الكَبْدُ بالفتح مع السكون مُخَفّف من الكَبِد كالفَخْذِ والفَخِذ . والكسر مع السكون وهو أَيضاً مُخَفَّف من الذي بَعْدَه كالكِذْبِ والكَذِب اللُّغَة المستعملة المشهورةُ الكَبِدُ كَكَتف وبه صَدَّرَ الجوهَريُّ والفَيُّوميُّ وسائرُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ . بل أَغْفَلاَ اللُّغَةَ الأُولَى وإِنما ذكَرَه صاحبُ الِّلسَانِ فكان ينبغِي للمصنّف أَن يُقَدِّم الُّلغَةَ الفُصْحَى المَشْهُورةَ على غَيْرِهَا أَي مَعْرُوفَة وهي من السَّحْر في الجانب الأَيْمَن لَحْمَةٌ سَودَاءُ أُنْثَى وقد تُذَكَّر قال ذلك الفرّاءُ وغيرُهُ . قال ابنُ سيده : وقال اللِّحْيَانيُّ : هي مُؤَنَّثَةٌ فقط . أَكبَادٌ وكُبُودٌ قَلِيلاً تقول : هو يأْكُلُ كُبُودَ الدَّجَاج وأَكْبَادَهَا . وكَبَدَهَ يَكْبُدُهُ من حَدِّ : ضَرَبَ كبده يكبده من حد نصر ضرب وفي الأَفعال لابن القطّاع : أَصابَ كَبِدَه . وقال أَبو زيد : كَبَدْتُه أَكْبِدُهُ وكَلَيْتُه أَكْليه إِذا أَصَبْتَ كَبِدَه وكُلْيَتَه . كَبَدَه يَكْبِدُهُ كَبْداً : قَصَدَه كَتَكَبَّدَه . كَبَدَ البَرْدُ القَوْمَ : شَقَّ عليهم وَضيَّقَ وفي حديث بِلالٍ : أَذَّنْتُ في ليلة باردةٍ فلمْ يأْتِ أَحَدٌ فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ : مَالَهمْ يا بِلاَلُ ؟ قلت : كَبَدَهم البَرْدُ أَي شَقَّ عليهم وضَيَّقَ من الكَبَدِ وهي الشّدَّة والضِّيقُ أَو أَصابَ أَكْبَادَهم وذلك أَشَّدُ مَا يَكُون مِن البَرْدِ لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحَرَارَةِ والدَّمِ ولا يَخْلُص إِليها إِلاَّ أَشَدُّ البَرْدِ . قلت : وتَمَام الحَدِيث في البصائر فَلَقَد رَأَيْتُهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى يريد أَنه دَعَا لَهُم حَتَّى احْتَاجُوا إِلى التَّرَوُّحِ . والكُبَاد كغُرَابٍ : وَجَعُ الكَبِدِ أَو داءٌ قال كُرَاع : ولا يُعْرَف دَاءٌ اشْتُقَ من اسْمِ العُضْوِ إِلاَّ الكُبَادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ مِن النَّكَفِ والقُلاَبُ مِنَ القَلْبِ . وفي الحديث الكُبَادُ مِنَ العَبِّ وهو شُرْبُ الماءِ من غير مَصٍّ . كَبِدَ كَفَرِحَ كَبَداً : أَلِمَ من وَجَعِها . كُبِدَ كعُنِيَ كُبَاداً : شَكَاهَا أَي كَبِدَه فهو مَكْبُودٌ . ربّمَا سُمِّيَ الجَوْفُ بِكَمَالِه كَبِداً حكاه ابن سِيده عن كُراع أنه ذَكرَه في المُنَجَّد وأَنشد :
إِذَا شَاءَ مِنْهُمْ نَاشِىءٌ مَدَّ كَفَّهُ ... إِلَى كَبِدٍ مَلْسَاءِ أَوْ كَفَلٍ نَهْدِ
