ هو مَعْنَى الكلامِ وتَنْزِيلُ كُلِّ لَفْظٍ في مَوْضِعه هو مَعْنَى البَلاغةِ إِلى آخِر ما ذَكرُه . وهو نَفِيسٌ جداً وقد نَقَلْتُه بالإخْتصَار في هذا المَوْضع لأَنّ التَّطْويِلَ كَلَّتْ منه الهِمَمُ لاسَّيمَا في زَماننا هذا . والنَّفْسُ : قَدْرُ دَبْغَةٍ وعَلَيْه اقتصر الجَوْهَرِيُّ وزاد غيرُه : أَو دَبْغَتَيْن . والَّدِبْغَةُ بكسر الدال وفتحها ممَّا يُدْبَغُ به الأَديمُ من قَرَظٍ وغيره يُقَال : هَبْ لي نَفْساً مِن دِبَاغٍ قال الشَّاعِرُ :
" أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ
" فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لا تَسِيرُ قال الجَوْهَرِيُّ : قال الأَصْمَعِيُّ : بَعثَت امرأَةٌ مِن العربِ بِنْتاً لها إِلى جارَتِهَا فقالت لها : تقولُ لك أُمِّي : أَعْطِينِي نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِه مَنِيئَتي فإِنِّي أَفِدَةٌ . أَي مُسْتَعْجِلَةٌ لا أَتفرَّغُ لإتِّخاذِ الدِّباغِ مِن السُّرْعَةِ . انتَهَى . أَرَادَتْ : قَدْرَ دَبْغَة أَو دَبْغَتَيْن من القَرَظ الّذِي يُدْبَغُ به . المَنِيئَةُ : المَدْبَغَةُ وهي الجُلُودُ الّتِي تُجْعَلُ في الدِّباغ . وقيل : النَّفْسُ مِن الدِّباغِ : مِلْءُ الكَفِّ والجَمْعُ : أَنْفُسٌ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ ... عَلَى المَاءِ إِحْدَى اليّعْمَلاتِ العَرامِسِيَعْنِي الوَطْبَ مِن اللبَنِ الذِي طُبَخَ بهذا القَدْرِ مِن الدِّبَاغِ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : النَّفْسُ : العَظَمَةُ والكِبْرُ والنَّفْسُ : العِزَّةُ . والنَّفْسُ : الأَنْفَةُ . والنَّفْسُ : العَيْبُ هكذا في النُّسخِ بالعَيْنِ المُهْمَلَة وصَوَابُه بالغَيْنِ المُعْجَمَةُ وبه فَسَّر ابْنُ الأَنْبَارِيّ قوله تعالَى : " تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي " الآيَةَ وسَبَقَ الكلامُ عليه . والنَّفْسُ : الإِرادَةُ . والنَّفْسُ : العُقُوبَةُ قيل : ومنه قولُه تَعَالَى : " وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ " أَي عُقُوبَتَه وقال غيرُه : أَي يُحَذِّرُكم إِيّاه . وقد تَحَصَّل مِن كلامِ المصنِّف رحمَه الله تعالى خَمْسَةَ عَشَرَ مَعْنىً للنَّفْسِ وهي : الرُّوح 1 ، والدَّمُ 2 ، والجَسَدُ 3 ، والعَيْنُ 4 ، والعِنْدُ 5 ، والحَقِيقَةُ 6 ، وعَيْنُ الشَّيْءِ 7 ، وقَدْرُ دَبْغَةٍ 8 ، والعَظَمَةُ 9 ، والعِزَّةُ 10 ، والهِمَّةُ 11 ، والأَنَفَةُ 12 ، والغَيْبُ 13 ، والإِرادَةُ 14 ، والعُقُوبةُ 15 ، ذَكر منها الجَوْهَرِيُّ : الأَوّلَ والثّانِي والثالثَ والرّابِعَ والسابِعَ والثامنَ وما زدْناه على المُصَنِّف رحِمَه الله فسيأْتي ذِكْرُه فيما اسْتُدْرِك عليه . وجَمْعُ الكُلِّ : أَنْفُسٌ ونُفُوسٌ . والنَّفَسُ بالتَّحْرِيك : وَاحِدُ الأَنْفَاسِ وهو خُرُوجُ الرِّيحِ من الأَنْفِ والفَمِ ويُرَادُ به السَّعَةُ يُقَال : أَنتَ في نَفَسٍ مِن أَمْرِك أَي سَعَةٍ قاله الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ وقال اللِّحْيَانِيُّ : إِنَّ في الماءِ نَفَساً لِي ولَكَ وأَي مُتَّسَعاً وفَضْلاً . ويُقَال : بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ نَفَسٌ أَي مُتَّسَعٌ . والنَّفَسُ أَيضاً : الفُسْحَةُ فِي الأَمْرِ يقال : إعْمَلْ وأَنْتَ في نَفَسٍ أَي فُسْحَةٍ وسَعَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والأَمْرَاضِ والحَوَادِثِ والآفاتِ . وفِي الصّحاح : النَّفَسُ : الجَرْعَةُ يُقَال : اكْرَعْ في الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ أَي جُرْعَةً أَو جُرْعَتَيْنِ ولا تَزِدْ عليه . والجَمْع : أَنْفَاسٌ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ قال جَرِيرٌ :
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيهَا ... بأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِإنتَهَى . قال مُحَمدُ بن المُكَرّم : وفي هذا القَوْل نَظَرٌ . وذلك لأَن النَّفسَ الوَاحدَ يَجْرَع فيه الإِنْسَان عِدَّةَ جُرَعٍ يَزيدُ ويَنْقصُ علَى مقْدَار طُولِ نَفَسِ الشّارب وقَصِره حتّى إِنّا نَرَى الإِنْسَانَ يَشربُ الإِنَاءِ الكَبِيرَ في نَفَسٍ وَاحِدٍ على عِدَّةِ جُرَعٍ . ويُقَال : فُلانٌ شَرِبَ الإِنَاءَ كُلَّه عَلَى نَفَسٍ وَاحدٍ . والله تَعَالَى أَعْلَم . وعن ابن الأَعْرَابِيِّ : النَّفَسُ الرِّيّ وسيأْتي أَيْضاً قريباً . والنَّفَسُ : الطَّويل من الكَلام وقد تَنَفَّسَ . ومنه حديث عَمّارٍ : لقد أَبْلَغْتَ وأَوْجَزْتَ فلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ أَي أَطَلْت . وأَصْله : أَنَّ المَتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ إستأْنَفَ القَوْل وسَهُلَت عليه الإِطالَة . وقال أَبُو زَيْدٍ : كَتَبْت كِتَاباً نَفَساً أَي طِويلاً . وفي قَوْله صلَّى الله تعالَى عليه وسلم : ولاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ الوَاو زائدة وليست في لَفْظ الحَديث فإِنَّهَا منْ نَفَسِ الرحْمن . وكذا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكمْ " وفي رِوايَة : نَفَسَ الرَّحْمن وفي أَخرَى : إِنّي لأَجدُ منْ قِبَل اليَمَن قَال الأَزْهَريُّ : النَّفَسُ في هذين الحَديثَيْن : اسْمٌ وُضَعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحَقيقيِّ مِن نَفَّسَ يُنَفِّسُ تَنْفيساً ونَفَساً أَي فَرَّجَ عنه الهَمَّ تَفْريجاً كأَنَّه قال : تَنْفيسَ رَبِّكم من قِبَل اليَمَنِ . وإِنَّ الرِّيحَ مِن تَنْفِيسِ الرَّحْمنِ بها عن المَكْرُوبِينَ فالتَّفْرِيج : مَصْدّرٌ حقيقيّيٌّ والفَرَجُ اسمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المصدرِ والمَعْنَى : أَنَّهَا أَي الرِّيحُ تُفَرِّجُ الكَرْبَ وتُنْشِيءُ السَّحابَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ قال القُتَيْبِيُّ : هَجَمْتُ على وَادٍ خَصِيبٍ وأَهْلُه مُصْفَرَّةٌ أَلوَانُهُم فسأَلْتُهُم عن ذلك فقال شيخٌ منهم : ليسَ لنا رِيحٌ . وقولُه في الحَدِيثِ : مِن قِبَل اليَمَن المُرَادُ واللهُ أَعْلَمُ : مَا تَيَسَّر له صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ منْ أَهْل المَدينَةِ المُشَرَّفَة وهَم يَمَانُونَ يَعْني الأَنْصارَ وهم من الأَزْد والأَزْدُ من اليَمَن من النُّصْرَةِ والإِيواءِ له والتَّأْييد