ثَابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَبَاناً : رجع بَعْدَ ذَهَابِهِ ويُقَالُ : ثَابَ فُلاَنٌ إلى اللهِ وتَابَ بالثَّاءِ والتَّاءِ أَيْ عَادَ وَرَجَعَ إلى طَاعَتِه وكذلك أَثَابَ بمَعْنَاهُ ورَجُلٌ تَوَّابٌ أَوَّابٌ ثَوَّابٌ مُنِيبٌ بِمَعْنًى وَاحِد وثَابَ النَّاسُ : اجْتَمَعُوا وجَاءُوا وثَابَ الشيءُ ثَوْباً وثُؤُوباً أَيْ رَجَعَ كَثَوَّبَ تَثْوِيباً أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لرَجُلٍ يَصِفُ سَاقيَيْنِ :
" إذَا اسْتَرَاحَا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبَا ومن المَجَازِ : ثَابَ جِسْمُهُ ثَوَبَاناً مُحَرَّكَةً وأَثَابَ : أَقْبَلَ الأَخيرَةُ عن ابنِ قُتَيْبَةَ وأَثَابَ الرَّجُلُ : ثَابَ إلَيْهِ جِسْمُهُ وصَلَحَ بَدَنُهُ وأَثَابَ اللهُ جِسْمَهُ وفي التهذيب : ثَابَ إلى العَليلِ جِسْمُهُ إذا حَسُنَتْ حَالَهُ بَعْدَ نُحُوله ورَجَعَتْ إلَيْهِ صِحَّتُهُ . ومن المَجَازِ : ثَابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُوباً : امْتَلأَ أَوْ قَارَبَ وأَثَبْتُهُ أَنَا قَالَ :
" قَدْ ثَكِلَتْ أُخْتُ بَنِي عَدِيِّ
" أُخَيَّهَا فِي طَفَلِ العَشِيِّ
" إنْ لَمْ يَثُبْ حَوْضُكِ قَبْلَ الرِّيِّ ومن المَجَازِ الثَّوَابُ بمَعْنَى العَسَلِ أَنْشَدَ ابْنُ القَطَّاعِ :
هِيَ أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ إذَا مَا ... ذُقْتُ فَاهَا وبَارِىءِ النَّسَمِ والثَّوَابُ : النَّحْلُ لأَنّهَا تُثُوبُ قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
مِنْ كُلِّ مُعْنِقَةِ وكُلِّ عطَافَةِ ... منْهَا يُصَدِّقُهَا ثَوَابٌ يَرْعَبُ وفي الأَسَاس : ومِنَ المَجَازِ سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً كَمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ ثَوَاباً يُقَالَ : أَحْلَى مِنَ الثَّوَابِ والثَّوَابُ : الجَزَاءُ قَالَ شَيْخُنَا ظَاهِرُهُ كالأَزْهَرِيِّ أَنَّهُ مُطْلَقٌ في الخَيْرِ والشَّرِّ لاَ جَزَاءُ الطَّاعَةِ فَقَطْ كَمَا اقْتَصَر عَلَيْهِ الجَوْهَرِيّ واسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى " هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ " وقد صَرَّحَ ابنُ الأَثِيرِ في النهاية بِأَنَّ الثَّوَابَ يَكُونُ في الخَيْرِ والشَّرِّ قَالَ إلاَّ أَنَّهُ فِي الخَيْرِ أَخَصُّ وأَكْثَرُ اسْتِعْمَالاً قلْتُ : وكذَا في لسان العرب
ثُمَّ نقل شَيْخُنَا عن العَيْنِيِّ في شَرْح البُخَارِيِّ : الحَاصِلُ بِأُصُولِ الشَّرْع والعِبَادَاتِ : ثَوَابٌ وبالكَمَالاَتِ : أَجْرٌ لأَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً بَدَلُ العَيْنِ والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَة إلى هُنَا وَسَكَتَ عَلَيْهِ مع أَنَّ الذِي قاله من أَنَّ الثَّوَابَ لُغَةً بَدَلُ العَيْنِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ في الأُمَّهَات اللُّغَوِيَّةِ فَلْيُعْلَمْ ذلكَ كَالمَثُوبَة قَالَ اللهُ تَعَالَى " لَمَثُوبَةٌ منْ عنْدِ اللهِ خَيْرٌ " والمَثْوَبَةِ قال اللِّحْيَانِيُّ : أَثَابَه اللهُ مَثُوبَةً حَسَنَةً ومَثْوضبَةٌ بِفَتْحِ الواوِ شَاذٌّ ومنه قَرَأَ مَنْ قَرأَ " لَمَثْوَبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ " وأَثَابَهُ اللهُ يُثِيبُهُ إثَابَةً : جَازَاهُ والاسْمُ الثَّوَابُ ومنْهُ حَدِيثُ ابْنِ التَّيِّهَان " أَثِيبُوا أَخَاكُمْ " أَيْ جَازُوهُ على صَنِيعِهِ وقد أَثْوَبَهُ اللهُ مَثُوبة حَسَنَةً ومَثْوَبَةً فَأَظْهَرَ الوَاوَ عَلى الأَصْل وقال الكلاَبيُّونَ : لا نَعِرِف المَثْوَبَةَ ولكن المَثَابةَ وكذا ثَوَّبَهُ اللهُ مَثُوبَتَهُ : أَعْطَاهُ إيَّاها وثَوَّبهُ من كذَا : عَوَّضَهُ
ومَثَابُ الحَوْضِ وثُبَتُهُ : وَسَطُه الذي يَثُوبُ إليه الماءُ إذا اسْتُفْرِغَ
والثُّبَةُ : مَا اجْتَمَعَ إليهِ المَاءُ في الوَادِي أَو في الغَائِطِ حُذِفَتْ عَيْنُهُ وإنَّمَا سُمِّيَتْ ثُبَةً لأَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إلَيْهَا والهَاءُ عِوَضٌ عن الوَاوِ الذّاهِبَةِ من عَيْنِ الفِعْلِ كما عَوَّضُوا من قَوْلِهِمْ أَقَامَ إقَامَةً كَذَا في لسان العرب ولم يَذْكُر المُؤَلِّفُ ثُبَةً هنا بل ذكره فِي ثَبي مُعْتَلِّ الَّلامِ وقد عَابُوا عَلَيْهِ في ذلك وذكرهُ الجَوْهَريّ هنا ولكنْ أَجَادَ السَّخَاوِيُّ في سِفْرِ السَّعَادَةِ حَيْثُ قال : الثُّبَةُ : الجَمَاعَةُ فِي تَفَرُّقٍ وهي مَحْذُوفَةُ الَّلامِ لأَنَّهَا من ثَبَيْتُ أَي جَمَعتُ وَوَزْنُهَا على هذا فُعَةٌ والثُّبَةُ أَيْضاً : وَسَطُ الحَوْضِ وهُو مِن ثَابَ يَثُوبُ لأَنَّ المَاءَ يَثُوبُ إليها أَي يَرْجِعُ وهِي مَحْذُوفَةُ العَيْنِ ووَزْنُهَا فُلَةٌ . انْتَهَى نقله شَيْخُنَا
قُلْتُ : وأَصْرَحُ مِنَ هذَا قَوْلُ ابْنِ المُكَرَّمِ رَحِمَهُ اللهُ : الثُّبةُ : الجمَاعةُ مِنَ النَّاسِ ويُجْمَعُ عَلَى ثُبًى وقد اختلَفَ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي أَصْلِهِ فَقَال بَعْضُهُمْ : هي من ثَابَ أَي عَادَ ورجعَ وكان أَصْلُهَا ثُوَبَةً فَلَمَّا ضُمَّتِ الثاءُ حُذِفَتِ الوَاو وتَصْغِيرُهَا ثُوَيْبَةٌ ومن هذا أُخِذَ ثُبَةُ الحَوْضِ وهو وَسَطَهُ الذي يَثُوبُ إليه بَقِيَّةُ المَاءِ وقولُه عزَّ وجلَّ " فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفرُوا جَمِيعاً " قال الفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ فانءفِرُوا عُصَباً إذَا دُعيتُمْ إلى السَّرَايا أَو دُعِيتُمْ لتَنْفِرُوا جَمِيعاً ورُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ سَلاَّمٍ سأَلَ يُونُسَ عن قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ " فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً " قال : ثُبَةٌ وثُبَاتٌ أَي فرْقَةٌ وفِرَقٌ وقال زُهَيْرٌ :
وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثُبَة كِرَامٍ ... نَشَاوَى وَاجِدِينَ لِمَا نَشَاءُقال أَبو مَنْصُورٍ : الثُّبَاتث : جَمَاعَاتٌ في تَفْرِقَةٍ وكلُّ فِرْقَة : ثُبَةٌ وهَذَا مِن ثاب وقال آخَرُونَ : الثُّبَةُ من الأَسْمَاءِ النَّاقصَةِ وهو في الأَصْل ثُبَيَة فالسَّاقطُ لاَمُ الفعْلِ في هذا القَوْل وأَما في القول الأَولِ فالسّاقِطُ عَيْنُ الفِعْلِ انْتَهَى فإذا عَرَفْتَ ذلك عَلمْتَ أَنَّ عَدَمَ تَعَرُّض المُؤَلِّفِ لِثُبَة بمعْنَى وَسَطِ الحَوْضِ في ثَابَ غَفْلَةٌ وقُصُورٌ
