الحُوَّةُ سواد
إِلى الخُضْرة وقيل حُمْرةٌ تَضْرب إِلى السَّواد وقد حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى
واحْوَوَّى مشدّد واحْوَوى فهو أَحْوَى والنسب إِليه أَحْوِيٌّ قال ابن سيده قال
سيبويه إِنما ثبتت الواو في احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حيث كانتا وسطاً كما أَنَّ
التض
الحُوَّةُ سواد
إِلى الخُضْرة وقيل حُمْرةٌ تَضْرب إِلى السَّواد وقد حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى
واحْوَوَّى مشدّد واحْوَوى فهو أَحْوَى والنسب إِليه أَحْوِيٌّ قال ابن سيده قال
سيبويه إِنما ثبتت الواو في احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حيث كانتا وسطاً كما أَنَّ
التضعيف وسطاً أَقوى نحو اقْتَتل فيكون على الأَصل وإِذا كان مثل هذا طرفاً اعتلّ
وتقول في تصغير يَحْيَى يُحَيٌّّ وكل اسم اجتمعت فيه ثلاث ياءَات أَولهن ياء
التصغير فإِنك تحذف منهن واحدة فإِن لم يكن أَولهن ياء التصغير أَثْبَتَّهُنَّ
ثَلاثَتَهُنَّ تقول في تصغير حَيَّة حُيَيَّة وفي تصغير أَيُّوب أُيَيِّيبٌ بأَربع
ياءَات واحْتَملَت ذلك لأَنها في وسط الاسم ولو كانت طرفاً لم يجمع بينهن قال ابن
سيده ومن قال احْواوَيْت فالمصدر احْوِيَّاءٌ لأَن الياء تقلبها كما قَلَبت واوَ
أيَّام ومن قال احْوَوَيْت فالمصدر احْوِوَاء لأَنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان
ذلك في احْوِيَّاء ومن قال قِتَّال قال حِوَّاء وقالوا حَوَيْت فصَحَّت الواو
بسكون الياء بعدها الجوهري الحُوَّة لون يخالطه الكُمْتَة مثل صَدَإ الحديد
والحُوَّة سُمْرة الشفة يقال رجل أَحْوَى وامرأَة حَوَّاءُ وقد حَوِيَتْ ابن سيده
شَفَة حَوَّاءُ حَمْراء تَضْرِب إلى السواد وكثر في كلامهم حتى سَمَّوْا كل أَسود
أَحْوَى وقوله أَنشده ابن الأَعرابي كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ أُعْطي حُكْمَه بها
القَيْنُ من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ يعني بالحَوَّاءِ بكَرَة صنعت من عود
أََحْوَى أَي أَسود ورَكَدَتْ دارت ويكون وقفت والقين الصانع التهذيب والحُوَّةُ
في الشِّفاهِ شَبيه باللَّعَسِ واللَّمَى قال ذو الرمة لَمْياءُ في شَفَتَيْها
حُوَّةٌ لَعَسٌ وفي اللِّثاتِ وفي أَنيابِها شَنَبُ وفي حديث أَبي عمرو النخعي
ولَدَتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى أَي أَسود ليس بشديد السواد واحْواوَتِ الأَرض
اخْضَرَّت قال ابن جني وتقديره افْعالَت كاحْمارَتْ والكوفيون يُصَحِّحون ويُدغمون
ولا يُعِلُّون فيقولون احْوَاوَّت الأَرض واحْوَوَّت قال ابن سيده والدليل على
فساد مذهبهم قول العرب احْوَوَى على مثال ارْعَوَى ولم يقولوا احْوَوَّ وجَمِيمٌ
أَحْوَى يضرب إلى السواد من شدة خُضْرته وهو أَنعم ما يكون من النبات قال ابن
الأَعرابي هو مما يبالغون به الفراء في قوله تعالى والذي أَخْرج المَرْععى فجعله
غُثاءً أَحْوى قال إذا صار النبت يبيساً فهو غُثاءٌ والأَحْوَى الذي قد اسودَّ من
القِدَمِ والعِتْقِ وقد يكون معناه أَيضاً أخرج المَرْعَى أَحْوى أَي أَخضر فجعله
غُثاءً بعد خُضْرته فيكون مؤخراً معناه التقديم والأَحْوَى الأَسود من الخُضْرة
كما قال مُدْهامَّتانِ النضر الأَحْوى من الخيل هو الأَحْمر السَّرَاة وفي الحديث
خَيْرُ الخَيْلِ الحُوُّ جمع أَحْوَى وهو الكُمَيت الذي يعلوه سواد والحُوَّة
الكُمْتة أَبو عبيدة الأَحْوَى هو أَصْفَى من الأَحَمِّ وهما يَتَدانَيانِ حتى
يكون الأَحْوَى مُحْلِفاً يُحْلَفُ عليه أَنه أَحَمُّ ويقال احْواوَى يَحْواوي
احْوِيواءً الجوهري احْوَوى الفرس يَحْوَوِي احْوِوَاءً قال وبعض العرب يقول
حَوِيَ يَحْوَى حُوَّة حكاه عن الأَصمعي في كتاب الفرس قال ابن بري في بعض النسخ
احْوَوَّى بالتشديد وهو غلط قال وقد أَجمعوا على أَنه لم يجئ في كلامهم فِعْل في
آخره ثلاثة أَحرف من جنس واحد إلا حرف واحد وهو ابْيَضَضَّ وأَنشدوا فالْزَمي
الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّي أَبو خيرة الحُوُّ من النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يقال
لها نَمْلُ سليمان والأَحْوى فرس قُتَيْبَة بنِ ضِرار والحُوَّاء نَبْتٌ يشبه لون
الذِّئبِ واحدته حُوَّاءَةٌ وقال أَبو حنيفة الحُوَّاءَةُ بقلة لازقة بالأَرض وهي
