دَارَ الشيءُ
يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه
وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ ودَاوَرَهُ
مُدَاوَرَةً ودِوَاراً دَارَ معه قال أَبو ذؤيب حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّة
دَارَ الشيءُ
يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه
وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ ودَاوَرَهُ
مُدَاوَرَةً ودِوَاراً دَارَ معه قال أَبو ذؤيب حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّةٍ بِدِوَارِ الصَّيْدِ وَجَّاسُ عدّى وجاس بالباء لأَنه في معنى قولك
عالم به والدهر دَوَّارُ بالإِنسان ودَوَّارِيُّ أَي دائر به على إِضافة الشيء
إِلى نفسه قال ابن سيده هذا قول اللغويين قال الفارسي هو على لفظ النسب وليس بنسب
ونظيره بُخْتِيٌّ وكُرْسيٌّ ومن المضاعف أَعْجَمِيٌّ في معنى أَعجم الليث
الدَّوَّارِيُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالاً قال العجاج والدَّهْرُ
بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ أَفْنَى القُرُونَ وهو قَعْسَرِيُّ ويقال دَارَ دَوْرَةً
واحدةً وهي المرة الواحدة يدُورُها قال والدَّوْرُ قد يكون مصدراً في الشعر ويكون
دَوْراً واحداً من دَوْرِ العمامة ودَوْرِ الخيل وغيره عام في الأَشياء كلها
والدُّوَارُ والدَّوَارُ كالدَّوَرَانِ يأْخذ في الرأْس ودِيَر به وعليه وأُدِيرَ
به أَخذهن الدُّوَارُ من دُوَارِ الرأْس وتَدْوِيرُ الشيء جعله مُدَوَّراً وفي
الحديث إِن الزمان قد اسْتَدَار كهيئته يوم خلق الله السموات والأَرض يقال دَارَ
يَدُورُ واستدار يستدير بمعنى إِذا طاف حول الشيء وإِذا عاد إِلى الموضع الذي
ابتدأَ منه ومعنى الحديث أَن العرب كانوا يؤخرون المحرم إِلى صفر وهو النسيء
ليقاتلوا فيه ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إِلى شهر حتى يجعلوه
في جميع شهور السنة فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إِلى زمنه المخصوص به قبل
النقل ودارت السنة كهيئتها الأُولى ودُوَّارَةُ الرأْس ودَوَّارَتُه طائفة منه
ودَوَّارَةُ البطن ودُوَّارَتُه عن ثعلب ما تَحَوَّى من أَمعاء الشاة والدَّائرة
والدَّارَةُ كلاهما ما أَحاط بالشيء والدَّارَةُ دَارَةُ القمر التي حوله وهي
الهَالَةُ وكل موضع يُدَارُ به شيء يَحْجُرُه فاسمه دَارَةٌ نحو الدَّاراتِ التي
تتخذ في المباطخ ونحوها ويجعل فيها الخمر وأَنشد تَرَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ
دَارَتها فَوْضَى وبين يديها التِّبْنُ مَنْثُورُ قال ومعنى البيت أَنه رأَى
حَصَّاداً أَلقى سنبله بين يدي تلك الإِوز فقلعت حبّاً من سنابله فأَكلت الحب وافتضحت
التبن وفي الحديث أَهل النار يحترقون إِلا دارات وجوههم هي جمع دارة وهو ما يحيط
بالوجه من جوانبه أَراد أَنها لا تأْكلها النار لأَنها محل السجود ودارة الرمل ما
استدار منه والجمع دَارَاتٌ ودُورٌ قال العجاج من الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ
الأَزهري ابن الأَعرابي الدِّيَرُ الدَّارَاتُ في الرمل ابن الأَعرابي يقال
دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ لكل ما لم يتحرك ولم يَدُرْ فإِذا تحرك ودار فهو
دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ والدَّارَةُ كل أَرض واسعة بين جبال وجمعها دُورٌ ودَارَات
قال أَبو حنيفة وهي تُعَدُّ من بطون الأَرض المنبتة وقال الأَصمعي هي الجَوْبَةُ
الواسعة تَحُفُّها الجبال وللعرب دارات قال محمد بن المكرم وجدت هنا في بعض
الأُصول حاشية بخط سيدنا الشيخ الإِمام المفيد بهاء الدين محمد ابن الشيخ محيي
الدين إبراهيم بن النحاس النحوي فسح الله في أَجله قال كُرَاعٌ الدارةُ هي البُهْرَةُ
إِلا أَن البُهْرَة لا تكون إِلا سهلة والدارة تكون غليظة وسهلة قال وهذا قول أَبي
فَقْعَسٍ وقال غيره الدارة كلُّ جَوْبَةٍ تنفتح في الرمل وجمعها دُورٌ كما قيل
ساحة وسُوحٌ قال الأَصمعي وعِدَّةٌ من العلماء رحمهم الله تعالى دخل كلام بعضهم في
كلام بعض فمنها دارة جُلْجُل ودارةُ القَلْتَيْنِ ودارةُ خَنْزَرٍ ودارةُ صُلْصُلٍ
ودارةُ مَكْمَنٍ ودارةُ مَاسِلٍ ودارة الجَأْبِ ودارة الذِّئْبِ ودارة رَهْبى