له برِجَالهم وهو مُسْتَعَارٌ من نَفَس الهَوَاءِ الَّذي يُرَدِّدُه المُتَنَفِّسُ إِلى الجَوْف فيُبَرِّدُ من حَرَارتِه ويُعَدِّلُها أَو من نَفَسَ الرِّيح الّذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِحُ إِليه ويُنَفِّس عنه أَو من نَفَس الرَّوْضة وهو طِيبُ رَوائحها فيَنْفَرجُ به عنه . ويقال : شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ : فيه سَعَةٌ ورِيٌّ قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ وقد تقدَّم للمصنِّف ذِكْرُ مَعْنَى السَّعِةِ والرِّيِّ فلو ذَكَرَ هذا القولَ هناك كانَ أَصابَ ولعلَّه أَعادَه ليُطَابقَ مع الكَلام الّذي يَذْكُرُه بَعْدُ وهو قوله : ومِن المَجازِ : يقال شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ أَي كَرِيه الطِّعْمِ آجِنٌ مُتَغَيِّرٌ إِذا ذاقَه ذائِقٌ لم يَتَنَفَّسْ فِيه وإِنَّمَا هي الشَّرْبَةُ الأُولَى قَدْرَ مَا يُمْسِك رَمَقَه ثُمَّ لا يَعُودُ له قال الرَّاعِي ويُرْوَي لأَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيَ :
وشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابٍ غَيْرِ ذِي نَفَسٍ ... في كَوْكَبٍ مِن نُجُومِ القَيْظِ وَهّاج
سَقَيْتُهَا صَادِيَاً تَهْوِي مَسامِعُهُ ... قدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي أَي في وَقْتِ كَوْكَبٍ ويُرْوَي : في صَرَّةٍ . والنَّافِسُ : الخَامِسُ مِن سَهَام المَيْسِرِ قال اللِّحْيَانِيُّ : وفيه خَمْسَةُ فُرُوضٍ وله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازِ وعَلَيْه غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُزْ ويُقَالُ : هُو الرابِعُ وهذا القَوْلُ مَذْكورٌ في الصّحاح والعَجَبُ من المُصَنِّفِ في تَرْكِه . وشَيءٌ نَفِيسٌ ومَنْفُوسٌ ومُنْفِسٌ كمُخْرِجٍ إِذا كانَ يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه قال جَرِيرٌ :
" لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍمِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوسِ المُطَّرَف : المُسْتَطْرَف . وقال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضي الله تَعالَى عنه :لا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... فَإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِكَ فاجْزَعِيوقد نَفُسَ ككَرُمَ نَفَاسَةً بالفَتْحِ ونِفَاساً بالكَسْرِ ونَفَساً بالتَّحْرِيك ونُفُوساً بالضّمّ . والنَّفِيسُ : المالُ الكَثِيرُ الّذِي له قَدْرٌ وخَطَرٌ كالمُنْفِسِ قالَه اللِّحْيَانِيُّ وفي الصّحاحِ : يُقَال : لفُلانٍ مُنْفِيٌ ونَفِيسٌ أَي مالٌ كَثِيرٌ . وفي بعض النُّسَخ : مُنْفِسٌ نَفِيسٌ بغير واوٍ . ونَفِسَ به كفَرِحَ عَن فُلانٍ : ضَنَّ عَلَيْه وبه ومنه قَوْلَه تَعَالَى " ومَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسه " والمَصْدَرُ : النَّفَاسَةُ والنَّفَاسِيَةُ الأَخيرَةُ نادرَةٌ . ونَفِسَ عَلَيْه بخَيْرٍ قَليلٍ : حَسَدَ ومنه الحَديثُ : لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ فما نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ . ونَفِسَ عَلَيْه