وإِذَا عَلِمْتَ ذلك فقولُ شيخِنَا : قلتُ هو مستدرك لأَنه المَعْرُوف أَوَّلَ المادَّةَ فهو غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسَبْقٌ قلَمٍ واضِحٌ ليسَ بِسَدِيدٍ ولَيتَ شِعْرِي كيف لمْ يَر فَرْقاً بين الَّلحْمَةِ السوداءِ وبين الجَوْفِ بِكمالِه ولكنَّها عَصَبِيَّةٌ ظاهِرَةٌ والله يُسَامِح الجَمِيعَ بِمَنِّه وكَرَمِه . الكَبِدُ : وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه وفي الحديث في كَبِدِ جَبَلٍ أَي في جَوْفِه مِنْ كَهْفٍ أَو شِعْب . وفي حديث موسى والخَضِرِ عليهما وعلى نَبِيِّنا الصلاة والسلامُ : فوَجَدْتُه عَلَى كَبِدِ البَحْرِ أَي على أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شاطِئهِ . وانْتَزَعَ سَهْماً فوضَعَه في كَبِدِ القِرْطَاسِ . ودَارُه كَبِدُ نَجْدٍ : وَسَطُها كُلُّ ذلك مَجازٌ من المَجاز : الكَبِدُ مِنَ القَوْسِ : ما بَيْنَ طَرَفَيْ عِلاَقَتِهَا . وفي التهذيب : هو فُوَيْقَ مَقْبِضِها حيثُ يَقَع السهم يقال ضع السهم على كبد القَوْسِ وهي ما بَيْنَ طَرَفَيْ مَقْبِضِها ومَجْرَى السَّهْمِ منها . قال الأَصْمعيُّ : في القَوْسِ كَبِدُهَا وهو ما بين طَرَفَيِ العِلاَقَةِ ثمّ الكَلْيَةُ تَلِي ذلك ثم الأَبْهَرُ يَلِي ذلك ثمّ الطَّائِفُ ثمّ السِّيَةُ وهو ما عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا أَو قَدْرُ ذِرَاعٍ من مَقْبِضِهَا وقيل : كَبِدَاهَا : مَعْقِدَا سَيْرِ عِلاَقَتِهَا . كَبِدٌ جَبَلٌ أَحْمَرُ لِبَني كِلاَبٍ قال الراعي :
غَدَا وَمِنْ عَالِجٍ خَدٌّ يُعَالِجُهُ ... عَنِ الشِّمَالِ وعَنْ شَرْقِيِّة كَبِدُ وفي مُعْجَم البَكْرِيّ أَنَّه هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ بالمَضْجَع مِن دِيَارِ كِلاَبٍ من المجاز : الكَبِدُ : الجَنْبُ وفي الحديث فوَضَع يَدَه عَلَى كَبِدِي وإِنما وضَعَها على جَنْبِه مِنَ الظَّاهِر وقيل : أَي ظاهِر جَنْبِي مّما يَلِي الكَبِدَ . وفي الأَساس : ووَضَع يَدَه عَلَى كَبِده : على ما يُقَابِلُ الكَبِدَ مِن جَنْبِه الأَيْسَرِ . الكَبِدُ لَقَبُ أَبي زيد عَبْدِ الحَمِيد بن الوَلِيد بن المُغِيرة مَوْلَى أَشْجَع المُحَدِّث روَى عن مَالِكِ والهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ . وكان أَخْبَارِيًّا عَلاَّمةً قال ابن يُونس : سُمِّيَ كَبِداً لِثِقَلِهِودَارَةُ كَبِدٍ لبني كِلاَبٍ لأَبي بَكْرِ ابن كِلابٍ وهي الهَضْبَة الحَمْرَاءُ المذكورة . وكَبِدُ الوِهَاد : بِسَمَاوَة كَلْبِ وضبطه الصاغانِيُّ بكسر الكافِ وسكون الباءِ . وكَبِدُ قُنَّةَ موضع لِغَنِيِّ بن أَعْصُرٍ . وكَبِدُ الحَصَاةِ لَقُب شاعِر . الكَبَدُ بالتحريك : عِظَمُ البَطْنِ من أَعْلاَه . كَبَدُ كُلِّ شَيْءٍ : عِظَمُ وَسَطِه وغِلَظُه كَبِدَ كَبَداً وهو أَكْبَدُ . الكَبَدُ : الهَوَاءُ وقال اللِّحْيَانيُّ : هوالهَوَاءُ واللُّوحُ والسُّكَاكُ والكَبَدُ . الكَبَدُ : الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ وهو مَجازٌ وبه فُسِّر قولُه تعالى : " لَقَد خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدِ " وقال الفّرَاءُ : يقول : خَلَقْنَاه مُنْتَصِباً مُعْتَدِلاً . ويقال : في كَبَدٍ أَي أَنه خُلِقَ يُعَالِجُ ويكابِدُ أَمْرَ الدُّنْيا وأَمْرَ الآخِرَةِ وقيل : خُلق مُنْتَصِباً يَمْشِي على رِجْلَيْه وغيرُه مِن سائرِ الحَيَوَانِ غيرُ مُنتصِبٍ وقيل : في كَبَدٍ : خُلِقَ في بَطْنِ أُمِّه ورَأْسُه قِبَلَ رَأْسِها فإِذا أَرَادَتِ الوِلاَدَةَ انْقَلَبَ الوَلَدُ إِلى أَسْفَل قال المُنْذِرِيّ : سمعت أبا طالب يقول الكبد الاستواءُ والاستِقَامَةُ . وقال الزَّجَّاجُ : هذا جَوابُ القَسَمِ المَعْنَى أُقْسِمُ بهذه الأَشياءِ لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسانَ فِي كَبَد يُكَابِدُ أَمْرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ . الكَبَدُ : وَسَطُ الرَّمْلِ وَوَسَطُ السَّمَاءِ ومُعْظَمُهَا كالكُبَيْدَاءِ والكُبَيْدَاةِ هكذا بالهاءِ المُدَوَّرَة كما في سائر النُّسخ والصواب بالمُطَوَّلَة كما في الصحاح وغيره والكَبْدَاءِ والكَبْدِ بفتح فسكون فيهما كذا هو مضبوط والصواب والكَبِد ككَتِف وفي الصحاح وكُبَيْدَاتُ السماءِ كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جَمَعوا . وكَبِدُ السماءِ : وسَطها الذي تقوم فيه الشمسُ عند الزّوالِ فيقال عند انْحِطاطها : زالَتْ ومَالَتْ . قلت : وقولهم : بَلَغَتْ كَبِدَ السَّمَاءِ وكُبَيْدَاتِ السماءِ مَجَازٌ كما في الأَساس . وقال الليث : كَبِدُ السماءِ : ما استقْبَلكَ مِن وَسَطِها يقال : حَلَّق الطائرُ حتى صار في كَبِدِ السماءِ وكُبَيْدَاءِ السماءِ إِذا صَغَّرُوا جعَلوها كالنَّعْتِ وكذلك يقولون في سُوَيْدَاءِ القَلْبِ قال : وهما نادِرَتانِ حُفِظَتا عن العرب هكذا . قلت : وكلام الأَئمَّة صَريحٌ في أَنّ كَبِد الرّمل وكَبِد السماءِ ككَتِفٍ وهذا خلافُ ما مشَى عليه المُصنّف فلينظر ذلك مع تأّمُّلٍ وأَشار إِليه شيخنا كذلك في شرحه وذَهبَ إِلى ما أَشَرْتُ إِليه وتَوقَّف في كونِ كَبدِ السماءِ مُحَرَّكة اللّهم إِلاّ أَن يجعل قوله فيما بعِد : والكَبِد بفتح فكسر كما لا يخفَى والله أَعلم ثم رأَيتُ الصاغَانيَّ ذكَرَ في تكملته أَن كَبَدَ السماءِ بالتحريك لغةٌ في كسْرِ الباءِ . وتَكَبَّدَتِ الشَّمْسُ : صَارَتْ في كُبَيْدَائِها . وفي الصحاح : في كَبِدِهَا كَكَبَّدَتْ تَكْبِيداً . في التهذيب : كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ أَي تَوسَّطَها . تَكَبَّدَ الأَمْرَ : قَصَدَهُ ومنه قولُه :
" يَرُومُ البِلادَ أَيَّهَا يَتَكَبَّدُ من المَجاز تَكبَّدَ اللَّبْنُ وغيرُه من الشَّراب : غَلُظَ وخَثُرَ اللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ : الذي يَخْثُر حتَّى يَصيرَ كأَنَّه كَبِدٌ يَترَجْرَجُ . وسُودُ الأَكبادِ : الأَعْدَاءُ قال الأَعشى :