ودارةُ الكَوْرِ ودارةُ موضوع ودارةُ السَّلَمِ ودارةُ الجُمُدِ ودارةُ القِدَاحِ
ودارةُ رَفْرَفٍ ودارةُ قُِطْقُِطٍ ودارةُ مُحْصَنٍ ودارةُ الخَرْجِ ودارة وَشْحَى
ودارةُ الدُّورِ فهذه عشرون دَارَةً وعلى أَكثرها شواهد هذا آخر الحاشية
والدَّيِّرَةُ من الرمل كالدَّارةِ والجمع دَيِّرٌ وكذلك التَّدْورِةُ وأَنشد
سيبويه لابن مقبل بِتْنَا بِتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا دَسَمُ السَّلِيطِ
يُضِيءُ فَوْقَ ذُبالِ ويروى بتنا بِدَيِّرَةٍ يضيء وجوهنا والدَّارَةُ رمل مستدير
وهي الدُّورَةُ وقيل هي الدُّورَةُ والدَّوَّارَةُ والدَّيِّرَةُ وربما قعدوا فيها
وشربوا والتَّدْوِرَةُ المجلسُ عن السيرافي ومُدَاوَرَةُ الشُّؤُون معالجتها
والمُدَاوَرَةُ المعالجة قال سحيم بن وثيل أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي
ونَجَّدَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ والدَّوَّارَةُ من أَدوات النَّقَّاشِ
والنَّجَّارِ لها شعبتان تنضمان وتنفرجان لتقدير الدَّارات والدَّائِرَةُ في
العَرُوض هي التي حصر الخليل بها الشُّطُورَ لأَنها على شكل الدائرة التي هي
الحلقة وهي خمس دوائر الأُولى فيها ثلاثة أَبواب الطويل والمديد والبسيط والدائرة
الثانية فيها بابان الوافر والكامل والدائرة الثالثة فيها ثلاثة أَبواب الهزج
والرجز والرمل والدائرة الرابعة فيها ستة أَبواب السريع والمنسرح والخفيف والمضارع
والمقتضب والمجتث والدائرة الخامسة فيها المتقارب فقط والدائرة الشَّعَرُ المستدير
على قَرْنِ الإِنسان قال ابن الأَعرابي هو موضع الذؤابة ومن أَمثالهم ما
اقْشَعَرَّتْ له دائرتي يضرب مثلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يضرك ودائرة رأْس
الإِنسان الشعر الذي يستدير على القَرْنِ يقال اقشعرت دائرته ودائرة الحافر ما
أَحاط به من التبن والدائرة كالحلقة أَو الشيء المستدير والدائرة واحدة الدوائر
وفي الفرس دوائر كثيرة فدائرة القَالِع والنَّاطِحِ وغيرهما وقال أَبو عبيدة دوائر
الخيل ثماني عشرة دائرة يكره منها الهَقْعَةُ وهي التي تكون في عُرضِ زَوْرِه
ودائرة القَالِعِ وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ ودائرة النَّاخِسِ وهي التي تكون
تحت الجَاعِرَتَيْنِ إِلى الفَائِلَتَيْنِ ودائرةُ اللَّطَاةِ في وسط الجبهة وليست
تكره إِذا كانت واحدة فإِن كان هناك دائرتان قالوا فرس نَطِيحٌ وهي مكروهة وما سوى
هذه الدوائر غير مكروهة ودَارَتْ عليه الدَّوائِرُ أَي نزلت به الدواهي والدائرة
الهزيمة والسوء يقال عليهم دائرة السوء وفي الحديث فيجعل الدائرة عليهم أَي
الدَّوْلَة بالغلبة والنصر وقوله عز وجل ويَتَرَبَّصُ بكم الدوائر قيل الموت أَو
القتل والدُّوَّارُ مستدار رمل تَدُورُ حوله الوحش أَنشد ثعلب فما مُغْزِلٌ
أَدْماءُ نام غَزَالُها بِدُوَّارِ نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وحُلَّبِ بأَحْسَنَ من
لَيْلَى ولا أُمُّ شَادِنٍ غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ والدائرة
خشية تركز وسط الكُدْسِ تَدُورُ بها البقر الليث المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون موضعاً
ويكون مصدراً كالدَّوَرَانِ ويجعل اسماً نحو مَدَار الفَلَكِ في مَدَارِه
ودُوَّارٌ بالضم صنم وقد يفتح وفي الأَزهري الدَّوَّارُ صنم كانت العرب تنصبه
يجعلون موضعاً حوله يَدُورُون به واسم ذلك الصنم والموضع الدُّوَارُ ومنه قول امرئ
القيس فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ عَذَارَى دُوَارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
السرب القطيع من البقر والظباء وغيرها وأَراد به ههنا البقر ونعاجه إِناثه شبهها
في مشيها وطول أَذنابها بِجَوَارٍ يَدُرْنَ حول صنم وعليهن الملاء والمذيل الطويل
المهدّب والأَشهر في اسم الصنم دَوَارٌ بالفتح وأَما الدُّوَارُ بالضم فهو من
دُوَارِ الرأْس ويقال في اسم الصنم دُوارٌ قال وقد تشدد فيقال دُوَّارٌ وقوله
تعالى نَخْشَى أَن تصيبنا دائرة قال أَبو عبيدة أَي دَوْلَةٌ والدوائر تَدُورُ
والدَّوائل تَدولُ ابن سيده والدَّوَّار والدُّوَّارُ كلاهما عن كراع من أَسماء
