الأَمَلُ كجَبَلٍ ونَجْمٍ وشِبرٍ الأخيرةُ عن ابن جِني : الرَّجاءُ والأولَى من اللّغات هي المَعْرُوفَة . ثم ظاهِرُ كلامِه كغيرِه أن الأَملَ والرَّجاءَ شيءٌ واحِدٌ وقد فَرَّق بينَهما فُقهاءُ اللُّغة قال المُناوِيّ : الأَمَلُ : تَوقُّعُ حُصُولِ الشيء وأكثرُ ما يُستَعْمَلُ فيما يُستَبعَدُ حصولُه فمَن عَزَم علَى سَفَرٍ إلى بَلَدٍ بَعِيدٍ يقول : أمّلْتُ ولا يقول : طَمِعْتُ إلاَّ إن قَرُب مِنها فإنّ الطَّمَع ليس إلاَّ في القَرِيب . والرَجاءُ بينَ الأملِ والطَّمعِ فإنّ الرّاجِيَ قد يَخاف أن لا يَحصُلَ مأمولُه فليس يُستَعمَل بمعنى الخَوْفِ . ويُقال لِما في القَلْبِ مِمّا يُنالُ مِن الخيرِ : أَمَلٌ ومِن الخَوْف : إيحاشٌ ولِما لا يكون لِصاحِبِه ولا عليه : خَطَرٌ ومِن الشَّرِّ وما لا خَيرَ فيه : وَسْواسٌ . وقال الحَرَّانِي : الرَّجاءُ : تَرَقبُ الانتفاعِ بما تقدَّم له سَبَبٌ ما . وقال غيره : هو لُغَةً : الأَمَلُ وعُرْفاً : تَعَلُّقُ القَلْب بحُصولِ مَحْبوبٍ مُستَقْبَلاً : قاله ابنُ الكَمال . وقال الراغِب : هو ظَنٌّ يَقْتَضِي حُصولَ ما فيه مَسَرَّةٌ . ج : آمالٌ كأَجْبالٍ وأفْراخٍ وأَشْبارٍ . أَمَلَهُ يَأْمُلُهُ أَمْلاً بالفتح المصدرُ عن ابنِ جني . وأَمَّلَهُ تَأْمِيلاً : رَجاهُ قولُهم : ما أَطْوَلَ إِمْلَتَهُ بالكسرِ : أي أَمَلَهُ . وهي كالرِّكْبَةِ والجِلْسَةِ . أو تَأْمِيلَهُ وهذا عن اللِّحْيانيّ . وتَأَمَّلَ الرجُلُ : تَلَبَّثَ في الأَمْرِ والنَّظَرِ وانْتَظَر قال زُهَيرُ بن أبي سُلْمَى :
" تَأَمَّلْ خَلِيلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائِنٍتَحَمَّلْنَ بِالعَلْياءِ مِن فَوْقِ جُرْثُمِ وقال المَرّارُ بن سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ :
تَأمَّلُ ما تَقُولُ وكنتَ حَياًّ ... قَطامِيّاً تَأَُّملُه قَلِيلُ وقِيل : تَأَمَّلَ الشيء : إذا حَدَّقَ نَحْوَه وقِيل : تَدَبَّرَهُ وأعَاد النَّظَرَ فيه مًرَّةً بعدَ أخْرَى لِيتحقَّقَه . الأَمِيلُ كأَمِيرٍ : ع وله وَقْعَةٌ قُتِل فيها بِسطامُ بنُ قَيس قاله أبو أحمدَ العَسكَرِيُّ وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ للفَرزدَق :
وهُمُ على هَدَبِ الأمِيلِ تَدارَكُوا ... نَعَماً تُشَلُّ إلى الرَّئيسِ وتُعْكَلُ الأَمِيلُ : اسمُ الحَبلِ مِن الرَّمْلِ مَسِيرةَ يَوْمٍ وفي المُعْجَم : مَسِيرةَ أيّامٍ طُولاً مَسِيرةَ مِيلٍ أو نَحْوِه عَرضاً أو هو المرتَفِعُ منه المُعْتَزِلُ عن مُعْظَمِهِ . قال ذو الرّمّة :
وقَدْ مالَتِ الجَوْزاءُ حَتَّى كأنَّهَا ... صَوَارٍ تَدَلَّى مِنْ أَمِيلٍ مُقابِلِ وقال العَجَّاجُ :
" كالْبَرْقِ يَجْتَازُ أَمِيلاً أَعْرَفَا ج : أُمُلٌ كَكُتُبٍ قال سِيبَوَيْه : لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك قال الرَّاعِي :
مَهارِيسُ لاقَتْ بالوَحِيدِ سَحابَةً ... إلى أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ السَّلاسِلِ الأمُولُ كصَبُورٍ : ع باليَمَنِ بل مِخْلافٌ مِن مَخالِيفِها قال سَلْمَى بن المُقْعَد الهُذَلِي :