فَمَا أُجْشِمْتُ مِنْ إِتْيَانِ قَوْمٍ ... هُمُ الأَعْدَاءُ فالأَكْبَادُ سُودُ يَذِهبون حتى اسْوَدَّت كما يُقَال لهم صُهْبُ السِّبَالِ وإِن لم يَكُونوا كذلك والكَبِدُ مَعْدِنُ العَدَاوَةِ . والكَبْدَاءُ : رَحَى اليَدِ وهي التي تُدَارُ باليَدِ سُمِّيَت كَبْدَاءَ لما في إِدَارَتِها مِن المَشَقَّةِ قال :
بُدِّلْتُ مِنْ وَصْلِ الغَوَانِي البِيضِ ... كَبْدَاءِ مِلْحَاحاً عَلَى الرَّمِيضِ
" تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ يَعْنِي رَحَى اليَدِ أَي في يَدِ رَجُلٍ قَبِيضِ اليَدِ خَفِيفِها . وقال الآخر وهو راجزُ بني قَيْسٍ :
" بِئْسَ الغِذَاءُ لِلْغُلامِ الشَّاحِبِ
" كَبْدَاءُ حُطَّتْ مِنْ ذُرَا كَوَاكِبِ
" أَدَارَهَا النَّقَّاشُ كُلَّ جَانِبِيَعْنِي رَحَّى . والكَوَاكِبُ : جِبَالٌ طِوَالٌ . الكَبْدَاءُ : القَوْسُ يَمْلأُ الكَفَّ مَقْبِضُها وهو مَجاز وقيل : قَوْسٌ كَبْدَاءُ : غَلِيظَةُ الكَبِدِ شَدِيدَتُها . وفي الأَساس : قَوْسٌ كَبْدَاءُ : يَملأُ عِجْسُها الكَفَّ الكَبْدَاءُ : المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الوَسَطِ البَطِيئةُ السَّيْر وقيل : امرأَةٌ كَبْدَاءُ بَيِّنةُ الكَبَدِ بالتحريك . والرَّجُلُ اَكْبَدُ وهو الضَّخْمُ الوَسَطِ ولا يكون إِلاَّ بَطِيءَ السَّيْرِ . الكَبْدَاءُ : الرَّمْلَةُ العَظيمةُ الوَسَطِ وناقَةٌ كَبْدَاءُ كذلك قال ذو الرُّمَّة :
" سِوَى وَطْأَةٍ دَهْمَاءَ مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍثَنَى أُخْتَهَا عَنْ غَرْزِ كَبْدَاءَ ضَامِرِ من المَجاز كابَدَهُ مُكَابَدَةً وكِبَاداً الأَخير بالكسر : قَاسَاهُ والاسم الكابِدُ كالكاهِل والغارِب قال ابنُ سِيده : أَعْنِي به أَنَّه غيرُ جارٍ على الفِعْلِ قال العَجَّاج :
وَلَيْلَةٍ مِنَ الليالِي مَرَّةِ ... بِكَابِدٍ كَابَدْتُها وَجَرَّتِ أَي طَالَتْ . وقال الليثُ : الرجُلُ يُكَابِد اللَّيلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه . ويقالن كابَدْتُ ظُلْمَةَ هذه اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدةً وهو مَجاز . والأَكْبَدُ : طائرٌ . الأَكْبَدُ : مَنْ نَهَضَ مَوْضِعُ كَبِدِهِ وفي اللسان : هو الزائدُ مَوْضِعِ الكَبِدِ قال رُؤبةُ يَصِف جَمَلاً مُنْتَفِخَ الأَقْرَابِ :
" أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا والكَبْدَةُ بالفتح فالسكون قولهم : فُلانٌ تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبلِ أَي يُرْحَلُ إِليه في طَلَبِ العِلْمِ وغَيْرِه . ومما يستدرك عليه : أُمُّ وَجَعِ الكَبِدِ : بَقْلَةٌ مِن دِقِّ البَقْلِ يُحِبُّها الضَّاْنُ لها زَهْرَةٌ غَبْراءُ في بُرْعُومَةٍ مُدَوَّرةٍ لها وَرَقٌ صغيرٌ جِدًّا أَغبَرُ سُمِّيَتْ أُمَّ وَجَعِ الكَبدِ لأَنها شِفاءٌ من وَجَعِ الكَبِدِ . نقله ابنُ سيده عن أَبي حنيفة . وكَبِدُ الأَرْضِ : ما في مَعادنِها من الذَهَبِ والفِضَّةِ ونحوِ ذلك قال ابنُ سيده : أُرَاه على التَّشبِيه والجَمْعُ كالجَمْعِ . وفي حديثِ مَرفوعٍ وتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاذَ كَبِدها أَي تُلْقِي ماخُبِىءَ في بَطْنها من الكُنُوزِ والمَعَادنِ فَاسْتَعَارَ لها الكَبِدَ . وفي حديث الخَنْدَق فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ هي القِطَعَة الصُّلْبَةُ من الأَرض والمعروف كَدْيَةٌ باليَاءِ قاله ابنُ الأَثير . والكَبَدُ : الاسْتواءُ والاستقامةُ . وتَكَبَّد الفَلاةَ إِذا قَصَدَ وَسَطَها ومُعْظَمَها . وكَابِدٌ في قولِ العجاج مَوْضِعٌ بِشِقِّ بَنِي تَميم . وأَكْبَادُ اسمُ أَرْضٍ قال أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيَ :
" لَعَلَّ الهَوَى إِنْ أَنْتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاًبأَكْبَادَ مُرْتَدًّا عَلَيْكَ عَقَابِلُهْ والكَبَّاجُ ككَتَّانٍ : نوعٌ من اللَّيْمُونِ . الكَبُود كصَبُورٍ : قَبِيلَةٌ باليمن . وكَبِنْدَةُ بفتح الكاف وكسر الموحّدة وسكون النون : من قُرَى نَسَفَ منها أَبو إِسحاق إِبراهيمُ بن الأَشْرسِ الضَّبِّيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بن سَلاَّمٍ وغيرِه
نفَقَ البيعُ ينْفُقُ نَفاقاً كسَحاب : رَاجَ وكذلك السِّلْعَةُ تنْفُق : إذا غلَت ورُغِبَ فيها ونفَق الدّرْهَمُ نَفاقاً كذلك وهذه عن اللّحياني كأنّه قَلّ فرُغِبَ فيه . ومن المجاز : نفَقَت السّوقُ أي : قامت وراجَتْ . ومن المَجاز : نفَقَ الرّجلُ وكذا الدّابّةُ كالفَرَسِ والبَغْل وسائِرِ البهائِم ...
نفَقَ البيعُ ينْفُقُ نَفاقاً كسَحاب : رَاجَ وكذلك السِّلْعَةُ تنْفُق : إذا غلَت ورُغِبَ فيها ونفَق الدّرْهَمُ نَفاقاً كذلك وهذه عن اللّحياني كأنّه قَلّ فرُغِبَ فيه . ومن المجاز : نفَقَت السّوقُ أي : قامت وراجَتْ . ومن المَجاز : نفَقَ الرّجلُ وكذا الدّابّةُ كالفَرَسِ والبَغْل وسائِرِ البهائِم ينفُقُ نُفوقاً بالضم : ماتا قال ابنُ برّي وأنشد ثعْلب :
فما أشياءُ نشْريها بمالٍ ... فإنْ نفقَتْ فأكسدُ ما تكونُ وفي حديث ابنِ عبّاس : والجَزورُ نافِقَةٌ أي : ميِّتَة . وقال الشاعر :
نفَقَ البَغلُ وأوْدَى سرْجُه ... في سبيلِ الله سرْجي وبَغَلْ وروايةُ ابنِ برّي : سرْجي والبَغَل . ثم إنّ ظاهرَ سِياق المُصنّف كالجوْهَريّ وغيرِه من الأئمّة أنه من حدِّ كتَبَ لا غير . قال شيخُنا : وزادُ ابنُ القَطّاع أنه يقال : نفِقَت الدّابةُ كفرِح ووافَقَه ابنُ السِّيد في الفَرْقِ فتأمّل ذلك . ونَفَق الجُرحُ نُفوقاً : تقشّر وهو مجاز . ونَفِقَ مالُه ودِرْهَمُه وطَعامُه كفرِح ونَصَر نَفْقاً ونَفاقاً : نَفِد وفَنِيَ وذهَبَ أو نقَص أو قلّ فرُغِب فيه وراجَ وهذا عن اللِّحياني . والنِّفاق ككِتاب : فِعْلُ المُنافِق وهو الدّخولِ في الإسلام من وجهٍ والخُروج عنه من آخر وقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً وقد تكرّر في الحديثِ النِّفاق وما تصرّفَ منه اسْماً وفِعْلاً وهو اسمٌ إسلاميٌّ لم تعْرِفْهُ العربُ بالمَعْنى المَخْصوصِ به وهوَ الذي يسْتُر كُفرَه ويُظْهِرُ إسمانَه وإن كان أصلُه في اللّغة معْروفاً صرّح بذلك ابنُ فارس وابنُ الأثير وعقَد له السُّيوطيّ في المُزْهِرِ نوْعاً خاصاً وبسَطه الشِّهابُ في العنايَة وفي مواضِعَ من شرْحِ الشِّفاءِ . ونقَل الصاغانيّ عن ابنِ الأنْباريّ - في الاعتِلال لتَسْمِية المُنافق مُنافِقاً - ثَلاثَة أقْوال : أحدها : أنّه سُمّي به لأنّه يسْتُر كُفرَه ويُغيِّبه فشُبِّه بالذي يدْخُل النَّفَق وهو السَّرَبُ يسْتتِرُ فيه . والثاني : أنه نافَقَ كاليَرْبوع فشُبِّه به ؛ لأنه يخْرُج من الإيمان من غيرِ الوجْه الذي دخَل فيه . والثالِث : أنّه سُمّي به لإظهارِه غيرَ ما يُضمِر تشْبيهاً باليَرْبوع فكذلك المُنافِقُ ظاهِرُه إيمانٌ وباطنُه كُفْر . قلت : وعلى هذا يُحمَلُ حديثُ : أكْثرُ مُنافِقي هذه الأمّة قُرّاؤها أراد بالنِّفاق هُنا الرِّياءَ ؛ لأنّ كِلاهُما إظهارُ غيرِ ما في الباطِن . والنِّفاقُ أيضاً : جمْع نفَقَةٍ مُحرَّكة كثَمَرة وثِمار . وحَكى اللِّحياني : نفِقَت نِفاقُهُم كفرِح أي : فنِيَتْ نَفَقاتُهم ونَفِدَتْ . ورجُلٌ مِنْفاقٌ بالكَسْر : كثيرُ النّفَقَة لِما يصْرِفُه من الدّراهِم وغيرِها . ومن المَجاز : فرَسٌ نفِقُ الجرْيِ ككتِفٍ : إذا كان سريع انْقِطاعِه نقله الجوهريّ وأنشد لعَلْقَمَة بنِ عبَدَة يصِف ظليماً :
فلا تزيُّدُهُ في مشْيِه نفِقٌ ... ولا الزَّفيفُ دُوَيْنَ الشّدِّ مسْؤومُأي : عدْو غيْر مُنْقَطِع . والنُّفَيْق كزُبَيْر : ع . ونافِقان : ة بمَرْو . والنَّفَق مُحرّكة : سرَبٌ في الأرض مشتَقٌّ الى موضِعٍ آخر . وفي الصِّحاح والتّهذيب : له مَخْلَصٌ الى مكان آخر . ومنه قولُه تعالى : ( فإنْ استَطَعْتَ أن تبْتَغي نفَقاً في الأرض أو سُلَّماً في السّماء ) . وانْتَفَق الرجلُ : دخلَه . وفي المثَل : ضلَّ دُرَيْصٌ نفَقَه أي : جُحْرَه كما في الصِّحاح . يُضرَبُ لمَنْ يعْيا بأمرِه ويَعُدُّ حُجّة لخَصْمه فيَنْسى عند الحاجةِ وقد ذُكِر في د ر ص . والنّفَقَة بهاءٍ : ما تُنْفِقُه من الدّراهم ونحوِها على نفْسِك وعلى العِيال . والنافِقَةُ : نافِجَةُ المِسْكِ . وجَبَلٌ . والنافِقاءُ والنُّفَقَة كهُمَزة : إحدَى جِحَرةِ اليَرْبوع يكتُمُها ويُظهِر غيرَها وهو موضع يرقِّقه فإذا أُتي من قِبَل القاصِعاء ضرَبَ النّافِقاءَ برأسِه فانْتَفَ أي : خرج والجمعُ النّوافِقُ كما في الصِّحاح . وقال أبو عُبيد : وله جُحْر آخرُ يُقال له : القاصِعاءُ فإذا طُلِب قصَع فخرَج من القاصِعاءِ فهو يدخُل في النّافِقاء ويخْرجُ من القاصِعاء أو يدخُلُ في القاصِعاءِ ويخرُج من