معنى بين الصبح لذي عينين في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
البَيْنُ في
كلام العرب جاء على وجْهَين يكون البَينُ الفُرْقةَ ويكون الوَصْلَ بانَ يَبِينُ بَيْناً
وبَيْنُونةً وهو من الأَضداد وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر لقد فَرَّقَ
الواشِينَ بيني وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح
البَيْنُ في
كلام العرب جاء على وجْهَين يكون البَينُ الفُرْقةَ ويكون الوَصْلَ بانَ يَبِينُ بَيْناً
وبَيْنُونةً وهو من الأَضداد وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر لقد فَرَّقَ
الواشِينَ بيني وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح
لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ
فالبَينُ هنا الوَصْلُ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر كأَنَّ رِماحَنا
أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً ويُشْرِقُ بَيْنُ
اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل قال ابن سيده ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً
وفي التنزيل العزيز لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون قرئَ بينكم
بالرفع والنصب فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم والنصبُ على الحذف يريدُ ما
بينكم قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً وقرأَ ابن كَثير وأَبو
عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً وقال أَبو عمرو لقد تقطَّع بينُكم أَي
وَصْلُكم ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال معناه
تقطَّع الذي كانَ بينَكم وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى لقد تقطَّع ما كنتم فيه
من الشَّركة بينَكم ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم واعتمد
الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم وكان أَبو حاتم
يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما
بينَكم قال ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ
بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ قال أَبو منصور وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ لأَن الله
جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال ولقد جئتمونا فُرادَى
كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم
شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم أَراد لقد تقطع
الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء
فافهمه قال ابن سيده مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ
مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم والآخرُ ما كان
يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله
غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم
إياه ظرفاً إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من
استعمالِها فاعِلةً لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في
الفاعل أَلا ترى إلى قولهم تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه أَي سماعُك به
خيرٌ من رؤْيتك إياه وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً وأَنشد ثعلب فهاجَ جوىً
في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة
المُفارَقَة وتَبايَنَ القومُ تَهاجَرُوا وغُرابُ البَين هو الأَبْقَع قال عنترة
ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ
الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو
الغَوث غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ فأَما الأَسْود فإِنه
الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق وتقول ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه
فهو مُبِينٌ وفي حديث الشُّرْب أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند
التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق وهو من البَينِ البُعْد والفِراق وفي
الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً
الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً وحكى
الفارسيُّ عن أَبي زيد طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ وذلك إذا طَلَب إليهما أَن
يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو
أَحدِهما ولا تكونُ من غيرهما وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ
بُيُوناً وفي حديث الشَّعْبي قال سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول سمعتُ رسولَ
الله صلى الله عليه وسلم وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني
نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُشْهدَه
فقال هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟ قال نعم قال فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي
أَبَنتَ هذا ؟ فقال لا قال فإني لا أَشهَدُ على هذا هذا جَورٌ أَشهِدْ على هذا
غيري أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في
البرِّ واللُّطف قوله هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً
تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه والاسم البائنةُ وفي حديث الصديق قال لعائشة رضي الله
عنهما إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ وحكى الفارسي عن أَبي زيد بانَ
وبانَه وأَنشد كأَنَّ عَيْنَيَّ وقد بانُوني غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ
وتبَايَنَ الرجُلانِ بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه وكذلك في الشركة إذا انفصلا
وبانَت المرأَةُ عن الرجل وهي بائنٌ انفصلت عنه بطلاق وتَطْليقةٌ بائنة بالهاء لا
غير وهي فاعلة بمعنى مفعولة أَي تَطْليقةٌ
( * قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ولعل فيه سقطاً )
ذاتُ بَيْنونةٍ ومثله عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق
امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ فقيل له إنها قد بانَتْ منك فقال صدَقُوا بانَتِ
المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه والطَّلاقُ البائِنُ هو الذي
لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ وقد تكرر ذكرها في
الحديث ويقال بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً وبانَ الخلِيطُ
يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً قال الطرماح أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل يقال
للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه
وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها وبانَت هي إذا تزوجت وكأَنه من البئر
البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها وفي الحديث مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ
أَو يَمُتْنَ يَبِنَّ بفتح الياء أَي يتزوَّجْنَ وفي الحديث الآخر حتى بانُوا أَو
ماتوا وبئرٌ بَيُونٌ واسعةُ ما بين الجالَيْنِ وقال أَبو مالك هي التي لا يُصيبُها
رِشاؤُها وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم وقيل البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ
الضَّيِّقَة الأَسْفَل وأَنشد أَبو علي الفارسي إِنَّك لو دَعَوْتَني ودُوني
زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ
وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ والمَنْزَعُ الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا
نُزِع من البئر فذلك الهواء هو المَنْزَعُ وقال بعضهم بئرٌ بَيُونٌ وهي التي
يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها قال جرير يصف خيلاً
وصَهِيلَها يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد
كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات
( * قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل وفي التكملة والبيت للفرزدق يهجو جريراً
والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ وقول الصاغاني
والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية
الجوهري فإنها أذنابها وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه
الصاغاني من وجهين )
الأَذنِ والنَّشاطِ منها أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في
بئرٍ دَحُول وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها قال ابن بري رحمه الله البيت للفرزدق لا
لجرير قال والذي في شعره يَصْهَلْنَ والبائنةُ البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة
والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً وأَبانَ الدَّلوَ عن
طَيِّ البئر حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق قال دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي
مَنينُها لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول هو بَيْني وبَيْنَه ولا يُعْطَفُ
عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين وقالوا بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا
قال أَنشده سيبويه فبَيْنا نحن نَرْقُبُه أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ وزِناد راعِ إنما
أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ فإِن قيل
فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء
إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف
العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ
والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب أَن ههنا واسطة محذوفةٌ
وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا
إياه والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ
وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف
الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى
واسأَل القرية أَي أَهلَ القرية وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في
موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه
يوماً أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على
الابتداء والخبر والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها
( * قوله « والذي ينشد إلى وبخفضها هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال ابن
بري ومثلُه في جواز الرفع والخفض بعدها قولُ الآخر كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك
الموتُ لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ زالَ الغِنَى
وتَقَوَّضَ البيتُ قال ابن بري وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد
الأَرقط بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه
وقال آخر بيْنا كذلك إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ تَسْبي وتَقْتُل حتى يَسْأَمَ الناسُ
