حَمَل الشيءَ
يَحْمِله حَمْلاً وحُمْلاناً فهو مَحْمول وحَمِيل واحْتَمَله وقول النابغة
فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل وعن الفَجْرة
بالاحتمال لأَن حَمْل البَرَّة بالإِضافة إِلى احتمال الفَجْرَة أَمر يسير
ومُسْتَصْغَر ومثله قول الله عز اسمه لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وهو مذكور في
موضعه وقول أَبي ذؤيب ما حُمِّل البُخْتِيُّ عام غِيَاره عليه الوسوقُ بُرُّها
وشَعِيرُها قال ابن سيده إِنما حُمِّل في معنى ثُقِّل ولذلك عَدَّاه بالباء أَلا
تراه قال بعد هذا بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا وفي الحديث من حَمَل علينا
السِّلاح فليس مِنَّا أَي من حَمَل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم
فإِن لم يحمله عليهم لإِجل كونهم مسلمين فقد اخْتُلِف فيه فقيل معناه ليس منا أَي
ليس مثلنا وقيل ليس مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا ولا عاملاً بِسُنَّتِنا وقوله عز وجل
وكأَيِّن من دابة لا تَحْمِل رزقَها قال معناه وكم من دابة لا تَدَّخِر رزقها
إِنما تُصْبح فيرزقها الله والحِمْل ما حُمِل والجمع أَحمال وحَمَله على الدابة
يَحْمِله حَمْلاً والحُمْلان ما يُحْمَل عليه من الدَّواب في الهِبَة خاصة
الأَزهري ويكون الحُمْلان أَجْراً لما يُحْمَل وحَمَلْت الشيء على ظهري أَحْمِله
حَمْلاً وفي التنزيل العزيز فإِنه يَحْمِل يوم القيامة وِزْراً خالدين فيه وساءلهم
يوم القيامة حِمْلاً أَي وِزْراً وحَمَله على الأَمر يَحْمِله حَمْلاً فانْحمل
أَغْراه به وحَمَّله على الأَمر تَحْمِيلاً وحِمَّالاً فَتَحَمَّله تَحَمُّلاً
وتِحِمَّالاً قال سيبويه أَرادوا في الفِعَّال أَن يَجِيئُوا به على الإِفْعال
فكسروا أَوله وأَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فيه ولم يريدوا أَن يُبْدِلوا حرفاً
مكان حرف كما كان ذلك في أَفْعَل واسْتَفْعَل وفي حديث عبد الملك في هَدْم الكعبة
وما بنى ابنُ الزُّبَيْر منها وَدِدت أَني تَرَكْتُه وما تَحَمَّل من الإِثم في
هَدْم الكعبة وبنائها وقوله عز وجل إِنا عَرَضْنا الأَمانة على السموات والأَرض
والجبال فأَبَيْن أَن يَحْمِلْنها وأَشْفَقْن منها وحَمَلها الإِنسان قال الزجاج
معنى يَحْمِلْنها يَخُنَّها والأَمانة هنا الفرائض التي افترضها الله على آدم
والطاعة والمعصية وكذا جاء في التفسير والإِنسان هنا الكافر والمنافق وقال أَبو
إِسحق في الآية إِن حقيقتها والله أَعلم أَن الله تعالى ائْتَمَن بني آدم على ما
افترضه عليهم من طاعته وأْتَمَنَ السموات والأَرض والجبال بقوله ائْتِيا طَوْعاً
أَو كَرْهاً قالتا أَتَيْنا طائعين فَعَرَّفنا الله تعالى أَن السموات والأَرض لمَ
تَحْمِ الأَمانة أَي أَدَّتْها وكل من خان الأَمانة فقد حَمَلها وكذلك كل من أَثم
فقد حَمَل الإِثْم ومنه قوله تعالى ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهم الآية فأَعْلم اللهُ
تعالى أَن من باء بالإِثْم يسمى حَامِلاً للإِثم والسمواتُ والأَرض أَبَيْن أَن
يَحْمِلْنها يعني الأَمانة وأَدَّيْنَها وأَداؤها طاعةُ الله فيما أَمرها به والعملُ
به وتركُ المعصية وحَمَلها الإِنسان قال الحسن أَراد الكافر والمنافق حَمَلا
الأَمانة أَي خانا ولم يُطِيعا قال فهذا المعنى والله أَعلم صحيح ومن أَطاع الله
من الأَنبياء والصِّدِّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلُوماً جَهُولاً قال وتصديق
ذلك ما يتلو هذا من قوله ليعذب الله المنافقين والمنافقات إِلى آخرها قال أَبو
منصور وما علمت أَحداً شَرَح من تفسير هذه الآية ماشرحه أَبو إِسحق قال ومما يؤيد
قوله في حَمْل الأَمانة إِنه خِيَانَتُها وترك أَدائها قول الشاعر إِذا أَنت لم
تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة وتَحْمِل أُخْرَى أَفْرَحَتْك الودائعُ أَراد بقوله
وتَحْمل أُخرى أَي تَخُونها ولا تؤَدِّيها يدل على ذلك قوله أَفْرَحَتْك الودائع
أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات التي تخونها ولا تُؤَدِّيها وقوله تعالى فإِنَّما عليه
ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلْتم فسره ثعلب فقال على النبي صلى الله عليه وسلم ما
أُحيَ إِليه وكُلِّف أَن يُنَبِّه عليه وعليكم أَنتم الاتِّباع وفي حديث عليّ لا
تُنَاظِروهم بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل
فيحْتَمِله وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة الأَزهري وسمى الله عز وجل الإِثْم
حِمْلاً فقال وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ منه شيء ولو كان
ذا قُرْبَى يقول وإِن تَدْعٌ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا قَرابة لها إِلى أَن
يَحْمِل من أَوزارها شيئاً لم يَحْمِل من أَوزارها شيئاً وفي حديث الطهارة إِذا
كان الماء قُلَّتَيْن لم يَحْمِل الخَبَث أَي لم يظهره ولم يَغْلب الخَبَثُ عليه
من قولهم فلان يَحْمِل غَضَبه
( * قوله « فلان يحمل غضبه إلخ » هكذا في الأصل ومثله في النهاية ولعل المناسب لا
يحمل أو يظهر باسقاط لا ) أَي لا يُظْهِره قال ابن الأَثير والمعنى أَن الماء لا
ينجس بوقوع الخبث فيه إِذا كان قُلَّتَين وقيل معنى لم يَحْمل خبثاً أَنه يدفعه عن
نفسه كما يقال فلان لا يَحْمِل الضَّيْم إِذا كان يأْباه ويدفعه عن نفسه وقيل
معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَين لم يَحْتَمِل أَن يقع فيه نجاسة لأَنه ينجس بوقوع
الخبث فيه فيكون على الأَول قد قصد أَوَّل مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع
النجاسة فيها وهو ما بلغ القُلَّتين فصاعداً وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس
بوقوع النجاسة فيها وهو ما انتهى في القلَّة إِلى القُلَّتَين قال والأَول هو
القول وبه قال من ذهب إِلى تحديد الماء بالقُلَّتَيْن فأَما الثاني فلا واحْتَمل الصنيعة
تَقَلَّدها وَشَكَرها وكُلُّه من الحَمْل وحَمَلَ فلاناً وتَحَمَّل به وعليه
( * قوله « وتحمل به وعليه » عبارة الأساس وتحملت بفلان على فلان أي استشفعت به
إِليه ) في الشفاعة والحاجة اعْتَمد والمَحْمِل بفتح الميم المُعْتَمَد يقال ما
عليه مَحْمِل مثل مَجْلِس أَي مُعْتَمَد وفي حديث قيس تَحَمَّلْت بعَليّ على
عُثْمان في أَمر أَي استشفعت به إِليه وتَحامل في الأَمر وبه تَكَلَّفه على مشقة
وإِعْياءٍ وتَحامل عليه كَلَّفَه ما لا يُطِيق واسْتَحْمَله نَفْسَه حَمَّله
