الحَوْلُ : السَّنَةُ اعتِباراً بانقلابِها ودَوَرانِ الشَّمس في مَطالِعها ومَغارِبها قال اللَّه تعالى : " وَالْوَالِدَاتُ يُرضِعْنَ أَوْلاَدَهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ " وقال : " مَتَاعاً إلى الحَولِ غَيرَ إِخْرَاجٍ " قاله الراغِبُ . وقال الحَرالِّيُّ : الحَوْلُ : تَمامُ القُوَّةِ في الشيء الذي يَنْتَهي لدَوْرةِ الشَّمس وهو العامُ الذي يَجْمَعُ كمالَ النَّباتِ الذي يُثْمِرُ فيه قواه . ج : أَحْوالٌ وحُؤُولٌ بالهمز وحُوُولٌ بالواو مع ضَمِّهما كما في المحكَم قال امرؤ القَيس :
وهل يَنْعَمَنْ مَن كان أَقْرَبُ عَهْدِهِ ... ثلاثِينَ شَهْراً أو ثلاثةَ أَحْوالِ وحالَ الحَوْلُ حَوْلاً : تَمَّ وأحالَهُ اللَّهُ تعالى علينا : أًتمَّهُ . وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً كذا في النُّسَخ وفي المحكَم : حُؤُلاً : أَتَى . في الحديث : " مَن أَحَالَ دَخَلَ الجَنَّةَ " قال ابنُ الأعرابيّ : أي أَسْلَمَ لأنه تَحوَّل عمَّا كان يَعبُدُ إلى الإِسلام . أحال الرجُلُ : صارَتْ إِبِلُه حائِلاً فلم تَحْمِلْ عن أبي عمرو . أحالَ الشيء : أَتَى عليه حَوْلٌ سواءٌ كان مِن الطَّعام أو غيرِه فهو مُحِيلٌ كاحْتالَ وأَحْوَلَ أَيْضاً . أحالَ بالمَكانِ : أقامَ به حَوْلاً وقيل : أَزْمَنَ مِن غيرِ أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . كأَحْوَلَ به عن الكِسائيّ . أحالَ الحَوْلَ : بَلَغَهُ ومنه قولُ الشاعر :
" أَزائِدَ لا أَحَلْتَ الحولَ... البيت أي : أماتَكَ اللَّهُ قبلَ الحَولِ . أحالَ الشيء : تَحوَّلَ مِن حالٍ إلى حالٍ . أو أحالَ الرجُلُ : تَحوَّلَ من شيء إلى شيءٍ كحالَ حَوْلاً وحُؤُولاً بالضمِّ مع الهمزِ ومنه قولُ ابنِ الأعرابي السابقُ في تفسير الحديث . أحالَ الغَرِيمَ : زَجَّاه عنه إلى غَريمٍ آخَرَ والاسمُ : الحَوالةُ كسَحابةٍ . كذا في المحكَم . أحالَ عليه : اسْتَضْعفَه . أحالَ عليه الماءَ مِن الدَّلْو : أَفْرَغَهُ وقَلَبها قال لَبِيدٌ رضي الله عنه :
كأنَّ دُمُوعَهُ غَرْبَا سُناةٍ ... يُحِيلُونَ السِّجالَ على السِّجالِ أحالَ عليه بالسَّوْطِ يَضْرِبُه : أي أَقْبَلَ قال طَرَفَةُ بن العَبد :
أَحَلْتُ عليهِ بالقَطِيع فأَجْذَمَتْ ... وقد خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
أحالَ اللَّيلُ : انْصَبَّ على الأرضِ وأقْبَلَ قال الشاعرُ في صِفَة نَخْل :
" لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائِها
" وإن أحالَ اللَّيلُ مِن ورَائِها يَعْني أنّ النَّخلَ إنما أولادُها الفُسلانُ والذِّئابُ لا تأكلُ الفَسِيلَ فهي لا تَرهَبُها عليها وإن انصَبَّ اللَّيلُ مِن ورائها وأَقْبلَ . أحالَ في ظَهْرِ دابَّتِه : وثَبَ واسْتَوى راكِباً كحالَ حُؤُولاً . أحالَت الدارُ : تَغيَّرتْ أتى عليها أحْوالٌ جَمْعُ حَوْلٍ بمعنى السَّنَة . كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها وكذلك أعامتْ وأشْهَرَتْ كذا في المحكَم والمُفْردات . وفي العُباب : أحالَت الدارُ وأحْوَلَتْ : أي أتَى عليها حَوْلٌ وكذلك الطَّعامُ وغيرُه فهو مُحِيلٌ قال الكُمَيت :
أَلَمْ تُلْمِمْ على الطَّلَلِ المُحِيلِ ... بفَيْدَ وما بُكاؤكَ بالطُّلُولِ ويقال أيضاً : أحْوَلَ فهو مُحْوِلٌ قال الكُمَيت أيضاً :
أأَبْكاكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ ... وما أنتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ وقال امرؤ القيس :
مِن القاصِراتِ الطَّرفِ لو دَبَّ مُحْوِلٌ ... من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لَأَثَّرا وأَحْوَلَ الصَّبِيُّ فهو مُحْوِلٌ : أتَى عليه حَوْلٌ مِن مَولدِه قال امرؤ القَيس :
" فأَلْهَيْتُها عن ذِي تَمائِمَ مُحْوِلِ وقيل : مُحْوِلٌ : صَغِيرٌ من غير أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . والحَوْلِيُّ : ما أَتَى عليه حَوْلٌ مِن ذي حافِرٍ وغيرِه يقال : جَمَلٌ حَوْلِيٌّ ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ كقولِهم فيه : نَبتٌ عامِيٌّ . ونَصّ العُباب : وكلُّ ذِي حاِفرٍ أَوْفى سَنَةً حَوْلِيٌّ . وهي بِهاءٍ ج : حَوْلِيَّاتٌ . والمُسْتَحالَةُ والمُسْتَحِيلَةُ مِن القِسِيِّ : المُعْوَجَّةُ في قابها أو سيَتِها وقد حالَتْ حَوْلاً . وحال وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عندَ الرَّمْي وحالَت القَوْسُ وَتَرها وفي العُباب : استحالَت القَوْسُ : انقَلَبَتْ عن حالِها التي غُمِزَتْ عليها وحصَل في قابِها اعْوِجاجٌ مِثل حالَتْ قال أبو ذُؤَيب :
وحالَتْ كحَوْلِ القَوْسِ طُلَّتْ فعُطِّلَتْ ... ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها وظُهارُهايقول : تَغيَّرتْ هذه المرأةُ كالقَوْس التي أصابها الطَّلُّ فنَدِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتَرُ ثلاثَ سِنين فزاغ عَجْسُها واعوَجَّ . المُسْتحالَةُ مِن الأرْضِ : التي تُرِكَتْ حَوْلاً أو أَحْوالاً كذا في النسَخ وفي بعضها : أو حَوْلَيْن ونَصُّ المحكَم : وأَحْوالاً . وفي حديث مُجاهِد : " أنه كان لا يَرَى بَأْساً أن يَتَوَّركَ الرجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأرضِ المُسْتَحِيلةِ في الصَّلاة " قال الصاغانيُّ : هي التي ليست بمُسْتَوِيةٍ لأنها اسْتَحالَتْ عن الاستِواء إلى العِوَج . وكُلُّ ما تَحَوَّل أو تَغَيَّرَ مِن الاستِواء إلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحالَ وفي نُسخة : كُلّ ما تَحرَّك أو تَغيَّر . وفي العُباب : كُلُّ شيء تَحوَّلَ وتحرَّك فقد حالَ . ونصُّ المحكَم : كلّ شيء تغَيَّر إلى العِوَجِ فقد حالَ واسْتَحالَ . وقال الراغِب : أصلُ الحَوْلِ تغيُّرُ الشيء وانفِصالُه عن غيرِه وباعتِبار التَّغيُّرِ قِيل : حالَ الشيء يحُولُ حَوْلاً وحُؤُولاً . واستحالَ : تَهيَّأَ لأَن يحُولَ وبلسانِ الانفِصال قِيل : حالَ بيني وبينَك كذا . والحَوْلُ والحَيلُ والحِوَلٌ كعِنَبٍ والحَوْلَةُ والحِيلَةُ بالكسر والحَوِيل كأمِيرٍ والمَحَالَة والمَحالُ والاحتِيالُ والتَّحوّلُ والتَّحَيُّلُ إحْدَى عَشْرَة لُغَةً أوردها ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ما عدا الرابعةَ والسابعةَ . وفاتَتْه : المُحِيلَةُ عن الصاغاني وكذا الحُولَةُ بالضمّ عن الكسائي كلُّ ذلك الحِذْقُ وجَودَةُ النَّظَرِ والقُدْرةُ على دِقَّةِ التَّصرُّفِ . وفي المِصْباح : الحِيلَةُ : الحِذْقُ في تدبيير الأُمور وهو تَقلُّبُ الفِكر حتى يَهْتديَ إلى المقصُود . وقال الراغِبُ : الحِيلَةُ : ما يُتَوصَّلُ به إلى حالةٍ مّا في خِفْيَةٍ وأكثَرُ استعمالِه فيما في تعاطيه حِنْثٌ قد يستعمل فيما في استعماله حِكْمَةٌ ولهذا قِيل في وَصفِه تعالى : " وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ " أي الوُصولِ في خِفْيةٍ مِن الناسِ إلى ما فيه حِكمةٌ وعلى هذا النَّحْو وُصِف بالمَكْر والكَيد لا على الوَصفِ المفهوم تعالى اللَّهُ عن القَبِيح . قال : والحِيلَةُ : مِن الحَوْل ولكن قُلِب واوُه ياءً لانكسار ما قبلَه ومنه قِيل : رجُلٌ حُوَلٌ . وقال أبو البَقاء : الحِيلَةُ : مِن التّحوُّلِ ؛ لأن بها يُتَحوَّلُ مِن حالٍ إلى حال بنَوعِ تدبيرٍ ولُطْفٍ يُحِيلُ بها الشيء عن ظاهِره . وشاهِدُ الحَوِيل قولُ بَشامَةَ بن عمرو :
بِعَيْنٍ كَعَيْنِ مُفِيضِ القِداحِ ... إذا ما أَراغَ يُرِيدُ الحَوِيلَا وقال الكُمَيت :
يَفُوتُ ذَوِي المَفاقِرِ أَسْهَلاهُ ... مِن القُنَّاصِ بالفَدَرِ العَتُولِ
وذات اسْمَين والألوانُ شَتَّى ... تُحَمَّقُ وهي كَيِّسَةُ الحَوِيلِيعني الرَّخَمة . وذَوُو المفَاقِرِ : الذين يَرْمُون الصَّيدَ على فُقْرةٍ : أي إمْكانٍ . والحِوَلُ والحِيَلُ كعِنَبٍ فيهما والحِيلاتُ بالكسر : جُموعُ حِيلَةٍ الأوّل نَظراً إلى الأصل واقتصر ابنُ سِيدَه على أوّلهما . ورجُلٌ حُوَلٌ كصُرَدٍ وبُومَةٍ وسُكَّرٍ وهُمَزَةٍ وهذه من النَّوادِر وحَوالِيُّ بالفتح ويُضَمّ وحَوَلْوَلٌ وحُوَّلِيٌّ كسُكَّرِيٍّ ثمانية لُغات ذكرهُنّ ابنُ سيدَه ما عدا الثانيةَ والأخيرةَ فقد ذكرهما الصاغاني : أي شَدِيدُ الاحتِيالِ . ورجُلٌ حَوَلْوَلٌ : مُنْكَرٌ كَمِيشٌ مِن ذلك . ورجُلٌ حَوالِيُّ وحوَّلٌ : بَصيرٌ بتحويلِ الأمور . وهو حُوَّلٌ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ بَمْعنًى . يُقال : ما أَحْوَلَهُ وأَحْيَلَه وهو أحْوَلُ منكَ وأَحْيَلُ مُعاقَبَةٌ : أي أكثَرُ حِيلَةً عن الفَرّاء . يُقال : لا مَحالَةَ منه بالفتح : أي لا بُدَّ يقال : الموتُ آتٍ لا مَحالَةَ . والمُحالُ مِن الكلامِ بالضمّ : ما عُدِلَ به عن وَجْهِه . وقال الراغِبُ : هو ما جُمِعَ فيه بينَ المُتناقِضَيْن وذلك يُوجَد في المَقالِ نحو أن يقال : جِسمٌ واحِدٌ في مَكانَينْ في حالةٍ واحدة . وقال غيرُه : هو الذي لا يُتَصَوَّرُ وجودُه في الخارِج . وقيل : المُحالُ : الباطِلُ مِن : حالَ الشيء يحُولُ : إذا انتقل عن جِهَتِه . كالمُستَحِيل يقال : كلامٌ مُستَحِيلٌ : أي مُحالٌ . واسْتَحالَ الشيء : صار مُحالاً . وأحالَ : أتَى به أي بالمُحال زاد الصاغانيُّ وَتَكَلَّمَ به . والمِحْوالُ كمِحْرابٍ : الرجُلُ الكَثيرُ المُحالِ في الكلام عن اللَّيث . وحَوَّلَهُ تَحوِيلاً : جَعَلَهُ مُحالاً . حَوَّلَهُ إليه : أزالَهُ . وقال الراغِبُ : حوَّلتُ الشيء فتحوَّل : غَيَّرتُه فتغيَّرَ إمّا بالذات أو بالحُكْم أو بالقَول وقولُك : حَوَّلتُ الكِتابَ : هو أن تَنقُلَ صُورةَ ما فيه إلى غيره مِن غيرِ إزالةٍ للصُّورةِ الأُولى . والاسمُ الحِوَلُ والحَوِيلُ كعِنَبٍ وأَمِيرٍ ومنه قولُه تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " كما في المُحكَم كما سيأتي . حَوَّلَ الشيء : تَحوَّلَ لا زِمٌ مُتَعَدٍّ وقولُ النابغة الجَعْدِي :
أَكَظَّكَ آبائِي فحَوَّلْتَ عَنْهُمُ ... وقُلت له يا بْنَ الحَيَا لا تَحَوَّلا يجوز أن يُستَعملَ فيه حَوَّلْت مكانَ تَحوَّلْت ويجوز أن يريد : حَوَّلْتَ رَحْلَك فحَذف المفعولَ وهذا كثيرٌ كما في المحكَم . وفي العُباب : حَوَّلتُ الشيء : نقلتُه مِن مكانٍ إلى مَكان وَحَوَّلَ أيضاً بنفسِه يتَعدَّى ولا يتَعدّى قال ذو الرُّمّة :
إذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأيتَهُ ... حَنِيفاً وفي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ يَصِفُ الحِرباءَ يعني تَحوَّل هذا إذا رفعتَ الظِّلّ على أنه الفاعل وفتحتَ العَشِيَّ على الظَّرف . ويُروى : الظِّلَّ العَشِيُّ على أن يكون العَشِيُّ هو الفَاعِلَ والظِّلّ مفعولٌ به . قال شَمِرٌ : حَوَّلَتِ المَجَرَّة : صارَتْ في وسَطِ السماءِ وذلك في شِدَّة الصَّيف وإقْبالِ الحَرّ قال ذو الرمة :
وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلَا في رُؤوسِهِ ... إذا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوابِكِ يُقال : قَعَد هو حَوالَيهِ بفتح اللام وكسر الهاء مُثنى حَوال . وحَوْلَهُ وحَوْلَيْهِ مُثَنًّى وحَوالهُ كسَحابٍ وأَحْوالَة على أنه جَمْعُ حَوْلٍ بمَعْنًى واحِدٍ . قال الصاغانيُّ : ولا تَقُلْ حَوالِيه بكسرِ اللّامِ . وفي حَدِيثِ الدُّعاء : " اللَّهُمَّ حَوالَينَا ولا عَلَيْنا " . وقالَ الراغِبُ : حَوْلُ الشيءِ : جانِبُه الذي يُمْكِنُه أَنْ يَحُولَ إليه قال اللَّهُ تعالى : " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرشَ وَمَنْ حَوْلَهُ " . وفي شرح شواهِدِ سِيبَويه : وقد يُقال : حَوالَيْكَ وَحَوْلَيْك وإنما يُريدون الإحاطةَ مِن كلِّ وَجْه ويَقْسِمون الجِهاتِ التي تُحِيط إلى جهتَينْ كما يُقالُ : أحاطُوا به مِن جانِبَيه ولا يُراد أنّ جانباً مِن جوانِبِه خَلا نقلَهُ شيخُنا . وشاهِدُ الأَحْوالِ قولُ امرئ القيس :
فقالَت سَباكَ اللَّهُ إنَّكَ فاضِحِى ... ألَسْتَ ترَى السُّمّارَ والناسَ أَحْوالي ؟قال ابنُ سِيده : جَعل كُلَّ جزءٍ مِن الجِزمِ المُحيطِ بها حَوْلاً ذَهب إلى المُبالغَة بذلك : أي إنه لا مكانَ حولَها إلّا وهو مشغولٌ بالسُّمَّار فذلك أَذْهَبُ في تعذُّرِها عليه . واحْتَوَلُوه : احْتاشُوا عليه ونَص المحكَم والعُباب : احْتَوشُوا حَوالَيه . وحاوَلَهُ حِوالاً بالكسر ومُحاوَلَةً : رامَهُ وأراده كما في المحكَم . والاسمُ : الحَوِيلُ كأمِيرٍ كما في العُباب ومنه قولُ بَشامَةَ بنِ عمرو الذي تقدَّم . وكُلُّ مما حَجَز بينَ شَيئينِ فقد حالَ بينَهما حَوْلاً . قال الراغِبُ : يقال ذلك باعتِبارِ الانفصالِ دُونَ التَّغيُّر قال اللّه تعالى : " وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرءِ وَقَلْبِهِ " أي يَحجِزُ . وقال الراغِبُ : فيه إشارةٌ إلى ما قيل في وَصْفِه : مُقَلِّب القُلُوب وهو أن يُلقِىَ في قلبِ الإنسان ما يَصْرِفُه عن مُرادِه لحِكْمةٍ تَقْتَضِي ذلك وقِيلَ على ذلك : " وَحِيلَ بَينَهُم وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ " . وفي العُباب : أي يَمْلِك عليه قَلْبَه فيُصَرِّفُه كيف شاء . قال الراغِبُ : وقال بعضُهم في معنى قوله : " يَحُولُ بَين المَرءِ وقَلْبِهِ " : هو أن يُهْلِكَه أو يَرُدَّه إلى أرذَلِ العُمر لِكَيلا يَعْلَم مِن بَعْدِ عِلْمٍ شيئاً . واسمُ الحاجِزِ : الحِوالُ والحُوَلُ ككِتابٍ وصُرَدٍ وجَبَلٍ . وفي المُحكَم : الحِوالُ والحوال والحَوَلُ . وفي العُباب : قال اللَّيثُ : الحِوالُ بالكسر : كلّ شيء حالَ بينَ اثنين يُقال : هذا حِوالٌ بينَهما : أي حائِلٌ بينَهما كالحِجازِ والحاجِز . وحَوالُ الدَّهْرِ كسَحابٍ : تَغيّرُه وصَرفُه قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلد :
" أَلاَ مِن حَوالِ الدَّهْرِ أصبحت ثاويا وهذا مِن حُولَةِ الدَّهْرِ بالضمّ وحَوَلانِه مُحرَّكةً وحِوَلِه كعِنَبٍ وحُوَلائِه بالضم مع فَتح الواو : أي مِن عَجائِبِه . ويقال أيضاً : هو حُولَةٌ من الحُوَلِ : أي داهِيَةٌ مِن الدَّواهي . وتَحَوَّل عنه : زال إلى غَيرِه وهو مُطاوِعُ حَوَّله تَحْوِيلاً . والاسمُ الحِوَلُ كعِنَبٍ ومنه قولهُ تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " . وجَعله ابنُ سِيدَه اسماً مِن : حَوَّلَه إليه . وفي العُباب في معنى الآية : أي تَحَوُّلاً يقال : حالَ مِن مَكانِه حِوَلاً وعادَني حُبُّها عِوَداً . وقيل : الحِوَلُ : الحِيلَةُ فيكون المعنَى على هذا الوَجْهِ : لا يَحتالُون مَنْزِلاً عنها . تَحَوَّلَ : حَمَل الكارَةَ على ظَهرِه وهي الحالُ يقال : تَحَوَّلَ حالاً : حَملَها . تحوّلَ في الأمرِ : احْتالَ وهذا قد تقدَّم . تحوَّلَ الكِساءَ : جَعَل فيه شَيئاً ثم حَمَله على ظَهرِه : كما في المُحكَم . والحائلُ : المُتغيِّرُ اللَّونِ من كلِّ شيء مِن : حالَ لونُه : إذا تَغيَّر واسودَّ عن أبي نَصر ومنه الحديث : " نهى عن أن يَستَنجِيَ الرجلُ بعَظْمٍ حائلٍ " . الحائِلُ : ع بجَبَلَي طَيِّئ عن ابنِ الكَلْبي قال امرؤ القَيس :
يا دارَ ماوِيَّةَ بالحائِلِ ... فالفَرْدِ فالخَبْتَيْنِ مِن عاقِلِ وقال أيضاً :
تَبِيتُ لَبُونِي بالقُرَيَّةِ أُمَّناً ... وأَسْرَحُها غِبّاً بأَكْنافِ حائِلِالحائلُ أيضاً : ع بنَجْدٍ . والحَوالَةُ : تَحْوِيلُ نَهْرٍ إلى نَهْر كما في المحكم . قال : والحالُ : كِينَةُ الإنسانِ وما هو عليه مِن خيرٍ أو شَرّ . وقال الراغِب : الحالُ : ما يَختَصُّ به الإنسانُ وغيرُه من الأمورِ المتغيِّرة في نَفسِه وبَدَنِه وقُنْيَتِه . وقال مَرَّةً : الحالُ يُستَعْمَلُ في اللّغَةِ للصِّفةِ التي عليها المَوصوفُ وفي تعارُفِ أهلِ المَنطِق لكيفيَّةٍ سريعةِ الزَّوال نحوُ حرارةٍ وبُرودَةٍ ورُطُوبةٍ ويُبُوسةٍ عارِضةٍ . كالحالَةِ وفي العُباب : الحالَةُ : واحِدَةُ حالِ الإنسانِ وأحوالِه . قال اللَّيثُ : الحالُ : الوَقْتُ الذي أنتَ فيه . وشَبَّه النَّحْويُّون الحالَ بالمَفْعُولِ وشَبَهُها به من حيثُ إِنها فَضْلَةٌ مثلُه جاءت بعدَ مُضيِّ الجُمْلة ولها بالظَّرْفِ شَبَهٌ خاصٌّ من حيثُ إنها مفعولٌ فيها ومَجِيئُها لبَيانِ هَيئَةِ الفاعلِ أو المَفْعُولِ . وقال ابنُ الكَمال : الحالُ لُغَةً : نِهايةُ الماضِي وبدايةُ المستَقْبَل واصطلاحاً : ما يُبيِّن هيئةَ الفاعلِ أو المفعول به لفظاً نحو : ضربتُ زيداً قائماً أو معنًى نحو : زيدٌ في الدارِ قائماً . يؤنَّثُ ويُذَكَّرُ والتأنيثُ أكثَرُ . ج : أَحوالٌ وأَحْوِلَةٌ هذه شاذَّةٌ . وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ والوَصِيَّةِ : تَوخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقَبُولِها قاله أبو عمرٍو وبه فَسَّر الحديثَ : " كان يَتَحوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ " ورواه بحاءٍ غيرِ مُعْجَمة وقال : هو الصَّوابُ . وحالاتُ الدَّهْرِ وأحوالُه : صُروفُه جَمعُ حالَةٍ وحالٍ . والحال : أيضاً : الطِّينُ الأسوَدُ مِن حالَ : إذا تغَيَّر وفي حديث الكَوثَر : " حالُهُ المِسْك " . أيضاً : التّرابُ اللَّينِّ الذي يُقال له : السَّهْلَة . أيضاً : وَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنفَضُ في ثَوْبٍ يقال : حالٌ مِن وَرَق ونُفاضٌ مِن وَرِق . أيضاً : الزَّوجَةُ قال ابنُ الأعرابيّ : حالُ الرجُلِ : امرأتُه هُذَلِيَّةٌ وأنشد :
" يا رُبَّ حالٍ حَوْقَلٍ وَقَّاع
" تَرَكْتُها مَدِينَةَ القِناع أيضاً : اللَّبَنُ كما في المُحكَم . أيضاً : الحَمْأَةُ هكذا خَصَّه بعضُهم بها دُونَ سائرِ الطِّين الأسْودِ ومنه الحديث : " إنَّ جِبريلَ أخذَ مِن حالِ البَحْرِ فأَدْخَلَهُ فا فِرْعَوْن " . الحالُ : ما تَحْمِلُه على ظَهْرِك كما في العُباب زاد ابنُ سِيدَه : ما كانَ وقد تَحوَّلَه : إذا حَمَله وتقدَّم . أيضاً : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ إذا مَشَى وهي الدَّرّاجَةُ قال عبدُ الرحمن بنُ حَسّانَ :
ما زالَ يَنْمِى جَدُّه صاعِداً ... مُنْذُ لَدُنْ فارَقَهُ الحالُ كما في العُباب . وفي اقتطافِ الأزاهر : تَجْعَلُ ذلك للصَّبِي يتَدرَّب بها على المشي . أيضاً : مَوْضِعُ اللِّبدِ مِن الفَرَسِ أو طَرِيقَةُ المَتْنِ وهو وسَطُ ظَهرِه قال امْرُؤ القَيسِ :
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ... كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزِّلِ أيضاً : الرَّمادُ الحارُّ عن ابنِ الأعرابيّ . أيضاً : الكِساءُ الذي يُحْتَشُّ فيه كما في العُباب . أيضاً : د باليَمَنِ بِديارِ الأَزْد كما في العباب . زاد نَصْرٌ ثم لِبارِقٍ وشَكْرٍ منهم قال أبو المِنْهال عُيَينَةُ بن المِنْهال : لَمّا جاء الإسلامُ سارَعَتْ إليه شَكْرٌ وأبطأت بارِقٌ وهم إخوتُهم واسمُ شَكْرٍ : والان . والحَوْلَةُ : القُوَّة أو المَرَّةُ مِن الحَوْل . الحَوْلَةُ : التَّحَولُ والانقِلابُ . أيضاً الاستِواءُ على الحالِ : أي ظَهْرِ الفَرَسِ يقال : حالَ على الفَرَسِ حَوْلَةً . الحُولَةُ بالضّمِّ : العَجَبُ قال الشاعِر :
ومِن حُولَةِ الأيَّامِ والدَّهْرِ أَنَّنا ... لَنا غَنَمٌ مَقْصورةٌ ولَنا بَقَرْج : حُولٌ . الحُولَةُ : الأَمْرُ المُنْكَرُ الداهي وفي المُحكَم : ويُوصَفُ به فيقال : جاء بأَمْرٍ حُولَةٍ . واسْتَحالَهُ : نَظَر إليه هل يَتَحرَّكُ كما في المُحكَم كأنه طَلَبَ حَوْلَه وهو التحرُّكُ والتغيُّر . وناقَةٌ حائِلٌ : حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ كما في المُحكَم قال الراغِبُ : وذلك لتَغَيُّرِ ما جَرَتْ به عادَتُها . أو هي التي لم تَلْقَحْ سَنةً أو سنتَينْ أو سَنَواتٍ وكذلك كُلُّ حائِلٍ كذا في النُّسَخ . وفي المُحكَم : كلُّ حامِلٍ يَنْقطِعُ عنها الحَملُ سنةً أو سنواتٍ حتى تَحْمِلَ . ج : حِيالٌ بالكسر وحُولٌ بالضمِّ وحُوَّلٌ كسُكَّرٍ وحُولَلٌ وهذه اسمُ جَمعٍ كما في المحكَم ونَظِيرُه : عائِطٌ وعُوَّطٌ وعُوطَطٌ وقد تقدَّم . وشاهِدُ الحُولِ ما أنْشَدَه اللَّيثُ :
وِراداً وحُوّاً كلَوْنِ البَرُودِ ... طِوالَ الخُدُودِ فَحُولاً وحُولَا وحائلُ حُولٍ وحُولَلٍ مُبالَغَةٌ كرَجُلِ رِجالٍ . أو إن لم تَحْمِلْ سَنَةً فحائِلٌ وذلك إذا حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ . إن لم تَحْمِلْ سنَتَيْن فحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ . وفي بعض النُّسَخ : أو سنتين . وقد حالَتْ حُؤُولاً كقُعُودٍ وحِيالاً وحِيالَةً بكسرِهما . وأَحالَتْ وحَوَّلَتْ وهي مُحَوِّلٌ وقيل : المُحَوِّلُ : التي تُنْتَجُ سنةً سَقْباً وسَنَةً قَلُوصاً . والحائِلُ : الأُنْثَى مِن أولادِ الإبِلِ ساعةَ تُوضَعُ كما في المُحكَم وقال غيرُه : ساعةَ تُلْقِيه مِن بَطْنِها . في العُباب : لأنه إذا نُتِجَ ووَقَع عليه اسمُ تذكيرٍ وتأنيثٍ فإنّ الذَّكَر منها سَقْبٌ والأنثى حائِلٌ . يُقال : نُتِجَت الناقَةُ حائِلاً حَسَنةً ولا أفعلُ ذلك ما أَرْزمَتْ أمُّ حائلٍ والجَمْعُ : حُوَّلٌ وحَوائِلُ . الحائلُ أيضاً : نَخْلَةٌ حَمَلتْ عاماً ولم تَحْمِلْ عاماً وقد حالَتْ حُؤولاً . وقُرَّةُ بنُ عبدِ الرحمن بنِ حَيْوِيلٍ المَعافِرِيُّ مُحَدِّثٌ عن الزُّهرِيّ ويَزِيدَ بن أبي حَبِيب وعنه ابنُ وَهْب وابنُ شابُور وجَمْعٌ ضَعَّفه ابنُ مَعِين وقال أحمدُ : مُنْكَرُ الحديثِ جدّاً مات سنةَ 147 . قلت : وأبوه حَدَّث أيضاً . والمَحَالَةُ : المَنْجَنُونُ يُستَقَى عليها الماءُ قاله اللَّيث . قيل : هي البَكْرَةُ العَظِيمةُ يُستقَى بها الإبِلُ قال الأعشى :
