معنى خمر عصير العنب في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
خامَرَ الشيءَ
قاربه وخالطه قال ذو الرمة هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ منها على عُدَواءٍ
الدَّارِ تَسْتقِيمُ ورجل خَمِرٌ خالطه داء قال ابن سيده وأُراه على النسب قال
امرؤ القيس أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما
يأْتَمِرْ
خامَرَ الشيءَ
قاربه وخالطه قال ذو الرمة هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ منها على عُدَواءٍ
الدَّارِ تَسْتقِيمُ ورجل خَمِرٌ خالطه داء قال ابن سيده وأُراه على النسب قال
امرؤ القيس أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما
يأْتَمِرْ ويقال هو الذي خامره الداء ابن الأَعرابي رجل خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ
وأَنشد أَيضاً أَحار بن عمرو كأَني خمر أَي مُخامَرٌ قال هكذا قيده شمر بخطه قال
وأَما المُخامِرُ فهو المُخالِطُ مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خالطه وأَنشد وإِذا تُباشِرْكَ
الهُمُو مُ فإِنها داءٌ مُخامِرْ قال ونحو ذلك قال الليث في خامَرَهُ الداءُ إِذا
خالط جوفه والخَمْرُ ما أَسْكَرَ من عصير العنب لأَنها خامرت العقل والتَّخْمِيرُ
التغطية يقال خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك والمُخامَرَةُ المخالطة وقال أَبو
حنيفة قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من الحبوب قال ابن سيده وأَظنه
تَسَمُّحاً منه لأَن حقيقة الخمر إِنما هي العنب دون سائر الأَشياء والأَعْرَفُ في
الخَمْرِ التأْنيث يقال خَمْرَةٌ صِرْفٌ وقد يذكَّر والعرب تسمي العنب خمراً قال
وأَظن ذلك لكونها منه حكاها أَبو حنيفة قال وهي لغة يمانية وقال في قوله تعالى
إِني أَراني أَعْصِرُ خَمْراً إِن الخمر هنا العنب قال وأُراه سماها باسم ما في
الإِمكان أَن تؤول إِليه فكأَنه قال إِني أَعصر عنباً قال الراعي يُنازِعُنِي بها
نُدْمانُ صِدْقٍ شِواءَ الطَّيرِ والعِنَبَ الحَقِينا يريد الخمر وقال ابن عرفة
أَعصر خمراً أَي أَستخرج الخمر وإِذا عصر العنب فإِنما يستخرج به الخمر فلذلك قال
أَعصر خمراً قال أَبو حنيفة وزعم بعض الرواة أَنه رأَى يمانيّاً قد حمل عنباً فقال
له ما تحمل ؟ فقال خمراً فسمى العنب خمراً والجمع خُمور وهي الخَمْرَةُ قال ابن الأَعرابي
وسميت الخمر خمراً لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ واخُتِمارُها تَغَيُّرُ ريحها
ويقال سميت بذلك لمخامرتها العقل وروى الأَصمعي عن معمر بن سليمان قال لقيت
أَعرابياً فقلت ما معك ؟ قال خمر والخَمْرُ ما خَمَر العَقْلَ وهو المسكر من
الشراب وهي خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مثل تمرة وتمر وتمور وفي حديث سَمُرَةَ أَنه
باع خمراً فقال عمر قاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ قال الخطابي إِنما باع عصيراً ممن يتخذه
خمراً فسماه باسم ما يؤول إِليه مجازاً كما قال عز وجل إِني أَراني أَعصر خمراً
فلهذا نَقَمَ عمر رضي الله عنه عليه لأَنه مكروه وأَما أَن يكون سمرة باع خمراً
فلا لأَنه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره وخَمَر الرجلَ والدابةَ يَخْمُره خَمْراً
سقاه الخمر والمُخَمِّرُ متخذ الخمر والخَمَّارُ بائعها وعنبٌ خَمْرِيٌّ يصلح
للخمر ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ يشبه لون الخَمر واخْتِمارُ الخَمْرِ إِدْراكُها وغليانها
وخُمْرَتُها وخُمارُها ما خالط من سكرها وقيل خْمْرَتُها وخُمارُها ما أَصابك من
أَلمها وصداعها وأَذاها قال الشاعر لَذٌّ أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقاتِلَهُ فلم
تَكَدْ تَنْجَلِي عن قلبِهِ الخُمَرُ وقيل الخُمارُ بقية السُّكْرِ تقول منه رجل
خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمارٍ وينشد قول امرئ القيس أَحار بن عمرو فؤادي خمر ورجل
مَخْمُورٌ به خُمارٌ وقد خُمِرَ خَمْراً وخَمِرَ ورجل مُخَمَّرٌ كمَخْمُور
وتَخَمَّرَ بالخَمْرِ تَسَكَّرَ به ومُسْتَخْمِرٌ وخِميِّرٌ شِرِّيبٌ للخمر دائماً
وما فلانٌ بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده ويقال أَيضاً ما عند
فلان خل ولا خمر أَي لا خير ولا شر والخُمْرَةُ والخَمَرَةُ ما خامَرَك من الريح
وقد خَمَرَتْهُ وقيل الخُمْرَةُ والخَمَرَةُ الرائحة الطيبة يقال وجدت خَمَرَة
الطيب أَي ريحه وامرأَة طيبة الخِمْرَةِ بالطِّيبِ عن كراع والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ
التي تجعل في الطين وخَمَرَ العجينَ والطِّيبَ ونحوهما يَخْمُره ويَخْمِرُه
خَمْراً فهو خَمِيرٌ وخَمَّرَه ترك استعماله حتى يَجُودَ وقيل جعل فيه الخمير
وخُمْرَةُ العجين ما يجعل فيه من الخميرة الكسائي يقال خَمَرْتُ العجين ونَظَرْتُه
