بَدَّدَه تَبْدِيداً : فَرَّقَه فتَبَدّدَ : تَفرَّقَ . يُقال : شَمْلٌ مُبَدَّد . وتَبَدَّدَ القَومُ : تَفرَّقُوا . وبَدَّه يَبُدُّه بَدّاً : فَرَّقه . وبَدَّدَ زَيدٌ : أَعيَا أَو نَعِسَ وهو قاعدٌ لا يَرْقُد نقله الصاغَابيّ . وجَاءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ بَدَادِ وذَهب القَومُ بَدَادِ بَدَادِ أَي واحداً واحداً مَبنيّ على الكسْر لأَنّه معدولٌ عن المصدر وهو البَدَدُ . قال حسّان بن ثابت وكان عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ المدينة فرَكِبَ في طَلبه ناسٌ من الأَنصار منهم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ فرَدُّوا السَّرْحَ وقُتِلَ رَجلٌ من بني فَزارةَ يقال له الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ جَدُّ عبدِ اللّه بن مَسْعَدةَ فقال حسّان :
هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا ... سَلْمٌ غَداةَ فَوارِسِ المِقْدَادِ
كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَحْفَلاً ... لَجِباً فشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ
وقال الجوهريّ : وإِنّمَا بُنيَ للعَدْل والتأْنِيث والصِّفة فلمّا مُنِعَ بعلَّتَيْن بْنِيَ بثلاثٍ لأَنّه ليس بعد المنع من الصرْف إِلاّ منع الإِعراب . وحكَى اللِّحْيَانيّ : جاءَت الخَيلُ بدادِ بدادِ يَا هذا وبَدَادَ بَدَادَ وبَدَدَ بَدَدَ مبنيّان على الفتح الأَخير كخَمسةَ عَشرَ وبَدَداً بَدَداً على المصدر أَي متفرِّقَةً . وفي اللِّسان : واحداً بعد واحدٍ . قال شيخنا : وكلُّها مبنيّة ما عدا الأَخيرَ وكلُّهَا في مَحلّ نصْبٍ على الحاليّة سوى الأَخيرِ فإِنّه منصوبُ الَّلفظِ أَيضاً . وبَدَّ رِجْلَيه في المِقْطَرة : فَرَّقَهُمَا . وكلُّ من فَرَّجَ رِجْلَيْه فقد بَدَّهُمَا . ويقال ذَهَبُوا عَبَادِيدَ تَبَادِيدَ هكذا بالمثنّاة الفوقيّة في نُسختنا وفي بعضها بالياءِ التحتية على ما في اللِّسانِ وأَبادِيدَ أَي فرَقاً مُتَبدِّدينَ ورَجلٌ أَبَدُّ : مُتَبَاعِدُ اليَدَيْنِ عن الجَنبَين أَو هو العَظِيمُ الخَلْقِ المُتَبَاعِدُ بعضُه مِن بَعضِ وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً . وقيل : هو المتباعِدُ ما بينَ الفَخِذَيْن مع كثرَةِ لَحمٍ وقيل : عريض ما بينَ المَنْكِبَيْنِ . وقد بَدِدَتْ كَفَرِحَتُ بَدَداً محرّكَةً وعن ابن السِّكِّيت : البَدَدُ في الناس : تَبَاعُدُ ما بينَ الفَخذَيْن من كَثرةِ لحْمِهما تقول منه : بَدِدْتَ يا رجُلُ بالكسْر فأَنت أَبَدُّ . وبَقَرَةٌ بَدّاءُ . والبَدُّ بالفتح : التَّعَب . وَبَدَّدَ : تَعِبَ وأَعْيَا وكَلَّ عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد
" لما رَأَيْتُ مِحْجَماً قد بَدَّدا
" وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنَا فاسْتَورَدَا
" دَعْوتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا والبِدّ بالكسر : المِثْل وهما بِدّانِ . والبِدّ أَيضاً : النَّظِير كالبَدِيدَةِ يقال : ما أَنتَ لي ببَدِيدٍ فتكلِّمَني . والبُدُّ بالضَّم : البَعُوضُ هكذا في نُسختنا وهو خَطأُ والصَّوَابُ العِوَضُ كما في اللِّسان والصّحاح وغيرهما من الأُمّهَات . وقال ابن دُريد : البُدّ الصَّنَمُ نفْسُه الّذي يُعبَد لا أَصْل له فارسيٌّ معَرَّبُ بُتْ . ج بِدَدَةٌ كقِرَدَةٍ وأَبْدَادٌ كخُرْجٍ وأَخراجٍ وقيل : البُدّ : بَيْتُ الصَّنَمِ والتصاويرِ وهو أَيضاً مُعرّب ولو قال والصَّنَم أَو بَيْته مُعَرَّب كان أَخصَرَ . والبُدُّ أَيضاً : النَِّيب من كلِّ شيْءٍ كالبِدَاد بالكسر والبُدَادِ والبُدَّةِ هما بالضّمّ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابيّ . وروى بَيت النَّمِر بن تَوْلَب :
" فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانحاًقال ابن سيده : والمعروف بُدْأَتَهَا وجمْع البُدّة بُدَدٌ وجمْع البِدَاد بِدَدٌ كلّ ذلك عن ابن الأَعرابيّ . وخُطِّىء الجوهريُّ في كَسرِهَا . قال الصّغانيّ : البُدَّةُ بالضَّمّ : النَّصيب عن ابن الأَعرابيّ بالكسر خطأٌ ذَكرَه أَبو عمرٍو في ياقوتة العقم . ونصُّ عبارة الجوهريّ والبِدَّةُ بالكسر : القُوّة والبِدّة أَيضاً النَّصِيب قلت وفي الدُّعاءِ الَّلهمَّ أَحصِهِمْ عَدَداً واقتُلْهم بدَداً قال ابن الأَثير : يُروَى بكسر الباءِ جمع بِدَّةَ وهي الحِصَّة والنصيب أَي اقتُلْهم حِصَصاً مُقسّمة لكلِّ واحدٍ حصّتُه ونَصِيبه . قولهم لابُدَّ اليومَ من قَضَاءِ حاجَتي أَي لا فِرَاقَ منه عن أَبي عَمرٍو . وقِيلَ : لا بدَّ منه : لا مَحَالَةَ منه . وقال الزّمخشريّ : أَي لا عِوَضَ ومعناه أَمرٌ لازمٌ لا تمكِن مُفارقتُه ولا يُوجَد بَدلٌ منه ولا عِوَضٌ يقوم مَقامَه . قال شيخنا : قالوا : ولا يُستعمَل إِلاَّ في النَّفْيِ واستعمالُه في الإِثبات مُوَلَّد . وبدَادُ السَّرْجِ والقَتَبِ مُقتضَى اصطلاحه أَن يكون بالفتح والذي ضبطه الجوهَرِيُّ بالكسر وبَدِيدُهما ذلك المَحشُّو الّذي تحتَهما وهو خَريطتان تُحشَيانِ فتجعلها تحْت الأَحناءِ لئلاّ يُدْبِرَ الخَشَبُ الفَرَسَ أَو البعيرَ . وقال أَبو منصور البِدَدانِ في القَتَبِ شِبْهُ مِخْلاَتَيْن تحْشَيَانِ وتُشدَّانِ بالخُيوط إِلى ظَلِفَاتِ القَتَب وأَحْنَائه . والجمْع بَدَائدُ وأَبِدَّةٌ تقول : بَدَّ قضتَبَه يَبُدّه . وقالَ غيره : البِدَادُ : بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تحتَ القَتَبِ وِقايةً لبعيرٍ أَن لا يُصيبَ ظَهْرَه القَتَبُ ومن الشِّقّ الآخرِ مثلُه وهما مُحيطانِ مع القَتب . وبِدَادُ السَّرْجِ مُشتقٌّ من قَولك : بَدّ الرَّجلُ رِجْلَيْه إِذا فرَّجَ ما بينهما كذا في الصّحاح . والبَدِيدُ كُأَمِيرٍ : الخُرْجُ بضمّ الخاءِ وسكون الراءِ هكذا في نُسختنا والّذي في الصّحاح : والبَدِيِدَانِ الجُرجان هكذا كما تَراه بجيمين والبَدِيدة : المَفَازةُ الواسعَةُ . والبِدَاد : بالكسر لِبْدٌ يُشَدُّ مَبدُوداً على الدّابَّة الدَّبِرَةِ . وبُدَّ عن دُبُرِهَا أَي شُقَّ . والبِدَادُ والبِدَادَة بكسرهما والفتحُ لُغة في الأَوّل وبهما رُوِيَ قَول القُطَاميّ :