حوائجه وأُموره قال زهير ومن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه ولا يُغْنِها
يَوْماً من الدَّهْرِ يُسْأَم وفي الحديث كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق
أَحَدُنا إِلى السوق فَتَحامل أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب ما يتصدَّق
به وتَحامَلْت الشيءَ تَكَلَّفته على مَشَقَّة وتَحامَلْت على نفسي إِذا تَكَلَّفت
الشيءَ على مشقة وفي الحديث الآخر كُنَّا نُحامِل على ظهورنا أَي نَحْمِل لمن
يَحْمِل لنا من المُفاعَلَة أَو هو من التَّحامُل وفي حديث الفَرَع والعَتِيرة
إِذا اسْتَحْمَل ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به أَي قَوِيَ على الحَمْل وأَطاقه وهو
اسْتَفْعل من الحَمْل وقول يزيد بن الأَعور الشَّنِّي مُسْتَحْمِلاً أَعْرَفَ قد
تَبَنَّى يريد مُسْتَحْمِلاً سَناماً أَعْرَف عَظِيماً وشهر مُسْتَحْمِل يَحْمِل
أَهْلَه في مشقة لا يكون كما ينبغي أَن يكون عن ابن الأَ عرابي قال والعرب تقول
إِذا نَحَر هِلال شَمالاً
( * قوله « نحر هلال شمالاً » عبارة الأساس نحر هلالاً شمال ) كان شهراً
مُسْتَحْمِلاً وما عليه مَحْمِل أَي موضع لتحميل الحوائج وما على البعير مَحْمِل
من ثِقَل الحِمْل وحَمَل عنه حَلُم ورَجُل حَمُول صاحِب حِلْم والحَمْل بالفتح ما
يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان والجمع حِمال وأَحمال وفي التنزيل العزيز
وأُولات الأَحمال أَجَلُهن وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ تَحْمِل حَمْلاً عَلِقَت
وفي التنزيل حَمَلَت حَمْلاً خَفيفاً قال ابن جني حَمَلَتْه ولا يقال حَمَلَتْ به
إِلاَّ أَنه كثر حَمَلَتِ المرأَة بولدها وأَنشد لأَبي كبير الهذلي حَمَلَتْ به في
ليلة مَزْؤُودةً كَرْهاً وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَل وفي التنزيل العزيز حَمَلَته
أُمُّه كَرْهاً وكأَنه إِنما جاز حَمَلَتْ به لما كان في معنى عَلِقَت به ونظيره
قوله تعالى أُحِلَّ لكم ليلَة الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم لما كان في معنى
الإِفضاء عُدِّي بإِلى وامرأَة حامِل وحاملة على النسب وعلى الفعل الأَزهري امرأَة
حامِل وحامِلة إِذا كانت حُبْلى وفي التهذيب إِذا كان في بطنها ولد وأَنشد لعمرو
بن حسان ويروى لخالد بن حقّ تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيوم أَنى ولِكُلِّ حاملة
تَمام فمن قال حامل بغير هاء قال هذا نعت لا يكون إِلا للمؤنث ومن قال حاملة بناه
على حَمَلَت فهي حاملة فإِذا حَمَلَت المرأَةُ شيئاً على ظهرها أَو على رأْسها فهي
حاملة لا غير لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما لا يكون للمذكر فقد اسْتُغني
فيه عن علامة التأْنيث فإِن أُتي بها فإِنما هو على الأَصل قال هذا قول أَهل الكوفة
وأَما أَهل البصرة فإِنهم يقولون هذا غير مستمرّ لأَن العرب قالت رَجُل أَيِّمٌ
وامرأَة أَيّم ورجل عانس وامرأَة عانس على الاشتراك وقالوا امرأَة مُصْبِيَة
وكَلْبة مُجْرِية مع غير الاشتراك قالوا والصواب أَن يقال قولهم حامل وطالق وحائض
وأَشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأْنيث فإِنما هي أَوْصاف مُذَكَّرة
وصف بها الإِناث كما أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة أَوصاف مؤنثة وصف بها
الذُّكْران وقالوا حَمَلت الشاةُ والسَّبُعة وذلك في أَول حَمْلِها عن ابن
الأَعرابي وحده والحَمْل ثمر الشجرة والكسر فيه لغة وشَجَر حامِلٌ وقال بعضهم ما
ظَهضر من ثمر الشجرة فهو حِمْل وما بَطَن فهو حَمْل وفي التهذيب ما ظهر ولم
يُقَيِّده بقوله من حَمْل الشجرة ولا غيره ابن سيده وقيل الحَمْل ما كان في بَطْنٍ
أَو على رأْس شجرة وجمعه أَحمال والحِمْل بالكسر ما حُمِل على ظهر أَو رأْس قال وهذا
هو المعروف في اللغة وكذلك قال بعض اللغويين ما كان لازماً للشيء فهو حَمْل وما
كان بائناً فهو حِمْل قال وجمع الحِمْل أَحمال وحُمُول عن سيبويه وجمع الحَمْلِ
حِمال وفي حديث بناء مسجد المدينة هذا الحِمال لا حِمال خَيْبَر يعني ثمر الجنة
أَنه لا يَنْفَد ابن الأَثير الحِمال بالكسر من الحَمْل والذي يُحْمَل من خيبر هو
التمر أَي أَن هذا في الآخرة أَفضل من ذاك وأَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل
ويجوز أَن يكون مصدر حَمَل أَو حامَلَ ومنه حديث عمر فأَيْنَ الحِمال ؟ يريد منفعة
الحَمْل وكِفايته وفسره بعضهم بالحَمْل الذي هو الضمان وشجرة حامِلَة ذات حَمْل
التهذيب حَمْل الشجر وحِمْله وذكر ابن دريد أَن حَمْل الشجر فيه لغتان الفتح
والكسر قال ابن بري أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فيه أَنه بفتح الحاء وأَما حَمْل
الشجر ففيه خلاف منهم من يفتحه تشبيهاً بحَمْل البطن ومنهم من يكسره يشبهه بما
يُحْمل على الرأْس فكلُّ متصل حَمْل وكلُّ منفصل حِمْل فحَمْل الشجرة مُشَبَّه
بحَمْل المرأَة لاتصاله فلهذا فُتِح وهو يُشْبه حَمْل الشيء على الرأْس لبُروزه
وليس مستبِطناً كَحَمْل المرأَة قال وجمع الحَمْل أَحْمال وذكر ابن الأَعرابي أَنه
يجمع أَيضاً على حِمال مثل كلب وكلاب والحَمَّال حامِل الأَحْمال وحِرْفته
الحِمالة وأَحْمَلتْه أَي أَعَنْته على الحَمل والحَمَلة جمع الحامِل يقال هم
حَمَلة العرش وحَمَلة القرآن وحَمِيل السَّيْل ما يَحْمِل من الغُثاء والطين وفي
حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار فَيُلْقَون في نَهَرٍ في الجنة
فَيَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَمِيل السَّيْل قال ابن الأَثير هو ما يجيء
به السيل فَعيل بمعنى مفعول فإِذا اتفقت فيه حِبَّة واستقرَّت على شَطِّ مجرَى
السيل فإِنها تنبت في يوم وليلة فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم
بعد إِحراق النار لها وفي حديث آخر كما تنبت الحِبَّة في حَمائل السيل وهو جمع
حَمِيل والحَوْمل السَّيْل الصافي عن الهَجَري وأَنشد مُسَلْسَلة المَتْنَيْن ليست
بَشَيْنَة كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام
والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط الدَّوِيل الأَسود منه قال أَبو حنيفة الحَمِيل
بَطْن السيل وهو لا يُنْبِت وكل مَحْمول فهو حَمِيل والحَمِيل الذي يُحْمَل من
بلده صَغِيراً ولم يُولَد في الإِسلام ومنه قول عمر رضي الله عنه في كتابه إِلى
شُرَيْح الحَمِيل لا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة سُمِّي حَميلاً لأَنه يُحْمَل صغيراً
