الحَطْمُ الكسر
في أي وجه كان وقيل هو كسر الشيء اليابس خاصَّةً كالعَظْم ونحوه حَطَمهُ
يَحْطِمُهُ حَطْماً أي كسره وحَطَّمَهُ فانْحَطَم وتَحَطَّم والحطْمَةُ والحُطامُ
ما تَحَطَّمَ من ذلك الأَزهري الحُطامُ ما تَكّسّرَ من اليَبيس والتَّحْطيمُ
التكسير وصَع
الحَطْمُ الكسر
في أي وجه كان وقيل هو كسر الشيء اليابس خاصَّةً كالعَظْم ونحوه حَطَمهُ
يَحْطِمُهُ حَطْماً أي كسره وحَطَّمَهُ فانْحَطَم وتَحَطَّم والحطْمَةُ والحُطامُ
ما تَحَطَّمَ من ذلك الأَزهري الحُطامُ ما تَكّسّرَ من اليَبيس والتَّحْطيمُ
التكسير وصَعْدَةٌ حِطَمٌ كما قالوا كِسَرٌ كأَنهم جعلوا كل قطعة منها حِطْمةً قال
ساعدة بن جُؤَيَّةَ ماذا هُنالِكَ من أسْوانَ مُكْتَئِبٍ وساهِفٍ ثَمِلٍ في
صَعْدَةٍ حِطَمِ وحُطامُ البَيْضِ قِشره قال الطرماح كأَنَّ حُطامَ قَيْضِ
الصَّيْفِ فيه فَراشُ صَميمِ أَقْحافِ الشُّؤُونِ والحَطيمُ ما بقي من نبات عامِ
أَوَّلَ ليُبْسِهِ وتَحَطُّمِهِ عن اللحياني الأَزهري عن الأصمعي إذا تَكَسَّرَ
يَبيسُ البَقْل فهو حُطامٌ والحَطْمَةُ والحُطْمَةُ والحاطوم السنة الشديدة لأنها
تَحْطِمُ كل شيء وقيل لا تسمى حاطوماً إلا في الجَدْب المتوالي وأصابتهم حَطْمَةٌ
أي سنة وجَدْبٌ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ من حَطْمَةٍ أقْبَلَتْ حَتَّتْ لنا
وَرَقاً نُمارِسُ العُودَ حتى يَنْبُت الوَرَقُ وفي حديث جعفر كنا نخرج سنة
الحُطْمةِ هي الشديدة الجَدْبِ الجوهري وحَطْمَةُ السيل مثل طَحْمَتِه وهي
دُفعَتُهُ والحَطِمُ المتكسر في نفسه ويقال للفرس إذا تَهَدَّمَ لطول عمره حَطِمٌ
الأَزهري فرس حَطِمٌ إذا هُزِلَ وأَسَنَّ
( * قوله « وأسن » كذا في الأصل بالواو وفي التهذيب أو ) فضعف الجوهري ويقال
حَطِمَتِ الدابةُ بالكسر أي أَسَنَّتْ وحَطَمَتْهُ السِّنُّ بالفتح حَطْماً ويقال
فلان حَطَمَتْهُ السِّنُّ إذا أَسَنَّ وضعف وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها
قالت بعدما حَطَمْتُموه تعني النبي صلى الله عليه وسلم يقال حَطَمَ فلاناً أَهلُه
إذا كَبِرَ فيهم كأَنهم بما حَمَّلُوه من أَثقالهم صَيَّروه شيخاً مَحْطوماً
وحُطامُ الدنيا كلُّ ما فيها من مال يَفْنى ولا يبقى ويقال للهاضومِ حاطُومٌ
وحَطْمَةُ الأَسَد في المال عَبْثُه وفَرْسُهُ لأنه يَحْطِمُه وأَسد حَطُومٌ
يَحْطِمُ كلَّ شيء يَدُقُّه وكذلك ريح حَطُومٌ ولا تَحْطِمْ علينا المَرْتَعَ أي
لا تَرْعَ عندنا فتفسد علينا المَرْعى ورجل حُطَمَةٌ كثير الأكل وإبل حُطَمَةٌ
وغنم حُطَمَةٌ كثيرة تَحْطِمُ الأرض بخِفافِها وأَظْلافِها وتَحْطِمُ شجرها