البيت الحرام والدَّارُ المحل يجمع البناء والعرصة أُنثى قال ابن جني هي من دَارَ
يَدُورُ لكثرة حركات الناس فيها والجمع أَدْوُرٌ وأَدْؤُرٌ في أَدنى العدد
والإِشمام للفرق بينه وبين أَفعل من الفعل والهمز لكراهة الضمة على الواو قال
الجوهري الهمزة في أَدؤر مبدلة من واو مضمومة قال ولك أَن لا تهمز والكثير دِيارٌ
مثل جبل وأَجْبُلٍ وجِبالٍ وفي حديث زيارة القبور سلامٌ عليكم دَارَ قَوْمٍ مؤمنين
سمي موضع القبور داراً تشبيهاً بدار الأَحياء لاجتماع الموتى فيها وفي حديث
الشفاعة فأَسْتَأْذِنُ على رَبِّي في دَارِه أَي في حضرة قدسه وقيل في جنته فإِن
الجنة تسمى دار السلام والله عز وجل هو السلام قال ابن سيده في جمع الدار آدُرٌ
على القلب قال حكاها الفارسي عن أَبي الحسن ودِيارَةٌ ودِيارَاتٌ ودِيرَانٌ ودُورٌ
ودُورَاتٌ حكاها سيبويه في باب جمع الجمع في قسمة السلامة والدَّارَةُ لغة في
الدَّارِ التهذيب ويقال دِيَرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيارٌ ودِيرَانٌ ودَارَةٌ ودَارَاتٌ
ودُورٌ ودُورَانٌ وأَدْوَارٌ ودِوَارٌ وأَدْوِرَةٌ قال وأَما الدَّارُ فاسم جامع
للعرصة والبناء والمَحَلَّةِ وكلُّ موضع حل به قوم فهو دَارُهُمْ والدنيا دَارُ
الفَناء والآخرة دَارُ القَرار ودَارُ السَّلام قال وثلاث أَدْؤُرٍ همزت لأَن
الأَلف التي كانت في الدار صارت في أَفْعُلٍ في موضع تحرّك فأُلقي عليها الصرف ولم
تردّ إِلى أَصلها ويقال ما بالدار دَيَّارٌ أَي ما بها أَحد وهو فَيْعَالٌ من دار
يَدُورُ الجوهري ويقال ما بها دُورِيٌّ وما بها دَيَّارٌ أَي أَحد وهو فَيْعَالٌ
من دُرْتُ وأَصله دَيْوَارٌ قالوا وإِذا وقعت واو بعد ياء ساكنة قبلها فتحة قلبت
ياء وأُدغمت مثل أَيَّام وقَيَّام وما بالدّارِ دُورِيٌّ ولا دَيَّارٌ ولا
دَيُّورٌ على إِبدال الواو من الياء أَي ما بها أَحد لا يستعمل إِلا في النفي وجمع
الدَّيَّارِ والدَّيُّورِ لو كُسِّرَ دَواوِيرُ صحت الواو لبعدها من الطرف وفي
الحديث أَلا أُنبئكم بخير دُورِ الأَنصار ؟ دُورُ بني النَّجَّارِ ثم دُور بني
عَبْدِ الأَشْهَلِ وفي كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيْرٌ الدُّورُ جمع دار وهي المنازل
المسكونة والمَحَالُّ وأَراد به ههنا القبائل والدُّورُ ههنا قبائل اجتمعت كل
قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دَاراً وسمي ساكنوها بها مجازاً على حذف
المضاف أَي أَهل الدُّورِ وفي حديث آخر ما بقيتْ دَارٌ إِلاَّ بُنِيَ فيها مسجد
أَي ما بقيت قبيلة وأَما قوله عليه السلام وهل ترك لنا عَقِيلٌ من دار ؟ فإِنما
يريد به المنزل لا القبيلة الجوهري الدار مؤنثة وإِنما قال تعالى ولنعم دار
المتقين فذكَّر على معنى المَثْوَى والموضع كما قال عز وجل نِعْمَ الثوابُ
وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً فأَنث على المعنى والدَّارَةُ أَخص من الدَّارِ وفي حديث
أَبي هريرة يا لَيْلَةً من طُولها وعَنَائِها على أَنها من دَارَةِ الكُفْرِ
نَجَّتِ ويقال للدَّارِ دَارَة وقال ابن الزِّبَعْرَى وفي الصحاح قال أُمية بن
أَبي الصلت يمدح عبدالله بن جُدْعان لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ وآخَرُ فَوْقَ
دَارَتِه يُنادِي والمُدَارَات أُزُرٌ فيها دَارَاتٌ شَتَّى وقال الشاعر وذُو
مُدَارَاتٍ على حَصِير والدَّائِرَةُ التي تحت الأَنف يقال لها دَوَّارَةٌ
ودَائِرَةٌ ودِيرَةٌ والدَّارُ البلد حكى سيبويه هذه الدَّارُ نعمت البلدُ فأَنث
البلد على معنى الدار والدار اسم لمدينة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي
التنزيل العزيز والذين تَبَوَّأُوا الدَّارَ والإِيمان والدَّارِيُّ اللازِمُ
لداره لا يبرح ولا يطلب معاشاً وفي الصحاح الدَّارِيُّ رَبُّ النِّعَمِ سمي بذلك
لأَنه مقيم في داره فنسب إِليها قال لَبِّثْ قليلاً يُدْرِكِ الدَّارِيُّون ذَوُو
الجيادِ الُبدَّنِ المَكْفِيُّون سَوْفَ تَرَى إِن لَحِقُوا ما يُبْلُون يقول هم
أَرباب الأَموال واهتمامهم بإِبلهم أَشد من اهتمام الراعي الذي ليس بمالك لها
وبَعِيرٌ دَارِيٌّ متخلف عن الإِبل في مَبْرَكِه وكذلك الشاة والدَّارِيُّ
