الجَدّ : أَبو الأَبِ وأَبو الأُمّ معروف . ج أَجدادٌ وجُدُودٌ وجُدُودَةٌ وهذه عن الصغانيّ قال : هو مثْل الأُبُوّة والعُمومة . وفلانٌ صاعِدُ الجَدّ معناه البَخْتُ والحَظّ في الدُّنيا . وفلانٌ ذو جَدٍّ في كذا أَي ذو حَظٍّ . وفي حديث القيامة وإِذا أَصحابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ أَي ذوو الحَظّ والغِنَى في الدنيا وفي الدعاءِ : لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنك الجَدُّ أَي من كان له حَظٌّ في الدُّنيا لم يَنفعْه ذلك منه في الآخرة . والجمْع أَجْدادٌ وأَجُدٌّ وجُدُودٌ عن سيبويه . ورَجلٌ مَجْدُودٌ : ذو جَدٍّ . والجَدُّ : الحُظْوَة والرِّزْق ويقال : لفُلانٍ في هذا الأَمرِ جَدٌّ إِذا كان مَرْزوقاً منه قاله أَبو عبيد . وعن ابنِ بُزُرْج : يقال : هم يَجَدُّون بهم ويَحَظُّونَ بهم أَي يَصِيرونَ ذَوِي حَظٍّ وغنِيً . وتقول : جَدِدْتَ يا فُلاَنُ أَي صِرْت ذا جَدٍّ فأَنت جَديدٌ : حَظِيظٌ ومَجدودٌ : محفوظٌ وعن ابن السِّكّيت وجَدِدْت بالأَمرِ جَدّاً : حَظِيتَ به خَيراً كان أَو شَرّاً . والجَدُّ : العَظْمَة وفي التنزيل " وأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنا " قيل : جَدُّه : عَظَمتُه وقيل : غِنَاه . وقال مُجاهدٌ : جَدُّ رَبِّنا : جَلالُ وقال بعضهم : عَظمةُ رَبِّنا وهما قَريبانِ من السَّوَاءِ . وفي حديث الدُّعَاءِ تبارَكَ اسْمُكَ وتَعَالَى جَدُّك أَي علاَ جَلالُكَ وعَظَمتُك . والجَدّ . الحَظّ والسعادَةُ والغِنَى . وفي حدِيث أَنَسٍ أَنه كانَ الرَّجُلُ مِنّا إِذا حَفِظَ البَقرةَ وآلَ عِمرانَ جَدَّ فينا أَي عَظُمَ في أَعْيُننا وصار ذَا جَدٍّ . وخَصَّ بعضُهم بالجَدّ عَظمةَ اللّهِ عزّ وجَلّ . والجَدُّ : شاطِىء النَّهْرِ وضَفّته كالجِدّ والجِدَّة بكسرهما والجُدَّة بالضّمّ والجُدّ الأَخيرتَان عن ابن الأَعرابيّ . وقيل : جِدّة النّهر وجُدَّته : ما قَرُبَ منه من الأَرض . وقال الأَصمعيّ : كنّا عندَ جُدّة النَّهر بالهاءِ وأَصْله نَبطيّ أَعجميٌّ كُدٌّ فأُعْرِبَ . وقال أَبو عَمرٍو كنَّا عند أَميرٍ فقال جَبَلَةُ بن مَخْرمَةَ : كنّا عند جُدِّ النهرِ فقلت : جُدَّة النّهر . فما زِلْت أَعرِفها فيه . والجَدُّ بلفتح : وَجْهُ الأَرضِ ويُروَى بالكسر أَيضاً كالجِدَّة بالكسر والجَديدِ كأَمِيرٍ والجَدَدِ محرّكةً . وفي الحديث ما على جَدِيدِ الأَرضِ أَي ما على وَجْهها . وقال الشاعر :
حتّى إِذا ما خَرّ لم يُوَسَّدِ ... إِلاّ جَديدَ الأَرضِ أَو ظَهْرَ اليَدِ
والجَدُّ بالفتح : الرَّجُلُ العَظيم الحَظِّ كالجُدِّ والجُدِّيِّ بضمّهما قال سيبويه : رَجلٌ جَدٌّ مجدودٌ وجمْعه جَدّونَ ولا يُكسَّر والجَديدِ والمجدودِ . وقد جَدَّ وهو أَجَدُّ منك أَي أَحَظُّ . قال أَبو زيد : رَجلٌ جَديدٌ إِذا كانَ ذا حظٍّ من الرِّزْق . وجَديدٌ حظِيظٌ ومَجدُودٌ مَحظوظٌ . والجَدُّ بالفتْح : وَكْفُ البَيْتِ وهذه عن المطرِّز هكذا في نُسختنا وفي غيرها ما نَصّه : وَكْفُ البيت وهذه عن المَطر . وفي نسخة أُخرى . وَكْف البَيْت من المطَر . والّذي في التكملة : جَدَّ البيتُ يَجِدّ إذا وَكَفَ عن ابن الأَعرابِيّ . وعلى ما في نُسختنا : وهذِه عن المطرّز غريبٌ من المصنّف فإِنَّ المطرّز رَواه عن ابن الأَعرابيّ وليس من عادته أَن يَعزُوَ إِلى أَحدٍ إِلاّ إِذا تَفرَّدَ فيما عُزِيَ إِليه . وهذا ليس من ذلك فتأَمَّلْ . ويُكْسَر . والجَدّ : القَطْعُ جدَدْتُ الشيْءَ أَجُدُّه بالضّمّ جَدّاً قطَعْته . وحَبْلٌ جَدِيدٌ : مَقطوعٌ . قال :
أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبِيدَا ... وأَمسَى حَبْلُهَا خَلَقاً جَديدَا قال شيخنا : وظاهرُ هذا البَيتِ كالمتناقِض وهو في الصّحاحِ والِّلسان . وأَورده أَهل المعانِي انتهى . ومنه مِلْحَفَةٌ جَديدٌ بلا هَاءٍ لأَنّهَا بمعنَى مفعُولَة . وعن ابن سيده : يقال : مِلْحَفَةٌ جَديدٌ وجَديدةٌ وثَوْبٌ جَديدٌ كما يُرَاد به حين جَدّه الحائكُ أَي قَطَعه . ويقال : ثَوبٌ جَدِيدٌ : قُطِعَ حَديثاً ج جُدُدٌ كسُرُرٍ بضمّتين كقَضيب وقُضُبٍ قاله ابن قُتَيْبَة ونقله ثَعلب . وحَكَى فتْحَ الدالِ أَيضاً أَبو زيد وأَبو عُبيد عن بعض العرب وحكَى المبرّد الوجهين والأَكثرون على الضّمّ . والجَدُّ بالفتح : صِرَامُ النَّخْلِ وقد جَدّه يَجُدّه جَدّاً كالجِدَاد بالكسر والجَدَاد بالفتح عن اللِّحْيَانيّ . وقيل الحِدَاد بمهملتين قطْع النّخل خاصّة وبمعجمتين قطع جميع الثِّمار على جهة العموم وقيل هما سَواءٌ . وأَجَدَّ النّخْلُ : حَانَ له أَن يُجَدَّ . وفي الِّلسان : والجِدَاد أَوَانُ الصِّرَامِ . وقال الكسائيّ : هو الجِدَاد والجَدَادٌ والحِصَاد والحَصَاد والقِطَاف والقَطَاف والصِّرام والصَّرام . والجُدُّ بالضّمّ : ساحلُ البَحْرِ المتّصل بمكّةَ زيدت شَرفاً ونَواحيها كالجُدَّة بالهَاءِ . وجُدّةُ بلا لام : اسمٌ لموضعٍ بعَينِهِ منه أَي من ساحل البحر . وفي حديث ابن سيرين كان يختار الصَّلاةَ على الجُدِّ إِنْ قَدَرَ عَلَيْه . قال ابن الأَثير : الجُدّ بالضّمّ : شاطىء النّهر والجُدّة أَيضاً وبه سُمِّيَت المدينةُ التّي عند مَكَّةَ جُدَّة . قلت : وهي الآن مدينةٌ مشهورةٌ مَرْسَى السُّفنِ الواردة من مِصْرَ والهِنْدِ واليمن والبَصْرة وغيرها . قال شيخنا : واختُلِف في سبب تَسميتها بجُدّة فقيل لكونها خُصَّت من جُدَّة البحر أَي شاطئه . وقيل سُمّيَت بجُدّة بن جَرْم بن رَبَّان لأَنّه نَزَلها كما في الرَّوْض للسُهَيْليّ وقيل غير ذلك . وقال البَكْريّ في المعجم : الصواب أَنّه هو الذي سُمِّيَ بها لولادته فيها . والجُدُّ بالضّمّ : جانبُ كلِّ شيْءٍ والجُدّ أَيضاً السِّمَنُ والبُدْنُ نقله الصغانيّ وثَمَرٌ كثَمَرِ الطَّلْح وهو الجُّدَادة وسيأْتي قريباً . والجُدّ البِئر الّتي تكون في مَوضعٍ كثيرِ الكَلإِ قال الأَعشَي يُفضِّل عامراً على عَلْقمة :
