ثَبَتَ الشَّيْءُ يَثْبُتُ ثَبَاتاً بالفتح وثُبُوتاً بالضمّ فهو ثابِتٌ وثَبِيتٌ وثَبْتٌ بفتح فسكون . شيءٌ ثَبْتٌ : أَي ثابِتٌ . وأَثْبَتَه هو وثَبَّتَه بمعنىً . ويُقال : ثَبَتَ فلانٌ في المكانِ يَثْبُتُ ثُبُوتاً : إِذا أَقامَ به فهو ثابِتٌ . والثَّبِيتُ كأَميرٍ : الفارِسُ الشُّجَاعُ الصّادِقُ الحمْلَةِ كالثَّبْتِ بفتحٍ فسكون . وقد ثَبُتَ الرَّجُلُ ككَرُمَ ثَبَاتَةً ككَرَامَةٍ وثُبُتَةً بالضَّمّ : أَي صارَ ثَبِيتاً . الثَّبِيتُ أَيضاً : الثّابِتُ العقلِ . قال العَجاج "
" ثَبْتٌ إِذا ما صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ والثّبِيتُ : الثّابتُ القُوَّةِ والعَقْلِ قال طَرَفةُ :
الهَبِيتُ لا فُؤادَ لَه ... والثَّبِيتُ قلْبُهُ قِيَمُهْ هكذا أَنشدَه في الصِّحاح والذي بخطِّ الأَزهريّ هكذا :
فالهبِيتُ لا فُؤادَ له ... والثّبِيتُ قَلْبُهُ فَهمُه ورجُلٌ ثَبْتُ الجَنَانِ من رِجالٍ ثُبَّتٍ وثبْتُ القَدَمِ : لم يَزِلَّ في خِصامٍ أَو قِتال . وفارِس ثَبْتٌ ورجلٌ ثَبْتٌ وثَبِيتٌ : عاقل مُتَمَاسِكٌ أَو قليلُ السَّقَط كذا في الأَساس . وفي اللّسان : رجل ثَبْتُ الغَدَرِ إِذا كان ثابتاً في قِتالٍ أَو كلام ؛ وفي الصِّحاح : إِذا كان لِسانُهُ لا يزِلُّ عند الخُصُومات . الثَّبْتُ مِنَ الخَيْلِ : الثَّقِفُ في عَدْوِهِ أَي : جَرْيِهِ كالثَّبِيتِ أَيضاً . والثِّبَاتُ بالكسر : شِبَامُ البُرْقُعِ وهو خُيُوطُه . الثِّبَاتُ : سَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ وجَمْعُه : أَثْبِتَةٌ . المُثْبَتُ كمُكْرَمٍ : الرَّحْلُ المَشْدُودُ به أَي : بالسَّيْر ؛ قال الأَعْشَى :
زيَّافَة بالرَّحْلِ خَطَّارَة ... تُلْوِي بِشَرْخَيْ مُثْبَتٍ قاتِرِ وفي حديثِ مَشُورةِ قُرَيْشٍ في أَمر النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلّم قال بعضُهم : إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوهُ بالوَثَاق . المُثْبَتُ : مَنْ لا حَرَاكَ به من المَرَضِ يقال : أُثْبِتَ فُلانٌ فهو مُثْبَتٌ : إِذا اشتَدّتْ به عِلَّتُه وهو مَجاز كذا المُثْبِتُ بِكَسْرِ الباءِ وهو الّذِي ثَقُلَ من الكِبَرِ وغيرِه فَلمْ يَبْرَحِ الفِرَاشَ ومنه قولُهم : به داءٌ ثُباتٌ بالضَّمِّ أَي : مُعجِزٌ عن الحَرَكةِ أَي : يُثْبِتُ الإِنسانَ حتّى لا يَتحرّكَ . من المجاز أَيضاً : ثَابَتَه مُثابَتَةً وأَثْبَتَه إِثْباتاً : إِذا عرَفَهُ حقَّ المعْرِفَةِ . وأَثبتَ الشَّيْءَ مَعْرِفَةً : قَتَله عِلْماً . ونَظَرْتُ إِليه فما أَثْبَتُّهُ ببَصرِي . وإِثْبِيتُ . بالكسر كإِزْميلٍ : اسم أَرْضٍ أَو ماء لِبَنِي يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ ثمّ لبني المُحِلّ منهم قاله نَصْر وأَنشد للرَّاعِي :
" نَثَرْنَا عَلَيْهِم يَوْمَ إِثْبِيتَ بَعْدَماشَفْيَنَا الغَلِيلَ بالرِّماحِ البَوَاتِر أَو هو ماءٌ لِبَنِي المُحِلِّ بنِ جَعْفَرٍ بأَود كذا رُوِيَ عن السُّكَّرِيّ في شرح قول جَريرٍ :
أَتَعْرِفُ أَمْ أَنْكَرْتَ أَطْلالَ دِمْنَةٍ ... بإِثْبِيتَ فالجَوْنَيْنِ بالٍ جَدِيدُهَا وفي اللّسان : أَرضٌ أَو موضعٌ أَو جَبلٌ وقال الرّاعِي :
