جَمَد الماءُ وكلُّ سائلٍ كنَصَرَ وكَرُمَ يَجْمُد جَمْداً أَي قام وهو ضِدُّ ذابَ وكذلك غيرُه إِذا يَبِسَ فهو جامدٌ وجَمْدٌ الأَخير بفتح فسكون سُمِّيَ بالمصْدر . وجَمَّد الماءُ والعُصارةُ تَجميداً : حاول أَن يجْمُدَ . والجَمَدُ محرّكَةً الثَّلجُ . والجَمَدُ جمْع جامدٍ مثْل خادِمٍ و الجَمَد : الماءُ الجامد . ومن المجاز : الجَمَادُ كسَحابٍ : الأَرْضُ والسَّنَةُ لم يُصِبْهَا مَطرٌ قال الشاعر :
وفي السَّنةِ الجَمَاد يكونُ غَيْثاً ... إِذا لم تُعْطِ دِرَّتها العَصُوبُ وفي التهذيب : سنة جامدة : لاكَلأَ فيها ولا خِصْبَ ولا مَطَرَ . وأَرْضٌ جَمادٌ : يابِسة لم يُصِبْهَا مَطرٌ ولا شيءَ فيها . قال لبيد
أَمْرَعَتْ في نَدَاه إِذْ قَحطَ القَطْ ... رُ فأَمْسَى جَمَادُها مَمطورَا وأَرض جَمادٌ : لم تُمطَر وقيل هي الغَليظة . والجَمَاد : النَّقَةُ البَطيئةُ قال ابن سِيده : ولا يُعجبني والصحيح أَنَّهَا التي لا لبَنِ لها وهو مَجاز . وكذلك شاةٌ جَمَادٌ . وفي التهذيب : الجَمَادُ : البَكِيئة وهي القليلةُ اللّبن وذلك من يُبُوسَتها . جَمَدتْ تَجمُد جُمُوداً . والجَمَادُ ضَرْبٌ من الثِّياب والبُرُودِ ويُكسر . قال أَبو دُواد :
عَبِق الكِباءُ بهنَّ كلَّ عَشِيَّةٍ ... وغَمْرْن ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جِمادِ ويقال للبخيل جَمَادِ له كقَطامِ ذَمّاً أَي لا زالَ جامدَ الحالِ وإِنّما بُنِيَ على الكسْر لأَنّه مَعدولٌ عن المصْدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ . أَو هو أَي البخيلُ جَمَادُ الكَفِّ والجامد . وقد جَمد يَجْمُد إِذا بَخِلَ وهو مَجَاز . ومنه الحديث إِنّا واللّه ما نَجْمُد عِنْد الحقِّ ولا نَتدَفَّقُ عندَ الباطلِ حكاه ابن الأَعرابيّ . وهو جامدٌ إِذا بَخِلَ بما يَلْزَمُه من الحقّ . وجَمادِ : نقيضُ قَولهم حَمَاد بالحاءِ في المدْح وسيأْتي . قال المتَلمِّس :
جَمَادِ لها جَمادِ ولا تَقولَنْ ... لها أَبداً إِذا ذُكِرَتْ حَمَادِ
وجُمَادَى كحُبَارى : مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُورِ العرَبِيَّة . وهما جُمَادَيانِ فُعَالى من الجَمْد مَعْرفَةٌ لكونها علَماً على الشَّهْر مُؤنَّثَة سُمِّيَتْ بذلك لجمُودِ الماءِ فيها عند تَسمية الشُّهُورِ . قال الفرَّاءُ : الشُّهُور كلّها مُذَكّرة إِلاّ جُمادَيَينِ فإِنّهما مُؤنّثان . قال بعضُ الأَنصار :
إِذا جُمَادَى مَنعَتْ قَطْرَها ... زَنَ جِنَانِي عَطَنٌ مُغْضِفُ يَعني نَخْلاً . يقول : إِذا لم يكن المطرُ الّذي به العُشبُ يَزين مَواضعَ النّاسِ فجِنَاني مُزيَّنة بالنَّخل . قال الفرَّاءُ : فإِنْ سِمعتَ تذكيرَ جُمَادَى فإِنَّما يُذهب به إِلى الشهْر . ج جُمَاديَاتٌ . على القياس ولو قيلَ جِمَادٌ لكان قِياساً . ورُوِيَ عن أَبي الهَيْثَم جُمادَى خَمْسَةٍ هي جُمَادَى الأُولَى وهي الخامِسة من أَوَّل شُهور السَّنَة وجُمَادَى سِتّةٍ هي جَمادَى الآخِرَةُ وهي تَمامُ سِتّة أَشهُرٍ من أَوّل السَّنة ورَجَب هو السّابعُ قال لبيد :