الشَّيْءَ نَفَاسَةً : ضَنَّ به ولم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه أَي أَهْلاً لَهُ ولم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه . ومِن المَجَازِ : النِّفَاسُ بالكَسْر : وِلاَدَةُ المَرْأَة وفي الصّحاحِ وِلاَدُ المَرْأَةِ مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ بمَعْنَى الدَّمِ فإِذا وَضَعَتْ فيهي نُفَسَاءُ كالثُّؤَبَاءِ ونَفْسَاءُ بالفَتْح مِثَالُ حَسْنَاءُ ويُحَرِّكُ وقَال ثَعْلِبٌ : النُّفَساءُ : الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ و ج نُفَاسٌ ونُفُسٌ كجِيَادٍ ورُخَالٍ نَادِراً أَي بالضّمّ ومِثْل كُتُبٍ بضَمَّتَيْن ومِثْل كُتْبٍ بضمٍّ فسُكُون . ويُجْمَعُ أَيضاً على نفساءَ ونُفَسَاوَاتٍ وامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ أَبْدَلُوا من هَمْزَة التّأْنِيثِ وَاواً قال الجَوْهريُّ : ولَيْسَ في الكَلامِ فُعَلاءُ يُجْمَع على فِعَالٍ بالكَسْرِ غَيْرَ نُفَسَاءَ وعُشَراءَ انتهى . وليس لهم فُعَلاَءُ يُجْمَع عَلى فُعَال أَي بالضَّمّ غَيْرَهَا أَي غيرَ النُّفَسَاءِ ولذا حُكِمَ عليه بالنُّدْرَة . وقد نُفِسَتِ المَرْأَةُ كسَمِعَ وعُنِيَ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً أَي وَلَدَتْ وقال أَبو حَاتِمٍ : ويُقَال : نُفِسَتْ على لم يُسَمَّ فاعِلُه . وحَكَى ثَعْلَبٌ : نُفِسَتْ وَلَداً على فِعْل المَفْعُول والوَالَدُ مُنْفُوسٌ ومنه الحَدِيث : مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ أَي مَوْلُودةٍ وفي حَدِيث ابنِ المُسَيِّبِ : لا يَرِثُ المَنْفُوسُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صارِخاً أَي حَتّى يُسْمَعَ له صَوْتٌ ومنه قَوْلُهم : وَرِثَ فُلانٌ هذا قبل أَن يُنْفَسَ فُلانٌ أَي قبلَ أَن يُولَدَ . ونُفِسَتِ المَرْأَةَ إِذا حَاضَتْ رُوِيَ بالوَجْهَيْن ولكِن الكَسْر فيه أَكْثَرُ وأَمّا قولُ الأَزْهَرِيّ : فأَمّا الحَيْضُ فلا يُقَال فيه إِلاّ نَفِسَتْ بالفَتْح : فالمُرَاد به فَتْحُ النُّونِ لا فَتْحُ العَيْنِ في لماضِي . ونَفِيسُ بنُ مُحَمِّدٍ مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ وقَصْرُه علَى مِيلَيْنِ مِن المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ على ساكنِها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسلامِ وقد قدَّمْنا ذِكْرَه في القُصُور . ويقال : لَكَ في هذا الأَمْرِ نُفْسَةٌ بالضّمّ أَي مُهْلَةٌ ومُتَّسَعٌ . ونُفُوسَةُ بالفَتْح : جِبَالٌ بالمَغْرِبِ بَعْدَ إِفريقِيَّةَ عاليةٌ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ في اَقلَّ من ذلِك أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ وطُولُ هذا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من الشَّرْقِ إِلى الغَربِ وبينَه وبينَ طَرَابُلُسَ ثلاثَةُ أَيّامٍ وإِلى القَيْروَانِ سِتَّةُ أَيّامٍ وفي هذا الجَبلِ نَخْلٌ وزَيْتُونٌ وفَوَاكِهُ وإفْتَتَح عَمْرُو ابن العاصِ رضيَ الله تعالى عنه نَفُوسَةَ وكانُوا نَصَارَى . نَقَلَه ياقُوت . وأَنْفَسهُ الشَّيْءُ : أَعْجَبَهُ بنَفْسَه ورَغَّبَه