" تَسْمعُ للجَرْعِ إذَا اسْتُحِيرَا وحِيارُ بن مُهَنَّا ككتَاب : من أمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام نَقَلَه الذَّهَبِيّ . واسْتَدْرَكَ شيخُنَا هُنا حَيْرُون بفَتْح فَسُكُون ونَقَل عن الشِّهاب القَسْطَلانيّ في إرشاد السَّارِي أنَّ سيِّدَنا إبراهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْه السَّلام دُفِن به . قُلْت : وهو َتَصحِيف . والصَّوابُ أنه حَبْرون بالمُوحَّدة وقد سبق في مَوْضعِه ثم رأيتُ ابْنَ الجَوَّانِّي النَّسّابةَ ذَكَرَ عند سَرْدِ أولادِ عِيصُو بْنِ إسْحَاق في المُقَدّمة الفَاضِلِيّةِ ما نَصُّه : ودُفِن مع أخِيه يَعْقُوبَ في مَزْرعةَ حَيْرون هكذا بالحَاءِ واليَاءِ . وقيل : بل هي مزْرَعة عَفْرُون عند قَبْر إبراهِيمَ الخَلِيلِ عليه السّلام كان شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ . فصل الخاء من باب الراء خبر
الخَبَرُ : مُحرَّكَةً : النَّبَأُ هكذا في المُحْكَم . وفي التَّهْذِيب : الخَبَر : ما أتَاك مِن نَبَإٍ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ . قال شَيْخُنا : ظاهِرُه بل صَرِيحُه أنَّهُما مُتَرادِفَان وقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُما وأنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عن الرَّاغِب وغيرُه من أئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ في أصولِ العَرَبِيَّة . ثم إنَّ أعلامَ اللُّغَةِ والإصْطِلاح قالوا : الخَبَر عُرْفاً ولُغَة : ما يُنْقَل عن العَيْر وزادَ فيه أهْلُ العَرَبِيَّة . واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه . والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث . أو الحَدِيثُ : ما عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللُه عليه وسلَّم والخَبَر : ما عَنْ غَيْرِه
وقال جَماعَة من أهْلِ الإصْطلاح : الخَبَر أعَمُّ والأَثَرُ هو الذي يُعَبَّرُ به عن غَيْر الحَدِيث كما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ . وقد مَرَّ إيماءٌ إليه في أثر وبَسْطه في عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث . ج أخْبارٌ . وجج أي جَمْع الجَمْع أخابِيرُ . يقال : رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ : عالِمٌ بالخَبَر . والخَبِيرُ : المُخْبِر
قال أبُو حَنيفَة في وَصْف شَجَر : أخْبَرني بذلِك الخَبِرُ . فجاءَ به ككَتِف . قال ابنُ سِيده . وهذا لا يَكَادُ يُعْرَف إلاّ أنْ يُكونَ على النَّسب . يُقالُ : رَجُلٌ خُبْرٌ مثل حُجْر أي عَالِمٌ بِهِ أي بالخَبَر على المُبَالَغَة كزيد عَدْل . وأخْبَره خُبُورَه بالضّمّ أي أنْبَأه ما عِنْدَه . والخُبْرُ والخُبْرَة بكَسْرِهِما ويُضَمَّان والمَخْبَرَة بفَتْح المُوَحَّدة والمَخْبُرَة بضَمِّها : العِلْمُ بالشَّيْءِ تقول : لي به خِبْرٌ وخُبْرة كالاخْتِبار والتَّخَبّرِ . وقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه . يقال : مِنْ أيْنَ خَبْرتَ هذا الأمرَ ؟ أي من أيْن عَلِمْت . ويقال صَدَّقَ الخَبَرُ الخُبْرَ . وقال بَعضُهم : الخُبْر بالضَّمّ : العِلْم بالباطن الخَفِيِّ لاحْتياج العِلْم به للاخْتبار . والخِبْرَةُ : العِلْم بالظَّاهر والباطنِ وقيلَ : بالخَفَايا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهِرة . وقد خَبُرَ الرَّجُلُ ككَرُمَ خُبُوراً فهو خَبيرٌ
والخِبْرُ بفتْح فَسُكُون : المَزَادَةُ العَظِيمَة كالخَبْرَاءِ مَمْدُوداً والأَخِير عن كُرَاع . مِنَ المَجَازِ : الخِبْرُ : النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ شُبِّهَت بالمَزَادة العَظِيمة في غُزْرِهَا وقد خَبَرَتْ خُبُوراً عن اللِّحْيَانِيّ ويُكْسرُ فِيِمَا وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَ في المَزادة وقال غيرهُ : الفَتْحُ أَجْودُ . ج أَي جمْعهما خُبُورٌ . الخَبْرُ : ة بِشِيرازَ بها قَبْرُ سَعِيدٍ أَخي الحَسَن البَصْرِيّ . مِنْهَا أَبُو عَبْدِ الله الفَصْلُ بنُ حَمَّادٍ الخَبْرِيّ الحافظ صاحِبُ المُسْنَدِ وكان يُعَدُّ من الأَبدَال ثِقَةٌ ثَبتٌ يَرْوِي عن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ الشِّيرازِيّ وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي دَاوود السِّجِسْتَانيّ وتُوفِّيَ سنة 264 ، الخَبْرُ : ة باليَمَن نَقَله الصَّغانِيُّ . الخَبْرُ : الزَّرْعُ
الخَبْرُ : مَنْقَعُ الماءِ في الجَبَل وهو ما خَبِرَ المسِيلُ في الرُّءُوس فتَخُوضُ فيه . الخَبْرُ : السِّدْرُ والأَرَاكُ وما حَوْلَهُمَا من العُشْب . قال الشاعر :
فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ ... عليكَ رِيَاضٌ من سَلاَمٍ ومنِ خَبْرِ . كالخَبِر ككَتِفٍ عن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْرة وخَبِرَةٌ . والخَبْرَاءُ : القاعُ تُنْبِتُه أَي السِّدْرَ كالخَبِرَة بفَتْح فكَسْر وجمْعُه خَبِرٌ . وقال اللّيث : الخَبْراءُ شَجْراءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ وفيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ وتُسَمَّى الخَبِرةَ ج الخَبَارَي بفتح الرّاءِ والخَبَارِي بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَي والصَّحَارِي . والخَبْراواتُ والخبَارُ بالكسْرِ وفي التَّهِيب في نَقْع : النَّقَائع : خَبَارَي في بِلادِ تَميم . الخَبْرَاءُ : منْقَعُ المَاءِ . وخَصَّ بَعْضُهم به مَنْقَعَ المَاءِ في أُصُولِهِ أَي السِّدرِ . وفي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ : قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فيه المَاءُ . والخَبَارُ كسَحَاب : مَالاَنَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ زاد ابْنُ الأَعْرَابِيّ : وتَحَفَّر . وقال غيره : هو ما تَهوَّرَ وساخَتْ فيه القَوَائِمُ . وفي الحَدِيث " فدَفَعْنَا في خَبَارٍ من الأَرض " أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة . وقال بَعضُهم : الخَبَارُ : أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَع فيها الدَّوابُّ وأَنشد :