وبَقْلَها فتأْكله ويقال للعَكَرةِ من الإبل حُطَمَةٌ لأَنها تَحْطِمُ كل شيء وقال
الأزهري لِحَطْمِها الكَلأَ وكذلك الغنم إذا كثرت ونار حُطَمَةٌ شديدة وفي التنزيل
كَلاَّ ليُنْبَذَنَّ في الحُطَمَةِ الحُطَمَة اسم من أَسماء النار نعوذ بالله منها
لأنها تَحْطِمُ ما تَلْقى وقيل الحُطَمَةُ باب من أَبواب جهنم وكلُّ ذلك من
الحَطْمِ الذي هو الكسر والدق وفي الحديث أن هَرِمَ بن حَيَّان غضب على رجل فجعل
يَتَحَطَّمُ عليه غَيْضاً أي يَتَلَظَّى ويتوقَّد مأْخوذاً من الحُطَمَة وهي النار
التي تَحْطِمُ كل شيء وتجعله حُطاماً أي مُتَحَطِّماً متكسراً ورجل حُطَمٌ وحُطُمٌ
لا يشبع لأنه يَحْطِمُ كل شيء قال قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ ورجل حُطَمٌ
وحُطَمَةٌ إذا كان قليل الرحمة للماشية يَهْشِمُ بعضها ببعض وفي المَثَلِ شَرُّ
الرِّعاءِ الحُطَمَةُ
( * قوله « وفي المثل شر الرعاء الحطمة » كونه مثلاً لا ينافي كونه حديثاً وكم من
الاحاديث الصحيحة عدت في الأمثال النبوية قاله ابن الطيب محشي القاموس راداً به
عليه وأقره الشارح ) ابن الأثير هو العنيفُ برعاية الإبل في السَّوْق والإيراد
والإصْدارِ ويُلْقي بعضها على بعض ويَعْسِفُها ضَرَبَهُ مَثَلاً لِوالي السُّوءِ
ويقال أَيضاً حُطَمٌ بلا هاء ومنه حديث عليّ رضي الله عنه كانت قريش إذا رأَتْهُ
في حَرْب قالت احْذَرُوا الحُطَمَ احذروا القُطَمَ ومنه قول الحجاج في خطبته قد
لَفّها الليلُ بسَوّاق حُطَم أي عَسُوف عنيفٍ والحُطَمَةُ من أَبنية المبالغة وهو
الذي يَكْثُرُ منه الحَطْمُ ومنه سميت النار الحُطَمَةَ لأنها تَحْطِمُ كل شيء ومنه
الحديث رأَيت جهنم يَحْطِمُ بعضها بعضاً الأَزهري الحُطَمةُ هو الراعي الذي لا
يُمَكِّنُ رَعِيَّتَهُ من المراتع الخَصيبة ويقبضها ولا يَدَعُها تنتشر في
المَرْعى وحُطَمٌ إذا كان عنيفاً كأنه يَحْطِمُها أي يكسرها إذا ساقها أو أسامها
يَعْنُفُ بها وقال ابن بري في قوله قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاق حُطَمْ هو للحُطَمِ
القَيْسِيّ ويروى لأبي زُغْبَة الخَزْرَجيّ يوم أُحُدٍ وفيها أنا أَبو زُغُبَةَ
أَعْدو بالهَزَمْ لن تُمْنَعَ المَخْزاةُ إلاَّ بالأَلَمْ يَحْمِي الذِّمار
خَزْرَجِيٌّ من جُشَمْ قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ الهَزَمُ من الاهتزام
وهو شدة الصوت ويجوز أن يريد الهَزِيمة وقوله بسواق حطم أي رجل شديد السوق لها
يَحْطِمُها لشدة سوقه وهذا مثل ولم يرد إبلاً يسوقها وإنما يريد أنه داهية متصرف
