ضَحِكَ كعَلِمَ وناسٌ من العَرَبِ يَقُولُونَ : ضِحِكْتُ بكَسرِ الضّادِ إِتْباعا للحاءِ فإِنّها حَلْقِيّة وهي لْغَة صَحِيحَةٌ ولها نَظائرُ سَبَقَت ضَحْكًا بالفتحِ والكَسرِ وضِحِكًا بكَسرَتَيْنِ كَإِبِلٍ . وضَحِكًا ككَتِف أَربع لُغات قال ابنُ بَريّ : اللُّغَة العالِيَةُ الضَّحِكُ يعني الأخِيرَةَ قال الأَزْهِرَيُّ : وقد جاءَت أَحْرُفٌ من المَصادِرِ على فَعِلٍ منها : ضَحِكَ ضَحِكًا وخَنَقَه خَنِقًا وخَضف خَضِفًا وضَرِطَ ضَرطًا وسَرَقَ سَرِقًا قال : ولو قِيلَ : ضَحَكا يعني بفَتْحَتَين لكان قِياسًا لأَنَّ مصدرَ فَعِلَ فَعَلٌ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لرُؤْبَةَ :
" شادِخَةُ الغُرَّةِ غَرّاءُ الضَّحِكْ
" تَبَلجَ الزَّهْراءِ في جِنْحِ الدَّلَكْ والضَّحِكُ مَعْرُوفٌ وهو انْبِساطُ الوَجْهِ وبُدُوُّ الأَسنانِ من السرُورِ والتَّبَسُّمُ مبادِئُ الضَّحِكِ كما في التَّوْشِيحِ ونَسِيمِ الرياضِ وغَيرِهما نقَلَه شَيخُنا وفي المُفْرَداتِ : هو انْبِساطُ الوَجْهِ وتَكشُّرُ الأسْنانِ من سُرُورِ النَّفْسِ ويُستَعْمَلُ في السُّرُور المُجَرَّدِ نحو قَوْلِهِ تَعالَى : " مُسفِرَةٌ ضاحِكَةٌ " واسْتُعْمِلَ للتَّعَجبِ المُجَرّدِ تارَةً وهذا المَعْنَى قَصْدُ من قالَ : إِنَّ الضَّحِكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ وليس يوجَدُ في غَيرِه من الحَيَوانِ . وتَضَحَّكَ الرجلُ وتَضاحَكَ فهو ضاحِكٌ وضَحّاكٌ كشَدّاد وضَحُوكٌ كصَبُورٍ ومِضْحاكٌ كمِحْرابٍ وضُحَكَةٌ كهُمَزَةٍ زادَ ابن عَبّادٍ . وضُحُكَّة كحُزُقَّة أَي : كَثِيرُ الضَّحِكِ . ورَجُلٌ ضُحْكَةٌ بالضّمِّ : إِذا كانَ يُضْحَكُ مِنْهُ يَطَّرِدُ على هذا بابٌ . وقال اللَّيثُ : الضُّحْكَةُ : الشّيءُ الذي يُضْحَكُ مِنْه . والضّحَكَةُ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ الضَّحِكِ . وقال الرّاغِبُ : رجل ضُحَكَةٌ : يَضْحَكُ من النّاسِ وضُحْكَةٌ : ضْحَكُ مِنْه وهذا قد تَقَدَّمَ البحثُ فيه في تَركِيبِ خ د ع . والضَّحّاكُ كشَدّادٍ فَعّالٌ من الضَّحِكِ وهو مَدْح . ومِثْلُ هُمَزَة ذَمٌّ والضُّحْكَةُ بالضمِّ أَذَم . وضَحِكَ بهِ ومِنْهُ بمَعْنًى . وأَضْحَكْتُه . وهُم يَتَضاحَكُونَ . ومن المَجازِ : الضّاحِكَة : كُلُّ سِن من مُقَدَّم الأضْراسِ تَبدُو عِنْدَ الضَّحِكِ والجَمْعُ : الضَّواحِكُ . أَو هي الأَرْبَعُ التي بَيْنَ الأَنْيابِ والأَضْراسِ نَقَله الجَوْهَريُّ وقال أَبو زَيْدٍ : للرَّجُل أَرْبَعُ ثَنايَا وأرْبَعُ رَباعِيَاتٍ وأَرْبَعُ ضَواحِكَ وثِنْتا عَشْرَةَ رَحًى وفي كُلِّ شِق ست وهي الطَّواحِينُ ثم النَّواجِذُ بَعْدَها وهي أَقْصَى الأَضْراسِ . والأضْحُوكَةُ بالضمِّ ما يُضْحَكُ مِنْه نقَلَه الجَوْهَرِي والأَضاحِيكُ جَمْعُه . ومن المَجازِ : ضَحِكَت الأَرْنَب كفَرِحَ أي حاضَت . قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وتَزْعُم العربُ أَن الجِنَّ تَمْتَطِي الوَحْش