وهي الخُمْرَةُ التي تجعل في العجين تسميها الناس الخَمِيرَ وكذلك خُمْرَةُ النبيذ
والطيب وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخبزة خمير عن اللحياني كلاهما بغير هاء وقد اخْتَمَر
الطيبُ والعجين واسم ما خُمِرَ به الخُمْرَةُ يقال عندي خُبْزٌ خَمِير وحَبسٌ
فَطِير أَي خبز بائت وخُمْرةُ اللَّبَنِ رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عليه لِيَرُوبَ
سريعاً وقال شمر الخَمِيرُ الخُبْزُ في قوله ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيت
خَمِيرُها أَي خبزها الذي خُمِّرَ عجينُه فذهبت فُطُورَتُه وطعام خَمِيرٌ
ومَخْمورٌ في أَطعمة خَمْرَى والخَمُيرُ والخَمِيرَةُ الخُمْرَةُ وخُمْرَةُ النبيذ
والطيب ما يجعل فيه من الخَمْرِ والدُّرْدِيِّ وخُمْرَةُ النبيذ عَكَرُه ووجدتُ
منه خُمْرَةً طيبة
( * قوله « خمرة طيبة » خاؤها مثلثة كالخمرة محركة كما في القاموس ) إِذا
اخْتَمَرَ الطيِّبُ أَي وجدتُ ريحه ووصف أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً وبَخُورَ
مِجْمَرها قال فَتَخَمَّرَتْ أَطْنابُنا أَي طابت روائح أَبداننا بالبَخُور أَبو
زيد وجدت منه خَمَرَةَ الطِّيبِ بفتح الميم يعني ريحه وخامَرَ الرجلُ بيتَه
وخَمَّرَهُ لزمه فلم يَبْرَحْهُ وكذلك خامَرَ المكانَ أَنشد ثعلب وشاعِرٍ يُقالُ
خَمِّرْ في دَعَهْ ويقال للضَّبُعِ خامِرِي أُمَّ عامِرٍ أَي اسْتَتِري أَبو عمرو
خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا استحيت منه ابن الأَعرابي الخِمْرَةُ الاستخفاء
( * قوله « الخمرة الاستخفاء » ومثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح توارى واستخفى
كما في القاموس ) قال ابن أَحمر مِنْ طارِقٍ أَتى على خِمْرَةِ أَو حِسْبَةٍ
تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ قال ابن الأَعرابي على غفلة منك وخَمَرَ الشيءَ
يَخْمُرُه خَمْراً وأَخْمَرَهُ سَتَرَهُ وفي الحديث لا تَجِدُ المؤمنَ إِلاَّ في
إِحدى ثلاثٍ في مسجد يَعْمُرُه أَو بيت يَخْمُرُه أَو معيشة يُدَبِّرُها يَخْمُره
أَي يستره ويصلح من شأْنه وخَمَرَ فلانٌ شهادته وأَخْمَرَها كتمها وأَخْرَجَ من
سِرِّ خَمِيرِهِ سِرّاً أَي باح به واجْعَلْهُ في سرِّ خَمِيرِك أَي اكتمه
وأَخْمَرْتُ الشيء أَضمرته قال لبيد أَلِفْتُكِ حتى أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً
عَليَّ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكابِرُ الأَزهري وأَخْمَرَ فلانٌ عَليَّ ظِنَّةً
أَي أَضمرها وأَنشد بيت لبيد والخَمَرُ بالتحريك ما واراك من الشجر والجبال ونحوها
يقال توارى الصيدُ عني في خَمَرِ الوادي وخَمَرُه ما واراه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ
من حبال الرمل أَو غيره ومنه قولهم دخل فلان في خُمارِ الناسِ أَي فيما يواريه
ويستره منهم وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ انطلقت أَنا وفلان نلتمس الخَمَر هو
بالتحريك كل ما سترك من شجر أَو بناءِ أَو غيره ومنه حديث أَبي قتادة فابْغِنَا
مَكاناً خَمَراً أَي ساتراً بتكاثف شجره ومنه حديث الدجال حتى تَنْتَهُوا إِلى جبل
الخَمَرِ قال ابن الأَثير هكذا يروى بالفتح يعني الشجر الملتف وفسر في الحديث أَنه
جبل بيت المقدس لكثرة شجرة ومنه حديث سلمان أَنه كتب إِلى أَبي الدرداء يا أَخي
إِن بَعُدَتِ الدار من الدار فإِن الرُّوح من الرُّوح قَريبٌ وطَيْرُ السماءٍ على
أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض يقع الأَرْفَهُ الأَخصبُ يريد أَن وطنه أَرفق به وأَرفه له
فلا يفارقه وكان أَبو الدرداء كتب إِليه يدعوه إِلى الأَرض المقدسة زوفي حديث أَبي
إِدريس الخَوْلانِيِّ قال دخلت المسجد والناس أَخْمَرُ ما كانوا أَي أَوْفَرُ
ويقال دخل في خَمَار الناس
( * قوله « في خمار الناس » بضم الخاء وفتحها كما في القاموس ) أَي في دهمائهم قال
ابن الأَثير ويروى بالجيم ومنه حديث أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ أَكون في خَمَارِ الناس
أَي في زحمتهم حيث أَخْفَى ولا أُعْرَفُ وقد خَمِرَ عني يَخْمَرُ خَمَراً أَي خفي
وتوارى فهو خَمِرٌ وأَخْمَرَتْه الأَرضُ عني مني وعَلَيَّ وارته وأَخْمَرَ القومُ
تَوارَوْا بالخَمَرِ ويقال للرجل إِذا خَتَلَ صاحبه هو يَدِبُّ
( * قوله « يدب إلخ » ذكره الميداني في مجمع الأَمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف
وبما انخفض من الأَرض عن ابن الأَعرابي والخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل ثم قال
يضرب للرجل يختل صاحبه وذكر هذا المثل أَيضاً اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي
وضبطوه بوزن سماء ) له الضَّراءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ ومكان خَمِرٌ كثير الخَمَرِ
على النسب حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد لضباب بن واقد الطُّهَوِيِّ وجَرَّ المَخاضُ
عَثَانِينَها إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ وأَخْمَرَتِ الأَرضُ كثر خَمَرُها
ومكان خَمِرٌ إِذا كان كثير الخَمَرِ والخَمَرُ وَهْدَةٌ يختفي فيها الذئب وأَنشد
فقد جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِيقِ وقول طرفة سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ
فَأَبْتَغِي به جِيرَتي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ قال ابن سيده معناه إِن لم
يُبَيِّنُوا لِيَ الخبرَ ويروى يُخَلُّوا فإِذا كان كذلك كان الخَمَرُ ههنا الشجر
بعينه يقول إِن لم يخلوا لي الشجر أَرعاها بإِبلي هجوتهم فكان هجائي لم سمّاً
ويروى سأَحلب عَيْساً وهو ماء الفحل ويزعمون أَنه سم ومنه الحديث مَلِّكْهُ على
عُرْبِهِمْ وخُمُورِهِمْ قال ابن الأَثير أَي أَهل القرى لأَنهم مغلوبون مغمورون
بما عليهم من الخراج والكُلَفِ والأَثقال وقال كذا شرحه أَبو موسى وخَمَرُ الناس
وخَمَرَتُهُمْ وخَمَارُهم وخُمَارُهم جماعتهم وكثرتهم لغةٌ في غَمار الناس
وغُمارهم أَي في زَحْمتهم يقال دخلت في خَمْرتهم وغَمْرتهم أَي في جماعتهم وكثرتهم
والخِمَارُ للمرأَة وهو النَّصِيفُ وقيل الخمار ما تغطي به المرأَة رأَْسها وجمعه
أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ وخُمُرٌ والخِمِرُّ بكسر الخاء والميم وتشديد الراء لغة في
الخمار عن ثعلب وأَنشد ثم أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ والخِمْرَةُ من الخِمار
كاللِّحْفَةِ من اللِّحَافِ يقال إِنها لحسنة الخِمْرَةِ وفي المثل إِنَّ
الْعَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَي إِن المرأَة المجرّبة لا تُعَلَّمُ كيف
تفعل وتَخَمَّرَتْ بالخِمار واخْتَمَرَتْ لَبِسَتْه وخَمَّرَتْ به رأْسَها غَطَّتْه
وفي حديث أُم سلمة أَنه كان يمسح على الخُفِّ والخِمار أَرادت بالخمار العمامة
لأَن الرجل يغطي بها رأْسه كما أَن المرأَة تغطيه بخمارها وذلك إِذا كان قد
اعْتَمَّ عِمَّةَ العرب فأَرادها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير
كالخفين غير أَنه يحتاج إِلى مسح القليل من الرأْس ثم يمسح على العمامة بدل
الاستيعاب ومنه قول عمر رضي الله عنه لمعاوية ما أَشبه عَيْنَك بِخِمْرَةِ هِنْدٍ
الخمرةُ هيئة الاختمار وكل مغطًّى مُخَمَّرٌ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أَنه قال خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ قال أَبو عمرو التخمير التغطية وفي رواية
خَمِّرُوا الإِناء وأَوْكُوا السِّقَاءَ ومنه الحديث أَنه أُتِيَ بإِناءِ من
لَبَنِ فقال هلاَّ خَمَّرْتَه ولو بعود تَعْرِضُه عليه والمُخَمَّرَةُ من الشياه
البيضاءُ الرأْسِ وقيل هي النعجة السوداء ورأْسها أَبيض مثل الرَّخْماءِ مشتق من
خِمار المرأَة قال أَبو زيد إِذا ابيض رأْس النعجة من بين جسدها فهيمُخَمَّرة
ورَخْماءُ وقال الليث هي المختمرة من الضأْن والمِعْزَى وفرس مُخَمَّرٌ أَبيضٌ
الرأْس وسائر لونه ما كان ويقال ما شَمَّ خِمارَكَ أَي ما أَصابَكَ يقال ذلك للرجل
إِذا تغير عما كان عليه وخَمِرَ عليه خَمَراً وأَخْمَرَ حَقَدَ وخَمَرَ الرجلَ
يَخْمِرُهُ استحيا منه والخَمَرُ أَن تُخْرَزَ ناحيتا أَديم المَزَادَة ثم
تُعَلَّى بِخَرْزٍ آخَر والخُمْرَةُ حصيرة أَو سَجَّادَةٌ صغيرة تنسج من سَعَفِ
النخل وتُرَمَّلُ بالخيوط وقيل حصيرة أَصغر من المُصَلَّى وقيل الخُمْرَة الحصير
الصغير الذي يسجد عليه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد على
الخُمْرَةِ وهو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من السَّعَفِ قال الزجاج سميت
خُمْرة لأَنها تستر الوجه من الأَرض وفي حديث أُم سلمة قال لها وهي حائض ناوليني
الخُمْرَةَ وهي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أَو نسيجة خوص
ونحوه من النبات قال ولا تكون خمرة إِلاَّ في هذا المقدار وسميت خمرة لأَن خيوطها
مستورة بسعفها قال ابن الأَثير وقد تكررت في الحديث وهكذا فسرت وقد جاء في سنن
أَبي داود عن ابن عباس قال جاءت فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِيلَة فجاءتْ بها
فأَلقتها بين يدي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الخُمْرَةِ التي كان قاعداً
عليها فأَحرقت منها مثل موضع درهم قال وهذا صريح في إِطلاق الخُمْرَةِ على الكبير
من نوعها قال وقيل العجين اختمر لأَن فطورته قد غطاها الخَمَرُ وهو الاختمار ويقال
قد خَمَرْتُ العجين وأَخْمَرْته وفَطَرْتُه وأَفْطَرْتُه قال وسمي الخَمْرُ
خَمْراً لأَنه يغطي العقل ويقال لكل ما يستر من شجر أَو غيره خَمَرٌ وما ستره من