من بلاد العدوّ ولم يولد في الإِسلام ويقال بل سُمِّي حَمِيلاً لأَنه محمول النسب
وذلك أَن يقول الرجل لإِنسان هذا أَخي أَو ابني لِيَزْوِي ميراثَه عن مَوالِيه فلا
يُصَدَّق إِلاَّ ببيِّنة قال ابن سيده والحَمِيل الولد في بطن أُمه إِذا أُخِذَت
من أَرض الشرك إِلى بلاد الإِسلام فلا يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة والحَمِيل المنبوذ
يحْمِله قوم فيُرَبُّونه والحَمِيل الدَّعِيُّ قال الكُميت يعاتب قُضاعة في
تَحوُّلهم إِلى اليمين بنسبهم عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر ولا ضَرَّاءَ
مَنْزِلَة الحَمِيل ؟ والحَمِيل الغَريب والحِمالة بكسر الحاء والحَمِيلة عِلاقة
السَّيف وهو المِحْمَل مثل المِرْجَل قال على النحر حتى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي
وهو السَّيْر الذي يُقَلَّده المُتَقَلِّد وقد سماه
( * قوله سمَّاه هكذا في الأصل ولعله اراد سمى به عرقَ الشجر ) ذو الرمة عِرْق
الشَّجَر فقال تَوَخَّاه بالأَظلاف حتى كأَنَّما يُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عن
متن مِحْمَل والجمع الحَمائِل وقال الأَصمعي حَمائل السيف لا واحد لها من لفظها
وإِنما واحدها مِحْمَل التهذيب جمع الحِمالة حَمائل وجمع المِحْمَل مَحامل قال
الشاعر دَرَّتْ دُموعُك فوق ظَهْرِ المِحْمَل وقال أَبو حنيفة الحِمالة للقوس
بمنزلتها للسيف يُلْقيها المُتَنَكِّب في مَنْكبِه الأَيمن ويخرج يده اليسرى منها
فيكون القوس في ظهره والمَحْمِل واحد مَحامل الحَجَّاج
( * قوله « والمحمل واحد محامل الحجاج » ضبطه في القاموس كمجلس وقال شارحه ضبط في
نسخ المحكم كمنبر وعليه علامة الصحة وعبارة المصباح والمحمل وزان مجلس الهودج
ويجوز محمل وزان مقود وقوله « الحجاج » قال شارح القاموس ابن يوسف الثقفي اول من
اتخذها وتمام البيت أخزاه ربي عاجلاً وآجلا )
قال الراجز أَوَّل عَبْد عَمِل المَحامِلا والمِحْمَل الذي يركب عليه بكسر الميم
قال ابن سيده المِحْمَل شِقَّانِ على البعير يُحْمَل فيهما العَدِيلانِ والمِحْمَل
والحاملة الزَّبِيل الذي يُحْمَل فيه العِنَب إِلى الجَرين واحْتَمَل القومُ
وتَحَمَّلوا ذهبوا وارتحلوا والحَمُولة بالفتح الإِبل التي تَحْمِل ابن سيده
الحَمُولة كل ما احْتَمَل عليه الحَيُّ من بعير أَو حمار أَو غير ذلك سواء كانت
عليها أَثقال أَو لم تكن وفَعُول تدخله الهاء إِذا كان بمعنى مفعول به وفي حديث
تحريم الحمر الأَهلية قيل لأَنها حَمولة الناس الحَمُولة بالفتح ما يَحْتَمِل عليه
الناسُ من الدواب سواء كانت عليها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة وفي حديث قَطَن
والحَمُولة المائرة لهم لاغِية أَي الإِبل التي تَحْمِل المِيرَة وفي التنزيل
العزيز ومن الأَنعام حَمُولة وفَرْشاً يكون ذلك للواحد فما فوقه والحُمُول
والحُمُولة بالضم الأَجمال التي عليها الأَثقال خاصة والحُمُولة الأَحمال
( * قوله « والحمولة الاحمال » قال شارح القاموس ضبطه الصاغاني والجوهري بالضم
ومثله في المحكم ومقتضى صنيع القاموس انه بالفتح )
بأَعيانها الأَزهري الحُمُولة الأَثقال والحَمُولة ما أَطاق العَمل والحَمْل
والفَرْشُ الصِّغار أَبو الهيثم الحَمُولة من الإِبل التي تَحْمِل الأَحمال على
ظهورها بفتح الحاء والحُمُولة بضم الحاء الأَحمال التي تُحْمَل عليها واحدها حِمْل
وأَحمال وحُمول وحُمُولة قال فأَما الحُمُر والبِغال فلا تدخل في الحَمُولة
والحُمُول الإِبل وما عليها وفي الحديث من كانت له حُمولة يأْوي إِلى شِبَع
فليَصُمْ رمضان حيث أَدركه الحُمولة بالضم الأَحمال يعني أَنه يكون صاحب أَحمال
يسافر بها والحُمُول بالضم بلا هاء الهَوادِج كان فيها النساء أَو لم يكن واحدها
حِمْل ولا يقال حُمُول من الإِبل إِلاّ لما عليه الهَوادِج والحُمُولة والحُمُول واحد
وأَنشد أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها والحُمول أَيضاً ما يكون على
البعير الليث الحَمُولة الإِبل التي تُحْمَل عليها الأَثقال والحُمول الإِبل
بأَثقالها وأَنشد للنابغة أَصاح تَرَى وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ حُمُولَ الحَيِّ
يَرْفَعُها الوَجِينُ وقال أَيضاً تَخالُ به راعي الحَمُولة طائرا قال ابن بري في
الحُمُول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن الأَصل فيها الأَحمال ثم
يُتَّسَع فيها فتُوقَع على الإِبل التي عليها الهوادج وعليه قول أَبي ذؤيب يا هَلْ
أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ شَبَّه
الإِبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أَزهى وقال ذو الرمة في الأَحمال وجعلها
كالحُمُول ما اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحمال مِثْلَ صَوادِي النَّخْل
والسَّيَال وقال المتنخل ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ أَحمالُها كالبُكُر المُبْتِل
عِيرٌ عليهن كِنانِيَّةٌ جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل فأَبدل عِيراً من أَحمالها
وقال امرؤ القيس في الحُمُول أَيضاً وحَدِّثْ بأَن زالت بَلَيْلٍ حُمُولُهم كنَخْل
من الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّق قال وتنطلق الحُمُول أَيضاً على النساء
المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر أَمِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ مع الصبح قد
زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ ؟ وقال آخر أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم ما
أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء وقول أَوس وكان له العَيْنُ المُتاحُ حُمُولة فسره
ابن الأَعرابي فقال كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك وأَحْمَله الحِمْل أَعانه عليه
وحَمَّله فَعَل ذلك به ويجيء الرجلُ إِلى الرجل إِذا انْقُطِع به في سفر فيقول له
احْمِلْني فقد أُبْدِع بي أَي أَعْطِني ظَهْراً أَركبه وإِذا قال الرجل أَحْمِلْني
بقطع الأَلف فمعناه أَعنَّي على حَمْل ما أَحْمِله وناقة مُحَمَّلة مُثْقَلة
والحَمَالة بالفتح الدِّيَة والغَرامة التي يَحْمِلها قوم عن قوم وقد تطرح منها
الهاء وتَحَمَّل الحَمالة أَي حَمَلَها الأصمعي الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن
القوم ونَحْو ذلك قال الليث ويقال أَيضاً حَمَال قال الأَعشَى فَرْع نَبْعٍ
يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْ دِ عظيم النَّدَى كَثِير الحَمَال ورجل حَمَّال
يَحْمِل الكَلَّ عن الناس الأَزهري الحَمِيل الكَفِيل وفي الحديث الحَمِيل غارِمٌ
هو الكفيل أَي الكَفِيل ضامن وفي حديث ابن عمر كان لا يَرى بأْساً في السَّلَم
بالحَمِيل أَي الكفيل الكسائي حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به وفي الحديث لا
تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم هي بالفتح ما
يَتَحَمَّله الإِنسان عن غيره من دِيَة أَو غَرامة مثل أَن تقع حَرْب بين فَرِيقين
تُسْفَك فيها الدماء فيدخل بينهم رجل يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ
البَيْن والتَّحَمُّل أَن يَحْمِلها عنهم على نفسه ويسأَل الناس فيها وقَتَادَةُ
صاحبُ الحَمالة سُمِّي بذلك لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها
والحَوامِل الأَرجُل وحَوامِل القَدَم والذراع عَصَبُها واحدتها حاملة ومَحامِل
الذكر وحَمائله العروقُ التي في أَصله وجِلْدُه وبه فعسَّر الهَرَوي قوله في حديث
عذاب القبر يُضْغَط المؤمن في هذا يريد القبر ضَغْطَة تَزُول منها حَمائِلُه وقيل
هي عروق أُنْثَييه قال ويحتمل أَن يراد موضع حَمَائِل السيف أَي عواتقه وأَضلاعه
وصدره وحَمَل به حمالة كَفَل يقال حَمَل فلان الحِقْدَ على نفسه إِذا أَكنه في
نفسه واضْطَغَنَه ويقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ قد احتُمِل وأُقِلَّ قال
الأَصمَعي في الغضب غَضِب فلان حتى احتُمِل ويقال للذي يَحْلُم عمن يَسُبُّه قد
احْتُمِل فهو مُحْتَمَل وقال الأَزهري في قول الجَعْدي كلبابى حس ما مسه وأَفانِين
فؤاد مُحْتَمَل
( * قوله « كلبابى إلخ » هكذا في الأصل من غير نقط ولا ضبط )
أَي مُسْتَخَفٍّ من النشاط وقيل غضبان وأَفانِينُ فؤاد ضُروبُ نشاطه واحْتُمِل
الرجل غَضِب الأَزهري عن الفراء احْتُمِل إِذا غضب ويكون بمعنى حَلُم وحَمَلْت به
حَمَالة أَي كَفَلْت وحَمَلْت إِدْلاله واحْتَمَلْت بمعنىً قال الشاعر أَدَلَّتْ
فلم أَحْمِل وقالت فلم أُجِبْ لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم والمُحامِل الذي
يَقْدِر على جوابك فَيَدَعُه إِبقاء على مَوَدَّتِك والمُجامِل الذي لا يقدر على
جوابك فيتركه ويَحْقِد عليك إِلى وقت مّا ويقال فلان لا يَحْمِل أَي يظهر غضبه
والمُحْمِل من النساء والإِبل التي يَنْزِل لبُنها من غير حَبَل وقد أَحْمَلَت
والحَمَل الخَرُوف وقيل هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه والجمع حُمْلان وأَحمال
وبه سُمِّيت الأَحمال وهي بطون من بني تميم والحَمَل السحاب الكثير الماء والحَمَل
بُرْج من بُروج السماء هو أَوَّل البروج أَوَّلُه الشَّرْطانِ وهما قَرْنا الحَمَل
ثم البُطَين ثلاثة كواكب ثم الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَل هذه النجوم على هذه
الصفة تُسَمَّى حَمَلاً قلت وهذه المنازل والبروج قد انتقلت والحَمَل في عصرنا هذا
أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر وليس هذا موضع تحرير دَرَجه ودقائقه المحكم
قال ابن سيده قال ابن الأَعرابي يقال هذا حَمَلُ طالعاً تَحْذِف منه الأَلف واللام
وأَنت تريدها وتُبْقِي الاسم على تعريفه وكذلك جميع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت
فيها الأَلف واللام ولك أَن تحذفها وأَنت تَنْويها فتُبْقِي الأَسماء على تعريفها
الذي كانت عليه والحَمَل النَّوْءُ قال وهو الطَّلِيُّ يقال مُطِرْنا بنَوْء
الحَمَل وبِنَوْء الطَّلِيِّ وقول المتنخِّل الهذلي كالسُّحُل البِيضِ جَلا
لَوْنَها سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل فُسَّر بالسحاب الكثير الماء وفُسِّر
بالبروج وقيل في تفسير النِّجاء السحاب الذي نَشَأَ في نَوْءِ الحَمَل قال وقيل في
الحَمَل إِنه المطر الذي يكون بنَوْءٍ الحَمَل وقيل النِّجاء السحاب الذي هَرَاق
ماءه واحده نَجْوٌ شَبَّه البقر في بياضها بالسُّحّل وهي الثياب البيض واحدها
سَحْل والأَسْوَل المُسْتَرْخِي أَسفل البطن شَبَّه السحاب المسترخي به وقال
الأَصمعي الحَمَل ههنا السحاب الأَسود ويقوّي قوله كونه وصفه بالأَسول وهو
المسترخي ولا يوصف النَّجْو بذلك وإِنما أَضاف النِّجَاء إِلى الحَمَل والنِّجاءُ
السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر لأَن الحَشَف نوع منه وحَمَل عليه في
الحَرْب حَمْلة وحَمَل عليه حَمْلة مُنْكَرة وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة وحَمَلْت على
بني فلان إِذا أَرَّشْتَ بينهم وحَمَل على نفسه في السَّيْر أَي جَهَدَها فيه
وحَمَّلْته الرسالة أَي كلَّفته حَمْلَها واسْتَحْمَلته سأَلته أَن يَحْمِلني وفي
حديث تبوك قال أَبو موسى أَرسلني أَصحابي إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أَسْأَله
الحُمْلان هو مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلاناً وذلك أَنهم أَنفذوه يطلبون شيئاً
يركبون عليه ومنه تمام الحديث قال صلى الله عليه وسلم ما أَنا حَمَلْتُكم ولكن
الله حَمَلكم أَراد إِفْرادَ الله بالمَنِّ عليهم وقيل أَراد لَمَّا ساق الله
إِليه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو الحامل لهم عليها وقيل كان ناسياً ليمينه أَنه
لا يَحْمِلْهم فلما أَمَر لهم بالإِبل قال ما أَنا حَمَلْتكم ولكن الله حَمَلَكم
كما قال للصائم الذي أَفطر ناسياً الله أَطْعَمَك وسَقاك وتَحَامَل عليه أَي مال
والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً تقول في المكان هذا مُتَحَامَلُنا وتقول في
المصدر ما في فلان مُتَحامَل أَي تَحامُل والأَحمالُ في قول جرير أَبَنِي
قُفَيْرَة من يُوَرِّعُ وِرْدَنا أَم من يَقوم لشَدَّة الأَحْمال ؟ قومٌ من بني
يَرْبُوع هم ثعلبة وعمرو والحرث يقال وَرَّعْت الإِبلَ عن الماء رَدَدْتها
وقُفَيْرة جَدَّة الفَرَزْدَق
( * قوله « وقفيرة جدّة الفرزدق » تقدم في ترجمة قفر أنها أُمه ) أُمّ صَعْصَعة بن
ناجِية بن عِقَال وحَمَلٌ موضع بالشأْم الأَزهري حَمَل اسم جَبَل بعينه ومنه قول
الراجز أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل قال حَمل اسم جبل فيه جَبَلان يقال
لهما طِمِرَّان وقال كأَنَّها وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ
طِمِرَّان صَعْبان عن شَمائلٍ وأَيمان قال الأَزهري ورأَيت بالبادية حَمَلاً
ذَلُولاً اسمه حَمال وحَوْمَل موضع قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي من
