السَّرْبُ : المَالُ الرَّاعِي أَعْنِي بالمَالِ الإِبلَ . يقال : أُغير على سَرْبِ القَوْم . ومنه قولهم : اذْهَبْ فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ . أَي لاَ أَرُدُّ إِبِلَك حَتَّى تذهب حَيْثُ شَاءَت أَي لاَ حَاجَة لِي فِيكَ . ويقولون للمَرأَةِ عِنْدَ الطَّلاَقِ : اذْهَبِي فَلاَ أَنْدَهُ ...
السَّرْبُ : المَالُ الرَّاعِي أَعْنِي بالمَالِ الإِبلَ . يقال : أُغير على سَرْبِ القَوْم . ومنه قولهم : اذْهَبْ فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ . أَي لاَ أَرُدُّ إِبِلَك حَتَّى تذهب حَيْثُ شَاءَت أَي لاَ حَاجَة لِي فِيكَ . ويقولون للمَرأَةِ عِنْدَ الطَّلاَقِ : اذْهَبِي فَلاَ أَنْدَهُ سَرْبَك فتَطْلُق بِهذِه الكَلِمَة . وَفِي الصَّحَاح : وكانوا فِي الجَاهِلِيَّة يَقُولُون في الطَّلاَق . فقَيَّدَه بالجَاهِليَّة وأَصْلُ النَّدْه الزَّجْر . وقال ابن الأَعرابيّ : السّرْبُ : المَاشِيَة كُلُّها حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي ونَقَله ابْنُ هِشَام اللَّخْمِيّ . وجَمْعُه سُرُوبٌ وقيل أَسْرَابٌ . السَّرْبُ : الطَّرِيقُ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولاَهَا وهَيَّجَهَا ... من خَلْفِها لاَحِقُ الصُّقْلَيْن هِمْهِيمُ قال شَمر : أَكْثَرُ الرِّوَايَة بالفَتْح . قال الأَزهَرِيّ : وهكَذَا سَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ : خَلَّى سَرْبَه أَي طَرِيقَه . وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ إِذَا مَاتَ المُؤْمِنُ يُخَلَّى لَهُ سَرْبُه يَسْرَحُ حَيْثُ شَاءَ . أَي طَريقَه ومَذْهَبَه الَّذي يَمُرُّ به وقالَ أَبو عَمْرو : خَلِّ سِرْبَ الرَّجُلِ بالكَسْر وأَنْشَدَ قَولَ ذي الرُّمَّةِ هذا . قلت : فالوَاجِب على المُصَنِّف الإِشَارَةُ إِلَى هذَا القَوْل بقَوْله : ويُكْسَر ولم يَحْتَج إِلى إِعَادَتِه ثانِياً . وسيأْتِي الخِلاَفُ فِيه قَرِيباً . وقال الفَرَّاءُ في قَوْلِه تَعَالى : فاتَّخَذَ سَبِيلَه في البَحْر سَرَباً قال : كان الحُوتُ مَالحِاً فلما حَيِيَ بالمَاءِ الذي أَصَابَه من العَيْنِ فوقَع في البَحْر جَمَد مَذْهَبُه في البَحْرِ فَكَانَ كالسَّرَبِ . وقال أَبُو إِسحاق الزَّجَّاجُ : وسَرَباً مَنْصُوبٌ على جِهَتَين على المَفْعول كقَوْلِكَ : اتَّخَذْتُ طَرِيقِي في السَّرَب واتَّخَذْتُ طَريقي مَكَانَ كَذَا وكَذَا فتكُون مَفْعُولاً ثَانياً كقولك : اتَّخَذْتُ زَيْداً وَكِيلاً قال : ويجوز أَن يكون سَرَباً مَصْدَراً يَدُلّ عليه اتَّخَذَ سَبِيلَه فِي البَحْرِ فيكون المعنى نسيا حوتهما فجعل الحُوتُ طَرِيقَه في البَحْر ثم بَيَّن كَيْفَ ذَلِك فكأَنَّه قَالَ : سَرِب الحوتُ سَرَباً . وقال المُعْتَرِضُ الظَّفَرِيّ في السَّرَب وجَعَلَه طَرِيقاً : تَرَكْنَا الضُّبْعَ سَارِبَةً إِلَيهم تَنُوبُ اللَّحْم في سَرَبِ المَخِيمُ السَّرَب : الطَّرِيقُ والمَخِيمُ : اسْمُ وادٍ . وعلى هذَا المَعْنى الآيَة : فاتّخَذَ سَبِيلَه في البحر سَرَباً أَي سَبِيلَ الحُوت طَرِيقاً لِنَفْسِه لا يَحِيدُ عَنْه . المَعْنَى اتَّخَذَ الحُوتُ سَبِيلَه الَّذِي سَلَكَه طَرِيقاً طَرَقَه . وقال أَبُو حَاتِم : اتَّخَذَ طَرِيقَه في البَحْرِ سَرَباً . قال : أَظُنُّه يُرِيدُ ذَهَاباً . سَرِب سَرَباً كذَهَب ذَهَاباً . وقال ابن الأَثير : السَّرَبُ بالتَّحْرِيكِ : المَسْلَكُ في خُفْيَةٍ . السَّرْبُ : الوِجْهَةُ . يقال : خَلِّ سَرْبَه بالفَتْح أَي طَرِيقَه وَوَجْهَه . السَّرْبُ : الصَّدْرُ قاله أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّد . وإِنَّه لَوَاسعُ السَّرْبِ أَي الصَّدْرِ والرأْيِ والهَوَى . والسَّرْبُ : الخَرْزُ عن كُرَاع . يقال : سَرَبْتُ القِرْبَةَ أَي خَرَزْتُها . والسَّرْبَةُ : الخَرْزَةُ . السِّرْبُبالكَسْرِ : القَطِيعُ من الظِّبَاء والنِّساء والطَّيْرِ وغَيْرِها كالبَقَر والحُمُرِ والشَّاءِ . واسْتَعَارَهُ شَاعِرٌ من الجِنِّ للقَطَا فقال أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :
رَكِبْتُ المَطَايَا كُلَّهُنَّ فلم أَجِدْ ... أَلَذَّ وأَشْهَى من جِناد الثَّعَالِبِ
ومن عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بِي فَزَجَرْتُه ... يُبَادِرُ سِرْباً من عَظَاءٍ قَوَارِبِوقال ابنُ سِيدَه في العَوِيصِ : السِّرْبُ : جَمَاعة الطُّيور . وعَنِ الأَصْمَعِيّ : السِّرْبُ والسِّرْبَةُ مِن القَطَا والظِّبَاءِ : القَطِيعُ . يقال : مَرَّ بِي سِرْبٌ من قَطاً وظِبَاءٍ وَوَحْشٍ وَنسَاءٍ أَي قَطيعٌ . وفي الحديث : كَأَنَّهم سِرْبُ ظِبَاءٍ . السِّرْبُ بالكَسْر . والسِّرِبُ : الذَّاهِبُ المَاضِي عن ابن الأَعرابيّ . وعنه أَيضاً قال شَمِر : الأَسْرَابُ مِنَ النَّاسِ : الأَقَاطِيع وَاحِدُهَا سِرْب بالكَسْر . قال : ولم أَسْمَع سِرْباً من النَّاس إِلا لِلْعَجَّاج السِّرْبُ : الطَّرِيقُ . قاله أَبُو عَمْرو وثَعْلَب وأَنكَرَهُ المُبَرِّدُ وقال : إِنَّه لا يَعْرِفه إِلاّ بالفَتْحِ . وقال ابن السيّد في مثلثه : السَّرْبُ : الطَّرِيق فَتَحه أَبُو زَيْد وكَسَرُه أَبُو عَمْرو . إِنه لَوَاسِعُ السِّرْب قيل : هو الرَّخِيُّ البَالِ . وقيل : هو الوَاسعُ الصَّدْرِ البَطِيءُ الغَضَب ويروى بالفَتح وَاسعُ السَّرْبِ وهو المَسْلَكُ والطَّرِيقُ وقد تقدم . قال شيخنا : هكَذَا في الأُصولِ يَعْنِي بالمُوَحَّدَةِ والظَّاهِر أَنَّه بالميم ؛ لأَنَّه الوَاقِع في شَرْحِ اللَّفْظِ الوَارِد وإِنْ وَقَعَ في الصَّحَاح تَفْسِيرُ وَاسِع السِّربِ برَخِيِّ البَالِ فإِنه لا يَقْتَضي أَنْ يَشْرَحَ السِّربَ بالبَالِ كما لا يَخْفَى انتهى . قُلْتُ : السَّرْبُ بمَعْنَى المَالِ إِنَّمَا هو بالفتح لا غَيْر . ففي لِسَانِ العرب السَّرْبُ بالفتح : المَالِ الرَّاعِي وقِيلَ : الإِبلُ وَمَا رَعَى مِنَ المَالِ . وقد تَقَدَّم بَيَانُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِك والمُؤَلِّف إِنَّمَا هُو بِصَدَد معنى السِّرْبِ بالكسر فالصَّوابُ ما في أَكْثَرِ الأُصول لا مَا زَعَمَه شَيْخُنَا كما لا يَخْفَى . ثم إِنِّي رأَيتُ القَزَّاز ذكرَ في مُثَلَّثِه : ويقولون : فلانٌ آمِنٌ في سِرْبِه بالكسر أَي مَالِه أَي فهو لُغَةٌ في الفتح ومثله لابْن عُدَيْس فَعَلَى هذا يُوَجَّه ما قَالَه شَيْخُنا . السِّرْبُ في قولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمِ : مَنْ أَصْبَح آمِناً في سِرْبه مُعَافىً في بَدَنِه عِنْدَه قُوتُ يَوْمه فَكَأَنَّما حِيزَت لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِها - ويُرْوَى الأَرْضُ - القَلْبُ . يقال : فلان آمِنُ السِّرْب أَي آمِنُ القَلْبِ . والجمع سِرَابٌ عن الهَجَرِيّ . وأنشد :
إِذَا أَصْبَحْتُ بَيْنَ بَني سُلَيْمٍ ... وبينَ هَوَازِنٍ أَمِنَتْ سِرَابِيوقيل : هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي فِي قَوْمِه . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : السِّربُ في الحَدِيثِ : النَّفْسُ . ومثْلُه قَوْلُ الثِّقَاتِ مِن أَهْلِ اللُّغَة : فلانٌ آمِنُ السِّرْب : لا يُغْزَى مَالُه ونَعَمُه لِعِزِّه . وفلان آمِنٌ في سِرْبه أَي فِي نَفْسِه وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ ونَقَل عنه صَاحِبُ الغَرِيبَيْن . وقال ابن بَرِّيّ : هذا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ اللُّغَة وأَنْكَر ابْنُ دَرَسْتَوَيْه قَوْلَ مَنْ قَالَ : في نَفْسِه قال : وإِنَّمَا المعنى آمِنٌ في أَهْلِه ومَالِه وَوَلَدِه ولو أَمِن عَلى نَفْسِه وَحْدَهَا دُونَ أَهْلِه وَمَالِه وَوَلَده لَمْ يُقَلْ هوَ آمِنٌ في سِرْبه . وإنما السِّرب هَاهُنَا ما لِلرَّجُل من أَهْلٍ ومَالٍ ؛ ولِذلِكَ سُمِّيَ قطيعُ البَقَر والظِّبَاء والقَطَا والنِّسَاءِ سِرْباً وكأَن الأَصْلَ في ذَلك أَن يَكُونَ الرَّاعِي آمِناً في سِرْبِه والفَحْلُ آمِناً في سِرْبه ثم استُعْمِل في غَيْرِ الرُّعَاةِ اسْتعَارَةً فِيمَا شُبِّه بِهِ ولذلك كُسِرَتِ السِّينُ . وقيل : هو آمِنٌ في سِرْبِه أَي في قَوْمِه . وقال القَزَّاز : آمِنٌ في سِرْبه أَي طَرِيقهِ . وقال الزَّمَخْشَرِيّ في الفائِق : مَنْ أَصْبح آمناً في سَرْبه أَي في مُنْقَلَبه ومُنْصَرَفهِ من قَوْلهم : خَلَّى سَرْبَه أَي طَرِيقَه ورَوِي بالكَسْر أَي في حِزْبِه وعِيَاله مُسْتَعارٌ من سِرْبِ الظِّبَاء والبَقَرِ والقَطَا قال أَبو حَنِيفَة : ويقال : السِّربُ : جَمَاعَة النَّخْلِ فيما ذَكَر بَعْضُ الرُّوَاة . قال أَبُو الحَسَن : وأَنا أَظُنُّه على التَّشْبِيهِ . والجَمْعُ أَسْرَابٌ . ويوجد في بَعْضِ النُّسَخ النَّحْلُ بالحاءِ المُهْمَلَة وهو خَطَأُ والسُّرْبَةُ مِثْلُه كما سَيَأْتِي . السَّرَبُ بالتَّحْرِيكِ : جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَسَدِ والضَّبُع والذِّئْبِ . والسَّرَبُ : المَوْضِعُ الَّذِي يَدْخُل فيه الوَحْشِيُّ والجمع أَسْرَابٌ . وانْسَرَبَ الوَحْشُ في سَرَبِه والثَّعْلَبُ في جُحْرِه . وتَسَرَّبَ : دَخَل : السَّرَبُ : الحَفِيرُ وقيل : بَيْتٌ تَحْتَ الأَرْضِ وسيأْتي . السَّرَبُ : القَنَاةُ الجَوْفَاءُ يَدْخُل مِنْهَا الماءُ الحَائِطَ . و السَّرَبُ : المَاءُ يُصَبُّ في القِرْبَةِ الجَدِيدَة أَو المَزَادَة ليبتَلَّ سَيرُها حتى تَنْتَفِخ فتَنْسَدَّ مَواضِعُ عُيُونِ الخَرْزِ . وقد سَرَّبها تَسْرِيباً فَسَرِبَتْ سَرَباً . ويقال : سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجْعَلْ فِيهَا مَاءً حتى تَنْتَفِخَ عُيُونُ الخرََزِ فَتَستَدَّ . السَّرَبُ : المَاءُ السَائِلُ . قال ذُو الرُّمةِ :