حتَّى إِذا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةٍ ... جَزَآ فطَالَ صِيَامُه وصِيامُهَا هي جُمادَى الآخِرةُ . وفي شرْح شَيْخِنا ناقلاً عن الغَنَويّ عن ابن الأَعرابيّ بإِضافة جُمادَى إِلى سِتّة وقال : أَرادَ سِتَّةَ أَشْهرِ الشِّتاءِ وهي أَشهُرُ النَّدَى . وكان أَبو عَمْرٍو الشّيبانيّ يُنشده بخَفضِ سِتَّةٍ ويقول : أَرادَ جُمَادَى سِتَّةِ أَشْهرُ فعرّف بجُمادَى . ورَوَى بُنْدَار بنصب سِتّة على الحال أَي تتمّة سِتَّةٍ على الحال أَي تتمّة سِتَّةٍ أَراد الآخِرَة . وقال أَبو سَعيد : الشتاءُ عند العرب جُمَادَى لجُمود الماءِ فيه . وأَنشد للطِّرِمّاح
لَيلةٌ هاجَت جُمادِيّةٌ ... ذَاتُ صِرٍّ جِرْبِياءُ النِّسَامْ أَي ليلة شَتَوِيَّة . وعن الكسائيّ : ظَلَّت العينُ جُمَادى أَي جامِدَةً لا تَدْمَعُ وأَنشد
مَن يَطْعَمِ النَّوم أَو يَبِتْ جَذِلاً ... فالعيْنُ منِّي للْهَمِّ لم تَنَمِ
تَرْعَى جُمَادَى النَّهارَ خاشعةً ... والليلُ منها بَوادِقٍ سَجِمِ أَي تَرعَى النهار جامدةً فإِذا جاءَ الليلُ بَكتْ . وعَينٌ جمُودٌ كصَبور : لا دَمْعَ لها . ورَجلٌ جامِدُ العَينِ : قليلُ الدَّمعِ وهو مَجاز . وفي المحكم : الجُمْدُ بالضّمّ وبضمّتين مثْل عُسْر وعُسُر والجَمَد بالتحريك : ما ارْتَفعَ من الأَرضِ . ج أَجمادٌ وجِمادٌ الأَخير بالكسر مثْل رُمْح وأَرمَاح ورِمَاح . ومَكانٌ جُمُدٌ : صُلْبٌ مُرتَفِع . قال امرؤ القَيْس :
كأَن الصُّوار إِذْ يُجاهِدنَ غُدْوَةً ... على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجولُ بأَجْلالِوالجُمُد : مَكانٌ حَزْنٌ . وقال الأَصمعيّ : هو المكان المرتفع الغليظ . وقال ابن شُميل : الجُمُد قارَةٌ ليست بطويلة في السّماءِ وهي غليظةٌ تَغلظُ مرّةً وتَلِينُ أُخْرَى تُنبت الشّجرَ ولا تكون إِلاّ في أَرضٍ غليظَة سُمِّيتْ جُمُداً من جُمودها أَي من يُبْسها والجُمُد أَصغرُ الآكامِ يكون مستديراً صغيراً والقَارَةُ مستديرَةٌ طويلةٌ في السماءِ ولا يَنْقادانِ في الأَرض وكِلاهما غَليظُ الرأْسِ ويُسمَّميان جميعاً أَكَمةً . قال : وجماعة الجُمُدِ جِماد يُنْبت البقْلَ والشَّجرَ . قال : وأَمّا الجُمُودُ فأَسْهَلُ من الجُمُدِ وأَشدُّ مُخالطةً للسُّهُول ويكون الجُمُودُ في ناحِيةِ القُفّ وناحيَةِ السُّهولِ كذا في اللسان . وأَجْمَدُ كأَحْمدَ بنُ عُجَيَّانَ مُصغَّراً وضبطه ابن القَرَّاب على وَزْن سُفيان صَحابيٌّ فَرْدٌ من بني هَمْدَانَ له وِفادة وخطّته معروفةٌ بجِيزةِ مِصر قاله ابن يونس كذا في التجريد للذهبيّ . والجامد : الحَدُّ بين الدارَين وجَمْعه جَوامِدُ . وقال ابن الأَعرابيّ : الجَوَامِدُ الأُرَفُ وهي الحُدُود بين الأَرَضِينَ واحدها جامدٌ . وفي الحديث إِذا وقَعَت الجَوَامِدُ فلا شُفْعةَ هي الحدود . وجَمْدٌ الكنديُّ صَحابيٌّ لهُ ذِكْر في حديثٍ مُرْسَل يَرويه عاصم ابن بَهْدَلَةَ عنه كذا في التَّجريد . وجَمْدُ بنُ مَعدِ يكَرِبَ من ملوك كِنْدَةَ كذا ضبطَه ابن ناصرٍ وصَوَّبه أَو هو بالتَّحريك كذا ضبَطه ابن ألأَثير . قال الحافظ : وبنْته آمِنَةُ كانَتْ زَوْجَ الأَشعَثِ بن قَيسٍ . وجِمَادٌ ككِتَابٍ : محدِّثٌ وهو جِمَادُ بن أَبي أَيُّوب شيخٌ لحفْصِ بن غِياثٍ . وجُمُدٌ كعُنُق : جَبَلٌ بنَجْد مثَّلَ به سيبويه وفسَّرَه السِّيرَافيّ . قال أُميّة بن أَبي الصَّلت :