وقال القطامي فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي عُبادةَ إذْ واجَهْت أَصحَم
ذا خَتْر قال ابن بري وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا
تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى ومما يدل على فساد
هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن هَرْمة في باب
النَّسيبِ من الحَماسةِ بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا عِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي
هُوِيّا خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذك راكِ وهْناً فما استَطَعتُ مُضِيّاً
ومثله قول الأَعشى بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْ بَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ
التَّثْقِيفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ حتى عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ
ومثله قول أَبي دواد بَيْنما المرءُ آمِنٌ راعَهُ را ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه
انْبِعاقَهْ وفي الحديث بَيْنا نحن عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه
رجلٌ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً ويقال بَيْنا وبَيْنما
وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة ويُضافان إلى جملة من فعلٍ وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر
ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى قال والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه
إذا وإذا وقد جاءا في الجواب كثيراً تقول بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو وإذ
دخَل عليه وإذا دخل عليه ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان بَيْنا نَسوسُ الناسَ
والأَمرُ أَمْرُنا إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ وأَما قوله تعالى وجعلنا
بينهم مَوْبِقاً فإنّ الزجاج قال معناه جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي
يُهْلِكهم وقال الفراء معناه جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم
القيامة أَي هُلْكاً وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال الجوهري وبَيْن بمعنى
وسْط تقول جلستُ بينَ القوم كما تقول وسْطَ القوم بالتخفيف وهو ظرفٌ وإن جعلته
اسماً أَعرَبْتَه تقول لقد تقطَّع بينُكم برفع النون كما قال أَبو خِراش الهُذلي
يصف عُقاباً فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا الجبُوب
وجه الأَرض الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة روي عن أَبي الهيثم أَنه قال الكواكب
البَبانيات
( * وردت في مادة بين « البابانيات » تبعاً للأصل والصواب ما هنا ) هي التي لا
يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر وهي شامية ومَهَبُّ
الشَّمالِ منها أَوَّلها القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول والجدْي والفَرْقَدان وهو
بَيْنَ القُطب وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى وقال أَبو عمرو سمعت المبرَّد يقول إذا كان
الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء وإن كان اسماً
مصدريّاً خفضْتَه ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ قال فسأَلت أَحمد بن يحيى
عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال هذا الدرُّ إلا أَنَّ من الفصحاء من يرفع الاسم الذي
بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم الحقيقي وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد
بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ وجائز وبهْجَتُه
قال وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ وكذلك المصدر ابن سيده وبَيْنا وبينما
من حروف الابتداء وليست الأَلف في بَيْنا بصلةٍ وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ
فصارت أَلفاً وبينما بَين زِيدت عليه ما والمعنى واحد وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي
بَيْنَ الجيِّد والرَّديء وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح والهمزة
المخفَّفة تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ وقالوا بَين بَين يريدون التَّوَسُّط كما قال
عَبيد بن الأَبرص نَحْمي حَقيقَتَنا وبع ض القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا وكما
يقولون همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف اللين وهو الحرف
الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والأَلف مثل سأَل وإن كانت مكسورة
فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ وإن كانت مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل
لَؤُم إلا أَنها ليس لها تمكينُ الهمزة المحققة ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً
أَوَّلاً لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن
ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة فالمفتوحة نحو
قولك في سأَل سأَلَ والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ والمضمومة نحو قولك في
لؤُم لؤُم ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة
ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها قال الجوهري وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها وأَنشد
بيت عبيد بن الأَبرص وبعض القومِ يسقط بين بينا أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به
قال ابن بري قال السيرافي كأَنه قال بَينَ هؤلاء وهؤلاء كأَنه رجلٌ يدخل بينَ
فريقين في أَمرٍ من الأُمور فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه قال الشيخ ويجوز عندي أَن
يريد بينَ الدخول في الحرب والتأَخر عنها كما يقال فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر
أُخرى ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم أَتيته
وقوله وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشربُ والأَذى بِقانِئِه إِنِّي من الحيِّ أَبْيَنُ
أَي بائن والبَيانُ ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها وبانَ الشيءُ بَياناً
اتَّضَح فهو بَيِّنٌ والجمع أَبْيِناءُ مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء وكذلك أَبانَ
الشيءُ فهو مُبينٌ قال الشاعر لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها لأَبانَ من
آثارِهِنَّ حُدورُ قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن
وأَهْيِناء قال صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ وأَبَنْتُه أَي
أَوْضَحْتُه واستَبانَ الشيءُ ظهَر واستَبَنْتُه أَنا عرَفتُه وتَبَيَّنَ الشيءُ
ظَهَر وتَبيَّنْتهُ أَنا تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى وقالوا بانَ الشيءُ
واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد ومنه قوله تعالى آياتٍ
مُبَيِّناتٍ بكسر الياء وتشديدها بمعنى مُتبيِّنات ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء
فالمعنى أَن الله بَيَّنَها وفي المثل قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن
وقال ابن ذَريح وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى شُحوباً وتَعْرى من يَدَيه
الأَشاحم
( * قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ) قال ابن سيده هكذا أَنشده ثعلب ويروى
تُبَيِّن بالفتى شُحوب والتَّبْيينُ الإيضاح والتَّبْيين أَيضاً الوُضوحُ قال
النابغة إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة
الجلَد يعني أَتَبيَّنُها والتِّبْيان مصدرٌ وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على
التَّفْعال بفتح التاء مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ولم يجيءْ بالكسر
إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء ومنه حديث آدم وموسى على نبينا محمد وعليهما
الصلاة والسلام أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه
وإيضاحُه وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح وقوله عز وجل وهو في الخِصام
غيرُ مُبين يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ وقيل في
التفسير إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها وقد قيل إنه يعني به
الأَصنام والأَوّل أَجود وقوله عز وجل لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ
إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة أَي ظاهرة مُتَبيِّنة قال ثعلب يقول إذا
طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام
عليها ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت
وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه وروي بيت ذي الرمة تُبَيِّنُ
نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها
ورواه عليّ بن حمزة تُبيِّن نِسبةُ بالرفع على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين
ويقال بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً فهو بائنٌ وأَبانَ يُبينُ إبانة فهو مُبينٌ
بمعناه ومنه قوله تعالى حم والكتاب المُبين أَي والكتاب البَيِّن وقيل معنى
المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه
الأُمّة وقال الزجاج بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد ويقال بانَ الشيءُ وأَبَنتُه
فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من
الحرام ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ ومُبين
قِصَصَ الأَنبياء قال أَبو منصور ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين قال أَبو
منصور والاسْتِبانةُ يكون واقعاً يقال اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن
لك قال الله عز وجل وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين المعنى
ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة وإذا بانَ سبيلُ
المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين وأَكثرُ القراء قرؤُوا ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين
والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع ويقال تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته
وتوسَّمْتُه وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن
أَي تَبَيَّن لازمٌ ومتعدّ وقوله عز وجل وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ
شيءٍ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين وهذا من
اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ والعرب تقول بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً
وتِبْياناً بكسر التاء وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً فأَما المصدر فإِنه يجيء
على تَفْعال بفتح التاء مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه وفي المصادر حرفان
نادران وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان قال ولا يقاس عليهما وقال النبي صلى الله
عليه وسلم أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا قال أَبو
عبيد قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه وقرئ قوله
عز وجل إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا وقرئ فتثبَّتوا والمعنيان متقاربان
وقوله عز وجل إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا وفتَثبَّتُوا قرئ بالوجهين جميعاً
وقال سيبويه في قوله الكتاب المُبين قال وهو التِّبيان وليس على الفعل إنما هو
بناءٌ على حدة ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة
من أَغَرْت وقال كراع التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء وهو مذكور في
موضعه وبينهما بَينٌ أَي بُعْد لغة في بَوْنٍ والواو أَعلى وقد بانَه بَيْناً
والبَيانُ الفصاحة واللَّسَن وكلامٌ بيِّن فَصيح والبَيان الإفصاح مع ذكاء
والبَيِّن من الرجال الفصيح ابن شميل البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح
الظريف العالي الكلام القليل الرتَج وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح
كلاماً ورجل بَيِّنٌ فصيح والجمع أَبْيِناء صحَّت الياء لسكون ما قبلها وأَنشد شمر
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ وهو خَطيبُ
قوله يَلتئي أَي يُبْطئ من اللأْي وهو الإبطاء وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان
وبُيَناء فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات قال سيبويه شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين
قالوا شاهد وأَشهاد قال ومثله يعني ميِّتاً وأَمواتاً قيِّل وأَقيال وكَيِّس
وأَكياس وأَما بُيِّناء فنادر والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو وهو قول سيبويه روى
ابنُ عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من
الشِّعر لحِكَماً قال البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ وهو من الفَهْم وذكاءِ
القلْب مع اللَّسَن وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ وقيل معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه
الحقُّ وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه
لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ
وقيل معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه
حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ
القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك وهو وَجْهُ قوله إن من
البيانِ لسِحْراً وفي الحديث عن أَبي أُمامة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق
أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر
وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ
التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ولذلك قال في رواية
أُخْرى البَذاءُ وبعضُ البيان لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً وقال الزجاج في قوله
تعالى خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ صلى الله
عليه وسلم علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء وقيل
الإنسانُ هنا آدمُ عليه السلام ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس
جميعاً ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه
وتمييزه من جميع الحيوان ويقال بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد قال
أَبو مالك البَيْنُ الفصلُ
( * قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ) بين الشيئين يكون إمّا حَزْناً أَو
بقْرْبه رَمْلٌ وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ والبَوْنُ الفضلُ والمزيّةُ
يقال بانه يَبونُه ويَبينُه والواوُ أَفصحُ فأَما في البُعْد فيقال إن بينهما
لَبَيْناً لا غير وقوله في الحديث أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي
يُعْرب ويَشهد عليه ونخلةٌ بائنةٌ فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها
وطالت حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لحَبيب القُشَيْري من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها
عنها وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها
والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ التي بانتْ من وتَرِها وهي ضد البانِية إلا أَنها
عيب والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية الجوهري البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها
كثيراً وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ بتقديم
النون قال وكلاهما عيب والباناةُ النَّبْلُ الصِّغارُ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي
الخطاب وللناقة حالِبانِ أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن والآخرُ
يحلُب من الجانب الأَيْسر والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي والذي
يُمْسِك يسمَّى البائنَ والبَيْنُ الفراق التهذيب ومن أَمثال العرب اسْتُ البائنِ
أَعْرَفُ وقيل أَعلمُ أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم
يُمارِسْه قال والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها والجمع البُيَّنُ
وقيل البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ
والآخر مُحْلِب والمُعينُ هو المُحْلِب والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ
والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه قال
الكميت يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لا غِرارا قال الجوهري
والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل
يمينها والبِينُ بالكسر القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق وقيل هو
ارتفاعٌ في غِلَظٍ وقيل هو الفصل بين الأَرْضَيْن والبِينُ أَيضاً الناحيةُ قال
الباهلي المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن
يقال له بِينٌ قال وهي التُّخومُ والجمعُ بُيونٌ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ
لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها من أَهلِ رَيْمانَ إلا حاجةً فينا
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا
( * قوله « بسرو » قال الصاغاني والرواية من سرو حمير لا غير ) ومَن كسَر التاءَ
والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال قال والتذكير أَصْوَبُ
ويقال سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ وهو البِينُ وبِينٌ موضعٌ قريب من الحيرة
ومُبِينٌ موضع أَيضاً وقيل اسمُ ماءٍ قال حَنْظلةُ بن مصبح يا رِيَّها اليومَ على
مُبِينِ على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ وفَحْلَها أَسود
كالظَّليمِ جمع بين النون والميم وهذا هو الإكْفاء قال الجوهري وهو جائز للمطْبوع
على قُبْحِه يقول يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء
وهو تعجُّب وبَيْنونةُ موضع قال يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا جئْتِ بأَلوانِ
المُصَفَّرِينا
( * قوله « بألوان » في ياقوت بأرواح ) وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى
وبَينونة الدُّنيا وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين التهذيب
بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن موضعٌ وحكى
السيرافي عَدَن أَبْيَن وقال أَبْيَن موضع ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ
وقيل عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن الجوهري أَبْيَنُ اسمُ
رجلٍ ينسب إليه عَدَن يقال عَدَنُ أَبْيَنَ والبانُ شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في
اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل وليس لخَشَبه
صلابةٌ واحدتُه بانةٌ قال أَبو زياد من العِضاه البانُ وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ
الخُضْرة وينبت في الهِضَبِ وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها
شديدةٌ ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ التهذيب البانةُ شجرةٌ
لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً وجمعها البانُ ولاسْتِواءِ
نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ
الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل كأَنها بانةٌ وكأَنها غُصْنُ بانٍ قال قيس بن
الخَطيم حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده
قَضَينا على أَلف البانِ بالياء وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن )
معنى
في قاموس معاجم
الصُّبْحُ أَوّل
النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ
والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ قال الله عز وجل فالِقُ الإِصْباحِ قال الفراء
إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح فهو جمع المَساء والصُّبْح قال ومثله الإِبْكار
الصُّبْحُ أَوّل
النهار والصُّبْحُ الفجر والصَّباحُ نقيص المَساء والجمع أَصْباحٌ وهو الصَّبيحةُ
والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ قال الله عز وجل فالِقُ الإِصْباحِ قال الفراء
إِذا قيل الأَمْسَاء والأَصْباح فهو جمع المَساء والصُّبْح قال ومثله الإِبْكارُ
والأَبْكارُ وقال الشاعر أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ تَناسُخُ الإِمْساءِ
والإِصْباحِ يريد به المَساء والصُّبْحَ وحكى اللحياني تقول العربُ إِذا
تَطَيَّرُوا من الإِنسان وغيره صباحُ الله لا صَباحُك قال وإِن شئت نصبتَ
وأَصْبَحَ القومُ دخلوا في الصَّباح كما يقال أَمْسَوْا دخلوا في المساء وفي
الحديث أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صلوها عند طلوع الصُّبْح يقال
أَصْبَحَ الرجل إِذا دخل في الصُّبْح وفي التنزيل وإِنكم لَتَمُرُّون عليهم
مُصْبِحِينَ وبالليل وقال سيبويه أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صرنا في حين ذاك وأَما
صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فمعناه أَتيناه صَباحاً ومساء وقال أَبو عدنان الفرق بين
صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يقال صَبَّحْنا بلد كذا وكذا وصَبَّحْنا فلاناً فهذه
مُشَدَّدة وصَبَحْنا أَهلَها خيراً أَو شرّاً وقال النابغة وصَبَّحَه فَلْجاً فلا
زال كَعْبُه عل كلِّ من عادى من الناسِ عاليا ويقال صَبَّحَه بكذا ومسَّاه بكذا كل
ذلك جائز ويقال للرجل يُنَبَّه من سِنَةِ الغَفْلة أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ
وأَبْصِرْ رُشْدَك وما يُصْلِحُك وقال رؤبة أَصْبِحْ فما من بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي
بَشَرٍ مَعِيبٍ وقول الله عز من قائل فأَخذتهم الصَّيْحةُ مُصْبِحِين أَي أَخذتهم
الهَلَكة وقت دخولهم في الصباح وأَصْبَحَ فلان عالماً أَي صار وصَبَّحك الله بخير
دُعاء له وصَبَّحْته أَي قلت له عِمْ صَباحاً وقال الجوهري ولا يُرادُ بالتشديد
ههنا التكثير وصَبَّحَ القومَ أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كما تقول
لِمُسْيِ خامسةٍ وصِبْحِ خامسة بالكسر أَي لِصَباحِ خمسة أَيام وحكى سيبويه أَتيته
صَباحَ مَساءَ من العرب من يبنيه كخمسة عشر ومنهم من يضيفه إِلا في حَدِّ الحال
أَو الظرف وأَتيته صَباحاً وذا صَباحٍ قال سيبويه لا يستعمل إِلاَّ ظرفاً وهو ظرف
غير متمكن قال وقد جاء في لغة لِخَثْعَم اسماً قال أَنس ابنُ نُهَيْكٍ عَزَمْتُ
على إِقامةِ ذي صباحٍ لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ ما يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كل يوم
وأُمْسِيَّةَ كلِّ يوم قال الأَزهري صَبَحْتُ فلاناً أَتيته صباحاً وأَما قول
بُجَيْر بن زُهير المزنيِّ وكان أَسلم صَبَحْناهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ وسَبْعٍ من
بني عُثمانَ وافى فمعناه أَتيناهم صَباحاً بأَلف رجل من سُليم وقال الراجز نحْنُ
صَبَحْنا عامراً في دارِها جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يريد أَتيناها
صباحاً بخيل جُرْد وقول الشَّمَّاخ وتَشْكُو بعَيْنٍ ما أَكَلَّ رِكابَها وقيلَ
المُنادِي أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي قال الأَزهري يسأَل السائل عن هذا البيت
فيقول الإِدلاج سير الليل فكيف يقول أَصبح القوم وهو يأْمر بالإِدلاج ؟ والجواب
فيه أَن العرب إِذا قربت من المكان تريده تقول قد بلغناه وإِذا قربت للساري طلوعَ
الصبح وإِن كان غير طالع تقول أَصْبَحْنا وأَراد بقوله أَصبح القومُ دنا وقتُ
دخولهم في الصباح قال وإِنما فسرته لأَن بعض الناس فسره على غير ما هو عليه
والصُّبْحة والصَّبْحة نوم الغداة والتَّصَبُّحُ النوم بالغداة وقد كرهه بعضهم وفي
الحديث أَنه نهى عن الصُّبْحة وهي النوم أَوّل النهار لأَنه وقت الذِّكر ثم وقت
طلب الكسب وفلان ينام الصُّبْحة والصَّبْحة أَي ينام حين يُصْبح تقول منه تَصَبَّح
الرجلُ وفي حديث أُم زرع أَنها قالت وعنده أَقول فلا أُقَبَّح وأَرْقُدُ
فأَتَصَبَّحُ أَرادت أَنها مَكفِيَّة فهي تنام الصُّبْحة والصُّبْحة ما
تَعَلَّلْتَ به غُدْوَةً والمِصْباحُ من الإِبل الذي يَبْرُك في مُعَرَّسه فلا
يَنْهَض حتى يُصبح وإِن أُثير وقيل المِصْبَحُ والمِصْباحُ من الإِبل التي
تُصْبِحُ في مَبْرَكها لا تَرْعَى حتى يرتفع النهار وهو مما يستحب من الإستبل وذلك
لقوَّتها وسمنها قال مُزَرِّد ضَرَبْتُ له بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً فشُبَّتْ
عليها النارُ فهي عَقِيرُ والصَّبُوحُ كل ما أُكل أَو شرب غُدْوَةً وهو خلاف
الغَبُوقِ والصَّبُوحُ ما أَصْبَحَ عندهم من شرابهم فشربوه وحكى الأَزهري عن الليث
الصَّبُوحُ الخمر وأَنشد ولقد غَدَوْتُ على الصَّبُوحِ مَعِي شَرْبٌ كِرامُ من بني
رُهْمِ والصَّبُوحُ من اللبن ما حُلب بالغداة والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ الناقة
المحلوبة بالغداة عن اللحياني حكي عن العرب هذه صَبُوحِي وصَبُوحَتي والصَّبْحُ
سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً من لبن والصَّبُوح ما شرب بالغداة فما دون القائلة
وفعلُكَ الإِصطباحُ وقال أَبو الهيثم الصَّبُوح اللبن يُصْطَبَحُ والناقة التي
تُحْلَبُ في ذلك الوقت صَبُوح أَيضاً يقال هذه الناقة صَبُوحِي وغَبُوقِي قال
وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي ما لِيَ لا أَسْقِي حُبيْباتي صَبائِحي غَبَائقي
قَيْلاتي ؟ والقَيْلُ اللبن الذي يشرب وقت الظهيرة واصْطَبَحَ القومُ شَرِبُوا
الصَّبُوحَ وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً وصَبَّحَه سقاه صَبُوحاً فهو مُصْطَبحٌ
وقال قُرْطُ بن التُّؤْم اليَشكُري كان ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه من
هَجْمةٍ كفَسِيلِ النَّخْل دُرَّارِ يَعشون يطعمه عشاء والهَجْمة القطعة من الإِبل
ودُرَّار من صفتها وفي الحديث وما لنا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي ليس لنا لبن بقدر ما
يشربه الصبي بُكْرَة من الجَدْب والقحط فضلاً عن الكثير ويقال صَبَحْتُ فلاناً أَي
ناولته صَبُوحاً من لبن أَو خمر ومنه قول طرفة متى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً
رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً وقيل الصَّبُوحُ ما اصْطُبِحَ بالغداة حارًّا ومن
أَمثالهم السائرة في وصف الكذاب قولهم أَكْذَبُ من الآخِذِ الصَّبْحانِ قال شمر
هكذا قال ابن الأَعرابي قال وهو الحُوَارُ الذي قد شرب فَرَوِيَ فإِذا أَردت أَن
تَسْتَدِرَّ به أُمه لم يشرب لِرِيِّه دِرَّتها قال ويقال أَيضاً أَكذب من
الأَخِيذِ الصَّبْحانِ قال أَبو عدنان الأَخِيذُ الأَسيرُ والصَّبْحانُ الذي قد
اصْطَبَحَ فَرَوِيَ قال ابن الأَعرابي هو رجل كان عند قوم فصَبَحُوه حتى نَهَض
عنهم شاخصاً فأَخذه قوم وقالوا دُلَّنا على حيث كنت فقال إِنما بِتُّ بالقَفْر
فبينما هم كذلك إِذ قعد يبول فعلموا أَنه بات قريباً عند قوم فاستدلوا به عليهم
واسْتَباحوهم والمصدرُ الصَّبَحُ بالتحريك وفي المثل أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق ؟
يُضْرَبُ مثلاً لمن يُجَمْجِمُ ولا يُصَرِّح وقد يضرب أَيضاً لمن يُوَرِّي عن
الخَطْب العظيم بكناية عنه ولمن يوجب عليك ما لا يجب بكلام يلطفه وأَصله أَن رجلاً
من العرب نزل برجل من العرب عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً فلما رَويَ عَلِقَ يحدّث
أُمَّ مَثْواه بحديث يُرَقِّقه وقال في خِلال كلامه إِذا كان غداً اصطحبنا وفعلنا
كذا فَفَطِنَ له المنزولُ عليه وقال أَعن صَبُوح تُرَقِّق ؟ وروي عن الشَّعْبيِّ
أَنَّ رجلاً سأَله عن رجل قَبَّل أُم امرأَته فقال له الشعبي أَعن صبوح ترقق ؟
حرمت عليه امرأَته ظن الشعبي أَنه كنى بتقبيله إِياها عن جماعها وقد ذكر أَيضاً في
رقق ورجل صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى شربا الصَّبُوحَ مثل سكران وسَكْرَى وفي الحديث
أَنه سئل متى تحلُّ لنا الميتة ؟ فقال ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو
تَحْتَفُّوا بَقْلاً فشأْنكم بها قال أَبو عبيج معناه إِنما لكم منها الصَّبُوحُ
وهو الغداء والغَبُوقُ وهو العَشاء يقول فليس لكم أَن تجمعوهما من الميتة قال ومنه
قول سَمُرة لبنيه يَجْزي من الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ قال الأَزهري وقال
غير أَبي عبيد معناه لما سئل متى تحل لنا الميتة ؟ أَجابهم فقال إِذا لم تجدوا من
اللبن صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ به ولا غَبُوقاً تَجْتزِئون به ولم تجدوا مع عَدَمكم
الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لكم الميتة
حينئذ وكذلك إِذا وجد الرجل غداء أَو عشاء من الطعام لم تحلَّ له الميتة قال وهذا
التفسير واضح بَيِّنٌ والله الموفق وصَبُوحُ الناقة وصُبْحَتُها قَدْرُ ما
يُحْتَلَب منها صُبْحاً ولقيته ذاتَ صَبْحة وذا صبُوحٍ أَي حين أَصْبَحَ وحين شرب
الصَّبُوحَ ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وذات الغَبُوق إِذا أَتاه
غُدْوَةً وعَشِيَّةً وذا صَباح وذا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ أَي
مذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً جاءَهم به
صَباحاً وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم جاءَتهم صُبْحاً وفي الحديث أَنه صَبَّح
خَيْبَر أَي أَتاها صباحاً وفي حديث أَبي بكر كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ في أَهله
والموتُ أَدْنى من شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بالموت صباحاً لكونه فيهم وقتئذ
ويوم الصَّباح يوم الغارة قال الأَعشى به تُرْعَفُ الأَلْفُ إِذ أُرْسِلَتْ غَداةَ
الصَّباحِ إِذا النَّقْعُ ثارا يقول بهذا الفرس يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ من الخيل
يوم الغارة والعرب تقول إِذا نَذِرَتْ بغارة من الخيل تَفْجَؤُهم صَباحاً يا
صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بالنداء العالي وفي الحديث لما نزلت وأَنْذِرْ
عشيرتك الأَقربين صَعَّدَ على الصفا وقال يا صباحاه هذه كلمة تقولها العرب إِذا
صاحوا للغارة لأَنهم أَكثر ما يُغِيرون عند الصباح ويُسَمُّونَ يومَ الغارة يوم
الصَّباح فكأَنَّ القائلَ يا صباحاه يقول قد غَشِيَنا العدوُّ وقيل إِن المتقاتلين
كانوا إِذا جاءَ الليل يرجعون عن القتال فإِذا عاد النهار عادوا فكأَنه يريد بقوله
يا صباحاه قد جاءَ وقتُ الصباح فتأَهَّبوا للقتال وفي حديث سَلَمة بن الأَكْوَع
لما أُخِذَتْ لِقاحُ رسول اًّ صلى الله عليه وسلم نادَى يا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ
يَصْبَحُها صَبْحاً سقاها غُدْوَةً وصَبَّحَ القومَ الماءَ وَرَده بهم صباحاً
والصَّابِحُ الذي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يسقيها صباحاً ومنه قول أَبي زُبَيْدٍ
حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وتلك السَّقْية تسميها العرب الصُّبْحَةَ وليست
بناجعة عند العرب ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مع الضَّحاء الأَكبر وفي حديث جرير ولا
يَحْسِرُ صابِحُها أَي لا يَكِلُّ ولا يَعْيا وهو الذي يسقيها صباحاً لأَنه يوردها
ماء ظاهراً على وجه الأَرض قال الأَزهري والتَّصْبِيحُ على وجوه يقال صَبَّحْتُ
القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بهم حتى توردهم الماءَ صباحاً ومنه قوله وصَبَّحْتُهم
ماءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ فاستوى أَرادَ سَرَيْتُ بهم
حتى انتهيتُ بهم إِلى ذلك الماء وتقول صَبَّحْتُ القوم تصبيحاً إُذا أَتيتهم مع
الصباح ومنه قول عنترة يصف خيلاً وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً يَهْدِي
أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صباحاً يعني خيلاً عليها
فُرْسانها ويقال صَبَّحْتُ القومَ إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ والتَّصْبيح الغَداء
يقال قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يَتِيماً في حجْر أَبي طالب وكان يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فيختلسون
ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غداؤهم وهو اسم بُني على تَفْعِيل مثل التَرْعِيب
للسَّنام المُقَطَّع والتنبيت اسم لما نَبَتَ من الغِراس والتنوير اسم لنَوْر
الشجر والصَّبُوح الغَداء والغَبُوق العَشاء وأَصلهما في الشرب ثم استعملا في الأَكل
وفي الحديث من تَصَبَّحَ بسبع تَمراتِ عَجْوَة هو تَفَعَّلَ من صَبَحْتُ القومَ
إِذا سقيتهم الصَّبُوحَ وصَبَّحْتُ بالتشديد لغة فيه والصُّبْحةُ والصَّبَحُ سواد