قال ويروى البيت لرُشَيْد بن رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ من أَبيات باتوا نِياماً وابنُ
هِنْدٍ لم يَنَمْ بات يقاسيها غلام كالزَّلَمْ خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ
القَدَمْ ليْسَ بِراعي إبِلٍ ولا غَنَمْ ولا بِجَزَّار على ظهر وَضَمْ ابن سيده
وانْحَطَمَ الناسُ عليه تزاحموا ومنه حديث سَوْدَةَ إنها استأْذَنَتْ أن تدفع من
مِنىً قبل حَطْمةِ الناس أي قبل أن يزدحموا ويَحْطِمَ بعضهم بعضاً وفي حديث توبة
كعب بن مالك إذَنْ يَحْطِمُكم الناسُ أي يدوسونكم ويزدحمون عليكم ومنه سمي حَطيمُ
مكة وهو ما بين الركن والباب وقيل هو الحِجْر المُخْرَجُ منها سمي به لأن البيت
رُفِع وترك هو مَحْطوماً وقيل لأن العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب فبقي
حتى حُطِمَ بطول الزمان فيكون فَعيلاً بمعنى فاعل وفي حديث الفتح قال للعبَّاس
احبس أَبا سُفْيانَ عند حَطْمِ الجَبَل قال ابن الأَثير هكذا جاءت في كتاب أبي
موسى وقال حَطْمُ الجَبَل الموضع الذي حُطِمَ منه أي ثُلِمَ فَبقي منقطعاً قال
ويحتمل أن يريد عند مَضِيقِ الجَبَل حيث يَزْحَمُ بعضهم بعضاً قال ورواه أَبو نصر
الحميديّ في كتابه بالخاء المعجمة وفسرها في غريبه فقال الخَطْمُ والخَطْمَةُ أنف
الجبل
( * قوله « والخطمة أنف الجبل » مضبوطة في نسخة النهاية بالفتح وفي نسخة الصحاح
مضبوطة بالضم ) النادر منه قال والذي جاء في كتاب البخاري عند حَطْمِ الخَيْلِ
هكذا مضبوطاً قال فإن صَحَّتِ الرِّوايةُ ولم يكن تحريفاً من الكَتَبَةِ فيكون
معناه والله أعلم أنه يحبسه في الموضع المتضايق الذي تَتَحَطَّمُ فيه الخَيْلُ أي
يدوس بعضها بعضاً فَيَزْحَمُ بعضُها بعضاً فيراها جميعها وتكثر في عينه بمرورها في
ذلك الموضع الضيق وكذلك أَراد بحبسه عند خَطْمِ الجبل على شرحه الحميديّ فإن
الأَنف النادر من الجبل يُضَيِّقُ الموضع الذي يخرج منه وقال ابن عباس الحَطِيمُ
الجِدار بمعنى جدار الكعبة ابن سيده الحَطِيمُ حِجْرُ مكة مما يلي المِيزاب
سُمِّيَ بذلك لانْحِطام الناس عليه وقيل لأنهم كانوا يحلفون عنده في الجاهلية
فيَحْطِمُ الكاذِبَ وهو ضعيف الأزهري الحَطِيمُ الذي فيه المِرْزابُ وإنما سُمي
حَطيماً لأن البيت رفع وترك ذلك مَحْطوماً وحَطِمَتْ حَطَماً هَزِلَتْ وماء
حاطُومٌ مُمْرِئٌ والحُطَمِيَّةُ دروع تنسب إلى رجل كان يعملها وكان لعليّ رضي
الله عنه درع يقال لها الحُطَمِيَّةُ وفي حديث زواج فاطمة رضي الله عنها أَنه قال
لعليّ أَيْنَ دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ ؟ هي التي تَحْطِمُ السيوف أي تكسرها وقيل هي