سُبحانَه ثم سُبحاناً يَعُودُ له ... وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ ومنهم من ضبطَه محرّكةً أَيضاً . ونَسَب ابنُ الأَثير عَجُزَ هذا البَيت لوَرقَةَ بنِ نَوْفل . ويقال إِنّ جَمَداً كَجَبَلٍ : ة ببَغْدَادَ من قُرَى دُجَيْل وأَنشدوا البيتَ السابقَ . ورَوَى مُسلمٌ في صحيحه هذا جُمْدَانُ سَبَقَ المُفَرّدون هو كعُثْمان جَبَلٌ بطريقِ مكّة شَرَّفها اللّه تعالى بَيْنَ يَنْبُعَ والعِيصِ وقيلَ بينَ قُدَيد وعُسْفانَ ويقال على لَيْلَةٍ من المدينة المشرَّفَة مَرَّ عليه سيِّدُنا رسُولُ اللّه صلَّى عليه وسلّم قال حسّان
لقدْ أَتَى عن بَنِي الجرْباءِ قَوْلُهمُ ... ودُونَهم دَفُّ جُمْدَانٍ فمَوضوعُ وجُمْدَانُ أَيضاً : وادٍ بين أَمَجٍ وثَنِيّةِ غَزَالٍ . ومن المَجاز : ما زِلْت أَضرِبُه حتّى جَمَدَ . جَمَدَه : قَطعَة . ومنه سَيْفٌ جَمَّادٌ ككَتَّان : صارِمٌ قَطاعٌ عن أَبي عَمرِو . وأَنشدَ
واللّه لو كُنْتُمْ بأَعْلَى تَلْعةٍ ... من رَأْس قُنفُذ أَو رُؤُسِ صِمَادِ
لسَمعْتمُ من وَقْعٍ حَرِّ سُيوفِنا ... ضَرْباً بكلِّ مُهنَّدٍ جَمَّادِ وفي الأَساس : من المَجاز سَيفٌ جمَّاد : يَجْمُدُ مَنْ يُضْرَبُ به . ومن المجاز : لك جامِدُ هذا المالِ وذَائبُه أَي ما جَمَدَ منه وما ذابَ وقيل : أَي صامِتُه وناطِقُه وقيل : حَجَرُه وشَجَرُه . ومن المجاز جَمَدَ لي عليه حَقِّي وذلبَ أَي وَجَبَ . وأَجْمدْتُه عليه : أَوْجَبْته . والمُجْمِدُ كمُحْسِنٍ : البَخِيلُ الشّحيح قاله خالد . وقال ابن سيده : المُجْمِدُ البَخيلُ المُتشدِّدُ وقيل : هو الأَمينُ في القِمَارِ وبه فُسِّر بيتُ طرَفةَ بنِ العبد
وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظرتُ حَوِيرَه ... على النّارِ واستودعْتُه كَفَّ مُجْمِدِأَو المجْمِدُ : الأَمينُ بَيْنَ القَوم وهو الذي لا يَدْخُلُ في المَيْسر ولكنَّه يَدْخل بين أَهل الميسر فَيضرب بالقِداح وتُوضَع على يديه ويُؤتَمَن عليها فيُلْزِمُ الحَقَّ مَن وَجبَ عليه ولَزِمَه . وقيل : هو الذي لم يَفُزْ قِدْحُه في الميسر . وفي التهذيب : أَجْمَد يُجْمِد إِجماداً فهو مُجْمِد إِذا كان أَميناً بين القوم . وقال أَبو عبيد : رجل مُجمِد أَمينٌ مع شُحٍّ لا يُخدَع . وقال أَبو عمرٍو في تفسير بيت طَرفة : استودعْت هذا القِدْحَ رَجُلاً يأْخُذُ بكْلتَا يديه فلا يَخْرُجُ من يديه شيءٌ . وكان الأَصمعيُّ يقول : المُجْمِد في بيت طرفةَ هو الدّاخلُ في جُمادَى وكان جُمادَى في ذلك الوقْتِ شهْرَ بَرْدٍ وقيل : المُجْمِد القليلُ الخَيْرِ . وقد أَجَمَدُ القَوْمُ إِجْمَاداً إِذا قلَّ خَيْرُهُم وبَخِلُوا وهو مَجاز . ويقال : هو مُجامِدِي أَي مُصاقبِي ومُوَارِفِي ومُتَاخِمي . وسَعيدُ بن أَبي سعيدٍ - وفي التبصير : سعيدُ بن أَبي سعد - الجامديُّ زاهدٌ وله رِواية عن الكروخيّ توِّفيَ سنة 603 ، ترجمه الذهبيّ في التاريخ . وأَبو يَعلَى محمد بن عليّ بن الحسين الجَامدِيّ الواسطيّ حَدثَ عن الحلابيّ بالإِجازة ومات سنة 618 قاله الحافظ . ومما يستدرك عليه : مُخّةٌ جامدةٌ أَي صُلْبَة . وعن الفرّاءِ : الجِمَاد : الحِجَارَة واحدها جَمَدٌ . والجامد : ما لا يُشتقّ منه والبَليدُ . ورَجُلٌ جَميدُ العَيْنِ وجَمَادُهما كجامدها . ودَارةُ الجُمُدِ بضمّتين : مَوضعٌ عن كُرَاع وسيأْتي في الراءِ . ومحمد بن أَحمدَ الجَمَديُّ محرّكةً سمعَ عبدَ الوهّاب الأَنماطيّ . وابنه أَحمدُ سمع أَبا المعالي أَحمدَ بن عليّ ابن السّمين . وجُمْدَان معُثْمان : أَميرٌ كان بمصْر في دَوْلَة العادِلِ كَتبغا ذَكره الحافظ
السَّعْرُ بالكسر : الذي يَقُومُ عليه الثَّمَنُ ج أَسْعَارٌ . قد أسْعَرُوا وسَعَّرُوا تَسْعِيراً بمعنًى واحدٍ : اتَّفّقُوا على سِعْرٍ . وقال الصاغاني : أَسْعَرَه وسَعَّرَه : بَيَّنه وفي الحديث : " أنه قِيلَ للنَّبِي صلّى الله عليه وسلّم : سَعِّرْ لنا فقالَ : إِنَّ الله هو المُسَعِّر " ُ أَي أَنه هو الذي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فلا اعتراضَ لأَحَدٍ عليه ولذلك لا يجوزُ التَّسْعِير والتَّسْعِيرُ : تقديرُ السِّعْر قاله ابنُ الأَثير
وسَعَرَ النّارَ والحَرْبَ كمَنَعَ يَسْعَرُهَا سَعْراً : أَوْقَدَها وهَيَّجَها كسَعَّرَ ها تَسْعِيراً . وأَسْعَرََ ها إِسْعَاراً وفي الثاني مَجازٌ أي الحرْب . والسُّعْرُ بالضَّمّ : الحَرُّ أَي حَرُّ النار كالسُّعَارِ كغُرَاب . السُّعْرُُ بالضّم : الجُنُون كالسُّعُر بضَمّتَيْنِ وبه فسر الفارِسِيُّ قوله تعالى " إِنَّ المُجْرِمِينَ في ضلال وسُعُرٍ " قال : لأَنَّهُم إذا كانوا في النّار لم يكُونُوا في ضَلال لأَنه قد كشفَ لهم وإنما وصَفَ حالَهم في الدنيا يذهب إلى أَن السُّعُرَ هنا ليس جمْعَ سَعِير الذي هو النار وفي التنزيل حكاية عن قوم صالح " أَبَشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنا إذاً لَفِي ضَلالَ وسُعُر " معناه : إِنا إِذاً لفي ضَلال وجنُُون وقال الفَرّاءُ : هو العَنَاءُ والعَذَاب وقال ابنُ عَرَفَة : أَي في أَمْرٍ يُسْعِرُنا أي يُلْهِبُنَا قال الأَزهرِي : ويجوزُ أَن يكونَ معناه : إِنا إِن اتَّبَعْنَاه وأَطَعْنَاه فنحن في ضَلال وفي عذابٍ مما يلزَمُنَا قال : وإلى هذا مال الفَرّاءُ . السُّعْرُ بالضمّ : الجُوعُ كالسُّعار بالضم قاله الفرَّاءُ أو القَرَمُ أي الشَّهْوة إلى اللَّحْم ويقال سُعِرَ الرجلُ فهو مَسْعُورٌ إذا اشتَد جُوعُه وعَطَشُه . السُّعْرُ بالضَّم : العَدْوَى وقد سَعَرَ الإِبلَ كمَنَعَ يَسْعَرُها سَعْراً : أَعْداهَا وألْهَبَها بالحَرَبِ وقد اسْتَعَرَ فيها وهو مَجاز . السَّعِرُ ككَتِفٍ : َمن به السُّعْر وهو المَجْنُون ج سَعْرَي مثل كَلِب وكَلْبَي
والسَّعِيرُ : النّار قال الأَخفش : هو مثْل دَهِينٍ وصَرِيع لأَنَّك تقول : سُعِرَت فهي مَسْعُورَةٌ وقال اللِّحْيَانيّ : نارٌ سَعِيرٌ : مسعُورةُ بغير هاءٍ كالسّاعُورَة
قيل : السَّعِيرُ والسَّاعُورةُ : لَهَبُها . السَّعِيرُ : المَسْعُورُ فَعيل بمعنى مفعول . السُّعَيْرُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْضٍ العَنَزِي :
حَلَفتُ بمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعَيْرِ كزُبَيْر وغَلطَ من ضَبَطَه كأَمِيرٍ نبّه عليه صاحبُ العُبَاب : صنَمٌ لعَنَزَةَ خاصَّةً قاله ابنُ الكَلْبِيّ . وقيل : عَوْضٌ : صَنَمٌ لبكْرِ بن وائلٍ والمائِرَاتُ : دِمَاءُ الذّبائِحِ حَولَ الأَصْنام . سُعَيْرُ بنُ العَداءِ يُعدّ في الحِجَازِييّن صَحَابِي قيل : كان معه كِتَابُ النبيّ صلى الله عليه وسلم . والمِسْعَرُ : بالكَسْر : ما سُعِرَ بِه هكذا في النُّسخ والصوابُ ما سُعِرَتْ به أي النّارُ أي ما تُحَركُ به النارُ من حَدِيدٍ أو خَشَب كالمِسْعارِ ويُجْمَعَان على مَسَاعِيرَ ومَسَاعِرَمن المجاز : المِسْعُرُ : مُوقدُ نار الحَرْبِ يقال : هو مِسْعرُ حَرْب إذا كان يُؤرَثُها أي تحْمي به الحَرْب وفي الحديث " وأَما هذا الحَي من هَمْدَانَ فأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعيرُ غيرُ عُزلٍ " المِسْعرُ : الطَّوِيلُ مِنَ الأَعْنَاقِ . وبه فَسر أبو عَمْرو قولَ الشاعرِ :
" وسَامَي بها عُنُقٌ مِسعرُ . ولا يخفي أن ذكرَ الأعناقِ إنما هو بيانٌ لا تخصيصٌ . أو المِسْعَرُ الشَّدِيدُ قاله الأَصْمَعشي وبه فَسر قولَ الشاعِر المتقدم . في كتابِ الخَيْل لأَبي عُبَيْدَة : المِسْعَرُ منَ الخَيْل : الذي يُطيحُ قَوَائِمَه ونَصُّ أبي عُبَيْدَة تُطِيحُ قَوَائمُهُ مُتَفَرِّقَةً ولا ضَبْرَ لَه وقيل وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم كالمُساَعِرِ . أَبو سَلَمَةََ مِسْعَرُ بنُ كِدامٍ ككِتَاب الهِلاَلِيّ العامِري إِمامٌ جَلِيل شَيْخُ السُّفْيَانيْنِ أي الثَّوْرِي وابن عُيَيْنَة وناهِيكَ بها مَنْقَبَةً وفيه يقولُ الإِمام عبدُ اللهِ بن المُبَارَك :
مَنْ كَانَ مُلتَمِساً جَلِيساً صالِحاً ... فلْيَأتِ حَلْقَةَ مِسْعَرِ بنِ كِدَامِ توفي سنة 153 وقيل : 55 . وقد تُفْتَحُ مِيمُه ومِيمُ أَسْمِيائِهِ أي من تَسَمَّى باسمِه وهم مِسْعَرُ الفَدَكِي ومَسْعَرُ بنُ حَبِيبٍ الجَرْمِي : تابِعيّان تَفَاؤْلاً وفي اللسان : جَعَله أصحابُ الحديثِ مَسْعَراً بالفتح للتَّفاؤُل . السُّعَارُ كغُرَابِ : الجُوعُ وقيل شِدَّته وقيل : لَهِيبُه أَنشد ابنُ الأَعْرَابِي لشاعرٍ يَهْجُو رَجُلاً :تُسَمِّنُها بأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها ... ومَوْلاكَ الأَحَمُّ له سُعَارُ وصَفَه بتَغْزِيرِ حلائِبِه وكْسَعه ضُرُوعضها بالماءِ الباردِ ليرتدَّ لبَنُها ليَبْقَى لها طِرْقُهَا في حال جُوعِ ابنِ عَمِّه الأَقْرَبِ منه . ويقال : سُعرَ الرَّجُلُ سُعَاراً فهو مَسْعُورٌ : ضَربَتَهُ السَّمُومُ أو اشتدّ جُوعُه وعَطَشُه ولو ذكر السُّعار عند السُّعرِ كان أَصْوَبَ فإِنَّهما من قول الفَراءِ وقد ذَكَرَهُما ففرق بينهما فتأَمَّلْ . السَّاعُورُ : كهَيْئَةِ التَّنُّور يُحْفَرُ في الأَرضِ يُخْتَبزُ فيه
السَّاعُور : النارُ عن ابن دُرْيَد ولو ذَكَرَه عند السَّعِير ان أصابَ وقيل : لَهَبُها . السّاعور : مُقَدَّمُ النَّصَارَى في مَعْرِفَةِ علم الطِّبّ وأَدواته وأصله بالسريانية ساعُوراً ومعناه مَتَفَقِّدْ المَرْضَى