ما جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِر
مِثْل الفُرَاتيّ إِذا ماطَمَى ... يَقْذِف بالبُوصِيّ والمَاهرِ والجُدّ : البِئر المُغْزِرَة وقيل هي القَلِيلةُ الماءِ ضِدٌّ . والجُدّ : الماءُ القَلِيل وقيل هو الماءُ في طَرَفِ فَلاَةٍ . وقال ثعلب : هو الماءُ القديمُ وبه فسِّر قول أَبي محمّد الحَذْلميّ :
" تَرْعَى إِلى جُدٍّ لها مَكِينِوالجمع من ذلك كلِّه أَجدادٌ . والجِدَّ بالكسر : الاجتِهَادُ في الأَمْرِ وقد جَدّ به الأَمْرُ إِذا اجتهدَ . وفُلانٌ جادٌّ مجتهِد . وفي حديث أُحُدٍ لئن أَشْهَدَني اللّهُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللّهُ عليه وسلَّم قَتْلَ المشرِكِينَ ليَرَيَنَّ اللّهُ ما أَجِدُّ أَي أَجتهد . والجِدُّ نَقِيضُ الهَزْل وفي الحديث : لا يأْخُذنَّ أَحدُكُم مَتاعَ أَخيه لاعباً جادّاً أَي لا يأْخذْه على سبيل الهَزل فيَصير جِدّاً . وقد جَدَّ في الأَمر يَجِدُّ بالكسر ويَجْدُّ بالضّمّ جَدّاً وأَجَدَّ يُجِدّ : اجتهدَ وحَقَّقَ وكذا جَدَّ به الأَمرُ وأَجَدّ وهو مَجاز . وقال الأَصمعيّ : أَجدَّ الرَّجلُ في أَمرِه يُجدّ إِذا بَلَغَ فيه جِدَّه وَجَدَّ لغة ومنه يُقال فُلانٌ جادٌّ مُجِدُّ أَي مَجتهد . وقال : أَجَدَّ يُجِدّ إِذا صارَ ذا جِدٍّ واجتهاد . والجِدُّ : العَحَلَةُ . وفلانٌ على جِدِّ أَمْرٍ أَي عَجَلةِ أَمْرٍ . وهو مَجاز . وفي الحديث : كان رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم إِذا جَدَّ في السِّيْرِ جَمَعَ بينَ الصَّلاتَين أَي اهتمَّ به وأَسرَعَ فيه . والجِدُّ : التَّحْقِيقُ وقد جَدّ يَجِدّ وَيجُدُّ وأَجَدَّ إِذا حَقَّقَ . والجِدّ المُحقَّقُ البمالَغُ فيه وبه فُسِّر دَعاءُ القُنُوت ونَخْشَى عذابَك الجِدَّ . والجِدّ : وَكَفَانُ البَيْتِ وقد جَدَّ يَجِدُّ بالكسر فقط وهو نصُّ ابن الأَعرابي كما تقدّم . والجَدَّة بالفتح : أُمُّ الأُمِّ وأَمُّ الأَبِ معروفَة وجمْعها جَدّاتٌ . والجُدَّة بالضّمّ : الطَّرِيقَةُ من كلِّ شيْءٍ وهو مَجاز والجمْع جُدَدٌ كصُرَد . والجُدّة : الطَّريقة في السَّمَاءِ والجَبلِ . قال اللّه تعالى " جُدَدٌ بِيضٌ وحُمْرٌ " أَي طَرائقُ تُخَالِف لَونَ الجَبَل . وقال الفرّاءُ : الجُدَد الخِطَط والطُّرُق تكون في الجِبَال بِيضٌ وسُودٌ وحُمْر واحدُها جُدّة . والجُدَّة من كل شيْءٍ العَلاَمَةُ وهذه عن ثعلب . وفي الصّحاح : الجُدَّةُ الخُطَّةُ التّي في ظَهْرِ الحِمَارِ تُخالَف لَونَه . وأَنشد الفرّاءُ قَولَ امرىء القيس :
كأَنَّ سَرَاتَه وجُدّةَ مَتْنِه ... كَنَائنُ يَجْرِي فَوقَهنَّ دَلِيصُ وجُدَّةُ : ع على السَّاحلِ . ومن المَجاز : يقال : رَكِبَ فُلانٌ جُدّة من الأَمرِ إِذا رَأَى فيه رَأْياً كذا قاله الزّجاج . والجِدَّة بالكسر : قِلاَدةٌ في عُنُقش الكَلْبِ جمْعه جِدَدٌ حكاه ثعلب وأَنشد :
لو كُنْتَ كلْبَ قَنيص كُنْتَ ذَا جِدَدٍ ... تَكون أُرْبَتُه في آخِرِ المَرَسِ والجِدّة بالكسر : ضدُّ البِلَى قال أَبو عليّ وغيره : جَدّ الثَّوبُ والشيْءُ يَجِدُّ بالكسر فهو جَدِيدٌ والجمْع أَجِدّةٌ وجُدُدٌ وجُدَدٌ . وأَجَدَّه أَي الثَّوبَ وجَدّدَه واستَجَدَّه : صَيَّرَه أَو لَبِسَه جَدِيداً فتَجدَّدَ وأَصْلُ ذلك كُلّه القَطْع فأَمَّا ما جاءَ منه في غير ما يَقْبَل القَطْعَ فعلَى المثَل بذلك ويَقال للرَّجل إِذا لبس ثَوباً جديداً : أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ . وقولهم : أَجَدَّ بها أَمْراً أَي أَجَدَّ أَمرَهُ بها نُصبَ على التَّمييز كقَولك ؛ قَررْتُ به عَيناً أَي قَرَّتْ عَيْني به . وعن الأَصمعيّ أَجَدّ فُلانٌ أَمرَه بذلك أَي أَحْكمَه . وأَنشد :
أَجَدَّ بها أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه ... لها أَو لأُخْرَى كالطَّحينِ تُرابُها قال أَبو نَصْر : حُكِيَ لي عنه أَنه قال : أَجَدَّ بها أَمراً معناه أَجَدَّ أَمْرَه . قال : والأَوّل سماعِي منه ويقال : جَدَّ فُلان في أَمْرِه إِذا كان ذا حَقِيقَةٍ ومَضاءٍ . وأَجدَّ فلانٌ السَّيرَ إِذا انكمشَ فيه كذا في اللسان . والجُدَّادُ كرُمّان : خُلْقَانُ الثِّيَابِ معرّب كُداد بالفارسيّة جَزَمَ به الجوهَرِيّ . والجُدّاد : كُلُّ مُتعقِّدٍ بعضُه في بعضٍ من خَيطٍ أَو غُصْن . قال الطِّرِمّاح :