رِجالُ بني زُبَيدٍ غَيَّبَتْهُمْ ... جِبالُ أَمُولَ لا سُقيَتْ أمُولُالمُؤَمَّلُ كمُعَظَّمٍ : الثَّامِنُ مِن خَيلِ الحَلْبَةِ العَشرة المتقدّم ذِ كْرُها . والأَمَلَةُ مُحَرَّكَةً : أَعْوانُ الرَّجُلِ واحِدُهم : آمِلٌ قاله ابنُ الأعرابِي وكذلك الوَزَعَةُ والفَرَعَةُ والشرَطُ والتَّواثِير والعَتَلَةُ . وآمُلُ كآنُكٍ : د بَطَبرِسْتانَ في السَّهْلِ وهو أكبرُ مدينةٍ بها بينَها وبينَ سارِيَةَ : ثَمانِيةَ عَشَرَ فَرسَخاً وبينَ الرُّويان : اثْنا عَشَر فَرسَخاً وبينَ سالُوسَ : عِشْرُون فَرسَخاً . وتُنْسَبُ إليها البُسُطُ الحِسانُ والسَّجَّاداتُ الطَّبَرِيَّةُ . وقد خَرَج منه خَلْقٌ مِن العُلماء لكنّهم قَلَّما يَنْتسِبون إلى غيرِ طَبَرِسْتانَ فيقال لَهُم : الطَّبَرِيُّ . منهم الإمام أبو جعفر مُحمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ الآمُلِيُّ صاحب التفسيرِ والتاريخِ المشهورِ أصلُه ومَولِدُه آمُل مات سنة 310 . والفَضْلُ بنُ أحمدَ الزّهْرِيُّ وأحمد بن هارون وأبو إسحاق إبراهيمُ بن بَشّار وأَبو عاصِم زُرعةُ بن أَحْمَدَ بنِ محمّدِ بن هِشامٍ وإسماعيلُ بنُ أَحْمَد بن أبي القاسِم الآمُلِيونَ المُحَدِّثُون الأَخيرُ أجاز لأبي سعد السَّمْعاني ومات سنة 529 . آمُلُ أيضاً : د علَى مِيلٍ مِن جَيحُونَ في غَرْبيِّه على طريقِ القاصدِ إلى بُخارى مِن مَروَ ويُقابِلها في شَرقي جَيحُونَ فَرَبْرُ ويُقال لها : آمُلُ زَمّ وآمُلُ جَيحُونَ وآمُلُ الشَّطِّ وآمُلُ المَفازَة لأنّ بينَها وبَينَ مَروَ رِمالاً صعبةَ المَسلَك وَمفازَةً أشْبَهُ بالمَهْلَك . والعامَّةُ من العجم تقول : آمُو وآمُّويَه على الاختصارِ والعُجْمة والصَّواب آمُلُ ورُبَّما ظنَّ قومٌ أنّ هذه أسماءٌ لعِدّة مُسَمَّيات وليس الأمرُ كذلك . وبينَ زَمّ التي يضِيفُ بعضُ الناسِ آمُلَ إليها وبَينَها أربع مَراحِلَ وبينَ آمُلَ هذه وبينَ خُوارَزْمَ نحو اثنَتَي عشرةَ مَرحَلَةً وبينَها وبينَ مَرو الشاهْجان سِتَّةٌ وثلاثون فَرسخاً وبينَها وبينَ بُخارى سَبعةَ عَشَرَ فَرسخاً . منه أبو عبدِ الرحمن عبدُ الله بن حَمّاد بن أيوب بن موسى الآمُليُّ حدَّث عن عبد الغَفّار بن داوُدَ الحَرّاني وأبي جُماهِر محمّد بن عثمان الدِّمشقي ويحيى بنِ مَعِينٍ وغيرِهم . وهو شيخُ البُخارِيّ رَوى عنه عن يحيى بن مَعِين حديثاً وعن سلَيمانَ بن عبد الرحمن حديثاً آخَرَ . وروى عنه أيضاً الهَيثَمُ بن كُلَيب الشَّاشِيُّ ومحمّدُ بن المُنْذِر بن سعيد الهَرَوِيُّ شَكَّر وغيرُهم ومات في سنة 269 . وعبدُ الله بن علي أبو محمد الآمليُّ عن محمّد بن منصور الشّاشي . وخلفُ بن خَيام الآمُلِي . وأحمدُ بن عَبْدَةَ الآمُلِي شيخُ أبي داوُدَ صاحبِ السُّنَن وشيخُ الفَضْلِ بن محمد بن علي وهو رَوى عن عبدِ الله بن عُثمانَ بن جَبَلة المعروفِ بعَبدانَ المَروَزِيّ وغيرِه . وموسى بن حسن الآمُليُّ عن أبي رَجاء البَغْلانيّ . والفَضْلُ بن سهل بن أحمدَ الآمُلِيُّ عن سعيد بن النَّضْرِ بن شُبرُمَة . وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علي الآمُلِي . وإسحاقُ بن يعقوب بن إسحاق الآملِي وغيرُهم مُحَدِّثون
وممّا يُستَدْرَكُ عليه : ناقَةٌ أُمُلُّةٌ بضمَّتين واللامُ مشدَّدة ونُوقٌ أُمُلَّاتٌ وهي الجِلَّةُ . والمُؤَمَّلُ كمُعَظَّم : الأَمَلُ . ومؤَمَّل : مِن الأعلام . وفي المَثَل : قد كان بَين الأَمِيلَيْنِ مَحَلٌّ : أي قد كان في الأرضِ مُتَّسَعٌ عن الأصمَعِي . وأبو الوَفاءِ بَدِيلُ بن أبي القاسمِ بن بَدِيلٍ الخُوَيِّيّ الإِمْلِيّ بكسرٍ فسكون : منسوبٌ إلى إِمْلَةَ وهو التَّمْتامُ بلُغة خُوَىّ وكان جَدُّه تَمْتاماً فلُقِّب بذلك ونُسِب حفيدُه إليه كان فقيهاً تُوفي سنةَ 530 . وكزبَير : أُمَيلُ بن إبراهيمَ المَروَزِيّ عن ابن حمزةَ السُّكَّريّ . والمُؤمَّلُ بن أُمَيل : شاعِرٌ . وأبو حفص عمرُ بن حسن بن مَزْيَد بن أُمَيلَةَ المَراغِيّ كجُهَينةَ : مُحَدِّثُ العِراق رَوى عن الفَخْر ابن البُخارِيّ وغيرِه