مَا بَالُ عَيْنِك مِنْهَا المَاءُ يَنْسَكِبُ ... كأَنَّه مِنْ كُلَى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ ومنهم مَنْ خَصَّ فَقَالَ : السَّائِلُ مِن المَزَادَةِ ونَحْوِها . أَبُو الفَضْل مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللهِ ابْنِ أَحْمَدَ الأَصْبهَانِيُّ الزاهِدُ الوَاعِظُ كان في حدود سنة 470ه . وأُخْتُه ضَوْءٌ . ومُبَشِّرُ بْنُ سعدِ بْنِ مَحْمُودِ السَّرَبِيّون مُحَدِّثون . يقال : إِنَّه لَقَرِيبُ السُّرْبَة بالضَّمِّ أَي قَرِيبُ المَذْهَب يُسْرعُ في حاجَتِه حكاه ثَعْلَبٌ . ويُقَالُ أَيْضاً بَعِيد السُّربَة أَي بَعِيدُ المَذْهَب في الأَرْض . قال الشَّنْفَرَى وهو ابنُ أُخْتِ تَأَبَّط شَرّاً :
" خَرَجْنَا مِنَ الْوَادِي الَّذِي بين مِشْعَلٍوبين الجَبَى هَيْهَاتَ أَنْسَأَتُ سُرْبَتِي أَي ما أَبْعَدَ المَوْضِعَ الَّذِي مِنْهُ ابْتَدَأْتُ مَسِيري . والسُّرْبَةُ : الطَّائِفَةُ من السِّرْب . والطَّرِيقَة وكل طريقة سُرْبة . وجَمَاعَةُ الخَيْلِ ما بَيْنَ العِشْرِينَ إِلَى الثَّلاَثِين وقيل : مَا بَيْن العَشَرَةِ إِلى العِشْرِين . والسُّرْبَةُ مِنَ القَطَا والظِّبَاءِ والشَّاءِ : القَطِيع . تقول : مَرَّ بِي سُرْبَةٌ بالضم أَي قِطْعَةٌ مِنْ قَطاً وخَيْلٍ وحُمُرٍ وظِبَاءٍ . قال ذُو الرُّمَّة يَصِفُ مَاءً :
سِوَى مَا أَصَابَ الذِّئبُ مِنْه وسُرْبَةٌ ... أَطافَت بِهِ من أُمَّهَاتِ الجَوَزِلِوالسُّرْبَةُ : القَطِيعُ مِنَ النِّسَاءِ على التَّشْبِيه بالظِّبَاءِ . والسُّرْبَةُ : جَمَاعَةٌ من العسْكَرِ يَنْسَلُّون فيُغِيرُونَ ويَرجِعُونَ عَنِ ابن الأَعْرَابِيّ . والسُّرْبَةُ : الصَّفُّ من الكَرْمِ . والسُّرْبَةُ : الشَّعَر المُسْتَدِقُّ النَّابِتُ وَسَط الصَّدْرِ إِلَى البَطْن . وفي الصَّحَاح الشَّعَر المُسْتَدِقّ الَّذِي يَأْخُذُ من الصَّدْرِ إِلى السُّرَّةِ . كَالمَسْرُبَة بضم الرَّاءِ وفَتْحِهَا . قال سِيبَوَيْهِ : لَيْسَت المَسْرُبَة عَلَى المَكَانِ وَلاَ المَصْدَر وإِنما هي اسم للشَّعَر . قال الحَارِثُ بْنُ وَعْلَةَ الذُّهْلِيّ قال ابنُ بَرِّيّ : ظنَّه قوم أَنَّه للحَارِث بْنِ وَعْلَةَ الجَرْمِيّ وإِنَّما هُوَ للذُّهْلِيِّ كما ذَكَرْنَا :
أَلآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتِي ... وعَضَضْتُ مِنْ نَابِي على جِذْمِ
وحَلَبْتُ هذَا الدَّهْرَ أَشْطُرَه ... وأَتَيْتُ ما آتِي عَلَى عِلْمِ
تَرْجُو الأَعَادِي أَنْ أَلِينَ لَهَا ... هذا تَخَيُّل صَاحِبِ الحُلْمِ ومَسَارِبُ الدَّوَابّ : مَرَاقُّ بُطُونِهَا . وعَنْ أَبِي عُبَيْد : مَسْرَبَةُ كُلِّ دَابَّةٍ : أَعَالِيهِ من لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه . ومَرَاقُّهَا في بُطُونِهَا وأَرْفَاغِها وأَنشد :
جَلالٌ أَبُوهُ عَمُّه وَهْو خَالُه ... مَسَارِبُهُ حُوٌّ وأَقْرَابُه زُهْرُ . وفي حديثِ صِفةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم : كَانَ دَقِيقَ المَسْرُبَة . وفي رِوَايَةٍ : كَانَ ذَا مَسْرُبَة . وفُلاَنٌ مُنْسَاحُ السّربِ يُرِيدُونَ شَعَر صَدْرِه . وفي حديث الاسْتِنْجَاءِ بالحِجَارَة : يَمْسَح صَفْحَتَيْه بحَجَريْن ويَمْسَح بالثَّالِثِ المَسْرُبَة . يُرِيدُ أَعْلَى الحَلْقَة وهو بِفَتْح الرَّاءِ وضَمِّها : مَجْرَى الحَدَث من الدُّبُر وكَأَنَّهَا من السِّرْب : المَسْلَك . وفي بَعْض الأَخْبَارِ دَخَلَ مَسرُبَتَه هي مِثْلُ الصُّفَّة بَيْنَ يَدَيِ الغُرْفَةِ ولَيْسَت الَّتي بِالشِّين المُعْجَمَة فإِنّ تِلْك الغُرْفَةُ . السُّرْبَةُ : جَمَاعَة النَّخْلِ وقد تقدَّمَت الإِشَارَةُ إِلَيْه . والسُّرْبَةُ : القِطْعَةُ مِنَ الخَيْلِ . يقال سَرَّبَ عَلَيْهِ الخَيْلَ وهو أَنْ يَبْعَثَهَا عَلَيْه سُرْبَةً بعد سُرْبَةٍ . وعن الأَصْمَعِيّ : سَرِّبْ عليَّ الإِبِل أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَةً . ج سُرُبْ بضَمَّتَين وبإِسْكَان الثَّاني . السُّرْبَةُ : ع . قال تَأَبَّطَ شرّاً :
فيوماً بغَزّاء ويوماً بسُرْبَة ... ويوماً بِجَسْجاس من الرّجل هَيصَمالسَّرْبَةُ بالفتح : الخَرْزَةُ . إِنك لَتُرِيدُ سَرْبَة أَي السَّفَر القَرِيب والسُّبْأَةُ : السَّفَر البَعِيدُ وقد تقدم عن ابن الأَعرابيّ . والمَسْرَبَةُ بفَتْح الرَّاء : المَرْعَى ج المَسَارِبُ . والسَّرَابُ : الآلُ وقيل : السَّرَابُ : مَا تراه نِصْفَ النهار لاطِئاً بالأَرْض لاَصِقاً بها كأَنَّه مَاءٌ جارٍ . والآلُ : الَّذي يَكُونُ بالضُّحَى يَرْفَع الشُّخُوصَ كالمَلاَ بَيْن السَّمَاءِ والأَرْضِ . وقال ابن السِّكِّيت : السَرابُ الَّذي يجري عَلَى وَجْه الأَرْضِ كأَنَّهُ المَاءُ وهو يَكُونُ نِصْفَ النَّهار . وقال الأَصْمَعِيُّ : السَّرَابُ والآلُ وَاحِد . وخَالَفَه غَيْرُه فَقَالَ : الآلُ : مِنَ الضُّحَى إِلى زَوَال الشَّمْس والسَّرَابُ بَعْد الزَّوال إِلَى صَلاَة العَصْر واحْتَجُّوا بأَنَّ الآلَ يَرْفَعُ كُلَّ شَيْء حَتَّى يَصِيرَ آلاً أَي شَخْصاً وأَنَّ السرابَ يَخْفِضُ كُلَّ شَيْءٍ حتى يَصِيرَ لاَزِقاً بالأَرْضِ لا شَخْص لَهُ . وقَال يُونُس : تَقُولُ العَرَبُ : الآلُ مُذْ غُدْوَةٍ إِلَى ارتِفَاعَ الضُّحَى الأَعْلَى ثم هو سَرَابٌ سَائِر اليَوْم . وقال ابن السِّكِّيت : الآلُ : الَّذِي يَرْفَعُ الشُّخُوصَ ؛ وهو يَكُون بِالضُّحَى والسَّرَابُ : الذي يَجْرِي على وَجْهِ الأَرْض كأَنَّه المَاءُ وَهُو نِصْفُ النَّهَار . قال الأَزْهَرِيُّ : وهو الَّذِي رَأَيْتُ العَربَ بالبَادِيَة يَقُولُونه . وقال أَبُو الهَيْثَم : سُمِّي السَّرَابُ سَرَاباً لأَنَّه يَسْرُبُ سُرُوباً أَي يَجْرِي جَرْياً . يُقَالُ : سَرَبَ المَاءُ يَسْرُبُ سُرُوباً . وسَرَابُ مَعْرِفَةً أَي عَلَمٌ لا يَدْخُلُه الأَلِفُ واللاَّمُ ويُعْرَبُ إِعْرَابَ مَا لاَ يَنْصَرِف . في لُغَة مَبْنِياً عَلَى الكَسْر كقَطَام : اسْمٌ نَاقَة والبَسُوس : لَقَبُها . ومنهُ المَثَلُ المشهور : أَشْأَمُ من سَرَاب لكوْنِها سَببَاً في إِقَامَة الحَرْب بَيْن الحَيَّيْن وقِصَّتُها مَشْهُورَة في كتب التَّوَارِيخ . وذَكَرَ البَلاَذُرِيّ في نَسَب عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْد مَنَاةَ مَا نَصُّه : ومِنْهُم البَسُوس وهِي الَّتِي يُقَال : أَشْأَمُ من البَسُوس صَاحِبَة سَرَاب الَّتِي وقَعَت الْحَرْبُ بَين ابْنَي وَائِلٍ بسَبَبِها . عَنْ أَبِي زَيْد سُرِب الرَّجلُ كعُنِي فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً : دَخَل في فمه وخَيَاشِيمِه وَمَنَافِذِه كالدُّبُر وغَيْرِه دُخَانُ الفِضَّة فأَخذه حُصْرٌ فَرُبَّما أَفْرَق ورُبَّمَا مَاتَ . والسَّارِبُ كالسَّرِب عن ابن الأَعْرَابيّ وهو الذَّاهِبُ عَلَى وَجْهِهِ في الأَرْضِ . قال قَيْسُ بن الخَطيم :
أَنَّي سَرَبْتِ وكُنْتِ غيرَ سَرُوبِ ... وتُقَرِّبُ الأَحْلاَمُ غيرَ قَرِيبِ رواه ابْنُ دُرَيْد : سَرَبْت بالباء ورَوَى غيره بالْيَاءِ . وسَرَب الفَحْلُ يَسْرُبُ سُرُوباً فهو سَارِبٌ إِذا تَوَجَّه للمَرْعَى وفي نسخة للرَّعيْ بكَسْرِ الرَّاء ومَالٌ سَارِبٌ . قال الأَخْنَسُ بْنُ شِهَاب التَّغْلَبِيّ :
وكٌلُّ أَنَاسٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ حَلَلْنَا قَيْدَه فَهْوَ سَارِبُقال ابْنُ بَرِّيّ : قال الأَصْمَعِيُّ : هذَا مَثَلٌ يُرِيدُ أَنَّ النَّاسَ أَقَامُوا في مَوْضِعٍ وَاحِدٍ لا يَجْتَرِئُون عَلَى النُّقْلَةِ إِلَى غَيْره وقَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهُم عَنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ فَتَتْبَعَهُ إِبلُهم خَوْفاً أَن يُغَارَ عَلَيْهَا ونَحْنُ أَعزَّاءُ نَقْتَرِي الأَرْضَ نَذْهَبُ حَيْثُ شِئْنَا فَنَحْنُ قَدْ خَلَعْنَا قَيْدَ فَحْلِنا ليَذْهَبَ حَيْثُ شَاءَ فحَيْثُمَا نَزَعَ إِلَى غِيْثٍ تَبِعْنَاه . وقال الأَزهريّ : سَرَبَتِ الإِبِلُ تَسْرُب وسَرَبَ الفَحْلُ سُرُوباً أَي مَضَتْ في الأَرْضِ ظَاهِرَةً حَيْثُ شَاءَت . وظَبْيَةٌ سَارِبَةٌ : ذَاهِبَةٌ في مَرْعَاهَا . وسَرَبَ سُرُوباً : خَرَجَ . وسَرَبَ في الأَرْضِ : ذَهَبَ . وفي التَّنْزِيل : ومَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ باللَّيْلِ وسَارِبٌ بِالنَّهَار أَي ظَاهِر بالنَّهَارِ في سِرْبِهِ . ويُقَالُ : خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه فالمَعْنَى : الظَّاهِرُ في الطُّرقَاتِ والمُسْتَخْفِي في الظُّلمَات والجَاهِرُ بِنُطْقِه والمُضْمِر في نَفْسه عِلْمُ اللهِ فِيهِم سَوَاءٌ . ورُوِي عَنِ الأَخْفَش أَنَّه قَال : مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ أَي ظَاهِرٌ والسَّارِبُ : المُتَوَارِي . وقال أَبو العَبَّاسِ : المُسْتَخْفِي : المُسْتَتِرُ . قال : والسَّارِبُ : الخَفِيُّ والظَّاهِرُ عِنْدَه وَاحِد . وقال قُطْرُب : سَارِبٌ بِالنَّهَار : مُسْتَتِر . كَذَا فِي لِسَانِ العَرَبِ . وقال شَيْخُنَا : السُّروبُ بِمَعْنَى الظُّهُورِ مَجَازٌ . قال أَبو عبيدة : سَرِبت المَزَادَةُ كفَرح إِذَ سَالَت فَهِي سَرِبَةٌ مَأْخُوذٌ من سَرِب المَاءُ سَرَباً إِذَا سَال فهو سَرِبٌ . وانْسَرَبَ وأَسْرَبَه هُوَ وسَرَّبَه . قَال ذُو الرُّمَّة :
مَا بَالُ عَيْنِكَ مِنْهَا المَاءُ يَنْسَكِبُ ... كَأَنَّه من كُلَى مفْرِيَّةٍ سَرَبُ وقال اللحيانيّ : سَرِبَتِ العَيْنُ وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُرُوباً وتَسَرَّبَتْ : سَالَتْ . وانْسَرَبَ : دَخَل في السَّرَبِ والوَحْشِيُّ في سَرَبِه وكِنَاسِهِ والثَّعْلبُ في جُحْرِه . وتَسَرَّبَ إِذا دَخَل . وطَرِيقٌ سَرَبٌ محركة : يَتَتَابَعُ النَّاسُ فِيه . قال أَبو خِرَاش :