سُهْلِيَّة ويسمو من وسطها قضيب عليه ورق أَدق من ورق الأَصل وفي رأْسه بُرْعُومة
طويلة فيها بزرها والحُوَّاءة الرجل اللازم بيته شبّه بهذه النبتة ابن شميل هما حُوَّاءانِ
أَحدهما حُوَّاء الذَّعاليق وهو حُوَّاءُ البَقَر وهو من أَحْرار البقول والآخر
حُوَّاء الكلاب وهو من الذكور ينبت في الرِّمْثِ خَشِناً وقال كما تَبَسَّم
للحُوَّاءةِ الجَمَل وذلك لأَنه لا يقدر على قَلْعها حتى يَكْشِرَ عن أَنيابه
للزوقها بالأَرض الجوهري وبعير أَحْوَى إذا خالط خُضْرتَه سوادٌ وصفرة قال وتصغير
أَحْوَى أُحَيْوٍ في لغة من قال أُسَيْود واختلفوا في لغة من أَدغم فقال عيسى بن
عمر أُحَيِّيٌ فصَرَف وقال سيبويه هذا خطأٌ ولو جاز هذا لصرف أَصَمُّ لأَنه أَخف
من أَحْوى ولقالوا أُصَيْمٌ فصرفوا وقال أَبو عمرو بن العلاء فيه أحَيْوٍ قال
سيبويه ولو جاز هذا لقلت في عَطَاءٍ عُطَيٌّ وقيل أُحَيٌّ وهو القياس والصواب
وحُوّة الوادي جانبه وحَوَّاءُ زوج آدم عليهما السلام والحَوَّاء اسم فرس علقمة بن
شهاب وحُوْ زجر للمعز وقد حَوْحَى بها والحَوُّ والحَيُّ الحق واللَّوُّ واللَّيُّ
الباطل ولا يعرف الحَوَّ منَ اللَّوِّ أَي لا يعرف الكلام البَيِّن من الخَفِيِّ
وقيل لا يعرف الحق من الباطل أَبو عمرو الحَوّة الكلمة من الحق والحُوَّة موضع
ببلاد كلب قال ابن الرقاع أَوْ ظَبْية من ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ مَذانِباً
فَجَرَتْ نَبْتآً وحُجْرَانا قال ابن بري الذي في شعر ابن الرقاع فُجِرَتْ
والحُجْران جمع حاجر مثل حائِر وحُوران وهو مثل الغدير يمسك الماء والحُوَّاء مثل
المُكَّاء نبت يشبه لون الذئب الواحِدة حُوّاءَةٌ قال ابن بري شاهده قوله الشاعر
وكأنَّما شَجَر الأَراك لِمَهْرَةٍ حُوَّاءَةٌ نَبَتَتْ بِدارِ قَرارِ وحُوَيُّ
خَبْتٍ طائر وأَنشد حُوَيَّ خَبْتٍ أَينَ بِتَّ اللَّيلَهْ ؟ بِتُّ قَرِيباً
أَحْتَذِي نُعَيْلَهْ وقال آخر كأنَّك في الرجال حُوَيُّ خَبْتٍ يُزَقّي في
حُوَيّاتٍ بِقَاعِ وحَوَى الشيءَ يحوِيه حَيّاً وحَوَايَةً واحْتَواه واحْتَوى
عليه جمَعَه وأَحرزه واحْتَوَى على الشيء أَلْمَأَ عليه وفي الحديث أَن امرأَة
قالت إنَّ ابْنِي هذا كان بَطْني لَهُ حِواءً الحِوَاءُ اسم المكان الذي يَحْوِي
الشيء أَي يجمعه ويضمه وفي الحديث أَن رجلاً قال يا رسول الله هل عَلَيَّ في مالي
شيءٌ إذا أَدّيْت زَكاتَه ؟ قال فأَينَ ما تَحَاوتْ عليكَ الفُضُول ؟ هي تفاعَلَت
من حَوَيْت الشيء إذا جمعته يقول لا تَدَ ع المُواساة من فضل مالك والفُضُول جمع
فَضْل المالِ عن الحوائج ويروى تَحَاوَأتْ بالهمز وهو شاذ مثل لَبَّأتُ بالحَجِّ
والحَيَّة من الهوامّ معروفة تكون للذكر والأُنثى بلفظ واحد وسنذكرها في ترجمة
حَيَا وهو رأْي الفارسي قال ابن سيده وذكرتها هنا لأَن أَبا حاتم ذهب إلى أَنها من
حَوَى قال لتَحَويِّها في لِوَائِها ورجل حَوَّاءٌ وحاوٍ يجمع الحَيَّات قال وهذا
يعضد قول أَبي حاتم أَيضاً وحَوى الحَيَّةِ انطواؤها وأَنشد ابن بري لأبَي عنقاء
الفزاري طَوَى نفْسَه طَيَّ الحَرير كأَنه حَوَى حَيَّةٍ في رَبْوَةٍ فهْو هاجِعُ
وأَرضٌ مَحْواة كثيرة الحَيَّاتِ قال الأَزهري اجتمعوا على ذلك والحَوِيَّةُ كساء
يُحَوَّى حَوْلَ سنامِ البعير ثم يركب الجوهري الحَوِيّة كساء مَحْشُوٌّ حول سنام
البعير وهي السَّويَّة قال عمير بن وهب الجُمَحِي يم بدر وحُنَينٍ لما نظر إلى
أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحَزَرَهُم وأَخْبر عنهم رأَيت الحَوايا عليها
المَنايا نَواضِحُ يثربَ تَحْمِل الموتَ النَّاقِعَ والحَوِيَّةُ لا تكون إلا
للجِمال والسَّوِيَّة قد تكون لغيرها وهي الحَوايا ابن الأَعرابي العرب تَقول
المَنايا على الحَوايا أَي قد تأْتي المنيةُ الشجاعَ وهو على سَرْجه وفي حديث
صَفيَّة كانت تُحْوِّي وراءَه بعباءة أَو كساء التَّحْوِيةُ أَن تُدير كساءً حولَ
سَنام البعير ثم تَرْكَبَه والاسم الحَوِيّةُ والحَوِيّةُ مَرْكَبٌ يُهَيَّأ
للمرأَة لتركبه وحَوَّى حَوِيَّة عَمِلَها والحَوِيَّةُ اسْتدارة كل شيء وتَحَوَّى
الشيءُ استدارَ الأَزهري الحَوِيُّ استدارة كل شيء كَحَوِيِّ الحَيَّة وكَحَوِيِّ
بعض النجوم إذا رأَيتها على نَسَقٍ واحدٍ مُستديرة ابن الأَعرابي الحَوِيُّ المالك
بعد استحقاق والحَوِيُّ العَلِيلُ والدَّوِيُّ الأَحمق مشددات كلها الأَزهري