المَلاَّحُ الذي يلي الشِّرَاعَ وأَدَارَهُ عن الأَمر وعليه ودَاوَرَهُ لاوَصَهُ
ويقال أَدَرْتُ فلاناً على الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِياه وأَدَرْتُهُ عن
الأَمر إِذا طلبت منه تركه ومنه قوله يُديرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ
وجِلْدَةُ بينَ العَيْنِ والأَنْفِ سَالِمُ وفي حديث الإِسراء قال له موسى عليه
السلام لقد دَاوَرْتُ بني إِسرائيل على أَدْنَى من هذا فَضَعُفُوا هو فاعَلْتُ من
دَارَ بالشيء يَدُورُ به إِذا طاف حوله ويروى رَاوَدْتُ الجوهري والمُدَارَةُ
جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى بها قال الراجز لا يَسْتَقِي في
النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلاَّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ يقول لا يمكن أَن
يستقى من الماء القليل إِلا بدلاء واسعة الأَجواف قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء
وإِن كان قليلاً فتمتلئ منه ويقال هي من المُدَارَاةِ في الأُمور فمن قال هذا
فإِنه ينصب التاء في موضع الكسر أَي بمداراة الدلاء ويقول لا يستقى على ما لم
يسمَّ فاعله ودَارٌ موضع قال ابن مقبل عادَ الأَذِلَّةُ في دَارٍ وكانَ بها هُرْتُ
الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ وابنُ دَارَةَ رجل من فُرْسَانِ العرب وفي المثل
محا السَّيْفُ ما قال ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا والدَّارِيُّ العَطَّارُ يقال أَنه
نُسِبَ إِلى دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَيْنِ فيها سُوق كان يحمل إِليها مِسْكٌ من
ناحية الهند وقال الجعدي أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دَا رِينَ وفِلْجٌ من
فُلْفُلٍ ضَرِمِ وفي الحديث مَثَلُ الجَلِيس الصالِح مَثَلُ الدَّارِيِّ إِن لم
يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من ريحه قال الشاعر إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ
جاءَ بفَأْرَةٍ من المِسْكِ رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْري والدَّارِيُّ بتشديد
الياء العَطَّارُ قالوا لأَنه نسب إِلى دَارِينَ وهو موضع في البحر يؤتى منه
بالطيب ومنه كلام عليّ كرّم الله وجهه كأَنه قِلْعٌ دَارِيُّ أَي شِراعٌ منسوب
إِلى هذا الموضع البحري الجوهري وقول زُمَيْلٍ الفَزَارِيِّ فلا تُكْثِرَا فيه
المَلامَةَ إِنَّهُ مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا قال ابن بري
الشعر للكُمَيت بن مَعْرُوف وقال ابن الأَعرابي هو للكميت بن ثعلبة الأَكبر قال
وصدره فلا تُكْثِرُوا فيه الضَّجَاجَ فإِنه مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ
أَجْمَعا والهاء في قوله فيه تعود على العقل في البيت الذي قبله وهو خُذُوا
العَقْلَ إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم وكُونُوا كمن سَنَّ الهَوَانَ
فَأَرْتَعَا قال وسبب هذا الشعر أَن سالم بن دارة هجا فَزَارَةَ وذكر في هجائه
زُمَيْلَ بن أُم دينار الفَزَارِيَّ فقال أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لن أُصالِحَها
حتى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ ثم إِن زميلاً لقي سالم بن دارة في طريق
المدينة فقتله وقال أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن
فَزَارَهْ ويروى وكاشِفُ السُّبَّةِ عن فَزَارَهْ وبعده ثم جَعَلْتُ أَعْقِلُ
البَكَارَهْ جمع بَكْرٍ قال يعقل المقتول بَكارَةً ومَسَانّ وعبدُ الدَّار بطنٌ من
قريش النسب إِليهم عَبْدَرِيٌّ قال سيبويه وهو من الإِضافة التي أُخذ فيها من لفظ
الأَول والثاني كما أُدخلت في السَّبَطْر حروفُ السَّبِطِ قال أَبو الحسن كأَنهم
صاغوا من عَبْدِ الدَّارِ اسماً على صيغة جَعْفَرٍ ثم وقعت الإِضافة إِليه ودارِين
موضع تُرْفَأُ إِليه السُّفُنُ التي فيها المسك وغير ذلك فنسبوا المسك إِليه وسأَل
كسرى عن دارين متى كانت ؟ فلم يجد أَحداً يخبره عنها إِلا أَنهم قالوا هي
عَتِيقَةٌ بالفارسية فسميت بها ودَارَانُ موضع قال سيبويه إِنما اعتلَّت الواو فيه
لأَنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاًّ كاعتلاله