شجر خاصة فهو الضَّرَاءُ والخُمْرَةُ الوَرْسُ وأَشياء من الطيب تَطْلي به المرأَة
وجهها ليحسن لونها وقد تَخَمَّرَتْ وهي لغة في الغُمْرَةِ والخُمْرَةُ بِزْزُ
العَكَابِرِ
( * قوله « العكابر » كذا بالأَصل ولعله الكعابر ) التي تكون في عيدان الشجر
واسْتَخْمَر الرجلَ استعبده ومنه حديث معاذ من اسْتَخْمَرَ قوماً أَوَّلُهُمْ
أَحْرارٌ وجِيرانٌ مستضعفون فله ما قَصَرَ في بيته قال أَبو عبيد كان ابن المبارك
يقول في قوله من استخمر قوماً أَي استعبدهم بلغة أَهل اليمن يقول أَخذهم قهراً
وتملك عليهم يقول فما وَهَبَ المَلِكُ من هؤلاء لرجل فَقَصَرَهُ الرجل في بيته أَي
احتبسه واختاره واستجراه في خدمته حتى جاء الإِسلام وهو عنده عبد فهو له ابن
الأَعرابي المُخامَرَةُ أَن يبيع الرجل غلاماً حُرّاً على أَنه عبده قال أَبو
منصور وقول معاذ من هذا أُخذ أَراد من استعبد قوماً في الجاهلية ثم جاء الإِسلام
فله ما حازه في بيته لا يخرج من يده وقوله وجيران مستضعفون أَراد ربما استجار به
قوم أَو جاوروه فاستضعفهم واستعبدهم فلذلك لا يخرجون من يده وهذا مبني على إِقرار
الناس على ما في أَيديهم وأَخْمَرَهُ الشيءَ أَعطاه إِياه أَو مَلَّكَهُ قال محمد
بن كثير هذا كلام عندنا معروف باليمن لا يكاد يُتكلم بغيره يقول الرجل أَخْمِرني
كذا وكذا أَي أَعطنيه هبة لي ملكني إِياه ونحو هذا وأَخْمَر الشيءَ أَغفله عن ابن
الأَعرابي واليَخْمُورُ الأَجْوَفُ المضطرب من كل شيء واليَخْمُورُ أَيضاً الودع
واحدته يَخْمُورَةٌ ومِخْمَرٌ وخُمَيْرٌ اسمان وذو الخِمَار اسم فرس الزبير بن
العوّام شهد عليه يوم الجمل وباخَمْرَى موضع بالبادية وبها قبر إِبراهيم
( * قوله « وبها قبر إِبراهيم إلخ » عبارة القاموس وشرحه بها قبر إِبراهيم بن
عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط الشهيد ابن علي إلخ ثم قال خرج أي
بالبصرة سنة ؟ ؟ وبايعه وجوه الناس وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك أَبو جعفر
المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد إبراهيم وحمل رأسه إلى مصر
اه باختصار ) بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أَبي طالب عليهم السلام
معنى
في قاموس معاجم
العَصْر
والعِصْر والعُصْر والعُصُر الأَخيرة عن اللحياني الدهر قال الله تعالى والعَصْرِ
إِنّ الإِنسان لفي خُسْرٍ قال الفراء العَصْر الدهرُ أَقسم الله تعالى به وقال ابن
عباس العَصْرُ ما يلي المغرب من النهار وقال قتادة هي ساعة من ساعات النهار وقال
امرؤ
العَصْر
والعِصْر والعُصْر والعُصُر الأَخيرة عن اللحياني الدهر قال الله تعالى والعَصْرِ
إِنّ الإِنسان لفي خُسْرٍ قال الفراء العَصْر الدهرُ أَقسم الله تعالى به وقال ابن
عباس العَصْرُ ما يلي المغرب من النهار وقال قتادة هي ساعة من ساعات النهار وقال
امرؤ القيس في العُصُر وهل يَعِمَنْ مَن كان في العُصُر الخالي ؟ والجمع أَعْصُرٌ
وأَعْصار وعُصْرٌ وعُصورٌ قال العجاج والعَصْر قَبْل هذه العُصورِ مُجَرِّساتٍ غِرّةَ
الغَرِيرِ والعَصْران الليل والنهار والعَصْر الليلة والعَصْر اليوم قال حميد بن
ثور ولن يَلْبَثَ العَصْرَانِ يومٌ وليلة إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا ما تَيَمَّما
وقال ابن السكيت في باب ما جاء مُثْنى الليل والنهار يقال لهما العَصْران قال
ويقال العَصْران الغداة والعشيّ وأَنشد وأَمْطُلُه العَصْرَينِ حتى يَمَلَّني
ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ والأَنْفُ راغمُ يقول إِذا جاء في أَول النهار وعَدْتُه
آخره وفي الحديث حافظْ على العَصْرَيْنِ يريد صلاةَ الفجر وصلاة العصر سمّاهما
العَصْرَينِ لأَنهما يقعان في طرفي العَصْرَين وهما الليل والنهار والأَشْبَهُ
أَنه غلَّب أَحد الاسمين على الآخر كالعُمَرَيْن لأَبي بكر وعمر والقمرين للشمس
والقمر وقد جاء تفسيرهما في الحديث قيل وما العَصْران ؟ قال صلاةٌ قبل طلوع الشمس
وصلاةٌ قبل غروبها ومنه الحديث من صلَّى العَصْرَيْنِ دخل الجنة ومنه حديث علي رضي
الله عنه ذَكَّرْهم بأَيَّام الله واجْلِسْ لهم العَصْرَيْن أَي بكرة وعشيّاً
ويقال لا أَفعل ذلك ما اختلف العَصْران والعَصْر العشي إِلى احمرار الشمس وصلاة
العَصْر مضافة إِلى ذلك الوقت وبه سميت قال تَرَوَّحْ بنا يا عَمْرو قد قَصُرَ
العَصْرُ وفي الرَّوْحةِ الأُولى الغَنيمةُ والأَجْرُ وقال أَبو العباس الصلاة
الوُسْطى صلاةُ العَصْرِ وذلك لأَنها بين صلاتَي النهار وصلاتي الليل قال
والعَصْرُ الحَبْسُ وسميت عَصْراً لأَنها تَعْصِر أَي تَحْبِس عن الأُولى وقالوا
هذه العَصْر على سَعة الكلام يريدون صلاة العَصْر وأَعْصَرْنا دخلنا في العَصْر
وأَعْصَرْنا أَيضاً كأَقْصَرْنا وجاء فلانٌ عَصْراً أَي بَطيئاً والعِصارُ الحِينُ