فانْهَى خَيالَكِ يا جُبَيرُ فإنَّهُ ... في كُلِّ مَنْزِلَةٍ يَعُودُ وِسادِي
تُمْسِى فَيَصْرِفُ بابُها مِن دُونِها ... غَلَقاً صَرِيفَ محالَةِ الأَمْسادِ ج : مَحالٌ ومَحاوِلُ قال :
" يَرِدْنَ واللَّيلُ مُرِمٌّ طائِرُهْ
" مُرْخًى رِواقاهُ هُجُودٌ سامِرُهْ
" وَرا المَحالِ قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ المَحالَةُ : واسِطَةُ كذا في النّسَخ والصَّواب كما في العُباب والمحكَم : واسِطُ الظَّهْرِ فيقال : هو مَفْعَلٌ ويقال : هو فَعالٌ والمِيمُ أصليّة . قِيل : المَحالَةُ الفِقارُ كالمَحالِ فيهما . وفي المحكَم : المَحالَةُ : الفَقارَةُ ويجوز كونُه فعالة والجمعُ : المَحالُ . والحَوَلُ محرَّكةً : طهُورُ البَياضِ في مُؤْخِرِ العَيْن ويكونُ السَّوادُ مِن قِبَلِ الماقِ أو هو إقْبالُ الحَدَقَة على الأَنْفِ نَقلَه اللَّيث . أو هو ذَهابُ حَدَقَتِها قِبَلَ مُؤْخِرِها أو أن تكونَ العَين كأنما تَنظُر إلى الحِجَاجِ أو أن تَميلَ الحَدَقَةُ إلى اللِّحاظِ كلّ ذلك في المحكَم والمشهورُ من الأقوالِ الأَوَّلُ . وقد حَوِلَتْ وحالَتْ تَحالُ وهذه لُغة تَمِيمٍ كما قاله اللَّيث . واحْوَلَّتْ احْوِلالاً . وقولُ أبي خِراشٍ :
" وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِيرِقيل : معناه : انْقَلَبَتْ . وقال محمدُ ابنُ حَبِيب : صار أحْوَلَ . قال ابنُ جِنِّي : فيجبُ أن يقال : حَوِلَتْ كعَوِرَ وصَيِدَ وهو أَحْوَلُ وأَعْوَرُ وأَصْيَدُ . فعلَى قولِ ابنِ حَبيب ينبغي كونُ حالَتْ شاذّاً كما شَذّ اخْتارَ في مَعْنى اخْتَوَر . ورَجُلٌ أَحْوَلُ وحَوِلٌ ككَتِفٍ بَينُ الحَوَلِ . وأحالَ عَينَه وحَوَّلَها : صَيَّرها حَوْلاءَ أي ذاتَ حَوَلٍ . والحِوَلاءُ بالكسر والمَدّ كالعِنَباء والسِّيَراءِ قال : ولا رابعَ لها في الكلام وتُضَمُّ وهذه عن أبي زَيد كالمَشِيمَةِ للنّاقَةِ أي : الحِوَلاءُ للناقَةِ كالمَشِيمَةِ للمرأة وهي جِلْدَةٌ خَضْراءُ مَملُوءةٌ ماءً تَخرُج مع الوَلَد فيها أَغْراسٌ فيها خُطُوطٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ تأتي بعدَ الوَلَدِ في السَّلَى الأَوّل وذلك أوّلُ شيء يَخرُج منه . قاله ابنُ السِّكِّيت . وقد يُستَعمَلُ للمرأة . وقال أبو زيد : الحِوَلاءُ : الماءُ الذي يَخرُجُ على رأْسِ الوَلَد إذا وُلِد . وقال غيرُه : هو غِلافٌ أخضَرُ كأنه دَلْوٌ عظيمةٌ مملوءةٌ ماءً وتَتفقَّأُ حينَ تَقعُ على الأرض ثم يخرُج السَّلَى فيه القُرنتَان ثم يَخرُج بعدَ ذلك بيومٍ أو بيومين الصاءَةُ ولا تَحْمِلُ حامِلَةٌ أبداً ما كان في الرَّحِم شيء مِن الصاءَة والقَذَرِ أو تُخَلَّصَ وتُنَقَّى . ومنه قولُهم : نَزَلُوا في مِثْلِ حِوَلاءِ الناقةِ وفي مَثَلٍ : حِوَلاء السَّلَى يُريدُون بذلك الخِصْبَ وكثرةَ الماءِ والخُضْرةِ لأنّ الحِوَلاءَ ملآى ماءً رِيّاً وهو مَجازٌ . مِن مَجاز المَجاز : احْوالَّتِ الأرضُ احْوِيلالاً : اخْضَرَّتْ واستَوَى نَباتُها ويقال : رأيتُ أرضاً مِثلَ الحِوَلاءِ : إذا اخضرَّتْ وأظْلَمتْ خُضرتُها وذلك حينَ يَتفَقَّأُ بعضُها وبعضٌ لم يَتفَقَّأْ . الحِوَلُ كعِنَبٍ : الأُخْدُودُ الذي يُغْرَسُ فيه النَّخْلُ على صَفٍّ عن ابنِ سِيده . والحِيالُ ككِتابٍ : خَيطٌ يُشَدُّ مِن بِطانِ البَعِير إلى حَقَبِه لئلّا يَقعَ الحَقَبُ على ثِيلِه كذا في المُحكَم . وفي العُباب : قال أبو عمرٍو : والحُوَلُ مِثالُ صُرَدٍ : الخَيْطُ الذي بينَ الحَقَبِ والبِطان . الحِيالُ : قُبالَةُ الشيء يقال : هذا حِيالَ كَلمتِك : أي مُقابَلةَ كلمتِك يُنصَبُ على الظَّرف ولو رُفع على المبتدأ والخبرِ لَجاز ولكن كذا رواه ابنُ الأعرابيّ عن العَرب قاله ابنُ سِيدَه . يُقال : قَعدَ حِيالَهُ وبحيالِه : أي بإزائه وأصلُه الواو كما في العُباب . والحَوِيلُ كأَمِيرٍ : الشاهِدُ . حَوِيل : ع كما في المُحكَم . الحَوِيلُ : الكَفِيلُ والاسمُ منه الحَوالةُ بالفتح . وعبدُ اللَّهِ بنُ حَوالَةَ الأزدَيُّ أو ابنُ حَوْلِيٍّ بفتح فسكون وتشديد الياء كذا ذكره ابنُ ماكُولا كنيته أبو حَوالَةَ صَحابِيٌّ رضي الله عنه نَزل الأُرْدُنَّ . تَرجَمتُه في تاريخ دمشق له ثلاثَةُ أحادِيث روَى عنه مَكْحولٌ ورَبِيعةُ بن يَزِيدَ وعِدَّةٌ . قال الواقِدِيُّ : مات سنةَ ثمانٍ وخمسين . وبَنُو حَوالَةَ : بَطْنٌ مِن العرَب عن ابنِ دُرَيد . وعبدُ اللَّهِ بنُ غَطَفانَ كان اسمُه عبدَ العُزَّى فغيَّره النبي صلى الله عليه وسلم فسُمِّيَ بَنُوه بَني مُحَوَّلَةَ كمُعَظَّمةٍ هكذا ذكره ابنُ الأعرابيّ ونقله عنه ابنُ سِيدَه وغيرُه ونقله الصاغانيُ أيضاً ولكنه قال : لم أجِدْ في الصَّحابة مَن اسمُه عبدُ اللّه بن غَطَفانَ . قلت : وتصفَّحْتُ مَعاجِمَ الصّحابة ممّا تَيسَّرتْ عندي كمُعجَم ابنِ فَهْد والذَّهبي وابنِ شاهين والإصابة للحافظ فلم أجِدْ مَن اسمُه هكذا فيهم فلْيُنظَر ذلك . والمُحَوَّلُ كمُعَظَّمٍ : ع غَربيَّ بَغْدادَ وفي العُباب : قريةٌ نَزِهَةٌ على نهر عيسى غَربيَ بغداد . وفي معجم ياقوت : باب مُحَوَّل : مَحلَّةٌ كبيرة من مَحالِّ بغداد كانت متصلةً بالكَرخ وهي الآن منفردةٌ كالقَرية ذات جامعٍ وسُوق مستَغْنِية بنفسها في غَربيِّ الكَرْخ . وحاوَلْتُ له بَصَرِى مُحاوَلَةً : حَدَّدْتُه نحوَه ورَمَيتُ به عن ابنِ سِيدَه . وامرأَةٌ مُحِيلٌ وناقَةٌ مُحِيلٌ ومُحْوِلٌ ومُحَوِّلٌ : إذا ولَدَتْ غلاماً إثْرَ جاريةٍ أو عَكَستْ أي جارِيةً إثْرَ غُلامٍ نقله الصاغاني عن الكِسائي . قال : ويُقال لها : العَكُومُ أيضاً : إذا حَمَلتْ عاماً ذَكَراً وعاماً أنثى . ورَجُلٌ مُستَحالَةٌ : إذاكان طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر . ن طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر
ومما يُستَدْرَكُ عليه : شاةٌ حائِلٌ : لم تَحْمِلْ وشاءٌ حِيالٌ ومنه حديثُ أمّ مَعْبَد رضي الله تعالى عنها : " والشَّاءُ عازِبٌ حِيالٌ " . وحالَ عن العَهْدِ حُؤُولاً : انقَلَب . وحالَ لونُه : اسْوَدَّ . وحالَ إلى مكانٍ آخَرَ : أي تَحوَّلَ . وحالَ الشَّخصُ : أي تَحرَّك . وقال أَبُو الهَيثَم فيما أَكْتَبَ ابنَه : يقال للقَوم إذا أَمْحَلُوا فقَلَّ لبنُهم : حالَ صَبُوحُهم علي غَبُوقِهم : أي صار صَبُوحُهم وغَبُوقُهم واحداً . وحالَ الشيء : انصَبَّ . والحَوْلُ والحِيلَةُ والقُوَّةُ واحِدٌ . وفي الحديث : " لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللّه العَلِي العظيم كَنْزٌ مِن كُنوزِ الجَنّة " قالَ أبو الهَيثم : الحَوْلُ هنا : الحَرَكةُ والمعنى : لا حَرَكَةَ ولا استطاعةَ إلّا بمشيئةِ اللَّه تعالى . وقال الراغِبُ : الحَوْلُ : مالَهُ مِن القُوّة في أحدِ هذه الأُمورِ الثلاثة : نَفْسِه وجِسمِه وقُنْيتِه ومنه : " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه " . وحَوْلِيُّ الحَصَى : صِغارُها . والحِوَالَةُ : اسمٌ مِن الإحالة . والمَحِيلَةُ : الحِيلَةُ . وحُولُ الناقةِ بالضمّ : حِيالُها قال :
لَقِحْنَ على حُولٍ وصادَفْنَ سَلْوَةً ... مِن العَيشِ حتّى كُلُّهنُّ مُمَتَّعُ وقال الكِسائي : سمعتُهم يقولون : لا حُولَةَ له : أي لا حِيلَةَ له وأنشد :
لَهُ حُولَةٌ في كُلِّ أَمْرٍ أَرَاغَهُ ... يُقَضِّى بها الأمْرَ الذي كاد صاحِبُهْ وقال أبو سَعِيد : يقالُ للذي يُحالُ عليه وللذي يَقْبَلُ الحَوالَةَ : حَيِّلٌ ككَيِّسٍ وهما الحَيلانِ كما يُقال : البَيِّعانِ . وقال أَبُو عَمْرٍو : أحالَ بفُلانٍ الخُبْزَ : إذا سَمِنَ عنه وكلُّ شيء يُسْمَنُ عنه فهو كذلك . وأحالَ : أقبلَ قال الفَرزْدَقُ يُخاطِبُ هُبَيرَةَ بنَ ضَمْضَم :
وكنتَ كذِئْبِ السَّوْءِ لَمَّا رأى دَماً ... بصاحِبِه يَوماً أحالَ على الدَّمِ أي أقْبلَ عليه . وفي المَثَل :
" تَجنَّبَ رَوْضَةً وأحالَ يَعْدُوأي تركَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاءَ . وأحالَ عليه الحولُ : أي حالَ . وحالَ الشيء : أتَى عليه الحَوْلُ كما في المِصباح . وأحالَ عليه بدَيْنه إحالَةً . وقال اللِّحْيانيُّ : أَحال اللَّهُ عليه الحَوْلَ هكذا ذكره مُتَعدِّياً . قال : وأحالَ الرجلُ إِبِلَه العامَ : إذا لم يُضْرِبْها الفَحْلَ . قال : وأَحْوَلْتُ عينَه : أي جعلتُها ذاتِ حَوَلٍ . واحْتالَ عليه بالدَّيْن مِن الحَوالَة . وأرضٌ مُحْتالَةٌ : لم يُصِبها المَطَرُ وهو مَجازٌ . واسْتحالَ الجَهامَ : نَظَر إليه . وفي الحديث : " بِكَ أُحاوِلُ " قال الأزهريُّ : معناه : بِكَ أُطالِبُ . وحالَ وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عِندَ الرَّمْي . وحالَت القَوْسُ وتَرَهَا . وفي المَثَلِ : أَحْوَلُ مِن بَوْلِ الجَمَلِ ؛ لأن بَؤلَه لا يخرج مستقيماً يَذْهَبُ به في إحْدَى الناحِيتيْن . والحائِلُ : كلُّ شَيءٍ تحرَّكَ في مكانِه . وحِيالُ ككِتابٍ : بَلدةٌ مِن أعمال سِنْجار نَزَلَ بها الإمامُ شمسُ الدين أبو بكر عبد العزيز ابن القُطْب سيّدي عبد القادِر الجَيلاني قُدِّس سِرُّه في سنة 508 ، فنُسِب ولدُه إليها وبها وُلِد حَفيدُه الزاهِد شمسُ الدين أبو الكرم محمد بن شِرشِيق الحِيالِيُّ شيخُ بِلاد الجَزيرة في سنة 651 ، وتوفي بها سنَة 739 . والحَيَّالُ كشَدّادٍ : صاحبُ الحِيلة وكذلك الحِيَلِي بكسرٍ ففتح . وحولّة بتشديد اللام : لَقَب جماعةٍ بطَرابُلُسِ الشام . وحَيوِيلُ بنُ ناشِرَةَ المِصْريّ الأعورُ رَوى عن عمرو بن العاص وشًهِد صِفّينَ مع مُعاوية
الشَّكْلُ : الشَّبَهُ قال أبو عَمْرٍو يُقالُ : في فُلاَنٍ شَكْلٌ من أَبيهِ وشَبَهٌ والشَّكْلُ أيضاً : المِثْلُ تَقولُ : هذا عَلى شَكْلِ هذا أي على مِثَالِهِ وفُلاَنٌ شَكْلُ فُلانٍ أي مِثْلُهُ في حَالاتِهِ قالَ اللهُ تَعالَى : " وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أزْوَاجٌ " أي عَذابٌ آخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أي مِنْ مِثْلِ ذلك الأَوَّلِ قالَهُ الزَّجَّاجُ وقَرَأَ مُجاهِدٌ : " وأُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ " أي : وأَنْواعٌ أُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ ؛ لأنَّ مَعْنَى قَولِه : " أزْوَاجٌ " أنْوَاعٌ وقالَ الرَّاغِبُ : أي مِثْلٌ لَهُ في الهَيْئَةِ وتَعاطِي الفِعْلِ . ويُكْسَرُ وبهِ قَرَأَ مَجَاهِدٌ : " مِنْ شِكْلِهِ " بالكَسْرِ . والشَّكْلُ أيضا : مَا يُوافِقُكَ ويَصْلُحُ لَكَ تَقُولُ : هذا مِنْ هَوايَ ومِنْ شَكْلِي وليسَ شَكْلُهُ مِنْ شَكْلِي . والشَّكْلُ : وَاحِدُ الأشْكالِ للأُمُورِ والحَوَائِجِ المُخْتَلِفَةِ فيما يُتَكَلَّفُ منها ويُهْتَمُّ لها قالَهُ اللَّيْثُ وأنْشَدَ :
" وتَخْلَجُ الأشْكالُ دُونَ الأشْكالْ والأشْكَالُ أيضاً : الأُمُورُ الْمُشْكِلَةِ المُلْتَبِسَةُ
والشَّكْلُ أيضاً : صُورَةُ الشَّيْءِ الْمَحْسُوسَةُ والْمُتَوَهَّمَةُ وقالَ ابنُ الْكَمالِ : الشَّكْلُ هَيْئَةٌ حاصِلَةٌ للجِسْمِ بِسَبَبِ إِحَاطَةِ حَدٍّ واحِدٍ بالْمِقْدَارِ كمَا في الكُرَةِ أو حُدودٍ كَما في المُضَلَّعاتِ مِنْ مُرَبَّعٍ ومُسَدَّسٍ ج : أشْكَالٌ وشُكُولٌ قالَ الرَّاغِبُ : الشَّكْلُ : في الحَقِيقَةِ الأَنْسُ الذي بَيْنَ المُتَماثِلَيْنِ في الطَّرِيقَةِ ومنهُ قيلَ : النَّاسُ أشْكالٌ قالَ الرَّاعِي يَمْدَحُ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوانَ :
فأَبوكَ جالَدَ بالمَدِينَةِ وَحْدَهُ ... قَوْماً هُمُ تَرَكُوا الجَميعَ شَكَولاً وأنشدَ أبو عُبَيْدٍ
فَلا تَطْلُبا لِي أيِّماً إنْ طَلَبْتُما ... فَإِنَّ الأَيامَى لَسْنَ لي بِشُكُولِ والشَّكْلُ : نَبَاتٌ مُتَلَوِّنٌ أصْفَرُ وأحْمَرُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ . والشَّكْلُ في العَرُوضِ : الْجَمْعُ بَيْنَ الْخَبْنِ والْكَفِّ وبَيْتُهُ :
لِمَنِ الدِّيارُ غَيَّرَهُنَّ ... كُلُّ دَانِي المُزْنِ جَوْنِ الرَّبَابِ كَما في العُبابِ . والشَّاكِلَةُ : الشَّكْلُ يُقالُ : هذا عَلى شَاكِلَةِ أبِيهِ أي شِبْهه . والشَّاكِلَةُ : النَّاحِيَةُ والْجِهَةُ وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ : " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ " عن الأَخْفَشِ . وأيضا : النِّيَّةُ قالَ قَتادَةُ في تَفْسِير الآيَةِ : أي عَلى جَانِبِه وعلى ما يَنْوِي . وأيضا : الطَّرِيقَةُ والْجَدِيلَةُ وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ . وأيضا : الْمَذْهَبُ والخَلِيقَةُ وبهِ فُسِّرَتْ الآيَةُ عن ابنِ عَرَفَةَ وقالَ الرَّاغِبُ في تَفْسِيرِ الآيَةِ : أي عَلى سَجِيَّتِهِ التي قَيَّدَتْهُ وذلكَ أنَّ سُلْطَانَ السَّجِيَّةِ عَلى الإِنْسانِ قاهِرٌ بِحَسَبِ ما يَثْبُتُ في الذَّرِيعَةِ إلى مَكارِمِ الشَّرِيعَةِ وهذا كما قالَ عليه السَّلامُ : كُلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ
والشَّاكِلَةُ : الْبَياضُ ما بَيْنَ الأُذُنِ والصُّدْغِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقالَ قُطْرُبٌ : ما بَيْنَ الْعِذَارِ والأُذُنِ ومنهُ الحديثُ : تَفَقَّدُوا في الطُّهُورِ الشَّاكِلَةَ . والشَّاكِلَةُ : مِنَ الْفَرَسِ : الْجَلْدُ الذي بَيْنَ عُرْضِ الْخَاصِرَةِ والثَّفِنَةِ وهو مَوْصِلُ الفَخِذِ مِنَ السَّاقِ وقيل : الشَّاكِلَتَانِ ظَاهِرُ الطَّفْطَفَتَيْنِ مِنْ لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إلى حَرْفِ الحَرْقَفَةِ مِنْ جَانِبَي البَطْنِ وقيلَ : الشَّاكِلَةُ الخاصِرَةُ وهي الطَّفْطَفَةُ ومنه : أصابَ شاكِلَةَ الرَّمِيَّةِ أي خَاصِرَتَها . وتَشَكَّلَ الشَّيْءُ : تَصَوَّرَ وشَكَّلَهُ تَشْكِيلاً : صَوَّرَهُ . وشَكَّلَتْ الْمَرْأَةُ شَعَرَهَا : أي ضَفَرَتْ خُصْلَتَيْنِ مِنْ مَقَدَّمِ رَأْسِهَا عَنْ يَمِينٍ وشِمَالٍ ثُمَّ شَدَّتْ بها سَائِرَ ذَوَائِبِها والصَّوابُ : أَنَّهُ مِنْ حَدِّ نصر كما قَيَّدَهُ ابنُ القَطَّاعِ . وأشْكَلَ الأَمْرُ : الْتَبَسَ واخْتَلَطَ ويُقالُ : أشْكَلَتْ عَلَيَّ الأَخْبَارُ وأحْلَكَتْ بمَعْنىً واحِدٍ وقالَ شَمِر الشُّكْلَةُ : الحُمْرَةُ تَخْلَطُ بالبَياضِ وهذا شَيْءٌ أشْكَلُ ومنهُ قيلَ لِلأَمْرِ المُشْتَبِهِ : مُشْكِلٌ . قالَ الرَّاغِبُ : الإِشْكالُ في الأَمْرِ اسْتِعَارَةٌ كالاِشْتِبَاهِ من الشَّبَهِ كشَكلَ وشَكَّلَ شَكْلاً وتَشْكِيلاً و أشْكَلَ النَّخْلُ : طَابَ رُطَبُهُ وأَدْرَكَ عنِ الكِسَائِيِّ وفي الأسَاسِ : أشْكَلَ النَّخْلُ : طابَ بُسْرُهُ وحَلاَ وأشْبَهُ أَن يَصِيرَ رُطَباً . وأُمُورٌ أشْكَالٌ : أي مُلْتَبِسَةٌ مع بعضِها مُخْتَلِفَة . والأشْكَلَةُ بِفْتحِ الهَمْزَةِ والكَافِ : اللَّبْسُ . وأيضا : الْحَاجَةُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ زادَ الرَّاغِبُ التي تُقَيِّدُ الإِنْسانَ كالشَّكْلاءِ نقلَهُ ابنُ سِيدَهْ و الصَّاغانِيُّ . والأشْكَلُ مِنْ سَائِرِ الأشْياءِ : ما فيهِ حُمْرَةٌ وبَياضٌ مُخْتَلِطٌ أو ما فيهِ بَياضٌ يَضْرِبُ إلى الْحُمْرَةِ والكُدْرَة . وقيل : الأشْكَلُ عندَ العَرَبِ : اللَّوْنَانِ المُخْتَلِطانِ ودَمٌ أشَكَلُ : فيهِ بَياضٌ وحُمْرَةٌ مَخْتَلِطَانِ قالَ جَرِيرٌ :فَما زَالتِ القَتْلَى تَمُورُ دِماؤُها ... بِدِجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أشْكَلُ والأشْكَلُ : السِّدْرُ الْجَبَلِيُّ قالَ العَجَّاجُ :
" مَعْجَ المُرامِي عَنْ قِياسِ الأشْكَلِ وقالَ أبو حنيفَةَ : أَخْبَرَنِي بعضُ العَرَبِ : أنَّ الأشْكَلَ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ العُنَّابِ في شَوْكِهِ وعَقَفِ أَغْصَانِهِ غيرَ أَنَّهُ أصْغَرُ وَرَقاً وأَكْثَرُ أفْناناً وهوَ صُلْبٌ جِدّاً وله نُبَيْقَةٌ حامِضَةٌ شديدَةُ الحُمُوضَةِ مَنابِتُهُ شَواهِقُ الجِبالِ تُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِسِيُّ الْواحِدَةُ بِهَاءٍ قال :
أو وَجْبَة مِنْ جَناةِ أشْكَلَةٍ ... إِنْ لَمْ يَرُغْها بالقَوْسِ لم يَنَلِ يَعْنِي سِدْرَةً جَبَلِيَّةَ . والأشْكَلُ مِنَ الإِبِلِ والغَنَم : ما يَخْلِطُ سَوادَهُ حُمْرَةٌ أو غُبْرَةٌ كأَنَّهُ قد أشْكَلَ عليْكَ لَوْنُهُ وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الضَّبُعُ فيها غُبْرَةٌ وشُكْلَةٌ لَوْنَانِ فيهِ سَوَادٌ وصُفْرَةٌ سَمْجَةٌ
واسْمُ اللَّوْنِ : الشُّكْلَةُ بالضَّمِّ ومِنْهُ الشُّكْلَةُ في الْعَيْنِ وهي كالشُّهْلَةِ ويُقالُ : فيه شُكْلَةٌ من سُمْرَةٍ وشُكْلَةٌ مِنْ سَوَادٍ وعَيْنٌ شَكْلاَءُ : بَيِّيَةُ الشَّكَلِ ورَجُلُ أشْكَلُ الْعَيْنِ وقد أشْكَلَتْ وقالَ أبو عُبَيْدٍ : الشُّكْلَةُ كَهَيْئَةِ الحُمْرَةِ تكونُ في بَياضِ العَيْنِ فإذا كانتْ في سَوادِ العَيْنِ فهي شُهْلَةٌ وأنْشَدَ :
ولا عَيْبَ فيها غيرَ شُكْلَةِ عَيْنِها ... كذاكَ عِتَاقُ الطَّيْرِ شُكْلٌ عُيُونُها عِتاقُ الطَّيْرِ : هي الصُّقُورُ والبُزَاةُ ولا تُوصَفُ بالحُمْرَةِ ولكن تُوصَفُ بِزَرْقَةِ العَيْنِ وشُهْلَتِها قالَ : ويُرْوَى هذا البيتُ : غَيْرَ شُهْلَةِ عَيْنِها . وقيلَ : الشَّكْلَةُ في العَيْنِ الصَّفْرَةُ التي تُخالِطُ بَياضَ العَيْنِ التي حَوْلَ الحَدَقَةِ عَلى صِفَةِ عَيْنِ الصَّقْرِ ثُمَّ قالَ : ولكنَّا لم نَسْمَعْ الشُّكْلَةَ إلاَّ في الحُمْرَةِ ولم نَسْمَعْها في الصُّفْرَةِ . وفي الحديثِ : كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الفَمِ أشْكَلَ الْعَيْنِ مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ قالَ ابنُ الأثَيرِ : أي في بَياضِها شَيْءٌ مِن حَمْرَةٍ وهوَ مَحْمُودٌ مَحْبُوبٌ وقيلَ : أي كان طَوِيلَ شَقِّ الْعَيْنِ هكذا فَسَّرَهُ سِماكُ ابنُ حَرْبٍ ورَوَى عنهُ شُعْبُةُ قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا نادِرٌ وقالَ شَيخُنا : هو تفسيرٌ غريبٌ نَقَلَهُ التُّرْمِذِيُّ في الشَّمائِلِ عن الأصْمَعِيِّ وتَعَقَّبَهُ القاضي عِياضٌ في الْمَشارِقِ وتَلْمِيذُه في المَطالِع وابنُ الأَثِيرِ في النِّهايَةِ والزَّمَخْشَرِيُّ في الفائِقِ وغيرُهم وأطْبَقَ أَئِمَّةُ الحَدِيثِ على أَنَّهُ وَهَمٌ مَحْضٌ وأَنَّهُ لو ثَبَتَ لُغَةً لا يَصِحُّ في وَصْفِهِ صلَّى اللهُ تَعالى عليْهِ وسلَّم لأَنَّ طُولَ العَيْنِ ذَمٌّ مَحْضٌ فكيفَ وهُوَ غيرُ ثابِتٍ عن العَرَبِ ولا نَقَلَهُ أَحَدٌ مِن أئِمَةِ الأَدَبِ وإِنَّهُ مِنَ المُصَنِّفِ لَمِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ . وشَكَلَ الْعِنبُ : أيْنَعَ بَعْضُهُ أو اسْوَدَّ وأَخَذَ في النَّضْجِ كتَشَكَّلَ وشَكَّلَ تَشْكِيلاً كما في المُحْكَمِ . وشَكَلَ الأَمْرُ : الْتَبَسَ وهذا قد تقدَّم فهو تَكْرَارٌ . ومِنَ المْجازِ : شَكَلَ الْكِتابَ شَكْلاً إذا أَعْجَمَهُ كقولِكَ قَيَّدَهُ مِن شِكالِ الدَّابَّةِ وقالَ أبو حاتِم : شَكَلَ الكِتَابَ فهوَ مَشْكُولٌ : إذا قَيَّدَهُ بالإعْرابِ وأعْجَمَهُ : إذا نَقَطَهُ كَأَشْكَلَهُ كأَنَّهُ أزَالَ عَنْهُ الإِشْكالَ والاِلْتِباسَ فالهَمْزَةُ حِينَئِذٍ للسَّلْبِ قالَ الجَوْهَرِيُّ : وهذا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ . وشَكَلَ الدَّابَّةَ يَشْكُلُها شَكْلاً : شَدَّ قَوائِمَهَا بِحَبْلٍ كشَكَّلَها تَشْكِيلاً واسْمُ ذلك الحَبْلِ : الشِّكَالُ كَكِتَابٍ وهو العِقالُ ج شُكُلٌ كَكُتُبٍ ويُخَفَّفُ وفَرَسٌ مَشْكُولٌ : قُيِّدَ بالشِّكال قالَ الرَّاعِي :
مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ فيه شُهوُبَةٌ ... نَهِشَ اليّدَيْنِ تَخَالُهُ مَشْكُولاوقالَ الأَصْمَعِيُّ : الشِّكَالُ في الرَّحْلِ : خَيْطٌ يُوضَعُ بَيْنَ التَّصْدِيرِ والْحَقَبِ لِكَيْلاَ يَدْنُو الْحَقَبُ مِن الثِّيلِ وهو الزِّوَارُ أيضاً عن أبي عَمْرٍو وأيضاً : وِثَاقٌ بَيْنَ الْحَقَبِ والْبِطَانِ وكذلك الوِثَاقُ بَيْنَ الْيَدِ والرِّجْلِ . ومِنَ المَجازِ : الشِّكَالُ في الخَيْلِ أن تَكوُنَ ثَلاَثُ قَوائِمَ منهُ مُحَجَّلَةً والْواحِدَةُ مُطْلَقَةً شُبِّهَ بالشِّكالِ وهو العِقالُ لأنَّ الشِّكَالَ إِنَّما يكونُ في ثَلاثِ قَوائِمَ وقِيلَ : عَكْسُهُ أيْضاً وهو أنَّ ثَلاثَ قَوائِمَ منه مُطْلَقَةٌ والواحِدَةُ مُحَجَّلَةٌ ولا يكونُ الشِّكالُ إلاَّ في الرِّجْلِ والفَرَسُ مَشْكُولٌ وهو مَكْرُوهٌ لأنّ َهُ كالمَشْكُولِ صُورَةً تَفاؤُلاً ويُمْكِنُ أن يكونَ جَرَّبَ ذلكَ الجِنْسَ فلم تَكُنْ فيهِ نَجابَةٌ وقيلَ : إذا كانَ مع ذلك أَغَرَّ زالَتْ الْكَراهَةُ لِزَوالِ شَبَهِ الشِّكَالِ وقالَ أبو عُبَيْدَة : الشِّكَالُ أنْ يَكُونَ بَياضُ التَّحْجِيلِ في رِجْلٍ واحِدَةٍ ويَدٍ مِن خِلاَفٍ قَلَّ الْبَيَاضُ أو كَثُرَ . والمَشْكُولُ مِنَ الْعَرُوضِ : ما حُذِفَ ثَانِيهِ وسابِعُهُ نحوَ حَذْفِكَ أَلِفَ فاعلاتن والنُّونَ منها سُمِّيَ بِذلَ لأنَّكَ حَذَفْتَ من طَرَفِهِ الآخِرَ ومن أَوَّلِهِ فصارَ بِمَنْزِلَةِ الدَّابَّةِ الذِي شُكِلَتْ يَدُهُ ورِجْلُهُ كما في المُحْكَمِ . والشِّكْلاءُ مِنَ النِّعاجِ : الْبَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ وسائِرُها أَسْوَدُ وهي بَيِّنَةُ الشَّكْلِ . والشَّكْلاَءُ : الْحَاجَةُ كالأَشْكَلَةِ وهذان قد تقدَّمَ ذكْرُهُما فهو تَكْرارٌ . والشَّواكِلُ : الطُّرُقُ الْمُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأعْظَمِ يُقالُ : هذا طَريقٌ جَماعَةٌ وهو جَمْع شَاكِلَةٍ يُقالُ : اسْتَوَى في شَاكِلَتَي الطَّرِيقِ وهُما جَانِباهُ وطريقٌ ظاهِرُ الشَّواكِلِ وهو مَجازٌ . والشِّكْلُ بالكسرِ والفَتْحِ : غُنْجُ الْمَرْأَةِ ودَلُّهَا وغَزَلُهَا يُقالُ امَرْأةٌ ذاتُ شِكْلٍ وهو ما تَتَحَسّنُ به من الغُنْجِ وحُسْنِ الدَّلِّ وقد شَكِلَتْ كفَرِحَتْ شَكَلاً فهيَ شَكِلَةٌ كفَرِحَةٍ ويُقالُ : امْرَأَةٌ شَكِلَةٌ مُشْكِلَةٌ حَسَنَةُ الشِّكْلِ . وشَكْلَةُ : اسْمُ امْرَأَةٍ وهي جارِيَةُ المَهْدِي . وشُكْلٌ بالضَّمِّ : جَمْعُ العَيْنِ الشَّكْلاَءِ التي كَهَيْئَةِ الشَّهْلاَءِ . وأيضاً : جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ المِيَاهِ الذي قد خالَطَهُ الدَّمُ وهو مَجازٌ . وأيضاً : جَمْعُ الأَشْكَلِ مِنَ الكِبَاشِ وغَيْرِها الذي خالَطَ سَواَدُ حُمْرَةٌ أو غُبْرَةٌ . وشَكَلٌ مُحَرَّكَةً أبو بَطْنٍ قلتُ : هما بَطْنانِ أَحَدُهما في بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ وهو شَكَلُ بنُ كَعْبِ بنِ الحَرِيشِ والثَّانِي في كَلْبٍ وهو شَكَلُ بنُ يَرْبُوعِ بن الحارِثِ . وشَكَلُ بنُ حُمَيْدٍ العَبْسِيُّ الكُوفِيُّ : صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ أَخْرَجَ له التِّرْمِذِيُّ في الدُّعاءِ وغيرِه وابْنُهُ شُتَيْرُ بنُ شَكَلٍ : مُحَدِّثٌ بل تَابِعِيٌّ رَوَى عن أَبِيهِ وعن عليٍّ وابنِ مَسْعودٍ وعنه الشَّعْبِيُّ وأهلُ الكُوفَةِ ماتَ في وِلايَةِ ابنِ الزُّبَيْرِ قالَهُ ابنُ حِبَّان . والشَّوْكَلُ : الرَّجَّالَةُ عن الزُّجاجِيِّ وقالَ الفَرَّاءُ : الشَّوْكَلَةُ أو المَيْمَنَةُ أو الْمَيْسَرَةُ عن الزَّجَّاجِيّ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الشّوْكَلَةُ : النَّاحِيَةُ وأيضاً : الْعَوْسَجَةُ . ومِنَ المَجازِ . الشَّكِيلُ كأَمِيرٍ : الزَّبَدُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّم يَظْهَرُ عَلى شَكِيمِ اللِّجَامِ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ . والأَشْكَالُ : حَلْيٌ مِنْ لُؤْلؤٍ أو فِضَّةٍ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً ويُشاكِلُ يُقَرَّطُ بِهِ النِّساءُ وقيلَ كانت الجَوارِي تُعَلِّقُهُ في شُعُورِهِنّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
" إذا خَرَجْنَ طَفَلَ الآصَالِ
" يَرْكُضْنَ رَيْطاً وعِتَاقَ الخالِ
" سَمِعْتُ مِنْ صَلاصِلِ الأَشْكَالِ
" والشَّذْرِ والْفَرائِدِ الْغَوالِي
" أَدْباً عَلى لَبَّاتِها الحَوالِي
" هَزَّ السَّنَى في لَيْلَةِ الشَّمالِيَرْكُضْنَ : يَطَأْنَ والخالُ : بُرْدٌ مُوَشَّىً والأَدْبُ : العَجَبُ . الْوَاحِدُ : شَكْلٌ . والمُشَاكَلَةُ : الْمُوَافَقَةُ يُقالُ : هذا أَمْرٌ لا يُشاكِلُكَ أي لا يُوافِقُكَ كالتَّشَاكُلِ عن ابنِ دُرَيْدٍ وقالَ الرَّاغِبُ : أَصْلُ المُشاكَلَةِ مِنَ الشَّكْلِ وهو تَقْيِيدُ الدَّابَّةِ . وقال أبو عَمْرٍو : يقُالُ : فيهِ أَشكَلَةٌ مِنْ أَبِيهِ وشُكْلَةٌ بالضَّمِّ وشَاكِلٌ : أي شَبهٌ منه وهذا أَشْكَلُ بِهِ : أي أَشْبَهُ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : الشَّكْلُ : المَذْهَبُ والقَصْدُ . والشَّوْكَلاَءُ : الحاجَةُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . وفيه شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ بالضَّمِّ : أي شَيْءٌ يَسِيرٌ . والمُشْكِلُ : كَمُحْسِنٍ : الدَّاخِلُ في أَشْكالِهِ أي أَمْثالِهِ وأَشْبَاهِهِ مِنْ قَوْلِهِم : أَشْكَلَ : صارَ ذا شَكْلٍ والجَمْعُ مُشْكِلاَتٌ . وهو يَفُكُّ المَشاكِلَ : الأُمُورُ المُلْتَبِسَةَ . ونَباتُ الأَشْكَلِ : مِثْلُ شَجَرِ الشَّرْيَانِ عن أَبِي حَنِيفَةَ . وقالَ الزَّجَّاجُ : شَكَلَ عَليَّ الأَمْرُ أي : أَشْكَلَ . والشَّكْلاءُ : المُداهِنَةُ . وأَشْكَلَ المَرِيْضُ وشَكَلَ كَما تَقُولُ : تَمَاثَلَ . وتَشَكَّلَتِ الْمَرْأَةُ : تَدَلَّلَتْ . وشَكَلَ الأَسَدُ اللَّبُؤَةَ : ضَرَبَها عن ابنِ القَطَّاعِ . وأَصابَ شاكِلَةَ الصَّوابِ . وهو يَرْمِي برَأْيِهِ الشَّواكِلَ وهو مَجازٌ . وأبو الفَضْلِ العَبَّاسُ بن يوسفَ الشِّكْلِيُّ بالكَسْرِ : مُحَدِّثٌ . وشَكْلانُ بالفتحِ : قَرْيَةٌ بِمَرْوَ منها أبو عِصْمَةَ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الشَّكْلانِيُّ مُحَدِّثٌ ماتَ سنة 451 . والمُشَكَّلُ كمَعَظَّمٍ : صاحبُ الهَيْئَةِ والشَّكْلِ الحَسَنِ . وعبدُ الرحمنِ بن أبي حَمَّادٍ شُكَيْلٌ كزُبَيْرٍ المُقْرِئ : شيخٌ لعُثْمانَ بنِ أبِي شَيْبَةَ . وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ الشُّكَيْلِ اليَمَنِيُّ ماتَ سنة 654 . مَسْكَنُهُم بَيْتُ حُجْرٍ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ بِوَادِي سُرْدُدٍ مِنَ اليَمَنِ . وأبو شُكَيْلٍ كزُبَيْرٍ : إبراهيمُ بنُ عَليِّ بنِ سالمٍ الخَزْرَجِيُّ ماتَ بتَرِيمَ سنة 661
ق ر ب قَرُبَ الشَّيءُ منه كَكَرُمَ وقَرِبَهُ كسَمِعَ وقَرِبَ كَنصَرَ وظاهرُ كلام المُصَنِّف على ما يأْتي أَنَّهما مُتَرَادِفَانِ وقد فَرَّق بينَهُمَا أَهل الأُصولِ قالوا : إِذا قيلَ : لا َتَقْرَبْ كذا بفَتْح الراءِ فمعناه : لا تَلْتبِسْ بالفِعْل ؛ وإِذا كان بضَمِّ الرّاءِ كان معناه : لا تَدْنُ . قال شيخنا : وقد نَصَّ عليه أَربابُ الأَفْعَال . قُرْباً وقُرْباناً بضَمِّهِمَا وقرِْباناً بالكسر أَي دَنا فهو قَرِيبٌ للواحدِ والاثْنينِ والجَمْعِ
وقوله تعالَى : " وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فلا فَوْتَ وأُخِذوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ " جاءَ في التَّفْسِير : أُخِذوا من تحتِ أََقدامِهم . وقوله تعالَى : " ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ " ذكَّر قريباً ؛ لأَنَّ تأْنيثَ السّاعةِ غيرُ حقيقيٍّ . وقد يجوز أَنْ يُذَكَّرَ لأَِنَّ السّاَعَةَ في معنَى البَعْثِ وقولهُ تعالَى : " واسْتَمعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ " أَي : يُنَادي بالحشر من مكانٍ قريبٍ وهي الصَّخْرَة الَّتِي في بيتِ المَقْدِسِ ويقال إِنّهَا في وَسَطِ الأَرضِ . وقولهُ تَعَالَى : " إِنَّ رَحْمَةَ اللِه قَرِيبٌ منَ الُمحْسِنِينَ " ولم يَقلْ : " قَرِيبَةٌ " لأَنّهّ أَرادَ بالرَّحمة الإِحْسَانَ ولأِن مالا يكون تأْنيثهُ حقيقياًّ جاز تذكيرُهُ وقال الزَّجَّاج : إِنَّما قِيلَ " قَرِيبٌ من المحسنين " لأَنَّ الرَّحْمَةَ والغفْرَانَ والعَفْوَ في معنًى واحِد وكذلك كلُّ تأْنيثٍ ليس بحقيقيٍّ . قال وقال الأَخْفَشِ : جائزٌ أَنْ تكونَ الرَّحْمَة هنا بمعنَى المَطَر . قال : وقال بعضهم : هذا ذُكِّرَ للفَصْل بينَ القريب من القُرْبِ والقريبِ من القَرَابَةِ قال : وهذا غَلَطٌ ؛ كلُّ مَا قَرُبَ في مكان أَو نَسَب فهو جارٍ على ما يُصيبُهُ من التَّذكِير والتأْنِيث
قال الفَرّاءُ إِذا كان القريبُ في معنَى المَسَافة يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث وإِذا كان في معنى النَّسَب يُؤَنَّث بلا اختلاف بينَهُمْ تقول : هذهِ المَرأَة قَرِيبَتي أي : ذات قرابتي
قال ابْن بَرِّىّ : ذَكَرَ الفرّاءُ أَنّ العَربَ تُفَرِّق بينَ القريب من النَّسَبِ والقَريبِ من المكانِ فيقولونَ : هذهِ قريبتي من النَّسَب وهذهِ قريبي من المَكَانِ ؛ ويشهَدُ بصِحَّة قوله قول امْرِئِ القَيْسِ :
" لَهُ الوَيْلُ إِنْ أَمْسَي ولا أُمُّ هاِشمٍقَرِيبُ ولا البَسْبَاسَةُ ابْنَة يَشْكُرَا فَذكَّرَ قَرِيباً وهو خبرُ عن أُمِّ هاِشمٍ فعلى هذا يجوز قريبُ منِّي يُرِيد قرْبَ المَكَانِ وقَرِيبَةُ مِنِّي يريد قُرْبَ النَّسَبِ
ويقال : إِنَّ فَعِيلاً وقد يُحْمَل على فَعُولٍ لأَنَّهُ بمعناهُ مثل : رَحِيم ورَحُوم ؛ وفَعُولُ لا تدخله الهَاءُ نحو : امْرَأَةُ صَبُورُ فلذلك قالوا : رِيحُ خَريقُ وكَتِيبَةُ خَصِيفُ وفلانَةُ منِّي قريبُ . وقد قيلَ : إِنَّ قَرِيباً أَصله في هذا أَنْ يكونَ صِفَةً لِمَكان كقولك : هِي منّي قريباً أَيْ مكاناً قَرِيباً ثمَّ اتُّسِعَ في الظَّرْفِ فرُفِعَ وجُعِلَ خَبَراً . وفي التَّهْذِيب : والقَرِيبُ نَقِيض البَعِيدِ يكون تحوِيلاً فيستوِي في الذَّكَر ِوالأُنْثَى والفَرْدِ والجميعِ كقولك : هو قريبُ وهي قريبُ وهمْ قريبُ وهُنَّ قريبُ . وعن ابن السِّكِّيتِ تقول العَرَبُ : هو قريبُ منِّي وهُمَا قريبُ منِّي وهُمْ قريبُ منِّي وكذلك المؤنَّث : هي قريبُ منِّي وهي بَعِيدُ منِّي وهُمَا بعيدُ وهُنَّ بعيدُ مِنِّي وقَرِيبُ فتوَحِّدُ قريباً وتذَكِّرُه ؛ لَأنّهَُ وإِنْ كان مرفوعاً فإِنَّه في تأْوِيلِ : هو في مكانٍ قريبٍ منِّي . وقال اللهُ تَعَالَى : " إنَّ رَحْمَةَ الِله قَرِيبُ منَ المُحْسِنِينَ "
وقد يَجُوز " قَرِيبةُ وبعيدة " بالهاءِ تَنْبِيهاً على : قَرُبَتْ وبَعُدَتْ فمَنْ أَنَّثها في المؤنَّث ثَنَّى وجَمَع ؛ وأَنشدَ :
لَيَالِيَ ولا عَفْرَاءُ مِنْكَ بَعِيدَةُ ... فَتَسْلَي ولا عَفْرَاءُ مِنْكَ قَرِيبُ هذا كلّه كلام ابنِ مَنْظورٍ فِي لسانِ العرب والأَزهريِّ في التَّهْذِيبِ وقد نقله شيخنا برُمَّته عنه كما نقلتوفي المِصْبَاح : قالَ أَبو عَمْرِو بْن العَلاءِ : القَرِيبُ في اللُّغَةِ له معنيانِ أَحَدُهُما : قريبُ قرْبَ مكانٍ يستوي فيه المُذَكَّر والمُؤَنَّث يقال : زَيْدُ قريبُ منكَ وهندُ قريبُ منكَ ؛ ِلأَنَّه من قُرْبِ المكانِ والمسافةِ فكأَنَّه قيل : هِنْدُ مَوْضِعُهَا قَرِيبُ ؛ ومنه " إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبُ مِن المُحْسِنٍينَ " والثّاني : قريبُ قُرْبَ قَرَابةٍ فيُطابِق فيُقال : هنْدُ قريبةُ وهما قريبتانِ . وقال الخليل : القَرِيبُ والبَعِيدُ يستوي فيهما المُذكَّرُ والمُؤَنَّث والجَمع . وقال ابْن الأَنباريّ فِي قوله تعالَى : " إِنَّ رَحْمَة اللهِ قَرِيبُ " : لا يجوز حَمْل التَّذكيرِ على معنى أَنَّ فَضْلَ اللهِ ؛ لأَنَّه صَرْفُ اللفظِ عن ظاهِره بَلْ لأَنَّ اللَّفْظَ وُضِعَ للتَّذْكِيرِ والتَّوحيدِ . وحَمَلَهُ الأَخْفَشُ على التأْويل . انتهى