فَثَمَّ كَفَيْناهُ البِدَادَ ولم نَكنْ ... لنُنْكِدَه عَمّا يَضِنُّ به الصَّدْرُوالمُبَادّة في السّفَر : أَنْ يُخرِجَ كلُّ إِنسان شيئاً من النَّفقة ثمّ يُجْمَع فيُبْقُونَه هكذا في نسختنا وهو خطأٌ والصّواب فيُنْفِقونه بَيْنَهُمْ . وعن ابن الأَعرابيّ : البِدَاد أَن يُبِدّ المالَ القَوْمُ فيُقسَم بينهم وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعامَ والاسمُ البُدّة والبِدَادُ جمْعهما بُدَد وبُدُد . وبَايَعَهُ بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً وفي بعضٍ : مُبادَدَة وبِدَاداً ككِتَاب كلاهما : بَاعَهُ مُعَارَضَةً أَي عَارَضهُ بالبَيْع وهو من قَولك : هذا بِدُّه وبَدِيده أَي مِثله . وبَدَّهُ أَي بَدَّ صاحبَه عن الشْيءِ : أَبعَدَه وكَفَّه وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمرِ أَي أَدْفعه عنك . وبدَّ الشْيءَ يَبُدُّه بَدّاً : تَجافَى به . وقال ابن سيده : البَادُّ : باطِنُ الفَخِذ وقيل : هو ما يلي السَّرْجَ من فَخذِ الفارسِ وقيل : هو ما بين الرِّجلَين ومنه قول الدّهناءِ بِنت مِسْحَلٍ : إِني لأُرخِي له بادِّي قال ابنُ الأَعرابيّ : سُمِّيَ بادّاً لأَنّ السَّرْجَ بَدَّهما أَي فَرَّقهما فهو على هذا فاعلٌ في معنى مفعولٍ وقد يكون على النَّسبِ . وقال ابن الكلبيّ : كان دريدُ بن الصِّمّة قد بَرِصَ بَادّاهُ من كثرةِ ركوبه الخيلَ أَعراءً . وبادّاه : ما يَلِي السَّرجَ من فَخذيْه . وقال القُتَيبيّ : يقال لذلك الموضعِ من الفَرس بادٌّ . والبَدَّاغءُ من النساءِ : الضَّخْمَةُ الإِسْكَتَيْنِ المتباعدةُ الشُّفْرَيْن وقيل : هي المرأَةُ الكثيرةُ لَحمِ الفَخذَين . ويقال : بيني وبينَك بُدَّةٌ . البُدَّةُ بالضّمّ : الغاية والمُدّة . وقال الفرَّاءُ : طَيْرٌ أَبادِيدُ وفي بعض نُسخِ الصّحاح المصحَّحة : يباديد بالتحتية وتَبَادِيدُ بالمثناة الفوقيّة أَي متفرِّقة كذا في النُّسخ وفي الصّحاح : متفرّق ونصُّ عبارةِ الفرّاءِ : أَي مَفترق . وتَصحَّفَ على الجوهريّ فقال : طيرٌ يَبادِيد . وأَنشد :
كأَنّما أَهلُ حجْرٍ يَنظرون مَتَى ... يَرَوْنَنِي خارِجاً طَيْرٌ يَبَادِيدُ برفع يباديد على أَنّه صفة طير وكذا رواه يعقوب . قال أَبو سهْل الهَرويّ : وقرأْته بخطّ الأَزهريّ في كِتابه كما رواه الجوهريّ بالرّفع وبالباءِ وإِنما هو طَير اليَنَاديدِ بالنون والإِضافة . وفي إِصلاح المنطق في باب ما يقال الياءِ والهمزة يقال أَعْصُرُ ويَعْصُر وأَلَمْلَم وَيلَمْلم وطَيرٌ يَنادِيدُ : متفرِّقة بالنون . ومن أَقوى الدلائل أَنَّ القَافية مكسورة ودعَوى الإِقواءِ على ما زعَم شيخُنَا غير مُسلَّم . وقبله :
ونحْنُ في عُصبةِ عَضَّ الحَديدُ بهم ... من مُشْتَكِ كَبْلَه منهمْ ومَصفود كأَنّمَا أَهل حجْر الخ . والبيت لعُطَارِد بن قَرّانَ الحنظليّ أَحد اللّصوص . وقوله أَي الجوهريّ في إِنشاد قَول الرّاجز وهو أَبو نُخيلةَ السَّعدي . من كُلِّ ذاتِ طائِفٍ وزُؤْدِ أَلدُّ يَمشِي مِشْيَةَ الأَبَدِّ غلطٌ والصَّواب :
" بَدّاءُ تَمشِي مِشْيةَ الأَبَدِّ لأَنّه في صِفَة امرأَةِ . وبعده :
" وَخْداً وتَخْوِيداً إِذا لمْ تَخْدِيوالطائف : الجُنون : والزُّؤْد : الفزَعُ . وقد سبقه إِلى ذلك ابن بَرّيّ وأَبو سهْل الهَرَويّ والصغانيّ . ويقال : لَقِيَ فُلانٌ وفُلانٌ فُلاناً فابْتَدَّاهُ بالضَّرب ابتداداً إِذا أَخَذَاه من جانِبَيْهِ أَو أَتَيَاه من ناحِيَتَيْه . والسَّبُعانِ يَبتَدّانِ الرَّجلَ إِذا اَتَيَاه من جانِبَيْهِ . والرَّضِيعَانِ التَوْأَمَانِ يَبتَدَّان أُمَّهُمَا يَرضِع هذا من ثَدْيٍ وهذا من ثَدْيٍ . ويقال : لو أَنَّهُمَا لَقِياه بخَلاَءٍ فابتَدَّاه لمَا أَطاقاه ويقال : لَمَا أَطاقَه أَحدُهما . وهي المبادّة ولا تقل ابتدَّهَا ابنُهَا ولكن ابتدَّها ابنَاها . ويقال : مالَه به بَدَدٌ ولا بَدّةٌ بالفَتْح ويروَى بالكسر أَيضاً أَي ماله به طَاقَةٌ ولا قُوّة . والبَدِيدَةُ كذا في النُّسخ كسَفِنَة والصَّوَاب البَدْبَدَة بموحَّدتين مفتوحَتين كما هو بخطّ الصّغانيّ : الدَّاهِيَةُ يقال : أَتانَا ببَدْبَدَةٍ . والأَبَدُّ : الحائكُ لتَباعُدِ ما بينَ فَخْيه . والأَبدُّ بَيِّنُ البَدَدِ : الفَرَسُ بَعِيدُ ما تَبْينَ اليَدَين وقيل : هو الّذي في يَديه تَباعُدٌ عن جَنَبْيه وهو البَدَدُ . وبَعيرٌ أَبَدُّ وهو الّذي في يَديْه فَتَلٌ . وقال أَبو مالكٍ : الأَبَدّ : الواسعُ الصَّدْرِ . والأَبَدُّ الزَّنِيمُ : الأَسَدُ وَصَفوه بالأَبَدّ لتباعُدٍ في يديه وبالزَّنيم لانفراده . وتبدّدُوا الشّيْءَ : اقتسَمُوه بِدَداً بالكسر أَي حِصَصاً جمع البِدّة بالكسر وهو النّصيب والقِسْم قاله ابن الأَعرابيّ . وقد أَنكرَ شيخنا ذلك على الجوهريّ كما سبَقَ . وفي حديث عِكْرِمة فتَبَدَّدُوهُ بينَهُم أَي اقتَسموه حِصَصاً على السَّواءِ . وتَبدَّدَ الحَلْيُ صَدْرَ الجاريةِ : أَخَذَه كُلَّه . وفي الأَساس : أَخذَ بجَانِبَيْهِ . قال ابنُ الخطيم :