الطَّاويات خِلال الغَضَا بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي وقول امريء القيس بين
الدَّخُول فَحَوْمَلِ إِنما صَرَفه ضرورة وحَوْمَل اسم امرأَة يُضْرب بكَلْبتها
المَثَل يقال أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل والمَحْمولة حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ
القُطْن ليس في الحِنْطة أَكبر منها حَبًّا ولا أَضخم سُنْبُلاً وهي كثيرة
الرَّيْع غير أَنها لا تُحْمَد في اللون ولا في الطَّعْم هذه عن أَبي حنيفة وقد
سَمَّتْ حَمَلاً وحُمَيلاً وبنو حُمَيْل بَطْن وقولهم ضَحِّ قَلِيلاً يُدْرِكِ
الهَيْجَا حَمَل إِنما يعني به حَمَل بن بَدْر والحِمَالة فَرَس طُلَيْحَة ابن
خُوَيلِد الأَسدي وقال يذكرها عَوَيْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة إِنَّها مُعاوِدَةٌ
قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ فَيوْماً تَراها في الجِلال مَصُونَةً ويَوْماً تراها
غيرَ ذاتِ جِلال قال ابن بري يقال لها الحِمالة الصُّغْرَى وأَما الحِمَالة الكبرى
فهي لبني سُلَيْم وفيها يقول عباس بن مِرْدَاس أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ فقد
أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل
معنى
في قاموس معاجم
الظُّلْمُ وَضْع
الشيء في غير موضِعه ومن أمثال العرب في الشَّبه مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم
قال الأصمعي ما ظَلَم أي ما وضع الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المثل من اسْترْعَى
الذِّئْبَ فقد ظلمَ وفي حديث ابن زِمْلٍ لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أي لم
ي
الظُّلْمُ وَضْع
الشيء في غير موضِعه ومن أمثال العرب في الشَّبه مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم
قال الأصمعي ما ظَلَم أي ما وضع الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المثل من اسْترْعَى
الذِّئْبَ فقد ظلمَ وفي حديث ابن زِمْلٍ لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أي لم
يَعْدِلوا عنه يقال أَخَذَ في طريقٍ فما ظَلَم يَمِيناً ولا شِمالاً ومنه حديث
أُمِّ سَلمَة أن أبا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَلَماه أي لم يَعْدِلا عنه
وأصل الظُّلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ ومنه حديث الوُضُوء فمن زاد أو نَقَصَ
فقد أساء وظَلَمَ أي أَساءَ الأدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ
الشَّرْعِ وظَلمَ نفْسه بما نَقَصَها من الثواب بتَرْدادِ المَرّات في الوُضوء وفي
التنزيل العزيز الذين آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بِظُلْمٍ قال ابن عباس
وجماعةُ أهل التفسير لم يَخْلِطوا إيمانهم بِشِرْكٍ ورُوِي ذلك عن حُذَيْفة وابنِ
مَسْعود وسَلمانَ وتأَوّلوا فيه قولَ الله عز وجل إن الشِّرْك لَظُلْمٌ عَظِيم
والظُّلْم المَيْلُ عن القَصد والعرب تَقُول الْزَمْ هذا الصَّوْبَ ولا تَظْلِمْ
عنه أي لا تَجُرْ عنه وقوله عزَّ وجل إنَّ الشِّرْكَ لَظُلم عَظِيم يعني أن الله
تعالى هو المُحْيي المُمِيتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لا شريك له فإذا أُشْرِك
به غيره فذلك أَعْظَمُ الظُّلْمِ لأنه جَعل النعمةَ لغير ربِّها يقال ظَلَمَه
يَظْلِمُهُ ظَلْماً وظُلْماً ومَظْلِمةً فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ والظُّلمُ
الاسمُ يقوم مَقام المصدر وهو ظالمٌ وظَلوم قال ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ إذا هُوَ لمْ
يَخَفْني في ابن عَمِّي وإنْ لم أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ وقوله عز وجل إن الله
لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ أرادَ لا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ وعَدَّاه إلى
مفعولين لأنه في معنى يَسْلُبُهم وقد يكون مِثْقالَ ذرّة في موضع المصدر أي
ظُلْماً حقيراً كمِثْقال الذرّة وقوله عز وجل فَظَلَمُوا بها أي بالآيات التي
جاءَتهم وعدّاه بالباء لأنه في معنى كَفَرُوا بها والظُّلمُ الاسمُ وظَلَمه حقَّه
وتَظَلَّمه إياه قال أبو زُبَيْد الطائيّ وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ
مِنْهمُ وأَظْلِمُ بَعْضاً أو جَمِيعاً مُؤَرِّبا وقال تَظَلَّمَ مَالي هَكَذَا
ولَوَى يَدِي لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ وتَظَلَّم منه شَكا مِنْ ظُلْمِه
وتَظَلَّم الرجلُ أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه حكاه ابن الأعرابي وأنشد كانَتْ إذا
غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَلَّمَتْ وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَلِ قال ابن سيده
هذا قولُ ابن الأعرابي قال ولا أَدْري كيف ذلك إنما التَّظَلُّمُ ههنا تَشَكِّي
الظُّلْم منه لأنها إذا غَضِبَت عليه لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلى ذاتِها
والمُتَظَلِّمُ الذي يَشْكو رَجُلاً ظَلَمَهُ والمُتَظَلِّمُ أيضاً الظالِمُ ومنه
قول الشاعر نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم
وتَظَلَّمَني فلانٌ أي ظَلَمَني مالي قال ابن بري شاهده قول الجعدي وما يَشْعُرُ
الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ قال وقال
رافِعُ بن هُرَيْم وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع والأول أَصح فهَلاَّ غَيْرَ عَمِّكُمُ
ظَلَمْتُمْ إذا ما كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِينا أي ظالِمِينَ ويقال تَظَلَّمَ فُلانٌ
إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه
عليه ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشد عنه إذا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه
تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَظَلِّمُ قال أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ
مالُه قال أبو منصور جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأنه إذا أغارَ على الناس فقد
ظَلَمَهم قال وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ وعَمْروُ بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه
بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُتَظَلِّمِ قال أبو منصور يريد نَخْوةَ الظالم