تَجْتَنِي ثامِرَ جُدّادِهِ ... مِنْ فُرَادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامِوالجُدَّاد : الجِبَال الصِّغارُ عن أَبي عَمْرٍو وبه فَسّرَ قَولَ الطِّرِمّاح السابق قال : أَي تَجْتَنِي جُدّادَ هذه الأَرضِ وفي بعض النُّسخ حِبال : بالحاءِ وهو تصحيفٌ . والجَدّادُ ككَتَّانٍ : بائعُ الخَمْرِ أَي صاحب الحانُوتِ الذي يَبِيع الخَمْرَ ومُعَالِجُهَا ذَكَرَه ابن سيده . وذَكرَه الأَزهريُّ عن اللَّيث . وقال الأَزهريُّ : هذا حاقُّ التَّصْحِيفِِ الّذي يَستَحِي مِن مِثله مَنْ ضَعُفَت مَعرفتُه فكيف بمن يَدَّعِي المعرفةَ الثاقبة وصوابه بالحاءِ . والجِدَاد ككِتَاب : جمْع جَدُودٍ كقِلاَص وقَلُوص للأَتانِ السَّمِينَة قاله أَبو زيد . قال الشّمّاخ :
كأَنَّ قُتُودى فَوقَ جأْبٍ مُطَرَّدٍ ... من الحُقْب لاحَتْه الجِدَادُ الغوارزُ والجَديدَانِ والأَجَدّانِ : اللَّيلُ والنَّهَار وذلك لأَنّهما لا يَبلَيانِ أَبداً . ومنه قول ابن دُريد في المقصورة
إِنَّ الجَدِيدَيْن إِذا ما اسْتَوْلَيَا ... على جَدِيدٍ أَدَّيَاه للْبِلَى والجَدْجَدُ كفَدْفَد : الأَرْضُ الملساءُ والغَليظة وفي الصّحاح الصُّلْبَةُ المُستوِيَة . وأَنشد لابْن أَحمرَ الباهليّ :
يجنى بأَوظِفَةٍ شَدَادٍ أَسْرُهَا ... صُمِّ السَّنَابكِ لا تَقِي بالجَدْجَدِ وقال أَبو عَمرٍو : الجَدْجَدُ : الفَيْفُ الأَملسُ . والجُدجُد كهُدْهُد : طُوَيْئرٌ تَصغير طَائِرٍ يَصِرُّ باللَّيْل . وقال العَدَبَّسُ : هو الصَّدَى والجُنْدب : الجُدْجُد . والصَّرْصَر : صَيَّاحُ الَّليلِ وقيل هو صَرّارُ الَّيلِ . وهو قَفّازٌ وفيه شِبْه من الجَرَاد والجمْع الجَدَاجِد . وقال ابن الأَعرابيّ : هي دُوَيْبَّة تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكلُه . والجُدْجُد : بَثْرَةٌ تَخرُجُ في أَصْل الحَدَقة . وكلُّ بَثْرَةٍ في جَفْنِ العَيْن تُدْعَى الظَّبْظَاب . قال شيخنا : قالوا هذا إِطلاقُ بني تَميم وقَول العامّةِ كُدْكُد غلطٌ قاله الجَواليقيّ قال ورَبيعةُ تُسمِّيهَا القَمَع . وعن ابن سيده : الجُدْجُد : دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَبِ إِلاّ أَنّها سُويداءُ قصيرة ومنها ما يَضْرِبُ إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً . والجُدْجُد : الحِرُ العَظِيمُ وهو تَصحيف فاحشٌ والصّواب الحَرُّ كذا في كُتب الغريب . وأَنشد للِرِمّاح :
حتَّى إِذا صُهْبُ الجَنادبِ وَدَّعَتْ ... نَوْرَ الرَّبيعِ ولاَحَهُنّ الجُدْجُدُ والجَدَّاءُ : المرأَةُ الصَّغِيرةُ الثَّدْيِ وفي حديث عليٍّ في صِفة امرأَة قال : إِنها جَدَّاءُ أَي قَصيرةُ الثَّدْيَيينِ . والجَدَّاءُ من الغَنَم والإِبِل المَقْطُوعَةُ الأُذُنِ . وقيل : الجِدّاءُ من كُلِّ حَلُوبة : الذَّاهِبةُ اللَّبَنِ عن عَيبٍ والجَدُودَة : القليلةُ اللَّبَن من غَيرِ عَيبٍ . والجمْع جدائدُ وجِدَادٌ . والجَدّاءُ : الفَلاةُ بلا ماءٍ . ومَفَازةٌ جَدّاءُ : يابسةٌ . قال :
وجَدَّاءَ لا يُرْجَى بها ذو قَرَابَةٍ ... لِعَطْفٍ ولا يَخشَى السُّمَاةَ رَبِيبُها السُّمَاة : الصَّيَّادون . ورَبِيبُها : وَحْشُهَا قاله أَبو عليّ الفارسيّ . وجَدّاءُ : ة بالحَجاز قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ :
بَغَيتُهم ما بينَ جَدّاءَ والحَشَى ... وأَورَدْتُهم ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِماَوفي التّهذيب وقولهم : صَرَّحَت جِدّاءُ غير منصرف وبجِدٍّ منصرف وبجِدَّ ممنوعَةً من الصرف وبِجِدَّانَ بالدال المهملة وبجِذّانَ بالمعجمة وأَورده حمزة في أَمثاله وبقِدّانَ وبقِذّانَ وبجِلْدَانَ وجِلْدَا والأَخيران من مجمع الأَمثال . وبقِرْدَحْمَةَ وبقِرْذَحْمةَ . وأَخْرجَ الَّلبَنُ رغوتَه كلّ ذلك يقال في شيْءٍ وَضَحَ بعدَ الّتباسِهِ ويقَال جِلْذَان وجِلْدَان صحراءُ . يَعنِي بَرَزَ الأَمرُ إِلى الصحراءِ بعدما كان مكتوماً كذا في اللّسَان . قال الصغانيّ : وهو على الجملة اسمُ مَوْضعٍ بالطائف لَيِّن مُستوٍ كالرَّاحَة لا حَجَر كذا في النُّسخ والصَّواب لا خَمَرَ كما هو بخطّ الصاغانيّ فيهِ يُتَوارَى به . والتاءُ في صَرَّحَتْ عِبَارَة عن القِصَّة أَو الخُطَّة كأَنّه قِيل : صَرّحَت القِصَّة أَو الخُطَّة أَو نحو ذلك مما يَقتضيه المقامُ . قال شيخنا : وهو مأْخُوذٌ من كلام الميدانيّ . وعن ابن السِّكِّيت : الجَدُودُ بالفتْح : النَّعْجةُ الّتي قَلَّ لَبنُها من غير بأْس ويقال للعَنْز : مَصُورٌ ولا يقال جَدُودٌ . وجَدُود : ع بعَيْنه من أَرض تَميم قَريب من حَزْن بني يَربوع بن حَنظَلَةَ على سَمْتِ اليَمامة فيه ماءٌ يُسمَّى الكُلاَب وكانتْ فيه وَقْعةٌ مرّتين يقال للكُلاَب الأَوّلِ يومُ جَدُود وَهي لتَغِبَ على بَكْرِ بن وائِلٍ قال الشاعِر :
أَرَى إِبِلى عَافَتْ جَدُودَ فَلَم تَذُقْ ... بها قَطْرَةً إِلاّ تَحِلّةَ مُقْسِمَ وتَجَدَّدَ الضَّرْعُ : ذَهَبَ لَبَنُه قال أَبو الهيْثَم : ثَدْيٌ أَجَدُّ إِذَا يَبِس . وجَدَّ الثّديُ والضَّرعُ وهو يَجَدُّ جَدَداً . والجَدَدُ محرّكةً : وَجْهُ الأَرض وقد تقدّم وما اسْتَرقَّ من الرَّمْلِ وانحَدَرَ . وقال ابن شُميل : الجَدَدُ : ما استوَى من الأَرضِ وأَصحَرَ . قال والصَّحْراءُ جَدَدٌ والفضاءُ جَدَدٌ لا وَعْثَ فيه ولا جَبَلَ ولا أَكَمَةَ ويكون واسعاً وقَليلَ السَّعَةِ وهي أَجْدادُ الأَرضِ . وفي حديث ابن عُمَرَ كَانَ لا يُبالِي أَن يُصلِّيَ في المكانِ الجَدَدِ أَي المستوِي من الأَرض . والجَدَدُ : شِبْهُ السِّلْعَة بعُنُقِ البَعِير . والجَدَد : الأَرضُ الغَليظَةُ وقِيل : الأَرضُ الصُّلْبَة وقيل : المسْتَوِيَة وفي المثَل مَن سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العِثَارَ يريد : مَن سَلَكَ طَريقَ الإِجماعِ . فكَنَى عنه بالجَدَد . وأَجَدَّ : سَلَكَها أَي الجَدَدَ أَو صار إِليها . وأَجَدَّ القَوْمُ علَوْا جَديدَ الأَرضِ أَو رَكِبوا جَدَدَ الرَّمْل . وأَنشد ابن الأَعرابيّ
أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ ... وعارَضَتْهنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ وأَجَدَّ الطَّرِيقُ إِذا صَارَ جَدَداً . وقالوا : هذا عربيٌّ جِدّاً نَصبُه على المصدر لأَنّه ليس من اسمِ ما قبله ولا هو هو . وقالوا : هذا العالِم جِدُّ العالِمِ وهذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ بالكسر أَي مُتَنَاهٍ بالِغُ الغايَةِ فيما يُوصَفُ به من الخِلال . وجَادَّهُ في الأَمر مُجادَّةً حَاقَقَه وأَجدَّ حَقُقَ وقد تَقَدّم . وما عليه جُدَّة بالكسر والضّمّ أَي خِرْقَةٌ . وحكَى اللِّحْيَانيّ : أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقَاناً وخَلقُهُم جُدُداً . أَرادَ : وخُلقَانهم جُدُداً فوضع الواحدَ مَوضِع الجمْع . وأَجَدَّتْ قَرُونِي منه بالفَتْح أَي نَفْسي إِذا أَنتَ تَرَكْتَهُ . والجَدِيد : ما لا عَهْدَ لك به ولذلك وُصَفَ المَوْتُ بالجديد هُذليّة . قال أَبو ذُؤَيب :
فقُلْتُ لقَلْبِي يالَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا ... يُدَلِّيكَ للمَوْتِ الجَدِيدِ حِبَابُهَاوقال الأَخفش والمُغَافِص الباهليّ : جَديدُ الموتِ : أَوّلُه . والجَديد : نَهرٌ باليَمامةِ أَحْدَثَهُ مَرْوَانُ بنُ أَبي الجنُوب . وعن أَبي عَمرٍو : أَجِدَّك لا تَفْعَلُ بفتح الجيم وكسرهَا والكسر أَفصح ولذلك اقتصرَ عليه معناهما : مالَك أَجِدّاً منك . ونصبهما على المصْدر . قال الجوهَرِيّ : معناهما واحد ولا يُقال أَي لا يُتكلَّم به ولا يُستعمَل إِلاَّ مُضافاً . وقال الأَصمعيّ : أَجِدَّك معناه أَبجِد هذا منك ونصبهما بطرْح الباءِ . وقال اللَّيث : إِذا كُسِرَ الجِيم استحلَفَهُ بحقيقته وَجِدِّه وإِذا فُتِحَ استحلفَه بِبَخْتِه وجَدّه . وفي حديث قُسٍّ :
" أَجِدَّكما لا تَقْضِيَانِ كَرَاكُمَا أَي أَبجِدٍّ منكما . وقال سيبويه : أَجِدَّك مصدر كأَنّه قال أَجِدّاً منك ولكنه لا يُستعمَل إِلاَّ مضافاً . وقال ثعلب : ما أَتاك في الشّعر من قولك أَجِدَّك فهو بالكسر وإِذَا قُلْت بالواو فَتحْت : وَجَدِّكَ لا تَفْعَل . وإِنّمَا وَجَبَ الفَتْح لأَنّه صار قَسَماً فكأَنّه حَلَف بجَدّه والدِ أَبِيه كما يَحِلف بأَبِيه . وقد يُرَاد القَسمُ بجَدِّه الذي هو بَخْتُه . وقال الشيخ ابن مالك في شرْح التسهيل : وأَمّا قولهم أَجِدَّك لا تَفعلْ فأَجازَ فيه أَبو عليّ الفارسيُّ تَقديرَين : أَحدهما أَن تكون لا تَفعل مَوضِع الحالِ والثاني أَن يكون أَصلُه أَجِدّك أَن لا تَفعل ثمّ حُذِفت أَنْ وبطَلَ عَملُهاز وزعم أَبو عليٍّ الشَّلوبِينُ أَنَّ فيه مَعْنَى القسَمِ . وفي الارتشاف لأَبي حَيّان : وها هُنَا نُكْتَه وهي أَنّ الاسمَ المضافَ إِليه جِدّ حَقُّه أَن يناسب فاعِلَ الفِعْل الذي بعدَه في التَّكلّم والخِطاب والغَيْبَة نحو أَجِدّي لا أُكرِمك أَجِدَّك لا تَفعل وأَجِدَّه لا يَزورنا . وعلّة ذلك أَنّه مصدر يُؤكِّد الجُملَة الّتي بعده فلو أَضفْته لغير فاعِله اختلَّ الَّتوكيد . كذا نقلَه شيخُنا في شرحه . والجَادَّة : مُعْظَمُ الطَّرِيقِ وقيل سَواؤُه وقيل وَسَطُه وقيل : هي الطَّريق الأَعظمُ الّذي يَجمع الطُّرُقَ ولا بُدَّ من المُرور عليه . وقيل : جادّة الطريقِ : مَسلَكُه وما وَضَحَ منه . وقال أَبو حنيفَةَ : الجَادّةُ : الطَّريقُ إِلى الماءِ . وقال الزّجّاج كلّ طريقَة جُدّةٌ وجَادّةٌ . وقال الأَزهريّ : وجَادّةُ الطَّريقِ سُمِّيَتْ جادّةً لأَنّهَا خُطَّةٌ مَلْحُوبَةٌ . ج جَوَادُّ بتشديد الدال . وقال اللَّيث : الجَادُّ يُخفّف ويُثقّل أَما التَّخْفِيف فاشتقاقها من الجَوَادِ إِذَا أَخرجَه على فِعْله والمشدد مَخرَجه من الطّرِيق الجَدَد الواضِح . قال أَبو منصور قد غَلطَ اللَّيثُ في الوجهين معاً أَمَّا التّخفيف فما عَلمت أَحداً من أَئمّة الُّلغةِ أَجازَه ولا يجوز أَن يكون فِعلُه من الجَواد بمعنَى السَّخِيّ . وأَمّا قَوله : إِذا شُدِّد فهو من الأرض الجَدَد فهو غير صحيح إِنّمَا سُمِّيَت المَحَجَّةُ المسلوكَةُ جادّةً لأَنّهَا ذَاتُ جُدّةٍ وجُدُود وهي طُرُقَاتُهَا وشُرُكُها المخطَّطَة في الأَرض وكذلك قال الأَصمعيّ وقال في قَول الرَّاعي :
فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العتَاقُ وقدْ بَدَا ... لَهُنّ المَنَارُ والجَوَادُ اللَّوَائحُ قال : أَخطأَ الرّاعي حيث خفَّفَ الجَوادَ وهي جمْع الجَادّة من الطُّرق التي بها جُدَد . وجُدٌّ بالضّمّ : ع حكاه ابن الأَعرابيّ وهو اسم ماءٍ بالجَزيرة . وأَنشد :