كأَنّ لَبّاتِها تَبَدَّدَهَا ... هَزْليَ جَرادٍ أَجْوافُه جُلُفُ وبَدْبَدْ أَي بَخْ بَخْ نقلَه الصَّاغَانيّ . والقوم تَبادُّوا . وقولهم : لَقُوا بَدَادَهم بالفتح كلاهما بمعنًى واحدٍ أَي أَخَذُوا أَقْرَانَهُم ولَقِيَهم قَومٌ أَبْدَادُهم أَي أَعدادُهم لكلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ . ويقال : يا قومُ بَدَادِ بدَادِ مَرّتَيْن كقطَام أَي ليأْخُذْ كلُّ رَجلٍ قِرْنَه . قال الجوهَرِيّ : وإِنمَّمَا بُنِيَ هذا على الكسر لأَنّه اسمٌ لفِعْل الأَمر وهو مَبنيّ . ويقال إِنّما كُسر لاجتماع الساكنَين لأَنّه واقعٌ مَوْقِعَ الأَمرِ, واسْتَبَدَّ فُلانٌ به أَي تَفَرَّدَ به دونَ غَيره . كذا في بعض نُسخ الصحاح وفي أَكثرها انفرَدَ به وقد جاءَ ذلك في حديثِ عليٍّ رضي اللّه عنه . والبَدَادُ كسَحابٍ : المُبارَزةُ . والعرب تقول : لو كانَ البَدَادُ لما أَطَاقُونا أَي لو بارَزْنَاهم رَجُلٌ رَجُلٌ . وفي بعض الأُمّهاتِ رجُلٌ لرجُلٍ . وفي حديث يَومِ حُنين إِنّ سيِّدنَا رسولَ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم أَبَدَّ يدَه - أَي مَدَّهَا إِلى الأَرْض - فأَخَذَ قَبضَةً . والرَّجلُ إِذا رأَى ما يَسْتَنْكِرُه فأَدامَ النظرَ إِليه يقال : أَبَدَّ فُلانٌ نَظَره إِذا مَدَّه وأَبدَدْتُه بَصَرِي . وفي الحديث كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السُّجُود أَي يَمدُّهما ويُجافِيهما ويُقال للمصلِّي : أَبِدَّ ضَبْعَيْك . وأَبَدَّ العَطَاءَ بَيْنَهم أَي أَعطَى كُلاًّ منهم بُدَّتَه بالضّمّ ويروَى بالكسر كما للزَّمخشريّ أَي نَصيبه على حِدَة ولم يَجْمَعْ بين اثنَين بسكون ذلك في الطَّعَام والمالِ وكلِّ شيْءٍ . قال أَبو ذُؤيب يَصف الكِلابَ والثَّورَ :
فأَبَدَّهنَّ حُتُوفَهنّ فهاربٌ ... بذَمائِه أَو باركٌ مُتجَعْجعُ قيل : إِنه يَصِف صَيّاداً فَرّقَ سِهامَه في حُمرِ الوَحْشِ . وقيل : أَي أَعْطَى هذا حتَّى عَمَّهم . وقال أَبو عُبيد : الإِبداد في الهِبَة : أَن تَعطيَ واحداً واحداً . والقِرَان : أَن تَعطيَ اثنينِ اثنين . وقال رجلٌ من العرب : إِنّ لي صِرْمَةً أُبِدّ منْهَا وأَقرُن . وقال الأَصمَعِيّ : يقالَ أَبِدَّ هذا الجزورَ في الحيِّ فأَعطِ كلَّ إِنسانٍ بِدَّتَه أَي نَصيبه . وقَولُ عُمرَ بن أَبي ربَيعةَ :
" أُمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالمينَاقيل : معناه أَمقسِّم أَنت سُؤالَكَ على النّاسِ واحداً واحداً حَّتى تَعمَّهم . وقيل : معناه : أَمُلزمٌ أَنت سؤَالَك النّاسَ ؟ من قَولك : مالَكَ منه بُدٌّ . والبَدَد محرَّكَةً : الحاجَةُ . وبَدْبَدٌ كفَدْفَد : ع بل هو ماءٌ في طَرَفِ أَبانَ الأَبيضِ الشَّمَاليّ . قال كُثَيِّر :
إِذَا أَصبَحَتْ بالَحِبْس في أَهْلِ قَرْيةٍ ... وأَصْبَحَ أَهلِي بين شَطْبٍ فَبَدْبَدِ وبُدَيْد كزُبَيرٍ : جَدُّ جِلِّزة بكسر الجيم واللام المشدّدة وفي بعض النُّسخ بالحاء بدل الجيم وهو الصواب . وهو ابن مَكروه اليَشْكُرِيّ والد الحارثِ وعَمرٍ والشاعِرَين . ومما يستدرك عليه : كَتِفٌ بَدّاءُ : عَريضةٌ مُتباعدةُ الأَقطارِ . وامرأَةٌ : مُتَبَدِّدةٌ مَهزولةٌ بعضها من بعض . واستبدَّ بأَمِيرِه : غَلَبَ عليه فلا يَسْمَع إِلاّ منه . وفي حديث أُمِّ سَلَمةَ أَنَّ مَسَاكِينَ سَأَلُوها فقالَتْ : يا جارِيَةُ أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةَ تَمْرَةٌ أَي فَرِّقي فيهم وأَعطيهم . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
بَلِّغْ بنِي عَجَبٍ وبَلِّغْ مأْرِباً ... قَولاً يُبِدُّهُم وقَولاً يَجْمعُ فسَّره فقال : يُبِدُّهم : يُفرِّق القَوْلَ فيهم . قال ابن سِيده : ولا أَعرف في الكلام أَبْدَدْتُه : فَرَّقْتُه . وتَبادَّ القَومُ : مَرُّوا اثنين اثنيْنِ يَبُدُّ كُلُّ واحدٍ منهما صاحبَه . وعن ابن الأَعرابيّ : البِدَاد والعِدَاد : المُناهدة . وبَدَّدَ الرَّجلُ إِذا أَخرَجَ نَهْدَه . ويقال : أَضعَفَ فُلانٌ على فُلان بَدَّ الحَصَى أَي زاد عليه عَدَدَ الحَصَى . ومنه قول الكُميت :
مَنْ قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ ... في الجُودِ بَدَّ الحَصَى قيلَتْ له أَجَلُ ويقال : بَدّدَ فُلانٌ تَبديداً إِذا نَعسَ وهو قاعد لا يَرْقد . وفلاةٌ بَدْبَدٌ : لا اَحدَ فيها . وتَبَادُّوا : تَبَارَزُوا . ومن المَجاز : استَبدَّ الأَمرُ بفُلانٍ : غلَبَ عليه فلم يَقدِر أَن يَضبطه
الشَّمالُ : ضِدُّ الْيَمِينِ كالشِّيمَالِ بِزِيادَةِ الياءِ وكذلكَ الشِّمْلاَلُ بِكَسْرِهِنَّ ويُرْوَى قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ يَصِفُ فَرَساً :