وَمَثَابُ البِئرِ : مَقَامَ السَّاقِي مِنْ عُرُوشهَا على فَمِ البِئْرِ قال القُطَامِيُّ يَصفُ البِئرَ وتَهَوُّرَهَا :
ومَا لِمَثَابَاتِ العُرُوش بَقِيَّةٌ ... إذَا اسْتُلَّ مِنْ تَحْت العُرُوشِ الدَّعَائِمُ أَوْ مَثابُ البِئْرِ : وَسَطُهَا ومَثَابَتُهَا : مَبْلَغُ جُمُومِ مَائِهَا ومَثَابَتُهَلا : مَا أَشْرَفَ مِن الحِجَارَةِ حَوْلَهَا يَقُومُ عليها الرَّجُلُ أَحْيَاناً كَيْلاَ يُجَاحِفَ الدَّلْوَ أَو الغَرْبَ أَو مَثَابَةُ البِئرِ : طَيُّهَا عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ قال ابنُ سِيدَهْ : لاَ أَدْرِي أَعَنَى بِطَيِّهَا مَوْضِع طَيِّهَا أَمْ عَنَى الطَّيَّ الَّذي هو بِنَاؤُهَا بالحِجَارَةِ قال : وقَلَّمَا يَكُونُ المَفْعَلَةُ مَصْدَراً والمَثَابَةُ : مُجْتَمَعُ النَّاسِ بَعْدَ تَفَرُّقِهم كالمَثَابِ ورُبَّمَا قالوا لِمَوْضِع حِبَالَةِ الصَّائِدِ مَثَابَةٌ قال الرَّاجِزُ :
" حَتَّى مَتَى تطَّلعُ المَثَابَا
" لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصَاباً يَعْنِي بالشَّيْخِ الوَعِلَ . والمَثَّابَةُ : المَوْضِعُ الَّذِي يُثَابُ إلَيْه أَي يُرْجَعُ إليه مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ومنه قولُه تَعَالَى : " وإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وأَمْناً " وإنَّمَا قِيلَ للْمَنْزِلِ مَثَابَةٌ لأَنَّ أَهْلَهُ يَتَصَرَّفُونَ في أُمُورِهم ثُمَّ يَثُوبُونَ إليهِ والجَمْعُ المَثَابُ قال أَبُو إسْحَاقَ الزَّجَّاجُ : الأَصْلُ في مَثَابَة مَثْوَبَةٌ ولكن حَرَكَة الواوِ نُقِلَتْ إلى الثاء وتَبِعَتِ الواوُ الحَرَكَةَ فَانْقَلَبَتْ أَلفاً قال : وهذا إعْلاَلٌ بِاتِّبَاع بَابِ ثَابَ وقِيلَ المَثَابَةُ والمَثَابُ وَاحدٌ وكذلك قال الفَرَّاءُ : وأَنشد الشَّافِعِيُّ بَيْتَ أَبي طَالِبٍ :
مَثَاباً لأَفْنَاءِ القَبَائلِ كُلِّهَا ... تَخُبُّ إلَيْهَا اليَعْمضلاَتُ الذَّوَامِلُ وقال ثَعْلَبٌ : البَيْتُ : مَثَابَةٌ وقال بَعْضُهُمْ : مَثُوبَةٌ ولَمْ يُقْرَأْ بها
قلتُ : وهَذَا المَعْنَى لم يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ مع أَنَّهُ مَذْكُورٌ في الصّحاحِ وهو عَجِيبٌ وفي الأَساس : ومنَ المَجًَازِ : ثَابَ إليه عَقْلُهُ وحِلْمُهُ وجَمَّتْ مَثَابَةُ البِئْرِ وهي مُجْتَمَعُ مَائهَا وبِئرٌ لَهَا ثائِبٌ أَيْ مَاءٌ يَعُودُ بَعْدَ النَّزْح وقَوْمٌ لهم ثَائِبٌ إذا وَفَدُوا جَمَاعَةً بَعْدَ جَمَاعَةٍوثَابَ مَالُهُ : كَثُرَ واجْتضمَعَ والغُبَارُ : سَطَعَ وكَثُرَ . وثُوِّبَ فُلانٌ بعد خَصَاصةٍ . وجَمَّتْ مَثَابَةُ جَهْلِهِ : اسْتَحْكَمَ جَهْلثهُ انتهى وفي لسان العرب : قال الأَزهريُّ وسَمِعْتُ العضرَبَ تَقُولُ : الكَلأُ بِمَوْضع كَذَا وكَذَا مِثْلُ ثَائبِ البَحْرِ يَعْنُونَ أَنَّهُ غَضٌّ رَطْبٌ كَأَنَّهُ مَاءُ البَحْرِ إذَا فَاضَ بَعْدَ جَزْر . وثَابَ أَي عَادَ ورَجَعَ إلى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ أَفْضَى إليه ويُقَالُ : ثَابَ مَاءُ البِئرِ إذَا عَادَتْ جُمَّتُهَا وما أَسْرَعَ ثَائِبَهَا وثَابَ المَاءُ إذا بَلَغَ إلى حاله الأَوَّلِ بَعْدَ ما يُسْتَقَى وثَابَ القَوْمُ : أَتَوْا مُتَوَاترِينَ وَلاَ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ وفي حَديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه " لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً انْتَقَصَ من سُبُلِ النَّاسِ إلى مَثَابَاتِهِمْ شَيْئاً " قال ابنُ شُمَيْل إلى مثاباتهم أَيْ إلى مَنَازِلِهِمْ الوَاحدُ مَثَابَة قال : والمَثَابَةُ : المَرْجِعُ والمَثَابَةُ : المُجْتَمَعُ والمَثَابَة : المَنْزِلُ لأَنَّ أَهْلَهُ يَثُوبُونَ إليه أَي يَرْجِعُونَ وأَرَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه : لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَداً اقْتَطَعَ شَيْئاً مِنْ طُرِقِ المُسْلمينَ وأَدْخَلَهُ دَارَه . وفي حَديثِ عَمْرِو بنِ العَاص : " قيلَ له فِي مَرَضه الذي مَاتَ فيه : كَيْفَ تَجِدُك ؟ قال : أَجِدُني أَذُوبُ وَلاَ أَثُوبُ " أَي أَضْعُف ولا أَرْجِعُ إلى الصِّحَّة . وعن ابن الأَعرابيّ : يُقَالُ لأَسَاس البَيْت : مَثَابَات ويُقَالُ لأَسَاس البَيْت : مَثَابَات ويُقَالُ لتُرَابِ الأَسَاسِ : النَّثِيلُ قَالَ : وثَابَ إذَا انْتَبَه وآبَ إذَا رَجَعَ وتابَ إذَا أَقْلَعَ . والمَثَابُ طَيُّ الحجَارَة يَثُوبُ بَعْضُهَا على بَعْض من أَعْلاَهُ إلى أَسْفَله والمَثَابُ : المَوْضعُ الَّذي يَثُوبُ منه المَاءُ ومنه : بِئرٌ مَالَهَا ثَائبٌ كذا في لسَان العَرَبِ . والتَّثْوِيبُ : التَّعْوِيضُ يُقَالُ ثَوَّبَهُ مِن كَذَا : عَوَّضَهُ وقدْ تَقَدَّمَ والتَّثْوِيبُ الدُّعَاءُ إلَى الصَّلاة وغَيْرهَا وأَصْلُه أَنَّ الرَّجُلَ إذَا جاءَ مُسْتَصْرخاً لَوَّحَ بِثَوْبِهِ ليُرى وَيَشْتَهِرَ فكان ذلك كالدُّعَاءِ فسُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيباً لِذلك وكُلَّ داعٍ مُثَوِّبٌ وقِيلَ : إنَّمَا سُمِّيَ الدُّعَاءُ تَثْوِيباً من ثَابَ يَثُوبُ إذا رَجَعَ فهو رُجُوعٌ إلى الأَمْرِ بالمُبَادَرَةِ إلى الصَّلاةِ فإنَّ المُؤَذِّنَ إذا قال : حَيَّ على الصَّلاَة فَقَدْ دَعَاهُمْ إليهَا فإذا قال بَعْدَهُ : الصَّلاةُ خَيْرٌ مِن النَّوْمِ فقد رَجَعَ إلى كَلاَمٍ مَعْنَاهُ المُبَادَرَةُ إليها أَو هو تَثْنِيَةُ الدُّعَاءِ أَو هو أَنْ يَقُولَ في أَذَانِ الفَجْرِ : الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ عَوْداً على بَدْءٍ ورَدَ في حَدِيثِ بِلاَل " أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ لا أُثَوِّبَ في شَيْءٍ من الصَّلاة إلاَّ في صَلاَة الفَجْرِ وهو قَوْلُهُ : الصَّلاَةُ خَيْرٌ من النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ . والتَّثْوِيبُ : الإِقَامَةُ أَي إقَامَةُ الصَّلاَة جَاءَ في الحَديث : " إذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَة فَأْتُوهَا وعَلَيْكُمُ السَّكينَةُ والوَقَارُ " قال ابْنُ الأَثير : التَّثْويبُ هُنَا : إقَامَةُ الصَّلاَةِ . والتَّثْوِيبُ : الصَّلاَةُ بَعْدَ الفَريضَة حَكَاهُ يُونُسُ قَالَ : ويُقال : تَثَوَّبَ إذَا تَطَوَّعَ أَي تَنَفَّلَ بَعْد المَكْتُوبَة أَي الفَرِيضَةِ وَلاَ يَكُونُ التَّثْوِيبُ إلاَّ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ وهو العَوْدَ للْصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ . وتَثَوَّبَ : كَسَبَ الثَّوَابَ قال شَيْخُنَا : وَجَدْتُ بِخَطِّ والدي : هذا كُلُّه مُوَلَّد لا لُغَوِيٌّ