" طَرِيقُها سَرَبٌ بالنَّاسِ دُعْبُوبُوتَسَرَّبوا فِيهِ : تَتَابَعُوا . من المَجَازِ قَوْلُهم : سَرِّبْ عَلَيَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْها قِطْعَةً قِطْعَةً قاله الأَصْمَعِيُّ . ويقال : سَرَّبَ عَلَيْه الخَيْلَ وهُو أَن يَبْعَثَها عَلَيْهِ سُرْبَةً بَعْدَ سُرْبَة . وفي حَدِيثِ عَائِشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : فكَانَ رَسُولُ الله صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي أَي يُرسِلُهُن إِلَيَّ . ومنْه حَدِيثُ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه : إِني لأُسَرِّبُه عَلَيْهِ أَي أُرْسِلُه قِطْعَةً قطْعَةً . وفي حَدِيثِ جابِرٍ رَضيَ اللهُ عَنْه : فإِذا قَصَّر السَّهْمُ قَالَ : سَرِّب شَيْئاً أَي أَرْسِلْه . يقال : سَرَّبْتُ إِلَيْه الشيءَ إِذَا أَرْسَلْتَه وَاحِداً وَاحِداً وقيل : سِرْباً سِرْباً وهو الأَشْبَه . كذا في لسان العَرَب . وعِبَارَةُ الأَسَاسِ : وسَرَّبْتُ إِليهِ الأَشْيَاءَ : أَعْطَيْتُه إِيَّاهَا وَاحِداً بَعْدَ وَاحِد . وهُمَا مُتَقَارِبَانِ . سَرَّبَ الحَافِرُ تَسْرِيباً . تَسِرِيبُ الحَافر : أَخْذُه في الحَفْر يَمْنَةً أَو يَسْرَة وفي بعض النُّسَخِ : ويَسْرَةً وهُو الصَّوَابُ وعَن الأَصْمَعِيّ يُقَالُ لِلرَّجُل إِذَا حَفَر : قد سَرَّب أَي أَخَذَ يَمِيناً وشِمالاً . التَّسْرِيبُ في القِرْبة : أَن يُصَبّ فيها الماء يتَبْتَلَّ عُيُونُ الخُرَزِ فتَنْتَفِخَ فَتَنْسَدّ ويقال : خَرَجَ المَاءُ سَرِباً وذلِكَ إِذَا خَرَج من عُيُونِ الخُرَزِ وقد سَرَّبَهَا فَسَرِبتْ سَرَباً . ويُقَالُ : سَرِّبْ قِرْبتَك . والسَّرِيبَةُ : الشَّاهُ الَّتي يُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتِ الغَنَم فتَتْبَعُهَا . سَرْبَى كَسَكْرَى ويُمَد أَيْضاً : ع بنَوَاحِي الجَزِيرَة . وسُورابُ وفي بَعْضِ النُّسَخِ سَوَارِبُ : ة بمازَنْدَرانَ أَو من قُرى أَسْتَرابَاذ منها عَمْرُو بْنُ أَحْمَد بْنِ الحَسَنِ السُّورَابِيُّ شيخٌ لأَبِي نُعَيم الأَسْتَرَابَاذِيّ . والمُنْسَرِبُ من الرِّجَالِ والشَّعَرِ : الطَّوِيلُ جِدّاً . والأُسْرُبُ كَقُنْفُذِ . و أُسْرُبٌّ بالتَّشْدِيد كأُسْقُفٍّ ورَوَاه شَمِر بتَخْفِيفِ البَاءِ : الآنُكُ بالمَدِّ هُوَ الرّصَاص وهو فَارِسِيٌّ مُعَرَّب قِيلَ : كَان أَصْلُه سُرْبْ . وقال شيخنا : أُسْرُف بالْفَاءِ ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : تَسَرَّبَ مِنَ المَاءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَلأَّ مِنْهُ عَنْ أَبِي مَالِك
الطَّفْلُ : الرَّخْصُ النَّاعِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُقالُ : بَنانٌ طَفْلٌ وإِنَّما جَازَ أَنْ يُوصَفَ البَنانُ وهو جَمْعٌ بالطَّفْلِ وهو واحِدٌ لأَنَّ كُلَّ جَمْعٍ ليسَ بَيْنَهُ وبَيْنَ واحِدِهِ إِلاَّ الْهاءُ فَإنَّهُ يُوَحَّدُ ويُذَكَّرُ ولهذا قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رضِيَ اللهُ تَعالى عَنه :
فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنهُ مَسَحْنَهُ ... بِأَطْرافِ طَفلٍ زَانَ غَيْلاً مُوَشَّمَا أَرَادَ بِأَطْرافِ بَنانٍ طَفْلٍ فجَعَلَهُ بَدَلاً عنه قالَ الجَوْهَرِيُّ : ج : طِفالٌ بالكسرِ وطُفُولٌ بالضَّمِّ قالَ عَمْرُو بنُ قَمِيئَةَ :
إلى كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقَا ... وكَفٍّ تُقَلّبُ بِيضاً طِفَالاَ وقالَ ابنُ هَرْمَةَ :
مَتَى ما يَغْفُلِ الوَاشُونَ تُومِئْ ... بِأَطْرافٍ مُنَعَّمَةٍ طُفُولِ وهِيَ بِهاْءٍ قالَ الأَعْشَى :
رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَب ... بُ سُخاماً تَكُفُّهُ بِخِلاَلِ وقد طَفُلَ ككَرُمَ طَفَالَةً وطُفُولَةً : إِذا رَخُصَ . والطِّفْلُ بالكَسْرِ : الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أو الْمَوْلُودُ كَما في الصِّحاحِ ووَلَدُ كُلِّ وَحْشٍيَّةٍ أيضاً : طِفْلٌ كَما في الصِّحاحِ بَيِّنُ الطَّفَلِ مُحَرَّكَةً والطَّفَالَةِ والطُّفُولَةِ والطُّفُولِيَّةِ بِضَمِّهِما مع تَشْدِيدِ الياءِ في الأَخِيرَةِ وقد سُمِعَ تَخْفِيفها أيضاً ولا فِعْلَ له نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه في المُحْكَمِ والسَّرَقُسْطِيُّ في الأَفْعَالِ وشُرَّاحُ الفَصِيحِ قَاطِبَةً واسْتَعمَلَهُ عِياضٌ وغيرُه هكذا مَصْدَراً فَلا عِبْرَةَ بِمُناقَشَةِ الشِّهابِ وغيرِهِ مِنْ شُرَّاحِ الشِّفاءِ تَقْلِيداً له في اللَّغَةِ ذَكَرُوا وُرُودَ الطَّفُولَةِ فلا يُحْتاجُ إلى النِّسْبَةِ التي تَصِيرَ بها الجَوامِدُ مَصَادِرَ وجَعَلُوا مثلَه سَماعِياً مثلَ الخُصُوصِيَّةِ كَما فَعَلَهُ المَرْزُوقِيُّ وغيرُه من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ ثمَّ قالَ الشّهابُ : إِلاَّ أنَّ المُصَنِّفَ ثِقَةٌ فَلَعَلَّهُ وَقَفَ عليه . قالَ شيخُنا : دَعْواهُم فيهِ أنَّ اليَاءَ لِلنِّسَبِ لا يَخْلُو عن نَظَرٍ وإِنْ قالَهُ السَّعْدُ وغيرُهُ في الخُصُوصِيَّةِ فقد أَشَرْنَا لِبُطْلانِهِ من وُجوهٍ منها كَوْنُ يائِهِ حُكِيَ فيها التَّخْفِيفُ وياءُ النّسَبِ لا تُخَفَّفُ ومنها أنَّ دَعْوى النَّسَبِ إِنَّما ادَّعَوْها في لُغَةِ الفتحِ وأَمَّا مَنْ نَقَلَ الضَّمَّ في الخُصُوصِيَّةِ وشِبْهِهِ فلا يُتَصَوَّرُ عندَهُ نَسَبٌ ومنها أَنَّ هذِهِ الياءَ وقَعَتْ في كثيرٍ مِنَ المَصادِرِ التي ليستْ على فُعُولَةٍ كالطَّواعِيَّةِ ومنها أَنَّ هذا اللَّفْظَ نَفْسَهُ حَكاهُ جَماعَةٌ غَيْرُ عِياضٍ كابنِ سِيدَه وشُرَّاحِ الفَصيحِ وغيرِهم فلا يَصِحُّ ما قالَهُ الشِّهابُ وإِن اعْتَمَدَ فيه عَلى الرَّاغِبِ وأيدَهُ بِكَلامِ المَرْزُوقِيِّ وغيرِه الْتِفَاتَ إِلَيْهِ إِذْ على تَسْلِيم ما قَالُوهُ فقد صَحَّ ثُبُوتُ الطُّفُولِيَّةِ وصَحَّتِ الخُصُوصِيَّةُ واللهُ أَعْلمُ . انْتهى . قلتُ : وقد سَبَقَ شَيْءٌ من ذلكَ في خ ص ص فراجِعْهُ . ونقلَ الأَزْهَرِيُّ عن أبي الهَيْثَم قالَ : الصَّبِيُّ يُدْعَى طِفْلاً حينَ يًسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ إِلى أنْ يَحْتَلِمَ وقالَ المُناوِي : ويَبْقَى هذا الاسْمُ له حتى يُمَيِّزَ ثم لا يُقالُ لَهُ بَعْدَ ذلكَ طِفْلٌ بل صَبِيٌّ . وهذا مُنازَعٌ بِما قالَهُ أبو الهَيْثَمِ : إلى أن يَحْتَلِمَ فتَأَمَّلْ . قالَ الجَوْهَرِيُّ : وقد يكونُ الطَِّفْلُ واحِداً وجَمْعاً مُثلُ الجُنُبِ قالَ الهُ تَعالى : " أوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّسَاءِ " ج : أَطْفَالٌ قالَ الزَّجَّاجُ في قَوْلِهِ تَعالى : " ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً " : إِنَّهُ هنا في مَوْضِعِ أَطْفالٍ والعربُ تقول جارِيَةٌ طِفْلَةٌ وطِفْلٌ وجارِيَتانِ طِفْلٌ وجَوَارٍ طِفْلٌ وطِفْلَةٌ وطِفْلاَنِ وأَطْفالٌ وطِفْلَتانِ وطِفْلاَتٌ في القِياسِ وفي حديثِ الاسْتِسْقاءِ : أنَّ أَعْرابِيّاً أَنْشَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم :
أَتَيْناكَ والعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُها ... وقد شُغِلَتْ أُمُّ الصِّبِيِّ عن الطِّفْلِ ومِنَ المَجازِ : الطِّفْلُ : الْحَاجَةُ الصَّغِيرَةُ يُقالُ : هو يَسْعَى لي في أَطْفالِ الحَوائِجِ أي صِغَارِها كما في الأَساسِ . والطِّفْلُ أيضاً : اللَّيْلُ يُقالُ : أَتَيْتُهُ واللَّيْلُ طِفْلٌ في أَوَّلِهِ وهوَ مَجازٌ كما في الأَساسِ . والطِّفْلُ أيضاً : الشَّمْسُ قُرْبَ الْغُرُوبِ عن ابنِ سِيدَه قالَ الشَّاعِرُ :
" ولا مُتَلافِياً والشَّمْسُ طِفْلٌومِنَ المَجازِ : الطِّفلُ : سَقْطُ النَّارِ كَما في المُحْكَمِ أو الجَمْرَةُ كما في الأِساسِ يُقالُ : لَفَفْتُ في الخِرْقَةِ طِفْلَ النّارِ وفي التَّهِذِيبِ : يُقالُ للنَّارِ ساعَة تُقْدَحُ طِفْلٌ وطِفْلَةٌ والجمعُ أَطْفالٌ ومنه : تَطايرَتْ أَطْفالُ النَّارِ أي شَرَرُها وكُلُّ ذلكَ قد فُسِّرَ به قَوْلُ زُهَيْرٍ :
" لأَرْتَحِلَنْ بِالْفَجْرِ ثُمَّ لأَدْأَبَنْإلى اللَّيْلِ إِلاَّ أَنْ يُعَرِّجَنِي طِفْلُ يَعْنِي حَاجَةً يَسِرَةً مِثْلَ قَدْحِ نارٍ أو نُزُ,لٍ للبَوْلِ وما أَشْبَهَهُ
وكُلُّ جُزْءٍ مِنْكُلِّ شَيْءٍ عَيْناً كانَ أو حَدَثاً طِفلٌ والجَمْعُ أَطْفالٌ ومِنْ هُنا قالُ,ا : طِفْلُ الهَمِّ والحُبِّ قالَ :
" يُضَمُّ إِلَيَّ اللَّيْلُ أَطْفَالَ حُبِّهاكَما ضَمَّ أَزْرَارَ القَمِيصِ البَنَائِقُ والْمُطْفِلُ كمُحْسِنٍ : ذاتُ الطِّفْلِ مِن الإِنْسِ والْوَحْشِ وقد أَطْفَلَتِ الْمَرْأَةُ والظَّبْيَةُ والنَّعَمُ قالَ لَبِيدٌ :
فَعَلاَ فُرُوعَ الأيهُقَانِ وأَطْفَلَتْ ... بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها وفي الصَّحاحِ : المُطْفِلُ : الظَّبْيَةُ مَعَها وَلَدُها وهي قَرِيبَةُ عَهْدٍ بالنَّتاجِ ج : مَطَافِيلُ ومَطَافِلُ قالَ رُؤْبَةُ في الظِّباءِ :
" فاسْتَبْدَلَتْ مِنْ أَهْلِها بَدَائِلاَ
" عيناً وآراماً بها مَطافِلاَ وقالَ أبو ذُؤَيْبٍ في الإِبِلِ :
وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكَ لو تَبْذُلِينَهُ ... جَنَى النَّحْلِ في أَلْبَانِ عُوذٍ مَطافِلِ