فيها وقال ابنُ القَطّاعِ : صار نَفِيساً عِنْدَه ومنه حَدِيثُ إِسماعِيلَ عليه السّلاَمُ : أَنَّهُ تَعَلَّم العَرَبَيَّةَ وأَنْفَسَهُم . وأَنْفَسَه في الأَمْرِ : رَغَّبَهُ فيه . ويُقَالُ منه : مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفِسٌ كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ الأَخِيرُ عن الفَرّاءِ : أَي نَفِيسٌ وقيلَ : كَثِيرٌ وقيل : خَطيرٌ وعَمَّه اللِّحْيَانِيُّ فقال : كُلُّ شيْءٍ له خَطَرٌ فهو نَفِيسٌ ومُنْفِسٌ . ومِن المَجَازِ : تَنَفَّسَ الصُّبْحُ أَي تَبَلَّجَ وامتدَّ حتى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً وقال الفَرّاءُ في قولِه تعالَى " والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ " قال :إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً . وقال مَجَاهِدٌ : إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إِذا أَضاءَ وقال غيرُه : إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ منه . ومِن المَجَاز : تَنَفَّسَتِ القَوْسُ : تَصَدَّعَتْ ونَفَّسَها هَو : صَدَّعَها عن كُرَاع وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ وهو خَيْرُ القِسِيِّ وأَمّا الفِلْقَةُ فلا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زاد : تَنَفَّسَ وكذلك المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وهو مَجَازٌ . وتَنَفَّس في الإِناءِ : شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عن فِيهِ وهو مَكْرُوهٌ . وتَنفَّسَ أَيضاً : شَرِبَ من الإِناءِ بثَلاثَةِ أَنْفَاس فأَبَانَهُ عن فِيهِ في كّلِّ نَفَسٍ فهو ضِدٌّ وفي الحَدِيث : أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَتَنَفَّسُ في الإِناءِ ثَلاثاً وفي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنه نَهَى عَنِ التَّنّفُّسِ في الإِناءِ قالَ الأَزْهَرِيّ : قال بَعضُهُم : الحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ والتَّنفُّسُ له مَعْنَيَانِ فذَكَرهما مِثْلَ ما ذَكَرَ المصنِّفُ . ونَافَسَ فيه مُنَافَسَةً ونِفَاساً إِذا رَغِبَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم كتَنَافَسَ والمُنَافَسَةُ والتَّنَافُسُ : الرَّغْبَةُ في الشَّيْءِ الإِنْفرَادُ به وهو منَ الشَّيْءِ النَّفِيس الجَيِّدِ في نَوعه وقولُه عَزّ وجلّ " وَفي ذلكَ فَلْيَتَنَافَس المُتَنَافُسُونَ " أَي فلْيَتَراغَب المُتَرَاغبُونَ وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قال ابنُ خالَوَيْه : النَّفْسُ : الأَخُ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهدُه قولُه تَعَالَى : " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفِسِكُمْ " قلتُ : ويَقْرُبُ من ذلكَ ما فَسَّر به ابنُ عَرَفَةَ قولَه تعالَى : " ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمنَاتُ بأَنْفُسِهمْ خَيْراً " أَي بأَهْل الإِيمان وأَهْل شَرِيعَتهم . والنَّفْسُ : الإِنْسَانُ جَميعُه رُوحُه وجَسَدُه كقولهم : عنْدي ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ وكقوله تَعَالَى : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْب الله " قَالَ السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : وإِنّمَا اتُّسِعَ في النَّفْس وعُبِّرَ بهَا عن الجُمْلَة لغَلَبةِ أَوصافِ الجَسَد على الرُّوح حَتَّى صارَ يَسَمَّى نفْساً وطَرَأَ عليه هذا الإسْمُ بسَبَبِ الجَسَدِ كما يَطْرَأُ على المَاءِ في الشَّجَر أَسْمَاءٌ على حَسَب إخْتلافِ أَنواع الشَّجَر من حُلْوٍ وحامضٍ ومُرٍّ وحِرِّيفٍ وغير ذلك . إنتهى . وقال اللِّحْيَانيُّ : العَرَبُ تقولُ : رأَيتُ نَفْساً وَاحِدَةً فتُؤنِّثُ وكذلك رأَيتُ نَفْسَيْن فإِذا قالوا : رأَيْتُ ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ وأَربَعَةَ أَنُفُسٍ ذَكَّرُوا وكذلك جميعُ العَدَد قال : وقد يكونُ التَّذِكيرُ في الواحِدِ والإثْنَيْنِ والتَّأْنِيثُ في الجَمْعِ قال : وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ وقال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ يَذكِّرُونَه لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون به الإِنْسَانَ ألا ترى أنهم يقولون : نفس وَاحِدٌ فلا يُدخِلون الهاءَ قالَ : وزَعَم يُونُسُ عن رَؤْبَةَ أَنَّه قال : ثَلاثُ أَنْفُسٍ على تَأْنِيثِ النَّفْسِ كما تَقُول : ثلاثُ أَعْيُنٍ للعَيْنِ مِن النّاسِ وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ في النِّساءِ وقال الحُطَيْئَةُ : إِذا ارْتَفَع النَّهَارُ حتَّى يَصِيرَ نَهَاراً بَيِّناً . وقال مَجَاهِدٌ : إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إِذا أَضاءَ وقال غيرُه : إِذا انْشَقَّ الفَجْرُ وَانْفَلَق حتَّى يَتَبَيَّنَ منه . ومِن المَجَاز : تَنَفَّسَتِ القَوْسُ : تَصَدَّعَتْ ونَفَّسَها هَو : صَدَّعَها عن كُرَاع وإِنّمَا يَتَنَفَّسُ منْهَا العِيدَانُ الّتِي لم تُغْلَقْ وهو خَيْرُ القِسِيِّ وأَمّا الفِلْقَةُ فلا تَتَنّفَّسُ ويُقَالُ للنَّهَارِ إِذا زاد : تَنَفَّسَ وكذلك المَوْجُ إِذا نَضَحَ الماءَ وهو مَجَازٌ . وتَنَفَّس في الإِناءِ : شَرِب مِن غيرِ أَنْ يُبِينَه عن فِيهِ وهو مَكْرُوهٌ . وتَنفَّسَ أَيضاً : شَرِبَ من الإِناءِ بثَلاثَةِ أَنْفَاس فأَبَانَهُ عن فِيهِ في كّلِّ نَفَسٍ فهو ضِدٌّ وفي الحَدِيث : أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَتَنَفَّسُ في الإِناءِ ثَلاثاً وفي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنه نَهَى عَنِ التَّنّفُّسِ في الإِناءِ قالَ الأَزْهَرِيّ : قال بَعضُهُم : الحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ والتَّنفُّسُ له مَعْنَيَانِ فذَكَرهما مِثْلَ ما ذَكَرَ المصنِّفُ . ونَافَسَ فيه مُنَافَسَةً ونِفَاساً إِذا رَغِبَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم كتَنَافَسَ والمُنَافَسَةُ والتَّنَافُسُ : الرَّغْبَةُ في الشَّيْءِ الإِنْفرَادُ به وهو منَ الشَّيْءِ النَّفِيس الجَيِّدِ في نَوعه وقولُه عَزّ وجلّ " وَفي ذلكَ فَلْيَتَنَافَس المُتَنَافُسُونَ " أَي فلْيَتَراغَب المُتَرَاغبُونَ وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قال ابنُ خالَوَيْه : النَّفْسُ : الأَخُ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهدُه قولُه تَعَالَى : " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفِسِكُمْ " قلتُ : ويَقْرُبُ من ذلكَ ما فَسَّر به ابنُ عَرَفَةَ قولَه تعالَى : " ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمنَاتُ بأَنْفُسِهمْ خَيْراً " أَي بأَهْل الإِيمان وأَهْل شَرِيعَتهم . والنَّفْسُ : الإِنْسَانُ جَميعُه رُوحُه وجَسَدُه كقولهم : عنْدي ثَلاَثَةُ أَنْفُسٍ وكقوله تَعَالَى : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْب الله " قَالَ السُّهَيْليُّ في الرَّوْض : وإِنّمَا اتُّسِعَ في النَّفْس وعُبِّرَ بهَا عن الجُمْلَة لغَلَبةِ أَوصافِ الجَسَد على الرُّوح حَتَّى صارَ يَسَمَّى نفْساً وطَرَأَ عليه هذا الإسْمُ بسَبَبِ الجَسَدِ كما يَطْرَأُ على المَاءِ في الشَّجَر أَسْمَاءٌ على حَسَب إخْتلافِ أَنواع الشَّجَر من حُلْوٍ وحامضٍ ومُرٍّ وحِرِّيفٍ وغير ذلك . إنتهى . وقال اللِّحْيَانيُّ : العَرَبُ تقولُ : رأَيتُ نَفْساً وَاحِدَةً فتُؤنِّثُ وكذلك رأَيتُ نَفْسَيْن فإِذا قالوا : رأَيْتُ ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ وأَربَعَةَ أَنُفُسٍ ذَكَّرُوا وكذلك جميعُ العَدَد قال : وقد يكونُ التَّذِكيرُ في الواحِدِ والإثْنَيْنِ والتَّأْنِيثُ في الجَمْعِ قال : وحُكِيَ جميعُ ذلِك عنِ الكِسَائِيّ وقال سِيبَوَيْهِ : وقالُوا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ يَذكِّرُونَه لأَنّ النَّفْسَ عِنْدَهُم يَرِيدُون به الإِنْسَانَ ألا ترى أنهم يقولون : نفس وَاحِدٌ فلا يُدخِلون الهاءَ قالَ : وزَعَم يُونُسُ عن رَؤْبَةَ أَنَّه قال : ثَلاثُ أَنْفُسٍ على تَأْنِيثِ النَّفْسِ كما تَقُول : ثلاثُ أَعْيُنٍ للعَيْنِ مِن النّاسِ وكما قالُوا ثَلاثُ أَشْخُصٍ في النِّساءِ وقال الحُطَيْئَةُ :ثَلاَثَةُ أَنْفُسِ وثَلاَثُ ذَوْدٍ ... لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ علَى عِيَالِي وقَولُه تعَالَى : " الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ " يَعْنَي آدَم وزوجها يعني حَوَّاءَ عليهِمَا السلام . ويقال : ما رأَيتُ ثَمَّ نَفْساً أَي أَحَداً . ونَفَسُ السَّاعَةِ بالتَّحْرِيك : آخِرُ الزَّمَانِ عن كُراع . والمُتّنَفِّسُ : ذو النَّفَسُ ورَجُلٌ ذو نَفس أَي خُلُقٍ . وثَوْبٌ ذو نَفسٍ أَي جَلَدٍ وقُوَّةٍ . والنَّفُوسُ كصَبُورٍ والنَّفْسَانِيُّ : العَيُونُ الحَسُودُ المُتّعَيِّنُ لأَموالِ النَّاسِ لِيُصِيبَها وهو مَجَازٌ وما أَنْفَسَهُ أَي ما أَشَدَّ عَيْنَه هذهِ عن اللِّحْيَانِيّ وما هذا النَّفَسُ ؟ أَي الحَسَدُ وهو مَجَازٌ . والنَّفَسُ : الفَرَجُ مِن الكَرْبِ ونَفَّسَ عنه : فَرَّج عنه ووَسَّع عليه ورَفَّه له وكُلُّ تَرَوُّحٍ بَيْنَ شَرْبَتَيْن : نَفَسٌ . والتَّنَفُّسُ : إستِمْدادُ النَّفَسِ وقد تَنَفَّسَ الرجُلُ وتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ . وكُلُّ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودَوَابُّ الماءِ لا رِئَاتِ لَهَا . ودَارُكَ أَنْفَسُ مِن دَارِي أَي أَوْسَعُ وهذا الثَّوبُ أَنْفَسُ مِن هذا أَي أَعْرَضُ وأَطْوَلُ وأَمْثَلُ . وهذا المكانُ أَنْفَسُ مِن هذا أَي أَبْعَدُ وأَوسَعُ . وتَنَفَّس في الكلامِ : أَطالَ وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ : زادَ ماؤُها . وزِدْنِي نَفَساً في أَجَلِي أَي طَوِّلِ الأَجَلَ . عن اللِّحْيَانِيّ وعنه أَيضاً : تَنَفَّسَ النَّهَارُ : إنتصَفَ وتَنَفَّس أَيضاً : بعد . وتَنَفَّسَ العَمْرُ مِنْه إِمّا تَرَاخَى وتَبَاعَدَ وإِمّا إتَّسَع . وجَادَتْ عينْه عَبْرَةً أَنْفَاساً أي ساعةً بَعْدَ ساعةٍ . وشيءٌ نافِسٌ : رَفُعَ وصارَ مَرْغُوباً فيه وكذلِكَ رجُلٌ نافِسٌ ونَفِيس والجَمْع : نِفَاس . وأَنْفَسَ الشَّيْءُ : صار نَفِيساً . وهذا أَنْفَسُ مالِي أَي أَحَبُّه وأَكْرَمُه عِنْدِي وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفَاساً . ونَفَّسَنِي فيه : رَغَّبَني عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
بأَحْسَنَ مِنْه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ... ونَفَّسَنِي فِيه الحِمَامُ المَعَجَّلُ قلت : هو لأُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ يَرْثِي ابْناً له أَو أَخاً له وقد مَرَّ ذِكْرُه في هبرز . ومالٌ نَفِيسٌ : مَضْنُونٌ بِه . وَبلَّغَكَ اللهُ أَنْفَسَ الأَعْمَارِ . وفي عُمُرِه تَنَفُّسٌ ومَتَنَفَّسٌ . وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ : بَعِيدٌ وهو مَجَازٌ . ويُجْمَعُ النُّفسَاءُ أَيضاً علَى نُفَّاسٍ ونُفَّسٍ كرُمّانٍ وسُكَّرٍ الأَخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيّ . وتَنَفَّسَ الرجُلُ : خَرَجَ مِن تَحْتِه رِيحٌ وهو على الكِنَايَةِ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : نَفَّسَ قَوْسَه إِذا حَطَّ وَتَرَهَا وتَنَفَّسَ القِدْحُ كالقَوْسِ وهو مَجازٌ . وأَنْفٌ مُتَنَفِّسٌ : أَفْطَسَ وهو مَجازٌ . وفُلانٌ يُؤامِرُ نَفْسَيْهِ : إِذا اتَّجَه له رَأْيَانِ وهو مَجازٌ قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ . قلتُ : وبَيَانُه أَنَّ العَرَبَ قد تَجعلُ النَّفْسَ الّتي يكونُ بها التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن وذلِكَ أَنَّ النَّفْسَ قد تَأْمُره بالشَّيْءِ أَو تَنْهَاه عنه وذلِكَ عندَ الإِقْدامٍ على أَمْرٍ مَكْرُوه فجَعَلُوا الّتِي تَأْمُره نَفْساً والّتِي تَنْهَاه كأَنَّهَا نَفْسٌ أُخْرَى وعلى ذلك قولُ الشاعِرِ :
يُؤامِرُ نَفْسَيْه وفي العَيْش فُسْحَةٌ ... أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبانَ أَمْ لاَ يَطُورُها وأَبُو زُرْعَةَ محمّدُ بنُ نُفَيْسٍ المَصيصِيُّ كزُبَيْرٍ كتَبَ عنه أَبو بَكْرٍ الأَبْهَرِيُّ بحَلَبَ . وأَمّ القاسِمِ نَفِيسَةُ الحَسَنِيَّةُ صاحِبةُ المَشْهَدِ بمِصْرَ معروفةٌ وإِليها نَسِبَت الخِطَّةُ . وبنُو النَّفِيسِ كأَمِيرٍ : بَطْنٌ من العَلَويِّينَ بالمَشْهَدِ . ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرّزَّاقِ بنِ نَفِيسٍ الدِّمَشْقِيُّ سَمِع علَى الزَّيْنِ العِراقِيّ ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نُفْيَاسُ بالضّمّ : قَرْيَةٌ بَشَرقِيَّة مِصْرَ ونُفْيُوسُ : أُخْرَى مِن السَّمَنُّودِيَّةِ