والثَّوْبُ : اللِّبَاسُ مِن كَتَّانٍ وقُطْن وصُوفٍ وخَزٍّ وفِرَاءٍ وغَيْرِ ذلكَ ولَيْسَتِ السُّتُورُ مِن اللِّبَاسِ وقَرَأْتُ فِي مُشْكِل القُرْآنِ لابْنِ قُتَيْبَةَ : وقد يَكْنُونَ بِاللِّبَاسِ والثوْبِ عَمَّا سَترَ وَوَقَى لأَنَّ اللِّبَاسَ والثَّوْبَ سَاتِرَانِ وَواقِيَان قَال الشَّاعرُ :
كَثَوْبِ ابْنِ بَيْض وَقَاهُمْ بِهِ ... فَسَدَّ عَلَى السَّالِكِينَ السَّبِيلاَوسيأْتِي في " ب ي ض " ج أَثْوُبٌ وبَعْضُ العَرَبِ يَهْمِزُهُ فيقولُ أَثْؤُبٌ لاسْتثْقَالِ الضَّمَّةِ على الوَاوِ والهَمْزَةُ أَقْوَى على احْتِمَالِهَا منها وكذلك دَارٌ وأَدْؤُرٌ وسَاقٌ وأَسْؤُقٌ وجَمِيعُ ما جَاءَ على هذا المِثَال قَالَ مَعْرُوفُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ :
" لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْؤُبَا
" حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعَا أَشْيَبَا
" أَمْلَحَ لاَ لَذًّا وَلاَ مُحَبَّبَا ولعَلَّ أَثْؤُب مَهْمُوزاً سَقط من نُسْخَةِ شَيْخِنَا فَنَسَبَ المُؤلِّفَ إلى التَّقْصِيرِ والسَّهْوِ وإلاَّ فهو مَوْجُودٌ في نُسْخَتِنَا المَوْجُودَةِ وفي التَّهْذِيب : وثَلاَثَةُ أَثْوُبٍ بِغَيْرِ هَمْزٍ حُمِلَ الصَّرْفُ فيها على الواو التي في الثَّوْبِ نَفْسِهَا والواوُ تَحتملُ الصَّرْفَ من غير انْهِمَازٍ قال : ولو طُرِحَ الهَمْزُ من أَدْؤُر أَو أَسْؤُق لجاز على أَنْ تُرَدَّ تلك الأَلفُ إلى أَصْلِها وكان أَصلُها الواو وأَثْوَابٌ وثِيَابٌ ونقل شيخُنَا عن رَوْضِ السُّهَيْلِيِّ أَنه قد يُطْلَقُ الأَثْوَابُ على لاَبِسيهَا وأَنْشَدَ :
رَمَوْهَا بأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلاَ تضرَى ... لَهَا شَبَهاً إلاَّ النَّعَامَ المُنَفَّرَا أي بأَبْدَان . قلت : ومثْلُه قولُ الراعي :
فَقَامَ إليها حبْتَرٌ بسِلاَحِهِ ... وللهِ ثَوْبَا حَبْتَرٍ أَيِّمَا فَتَى يريدُ ما اشتمل عليه ثَوْبَا حَبْتَرٍ من بَدَنِه وسيأْتي
وبَائِعُه وصَاحِبُه : ثَوَّابٌ الأَوَّلُ عَنْ أَبي زيد قال شيخنا : وعلى الثاني اقتصر الجوهريّ وعَزَاه لسيبويهِ قلت : وعلى الأَولِ اقتصرَ ابن المُكَرَّمِ في لسان العرب حيث قال : ورَجُلٌ ثَوَّابٌ للذِي يَبِيعُ الثِّيَابَ نَعَمْ قال في آخِرِ المادّة : ويُقَالُ لصاحب الثِّيَابِ : ثَوَّابٌ
وأَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عُمَرَ الثِّيَابِيُّ البُخَارِيُّ المَحَدِّثُ رَوَى عنه مُحَمَّد وعمرُ ابْنَا أَبِي بكرِ بنِ عُثْمَانَ السِّنْجِيّ البخاريّ قاله الذهبيّ لُقِّب به لأَنّه كان يَحْفَظُ الثِّيَابَ في الحَمَّامِ كالحُسين بن طَلْحةَ النَّعَّالِ لُقِّب بالحَافِظِ لحفظه النِّعَالَ وثَوْبُ بنُ شَحْمَةَ التَّمِيمِيُّ وكان يُلَقَّب مُجِيرَ الطَّيْرِ وهو الذي أَسَر حَاتِمَ طَيِّىءٍ زعموا وثَوْبُ بنُ النَّارِ شَاعرٌ جاهليٌّ وثوبُ بن تَلْدَةَ بفتح فسكون مُعَمَّرٌ له شِعرٌ يومَ القَادِسيَّةِ وهو من بني وَالِبَةَ
ومن المَجَازِ : للهِ ثَوْبَاهُ كما تقول : للهِ تِلاَدُهُ أَي للهِ دَرُّهُ وفي الأَساس : يريدُ نَفْسَه ومن المجاز أيضاً : اسْلُلْ ثِيَابَكَ مِن ثَيَابِي : اعْتَزلْني وفَارِقْنِي وتَعلَّقَ بِثِيَابِ اللهِ : بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ كذَا في الأَسَاس
وثَوْبُ المَاءِ هو السَّلَى والغِرْسُ نقله الصَّاغَانِيّ وقولهم وَفِي ثَوْبَيْ أَبِي مُثَنًّى أَنْ أَفِيَهُ أَيْ في ذِمَّتِي وذمَّةِ أَبي وهذَا أَيضاً من المجاز ونقله الفرّاءُ عن بَني دُبَيْرٍ وفي حديث الخُدْرِيِّ لمَّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعَا بثيَاب جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثم ذَكَرَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال : " إنَّ المَيِّتَ لَيُبْعَثُ وفي رواية : يُبْعثُ فِي ثِيابِهِ التي يَمُوتُ فيها " قال الخَطَّابِيُّ : أَمَّا أَبُو سَعيد فقد استعملَ الحديثَ على ظَاهرِه وقد رُوِيَ في تَحْسِينِ الكَفَنِ أَحاديثُ وقد تأَوَّلَه بعضُ العلماءِ على المعنى فقال : أَيْ أَعْمَاله التي يُخْتَمُ له بها أَو الحالة التي يَمُوتُ عليها من الخَيْر والشَّرِّ وقد أَنكرَ شيخُنَا على التأْوِيل والخروجِ به عن ظاهرِ اللفظِ لغيرِ دليل ثمّ قال : على أَنّ هذا كالذي يُذْكَر بعده ليس من اللغة في شيء كما لا يخفى وقوله عزّ وجلّ : " وثِيَابَكَ فَطَهِّرْ " قال ابنُ عبّاس : يقول : لاَ تَلْبَسْ ثِيَابَكَ على مَعْصِيَةِ ولا على فُجُورٍ واحتجَّ بقول الشاعر :
وإنِّي بحَمْدِ الله لاَ ثَوْبَ غَادِر ... لَبِسْتُ وَلاَ مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُوقيلَ : قَلْبَكَ القَائِلُ : أَبو العبّاس ونقل عنه أَيضاً : الثِّيَابُ : اللِّبَاسُ وقال الفرّاء أَي لاَ تَكُنْ غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَكَ فإنّ الغادرَ دَنسُ الثِّيابِ ويقال : أَي عَمَلَكَ فَأَصْلِحْ ويقال : أَي فَقَصِّرْ فإنّ تَقصيرَها طُهْرٌ وقال ابنُ قتيبةَ في مشكلِ القرآن : أَي نَفْسَكَ فَطَهِّرْهَا منَ الذُّنُوبِ والعَرَبُ تَكْنِي بالثِّيَابِ عن النفْس لاشتمالها عليها قالت لَيْلَى وذَكَرَت إبلا :
" رَمَوْهَا بِأَثْوَاب خِفَافِ فَلاَ تَرَى البَيْتُ قد تقدَّم وقال :
" فَسُلِّي ثِيَابِ عَنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ وفُلاَنٌ دَنِسُ الثِّيَابِ إذَا كَان خَبِيثَ الفِعْلِ والمَذْهَبِ خبيثَ العِرْضِ قال امرؤُ القيس :