قلْت : وقد سبَقَ عن اللّسَان آنفاً ومثلُهُ في حواشي الصِّحِاح والمُشْكل ِلابْنِ قُتَيْبَةَ
يُقَال : ما بينَهما مَقْربَةُ المَقْربَة مُثَلَّثَة الرَّاءِ والقُرْبُ والقُرْبَةُ والقُرُبَةُ بضَمِّ الرّاءِ والقُرْبَى بضمِّهِنَّ : الْقَرَابَة
وتقول : هو قَرِيبِي وذو قَرابَتِي ولاَ تَقُلْ : قَرَابَتِي ونسبه الجوهريّ إِلى العامَّةِ ووافَقَه الأَكثرونَ ومثله في دُرَّةِ الغَوّاصِ للحَرِيريّ
قال شيخنا : وهذا الّذي أَنكره جَوَّزهُ الزَّمَخْشَرِيُّ على أَنَّه مجازُ أَي على حذفِ مضافٍ ومثله جارٍ كثيرُ مسموعُ . وصَرَّح غيرُه بأَنَّهُ صحيحُ فَصيحُ نظماً ونثراً ووقع في كلام النُّبُوَّةِ : " هَلْ بَقِيَ أَحدُ من قَرَابَتِهَا " قال في النِّهَاية : أي أَقاربِها سُمُّوا بالمصدر وهو مُطَّرِدُ . وصَرَّح في التّسهيل بأَنَّه اسمُ جَمْعٍ لقَرِيبٍ كما قيل في الصَّحَابَة إِنَّه جمعُ لصاحِب . انتهى
وفي لسان العرب : وقوله تعالى : " قلْ لا أَسْأَلُكْم عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ في القُرْبَي " أَي : إِلاَّ أَنْ تَوَدُّونِي في قرابَتِي منكم . ويُقَال : فلانُ ذو قَرابَتِي وذو قَرَابَةٍ منِّي وذو مَقْرَبَةٍ وذو قُرْبَي منّي قال الله تعالَى : " يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ " قال : ومنهم مَنْ يُجِيز فلانُ قَرابَتِي والأَوّل أَكثرُ . وفي حديث عُمَرَ : " إِلاّ حامَي على قَرابَته " أَي : أَقارِبه سُمُّوا بالمصدر كالصَّحابة . وفي التَّهذِيب : القَرَابَة والقُرْبَى : الدُّنُوُّ في النَّسَبِ والقُرْبَى في الرَّحِمِ وهو في الأَصل مصدرُ وفي التَّنْزِيلِ العَزيزِ : " والجَارِ ذِي القُرْبَى " وأَقْرِباؤُكَ وأَقارِبُكَ وأَقْرَبُوك : عَشِيرَتكَُ الأَدْنَونَ وفي التَّنْزِيلِ : " وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ " وجاءَ في التّفْسير : أَنَّه لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية صَعِدَ الصَّفَا ونادَى الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ فَخِذاً فَخِذاً : " يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ يا بني هاشِمٍ يا بني عبدِ مَنَافٍ يا عبّاسُ يا صَفِيَّة إِنّي لا أََمْلِك لكم من اللهِ شيئاً سَلُونِي من مالي ما شِئتُمْ " هذا عن الزجَاج
والقَرْبُ أَي بالفَتْح : إِدخال السَّيْفِ أَو السِكِّينِ في القِرابِ والقِرَابُ : اسمُ لِلغِمْدِ وجمعُهُ قُرُبُ ؛ أَوْ لِجَفْنِ الغِمدِ
والّذي في الصَّحِاح : قِرابُ السيْفِ : جفْنهُ وهو : وِعَاءُ يكون فيه السَّيْف بغِمْدهِ وحِمَالَتِه وقال الأَزْهَريُّ : قِرابُ السَّيف : شِبْهُ جِرابٍ من أَدَمٍ يَضَعُ الرّاكبُ فيه سيفَهُ بجَفْنِه وسَوْطَهُ وعَصاهُ وأَدَاتَهُ . وفي كتابه لوائلِ بْنِ حُجْرٍ " لكلِّ عَشَرَةٍ من السَّرَايا ما يَحمل القِرابُ من التَّمْر " قال ابْن الأَثيرِ : هو شِبْهُ الجِراب يَطْرَح فيه الراكبُ سَيْفَه بغِمده وسَوْطَهُ ؛ وقد يطرح فيه زادَهُ من تَمْرٍ وغيرِه . قال ابن الأَثيرِ : قال الخَطَّابيُّ : الرِّواية بالبَاءِ هكذا قال ولا موضعَ له هُنَا قال : وأُرَاهُ " القِرَافَ " جمع قَرْفٍ وهي أَوْعِيَةُ من جُلودٍ يُحْمَل فيها الزَّادُ للسَّفَر ويُجْمَع على " قُرُوفٍ " أَيضاً كذا في لسان العرب . قلت : وهكذا في استدراك الغلط لأَبي عُبَيْدٍ القاسمِ بْنِ سَلاّمٍ وأَنْشَدَ :وذُبْيَانِيَّةٍ وَصَّتْ بَنِيها ... بِأَن كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوفُ كاُلإِقْراب أَو الإِقْرَاب : اتِّخَاذُ القِرَابِ للسَّيْفِ والسِّكِّين يقال : قَرَبَ قِراباً وأَقْرَبَهُ : عَمِلَهُ وأَقْرَبَ السَّيْفَ والسِّكِّينَ : عَمِلَ لها قِراباً
وَقَرَبَهُ : أًدْخَلَه في القِرَاِبِ . وقيلَ : قَرَبَ السَّيْفَ : جَعَلَ له قِرَاباً وأَقْرَبَهُ : أَدْخَلَهُ في قِرَابه
والقُرْبُ : إِطْعَام الضَّيفِ الأَقْرَابَ أَي : الخَواصِرَ كما يأْتي بَيانهُ
والقُرْبُ بالضَّمِّ على الأَصْل يقال بِضَمَّتَيْنِ على الأَتْباعِ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ : الخَاصِرَة ؛ قال الشَّمَرْدَلُ يَصِفُ فَرَساً :
لاحِقُ القُرْبِ والأَياطِلِ نَهْدُ ... مُشْرِفُ الخَلْقِِ في مَطاهُ تَمَامُ أَو القُرْبُ والقُرْبُ : من لَدُنِ الشّاكِلَةِ إِلى مَرَاقِّ البَطْنِ وكذلك لَدُنِ الرُّفْغِ إِلى الإِبْطِ قُرُبُ من كلِّ جانِبٍ ج الأَقْرَابُ
وفي التّهْذِيب : فَرَسُ لاَ حِقُ الأَقراب يَجمعونَهُ وإِنَّمَا له قُرُبانِ لِسَعَتِه كما يقال : شاةُ ضَخْمَةُ الخَواصرِ وإِنَّما لها خاصِرَتانِ . واستعاره بعضُهم للنّاقة فقال :
حَتَّى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لاحِقٍِ لازِقِ الأَقْرَابِ فانْشَمَلا أَراد : حتّى دَلَّ فوضع الآتَي مَوْضِعَ الماضي . قال أَبو ذُؤَيبٍ يَصِفُ الحِمَارَ والأُتُنَ :
فَبَدَا لَهُ أَقْرَابُ هذا رائغاً ... عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنَانَةِ يُرْجِعُ وفي قصيدة كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ :
يَمْشِي القُرَادُ عليها ثمَّ يُزْلقُهُ ... عنها لَبَانُ وأَقْرَابُ زَهالِيلُ اللَّبَانُ : الصَّدْرُ والأَقْرابُ : الخَوَاصرُ والزَّهَاليلُ : المُلْسُ وقَرِب الرجُلُ كَفَرِح : اشْتَكاهُ أَي : وَجَعَ الخاصرِة كقَرَّب تَقْرِيباً
وقُرْبُ كقُفْلٍ : ع
وقال الأَصْمَعِيُّ : قلت لأَعْرَابّي : ما القَرَبُ ؟ أَي بالتَّحْرِيكِ ؟ فقال : هو سَيْرُ اللَّيْلِ لِوِرْدِ الغَدِ كالقِرَابَةِ أَي بالكَسْر وقد قَرَبَ الإِبِلَ كنَصَرَ هكذا في النُّسَخ والَّذِي عندَ ثعلبٍ : وقد قَرِبَت الإِبِلُ تَقْرَبُ قُرْباً . وقَرَبْتُ أَقْرُبُ قِرَابَةٍ مثل : كَتَبْتُ أَكتُبُ كِتَابَةً وأَقْرَبْتهَا أَي : إِذا سِرْتَ إِلى الماءِ وبينَكِ وبينَهُ ليلَةُ
والقَرَبُ : البِئرُ القَرِيبَةُ الماءِ فإِذا كانت بعيدةَ الماءِ فهي النَّجاءُ ؛ وأَنشدَ :
يَنْهضْنَ بالقَوْمِ عَلَيهِنَّ الصُّلُبْ ... مُوَكَّلاَتُ بالنَّجَاءِ والقَرَبْ يعني الدِّلاءَ
والقَربُ : طَلَبُ الماءِ لَيْلاً أَو أَنْ لا يَكونَ بَيْنَكَ وبَيْنَ الماءِ إِلاَّ لَيْلَةُ أَو إِذا كانَ بَيْنَكمَا يَوْمَانِ فأَوّل يومٍ تَطْلُبُ فيهِ الماءَ : القَرَبُ والثّاني : الطَّلَقُ قاله ثعلبٌ
وفي قول الأَصمعيّ عن الأَعرابِّي : وقُلتُ : ما الطَّلَقُ ؟ فقال : سَيْرُ اللَّيْلِ لِوِرْدِ الغِبِّ . يُقَال : قَرَبُ بَصْبَاصُ وذلك أَنَّ القَوْمَ يَسيرون بالإِبلِ نَحْوَ الماءِ فإِذا بَقِيَتْ بينَهُم وبينَ الماءِ عَشِيَّةُ عَجَّلوا نَحْوَهُ فتلك اللَّيْلَةُ ليلةُ القَرَبِ . قلْتُ : وفي الفَصِيح : وقَرَبْتُ الماءَ أَقْرُبُه قَرَباً ؛ والقَرَبُ : اللَّيْلَةُ الَّتِي تَرِدُ في صَبِيحَتِهَا الماءَ
قال الخَلِيلُ : والقَارِبُ : طالبُ الماءِ ليلاً ولا يُقَال ذلك لِطَالبِ الماءِ نَهاراً . وفي التَّهْذِيب : القَارِبُ الَّذي : يَطلبُ الماءَ ولَمْ يُعَيِّنْ وَقْتاً . وعن اللَّيْثِ : القَرَبُ أَنْ يَرْعَى القَوْمُ بيْنَهُمْ وبين المَوْرِد وفي ذلك يَسيرُون بعضَ السَّيْرِ حتّى إِذا كان بينهم وبينَ الماءِ ليلةُ أَو عَشِيَّةُ عَجَّلوا فَقَرَبُوا يَقْرُبُونَ قُرْباً ؛ وقد أَقْرَبُوا إِبِلَهُم . َ قال : والحِمارُ القَارِبُ الَّذي يَقْرَبُ القَرَبَ أَي : يُعجِّل ليلَةَ الوُرُود
وعن الأَصْمَعِيّ : إِذَا خَلَّى الرَّاعِي وُجُوهَ إِبِلِه إِلى الماءِ وتَرَكَهَا في ذلك تَرْعَى لَيلَتَئذٍ فهي ليلة الطَّلَقِ فإِنْ كان ليلة الثّانية فهي لَيْلَة القَرَبِ وهو السَّوْق الشَّدِيدُوقال أَيضاً إِذا كانَتْ إِبلهم طَوَالِقَ قيلَ : أَطْلَقَ القوم فهم مُطْلِقونَ وإِذا كانَتْ إِبِلهُمْ قوارِبَ قَالوا : أَقْرَبَ القَوْمُ فهم قَارِبُون ولا يُقَال : مُقْرِبُونَ . قال : وهذا الحَرفُ شاذُ
وقال أَبو عَمْرو : القَرَبُ في ثلاثةِ أَيّامٍ أَو أَكثَرَ . وأَقْرَبَ القَوْمُ فهم قارِبُونَ على غير قياسٍ : إِذا كانت إِبِلُهُمْ مُتَقَارِبَةً
وقد يُستعملُ القَرَبُ في الطَّيْرِ ؛ أَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ لِخَليج :
قد قُلْتُ يوماً والرِّكَابُ كَأَنَّها ... قَوَارِبُ طَيْرٍ حانَ منها وُرُودُهَا وهُوَ يَقرُبُ حاجَتَهُ أَي : يَطْلُبُهَا وأَصلُهَا من ذلك . وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ : إِنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي في اليَوْمِ مِرَاراً يَسْأَلُ بعضُنا بعضاً وإِنْ نَقْرُبُ بذلكَ إلاَّ أَنْ نَحْمَدَ اللهَ تعالى " قال الأَزهريّ : أَي ما نطلُبُ بذلك إلاَّ حمْدَ اللهِ تعالى . قال الخَطّابُّي : نَقْرُبُ أَي : نَطلبُ الأَصل فيه طَلَبُ الماءِ ومنه : ليلةُ القَرَبِ ثم اتُّسِعَ فيه فقيلَ فيه : فلانُ يَقْرُبُ حاجَتَهُ أَي : يَطْلُبها ؛ فإِنْ الأُولَى هي المخفَّفة من الثَّقِيلة والثانية " نافيَةُ "
وفي الحديث قال لَهُ رَجُلُ : " مَالي قَارِبُ ولا هارِبُ " أَي : مالَهُ وَارِدُ يَرِدُ الماءَ ولا صادِرُ يَصْدُرُ عنه . وفي حديث عليٍّ كرَّم اللهُ وَجهَهُ : " وما كنتُ إلاّ كقَارِبٍ وَرَدَ وطالبٍ وَجَدَ " كذا في لسان العرب . والقُرْبَانُ بالضَمِّ ؛ ما يُتَقَرَّبُ به إِلى اللهِ تعالَى شَأْنُهُ تقولُ منهُ : قَرَّبْتُ إِلى اللهِ قُرْبَاناً وقال اللَّيْتُ : القُرْبانُ : ما قَرَّبْتَ إِلى اللهِ تعالَى تبتغي بذلك قُرْبَةً ووَسِيلةً ؛ وفي الحديث " صِفَةُ هذِه الأُمَّةِ في التَّوْرَاةِ : قُرْبَانُهُمْ دِمَاؤُهم " أَي : يتقرَّبُون إِلى الله بإِراقةِ دِماءهم في الجِهاد . وكان قُربانُ الأُمم السّالفةِ ذَبْحَ البَقَر والغَنَم والإِبِلِ . وفي الحديث : " الصَّلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقىٍّ أَي " أَنَّ " الأَتقياءَ من النّاسِ يتقرَّبُونَ بِهَا إِلى اللهِ تعالَى أَي : يطلُبُونَ القُرْبَ منه بها . والقُرْبانُ : جَلِيسُ المَلِكِ الخَاصُّ أَي : المُخْتَصُّ به . وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ وابْنِ سِيدَهْ : جليسُ المَلكِ وخاصَّتُه لقُرْبه منه وهو واحِد القَرَابِين تقول : فُلانُ من قُرْبان المَلكِ ومن بُعْدانِه . وقَرَابِينُ الملكِ : وزراؤُهُ وجُلساؤُهُ وخاصَّتُهُ ويُفْتَحُ وقد أَنْكره جماعةُ . وقَرَّبَه ِللهِ : تَقَرَّبَ به إِلَى اللهِ تعالَى تَقَرُّباً وتِقِراباً بكَسْرَتَيْنِ معَ التَّشْدِيدِ أَي : طَلَبَ القُرْبَةَ والوَسيلةَ به عِنْدَهُ . ج قَرابِينُ . وقَرَابِينُ أَيضاً : وَادٍ بنَجْدٍ وقُرْبَةُ بالضَّمّ : وَادٍ آخَرُ . واقْتَرَبَ الوَعْدُ : أَي تَقَارَبَ والتَّقَارُبُ : ضِدّ التَّبَاعُدِ . ونقل شيخُنَا عن ابْنِ عَرَفَةَ : أَنَّ اقْتَرَبَ أَخَصُّ منْ قَرُبَ فإِنَّه يَدُلُّ على المُبَالغة في القُرْبِ . قلتُ : ولَعَلَّ وَجْهَهُ أَنّ افتعل يدُلُّ على اعتمالٍ ومَشَقَّةٍ في تحصيلِ الفِعْل فهو أَخَصُّ مِمَّا يدُلُّ على القُرْبِ بلا قَيْدٍ كما قالُوه في نظائره انتهى