تَتَعْتع في الخَبَارِ إِذا عَلاَه ... وتَعْثُرُ في الطَّرِيق المُسْتَقِيمِالخَبَارُ : الجرَاثِيمُ جَمْعُ جُرْثُومٍ وَهُوَ التُّرابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجرِ . الخَبَارُ : جِحَرةُ الجُرْذانِ واحدَتُه خَبَارَةٌ . ومَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ مَثَلٌ ذَكَرَه المَيْدَانِي في مَجْمَعِه والزَّمخْشَريّ في المُسْتَقْصَى والأَساس . وخَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا . وخَبِر المَوْضِعُ كفَرِحَ فَهْو خَبِرٌ : كَثُرَ به الخَبْرُ وهو السِّدْر . وأَرضٌ خَبِرَةٌ وهذا قَدْ أَغفَلَه المُصَنِّفُ . وفَيْفَاءُ أَو فَيْفُ الخَبَارِ : ع بِنَواحِي عَقِيقِ المَدِينَةِ كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول اللهِ صلَّى الله وسلم حِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشاً قبل وَقْعَة بَدْرٍ ثم انْتَهَى منه إِلى يَلْيَلَ . والمُخَابَرَةُ : المُزَارَعَةُ عَمَّ بها اللِّحْيَانيّ . وقال غَيْره : على النِّصْفِ ونَحْوِه أَي الثُّلُث . وقال ابنُ الأَثير : المُخَابَرةُ : والمُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيِّن كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما . وقال غيرهُ : هو المُزَارَعَة ببَعْض ما يَخْرُج من الأَرض كالخِبْرِ بالكَسْر . وفي الحَدِيث " كُنَّا نُخَابِرُ ولا نَرى بِذلك بَأْساً حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم نَهَى عَنْهَا " قيل : هو من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً : كَثُر خَبَارُهَا وقيل : أَصْلُ المُخَابَرة من خَْبَر لأَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أَقَرَّها في أَيْدِي أَهْلِهَا على النَّصف من مَحْصُولِها فقيل : خَابَرَهُم أَي عامَلَهُم في خَيْبر . المُخَابَرَة أَيْضاً المُؤَاكَرَةُ : والخَبِيرُ : الأَكَّارُ قال :
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ ... كجَرِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها . رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل . أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها . الخَبِيرُ : العالِمُ بالله تَعَالى بمَعْرِفة أَسمائِه وصِفاتِه والمُتمَكِّن من الإِخْبار بما عَلِمَه والذي يَخْبُرُ الشَّيءَ بعِلْمه . الخَبِير : الوَبَرُ يَطْلُع على الإِبل واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فقال :
" حَتَّى إِذا ما طَارَ من خَبِيرِهَا . من المَجَاز في حَدِيثِ طَهْفَة " نسْتَخْلِبُ الخَبِيرُ " أَي نَقْطَع النَّبَات والعُشْب ونأْكلُه . شُبِّه بخَبِير الإِبِل وهو وَبَرُهَا لأَنَّه يَنْبُت كما يَنْبُت الوَبَر واستِخْلابُه : احتِشاشُه بالمِخْلَبِ وهو المِنْجلُ . الخَبِيرُ : الزَّبَدُ وقيل : زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبلِ . وأَنْشَد الهُذَلِيّ :
تَغَذَّ مْنَ في جَنِبَيْه الخَبِي ... ر لَمَّا وهَي مُزْنهُ واستُبِيحَا تَغَذَّ مْنَ يَعْنِي الفُحُول أَي مَضَغْن الزَّبَدَ وعَمَيْنَه
الخَبِيرُ : نُسَالَةُ الشَّعرِ . قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ :
فآبُوا بالرِّماح وهُنَّ عُوجٌ ... بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ . خَبِير : جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ بنِ مُوسَى بنِ خَبِير الغُوَيْدِينِيّ المُحدِّث النَّسَفِيّ عن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمن الشاميّ وغَيْرِه . الخَبِيرَةُ بالهَاءِ اسمُ الطَّائِفَة مِنْه أَي من نُسَالَةِ الشَّعر . الخَبِيرَةُ : الشَّاةُ تُشْتَرَي بَيْن جماعةٍ بأَثْمانِ مُخْتَلفة فتُذْبَحُ ثم يقْتَسِمُونها فيُسْهِمُون كُلُّ واحد على قَدْر ما نَقَد كالخُبْرة بالضَّمِّ وتَخَبَّروا خُبْرةً فَعَلُوا ذلِك أَي اشتَرُوا شاةً فَذَبحُوها واقْتَسَمُوها . وشاةٌ خَبِيرَةٌ : مُقْتَسَمَةٌ . قال ابنُ سِيدَه : أَرَاهُ على طَرْحِ الزَّائد . الخُبْرة : الصُّوفُ الجَيِّد من أَوَّل الجَزِّ نقله الصاغانِيّ . والمَخْبَرَةُ بفتح المُوَحّدة : المَخْرأَةُ موضع الخِراءَة نقلَه الصَّغانِيّ . المَخْبَرةُ : نَقِيضُ المَرْآةِ وضَبَطه ابنُ سِيدَه بضَمِّ المُوَحَّدَة . وفي الأَساس : ومن المَجاز : تُخْبِرُ عن مَجْهُولِه مَرآتُه . والخُبْرَة بالضَّمِّ : الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ الدَّسِمة . الخُبْرَة : النَّصِيبُ تَأْخذُه . من لَحْمٍ أو سَمَكٍ وأنْشَد :
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيزُ خُبْرَتُه ... وطَاحَ طَيْ بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِالخُبْرَة : ما تَشْتَرِيه لأهْلِك وخَصَّه بعضُهم باللَّحم كالخُبْرِ بغير هَاءٍ يقال للرّجل ما اخْتَبَرْتَ لأهْلك ؟ . الخُبْرَة : الطَّعامُ من اللَّحْم وغَيْرِه . قيل : هو اللَّحْمُ يَشْتَرِيه لأَهْلِه الخُبْرة : ما قُدِّمَ مِنْ شَيْءٍ وحَكَى اللِّحْيَانيّ أنَّه سمِع العرب تقول : اجْتَمعوا على خُبْرَته يَعْنُون ذلك قيل : الخُبْرَة : طَعَامٌ يَحْمِلُه المُسَافِرُ في سُفْرَتِه يَتَزوَّدُ به الخُبْرَة : قصْعَةٌ فِيهَا خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أرْبَعَةٍ أو خَمْسَةٍ . والخابُورُ : نَبْتٌ أو شَجَر له زَهْرٌ زَاهِي المَنْظَرِ أصفرُ جَيِّدُ الرائِحَةِ تُزيَّنُ به الحَدائِقُ قال شيخُنا : ما إخَالُه يُوجَد بالمَشْرِق . قال :
أيَا شجَر الخَبُورُ مَالَك مُورِقاً ... كأنَّكَ لم تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ الخابُورُ : نَهرٌ بَيْنَ رَأسِ عَيْنٍ والفُراتِ مَشْهُور . الخَابُور : نَهرٌ آخرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ بينه وبين الرَّقَّة عليه قُرىً كَثِيرةٌ وبُلَيْدَاتٌ . ومنها عَرَابَان منها أبُو الرّيّان سريح بن رَيّان بن سريح الخَابُورِيّ كَتَبَ عنه السَّمْعَانيّ . الخَابُور : وادٍ بالجَزِيرة وقيل بسِنْجَار منه هِشام القَرْقسائيّ الخَابُوريّ القصّار عن مَالِك وعنه عُبَيْد بن عَمرٍو الرَّقِّيّ . وقال الجوهريّ : مَوْضِع بناحية الشَّام وقيل بَنواحِي ديَار بَكْرٍ كما قاله السّيد والسّعد في شَرْحَي المْفْتَاح والمُطَوَّل كما نَقَله شيخُنا . ومُرادُه في شَرْحِ بَيْت التَّلخِيص والمِفْتَاح :
" أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَالَك مُورِقاً . المُتَقَدّم ذِكْرُه . وخَابُورَاءُ : ع . ويضاف إِلى عَاشُورَاءَ وما مَعَه . وخَيْبَرُ كصَيْقَل : حِصْنٌ م أَي معروف قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَة على ثَمَانِيةِ بُرُدٍ منها إِلى الشّام سُمِّيَ باسم رَجُل من العَمَالِيقِ نزَل بها وهُو خَيْبَرُ بن قانِيَة بن عَبِيل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِيل وهو أَخُو عَاد . وقال قوْم : الخَيْبَر بلسَان اليَهُودِ : الحِصْن ولذا سُمِّيَت خَبائِرَ أَيْضاً وخَيْبَرُ مَعْرُوفٌ غَزَاه الّنبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم وله ذِكْرٌ في الصَّحِيح وغيره وهو اسْمٌ للوِلاَية وكانت به سَبْعَةُ حُصُونٍ حَوْلَها مَزارِعُ ونَخْلٌ وصادفت قوله صَلَّى الله عليه وسلَّم : " الله أَكْبَر خَرِبَت خَيْرَ " . وهذه الحُصُونُ السَّبْعَة أَسماؤُهَا : شِقّ ووَطِيح ونَطَاة وقَمُوص وسُلاَلِم وكَتِيبة ونَاعِم . وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر اللَّخْمِيّ الدِّمَشْقيّ يَرْوِي عن مُنَبِّه بنِ سُلَيْمَان . قلت : وهو شيْخٌ للطَّبَرَانِيّ . ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزيز أَبو مَنْصُور الأَصْبهانيّ سَمِع من أَبي مُحَمّد بن فارِس الخَيْبَرِيانِ كأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ وإِلا فلَم يخرُجْ منه مَنْ يُشارُ إِليه بالفَضْل . وعَلِيُّ بنُ مُحَمِّدِ بْنِ خَيْبَرَ مُحَدِّثٌ وَهُو شَيْخٌ لأَبِي إِسْحَاق المُسْتَمِلسي . والخَيْبَرَي بفتحِ الَّراءِ وأَلِفٍ مَقْصُورَة ومِثْلُه في التَّكْمِلَة وفي بعضِ النُّسَخ بكَسْرِها ويَاءِ النِّسْبَة : الحَيَّةُ السَّوْدَاءُ . يُقال : بَلاَه اللهُ بالخَيْبَرَي يَعْنُون به تِلْك وكأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صار مَأْوَى الحَيَّاتِ القَتّالة . وخَبَرَه خُبْراً بالضَّمّ وخِبْرَةً بالكَسْرِ : بَلاَهُ وجَرَّبَه كاخْتَبَرَه : امْتَحَنَهخَبَرَ الطَّعَامَ يَخْبُره خَبْراً : دَسَّمَه . ويقال : اخْبُر طَعَامَك أَي دَسِّمْه . ومنه الخُبْرَةُ : الإِدام . يقال : أَتَانَا بخُبْزَة ولم يأْتِنَا بخُبْرة . ومنه تَسْمِيَة الكَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرةَ خُبْرَةً هذا أَصْل لُغَتِهم ومِنْهم من يَقْلِب الّراءَ لاماً . وخابَرَانُ بفتح المُوحَّدة : نَاحِيَةٌ بَيْنَ سَرَخْسَ وأَبيوَرْد ومن قُراها مِيهَنَةُ . ومِمَّن نُسِب إِلى خَابَرَانَ أَبُو الفَتْح فَضْلُ الله بنُ عَبْد الرَّحمْن بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِيّ المُحَدِّث . خَابَرَانُ عآخَرُ . واستَخْبَره : سأَلَه عن الخَبَر وطلَب أَن يُخْبِرَه كتَخَبَّرَه . يقال : تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واستَخْبرْتُه ومِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ واستَضْعَفْته . وفي حدِيث الحُدَيبِيَة " أَنَّه بَعَث عَيْناً من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قُرَيْشٍ " أَي يَتَعَرَّف ويَتَتَبَّع . يقال : تَخَبَّر الخَبَرَ واستَخْبَرَ إذا سَأَل عن الأَخبار ليَعْرِفَها . وخَبَّره تَخْبِيراً : أَخْبَرَه . يقال : اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي وخَبَّرَنِي . وخَبْرِينُ كقَزْوِينَ : بِبُسْتَ . ومنها أَبُو عَليّ الحُسَيْن بْنُ اللَّيْث ابن فُدَيْك الخَبْرِينِيّ البُسْتِيّ من تاريخ شِيرَازَ . والمخْبُورُ : الطَّيَّب الإِدَامِ عن ابْنِ الأَعْرابِيّ أَي الكَثِيرُ الخُبْرَةِ أَي الدَّسم . خَبُورٌ كصبُورٍ : الأَسَدُ . خَبِرَةُ كنَبِقَة : ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ في حِمَى الرَّبذَةِ وعنده قَلِيبٌ لأَشْجَعَ . وخَبْرَاءُ العِذْقِ : ع بالصَّمَّانِ في أَرْضِ تَمِيم لِبَنِي يَرْبُوع . والخَبَائِرَةُ مِن وَلَد ذِي جَبَلَة بْنِ سَوادٍ أَبُو بَطْن من الكُلاع وهو خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد بنِ عَمْرو بْنِ الكلاع ابن شَرَحْبِيل . مِنْهُم أَبُو عَلِيّ يُونُس بْن ياسِر بن إيادٍ الخَبَائِرِيّ . روى عنه سَعِيدُ بْنُ كثير بن عُفَيْر في الأخبار . وسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أبو يَحْيَى الخَبَائِريّ تَابِعيٌّ مِنْ ذِي الكَلاَعِ عن أبِيِ أُمَامَة وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالحٍ وعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِيُّ الحِمْصيّ لَقَبُه زُرَيْق عن إسْمَاعِيل ابنِ عَيّاش وعنه محَمَّد بنُ عَبْد الرحمن بن يُونُس السّرّاج وأبُو الأحْوَص وجَعْفَرٌ الفِرْيَابيّ قالَه الدَّارَقُطْنِيّ
قَوْلُهم : لأخْبُرَنَّ خَبَرَكَ هكذا هو مضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّكةً . وفي بعْضِ الأُصول الجَيِّدة بضَمٍّ فَسُكُون أي لأعْلَمَنَّ عِلْمَك . والخُبْرُ والخَبَرُ والخَبَرُ : العِلْم بالشَّيْءِ الحَدِيثُ الذي رَوَاه أبو الدَّرْدَاءِ وأخْرَجَه الطَّبَرانِيّ في الكَبِير وأبُو يَعْلَى في المُسْنَد وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهِ أي وَجَدْتُهُم مَقُولاً فيهِم هذا القَوْلُ . أي مَا مِنْ أحَد إلاَّ وهو مَسْخُوطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَة والامْتِحانِ هكذَا في التَّكْمِلَة وفي اللِّسَانِ والأساسِ وتَبِعَهُم المُصَنَّفُ في البَصَائِر يُرِيدُ أنَّك إذا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُم أي أبْضْتَهم فأخْرَجَ الكلاَم علَى لَفْظِ الأمْرِ وَمَعْنَاه الخَبَر . وأخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ : وَجدْتَها مَخْبُورَةً أي غَزِيرَةً نقله الصَّغانِيّ كأحْمَدْتُه : وَجَدْتُه مَحْمُوداً
ومُحَمَّدُ بْن عَليٍّ الخَابِرِيّ مُحَدِّثٌ عن أبي يَعْلَي عَبْدِ المُؤْمن ابْنِ خَلَف النَّسَفِيّ وعنه عَبْدُ الرَّحيم ابنِ أحمدَ البُخَارِيّ . ومما يُسْتَدْرَك عليه : الخَبِير مِنْ أسْماءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ : العالِمُ بِما كَانَ وبِمَا يَكُون . وفي شَرْح التَّرْمَذِيّ : هو العَلِيم ببَواطِنِ الأَشْيَاءِ . والخَابِرُ : المُخْتَبِرُ المُجَرِّب . والخَبِيرُ : المُخْبِر . ورجلٌ مَخْبَرانِيُّ : ذو مَخْبَرٍ كما قالوا : مَنْظَرَانِيّ : ذُو مَنْظَرٍ . والخَبْرَاءُ : المُجَرَّبَة بالغُزْرِ . والخَبِيرُ : الزَّرْعُ . والخَبِيرُ : الفَقِيه والرَّئِيسُ . والخَبِير : اإِدَام والخبِيرُ . المأْدُومُ . ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرَة " حينَ لا آكُل الخَبيرَ " . وجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ : كَثيرُ اللَّحْمِ . ويقال : عليه الدَّبَرَي وحُمَّي خَيْبَرَي . وحُمَّى خَيْبَرَ مُتَنلذَرَةٌ قال الأَخْنَس ابْنُ شِهَاب :" كَمَا اعْتَادَ مَحْمُوماً بخَيبَرَ صالِبُ . والأَخْبَاريّ المُؤَرخ نُسِب للفْظ الأَخْبَار كالأَنْصَاري والأَنماطي وشِبْههما . واشْتَهَر بها الهَيْثَم بنُ عَدّي الطَّائيّ . والخَبَائرَةُ : بَطْنٌ من العَرَب ومَساكنُهُم في جِيزةِ مِصْر . ومن أَمْثَالهم " لاهُلْكَ بوَادِي خبرٍ " . بالضمّ . والخَبِيرَة : الدَّعْوَةُ على عَقِيقَة الغُلام قاله الحَسَنُ بنُ عَبْد الله العَسْكَرِيّ في كتاب " الأَسْمَاء والصِّفات " . والخَيَابِرُ : سَبْعَةُ حُصُونٍ تقدَّم ذِكرُهُم
وخَيْبَرِيّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَة ابن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن قبيلة في طَيِّء منهم إِياسُ بنُ مَالِك بنِ عَبْدِ الله ابن خَيْبَرِيّ الشاعر وله وفِادَة قاله ابنُ الكَلْبيّ . وخَيْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْيَانَ : بَطْن من هَمْدَان . وخَيْبَر بنُ الوَلِيد عن أَبيه عن جَدَّه عن أَبي موسى ومُدْلِجُ بنُ سُوَيْد بن مَرْثَد ابن خَيْبَرِيّ الطَّائِيّ لقَبُه مُجِيرُ الجَرادِ . والخَيْبَرِيّ بنُ النُّعمان الطائِيّ : صحابيّ . وسِمَاكٌ الإِسرائِيليُّ الخَيْبَرِيُّ ذَكَره الرُّشاطِيّ في الصَّحابَة . وإِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الله ابْنِ عُمَر بن أَبي الخَيْبَريّ القَصَّار العَبْسِيّ الكُوفِيّ عن وَكِيع وغيرِه . وجَمِيل بن عبد الله بن معَمَر بنِ الحارث بن خَيْبَرِيّ العُذْرِيّ الشَّاعِرُ المَشْهُور
السَّخْبَر : شَجَرٌ إِذَا طَالَ تَدَلَّتْ رُؤُوسه وانْحَنَت واحدتُه سَخْبَرَةٌ وهو يُشبِهُ الإِذْخِرَ . وقال أبو حَنِيفة : يُشْبِه الثُّمَامَ له جُرْثُومَةٌ وعِيدانُه كالكُرّاثِ في الكَثْرَةِ . كأَنَّ ثَمَرَه مَكَاسِحُ القَصَبِ أَو أَرقُّ منها إِذَا طالَ تَدَلَّتْ رُؤُوسُه وانْحَنَتْ . وفي حديث ابنِ الزُّبَيْر قال لِمُعَاوِيَة : " لا تُطْرِقْ إِطراقَ الأُفْعُوانِ في أُصولِ السَّخْبَر " . قالوا : هو شَجَرٌ تَأْلَفُه الحَيَّاتُ فتَسْكُن في أُصولِه أَي لا تَتغافَلْ عمَّا نَحن فيه . وسَخْبَرٌ : ع سُمِّيَ باسْم الشَّجَرِ . والسُّخَيْبِرَة مُصغَّراً : مَاٌء جامعٌ ضَخْمٌ لبَنِي الأَضْبَط بنِ كِلاب . وسَخْبَرَةُ الأَزْدِيّ رَوَى عنه ابنُه عبدُ اللّه . وله حديثٌ في سُنَن التِّرْمِذيّ كذا قاله الذَّهَبيّ وابنُ فَهْد . قلت : والذي رَوَى عنه أَبُو دَاوود الأَعمَى عن عبدِ اللّهِ بن سَخْبَرَة عن النّبِيّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم ليس بالأَزْدِيِّ فإِن الأَزْدِيَّ هو أَبو مَعَْر وليس لابْنِه رِوَايَةٌ ولا لأَبِي دَاوُود عنه - وسَخْبَرَةُ بنُ عُبَيْدَةَ ويقال عُبَيْدٍ الأَسَديّ من أَقَارِب عَبْدِ اللّهِ ابنِ جَحْشٍ له هِجْرَةٌ صحابِيَّانِ . وسَخْبَرَةُ بِنْتُ تَمِيم ويقال بِنْتُ أَبي تَمِيم صَحابِيَّةٌ : ذَكَرها ابنُ إِسحاقَ فِيمَن هاجَرَ إِلى المَدِينَة
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : فُرُوعُ السَّخْبَرِ لَقَبُ بَنِي جَعْفَر ابنِ كِلاب . قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة :
" ممّا يَجِيءُ به فُرُوعُ السَّخْبَرِ ويقال : رَكِبَ فُلانٌ السَّخْبَرَ إِذَا غَدَرَ . قال حَسَّانُ بنُ ثابتٍ :
إِن تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منكمْ شِيمَةٌ ... والغَدْرُ يَنْبُتُ في أُصُولِ السَّخْبَرِ أَرادَ قَوماً مَنازِلُهُم ومَحَالُّهم في مَنَابِتِ السَّخْبَرِ . قال : وأَظنُّهم من هُذَيْل . قال ابنُ بَرِّيّ : إِنَّمَا شَبَّهَ الغادِرَ بالسَّخْبَرِ . لأَنَّه شَجَرٌ إِذَا انتَهَى استَرْخَى رأْسُه ولم يَبْقَ على انتصابِه . يقول : أَنتم لا تَثْبتون على وفَاء كهذا السَّخْبرِ الذي لا يَثْبُت على حَال بَيْنَا يُرَى مُعْتَدِلاً مُنْتَصِباً عادَ مُسْتَرْخِياً غَيْرَ مُنْتَصِبٍ . وأَبُو مَعْمَر عَبْدُ اللّهِ بنُ سَخْبَرَةَ الأَزْدِيُّ صاحِبُ عبدِ اللّه بنِ مسْعُودٍ من وَلَدِه أَبُو القَاسِم يَحْيَى بنُ عَلِيّ ابْنِ يَحْيَى بنِ عَوْفِ بْنِ الحَارِث بن الطُّفَيْلِ بن أَبي مَعْمَر السَّخْبَرِيّ البَغْدَادِيّ ثِقَةٌ حدَّث عن البَغَوِيّ وابْنِ صَاعِدٍ وعنه أَبُو مُحَمَّد الخَلاَّل تُوفِّي سنة 384
سَقَطَ الشَّيءُ من يَدي سُقُوطاً بالضَّمِّ ومَسْقَطاً بالفَتْحِ : وَقَعَ وكلُّ مَنْ وَقَعَ في مَهْواةٍ يُقَالُ : وَقَعَ وسَقَطَ . وفي البَصائِر : السُّقوطُ : إِخْراجُ الشَّيءِ إِمَّا من مكانٍ عالٍ إِلَى مُنْخَفِضٍ كالسُّقوطِ من السَّطحِ . وسُقُوطِ مُنْتَصِبِ القامَةِ كاسَّاقَطَ ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا " وقرأَ حَمَّاد ونُصَيْرٌ ويَعْقوبُ وسَهْلٌ " يَسَّاقَط " بالياءِ التَّحتِيَّة المَفْتوحَةِ كما في العُبَاب . قُلْتُ : فمن قرَأَ بالياءِ فهو الجِذْعُ ومن قرأَ بالتَّاءِ فهي النَّخْلَة وانْتِصابُ قوله : " رُطَباً جَنِيًّا " عَلَى التَّمْييزِ المُحَوَّلِ أَرادَ يَسَّاقَط رُطَبُ الجِذْع فلمَّا حُوِّل الفِعْلُ إِلَى الجِذْعِ خَرَجَ الرُّطَبُ مُفَسِّراً قالَ الأّزْهَرِيّ : هذا قَوْلُ الفَرَّاءِ . فهو ساقِطٌ وسَقُوطٌ كصَبُورٍ المذكَّرُ والمؤنَّثُ فيه سَواءٌ قالَ :
" مِنْ كلِّ بَلْهاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ
" بَيْضاءَ لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ
يعني أنَّها لم تُحْفَظْ من الرِّيْبَة ولم يُضَيِّعْها والِداها . والمَوْضِعُ : مَسقَطٌ كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ الأُولى نادِرَةٌ نَقَلَها الأَصْمَعِيّ يُقَالُ : هذا مَسْقَط الشَّيءِ ومَسْقِطُهُ أَي مَوْضِعُ سُقوطهِ . وقالَ الخَليلُ : يُقَالُ : سَقَطَ الوَلَدُ من بَطْنِ أُمِّهِ أَي خَرَجَ ولا يُقَالُ : وَقَعَ حينَ تَلِدُهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ . وفي الأَسَاسِ : ويُقَالُ : سَقَطَ المَيِّتُ من بَطْنِ أُمِّه ووَقَعَ الحَيُّ . ومن المَجَازِ : سَقَطَ الحَرُّ يَسْقُطُ سُقوطاً أَي وَقَعَ وأَقْبَلَ ونَزَلَ . ويُقَالُ : سَقَطَ عَنَّا الحَرُّ إِذا أَقْلَعَ عن ابن الأَعْرَابِيّ كَأَنَّهُ ضِدٌّ . ومن المَجَازِ : سَقَطَ في كَلامِه وبِكَلامِه سُقوطاً إِذا أَخْطأَ وكَذلِكَ أَسْقَطَ في كَلامِه . ومن المَجَازِ : سَقَطَ القومُ إليَّ سُقوطاً : نَزَلوا عَلَيَّ وأَقْبَلوا ومِنْهُ الحَديثُ : " فَأَمّا أَبُو سَمّالٍ فَسَقَطَ إِلَى جيرانٍ له " أَي أَتاهُمْ فأَعاذوه وسَتَروه . ومن المَجَازِ : هذا الفِعْلُ مَسْقَطَةٌ له أَعْيُنِ النّاسِ وهو أن يَأتِيَ بما لا يَنْبَغي . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيُّ وصَاحِب اللّسَان . ومَسْقِطُ الرَّأسِ : المَوْلِدُ رَواه الأَصْمَعِيّ بفتح القاف وغيرُه بالكَسْرِ ويُقَالُ : البَصْرَةُ مَسْقَطُ رَأسي وهو يَحِنُّ إِلَى مَسْقَطِهِ يعني حَيْثُ وُلِدَ وهو مَجازٌ كما في الأَسَاسِ . وتَسَقَطَ الشَّيْءُ : تَتَبَع سُقوطُهُ . وساقَطَهُ مُساقَطَةً وسِقاطاً : أَسْقَطَه وتابَعَ إسْقاطَهُ قالَ ضابِئُ بن الحارِثِ البُرْجُمِيُّ يَصِفُ ثَوْراً والكلابَ :