العريضة الثقيلة وقيل هي منسوبة إلى بطْنٍ من عبد القيس يقال لهم حُطَمَةُ بنُ
محاربٍ كانوا يعملون الدروع قال وهذا أَشبه الأَقوال ابن سيده وبنو حَطَْمَةَ بطنٌ
معنى
في قاموس معاجم
رَأْسُ كلّ شيء
أَعلاه والجمع في القلة أَرْؤُسٌ وآراسٌ على القلب ورُؤوس في الكثير ولم يقلبوا
هذه ورؤْسٌ الأَخيرة على الحذف قال امرؤ القيس فيوماً إِلى أَهلي ويوماً إِليكمُ
ويوماً أَحُطُّ الخَيْلَ من رُؤْسِ أَجْبالِ وقال ابن جني قال بعض عُقَبْل القافية
رَأْسُ كلّ شيء
أَعلاه والجمع في القلة أَرْؤُسٌ وآراسٌ على القلب ورُؤوس في الكثير ولم يقلبوا
هذه ورؤْسٌ الأَخيرة على الحذف قال امرؤ القيس فيوماً إِلى أَهلي ويوماً إِليكمُ
ويوماً أَحُطُّ الخَيْلَ من رُؤْسِ أَجْبالِ وقال ابن جني قال بعض عُقَبْل القافية
رأْس البيت وقوله رؤسُ كَبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحان أَراد بالرؤس الرأْسين فجعل كل
جزء منها رأْساً ثم قال ينتطحان فراجع المعنى ورأْسَه يَرْأَسَه رَأْساً أَصاب
رَأْسَه ورُئِسَ رَأْساً شكا رأْسه ورَأَسْتُه فهو مرؤوسٌ ورئيس إِذا أَصبت رأْسه
وقول لبيد كأَنَّ سَحِيلَه شَكْوَى رَئيسٍ يُحاذِرُ من سَرايا واغْتِيالِ يقال
الرئيس ههنا الذي شُدَّ رأْسه ورجل مرؤوس أَصابه البِرْسامُ التهذيب ورجل رئيسٌ
ومَرْؤُوسٌ وهو الذي رَأْسَه السِّرْسامُ فأَصاب رأْسه وقوله في الحديث إِنه صلى
اللَّه عليه وسلم كان يصيب من الرأْس وهو صائم قال هذا كتابه عن القُبْلة
وارْتَأَسَ الشيءَ رَكب رأْسه وقوله أَنشده ثعلب ويُعْطِي الفَتَى في العَقْلِ
أَشْطارَ مالِه وفي الحَرْب يَرْتاسُ السِّنانَ فَيَقْتُل أَراد يرتئس فحذف الهمزة
تخفيفاً بدليّاً الفراء المُرائِسُ والرَّؤوسُ من الإِبل الذي لم يَبْقَ له طِرْقٌ
إِلا في رأْسه وفي نوادر الأَعراب ارْتَأَسَني فلان واكْتَسَأَني أَي شَغَلَني
وأَصله أَخذ بالرَّقَبة وخفضها إِلى الأَرض ومثله ارْتَكَسَني واعْتَكَسني وفحل
أَرْأَسُ وهو الضَّخْمُ الرأْس والرُّؤاسُ والرُّؤاسِيُّ والأَرْأَسُ العظيم
الرأْس والأُنثى رَأْساءُ وشاة رأْساءُ مُسْوَدَّة الرأْس قال أَبو عبيد إِذا
اسْوَدَّ رأْس الشاة فهي رأْساء فإِن ابيض رأْسها من بين جسدها فهي رَخْماء
ومُخَمَّرَةٌ الجوهري نعجة رأْساء أَي سوداء الرأْس والوجه وسائرها أَبيض غيره شاة
أَرْأَسُ ولا تقل رؤاسِيٌّ عن ابن السكيت وشاة رَئِيسٌ مُصابة الرأْس والجمع
رَآسَى بوزن رَعاسَى مثل حَباجَى ورَماثَى ورجل رَأْآسٌ بوزن رَعَّاسٍ يبيع الرؤوس