والسِّعْرارَةُ بالكسر والسُّعْرُورَةُ بالضم : الصُّبْحُ لا لِتهابِه حين بُدُوِّه . و : شُعَاعُ الشَّمْسِ الدّاخِلُ من كُوَّةِ البيتِ قال الأزهري : هو ما تَرَدَّدَ في الضوءِ الساقط في البَيْت من الشَّمْسِ وهو الهَبَاءُ المُنْبَثّ . وسِعْر بنُ شُعْبَة الكِنَانِي الدُّؤَلِي بالكَسْرِ قيلَ : صحابِي روَى عنه ابنُه جابِرُ بنُ سِعْرٍ ذكرَه البُخَاِري في التاريخ . وأبو سِعْر : مَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ راجزِ لم أَجِده في التَّبْصِيرِ . والمَسْعُورُ : الحَرِيصُ على الأَكْلِ وإِن مُلِئ بَطْنُه قيل : وعلى الشُّرْبِ لأنه يقال سُعِرَ فهو مَسْعُورٌ إذا اشْتَد جُوعُه وعَطَشُه فاقْتصارُ المُصَنّف على الأَكْلِ قُصُورٌ . يقال : لأَسْعَرَنَّ سَعْرَه بالفَتْح أي لأَطُوفَنَّ طَوْفَه قاله الفراءُ ويقال : سَعَرتُ اليومَ في حاجَتي سَعْرَةً أي طُفْتُ . والسَّعْرَةُ بالفتح : السُّعَالُ الحَاد وهي السُّعَيْرَةُ قاله ابنُ الأَعرابي . يقال : هذا سَعْرَةُ الأَمْرِ وسَرْحَتُه وفَوْعَتُه كما تقول : أَوَّل الأَمرِ وجِدَّته هكذا بالجيم وفي بعضِ النُّسخ بالحاءِ الأولى الصّوابُ . والسَّعَرَانُ محَركَةً : شِدةُ العَدْوِ . كالجَمَزان والفَلَتانِ
السِّعْرَان بالكِسْرِ : اسْم جماعة ومنهم بَيْتٌ في الأِسكَنْدَرِية تَفَقَّهُوا . والأَسْعَرُ : الرجلُ القليلُ اللحمِ الضَّامِرُ الظاهِرُ العَصَبِ الشاحِبُ الدَّقِيقُ المَهْزُول . الأَسْعَرُُ : لَقَبُ مَرْثَدِ بنِ أبي حُمْرَانَ الجُعَفِي الشَّاعِرِ سُمِّيَ بذلك لقوله :
فلا تَدْعُنِي الأَقْوَامُ من آلِ مالِكِ ... إِذَا أَنا لَمْ أَسْعَرْ عَلَيْهِم وأُثْقِبِ أَبُو الأَسْعَر : كُنيةُ عُبَيْدٍ مَوْلَى زَيْدِ بن صُوحَان هكذا ذَكَرَه ابنُ أَبِي خَيْثَمَةَ والدُّولابِي وعبد الغَنِي وغيرُهم ورَجَّحَه الأَمِير أو هو بالشِّينِ المُعَجَمَة كما ذَكَرَه البُخَارِي والدّارقُطَنِيّ وغيرهما . وأَسْعَرُ بن النُّعْمَانِ الجُعْفِي الرّاوِي عن زُبيد اليامِي . أسْعَرُ بنُ رُحَيْلٍ الجُعْفِيّ التابِعِيّ . أَسْعَرُ بنُ عَمْرو : شيخٌ لابنِ الكَلْبِي : مُحَدِّثُونَ . وهلاَلُ بنُ أَسْعَرَ البَصْرِي من الأَكَلَة المَشْهُورِين حكى عنه سُلَيْمَانُ التّيمِي وفي بعض النُّسَخ من الأَجِلَّة وهو تصحيف وفي بعضها المَذْكُورِين بدلَ المَشْهُورِين ولو قال : أَحَدُ الأَكلةِ لكان أَخْضَر
وصَيِفَّةُ بنتُ أَسْعَرََ : شَاعِرَةٌٌ لها ذِكْر . واسْتَعَرَ الجَرَبُ في البَعِير : ابتَدَأ بمسَاعِرِهِ أي أَرْفَاغِهِ وآبِطهِ قاله أبو عمرو وفي الأَساس : أي مَغَابِنهِ وهو مَجَازٌ ومنه قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
" قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُوالواحِدُ مَسْعَرٌ . اسْتَعَرَت النّارُ : اتَّقَدَتْ وقد سَعرْتُها كتَسَعَّرَتْ . من المَجَاز : اسْتَعَرَت اللُّصُوصُ إذا تَحَرَّكُوا للشَّرِّ كأَنَّهمُ اشْتَعَلوا والتَهَبُوا . من المجاز : اسْتَعَرَ الشَّرُّ والحَرْبُ أي انْتَشِرا . وكذا سَعَرَهُم شَرٌ وسَعَرَ على قَوْمِه . ومَسْعَرُ البَعِيرِ : مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه . ويَسْتَعُور الذي في شِعْر عُرْوَة مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدينة ويقال : شَجَرٌ ويقال أَجْمَةٌ ويُقَال : اليَسْتَعُور وفيه اختلافٌ على طُولِه يأْتِي في فصل الياءِ التّحْتَّية إن شاءَ الله تعالى
ومما يستدرك عليه : رَمْىٌ سَعْرٌ أي شديدٌ . وسَعَرْناهُم بالنَّبْلِ : أَحْرَقْنَاُهم وأَمْضَضْناهُم . ويقال : ضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَثْرٌ ورَمْىٌ سَعْرٌ وهو مأخوذ من سَعَرتْ النار في حديث عليّ رضي الله عنه : " اضْرِبُوا هَبْراً وارْمُوا سَعْراً " أي رَمْياً سَرِيعاً شَبَّهه باسْتِعارِ النارِ . وفي حديث عائشة : " كان لرسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم وَحْشٌ فإذا خَرَجَ من البَيْتِ أَسْعَرَنا قَفْزاً " أي ألْهَبَنَا وآذانا . وسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً : قَطَعَه . وعن ابنِ السِّكيّتِ : وسَعَرَت النّاقَةُ إذا أَسْرَعَتْ في سيرها في سَعُورٌ . وسَعَرَ القَومَ شَراًّ وأَسْعَرَهُم : عَمَّهم به على المَثَل وقال الجوهري : لا يقال أَسْعَرَهم . وفي حديثِ السَّقِيفَة : ولا يَنَامُ الناسُ من سُعَارِه أَي شَرّه . وفي حديث عمر " أَنه أَرادَ أَن يَدْخُلَ الشام وهُو يَسْتَعرُ طاعوناً " استَعَارَ استِعَارَ النارِ ِلشدَّةِ الطاعون يريد كَثْرَتَه وشِدَّةََ تَأْثِيرِه وكذلك يُقالُ في كلِّ أمرٍ شَدِيدٍ . والسُّعْرَةُ والسَّعَرُ : لَونٌ يَضْرِب إلى السَّوادِ فُوَيْقَ الأُدْمَة . ورَجُلٌ أَسْعَرُ وامرأةٌ سَعْراءُ قال العّجاج :
" أسْعَرَ ضَرْباً أو طُوالاً هِجْرَعَا . وقال أبو يُوسف : اسْتَعَرَ الناسُ في كل وَجْهٍ واسْتَنْجَوا إذا أَكَلُوا الرُّطَبََ وأصابُوه . وكزُفَر سُعَرُ بنُ مالكِ بن سَلَامانَ الأَزْدِي من ذُرِّيّته حنَيفَةُ بن تَمِيم شيخٌ لابن عُفيْرٍ قديم . وسِعْر بالكسر : جَبَلٌ في شِعْر خُفافِ بنِ نُدْبَة السُلمَي . وسِعرا بالكسر والإمالة مَقْصُوراً : جَبَلٌ عند حرة بني سُليَمْ . وسِعْر بن مالك العَبْسِي سَمعَ عُمَرَ ابن الخطاب روى عنه حَلامُ بنُ صالح . وسِعْرُ بنُ نِقَادَةَ الأَسَدِي عن أبيه وعنه ابنُه عاصِمٌ . وسِعْرٌ التَّمِيمي عن عَليّ الثلاثة من تاريخ البخاري . وسُعَيْرُ بنُ الخِمْس أبو مَالك الكوفيّ عن حَبيبِ بن أبي ثابِت عن ابن عُمَرَ روى عنه سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَة . ودَيْرُ سَعْرانَ : موضِعٌ بجِيزة مِصْر . وبَنُو السَّعْرانِ : قومٌ بالإِسْكَنْدَرِيّة
اليَسْتَعُور على وزن يَفْتَعُول ولم يأت على هذا البناء غيرُه : ع قبلَ حَرَّةِ المدينة كثيرُ العِضاهِ مُوحِشٌ لا يكاد يدخلُه أحدٌ قاله رَضِيُّ الدِّين الشّاطِبيّ . قلتُ : وهو قَوْلُ أبي عُبَيْدة بعَيْنه وأنشد قَوْلَ عُروَةَ بن الوَرْد :