يُساقِطُ عنه رَوْقُهُ ضارِياتِها ... سِقاطَ حَديدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْولا قوله : أَخْوَلَ أَخْوَلا أَي مُتَفَرِّقاً يعني شَرَرَ النَّارِ . والسُّقْطُ مُثَلَّثَةً : الوَلَدُ يَسْقُطُ من بَطْنِ أُمِّه لِغَيْرِ تَمامٍ والكَسْرُ أكثرُ والذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ ومِنْهُ الحديث : " لأنْ أُقَدِّمُ سِقْطاً أَحَبُّ إليَّ من مائَةِ مَسْتَلْئِمٍ " المُسْتَلْئم : لابِسُ عُدَّةِ الحَرْبِ يعني أنَّ ثَوابَ السِّقْطِ أَكثَرُ من ثَوابِ كِبار الأوْلاد . وفي حَديثٍ آخر : " يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الفاني مُرْداً جُرْداً مُكَحَّلينَ أُولي أَفانينَ " . وهي الخُصَلُ من الشَّعرِ وفي حَديثٍ آخرَ : " يَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً عَلَى باب الجَنَّة " ويُجْمَع السِّقْطُ عَلَى الأسْقاطِ قالَ ابن الرُّوميّ يَهْجو وَهْباً عندما ضَرَط :
يا وَهْبُ إنْ تَكُ قَدْ وَلَدْت صَبِيَّةً ... فبحمْلِهم سَفراً عليكَ سِباطاً
مَنْ كانَ لا يَنْفَكُّ يُنْكَح دَهْرَهُ ... وَلَدَ البَناتِ وأَسْقَطَ الأسْقاطا وَقَدْ أَسْقَطَتْهُ أُمُّه إسْقاطاً وهي مُسْقِطٌ ومُعْتادَتُه : مِسْقاطٌ وهذا قَدْ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاسِ . وعِبارَةُ الصّحاح والعُبَاب : وأَسْقَطَت النّاقَةُ وغَيْرُها إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها والَّذي في أَمالي القالي أنَّه خاصٌّ ببَني آدَمَ كالإجْهاضِ للنّاقَةِ وإليه مال المُصَنِّف وفي البَصائر : في أَسْقَطَت المَرْأََةُ اعْتُبِرَ الأمْرانِ : السُّقوطُ من عالٍ والرَّداءةُ جميعاً فإِنَّه لا يُقال أَسْقَطت المَرأَةُ إلاَّ في الَّذي تُلْقيه قَبْلَ التَّمامِ ومِنْهُ قِيل لذلك الوَلَدِ : سِقْطٌ . قالَ شَيْخُنا : ثمَّ ظاهِرُ المُصَنِّف أَنَّهُ يُقَالُ : أَسْقَطَت الوَلَدَ لأنَّه جاءَ مُسْنَداً للضَّمير في قولِهِ : أَسْقَطَتْهُ وفي المِصْباحِ عن بَعْضِهم : أَماتَت العرَبُ ذِكَرْ المفعول فلا يَكادونَ يقولون : أَسْقَطَت سِقْطاً ولا يُقَالُ : أُسْقِطَ الوَلَدُ بالبِناء للمَفْعول قُلْتُ : ولكن جاءَ ذلِكَ في قَوْلِ بعضِ العَرَب :
وأُسْقِطَتِ الأجِنَّةُ في الوَلايا ... وأُجْهِضَتِ الحَوامِلُ والسِّقابُوالسَّقْطُ : مَا سَقَطَ بَيْنَ الزَّنْدَيْن قَبْلَ اسْتِحْكام الوَرْيِ وهو مَثَلٌ بذلك كما في المُحْكَمِ ويُثَلَّثُ كما في الصّحاح وهو مُشَبَّه بالسّقْطِ للوَلَدِ الَّذي يَسْقُطُ قبلَ التَّمام كما يَظْهَرُ من كَلامِ المُصَنِّف وصَرّحَ به في البَصائرِ . وفي الصّحاح : سَقْطُ النّارِ : مَا يَسْقُطُ منها عند القَدْح ومِثْلُه في العُبَاب قالَ الفرّاء : يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث قال ذو الرُّمَّة :
وسِقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحِبي ... أَباها وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وَكْرا والسَّقْطُ : حيثُ انْقَطَعَ مُعْظَمُ الرَّمْلِ ورَقَّ ويُثَلَّثُ أَيْضاً كما صَرَّحَ به الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ وَقَدْ أغْفِلَ عن ذلِكَ فيه وفي الَّذي تَقَدَّم ثمَّ إنَّ عِبارَةَ الصّحاح أَخْصَرُ من عِبارَتهِ حيثُ قالَ : وسِقْط الرَّمْلِ : مُنْقَطَعُه وأمَّا قولُه رَقَّ فهوَ مَفْهومٌ من قوله : مُنْقَطَعُه لأنه لا يَنْقَطِعُ حتَّى يَرِقَّ كمَسْقَطِهِ كمَقْعَدٍ عَلَى القِياسِ ويُرْوَى : كمَنْزِلٍ عَلَى الشُّذوذ كما في اللّسَان وأَغْفَلَهُ المُصَنِّف قُصوراً . وقِيل : مَسْقَطُ الرَّمْلِ حيثُ يَنْتَهي إليه طَرَفُه وهو قَريبٌ من القولِ الأوَّلِ وقالَ امْرؤُ القَيْس :
قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ ... بسِقْطِ اللِّوى بَيْنَ الدَّخولِ فحَوْمَلِ والسَّقْطُ بالفَتْحِ : الثَّلْجُ وأيْضاً : مَا يَسْقُطُ من النَّدَى كالسَّقيطِ فيهما كما سَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً ومن الأوَّلِ قَوْلُ هُدْبَةَ بن خَشْرَمٍ :
ووادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه ... تَرَى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَراسِفِ والسَّقْطُ : من لا يُعَدُّ في خِيارِ الفِتْيانِ وهو الدَّنِيءُ الرَّذْلُ كالسّاقِطِ وقِيل : السّاقِطُ اللَّئيمُ في حَسَبِهِ ونَفْسِه . ويُقَالُ للرجُلِ الدَّنِيء : ساقِطٌ ماقِطٌ كما في اللِّسان والَّذي في العُبَاب : وتقول العَرَبُ : فُلانٌ ساقِطٌ ابن ماقِطِ ابن لاقِطٍ تَتَسابُّ بها . فالسّاقِطُ : عَبْدُ الماقِطِ والماقِطُ : عَبْدُ اللاَّقِط واللاَّقِطُ : عَبْدٌ مُعْتَقٌ . ومن المَجَازِ : قَعَدَ في سِقْطِ الخِباءِ وهو بالكَسْرِ : ناحِيَةُ الخِباءِ كما في الصّحاح ورَفْرَفُهُ كما في الأساس قالَ : اسْتُعيرَ من سِقْطِ الرَّمْلِ وللخِباء سِقْطانِ . ومن المَجَازِ : السِّقْطُ : جَناحُ الطّائرِ كسِقاطِهِ بالكَسْرِ ومَسْقَطِهِ كمَقْعَدِه ومِنْهُ قَوْلُهم : خَفَقَ الظَّليمُ بسِقْطَيْه . وقِيل : سِقْطا جَناحَيْه : مَا يَجُرُّ منهُما عَلَى الأرْضِ يُقَالُ : رَفَعَ الظَّليمُ سِقْطَيْهِ ومَضَى . ومن المَجَازِ : السِّقْطُ : طَرَفُ السَّحابِ حَيْثُ يُرى كَأَنَّهُ ساقِطٌ عَلَى الأرْضِ في ناحِيَة الأُفُقِ كما في الصّحاح ومِنْهُ أُخِذَ سِقْطُ الخِباءِ . والسَّقَطُ بالتحريك : مَا أُسْقِطَ من الشَّيْء وتُهووِنَ به وسَقَطُ الطَّعامِ : مَا لا خَيْرَ فيه منه ج : أَسْقاطٌ . وهو مَجازٌ . والسَّقَطُ : الفَضيحَةُ وهو مَجازٌ أَيْضاً . وفي الصّحاح : السَّقَطُ : رَديءُ المَتاعِ وقالَ ابن سِيدَه : سَقَطُ البَيْتِ خُرْثِيُّه ؛ لأنَّه ساقِطٌ عن رَفيعِ المَتاعِ والجَمْع : أَسْقاطٌ وهو مَجازٌ . وقالَ اللَّيْثُ : جمعُ سَقَطِ البَيْتِ : أَسْقاطٌ ؛ نحو الإبْرَةِ والفَأْسِ والقِدْرِ ونَحْوِها . وقِيل : السَّقَطُ : مَا تُنُووِلَ بَيْعُه من تابِلٍ ونَحْوِه وفي الأَسَاسِ : نَحْو سُكَّرٍ وزَبيبٍ . وما أَحْسَنَ قولَ الشَّاعِر :