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وَأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ وقال آخر :
" لاَهُمَّ إنَّ عَامِرَ بْن جهْمِ
" أَوْذَمَ حَجًّا في ثِيَابٍ دُسْم أي مُتَدَسِّم بالذُّنُوبِ ويقولون : قَوْمٌ لِطَافُ الأُزُرِ أَي خِمَاصُ البُطُونِ لأَنَّ الأُزُرَ تُلاثُ عليها ويقولون : فِداً لَكَ إزَارِي أَي بَدَنِي وسيأْتِي تحقيقُ ذلك
وسَمَّوْا ثَوْباً وثُوَيْباً وثَوَاباً كسَحَابٍ وثَوَابَةَ كسَحَابَةٍ وثَوْبَانَ وثُوَيْبَةَ فالمُسَمَّى بثَوْبَانَ في الصَّحَابة رَجُلاَنِ : ثَوْبَانُ بنُ بُجْدُدٍ مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثَوْبَانُ أَبو عبدِ الرحمن الأَنْصَارِيُّ حَدِيثُه في إِنْشَادِ الضَّالَّةِ وثَوْبَانُ : اسْمُ ذِي النُّونِ الزبَّاهِدِ المِصْرِيّ في قول عن الدَّارَقُطْنِيِّ وثَوْبَانُ بن شَهْرٍ الأَشْعَرِيُّ يَرْوِي المَرَاسِيلَ عِدَادُه في أَهلِ الشأْمِ وثُوَيْبٌ أَبُو رشيدٍ الشامِيُّ
وثُوَيْبَةُ مَوْلاَةُ أَبِي لَهَبٍ مُرْضِعَةُ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ومرضعة عمِّه حمزةَ رضي الله عنه قال ابنث مَنْدَه : إنَّهَا أَسلمتْ وأَيَّده الحافظ ابنُ حَجَر
وَمَثْوَبُ كمَقْعَدٍ : د باليَمَنِ نقله الصاغانيّ
وثُوَبُ كزُفَرَ وفي نسخة كصُرَد ابنُ مَعْنٍ الطَّائِيُّ من قُدماءِ الجاهليّةِ وهو جَدُّ عَمْرِو بنِ المُسَبِّح ابنِ كَعْب وزُرْعَةُ بنُ ثُوَبَ المُقْرِىءُ تابعيٌّ كذَا في النسخ والصواب المُقْرَائِيّ قاضي دِمَشْقَ بعدَ أَبي إدريسَ الخَوْلاَنِيِّ وَعَبْدُ الله ابنُ ثُوَبَ أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ اليَمَانِيُّ الزاهدُ ويقال : هو ابن ثَوَابٍ ويقال أَثْوَبَ سَكنَ بِدَارِيَّا الشَّام لَقِيَ أَبَا بكرٍ الصدِّيقَ وَرَوَى عن عوفِ بنِ مالكٍ الأَشجعيِّ وعنه أَبُو إدْرِيسَ الخوْلاَنِيُّ كذا في التهذيب للمِزّيّ . وجُمَيْحُ بالحضاءِ المهملة مُصَغَّراً هكذا في النسخ والصَّوَاب : جَمِيعُ بالعين كأَمير والحَاء تصحيفٌ أَو هو جُمَيْعُ بالعين المهملة مُصَغَّراً ابْنُ ثُوَبَ عن خالد بن مَعْدَانَ وعنه يحيى الوُحَاظِيّ وَزَيْدُ بنُ ثُوَبَ رَوَى عنه يوسفُ بنُ أَبي حَكِيمٍ مُحَدِّثُونَ . وفَاتَه ثُوَبُ بنُ شريد اليافِعيّ شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ
وأَبُو سَعْدٍ الكَلاَعِيُّ اسمُه عبدُ الرحمن بنُ ثُوَبَ وغيرُهُمَا والحارِثُ ابن ثُوَبَ أَيضاً كزُفَرَ لاَ أَثْوَبَ بالأَلف وَوَهِمَ فيه الحافظُ عَبْدُ الغَنِيّ المَقْدِسِيُّ خَطَّأَهُ ابن مَاكُولاَ وهو تَابِعيّ رأَى عليًّا رضي الله عنه وأَثْوَبث بنُ عُتْبةَ مقبولٌ مِنْ رُوَاةِ حَدِيثِ الدِّيكِ الأَبْيَضِ وقيل : له صُحْبَة ولا يَصِحُّ رضوَاهُ عنه عبدُ الباقي بنُ قانع في مُعجمه وفَاتَه : أَثْوَبُ بن أَزْهَرَ أَخُو بني جَنَاب وهو زَوْجُ قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمَةَ الصَّحَابِيَّةِ ذَكره ابنُ مَاكُولاَ
وثَوَابٌ اسمُ رَجُلٍ كَان يُوصَف بالطَّوَاعِيَةِ ويُحْكَى أَنه غَزَا أَو سَافَرَ فانقطع خبرُه فَنَذَرَتِ امرأَتُه لَئنِ اللهُ رَدَّهُ إليها لَتَخْرِمَنَّ أَنْفَهُ أَي تجعل فيه ثُقْباً وتَجْنُبَنَّ أَي تَقُودَنَّ بِهِ وفي نسخة : تَجِيئَنَّ به إلى مَكَّةَ شُكْراً للهِ تعالى فلما قَدِمَ أَخْبَرَتْهُ به فقال لهضا : دُونَكِ بمَا نَذَرْتِ فقِيلَ : أَطْوَعُ مِنْ ثَوَاب قال الأَخْنَسُ بنُ شِهَابٍ :وكُنْتُ الدَّهْرَ لَسْتُ أُطِيعُ أُنْثَى ... فَصِرْتُ اليوْمَ أَطْوَعَ مِنْ ثَوَابِ ومن المجاز : الثَّائِبُ : الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ التي تَكُونُ في أَوّلِ المَطَرِ
وفي الأَساسِ : نَشَأَتْ مُسْتَثَابَاتُ الرِّيَاح : وهي ذَوَاتُ اليُمْنِ والبَرَكَةِ التي يُرْجَى خَيْرُهَا سُمِّيَ خَيْرُ الرِّيَاحِ ثَوَاباً كمَا سُمِّيَ خَيْرُ النَّحْلِ وهو العَسَلُ ثَوَاباً والثَّائِبُ مِن البَحْرِ ماؤهُ الفَائِضُ بَعْدَ الجَزْرِ تقول العَرَبُ : الكَلأُ بِمَوْضِعِ كَذَا مِثْلث ثَائِبِ البَحْرِ : يَعْنُونَ أَنَّه غَضٌّ طَرِيٌّ كأَنَّهُ مَاءُ البَحْرش إذَا فَاضَ بَعْدَ مَا جَزَرَ
وثَوَّابُ بنُ عُتْبَةَ المَهْرِيّ البَصْرِيّ كَكَتَّانٍ : مُحَدِّثٌ عن ابن بُرَيْدَةَ وعنه أَبُو الوَلِيدِ والحَوْضِيُّ وثَوَّابُ بنُ حُزَابَةَ كدُعَابة له ذِكْرٌ وابنه قثتَيْبَةُ بن ثَوَّاب له ذِكْر أيضاً
وثَوَابٌ بالتَّخفيف : جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثين
واسْتَثَابَه : سَأَله أنْ يُثِيبَهُ أَي يُجَازِيَه . ويقال : ذَهَبَ مالُ فلانٍ فاستَثابَ مالاً أَي اسْتَرْجَعَه وقال الكُمَيْت :
إنَّ العَشِيرَةَ تَسْتَثِيبُ بمالِه ... فتُغِيرُ وهو مُوَفِّرٌ أَمْوالَها وأَثَبْتُ الثَّوْبَ إثَابَةً إذا كَفَفْتَ مَخَايِطَه ومَلَلْتُه : خِطْتُه الخِيَاطَةَ الأُولَى بغيرِ كَفٍّ
وعمُودُ الدِّينِ لا يُثَابُ بالنِّسَاءِ إنْ مَال أَي لا يُعَادُ إلى استِوائه كذا في لسان العرب
وثُوَيْبٌ كزُبيرٍ تابِعِيٌّ مُحَدِّثٌ وهُمَا اثنانِ أَحَدُهُمَا كَلاَعِيٌّ يُكنَى أَبا حامدٍ شيْخٌ روى عن خالد بن مَعْدَانَ وآخَرُ بِكَاليٌّ حِمْصِيٌّ يكنى أَبا رَشيد روى عن زيدِ بن ثابتٍ وعنه أَبو سَلضمَةَ وزِيَادُ بن ثُوَيْبٍ عن أَبي هُرَيْرَةَ مقبولٌ من الثالثة وأَبو مُنْقِذٍ عبدُ الرحمن بن ثُوَيْب تابِعيَّانِ وحيث إنَّهُمَا تَابِعيَّانِ كان الأَليَقُ أَن يقولَ : تابِعِيُّونَ لأَن اللَّذَيْنِ تقدَّمَا تابعيَّانِ أَيضاً فتأَمّلْ
وثَوْبَانُ بن شِهْمِيلٍ بطن من الأَزْد
وأَبُو جَعْفَر الثَّوَابِيُّ محمدُ بن إبرضاهِيم البِرْتيّ الكاتب : مُحَدِّثٌ
الجَرَبُ مُحَرَّكَةً م خِلْطٌ غَلِيظٌ يَحْدُثُ تحتَ الجِلْدِ من مُخَالَطَةِ البَلْغَم المِلْحِ للدَّمِ يكونُ معه بُثُورٌ ورُبَّمَا حَصَلَ معه هُزَالٌ لكَثْرَتِه نقله شيخُنا عن المصباح وأَخْصَرُ من هذا عبارةُ ابنِ سيده : بَثْرٌ يَعْلُو أَبْدَانَ النَّاسِ والإِبلِ وفي الأَساس : وفي المَثَلِ " أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ عِنْدَ العَرَبِ " جَرِبَ كَفَرِحَ يَجْرَبُ جَرَباً فَهُوَ جَرِبٌ وجَرْبَانُ وأَجْرَبُ المعروفُ في هذه الصفاتِ الأَخِيرُ ج جُرْبٌ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ وهو القِياسُ وجَرْبَى كقَتْلَى ذَكَرَهُ الجوهَرِيُّ وابنُ سِيدَه وهو يَحْتَمِلُ كونَه جمْعَ أَجْرَبَ أَو جَرْبَانَ كَسَكْرَان على القِيَاسِ وجِرَابٌ بالكسر يجوزُ أَن يكون جَمْعاً لأَجْرَبَ كأَعْجَفَ وعِجَافٍ كما جَزَم به في المصباح وصرح به أَنه على غيرِ قِياس وزَعَم الجوهَرِيُّ أَنهُ جَمْعُ جُرْبٍ الذي هو جمع أَجْرَبَ فهو عنده جَمْعُ الجَمْعِ وهو أَبْعَدُهَا كذا قاله شيخُنا وأَجَارِبُ ضَارَعُوا به الأَسماءَ كأَجادِلَ وأَنَامِلَ