النّافِقاءِ . وقال ابنُ الأعرابيّ : قُصَعَةُ اليرْبوع : أن يحفِرَ حَفيرةً ثم يسُدَّ بابَها بتُرابِها - ويُسمّى ذلك التّراب الدّامّاء - ثم يَحفر حَفْراً آخر يُقال له : النّآفِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فلا يُنْفِذُها ولكنه يحفرُها حتى ترِقّ فإذا أُخِذ عليه بقاصِعائِه عدا الى النّافِقاءِ فضرَبها برأسه ومَرَق منها . وتُرابُ النُّفَقَة يُقال له : الرّاهِطاء . وقال ابنُ برّي : جِحَرَةُ اليَرْبوع سَبْعَة : القاصِعاءُ والنّافِقاءُ والدّامّاءُ والرّاهِطاءُ والعانِقاءُ والحاثِياءُ واللُّغَّيْزَى . وقال أبو زيْد : النّافِقاءُ والنُّفَقاءُ والنُّفَقَة والرّاهِطاءُ والرُّهَطَة والقُصَعاءُ والقُصَعَة . ونفَقَ اليرْبوع كنصَر وسمِع ونفّقَ تنْفيقاً وانْتَفَق : خرَج من نافِقائِه . ونيْفَقُ السّراويل بالفَتْح : الموضِعُ المتّسِعُ منه . قال الجوهريّ : والعامّة تقول : نيفَق بكسْر النّون . وقال غيرُه : وكذلك نيْفَقُ القَميص وهو فارسيٌّ معرَّب . قلت : فإذَنْ ينبَغي أن يُذْكَرَ في ترْكيب مُستَقِل . وأنْفَقَ لازم متعَدٍّ يُقال : أنفقَ : إذا افْتَقر وذهَب ماله . وأنفَقَ مالَه : أنْفَدَهُ وأفْناه وقولُه تعالى : ( إذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفاق
) أي : خشْية الفَناءِ والنّفاد وقال قَتادَةُ : أي خشيةَ إنْفاقِه والكلامُ عليه كالكلامِ على أمْلَق وقد تقدّم . كاسْتَنْفَقَه أي أنْفَقَه وأذْهَبه . ومنه حديثُ خالِد بن زيْدٍ الجُهَنيّ رضي الله عنه : فإن جاءَ أحدٌ يُخْبِرُك بها وإلا فاسْتَنفِقْها نقَله الزّمَخشَريّ والصاغانيّ . وأنْفَقَ القومُ : نفَقَت سوقُهم أي : راجَتْ . ومن المَجاز : أنفَقَت الإبلُ : إذا انْتَشَرت . وفي النّوادِر : انتثَرت بالثّاءِ أوبارُها سِمَناً أي : عن سِمَن . ونفّق السِّلعةَ تنْفيقاً : روّجَها ورغّب فيها . ومنه حديثُ ابنِ عبّاس رضي الله عنهما : لا يُنفِّقْ بعضُكم بعْضاً أي : لا يقْصِد أن يُروّج سِلعَتَه على جِهة النّجْش فإنه يزيادَتِه فيها يُرغِّب السّامِعَ فيكون قولُه سَبباً لابْتِياعِها ومُنفِّقاً لها وكذا الحديث : المُنفِّقُ سِلْعَتَه بالحَلِفِ الكاذِب كأنْفَقَها يُنفِقُها إنفاقاً . والمُنْتَفِق : أبو قَبيلة وهو المُنتَفِقُ بنُ عامِر بن عُقَيل بن كعْبِ بنِ رَبيعةَ بن عامِر بن صعْصَعَة . ومالِكُ بنُ المُنْتَفِق الضّبيّ : أحدُ بَني صُباحِ بنِ طريف قاتِلُ بِسْطامِ بنِ قيْس بنِ مسْعود الشّيْباني . قُلت : والذي في أنْسابِ أبي عُبيد القاسِمِ بنِ سلاّم أنّ قاتِلَ بسْطام بن قيْس هو عاصِمُ بن خليفة بن مَعْقِل بن صُباح بن طَريف بنِ زيْد بنِ عمْرو بنِ عامِر بنِ رَبيعة بنِ كعْب بن رَبيعة بنِ ثعْلَبَة بن سعْدِ بنِ ضبّة فانظر ذلك . ومن المجاز : نافَق في الدّين : إذا سَتَر كُفرَه وأظْهَر إيمانَه ومصْدرُه النِّفاق وقد تقدّم ما فيه وهو مأخوذ من قولِهم : نافَقَ اليرْبوع : إذا أخذَ في نافِقائِه وكذلك نفق به كانْتَفَق وذلك إذا أتى في قاصِعائِه . وتنفَّقْتُه : استَخْرَجْتُه من نافِقائِه بالحَرْش واسْتَعارَه بعضُهم للشّيطانِ أنشدَ ابنُ الأعرابيّ :وما أُمُّ الرُّدَيْنِ وإنْ أدَلّتْ ... بعالمةٍ بأخْلاقِ الكِرامِ