إِلى الحُمْرَة وقيل لون قريب إِلى الشُّهْبَة وقيل لون قريب من الصُّهْبَة
الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء تقول رجل أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ
الصَّبَح والأَصْبَحُ من الشَّعَر الذي يخالطه بياض بحمرة خِلْقَة أَيّاً كانَ وقد
اصْباحَّ وقال الليث الصَّبَحُ شدّة الحمرة في الشَّعَر والأَصْبَحُ قريب من
الأَصْهَب وروى شمر عن أَبي نصر قال في الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة ورجل
أَصْبَحُ اللحية للذي تعلو شعرَه حُمْرةٌ ومن ذلك قيل دَمٌ صِباحَيُّ لشدَّة حمرته
قال أَبو زُبيد عَبِيطٌ صُباحِيٌّ من الجَوْفِ أَشْقَرا وقال شمر الأَصْبَحُ الذي
يكون في سواد شعره حمرة وفي حديث الملاعنة إِن جاءَت به أَصْبَحَ أَصْهَبَ الأَصْبَحُ
الشديد حمرة الشعر ومنه صُبْحُ النهار مشتق من الأَصْبَح قال الأَزهري ولونُ
الصُّبْحِ الصادق يَضْرِب إِلى الحمرة قليلاً كأَنها لون الشفَق الأَوّل في أَوَّل
الليل والصَّبَحُ بَريقُ الحديد وغيره والمِصْباحُ السراج وهو قُرْطُه الذي تراه
في القِنديل وغيره والقِراطُ لغة وهو قول الله عز وجل المِصْباحُ في زُجاجةٍ
الزُّجاجةُ كأَنها كوكبٌ دُرِّيٌّ والمِصْبَحُ المِسْرَجة واسْتَصْبَح به
اسْتَسْرَجَ وفي الحديث فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها وفي حديث جابر في شُحوم
الميتة ويَسْتَصْبِحُ بها الناسُ أَي يُشْعِلونَ بها سُرُجَهم وفي حديث يحيى بن
زكريا عليهما السلام كان يَخْدُم بيتَ المقدِس نهاراً ويُصْبِحُ فيه ليلاً أَي
يُسْرِجُ السِّراح والمَصْبَح بالفتح موضع الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً قال
الشاعر بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وهذا مبني على أَصل الفعل قبل أَن يزاد فيه
ولو بُني على أَصْبَح لقيل مُصْبَح بضم الميم قال الأَزهري المُصْبَحُ الموضع الذي
يُصْبَحُ فيه والمُمْسى المكان الذي يُمْسَى فيه ومنه قوله قريبةُ المُصْبَحِ من
مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً الإِصباحُ يقال أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً وقول
النمر بن تَوْلَبٍ فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسمْتَحْكِمٌ وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً
طَما فسره ابن الأَعرابي فقال أَصْبَحْتُ من المِصْباحِ وقال غيره شبه البَرْقَ
بالليل بالمِصْباح وشدَّ ذلك قولُ أَبي ذؤَيب أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ
أَرْقُبُه ؟ كأَنه في عِراصِ الشامِ مِصْباحُ فيقول النمر بن تولب شِمْتُ هذا
البرق والليلُ مُسْتَحْكِم فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ المصابيح إِنما توقد في
الظُّلَم وأَحسن من هذا أَن يكون البرقُ فَرَّج له الظُّلْمةَ حتى كأَنه صُبْح
فيكون أَصبحت حينئذ من الصَّباح قال ثعلب معناه أَصْبَحْتُ فلم أَشْعُر بالصُّبح
من شدّة الغيم والشَّمَعُ مما يُصْطَبَحُ به أَي يُسْرَجُ به والمِصْبَحُ
والمِصْباحُ قَدَحٌ كبير عن أَبي حنيفة والمَصابيح الأَقْداح التي يُصْطبح بها
وأَنشد نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها لها أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ
مُجْمَعُ ومَصابيحُ النجوم أَعلام الكواكب واحدها مِصْباح والمِصْباح السِّنانُ
العريضُ وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ كذلك قال ابن سيده لا أَدري إِلامَ نُسِبَ
والصَّباحةُ الجَمال وقد صَبُحَ بالضم يَصْبُح صَباحة وأَما من الصَّبَح فيقال
صَبِحَ
( * قوله « فيقال صبح إلخ » أي من باب فرح كما في القاموس ) يَصْبَحُ صَبَحاً فهو
أَصْبَحُ الشعر ورجل صَبِيحٌ وصُباحٌ بالضم جميل والجمع صِباحٌ وافق الذين يقولون
فُعال الذين يقولون فَعِيل لاعتِقابهما كثيراً والأُنثى فيهما بالهاء والجمع
صِباحٌ وافق مذكره في التكسير لاتفاقهما في الوصفية وقد صَبُحَ صَباحة وقال الليث
الصَّبِيح الوَضِيءُ الوجه وذو أَصْبَحَ مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر
( * قوله « ملك من ملوك حمير » من أَجداد الإمام مالك بن أنس )
وإِليه تنسب السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة والأَصْبَحِيُّ السوط وصَباحٌ حيّ من العرب
وقد سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَّبَّاحاً وصَبِيحاً ومَضْبَحاً وبنو
صُباح بطون بطن في ضَبَّة وبطن في عبد القَيْس وبطن في غَنِيٍّ وصُباحُ حيّ من
عُذْرَة ومن عبد القَيْسِ وصُنابِحُ بطن من مُراد
معنى
في قاموس معاجم
: العَيْنُ :
حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت :
العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع
الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ
مُفاضةٌدِلاص
: العَيْنُ :
حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت :
العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع
الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ
مُفاضةٌدِلاصٌ كأَعْيانِ الجراد المُنظَّمِوأَنشد ابن بري : بأَعْيُنات لم
يُخالِطْها القَذى وتصغير العين عُيَيْنةٌ ومنه قيل ذو العُيَيْنَتَين للجاسوس ولا
تقل ذو العُوَيْنَتين . قال ابن سيده : و العَيْنُ الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ
ويسمى ذا العَيْنَين ويقال تسميه العرب ذا العينين و ذا العُوَينتين كله بمعنى
واحد . وزعم اللحياني أَن أَعْيُناً قد يكون جمع الكثير أَيضاً قال الله عز وجل :
{ أَم لهُمْ أَعْيُنٌ يبْصِرون بها } وإِنما أَراد الكثير . وقولهم : بعَيْن ما
أَرَيَنَّك معناه عَجِّل حتى أَكون كأَني أَنظر إِليك بعَيْني . وفي الحديث : أَن
موسى عليه السلام فَقَأَ عينَ مَلَك الموتِ بصكَّةٍ صكه قيل : أَراد أَنه أَغلظ له
في القول يقال : أَتيته فلَطَمَ وجهي بكلام غليظ والكلام الذي قاله له موسى قال :
أُحَرِّجُ عليك أَن تدْنوَ مني فإِني أُحَرِّجُ داري ومنزلي فجعل هذا تغليظاً من
موسى له تشبيهاً بفَقْءِ العين وقيل : هذا الحديث مما يُؤمَنُ به وبأَمثاله ولا
يُدخَل في كيفيته . وقول العرب : إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدى
عَيْنَيْها فإِذا سقطت الصَّرْفةُ نظرت بهما جميعاً إِنما جعلوا لها عَيْنين على
المثل . وقوله تعالى : { ولِتُصْنع على عَيْني } فسره ثعلب فقال : لتُرَبَّى من
حيث أَراك . وفي التنزيل : { واصْنَع الفُلك بأَعْيُنِنا } قال ابن الأَنباري قال
أَصحاب النقل والأَخذ بالأَثر الأَعْيُنُ يريد به العَينَ قال : وعَينُ الله لا
تفسر بأَكثر من ظاهرها ولا يسع أَحداً أَن يقول : كيف هي أَو ما صفتها وقال بعض
المفسرين : بأَعيننا بإِبصارنا إِليك وقال غيره : بإِشفاقنا عليك واحتج بقوله : {
ولِتُصْنَع على عَيْني } أَي لِتُغذَّى بإِشفاقي . وتقول العرب : على عَيْني
قصدْتُ زيداً يريدون الإِشفاق . و العَيْنُ : أَن تصِيبَ الإِنسانَ بعينٍ . و عانَ
الرجلَ يَعِينُه عَيْناً فهو عائن والمصاب مَعِينٌ على النقص و مَعْيونٌ على
التمام : أَصابه بالعين . قال الزجاج : المَعِينُ المُصابُ بالعين و المعْيون الذي
فيه عينٌ قال عباس بن مِرداس : قد كان قوْمُكَ يحْسَبونك سيِّداً وإِخالُ أَنك
سَيِّدٌ مَعْيونُ وحكى اللحياني : إِنك لجميل ولا أَعِنْكَ ولا أَعِينُك الجزم على
الدعاء والرفع على الإِخبار أَي لا أُصيبك بعين . ورجل مِعْيانٌ و عَيونٌ : شديد
الإِصابة بالعين والجمع عُيُنٌ و عِينٌ وما أَعْيَنه . وفي الحديث : العين حق
وإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا . يقال : أَصابت فلاناً عينٌ إِذا نظر إِليه عدو أَو
حسود فأَثرت فيه فمرض بسببها . وفي الحديث : كان يُؤمَرُ العائنُ فيتوضأُ ثم
يَغْتَسِل منه المَعِين . وفي الحديث : لا رُقْيَة إِلاَّ منْ عَينٍ أَو حُمَةٍ
تخصيصه العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأَمراض لأَنه أَمر
بالرقية مطلقاً ورَقى بعض أَصحابه من غيرهما وإِنما معناه لا رُقْية أَولى وأَنفعُ
من رُقية العين والحُمَة . و تعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها : اسْتَشْرَفها ليَعِينها
وأَنشد ابن الأَعرابي : يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ خَيْفٌ قريبُ العهْدِ
بالحَيْرانِ أَي إِذا كان عهدها قريباً بالولادة كان أَضخم لضرعها وأَحسن وأَشدّ
امتلاء . و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه . و أَعانها
كاعْتانها . ورجل عَيونٌ إِذا كان نَجيءَ العَين يقال : أَتيت فلاناً فما عَيَّنَ
لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما أَعطاني شيئاً . و العَيْنُ و المُعاينة :
النَّظَرُ وقد عايَنُه مُعاينة و عِياناً . ورآه عِياناً : لم يشك في رؤيته إِياه
. ورأَيت فلاناً عِياناً أَي مواجهة . قال ابن سيده : ولقيه عِياناً أَي مُعاينة
وليس في كل شيء قيل مثل هذا لو قلت لَقِيْتُهُ لحاظاً لم يجز إِنما يُحكى من ذلك
ما سُمِع . و تَعَيَّنْتُ الشيءَ : أَبصرته قال ذو الرمة : تُخَلَّى فلا تَنْبُو
إِذا ما تعَيَّنَتْ بها شَبَحاً أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيتُ عائنة من أَصحابه
أَي قوماً عايَنوني . وهو عبدُ عَيْنٍ أَي ما دمت تراه فهو كالعَبد لك وقيل : أَي
ما دام مولاه يراه فهو فارِهٌ وأَما بعده فلا عن اللحياني قال : وكذلك تُصَرِّفه
في كل شيءٍ من هذا كقولك هو صديقُ عَيْنٍ . ويقال للرجل يُظهِر لك من نفسه ما لا
يَفِي به إِذا غاب : هو عَبْد عَينٍ وصديقُ عين قال الشاعر : ومَنْ هو عَبْدُ
العَينِ أَما لِقاؤُه فَحُلْوٌ وأَما غَيْبُه فظَنُونُ ونَعِمَ اللَّهُ بك عَيْناً
أَي أَنْعَمها . ولقيته أَدْنَى عائنةٍ أَي أَدْنى شيءٍ تدْركه العينُ . و
العَيَنُ : عِظَمُ سوادِ العين وسَعَتُها . عَينَ يَعْيَنُ عَيَناً و عِيْنَةً
حسنة الأَخيرة عن اللحياني وهو أَعْيَنُ وإِنه لَبَيِّنُ العِينةِ عن اللحياني
وإِنه لأَعْيَنُ إِذا كان ضخم العين واسعَها والأُنثى عَيْناء والجمع منها عِينٌ
وأَصله فُعْل بالضم ومنه قيل لبقر الوحش عِينٌ صفة غالبة . قال الله عز وجل : {
وحُورٌ عِينٌ } . ورجل أَعْيَنُ : واسع العَين بَيِّنُ العَيَنِ و العِينُ : جمع
عَيْناء وهي الواسعة العين . وفي الحديث : إِن في الجنة لمُجْتَمَعاً للحور العين
. وفي الحديث : أَن رسولُا أَمر بقتل الكلاب العِينِ هي جمع أَعْيَنَ . وحديث
اللِّعَان : إِن جاءت به أَعْيَنَ أَدْعَجَ . والثورُ أَعْيَنُ والبقرة عَيْناء .
قال ابن سيده : ولا يقال ثور أَعْيَنُ ولكن يقال الأَعْيَنُ غير موصوف به كأَنه
نقل إِلى حدّ الاسمية . وقال ابن بري : يقال عَيِنَ الرجلُ يَعْيَنُ عَيَناً و
عِينةً وهو أَعْيَنُ . و عُيُون البقر : ضرب من العنب بالشام ومنهم من لم يَخُصَّ
بالشام ولا بغيره على التشبيه بعُيون البقر من الحيوان وقال أَبو حنيفة : هو عنب
أَسود ليس بالحالِكِ عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّبُ وليس بصادق الحلاوة .