ومن المجاز : شَيْءُ مُقَارَبُ بالكَسْرِ أَي : بكسر الرّاءِ على صِيغة اسم الفاعل : أَي وَسَطُ بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّدِئِ ولا تَقُلْ : مُقَارَبُ بالفتح . وكذلك إِذا كان رَخيصاً كذا في الصّحاح
ويقال أَيضاً : رَجُلُ مُقَارِبُ ومَتَاعُ مُقَارِبُ أَوْ أَنّه : دَيْنُ مُقَارَبُ بالكَسْرِ ؛ ومَتَاعٌ مُقَارَبٌ بالفتح ومعناه أَي ليس بنفيس . قال شيخُنا : و منه أَخذ المُحَدِّثُونَ في أَبواب التَّعدِيل والتَّجرِيح : فلانُ مقارَبُ الحديثِ فإِنّهم ضبطوه بكسر الرّاءِ وفتحها كما نقله القاضي أَبُو بكر ابْنُ العَرَبيّ في شرح التِّرْمِذِيّ وذكره شُرَّاحُ أَلفيَّةِ الِعراقيّ وغيرُهُمْ
وَأَقْرَبَتِ الحَاملُ : قَرُبَ وِلاَدُهَا فهِيَ مُقْرِبٌ كمُحْسِن و ج مَقَارِيبُ كأَنهم تَوَهَّمُوا واحدها على هذا مِقْرَاباً وكذلك الفَرَسُ والشّاةُ ولا يقالُ للنَّاقَةِ إِلا أَدْنَتْ فهي مُدْنٍ . قالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَراًّ تَرْثِيهِ بعدَ موتِه :" وابْنَاهُ وابْنَ اللَّيْلْ
" لَيْسَ بزُمَّيْلْ
" شَرُوب لِلْقَيْلْ
" يَضْرِبُ بالذَّيْل
" كمُقْرَبِ الخَيْلْ لأَنَّهَا تَضْرَحُ منْ دنا منها ويُرْوَى : كمُقْرِبِ الخَيْل بفتح الرّاءِ وهو المُكْرَمُ . وعن اللَّيثْ : أَقْرَبَتِ الشَّاةُ والأَتانُ فهي مُقْرِبٌ ولا يُقَالُ للنَّاقة
وعن العَدَبَّسِ الكِنانِيّ : جمعُ المُقْرِب من الشّاءِ مَقارِيبُ وكذلك هي مُحْدِثٌ وجمعُهُ مَحَادِيثُ
وأَقْرَبَ المُهْرُ والفَصِيلُ وغيرُهُ : إذا دَنَا لِلإِثْناءِ أَوْ غيرِ ذلكَ من الاسْنَان . يُقَالُ : افْعَلْ ذلكَ بِقَرابٍ كسَحابٍ أَي بِقُرْبٍ . هكذا في نُسَخ القاموس ضُبِطَ كَسحاب . وفي الصِحَّاح : وفي المَثَل : إِنَّ الفِرارَ بِقرَابٍ أَكْيَسُ " قال ابْنُ بَرِّيّ : هذا المَثَلُ ذكره الجَوْهَرِيُّ بعدَ قِرَابِ السَّيْفِ على ما تراهُ وكان صوابُ الكلام أَنْ يقولَ قَبْلَ المَثَل : والقِرابُ : القُرْبُ ويَسْتَشْهِدَ بِالمَثَلِ عليه . والمَثَلُ لجابِرِ ابنِ عَمْرٍو المُزَنِيّ ؛ وذلكَ أَنَّهُ كان يسيرُ في طريقٍ فرأَى أَثر رجُلَيْنِ وكان قائفاً فقالَ : أَثرُ رجُلَيْنِ شديدٍ كَلَبُهما عَزيزٍ سَلَبُهما ؛ والفِرارُ بِقرَاب أَكْيَسُ . أَي بحيثُ يُطْمَعُ في السّلامة مِن قُرْب ومنهم يَرْويهِ " بقُرابٍ " بضمِ القاف . وفي التَّهذيب : الفِرار قبلَ أَنْ يُحاطُ بكَ أَكْيَسُ لك
قلتُ : فظهر أَنّ القِرَابَ بمعنى القُرْب يُثَلَّثُ ولم يتعرَّضْ له شيخُنا على عادته في ترك كثير من عبارات المَتْن
وقِرَابُ الشَّيءِ بالكَسْرِ وقُرَابُهُ وقُرَابَتُه بضمِّهِمَا : ما قارَبَ قَدْرَهُ وفي الحديث : إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرابِ الأَرْضِ خَطِيئةً " أَي : بما يُقَارِبُ مِلأَهَا وهو مصدرُ قَارَبَ يُقَارِبُ . والقِرابُ : مُقَارَبَةُ الأَمْرِ قال عُوَيْفُ القَوَافِي يَصِفُ نُوقاً :
هُو ابنُ مُنَضَّجَاتٍ كُنَّ قِدْماً ... يَزِدْنَ على العَديدِ قِرَابَ شَهْرٍ وهذا البيتُ أَوردَهُ الجَوْهَرِيُّ : " يَرِدْنَ على الغَدِيرِ " قالَ ابْنُ بَرِّيّ : صَوابُ إِنشاده " يَزِدْنَ على العَدِيد " من معنى الزِّيادة على العِدَّة لا من معنى الوُرُود على الغدير . والمُنَضِّجَة : الَّتِي تأَخَّرتْ وِلادتُها عن حين الوِلادِة شهراً وهو أَقوَى للوَلَدِ
قال الجَوْهَريُّ : والقرابُ : إِذا قَارَبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ الدَّلْوُ : قال : العَنْبَرُ بنُ تَمِيمٍ وكان مُجَاوِراً في بَهْراءَ :
قَدْ رابَنِي مِنْ دَلْوِىَ اضْطرابُهَا ... والنَّأْيُ مِنْ بَهْراءَ واغْتِرَابُها
" إِلاَّ تَجِيءْ مَلأَى يَجِئْ قِرَابُها ذُكِرَ أَنَّهُ لمّا تَزَوَّج عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ أُمَّ خَارِجَةَ نقلها إلى بلدِه ؛ وزعم الرُّوَاةُ أَنَهَا جَاءَت بالعَنْبَرِ معها صغِيرا فأَوْلَدَها عَمْرُو بْنُ تَميمٍ أُسَيْداً والهُجَيْمَ والقُلَيْبَ فخَرَجُوا ذاتَ يومٍ يستقون فقَلَّ عليهِمُ الماءُ فأَنْزَلُوا مائحاً من تَمِيم فَجعل المائحُ يملأُ دَلْوُ الهُجَيْمِ وأُسَيْدٍ القُلَيْبِ فإِذا وَرَدَتْ دَلْوَ العَنْبَرِ تَرَكَها تَضطربُ فقالَ العَنْبَرُ هذه الأَبياتَ : وقالَ اللَّيْثُ : الِقُرابُ : مُقَارَبَةُ الشَّيءِ تقول : معه أَلفُ دِرْهَمٍ أَو قُرَابُهُ ومَعَهُ مَلءُ قَدَحٍ ماءً أَو قُرَابُهُ وتقول : أَتَيته قُرَابَ العِشاءِ وقُرابَ اللَّيْلِ
وإِناءٌ قَرْبانُ كَسَحْبَان وتُبَدلُ قافُه كافاً . وَصَحْفَةٌ وفي بعض دوواين اللُّغَةِ : جُمْجُمَةٌ قَرْبَى : إِذا قَارَبَا الامتِلاءِ وقد أَقْرَبَهُ وفيهِ قَرَبَهُ مُحَرَّكَةً وقِرَابُهُ بالكسر . قال سِيبَوَيْهِ : الفِعْلُ من قَرْبانَ : قَارَبَ قال : ولم يَقُولُوا " قَرُبَ " استِغْنَاءً بذلك
وأَقْرَبْتُ القَدَحَ من قولهم : قَدَحٌ قَرْبَانُ إِذا قارَبَ أَنْ يَمْتَلِئَ وقَدَحَانِ قَرْبانانُ والجمع قِرَاب مثلُ عَجْلانَ وعِجال . تقولُ : هذا قَدَحٌ قَرْبانُ ماءً وهو الَّذي قد قارَبَ الامْتلاءَ . ويقال : لَوْ أَنَّ لي قُرَابَ هذا ذَهَباً أي ما يُقَارِبُ مِلأَهُ كذا في لسان العربوالمُقْرَبَةُ بضمِّ المِيم وفتح الرّاءِ : الفَرَسُ الَّتِي تُدْنَى وتُقْرَبُ وتُكْرَمُ ولا تُتْرَكُ أَنْ تَرُودَ قاله ابْنُ سيدَهْ . هو مُقْرَبٌ أَو إِنَّمَا يُفْعَلُ ذلك بالإنَاثِ لِئلاَّ يَقْرَعهَا فَحْلٌ لَئيمٌ نقل ذلك عن ابْنِ دُرَيَدٍ . وقال الأَحْمَرُ : الخيلُ المقربة : الَّتِي تكون قريبةً مُعَدَّةً . وعن شَمِر : المُقْرَباتُ من الخيْل الَّتِي ضُمِّرَتْ لِلرُّكُوبِ . وفي الرَّوْضِ الأَنُفِ : المُقْرَباتُ من الخيْل : العِتاقُ الَّتِي لا تُحْبَسُ في المَرْعَى ولكن تُحْبَسُ قُرْبَ البُيُوتِ مُعَدَّةً لِلْعدُوّ . قال أَبو سعيدٍ : المُقْرَبَةُ من الإبل : الَّتِي عليها رِحالٌ مُقْرَبَةٌ بالأَدَمِ وهي مَراكبُ المُلوكِ ؛ قال : وأُنْكِرَ هذا التّفْسِيرُ . وفي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه " ما هذِه الإِبِلُ المُقْرِبَةُ ؟ " قال : هكذا رُوِىَ بكسر الرّاءِ وقيل : هي بالفَتح وهي الَّتِي حُزِمَتْ للرُّكُوبِ وأَصلُهُ من القِرابِ . والمُتَقَارِبُ في العَرُوضِ : فُعُولُنْ ثَمَانَ مَرَّاتٍ وفَعُولنْ فَعولنْ فَعَلْ مَرَّتَيْنِ سُمِّي به لِقُرْبِ أَوْتَادِهِ من أَسْبَابِه وذلك لأَنَّ كُلَّ أَجْزَائِهِ مَبْنِيٌّ على وَتَدٍ وسَبَبٍ وهو الخامِسَ عَشَرَ من الْبُحُور وقد أَنكر شيخُنَا على المصنِّف في ذكره في كتابه مع أَنّه تابَعَ فيه مَنْ تقدَّم من أَئمّة اللُّغَةِ كابْنِ مَنْظُور وابْنِ سِيدَهْ خصوصاً وقد سمى كتَابَهُ " البَحْرَ المُحِيطَ " كما لا يَخْفَى على المُنْصِفِ ذي العقل البَسِيط . وقَاربَ الفَرَسُ الخَطْوَ : إِذا داناهُ قاله أَبو زَيْدٍ وقَارَبَ الَّشْيءَ : دانَاهُ عن ابْنِ سِيدَهْ . وتَقاربَ الشَّيْئانِ : تَدَانَيَا . والتَّقَرُّبُ : التَّدَنِّي إِلى شَيءٍ والتَّوَصُّلُ إِلى إِنسانٍ بقُرْبَةٍ أَو بِحَقٍّ . والإِقْرَابُ : الدُّنُوُّ . يُقَال : قَرَبَ فُلاَنٌ أَهلَهُ قُرْبَاناً إِذا غَشِيَهَا . والمُقَارَبَةُ والقِرَابُ : المُشَاغَرَة وهو رَفْعُ الرِّجْلِ لِلْجِماعِ . والقِرْبَةُ بالكُسْرِ : من الأَسْقِيَةِ . وقال ابْنُ سِيدَهْ : القِرْبَةُ : الوَطْبُ مِن اللَّبَنِ وقد تكونُ للماءِ أَوْ هي المخروزةُ من جانبٍ واحد . ج أَي في أَدْنَى العَدَد : قِرْباتُ بكسر فسكون وقِرِباتُ بكسرتينِ إِتْباعاً وقِرَبَاتُ بكسر ففتح . وفي الكثير : قِرَبُ كِعَنبٍ وكَذلِكَ جمع كُلّ ما كان على فِعْلَةٍ كفِقْرَةٍ وسِدْرَة ونَحْوِهِما لك أَن تفتَحَ العينَ وتَكسِرَ وتُسَكِّنَ . وأَبُو قِرْبَةَ : فَرَسُ عُبَيْدِ بْنِ أَزْهَرَ . وابْنُ أَبِي قِرْبَةَ : أَحْمَدُ بنُ عَلِىّ بْنِ الحُسَيْنِ العَجْلِيُّ ؛ وأَبو عَوْنٍ الحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ قال ابنُ القَرَّاب هكذا سَمَّي الواقِدِيُّ أَباهُ سِناناً وإِنَّما هو سُفْيانُ والأَوَّلُ تحريف من النّاسخ رَوَى عن مالِك بن ديِنارٍ وأَيُّوبَ وعنه ابنُهُ والمقدمّي . مات سنة 190 وأَحْمِدُ بنُ دَاوُودَ وأَبُو بَكْر بنُ أَبِي عَوْنٍ هو وَلَدُ الحَكَم بْنِ سِنانٍ واسْمُه عَوْن رَوَى عن أَبيه ؛ وعَبْدُ اللهِ بنُ أَيُّوبَ القِرْبِيُّون مُحَدِّثُونَ . والقَارِبُ : السَّفِينَةُ الصَّغِيرَةُ تكونُ مع أَصحَابِ السُّفُنِ الكِبَارِ البَحْريَّة كالجَنَائب لها تُستَخَفُّ لِحَوائجِهم والجمعُ القُوارِبُ وفي حديث الدَّجَّالِ : فجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينةِ واحدها قارِبٌ وجَمْعُه قَوَارِبُ قال ابنُ الأَثِيرِ : فَأَمَّا أَقْرُبٌ فغيرُ معروف في جمع قارِبٍ إلاَّ أَنْ يكونَ على غيرِ قياسٍ . وقيل : أَقْرُبُ السَّفِينةِ : أَدَانِيها أَي : ما قَارَبَ الأَرْضَ منها . وفي الأَساس : إِنّ القَارِبَ هو المُسَمَّى بالسُّنْبُوكِ . والقارِبُ : طالِبُ الماءِ هذا هو الأَصل . وقد أَطْلَقَهُ الأَزْهَرِيٌّ ولم يُعَيِّنْ له وقتاً وقيَّدَهُ الخَلِيلُ بقوله : لَيْلاً كما تقدَّمَ البحثُ فيه آنفاً . والقَرِيبُ أَي : كَأَميرٍ وضُبطَ في بعض الأُمَّهاتِ كسكِّيتٍ : السَّمكُ المَمْلُوحُ ما دامَ في طَراءَتِهِ . قَريبُ بْنُ ظَفَرٍ : رسولُ الكُوفِيِّينَ إِلى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضِيَ الله عنه