والعامة تقول رَوَّاسٌ والرَّائِسُ رأْسُ الوادي وكل مُشْرِفٍ رائِسٌ ورَأَسَ
السَّيْلُ الغُثَاءَ جَمَعَه قال ذو الرمة خَناطيلُ يَسْتَقرِبْنَ كلَّ قَرارَةٍ
ومَرْتٍ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائِسُ وبعض العرب يقول إِن السيل يَرْأَسُ
الغثاء وهو جمعه إِياه ثم يحتمله والرَّأْسُ القوم إِذا كثروا وعَزُّوا قال عمرو
بن كلثوم بِرَأْسٍ من بني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ نَدُقُّ به السُّهُولَةَ والخُزونا
قال الجوهري وأَنا أَرى أَنه أَراد الرَّئيسَ لأَنه قال ندق به ولم يقل ندق بهم
ويقال للقوم إِذا كثروا وعَزُّوا هم رَأْسٌ ورَأَسَ القومَ يَرْأَسُهم بالفتح
رَآسَةً وهو رئيسهم رَأَسَ عليهم فَرَأَسَهم وفَضَلهم ورَأَسَ عليهم كأَمَر عليهم
وتَرَأَّسَ عليهم كَتَأَمَّرَ ورَأَّسُوه على أَنفسهم كأَمَّروه ورَأَسْتُه أَنا
عليهم تَرْئِيساً فَتَرَأَّسَ هو وارْتَأَسَ عليهم قال الأَزهري ورَوَّسُوه على
أَنفسهم قال وهكذا رأَيته في كتاب الليث وقال والقياس رَأَّسوه لا رَوَّسُوه ابن
السكيت يقال قد تَرَأَّسْتُ على القوم وقد رَأَّسْتُك عليهم وهو رَئيسُهم وهم
الرُّؤَساء والعامَّة تقول رُيَساء والرَّئِيس سَيِّدُ القوم والجمع رُؤَساء وهو
الرَّأْسُ أَيضاً ويقال رَيِّسٌ مثل قَيِّم بمعنى رَئيس قال الشاعر تَلْقَ
الأَمانَ على حِياضِ محمدٍ تَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ لا ذي تَخافُ ولا
لِهذا جُرْأَة تُهْدى الرَّعِيَّةُ ما اسْتَقامَ الرَّيِّسُ قال ابن بري الشعر
للكميت يمدح محمد بن سليمان الهاشمي والثَّوْلاء النعجة التي بها ثَوَلٌ
والمُخْرِفَةُ التي لها خروف يتبعها وقوله لا ذي إِشارة إِلى الثولاء ولا لهذا
إِشارة إِلى الذئب أَي ليس له جُرأَة على أَكلها مع شدة جوعه ضرب ذلك مثلاً لعدله
وإِنصافه وإِخافته الظالم ونصرته المظلوم حتى إِنه ليشرب الذئب والشاة من ماء واحد
وقوله تهدى الرعية ما استقام الريس أَي إِذا استقام رئيسهم المدبر لأُمورهم صلحت
أَحوالهم باقتدائهم به قال ابن الأَعرابي رَأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَآسَة إِذا زاحم
عليها وأَراجها قال وكان يقال إِن الرِّياسَة تنزل من السماء فيُعَصَبُ بها رأْسُ
من لا يطلبها وفلان رأَسُ القوم ورَئيس القوم وفي حديث القيامة أَلم أَذَرْكَ
تَرْأَسُ وتَرْبَعُ ؟ رَأَسَ القومَ صار رئيسَهم ومُقَدَّمَهم ومنه الحديث رَأْس
الكفر من قِبَلِ المشرق ويكون إِشارة إِلى الدجال أَو غيره من رؤَساء الضلال
الخارجين بالمشرق ورَئيسُ الكلاب ورائِسها كبيرها الذي لا تَتَقَدَّمُه في القَنَص