يقال جاء فلان على عِصارٍ من الدهر أَي حين وقال أَبو زيد يقال نام فلانٌ وما نام
العُصْرَ أَي وما نام عُصْراً أَي لم يكد ينام وجاء ولم يجئ لِعُصْرٍ أَي لم يجئ
حين المجيء وقال ابن أَحمر يَدْعون جارَهُمُ وذِمَّتَه عَلَهاً وما يَدْعُون من
عُصْر أَراد من عُصُر فخفف وهو الملجأ والمُعْصِر التي بَلَغَتْ عَصْرَ شبابها
وأَدركت وقيل أَول ما أَدركت وحاضت يقال أَعْصَرَت كأَنها دخلت عصر شبابها قال
منصور بن مرثد الأَسدي جارية بسَفَوانَ دارُها تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها
قد أَعْصَرَت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها والجمع مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ ويقال هي التي
قاربت الحيض لأَنّ الإِعصارَ في الجارية كالمُراهَقة في الغُلام روي ذلك عن أَبي
الغوت الأَعرابي وقيل المُعْصِرُ هي التي راهقت العِشْرِين وقيل المُعْصِر ساعة
تَطْمِث أَي تحيض لأَنها تحبس في البيت يجعل لها عَصَراً وقيل هي التي قد ولدت
الأَخيرة أَزْديّة وقد عَصَّرَت وأَعْصَرَت وقيل سميت المُعْصِرَ لانْعِصارِ دم
حيضها ونزول ماء تَرِيبَتِها للجماع ويقال أَعْصَرَت الجارية وأَشْهَدَت
وتَوضَّأَت إِذا أَدْرَكَت قال الليث ويقال للجارية إِذا حَرُمت عليها الصلاةُ
ورأَت في نفسها زيادةَ الشباب قد أَعْصَرت فهي مُعْصِرٌ بلغت عُصْرةَ شبابِها
وإِدْراكِها بلغت عَصْرَها وعُصورَها وأَنشد وفَنَّقَها المَراضِعُ والعُصورُ وفي
حديث ابن عباس كان إِذا قَدِمَ دِحْيةُ لم يَبْقَ مُعْصِرٌ إِلا خرجت تنظر إِليه
من حُسْنِه قال ابن الأَثير المُعْصِرُ الجارية أَول ما تحيض لانْعِصار رَحِمها
وإِنما خصَّ المُعْصِرَ بالذِّكر للمبالغة في خروج غيرها من النساء وعَصَرَ
العِنَبَ ونحوَه مما له دُهْن أَو شراب أَو عسل يَعْصِرُه عَصْراً فهو مَعْصُور
وعَصِير واعْتَصَرَه استخرج ما فيه وقيل عَصَرَه وَليَ عَصْرَ ذلك بنفسه
واعْتَصَره إِذا عُصِرَ له خاصة واعْتَصَر عَصِيراً اتخذه وقد انْعَصَر وتَعَصَّر
وعُصارةُ الشيء وعُصارهُ وعَصِيرُه ما تحلَّب منه إِذا عَصَرْته قال فإِن العَذَارى
قد خَلَطْنَ لِلِمَّتي عُصارةَ حِنَّاءٍ معاً وصَبِيب وقال حتى إِذا ما
أَنْضَجَتْه شَمْسُه وأَنى فليس عُصارهُ كعُصارِ وقيل العُصارُ جمع عُصارة
والعُصارةُ ما سالَ عن العَصْر وما بقي من الثُّفْل أَيضاً بعد العَصْر وقال
الراجز عُصارة الخُبْزِ الذي تَحَلَّبا ويروى تُحْلِّبا يقال تَحَلَّبت الماشية
بقيَّة العشب وتَلَزَّجَته أَي أَكلته يعني بقية الرَّطْب في أَجواف حمر الوحش وكل
شيء عُصِرَ ماؤه فهو عَصِير وأَنشد قول الراجز وصار ما في الخُبْزِ من عَصِيرِه
إِلى سَرَار الأَرض أَو قُعُورِه يعني بالعصير الخبزَ وما بقي من الرَّطْب في بطون
الأَرض ويَبِسَ ما سواه والمَعْصَرة التي يُعْصَر فيها العنب والمَعْصَرة موضع
العَصْر والمِعْصارُ الذي يجعل فيه الشيء ثم يُعْصَر حتى يتحلَّب ماؤه والعَواصِرُ
ثلاثة أَحجار يَعْصِرون العنب بها يجعلون بعضها فوق بعض وقولهم لا أَفعله ما دام للزيت
عاصِرٌ يذهب إِلى الأَبَدِ والمُعْصِرات السحاب فيها المطر وقيل السحائب تُعْتَصَر
بالمطر وفي التنزيل وأَنزَلْنا من المُعْصِرات ماءً ثجّاجاً وأُعْصِرَ الناسُ
أُمْطِرُوا وبذلك قرأَ بعضهم فيه يغاث الناس وفيه يُعْصَرُون أَي يُمْطَرُون ومن
قرأَ يَعْصِرُون قال أَبو الغوث يستغِلُّون وهو مِن عَصر العنب والزيت وقرئ وفيه
تَعْصِرُون من العَصْر أَيضاً وقال أَبو عبيدة هو من العَصَر وهو المَنْجاة
والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر قال لبيد وما كان وَقَّافاً بدار مُعَصَّرٍ
وقال أَبو زبيد صادِياً يَسْتَغِيثُ غير مُغاثٍ ولقد كان عُصْرة المَنْجود أَي كان
ملجأَ المكروب قال الأَزهري ما علمت أَحداً من القُرَّاء المشهورين قرأَ يُعْصَرون
ولا أَدري من أَين جاء به الليث فإِنه حكاه وقيل المُعْصِر السحابة التي قد آن لها
أَن تصُبّ قال ثعلب وجارية مُعْصِرٌ منه وليس بقويّ وقال الفراء السحابة المُعْصِر
التي تتحلَّب بالمطر ولمَّا تجتمع مثل الجارية المُعْصِر قد كادت تحيض ولمّا
تَحِضْ وقال أَبو حنيفة وقال قوم إِن المُعْصِرات الرِّياحُ ذوات الأَعاصِير وهو
الرَّهَج والغُبار واستشهدوا بقول الشاعر وكأَنَّ سُهْلءَ المُعْصِرات كَسَوْتَها
تُرْبَ الفَدافِدِ والبقاع بمُنْخُلِ وروي عن ابن عباس أَن قال المُعْصِراتُ
الرِّياحُ وزعموا أَن معنى مِن من قوله من المُعْصِرات معنى الباء الزائدة
( * قوله « الزائدة » كذا بالأصل ولعل المراد بالزائدة التي ليست للتعدية وإن كان
للسببية ) كأَنه قال وأَنزلنا بالمُعْصِرات ماءً ثجّاجاً وقيل بل المُعْصِراتُ
الغُيُومُ أَنفُسُها وفسر بيت ذي الرمة تَبَسَّمَ لَمْحُ البَرْقِ عن مُتَوَضِّحٍ