والظَّلَمةُ المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم يقال ما ظَلَمَك عن كذا أي ما
مَنَعك وقيل الظَّلَمةُ في المُعامَلة قال المُؤَرِّجُ سمعت أَعرابيّاً يقول
لصاحبه أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ به أَي الأَظْلَمُ مِنَّا ويقال
ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أي صبَر على الظُّلْم قال كُثَيْر مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ
تَجُدْ بِها يَدَاكَ وإنْ تُظْلَمْ بها تَتَظلَّمِ واظَّلَمَ وانْظَلَم احْتَملَ
الظُّلْمَ وظَلَّمه أَنْبأَهُ أنه ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّلْم قال أَمْسَتْ
تُظَلِّمُني ولَسْتُ بِظالمٍ وتُنْبِهُني نَبْهاً ولَسْتُ بِنائمِ والظُّلامةُ ما
تُظْلَمُهُ وهي المَظْلِمَةُ قال سيبويه أما المَظْلِمةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك
وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمتَه أي ظُلمه قال ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلاًّ
وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ ما
تَطْلُبه عند الظّالم وهو اسْمُ ما أُخِذَ منك التهذيب الظُّلامةُ اسْمُ
مَظْلِمتِك التي تَطْلُبها عند الظَّالم يقال أَخَذَها مِنه ظُلامةً ويقال ظُلِم
فُلانٌ فاظَّلَم معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على
الامتناع منه وهو افتعال وأَصله اظْتَلم فقُِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء
فيها وأَنشد ابن بري لمالك ابنَ حريم مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً
وأَنْفاً حَمِيّاً تَجَتْنِبْك المَظَالِمُ وتَظالَمَ القومُ ظلَمَ بعضُهم بعضاً
ويقال أَظْلَمُ من حَيَّةٍ لأنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه ويقولون
ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ وقال رجل لأبي الجَرَّاحِ أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه فقال
أَبو الجَرَّاحِ ما ظَلَمك أَن تَقِيءَ وقول الشاعر قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي
سَلَمْ ألا تَزُورُنا إنِ الشِّعْبُ أَلَمّْ ؟ قالَ بَلى يا مَيُّ واليَوْمُ
ظَلَمْ قال الفرّاء هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَلَم أي حَقّاً وهو مَثَلٌ قال
ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلّةٌ تَمْنع قال أبو منصور وكان ابن الأعرابي
يقول في قوله واليوْمُ ظَلَم حقّاً يقيناً قال وأُراه قولَ المُفَضَّل قال وهو
شبيه بقول من قال في لا جرم أي حَقّاً يُقيمه مُقامَ اليمين وللعرب أَلفاظ تشبهها
وذلك في الأَيمان كقولهم عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك وقوله عز
وجل آتَتْ أُكُلَها ولم تَظْلِم مِنْه شَيْئاً أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً وقال
الفراء في قوله عز وجل وما ظَلَمُونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْلِمُون قال ما
نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم والظِّلِّيمُ بالتشديد الكثيرُ
الظُّلْم وتَظَالَمتِ المِعْزَى تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ ومنه قول
السّاجع وتَظالَمَتْ مِعْزاها ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ
مِنَ النَّشاط والشِّبَع والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن
يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه قال وقائِلةٍ ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي وهل يَخْفَى على
العَكِدِ الظَّلِيمُ ؟ وفي المثل أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ وأنشد ثعلب
وصاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْني شَكاتُه ظَلَمْتُ وفي ظَلْمِي له عامِداً أَجْرُ قال
هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَى
منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه وظَلَمْتُ سِقائِي سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ
أن يَرُوبَ وأنشد البيت الذي أَنشده ثعلب ظَلَمْتُ وفي ظَلْمِي له عامداً أَجْرُ قال
الأزهري هكذا سمعت العرب تنشده وفي ظَلْمِي بِنَصْب الظاء قال والظُّلْمُ الاسم
والظُّلْمُ العملُ وظَلَمَ القوْمَ سَقاهم الظَّلِيمةَ وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ
لِلفِناء ظَلومٌ للسِّقاء مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء التهذيب العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ
سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن يُخْرَجَ زُبْدُه وقال أبو عبيد إذا شُرِبَ لبَنُ
السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ والظَّلِيمةُ قال ويقال
ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إدْراكِهِ قال أَبو منصور هكذا رُوِيَ لنا
هذا الحرفُ عن أبي عبيد ظَلَمْتُ القومَ وهو وَهَمٌ وروى المنذري عن أبي الهيثم
وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا يقال ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إذا
شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه وقال ابن السكيت ظَلَمتُ
وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه والمَظْلُوم اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ
الرُّؤُوبَ الفراء يقال ظَلَم الوَادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم يكن
نالَهُ فيما خَلا ولا بَلَغَه قبل ذلك قال وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً يَكادُ
يَطْلُع ظُلْماً ثم يَمْنَعُه عن الشَّواهِقِ فالوادي به شَرِقُ وقال ابن السكيت
في قول النابغة يصف سيلاً إلاَّ الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ
كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ قال النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب فشَبَّه
داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ
فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ يقال
ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض قال وأَصلُ
الظُّلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه ومنه قول ابن مقبل عَادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ
وكانَ بها هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ أي وَضَعوا النحر في غير موضعه