تُلاعِبُ أَولادَ المَها بِكُرَاتِها ... بِإِثْبِيتَ فالجَرْعَاءِ ذاتِ الأَباتِروثابِتٌ وثَبِيتٌ : اسمانِ ويُصَغَّرُ ثابتٌ من الأَسماءِ ثُبَيْتاً . فأَمّا ثابتٌ إِذا أَردتَ به نَعْتَ شَيْءٍ فتصغيرُه ثُوَيْبت . أَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بْن ثابت البُخَارِيُّ الثّابِتِيّ نِسْبة إِلى جَدِّ والِده ثابتٍ المذكور فَقِيهٌ شافِعِيٌّ من أَهْل بُخَارَى سكنَ بغدادَ وحدَّثَ بها عن أَبي القاسم بن حبابةَ وتَفَقَّه على أَبِي حَامِدٍ الأَسْفَرَايِينيّ وأَفْتَى وكان له حَلْقَةٌ بجامع المنصور وتُوُفِّيَ في رجب سنة 449 . وممّا بَقِيَ عليه ذِكْرُهُ : الإِمام أَبو بكر أَحْمَدُ بْن عليّ بنِ ثابتِ بنِ أَحمدَ بنِ مَهْدِيّ بنِ ثابِتٍ الحافظ صاحب التّصانيف المشهورة تُوفِّيّ ببغدادَ في شَوّال سنة 463 . وأَبو سَعْدٍ أَسْعدُ بنُ مُحَمَّدِ بْن أَحمدَ بْنِ أَبِي سعدِ بْن عليٍّ الثّابِتِيّ ؛ قيل إِنّه من أَولاد زَيْدِ بْن ثابتٍ الأَنصاريّ من أَهل بَنْجْدِيه تَفقَّه على مذهب الشافعِيّ وروي عن أَبي سعيد البَغَوِيّ وتُوفِّيَ سنَة 545 بها . وقَرِيبُه أَبو الفَتح محمّد بن عبد الرّحمنِ بْنِ أَحمَد الثّابِتيّ صُوفِيٌّ سمِعَ الكثيرَن قُتِلَ سنة 548 بدُولابِ الخازنِ بمَرْوَ . وأَبو طاهرٍ محمّد بنُ عليّ بنِ أَحمدَ بْنَ الحُسين الثّابتيّ من ولد ثابتِ بن قَيس بن شَمّاس الأَنصارِيِّ بغدادِيٌّ صالِحٌ عن عبد الكريم بن الحُسين بن رزبة وتوفِّيَ سنة 536 . وعبد الرَّحْمن بنُ محمَّد بن ثابت بن أَحمدَ الثّابتيِّ الخَرْقيّ أَبو القاسم المعروف بمُفْتِي الحَرَمَيْنِ روى عن أَبي مُحَمَّدٍ عبدِ الله بنِ أَحمدَ وغيرِه وعنه أَبو بَكْرٍ البَشّارِيّ ومات سنة 495 . وأَبُو ثُبَيْتٍ كزُبَيْرٍ : يَزِيدُ بنُ مُسْهِرٍ من بَني هَمّام بن مُرَّةَ ذكرَه الأَعشى في شعره . وأَبُو ثُبَيْتٍ الجَمّازِيُّ شيخٌ لعبد الحميد بن جعفر . وثُبَيْتُ بنُ كَثِيرٍ عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأَنصاريّ وعنه يَحْيَى بنُ حمزَةَ . وهانئُ بنُ ثُبَيْتٍ الحَضْرَمِيُّ عن ابن عَبَّاسٍ . وعُقْبَةُ بْن أَبي ثُبَيْتٍ البصري شَيخٌ لِشُعْبَةَ . مُحَدِّثون . من المَجَاز أُثْبِتَ فلانٌ فهو مُثْبَتٌ إِذا اشتَدَّتُ به عِلَّتُه أَو أَثْبَتَتْهُ جِراحُه فلم يَتحرَّكْ . وقَوْلُهُ تعَالَى وعزَّ " لِيُثْبِتُوكَ " أَي : لِيَجْرَحُوك جراحةً لا تَقوم معها لِيَحْبِسوك وهو أَيضاً مجازٌ . وفي حديثِ أَبي قَتَادَةَ " فَطَعَنْتُه فَأَثْبَتُّه " أَي : حَبَسْتُهُ وجَعلتُه ثابتاً في مَكانِه لا يُفارِقُه ومنه أَيضاً : ضَرَبوه حتى أَثْبَتُوه أَي : أَثْخَنوه . وجَدْتُه من الأَثْباتِ والأَعْلام الثِّقاتِ وهو ثَبَتٌ من الأَثْباتِ : إِذا كان حُجَّةً لثِقَتِه في رِوايته وهو جمع ثَبَتٍ محرَّكة وهو الأَقيسُ . وقد يُسكَّن وَسَطُه . وفي المِصْباح : رجلٌ ثَبْتٌ : مُتَثَبِّتٌ في أُمُورِه . وثَبْتُ الجَنَانٍ : ثابتُ القلْبِ والاسمُ ثَبَتٌ بفتحتين . وقيلَ للحُجَّةِ : ثَبَتٌ بفتحتين إِذا كان عدْلاً ضابطاً والجمعُ الأَثبات كسَبَبٍ وأَسباب . وفي اللِّسان : ورجُلٌ له ثَبَتٌ عند الحَمْلَة بالتحرِيك أَي : ثَباتٌ . وتقولُ أَيضاً : لا أَحْكُم بكذا إِلاَّ بِثَبَتٍ أَي : بحُجَّةِ . وفي حديثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ : " بغَيرِ بيِّنَةٍ ولا ثَبَت " . وفي حديث صَومِ يومِ الشكِّ : " ثُمَّ جاءَ الثَّبَتُ أَنَّهُ من رَمَضان " الثَّبَتُ بالتَّحريك : الحُجَّةُ والبَيِّنَة . تَثَبَّتَ في الأَمْرِ والرَّأْيِ واسْتَثْبَتَ : إِذا تَأَنَّى فيه ولم يَعْجَلْ . واستَثْبَتَ في أَمرِه : إِذا شاوَرَ وفَحَصَ عنه . وثُبيْتَه كجُهيْنَةَ : بِنْت الضَّحَّاكِ أَو هي نُبَيْتَة بالنُّون لها إِدراكٌ . ثُبَيْتَة بِنْتُ يَعَارٍ الأَنصارِيَّةُ وبنت النُّعْمان بايعتْ قاله ابنُ سعد ؛ صَحابِيَّتان . وثُبَيْتَةُ بنتُ الرَّبِيع بن عمْرٍو الأَنصاريَّة ؛ وثُبَيْتَةُ بنتُ سَلِيط ذكرهما ابنُ حبِيب . ثُبَيْتَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ الأَسْلَمِيَّةُ تابعيّةٌ رَوَتْ عن أُمِّها قاله الحافظُ . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : يُقال للجَرادِ إِذا رَزَّ أَذْنابَهُ لِيَبِيضَ : ثَبَتَ وأَثبَتَ . وأَثبتَهُ السُّقْمُ : إِذا لم يُفارِقْه . وثَبَّتَه عن الأَمرِ : كَثَبَّطَه . وطعَنَهُ فأَثبتَ فيهالرُّمْحَ : أَي أَنفَذَه . وأَثْبَتَ حُجَّتَهُ : أَقامَها وأَوْضَحَها . وقولٌ ثابتٌ : صحيح . وفي التَّنْزيل العزيز " يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ " وكلُّه من الثَّباتِ . والثَّبَتُ محرَّكَةً : الفِهْرِسُ الّذِي يَجمع فيه المُحدِّثُ مَرْوِيَّاتِه وأَشياخَه كأَنّه أُخِذَ من الحُجَّة ؛ لأَن أَسانيدَه وشُيُوخَه حُجَّةٌ له وقد ذكَره كثيرٌ من المُحّدِّثينَ . وقيل : إِنَّه من اصطلاحاتِ المُحَدِّثينَ ويُمْكِنُ تَخريجُه على المَجَاز . وأَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَبَاتٍ كسَحَابٍ الأَندَلسيُّ الفَقِيهُ سَمِعَ أَبا عَلِيٍّ الغَسّانِيَّ وعنه أَبو عبدِ اللهِ بْن أَبي الخِصال . ومن المجاز : أَثْبَتَ اسْمَهُ في الدِّيوانِ : كتَبَه . وثَبَتَ لِبْدُك : دعاءٌ بدَوَامِ الأمرِ . وهذان من الأَساس . حَ : أَي أَنفَذَه . وأَثْبَتَ حُجَّتَهُ : أَقامَها وأَوْضَحَها . وقولٌ ثابتٌ : صحيح . وفي التَّنْزيل العزيز " يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ " وكلُّه من الثَّباتِ . والثَّبَتُ محرَّكَةً : الفِهْرِسُ الّذِي يَجمع فيه المُحدِّثُ مَرْوِيَّاتِه وأَشياخَه كأَنّه أُخِذَ من الحُجَّة ؛ لأَن أَسانيدَه وشُيُوخَه حُجَّةٌ له وقد ذكَره كثيرٌ من المُحّدِّثينَ . وقيل : إِنَّه من اصطلاحاتِ المُحَدِّثينَ ويُمْكِنُ تَخريجُه على المَجَاز . وأَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَبَاتٍ كسَحَابٍ الأَندَلسيُّ الفَقِيهُ سَمِعَ أَبا عَلِيٍّ الغَسّانِيَّ وعنه أَبو عبدِ اللهِ بْن أَبي الخِصال . ومن المجاز : أَثْبَتَ اسْمَهُ في الدِّيوانِ : كتَبَه . وثَبَتَ لِبْدُك : دعاءٌ بدَوَامِ الأمرِ . وهذان من الأَساس
الوَلَدُ محركةً والوُلْد بالضمّ واحِدٌ مِثْل العَرَبِ والعَجَمِ والعُجْم ونحو ذلك قاله الزَّجَّاج وأَنشَدَ الفَرَّاءُ :