مَطافِيلَ أَبْكارٍ حَدِيثاً نَتاجُها ... تُشابُ بِماءٍ مِثْلَ ماءِ المَفاصِلِ وقال أبو عُبَيْدٍ : نَاقَةٌ مُطْفِلٌ ونُوقٌ مَطافِلُ ومَطافِيلُ بالإِشْباعِ : معَها أولادُها . وفي الحديثِ : سارَتْ قُرَيْشٌ بالعُوذِ المَطافيل أي الإِبِل مع أولادِها والعُوذُ : الإِبِلُ التي وضَعَتْ أوْلادَها حَديثاً ويُقالُ : أطْفَلَتْ فهي مُ " ْفِلٌ ومُطْفِلَةٌ يُرِيدُ أَنَّهُم جاءُوا بأَجْمَعِهم كبارِهم وصِغارِهم وفي حَدِيثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه : فأَقْبَلتُم إِليّ إِقْبَالَ العُوذِ المَطافِلِ فجمَع بغيرِ إِشْباعٍ . ولَيْلةٌ مُطْفِلٌ : تَقْتُلُ الأَطْفالَ بَرْداً أي بِبَرْدها . ومِنَ المَجازِ : طَفَّلَ الْكَلامَ تَطْفِيلاً : إِذا تَدَبَّرَهُ وكذلكَ : رَشَّحَهُ كما في الأسَاسِ . وطَفَّلَ اللِّيْلُ : دَنَا وأَقْبَلَ بِظَلامِهِ وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ :
وطَيِّبَةٍ نَفْساً بتَأْبِينِ هالِكٍ ... تُذَكِّرُ أَخْدَاناً إِذا اللَّيْلُ طَفَّلاَ وطَفَّلَتِ النَّاقَةُ : رَشَّحَتْ طِفْلَها قالَ الأَخْطَلُ :
إِذا زَعْزَعَتْهُ الرِّيحُ جَرَّ ذُيُولَهُ ... كَما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّلُ وطَفَّلَتِ الشَّمْسُ : هَمَّتْ بالوُجُوبِ ودَنَتْ لِلغُروبِ ومنهُ حديثُ ابنِ عُمَرَ : أنَّهُ كَرِهَ الصَّلاةَ على الجِنَازَةِ حينَ طَفَّلَتِ الشَّمْسُ للغُروبِ أي دَنَتْ منه كطَفَلَتْ تَطْفُلُ طُفُ,لاً فيهِما أي في الشَّمْسِ والنَّاقَةِ . وطَفَّلَ الإِبِلَ تَطْفِيلاً : رَفَقَ بِهَا في السَّيْرِ حَتَّى تَلْحَقَها أَطْفَالُها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وطَفَلُ الْعَشِيِّ مُحَرَّكاً : آخِرُهُ عِنْدَ الْغُرُوبِ واصْفِرارِ الشَّمْسِ وفي الصِّحاحِ : الطَّفَلُ بعدَ العَصْرِ إِذا طَفَلَتِ الشَّمْسُ للغُرُوبِ يُقالُ : أَتَيْتُهُ طَفَلاً وقالَ ابنُ بُزُرْج : أَتَيْتُهُ طَفَلاً أي مُمْسِياً وذلكَ بعدَما تَدْنُو الشَّمْسُ للغُرُوبِ . والطَّفَلُ مِنَ الْغَداةِ : مِنْ لَدُنْ ذُرُورِ الشِّمْسِ إِلى اسْتِكْنَانِها في الأَرْضِ ونَصُّ المُحْكَمِ : إِلى اسْتِكْمَالِها في الأَرْضِ وفي التَّهْذِيبِ : طَفَلُ الغَداةِ والعَشِيِّ مِنْ لَدُنْ أَنْ تَهُمَّ الشِّمْسُ بالذُّرُورِ إِلى أَنْ يَسْتَمْكِنَ الضِّحَّ مِنَ الأَرْضِ . انْتَهى . ويُقالُ : أَتَيْتُهُ طَفَلاً وذلكَ بعدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ . والطَّفَلُ : إِقْبَالُ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ بِظُلْمَتِهِ وقالَ أبو عَمْرٍو : الطَّفَلُ : الظُّلْمَةُ نَفْسُهَا وأَنْشَدَ لابْنِ هَرْمَةَ :" وقد عَرَانِي مِنْ لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ ونَسَبَهُ الصّاغَانِيُّ إِلى نابِغَةِ بني شَيْبانَ واسْمُهُ عبدُ اللهِ بنُ مُخارِقٍ وأَوَّلُهُ :
" سَمِعْتُ منها عَزِيفَ الجِنِّ سَاكِنِها وطَفَلَ الرَّجُلُ طُفُولاً : دَخَلَ في الطِّفَلِ كَأَطْفَلَ . وطَفَلَتِ الشَّمْسُ : إِذا طَلَعَتِ نَقَلَهُ الفَرَّاءُ في نَوادِرِهِ . وقالَ الزَّجَّاجُ : طَفَلَتْ : احْمَرَّتْ عِنْدَ الغُرُوبِ ودَنَتْ له كأَطْفَلَتْ وهو ضِدٌّ أي : بَيْنَ طَفَلَتْ : طَلَعَتْ وطَفَلَتْ : احْمَرَّتْ وكذا بَيْنَ : أَتَيْتُهُ طَفَلاً مُمْسِياً وأَتَيْتُهُ طَفَلاً بَعدَ طُلُوعِ الشِّمْسِ . وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : طَفِلَ النَّبْتُ كفَرِحَ وطُفِّلَ بالضّمِّ تَطْفِيلاً : أَصابَهُ التُّرَابُ فَأَفْسَدَهُ وقالَ غيرُه : عُشْبٌ طِفْلٌ لَمْ يَطُلْ والذي نَصِّ عليه الصّاغَانِيُّ نَقْلاً عن ابنِ عَبَّادٍ : طَفِلَ كَفَرِحَ وطُفِلَ بالضَّمِّ أي كعُنِيَ فراجِعِ المُحِيطَ . قالَ شيخُنا : واعْتَرَضَ بعضُهم على قَوْلِ المُصَنِّفَ : وطُفِّلَ بالضَّمِّ إلخ بأَنَّ التَّفْعِيلأَ مَصْدَرُ طَفَّلَ مُضَاعَفاً وظاهِرُ قَوْلِهِ : بالضَّمِّ أَنَّهُ كَكَرُمَ فكيفَ يقُولُ : تَطْفِيلاً ؟ قلتُ : وهو غَفلَةٌ عن اسْتِيفاءِ اصْطِلاحاتِهِ فقد أَشَرْنَا مِرَاراً إلى أَنَّ المُصَنِّف قد يُطْلَقُ بالضَّمِّ في الأَفْعالِ كَثِيراً على المَبْنِيِّ للمَجْهُولِ وهذا منه ويُؤَيِّدُهُ ذِكْرُ مَصْدَرِهِ تَطْفِيلاً إِذْ مِثْلُهُ مِمَّا لا يَخْفَى فلا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الضَّبْطَ راجِعٌ للعَيْنِ كما هو قاعِدَتُهُ في الأَفْعَالِ لأنَّ كُلاً منهما مِن اصْطِلاحاتِهِ كما لا يَخْفَى واللهُ تعالى أَعْلَمُ . والطَّفِيلُ كأَمِيرٍ : الْماءُ الْكَدِرُ يَبْقَى في الحَوْضِ واحِدَتُها هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : واحِدَتُهُ بِهَاءٍ طَفِيلَةٌ والذي في اللِّسانِ : أنَّهُ الطَّفْئِلُ كزبْرِجٍ لأنَّهُ ذَكَرَهُ في طَفْأَل وقالَ : هو الماءُ الرَّنْقُ الكَدِرُ يَبْقَى ف الحَوْضِ والواحِدَةُ طِفْئِلَةٌ يعني بالواحِدَةِ الطَّائِفَةِ فتَأَمَّلْ . وطَفِيلٌ : جَبَلٌ بِمَكَّةَ وقد تَمَثَِّلَ بِلاَلٌ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنهُ فقالَ :