وأَجْرَبُوا : جَرِبَتْ إبِلُهُمْ وهو أَي الجَرَبُ على ما قال ابنُ الأَعرابيّ : العَيْبُ وقال أيضاً : الجَرَبُ : صَدَأُ السَّيْفِ وهو أَيضاً كالصَّدَا مقصور يَعْلُو باطِنَ الجَفْنِ ورُبَّمَا أَلْبَسَه كُلَّه ورُبما رَكِبَ بَعْضَه كذا في المحكم
والجَرْبَاءُ : السَّمَاءُ سُمِّيَت بذلك لموضع المَجَرَّةِ كأَنَّهَا جَرِبَتْ بالنُّجُوم قاله الجوهَرِيُّ وابنُ فارِسٍ وابنُ سِيده وابن منظور ونقله شيخنا عن الأَوَّلين زَادَ ابنُ سيده : وقال الفَارِسِيُّ : كَمَا قِيلَ لِلْبَحْرِ أَجْرَدُ وكما سَمَّوُا السَّمَاءَ أَيضاً : رَقِيعاً لأَنَّها مَرْقُوعَةٌ بالنجُوم قال أُسَامَةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ :
" أَرَتْهُ مِنَ الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍطِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ أَو الجَرْبَاءُ : النَّاحِيَةُ من السماءِ التي يَدُورُ فيها فَلَكُ الشَّمْسِ والقَمَرِ كذا في المحكم قال : وجِرْبَةُ مَعْرِفَةً : اسْمٌ للسَّمَاءِ أُرَاهُ مِنْ ذلكَ ولم يَتعرَّضْ له شيخُنا كما لم يتعرضْ لمادَّة جذب إلا قليلاً على عادَتِه وقال أَبو الهَيْثَمِ : الجَرْبَاءُ والمَلْسَاءُ : السَّمَاءُ الدُّنْيَا : والجَرْبَاءُ : الأَرْضُ المَحْلَةُ المَقْحُوطَةُ لا شضيْءَ فيها قاله ابن سيده وعن ابن الأَعْرَابيّ : الجَرْبَاءُ : الجَارِيَةُ المَلِيحَةُ : سُمِّيَت جَرْبَاءَ لأَنَّ النِّسَاءَ يَنْفِرْنَ عَنْها لِتَقْبِيحها بِمحَاسِنِهَا مَحَاسِنَهُنَّ وكان لعَقِيلِ بنِ عُلَّفَةَ المُرِّيِّ بنْتٌ يقالُ لَهَا الجَرْبَاءُ وكانت من أَحْسَنِ النِّسَاءِ
والجَرْبَاءُ : ة بجَنْبِ أَذْرُحَ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ والرَّاءِ والحَاءِ المُهْمَلَتَيْنِ قال عياضٌ : كذا للجمهُور ووقع للعذيريّ في رواية مُسْلِم ضبطُهَا بالجِيمِ وهو وَهَمٌ وهُمَا : قَرْيَتَانِ بالشَّأْمِ ثُمَّ إنّ صَرِيحَ كلامِ المُؤَلِّفِ دَالٌّ عَلَى أَنَّهَا ممدودةٌ وهو الثابتُ في الصَّحِيحِ وجَزَمَ غَيْرُهُ بكَوْنِهَا مَقْصُورَةً كذا في المطالع والمشارق وفيهما نسبةُ المَدِّ لِكِتَابِ البُخَارِيِّ قال شيخُنَا : قلت : وقد صَوَّبَ النَّوَوِيُّ في شَرْح مُسْلِمٍ القَصْرَ قالَ : وكذلك ذَكَره الحَازِمِيُّ والجُمْهُور وَغَلِطَ كَفَرِحَ وفي نسخة مُشَدَّداً مَبْنِيًّا لِلْمفْعُولِ مَنْ قَالَ بَيْنَهُمَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وهو قولُ ابنِ الأَثِيرِ وقَدْ وَقَعَ في روَايَة مُسْلِمٍ وَنَبَّهَ عليه عِيَاضٌ وغَيْرهُ وقالوا : الصَّوَابُ ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ وإنَّمَا الوَهَمُ مِنْ رُوَاةِ الحَدِيثِ مِنْ إسْقَاطِ زِيَادَةٍ ذَكَرَهَا الإِمَامُ الدَّارَقُطْنِيُّ في كِتَابِهِ وهِي أَي تِلْكَ الزيادةُ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي أَي مقدارُ مَا بينَ حَافَتَيِ الحَوْضِ كَمَا بيْنَ المدينةِ وبين هذينِ البَلَدَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ جَرْبَاءَ وأَذْرُحَ ومنهم مَنْ صَحَّحَ حذْفَ الوَاوِ العَاطِفَةِ قَبْلَ أَذْرُحَ وقَالَ ياقوتٌ : وحَدَّثَنِي الأَميرُ شضرَفث الدِّينِ يعقوبُ بنَ محمد الهَذَبَانِيّ قال : رأَيْتُ أَذْرُحَ والجَرْبَاءَ غيرَ مَرَّةٍ وبينهما مِيلٌ واحد أَو أَقلُّ لأَنَّ الواقِفَ في هذه يَنْظُرُ هذِهِ واسْتَدْعَى رَجُلاً من تلك الناحِيةِ ونحن بِدِمَشْقَ واسْتَشْهَدَهُ على صِحَّةِ ذلك فشَهِدَ به ثم لَقِيتُ أَنا غيرَ واحدٍ من أَهل تلك النَّاحِيَةِ وسَأَلْتُهُمْ عن ذلكَ فكُلٌّ قالَ مثلَ قَوْلِه وفُتِحَتْ أَذْرُحُ والجَرْبَاءُ في حَيَاةِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم سَنَةَ تِسْعٍ صُولِحَ أَهْلُ أَذْرُحَ على مِائَةِ دِينَارٍ جِزْيَةً
والجَرِيبُ مِنَ الأَرْضِ والطَّعَامِ مِقْدَارٌ مَعْلُومُ الذِّرَاعِ والمِسَاحَةِ وهو عَشَرَةُ أَقْفِزَةٍ لكُلِّ قَفِيزٍ منها عَشَرَةُ أَعْشِرَاءَ فالعَشِيرُ : جُزْءٌ من مائة جُزْءٍ من الجَرِيبِ ويقال : أَقْطَعَ الوَالِيِ فُلاناً جَرِيباً منَ الأَرْضِ أَي مَبْرَزَ جَرِيبٍ وهو مَكِيلةٌ معروفَةٌ وكذلك أَعْطَاهُ صَاعاً من حَرَّةِ الوَادِي أَي مَبْرَزَ صَاعٍ وأَعطاهُ قَفِيزاً أَي مَبْرزَ قَفِيزٍ ويقال : الجَرِيبُ مِكْيالٌ قَدْرُ أَرْبَعَةِ أَقْفِزَةٍ قاله ابنُ سيده قال شيخُنَا : وقال بَعْضُهُم : إنَّهُ يَخْتَلِف باختلافِ البُلْدَانِ كالرَّطْلِ والمُدِّ والذِّرَاعِ ونحوِ ذلك ج أَجْرِبَةٌ وجُرْبَانٌ كرَغِيفٍ ورُغْفَانٍ وأَرْغِفَة كِلاَهُمَا مَقِيسٌ في هذا الوَزْنِ وزَعَمَ بَعْضٌ أَنَّ الأَوَّلَ مسموعٌ لا يقاسُ والثاني هو المَقِيسُ وزَادَ العَلاَّمَة السُهَيْلِيُّ في الروض جَمْعاً ثالثاً وهو جُرُوبٌ على فُعُول قاله شيخُنَا وقِيلَ : الجَرِيبُ : المَزْرَعَةُ وقال شيخنا : هو إطْلاَقٌ في مَحَلِّ التَّقْيِيدِ ونقل عن قُدَامَةَ الكاتِبِ أَنَّهُ ثَلاَثَةُ آلافٍ وسِتُّمِائَةِ ذِرَاعٍ وقد تَقدّم آنِفاً ما يَتعلّق بذلك والجَرِيبُ : الوَادِي مطلقاً وجَمْعُه أَجْرِبَةٌ عن الليث والجَرِيبُ أَيضاً وَادٍ مَعْرُوفٌ في بلادِ قيسٍ وحَرَّةُ النَّارِ بحِذَائِهِ قال :
" حَلَّتْ سُلَيْمَى جَانِبَ الجَرِيبِ
" بِأَجَلَى مَحَلَّةَ الغَرِيبِ
" مَحَلَّ لا دَانٍ ولا قَرِيبِ والجَرِيبُ : قَرِيبٌ من الثُّعْلِ وسيأْتي بيَانُه في أَجَلَى وفي أَخْرَاب إن شاءَ الله تعالى وقال الراعي :
أَلَمْ يَأْتِ حَيًّا بالجَرِيبِ مَحَلُّنا ... وحَيًّا بأَعْلَى غَمْرَةٍ بالأَبَاتِرِ وبَطْنُ الجَرِيبِ : مَنَازِلُ بَنِي وَائِلٍ : بكْرٍ وتَغْلبَ