تقول رائس الكلاب مثلُ راعِسٍ أَي هو في الكلاب بمنزلة الرئيس في القوم وكلبة
رائِسَة تأْخذ الصيد برأْسه وكلبة رَؤوس وهي التي تُساوِرُ رأْسَ الصيد ورائس
النهر والوادي أَعلاه مثل رائس الكلاب ورَوائس الوادي أَعاليه وسحابة مُرائس
ورائِس مُتَقَدِّمَة السحاب التهذيب سحابة رائِسَةٌ وهي التي تَقَدَّمُ السحابَ
وهي الرَّوائِس ويقال أَعطني رَأْساً من ثُومٍ والضَّبُّ ربما رَأَسَ الأَفْعَى
وربما ذَنَبها وذلك أَن الأَفعى تأْتي جُحْرَ الضب فتَحْرِشُه فيخرج أَحياناً
برأْسه مُسْتَقْبِلها فيقال خَرَجَ مُرَئِّساً وربما احْتَرَشَه الرجل فيجعل
عُوداً في فم جَحْره فيَحْسَبُه أَفْعَى فيخرج مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً قال ابن
سيده خرج الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه من جحره وربما ذَنَّبَ ووَلَدَتْ
وَلَها على رَأْسٍ واحدٍ عن ابن الأَعرابي أَي بعضُهم في إِثر بعض وكذلك ولدت
ثلاثة أَولاد رأْساَ على رأْس أَي واحداً في إِثر آخر ورَأْسُ عَينٍ ورأْسُ العين
كلاهما موضع قال المُخَبَّلُ يهجو الزِّبْرِقان حين زَوّجَ هَزَّالاً أُخته
خُلَيْدَةَ وأَنكحتَ هَزَّالا خُلَيْدَةَ بعدما زَعَمْتَ برأْسِ العين أَنك
قاتٍلُهْ وأَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهابٍ أَوسَعَ الشَّقَّ
ناجِلُهْ وكان هَزَّال قتل ابن مَيَّة في جوار الزبرقان وارتحل إِلى رأْس العين
فحلف الزبرقان ليقتلنه ثم إِنه بعد ذلك زوّجه أُخته فقالت امرأَة المقتول تهجو
الزبرقان تَحَلَّلَ خِزْيَها عَوْفُ بن كعبٍ فليس لخُلْفِهامنه اعْتِذارُ برأْسِ
العينِ قاتِلُ من أَجَرْتُمْ من الخابُورِ مَرْتَعُه السَّرارُ وأَنشد أَبو عبيدة
في يوم رأْس العين لسُحَيْم بنْ وثَيْلٍ الرِّياحِيِّ وهم قََتَلوا عَمِيدَ بني
فِراسٍ برأْسِ العينِ في الحُجُج الخَوالي ويروى أَن المخبل خرج في بعض أَسفاره
فنزل على بيت خليدة امرأَة هزال فأَضافته وأَكرمته وزَوَّدَتْه فلما عزم على
الرحيل قال أَخبريني باسمك فقالت اسمي رَهْوٌ فقال بئس الاسم الذي سميت به فمن
سماك به ؟ قالت له أَنت فقال واأَسفاه واندماه ثم قال لقد ضَلَّ حِلْمِي في
خُلَيْدَةَ ضَلَّةً سَأُعْتِبُ قَوْمي بعدها وأَتُوبُ وأَشْهَدُ والمُسْتَغْفَرُ
اللَّهُ أَنَّني كَذَبْتُ عليها والهِجاءُ كَذُوبُ الجوهري قَدِمَ فلان من رأْس
عين وهوموضع والعامَّة تقول من رأْس العين قال ابن بري قال علي بن حمزة إِنما يقال
جاء فلان من رأْس عين إِذا كانت عيناً من العيون نكرة فأَما رأْس عين هذه التي في