خَابَ يَخِيبُ خَيْبَةً : حُرِمَ ومنه خَيَّبَهُ اللهُ أَي حَرَمَه وخَيَّبْتُه أَنَا تَخْيِيباً والخَيْبَةُ : الحِرْمَانُ والخُسْرَانُ وقَدَ خَابَ يَخِيبُ ويَخُوبُ وخَاب : خَسِرَ عن الفراء وخاب : كَفَرَ عن الفَرّاء أيضاً وخاب سَعْيُه وأَمَلُه : لمْ يَنَلْ ما طَلَبَ والخَيْبَةُ : حِرْمَانُ الجَدِّ وفي المَثَل " الهَيْبَةُ خَيْبَةٌ " ومَنْ هَابَ خَابَ وفي الحديث " خَيْبَةً لَكَ " و " يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ " ويقال : خَيْبَةٌ لِزَيْدٍ وخَيْبَةً لِزَيْدٍ بالرَّفْعِ والنَّصْبِ فالرفعُ على الابتداءِ والنَّصْبُ على إضْمارِ فِعْلٍ وهو دُعَاءٌ عَلَيْهِ وكذلك قولُهم سَعْيُهُ فِي خَيَّابِ بنِ هَيَّابٍ مُشَدَّدَتَيْنِ وكذا بَيَّابِ بنِ بَيَّابٍ أَيْ في خَسَار زَادَ الصَّاغَانيّ بَيَّاب هو مَثَلٌ لَهُمْ ولا يَقُولُونَ منه : خَابَ وَلاَ هَابَ والخَيَّابُ أَيضاً القِدْحُ الذي لاَ يُورِي وهو مجازٌ وأَما ما أَنشده ثَعلبٌ :
" اسْكُتْ وَلاَ تَنْطِقْ فَأَنْتَ خَيَّابْ
" كُلُّكَ ذُو عَيْبٍ وأَنْتَ عَيَّابْ يجوز أَن يكونَ فَعَّالاً من الخَيْبَة ويجوزُ أَن يُعْنَى به أَنّه مِثْلُ هذا القِدْح الذي لا يُورِي وفي حديث عَلِيٍّ كَرَّم الله وجهَه " مَنْ فَازَ بِكُمْ فَقَدْ فَازَ بالقِدْح الأَخْيَبِ " أَي بالسَّهْمِ الخَائِبِ الذي لا نَصِيبَ له من قِدَاحِ المَيْسِرِ وهي ثَلاَثَةٌ : المَنِيحُ والسَّفيحُ والوَغْد ومن المجاز : قَوْلُهُم : فُلاَنٌ وَقَعَ في وَادِي تُخُيِّبَ على تُفُعِّلَ بِضَمِّ التَّاءِ والخَاءِ وفَتْحِهَا أَي الخَاءِ وكَسْرِ اليَاءِ غير مَصْرُوفٍ أَي في البَاطِلِ عن الكسائيّ ومثله في الأَساس وغيره
وذكر الصاغانيّ هنا عن أَبي زيد : خَاءِبِكَ عَلَيْنَا أَيِ اعْجَلْ وأَنشد قولَ الكميت :
" إذَا مَا شحَطْنَ الحَادِيَيْنِ حَسِبْتَهُمْبِخَاءِبِكَ اعْجَلْ يَهْتِفُونَ وحَيَّهَلْ قال : وإن قُلْتَ خَابِكَ جَازَ قال : ذكره الجوهريُّ في آخِرِ الكِتَاب والأَزهَرِيُّ هنا
قلْتُ : وتقدَّم للمصنّف في أَول الهمز وقد ذكرناه هناك وأَشْبَعْنَا عليه الكلامَ فراجِعْه والله أعلم
فصل الدال المهملة مع الباء
القَصْدُ : استقامَةُ الطَّرِيقِ وهكذا في المُحكم والمُفْرَدات للراغب . قال الله تعالى في كتابه العزيز : " وعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ " أي على الله تَبْيِينُ الطريقِ المستقيمِ والدُّعَاءُ إِليه بالحُجَجِ والبَرَاهينِ الوَاضِحَةِ ومِنْهَا جَائرٌ أَي ومِنها طَرِيقٌ غيرُ قاصِدٍ . وطَرِيقٌ قاصِدٌ سَهْلٌ مُستقيمٌ وسيأْتي . ومثلُه في البصائرِ : وزاد في المفراداتِ : كأَنه يَقْصد الوَجْهَ الذي يَؤُمُّه السالِكُ لا يَعْدِل عنه فهو كنَهرٍ جارٍ وأَورده الزمخشريُّ في الأَساس من المجاز . القَصْدُ الاعْتِمَادُ والأَمُّ تقول : قَصَدَه وقَصَدَ لَهُ وقَصَدَ إِلَيْهِ بمعنىً يَقْصِدُه بالكسر وكذا يَقْصِد له ويَقْصد إِليه . وفي اللسانِ والأَساسِ : القَصْدُ : إِتْيَانُ الشيْءِ يقال : قَصَدْتُ له وقَصَدْت إِليه . وإِليكَ قَصْدِي . وأَقْصَدَني إِليك الأَمْرُ . من المجاز : القَصْدُ في الشيْءِ : ضِدُّ الإِفْراطِ وهو ما بين الإِسرافِ والتَّقْتِير