وتَجْتَنِبُ الأَرْنَبَ لمكانِ حَيضِها ولذلك يَستَدْفِعُونَ العَيْنَ بتَعْلِيقِ كِعابِها وقد تقَدَّمَ في ر س ع قِيلَ : ومِنْهُ أي : من اسْتِعمالِه في مَعْنَى الحَيضِ قولُه تَعالَى : " وامْرَأَتُه قائِمَةٌ فضَحِكَتْ فبَشّرناهَا بإِسْحاق " وقُرِئَ بفَتْحِ الحاءِ فقِيلَ هو مُخْتَصٌّ بمَعْنى حاضَ وقِيلَ : إِنَّها لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ في ضَحِكَ بكسرِها وهذا التَّأْوِيلُ الذي ذَكَرَه هو قَولُ مُجاهِدٍ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه :
وضِحْكُ الأَرانِبِ فَوْقَ الصَّفَا ... كَمِثْلِ دَمِ الجَوْفِ يَوْمَ اللِّقَا وقال : يَعْنِي الحَيضَ فيما زَعَم بَعْضُهُم قال أَبو طالِب : وقالَ بَعْضُهم - في قَوْلِه ضَحِكَتْ أي : حاضَتْ - إِنَّ أَصْلَه من ضَحّاكِ الطَّلْعَةِ إِذا انْشَقَّتْ قال : وقالَ الأَخْطَلُ فيه بمَعْنَى الحَيضِ :
تَضْحَكُ الضَّبعُ من دماءِ سُلَيمٍ ... إِذْ رَأَتْها على الحِدابِ تَمُورُ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ - في قَوْلِ تَأَبَّطَ شَرًّا الآتِي ذِكْره - أي : أَنّ الضَّبُعَ إِذا أَكَلَتْ لُحُومَ النّاسِ أَو شَرِبَتْ دِماءهم طَمِثَتْ وقد أَضْحَكَها الدَّمُ وقال الكُمَيتُ :
وأَضْحَكَت الضِّباعَ سُيُوفُ سَعْدٍ ... لقَتْلَى ما دُفِنَّ وما وُدِينَاوكانَ ابنُ دُرَيْدٍ يَرُد هذا ويَقُول : مَنْ شاهَدَ الضِّباعَ عِنْدَ حَيضَتِها فيَعْلَم أَنّها تَحِيضُ ؟ وإِنّما أرادَ الشّاعِرُ أَنّها تَكْشِرُ لأَكْل اللحُومِ وهذا سَهْوٌ منه فجَعَل كَشْرَها ضَحِكًا وقِيلَ : مَعْناهُ أَنها تَستَبشِرُ بالقَتْلَى إِذا أَكَلَتْهُم فيَهِر بعضُها على بَعْض فجَعَل هَرِيرَها ضَحِكًا وقِيلَ : أَرادَ أَنّها تُسَر بهِم فجَعَل الشرُورَ ضَحِكًا لأَنَّ الضَّحِكَ إِنَّما يكونُ مِنْه كتَسمِيَةِ العِنَبِ خمرًا وكذلك أَنْكَرَه الفَرّاءُ وقال : لم أَسْمَعُه من ثِقَةٍ وقال أَبو عَمْرو : وسَمِعْتُ أَبا مُوسَى الحامِضَ يَسألُ أبا العَبّاسِ عَنْ قَوْلِه فضحكت أي حاضَتْ وقالَ : إِنَّه قد جاءَ في التَّفْسِير فقالَ ليسَ في كَلامِ العَرَبِ والتَّفْسِيرُ مُسَلَّمٌ لأَهْل التَّفْسِير فقَال لَه : فأَنت أَنْشَدْتَنَا لتأَبَّطَ شَرًّا :
تَضْحَكُ الضَّبعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ ... وتَرَى الذِّئْبَ بِها يَستَهِلّ فقالَ أَبُو العَبّاس : تَضْحَكُ هنا تَكْشِرُ وذلك أَنِّ الذِّئْبَ يَنازِعُها على القَتِيلِ فتَكْشِرُ في وَجْهِه وَعِيدًا فيتْرُكُها مع لَحْمِ القَتِيلِ وَيمُرّ وقوله : يَستَهِلُّ أي : يَصِيحُ فيَستَعْوي الذِّئابَ إِلى القَتْلَى وقالَ ابنُ دُرَيْد : سأَلْتُ أَبا حاتمٍ عن هذا البَيتِ وقلتُ له : زَعَمَ قومٌ أَنًّ تَضْحَك : تَحِيضُ فقال : مَتَى صَحَّ عندَهُم أَن الضَّبُعَ تَحِيضُ ؟ ثم قالَ : يا بُنَي إِنَّما هي تَكْشِرُ للقَتْلَى إِذا رَأَتْهُم كما قالُوا : يَضْحَك العِير إِذا انْتَزَع الصِّلِّيانَة وِإنَّما يَكْشِرُ وتَزْعُم العَرَبُ أن الضَّبُعَ تَقْعدُ على غَرامِيلِ القَتْلَى إِذا وَرِمتْ وهذا كالصَّحيحِ عندَهُم . وقال أَبُو إِسْحاقَ الزَّجّاج : رُوِيَ أنّها ضَحِكَتْ لأنّها لما كانت قالَتْ لإِبْراهِيمَ اضْمُمْ لُوطًا ابنَ أَخِيكَ إِلَيْكَ فإنّي أَعْلَمُ أَنّه سَيَنْزِلُ بهؤُلاءِ القَوْمِ عَذابٌ فضَحِكَتْ سُرُورًا لمّا أَتَى الأَمْر على ما تَوَهَّمَتْ قال : فأَمّا من قالَ في تفَسِيره : إِنّها حاضَتْ فلَيسَ بشَيءٍ ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عن الفَرّاءِ مثلَ هذا وقالَ : إِنّما ضَحِكَتْ سُرورًا بالأَمْن لأَنَّها خافَتْ كما خافَ إِبْراهِيمُ قالَ : وقالَ بَعْضُهُم : إِنَّ فيه تَقْدِيمًا وتَأْخِيرًا أي : فبَشَّرناها بإسْحاقَ فضَحِكَتْ بالبِشارَةِ قال الفَرّاءُ : وهو ما يَحْتَمِلُه الكَلامُ واللَّهُ أَعْلَم بصَوابِه
وقيل : هو مِنْ ضَحِكَ الرَّجُلُ : إِذا عَجِبَ والمَعْنَى : أي عَجِبَتْ مِنْ فَزَعِ إِبْراهِيمَ عليه السلامُ ومنه قولُ عَبدِ يَغُوثَ الحارِثيِّ :
وتَضْحَكُ مِنِّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ ... كأَنْ لَم تَرا قَبلِي أَسِيرًا يَمانِيَاوهو قولُ ابنِ عَبّاسٍ ونَقَلَه الرّاغِبُ وأَيَّدَه فقال : ويَدُلُّ على ذلك قوله تعالَى : " أأَلِدُ وأَنا عَجُوزٌ وهذا بَعْلي شَيخًا إِنَّ هذا لَشَيءٌ عَجِيبٌ " قالَ : وقَولُ مَنْ فَسَّرَه بحاضت فليسَ ذلك تَفْسِيراً لقولِه ضَحِكَتْ كما تَصَوَّرَه بعضُ المُفَسِّرِينَ فقَال : ضَحِكَتْ يَعْنِي حاضَتْ وإِنّما ذِكْرُه ذلك أَمارَةٌ لِما بُشِّرَتْ به فحاضَتْ في الوَقْتِ لتَعْلَمَ أَنَّ حَمْلَها ليسَ بمُنْكَرٍ إِذْ كانت المَرأَةُ ما دامَتْ تَحِيضُ فإِنَّها تَحْبَلُ . أَو ضَحِكَ : إِذا فزِعَ وبه فَسَّرَ الفَرّاءُ الآيَة كما تَقَدَمَ قَرِيبًا . ومن المَجاز : ضَحِكَ السَّحابُ : إِذا بَرَقَ قالَ ابنُ الأَعْرابي : الضّاحِكُ من السَّحابِ مِثْلُ العارِضِ إِلا أَنّه إِذا بَرَقَ قِيلَ ضَحِكَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومنه الحَدِيثُّ : يَبعَث اللَّهُ السَّحابَ فيًضْحَكُ أَحْسَنَ الضحِكِ ويَتَحَدَّثُ أَحْسًنَ الحَدِيثِ فضَحِكُه البًرقُ وحَدِيثُه الرَّعْدُ " جعَلَ انْجِلاَءه عن البَرقِ ضَحِكاً فكأًنه إِنّما جَعَلَ لَمْعَ البَرق أَحْسَنَ الضَّحِكِ وقَصْفَ الرَّعْدِ أَحْسَنَ الحَدِيثِ لأَنّهما آيَتانِ حامِلَتانِ عَلَى التَّسبِيحِ والتَّهْلِيلِ . وضَحِكَ القردُ أَي : صَوَّتَ وفي الصِّحاحِ : ويُقالُ : القِردُ يَضْحَكُ إِذا صَوَّتَ أي جعلَ كَشْرَ الأَسْنان ضَحِكًا وِإلا فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الضًّحِكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ
والضَّحْكُ بالفَتْحِ : الثَّلْجُ وقِيلَ : الزُّبْدُ وقيل : العَسَلُ وقَيَّدَه ابنُ السّيد بالأبْيَضِ قال أَبو عَمْرو : شُبِّه بالثَّغْرٍ لشِدَّةِ بَياضِه أَو الشّهْد . والضَحْكُ : ظهُورُ الثَّنايا من الفَرَع ومن ذلك سُمِّيَ العَجَبُ ضَحِكا . وقالَ الأَصْمَعيُ : الضَّحْكُ : الثَّغْرُ الأَبْيَضُ شُبِّه بياضُ العَسَل بهِ يُقال : رَجُلٌ ضَحْكٌ أي : أَبْيَضُ الأَسْنانِ وبكُلِّ ذلك ما عَدَا العَجَبَ فُسِّرَ قولُ أبي ذؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ :
فجَاءَ بمَزْجٍ لم يَرَ النّاسُ مِثْلهِ ... هو الضَّحْكُ إِلاَّ أَنَّه عَمَلُ النَّحْلِ وقِيل : الضَّحْكُ : النَّوْرُ وبه فُسِّرَ البَيْتُ أَيضًا . والضَّحْكُ : المَحَجَّةُ وهي وَسَط الطَّرِيقِ كالضَّحّاكِ كشَدّاد . الصّوابُ أَنْ يُذْكَرَ قولُه : كالضَّحَّاكِ بعد قولِه : كِمامُه كما هو نَصُّ أبي عَمْرو وأَما الضَّحّاكُ في نَعْتِ الطَّرِيقِ فإِنّه سَيأْتِي له فيما بَعْدُ فتأَمّلْ ذلك . وقال السَّكّريُّ في شَرح قَوْل أَبي ذُؤَيْبٍ : الضَّحْكُ : طَلْعُ النَّخْلَةِ إِذا انْشَقَّ عنه كِمامُه في لُغَةِ بَلْحارِثِ بنِ كَعْبٍ وقال ثَعْلَبٌ : هو ما في جَوْفِ الطَّلْعَةِ وقال أَبو عَمْرو : هُو وَلِيعَةُ الطَّلع الّذِي يُؤْكَلُ كالضَّحّاكِ هذا نَصُّ أَبي عَمْرو فكانَ الأَوْلَى أَنْ يُؤْخِّرَ لَفْظَ كالضّحّاكِ هُنا . والضّحْكُ بالضّمِّ : جمع ضَحُوك للطَّرِيقِ كصَبُورٍ وصُبر . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الضّاحِكُ : حَجَرٌ شَدِيدُ البَياضِ يَبدُو في الجَبَلِ من أي لون كانَ فكأًنه يَضْحَكُ وهو مَجازٌ
ومِنَ المَجازِ : الضَّحّاكُ كشَدّادٍ : المُستَبِينُ الواسِعُ من الطرُقِ قال الفَرَزْدَقُ :
إِذا هي بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ ... نَحائِزَ ضَحّاكِ المَطالِعِ في النَّقْبِ نحائِزُ الطّريقِ : جَوادُّه . كالضَّحُوكِ كصَبُورٍ وهذه عن الجَوْهَرِيِّ قال :
" على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّوالضّحّاكُ بنُ عَدْنانَ زَعَم ابنُ دَأْبٍ المَدَنيُّ أَنّه رَجُلٌ مَلَكَ الأَرْضَ وهو الَّذِي يُقال لَهُ : المُذْهَبُ وفي المَثَلِ يُقَالُ : أَحْسَنُ مِنَ المُذْهَب وكانتْ أُمه جِنِّيَّةً فلَحِقَ بالجِنِّ وتَقُولُ العَجَمُ : إِنّه لمّا عَمِلَ السِّحْرَ وأَظْهَر الفَسادَ أُخِذَ فَشُدَّ في جَبَلِ دُنْباوَنْدَ ويقال : إِنَّ الذي شَدَّه افْرِيدُون الذي كانَ مَسَحَ الدُّنْيا فبلغت أَرْبَعَةً وعِشْرِينَ أَلفْ فَرسَخٍ قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا كُلُّه باطِلٌ لا يُؤْمِنُ بمِثْلِه إِلاّ أَحْمَقُ لا عَقْلَ له . قلتُ : وتَزْعُم الفُرسُ أَنّه ده اك ومعناه عَشْرَةُ أَمْراض والضَّحَّاكُ إِنّما هو تَعْرِيبُه وقال ابنُ الجَوّاني النَّسّابَةُ : ونَسَبُوا ذا القَرنَين فقالُوا : هو عَبدُ اللَّهِ بنُ الضَّحّاكِ ابنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ والأَوَّلُ أَكْثَرُ وقِيلَ : الضَّحّاكُ بن مَعَدّ غَيرُ الضَّحّاكِ بنِ عَدْنانَ . والضَّحّاكَةُ بهاءٍ : ماءٌ لبني سُبَيعٍ فَخِذٌ مِنْ حَنْظَلَةَ . وضُوَيْحِكٌ وضاحِكٌ : جَبَلانِ أَسْفَلَ الفَرشِ في أَعْراضِ المَدِينَةِ المُشَرَّفةِ بَينَهُما واد . وبُرقَةُ ضاحِك : بَدِيارِ بني تَمِيمٍ قالَ الأفْوَهُ الأَوْدِيُ :