وثوب مُعَيَّنٌ : في وَشْيِه ترابيعُ صِغار تُشَبَّه بعُيون الوحش . وثوْرٌ
مُعَيَّنٌ : بين عينيه سواد أَنشد سيبويه : فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ كأَنه ما
حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بسَوَادِ و العِينةُ للشاة : كالمَحْجِرِ للإِنسانِ وهو ما
حول العين . وشاة عَيْناء إِذا اسوَدَّ عِينَتُها وابيضَّ سائرها وقيل : أَو كان
بعكس ذلك . و عَيْنُ الرجل : مَنْظَرُه . و العَيْنُ : الذي ينظر للقوم يذكر ويؤنث
سمّي بذلك لأَنه إِنما ينظر بعينه وكأَنَّ نَقْلَهُ من الجزء إِلى الكل هو الذي
حملهم على تذكيره وإِلا فإِن حكمه التأْنيثُ قال ابن سيده : وقياس هذا عندي أَن من
حمله على الجزء فحكمه أَن يؤنثه ومن حمله على الكل فحكمه أَن يذكره وكلاهما قد
حكاه سيبويه وقول أَبي ذؤيب : ولو أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِليه
المَنايا عَيْنُها ورَسُولُها أَراد نفسها . وكان يجب أَن يقول أَعينها ورسلها
لأَن المنايا جمع فوضع الواحد موضع الجمع وبيت أَبي ذؤَيب هذا استشهد به الأَزهري
على قوله : العَيْنُ الرَّقيب وقال بعد إِيراد البيت : يريد رقيبها وأَنشد أَيضاً
لجميل : رمَى اللَّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرّ من أَنْيابها
بالقَوادح وقال : معناه في رَقيبيها اللذين يَرْقُبانها ويحولان بيني وبينها وهذا
مكان يحتاج إِلى محاقَقة الأَزهري عليه وإِلا فما الجمع بين الدعاء على رقيبيها
وعلى أَنيابها وفيما ذكره تكلف ظاهر . وفلانٌ عَيْنُ الجيش : يريدون رئيسه . و
الاعْتِيانُ : الارْتِياد . وبعثنا عَيْناً أَي طليعة يَعْتانُنا و يَعْتانُ لنا
أَي يأْتينا بالخبر . و المُعْتانُ : الذي يبعثه القوم رائداً . حكى اللحياني :
ذهب فلان فاعْتانَ لنا منْزِلاً مُكْلئِاً فعَدَّاه أَي ارْتادَ لَنا منزلاً ذا
كَلإٍ . و عانَ لهم : كاعْتانَ عن الهَجريّ وأَنشد لناهض ابن ثُومة الكلابي :
يُقاتِلُ مَرَّةً ويَعِينُ أُخْرَى ففَرَّتْ بالصَّغارِ وبالهَوَانِ و اعْتَانَ
لنا فلانٌ أَي صار عَيْناً أَي رَبيئةً وربما قالوا عانَ علينا فلانٌ يَعِينُ عِيانةً
أَي صار لهم عَيناً . وفي الحديث : أَنه بعث بسْبَسَةَ عَيْناً يوم بَدْرٍ أَي
جاسوساً . و اعْتانَ له إِذا أَتاه بالخبر . ومنه حديث الحُدَيْبية : كانَ اللَّهُ
قد قَطَعَ عَيْناً من المشركين أَي كفى الله منهم من كان يَرْصُدُنا ويَتَجَسَّسُ
علينا أَخبارَنا . ويقال : اذْهَبْ و اعْتَنْ لي منزلاً أَي ارْتَدْهُ . و
العَيْنُ : الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ . و أَعْيانُ القوم : أَشرافهم وأَفاضلهم على
المَثَل بشَرَفِ العَيْنِ الحاسة . وابْنا عِيانٍ : طائرانِ يَزْجُرُ بهما العربُ
كأَنهم يَرَوْنَ ما يُتَوَقَّع أَو يُنْتَظَرُ بهما عِياناً وقيل : ابْنا عِيانٍ
خَطَّانِ يُخَطَّانِ في الأَرض يزجر بهما الطير وقيل : هما خَطَّانِ يَخُطُّونهما
للعِيافة ثم يقول الذي يَخُطّهما : ابْنَيْ عِيانْ أَسْرِعا البَيان وقال الراعي :
وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذا راحَ رَبُّه جرى ابْنا عِيانٍ بالشِّواءِ المُضَهَّبِ
وإِنما سمّيا ابني عِيَانٍ لأَنهم يُعاينُونَ الفَوْزَ والطعامَ بهما وقيل : ابنا
عِيانٍ قِدْحانِ معروفان وقيل : هما طائران يزجر بهما يكونان في خط الأَرض وإِذا
علم أَن القامر يَفُوزُ قِدْحُهُ قيل : جَرى ابنا عِيانٍ . و العَيْنُ : عَيْنُ
الماء . و العَيْنُ : التي يخرج منها الماء . و العَيْنُ : يَنْبُوع الماء الذي
يَنْبُع من الأَرض ويجري أُنْثى والجمع أَعْيُنٌ و عُيُونٌ . ويقال : غارَتْ عينُ
الماء . و عَينُ الرَّكِيَّة : مَفْجَرُ مائها ومَنْبَعُها . وفي الحديث : خيرُ
المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائمةٍ أَراد عَين َ الماء التي تجري ولا تنقطع
ليلاً ونهاراً و عَينُ صاحبها نائمة فجعل السهر مثلاً لجريها وقوله أَنشده ثعلب :
أُولئك عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْ من الخِيفَةِ المَنْجاةُ والمُتحَوَّلُ
فسّره فقال : عينُ الماء الحياة للناس . وحفَرْتُ حتى عِنْتُ و أَعْيَنْتُ :
بلغْتُ العُيونَ وكذلك أَعانَ و أَعْيَنَ : حفر فبلغ العُيونَ . وقال الأَزهري :
حَفَرَ الحافرُ فأَعْيَنَ و أَعانَ أَي بلغ العُيون . و عَيْنُ القَناةِ : مَصَبُّ
مائها . وماءٌ مَعْيُونٌ : ظاهر تراه العَينُ جارياً على وجه الأَرض وقول بدر بن عامر
الهذلي : ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قال بعضهم : جرَّه على الجِوارِ وإِنما
حكمه مَعْيُونٌ بالرفع لأَنه نعت لماء وقال بعضهم : هو مفعول بمعنى فاعل . وماء
مَعِينٌ : كمَعْيُونٍ وقد اخْتُلِفَ في وزنه فقيل : هو مَفْعُولٌ وإِن لم يكن له
فعل وقيل : هو فَعِيلٌ من المَعْنِ وهو الاستقاء وقد ذكر في الصحيح . أَبو سعيد :
عَيْنٌ مَعْيُونة لها مادّة من الماء وقال الطرماح : ثم آلَتْ وهي مَعْيُونَةٌ من
بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي أَراد أَنها طَمَتْ ثم آلت أَي رجعت . و
عَانَتِ البئرُ عَيْناً : كثر ماؤها . و عانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعينُ عَيْناً و
عَيَناناً بالتحريك : جَرى وسال . وسِقاء عَيَّنٌ و عَيِّنٌ والكسر أَكثر كلاهما
إِذا سال ماؤه عن اللحياني وقيل : العَيِّنُ و العَيَّنُ الجديد طائية قال الطرماح
: قد اخْضَلَّ منها كلُّ بالٍ وعَيِّنٍ وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِ
وكذلك قربة عَيَّنٌ : جديدة طائية أَيضاً قال : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ
العَيَّنِ وحمل سيبويه عَيَّناً على أَنه فَيْعَل مما عينه ياء وقد كان يمكن أَن
يكون فَوْعلاً وفَعْوَلاً من لفظ العين ومعناها ولو حكم بأَحد هذين المثالين لحمل
على مأْلوف غير منكر أَلا ترى أَن فَعْوَلاً وفَوْعلاً لا مانع لكل واحد منهما أَن
يكون في المعتل كما يكون في الصحيح وأَما فيعل بفتح العين مما عينه ياء فعزيز ثم
لم تمنعه عزة ذلك أَن حكم بذلك على عَيَّنٍ وعَدَلَ عن أَن يحمله على أَحد
المثالين اللذين كل واحد منهما لا مانع له من كونه في المعتل العين كونُه في
الصحيحها فلا نظير لعَيَّنٍ والجمع عَيائن همزوا لقربها من الطَّرَف . الأَصمعي :
عَيَّنْتُ القربة إِذا صببت فيها ماء ليخرج من مَخارزها فتنسدّ آثار الخَرْزِ وهي
جديدة وسَرَّبْتُها كذلك . وقال الفراء : التَّعَيُّنُ أَن يكونَ في الجلد دوائر
رقيقة قال القَطاميّ : ولكنَّ الأَدِيمَ إِذا تَفَرَّى بِلىً وتَعَيُّناً غَلَبَ
الصَّناعا الجوهري : عَيَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فيها ماءً لتتفتح عُيُونُ
الخُرَز فتنسدّ قال جرير : بلى فارْفَضَّ دَمْعُك غيرَ نَزْرٍ كما عَيَّنْتَ
بالسَّرَب الطِّبابا ابن الأَعرابي : تَعَيَّنت أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مثل
تَعَيُّنِ القِرْبة . و تَعَيَّنْتُ الشخصَ تَعَيُّناً إِذا رأَيته . و عَيْنُ
القِبلة : حقيقتها . و العَيْنُ من السحاب : ما أَقبل من ناحية القِبْلة وعن
يمينها يعني قبلة العراق . يقال : هذا مَطَرُ العَيْنِ ولا يقال مُطِرْنا
بالعَيْنِ . وقال ثعلب : إِذا كان المطر من ناحية القبلة فهو مطر العَيْنِ و
العَيْنُ : اسم لما عن يمين قبلة أَهل العراق وكانت العرب تقول : إِذا نَشَأَتِ
السحابة من قِبَلِ العَين فإِنها لا تكاد تُخْلِفُ أَي من قِبَلِ قبلة أَهل العراق
. وفي الحديث : إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءمت فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ هو
من ذلك قال : وذلك أَخْلَقُ للمطر في العادة وقال : تقول العرب : مُطِرْنا
بالعَيْنِ وقيل : العَيْنُ من السحاب ما أَقبل عن القِبْلة وذلك الصُّقْعُ يسمى
العَيْنَ وقوله : تشاءمت أَي أَخذت نحو الشأْم والضمير في تشاءمت للسحابة : فتكون
بحرية منصوبة أَو للبحرية فتكون مرفوعة . و العَيْنُ : مطر أَيام لا يُقْلِعُ وقيل
: هو المطر يَدُوم خمسة أَيام أَو ستة أَو أَكثر لا يُقْلِعُ قال الراعي :
وأَنْآءُ حَيَ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ عِظامِ البُيوتِ يَنْزِلُون الرَّوابِيا يعني
حيث لا تَخْفى بيوتُهم يريدون أَن تأْتيهم الأَضياف . و العَيْن : الناحية . و
العَيْنُ : عَيْنُ الرُّكْبة . و عَيْنُ الركبة : نُقْرة في مُقَدَّمها ولكل ركبة
عينان وهما نقرتان في مُقَدَّمها عند الساق . و العَيْنُ : عَيْنُ الشمس و عَيْنُ
الشمس : شُعاعها الذي لا تثبت عليه العَيْن وقيل : العَينُ الشمس نفسها . يقال :
طلعت العَيْنُ وغابت العَيْن حكاه اللحياني . و العَينُ : المالُ العَتيدُ الحاضر
الناضُّ . ومن كلامهم : عَيْنٌ غير دَيْنٍ . و العَيْن : النَّقْدُ يقال : اشتريت
العبد بالدين أَو بالعَيْن و العَيْنُ الدينار كقول أَبي المِقْدام : حَبَشيٌّ له
ثَمانون عَينا ... بين عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إِفالا أَراد عبداً حبشيَّاً له
ثمانون ديناراً بين عينيه : بين عيني رأْسه . و العَيْنُ : الذَّهَبُ عامَّةً .