وما لِلْمَرْءِ خَيْرٌ في حَياةٍ ... إِذا مَا عُدَّ من سَقَطِ المَتاعِوبائعُه : السَّقَّاطُ ككَتَّانٍ والسَّقَطِيُّ مُحَرَّكَةً وأَنْكَرَ بَعْضُهم تَسْمِيَتَه سَقّاطاً وقالَ : ولا يُقَالُ سَقّاط ولكن يُقال : صَاحِب سَقَطٍ . قُلْتُ : والصَّحيحُ ثُبوتُه فَقَدْ جاءَ في حَديثِ ابن عُمَر أنَّه " كانَ لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صاحِبِ بيعَةٍ إلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ " والبيعَةُ من البَيْع كالجِلْسَةِ من الجُلوس كما في الصّحاح والعُبَاب . ومن الأخير : سَرِيُّ بن المُغَلّس السَّقَطِيُّ يُكْنَى أبا الحَسَن أَخَذَ عن أَبي مَحْفوظٍ مَعْروفِ بن فَيْروز الكَرْخِيِّ وعنه الجُنَيْدُ وغيرُه تُوُفّي سنة 251 ومن الأوّل شيخُنا المُعَمَّر المُسِنُّ عليُّ بن العَرَبيّ بن مُحَمّدٍ السَّقّاطُ الفاسيُّ نزيلُ مصرَ أَخَذَ عن أَبيهِ وغَيره تُوُفّي بمصر سنة 1183 . ومن المَجَازِ : السَّقَطُ : الخَطَأُ في الحِسابِ والقوْلِ وكَذلِكَ السَّقطُ في الكِتابِ . وفي الصّحاح : السَّقَطُ : الخَطَأُ في الكِتابَةِ والحِسابِ يُقَالُ : أَسْقَطَ في كَلامِهِ وتَكَلَّم بكلامٍ فما سَقَطَ بحَرْفٍ وما أَسْقَطَ حَرْفاً عن يَعْقوبَ قالَ : وهو كما تقول : دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه وخَرَجْتُ به وأَخْرَجْتُه وعَلَوْتُ به وأَعْلَيْتُه . انْتَهَى وزادَ في اللِّسان : وسُؤْتُ به ظَنًّا وأَسَأْتُ به الظَّنَّ يُثْبِتونَ الألفَ إِذا جاءَ بالألف واللاّم . كالسِّقاطِ بالكَسْرِ نَقَلَهُ صَاحِب اللّسَان . والسُّقاطَةُ والسُّقاطُ بضَمِّهما : مَا سَقَطَ من الشَّيء وتُهُووِنَ به من رُذالَةِ الطَّعامِ والثِّيابِ ونحوها يُقَالُ أَعْطاني سُقاطَةَ المَتاعِ وهو مَجازٌ . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : سُقاطَةُ كُلِّ شيءٍ : رُذالَتُه . وقِيل : السُّقاطُ جَمْعُ سُقاطَةٍ . ومن المَجَازِ : سُقِطَ في يَدِه وأَسْقِطَ في يَدِه مَضْمومَتَيْن أَي زَلَّ وأَخْطَأَ . وقِيل : نَدِمَ كما في الصّحاح زاد في العُبَاب : وتَحَيَّرَ قالَ الزَّجّاجُ : يُقَالُ للنّادِم عَلَى مَا فَعَل الحَسِرِ عَلَى مَا فَرَط مِنْهُ : قَدْ سُقِطَ في يَدِه وأُسْقِطَ . وقالَ أَبُو عَمْرٍو : لا يُقَالُ : أُسْقِطَ بالألف عَلَى مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه . وأَحْمَدُ بن يَحْيَى مثلُه وجَوَّزَه الأخفَش كما في الصّحاح وفي التَّنْزيل العَزيز : " ولَمَّا سُقِطَ في أَيْديهِم " . قالَ الفارِسِيُّ : ضَرَبوا أَكُفَّهُم عَلَى أَكُفِّهِم من النَّدَمِ فإِنَّ صَحَّ ذلِكَ فهو إذَن من السُّقوط وقالَ الفَرَّاء : يُقَالُ : سُقِطَ في يَدِه وأُسْقِطَ من النَّدامَة وسُقِطَ أَكثَرُ وأَجْوَدُ . وفي العُبَاب : هذا نَظْمٌ لم يُسْمَعْ قبلَ القُرآنِ ولا عَرَفَتْهُ العَرَبُ والأَصْلُ فيه نُزولُ الشَّيء من أَعْلَى إِلَى أسْفلَ ووُقوعُه عَلَى الأرْضِ ثمَّ اتُّسِعَ فيه فقيلَ للخَطَإ من الكَلام : سَقَطٌ ؛ لأنَّهم شَبَّهوه بما لا يُحْتاجُ إليه فيُسْقَطُ وذَكَرَ اليَدَ لأنَّ النَّدَمَ يَحْدُثُ في القَلْبِ وأَثَرُه يَظْهَرُ في اليَدِ كقولِه تعالى : " فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فيها " ولأنَّ اليَدَ هيَ الجارِحَةُ العُظْمَى فرُبَّما يُسْنَدُ إليها مَا لم تُباشِرْه كقوله تعالى : ذلِكَ قَدَّمَتْ يَداكَ . والسَّقيطُ : الناقِصُ العَقْلِ عن الزَّجاجيِّ كالسَقيطَةِ هَكَذا في سائِرِ أُصولِ القاموسِ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ كالسّاقِطَة كما في اللّسَان وأمَّا السَّقيطَةُ فأُنْثَى السَّقيطِ كما هو نَصُّ الزَّجّاجيِّ في أَماليه . وسَقيطُ السَّحابِ : البَرَدُ . والسَّقيطُ : الجَليدُ طائِيَةٌ وكلاهُما من السُّقوط . والسَّقيطُ : مَا سَقَطَ من النَّدَى عَلَى الأرْضِ قالَ الرَّاجِزُ :
" ولَيْلَةٍ يا مَيَّ ذاتِ طَلِّ
" ذاتِ سَقيطٍ ونَدًى مُخْضَلِّ
" طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ كما في الصّحاح . ولكنَّه اسْتَشْهَدَ به عَلَى لجَليدِ والثَّلْجِ وقالَ أَبُو بَكْرِ بن اللَّبانَة :
بَكَتْ عند تَوْديعي فما عَلِمَ الرَّكْبُ ... أَذاكَ سَقيطُ الظِّلِّ أمْ لُؤْلُؤٌ رَطْبُ وقالَ آخر :
واسْقُطْ عَلَيْنا كسُقوطِ النَّدَى ... لَيْلَةَ لا ناهٍ ولا زاجِرُويُقَالُ : مَا أَسْقَطَ حَرْفاً وما أَسْقَطَ فيها أَي في الكَلِمةِ أَي مَا أَخْطَأَ فيها وكَذلِكَ مَا سَقَط به وهو مَجازٌ وَقَدْ تَقَدَّم هذا قريباً . وأَسْقَطَه هَكَذا في أُصولِ القاموس وهو غَلَطٌ والصَّوابُ : اسْتَسْقَطَهُ وذلِكَ إِذا طَلَب سَقَطَه وعالَجَه عَلَى أن يَسْقُطَ فيُخْطِئَ أو يَكْذِبَ أو يَبوحَ بما عِنْدَه وهو مَجازٌ كتَسَقَّطَهُ وسَيَأْتِي ذلِكَ للمُصَنِّف في آخر المادّة . والسَّواقِطُ : الذين يَرِدون اليَمامَةَ لامْتِيارِ التَّمْرِ وهو مَجازٌ من سَقَطَ إليه إِذا أَقْبَلَ عَلَيْهِ . والسِّقاطُ ككِتابٍ : مَا يَحْمِلونَه من التَّمْرِ وهو مَجازٌ أَيْضاً كَأَنَّهُ سُمِّيَ به لكَوْنِه يَسْقُطُ إليه من الأقْطارِ . والسَّاقِطُ : المُتَأَخِّر عن الرِّجالِ وهو مَجازٌ . وساقَطَ الشَّيءَ مُساقَطَةً وسِقاطاً : أَسْقَطَهُ كما في الصّحاح أو تابَعَ إسْقاطَه كما في اللّسَان وهذا بعَيْنِه قَدْ تَقَدَّم في كلام المُصَنِّف وتَفْسيرُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِب اللّسَان واحِدٌ وإنَّما التَّعْبيرُ مختلِفٌ بَلْ صَاحِب اللّسَان جَمَعَ بَيْنَ المَعْنَيَيْنِ فقال : أسْقَطَه وتَابَع إسْقاطَه فهو تَكْرارٌ محضٌ في كلام المُصَنِّف فتأَمَّل . ومن المَجَازِ : ساقَطَ الفَرَسُ العَدْوَ سِقاطاً : جاءَ مُسْتَرْخِياً فيه وفي المَشْيِ وقِيل : السِّقاطُ في الفَرَس أن لا يزالَ مَنْكوباً . ويُقَالُ للفَرَسِ : إِنَّهُ لساقِطُ الشَّدِّ إذا جاء مِنْهُ شيءٌ بعدَ شيءٍ كما في الأَسَاسِ . وقالَ الشَّاعِر :
بِذي مَيْعَةٍ كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه ... وتَقْريبِهِ الأعْلَى ذَآليلُ ثَعْلَبُ ومن المَجَازِ : ساقَطَ فُلانٌ فُلاناً الحديثَ إِذا سَقَطَ من كُلٍّ عَلَى الآخرِ . وسِقاطُ الحَديثِ بأَنْ يَتَحَدَّثَ الواحِدُ ويُنْصِتَ له الآخرُ فإذا سَكَتَ تَحَدَّثَ الساكِتُ قالَ الفَرزدقُ :