والحَوِيُّ أَيضاً الحوض الصغير يُسَوِّيه الرجلُ لبعيره يسقيه فيه وهو
المَرْكُوُّ
( * قوله « وهو المركوّ » هكذا في التهذيب والتكملة وفي القاموس وغيره ان المركوّ
الحوض الكبير ) يقال قد احتَوَيْتُ حَوِّياً والحَوايا التي تكون في القِيعانِ فهي
حفائر مُلْتوية يَمْلَؤها ماءُ السماء فيقى فيها دهراً طويلاً لأَن طين أَسفلها
عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ واحدتها حَوِيَّة وتسميها العرب الأَمْعاء تشبيهاً
بحَوايا البطن يَسْتَنْقِعُ فيها الماء وقال أَبو عمرو الحَوايا المَساطِحُ وهو
أَن يَعْمِدوا إلى الصَّفا فيحوون له تراباً وحجارة تَحْبِسُ عليهم الماءَ واحدتها
حَوِيَّة قال ابن بري الحَوايا آبار تحفر ببلاد كَلْب في أَرض صُلْبة يُحْبس فيها
ماء السيول يشربونه طُولَ سنتهم عن ابن خالويه قال ابن سيده والحَوِيَّة صفاة
يُحاط عليها بالحجارة أَو التراب فيجتمع فيها الماء والحَوِيَّة والحاوِيَةُ
والحاوِيَاء ما تَحَوَّى من الأَمعاء وهي بَناتُ اللَّبَن وقيل هي الدُّوَّارة
منها والجمع حَوايا تكون فَعَائل إن كانت جمع حَويَّة وفَواعل إن كانت جمع
حاوِيَةٍ أَو حاوِياءَ الفراء في قوله تعالى أَو الحَوايا أَو ما اخْتَلَط بعَظْم
هي المَباعِرُ وبناتُ اللبن ابن الأَعرابي الحَوِيَّة والحاوِيَةُ واحد وهي
الدُّوَّارة التي في بطن الشاة ابن السكيت الحاوِياتُ بَنات اللبن يقال حاوِيَةٌ
وحاوِياتٌ وحاوِيَاء ممدود أَبو الهيثم حاوِيَةٌ وحَوايا مثل زاوية وزَوايا ومنهم
من يقول حَوِيَّة وحَوايا مثل الحَوِيَّة التي توضع على ظهر البعير ويركب فوقها
ومنهم من يقول لواحدتها حاوِياءُ وجمعها حَوايا قال جرير تَضْغُو الخَنانِيصُ
والغُولُ التي أَكَلَتْ في حاوِياءَ دَرُومِ الليلِ مِجْعار الجوهري حَوِيَّة
البطن وحاوِية البَطْنِ وحاوِياءُ البطن كله بمعنى قال جرير كأنَّ نَقيقَ الحَبِّ
في حاوِيائِه نقِيقُ الأَفاعي أَو نقِيقُ العَقارِبِ وأَنشد ابن بري لعليّ كرم
الله وجهه أضْرِبُهم ولا أَرى مُعاويَهْ الجاحِظَ العَينِ العَظيمَ الحاوِيَهْ
وقال آخر ومِلْحُ الوَشِيقَةِ في الحاويَهْ يعني اللبن وجمع الحَويَّةِ حَوايا وهي
الأَمعاء وجمع الحاوِياءِ حَوَاوٍ على فَوَاعِلَ وكذلك جمع الحاوِية قال ابن بري
حَوَاوٍ لا يجوز عند سيبويه لأَنه يجب قلب الواو التي بعد أَلف الجمع همزة لكون
الأَلف قد اكتنفها واوان وعلى هذا قالوا في جمع شاوِيَة شَوَايا ولم يقولوا
شَوَاوٍ والصحيح أَن يقال في جمع حاوِية وحاوِياءَ حَوَايا ويكون وزنها فَواعِلَ
ومن قال في الواحدة حَوِيَّة فوزن حَوَايا فَعائِل كصَفِيّة وصَفايا والله أَعلم
الليث الحِواءُ أَخْبِيَةٌ يُدَانَى بعضُها من بعض تقول هم أَهل حِوَاءٍ واحد
والعرب تقول المُجتمَعِ بيوت الحَيِّ مُحْتَوًى ومَحْوًى وحِوَاء والجمع
أَحْوِيَةٌ ومَحاوٍ وقال ودَهْماء تستَوْفي الجَزُورَ كأَنَّها بأَفْنِيَةِ
المَحوَى حِصانٌ مُقَيَّد ابن سيده والحِوَاءُ والمُحَوَّى كلاهما جماعة بيوت
الناس إذا تدانت والجمع الأَحوية وهي من الوَبَر وفي حديث قَيْلَة فوَأَلْنا إلى
حِوَاءٍ ضَخْمٍ الحِوَاءُ بيوت مجتمعة من الناس على ماءٍ ووَأَلْنا أَي لَجَأْنا
ومنه الحديث الآخر ويُطلَبُ في الحِواء العظيمِ الكاتِبُ فما يُوجَدُ
والتَّحْوِيَة الانْقِباض قال ابن سيده هذه عبارة اللحياني قال وقيل للكلبة ما
تَصْنَعِينَ معَ الليلةِ المَطِيرَة ؟ فقالت أُحَوِّي نفسي وأَجْعَلُ نفَسي عِندَ
اسْتي قال وعندي أَنَّ التَّحَوِّيَ الانقباضُ والتَّحْوِيَةُ القَبْض
والحَوِيَّةُ طائر صغير عن كراع وتَحَوَّى أَي تَجَمَّع واستدارَ يقال تَحَوَّت
الحَيَّة والحَواةُ الصوتُ كالخَوَاةِ والخاء أَعلى وحُوَيٌّ اسمٌ أَنشد ثعلب لبعض
اللصوص تقولُ وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها أَتَفْعَلُ هذا يا حُوَيُّ على عَمْدِ ؟
وفي حديث أنَس شفاعتي لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتي حتى حَكَمٍ وحاءٍ هما حيان من
اليمن من وراء رمْل يَبْرينَ قال أَبو موسى يجوز أن يكون حا من الحُوَّة وقد
حُذِفت لامُه ويجوز أَن يكون من حَوَى يَحْوي ويجوز أَن يكون مقصوراً لا ممدوداً
قال ابن سيده والحاءُ حرف هجاء قال وحكى صاحب العين حَيَّيْتُ حاءً فإذا كان هذا
فهو من باب عييت قال وهذا عندي من صاحب العين صنعة لا عربية قال وإنما قضيت على
الألف أنها واو لأَن هذه الحروف وإن كانت صوتاً في موضوعاتها فقد لَحِقَتْ