قال سيبويه : وقالوا عليه مائةٌ عَيْناً والرفع الوجه لأَنه يكون من اسم ما قبله
وهو هو . الأَزهري : و العَيْنُ الدينار . و العَيْنُ في الميزان : المَيْلُ قيل :
هو أَن تَرْجَحَ إِحدى كفَّتيه على الأُخْرى وهي أُنثى . يقال : ما في الميزان
عَيْنٌ والعرب تقول : في هذا الميزان عين أَي في لسانه مَيْلٌ قليل أَو لم يكن
مستوياً . ويقولون : هذا دينارٌ عَيْنٌ إِذا كان مَيَّالاً أَرْجَحَ بمقدار ما
يميل به لسان الميزان . قال الأَزهري : و عَيْنُ سبعةِ دنانيرَ نِصفُ دانِقٍ . و
العَيْنُ عند العرب : حقيقة الشيء . يقال : جاء بالأَمر من عَيْن صافِيةٍ أَي من
فَصِّه وحقيقته . وجاء بالحق بعَيْنه أَي خالصاً واضحاً . و عَيْنُ كل شيء : خياره
. و عَيْنُ المتاع والمال و عِينَتُه : خِيارُه وقد اعْتانَهُ . وخَرجَ في عِينَة
ثيابِهِ أَي في خيارها . قال الجوهري : و عِينَةُ المالِ خيارُه مثل العِيمَةِ .
وهذا ثوبُ عِينَةٍ إِذا كان حَسَناً في مَرْآةِ العَيْن . و اعْتانَ فلانٌ الشيءَ
إِذا أَخذ عِينَتَه وخِيارَه . و العِينَةُ : خيار الشيء جمعها عِيَنٌ قال الراجز
: فاعْتانَ منها عِينَةً فاخْتارَها حتى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها و اعْتانَ
الرجلُ إِذا اشترى الشيء بنَسِيئة . و عِينةُ الخيل : جِيادُها عن اللحياني . و
عَيْنُ الشيء : نفسه وشخصه وأَصله والجمع أَعْيانٌ . و عَيْنُ كل شيءٍ : نفسه
وحاضره وشاهده . وفي الحديث : أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبا أَي ذاته ونفسه . ويقال : هو
هو عَيناً وهو هو بِعَيْنِه وهذه أَعْيانُ دراهمِك ودراهِمُك بأَعْيانِها عن اللحياني
ولا يقال فيها أَعْيُنٌ ولا عُيُون . ويقال : لا أَقبل إِلا درهمي بعَيْنِه وهؤلاء
إِخوتك بأَعيانهم ولا يقال فيه بأَعينهم ولا عُيونهم . و عَيْنُ الرجل : شاهِدُه
ومنه قولهم : الفَرَسُ الجوَاد عَيْنُه فُرارُه وفُرارُه إِذا رأَيته تَفرَّسْتَ
فيه الجَوْدة من غير أَن تَفِرَّه عن عَدْوٍ أَو غير ذلك . وفي المثل : إِن
الجوادَ عَيْنُه فُرارُه . ويقال : إِن فلاناً لكريمٌ عَيْنُ الكرم . ولا أَطلُبُ
أَثراً بعد عَيْن أَي بعد مُعاينة معناه أَي لا أَترك الشيء وأَنا أُعاينه وأَطلب
أَثره بعد أَن يغيب عني وأَصله أَن رجلاً رأَى قاتلَ أَخيه فلما أَراد قتله قال
أَفْتَدِي بمائة ناقة فقال : لست أَطلب أَثراً بعد عَيْنٍ وقتله . وما بها عَيْنٌ
و عَيَنٌ بنصب الياء و العين و عائنٌ و عائِنةٌ أَي أَحد وقيل : العَيَنُ أَهل
الدار قال أَبو النجم : تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ تُعارِضُ الكلبَ
إِذا الكلبُ رَشَنْ و الأَعيانُ : الإِخوة يكونون لأَب وأُم ولهم إِخْوَة
لعَلاَّتٍ . وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه : أَن أَعيان بني الأُمِّ يتوارثون دون
بني العَلاَّتِ قال : الأَعيانُ ولد الرجل من امرأَة واحدة مأْخوذ من عَيْنِ الشيء
وهو النفيس منه قال الجوهري : وهذه الأُخوَّة تسمى المُعايَنة . والأَقْرانُ : بنو
أُمَ من رجالٍ شَتَّى وبنو العَلاَّتِ : بنو رَجُل من أُمهات شَتَّى وفي النهاية :
فإِذا كانوا لأُم واحدة وآباءٍ شَتى فهم الأَخْياف ومعنى الحديث : أَن الإِخوة من
الأَب والأُم يتوارثون دون الإِخوة للأَب . و عَيْنُ القوس : التي يقع فيها
البُنْدُقُ . و عَيَّنَ عليه : أَخبر السلطانَ بمسَاويه شاهداً كان أَو غائباً . و
عَيَّنَ فلاناً : أَخبره بمساويه في وجهه عن اللحياني . و العَيْنُ و العِينةُ :
الرِّبا . و عَيَّنَ التاجرُ : أَخذ بالعينةِ أَو أَعطى بها . و العينةُ :
السَّلَفُ تَعَيَّنَ عِينةً و عَيَّنه إِياها . و العَيَنُ : الجماعة قال جندلُ بن
المُثنَّى : إِذا رآني واحداً أَو في عَيَنْ يَعْرِفُني أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ
الأَزهري : يقال عَيَّنَ التاجرُ يُعَيِّنُ تَعْييناً و عِينةً قَبيحة وهي الاسم
وذلك إِذا باع من رجل سِلعةً بثمن معلوم إِلى أَجل معلوم ثم اشتراها منه بأَقل من
الثمن الذي باعها به وقد كره العِينةَ أَكثر الفقهاء ورُويَ فيها النهيُ عن عائشة
وابن عباس . وفي حديث ابن عباس : أَنه كره العِينةَ قال : فإِن اشترى التاجر
بحَضْرةِ طالبِ العِينةِ سِلْعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ثم باعها من طالب
العِينة بثمن أَكثر مما اشتراه إِلى أَجل مسمّى ثم باعها المشتري من البائع الأَول
بالنَّقد بأَقل من الثمن الذي اشتراها به فهذه أَيضاً عِينةٌ وهي أَهون من الأُولى
وأَكثر الفقهاء على إِجازتها على كراهة من بعضهم لها وجملة القول فيها أَنها إِذا
تَعَرَّت من شرط يفسدها فهي جائزة وإِن اشتراها المُتَعَيِّنُ بشرط أَن يبيعها من
بائعها الأَول فالبيع فاسد عند جميعهم وسميت عِينةً لحصول النَّقدُ لِطالب العينةِ
وذلك أن العِينة اشتقاقها من العين وهو النَّقْد الحاضر ويحْصُلُ له من فَوْرِهِ
والمشتري إِنما يشتريها ليبيعها بعَيْنٍ حاضرة تصل إِليه مُعَجَّلة وقال الراجز :
وعَيْنُه كالْكَالِئِ الضِّمَارِ يريد بعَيْنه حاضِرَ عَطِيَّتِه يقول : فهو
كالضمار وهو الغائب الذي لا يُرْجَى . وصَنع ذلك على عَيْنٍ وعلى عَيْنَينِ وعلى
عَمْدِ عَينٍ وعلى عَمْدِ عَيْنين كل ذلك بمعنى واحد أَي عَمْداً عن اللحياني .
ولقيته قبلَ كلِّ عائِنةٍ و عَيْنٍ أَي قبل كل شيء . ولقيته أَولَ ذي عَيْنٍ و
عائنةٍ وأَوَّلَ عينٍ وأَوَّلَ عائنةٍ وأَدْنى عائِنةٍ أَي قبل كل شيء أَو أَول كل
شيء . ولقيته مُعاينةً ولقيته عينَ عُنَّةَ ومُعاينةٍ كل ذلك بمعنى أَي مواجهةً
وقيل : لقيته عَينَ عُنَّةٍ إِذا رأَيته عِياناً ولم يَرَك . وأَعطاه ذلك عَينَ
عُنَّةٍ أَي خاصةً من بين أَصحابه . وفعلت ذلك عَمْدَ عَيْنٍ إِذا تعمَّدْته بجدَ
ويقِين قال امرؤ القيس : أَبْلِغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَينٍ
قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما قال ابن بري : الشُّوَيْعِرُ يعني به محمد بن حُمْرانَ
وكذلك فعلته عمداً على عَيْنٍ قال خُفَافُ بن نُدْبة السُّلميّ : فإِن تَكُ خَيْلي
قد أُصِيبَ صميمُها فعمداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا و العَينُ : طائر أَصفر البطن
أَخضر الظهر بعِظَم القُمْرِيِّ . و العِيانُ : حَلْقةُ السِّنَّة وجمعها عُيُنٌ .