وظُلِمَت الناقةُ نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ وكُلُّ
ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه فقد ظَلَمْتَهُ وأنشد بيت ابن مقبل هُرْتُ الشَّقاشِقِ
ظَلاَّمُون للجُزُر وظَلَم الحِمارُ الأتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ فهو
يَظْلِمُها ظَلْماً وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ
ظَلْمَةً إباءً وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ وظَلَم الأَرضَ حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ
قبل ذلك وقيل هو أن يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ قال يصف رجلاً قُتِلَ في
مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ ألا للهِ من مِرْدَى حُروبٍ حَواه
بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ أي الموضع المظلوم وظَلَم السَّيلُ الأرضَ إذا
خَدَّدَ فيها في غير موضع تَخْدِيدٍ وأَنشد للحُوَيْدِرَة ظَلَم البِطاحَ بها
انْهلالُ حَرِىصَةٍ فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَيْدَ المُقْلَعِ مصدر بمعنى
الإقْلاعِ مُفْعَلٌ بمعنى الإفْعالِ قال ومثله كثير مُقامٌ بمعنى الإقامةِ وقال
الباهلي في كتابه وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ وفي الحديث إذا أَتَيْتُمْ على
مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ قال أبو منصور المَظْلُومُ البَلَدُ الذي لم
يُصِبْهُ الغَيْثُ ولا رِعْيَ فيه للِرِّكابِ والإغْذاذُ الإسْراعُ والأرضُ
المَظْلومة التي لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ وذلك الترابُ الظَّلِيمُ وسُمِّيَ
تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المعنى وأَنشد فأَصْبَحَ في غَبْراءَ بعدَ
إشاحَةٍ على العَيْشِ مَرْدُودٍ عليها ظَلِيمُها يعني حُفْرَةَ القبر يُرَدُّ
تُرابها عليه بعد دفن الميت فيها وقالوا لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ
أَن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ فَتَظْلِمَه والسَّخِيُّ يُظْلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما
في طَوْقِهِ أَوطُلِبَ منه ما لا يجدُه أَو سُئِلَ ما لا يُسْأَلُ مثلُه فهو
مُظَّلِمٌ وهو يَظَّلِمُ وينظلم أَنشد سيبويه قول زهير هو الجَوادُ الذي يُعْطِيكَ
نائِله عَفْواً ويُظْلَمُ أَحْياناً فيَظَّلِمُ أَي يُطْلَبُ منه في غير موضع
الطَّلَب وهو عنده يَفْتعِلُ ويروى يَظْطَلِمُ ورواه الأَصمعي يَنْظَلِمُ الجوهري
ظَلَّمْتُ فلاناً تَظْلِيماً إذا نسبته إلى الظُّلْمِ فانْظَلَم أَي احتمل
الظُّلْم وأَنشد بيت زهير ويُظْلَم أَحياناً فَيَنْظَلِمُ ويروى فيَظَّلِمُ أَي
يَتَكَلَّفُ وفي افْتَعَل من ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ من العرب من يقلب التاء طاء ثم
يُظْهِر الطاء والظاء جميعاً فيقول اظْطَلَمَ ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول
اطَّلَمَ وهو أَكثر اللغات ومنهم من يكره أَن يدغم الأَصلي في الزائد فيقول
اظَّلَم قال وأَما اضْطَجَع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما قال ابن بري جَعْلُ
الجوهري انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ بالتشديد وَهَمٌ وإنما انْظَلَم مطاوعُ
ظَلَمْتُه بالتخفيف كما قال زهير ويُظْلَم أَحْياناً فيَنْظَلِمُ قال وأَما
ظَلَّمْتُه بالتشديد فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مثل كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ وظَلَم حَقَّه
يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد وإنما يتعدّى إلى مفعولين في مثل ظَلَمني حَقَِّي
حَمْلاً على معنى سَلَبَني حَقِّي ومثله قوله تعالى ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
ويجوز أَن يكون فتيلاً واقعاً مَوْقِعَ المصدر أَي ظُلْماً مِقْدارَ فَتِيلٍ وبيتٌ
مُظَلَّمٌ كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فيه أَشياء في غير مواضعها وفي الحديث أَنه
صلى الله عليه وسلم دُعِيَ إلى طعام فإذا البيتُ مُظَلَّمٌ فانصرف صلى الله عليه
وسلم ولم يدخل حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير هو المُزَوَّقُ وقيل هو
المُمَوَّهُ بالذهب والفضة قال وقال الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بهذا المعنى وقال
الزمخشري هو من الظَّلْمِ وهو مُوهَةُ الذهب ومنه قيل للماء الجاري على الثَّغْرِ
ظَلْمٌ ويقال أَظْلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ عليه كالماء الرقيق من شدَّة بَرِيقه
ومنه قول الشاعر إذا ما اجْتَلَى الرَّاني إليها بطَرْفِه غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ
وأَظْلَما قال أَضاء أَي أَصاب ضوءاً أَظْلَم أصاب ظَلْماً والظُّلْمَة
والظُّلُمَة بضم اللام ذهاب النور وهي خلاف النور وجمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ
وظُلُماتٌ وظُلَماتٌ وظُلْمات قال الراجز يَجْلُو بعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّلُماتِ
قال ابن بري ظُلَمٌ جمع ظُلْمَة بإسكان اللام فأَما ظُلُمة فإنما يكون جمعها
بالألف والتاء ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال قال الخطيب
أَِبو زكريا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ ويقال في جمعها مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ ويجوز
مُهَجات بالفتح ومُهْجاتٌ بالتسكين وهو أَضعفها قال والناس يأْلَفُون مُهَجات
بالفتح كأَنهم يجعلونه جمع مُهَجٍ فيكون الفتح عندهم أَحسن من الضم والظَّلْماءُ
الظُّلْمة ربما وصف بها فيقال ليلةٌ ظَلْماء أَي مُظْلِمة والظَّلامُ إسم يَجْمَع
ذلك كالسَّوادِ ولا يُجْمعُ يَجْري مجرى المصدر كما لا تجمع نظائره نحو السواد
والبياض وتجمع الظُّلْمة ظُلَماً وظُلُمات ابن سيده وقيل الظَّلام أَوّل الليل وإن
كان مُقْمِراً يقال أَتيته ظَلاماً أي ليلاً قال سيبويه لا يستعمل إلا ظرفاً
وأتيته مع الظَّلام أي عند الليل وليلةٌ ظَلْمةٌ على طرحِ الزائد وظَلْماءُ
كلتاهما شديدة الظُّلْمة وحكى ابن الأَعرابي ليلٌ ظَلْماءُ وقال ابن سيده وهو غريب
وعندي أَنه وضع الليل موضع الليلة كما حكي ليلٌ قَمْراءُ أَي ليلة قال وظَلْماءُ
أَسْهلُ من قَمْراء وأَظْلَم الليلُ اسْوَدَّ وقالوا ما أَظْلَمه وما أَضوأَه وهو