فَسائِلْ حاجِرا عَنّا وعَنْهُم ... ببُرقَةِ ضاحِك يومَ الجَنابِ وقد ذكر في ب ر ق . ورَوْضَةُ ضاحِك بالصَّمّانِ قالَ :
أَلا حَبَّذا حَوْذانُ رَوْضَةِ ضاحِكٍ ... إِذا ما تَغالَى بالنَّباتِ تَغالِيَا ومما يُستَدْرَكُ عليه : الضَّحْكَةُ بالفتحِ : المَرَّةُ من الضَّحِكِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لكُثَيرٍ :
غَمْر الرِّداءِ إِذا تَبَسَّمَ ضاحِكًا ... غَلِقَتْ لضَحْكَتِه رِقابُ المالِ وضَحِكَت الأَرْضُ : أَخْرَجْت نَباتَها وزَهْرَتَها وهو مَجاز . ويُقالُ : بَدَتْ مَباسِمُه ومَضاحِكُه وضَحْكَتُه . وضَحِكَت الرِّياض عن الأَزْهارِ : إِذا افْتَرَّتْ وهو مَجازٌ . ورَجُلٌ ضَحُوكٌ : باشُّ الوَجْهِ . واسْتَضْحَكَ بمَعْنَى تَضاحَكَ نقله الجَوْهَرِيُّ . وامرأَةٌ مِضْحاكٌ : كثيرةُ الضَّحِكِ نقله الجَوْهَرِيُّ أَيضًا . وضَحِكَ الزَّهْر على المَثَلِ . والضَّحِك : السُّخْرِيَةُ . ويُقال : ما أَوْضَحُوا بضاحِكَةٍ : أي : ما تَبَسَّمُوا . وضَحِكَت النَّخْلَةُ وأَضْحَكَتْ : أَخْرَجتْ الضَّحْكَ وقال السُّكَّرِيُّ : أي انْشَقَّ كافُورُها . ويُقال : ضَحِكَ الطَّلْعُ وتَبَسَّمَ : إِذا تَفَلَّقَ وما أَكْثَرَ ضاحِكَ نَخْلِكُم وهو مَجازٌ
والضَّحْكُ : وَلِيعُ الطَّلْعَةِ عن أبي عَمْروٍ . وأضْحَكَ حَوْضَه : مَلأَه حَتّى فاضَ . والنَّوْرُ يُضاحِك الشَّمْس وقالَ الشّاعِرُ يَصِفُ رَوْضَةً :
" يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْها كَوْكَبٌ شَرِقٌ شَبّه تَلأْلؤَها بالضَّحِكِ . وقال أَبو سَعِيد : ضَحِكاتُ القُلُوبِ من الأَمْوالِ والأَوْلادِ : خِيارُها التي تَضْحَكُ القُلُوبُ إِليها وضَحِكاتُ كل شيء : خِيارُه وهو مجاز . وضَحِكَ الغَدِيرُ : تَلأْلأَ من امْتِلائِه ؛ وهو مَجاز . ورأي ضاحِكٌ : ظاهِرٌ غيرُ مُلْتَبِس . ويُقال : إن رَأْيَكَ ليُضاحِكُ المُشْكِلاتِ أي : تَظْهَرُ عندَه المُشْكِلاتُ حَتّى تُعْرَفَ وهو مَجاز . والمُضْحِكاتُ : النَّوادِرُ والمُضْحِكَة : ما يُستَهْزَأ به . ورَجُلٌ ضَحْكٌ : أَبْيَضُ الأَسْنانِ . وضاحِك : واد بناحِيَةِ اليَمامَةِ : وماء ببَطْنِ السِّرّ في أَرْضِ بَلْقَيْن من الشّامِ قاله نَصْرٌ . والمُسًمّى بالضَّحّاكِ في الصَّحابَةِ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً وفي ثِقاتِ التّابِعَينَ تِسعَة
الغَضْبُ بفَتْح فَسُكُون : الثَّوْرُ والأَسَدُ كالغَضُوبِ . وَ الغَضْبُ : الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ أَوِ الأَحْمَرُ من كُلِّ شَيْء . والغَلِيظُ . و الغَضْبُ : صَخْرَةٌ صُلْبَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ كالغَضْبَةِ بالهاء قال رُؤْبَةُ :
" قال الحَوَازِي وأَبَى أَنْ يُنْشَعَا
" أَشَرْيَةٌ في قَرْيَة ما أَشْفَعَا
" وغَضْبَةٌ في هَضْبَةٍ ما أَمْنَعَا وقِيل : هي المُرَكَّبةُ في الجَبَل المُخَالفَةُ له . الغَضَبُ بالتَّحْرِيكِ : ضِدُّ الرِّضَا وقد اخْتَلَفُوا في حَدِّه فقِيل : هو ثُوُرُانُ دمِ القَلْبِ لقَصْدِ الانْتِقَام وقيل : الأَلَم على كُلِّ شَيء يُمْكِن فيه غَضَب وعلى مَا لاَ يُمْكِن فيه أَسف قيل : هو يَجْمَعُ الشَّرّ كُلَّه لأَنه يَنْشَأُ عن الكِبْر . قال شَيْخُنا : ولذلك أَوْصَى النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم الرجلَ الَّذِي قال له أَوْصِنِي بقَوْله : لا تَغْضَب وقيل : الغَضَب معه طمع في الوُصُولِ إِلى الانْتِقَام والغَمُّ مَعَه يَأْسٌ من ذلك . كالمُغْضَبَة وقد غَضِب تسمع عليه وغضب له : غضب على غَيْرِه من أَجْله وذلِك إِذَا كَانَ حَيّاً . يقال : غَضِبَ بِهِ إِذَا كَانَ مَيِّتاً وقال ابن عَرَفَة : الغَضَب منه محمُود ومَذْمُوم . فالمَذْمُوم : ما كان في غَيْرِ الحَقِّ والمَحْمود : ما كان في جَانِب الدِّين والحَقِّ وأَما غَضَب الله فهو إِنكَارُه على مَنْ عَصَاه فيُعَاقِبه . وقال اللهُ تعَالَى : غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم يَعْنِي اليَهُودَ . وهو غَضِبٌ كَكَتِفٍ وغَضُوبٌ كَصبُور وغُضُبٌّ كعُتُلٍّ وغُضُبَّةٌ بزِيَادَةِ الهَاءِ وغَضُبَّةٌ بفَتْحِ الغَيْنِ مع ضَمِّ الضَّادِ وغَضَبَّةٌ بفَتْحِهِمَا مَع تَشْدِيد المُوَحَّدَة هكَذا في النُّسَخ المُصَحَّحَة ونقله الصَّاغَانِيُّ هكذا عن أَبِي زَيْد وضَبَطَه شيخُنا كَهُمَزَة وهو خَطَأٌ وغَضْبَانُ وهذا الأَخِير هو المُتَّفَق عليه بَيْن أَربَابِ اللُّغَة والتَّصْرِيف . يقال : رجل غَضِبٌ وغُضُبٌّ إِلى آخر ما ذكر أَي يَغْضَبُ سَرِيعاً وقيل : شَدِيدُ الغَضَب . وقد نقل الجوهَريُّ بعضَ هَذِه الأَلفاظ عن الأَصْمَعِيّ . وَهِي أَي الأَنْثَى غَضْبَى كسَكْرَى ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ بالمَدّ وهو شَاذٌّ والصَّوَابُ بالقَصْرِ كما في نُسْخَتِنَا . وغَضُوبٌ مُبالَغة . ويستوي فيه المُذَكَّرُ والمُؤَنَّث وسيَأْتِي أَنَّه اسمُ غَضْبَانَةٌ وملآنَةٌ وأَشْباهُهُما وهي لُغَةٌ قَلْيلَةٌ صرَّح به ابنُ مَالِك وابنُ هشَام وأَبُو حَيَّان ج غضَابٌ بالكَسْر . قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة يَرْثِي أَخَاه عَبْدَ الله :
فإِن تُعْقِب الأَيَّامُ والدَّهْرُ تَعلَمُوا ... بَنِي قَارِبٍ أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ قال ابنُ مَنْظُور : قولُه بمَعْبَد يَعْنِي عَبْدَ اللهِ فاضْطُرَّ . وغَضَابَى بالفَتْح كَنَدَامَى ويُضمّ أَوَّلُه وهو الأَكْثرُ مثل سَكْرى وسُكارى . وأَنْشَد الجَوْهَرِيّ :