إذا الشّيطانُ قصّع في قَفاها ... تنفّقْناه بالحبْلِ التُّؤامِ أي : استَخرجْناه استِخْراجَ الضّبِّ من نافِقائِه . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : في الحديث : اليَمينُ الكاذِبةُ منْفَقَةٌ للسِّلْعة مَمْحَقَةٌ للبَرَكةِ أي : هي مظنّة لنَفاقِها وموْضِع له . وأنْفَقوا : نفَقت أموالُهم . وجمع النَّفَقة أنْفاق . وكذلك جمْع النَّفَق بمعنى السَّرَب . واستَعارَه امرؤ القيْس لجِحَرَةِ الفِئَرةِ فقال يصِف فرساً :
خَفاهُنّ من أنْفاقِهِنّ كأنّما ... خفاهُنّ ودْقٌ من عشيٍّ مُجَلِّبِ ونفَقَ السِّعرُ نُفوقاً : كَثُر مُشْتَروه عن اللّيثِ . وأنفَقَ الرّجلُ : وجد نَفاقاً لمتاعِه . وفي المثَل : منْ باعَ عِرضَه أنْفَقَ أي : من شاتَم النّاسَ شُتِم . ومعناه أنه يجِدُ نَفاقاً بعِرْضِه ينالُ منه . ومنه قولُ كعْبِ بنِ زُهير رضي الله عنه :
أبَيتُ ولا أهْجو الصّديق ومن يَبِعْ ... بعِرْضِ أبيه في المَعاشِرِ يُنْفِقِ أي : يجِدُ نَفاقاً والباءُ مُقْحَمَة في قوْله : بعِرْضِ أبيه . ونفَقَت الأيّم تنْفُق نَفاقاً : إذا كثُر خُطّابُها . وفي حديث عُمَر : منْ حَظِّ المرْءِ نَفاقُ أيِّمه أي : من سَعادتِه أن تُخطَب نِساؤُه من بَناتِه وأخَواتِه ولا يكْسَدْنَ كسادَ السِّلَعِ التي لا تنْفُق . وانْتَفَق الحارِشُ اليرْبوعَ : استَخْرجه من نافِقائِه . وأنْفَقَ الضّبَّ والسرْبوعَ : إذا لم يرْفُقْ به حتى ينْتَفِقَ ويذْهَبَ . وقولُ أبي وجْزة :
يهدي قلائِصَ خُضَّعاً يكْنُفْنَه ... صُعْرَ الخُدودِ نَوافِقَ الأوْبارِ أي : نسَلَت أوبارُها من السِّمَنِ . وزيْت أنفاق : غضٌّ . قال الراجز :
" إذا سمِعْن صوْتَ فحْلٍ شَقْشاقْ
" قطَعْنَ مُصْفَرّاً كزَيْتِ الأنْفاقْ وقد ذكر في ف و ق . وفي المثل : دونَ ذا وينْفُقُ الحِمار وأصلُه أنّ إنساناً أرادَ بيْعَ حِمار له فقال لمُشَوِّرٍ : أطْرِ حِماري ولكَ عليّ جُعْلٌ فلما دخَل به السّوقَ قال له المُشوِّر : هذا حِمارُك الذي كُنتَ تصيدُ عليه الوحْشَ فقال الرّجل : دونَ ذا وينْفُق الحِمار أي : الزَمْ قوْلاً دون الذي تقول أي : أقلَّ منه والحِمار ينْفقُ الآنَ دونَ هذا والواو للحال . ومُنفَّقُ السّراويل كمُعظَمٍ : نيْفَقُها . يُقال : وسِّع مُنفَّقَها وخدِّلْ مُسَوَّقَها وأحْكِم منَطَّقَها كما في الأساس . وطعام نفِقٌ ككتِف : نقيضُ نزِلٍ وهو الذي لا ريْع له . ونفَقَ روحُه : خرَج وهو مجاز . وكذا امرأةٌ نُفُقٌ بضمّتَيْن : إذا كانت تْفُق عند الأزواج وتَحظى عندهم