فلو أَنّهَا كانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً ... لقدْ نَهِلَتْ من ماءِ جُدٍّ وعَلَّتِويُرْوَى : من ماءِ حُدٍّ وسيأْتي . وجُدُّ الأَثَافِي وجُدُّ المَوَالِي : مَوْضِعَان بعَقيقِ المَدينة على صاحِبها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام . وجُدَّانُ مُشدَّدةً : ع كأَنّه تَثنية جُدّ . وجُدّانُ بنُ جَدِيلَةَ بنِ أَسَد بن رَبيعَة الفَرَسِ أَبو بطْنٍ كبير وهو بخطّ الصاغَانيّ بفتح الجيم . والجَدِيدَة قرْيتَان بمِصْرَ إِحداهما من الشَّرْقِيّة والثاني من المرْتاحيّة . ومُصَغَّرَةً : الجُدَيِّدةُ : قَلعَةٌ حَصِينةٌ قُرْبَ حِصْنِ كِيفَي وفي التكملة أَعمالُها متَّصلة بأَعمال حِصْن كِيفَى . والجُدَيِّدة : ع بنجْد فيه رَوْضَةٌ ومناقعُ ماءٍ وهو عامرٌ الآنَ بين الحَرَمين . والجُدَيِّدَة : ماءٌ بالسَّماوَةِ لبنِي كَلْبٍ . وأَجْدَادٌ بلا لام والصواب الأَجادُ ع لبني مُرّةَ وأَشْجَعَ وَفَزارةَ . قال عُرْوَةُ بن الوَرْد :
فلا وَأَلَتْ تِلكَ النُّفوسُ ولا أَتَتْ ... على رَوْضَةِ الأَجدادِ وهْيَ جَميعُ وذُو الجَدَّينِ بالفتح عبدُ اللّه بن الحارثِ بن هَمَّام وعَمْرُو ابنُ رَبيعة بن عَمرو فارسُ الضَّحْيَاءِ ويقال إِن فارسَ الضّحياءِ هو بِسْطَام بنَ قَيْس بن مسعود بن قَيْس بن خالد الشَّيبانيّ وهما قولان . وكُزبَيرٍ : جُدَيدُ بنَ خَطّابٍ الكَلبيُّ شَهِدَ فَتْحَ مِصْر وروَى عن عبد اللّه بن سَلاَمٍ . ومما يستدرك عليه : هذا الطَّريقُ أَجَدُّ الطّريقَيْنِ أَي أَوْطَؤُهما وأَشدُّهما استواءً وأَقلُّهما عُدَوَاءَ . وأَجدّتْ لك الأَرضُ إِذا انقطَعَ عنك الخَبَارُ ووَضَحَت . قال أَبو عُبيدٍ : وجاءَ في الحديث فأَتَيْنَا عَلَى جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ قيل : الجُدْجُد بالضَّمّ : البِئرُ الكثيرةُ الماءِ . قال أَبو عُبيد : وهذا لا يُعرف إِنّما المعروف الجُدّ وهي البئر الجَيِّدة الموضعِ من الكَلإِ . قال أَبو منصور وهذا مِثلُ الكُمْكُمة للكُمّ والرَّفْرَفَة للرَّفّ . وسَنةٌ جَدّاءُ : مَحْلَةٌ . وعامٌ أَجَدُّ . وشاةٌ جَدّاءُ : قليلةُ اللّبَن يابسَةُ الضَّرْع وكذلك النَّاقة والأَتانُ . والجَدُودَة : الَقليلةُ اللَّبَنِ من غير عَيْب والجمْع جَدائدُ . وقال الأَصمعيّ : جُدّتْ أَخلافُ النّاقةِ إِذا أَصابَها شْيءٌ يَقطَع أَخلافَها . والمُجَدَّدة : المُصرَّمة الأَطباءِ . وعن شَمرٍ : الجَدّاءُ الشَّاةُ الّتي انقطَعَ أَخلافُهَا . وقال خالدٌ : هي المقطوعةُ الضَّرْعِ وقيل هي اليابسةُ الأَخلافِ إِذا كان الصِّرَارُ قد أَضَرَّ بها . والجَدَّاءُ من الغَنم والإِبل : المقطوعةُ الأُذنِ . وقولهم جَدّدَ الوضوءَ والعَهْدَ على المَثَلِ . وكِساءٌ مُجَدَّدٌ : فيه خُطوطٌ مختلِفة . وفي حديث أَبي سُفيانَ جُدَّ ثَدْياَ أُمِّك أَي قُطِعَا وهو دُعاءٌ عليه بالقَطِيعة قاله الأَصمعيّ . وعنه أَيضاً : يقال للنّاقَة إِنّها لَمُجِدَّةٌ بالرّّحْل إِذا كانت جادّةً في السَّيْر . قال الأَزهريّ : لا أَدرِي أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة : فمن قال مِجَدَّة فهي من جَدّ يَجِدّ ومن قال مُجِدّة فهي من أَجدَّت . وعن الأَصمعيّ : يقال : لفُلان أَرضٌ جادُّ مِائَةِ وَسْقٍ أَي تُخْرِجُ مِائَةَ وَسْقٍ إِذا زُرِعَتْ . وهو كلامٌ عَربيّ . والجادُّ بمعنى المجدُود . وقال الِّلحيانيّ : جُدَادَةُ النَّخْلِ وغيرِه : ما يُستأْصَل . وجَدِيدَتَا السَّرْجِ والرَّحْلِ : اللِّبْدُ الّذي يَلزِق بهما من الباطِن . قال الجوهريّ : وهذا مُوَلّد . وقولهم : في هذا خَطَرٌ جِدُّ عَظيم . أَي عظيمٌ جِدّاً . وجَدَّ به الأَمرُ : اشتَدَّ قَال أَبوسَهْم :
أَخالدُ لا يَرْضَى عن العَبْدِ رَبُّه ... إِذَا جَدَّ بالشَّيخ العقُوقُ المُصمِّمُ وعن الأَصمعيّ : أَجدَّ فُلانٌ أَمْرَه بذلك أَي أَحكَمَه . وأَنشد :
أَجَدَّ بها أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّه ... لَهَا أَوْ لأُخْرَى كالطَّحِينِ تُرَابُهاوجُدَّان بن جَدِيلة بالضّمّ : بطنٌ من ريبعة . والجُدّاد كرُمّان : صِغارُ العِضَاهِ . وقال أَبو حنيفة : صِغَارُ الطَّلحِ الواحدةُ جُدّادةٌ . وفي الحديث : احِْسِ الماءَ حَتَّى يَبلُغَ الجَدَّ قال ابن الأَثير هي ها هنا المُسنَّاة وهو ما وقَعَ حَولَ المَزرعةِ كلجِدَار وقيل هو لُغَةٌ في الجِدار ويُروَى الجُدُر بالضّمّ جمْع جِدار ويُروَى بالذّال وسيأْتي . والجَدُّ بنُ قَيْسٍ له ذِكْر . والجِدِّيّة بالكسر : قَرْيَة قُرْبَ رَشيد . وجُدَادٌ كغُراب : بطنٌ من خَوْلان منهم اللَّيْثُ بن عاصم وأَخوه أَبو رَجب العَلاَءُ بن عاصم إِمام جَامِع مصر وجَدُّهما لأُمِّهما مِلْكانُ بن سَعْد الجُدَاديّ كان شريفاً بمصر . وأُسيد الخَولانيّ الجُدَاديّ شَهِدَ فتْح مصر وصَحِبَ عُمَر . وعبد الملِك بن إِبراهِيمَ الجِدّيّ وقاسم بن محمد الجِدّيّ وأَحمد بن سَعيد بن فَرْقَدٍ الجِدّي وعبد اللّه ابن إِبراهيم الجِدّي وعليّ بن محمّدٍ القَطّان الجِدّيّ كلّ هؤلاءِ بكسرِ الجيم مُحدِّثُون . وبفتح الجيم أَبو سعيد بن عَبْدُوس الجَدّيّ سمعَ من مالكٍ . وأَبو عبد اللّه محمد بن عُمر الجَدِيديّ من أَهلِ بُخَارَا زاهدٌ عابدٌ حدّثَ عنه أَبو منصورٍ النَّسفيّ . وعبد الجبار بن عبد اللّه بن أَحمد ابن الجِدّ الحربيّ بِكسر الجيم محدّث هكذا ضبطه منصور بن سُليم . وبنو جُدَيد كزُبير : بطنٌ من العرب