فإِن كُنْتُ لمْ أَذْكُرْك والقوْمُ بَعْضُهمْ ... غُضابَى على بَعْضٍ فمَالِي وَذائِمُ وقد أَغْضَبَه غَيْرُه فتَغَضَّبَ وغَاضَبْتُه : رَاغَمْتُه وبه فُسِّر قولُه تَعَالى وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً أَي مُراغِماً لقومه . غاضَبْتُ فُلاَناً : أَغْضَبْتُه وأَغْضَبَنِي وهو على حقِيقَةِ المُفَاعَلَةِ . والغَضُوبُ : الحَيَّةُ الخَبِيثَةُ والعَبُوسُ مِنَ النُّوقِ وكذَلَِ غَضْبَى قال عَنْتَرَةُ :
يَنْبَاعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ ... زَيَّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ الغَضُوب : جَماعة النّسَاء و غضوب . والغَضُوب : اسْمُ امْرَأَة . قال ساعدة بن جُؤَيَّة :
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ ... وَعَدت عَوَادٍ دُونَ وَلْيِك تَشْعَبُ وقال :
شَاب الغُرَابُ ولا فؤَادُك تَارِكٌ ... ذِكْر الغَضُوبِ ولا عِتَابُك يُعْتِبُ فَمَنْ قَالَ : غَضُوبُ فَعلى قَوْلِ من قَالَ حَارِث وعَبَّاس ومن قَالَ الغَضُوبَ فعلَى مَنْ قَالَ الحَارث والعَبَّاس . والغَضْبَةُ جِلْدُ المُسْنِّ مِنَ الوُعُولِ . الغَضْبَةُ : جُنَّةٌ شِبْهُ الدَّرْقَةِ محركة وهي التُّرْس تُتَّخَذُ مِنْ جِلْدِ البِعيرِ يُطْوَى بعْضُها على بَعْض للقِتَالِ . الغَضْبَةُ : بَخْصَةُ بالموحدة والخاء المُعْجَمة والصَّادِ المُهْمَلَة : نُتوّ فَوْق العَيْنَيْن أَو تَحْتهما كهيئة القِمْحَة تَكُونُ بالجَفْنِ الأَعْلَى من العَيْن خِلْقَةً كذا في المُحْكَم . الغَضْبَةُ : جِلْدةُ الحُوتِ نقله الصَّاغَانِيّ . وجِلْدَةُ الرَّأْس نقله الصَّاغَانِيّ أَيضاً وجِلْدَةُ ما بَيْن قَرْنَيِ الثَّوْرِ نقله الصَّاغَانِيُّ أَيضاً . والغُضَابُ بالكَسْرِ وبِالضَّمِ : القَذَى في العَيْنِ وفي أُخْرَى في العَيْنَيْن بالتثنية الغُضَابُ : دَاءٌ آخرُ يَخرج بالجِلْد وليس بالجُدَرِيّ . يقال منه : غُضِب بصَرُ فُلان إِذا انْتَفَخ من الغُضَاب ما حَوْلَه أَو هو الجُدَرِيّ . ويقال للمَجْدُور : المَغْضُوب وفِعْلُه كَسمِع وعُنِيَ والثَّانِي أَكثرُ والأَخِير نقله الصَّاغَانِيّ . يقال : غُضِبَتْ عِينُه وغَضِبَت بِالفَتْح والكَسْرِ . الغِضَابُ كَكِتَاب : ع بالحِجَاز قال رَبِيعَةُ بْنُ الجَحْدرِ الهُذَلِيّ :
أَلا عاد هذَا القلبَ ما هُوَ عَائِدُهْ ... وارثَ بأَطْرَافِ الغِضَابِ عَوَائِدُهْ والأَغْضَب : ما بيْنَ الذَّكَرِ إِلَى الفَخِذ نَقَله الصَّاغَانِيّ . وغَضْبَانُ : جَبَلٌ بالشَّامِ في أَطْرَافِهِ . وغَضْبَى كسَكْرَى : اسم فَرَسِ خَيْبَرِيّ بياء النِّسْبةِ ابْنِ الحُصَيْنِ الكَلْبِي . وقَوْلُ الجَوْهَرِي كما قاله الصَّاغَانِي وَهُو قَولُ ابْنِ سِيدَه أَيضاً غَضْبَى أَي كسَكْرَى : اسمُ مِائَة مِنَ الإِبِل وحكاه أَيضاً الزَّجَاجِيّ في نَوَادِرِه وهي مَعْرِفَةٌ أَي بالعَلَمِية ولا تَدْخُلُها أَلْ . قال شَيْخُنا : أَي لأَنَّهَا من أَدواتِ التَّعْرِيف وقد حَصَل لها في العَلَمِيَّة وهم يَمْنَعُون من اجْتِماع مُعَرَّفَيْن على مُعَرَّف وَاحِد وإِن كان المُحَقِّق الرَّضِيّ في شَرْح الكافية جَوَّز ذَلِك وقال : ما المَانِع من اجْتِمَاع المُعَرَّفَيْن على مُعَرَّفٍ وَاحِدٍ إِذَا كان أَحدُهُما يُفِيد غيرَ ما يُفِيدُه الآخر ؛ ولذلك جَوَّز إِضافَة العَلَم كقَوْلِهِ :