والقَصْدُ في المَعِيشَة : أَن لا يُسْرِف ولا يُقَتِّرَ وقَصَدَ في الأَمْرِ لم : يَتجاوَزْ فيه الحَدَّ وَرَضِيَ بالتَّوَسُّطِ لأَنه في ذلك يَقْصَدُ الأَسَدَّ كالاقْتِصادِ يقال : فُلانٌ مُقْتَصِدٌ في المَعِيشة وفي النَّفَقَة وقد اقْتَصَد . واقْتَصَدَ في أَمرِه : استقامَ . وفي البصائر للمصنِّف : واقْتَصَدَ في النَّفَقَةِ : تَوَسَّطَ بين التَّقْتِيرِ والإسراف قال صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ ولا عالَ مَن اقْتَصَدَ . ومن الاقتصاد ما هو مَحْمُودٌ مُطْلَقاً وذلك فيما له طَرفانِ : إِفراطٌ وتَفْرِيطٌ كالجُودِ فإِنه بين الإِسرافِ والبُخْلِ وكالشَّجاعَة فإِنها بين التَّهَوُّرِ والجُبْنِ . وإِليه الإِشارةُ بقولِه " والَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا " ومنه ما هو مُتَرَدِّدٌ بين المَحْمُودِ والمَذْمومِ وهو فيما يقع بين محمودٍ ومَذمومٍ كالوَاقِع بين العَدْلِ والجَوْرِ وعلى ذلك قولُه تعالى : " فمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِه وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ " انتهى . وفي سر الصناعة لابن جِنّى : أَصلُ ق ص د ومَواقِعها في كلامِ العرب : الاعتِزامُ والتَّوَجُّه والنُّهُودُ والنُّهوضُ نحوَ الشيْءِ على اعْتِدَالٍ كانَ ذلك أَو جَوْرٍ هذا أَصلُه في الحقيقة وِإن كان قديُحَضُّ في بعْضِ المواضع بقَصْدِ الاستقامَة دُونَ المَيْلِ أَلاَ تَرَى أَنَّكَ تَقْصِدُ الجَوْرَ تارَةً كما تَقْصِد العَدْلَ أُخْرَى ؟ فالاعتزامُ والتَّوَجُّه شامِلٌ لهما جَميعاً عن ابن بُزُرج : القَصْد : مُوَاصَلَةُ الشاعِرِ عَمَلَ القَصائدِ وإِطالَتُه كالاقْتِصادِ هكذا في النُّسخ التي بأَيدينا والصواب : كالإِقْصَادِ قال :
" قَدْ وَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِي الهَزْهَازْ
" تَدْفَعُ عَنْ أَعْنَاقِها بِالأَعْجَازْ
" أَعْيَتْ عَلَى مُقْصِدِنا والرَّجَّازِ
قال ابن بُزُرْج : أَقْصَدَ الشاعرُ وأَرْمَل وأَهْزَج وأَرْجَزَ من القَصِيد والرَّمَل والهَزَج والرَّجَز . القَصْدُ : رَجُلٌ لَيْسَ بالجَسيمِ ولا بالضَّئيلِ وكُلُّ ما بَيْنَ مُسْتَوٍ غيرِ مُشْرِفٍ ولا ناقِصٍ فهو قَصْدٌ كالمُقْتَصِدِ والمُقَصَّدِ كمُعَظَّم والثاني هو المعروف وفي الحديث عن الجَرِيرِيّ قال كنت أَطوفُ بالبَيْتِ مع أَبي الطُّفَيل فقال : ما بقي أَحدٌ رأَى رسولَ الله صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ غيري قال : قلتُ له : وَرَأَيْتَه ؟ قال : نعم قلتُ : فكيف كانَ صِفَتُه ؟ قال : كان أَبيضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً . قال : أَراد بالمُقَصَّدِ أَنه كان رَبْعَةً . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : المُقَصَّدُ من الرجالِ يكون بمعنَى القَصْدِ وهو الرَّابْعَةُ . وقال الليث : المُقَصد من الرجال : الذي ليسَ بِجَسيمٍ ولا قَصيرٍ . وقد يُسْتَعْمَل هذا النعْتُ في غير الرِّجال أَيضاً . وقال ابنُ الأَثير في تفسير المُقْصَّد في الحديث : هو الذي ليس بطَويلٍ ولا قَصيرٍ ولا جَسيم كأّنّ خَلْقَه نُحِيَ به القَصْدُ من الأُمورِ والمُعْتَدِل الذي لا يَمِيل إِلى أَحدِ طَرَفَيِ التفريطِ والإِفراط . القَصْدُ : الكَسْرُ بأَيِّ وَجْهٍ . وفي بعض الأُمهات : في أَيّ وَجْهٍ كَانَ تقول : قَصَدْتُ العُودَ قَصْداً : كَسَرْتُه أَو هو الكَسْرُ بِالنِّصْفِ كالتَّقْصِيد قَصَدْتُه أَقْصِدْه وقَصَّدْتُه تَقْصيداً وانْقَصَدَ وتَقَصَّدَ أَنشد ثعلب :
إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ عَلَى ثَفِنَاتِهَا ... عَلَى قَصَبٍ مِثْلِ اليَرَاعِ المُقَصَّدِ شبَّه صوْتَ الناقَةِ بالمَزاميرِ . وقد انقَصَدَ الرُّمْحُ : انكَسَر بِنِصْفَيْنِ حتى يَبِينَ وفي الحديث : كانت المُدّاعَسَةُ بالرِّماحِ حتى تَقَصَّدَتْ . أَي تَكَسَّرَتْ وصارَت قِصَداً أَي قِطَعاً . القَصْدُ : العَدْلُ قال أَبو اللحام التَّغْلبيّ :
عَلَى الحَكَمِ المَأْتِيِّ يَوْماً إِذَا قَضَى ... قَضِيَّتَهَ أَن لا يَجُورَ ويَقْصِدُ قال الأَخفش : أَراد : ويَنْبَغِي أَن يَقْصِد فلما حَذَفه وأَوْقَع يَقْصِد مَوقِعَ يَنْبَغِي رفَعه لوقوعه موقع المَرْفُوعِ . وقال الفَرّاءُ : رَفعه للمخالفةِ لأَن معناه مُخَالِفٌ لما قَبْلُه فخُولِف بينهما في الإِعراب . قال ابن بَرِّيّ : معناه : على الحَكَمِ المَرْضِيِّ بِحُكْمهِ المَأْتِيِّ إِليه لِيَحْكُمَ أَن لا يَجُورَ في حُكْمِه بل يَقْصِد أَي يَعْدِل ولهذا رفعه ولم يَنصبه عَطفاً على قوله أَن لا يَجُورَ لفسادِ المعنى لأَنه يَصيرُ التقديرُ عليه أَن لا يجور وعليه أَن لا يَقْصِد وليس المَعْنَى على ذلك بل المَعْنَى : ويَنْبَغِي له أَن يَقْصِد وهو خَبَرٌ بمعنَى الأَمْرِ أَي ولْيَقْصِد . وفي الحديث القَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوأ أَي عليكم بالقَصْدِ في الأُمور في القول والفِعل وهو الوَسَطُ بين الطَرفَينِ وهو منصوبٌ على المَصْدَرِ المُؤَكَّد وتَكراره للتأْكيد . وفي بعض النسخ : والقول بدل والعدل وهو غلط . والقَصْدُ التَّقْتِيرُ هكذا في نسختنا وفي أُخرى مُصحَّحَة التفسير وكل منهما غير ملائمٍ للمقامِ والذي يقتضيه كلامُ أَئمة الغَرِيب : والقَصْدُ : القَسْرُ بالقاف والسين ففي اللسان : قَصَدَه قَصْداً : قَسَرَه أَي قَهَره وهو الصوابُ . والله أَعلم
القَصَدُ بالتَّحرِيكِ : العَوْسَجُ يَمانية عن أَبي حنيفة وقَصَدُ العَوْسَجِ ونَحْوِهِ كالأَرْطَي والطَّلْحِ : أَغْصَانُه النَّاعِمَةُ وعَبَلُه وقد قَصَّدَ العَوْسَجُ إِذا أَخرجَ ذلك كذا في الأَفعال لابن القَطَّاع . القَصَدُ : الجُوعُ القَصَد : مَشْرَةُ العِضَاهِ وهي بَرَاعِيمُها وما لاَنَ قَبْلَ أَنْ يَعْثُوَ وقد أَقْصَدَت العِضَاهُ وقَصَّدَتْ كالقَصِيد الأَخيرةُ عن أَبي حنيفة وأَنشد :
وَلاَ تَشْعَفَاها بِالجِبَالِ وَتَحْمِيَا ... عَلَيْهَا ظَلِيلاَتٍ يَرِفُّ قَصِيدُهَاوعن الليث : القَصَدُ : مَشْرَةُ العِضَاه أَيَّامَ الخَرِيف تُخْرِج بعْدَ القَيْظِ الوَرقَ في العِضَاهِ أَغصانٌ رَطْبَةٌ غَضَّةٌ رِخَاصٌ تُسَمَّى كُلُّ واحدةٍ منها قَصَدَةٌ . أَو القَصَدَةُ مِنْ كُلِّ شَجرةٍ شائِكَةٍ أَي ذات شَوْك : أَنْ يَظْهَرَ نَبَاتُهَا أَوَّلَ ما نَبْبُت . وهذا عن ابنِ الأَعرابيّ . قَصُدَ البَعِيرُ ككَرُمَ قَصَادَةً بالفتح : سَمِنَ فهو قَصِيدٌ . نقَلَه الصاغانيّ
والقِصْدَةُ بالكسر : القِطْعَةُ مِمَّا يُكْسَرُ قِصَدٌ كِعنَبٍ وكلُّ قِطْعَةٍ قِصْدَة ورُمْحٌ قَصِدٌ ككَتِفٍ وقَصِيدٌ كأَميرٍ بَيِّنُ القَصَدِ رُمْحٌ أَقْصَادٌ أَي مُتَكَسِّرٌ وفي الأَساسِ : رُمْح قَصِيدٌ سَريع الإنكسارِ ؛ وفي التهذيب : وإِذا اشْتَقُّوا له فِعْلاً قالوا : انْقَصَد وقَلَّمَا يَقولون قَصِدَ إِلاَّ أَنَّ كُلَّ نَعْتٍ على فَعِلٍ لا يمْنَع صُدُورُه من أنْفَعَلَ . وأَنشد أَبو عُبَيدٍ لقَيْس بنِ الخَطِيمِ :
تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأّنَّهَا ... تَذَرُّعُ خُرْصَانٍ بِأَيْدِي الشَّوَاطِبِ وقال آخر :
" أَقْرُو إِلَيْهِم أَنَابِيبَ القَنَا قِصَدايريد : أَمشي إِليهم على كِسَرِ الرِّماح ؛ وقال الأَخفش في رُمْحٍ أَقْصَادٍ : هذا أَحَدُ ما جاءَ على بِنَاءِ الجَمْعِ . وفي اللسان : وقَصَدَ له قِصْدَةً مِنْ عَظْمٍ وهي الثُّلُث أَو الرُّبعُ من الفَخِذ أَو الذِّراعِ أَو السَّاقِ أَو الكَتِف ؛ والذي في أَفعال ابنِ القَطَّاع وقَصَدَ مِن العَظْمِ قِصْدَةً : دون نِصْفِه إِلى الثُّلُث أَو الرُّبع والقَصِيدُ مِن الشِّعْرِ : ما تَمَّ شَطْرُ أَبْيَاتِه . وفي التهذيب : شَطْرُ أَبْنِيَتِهِ سُمِّيَ بذلك لكَماله وصِحَّةِ وَزْنه وقال ابنُ جِنِّي : سُمِّيَ قَصِيداً لأَنه قَصِدَ واعْتُمِدَ وإِن كانَ ما قَصُرَ منه واضْطَرَب بِنَاؤُه نحو الرَّمَل والرَّجَز شِعْراً مُرَاداً مَقصوداً وذلك أَنْ ما تَمَّ من الشِّعر وتَوَفَّر آثَرُ عندَهم وأَشَدُّ تَقَدُّماً في أَنْفُسِهم مما قَصُرَ واخْتَلَّ فسَمَّوْا ما طالَ ووَفَرَ قَصِيداً أَي مُرَاداً مَقصوداً وإِن كان الرَّملُ والرَّجَز أَيضاً مُرَادَيْنِ مَقْصُودَيْنِ . والجَمْعُ قَصَائِدُ وربَّما قالوا : قَصِيدَةٌ . وفي الصحاح : القَصِيدُ جَمْعُ القَصِيدَة . كسَفِينٍ جمعُ سَفِينةٍ وقيل : الجَمْعُ قَصائدُ وقَصِيدٌ . قال ابن جِنِّي : فإِذا رأَيْتَ القصيدَةَ الوَاحِدَةَ قد وَقَعَ عليها القَصِيدُ بلا هاءٍ فإِنما ذلك لأَنه وُضِعَ على الواحِد اسمُ الجِنْسِ اتِّساعاً كقولِك : خَرجْتُ فإِذا السَّبعُ وقتَلْتُ اليومَ الذِّئْبَ وأَكَلْت الخُبْزَ وشَرِبت الماءَ . ولَيْسَ إِلاَّثَلاَثَةَ أَبْيَاتٍ فَصَاعِداً أَو سِتَّةَ عَشَرَ فَصَاعِداً . قال أبو الحَسَن الأَحْفَشُ : ومَّما لا يَكاد يُوجَد في الشِّعْر البَيْتَانِ المُوطَآن ليس بينهما بيت والبيتان الموطآن وليست القصيدةُ إِلاَّ ثلاثَة أَبياتٍ فجعلَ القصيدَة علَى ثلاثةِ أَبياتٍ ؛ قال ابنُ جِنَى : وفي هذا القول من الأَحْفَش جَوَازٌ وذلك لِتسميته ما كان على ثَلاثَةِ أَبياتٍ قَصيدةً . قال : والذي في العادة أَنْ يُسَمَّى ما كانَ على ثلاثةِ أَبياتٍ أَو عَشَرَةٍ أَو خَمْسَةَ عَشَرَ : قِطْعَةً . فأَمَّا ما زاد على ذلك فإِنما تُسميه العَرَب قَصِيدةً وقال الأَخفش مَرَّة : القَصِيدُ من الشعر هو الطَّوِيلُ والبَسِيطُ التَّامُ والكامِلُ التامُّ والمَدِيد التامُّ والوافِرُ التامُّ والرجَز التامُّ والخَفيف التامُّ وهو كلُّ ما تَغَنَّى به الرُّكْبَانُ . قال : ولم نسمعهم يتَغَنُّوْن بالخَفِيف . ومعنَى قولِه : المَدِيدُ التامُّ والوافِرُ التامُّ أَتّمُّ ما جاءَ مِنْهُمَا في الاستعمالِ أَعْنِي الضَّرْبَيْنِ الأَوّليْنِ مِنْهُمَا فأَمَّا أَن يَجِيئا على أَصْلِ وَضْعِهما في دائرتَيْهِما فذلك مَرْفُوض مُطَّرَحٌ كذا في اللسان . قيل : سُمِّيَ قَصِيداً لأَنَّ قائلَه احْتَفَل له فنَقَّحه باللْفظِ الجَيِّد والمَعْنَى المُخْتار وأًصْلُه من القَصِيد وهو المُخُّ الغليظُ السِّمِينُ الذي يَتَقَصَّد أَي يَتَكَسَّر لِسِمَنِهِ وضِدُّه الرَّارُ وهو المُخُّ السائلُ الذي يَمِيعُ كالماءِ ولا يَتَقَصَّدُ . والعربُ تَستعيرُ السِّمَنَ في الكلامِ الفصيحِ فتقولُ : هذا كَلاَمٌ سَمِينٌ أَي جَيِّد وقالوا : شِعْرٌ قُصِّدَ إِذا نُقُّحَ وجُوِّدَ وهُذِّب وقيل : سُمِّيَ الشِّعْرُ التامُّ قَصيداً لأَن قائلَه جَعَلَه مِن بَالِه فَقَصَدَ له قَصْداً ولم يَحْتَسِه حَسْياً على ما خَطَر بِبَالِه وجَرَى عَلى لِسَانِه بل رَوَّى فيه خاطِرُه . واجْتَهَد في تَجْوِيده ولم يَقْتَضِبْهُ اقْتِضَاباً فهو فَعِيلٌ مِن القَصْدِ وهو الأَمُّ ومنه قولُ النابِغَةِ :