أَطَعْتُ الآمِرِينَ بقَتلِ سَلْمَى ... وطاروا في البلادِ اليَسْتَعُورا هكذا وَجَدْتُه في اللسان . وفي بعضِ الأُصول المُصحّحة : الآمرين بصرمِ حَبْلِي و : بلاد اليَسْتَعور قال : أي تفَرَّقوا حيث لا يُعلَم ولا يُهتدى لمواضِعهم . وقال ابنُ بَرِّيّ : معنى البيت أنّ عُروة كان سبى امرأةً من بني عامر يقال لها سَلْمَى ثم تزوَّجها فَمَكَثتْ عنده زَماناً وهو لها شديدُ المَحبّة ثم إنّها اسْتَزارَتْه أهلها فَحَمَلها حتى انتهى بها إليهم فلما أراد الرجوعَ أَبَتْ أن ترجعَ معه وأراد قومُها قَتْلَه فَمَنَعتْهم من ذلك ثم إنه اجتمع به أخوها وابن عمّها وجماعةٌ فشربوا خمراًً و سَقَوْه وسألوه طلاقَها فطلَّقها فلمّا صَحا نَدِمَ على ما فَرَطَ منه ولهذا يقول يعد البيت :
سَقَوْني الخَمْرَ ثمّ تَكَنَّفوني ... عُداة اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ
ألا يل لَيْتَني عاصَيْتُ طَلْقَاً ... وجَبّاراً ومَن لي مِن أميرِ
طَلْقٌ أخوها وجَبّار ابنُ عمّها والأمير هو المُستشار . قال المبرّد : الياءُ من نفس الكلمة . وعِبارة المعجم : فلمّا حصلتْ بين قومها قالت : اشتروني منه فإنّه يرى أنّي لا أختار عليه أحداً ؛ فَسَقَوْه الخمرَ ثمّ ساموه فيها فقال : إن اختارتْكم فقد بِعتُكم فلمّا خَيَّروها قالت : أمَا إنّي لا أعلم امرأةً أَلْقَتْ سِتْرَها على خَيْرٍ منك أَغْنَى غَناءً وأقلّ فَحْشَاء وأَحْمى لحقيقةٍ ولقد وَلدتُ منك ما عَلِمْتَ وما مرّ عليَّ يومٌ مذ كنتُ عندك إلا والموتُ أحبّ إليّ من الحياة فيه إني لم أكن أشاءُ أن أسمع امرأةً تقول : قالت أَمَةُ عُروة إلاّ سمعتُه لا واللهِ لا أنظرُ إلى وجهِ امرأةٍ سمعتُ ذلك منها أبداً فارجِع راشداً وأَحسِن إلى ولَدِك . فقال : سَقوني الخمر . . إلخ وبعدَه :
وقالوا لَسْتَ بعدَ فِداءِ سَلْمَى ... بمُفْنٍ ما لَدْيَكَ ولا فَقيرِ ويُروى : في عِضاه اليَسْتَعور . قالوا وعَضاهُ اليَسْتَعور : جبلٌ لا يكاد يَدْخُله أحدٌ إلاّ ويرجِعُ من خَوْفِه . يقال : ذهب في اليَسْتَعور أي في الباطل نقله الصَّاغانِيّ . اليَسْتَعور أيضاً : الكِساءُ الذي يُجعَل على عَجُزِ البعير نقله الصَّاغانِيّ . قيل : اليَسْتَعور : شجرٌ وبه فسَّر الجَوْهَرِيّ شِعرَ عُروة ويُصنَع منه المَساويك ومَساويكُه غايةٌ جَوْدَةً إنقاءً للثَّغْر وتَبْيِيضاً له ومَنابِتُه بالسَّراة وفيها شيءٌ من مَرارةٍ مع لِينٍ وهو فَعْلَلُولٌ . قال سيبويه : الياءُ في يَسْتَعُور بمنزلةِ عَيْنِ عَضْرَفُوط لأنّ الحروف الزوائدَ لا تَلْحَق بناتِ الأربعةِ أوّلاً إلاّ الميم التي في الاسم المبنيّ الذي يكون على فِعلِه كمُدَحْرج وشِبْهه فصار كفِعل بناتِ الثلاثة المَزِيد . وفي ارْتِشاف الضَّرَب لابن حَيّان : و يَسْتَعُور يَفْتَعُول ووزنه عند سيبويه فَيَعْلُول وجزمَ ابنُ عُصفور في المُمْتِع بأنّه فَعْلَلُول ولم يَحْكِ يَفْتَعُول . انتهى . وقيل في معنى قَوْلِهم : ذَهَبَ في اليَسْتَعُور أي في نارِ اللهِ الحامِيَة كأنّه يُرادُ السَّعير ووَزنه فَعْلَلُول نقله الصَّاغانِيّ هكذا . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : يشر