وقَرِيبٌ عَبْديٌّ أَي منسوب إلى عبدِ القَيْسِ مُحَدَّثٌوقُرَيْبٌ كزُبَيْرٍ : لَقَبُ والِدِ عبد المَلك الأَصْمَعيّ الباهِلِيّ الإِمامِ المشهور صاحبِ الأَقوالِ المَرْضِيَّةِ فِي النَّحْوِ واللُّغة وقد تقدّم ذكرُ مَوْلِدهِ ووفاته في المُقَدّمةِ . وقُرَيْبٌ : رَئِيسٌ للخَوارِج . ُقرَيْبُ بن يَعْقُوَب الكاتِبُ . وقَريبَةُ كَحَبِيبَة : بنْتُ زَيْدٍ الجُشَمَّيِة ذكرها ابْنُ حبيبٍ . وبنْتُ الحارِثِ هي الآتي ذكرُها قريباً فهو تَكْرارٌ : صَحَابيَّتانِ . وقَريبَةُ بِنتُ عبدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ وأُخْرَى غَيْرُ مَنْسُوبَةٍ : تابِعَّيتَانِ وقُرَيْبَةُ بالضَّمِّ : بنت محمّد بن أَبي بكر الصَّدِّيق نُسب إِليها أَبو الحَسن عليُّ بْنُ عاصِمِ بْنِ صُهَيْبٍ القُرَيْبِيّ مَوْلَى قُرَيْبَةَ واسِطيٌّ كثير الخطإِ عن محمّد بن سوقة وغيره مات سنة 251 . وابْنِ أَبِي قَريبَةَ بالفتح : مصريٌّ ثقةٌ عن عطاءٍ وابْنِ سِيرِينَ وعنه الحَمّادانِ . وقُرَيْبَةُ كجُهَيْنَةَ : بنتُ الحارِثِ العُتْوَارِيَّةُ لها هِجرةٌ ذكرها ابنُ مَنْدَهْ ويقالُ فيها : قُرَيْرَةُ قاله ابنُ فهد . وبِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتُ الصِّدِّيقِ تَزَوَّجها قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَاَدَةَ فلم تَلِدْ له . وبِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ابْنِ عبدِ اللهِ المَخْزُوميّةُ ذكرها الجماعةُ وقَدْ تُفْتَحُ هذِهِ الأَخِيرَة : صَحَابِيَّاتٌ . ولا يُعَرَّجُ على قَوْلِ الإِمامِ شمسِ الدِّينِ أَبي عبدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيّ وهو قوله في الميزان : لَمْ أَجِدْ بالضَّمِّ أَحَداً وقد وافقه الحافظ بْنُ حَجَرٍ تلميذُ المصنّف في كتابه لسان الميزان وغيره . قال سِيْبَوَيْهِ : تقولُ إِنَّ قُرْبَك زَيْداً ولا تقولُ : إِنَّ بُعْدَك زيداً ولا تقولُ : إِنَّ بُعْدَك زيداً لأَنَّ القُرْبَ أَشدُّ تَمَكُّناً في الظَّرْف من البٌعْد ؛ وكذلك إِنّ قَرِيباً منك زَيْداً وكذلك البعيدُ في الوجْهينِ . وقالوا : هو قُرَابَتُك القُرَابَةُ بالضَّمِّ : القَرِيبُ أي قَرِيبٌ منك في المكان . والقُرابُ : القَرِيب يقال ما هو بعالم ولا قُرابُ عالِمٍ ولا قُرَابَةُعالِمٍ ولا قَرِيبٌ من عالِمٍ . قولهم : مَا هُوَ بِشَبِيهِكَ ولا بِقُرَابَةٍ مِنْكِ بالضَّمِّ أَيْ بقَرِيبٍ من ذلك . في والتَّهذِيب عن الفَرَّاءِ : جاءَ في الخبر : " اتَّقُوا قُرَابَ المُؤْمِنِ وقُرَابَتَهُ ؛ فإِنَّهُ يَنْظُرُ بنُورِ الله " قُرَابَةُ المُؤمنِ وقُرَابُهُ بضمهما أَيْ فِرَاسَتُه وظَنُّه الَّذي هو قريبٌ من الِعلْم والَّتحَقُّقِ لِصدْقِ حَدْسه وإِصابته . وجاؤُوا قُرَابَي كفُرَادَي : مُتَقَارِبِينَ وقُرَابٌ كَغُرَابٍ : جَبَلٌ بالَيمَنِ . والقَوْرَبُ كجَوْرَبٍ : الماءُ لا يُطَاقُ كَثْرَةٍ . وذَاتُ قُرْبٍ بالضَّمِّ : ع لَه يَوْمٌ م أَيْ معروفٌ . قال ابْنُ الَأثِيرِ : وفي الحديث : " مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَة والمَقْرَبَةَ فعليه لَعْنَةُ الله " المَقْرَبُ والمَقْرَبَةُ : الطَّريقُ المُخْتَصَرُ وهو مَجازٌ . ومنه : خُذْ هذا المَقْرَبَةَ أَو هو : طريقٌ صغير يَنْفُذُ إلى طريقٍ كبير . قيل : هو من القَرَب وهو السَّيْرُ باللَّيْل ؛ وقيلَ : السَّيْرُ إِلى الماءِ . وفي التّهْذيب : في الحديث : " ثلاثٌ لَعِيناتٌ : رَجُلٌ غَوَّرَ الماءَ المَعِينَ المُنْتَابَ ورَجُلٌ غَوَّرَ طَرِيقَ المَقْرَبَةِ ورَجُلٌ تَغَوَّطَ تَحْتَ شَجَرَةٍ " قال أَبو عَمْرٍو : المَقْرَبَةُ : المَنْزِلُ وأَصلُهُ من القَرَبِ وهو السَّيْر ؛ قالَ الرّاعي :
" في كُلِّ مَقْرَبَةٍ يَدَعْنَ رَعِيلاَ وجمعُها مَقَارِبُ . وقال طُفَيْلٌ :
مُعَرَّقَةَ الأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُها ... تُثِيرُ القَطَا في مَنْهِلٍ بَعْدَ مَقرَبِ وقُرْبَى كَحُبْلَى : ماءٌ قُرْبَ تَبالَةَ كسَحابَة . وقُرْبَى : لَقَبُ بعضِ القُرَّاءِ . والقَرَّابُ كَشدّادِ : لِمَنْ يَعْمَلُ القِرِبَ وهو لَقَبُ أبي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيِّ المُقْرِىءِ ولقبُ جماعَةٍ من المُحَدِّثِينَ منهم عَطَاءُ بْنُ عبدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ثَعْلَبِ ابْنِ النُّعْمَانِ الدّارِميُّ الهَرَوِيُّ . من المَجَاز تقولُ العرب : تَقارَبَتْ إِبِلُهُ أَي : قَلَّتْ وأَدْبَرَتْ قال جَنْدَلٌ :غَرَّكِ أَنْ تَقارَبَتْ أَبَا عِرِي ... وأَنْ رَأَيْتِ الدَّهْرَ ذا الدَّوائِرِ وتَقَارَبَ الزَّرْعُ : إِذا دنا إِدْراكُه ومنه الحديثُ الصَّحيحُ المشهور : إِذا تَقَارَبَ وفي روايةٍ : اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ قال أَهْلُ الغَرِيب : المُرادُ آخِرُ الزَّمانِ وقال ابن الأَثير : أُراهُ اقْتِرابَ السّاعَةِ لأَنَّ الشَّيْءَ إِذا قَلَّ تقاصَرَتْ أَطْرَافُهُ . يقال للشَّيْءِ إِذا وَلَّي وأَدْبَرَ : تَقَارَبَ كما تَقدَّم ؛ أَو المُرادُ اعِتدالُ أَي : استِواءُ اللَّيْلِ والنَّهَار . ويزعُم العَابِرُونَ لِلرُّؤْيا أَنَّ أَصْدقَ الأَزمانِ لوُقُوعِ الِعبَارة بالْكسر وهو التّأويل والتّفسير الّذي يَظهَرُ لأَرْبَابِ الفِرَاسة وَقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ أَي : بُدُوِّها وَقْتُ إِدْراكِ الثِّمارِ وحينئذٍ يَستوِى اللَّيْلُ والنَّهَارُ ويَعتدلانِ أَو المُرَاد زَمَنُ خُرُوجِ الإِمامِ القائمِ الحُجَّةِ المَهْديّ عليه السَّلام حِينَ يتقارَبُ الزّمانُ حتّى تَكُونَ السَّنةَُ كالشَّهْرِ والشَّهْرُ كالجُمُعَةِ والجُمُعَةُ كاليَوْمِ كما ورد في الحديث أَراد : يَطِيبُ الزَّمانُ حتّى لا يُستطالَ و يُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه وأَيّامُ السرورِ والعافيةِ قَصِيرَةٌ . وقيل : هو كنايةٌ عن قِصَرِ الأَعْمَارِ . وقِلَّة الَبرَكَةِ . أَنشد شيخُنا أَبُو عبدِ الله الفاسِيُّ في حاشيته قال : أَنشد شيخُنا أَبو محمّدٍ المسناوِيُّ في خطبة كتابٍ أَلَّفَهُ لسلطان العَصْر مولاي إِسماعيل ابْنِ مولاي علي الشَّريف الحَسَنّي رحمه الله تعالَى :
وأَقَدْتَ من جُرْحِ الزَّمَانِ فكُذِّبَتْ ... أَقْوَالُهمْ : جُرْحُ الزَّمانِ جُبَارٌ
وأَطَلْتَ أَيَّامَ السُّرُورِ فلم يُصِبْ ... من قالَ : أَيَّامُ السُّرُورِ قِصارُ والَّتقْرِيبُ : ضَرْبٌ من العَدْوِ قاله الجَوْهَرِيُّ أَو هو : أَنْ يَرْفَعَ يَدَيهِ مَعاً ويَضَعَهُما مَعاً نقل ذلك عن الأَصْمَعِيّ وهو دُونَ الحُضْرِ كذا في الأَساس وفي حديث الهِجرة : " أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُها فرفَعْتُها تُقَرِّب بي " قَرَّب الفَرَسُ يُقَرِّب تَقْرِيباً : إِذا عَدَا عَدْواً دُونَ الإِسراعِ . وقال أَبو زيد إِذا رجَمَ الأَرْضَ رَجْماً فهو التَّقْرِيبُ ويقال : جَاءَنا يُقَرِّبُ به فَرسُهُ . والتَّقْرِيبُ في عَدْوِ الفَرَسِ ضَرْبانِ : الَّتقْرِيِب الأَدْنَى وهو الإِرْخاءُ والتَّقْرِيبُ الأَعْلَى وهو الثَّعْلَبِيّةُ . ونقل شيخُنا عن الآمِدِيّ في كتاب المُوَزانة له : التّقْريبُ من عَدْوِ الخيلِ معروفٌ : والخَبَبُ دُونَه قال : وليس التَّقْرِيبُ من وصْفِ الإِبِلِ وخَطَّأَ أَبا تَمّامٍ في جعله من وصْفِها قال : وقد يكونُ لأَجناسٍ من الحيوان ولا يكون للإِبل قال : وإِنَّا ما رأَينا بعيراً قطّ يُقَرِّبُ تقريبَ الفَرَسِ . ومن المجاز : التَّقْرِيبُ وهو أَنْ يَقُولَ : حَيَّاكَ اللهُ وقَرَّبَ دارَك وتقولُ : دخَلْتُ عليه فأَهَّلَ ورَحَّبَ وحَيَّا وقَرَّبَ . وفي حديث المَوْلِد : " خرَجَ عبدُ اللهِ بْنُ عبدِ المُطَّلِبِ أَبو الَّنبيّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم مُتَقَرِّباً مُتَخَصِّراً بالبَطْحَاءِ فَبصُرتْ به لَيْلَى العَدَوِيةُ " يقال : تَقرَّبَ إِذا وَضَعَ يَدَهُ على قُرْبِهِ أَيْ : خاصرته وهو يمشِى وقيل مُتَقَرِّباً أَي مُسرعاً عَجِلاً . ومن الْمَجاز : تقول لصاحبِك تَستحثُّه : تَقَرَّبْ يا رَجُلُ أَيْ : اعْجلْ وأَسْرِع . رواه أَبو سعيدٍ وقال سَمِعْتُه من أَفواههم وأَنشد
يا صاحبَيَّ تَرَحَّلاَّ وتَقَرَّبَا ... فَلَقَدْ أَنَى لِمُسافِرٍ أنْ يَطْرَبَاكذا في لسان العرب وفي الأَساس : أََي أََقْبل وقال شيخُنا هو بِناءُ صِيغةِ أََمرٍ لا يتصرَّف في غيره بل هو لازمٌ بصِيغةِ الأَمْر على قولٍ . وقاربَهُ : ناغاهُ وحَادَثَه بِكَلاَمٍ مُقَارِبٍ حَسَنٍ . يقال : قَاربَ فُلاَنٌ في الأَمْرِ : إِذا تَرَكَ الغُلُوَّ وقَصَدَ السَّدادَ وفي الحديث : " سَدِّدُوا وقارِبُوا " أَي : اقتصدوا في الأُمور كُلِّهَا واتْرُكُوا الغُلُوَّ فيها والتَّقصِيرَ . وممّا بقي على الُمصَنِّفِ : في الّتهذيب ويقال : فلانٌ يَقْرُبُ أَمْراً : أَي يَغْزُوهُ وذلك إِذا فَعَل شَيْئاً أو قال قولاً يَقْرُب به أَمراً يغزوه انتهى
ومن المَجَاز : يقال : لقد قَرَبْتُ أَمْراً لا أَدْرِي ما هو . كذا في الأَساس . وقَارَبْتُهُ في البَيْعِ مُقَارَبَة
وتَقَرَّب العبدُ من الله عَزَّ وجَلَّ بالذِّكْرِ والعملِ الصّالِحِ
وتَقَرَّب اللهُ عزَّ وجلَّ من العَبْدِ بالبِرِّ والإِحسان إِليهِ
وفِي التّهْذِيب : القَرِيبُ والقَرِيبَةُ : ذُو القَرَابَةِ والجَمْع من النِّساءِ : قَرَائِبُ ومن الرِّجالِ : أَقارِبُ ولو قيلَ : قُرْبَي لَجَازَ . والقَرَابَةُ والقُرْبَى الدُّنُوُّ في النَّسَبِ والقُرْبَى : في الرَّحِم وفي التَّنْزِيل العزيز : والجَارِ ذِي القُرْبَى انتهى
قلت : وقالوا : القُرْبُ في المكان والقُرْبَةُ في الرُّتْبَةِ والقُرْبَى والقَرابَةُ في الرَّحِمِ . ويقال للرَّجُلِ القَصِير : مُتَقَارِبٌ ومُتَآزِفٌ . وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ : " لأُقرِّبَنَّ بكم صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صلَّى الُلهُ عليه وسلم " أَي لآتِيَنَّكُمْ بما يُشْبِهُها ويَقْرُبُ منها . وقَرَبَتِ الشَّمسُ للمَغِيبِ كَكَرَبَتْ وزعَمَ يعقوبُ أَنّ القاف بَدَلٌ من الكاف . وأَبو قَرِيبَةَ : رَجُلٌ من رُجّازِهم . والقَرَنْبَي في عَينِ أُمّها حَسَنَةٌ يأْتي في " قرنب " . وظَهرَتْ تَقَرُّباتُ الْماءِ أَي : تَبَاشِيرهُ وهي حَصًى صِغارٌ إِذا رآها من يُنْبْطُ الماءَ استَدلَّ بها على قُرْبِ الماءِ . وهو مَجاز كما في الأَساس . ومما استدركه شيخُنا : قولُهم : قارَبَ الأَمْرَ : إِذا ظَنَّهُ قالُوا : لقُرْب الظَّنِّ من الَيقينِ ذكره بعضُ أَرباب الأشْتقاق ونُقِلَ عن العلاّمة ابْنِ أَبي الحَدِيدِ في شرح نَهْج البلاغة . ويُقَال : هل من مُقَرِّبَةِ خَبَرٍ ؟ بكسر الّراءِ وفتحها وأَصلُه البعدُ ومنه : شأْوٌ مُقَرِّبٌ . قلت : وقد سبق في " غ ر ب " ولعلَّ هذا تصحيفٌ من ذاك فراجِعْه . والتَّقْرِيبُ عندَ أَهلِ المعقُول : سَوْقُ الدَّليلِ بوجْهٍ يقتضي المطلوبَ . كذا نقله في الحاشية