" وقَائِلَةٍ مَنْ أَمَّهَا وَاهْتَدَى لَهَازِيَادُ بْنُ عَمُرٍو أَمَّهَا وَاهْتَدَى لَهَا اَرادَ قَصِيدَته التي يقول فيها :
" يا دَارَميَّةَ بِالعَلْياءِ فَالسَّنَدِ والقَصِيدةُ المُخَّةُ إِذا خَرَجَتْ مِنَ العَظْمِ وإِذا انْفَصَلتْ مِن مَوْضعِها أَو خَرجتْ قيل : انْقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ وقد قَصَدَهَا قَصْداً وقَصَّدَهَا : كَسَرَهَا . أَو دُونَهُ كالقَصُودِ بالفتح قال أَبو عُبَيْدة : مُخٌّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ وهو دونَ السَّمِين وفوقَ المَهْزُولِ القَصِيد : العَظْمُ المُمِخُّ وعَظْم قَصِيدٌ : مُمِخٌّ أَنشد ثعلبٌ :وهُمْ تَرَكُوكُمْ لا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ ... هُزَالاً وكانَ العَظْمُ قَبْلُ قَصِيدَا أَي مُمِخًّا وإِن شِئتَ قُلتَ : أَرادَ ذَا قَصِيدٍ أَي مُخٍّ . عن الليث : القَصِيدُ : اللَّحْمُ اليَابِسُ وأَنشد قولَ أَبي زُبَيْدِ :
وإِذا القَوْمُ كَانَ زَادُهُمُ اللَّحْ ... مَ قَصِيداً مِنْهُ وغَيْرَ قَصِيدِ وقيل : القَصِيدُ : السَّمِين ها هُنَا وأَنشدَ غيرُه للأَخْطَل :
" وَسِيرُوا إِلَى الأَرْضِ التي قَدْ عَلِمْتُمُيَكُنْ زَادُكُمْ فِيها قَصِيدَ الأَباعِرِ القَصِيدُ من الإِبل : النَّاقَةُ السَّمِينةُ المُمْتَلِئةُ الجَسِيمَةُ التي بِهَا نِقْيٌ بالكسر أَي مُخٌّ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
" وخَفَّتْ بَقَايَا النِّقْيِ إِلاَّ قَصِيبَةًقَصِيدَ السُّلاَمَى أَوْ لَمُوساً سَنَامُها وقال الأَعشى :
قَطَعْتُ وصَاحِبِي سُرُحٌ كِنَازٌ ... كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قَصِيدُ القَصِيد : العَصَا والجَمْعُ القَصَائِدُ قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ :
فَظَلَّ نِسَاءُ الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً ... رُؤُوسَ عِظَامٍ أَوْضَحْتْهَا القَصَائدُ وفي اللسان : سُمِّيَ بِذلك لأَن بها يُقْصَدُ الإِنْسانُ وهي تَهْدِيه وتَؤُمُّه كقولِ الأَعْشَى :
إِذا كَانَ هَادِي الفَتَى فِي البِلاَ ... دِ صَدْرَ القَنَاةِ أَطَاعَ الأَمِيرَا كالقَصِيدَة فِيهِمَا أَي في الناقَةِ والعَصَا أَما في الناقَةِ فقد جاءَ ذلك عنِ ابنِ شُمَيْلٍ يقال : ناقَةٌ قَصِيدٌ وقَصِيدَةٌ . وأَما في العَصَا فلم يُسْمَع إِلاَّ القَصِيد . القَصِيد : السَّمِينُ مِنَ الأَسْمِنَةِ قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ :
وأَيْقَنْتُ إِنْ شاءَ الإِلهُ بِأَنَّه ... سَيُبْلِغُنِي أَجْلاَدُهَا وقَصِيدُهَا القَصِيد مِنَ الشِّعْرِ : المُنَقَّحُ المُجَوَّدُ المُهَذَّب الذي قد أَعْمَلَ فيه الشاعرُ فِكْرتَه ولم يَقْتَضِبْه اقْتِضاباً كالقَصِيدة كما تقدَّمَ . في الأَفعال لابن القطَّاع : أَقْصَدَ السَّهْمُ : أَصَابَ فَقَتَلَ مَكَانَه . أَقْصَدَ الرجلُ فُلاناً : طَعَنَه أَو رَماه بسَهْمٍ فلمْ يُخْطِئْهُ أَي لم يُخْطِيء مَقَاتِلَه فهو مُقْصَدٌ وفي شعر حُمَيدِ بن ثَورٍ :