كنَوْرِ الأَقاحي شافَ أَلوانَها العَصْرُ فقيل العَصْر المطر من المُعْصِرات
والأَكثر والأَعرف شافَ أَلوانها القَطْرُ قال الأَزهري وقولُ من فَسَّر
المُعْصِرات بالسَّحاب أَشْبَهُ بما أَراد الله عز وجل لأَن الأَعاصِير من الرياح
ليستْ مِن رِياح المطر وقد ذكر الله تعالى أَنه يُنْزِل منها ماءً ثجّاجاً وقال
أَبو إِسحق المُعْصِرات السحائب لأَنها تُعْصِرُ الماء وقيل مُعْصِرات كما يقال
أَجَنَّ الزرعُ إِذا صارَ إِلى أَن يُجنّ وكذلك صارَ السحابُ إِلى اين يُمْطِر
فيُعْصِر وقال البَعِيث في المُعْصِرات فجعلها سحائب ذوات المطر وذي أُشُرٍ
كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه ذِهابُ الصَّبا والمعْصِراتُ الدَّوالِحُ والدوالحُ من نعت
السحاب لا من نعت الرياح وهي التي أَثقلها الماء فهي تَدْلَحُ أَي تَمِْشي مَشْيَ
المُثْقَل والذِّهابُ الأَمْطار ويقال إِن الخير بهذا البلد عَصْرٌ مَصْرٌ أَي
يُقَلَّل ويُقطَّع والإِعْصارُ الريح تُثِير السحاب وقيل هي التي فيها نارٌ
مُذَكَّر وفي التنزيل فأَصابها إِعْصارٌ فيه نارٌ فاحترقت والإِعْصارُ ريح تُثِير
سحاباً ذات رعد وبرق وقيل هي التي فيها غبار شديد وقال الزجاج الإِعْصارُ الرياح
التي تهب من الأَرض وتُثِير الغبار فترتفع كالعمود إِلى نحو السماء وهي التي
تُسَمِّيها الناس الزَّوْبَعَة وهي ريح شديدة لا يقال لها إِعْصارٌ حتى تَهُبّ
كذلك بشدة ومنه قول العرب في أَمثالها إِن كنتَ رِيحاً فقد لاقيت إِعْصاراً يضرب
مثلاً للرجل يلقى قِرْنه في النَّجْدة والبسالة والإِعْصارُ والعِصارُ أَن
تُهَيِّج الريح التراب فترفعه والعِصَارُ الغبار الشديد قال الشماخ إِذا ما جَدَّ
واسْتَذْكى عليها أَثَرْنَ عليه من رَهَجٍ عِصَارَا وقال أَبو زيد الإِعْصارُ
الريح التي تَسْطَع في السماء وجمع الإِعْصارِ أَعاصيرُ أَنشد الأَصمعي وبينما
المرءُ في الأَحْياء مُغْتَبِطٌ إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ والعَصَر
والعَصَرةُ الغُبار وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه أَنّ امرأَة مرَّت به مُتَطَيِّبة
بذَيْلِها عَصَرَةٌ وفي رواية إِعْصار فقال أَينَ تُرِيدين يا أَمَةَ الجَبّارِ ؟
فقالت أُريدُ المَسْجِد أَراد الغُبار أَنه ثارَ من سَحْبِها وهو الإِعْصار ويجوز
أَن تكون العَصَرة من فَوْحِ الطِّيب وهَيْجه فشبّهه بما تُثِير الرياح وبعض أَهل
الحديث يرويه عُصْرة والعَصْرُ العَطِيَّة عَصَرَه يَعْصِرُه أَعطاه قال طرفة لو
كان في أَمْلاكنا واحدٌ يَعْصِر فينا كالذي تَعْصِرُ وقال أَبو عبيد معناه أَي
يتخذ فينا الأَيادِيَ وقال غيره أَي يُعْطِينا كالذي تُعْطِينا وكان أَبو سعيد
يرويه يُعْصَرُ فينا كالذي يُعْصَرُ أَي يُصابُ منه وأَنكر تَعْصِر والاعْتِصَارُ
انْتِجَاعُ العطية واعْتَصَرَ من الشيء أَخَذَ قال ابن أَحمر وإِنما العَيْشُ
بِرُبَّانِهِ وأَنْتَ مِن أَفْنانِه مُعْتَصِرْ والمُعْتَصِر الذي يصيب من الشيء
ويأْخذ منه ورجل كَريمُ المُعْتَصَرِ والمَعْصَرِ والعُصارَةِ أَي جَوَاد عند
المسأَلة كريم والاعْتِصارُ أَن تُخْرِجَ من إِنسان مالاً بغُرْم أَو بوجهٍ غيرِه
قال فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ وكل شيء منعتَه فقد عَصَرْتَه وفي حديث
القاسم أَنه سئل عن العُصْرَةِ للمرأَة فقال لا أَعلم رُخِّصَ فيها إِلا للشيخ
المَعْقُوفِ المُنْحَنِي العُصْرَةُ ههنا منع النبت من التزويج وهو من الاعْتِصارِ
المَنْع أَراد ليس لأَحد منعُ امرأَة من التزويج إِلا شيخ كبير أَعْقَفُ له بنت
وهو مضطر إِلى استخدامها واعْتَصَرَ عليه بَخِلَ عليه بما عنده ومنعه واعْتَصَر
مالَه استخرجه من يده وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنه قضى أَن الوالد
يَعْتَصِرُ ولَدَه فيما أَعطاه وليس للولَد أَن يَعتَصِرَ من والده لفضل الوالد
على الولد قوله يَعْتَصِرُ ولده أَي له أَن يحبسه عن الإِعطاء ويمنعه إِياه وكل
شيء منعته وحبسته فقد اعْتَصَرْتَه وقيل يَعْتَصِرُ يَرْتَجِعُ واعْتَصَرَ
العَطِيَّة ارْتَجعها والمعنى أَن الوالد إِذا أَعطى ولده شيئاً فله أَن يأْخذه
منه ومنه حديث الشَّعْبي يَعْتَصِرُ الوالد على ولده في ماله قال ابن الأَثير
وإِنما عداه يعلى لأَنه في معنى يَرْجِعُ عليه ويعود عليه وقال أَبو عبيد
المُعْتَصِرُ الذي يصيب من الشيء يأْخذ منه ويحبسه قال ومنه قوله تعالى فيه
يُغَاثُ الناسُ وفيه يَعْصِرُون وحكى ابن الأَعرابي في كلام له قومٌ يَعْتَصِرُونَ
العطاء ويَعِيرون النساء قال يَعْتَصِرونَه يَسْترجعونه بثوابه تقول أَخذت
عُصْرَتَه أَي ثوابه أَو الشيء نَفسَه قال والعاصِرُ والعَصُورُ هو الذي
يَعْتَصِرُ ويَعْصِرُ من مال ولده شيئاً بغير إِذنه قال العِتريفِيُّ الاعْتِصَار
أَن يأْخذ الرجال مال ولده لنفسه أَو يبقيه على ولده قال ولا يقال اعْتَصَرَ فلانٌ