" كَأنِّي بِفَتْخَاءِ الجَناحَيْنِ لَقْوَةٍصيُودٍ مِنَ الْعِقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِيمَالِي وشِمْلالِي بالوَجْهَيْنِ والأَخِيرَةُ أَعْرَفُ قالَ اللِّحْيانِيُّ : ولم يَعْرِفِ الْكِسائِيُّ ولا الأَصْمَعِيُّ شِمْلال قالَ ابنُ سِيدَه : عندِي أنَّ شِيمالِي إِنَّما هو في الشِّعْرِ خاصَّةً أَشْبَع الكَسْرَةَ للضَّرُورَةِ ولا يكونُ شِيمالٌ فِيعَالاً لأنّ فِيعالاً إِنَّما هُو من أَبْنِيَةِ المَصادِرِ والشِّيمالُ ليسَ بِمَصْدَرٍ إِنَّما هو اسْمٌ . قلتُ : ويُرْوَى في قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ : عَلى عَجَلٍ منها أُطَأْطِئُ ويُرْوَى : دَفُوفٍ مِنَ العِقْبانِ ومَعْنَى طَأْطَأْتُ : حَرَّكْتُ واحْتَثَثْتُ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : رِوايَةُ أبي عَمْرٍو : شِمْلاَلِي بإِضافَتِهِ إلى ياءِ المُتَكَلِّم أي كَأَنِّي طَأْطَأْتُ شِمْلاَلِي من هذه النَّاقَةِ بِعُقَابٍ ورَواهُ الأَصْمَعِيُّ : شِمْلاَلِ من غَيْرِ إضافَةٍ إلى اليَاءِ أي كَأنِّي بِطَاْطَأَتِي بهذه الفَرَسِ طَأْطَأْتُ بِعُقابٍ خَفِيفَةٍ في طَيَرانِها فَشِمْلالُ عَلى هذا مِن صِفَةِ عُقابٍ الذي تُقَدِّرُه قبلَ فَتْخاء تَقْدِيرُه بِعُقَابٍ فَتْخاءَ شِمْللِ وقال أبو عَمْرٍو : أرادَ بِقَوْلِهِ : أُطَاْطِئُ شِمْلاَلِي يَدَهُ الشِّمالَ والشِّمالُ والشِّمْلالُ واحدٌ . ج : اَشْمُلٌ بِضَمِّ المِيمِ كأَعْنُقٍ . وأَذْرُع لأَنَّها مُوَنَّثَةٌ قالَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ :
أَقولُ لَهُم يَومَ أَيْمَانُهُمْ ... تُخَايِلُها في النَّدى الأَشْمُلُ وشَمَائِلُ عَلى غَيرِ قِياسٍ قال اللهُ تعالى : " عَنِ الْيَمِينِ والشَّمائِلِ " وفيه : " وعَنْ أَيْمانِهِمْ وعَنْ شَمَائِلِهِمْ " وشُمُلٌ بِضَمَّتَيْنِ قالَ الأَزْرَقُ العَبْدِيُّ :
" في أَقْوُسٍ نَازَعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلاَ وحَكَى سِيبَوَيْه عن أبي الخَطَّابِ في جَمْعِهِ : شِمْالٌ عَلى لَفْظِ الْوَاحِدِ ليسَ مِنْ بابِ جُنُبٍ لأَنَّهُم قد قالُوا شِمالاَنِ ولَكِنَّهُ على حَدِِّ دِلاَصٍ وهِجَانٍ . وشَمَلَ بِهِ شَمْلاً : أَخَذَ ذَاتَ الشِّمالِ حَكاهُ ابْن الأَعْرابِيِّ وبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ زُهَيْرٍ :
جَرَتْ سَرْحاً فقُلْتُ لها أَجِيزِي ... نَوىً مَشْمُولَةً فَمَتَى اللِّقاءُ قالَ : مَشْمُولَةً أي مَأْخُوذاً بها ذاتَ الشِّمالِ وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : مَشْمُولَةً : سَرِيعَةَ الانْكِشافِ . والشِّمالُ : الطَّبْعُ والخُلُقُ ج : شَمائِلُ وقالَ عَبْدُ يَغُوثُ الْحَارِثِيُّ :
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلامَةَ نَفْعُها ... قَليلٌ وما لَوْمِي أَخِي مِنْ شِمَالِيَا يَجُوزُ أن يَكُونَ واحداً أي من طَبْعِي وأن يكونَ جَمْعاً مِن بابِ هِجَانٍ ودِلاَصٍ أو تَقْدِيرُهُ : مِنْ شَمائِلِي فقَلَبَ وقالَ آخَرُ :
هُمُ قَوْمِي وقد أَنْكَرْتُ مِنْهُنمْ ... شَمائِلَ بُدِّلُوهَا مِنْ شِمالِي وقالَ الرَّاغِبُ : قِيلَ لِلْخَلِيقَةِ شِمَالٌ لَكَوْنِهِ مُشْتَمِلاً على الإِنْسانِ اشْتِمالَ الشِّمالِ على البَدَنِ ومِن سَجَعاتِ الأَساسِ : ليسَ مِنْ شَمائِلِي وشِمالي أن أَعْمَلَ بِشِمَالِي . ومِنَ المجازِ : زَجَرْتُ لَهُ طَيْرَ الشِّمالِ أي طَيْرَ الشُّؤْمِ كَما في الأَساسِ واَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ :
" ولم أَجْعَلْ شُؤُونَكَ بالشِّمالِ
أي لم أَضَعْها مَوْضِعَ الشُّؤُمِ وطَيْرٌ شِمَالٌ كُلُّ طَيرٍ يُتَشَاءَمُ به وجَرَى لَهُ غُرابُ شِمَالٍ : أي ما يَكْرَهُ كاَنَّ الطَّائِرَ إِنَّما أتاهُ عنِ الشِّمالِ قالَ أبو ذُؤَيْبٍ :
زَجَرْتُ لَها طَيرَ الشِّمالِ فَإِنْ يَكُنْ ... هَواكَ الذي تَهْوَى يُصِبْكَ اجْتِنابُها والشَّمالُ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ : الرِّيحُ التي تَهُبُّ وتضأْتِي مِن قِبَلِ الْحِجْرِ كما في المُحْكَمِ وفي المُفْرَدَاتِ : مِنْ شَمالِ الكَعْبَةِ وقالَ غيرُهُ : مِنْ ناحِيَةِ القُطْبِ أو من اسْتَقْبَلَكَ عَنْ يَمِينِكَ وأنتَ مُسْتَقبِلٌ أي واقفٌ لِلْقِبْلَةِ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه عن ثَعْلَبٍ والصَّحِيحُ أَنَّهُ ما كانَ مَهَبَّهُ بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ وبَناتِ نَعْشٍ أو مَهَبُّهُ مِنْ مَطْلًَعِ بَناتِ النَّعْشِ إِلى مَسْقَطِ النَّسْرِ الطَّائِرِ عن ابْن الأَعْرابِيِّ كذا في تَذْكَرَةِ أَبِي عَلِيٍّ ويكونُ اسْماً وَصِفَةً وهو المَعْرُوفُ بِمِصْرَ بالمَرِيسيِّ وبالحِجازِ الأَزْيب ولا تَكادُ تَهُبُّ لَيلاً وإذا هَبَّتْ سَبْعَةَ أَيَّام عَلى أَهْلِ مِصْرَ أَعَدُّوا الأَكْفانَ لأَنَّ طَبْعَها طَبعُ المَوْتِ بَارِدَةٌ يَابِسَةٌ كالشّيْمَلِ كحَيدَرٍ والشَّأْمَلِ بالهَمْزِ مَقْلُوبٌ مِنَ الشَّمْأَلِ الآتِي ذِكْرُهُ والشَّمَلِ مُحَرًَّكَةً قالَ : ثَوَى مالِكٌ بِبِلادِ العَدُوِّ تَسْفى عَليهِ رِياحُ الشَّمَلْ قالَ ابنُ سِيدَه : فإِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلى التَّخْفِيفِ القِياسِيِّ في الشَّمْأَلِ وهو وحَذْفُ الهمْزَةِ وإِلْقاءُ الحَرَكَةِ عَلى ما قَبْلَها وإِمَّا أَنْ يَكُونَ المَوْضُوعُ هكذا قالَ : وتُسَكَّنُ مِيمُهُ هكذا جاءَ في شِعْرِ البَعِيثِ ولم يُسْمَعُ إِلاَّ فيهِ قالَ :
أَهاجَ عليكَ الشَّوْقَ أَطْلالُ دِمْنَةٍ ... بِنَاصِفَةِ البُرْدَيْنِ أو جَانِبِ الهَجْلِ
أَتَى أَبَدٌ مِنْ دُونِ حِدْثانِ عَهْدِها ... وجَرَّتْ عليها كُلُّ نَافِحَةٍ شَمْلِ والشَّمأَلِ بالهَمْزِ كجَعْفَرٍ قالَ الكُمَيْتُ :