ولا زيادة فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلانُ ودَارَاءُ موضع قال
لَعَمْرُكَ ما مِيعادُ عَيْنِكَ والبُكَا بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ
ودَارَةُ من أَسماء الداهية معرفة لا ينصرف عن كراع قال يَسْأَلْنَ عن دَارَةَ أَن
تَدُورَا ودَارَةُ الدُّور موضع وأُراهم إِنما بالغوا بها كما تقول رَمْلَةُ
الرِّمالِ ودُرْنَى اسم موضع سمي على هذا بالجملة وهي فُعْلى ودَيْرُ النصارى
أَصله الواو والجمع أَدْيارٌ والدَّيْرَانِيُّ صاحب الدَّيْرِ وقال ابن الأَعرابي
يقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه هو رأْس الدَّيْرِ
معنى
في قاموس معاجم
صَنَعَه
يَصْنَعُه صُهْعاً فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ عَمِلَه وقوله تعالى صُنْعَ اللهِ الذي
أَتْقَنَ كُلَّ شيء قال أَبو إِسحق القراءة بالنصب ويجوز الرفع فمن نصب فعلى
المصدر لأَن قوله تعالى وترى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ
السّحابِ دليل على
صَنَعَه
يَصْنَعُه صُهْعاً فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ عَمِلَه وقوله تعالى صُنْعَ اللهِ الذي
أَتْقَنَ كُلَّ شيء قال أَبو إِسحق القراءة بالنصب ويجوز الرفع فمن نصب فعلى
المصدر لأَن قوله تعالى وترى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدةً وهي تَمُرُّ مَرَّ
السّحابِ دليل على الصَّنْعةِ كأَنه قال صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعاً ومن قرأَ صُنْعُ
الله فعلى معنى ذلك صُنْعُ الله واصْطَنَعَه اتَّخَذه وقوله تعالى واصْطَنَعْتُك
لنفسي تأْويله اخترتك لإِقامة حُجَّتي وجعلتك بيني وبين خَلْقِي حتى صِرْتَ في
الخطاب عني والتبليغ بالمنزلة التي أَكون أَنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم وقال
الأَزهري أَي ربيتك لخاصة أَمري الذي أَردته في فرعون وجنوده وفي حديث آدم قال
لموسى عليهما السلام أَنت كليم الله الذي اصْطَنَعَك لنفسه قال ابن الأَثير هذا
تمثيل لما أَعطاه الله من منزلة التقْرِيبِ والتكريمِ والاصطِناع افتِعالٌ من
الصنِيعة وهي العَطِيّةُ والكرامة والإِحسان وفي الحديث قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تُوقِدُوا بليل ناراً ثم قال أَوْقِدوا واصْطَنِعُوا فإِنه لن يُدرِك
قوم بعدكم مُدَّكم ولا صاعَكُم قوله اصطَنِعوا أَي اتَّخِذوا صَنِيعاً يعني
طَعاماً تُنْفِقُونه في سبيل الله ويقال اططَنَعَ فلان خاتماً إِذا سأَل رجلاً أَن
يَصْنَع له خاتماً وروى ابن عمر أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطَنَعَ خاتماً
من ذهب كان يجعل فَصَّه في باطن كَفِّه إِذا لبسه فصنَعَ الناسُ ثم إِنه رَمى به
أَي أَمَر أَن يُصْنَعَ له كما تقول اكتَتَبَ أَي أَمَر أَن يُكْتَبَ له والطاءُ
بدل من تاء الافتعال لأَجل الصاد واسْتَصْنَعَ الشيءَ دَعا إِلى صُنْعِه وقول أَبي
ذؤَيب إِذا ذَكَرَت قَتْلى بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ كَواهِيةِ الأَخْرات رَثّ
صُنُوعُها قال بان سيده صُنوعُها جمع لا أَعرف له واحداً والصَّناعةُ حِرْفةُ
الصانِع وعَمَلُه الصَّنْعةُ والصِّناعةُ ما تَسْتَصْنِعُ من أَمْرٍ ورجلٌ صَنَعُ
اليدِ وصَنَاعُ اليدِ من قوم صَنَعَى الأَيْدِي وصُنُعٍ وصُنْع وأَما سيبويه فقال
لا يُكَسَّر صَنَعٌ اسْتَغْنَوا عنه بالواو والنون ورجل صَنِيعُ اليدين وصِنْعُ
اليدين بكسر الصاد أَي صانِعٌ حاذِقٌ وكذلك رجل صَنَعُ اليدين بالتحريك قال أَبو
ذؤيب وعليهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ هذه
رواية الأَصمعي ويروى صَنَعَ السَّوابِغَ وصِنْعُ اليدِ من قوم صِنْعِي الأَيْدِي
وأَصْناعِ الأَيْدِي وحكى سيبويه الصِّنْعَ مُفْرداً وامرأَة صَناعُ اليدِ أَي
حاذِقةٌ ماهِرة بعمل اليدين وتُفْرَدُ في المرأَة من نسوة صُنُعِ الأَيدي وفي
الصحاح وامرأَة صَناعُ اليدين ولا يفرد صَناعُ اليد في المذكر قال ابن بري والذي
اختاره ثعلب رجل صَنَعُ اليد وامرأَة صَناعُ اليد فَيَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة
بمنزلة كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ وقال ابن شهاب الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ
بِفَرْجِها جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ وجَمْعُ صَنَع عند سيبويه
صَنَعُون لا غير وكذلك صِنْعٌ يقال رجال صِنْعُو اليد وجمعُ صَناعٍ صُنُعٌ وقال
ابن درستويه صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ به مثل دَنَفٍ وقَمَنٍ والأَصل فيه عنده الكسر
صَنِعٌ ليكون بمنزلة دَنِفٍ وقَمِنٍ وحكي أَنَّ فِعله صَنِع يَصْنَعُ صَنَعاً مثل
بَطِرَ بَطَراً وحكى غيره أَنه يقال رجل صَنِيعٌ وامرأَة صنِيعةٌ بمعنى صَناع
وأَنشد لحميد بن ثور أَطافَتْ به النِّسْوانُ بَيْنَ صَنِيعةٍ وبَيْنَ التي جاءتْ
لِكَيْما تَعَلَّما وهذا يدل أَنَّ اسم الفاعل من صَنَعَ يَصْنَعُ صَنِيعٌ لا
صَنِعٌ لأَنه لم يُسْمَعْ صَنِعٌ هذا جميعُه كلا ابن بري وفي المثل لا تَعْدَمُ
صَناعٌ ثَلَّةً الثَّلَّةُ الصوف والشعر والوَبَر وورد في الحديث الأَمةُ غيرُ
الصَّناعِ قال ابن جني قولهم رجل صَنَع اليدِ وامرأَة صَناعُ اليدِ دليل على مشابهة
حرف المدّ قبل الطرَف لتاء التأْنيث فأَغنت الأَلفُ قبل الطرَف مَغْنَى التاء التي
كانت تجب في صنَعة لو جاء على حكم نظيره نحو حسَن وحسَنة قال ابن السكيت امرأَة
صَناعٌ إِذا كانت رقِيقةَ اليدين تُسَوِّي الأَشافي وتَخْرِزُ الدِّلاء وتَفْرِيها
وامرأَة صَناعٌ حاذقةٌ بالعمل ورجل صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فهي مفتوحة محركة ورجل
صِنْعُ اليدِ وصِنْعُ اليدين مكسور الصاد إِذا أُضيفت قال الشاعر صِنْعُ
اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوَى الأَصْيَدُ وقال آخر أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا
وفي حديث عمر حين جُرِحَ قال لابن عباس انظر مَن قَتَلَني فقال غلامُ المُغِيرةِ
بنِ شُعْبةَ قال الصَّنَعُ ؟ قال نعم يقال رجل صَنَعٌ وامرأَة صَناع إِذا كان لهما
صَنْعة يَعْمَلانِها بأَيديهما ويَكْسِبانِ بها ويقال امرأَتانِ صَناعانِ في
التثنية قال رؤبة إِمّا تَرَيْ دَهْرِي حَناني حَفْضا أَطْرَ الصَّناعَيْنِ
العَرِيشَ القَعْضا ونسوة صُنُعٌ مثل قَذالٍ وقُذُلٍ قال الإِيادي وسمعت شمراً
يقول رجل صَنْعٌ وقَومٌ صَنْعُونَ بسكون النون ورجل صَنَعُ اللسانِ ولِسانٌ صَنَعٌ
يقال ذلك للشاعر ولكل بيِّن
( * قوله « بين » في القاموس وشرحه يقال ذلك للشاعر الفصيح ولكل بليغ بين ) وهو
على المثل قال حسان بن ثابت أَهدَى لَهُم مِدَحي قَلْبٌ يُؤازِرُه فيما أَراد
لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ وقال الراجز في صفة المرأَة وهْيَ صناعٌ باللِّسان واليَدِ
وأَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ والمَصْنَعةُ الدَّعْوةُ يَتَّخِذُها الرجلُ
ويَدْعُو إِخوانه إِليها قال الراعي ومَصْنَعة هُنَيْدَ أَعَنْت فيها قال الأَصمعي
يعني مَدْعاةً وصَنْعةُ الفرَسِ حُسْنُ القِيامِ عليه وصَنَعَ الفَرَسَ يَصْنَعُه
صَنْعاً وصَنْعةً وهو فرس صنِيعٌ قام عليه وفرس صنِيعٌ للأُنثى بغير هاء وأرى
اللحياني خص به الأُنثى من الخيل وقال عدي بن زيد فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتا
ناعِمَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ وقوله تعالى ولِتُصْنَعَ على عَيْني قيل
معناه لِتُغَذَّى قال الأَزهري معناه لتُرَبَّى بِمَرْأَى مِنّي يقال صَنَعَ فلان
جاريته إِذا رَبّاها وصَنَع فرسه إِذا قام بِعَلَفِه وتَسْمِينه وقال الليث صَنع
فرسه بالتخفيف وصَنَّعَ جاريته بالتشديد لأَن تصنيع الجارية لا يكون إِلا بأَشياء
كثيرة وعلاج قال الأَزهري وغير الليث يُجِيز صنع جاريته بالخفيف ومنه قوله ولتصنع
على عيني وتَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها وقومٌ صَناعيةٌ أَي
يَصْنَعُون المال ويُسَمِّنونه قال عامر بن الطفيل سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا ما
أَوْرَدُوا صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ ولَمَّا تُحْلَب الأَزهري صَناعِيةٌ يصنعون المال
ويُسَمِّنُون فُصْلانهم ولا يَسْقُون أَلبان إِبلهم الأَضياف وقد ذكرت الأَبيات