والجِرْبَةُ بالكَسْرِ كالجَرِيبِ : المَزْرَعَةُ ومنه سُمِّيَتِ الجِرْبَةُ المَزْرَعَةُ المعروفةُ بوادي زَبِيد وأَنشد في المحكم لِبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِمٍ :
تَحَدُّرَ مَاءِ البِئرِ عن جُرَشِيَّةٍ ... عَلَى جِرْبَةٍ تَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُهَاالدَّبْرَةُ : الكَرْدَةُ من المَزْرَعَةِ والجَمْعُ الدِّبَارُ والجِرْبَةُ : القَرَاحُ مِنَ الأَرْضِ قال أَبو حنيفة : واستعارها امرؤ القيس للنخل فقال :
" كَجِرْبَةِ نَخلٍ أَو كَجَنّةِ يَثْرِبِ أَو الجِرْبَة هي الأَرْض المُصْلَحَةُ لزرْعٍ أَو غَرْسٍ حكاها أَبو حنيفةَ ولم يَذكر الاستعارة كذا في المحكم قال : والجَمْعُ : جِرْبٌ كسِدْرَة وسِدءرٍ وتِبْنَةٍ وتِبْن وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : الجِرْبُ القَرَاحُ وجَمْعُهُ جِرَبَةٌ وعن الليث : الجِرْبَةُ : البُقْعَةُ الحَسَنَةُ النَّبَاتِ وجمعُهَا جِرَبٌ قال الشاعر :
وَمَا شَاكِرٌ إلاَّ عَصَافِيرُ جِرْبَةٍ ... يَقُومُ إلَيْهَا قَارِحٌ فَيُطِيرُهَا والذي في المحكم شارح بَدَلَ قَارح يجوزُ أَنْ يكونَ الجِرْبَةُ ها هنا أَحَدَ هذه الأَشياءِ المذكورة كذا في لسان العرب والجِرْبَةُ : جِلْدَةٌ أَوْ بارِيَّةٌ تُوضَعُ على شَفِيرِ البِئرِ لِئلاَّ يَنْتَثِرَ بالثاء المثلثة - وفي نسخة بالشين المعجمة - كذا نَصّ ابن سِيده في المحكم المَاءُ في البِئرِ أَو هي جِلْدَةٌ تُوضَعُ في الجَدْوَلِ لِيَتَحَدَّرَ عَلَيْهَا المَاءُ وعبارة المحكمك يتحدر عليه الماء
وجَرْبَةُ بِلاَ لاَمٍ كَمَا ضَبَطَهَا ابنُ الأَثيرِ بالفَتْحِ : ة بالمَغْرِبِ كذا قاله ابنُ منظور أَيضاً وقال شيخُنَا : هَذِهِ القَرْيَةُ بَلْدَةٌ عَظِيمَةٌ بإفْرِيقِيَّةَ في جزيرة البَحْرِ الكَبِيرِ ليست من أَرْضِ المَغْرب المنسوبة إليها وأَهلُ المَغْربِ يَعُدُّونها من بلاد الشَّرْق وليست منها بل هي جزيرة في وسط البَحْرِ في أَثْنَاءِ بحرِ إفريقِيّةَ
قلت : وقد ذكر ابنُ مَنْظُور أَنه جاءَ ذِكرُهَا في تَرْجَمَةِ رُوَيْفِعِ بنِ ثابتٍ في الاسْتِيعَابِ وغيره . وَرُوَيْفِعُ ابنُ ثابِتٍ هذا جَدُّ ابنِ مَنْظُور وقد سَاقَ نَسَبَه إليه
والجِرَابُ بالكَسْرِ وَلاَ يُفْتَحُ أَو الفَتْحُ لُغَيَّةٌ إشَارَة إلى الضَّعْفِ فيما حَكَاه القَاضي عِيَاضُ بنُ موسى اليَحْصَبِيّ في المشارق عن القَزَّازِ وغيرِه كابن السكِّيت ونسبَه الجوهريّ وابنُ منظور للعامَّةِ : المِزْوَدُ أَوِ الوِعَاءُ معروف فهو أَعَمُّ من المِزْوَدِ وقيل : هو وِعَاءٌ من إهابِ الشَّاءِ لاَ يُوعَى فيه إلاَّ يَابِسٌ وقد يُسْتَعْمَلُ في قِرَابِ السَّيْفِ مَجَازاً كما أَشار له شيخُنَا ج جُرُبٌ ككِتاب وكُتُبٍ على القياس وجُرْبٌ بضَمّ فسكُونٍ مُخَفَّف من الأَول ذكره ابنُ منظور في لسان العرب وغيرُه فانظره مع قول شيخنا : الأَوْلَى عَدَمُ ذكره إلى أَن قال : ولذا لم يذكره أَئمّة اللغة ولا عَرَّجُوا عليه وأَجْرِبَةٌ قال الفَيُّومِيُّ : إنَّه مَسْمُوعٌ فيه وحكاه الجوهريّ وغيرُه
والجِرَابُ : وِعَاءُ الخُصْيَتَيْنِ والجِرَابُ مِنَ البِئْرِ : اتّسَاعُهَا وفي المحكم وقِيلَ : جِرَابُهَا : مَا بَيْنَ جَالَيْهَا وحَوَالَيْهَا مِنْ أَعْلاَهَا إلى أَسْفَلِهَا وفي الصحاح : جَوْفُهَا من أَعلاهَا إلى أَسْفَلِهَا ويقال : اطْوِ جِرَابَهَا بالحِجَارَةِ . وعن الليث : جوفُها من أَوَّلِهَا إلى آخِرِها والجِرَابُك لَقَبُ يَعْقُوبَ بنِ إبراهِيمَ البَزَّازش البَغْدَادِيِّ المحَدِّثِ عن الحسنِ بن عَرَفَةَ وولدُه إسماعيلُ ابن يعقوبَ حدَّثَ عن أَبي جعفرٍ محمدِ بن غالبٍ تَمْتَامٍ والكُدَيْميّ مات سنة 345
وأَبُو جِرَابٍ كُنْيَةُ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ القُرَشِيِّ عن عَطَاءٍ
والجُرَابُ بالضَّمِّ كغُرَابٍ : السَّفِينَةُ الفَارِغَةُ من الشَّحْنِ
وجُرَابٌ بِلاَ لاَمٍ : مَاءٌ بِمَكَّةَ مِثْلُهُ في الصحاح والروض للسُّهَيْلِيِّ وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : جاءَ ذكرُه في الحَدِيثِ وهي بِئْرٌ قَدِيمةٌ كَانَت بمَكَّةَ
والجَرَبَّةُ مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً : جَمَاعَةُ الحُمُرِ أَو هي الغِلاَظُ الشِّدَادُ منها أَي الحُمُرِ وقد يقالُ : للأَقْوِيَاء منا إذا كَانُوا جَمَاعَةً مُتَسَاوِينَ : جَرَبَّةٌ قال :
" جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبكِّ
" لاَ ضَرَعٌ فينَا وَلاَ مُذَكِّي كذَا في المحكم يَقُولُ : نَحْنُ جَمَاعَةٌ مُتَسَاوُونَ وليس فينا صَغِيرٌ وَلاَ مُسِنٌّ
والأَبَكُّ : مَوْضِعٌوالجَرَبَّةُ أَيضاً بمعنى الكَثِيرِ كالجَرَنْبَةِ قال شيخُنا : صَرَّحَ أَبو حَيَّانَ وابنُ عُصفورٍ وغيرُهما بأَن النُّون زائدة كما هو ظاهرُ صنِيعِ المؤلِّفِ انتهى ويُوجَد هنا في بعض النسخ : كالجَرْبَةِ بِفَتْحٍ وسُكُونٍ وهو خطأٌ وفي المحكم : يقال عليه عِيَالٌ جَرَبَّةٌ مثَّلَ به سيبويهِ وفَسَّرَه السِّيرافِيُّ وإنما قالوا : جَرَنْبَة كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ والجَرَبَّةُ : جَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ أَوْ هُوَ بضَمَّتَيْنِ كالحُزُقَّةِ وهكذا ضَبَطه الصاغانيّ وقال ابن بُزُرْجَ : الجَرَبَّة : الصُّلامَة من الرِّجَال الذينَ لا سَعْيَ لهم وهم مع أُمِّهِم قال الطِّرِمَّاحُ :
وحَيٍّ كَرِيمٍ قَدْ هَنَأَنَا جَرَبَّةٍ ... ومَرَّتْ بهِمْ نَعْمَاؤُنَا بالأَيَامِنِ ويُقَالُ : الجَرَبَّةُ : العِيَالُ يَأْكُلُونَ أَكْلاً شَدِيداً وَلاَ يَنْفَعُونَ كذا في المحكم
وعن أَبي عمرو : الجَرَبُّ بغير هَاءٍ هو القَصيرُ من الرِجَالِ الخَبُّ اللَّئيمُ الخَبِيثُ وقال عَبَايَةُ السُّلَمِيُّ :
" إنَّكَ قَدْ زَوَّجْتَهَا جَرَبَّا
" تَحْسَبُهُ وهْوَ مُخَنْذٍ ضَبَّا
" لَيْسَ بِشَافِي أُمِّ عمرٍو شَطْبَا والجِرِبَّانَةُ كَعِفِتَّانَةٍ ومَثَّلَهُ في اللسان بِجِلِبَّانَةٍ ويقال : امْرَأَةٌ جِرِبَّانَةٌ وهي الصَّخَّابَةُ البَذِيئَةُ السَّيِّئةُ الخُلُقِ حَكَاهُ يعقوبُ قالَه ابنُ سيده قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِيُّ :
" جِرِبَّانَةٌ وَرْهَاءُ تَخْصِي حِمَارَهَابِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إلَيْهَا الجَلاَمِدُ ومنهم مَنْ يَرْوِي : تُخْطِي خِمَارَهَا والأَوَّلُ أَصَحّ ويُرْوَى " جِلِبَّانَةٌ وليْسَت راءُ جِرِبَّانَةٍ بدلاً من لامش جِلِبَّانَةٍ إنّما هي لُغَةٌ وهي مذكُورَةٌ في موضِعِهَا وقيل : الجِرِبَّانَةُ : الضَّخْمَةُ
والجِرْبِيَاءُ بالكَسْرِ والمَدِّ ككِيمِيَاءَ قيلَ : هي من الرِّيَاح الشَّمْأَلُ كذا في الكامل والكِفَايَة وهو قولُ الأَصمعيّ ونَقَله الصاغانيُّ : وقال الليث : الجِرْبِيَاءُ شَمْأَلٌ بَارِدَةٌ أَو جِرْبِيَاؤُهَا بَرْدُهَا نقله الليثُ عن أَبي الدُّقَيْشِ فَهَمَزَ أَو هي الرِّيحُ التي تَهُبُّ بينَ الجَنُوبِ والصَّبَا كالأَزْيَبِ وقيل هي النَّكْبَاءُ التي تَجْرِي بين الشَّمَالِ والدَّبُورِ وهي رِيحٌ تَقْشَعُ السَّحَابَ قال ابنُ أَحْمَرَ :
بِهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَى ... تَهَادَى الجِرْبِيَاءُ به الحَنِينَاقاله الجوهريّ وفي لسان العرب ورَمَاهُ بالجَرِيبِ أَي الحَصَى الذي فيه التُّرَابُ قال وأُراه مُشْتَقًّا منَ الجِرْبِيَاءِ وقِيلَ لاْبنَةِ الخُسِّ : مَا أَشَدُّ البَرْدِ ؟ فَقَالَتْ شَمْأَلٌ جِرْبِيَاءُ تَحْتَ غبِّ سَمَاءٍ . والجِرْبِيَاءُ أَيضاً : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ واسمٌ للأَرْضِ السابعةِ كما أنّ العِرْبِيَاءَ اسمٌ للسماء السابعة وِجُرُبَّانُ القَمِيص بالكَسْرِ والضَّمِّ أَي في أَوَّلهِ مع سُكُونِ الراء كما هو المُتَبَادِرُ من عبارتهن ومِثلُه في الناموس قال شيخنا : والمشهور فيه تشديدُ الباءِ وضبطُ الرَّاء تابعٌ للجيم إن ضُمَّ ضُمَّت وإن كُسِرَ كُسِرَت والذي في لسان العرب : وجِرِبّان الدِّرْعِ والقميصِ أَي كسحبان : جَيْبُه وقد يقال بالضمّ وبالفارسية كَرِيبَان وجُرُبَّانُ القَمِيصِ بالضم أَي مع تشديد الراءِ : لَبِنَتُهُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ وفي حديث قُرَّةَ المُزَنِيِّ : " أَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَدْخَلْتُ يَدي في جُرُبَّانِهِ " بالضم أي مشدَّداً هو جَيْبُ القَمِيصِ والأَلفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ وفي المجمل : الجِرِبَّانُ بكسر الجِيم والرَّاءِ وتشديدِ البَاءِ للقميصِ قال شيخُنَا : والذِي في أُصولٍ صحيحةٍ من القَامُوس : جرباء ممدوداً في الأَول وبالنون بعد الأَلف في الثاني ثم قال بعدما نَقَلَ من الصحاح والمجملِ : إنَّ المَدَّ تصحيفٌ ظاهرٌ فلم أجد في النُّسخ مع كثرتها وتعدُّدِهَا عندي لا في نسخة صحيحةٍ ولا سقيمة فضلاً عن الأُصول الصحيحة وأَظن - والله أعلمُ - هذا من عِنْدِيَّاتِه أَو سهوٌ من ناسخِ نُسخته وأَنت خبير بأَن هذا وأمثال ذلك لا يُؤَاخذ به المؤلفُ ثم قال : وأَغْرَبُ منه قولُ الخَفَاجِيّ في العِنَايَةِ : جَرِبَّانُ القَمِيصُ أَي طَوْقُه بفتح الجيم وكَسْرِ الراءِ وشَدِّ الباءِ فإنه إنْ صَحَّ فَقَدْ أَغفَلَه أَربابُ التأْليفِ وإلا فهو سَبْقُ قَلَم صوابُه بكسر الجيم إلخ
قلت : القِيَاسُ مع الخَفَاجِيِّ فإنه هكذا هو مضبوط بالفَارسيّة على الأَفصح كَرِبيان بفتح الأَول وكسر الثاني فلما عُرِّبَ بَقي مَضبوطاً على حالِه ثم رأَيْتُ في المحكم مثلَ ما ذكرنا والحمد لله على ذلك
وجُرْبَانُ السَّيْفِ كعُثْمَان وجُرُبَّانُه مضموماً مُشَدَّداً : حَدُّه أَو شيءٌ مَخْرُوزٌ يُجْعَلُ فيه السَّيْفُ وغِمْدُه وحَمَائِلُه وعلى الأَوّلِ أنشد للراعي :
وعَلَى الشَّمَائِلِ أَنْ يُهَاجَ بِنَا ... جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ عَضْبِ وقال الفرّاءُ : الجُرُبَّانُ أَي مضموماً مُشدداً : قِرَابُ السَّيفِ الضَّخْمُ يكون فيه أَداةُ الرَّجُلِ وسَوْطُه وما يَحْتَاج إليه وفي الحديث : " والسَّيْفُ في جُرُبَّانِهِ " أَي غِمْدِه كذا في لسان العرب
وجَرَّبَهُ تَجْرِيباً على القياس وتَجْرِبَةً غيرَ مَقِيسٍ : اخْتَبَرَه وفي المحكم : التَّجْرِبَةُ منَ المَصَادِرِ المَجْمُوعَةِ ويجمع على التَّجَارِب والتجارِيب قال النابغة :
" إلَى اليَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ وقال الأعشى :
كَمْ جَرَّبُوهُ فَما زَادَتْ تَجَارِبُهُم ... أَبَا قُدامَةَ إلاَّ المَجْدَ والفَنَعَا فإنه مَصدرٌ مجموع مُعْمَلٌ في المفعول به وهو غَريبٌ كذا في المحكم وقد أَطالَ في شرح هذا البيت فَرَاجِعْهويقال : رَجُلٌ مُجَرَّبٌ كمعَظَّم : قَدْ بُلِيَ كعُنِيَ ما عِنْدَه أَي بَلاَهُ غيرُهُ ومُجَرِّبٌ على صِيغَة الفاعِل كمُحَدِّثٍ : قد عَرَفَ الأُمورَ وجَرَّبَهَا فهو بالفَتْحِ مُضَرَّسٌ قد جرَّبَتهُ الأَمورُ وأَحْكَمَتهُ وبالكَسر فاعل إلا أَن العَرَبَ تَكلَّمت به بالفَتْح وفي التهذيب : المُجَرَّبُ : الذي قد جُرِّب في الأُمُورِ وعُرِفَ ما عِنْدَه قال أَبو زيد : مِنْ أَمْثَالِهِمْ " أَنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ " قالَتْهُ امْرَأَةٌ لرجلٍ سَأَلَهَا بَعْدَ ما قَعَدَ بيْنَ رِجْلَيْهَا : أَعْذَرَاءُ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌ قالت له : " أَنْتَ عَلَى المُجَرَّب " يقال عندَ جَوَابِ السَّائِلِ عَمَّا أَشْفَى عَلَى عِلْمِه وفي الأَسَاس وفي المَثَلِ " لاَ إلهَ لِمُجْربٍ " قالوا كأَنَّهُ بَرِىءَ مِنْ إلهِه لكَثْرَةِ حَلِفِه به كاذِباً أَنه لا هِنَاءَ عندَه إذَا طُلِبَ إليه وَدَرَاهِمُ مُجَرَّبَةٌ أَيْ مَوْزُونَةٌ عن كُرَاع وقالت عجوزٌ في رَجُلٍ كان بينها وبينه خُصُومةٌ فبلغها مَوْتُه :
سَأَجْعَلُ لِلْموْتِ الذي الْتَفَّ رُوحَهُ ... وأَصْبَحَ في لَحْدٍ بِجُدَّةَ ثَاوِيَا
ثَلاثِينَ دِينَاراً وسِتِّينَ دِرْهَماً ... مُجَرَّبَةً نَقْداً ثِقَالاً صَوافِيا ووقال العَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ :
إنِّي إخَالُ رَسُولَ اللهِ صَبَّحَكُمْ ... جَيْشاً له في فَضاءِ الأَرْضِ
" أَرْكَانُ فِيهِمْ أَخُوكُمْ سُلَيْمٌ لَيْسَ تَارِكَكُمْوالمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللهِ غَسَّانُ
وَفِي عِضَادَتِه اليُمْنى بَنو أَسَد ... والأَجْرَبَانِ : بَنُو عَبْسٍ وذُبْيَانُ فالصَّوابُ على هذا رَفْع ذُبيانَ معطوفٌ على قوله بَنُو عَبْسٍ كذا قاله ابنُ بَرِّيّ وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : تَأَلَّبَ عَلَيْهِ الأَجْرَبَانِ وهُمَا عَبْسٌ وذُبْيَانُ