الزَّيْتُ : فَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ سَعْدِ بن عَبْدِ سَعد . الزَّيْتُ : دُهْنٌ معروفٌ وهو عُصارة الزَّيْتونِ قاله ابن سِيدَهْ . وفي الأَساس : هو مُخُّ الزَّيْتون . والزَّيْتون شَجَرَتُه واحدَتهُ زَيْتونَةٌ . وقيل : الزَّيْتون : ثَمَرَتُه وأُطْلِقَ على الشَّجَرَةِ مَجَازاً وقيل : هو مُشْتَرَكٌ بينهما قال ابن منظور : هذا في قولِ مَنْ جعله فَعْلوناً . قال ابن جِنِّي : هو مثالٌ فائتٌ ومن العَجَب أَنْ يفوتَ الكِتَابَ وهو في القرآن العزيز وعلى أَفواه النّاس قال الله تعالَى : " والتِّينِ والزَّيْتونِ " قال ابْن عَبّاسٍ هُو تِينُكم هذا زَيتونَكم هذا . قال الفرّاءُ : يُقَال : إِنّهما مسجدانِ بالشّام : أَحدُهما مَسْجِدُ دِمَشْقَ وثانِيهِما المسجدُ الّذِي كلَّم الله تعالى عندَه موسى عليه السَّلامُ أَو الزَّيْتون : جِبالُ الشَّامِ . قلت : ونَسَبَ شيخُنا هذا القولَ يعني زيادةَ النُّون إِلى السِّيرافِيّ . وقيل : هو الظّاهِرُ وعليه مشى الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وتَبِعَهُمَا المَجْدُ وكَفَى بهما قُدْوَةً . وقال بعضُهُمْ بأَنَّ النُّونَ هي الأَصلُ وأَنَّ الياءَ هي الزائدة بين الفاءِ والعين وعليه فوَزْنُه فَيْعُولٌ ومحلُّ ذِكْره حينئذٍ النُّونُ . قال : وفي شرح الكافية : الزَّيْتُون فَيْعُولٌ لِما حكاه بعضُهم عن العرب من قَوْلِهِمْ : أَرَق زَتِنَةٌ . وقال ابنُ عُصْفُور في كتابه المُمْتَع : وأَمّا زَيتون ففَيْعُولٌ كقَيْصُومٍ وليست النّونُ زائدةً بدليل قولهم : أَرضٌ زَتِنَةٌ أَي : فيها زَيتُون وأَيضا تُؤَدِّي الزِّيادةُ إِلى إِثباتِ فَعْلُون وهو بِنَاءٌ لم يَستقِرَّ في كلامهم . قلت : وأَمّا هذا فقد عَرَفْتَ ما فيه من الاسْتِبْعَاد من كلام ابن منظور . الزَّيْتُونُ : د بِالصِّينِ . الزَّيْتُونُ : ة بالصَّعِيدِ على غَرْبِيّ النِّيل وإِلى جنبها قريةٌ أُخْرَى يقال لها : المَيْمُونُ . الزَّيْتُونُ : اسْمُ جَدِّ أَبي القاسم المُظَفَّرِ بن محمَّد بن زَيْتُون اليَزِيديّ البَغْدَادِيّ عن أَبي مُسْلم الكَجّيّ . وعبدُ السّيّد بنُ عَلِيّ بن مُحَمّدِ بنِ الطَّيِّب أَبو جعفرٍ المتكلم عُرِفَ بابْن الزَّيْتُونِيّ والِدُ أَبي نَصْرٍ حَنْبَلٍ من أَصحابِ أَبي الوَفَاءِ بن عقيل . انتقل إِلى مذهب الإِمام أَبي حنيفةَ وبرَعَ في الكلام مات سنة 542 . والزَّيْتُونَةُ : موضعٌ ببادِيَةِ الشّامِ كان يَنْزِلُه هِشامُ بنُ عبد المَلِك . وعَيْنُ الزَّيْتُونَةِ بإِفْرِيقِيَّةَ . وأَحْجَارُ الزَّيْتِ : مَوضعٌ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاة وأَتمَّ التَّسْلِيم وهو خارجُها به استُشْهِد الإِمام محمّدٌ المُهْدِيُّ بنُ عبدِ الله بن الحسن بن الحسن بن عليِّ بن أَبي طالِب في وَقعة مشهورة ويقال له : قَتِيلُ أَحجار الزَّيْت . وقَصْرُ الزَّيْتِ بالبَصْرةِ : صُقْعٌ قَرِيبٌ من كَلاّئها . وهولاءِ كُلُّهنَّ مَواضعُ . ويُقَال لِلّذِي يَبِيعُ الزَّيْتَ : زَيّاتٌ ولِلَّذي يَعتصِرُه : زَيّاتٌ . واشتهَر به أَبو صالِحٍ ذُكْوَانُ السَّمَّان كذا يَقولُه أَهلُ العِراق وأَهل المدينة وأَهلُ مَكَّةَ يقولونه الزَّيّات لأَنه كان يَبِيعُه عن أَبي هُرَيْرَةَ وعنه ابنُه سُهَيْل . وحَمْزَةُ بن حَبِيبٍ الزَّيات صاحب القِراءَة عن الأَعمش . وقال أَبو حنيفةَ : الزَّيْتُون من العَضَاه قال الأَصمعيّ : حدَّثني عبدُ الملك بن صالح بن عَليّ قال : تَبْقَى الزَّيْتُونَةُ ثلاثينَ أَلفَ سنةٍ . قال : وكُلُّ زَيْتُونَةٍ بِفِلَسْطِينَ من غَرْسِ أُمَمٍ قبلَ الرُّوم يقال لهم اليُونانِيُّون . وزِتُّ الثَّرِيدَ والطَّعَامَ أَزِيتُهُ زَيْتاً : جَعَلْتُ فيه الزَّيْتَ أَو عَمِلْتُه بالزَّيْت فَهُوَ مَزِيتٌ على النَّقْصِ وَمَزْيُوتٌ على التَّمَام . قال الفَرَزْدَقُ في النَّقْص يَهجو ذا الأَهْدام :
جاؤُوا بِعِيرٍ لم تَكُنْ يَمَنِيَّةً ... ولا حِنْطةَ الشَّأْمِ المَزِيتِ خَمِيرُهَا كذا في الصِّحاح وهكذا أَنشده أَبو عليّ : والرِّوايةُ :
" أَتَتْهُم بعِيرٍ لم تَكُنْ هَجَرِيَّةً وقبلَهُ :
ولَمْ أَرَ سَوَّقِينَ غُبْراً كسَاقَةٍ ... يَسُوقُونِ أَعْدالاً يَدِلُّ بَعِيرُهاوعن اللِّحْيَانيِّ : زِتُّ الخُبْزَ والفَتُوتَ : لَتَتُّهُ بِزَيْت . وازْداتَ فُلانٌ : إِذا ادَّهَنَ بِهِ وهو مُزْدَاتٌ وتصغيرُهُ بتمامةُ : مُزَيْتِيتٌ . وفي اللسان يُقَالُ زِتُّ رَأْسِي ورأْسَ فُلانٍ : دَهَنْتُه به . وازَّتُّ به : ادَّهَنْت . وزَاتَهُمْ : أَطْعَمَهُم إِيّاه هذه روايةٌ عن اللِّحْيَانيّ وعبارةُ الصحاح وزِتُّ القَوْمَ : جعلتُ أُدْمَهُمُ الزَّيْتَ انتهى . وزَيَّتُّهُمْ : إِذا زَوَّدْتُهُمُ الزَّيْتَ . وأَزاتُوا : كَثُرَ عِنْدَهُمُ الزَّيْتُ عن اللِّحْيَانيّ أَيضاً . قال : وكذلك كلّ شيْءٍ من هذا إِذا أَردتَ أَطْعَمْتَهم أَو وَهَبْتَ لهم قُلْتَهُ : فَعَلْتُهُم ؛ وإِذا أَرَدْتَ أَنّ ذلك قد كَثُر عندَهُم قلت : قد أَفْعَلُوا . واسْتَزاتَ : طَلَبَهُ . وفي اللِّسان والصِّحاح : جاؤوا يَسْتَزِيتُونَ : أَي يَستوهِبُونَ الزَّيْتَ . والزِّيْتِيَّةُ : فَرَسُ لَبِيدِ بْنِ عَمْرٍو الغَسَّانِيّ قال الصّاغَانيّ : سُمِّيَت بذلك لأَنّها عَرِقَتْ فأَنكَرَها ابْنُ عَمْرٍو لِلَوْنِها عندَ العَرَقِ . وفي الأَساس : جاءَ فلانٌ في ثِيابِ زَيّات : أَي في ثِيَابٍ وَسِخَةٍ . وطُورُ زِيتَا : الّذِي وقع عليه الوّحْيُ وقد أَشار له الفَرّاءُ في كلامه وسيأْتي في : " طور " إِن شاءِ الله . وكَفْرُ الزَّيّات : قَرْيَةٌ بمصْرَ