مَرَتْهُ الجَنُوبُ فَلَمَّا اكْفَهَرَّ ... حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ وقالَ أَوْسٌ :
وعَزَّتِ الشَّمْأَلُ الرِّيَاحُ وإِذْ ... باتَ كَمِيعُ الْفَتاةِ مُلْتَفِعَا وقد تُشَدُّ لامُهُ وهذا لا يكونُ إِلاَّ في الشِّعْرِ قال الزَّفْيانُ :
" تَلُفُّهُ نَكْباءُ أو شَمْأَلُّ والشَّوْمَلِ كَجَوْهَرٍ والشَّمِيلُ كأَمِيرٍ ففيها لُغاتٌ ثَمانِيَةٌ وإِنْ قُلْنا إِنَّ مُشَدَّدَةَ اللاّمِ ليستْ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ فتِسْعَةٌ ويُقالُ أيضاً : الشَّامَلُ كهاجِرٍ مِن غَيرِ هَمْزٍ والشَّمَلُّ مُحَرَّكَةً مَعَ شَِّ اللاَّمِ وهاتانِ نَقَلَهُما شَيْخُنا فتكونُ اللُّغَاتُ إِحْدى عَشْرَةَ َعلى قَوْلٍ قالَ : وزَادَ الكافَ في الأَخِيرَيْنِ إِطْناباً وخُرُوجاً عن اصْطِلاحِه إِذْ لَو قالَ : كجوهَرٍ وصَبُورٍ وأَمِيرٍ لَكَفَى فَتَأمَّلْ . ج الشَّمَالِ : شَمَالاتٌ قالَ جَذِيمَةُ الأَبْرَشُ :
رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاَتُ فأَدْخَلَ النُّونَ الخَفِيفَةَ في الواجِبِ ضَرُورَةً . وأَشْمَلُوا : دَخَلُوا فِيها كقَوْلِهم : أَجْنَبُوا مِنَ الجّنُوبِ وشَمِلُوا كفَرِحُوا : أَصَابَتْهُمْ وهم مَشْمُولُونَ ومنه : غَدِيرٌ مَشْمُولٌ إِذا نَسَجتْهُ رِيحُ الشَّمالِ أي ضَرَبَتْهُ فَبَرَدَ ماؤُهُ وصَفَا ومنه شَمَلَ الْخَمْرَ يَشْمَلُها شَمْلاً : عَرَّضَها لِلشَّمالِ فَبَرَدَتْ وطابَتْ ولذا يُقالُ لها : مَشْمُولَةٌ وهو مَجازٌ وفي قَوْلِ كَعْبِ ابنِ زُهَيْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنه :
" صافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَى وهْوَ مَشْمُولُأي : ماءٌ ضَرَبَتْهُ الشَّمالُ . والشِّمالُ ككِتَابٍ : سِمَةٌ في ضَرْعِ الشَّاةِ . وأيضاً : كُلُّ قَبْضَةٍ مِنَ الزَّرْعِ يَقْبِضُ عَلَيْها الحاصِدُ . وأيضاً شَيْءٌ شِبْهُ مِخْلاَةٍ يُغَطَّى بِهِ ضَرْعُ الشَّاةِ ولو قالَ : وكِيسٌ يُغْطَّى به ضَرْعُ الشَّاةِ كانَ أَحْسَنَ وأخْصَرَ وقولُه : إذا ثَقُلَتْ الأَوْلَى : إذا ثَقُلَ لأَنَّ الضَّرْعَ مُذَكَّرٌ أو خَاصٌّ بالْعَنْزِ وكذلكَ النَّخْلَةُ إذا شُدَّتْ أَعْذاقُها بِقِطَعِ الأَكْسِيَةِ لِئَلاَّ تُنْفَضَ وشَمَلَهَا يَشْمُلُهَا من حَدِّ نَصَرَ ويَشْمِلُها من حَدِّ ضَرَبَ الكَسرُ عن اللِّحْيانِيِّ عَلَّقَ عَلَيْها الشِّمالَ وشَدَّهُ في ضَرْعِها وشَمَلَ الشَّاةَ أَيْضاً وفي التَّهْذِيبِ : قيلَ شَمَلَ النَّاقَةَ : عَلَّقَ عليها شِمالاً وأَشْمَلَهَا : جَعَلَ لَها شِمالاً أو اتَّخَذَهُ لها . وشَمِلَهُمُ الأَمْرُ كفَرِحَ ونَصَرَ وهذه أَعْنِي الأَخِيرُة لُغَةٌ قليلةٌ قالَهُ اللِّحْيانِيُّ قالَ الجَوْهَرِيُّ : ولم يَعْرِفْها الأَصْمَعِيُّ شَمَلاً مُحَرَّكَةً وشَمْلاً بالفتحِ وشُمُولاً بالضَّمِّ : أي عَمَّهُمْ قالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ :
كَيْفَ نَوْمِي عَلى الفِراشِ ولَمَّا ... تَشْمَلِ الشَّامَ غَارَةٌ شَعْوَاءُأي مُتَفَرِّقَةٌ . أو شَمِلَهُمْ خَيْراً أو شَرّاً كفَرِحَ : أَصابَهُمْ ذلكَ وأَشْمَلَهُمْ شَرّاً : عَمَّهُمْ بِهِ ولا يُقالُ : أَشْمَلَهُمْ خَيْراً . واشْتَمَلَ فُلانٌ بالثَّوْبِ : أَدَارَهُ عَلى جَسَدِهِ كُلِّهِ حَتَّى لا تَخْرُجَ مِنْهُ يَدُهُ وقيلَ : الاشْتِمالُ بالثَّوْبِ أَنْ يَلْتَفَّ بِهِ فيَطْرَحَهُ عَنْ شِمالِهِ وفي الحديثِ : نَهَى عن اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ قالَ أبو عُبَيْدٍ : هو أن يَشْتَمِلَ بالثَّوْبِ حَتَّى يُجَلّلَ به جَسَدَهُ ولا يَرْفَعُ منهُ جَانِباً فيكونُ فيهِ فُرْجَةٌ تَخْرُجُ منها يَدُه وهو التَّلَفُّعُ ورُبَّما اضْطَجَعَ فيهِ عَلى هذهِ الحَالَةِ قالَ : وأَمَّا تَفْسِيرُ الفُقَهاءِ فيقُولُونَ : هو أَنْ يَشْتَمِلَ بِثَوْبٍ واحدٍ ليسَ عليهِ غيرُهُ ثُمَّ يَرْفَعُه مِنْ أَحَدِ جانِبَيْهِ فيَضَعُهُ على مَنْكِبِه ويَبْدُو منهُ فُرْجَةٌ قال : والفُقَهاءُ أَعْلَمُ بالتَّأْوِيلِ في هذا وذلكَ أَصَجُّ في الكلامِ فمَنْ ذَهَبَ إِلى هذا التَّفْسِرِ كَرِهَ التّكَشُّفَ وإِبْداءَ العَوْرَةِ ومَنْ فَسَّرَهُ تَفْسِيرَ أَهْلِ اللُّغَةِ كَرِهَ أن يَتَزَمَّلَ به شامِلاً جَسَدَهُ مَخَافَةَ أن يَُدْفَعَ إلى حالَةٍ سادَّةٍ لِنَفَسِهِ فيَهْلِكَ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : اشْتِمالُ الصَّماءِ أنْ يُجَلِّلَ جَسَدَهُ كُلَّهُِ بالكِساءِ أو بالإِزَارِ . ومن المَجازِ : اشْتَمَلَ علَيْهِ الأَمْرُ : أي أَحاطَ بِهِ إِحَاطَةَ الكِساءِ عَلى الجَسَدِ . والشِّمْلَةُ بالكَسْرِ هكذا في النُّسَخِ وسَقَطَ في بَعْضِها قولُهُ : بالكسرِ : هَيْئَةُ الاشْتِمالِ والكسرُ في أَلْفاظِ الهَيْآتِ قِياسٌ ويَدُلُّ عليهِ قولُهُ فيما بَعْدُ وبالفتحِ . وقد اعْتَرَضَ مُلاَّ علي في ناموسِهِ حيثُ ظَنَّ أنَّ الشِّمْلَةَ هنا بالفتحِ لَكَوْنِهِ أَطْلَقَهُ عن الضَّبْطِ وهذا ليسَ بِشَيْءٍ كما يَظْهَرُ لَكَ عِنْدَ التأَمُّلِ . والشِّمْلَةُ الصَّمَّاءُ : التي ليسَ تَحْتَها قَمِيصٌ ولا سَرْاوِيلُ وكُرِهَتِ الصَّلاةُ فيها أيضاً سيأْتِي ذِكرُها في حرفِ المِيمِ في ص م م إن شاءَ اللهُ تَعالى . والشَّمْلَةُ بالفَتْحِ : كِسَاءٌ دُونَ الْقَطِيفَةِ يُشْتَمَلُ بِهِ كالْمِشْمَلِ الْمِشْمَلَةِ بِكَسْرِ أَوَّلِهِمَا ولو قالَ : بكسرِهما لَكَفى وقالَ الأَزْهَرِيُّ : الشَّمْلَةُ عندَ العربِ : مِئْزَرٌ مِنْ صُوفٍ أو شَعَرٍ يُؤَتَزرُ به فإِذا لُفِّقَ لِفْقَيْنِ فهي مِشْمَلَةٌ يَشْتَمِلُ بها الرَّجُلُ إذا نامَ باللَّيْلِ وجَمْعُ الشَّمْلَةِ شِمَالٌ بالكسرِ ومنهُ قَوْلُ عليٍّ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنهُ للأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ : إِنّي لأَجِدُ بَنَّةَ الغَزْلِ منكَ فسُئِلَ رَضِيَ اللهُ عَنْه فقالَ : كانَ أبُوهُ يَنْسِجُ الشِمالَ باليَمِينِ ويُروَى باليَمَنِ . وعلى الرِّوايَةِ الأُولى فما أَحْسَنَها وأَلْطَفَها بَلاغَةً وأَفْصَحَها . وقالَ اللَّيْثُ : المِشْمَلَةُ والمِشْمَلُ : كِساءٌ لهُ خَمْلٌ مُتَفَرِّقٌ يُلْتَحَفُ بهِ دونَ القَطِيفَةِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيٍّ :
ما رَأَيْنا لِغُرابٍ مَثَلاً ... إِذْ بَعَثْناهُ يَدِي بالمِشْمَلَهْ
غيرَ فِنْدٍ أَرْسَلُوهُ قابِساً ... فَثَوى حَوْلاً وسَبَّ العَجَلَهْوأَشْمَلَهُ : أَعْطَاهُ إِيَّاها أي : الشَّمْلَةَ وشَمِلَهُ كعَلِمَهُ شَمْلاً بالفتحِ وشُمُولاً بالضَّمِّ : غَطَّى عليه المِشْمَلَةَ هكذا نصُّ اللِّحْيانِيِّ قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراهُ إِنَّما أَرادَ غَطَّاهُ بِهَا وقد تَشَمَّلَ بِها تَشَمُّلاً عَلى الْقِياسِ وتَشْمِيلاً وهذهِ عَنِ اللِّحْيانِيِّ وهوَ عَلى غَيْرِ الفِعْلِ وإِنَّما هو كَقَوْلِهِ : " وتَبَتَّلَ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً " وما كانَ ذا مِشْمَلٍ ونَصُّ اللِّحْيانِيِّ : صارَتْ لَهُ مِشْمَلَةٌ . والمِشْمَلُ كمِنْبَرٍ : سَيْفٌ قَصِيرٌ دَقِيقٌ نحوَ المِغْوَلِ يَتَغَطَّى بِالثَّوْبِ ونَصُّ المُحْكَمِ : يَشْتَمِلُ عليهِ الرَّجُلُ فيُغَطِّيهِ بِثَوْبِهِ . والمِشْمَالُ كَمِحْرَابٍ : مِلْحَفَةٌ يَشْتَمِلُ بها . والشَّمُولُ كصَبُورٍ : الْخَمْرُ أو الْبَارِدَةُ الطَّعْمِ مِنْها وليسَ بِقَوِيٍّ كالْمَشْمُولَةِ لأَنَّها تَشْمَلُ بِرِيحِهَا النَّاسَ أي تَعُمُّ أو لأَنَّ لَهَا عَصْفَةً كَعَصْفَةِ الشِّمَالِ ومَرَّ ذِكْرُ المَشْمُولَةِ قَرِيباً عندَ قولِهِ : وشَمَلَ الخَمْرَ : عَرَّضَها للشَّمَالِ . وشَمُولُ : اسْمُ مُغَنِّيَةٍ لها ذِكْرُ ف كِتَابِ الأَغانِي . ومنَ المَجازِ . الْمَشْمُولُ : الْمَرْضِيُّ الأَخْلاَقِ الطَّيِّبُها أُخِذَ مِنَ الماءِ الذي هَبَّتْ بهِ الشِّمَالِ فَبَرَّدَتْهُ وقال ابنُ سِيدَه : أَراهُ مِنَ الشَّمُولِ . والشِّمْلُ بالكَسْرِ والفَتْحِ وكطِمِرٍ : العِذْقُ نَفْسُهُ عن أبي حَنِيفَةَ واقْتَصَرَ عَلى الفتحِ وأَنْشَدَ للطِّرِمَّاحِ في تَشْبِهِ ذَنَبِ البَعِيرِ بِالعِذْقِ في سَعَتِهِ وكَثْرَةِ هُلْبِهِ :
أو بِشمْلٍ سالَ مِنْ خَصْبَةٍ ... جُرِّدَتْ للنَّاسِ بعدَ الكِمَامْأو الْقَلِيلُ الْحَمْلِ مِنْهُ أو بعدَ ما يُلْقَطُ بَعْضُهُ وكانَ أبو عُبَيْدَةَ يقُولُ : هو حَمْلُ النَّخْلَةِ ما لَمْ يَكْثُرْ ويَعْظُمْ فإذا كَثُرَ فهو حَمْلٌ . والشَّمَلُ بِالتَّحْرِيكِ : الْقَلِيلُ مِنَ الرُّطَبِ يُقالُ : ما عَلى النَّخْلَةِ إِلاَّ شَمَلٌ مِنْ رُطَبٍ أي قليلٌ ومِنَ الْمَطَرِ يُقالُ : أصَابَنَا شَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ وأَخْطَأَنا صَوْبُه ووَابِلُهُ أي أصابَنا مِنْهُ شَيْءٌ قَليلٌ ويُقالُ : رَأَيْتُ شَمَلاً مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهِ كالإِبِلِ أَيْ قَلِيلاً ج : أَشْمَالٌ وكذا الشَّمْلُولُ بالضَّمِّ وهو شَيْءٌ خَفِيفٌ مِنْ حَمْلِ النَّخْلَةِ ج : شَمَالِيلُ قالَ الجَوْهَرِيُّ : ما عَلى النَّخْلَةِ إِلاَّ شَمَلَّةٌ وشَمَلٌ وما عَلَيْها إِلاَّ شَمالِيلُ وهو الشَّيْءُ القَلِيلُ يَبْقَى عَلَيْهَا مِنْ حَمْلِها وقالَ غَيْرُهُ : ما بَقِيَ في النَّخْلَةِ إِلاَّ شَمَلَةٌ وشَمالِيلُ أي شَيْءٌ مُتَفَرِّقٌ . والشَّمَلُ : الْكَتِفُ هكذا ف النُّسَخِ والصَّوابُ : الكَنَفُ يُقالُ : نَحنُ في شَمَلِكُم : أي في كَنَفِكُمْ . وشَمْلةُ بْنُ مُنِيبٍ الكَلْبِيُّ شَيْخ للهَيْثِمِ بنِ عَدِيٍّ وشَمْلَةُ بْنُ هَزَّالٍ عنْ رَجاءِ بنِ حَيْوَةَ وعنهُ مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ كُنْيَتُه أبو حُتْرُوشٍ : مُحَدِّثَانِ ضَعِيفَانِ ضَعَّفَهُ النِّسائِيُّ وقيلَ في الأَوَّلِ : إِنَّهُ مَجْهولٌ . وكَجُهَيْنَةَ : شُمَيْلَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بنِ محمدِ بن عبد اللهِ بنِ أبي هاشِمٍ محمدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ محمدِ بنِ مُوسَى أبو محمدٍ الأَمِيرُ ابنُ تاجِ المَعالِي بنِ أبي الفَضْلِ بنِ أبي هاشِمٍ الأَصْغِرِ الحَسَنِيُّ مِنْ أَوْلادِ أُمْرَاءِ مَكَّةَ قالَ الشيخُ تاجُ الدين بنِ مُعَيَّةَ الحُسَنِي النَّسَّابَةُ في تَرْجَمَةِ والِدِهِ ما نَصُّهُ : قد كانَ أبُوهُ وَجَدُّهُ أَمِيرَيْنِ بِمَكَّةَ ولَعَلَّهُما وَليَا قبلَ تاجِ المَعالِي شُكْر هكذا قالَ هِبَةُ اللهِ وأقولُ : إِنَّ الحَرْبَ بَيْنَ بَنِي سُلَيْمانَ وبني مُوسى كانَتْ سِجَالاً فَلَعَلَّهُما مَلَكَاها في أَثْنَائِها وقد نَصَّ العُمَرِيُّ عَلى أَنَّهُما كانا أَمِيرَيْ يَنْبُعَ فَلا بَحْثَ فيه : مُحَدِّثٌ فاضِلٌ مُعَمَّرٌ رَحَّالٌ عاشَ أَكْثَرَ مِنْ مائَةَ سَنة وكانَ قد وُلِدَ بِخُراسانَ ضَعِيفٌ قالَ الحافِظُ : تُكُلِّمَ في سَماعِهِ من كِرِيمَةَ المَرْوَزِيَّةِ . وشَمَلَ النَّخْلَةَ يَشْمُلُها شَمْلاً وأَشْمَلَها وشَمْلَلَهَا وهذه عن السِّيرَافِيِّ : لَقَطَ ما عَلَيْها مِنَ الرُّطَبِ وقيلَ : شَمْلَلْتُ النَّخْلَةَ إذا أخَذْتُ مِنْ شَمالِيلِها هوَ الثَّمَرُ القَليلُ الذي بَقِيَ عليها . وذَهَبُوا شَمَالِيلَ أي : تَفَرَّقُوا فِرَقاً . وأَشْمَلَ الْفَحْلُ شَوْلَهُ لِقَاحاً إِشْمالاً : إِذا أَلْقَحَ النِّصْفَ منها إلى الثُّلُثَيْنِ فَإِذا أَلْقَحَها كُلَّها قيلَ : أَقَمَّها حتَّى قَمَّتْ تَقِمُّ قُمُوماً قالَهُ أبو زَيْدٍ وشَمِلَتِ النَّاقَةُ لِقَاحاً منَ الفَحْلِ كفَرِحَ : قَبِلَتْهُ فهي تَشْمَلُ شَمَلاً . وشَمِلَتْ إِبِلُكُمْ بَعِيراً لَنا : أَخْفَتْهُ دَخَلَ في شَمْلِهَا بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ : أي في غِمَارِهَا كَما في المُحْكَمِ والمُحِيطِ . وانْشَمَلَ الرَّجُلُ في حاجَتِهِ : أي شَمَّرَ فيها وقالَ ثَعْلَبٌ : انْشَمَلَ الشَّيْءُ كانْشَمَرَ وقالَ غيرُه : انْشَمَلَ في حاجَتِهِ وانْشَمَرَ فيها بِمَعْنىً وأَنْشَدَ أبو تُرابٍ :
" وَجْنَاءُ مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ يَحْسَبُهامَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاها رَأْيَةً جَمَلاَ
حَتَّى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لازِقٍ لَحِقَ الأَقْرَابَ فانْشَمَلاَأرادَ أَرْبَعَةَ أخْلافٍ في ضَرْعٍ لازِقٍ لَحِقَ أَقْرابَها فانْشَمَلَ انْضَمَّ وانْشَمَرَ . وانْشَمَلَ الرَّجُلُ : أَسْرَعَ عن ابنِ دُرَيْدٍ كشَمَّلَ تَشْمِيلاً وشَمْلَلَ أَظْهَرُوا التَّضْعِيفَ إِشْعاراً بإِلْحَاقِهِ . وناقَةٌ شِمِلَّةٌ بِكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ وشِمَالٌ وشِمْلاَلٌ وشِمْلِيلٌ بِكَسْرِهِنَّ : خَفِيفَةٌ سَرِيعَةٌ مُشَمِّرَةٌ ومنهُ قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ :
" وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ وكذا قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ : طَأْطَأْتُ شِمْلاَلَ وقد مَرَّ الاخْتِلاَفُ فيها . وجَمَلٌ شِمِلٌّ وشمْلِيلٌ وشمْلاَلٌ . سَرِيعٌ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" بِأَوْبِ ضَبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِّ واُمُّ شَمْلَةَ : كُنْيَةُ الدُّنْيَا عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ :
مِنْ أُمِّ شَمْلَةَ تَرْمِينا بِذائِفِها ... غَرَّارَةٌ زُيِّنَتْ منها التَّهاوِيلُ وهوَ مَجازٌ . وأيضاً : كُنْيَةُ الْخَمْرِ عن أبي عَمْرٍو لأَنَّهما يَشْتَمِلان عَلى عَقْلِ الإِنْسانِ فيُغَيِّبانِهِ . وأبو الشِّمَالِ كَكِتابٍ : تَابِعِيٌّ وهو ابنُ ضِبابٍ رَوَى عن أبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ وعنه مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ . ومُحَمَّدُ بْنُ أبي الشِّمَالِ : عُطَارِدِيٌّ حَدَّثَ عن محمدِ بنِ المُثَنَّى وأُخْتاهُ : لُبَابَةُ والتَّامَّةُ حَدَّثَتَا . وذُو الشِّمَالَيْنِ : عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بنِ نَضْلَةَ بنِ عَمْرِو بنِ غُبْشَانَ الخُزاعِيُّ أبو محمدٍ صَحَابِيٌّ كانَ أَعْسَرَ واسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ وقيلَ : لأَنَّهُ كانَ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعاً فلُقِّبَ به ووَجَّهُوا تَرْجِيحَهُ على ذِي اليَمِينَيْنِ لأَنَّ عَمَل الشِّمالِ نادِرٌ فغَلَبَ الوَصْفُ به قالَهُ شَيْخُنا . وكَشَدَّادٍ : شَمَّالُ بْنُ مُوسَى الْمُحَدِّثُ الضَّبِّيُّ اخْتُلِفَ فيه فقالَ عبدُ الغَنِيِّ : إِنَّهُ هكذا كشَدّادٍ وهوَ عَلى هذا فَرْدٌ رَوَى عن مُوسَى بن أَنَسٍ وعنه جَرِيرٌ . وقالَ ابنُ بُرْزُجٍ : الشَّمَالِيلُ : حِبَالُ رَمْلٍ مُتَفَرِّقَةٌ بِنَاحِيَةِ مَعْقُلَةَ هذا هوَ الصَّوابُ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : مُقَلْقَلَةَ وهو غَلَطٌ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
فَوَدَّعْنَ أَقْوَاعَ الشَّمالِيلِ بَعْدَما ... ذَوَى أَحْرارُها وذكُورُها وكزُبَيْرٍ وكِتَابٍ وحَمْزَةَ وصَاحِبٍ : أسْماءٌ ومنهم أبو الحَسَنِ النَّضْرُ بنِ شُمَيْلِ بنِ خَرَشَةَ المَازِنِيُّ النَّحْوِيُّ المُحَدِّثُ قد مَرَّ ذِكْرُهُ في الدِّيباجَةِ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه : فُلانٌ عِنْدِي بالشَّمَالِ إذا أسِئَتْ مَنْزِلَتُهُ . وأصَبْتُ مِنْ فُلانٍ شَمَلاً مُحَرَّكَةً : أي رِيحاً قالَ :
أصِبْ شَمَلاً مِنِّي الْعَشِيَّةَ إِنَّنِي ... عَلى الهَوْلِ شَرَّابٌ بِلَحْمٍ مُلَهْوَجِ وقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ :
............... . . مَزَا ... مِيرُ الأَجَانِبِ والأشَامِلْ قالَ ابنُ سِيدَه : أُراهُ جَمَعَ شَمْلاً عَلى أشْمُلٍ ثم جَمَعَ أشْمُلاً على أشَامِل . وقد شَمَلَتِ الرِّيحُ تَشْمُلُ شَمْلاً وشُمُولاً : تَحَوَّلَتْ شَمَالاً عن اللِّحْيانِيِّ وقَوْلُ أبي وَجْزَةَ :
" مَشْمُولَةُ الأَنْسِ مَجْنُوبٌ مَواعِدُهامِنَ الهِجَانِ الجِمَالِ الشُّطْبَةِ القَصَبِ قالَ ابنِ الأَعْرابِيِّ : أي يَذْهَبُ أَنْسُها مَعَ الشَّمالِ وتَذْهَبُ مَواعِدُها مِن الجَنُوبِ ويُرْوَى :