وهَلْ اَرِدْنْ يَوْماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ... وهل يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وطَفِيلُوقال الخَطَّابِيُّ : شَامَةٌ وطَفِيلٌ : عَيْنانِ . والطُّفَيْلُ كزُبَيْرٍ : شَاعِرٌ مِنْ بَنِي غَنِيٍّ . وقال أبو عُبَيْدَةَ : الطُّفَيْلُ بْنُ زَلاَّلٍ كشَدَّادٍ الْكُوفِيُّ الذي يُدْعَى طُفَيْلَ الأَعْرَاسِ أو الْعَرائِسِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : هو من بَنِي عبدِ اللهِ بنِ غَطَفَانَ كانَ يَأْتِي الوَلاَئِمَ بِلاَ دَعْوَةٍ وكانَ يَقُولُ : وَدِدْتُ أَنَّ الكُوفَةَ بِرْكَةٌ مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخْفَى عليَّ منها شَيْءٌ ومِنْهُ الطُّفَيْلِيُّ نِسْبَةً إليْهِ وهو الذي يَدخُلُ الوَلِيمَةَ والمَآدِبَ ولَمْ يُدْعَ إليها والطَّفِلِيلُ بالكَسْرِ : الذي يَدْخُلُ مَعَ القَوْمِ فيَأْكُلُ طَعَامَهُم مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى ثُمَّ كُلُّ واغِلٍ طُفَيْلِيٌّ وصَرّفُوا فِعْلاً فقالُوا : قد طَفَّلَ عليه تَطْفِيلاً وتَطَفََّ عليه قالَ اللِّيْثُ : التَّطْفِيلُ مِنْ كَلامِ أَهْلِ العِراقِ يُقالُ : هو يَتَطَفَّلُ في الأَعْراسِ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : ما زالَ يُطَفَّلُ على النَّاسِ حتى نَسَخَ طُفَيْلَ الأَعْراسِ . وحَكَى ابنُ بَرِّيٍّ عن ابنِ خَالَوَيْه : الطُّفَيْلِيُّ والوَارِشُ والواغِلُ والاَرْشَمُ والزَّلاَّلُ والقَسْقَاسُ والدَّامِرُ والدَّامِقُ والزَّامِجُ واللَّعْمَظُ واللَّعْمُوظُ والمَكْزَمُ . ونقلَ الرَّاغِبُ في اشتقاقِهِ وَجْهاً آخَرَ فقالَ : يُقالُ إِنَّهُ مِنْ طَفلِ النَّهارِ وهو إِتْيانُهُ إِلى الطَّعامِ من غَيْرِ دَعْوَةٍ في ذلكَ الوَقْتِ ونَقَلَ أبو طالِبٍ عن الأَصٍمَعِيِّ أنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الطَّفَلِ وهو إِقْبالُ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ بِظُلٍمَتِهِ يَعْنِي أنَّهُ يُظْلِمُ على القَوْمِ أَمْرَهُم فلا يَدْرُ,نَ مَنْ دَعاهُ ولا كيفَ دَخَلَ عليْهِم قلتُ : والرَّاجِحُ الأَوَّلُ والطِّفْيَلُ كَحذْيَم : الطِّفْلُ وهو بِنَاءٌ وَضْعِيُّ وكذلكَ : رَجُلٌ طِرْيَمٌ قالَ كَهْدَلٌ الرَّاجِزُ :
" يارَبِّ لا تَرْدُدْ إِلَيْنا طِفْيَلاَ وقيلَ : إِنَّهُ أرادَ طُفَيْلاً يُصَغِّرُهُ بذلكَ ويُحَقِّرُهُ فلَمَّا لم يَسْتَقِمْ لَهُ الوَزْنُ غَيَّر بِناءَ التَّصْغِيرِ وهو يُرِيدُه وهذا مَذْهَبُ ابْن الأَعْرابِيِّ والقِياسُ الأَوَّلُ . وأيضاً : اسْمٌ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاجِزِ . والطُّفَالُ والطَّفَالُ كَغُرابٍ وسَحَابٍ : الطِّينُ الْيَابِسُ يَمَانِيَّةٌ . والْمَطافِلُ : ع وهكذا رُوِيَ قَوْلُ عبدِ مَنافٍ الهُذَلِيُّ :
" وهُمْ أَسْلَكُوكُم أَنْفَ عاذِ المَطافِلِ وقد ذكر في ط ح ل
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : الطَّفَلُ مُحَرَّكَةً : المَطَرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ :
" لِوَهْدٍ جَادَهُ طَفَلُ الثُّرَيَّا وفي الأَساسِ : وَقَعَتْ أَطْفَالُ الوِسْمِيِّ : مُطَيْراتُهُ وجَادَهُ طِفْلٌ مِنْ مَطَرٍ . والطِّفْلُ بالكسرِ : السَّحابُ الصِّغارُ في قَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ :
ثَلاثاً فَلَمَّا اسْتُحِيلَ الجَها ... مُ واسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فيها رُشُوحاوالطَّفْلُ بالفتحِ : هذا الطِّينُ الأَصْفَرُ المعروفُ بِمِصْرَ وتُصْبَغُ بهش الثِّيابُ . وأَطْفَلَ الكلامَ : تَدَبَّرَهُ . وطَفَلَتِ الحُمُرُ العُشْبَ إِذا رَعَتْهُ فأثارَتْ عليه التُّرابَ عن ابنِ عَبَّادٍ . ورِيحٌ طِفْلٌ إِذا كانَتْ لَيِّنَةَ الهُبُوبِ . ووَادِي طُفَيْلٍ كزُبَيْرٍ : بَيْنَ تِهامَةَ واليمَنِ قالَهُ نَصْرٌ . وطُفَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارِثِ : بَطْنٌ مِنْ كَلْبٍ منهم أبو طُفَيْلٍ الشَّاعِرُ الذي وَفَدَ على عليٍّ رَضِيَ الله تَعالى عنهُ ذكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ ومِنْ وَلَدِهِ أبو نُهَيْكٍ مُساوِرُ بنُ سَرِيعِ بنِ أبي طُفَيْلٍ شاعرٌ . والطَّفَّالُ : مَنْ يَبِيعُ الطَّفْلَ وكذلكَ نُسِبَ أبو الحسنِ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ محمد بنِ الحسنيِ بنِ السَّرِّيِ الطَّفَّالُ النَّيْسَابُورِيُّ المِصْرِيُّ ثَقَةٌ صَدُوقٌ عن أبي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ وعنهُ أبو محمدٍ النَّخْشَبِيُّ وأبو عبد اللهِ الرَّازِيُّ تُوفِّيَ سنة 448 . وعبدُ الكريمِ بنُ عُمَرَ الطَّفَّالُ وعبدُ الكريمِ بنُ عليٍّ النَّحْوِيُّ ابنُ الطَّفَّالِ كَتَبَ عنهُ السَّلَفِيُّ ذَكَرَهُما مَنْصُور . وأبو الطُّفَيْلِ : عامِرُ بنُ واثِلَةَ اللَّيْثِيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنه آخِرُ الصَّحابَةِ مَوْتاً رَوَى عنهُ أبو الزُّبَيْرِ المّكِّيُّ