الجزيرة فلا يقال فيها إِلا رأْس العين ورائِسٌ جبل في البحر وقول أُمية بن أَبي
عائذ الهُذَلّي وفي غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوى عُرُوكاً على رائِسٍ يَقْسِمونا
قيل عنى هذا الجبل ورائِسٌ ورَئيسُ منهم وأَنت على رأْسِ أَمْرِكَ ورئاسهِ أَي على
شَرَفٍ منه قال الجوهري قولهم أَنت على رِئاسِ أَمرك أَي أَوله والعامة تقول على
رأْسِ أَمرك ورِئاسُ السيف مَقْبِضُه وقيل قائمه كأَنه أُخِذَ من الرأْسِ رِئاسٌ
قال ابن مقبل وليلةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها بصُدْرَةِ العَنْسِ حتى
تَعْرِفَ السَّدَفا ثم اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها ومِرْفَقٍ كَرِئاسِ
السيف إِذ سَشَفَا وهذا البيت الثاني أَنشده الجوهري إِذا اضطغنت سلاحي قال ابن
بري والصواب ثم اضطغنت سلاحي والعنْسُ الناقة القوية وصُدْرَتُها ما أَشرف من
أَعلى صدرها والسِّدَفُ ههنا الضوء واضْطَغَنْتُ سلاحي جعلته تحت حِضْني والحِضنُ
ما دون الإِبطِ إِلى الكَشْحِ ويروى ثم احْتَضَنْتُ والمَغْرِضُ للبعير كالمَحْزِم
من الفرس وهو جانب البطن من أَسفل الأَضلاع التي هي موضع الغُرْضَة والغُرْضَة
للرحْل بمنزلة الحزام للسرج وشَسَفَ أَي ضَمَرَ يعني المِرْفَق وقال شمر لم أَسمع
رِئاساَ إِلا ههنا قال ابن سيده ووجدناه في المُصَنَّف كرياس السيف غير مهموز قال
فلا أَدري هل هو تخفيف أَم الكلمة من الياء وقولهم رُمِيَ فلان منه في الرأْس أَي
أَعرض عنه ولم يرفع به رأْساً واستثقله تقول رُمِيتُ منك في الرأْس على ما لم
يسمَّ فاعله أَي ساء رأْيُك فيَّ حتى لا تقدر أَن تنظر إِليَّ وأَعِدْ عليّ كلامَك
من رأْسٍ ومن الرأْسِ وهي أَقل اللغتين وأَباها بعضهم وقال لا تقل من الرأْس قال
والعامة تقوله وبيتُ رأْسٍ اسم قرىة بالشام كانت تباع فيها الخمور قال حسان كأَنَّ
سَبِيئةً من بيتِ رأْسٍ يكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ قال نصب مزاجها على أَنه خبر
كان فجعل الاسم نكرة والخبر معرفة وإِنما جاز ذلك من حيث كان اسْمَ جنس ولو كان
الخبر معرفة محضة لَقَبُحَ وبنو رؤاسٍ قبيلة وفي التهذيب حَيٌّ من عامر ابن صعصعة
منهم أَبو جعفر الرُّؤاسِي وأَبو دُؤادٍ الرُّؤاسِي اسمه يزيد بن معاوية بن عمرو
بن قيس بن عبيد بن رُؤاسِ بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وكان أَبو عمر الزاهد
يقول في الرُّؤاسِي أَحد القراء والمحدّثين إِنه الرَّواسِي بفتح الراء وبالواو من
غير همز منسوب إِلى رَوَاسٍ قبيلة من سُلَيْم وكان ينكر أَن يقال الرُّؤاسِي
بالهمز كما يقوله المحدّثون وغيرهم