مالَ فلان إِلا أَن يكون قريباً له قال ويقال للغلام أَيْضاً اعْتَصَرَ مال أَبيه
إِذا أَخذه قال ويقال فلان عاصِرٌ إِذا كان ممسكاً ويقال هو عاصر قليل الخير وقيل
الاعْتِصَارُ على وجهين يقال اعْتَصَرْتُ من فلان شيئاً إِذا أَصبتَه منه والآخر
أَن تقول أَعطيت فلاناً عطية فاعْتَصَرْتُها أَي رجعت فيها وأَنشد نَدِمْتُ على
شيء مَضَى فَاعْتَصَرْتُه وللنَّحْلَةُ الأُولى أَعَفُّ وأَكْرَمُ فهذا ارتجاع قال
فأَما الذي يَمْنَعُ فإِنما يقال له تَعَصَّرَ أَي تَعَسَّر فجعل مكان السين صاداً
ويقال ما عَصَرك وثَبَرَكَ وغَصَنَكَ وشَجَرَكَ أَي ما مَنَعَك وكتب عمر رضي الله
عنه إِلى المُغِيرَةِ إِنَّ النساء يُعْطِينَ على الرَّغْبة والرَّهْبة وأَيُّمَا
امرأَةٍ نَحَلَتْ زَوجَها فأَرادت أَن تَعْتَصِرَ فَهُوَ لها أَي ترجع ويقال
أَعطاهم شيئاً ثم اعْتَصَره إِذا رجع فيه والعَصَرُ بالتحريك والعُصْرُ
والعُصْرَةُ المَلْجَأُ والمَنْجَاة وعَصَرَ بالشيء واعْتَصَرَ به لجأَ إِليه
وأَما الذي ورد في الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَمر بلالاً أَن يؤذن قبل الفجر
لِيَعْتَصِرَ مُعْتَصِرُهُمْ فإِنه أَراد الذي يريد أَن يضرب الغائط وهو الذي
يحتاج إِلى الغائط ليَتَأَهَّبَ للصلاة قبل دخول وقتها وهو من العَصْر أَو العَصَر
وهو المَلْجأُ أَو المُسْتَخْفَى وقد قيل في قوله تعالى فيه يُغَاثُ الناس وفيه
يَعْصِرُون إِنه من هذا أَي يَنْجُون من البلاء ويَعْتَصِمون بالخِصْب وهو من
العُصْرَة وهي المَنْجاة والاعْتِصَارُ الالتجاء وقال عَدِي بن زيد لو بِغَيْرِ
الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي والاعْتِصار أَن
يَغَصَّ الإِنسان بالطعام فَيَعْتَصِر بالماء وهو أَن يشربه قليلاً قليلاً
ويُسْتَشْهد عليه بهذا البيت أَعني بيت عدي بن زيد وعَصَّرَ الزرعُ نبتت أَكْمامُ
سُنْبُلِه كأَنه مأَخوذ من العَصَر الذي هو الملجأُ والحِرْز عن أَبي حنيفة أَي
تَحَرَّزَ في غُلُفِه وأَوْعِيَةُ السنبل أَخْبِيَتُه ولَفائِفُه وأَغْشِيَتُه
وأَكِمَّتُه وقبائِعُهُ وقد قَنْبَعَت السُّنبلة وهي ما دامت كذلك صَمْعَاءُ ثم
تَنْفَقِئُ وكل حِصْن يُتحصن به فهو عَصَرٌ والعَصَّارُ الملك الملجأُ
والمُعْتَصَر العُمْر والهَرَم عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَدركتُ مُعْتَصَرِي
وأَدْرَكَني حِلْمِي ويَسَّرَ قائِدِي نَعْلِي مُعْتَصَري عمري وهَرَمي وقيل معناه
ما كان في الشباب من اللهو أَدركته ولَهَوْت به يذهب إِلى الاعْتِصَار الذي هو
الإِصابة للشيء والأَخذ منه والأَول أَحسن وعَصْرُ الرجلِ عَصَبته ورَهْطه
والعُصْرَة الدِّنْية وهم موالينا عُصْرَةً أَي دِنْيَةً دون من سواهم قال
الأَزهري ويقال قُصْرَة بهذا المعنى ويقال فلان كريم العَصِير أَي كريم النسب وقال
الفرزدق تَجَرَّدَ منها كلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ لِعَوْهَجٍ آوِ لِلدَّاعِرِيِّ
عَصِيرُها ويقال ما بينهما عَصَرٌ ولا يَصَرٌ ولا أَعْصَرُ ولا أَيْصَرُ أَي ما
بينهما مودة ولا قرابة ويقال تَوَلَّى عَصْرُك أَي رَهْطك وعَشِيرتك والمَعْصُور
اللِّسان اليابس عطشما ً قال الطرماح يَبُلُّ بمَعْصُورٍ جَنَاحَيْ ضَئِيلَةٍ
أَفَاوِيق منها هَلَّةٌ ونُقُوعُ وقوله أَنشده ثعلب أَيام أَعْرَقَ بي عَامُ
المَعَاصِيرِ فسره فقال بَلَغَ الوسخُ إِلى مَعَاصِمِي وهذا من الجَدْب قال ابن
سيده ولا أَدري ما هذا التفسير والعِصَارُ الفُسَاء قال الفرزدق إِذا تَعَشَّى
عَتِيقَ التَّمْرِ قام له تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذو أَضَامِيمِ وأَصل العِصَار
ما عَصَرَتْ به الريح من التراب في الهواء وبنو عَصَر حَيّ من عبد القيس منهم
مَرْجُوم العَصَرَيّ ويَعْصُرُ وأَعْصُرُ قبيلة وقيل هو اسم رجل لا ينصرف لأَنه
مثل يَقْتُل وأَقتل وهو أَبو قبيلة منها باهِلَةُ قال سيبويه وقالوا باهِلَةُ بن
أَعْصُر وإِنما سمي بجمع عَصْرٍ وأَما يَعْصُر فعلى بدل الياء من الهمزة ويشهد
بذلك ما ورد به الخبر من أَنه إِنما سمي بذلك لقوله أَبُنَيّ إِنّ أَباك غَيَّرَ
لَوْنَه كَرُّ الليالي واخْتِلافُ الأَعْصُرِ وعَوْصَرة اسم وعَصَوْصَرَ
وعَصَيْصَر وعَصَنْصَر كله موضع وقول أَبي النجم لو عُصْرَ منه البانُ والمِسْكُ
انْعَصَرْ يريد عُصِرَ فخفف والعُنْصُرُ والعُنْصَرُ الأَصل والحسب وعَصَرٌ موضع
وفي حديث خيبر سَلَكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مَسِيرِه إِليها على
عَصَرٍ هو بفتحتين جبل بين المدينة ووادي الفُرْع وعنده مسجد صلى فيه النبي صلى
الله عليه وسلم
معنى
في قاموس معاجم
العِنَبُ معروف
واحدتُه عِنَبة ويُجْمَعُ العِنبُ أَيضاً على أَعناب وهو العِنَباءُ بالمدّ أَيضاً
قال تُطْعِمْنَ أَحياناً وحِيناً تَسْقِينْ العِنَباءَ المُتَنَقَّى والتِّينْ