" مَجْنُوبَةُ الأَنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا أي أُنْسُها مَحْمُودٌ لأنَّ الجَنُوبَ مع المَطَرِ يُشْتَهى للخِصْبِ ومَشْمُولٌ مَوَاعِدُها : أي ليست مَوَاعِدُها مَحْمُودَةً قاله ابنُ السِّكَّيتِ . وبهِ شَمْلٌ مِن جُنُونٍ أي به فَزَعٌ كالجُنُونِ قال :
" حَمَلَتْ به في لَيْلَةٍ مَشْمُولَةٍ أي فَزِعَةٍ وقال أخَرُ :
فَما بِيَ مِن طَيْفٍ عَلى أَنَّ طَيْرَةً ... إذا خِفْتَ ضَيْماً تَعْتَرِينِيَ كالشَّمْلِأي كالجُنُونِ مِنَ الفَزَعِ . والنَّارُ مَشْمُولَةٌ : هَبَّتْ عليها رِيحُ الشِّمالِ . وأمَرٌ شَامِلٌ : عَامٌّ والشَّمِلُ ككَتِفٍ : المُشْتَمِلُ بالشَّمْلَةِ . والتَّشْمِيلُ : الأَخْذُ بالشِّمالِ . وهذه شَمْلَةٌ تَشْمَلُكَ : أي تَسَعُكَ كما يُقالُ : فِراشٌ يَفْرِشُكَ . واشْتَمَلَ عَلى نَاقَةٍ فَذَهَبَ بها : أي رَكِبَها وذهَب بها عن أبي زَيْدٍ وهو مَجازٌ وكذا قولُهم : جاءَ فُلانٌ مُشْتَمِلاً على دَاهِيَةٍ . والرَّحِمُ تَشْتَمِلُ على الوَلَدِ إذا تَضَمَّنَتْهُ . واشْتَمَلَ عليه : وَقاهُ بِنَفْسِهِ يُقالُ : إِنْ شِئْتَ اشْتَمَلْتُ عليكَ وكانَتْ نَفْسِي دُونَ نَفْسِكَ . وجَمَعَ اللهُ شَمْلَهُم ويُقالُ في الدُّعاءِ على الأَعْداءِ : شَتَّتَ اللهُ شَمْلَهُم وشَتَّ شَمْلُهُم أي تَفَرَّقَ . وشَمْلُ القَوْمِ : مُجْتَمَعُ أَمْرِهِم وعَدَدِهم وقالَ ابنُ بُزُرْج : يُقالُ : الشَّمْلُ والشَّمَلُ وأنْشَدَ :
قد يَجْعَلُ اللهُ بعدَ العُسْرِ مَيْسَرَةً ... ويَجْمَعُ اللهُ بعدَ الفُرْقَةِ الشَّمَلاَ وأنْشَدَ أبو زَيْدٍ في نَوَادِرِهِ للبَعِيثِ في الشَّمَلِ بالتَّحْرِيكِ :
وقد يَنْعَشُ اللهُ الفَتَى بعدَ عَثْرَةٍ ... وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَ مِنَ الشَّمَلْ قالَ أبو عَمْرٍو الجَرْمِيُّ : ما سَمِعْتُه بالتَّحْرِيكِ إلاَّ في هذا البيت . ونَقَلَ شَيْخُنا عن بعضِهم : الشَّمْلُ : الاِجْتِماعُ والاِفْتِراقُ مِنَ الأَضْدادِ . وأخْلاقٌ مَشْمُولَةٌ أي مَذْمُومَةٌ سَيِّئَةٌ نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ في كِتابِ الأَضْدَادِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ :
ولَتَعْرِفَنَّ خَلائِقاً مَشْمُولَةً ... ولَتَنْدَمَنَّ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ واللَّوْنُ الشَّامِلُ : أنْ يَكونَ شَيْءٌ أسْوَدُ يَعْلُوهُ لَوْنٌ آخَرُ . وقالَ شَمِر : الشَّمِلُ ككَتِفٍ : الرَّقِيقُ وبهِ فُسَّرَ قَوْلَ ابنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً :
تَذٌبُّ عنهُ بلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ ... يَحْمِي أسِرَّةَ بَيْنَ الزَّوْرِ والثَّفَنِ وبلِيفٍ : أي بِذَنَبٍ . والشَّمالِيلُ : ما تَفَرَّقَ مِن شُعَبِ الأَغْصانِ في رُءُوسِها كشَمارِيخِ العِذْقِ قالَ العَجَّاجُ :
" وقد تَرَدَّى مِنْ أَراطٍ مِلْحَفَا
" منها شَمالِيلُ وما تَلَفَّفَا وشَمَلَ النَّخْلَةُ إذا كانَتْ تَنْفُضُ حَمْلَها فَشَدَّ تحتَ أَعْذاقِها قِطَعَ أَكْسِيَةٍ . وشَمالِيلُ النَّوَى : بَقَايَاهُ
وثَوْبٌ شَمالِيلُ : مُتَشَقِّقٌ مِثْلُ شَماطِيطَ . والشَّمْأَلَةُ : قُتْرَةُ الصَّائِدِ لأنَّها تُخْفِي مَن اسْتَتَرَ بها جَمْعُها الشَّمائِلُ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
وبالشَّمائِلِ مِنْ جِلاَّنَ مَقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مَنْزَرِبُ وشَمائِلُ : قَرْيَةٌ ويُقالُ بالسِّينِ وهي من أرْضِ عُمانَ . ونَوىً مَشْمَولَةٌ : مُفَرَّقَةٌ بينَ الأَحِبَّةِ لأنَّ الشَّمالَ تُفَرِّقُ السَّحَابَ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرٍ :
" نَوىً مَشْمُولَةً فَمَتَى اللِّقاءُ أي سَرِيعَةُ الاِنْكِشَافِ وقد تَقَدَّم . وقد يُجْمَعُ الشَّمالُ للرِّيحِ على شَمائِلُ على غَيْرِ قِياسٍ كأَنَّهُم جَمَعُوا شَمالَةً مِثْلَ حَمالَةٍ وحَمائِلُ قالَ أبو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ :
تَكادُ يَدَاهُ تَسْلِمَانِ إِزَارَهُ ... مِنَ الْقَرِّ لَمَّا اسْتَقْبَلَتْهُ الشَّمائِلُوذو الشِّمالِ ككِتَابٍ : حَمَلُ بْنُ بَدْرٍ وكانَ أعْسَرَ . وأشْمَلَتِ الرِّيحُ : ذَهَبَتْ شَمالاً مِثْلُ شَمَلَتْ ولَيْلَةٌ مَشْمُولَةٌ : بَارِدَةٌ ذاتُ شَمالٍ . وأُمُّ شَمْلَةَ : كَنْيَةُ الشَّمْسِ عن الزَّمَخْشَرِيِّ : ويُقالُ : ضَمَّ عليهِ اللَّيْلُ شَمْلَتَهُ وهو مَجازٌ وجاءَ مَشْتَمِلاً بِسَيْفِهِ كَما يُقالُ : مَرْتَدِياً . وبِكَسْرَتَيْنِ وشَدَّ الَّلامِ : شِمِلَّةُ بنُ الحارِثِ أَعْشَى بَنِي جِلاَّن ضَبَطَهُ ابنُ واجِبٍ . وعبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي شُمَيْلَةَ الأَنْصارِيُّ كجُهَيْنَةَ رَوَى عنهُ مَرْوَانُ ابنُ مُعاوِيَةَ . وعمرُ بنُ أبي شُمَيْلَةَ رَوى عن محمدِ بنِ أبي سِدْرَةَ . وشُمَيْلَةُ بنتُ أبي أُزَيْهِرٍ الدَّوْسِيِّ زَوْجُ مُجاشِعِ بنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِيِّ أميرِ البَصْرَةِ ثُمَّ خَلَفَهُ عليها عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ وكانَتْ جَمِيلَةً . وشُمَيْلَةُ وتُدْعَى : شَمَائِلُ بنتُ عليِّ ابنِ إبراهيمَ الوَاسِطيِّ عن القاضِي أبي بكرٍ الأَنْصارِيِّ