مَلْحَقَ الأَسماء وصارت كمالٍ وإبدال الأَلف من الواو عيناً أَكثر من إبدالها من
الياء قال هذا مذهب سيويه وإذا كانت العين واواً كانت الهمزة ياء لأَن باب لوَيْتُ
أَكثر من باب قُوَّة أَعني أَنه أَن تكون الكلمة من حروف مختلفة أَوْلى من أَن
تكون من حروف مثفقه لأَن باب ضَرَب أَكثر من باب رَدَدْتُ قال ولم أَقض أَنها همزة
لأَن حا وهمزةً على النسق معدوم وحكى ثعلب عن معاذٍ الهَرَّاء أَنه سمع العرب تقول
هذه قصيدة حاوِيَّة أَي على الحاء ومنهم من يقول حائيّة فهذا يقوّي أن الألف
الأَخيرة همزة وَضْعَّية وقد قدَّمنا عدم حا وهمزةٍ على نَسَقٍ وحم قال ثعلب معناه
لا يُنْصَرون قال والمعنى يا مَنْصور اقْصِدْ بهذا لهم أو يا الله قال سيبويه حم
لا ينصرف جعلته اسماً للسورة أَو أَضَفْتَ إليه لأَنهم أَنزلوه بمنزلة اسم أَعجمي
نحو هابيل وقابيل وأنشد وجَدْنا لكم في آلِ حميمَ آيةً تأوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ
ومُعْرِبُ قال ابن سيده هكذا أَنشده سيبويه ولم يجعل هنا حا مع ميم كاسمين ضم
أَحدهما إلى صاحبه إذ لو جعلهما كذلك لمدّ حا فقال حاءْ ميم ليصيرَ كحَضْرَمَوْتَ
وحَيْوَةُ اسم رجل قال ابن سيده وإنما ذكرتها ههنا لأَنه ليس في الكلام ح ي و
وإنما هي عندي مقلوبة من ح و ي إما مصدر حَوَيْتُ حَيَّةً مقلوب وإما مقلوب عن
الحَيَّة التي هي الهامّة فيمن جعل الحَيّة من ح و ي وإنما صحت الواو لنقلها إلى
العلمية وسَهَّل لهم ذلك القلبُ إذ لو أَعَلُّوا بعد القلب والقلبُ علة لَتَوالَى
إعلالان وقد تكون فَيْعلة من حَوَى يَحْوي ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث
ياءات فحذفت الأَخيرة فبقي حية ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوة
معنى
في قاموس معاجم
الحَوْرُ الرجوع
عن الشيء وإِلى الشيء حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً
رجع عنه وإِليه وقول العجاج في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أَراد في بئر لا
حُؤُورٍ فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون الثانية بعدها قال الأَزهري
الحَوْرُ الرجوع
عن الشيء وإِلى الشيء حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً
رجع عنه وإِليه وقول العجاج في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أَراد في بئر لا
حُؤُورٍ فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون الثانية بعدها قال الأَزهري
ولا صلة في قوله قال الفرّاء لا قائمة في هذا البيت صحيحة أَراد في بئر ماء لا
يُحِيرُ عليه شيئاً الجوهري حارَ يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع وفي الحديث من دعا
رجلاً بالكفر وليس كذلك حارَ عليه أَي رجع إِليه ما نسب إِليه ومنه حديث عائشة
فَغَسلْتها ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه ومنه حديث بعض السلف لو عَيَّرْتُ
رجلاً بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه وكل شيء
تغير من حال إِلى حال فقد حارَ يَحُور حَوْراً قال لبيد وما المَرْءُ إِلاَّ
كالشِّهابِ وضَوْئِهِ يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ وحارَتِ الغُصَّةُ
تَحُورُ انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها وأَحارَها صاحِبُها قال جرير
ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا
يُحِيرُها وأَنشد الأَزهري وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها أَبو عمرو
الحَوْرُ التَّحَيُّرُ والحَوْرُ الرجوع يقال حارَ بعدما كارَ والحَوْرُ النقصان
بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال وفي الحديث نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد
الكَوْرِ معناه من النقصان بعد الزيادة وقيل معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها
وأَصله من نقض العمامة بعد لفها مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه
يقرب من بعض وكذلك الحُورُ بالضم وفي رواية بعد الكَوْن قال أَبو عبيد سئل عاصم عن
هذا فقال أَلم تسمع إِلى قولهم حارَ بعدما كان ؟ يقول إِنه كان على حالة جميلة
فحار عن ذلك أَي رجع قال الزجاج وقيل معناه نعوذ بالله من الرُّجُوعِ والخُروج عن
الجماعة بعد الكَوْرِ معناه بعد أَن كنا في الكَوْرِ أَي في الجماعة يقال كارَ
عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها وحارَ عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها وفي المثل
حَوْرٌ في مَحَارَةٍ معناه نقصان في نقصان ورجوع في رجوع يضرب للرجل إِذا كان
أَمره يُدْبِرُ والمَحارُ المرجع قال الشاعر نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ والنَّا
سُ كهَامٌ مَحارُهُمْ للقُبُورْ وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم وكان بنو صُبْح أَغاروا
على إِبله فاستغاث بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم فقال يمدحه لولا الإِلهُ
ولولا مَجْدُ طالِبِها لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ واسْتَعْجَلُوا عَنْ
خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا والذَّمُّ يَبْقَى وزادُ القَوْمِ في حُورِ
اللَّهْوَجَة أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل أَن ينضج
وابتلعوه وقوله والذم يبقى وزاد القوم في حور يريد الأَكْلُ يذهب والذم يبقى ابن
الأَعرابي فلان حَوْرٌ في مَحارَةٍ قال هكذا سمعته بفتح الحاء يضرب مثلاً للشيء
الذي لا يصلح أَو كان صالحاً ففسد والمَحارة المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه
والباطل في حُورٍ أَي في نقص ورجوع وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا
إِجادة ابن هانئ يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء ما يَحُور
فلان وما يَبُورُ وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ بفتح الأَول وذهب في الحُورِ
والبُورِ أَي في النقصان والفساد ورجل حائر بائر وقد حارَ وبارَ والحُورُ الهلاك
وكل ذلك في النقصان والرجوع والحَوْرُ ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن
تكويرها وكلَّمته فما رَجَعَ إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً
ومَحُورَة بضم الحاء بوزن مَشُورَة أَي جواباً وأَحارَ عليه جوابه ردَّه وأَحَرْتُ
له جواباً وما أَحارَ بكلمة والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ تقول سمعت
حَوِيرَهما وحِوَارَهما والمُحاوَرَة المجاوبة والتَّحاوُرُ التجاوب وتقول كلَّمته
فما أَحار إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا
حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً واستحاره أَي استنطقه وفي حديث علي كرم الله وجهه
يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك يقال كلَّمته فما
رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً وقيل أَراد به الخيبة والإِخْفَاقَ وأَصل
الحَوْرِ الرجوع إِلى النقص ومنه حديث عُبادة يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ
المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأَعاده وأَبْدَأَه لا
يَحُورُ فيكم إِلا كما يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع
بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه وفي حديث سَطِيحٍ فلم يُحِرْ
جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام
والمُحاوَرَةُ مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة وقد حاوره والمَحُورَةُ من
المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ وأَنشد لِحاجَةِ ذي
بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ وما جاءتني عنه
مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ وقوله
وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ
مُجْمِدِ ويروى حَوِيرَه إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي
نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ واسْتَحار الدارَ اسْتَنْطَقَهَا من الحِوَارِ الذي هو
الرجوع عن ابن الأَعرابي أَبو عمرو الأَحْوَرُ العقل وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي
ما يعيش بعقل يرجع إِليه قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر وما أَنْسَ مِ
الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها لجارَتِها ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا أَراد من
الأَشياء وحكى ثعلب اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت فيه والحَوَرُ أَن
يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما
حواليها وقيل الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد
ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ قال الأَزهري لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ
عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ قال الكميت ودامتْ قُدُورُك للسَّاعِيَيْ ن في
المَحْلِ غَرْغَرَةً واحْوِرارَا أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ
وبالاحورار بياضَ الإِهالة والشحم وقيل الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين
الظباء والبقر وليس في بني آدم حَوَرٌ وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن
شبهن بالظباء والبقر وقال كراع الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله
وإِنما يكون هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في
البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر وقال الأَصمعي لا أَدري ما
الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ وهو أَحْوَرُ وامرأَة حَوْراءُ
بينة الحَوَرِ وعَيْنٌ حَوْراءٌ والجمع حُورٌ ويقال احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً
فأَما قوله عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير فعلى الإِتباع لعِينٍ
والحَوْراءُ البيضاء لا يقصد بذلك حَوَر عينها والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار
حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن قال فقلتُ إِنَّ
الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ يعني النساء
وقال أَبو جِلْدَةَ فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا ولا تَبْكِنا
إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها رِماحُ
النَّصَارَى والسُّيُوفُ الجوارِحُ جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي
بلادها والحَوارِيَّاتُ من النساء النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن ومن هذا
قيل لصاحب الحُوَّارَى مُحَوَّرٌ وقول العجاج بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ يعني
الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ وفي حديث صفة الجنة إِن في الجنة
لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ والتَّحْوِيرُ التببيض والحَوارِيُّونَ
القَصَّارُونَ لتبييضهم لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم
حَوارِيّاً وقال بعضهم الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا
لَهُمْ وقال الزجاج الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء عليهم السلام وصفوتهم قال
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من
أُمَّتِي أَي خاصتي من أَصحابي وناصري قال وأَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
حواريون وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب وكذلك
الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من لُباب البُرِّ قال وتأْويله في
الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب قال وأَصل التَّحْوِيرِ
في اللغة من حارَ يَحُورُ وهو الرجوع والتَّحْوِيرُ الترجيع قال فهذا تأْويله
والله أَعلم ابن سيده وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ وخص بعضهم به
أَنصار الأَنبياء عليهم السلام وقوله أَنشده ابن دريد بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ
القَطْرِ ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ يعني
الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ وعنى بابنه عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير وقيل لأَصحاب عيسى
عليه السلام الحواريون للبياض لأَنهم كانوا قَصَّارين والحَوارِيُّ البَيَّاضُ
وهذا أَصل قوله صلى الله عليه وسلم في الزبير حَوارِيَّ من أُمَّتي وهذا كان بدأَه
لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره وأَصله من التحوير التبييض وإِنما سموا حواريين
لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي يُحَوِّرُونَها وهو التبييض ومنه الخُبْزُ
الحُوَّارَى ومنه قولهم امرأَة حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء قال فلما كان عيسى بن
مريم على نبينا وعليه السلام نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل
لناصر نبيه حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك والحَوارِيُّونَ
الأَنصار وهم خاصة أَصحابه وروى شمر أَنه قال الحَوارِيُّ الناصح وأَصله الشيء
الخالص وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه فهو حَوارِيٌّ والأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم وقول
الكميت ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها
حِينَ غَرْغَرَا يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ والمرضوفة القدر التي أُنضجت
بالرَّضْفِ وهي الحجارة المحماة بالنار ولم تؤْن أَي لم تحبس والاحْوِرَارُ
الابْيِضاضُ وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ قال أَبو المهوش
الأَسدي يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ
المُحْوَرَّهْ ؟ يعني المُبْيَضَّةَ قال ابن بري وورد ترخيم وَرْدَة وهي امرأَته
وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك الأَزهري في الخماسي
الحَوَرْوَرَةُ البيضاء قال هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض حروفها
والحَوَرُ خشبة يقال لها البَيْضاءُ والحُوَّارَى الدقيق الأَبيض وهو لباب الدقيق
وأَجوده وأَخلصه الجوهري الحُوَّارَى بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة ما حُوِّرَ
من الطعام أَي بُيّصَ وهذا دقيق حُوَّارَى وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه
فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ وعجين مُحَوَّر وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا
والأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم من أَهل القرى قال عُتَيْبَةُ بن مِرْدَاسٍ المعروفُ
بأَبي فَسْوَةَ تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ خَرِيعٍ كَسِبْتِ
الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ والحَوُْر البَقَرُ لبياضها وجمعه أَحْوارٌ أَنشد ثعلب
للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ والحَوَرُ الجلودُ
البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ وقيل السُّلْفَةُ وقيل الحَوَرُ
الأَديم المصبوغ بحمرة وقال أَبو حنيفة هي الجلود الحُمْرُ التي ليست
بِقَرَظِيَّةٍ والجمع أَحْوَارٌ وقد حَوَّرَهُ وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ
وقال الشاعر فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ كأَنَّما قُدَّ في
أَثْوابِه الحَوَرُ الجوهري الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ الواحدةُ
حَوَرَةٌ قال العجاج يصف مخالف البازي بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ كأَنَّما
يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ لهم من الصدقة
الثِّلْبُ والنَّابُ والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ قال ابن الأَثير
منسوب إِلى الحَوَرَِ وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن وقيل هو ما دبغ من الجلود بغير
القَرَظِ وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب والحُوَارُ
والحِوَارُ الأَخيرة رديئة عند يعقوب ولد الناقة من حين يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل
فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل وقيل هو حُوَارٌ ساعةَ تضعه أُمه خاصة والجمع
أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما قال سيبويه وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما
وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ قال وقد قالوا حُورَانٌ وله نظير سمعت العرب تقول
رُقاقٌ ورِقاقٌ والأُنثى بالهاء عن ابن الأَعرابي وفي التهذيب الحُوَارُ الفصيل
أَوَّلَ ما ينتج وقال بعض العرب اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً
وقوله أَلا تَخافُونَ يوماً قَدْ أَظَلَّكُمُ فيه حُوَارٌ بِأَيْدِي الناسِ
مَجْرُورُ ؟ فسره ابن الأَعرابي فقال هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة
ثمود على ثمود والمِحْوَرُ الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ وهي
أَيضاً الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ قال الزجاج قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ
للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه وقيل إِنما قيل له مِحْوَرٌ
لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره قد قَلِقَتْ مَحاوِرُه
وقوله أَنشده ثعلب يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا
ضَرائِرِي ؟ يقول اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور والحديدة التي تدور عليها
البكرة يقال لها مِحْورٌ الجوهري المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه البكرة وربما
كان من حديد والمِحْوَرُ الهَنَةُ والحديدة التي يدور فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في
طرف المِنْطَقَةِ وغيرها والمِحْوَرُ عُودُ الخَبَّازِ والمِحْوَرُ الخشبة التي
يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز تَحْوِيراً قال الأَزهري سمي مِحْوَراً
لدورانه على العجين تشبيهاً بمحور البكرة واستدارته وحَوَّرَ الخُبْزَةَ
تَحْوِيراً هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في المَلَّةِ وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة
حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ سميت
بذلك لأَن موضعها يبيضُّ ويقال حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ
وحَوَّرَ عين البعير أَدار حولها مِيسَماً وفي الحديث أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ
زُرَارَةَ على عاتقه حَوْراءَ وفي رواية وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم بحديدة الحَوْراءُ كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ وهي من حارَ يَحُورُ
إِذا رجع وحَوَّرَه كواه كَيَّةً فأَدارها وفي الحديث أَنه لما أُخْبِرَ بقتل أَبي
جهل قال إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا ذلك فنطروا فَرَأَوْهُ يعني
أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ عن كراع وبعض
العرب يسمي النجم الذي يقال له المُشْتَري الأَحْوَرَ والحَوَرُ أَحد النجوم
الثلاثة التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ وقيل هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق
بالنعش والمَحارَةُ الخُطُّ والنَّاحِيَةُ والمَحارَةُ الصَّدَفَةُ أَو نحوها من
العظم والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ قال السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكَةِ كأَنَّ قَوَائِمَ
النِّخَّامِ لَمَّا تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً مَحارُ أَي كأَنها صدف تمرّ على كل
شيء وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في باب محر وسنذكرها أَيضاً هناك
والمَحارَةُ مرجع الكتف ومَحَارَةُ الحَنَكِ فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار
والمَحارَةُ باطن الحنك والمَحارَةُ مَنْسِمُ البعير كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ
الأَعرابي التهذيب المَحارَةُ النقصان والمَحارَةُ الرجوع والمَحارَةُ الصَّدَفة
والحَوْرَةُ النُّقْصانُ والحَوْرَةُ الرَّجْعَةُ والحُورُ الاسم من قولك طَحَنَتِ
الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما رَدَّتْ شيئاً من الدقيق والحُورُ الهَلَكَةُ
قال الراجز في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ قال أَبو عبيدة أَي في بئر حُورٍ
ولا زَيادَةٌ وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ والحائر
الراجع من حال كان عليها إِلى حال دونها والبائر الهالك ويقال حَوَّرَ الله فلاناً
أَي خيبه ورَجَعَهُ إِلى النقص والحَوَر بفتح الواو نبت عن كراع ولم يُحَلِّه
وحَوْرانُ بالفتح موضع بالشام وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً
وحَوَّارُونَ مدينة بالشام قال الراعي ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ
تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ وحَوْرِيتُ موضع قال ابن جني دخلت على أَبي
عَلِيٍّ فحين رآني قال أَين أَنت ؟ أَنا أَطلبك قلت وما هو ؟ قال ما تقول في
حَوْرِيتٍ ؟ فخضنا فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال ليس
من لغة ابني نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك قال وأَقرب ما ينسب إِليه أَن يكون
فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ وفِعْلِيتٌ موجود