كلها في ترجمة صلمع وفرَسٌ مُصانِعٌ وهو الذي لا يُعْطِيك جميع ما عنده من السير
له صَوْنٌ يَصُونه فهو يُصانِعُكَ ببَذْله سَيْرَه والصنِيعُ الثَّوْبُ الجَيِّدُ
النقي وقول نافع بن لقيط الفقعسي أَنشده ابن الأَعرابي مُرُطٌ القِذاذِ فَلَيْسَ
فيه مَصْنَعٌ لا الرِّيشُ يَنفَعُه ولا التَّعْقِيبُ فسّره فقال مَصْنَعٌ أَي ما
فيه مُسْتَمْلَحٌ والتَّصَنُّعُ تكَلُّفُ الصَّلاحِ وليس به والتَّصَنُّعُ
تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ به والباطنُ مدخولٌ
والصِّنْعُ الحَوْضُ وقيل شِبْهُ الصِّهْرِيجِ يُتَّخَذُ للماء وقيل خشبة يُحْبَسُ
بها الماء وتُمْسِكُه حيناً والجمع من كل ذلك أَصناعٌ والصَّنَّاعةُ كالصِّنْع
التي هي الخشبَة والمَصْنَعةُ والمَصْنُعةُ كالصِّنْعِ الذي هو الحَوْض أَو شبه
الصِّهْرِيجِ يُجْمَعُ فيه ماءُ المطر والمَصانِعُ أَيضاً ما يَصْنَعُه الناسُ من
الآبار والأَبْنِيةِ وغيرها قال لبيد بَلِينا وما تَبْلى النُّجومُ الطَّوالِعُ
وتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ قال الأَزهري ويقال للقُصور أَيضاً
مَصانعُ وأَما قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ
اللَّواتِي في المَصانِيعِ لا يَنِينَ اطِّلاعا فقد يجوز أَن يُعْنى بها جميع
مَصْنعةٍ وزاد الياء للضرورة كما قال نَفْيَ الدّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ
وقد يجوز أَن يكون جمع مَصْنُوعٍ ومَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ ومَشائِيم ومَكْسُور
ومكاسِير وفي التنزيل وتَتَّخِذون مصانِعَ لعلكم تَخْلُدُون المَصانِعُ في قول بعض
المفسرين الأَبنية وقيل هي أَحباسٌ تتخذ للماء واحدها مَصْنَعةٌ ومَصْنَعٌ وقيل هي
ما أُخذ للماء قال الأَزهري سمعت العرب تسمي أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ والصُّنوعَ
واحدها صِنْعٌ وروى أَبو عبيد عن أَبي عمرو قال الحِبْسُ مثل المَصْنَعةِ
والزَّلَفُ المَصانِعُ قال الأَصمعي وهي مَساكاتٌ لماءِ السماء يَحْتَفِرُها
الناسُ فيَمْلَؤُها ماءُ السماء يشربونها وقال الأَصمعي العرب تُسَمِّي القُرى
مَصانِعَ واحدتها مَصْنَعة قال ابن مقبل أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ
بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ واجْتَبْنَ التَّبابِينا والمَصْنعةُ والمَصانِعُ الحُصون قال
ابن بري شاهده قول البعيث بَنى زِيادٌ لذِكر الله مَصْنَعةً مِنَ الحجارةِ لم
تُرْفَعْ مِنَ الطِّينِ وفي الحديث مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ الصِّنْعُ
بالكسر المَوْضِعُ يُتَّخَذُ للماء وجمعه أَصْناعٌ وقيل أَراد بالصِّنْع ههنا
الحِصْنَ والمَصانِعُ مواضِعُ تُعْزَلُ للنحل مُنْتَبِذةً عن البيوت واحدتها
مَصْنَعةٌ حكاه أَبو حنيفة والصُّنْعُ الرِّزْق والصُّنْعُ بالضم مصدر قولك صَنَعَ
إِليه معروفاً تقول صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً واصْطَنَعه كلاهما قَدَّمه
وصَنَع به صَنِيعاً قَبيحاً أَي فَعَلَ والصَّنِيعةُ ما اصْطُنِعَ من خير
والصَّنِيعةُ ما أَعْطَيْتَه وأَسْدَيْتَه من معروف أَو يد إِلى إِنسان
تَصْطَنِعُه بها وجمعها الصَّنائِعُ قال الشاعر إِنَّ الصَّنِيعةَ لا تَكونُ
صَنِيعةً حتى يُصابَ بِها طَرِيقُ المَصْنَعِ واصْطَنَعْتُ عند فلان صَنِيعةً
وفلان صَنيعةُ فلان وصَنِيعُ فلات إِذا اصْطَنَعَه وأَدَّبَه وخَرَّجَه ورَبَّاه
وصانَعَه داراه ولَيَّنَه وداهَنَه وفي حديث جابر كالبَعِيرِ المَخْشُوشِ الذي
يُصانِعُ قائدَهُ أَي يداريه والمُصانَعةُ أَن تَصْنَعَ له شيئاً ليَصْنَعَ لك
شيئاً آخر وهي مُفاعَلةٌ من الصُّنْعِ وصانِعَ الوالي رَشاه والمُصانَعةُ
الرَّشْوةُ وفي لمثل من صانَعَ بالمال لم يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ وصانَعَه
عن الشيء خادَعه عنه ويقال صانَعْتُ فلاناً أَي رافَقْتُه والصِّنْعُ السُّودُ
( * قوله « والصنع السود » كذا بالأصل وعبارة القاموس مع شرحه والصنع بالكسر السفود
هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب والتكملة ووقع في اللسان والصنع السود ثم قال
فليتأمل في العبارتين ) قال المرّارُ يصف الإِبل وجاءَتْ ورُكْبانُها كالشُّرُوب
وسائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء يعني سُودَ الأَلوان وقيل الصِّنْعُ الشِّواءُ
نَفْسُه عن ابن الأَعرابي وكلُّ ما صُنِعَ فيه فهو صِنْعٌ مثل السفرة أَو غيرها
وسيف صَنِيعٌ مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ قال عبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاصي يمدح
معاوية أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطُوعُ
بِأَبْيَضَ مِنْ أُميّة مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وسهم صَنِيعٌ
كذلك والجمع صُنُعٌ قال صخر الغيّ وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وصَنْعاءُ
ممدودة ببلدة وقيل هي قَصَبةُ اليمن فأَما قوله لا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإِنْ طالَ
السَّفَرْ فإِنما قَصَرَ للضرورة والإِضافة إِليه صَنْعائي على غير قياس كما قالوا
في النسبة إِلى حَرّانَ حَرْنانيٌّ وإِلى مانا وعانا مَنَّانِيّ وعَنَّانِيٌّ
والنون فيه بدل من الهمزة في صَنْعاء حكاه سيبويه قال ابن جني ومن حُذَّاقِ
أَصحابنا من يذهب إِلى أَنَّ النون في صنعانيّ إِنما هي بدَل من الواو التي تبدل
من همزة التأْنيث في النسب وأَن الأَصل صَنْعاوِيّ وأَن النون هناك بدل من هذه
الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك من وَّافِدِ وإن وَّقَفْتَ وقفتُ ونحو
ذلك قال وكيف تصرّفتِ الحالُ فالنون بدل من بدل من الهمزة قال وإِنما ذهب من ذهب
إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبْدِلَتْ من الهمزة في غير هذا قال وكان يحتج في
قولهم إِن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو
نحو قولهم في ذِئْبٍ ذيب وفي جُؤْنةٍ وإِنما يريدون أَن النون تُعاقِبُ في هذا
الموضع الهمزة كما تعاقب امُ المعرفة التنوينَ أَي لا تجتمع معه فلما لم تجامعه
قيل إِنها بدل منه وكذلك النون والهمزة والأَصْناعُ موضع قال عمرو بن قَمِيئَة
وضَعَتْ لَدَى الأَصْناعِ ضاحِيةً فَهْيَ السّيوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ وقولهم ما
صَنَعْتَ وأَباك ؟ تقديره مَعَ أَبيك لأَن مع والواو جميعاً لما كانا للاشتراك
والمصاحبة أُقيم أَحدهما مُقامَ الآخَر وإِنما نصب لقبح العطف على المضمر المرفوع
من غير توكيد فإِن وكدته رفعت وقلت ما صنعت أَنت وأَبوك ؟ واما الذي في حديث سعد
لو أَنّ لأَحدكم وادِيَ مالٍ مرّ على سبعة أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن
ينزل فيأْخذها قال ابن الأَثير كذا قال صُنُع قاله الحربي وأَظنه صِيغةً أَي
مستوية من عمل رجل واحد وفي الحديث إِذا لم تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شئتَ قال جرير
معناه أَن يريد الرجل أَن يَعْمَلَ الخيرَ فَيَدَعَه حَياء من الناس كأَنه يخاف
مذهب الرياء يقول فلا يَمْنَعَنك الحَياءُ من المُضِيّ لما أَردت قال أَبو عبيد
والذي ذهب إِليه جرير معنى صحيح في مذهبه ولكن الحديث لا تدل سِياقتُه ولا لفظه
على هذا التفسير قال ووجهه عندي أَنه أَراد بقوله إِذا لم تَسْتَحْي فاصنع ما شئت
إِنما هو من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمّ لترك الحياء ولم يرد بقوله
فاصنع ما شئت أَن يأْمرع بذلك أَمراً ولكنه أَمرٌ معناه الخبر كقوله صلى الله عليه
وسلم من كذب عليّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النار والذي يراد من
الحديث أَنه حَثَّ على الحياء وأَمرَ به وعابَ تَرْكَه وقيل هو على الوعيد
والتهديد اصنع ما شئت فإِن الله مجازيك وكقوله تعالى اعملوا ما شئتم وذكر ذلك كله
مستوفى في موضعه وأَنشد إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللّيالي ولمْ تَسْتَحْي
فاصْنَعْ ما تشاءُ وهو كقوله تعالى فمن شاء فَلْيُؤْمِنْ ومن شاء فَلْيَكْفُرْ
وقال ابن الأَثير في ترجمة ضيع وفي الحديث تُعِينُ ضائِعاً أَي ذا ضياعٍ من قَفْر
أَو عِيالٍ أَو حال قَصَّر عن القيام بها قال ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون
وقيل إِنه هو الصواب وقيل هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة قال وكلاهما صواب
في المعنى