فصل السين المهملة مع التاءِ
اللَّوْح : كلُّ صَفيحةِ عَرِيضةِ خَشَباً أَو عَظْماً ومثله في المحكم والتهذيب . أَلْواحٌ وأَلاَوِيحُ جج أَي جمْع الجمْعِ قال سيبويه : لم يُكسَّر هذا الضَّرْبُ على أَفعُلٍ كَراهيَةَ الضّمّ على الواو . واللَّوْح : الكَتِف إِذا كُتِبَ عليها كذا في التهذيب . واللَّوْح : الهَواءُ بين السماءِ والأَرْض وبالضّمِّ أَعلَى ولم يَحْكِ الفَتحَ فيه إِلاّ اللِّحْيَانيّ . قال الشاعر :
لِطائرٍ ظَلَّ بنَا يَخُوتُ ... يَنْصبُّ في اللُّوحِ فما يَفُوتُ ويقال : لا أَفعَلُ ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُّوح أَي ولو نَزَوْت في السُّكَاكِ والسُّكَاكُ بالضمّ هو الهواءُ الذي يُلاقِي أَعنانَ السَّماءِ واللَّوْح : النَّظْرة كاللَّمْحَة . ولاَحَه ببِصَرِه لَوْحَةٌ : رآهُ ثمَّ خَفِيَ عنه . واللَّوْح : أَخفُّ العَطش وعمَّ به بعضُهم جِنسَ العَطِش . وقال اللِّحيانِيّ : اللَّوْح : سُرعةُ العَطشِ كاللُّوحِ واللُّوَاح واللُّؤُوحِ بضمهنّ الأَخيرة عن اللِّحْيانيّ واللَّوَحانِ محرّكةً والالتِياحِ . وقد لاَحَ يَلُوحُ والْتَاحَ . وأَلاَحَ النَّجمُ : بَدَا وأَضاءَ وتَلأْلأَ كلاَحَ . وأَلاَحَ البَرْقُ : أَوْ مَضَ فهو مُلِيحٌ . وقيل : أَلاَحَ : أَضاءَ ما حَولَه . قال أَبو ذُؤَيب :
رَأَيتُ وأَهْلِي بِوادِي الرَّجي ... عِ مِن نحْوِ قَيْلةَ برْقاً مُلِيحَا كلاَحَ يَلوح لَوْحاً ولُؤُوحاً ولَوَحَاناً . وقال المتلمِّسُ :
وقد أَلاَحَ سُهَيْلٌ بَعدَمَا هَجَعُوا ... كأَنّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقبوسُ قال ابن السّكيت : يقال لاَحَ السُّهَيْل إِذا بدَا وأَلاحَ إِذا تَلأْلأَ . ومن المجاز : أَلاَحَ الرّجُلُ من الشْيءِ يُلِيح إِلاَ حَةً كأَشاحَ : خافَ وأَشفَقَ وحاذَرَ وفي بعض الأُصول حَذِرَ ثلاثيًّا . وفي حديث المغيرة : أَتَحْلِفُ عِنْدَ مِنبر رسُولِ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم ؟ فأَلاحََ مِنَ اليَمِينِ أَي أَشفَقَ وخافَ . ومن المجاز : أَلاحَ بسَيْفِهِ : لَمَعَ به وحَرَّكَة كَلوّحَ تَلْوِيحاً . وأَلاحَ فُلاَناً : أَهلَكَه يُلِيحه إِلاحةً . والمِلْوَاحُ : الطَّويلُ والضّامرُ وكذلك الأُنثَى : امرأَةٌ مِلْواحٌ . ودَابّةٌ مِلْواحٌ إِذا كان سؤيعَ الضُّمْرِ . والمِلْوَاحُ : المرأَةُ السَّريعةُ الهُزَالِ وجمْعُه مَلاوِيحُ قال ابنُ مُقْبل :
بِيضٌ مَلاَوِيحُ يَومَ الصَّيف لا صُبُرٌ ... على الهَوَان ولا سُودٌ ولا نُكُعُ والمِلْوَاح : العَظِيم الأَلْوَاحِ والأَلواحُ من الجَسد : كلُّ عَظمٍ فيه عِرَضٌ قال :
يَتْبَعْنَ إِثْر بازلٍ ملْواحِ ... وبَعيرٌ مِلْواحٌ ورَجلٌ مِلْوَاحٌ
وقال شَمِرٌ وأَبو الهيثم : المِلْواحُ هو : الجَيِّدُ الأَلْواحِ العَظيمُهَا . وقيل : أَلواحُه ذِرَاعاه وساقاه وعَضُداه . والمِلْواحُ : سَيفُ عَمرو بن أَبي سَلَمةَ وهو مَجاز تَشبيهاً بالعَطْشَانِ . و المِلْوَاحُ : البُومَة تُخَيَّط عَيْنُها وتُشَدُّ في رِجْلِها صُوفةٌ سوداءُ ويُجعَل له مَرْبأَةٌ ويَرتَبيءُ الصّائدُ في القُتْرة ليُصادَ بها البازِي وذلك أَنْ يُطِيرَهَا سَاعةً بعد ساعةٍ فإِذا رآه الصَّقْر أَو البازِي سقَطَ عليه فأَخذَه الصائدُ . فالبُومَة وما يَلِيها تُسمَّى مِلْوَاحاً . والمِلْوَاح من الدَّوابِّ : السَّريعُ العطَشِ قاله أَبو عُبيد . كالمِلْوَحِ مثل مِنْبرٍ والمِلْياحِ الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ . فأَمّا ملْوَاحٌ فعلى القياس وأَمّا ملْيَاحٌ فنادرٌ . قال ابن سيده : وكأَنَّ هذه الواوَ إِنمَا قُلبتْ ياءً لقُرْب الكَسرةِ كأَنّهُم تَوهَّموا الكَسرةَ في لام مِلواح حتى كأَنّه لِوَاحٌ فانقلَبَت الوَاوُ ياءً لذلك . وإِبلٌ لَوْحَى أَي عَطْشَى ولاَحَه العَطَشُ أَو السَّفرُ والبَرْدُ والسُّقْمُ والحُزْن يَلُوحُه لَوْحاً : غَيَّرَه وأَضْمَرَه . وأَنشد :
ولم يَلُحها حَزَنٌ على ابْنُمِ ... ولا أَخٍ ولا أَبس فتَسْهُمِ كلوَّحَة تَلويحاً . وقالوا : التَّلْوِيح هو تَغْيير لونِ الجِلْد من مُلاقَاةِ حَرِّ النّارِ أَو الشَّمس . وقِدْحٌ مُلَوَّح : مُغَيَّر بالنّار وكذلك نَصْلٌ مُلَوَّوحٌ . ولَوَّحتْه الشّمْسُ : غَيَّرتْه وسَفَعَتْ وَجْهَه . وقالَ الزّجاج : لَوَّاحَةٌ للبَشَرِ أَي تحرِق الجِلْدَ حتّى تُسوِّدَه . يقال لاَحَهُ ولَوَّحَه . وأَلوَاحُ السِّلاحِ : ما يَلُوح مِنه كالسَّيْفِ ونحْوِه مثل السِّنانِ . قال ابن سيده : والأَلْواحُ : ما لاَحَ من السِّلاح وأَكْثرُ ما يُعنَى بذلك السيوفُ لبيَاضِها . قال عمرو بن أَحمرَ الباهليّ :