قال ابن سيده : و العِيانُ حَلْقة على طَرَف اللُّومَة والسِّلْب والدُّجْرِين
والجمع أَعْينةٌ و عُيُنٌ سيبويه : ثقلوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو يعني
أَنه لا يُحْمَلُ باب عُيُنٍ على باب خُونٍ بالإِجماع لخفَّة الياء وثقل الواو ومن
قال أُزْرٌ فخفّف وهي التميمية لزمه أَن يقول عِينٌ فيكسر فتصح الياء ولم يقولوا
عُيْنٌ كراهية الياء الساكنة بعد الضمة . قال الجوهري : و العِيَانُ حديدة تكون في
مَتاعِ الفَدَّانِ والجمع عِينٌ وهو فُعْلٌ فنقلوا لأَن الياء أَخف من الواو . قال
أَبو عمرو : اللُّومَةُ السِّنَّةُ التي تحارث بها الأَرض فإِذا كانت على
الفَدَّان فهي العِيانُ وجمعه عُيُنٌ لا غير قال ابن بري : تكون في مَتاعِ
الفَدَانِ بالتخفيف والجمع عُيُنٌ بضمتين وإِن أَسكنت قلت عُيْنٌ مثل رُسْلٍ قال :
وقال أَبو الحسن الصِّقليِّ الفَدَانُ بالتخفيف الآلة التي يحرث بها والفَدَّانُ
بالتشديد المَبْلَغُ المعروف . ويقال : عَيَّنَ فلانٌ الحربَ بيننا إِذا أَدَرَّها
. و عِينةُ الحرب : مادَّتُها قال ابن مقبل : لا تَحْلُبُ الحربُ مِني بعد
عِينتِها إِلاَّ عُلالَةَ سِيدٍ ماردٍ سَدِمِ ورأَيته بعائنة العَدُوِّ أَي بحيث
تراه عُيُونُ العَدُوِّ . وما رأَيت ثَمَّ عائنةً أَي إِنساناً . ورجل عَيِّنٌ :
سريع البكاء . و المَعانُ : المَنْزِل يقال : الكوفة مَعانٌ منا أَي منزل ومَعْلَم
قال ابن سيده : وقد ذكر في الصحيح لأَنه يكون فَعَالاً ومَفْعَلاً . و تَعيَّنَ
السِّقاءُ : رَقَّ من القِدَم وقيل : التَّعَيُّنُ في الجلد أَن يكون فيه دوائر
رقيقة مثل الأَعْيُن وليس ذلك بقوي . وسِقاءٌ عَيِّنٌ و مُتَعَيِّنٌ إِذا رَقَّ
فلم يُمْسك الماءَ . يقال : بالجلد عَيَنٌ وهو عيب فيه تقول منه : تَعَيَّنَ الجلد
وأَنشد لرؤبة : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وبعضُ أَعراضِ الشُّجونِ
الشُّجَّنِ دارٌ كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ وشَعِيبٌ عَيِّنٌ و عَيَّنٌ : يسيل
منها الماء وقد تقدم ذلك في السقاء . و المُعَيَّنُ من الجراد : الذي يُسْلخ فتراه
أَبيض وأَحمر وذكر الأَزهري في ترجمة ينع قال : قال أَبو الدُّقيش ضُرُوبُ الجَراد
الحَرْشَفُ و المُعَيَّنُ والمُرَجَّلُ والخَيْفانُ قال : فالمُعَيَّنُ الذي
يَنسَلخُ فيكون أَبيض وأَحمر والخَيْفانُ نحوه والمُرَجَّل الذي تُرَى آثارُ
أَجنحته قال : وغَزَالُ شَعْبانَ وراعِيةُ الأُتْنِ والكُدَمُ من ضروب الجراد
ويقال له كُدَمُ السَّمُرِ وهو الحَجَلُ والسُّرْمانُ والشُّقَيْرُ واليَعْسوب وهو
حَجَلٌ أَحمر عظيم . وأَتيت فلاناً وما عَيَّن لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما
أَعطاني شيئاً عن اللحياني وقيل : معناه لم يدُلَّني على شيء . و عَيْنٌ : موضع
قال ساعدة بن جُؤَيّة : فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً ما بَينَ عَيْنَ
إِلى نَباتَى الأَثْأَبُ و عَيْنُونة : موضع . وروى بعضهم في الحديث : عِينَيْنِ
بكسر الأَول جبل بأُحُد وروي عَينَين بفتحه وهو الجبل الذي قام عليه إِبليس يوم
أُحُد فنادى أَن النبي قد قتل . وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال له عبد الرحمن بن
عوف يُعَرِّض به : إِني لم أَفِرَّ يوم عَيْنَين قال عثمان : فلِمَ تُعَيِّرني
بذنب قد عفا الله عنه حكى الحديثَ الهَرَوِيُّ في الغريبين . ويقال ليوم أُحُد :
يوم عَيْنَين وهو الجبل الذي أَقام عليه الرُّماة يومئذ قال الأَزهري : وبالبحرين
قرية تعرف بعَيْنَين قال : وقد دخلتها أَنا وإِليها ينسب خُلَيْد عَيْنَين وهو رجل
يُهاجي جريراً وأَنشد ابن بري : ونْحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنينِ مِنْقَراً ويومَ
جَدُودٍ لم نُواكِلْ عن الأَصْلِ و عَيْنُ التمر : موضع . ورأْسُ عَينٍ ورأْس
العَين : موضع بين حَرَّانَ ونَصِيبين وقيل : بين ربيعة ومُضَرَ قال المُخَبَّلُ :
وأَنكحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدة بعدما زَعمْتَ برأْسِ العَينِ أَنك قاتِلُهْ ابن
السكيت : يقال قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْن ولا يقال من رأْس العَيْنِ . وحكى ابن
بري عن ابن دَرَسْتَوَيْه : رأْس عَينِ قرية فوق نَصِيبين وأَنشد : نَصِيبينُ بها
إِخْوانُ صِدْقٍ ولم أَنْسَ الذين برأْسِ عَيْنِ وقال ابن حمزة : لا يقال فيها
إِلاَّ رأْس العَين بالأَلف واللام وأَنشد بيت المُخبَّل وقد تقدم آنفاً وأَنشد
أَيضاً لامرأَة قتل الزِّبْرقانُ زوجَها : تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بن كعبٍ فليس
لخُلْفِها منه اعْتِذارُ برأْس العَينِ قاتل من أَجَرْتم من الخابُورِ مَرْتَعُه
السِّرارُ و عُيَيْنةُ : اسم موضع . و عَيْنان : اسم موضع بشِقِّ البحرين كثير
النخل قال الراعي : يَحُثُّ بهنّ الحادِيانِ كأَنَّما يَحُثَّانِ جَبّاراً
بعَيْنَينِ مُكْرَعا و العَيْنُ : حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً ويكون بدلاً
كقول ذي الرمة : أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ من
عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ يريد : أَأَنْ قال ابن جني : وزن عين فَعْل ولا يجوز أَن
يكون فَيْعِلاً كميت وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ ثم حذفت عين الفعل منه لأَن ذلك هنا لا
يَحْسُن من قِبَلِ أَن هذه حروف جوامد بعيدة عن الحذف والتصرف وكذلك الغين . و
عَيَّنَ عَيْناً حسنة : عملها عن ثعلب . و عائنةُ بني فلان : أَموالُهم
ورُعْيانُهم . وبلد قليل العَيْن أَي قليل الناس . وأَسْوَدُ العَيْنِ : جبل قال
الفرزدق : إِذا زَالَ عنكم أَسْوَدُ العين كنتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ
أَلائمُ وفي حديث الحجاج : قال للحسن وا لعَيْنُك أَكبر من أَمَدِك يعني شاهدُك
ومَنْظَرُكَ أَكبر من سِنِّك وأَكثر في أَمد عمرك . و عَينُ كل شيء : شاهده وحاضره
. ويقال : أَنت على عَيْني في الإِكرام والحفظ جميعاً قال تعالى : { ولِتُصْنَع
على عَيْني } . وروى المُنْذِرِيُّ عن أَحمد بن يحيى قال : يقال أَصابته من الله
عَيْنٌ . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أَن رجلاً كان ينظر في الطواف إِلى حُرَم
المسلمين فلَطَمَه عليّ رضي الله عنه فاسْتَعْدَى عليه عُمرَ فقال : ضرَبك بحق
أَصابته عَينٌ من عُيون الله عز وجل أَراد خاصة من خواص الله ووليَّاً من أَوليائه
وأَنشدنا : فما الناسُ أَرْدَوْهُ ولكنْ أَصابه يَدُ ااِ والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ
غالِبُ وأَما حديث عائشة رضي الله عنها : اللهم عَيِّنْ على سارقِ أَبي بكر أَي
أَظْهِرْ عليه سَرِقَته . يقال : عَيَّنْتُ على السارق تَعْيِيناً إِذا خَصَصْتُه
من بين المُتَّهَمين من عَيْنِ الشيء نفْسِه وذاته وأَما حديث علي كرَّم الله وجهه
: أَنه قاس العَيْنَ ببيضة جعل عليها خُطوطاً وأَراها إِياه وذلك في العين تضرب
بشيء يَضْعُفُ منه بَصَرُها فيُعْرَف ما نقص منها ببيضة تُخَطُّ عليها خُطوط سود
أَو غيرها وتُنْصَبُ على مسافة تدركها العين الصحيحة ثم تُنْصَبُ على مسافة تدركها
العَيْنُ العليلة ويعرف ما بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية
وقال ابن عباس : لا تُقاس العَينُ في يوم غيم لأَن الضوء يختلف يوم الغيم في
الساعة الواحدة ولا يصح القياس . و تَعَيَّنَ عليه الشيء : لزمه بعَيْنه . وشِرْبٌ
من عائنٍ أَي من ماء سائل . و تَعْيينُ الشيء : تخصيصه من الجُمْلة . و المُعَيَّنُ
: فحلُ ثَوْر قال جابر بن حُرَيْشٍ : ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوَارَ كأَنه
مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا ما بَرْبَرا و عَيَّنْتُ اللؤلؤة ثَقَبْتُها والله تعالى
أَعلم