" عَلا زَيْدُنَا يومَ النَّقَا رأْسَ زَيْدِكم وهو ظَاهِرٌ قَوِيٌّ لكن الأَكْثر على مْنعه لا يدخلها التَّنْوِين قال شَيْخُنَا : أَي لكونها عَلَماً فتكون مَمْنوعَةً من الصَّرْف للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيث وهذَا غَيرُ مُحتاج إِليه . لأَنَّ أَلف التَّأْنيث تَمْنَع من الصَّرْف مُطقاً سواءٌ كان مَدْخُولُها مَعْرِفةً أَو نكرةً كما في الخُلاَصَة وشُرُوحِهَا وغيرها من دَوَاوين النَّحْو . وفي الصَّحَاح : أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ :ومُسْتَخْلِفٍ من بَعْدِ غَضْبَى صَرِيمَةً ... فأَحْرِ به لِطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا وقال : أَراد النُّونَ الخَفِيفَة فوقَف وهو تَصْحِيفٌ من الجَوْهَرِيّ وقد قَدَّمنا أَنه قولُ ابْنِ سِيدَه والزَّجَاجِيّ . وقال ابن مُكَرَّم : ووجدتُ في بعضِ النُّسخ حاشِيةً أَنَّ هذه الكَلِمَة تَصْحِيفٌ مِنَ الجَوْهَرِيّ ومِنْ جمَاعَة والصَّوَابُ غَضْيَا بالمُثَنَّاة من تحْت مَقْصُورَة كأَنَّها شُبِّهَت في كَثْرتها بمَنْبِت الغَضَى ونُسِب هذا التَّشْبِيه ليَعْقُوب . قلت : وهو قَوْلُ أَبِي عَمْرو وإِليه مالَ ابنُ بَرِّيّ في الحَوَاشي والصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة ونقل شيخُنا عن شَرْح التَّسْهِيل للشَّيْخ أَبِي حَيَّان أَنَّه نقل عن ابن ولاَّد أَنَّهَا بالنُّون وهذا أَغْرَبُهَا فإِنه لا يُعْرف في الدَّواوِين . والغُضَابِيُّ كَغُرَابِيّ : الرَّجُلُ الكَدِرُ في مُعَاشَرَتِه ومُخَالَفَتِه كأَنه نُسِبَ إِلَى الغُضابِ وهو القَذَى . ومن المجاز : غَضِبَتِ الفرسُ على اللِّجام كَنَوْا بغَضَبِهَا عن عَضِّها عَلَى اللُّجُم . قال أَبُو النَّجْم :
" تَغْضَبُ أَحْيَاناً على اللَّجَامِ
" كغَضَبِ النَّارِ على الضِّرامِ فسره فقال : تَعَضُّ على اللِّجام من مَرَحِها فكأَنَّها تَغْضَبُ وجَعَل لِلنَّار غَضَباً على الاسْتِعَارة أَيضاً وإِنما عَنَى شِدَّةَ التهابها كقَوْلِهِ تَعَالى : سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وزَفِيراً أَي صَوْتاً كصَوْتِ المُتَغَيِّظ واستعَارَه الرَّاعِي للقِدْر فقال :
إِذَا أَحْمَشُوها بالوَقُودِ تَغَضَّبَتْ ... عَلى اللَّحْمِ حتى تَتْرُكَ العَظْمَ بَادِيا وإِنّما يُرِيدُ أَنَّها يَشتَدُّ غَليانُها وتُغَطْمِطُ فيَنْضَجُ ما فِيهَا حتى يَنْفَصِل اللحمُ من العَظْمِ . وقال الفراءُ : أَصبحَ جِلْدُه غَضْبَةً واحِدَةً من الجُدَرِيّ أَي قِطْعَةً . وأَغضَبَتِ العَيْنُ إِذَا قَذَفَت مَا فِيهَا . ورجُلٌ غُضَابٌ كغُراب : غَلِيظُ الجِلْدِ نقله الصَّاغَانِيُّ . والمَغْضُوبُ : الذي رَكِبَه الجُدَرِيّ . وبَنُوا غَضُوبَةَ : بَطنٌ من العَرَبِ . وغَضْبُ بْنُ كَعْبٍ في سُلَيْم بْنِ مَنْصُور . وفي الأَنْصارِ غَضْبُ بْنُ جُشَم بْنِ الخَزْرَج