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ أو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ قُلْتُ : وأَصْلُ ذلِكَ قَوْلُ ذي الرُّمَّة :
ونِلْنا سِقاطاً من حَديثٍ كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجاً بماءِ الوَقائعِ ومِنْهُ أَخَذ الفرزدقُ وكَذلِكَ البُحْتُري حَيثُ يَقُولُ :
ولَمَّا الْتَقَيْنا والنَّقا مَوْعِدٌ لَنا ... تَعَجَّبَ رائي الدُّرِّ مِنَّا ولاقِطُهْ
فمِن لُؤْلُؤٍ تَجْلوه عِنْدَ ابْتِسامِها ... ومن لُؤْلُؤٍ عند الحَديثِ تُساقِطُهْ وقِيل : سِقاطُ الحديثِ هو : أنْ يُحَدِّثَهُم شَيْئاً بعد شَيْءٍ كما في الأَسَاسِ . ومن أَحْسَنِ مَا رَأَيْتُ في المُساقَطَةِ قَوْلُ شَيخنا عَبْدِ اللهِ بن سَلام المُؤذِّن يُخاطِبُ به المَوْلَى عليَّ بن تاج الدِّين القلعيّ رَحِمَهُما الله تعالى وهو :
أَساقِطُ دُرًّا إذْ تَمَسُّ أَنامِلي ... يَراعي وعِقْياناً يَروقُ ومرْجانا
أَحَلِّي بها تاجَ ابنَ تاجٍ عَلِيَّنا ... فلا زالَ مَوْلانا الأَجَلَّ ومَرْجانا
ورَوْضا النَّدَى والجودِ قالا لنا اطُلُبوا ... جَميعَ الَّذي يُرْجَى فكَفّاهُ مَرْجانا والسَّقاطُ كشَدَّادٍ وسَحابٍ وعلى الأوّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ وصَاحِب اللّسَان : السَّيْفُ يَسْقُطُ من وَراءِ الضَّريبَةِ ويَقْطَعُها حتَّى يَجوزَ إِلَى الأرْضِ وفي الصّحاح : يَقْطَعها وأَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ :
" يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطي أو يَقْطَعَ الضَّريبَةَ ويَصِلَ إِلَى مَا بَعْدَها وقالَ ابن الأَعْرَابِيّ : سَيْفٌ سَقّاطٌ هو الَّذي يَقُدُّ حتَّى يَصِلَ إِلَى الأرْضِ بعدَ أن يَقْطَع وفي شَرح الدِّيوان : أَي يَجوزُ الضَّريبَةَ فيَسْقُطُ وهو مَجاز
والسِّقاطُ ككِتابٍ : مَا سَقَطَ من النَّخْلِ ومن البُسْرِ يَجوزُ أنْ يَكُونَ مُفْرَداً كما هو ظاهرُ صَنيعِه أو جَمعاً لساقِطٍ . ومن المَجَازِ : السِّقاطُ : العَثْرَةُ والزَّلَّةُ كالسَّقْطَةِ بالفَتْحِ قالَ سُوَيْدُ بن أَبي كاهِلٍ اليَشْكُريُّ :كَيْفَ يَرْجونَ سِقاطي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشيبٌ وصَلَعْ وفي العُبَاب : لاحَ في الرَّأْسِ . أو هي جَمْعُ سَقْطَةٍ يُقَالُ : فُلانٌ قليلُ السِّقاط كما يُقَالُ : قليل العِثار وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ ليَزيدَ بن الجَهْمِ الهِلاليِّ :
رَجَوْتِ سِقاطي واعْتِلالي ونَبْوَتي ... وَراءكِ عَنِّي طالِقاً وارْحَلي غَدا أو هُما بِمَعْنًى واحِد فإنْ كانَ مُفْرَداً فهو مَصْدَرُ ساقَطَ الرَّجُلُ سِقاطاً إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرامِ . ومَسْقَط كمَقْعَدٍ : د عَلَى ساحِلِ بَحْرِ عُمان ممّا يَلي بَرَّ اليَمَنِ . يُقَالُ : هو مُعَرَّبُ مَشْكَت . ومَسْقَط : رُسْتاقٌ بساحِلِ بحرِ الخَرَزِ كما في العُبَاب . قُلْتُ : هي مَدينةٌ بالقُرْبِ من باب الأبْوابِ بَناها أَبُو شَرْوانَ بن قُباذَ بن فَيْروز المَلكُ . ومسْقَطُ الرَّمْلِ : وادٍ بَيْنَ البَصْرَةِ والنِّباجِ وهو في طَريق البَصْرَة . ومن المَجَازِ : تَسَقَّطَ الخَبَرَ وتَبَقَّطَه : أَخَذَهُ قَليلاً قَليلاً شَيْئاً بعْدَ شيءٍ رَواه أَبُو تُرابٍ عن أَبي المِقدام السُلَميِّ . ومن المَجَازِ : تَسَقَّطَ فُلاناً : طَلَبَ سَقَطَه كما في الصّحاح زاد في اللّسَان وعالَجَهُ عَلَى أنْ يَسْقُطَ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لجَريرٍ :
ولقد تَسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفوا ... حَصِراً بِسِرِّك يا أُمَيْمَ ضَنينا وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : السَّقْطَةُ بالفَتْحِ : الوَقْعَةُ الشَّديدَةُ . وسَقَطَ عَلَى ضالَّتِه : عَثرَ عَلَى مَوْضِعها ووَقَع عليها كما يَقَعُ الطّائِرُ عَلَى وَكْره وهو مَجازٌ . ومن أقواله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم للحارِثِ بن حسّان حينَ سَألَه عن شَيءٍ : " عَلَى الخَبيرِ سَقَطْتَ " أَي عَلَى العارِفِ وَقَعْتَ وهو مَثَلٌ سائرٌ للعَرَب . وتَساقَطَ عَلَى الشَّيْءِ : أَلْقَى نَفْسَه عليه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وأَسْقَطَه هو ويُقَالُ : تَسَاقَطَ عَلَى الرَّجُلِ يَقيه نَفْسَه . وهذا مَسْقِطُ السَّوْطِ : حيثُ يَقَع ومَساقِطُ الغَيْثِ : مَواقِعُه . ويُقَالُ : أَنا في مَسْقِطِ النَّجْمِ أَي حَيْثُ سَقَط . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ومَسْقِطُ كُلِّ شيءٍ : مُنْقَطِعُه وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" ومَنْهَلٍ من الفَلا في أَوْسَطِهْ
" من ذا وهذاكَ وذا في مَسْقِطِهْ وسَقَطَ الرَّجُلُ : إِذا وَقَعَ اسْمُه من الدِّيوان . وَقَدْ أَسْقَطَ الفارضُ اسْمَه وهو مَجاز . والسَّقيطُ : الثَّلْجُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ويُقَالُ : أَصْبَحت الأرضُ مُبْيَضَّةً من السَّقيطِ وقِيل : هو الجَليدُ الَّذي ذَكَرَه المُصَنِّف . ومن أَمْثالِهِمْ : " سَقَط العَشاءُ به عَلَى سِرْحانِ " يُضْرَب للرَّجلِ يَبْغي البُغْيَة فيَقَع في أَمْرٍ يُهْلِكُه وهو مَجاز . وأَسْقاطُ الناسِ أَوْباشُهم عن اللِّحْيانِيّ وهو مجاز . ويُقَالُ : في الدَّارِ أَسْقاطٌ وأَلْقاطٌ . وقالَ النّابغة الجَعْديّ :
إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ في ظُلُلاتِها ... سَواقِطُ من حَرٍّ وَقَدْ كانَ أَظْهَرا من سَقَطَ إِذا نَزَل ولَزِمَ مَوْضِعَه ويُقَالُ : سَقَطَ فلانٌ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ . وأَسْقَطوا له بالكلام إِذا سَبُّوه بسَقَطِ الكَلام ورَديئه وهو مَجاز والسَّقْطَةُ : العَثْرَةُ والزَّلَّةُ يُقَالُ : لا يَخْلو أحَدٌ من سَقْطَةٍ وفلانٌ يتَتَبَّع السَّقَطاتِ ويَعُدُّ الفَرَطات والكامِلُ من عُدَّت سَقَطاتُه وهو مَجازٌ وكَذلِكَ السَّقَط بغَيْرِ هاءٍ ومِنْهُ قَوْلُ بعضِ الغُزاةِ في أَبْياتٍ كَتَبَها لسيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه :
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيْمٍ ... مُعيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذاريأَي : عَثراتِها وزَلاّتِها . والعَذاري : جمع عَذْراء . وَقَدْ تَقَدَّم ذِكرٌ لبَقيَّة هذه الأبْيات . وساقَطَ الرَّجُلُ سِقاطاً إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرام وهو مَجازٌ . وسَقَطَ في يَدِه مَبْنِيًّا للفاعلِ مِثْلُ سُقِطَ بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عن الأخفش قالَ : وبه قَرَأَ بعضَهَم " ولَمّا سَقَطَ في أَيْديهم " كما تقول لمَنْ يَحْصُلُ عَلَى شيءٍ وإن كانَ ممّا لا يَكُونُ في اليَدِ : قَدْ حَصَلَ في يَدِه من هذا مَكْروهٌ فشُبِّه مَا يَحْصُلُ في اليَدِ ويُرى في العَيْن وهو مجازٌ أَيْضاً . وقول الشّاعر أنشَدَه ابن الأَعْرَابِيّ :
ويَوْمٌ تَساقَطُ لَذَّاتُه ... كنَجْمِ الثُرَيَّا وأَمْطارِها أَي تأتي لَذّاتُه شَيْئاً بعدَ شَيءٍ أَرادَ أَنَّهُ كَثيرُ اللَّذاتِ . والسّاقِطَةُ : اللَّئيمُ في حَسَبِه ونَفْسِه وقَوْمٌ سَقْطَى بالفَتْحِ وسُقّاطٌ كرُمّانٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ومِنْهُ قَوْلُ صَريعِ الدِّلاءِ :
قَدْ دُفِعْنا إِلَى زَمانٍ خَسيسٍ ... بَيْنَ قَوْمٍ أَراذِلٍ سُقَّاطِ وفي التَّهْذيب : وجمعُه السَّواقِطُ وأَنْشَدَ :
" نَحْنُ الصَّميمُ وهُمُ السَّواقِطُ ويُقَالُ : للمَرْأَة الدَّنِيَّةِ الحَمْقَى : سَقيطَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وسَقَطُ النّاسِ : أَراذِلُهُم وأَدْوانُهم ومِنْهُ حَديثُ النْارِ : " مالي لا يَدْخُلُني إلاَّ ضُعَفاءُ النّاسِ وسَقَطُهم " . ويُقَال للفَرس إِذا سابَقَ الخَيْلَ : قَدْ ساقَطَها . وهو مَجازٌ ومِنْهُ قَوْلُ الرّاجِزِ :
" ساقَطَها بنَفَسٍ مُريحِ
" عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنيحِ
" وهَذَّ تَقْريباً مَعَ التَّجْليحِ وقالَ العَجّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ :
" كَأَنَّهُ سِبْطٌ من الأسْباطِ
" بَيْنَ حَوامي هَيْدَبٍ سُقّاطِ أَي نَواحي شَجَرٍ مُلْتَفِّ الهَدَبِ والسُّقّاطُ : جمع السّاقِطِ وهو المُتَدَلِّي . وسِقاطا اللَّيْلِ بالكَسْرِ : ناحِيَتا ظَلامِه وهو مَجازٌ . وكَذلِكَ سِقْطاه وبه فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعي أنْشَدَه الجَوْهَرِيّ :
حتَّى إِذا مَا أَضاءَ الصُّبْحُ وانْبَعَثَتْ ... عَنْهُ نَعامَةُ ذي سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ قالَ : فإِنَّه عَنى بالنَّعامَةِ سَوادَ اللَّيْل وسِقْطاه : أَوَّلُه وآخِرُه وهو عَلَى الاسْتِعارَةِ يَقُولُ : إنَّ اللَّيْلَ ذا السِّقْطَيْن مَضَى وصَدَقَ نَعامَة لَيْلٍ ذي سِقْطَيْنِ . وفَرَسٌ رَيِّثُ السِّقاطِ إِذا كانَ بَطيءَ العَدْوِ قالَ العَجّاجُ يَصِفُ فرساً :
" جافي الأياديمِ بلا اخْتِلاطِ
" وبالدِّهاسِ رَيِّث السِّقاطِ والسَّواقِط : صِغارُ الجِبال المُنْخَفِضَةِ الّلاطِئَةِ بالأرْضِ . وفي حديث : " كانَ يُساقِطُ في ذلِكَ عن رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم " أَي يَرْويه عنه في خِلالِ كَلامِه كَأَنَّهُ يَمْزُجُ حَديثَه بالحَديث عن رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم . والسَّقيطُ : الفَخَّارُ كذا ذَكَرَه بعضُهم أو الصَّوابُ بالشِّين المُعْجَمَة كما سَيَأْتِي . ويُقَالُ : رَدَّ الخَيّاطُ السُّقاطاتِ . وفي المثل : " لكُلِّ ساقِطَةٍ لاقِطَةٍ " أَي لكُلِّ كَلِمةٍ سَقَطَت من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها فتَلْقُطُها فتُذيعُها يُضْرَب في حِفْظِ اللّسَان . ويُقَالُ : سَقَطَ فلانٌ من مَنْزِلَتِه وأَسْقَطَه السُلْطانُ . وهو مَسْقوطٌ في يَدِه وساقِطٌ في يَدِه : نادِمٌ ذَليل . وسَقَط النَّجْمُ والقَمَرُ : غابا . والسَّواقِطُ والسُّقَّاطُ : اللُّؤَماءُ . وسَقَط فلانٌ من عَيْني . وأتى وهو من سُقَّاط الجُنْدِ : مِمّن لا يُعْتَدّ به . وتَسَقَطَ إليَّ خَبَرُ فلانٍ وكُلّ ذلِكَ مَجازٌ . وقَوْمٌ سِقاطٌ بالكَسْرِ : جَمْعُ ساقِطٍ كنائمٍ ونِيامٍ وسَقيط وسِقاط كطَويلٍ وطِوالٍ وبه يُرْوى قَوْلُ المتنخّل :
إِذا مَا الحَرْجَفُ النَّكْباءُ تَرْمي ... بُيوتَ الحَيِّ بالوَرَقِ السِّقاطِويُرْوَى : السُّقاط بالضَّمِّ : جمع سُقاطَةٍ وَقَدْ تَقَدَّم . وساقِطَةُ : مَوْضِعٌ . ويُقَالُ : هو ساقِطَةُ النَّعْلِ . وفي الحَديثِ : " مَرٌّ بتَمْرَةٍ مَسْقوطَةٍ " قِيل : أَراد ساقِطَة وقِيل : عَلَى النَّسَب أَي ذاتِ سُقوطٍ ويمكن أن يَكُونَ من الإسْقاطِ مِثْلُ : أَحَمَّه الله فهو مَحْمومٌ . والسَّقَطُ مُحَرَّكَةً : مَا تُهُووِنَ به من الدّابَّة بعد ذَبْحِها كالقَوائمِ والكَرِش والكَبِد وما أَشْبَهَها والجَمْعُ أَسْقاطٌ . وبائعُه : أَسْقاطِيٌّ كأَنْصارِيٍّ وأَنْماطيٍّ . وَقَدْ نُسِبَ هَكَذا شيخُ مشايخنا العَلاّمةُ المُحَدِّثُ المُقْرئ الشِّهاب أَحمد الأسْقاطيّ الحَنَفي . وسُقَّيْط كقُبَّيْط : حَبُّ العَزيز . وسُقَيْط كزُبَيْرٍ : لَقَبُ الإمام شِهاب الدّين أحمد بن المَشْتُولِيّ وفيه أُلّفَ غُرَرُ الأسْفاط في عُرَرِ الأسْقاط وهي رسالة صغيرة متضمنة عَلَى نَوادرَ وفرائد وهي عندي . وسُقَيْطٌ أَيْضاً : لَقَبُ الحُطَيْئَةِ الشّاعر وفيه يَقُولُ مُنْتَصِراً له بعضُ الشُّعراء ومُجاوِباً من سَمّاه سُقَيْطا فإِنَّه كانَ قَصيراً جِدًّا :
وما سُقَيْطٌ وإنْ يَمْسَسْكَ واصِبُه ... إلاَّ سُقَيْطٌ عَلَى الأزْبابِ والفُرُجِ وهو أَيْضاً : لَقَبُ أحمدَ بن عمرو مَمْدوحِ أَبي عَبْدِ اللهِ بن حَجّاجٍ الشّاعر وكان لا بُدَّ في كُلِّ قَصيدَةٍ أنْ يَذْكُرَ لَقَبَه فمن ذلِكَ أَبْياتٌ :
فاسْتَمِعْ يا سُقَيْطُ أَشْهَى وأَحْلَى ... من سَماعِ الأرْمالِ والأهْزاجِ وقوله :
مَدَحْتُ سُقَيْطاً بمِثْلِ العَروسِ ... مُوَشَّحَةً بالمَعاني المِلاحِ والسَّقيط كأَميرٍ : الجَرْوُ . ومن أَقْوالهم : من ضارَعَ أَطْوَلَ رَوْقٍ مِنْهُ سَقَطَ الشَّغْزَبيَّة . وسَقَطَ الرَّجُلُ : ماتَ وهو مجازٌ . ومن أَقْوالهم : إِذا صَحَّت المَوَدَّةُ سَقَطَ شَرْطُ الأدَبِ والتَّكْليف . والسَّقيطُ : الدُّرُّ المُتَناثِرُ ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعر :
كَلَّمَتْني فقُلْتُ دُرًّا سَقيطاً ... فتأَمَّلْتُ عِقْدَها هل تَناثَرْ
فازْدَهاها تَبَسُّمٌ فأَرَتْني ... عِقْدَ دُرٍّ من التَّبَسُّمِ آخَرْ والسُّقّاطَةُ كرُمّانَةٍ : مَا يوضع عَلَى أَعْلَى البابِ تَسْقُط عَلَيْهِ فيَنْقَفِل . وأبو عمرٍو عُثمانُ بن محمَّد بن بِشر بن سَنَقَةَ السَّقَطِيّ عن إبراهيم الحَرْبِيّ وغيرِهِ مات سنة 356