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِراً ... قَدْ ثَمَّرُوا مَالاً وَوُلْدَا الوِلْد بالكَسْرِ لُغَة كذا الفتح مع السكون واحدٌ وجَمعٌ قال ابنُ سِيده : وهو يَقَع على الوَاحِد والجَمِيع والذَّكرِ والأُنْثَى وقد يُجْمَع أَي الوَلَدُ محركةً كما صَرَّح به غيرُ واحد على أَوْلاَدٍ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ ووِلْدَةٍ بالكسر وإِلْدَةٍ بِقَلْب الواوِ هَمزةً ووُلْدٍ بالضَّم وهذَا الأَخيرُ نَقَلهُ ابنُ سِيدَهْ بِصيغَةِ التَّمْرِيض فقال : وقد يَجُوز أَن يَكون الوُلْد جَمْعَ وَلَدٍ كوُثْنٍ ووَثُنٍ فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المِثَال لاعْتِقاب المِثَالَيْنِ عَلَى الكَلَمةِ ثم قَال : والوِلْدُ بالكَسْر كالوُلْدِ لُغَةٌ وليس بجَمْعٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْلٍ . وفي اللسان : والوِلْدَةُ جَمْعُ الأَوْلاَدِ قال رُؤْبَة :
" سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ
قال الفَرَّاءُ : قرأَ إِبراهِيمُ " مَالُه ووُلْدُه " وهو اخْتِيَار أَبي عَمْرٍ, وكذلك قَرأَ ابنُ كَثِيرٍ وحَمْزَةُ وروى خارِجةُ عن نافِعٍ : وَوُلْدُه . أَيضاً . وقرأَ ابنُ إِسحاقَ : مالَه وَوِلْدُه وقال : هما لغتانِ وُلْد ووِلْد في التهذيب : ومن أمثال العرب وفي الصحاح : من أَمثال بني أَسَد : وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ هكذا مُحَرَّكة وكسر الكاف فيهما بناءً عَلَى أَنه خِطابٌ للأُنثى أَي مَنْ نُفِسْتِ به وصَيَّر عَقِبَيْكِ مُلْطَّخَيْنِ بالدَّمِ فهو ابنُكِ حَقِيقةً لا مَن اتَّخَذْتِه وَتَبَنَّيْتِه وهو مِن غَيرِك كذا في سائر النُّسخ والمضبوط في نثسخ الصحاح وُلْدُكَ وبالذَمّ وفَتح الكافِ قال شَيْخُنا : والتَّدْمِيَةُ للذَكَر . على المَجَاز ثم أِنشدَ الجَوْهَرِيّ :
فَلَيْتَ فُلاَناً كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ... وَلَيْتَ فُلاناً كَانَ وُلْدَ حِمَارَ ثم قال : فهذا واحِدٌ . قال : وقَيْسٌ تَجْعَل الوُلْدَ حَمْعاً والوَلَدَ وَاحِداً . وقال ابنُ السِّكّيت : يقال في الوَلَدِ الوِلْدُ والوُلْدُ قال : وقد يكون الوُلْدُ واحِداً وجَمْعاً قال : وقد يكون الوُلْدُ جمْعَ الوَلَدِ مثْل أَسَدٍ وأُسْدٍ . والوَلِيدُ : المَوْلُود حِين يُولَد فهو فَعِيلٌ بمعنى المفْعُولِ . وصَرِيحُ كَلاَمِه أَنه لا يُؤَنَّث وقال بَعْضُهم بل هو للذَّكَر دُونَ الأُنْثَى . الوَلِيدُ : الصَّبِيُّ ما دَامَ صَغِيراً لِقُرْبِ عَهْدِه مِن الوِلاَدَة ولا يقال ذلك للكَبِير لِبُعْدِ عَهْدِه مِنها وهذا كما يقال : لَبَنٌ حَلِيبٌ وجُبْنٌ طَرِيٌّ للطَّرِيّ منهما دون الذي بَعُدَ عن الطَّرَاوَةِ كذا في المِصْبَاح : الوَلِيد : العبْدُ وَقَيَّدَه بعضُهم بمن يُولَدُ في الرِّقّ وأُنْثَاهما بهاءٍ وَلِيدَة الوَلائِدُ مَقِيسٌ مَشهور والوِلْدَانُ الكَسْر جَمْع وَلِيدٍ كما أَن الأَول جمْع وَليدة كما في الأَساس . وفي التهذيب : والوَلِيد : المَوْلُود حين يُولَد والجَمْع وِلْدَانق والإسمُ الوِلاَدَة والوُلُودِيَّة عن ابن الأَعرابيّ . قال ثعلبٌ : الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاهُ على لَفْظِ الوَلِيد وهي من المصادر التي لا أَفْعَالَ لها والأُنْثَى وَلِيدَة والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووَلائدُ . وفي الحَدِيث وَاقِيَةً كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ هو الطِّفل فَعيل بمعنى مفعول أَي كِلاَءَةً وحِفْظاً كما يُحْفَظ الطِّفْل وقيل : أَرَادَ بالوَلِيد مُوسَى عَلَى نَبِيِّنا وعَلَيْه الصَّلاَةُ والسلامُ . وفي الحديث الوَلِيدُ فِي الجَنِّةِ أَي الذي ماتَ وهو طِفْلٌ أَو سَقَطٌ قال : وقد تُطْلَقُ الوَلِيدَةُ على الجارِيَةِ والأَمَة وإِن كانَتْ كَبِيرةً وفي الحديث تَصَدَّقَتْ أُمِّي عَلَيَّ بِوَلِيدَةٍ يعني جَارِيَةً . وفي الأَساس : من المَجازِ : رأَيْتُ وَلِيداً ووَلِيدَةً غلاماً وجَارِيَةً اسْتُوصِفَا قَبْلَ أَن يَحْتَلِمَا وفي النِّهَايَة والمُحكم والتهذيب : الوَلِيدَةُ : المَوْلُودَة بين العَرَبِ وغُلامٌ وَلِيدٌ كذلك والوَلِيد : الغُلاَمُ حين يُسْتَوْصَف قَبل أَنْ يَحْتَلِم والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووِلْدَة ويقال للأَمةِ وَلِيدَةٌ وإِن كانَتْ مُسِنَّة قال أَبو الهَيْثَم : الوَلِيد : الشَّابُّ . والوَلائِدُ : الشَّوَابُّ منِ الجَوَارِي والوَلِيد مِن حِينِ يُولَد إِلى أَنْ يَبْلُغ قال : والخَادِمُ إِذا كَان شابًّا وَصِيفٌ والوَصِيفَةُ وَلِيدَةُ وأَمْلَحُ الخَدَمِ الوُصَفَاءُ والوَصَائِفُ وخادِمُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَلِيدٌ أَبَداً لا يَتَغَيَّر عن سِنِّه كذا في اللسان
وأُمُّ الوَلِيد كُنْيَة الدَّجَاجَة عن الصاغانيّ . ويقال في المثَل : أَمْرٌ وفي كتب الأَمْثَال : هُمْ في أَمْرٍ لا يُنَادَى وَلِيدُه ويُضْرَب في الخَيْرِ والشَّرِّ أَي اشْتَغَلُوا به حتَّى لَوْمَدَّ الوَلِيد يَدَه إِلَى أَعَزِّ الأَشْيَاءِ لا يُنَادَى عليهِ زَجْراً أَي لَم يُزْجَر عَنْه لِكَثْرَةِ الشيْءِ عِنْدهم . قلت : فهو في مَوْضِعِ الكَثْرَةِ والسَّعَةِ وقال ابنُ السِّكّيت في قول مزَرِّدٍ الثَّعلَبِيّ :
" تَبَرَّأْتُ مِنْ شَتْمِ الرِّجَالِ بِتَوْبَةٍإِلَى اللهِ مِنِّي لاَ يُنَادَى وَلِيدُهَاقال : هذا مَثَلٌ ضَرَبَه مَعْنَاه أَي لا أُرَاجَعُ ولا أُكَلَّم فيها كما لا يُكَلَّم الوَلِيدُ في الشيْءِ الذي يُضْرَب له فيه المَثَلُ وقال الأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ في قولهم : هو أَمْرٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه . قال أَحدُهما : أَي هو أَمْرٌ جَلِيلٌ شدِيدُ لا يُنَادَى فيه الوَلِيدُ ولكن يُنَادَى فيه الجِلَّةُ وقال آخرُ : أَصلُه من الغَارَة أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عنِ ابْنِها أَنْ تُنَادِيَه وتَضُمَّه ولكِنَّهَا تَهْرُبُ عنه ويقال : أَصْلُه مِن جَرْيِ الخَيْلِ لأَن الفَرسَ إِذا كانَ جَوَاداً أَعْطَى مِنْ غَيْرِ أَن يُصاحَ به لاِسْتِزَادَتِه كما قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرساً :
وَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ العَجَاجَةِ صَدْرَهُ ... وَهَزَّ اللِّجَامَ رَأْسُه فَتَصَلْصَلاَ
أَمَامَ هَوِيٍّ لا يُنَادَى وَلِيدُه ... وشَدٍّ وَأَمْر بِالعِنَانِ لِيُرْسَلاَ ثم قِيل ذلك لكُلّ أَمرٍ عظيمٍ ولكُلِّ شَيْءٍ كثيرٍ قال ابنُ السّكّيت : ويقال : جاءُوا بطعامٍ لا يُنادَى وَلِيدُه . وفي الأَرْض عُشْبٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه أَي إِن كان الوَلِيدُ في ماشِيَةٍ لم يَضُرَّه أَيْنَ صَرَفَهَا لأَنها في عُشْب فلا يُقَالُ له اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كذا لأَن الأَرْضَ كُلَّهَا مُخْصِبَةٌ وإِن كان طَعَامٌ أَو لَبَنٌ فمعناه أَنه لا يُبَالَى كيْف أَفْسَد فِيه ولا مَتَى شَرِبَ ولا في أَيِّ نَوَاحِيه أَهْوَى . ووَلَدَت المرأَةُ تَلِدُ وِلاَداً