كأَنها من ثَمَر البساتِينْ لا عَيْبَ إِلاَّ أَنَّهنَّ يُلْهِينْ عن لَذَّةِ
الدن
العِنَبُ معروف
واحدتُه عِنَبة ويُجْمَعُ العِنبُ أَيضاً على أَعناب وهو العِنَباءُ بالمدّ أَيضاً
قال تُطْعِمْنَ أَحياناً وحِيناً تَسْقِينْ العِنَباءَ المُتَنَقَّى والتِّينْ
كأَنها من ثَمَر البساتِينْ لا عَيْبَ إِلاَّ أَنَّهنَّ يُلْهِينْ عن لَذَّةِ
الدنيا وعن بعضِ الدِّينْ ولا نظير له إِلاَّ السِّيَراءُ وهو ضَرْبٌ من البرود
هذا قول كراع قال الجوهري الحَبَّةُ من العِنَبِ عِنَبةٌ وهو بناء نادر لأَن
الأَغْلَبَ على هذا البناء الجمعُ نحو قِرْد وقِرَدة وفِيلٍ وفِيَلة وثَوْر
وثِوَرَة إِلاَّ أَنه قد جاءَ للواحد وهو قليل نحو العِنَبة والتِّوَلة والحِبَرة
والطِّيبَة والخِيَرة والطِّيَرة قال ولا أَعرف غيره فإِن أَردتَ جمعَه في أَدنى
العدد جمعته بالتاءِ فقلت عِنَبات وفي الكثير عِنَبٌ وأَعنابٌ والعِنَبُ الخَمْر
حكاها أَبو حنيفة وزعم أَنها لغة يمانية كما أَنّ الخمرَ العِنَبُ أَيضاً في بعض
اللغات قال الراعي في العنب التي هي الخمر
ونازَعَني بها إِخوانُ صِدْقٍ ... شِواءَ الطَّيْرِ والعِنَبَ الحَقِينَا
ورجل عَنَّابٌ يبيع العِنَب وعانِبٌ ذو عِنَب كما يقولون تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو
لَبَن وتَمْر ورجل مُعَنَّبٌ بفتح النون طويل وإِذا كان القَطِرانُ غليظاً فهو
مُعَنَّبٌ وأَنشد
لو أَنّ فيه الحَنْظَلَ المُقَشَّبا ... والقَطِرانَ العاتِقَ المُعَنَّبا
والعِنَبةُ بَثْرة تَخْرُجُ بالإِنسان تُعْدِي ( 1 )
( 1 قوله « تعدي » كذا بالمحكم بمهملتين من العدوى وفي شرح القاموس تغذي بمعجمتين
من غذي الجرح إِذا سال ) وقال الأَزهري تَسْمَئِدُّ فتَرِمُ وتَمْتَلِئُ ماء
وتُوجِع تأْخُذُ الإِنسانَ في عَيْنه وفي حَلْقه يقال في عينه عِنَبة والعُنَّابُ
من الثَّمَر معروف الواحدة عُنَّابةٌ ويقال له السَّنْجَلانُ بلسان الفرس وربما
سمي ثَمر الأَراك عُنَّاباً والعُنَّابُ العَبِيراءُ والعُنَابُ الجُبَيْلُ ( 2 )
( 2 قوله « والعناب الجبيل إلخ » هذا وما بعده بوزن غراب وما قبله بوزن رمان كما
في القاموس وغيره ) الصغير الدقيقُ المنتصبُ الأَسْوَدُ والعُنَابُ النَّبكةُ
الطويلةُ في السماءِ الفاردة المُحدَّدةُ الرأْس يكون أَسودَ وأَحمر وعلى كل لون
يكون والغالبُ عليه السُّمْرة وهو جبلٌ طويل في السماءِ لا يُنْبت شيئاً مُسْتدير
قال والعُنابُ واحدٌ قال ولا تَعُمّه أَي لا تَجْمعه ولو جَمَعْتَ لقلتَ العُنُب
قال الراجز كَمَرَةٌ كأَنها العُنابُ [ ص 631 ]
والعُنَاب وادٍ والعُنَابُ جبل بطريق مكة قال المَرَّار
جَعَلْنَ يَمينَهُنّ رِعانَ حَبْسٍ ... وأَعْرَضَ عن شَمائِلها العُنَابُ ( 1 )
( 1 قوله « رعان حبس » بكسر الحاء وفتحها كما ضبط بالشكل في المحكم وبالعبارة في
ياقوت وقال هو جبل لبني أسد ثم قال قال الأصمعي في بلاد بني أسد الحبس والقنان
وأبان أي كسحاب فيهما إلى الرمة والحميان حمى ضرية وحمى الربذة والدو والصمان
والدهناء في شق بني تميم فارجع إليه )
والعُنَابُ بالتخفيف الرجلُ العظيمُ الأَنْفِ قال
وأَخْرَقَ مَبْهُوتِ التَّراقِي مُصَعَّدِ ال ... بَلاعِيمِ رِخْوِ المَنْكِبَيْنِ
عُنَاب
والأَعْنَبُ الأَنفُ الضَّخْم السَّمِجُ والعُنَابُ العَفَلُ وعُنابُ المرأَة
بَظْرُها قال
إِذا دَفَعَتْ عنها الفَصيلَ برجْلِها ... بَدَا من فُروجِ البُرْدَتَيْنِ
عُنابُها
وقيل هو ما يُقْطَعُ من البَظْرِ وظَبْيٌ عَنَبَانٌ نشيطٌ قال
كما رأَيتَ العَنَبانَ الأَشْعَبا ... يوماً إِذا رِيعَ يُعَنِّي الطَّلَبا
الطَّلَب اسمُ جمع طالبٍ وقيل العَنَبانُ الثَّقيلُ من الظِّباءِ فهو ضِدّ وقيل هو
المُسِنُّ من الظِّباءِ ولا فعل لهما وقيل هو تَيْسُ الظِّباءِ وجمعُه عِنْبانٌ
والعُنْبَبُ كثرةُ الماءِ وأَنشد ابن الأَعرابي
فَصَبَّحَتْ والشمسُ لم تَقَضَّبِ ... عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجَ العُنْبَبِ
ويروى تُقَضِّبِ ويُرْوَى نَجُوج وعُنْبَبٌ موضع وقيل وادٍ ثلاثيٌّ عند سيبويه
وحمله ابن جني على أَنه فُنْعَل قال لأَنه يَعُبُّ الماءَ وقد ذكر في عبب
وعَنَّابٌ اسم رجل وعَنَّابُ بن أَبي حارثة ( 2 )
( 2 قوله « وعناب بن أبي حارثة » كذا في الصحاح أيضاً وقال الصاغاني هو تصحيف
والصواب عتاب بمثناة فوقيه وتبعه المجد ) رجلٌ من طَيٍّ والعُنابةُ اسم موضع قال
كثير عزة
وقُلْتُ وقد جَعَلْنَ بِراقَ بَدْرٍ ... يَميناً والعُنابةَ عن شِمالِ
وبئر أَبي عِنَبة بكسر العين وفتح النون وردت في الحديث وهي بئر معروفة بالمدينة
عَرَضَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَصحابَه عندَها لمَّا سار إِلى بَدْرٍ
وفي الحديث ذكر عُنابةَ بالتخفيف قارةٌ سوداءُ بين مكة والمدينة كان زينُ العابدين
يسكنها