والأَجَارِبُ : حَيٌّ من بَنِي سَعْدِ بن بَكْرٍ من قَيْسِ عَيْلاَنَ
وجُرَيْبٌ كزبير : وادٍ باليَمَنِ و : ة بِهَجَرَ وجُرَيْبُ بنُ سَعْدٍ نَسَبُهُ في هُذَيْلٍ وهو أَبُو قَبِيلَةٍ والنِّسبةُ إليه جُرَبِيٌّ كقُرَشِيٍّ على غير قِياسٍ منهم عبدُ مَنَافِ بنُ رِبْعٍ بالكسر شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وجُرَيْبٌ أَيضاً جَدُّ جَدِّ مُحَمَّدِ بنِ إسْمَاعِيلَ بنِ إبراهِيمَ بنِ إسماعِيلَ الزَّاهِدِ الكِلاَبِيِّ البَلْخِيّ حَجَّ بَعْدَ العِشْرِينَ وأَربعمائةٍ وحَدَّثَ
وجُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَم شَاعِرٌ من شُعَرَائِهِم وجُرَيْبَةُ شاعِرٌ آخَرُ مِنْ بَنِي الهُجَيْمِ ومِنْ قَوْلِهِ :
وعَلَيَّ سَابِغَةٌ كَأَنَّ قَتِيرَهَا ... حَدَقُ الأَسَاوِدِ لَوْنُهَا كالمِجْوَلِ وأَبُو الجَرْبَاءِ : عاصِمُ بنُ دُلَفَ وهو الذي يقولُ :
" أَنَا أَبُو الجَرْبَاءِ واسْمِي عَاصِمُ
" الْيَوْمَ قَتْلٌ وغَداً مَآثِمُ وهو صَاحِبُ خِطَامِ جَمَلِ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ رضي الله عنها يَوْمَ الجَمَلِ
وجَرِب كَفَرِحَ : هَلَكَتْ أَرْضُهُ وجَرِبَ زَيدٌ أَي جَرِبَتْ إبلُه وسَلِمَ هُوَ وقولُهُم في الدُّعَاءِ على الإِنْسَانِ : مَالَهُ جَرِبَ وحَرِبَ يَجُوزُ أَنْ يكونُوا دَعَوْا عليه بالجَرَبِ وأَن يكونُوا أَرَادُوا أَجْرَبَ أَيْ جَرِبَتْ إبلُه فحذَفُوا الإِبلَ وأَقَامُوهُ مُقَامَها كذا في لسان العربِ
والمُجَرَّبُ كمُعَظَّمٍ من أَسْمَاءِ الأَسَدِ ذَكَرَه الصاغانيّوالجَوْرَبُ كجَعْفَرٍ : لِفَافَةُ الرِّجْلِ مُعَرَّبٌ وهو بالفَارِسِيَّة كَوْرَب وأَصْلُه كوربا مَعْنَاهُ : قَبْرُ الرِّجْل قَالَهُ ابن اياز عن كِتَابِ المُطَارَحَةِ كما نقله شيخنا عن شفاءِ الغليل للخفاجيّ ومثله لابن سيده وقال أَبو بكرِ بنُ العَرَبِيِّ : الجَوْرَبُ : غِشَاءِانِ لِلْقَدَمِ مِنْ صُوفٍ يُتَّخَذُ للدِّفْءِ وكذا في المِصْبَاحِ ج جَوَارِبَةٌ زادُوا الهاءَ لمكان العُجْمَةِ ونظيرُه من العرَبِيَّةِ : القَشَاعِمَةُ وقد قالوا جَوَارِبُ كما قالُوا في جمِيعِ الكَيْلَجِ كَيَالِجُ ونظيرُه من العربية الكواكِبُ وفي الأَسَاس : وهُوَ أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الجوْرَبِ وجَاءُوا في أَيْدِيهِم جُرْبٌ وفي أَرْجُلِهِم جَوَارِبُ ولهم موارِقة وجَوَارِبةٌ واستعملَ ابنُ السكِّيت منه فِعْلاً فقال يَصِفُ مُتَقَنِّصَ الظِّبَاءِ : قد تَجَوْرَبَ جَوْرَبَيْنِ : لَبسَهُمَا وتَجَوْرَبَ : لَبِسَهُ وجَوْرَبْتُه فَتَجَوْرَبَ أَيْ أَلْبَسْتُهُ إيَّاهُ فَلَبسَهُ
وعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ من شيوخ المَحَامِلِيّ وابنُ أَخِيهِ أَحمدُ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحمدَ من شيوخ الطَّبرَانِيِّ ومحمَّدُ بنُ خَلَفٍ شيخٌ للمَحَامِلِيّ أَيضاً الجَوَارِبِيُّونَ نِسبةٌ إلى عَمَلِ الجَوَارِبِ مُحَدِّثُونَ وكذا أَبو بكرٍ محمدُ بنُ صالحِ بنِ خَلَفِ بنِ دَاوودَ الجَوَارِبِيُّ بَغْدادِيّ صَدُوقٌ رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي تُوُفِّيَ سنة 321
واجْرَأَبَّ مثلُ اشْرَأَبَّ وَزْناً ومَعْنًى
والاجْرِنْبَاءُ : النَّوْمُ بِلاَ وِسَادَةٍ إلى هُنَا تَمَّتِ المادةُ كذا في بعض الأُصولِ ويوجدُ في بعض النسخِ زيادةٌ وهي مأْخوذةٌ من كلامِ ابن بَرِّيّ وإنْشَادُ - وفي نسخة وأَنْشَدَ نقله شيخُنَا - الجَوْهَرِيِّ بَيْتَ سُوَيْدِ بنِ الصَّلْتِ وقيلَ هو لِعُمَيْر وفي نسختِنا عَمْرِو بن الحُبَابِ قال ابن بَرّيّ : وهو الأَصَحُّ وفي نسخة : الخَبَّابِ بالخَاءِ المعجمةِ كشَدَّادٍ :
" وفِينَا وإنْ قِيلَ اصْطَلَحْنَا تَضَاغُنٌ كَمَاطَرَّ أَوْبَارُ الجِرَابِ عَلَى النَّشْرِ وتَفْسِيرُه أَيِ الجَوْهَرِيِّ أَنَّ جِرَاباً جَمْعُ جُرْبِ كرُمْح ورِمَاحٍ وتَبِعَه الصَّفَدِيُّ وهو سَهْوٌ منه وإنما جِرَابٌ جَمْعُ جَرِبٍ كَكَتِفٍ قال شيخُنَا : فُعْلٌ بِالضَّمِّ جُمِعَتْ منه أَلْفَاظ على فِعَالٍ كرُمْحٍ ورِمَاحٍ ودُهْن ودِهَانٍ بَلْ عَدَّهُ ابنُ هِشَامٍ وابنُ مَالِكٍ وأَبُو حَيَّانَ مِنَ المَقِيسِ فيه بخِلاَفِ فَعِلٍ كَكَتِفٍ فإنَّه لم يَقُلْ أَحَدٌ من النُّحَاة ولا أَهلِ العربية إنه يُجْمَع على فِعَالٍ بالكسر يَقُولُ الشاعرُ في مَعْنَى البَيْتِ ظَاهِرُنَا عِنْد الصُّلْحِ حَسَنٌ وقُلُوبُنَا مُتَضَاغِنَةٌ كما تَنْبُتُ وفي نسخة حَلِّ الشَّوَاهِدِ نَبَتَتْ أَوْبَارُ الإِبِلِ الجَرْبَى عَلَى النَّشْرِ وتَحْتَهُ : دَاءٌ فِي أَجْوَافِهَا وعَلَى تَعْلِيلِيَّةٌ لاَ لِلاسْتِعْلاءِ وهُوَ أَيِ النَّشْرُ نَبْتٌ يَخْضَرُّ بَعْدَ يُبْسِهِ في دُبُرِ الصَّيْفِ أَي عَقِبِه وذلكَ لِمَطَرٍ يُصِيبُه وهو مُؤْذٍ لِرَاعِيَتِهِ إذا رَعَتْهُ
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الأَجْرَبُ : موْضِعٌ يُذْكَرُ مَعَ الأَشْعَرِ من مَنَازِلِ جُهَيْنَةَ بناحِيَة المَدينَةِ
وأَجْرُبٌ كأَفْلُسٍ : موضِعٌ آخَرُ بنَجْدٍ قالَ أَوْسُ بنُ قَتَادَةَ بنِ عمرِو بن الأَخْوَصِ :
أَفْدِي ابْنَ فَاخِتَةَ المُقِيمَ بِأَجْربٍ ... بَعْدَ الطِّعَانِ وكَثْرَةِ الأَزْجَالِ
خَفِيَتْ مَنِيَّتُهُ ولَوْ ظَهَرَتْ لَهُ ... لَوَجَدْتَ صَاحِبَ جُرْأَةٍ وقِتَالِ نَقَلَه ياقوت
والجَرَبُ مُحَرَّكَةً : قَرْيةٌ بأَسفَلِ حَضْرَمَوْتَ
والجُرُوبُ : اسْمٌ لِلْحِجَارَةِ السُّودِ نقله أَبُو بَحْر عن أَبِي الوَلِيدِ الوَقْشِيِّ والجِرِنْبَانَةُ بالكَسْرِ : السَّيِّئةُ الخُلُقِ نَقَلَه الصاغانيُّ
ويُقَالُ : أَعْطِني جُرْبَانَ دِرْهَمٍ بالضَّمِّ أَيْ وَزْنَ دِرْهَم
ومحمدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ الجَرِبِ ككتِفٍ : مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ رَوَى عنه ابنُ أَبِي داوُودَوأَبُو بَكْرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ الجِرَابِيُّ بالكسر عن أَبِي رَشِيدٍ الغَزَّال وعنه ابن النَّجَّاريّ
وكَمْرحَلَةٍ : مَجْرَبَةُ بنُ كِنَانَةَ بن خُزَيْمَةَ
ومَجْرَبَةُ بنُ رَبِيعَةَ التَّمِيمِيُّ مِنْ وَلَدِه : المُسَيَّبُ بنُ شَرِيك ونَصْرُ بنُ حَرْبِ بنِ مَجْربَةُ