ووِلاَدَةً بكسْرِهما وإِنما أَطْلقَهما أعتماداً على الشُّهْرةِ ولكن في المِصْباح أَن كَسْرَهما أَفْصَحُ مِن فَتْحِهما وهذا يَدُلُّ على أَن الفتحَ قَوْلٌ فيهما وإِلاَدَةً أُبدِلتِ الواوُ همزةً وهو قِيَاسق عند جَمَاعَةٍ في الهَمْزَةِ المَكْسُورة كإِشَاحٍ وإشكافٍ قاله شيخُنَا . ولِدَةً ومَوْلِداً كِعدَةٍ ومَوْعِدٍ أَمَّا الأَوَّل فهو القياسُ في كُلِّ مِثَالٍ كما سبق وأَما الثاني فهو أَيضاً مَقِيسٌ في بابِ المِثَال وما جاءَ بالفَتْح فهو على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَدٍ وقد سبق البَحْثُ فيه . في المحكم : وَلَدَتْه أُمُّه وِلاَدَةً وإِلادَةً على البَدَلِ فهي والِدٌ على النَّسب ووَالِدَةٌ على الفِعْلِ حكاه ثَعْلَبٌ في المرْأَةِ وكُلّ حامِلٍ تَلِدُ ويقال لأُمِّ الرجُلِ : هذه والِدَةٌ في الحديث فَأَعْطَى شَاةً وَالِداً قال الليثك شَاةٌ والِدٌ هي الحامِلُ وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلاَدِ . ومعنى الحديثِ أَي عُرِفَ منها كَثْرَةُ النِّتَاجِ كما في النهاية . ومثل ذلك في الصحاح نَقْلاً عن ابنِ السِّكّيت وزاد في المصباح : والوِلاَدُ بغير هاءٍ يُسْتَعْمَل في الحَمْلِ في اللسان وشاةٌ وَالِدَةٌ ووَلُودٌ الأَخير كصَبُورٍ وج وُلَّدٌ بضَمّ فتشديد كسُكَّر وهو المَقِيس في فاعِلٍ كرَاكعٍ ورُكَّع وهكذا هو مضبوط عندنا في سائرِ النُّسخ ووُجِد في نُسخ الصحاح واللسان بضمّ فَسُكونٍ ومثلُه في أَكثرِ الدَّواوين قال شيخُنَا : وكلاهما ثابِتٌ . قد وَلَّدْتُها تَوْلِيداً فأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ كمُحْسِن من غَنمٍ مَوَالِيدَ وَمَوَالِدَ ويقال : وَلَّدَ الرجُلُ عَنَمَهُ تَوْلِيداً كما يقال : نَتَّجَ إِبلَه . وفي حديثِ لقيطٍ ما وَلَّدْتَ يا رَاعي يقال : وَلَّدْت الشَّاةَ تَوْلِيداً . إِذا حَضَرْت وِلادَتَها فَعَالَجْتها حَتَّى يَبِينَ الوَلَدُ مِنها وأَصحابُ الحَدِيث يقولون : مَا وَلَدَتْ . يَعْنُونَ الشَّاةَ والمحفوظُ بِتَشْدِيد اللامِ علَى الخِطَابِ للرَّاعِي ومنه حديثُ الأَعْمَى والأَبرص والأَقْرَع فَأُنْتِجَ هذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا وقال الأُمويّ : إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بعد بَعْضٍ قيل : قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاَءَ ممدودٌ ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر :
إِذَا مَا وَلَّدُوا شَاةً تَنَادَوْا ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِك أَمْ غُلاَمُقال ابنُ الأَعْرَابيّ في قولِه وَلَّدُوا شاةً : رَمَاهُم بأَنَّهُم يَأْتُونَ البَهَائِمَ قال أَبو منصور : والعَرب تَقول : نَتَّج فلانٌ ناقَتَه إِذا وَلَدَت وَلَدَها وهو يَلِي ذلك مِنْهَا فهي مُنْتُوجَة والناتِج للإِبل بمنزلة القابِلَة للمرْأَةِ إِذا وَلَدتْ ويقال في الشاءِ وَلَّدْنَاها أَي وَلِينا وِلاَدَتَها ويقال لِذَواتِ الأَظلاف والشاء : والبقرِ : وُلِّدت الشَّاةُ والبَقَرَةُ مضمومة الواوِ مَكْسُورة اللام مشدَّدَة ويقال أَيضاً وَضَعَتْ في موضع وُلِّدَت كذا في اللسان وبعضٌ من ذلك في البصائر والمِصباح والأَفعالِ لابن القَطَّاع . واللِّدَةُ بالكسر : التِّرْبُ وهو الذي يُولَد مَعَك في وَقْتٍ واحِد لِدَاتٌ وهو القياس في كُلّ كَلمة فيها هاءُ تأْنِيثٍ كما جزم به النُّحَاةُ وحكَى الشاطِبيُّ عليه الإجماعَ قاله شيخُنَا ولِدُونَ نقله الجوهريُّ وغيرُه قال أَبو حَيّان وغيرُه من شُرَّاح التَّسهيل : إِن مثْل هذه الأَلفاظِ إِذا صارَتْ عَلَماً صحَّ جَمْعُهَا بالواو والنُّونِ وزعمَ بعضٌ أَن لِدَةً مِن لدى لا من ولد وسيأْتي الكلامُ عليه في المُعْتلّ إِن شاءَ الله تعالى قال الفرزدق :
رَأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤَزَّرَاتٍ ... وَشَرْخَ لِدِيَّ أَسْنَانَ الهِرَامِ وفي الصحاح : ولِدَةُ الرَّجُلِ : تِرْبُه والهاءُ عِوَضٌ من الواو الذاهِبةِ من أَوَّلِه لأَنَّه من الوِلاَدَة وهما لِدَانِ والتَّصغيرُ وُلَيْدَاتٌ ووُلَيْدُونَ لأَنهم قالوا : إِن التصغيرَ والتَّكْسِيرَ يَرُدَّانِ الأَشياءَ إِلى أُصولِها ولا لُدَيّاتٌ ولُدَيُّونَ نظراً إِلى ظاهِرِ اللفْظِ كما غَلِطَ هو الذي مَشى عليه الجوهريُّ وأَكثرُ أَئمَّةِ الصَّرْف وقالوا : مُرَاعَاةُ الأَصلِ ورَدُّه إِليه يُخْرِجه عن مَعْنَاه المُراد لأَن لِدَة إِذا صُغّر وُلَيْد يَبْقَى لا فَرْقَ بينه وبين تصغير وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي جلْبِي في حاشِيتِه أَنه شاذٌّ مُخَالِف للقِيَاسِ ومثلُه لا يُعَدُّ غَلَطاً وسيأْتي البحث في آخر الكتاب إِن شاءَ الله تعالى . واللِّدَة : وَقْتُ الوِلاَدَةِ كالمَوْلِد والمِيلادِ أَما المَوْلد والمِيلاد فقد ذَكرَهما غيرُ واحدٍ من أَئِمّةِ اللُّغَة وأَما اللِّدّة بمعناهما لا يَكَاد يُوجَد في الدواوينِ ولا نَقَلَه أَحَدٌ غيرُ المُصَنّف فينبغِي التَّحَرِّي والمُرَاجَعَة حَتَّى يَظْهَرَ أَيْنَ مَأْخَذُه . ففي اللسانِ والمُحْكَم والتهذيبِ والأَساس : مَوْلِدُ الرَّجُلِ : وَقْتُ وِلاَدَتِه . ومَوْلِده : المَوْضِع الذي وُلِدَ فيه ومثله في الصحاح . وفي المِصْباح : المَوْلِد : المَوْضِع والوَقْتُ والمِيلادُ الوَقْتُ لا غَيْرُوالمُوَلَّدَةُ : الجارية المَولُودةُ بين العرب كالوَلِيدة ومثله في المحكم وقال غيرُه : عَرَبِيَّةٌ مُوَلَّدَة ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبِيًّا غيرَ مَحْضٍ وقال ابنُ شُمَيل : المُوَلَّدَة : التي وُلِدَتْ بأَرْضٍ وليس بها إِلاَّ أَبُوها أَو أُمُّها . والتَّلِيدَةُ : التي أَبوهَا وأَهْلُ بَيْتِها وجَمِيعُ مَن هو بِسَبِيل منها بِأَرْضٍ وهي بأَرْضٍ أُخْرَى . قال : والقِنُّ مِن العَبيد التَّلِيدُ : الذي وُلِدَ عندَك . وجاريَةٌ مُوَلَّدَةٌ : تُولَد بين العَرَبِ وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذُونَها غِذَاءَ الوَلَدِ ويُعَلِّمونَها مِن الأَدَب مثْل ما يُعَلِّمون أَوْلادَهم وكذلك المُوَلِّد من العَبِيدِ . والوَلِيدة : المَوْلُودَة بين العَرَبِ ومثلُه في الأَساس . والمُوَلَّدَة : المُحَدَثَة من كُلِّ شيْءٍ ومنه المُوَلَّدُون من الشُّعراءِ وإِنما سُمُّوا بذلك لِحُدوثِهِم وقُرْبِ زَمَانِهم وهو مَجازٌ . المولِّدة بِكَسرِ اللامِ : القابِلَةُ وفي حَدِيث مُسافعٍ حَدَّثَتْنِي امرأَةٌ مِنْ بني سُلَيْم قالت : أَنَا وَلَّدْتُ عَامَّةَ أَهْلِ دِيارِنَا أَي كُنْتُ لهم قابِلَةً . والوُلُودِيَّةُ بالضَّم : الصِّغَرُ عن ابنِ الأَعْرَابيّن ويُفٍْتَح قال ثعلبٌ الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاه على لفْظِ الوَلِيدِ وهي من المصادِر التي لا أَفْعَال لها . وفي البصائر : يقال فعَل ذلك فِي وَلُدِيَّتِه ووَلُودِيَّتِه أَي في صِغَره وفي اللّسَان : فَعلَ ذلك في وَلِيدِيَّتِه أي في الحالة التي كان فيها وَلِيداً قال ابن بُزُرْج : الوُلُودِيَّة أَيضاً : الجَفَاءُ وقِلَّةُ الرِّفْقِ والعِلْمِ بالأُمورِ وهي الأُمِّيّة . والتَّوْلِيدُ : التَّرْبِيَةُ ومنه قولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لعيسى صلَّى الله عليه وعلى نَبِيِّنَا وسَلَّم : أَنْتَ نَبِيِّ وأَنَا وَلَّدْتُك أَي رَبَّيْتُك فقالت النَّصارَى وقد حَرَّفَتْه في الإِنجيل أَنت بُنَيَّى وأَنَا وَلَدْتُك وخَفَّفُوه وجَعَلُوه له وَلَداً تَعالَى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كَبِيراً هكذا حكاه أَبو عمرٍو عن ثَعْلَبٍ وأَورده المصَنِّف في البصائر . وبنو وِلاَدَةَ ككِتَابَة : بَطْنٌ من العَرَب . وسَمَّوْا وَلِيداً ووَلاَّداً الأَخير ككَتَّانٍ والمُسَمَّون بالوَلِيدِ من الصحابَة أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً راجعْه في التَّجْرِيد ومن التابِعِين ثَلاَثَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً راجِعْه في الثِّقَات لابنِ حبَّان . يقال : هذه بَيِّنَةٌ مَوْلَّدَةٌ . إِذا كانتْ غَيْر مُحَقَّقةٍ وكذلك قَوْلُهم كِتَابٌ مُوَلِّد أَي مُفْتَعَلٌ وهو مَجازٌ وكذا قولُهم : كَلاَمٌ مُوَلَّدُ وحَدِيث مُوَلَّد أَي ليس من أَصْلِ لُغَتِهِم . وفي اللسان : إِذا اسْتَحْدَثُوه ولم يَكُنْ مِن كلامِهم فيما مَضَى . قال ابنث السِّكّيت : ويقال : ما أَدْرِي أَيّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ أَيْ أَيّ الناسِ هو وأَوْرده الجَوْهَرِيّ في الصحاح والمُصنِّف أَيضاً في البصائر هكذا . ومما يستدرك عليه : الوالد : الأَبُ والوَالِدَة : الأُمُّ وهما الوَالِدَنِ أَي تَغليباً كما هو رَأْيُ الجوهرِيّ وغيرِه وكلامُ المُصَنِّف فيما تقَدَّم صَرِيحٌ في أَن الأُمَّ يقال لها الوَالِدُ بغيرِ هَاءٍ على خِلافِ الأَصْلِ ووالِدَةٌ بالهاءِ على الأَصْل فعَلَى قولِ المُصَنّف الوَالِدَانِ تَحْيقاً ووَلَدُ الرَّجُلِ وَلَدُه في مَعْنًى ووَلَدَه رَهْطُه في مَعنًى وبه فُسِّر قولُه تَعالى " مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً " . وتَوَالَدُوا أَي كَثُرُوا ووَلَدَ بَعْضُهُم بَعْضاً وكذا اتَّلَدُوا واسْتَوْلَد جَارِيَةً . وفي حديثِ الاستِعَاذَة ومِن شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي إِبْلِيسَ والشَّيَاطِينَ هكذا فُسِّر وفي البصائرِ : يَعْنِي آدَمَ وما وَلَدَ مِن صِدِّيقٍ ونَبِيٍّ وشَهِيدٍ ومَؤْمِن وتَوَلُّدُ الشَّيْءِ من الشيْءِ : حُصُولِ بِسَببٍ من الأَسباب . ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبيًّا غيرَ مَحْضٍ . والتَّلِيدُ مِن العَبِيد : الذي وُلِد عِنْدَك . والتَّلِيدَةُ مِن الجَوَارِي : هي التي تُولَد في مِلْكِ قَوْمٍ وعِنْدَهم أَبَوَاهَا . وفي الأَفعال لابن القطاع : أَوْلَد القَوْمُ : صارُوا في زَمَنِ الأَوْلاَد . وأَوْلَدَتالماشِيَةُ : حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ . حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