أَصْبَح قَلْبِي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدَا ... إِنْ خَطَأً مِنْهَا وإِنْ تَعَمُّدَا أَقْصَدَته الحَيَّةُ : لَدَغَتْ فَقَتَلَتْ قال الأَصمعيُّ : الإِقصادُ : أَنْ تَضْرِبَ الشِّيْءَ أَو تَرْمِيَه فيَمُوتَ مَكَانَه وقال الأَخْطَلُ :
" فإِنْ كُنتِ قَدْ أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيْتِنِيبِسَهْمَيْكِ فَالرَّامِي يَصِيدُ ولايَدْرِيأَي ولا يَخْتلُ . وفي حديثِ عَلِيٍّ : وأَقْصَدَتْ بأًسْهُمِها . وقال الليث : الإِقصادُ هو القَتْلُ علَى المَكَانِ يقال : عَضَّتْه حَيَّةٌ فأَقْصَدَتْه . والمُقَصَّدَةُ كمُعَظَّمَةٍ : سِمَةٌ للإِبِلِ في آذَانِهَا نقَلَه الصاغَانيّ . المُقْصَد كمُكْرَمٍ : مَنْ يَمْرَضُ ويَمُوتُ سَرِيعاً وفي بعض الأُمهات : ثمُّ يَموت . والمَقْصَدَةُ كالمَحْمَدَةِ : المَرْأَةُ العَظيمةُ التَّامَّةُ هكذا في سائر النسخ التي بأَيدينا والذي في اللسان وغيرِه : العَظِيمةُ الهامَةِ التي تُعْجِبُ كُلَّ أَحَدٍ يَرَاها . المَقْصَدَةُ وهذه ضَبَطَهَا بعضُهُم كمُعَظَّمَةٍ وهي المرأَة التي تَمِيل إِلى القِصَر . والقَاصِدُ : القَرِيبُ يقال : سَفَرٌ قاصِدٌ أَي سهْل قَرِيبٌ . وفي التنزيلِ العزيزِ " لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وسَفَراً قَاصِداً لاَتَّبَعُوكَ " قال ابن عَرَفَة : سَفَراً قاصِداً أَي غَيْرَ شَاقٍّ ولا مُتَنَاهِي البُعْدِ ؛ كذا في البَصَائِر وفي الحديث عَلَيْكُمْ هَدْياً قَاصِداً أَي طَريقاً مُعْتَدِلاً وفي الأَفعال لابن القَطَّاع . وقَصَدَ الشيءُ : قَرُبَ . من المجاز يقال : بَيْنَنَا وبَيْنَ الماءِ لَيْلَةٌ قاصِدَةٌ أَي هَيِّنَةُ السَّيْرِ لا تَعَبَ ولا بُطءَ وكذلك لَيَالٍ قَواصِدُ . ومما يستدرك عليه : قَصُدَ قَصَادَةً : أَتَى . وأَقْصَدَني إِليه الأَمْرُ . وهو قَصْدُك وقَصْدَك أَي تُجَاهَكَ وكونُه اسماً أَكْثَرُ في كلامِهم وقَصَدْتُ قَصْدَه نَحَوْتُ نَحْوَه . وقَصَدَ فُلاَنٌ في مَشْيِه إِذا مَشَى مُسْتَوِياً . واقْتَصَد في أَمْرِه : استَقَامَ . وقال ابنُ بُزُرْج : أَقْصَدَ الشاعِرُ وأَرْمَلَ وأَهْزَج وأَرْجَزَ . منِ القَصِيدِ والرَّمْلِ والهَزَجِ والرَّجَزِ . وعن ابن شُمَيْلٍ : القَصُودُ من الإِبلِ : الجامِسُ المُخِّ
والقَصْدُ : اللَّحْمُ اليابِسُ كالقَصِيد . والقَصَدَةُ مُحَرَّكَةً : العُنُق والجمْع أَقْصَادٌ عن كُراع وهذا نادِرٌ قال ابنُ سِيدَه : أَعْنِي أَن يَكون أَفْعَالٌ جَمْعَ فَعَلَةٍ إِلاَّ عَلَى طَرْحِ الزائدِ والمَعروف القَصَرَةُ . وعن أَبي حَنيفة : القَصْدُ يَنْبُتُ في الخَرِيف إِذا بَرَدَ الليْلُ من غَيْرِ مَطَرٍ . وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : تَقَصَّدَ الشْيءُ إِذا ماتَ وفي اللسان : تَقَصَّدَ الكَلْبُ وغيرُه أَي مَاتَ قال لَبِيدٌ :
فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ وَضُرِّجَت ... بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُحَامُهَا وفي البصائر : سَهْم قاصِدٌ وسِهَامٌ قَوَاصِدُ : مُسْتَوِيَةٌ نَحْوَ الرَّمِيَّةِ ومثلُه في الأَساس . وبابُك مَقْصِدِي . وأَخَذْت قَصْدَ الوادِي وقَصِيدَه . وأَقْصَدَتْه المَنِيَّةُ . وشِعْرٌ مُقَصَّد ومُقَطَّع ولم يُجْمَع في المُقَطَّعَات كما جَمَعَ أَبو تَمَّام ولا في المُقَصَّدَات كما جَمَع المُفَضَّل . ومن المجاز : عَلَيْكَ بما هو أَقْصَدُ وأَقْسَطُ كُل ذلك في الأَساسِ