شاذ وظَلِمَ الليلُ بالكسر وأَظْلَم بمعنىً عن الفراء وفي التنزيل العزيز وإذا
أَظْلَمَ عليهم قاموا وظَلِمَ وأَظْلَمَ حكاهما أَبو إسحق وقال الفراء فيه لغتان
أَظْلَم وظَلِمَ بغير أَلِف والثلاثُ الظُّلَمُ أَوّلُ الشَّهْر بعدَ الليالي
الدُّرَعِ قال أَبو عبيد في ليالي الشهر بعد الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ دُرَعٌ وثلاثٌ
ظُلَمٌ قال والواحدة من الدُّرَعِ والظُّلَم دَرْعاءُ وظَلْماءُ وقال أَبو الهيثم
وأَبو العباس المبرد واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلَم دُرْعةٌ وظُلْمة قال أَبو منصور
وهذا الذي قالاه هو القياس الصحيح الجوهري يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي
يَلِينَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإظْلامِها على غير قياس لأَن قياسه ظُلْمٌ بالتسكين
لأَنَّ واحدتها ظَلْماء وأَظْلَم القومُ دخلوا في الظَّلام وفي التنزيل العزيز
فإذا هم مُظْلِمُونَ وقوله عزَّ وجل يُخْرجُهم من الظُّلُمات إلى النور أَي يخرجهم
من ظُلُمات الضَّلالة إلى نور الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غير بَيِّنٍ
وليلة ظَلْماءُ ويوم مُظْلِمٌ شديد الشَّرِّ أَنشد سيبويه فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَيْنا
وأَنتمُ لكان لكم يومٌ من الشَّرِّ مُظْلِمُ وأَمْرٌ مُظْلِم لا يُدرَى من أَينَ
يُؤْتَى له عن أَبي زيد وحكى اللحياني أَمرٌ مِظْلامٌ ويوم مِظْلامٌ في هذا المعنى
وأَنشد أُولِمْتَ يا خِنَّوْتُ شَرَّ إيلام في يومِ نَحْسٍ ذي عَجاجٍ مِظْلام
والعرب تقول لليوم الذي تَلقَى فيه شِدَّةً يومٌ مُظلِمٌ حتى إنهم ليقولون يومٌ ذو
كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُلْمته حتى صار كالليل قال بَني أَسَدٍ هل تَعْلَمونَ
بَلاءَنا إذا كان يومٌ ذو كواكِبَ أَشْهَبُ ؟ وظُلُماتُ البحر شدائِدُه وشَعرٌ
مُظْلِم شديدُ السَّوادِ ونَبْتٌ مُظلِمٌ ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من
خُضْرَتِه قال فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ ومُظلِماً ليسَ على دَمالِ وتكلَّمَ
فأَظْلَمَ علينا البيتُ أَي سَمِعنا ما نَكْرَه وفي التهذيب وأَظْلَم فلانٌ علنيا
البيت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه قال أَبو منصور أَظْلمَ يكون لازماً وواقِعاً قال
وكذلك أَضاءَ يكون بالمعنيين أَضاءَ السراجُ بنفسه إضاءةً وأَضاء للناسِ بمعنى
ضاءَ وأَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ وأَضاءَ ولقيتُه أَدنَى ظَلَمٍ بالتحريك
يعني حين اخْتَلطَ الظلامُ وقيل معناه لقيته أَوّلَ كلِّ شيء وقيل أَدنَى ظَلَمٍ
القريبُ وقال ثعلب هو منك أَدنَى ذي ظَلَمٍ ورأَيتُه أَدنَى ظَلَمٍ الشَّخْصُ قال
وإنه لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِيتُه إذا كان أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بليل أَو نهار قال
ومثله لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ الجوهري لقِيتُه أَوّلَ ذي
ظُلْمةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ في الرؤية قال ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ
والظَّلَمُ الجَبَل وجمعه ظُلُومٌ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ تَعامَسُ حتى
يَحْسبَ الناسُ أَنَّها إذا ما اسْتُحِقَّت بالسُّيوفِ ظُلُومُ وقَدِمَ فلانٌ
واليومُ ظَلَم عن كراع أَي قدِمَ حقّاً قال إنَّ الفراقَ اليومَ واليومُ ظَلَمْ
وقيل معناه واليومُ ظَلَمنا وقيل ظَلَم ههنا وَضَع الشيءَ في غير موضعه والظَّلْمُ
الثَّلْج والظَّلْمُ الماءُ الذي يجري ويَظهَرُ على الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا
من الرِّيقِ كالفِرِنْد حتى يُتَخيَّلَ لك فيه سوادٌ من شِدَّةِ البريق والصَّفاء قال
كعب بن زهير تَجْلو غَواربَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسمَتْ كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ
مَعْلولُ وقال الآخر إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا بماءِ الظَّلْمِ طَيِّبَةِ
الرُّضابِ قال يحتمل أَن يكون المعنى بماء الثَّلْج قال شمر الظَّلْمُ بياضُ
الأَسنان كأَنه يعلوه سَوادٌ والغُروبُ ماءُ الأَسنان الجوهري الظَّلْمُ بالفتح
ماءُ الأَسْنان وبَريقُها وهو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البياض
كفِرِنْد السَّيْف قال يزيد ابن ضَبَّةَ بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ وثغْرٍ نائرِ
الظلْمِ وقيل الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بياضها والجمع ظُلُوم قال إذا
ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ وتبسَّمَتْ ثنايا لها كالبَرْقِ غُرٌّ ظُلُومُها وأَظْلَم
نَظَرَ إلى الأَسنان فرأَى الظَّلْمَ قال إذا ما اجْتَلى الرَّاني إليها بعَيْنِه
غُرُوبَ ثناياها أَنارَ وأَظْلَما
( * أضاء بدل أنار )
والظَّلِيمُ الذكَرُ من النعامِ والجمع أَظْلِمةٌ وظُلْمانٌ وظِلْمانٌ قيل سمي به
لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي في غير موضع تَدْحِيَةٍ حكاه ابن دريد قال وهذا ما
لا يُؤْخذُ وفي حديث قُسٍّ ومَهْمَهٍ فيه ظُلْمانٌ هو جمع ظَلِيم والظَّلِيمانِ
نجمان والمُظَلَّمُ من الطير الرَّخَمُ والغِرْبانُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد
حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَلَّم من الطيرِ حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ
والظِّلاَّمُ عُشْبة تُرْعَى أَنشد أَبو حنيفة رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً
مُواصِلاً عَمِيماً من الظِّلاَّمِ والهَيْثَمِ الجَعْدِ ابن الأعرابي ومن غريب
الشجر الظِّلَمُ واحدتها ظِلَمةٌ وهو الظِّلاَّمُ والظِّلامُ والظالِمُ قال
الأَصمعي هو شجر له عَسالِيجُ طِوالٌ وتَنْبَسِطُ حتى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها
فمنها سميت ظِلاماً وأَظْلَمُ موضع قال ابن بري أَظْلمُ اسم جبل قال أَبو وجزة
يَزِيفُ يمانِيه لأجْراعِ بِيشَةٍ ويَعْلو شآمِيهِ شَرَوْرَى وأَظْلَما وكَهْفُ
الظُّلم رجل معروف من العرب وظَلِيمٌ ونَعامَةُ موضعان بنَجْدٍ وظَلَمٌ موضع
والظَّلِيمُ فرسُ فَضالةَ بن هِنْدِ بن شَرِيكٍ الأَسديّ وفيه يقول نصَبْتُ لهم
صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً شُراعِيَّةً في كفِّ حَرَّان ثائِر