تُمْسي كأَلْواحِ السِّلاحِ وتُضْ ... حِى كالمَهاةِ صَبِيحةَ القَطْرِ قال ابن بَرِّيّ : وقيل في أَلوَاحِ السِّلاحِ إِنّهَا أَجفانُ السُّيوفِ لأَنّ غلافَها من خَشَبٍ يُرَاد بذَلك ضُمورُهَا يقول تثمْسِي ضامرةً لايَضُرُّهَا ضُمْرُهَا وتُصبِح كأَنَّهَا مَهاةٌ صبيحةَ القَطْر وذلك أَحسنُ لها وأَسْرَعُ لعَدْوِها . والمُلَوَّحُ كمُعظَّم : المغُيَّر بالنَّار أَو الشَّمْس أَو السَّفَر . واسم سَيفِ ثابتِ بن قَيْسِ الأَنصاريّ . واسْم والد فَضَالَة له ذِكْرٌ في شرح الشِّفاءِ . وجَدٌّ قَبَاثِ بن أَشْيَمَ الكنانيّ . ولُحْتُه : أَبصَرْتُه . ولُحْتُ إِلى كذا أَلُواح : إِذا نظَرْت إِلى نارٍ بعيدة . قال الأَعشي :
لعَمْرِي لقدْ لاحَتْ عُيونٌ كَثيرةٌ ... إِلى ضَوءِ نارٍ في يَفَاعٍ تُحَرَّقُ أَي نَظَرتْ . قال شيخنا : وأَنشدوا :
وأَصْفَر من ضَربِ دارِ المُلوكِ ... تَلوحُ علَى وَجْهِهِ جَعْفَرَاقال ابن بَرِّيّ : هو من لاحَ إِذا رأَى وأَبصر أَي تُبْصِر وتَرَى على وَجْهِ الدِّينار جَعفَراً أَي مرسوماً فيه وهو ظاهر لا غبار عليه . قال : ورُوِيَ يَلوحُ بالتّحتية وهو يحتاج إِلى تأْوِيل وتقديرِ فِعلٍ ناصِب لجعفر نحو اقصدُوا جعفرا وشِبْهه . وقد استوفاه الجَلال السُّيُوطيَ في أَواخرِ الأَشباه والنظائر النَّحوية واسْتلاحَ الرّجلُ إِذا تَبصَّرَ في الأَمْر . وقولهمْ لَوِّحِ الصَّبيَّ معناه قُتْه - بالضّمّ أَمرٌ من قَاتَ يقوتُ - مايُمسِكُه وفي نُسخة . بما يُمسِكه . والمُلْتَاحُ بالضّمّ : المتَغَيِّر من الشَّمس أَو من السَّفر أَو غير لك . والِلَّيَاحُ كسَحاب وكِتَابٍ : الصُّبْحُ لبِياضه . ولَقِيتُه بِلِيَاحٍ إذا ألقيته عند العصر والشمس بيضاء واللَّيَاحُ واللِّياحُ : الثَّوْرُ الوَحشيّ لبياضه . والِلَّيَاحُ : سَيفٌ لحَمْزَةَ بن عبد المطَّلب رضي اللّه تعالَى عنه ومنه قوله . قَد ذاقَ عُثْمَانُ يوم الجَرِّ من أُحُد وَقْعَ الِلَّياح فأَوْدَى وهو مَذمومُ قال ابن الأَثير : هو من لاَح يَلوح لِيَاحاً إِذَا بَدَا وظَهَر . والِلَّيَاحُ : الأَبيضُ من كل شَيْءٍ . ومن المجاز يُقال : أَبْيضُ لِيَاحٌ بالوَجهين ويَقَقٌ ويَلَق : ناصعٌ وذلك إِذَا بُولِغَ في وَصْفه بالبياض . وفي نسختنا : لماح بالميم بدل لياح بالتَّحتيّة وهو صحيحٌ في بابه وقد تَقَدّم استدراكُه وأَمّا هُنَا فليس إِلاّ بالتّحْتِيّة . قال الفرّاءُ : إنما صَارَت الواو في لِيَاح ياءً لانكسار ما قبلَها . وأَنشد :
أَقبُّ البَطْنِ خَفّاقٌ حَشَاهُ ... يُضِيءُ اللَّيْلَ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ قال ابن بَرِّيّ : البَيت لمالكِ بن خالدٍ الخُنَاعِيّ يمدح زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ . اللِّيَاح الأَبيضُ المتلأْلىء . وقال الفَارسيّ : وأَمّا ليَاحٌ يعنِى كسَحابٍ فشاذّ : انقلبت واوه ياءً لغير عِلّة إِلاّ طَلبَ الخِفّة . ولوَّحَهُ بالنّار تَلويحاً أَحْمَاه قال جِرَانُ العَوْدِ واسمه عامر بن الحارث
عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ كأَنّ وَظِيفَهَا ... وخُرْطَومَها الأَعلَى بنارٍ مُلَوَّحُ ولاَحَ الشَّيبُ يَلوحُ في رَأْسه : بدَا ولوَّحَ الشَّيْبُ فُلاناً غَيَّره وذلك إِذا بَيَّضَه . قال :
" من بعْد ما لوَّحَكَ القَتيرُ وقال الأَعشي :
فلَئِنْ لاحَ في الذُّوأَبَة شَيْبٌ ... يَا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَوَانِي ومما يُستدرك عليه : اللَّوْحُ اللَّوْحُ المَحْفُوظ وهو في الآيَة مُستودَعُ مَشِيئاتِ اللّه تَعالى وإِنَّمَا هو على المَثَلِ : وفي قوله تعالى : " وكَتَبْنَا لَهُ في الأَلْوَاح " قال الزّجّاج : قيل : كانَا لَوْحَيْن ويجوز في اللُّغَة أَن يقال للَّوْحينِ أَلواحٌ . ولَوْحُ الكَتِفِ : مَا مَلُسَ منها عنْد مُنقَطَع عَيْرِهَا من أَعلاها . قال ابن الأَثير : وفي أَسماءِ دَوابِّه صلَّى اللّه عليه وسلّم أَنّ اسمَ فَرسِه مُلاَوِحٌ وهو الضَّمار الّذي لا يَسْمَن والسَّرِيعُ العطَشِ والعظيمُ الأَلوَاحِ . ومن المجاز : لاحَ لي أَمرُك وتَلوَّحَ : بانَ ووَضحَ كذا في الأَساس . وقال أَبو عُبَيْدٍ : لاحَ الرَّجلُ وأَلاحَ فهو لائحٌ ومُلِيحٌ إِذَا بَرَزَ وظَهَر . ولَوائحُ الشْيءِ : ما يَبدو منه وتَظهرُ عَلامَتُه عليه . وأَنشد يعقوب في المقلوب قَول خُفاف ابن نَدْبَةَ
فإِمّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَونُه ... ولاَحَتْ لَواحِي الشَّيبِ في كلِّ مَفْرِقِقال : أَراد لَوائح . وفي الأَساس : نَظَرْت إِلى لَوَائِحه وأَلْواحِه إِلى ظَواهِره . ومن المجاز أَلاحَ بثَوْبه ولَوَحَ به الأَخيرة عن اللِّحْيَانِيّ : أَخَذَ طَرَفَه بيَدِه من مكانٍ بعيدٍ ثم أَدارَه ولَمَع به ليُرِيَه مَن يُحِبُّ أَن يَراه : وكلُّ من لَمَعَ بشْيءٍ وأَظهرَه فقد لاحَ به ولَوَّح وأَلاحَ وهما أَقلّ . ولَوَّحَه بالسَّيْف والسَّوطِ والعَصَا : عَلاَه بها فضَرَبه . وفي الأساس من المجاز : لَوَّحْتُه بعَصاً أَو نِعْل : عَلَوْتُه ولَوَّحَ للِكَلْب بِرَغيفٍ فَتبِعه . وأَلاح بحَقّي : ذَهَبَ به . وقُلتُ له قَولاً فما أَلاَحَ منه أَي ما استحَى . وأَلاحَ على الشْيءِ : اعْتَمَدَ . وفي الأَساسِ : ومن المجاز : لم يَبْقَ منه إِلاّ الأَلْواحُ وهي العِظَامُ العِرَاضُ للمَهزول
فصل الميمِ مع الحاءِ المهملة