معنى ذو أحد عشر مقطعا في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
في أَسماءِ الله
تعالى الأَحد وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر وهو اسم بني لنفي ما
يذكر معه من العدد تقول ما جاءَني أَحد والهمزة بدل من الواو وأَصله وَحَدٌ لأَنه
من الوَحْدة والأَحَد بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد تقول أَحد واثنان وأَحد عشر
و
في أَسماءِ الله
تعالى الأَحد وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر وهو اسم بني لنفي ما
يذكر معه من العدد تقول ما جاءَني أَحد والهمزة بدل من الواو وأَصله وَحَدٌ لأَنه
من الوَحْدة والأَحَد بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد تقول أَحد واثنان وأَحد عشر
وإِحدى عشرة وأَما قوله تعالى قل هو الله أَحد فهو بدل من الله لأَن النكرة قد
تبدل من المعرفة كما قال الله تعالى لنسفعنْ بالناصية ناصية قال الكسائي إِذا
أَدخلت في العدد الأَلف واللام فادخلهما في العدد كله فتقول ما فعلت الأَحَدَ
عَشَرَ الأَلف الدرهم والبصريون يدخلونهما في أَوّله فيقولون ما فعلت الأَحد عشر
أَلف درهم لا أَحد في الدار ولا تقول فيها أَحد وقولهم ما في الدار أَحد فهو اسم
لمن يصلح أَن يخاطب يستوي فيه الواحد والجمع والمؤَنث والمذكر وقال الله تعالى
لستن كأَحد من النساءِ وقال فما منكم من أَحد عنه حاجزين وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غير
مصروفين لأَنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً وحكي عن بعض الأَعراب معي عشرة
فأَحِّدْهن أَي صيرهن أَحد عشر وفي الحديث أَنه قال لرجل أَشار بسبابتيه في التشهد
أَحِّدْ أَحِّدْ وفي حديث سعد في الدعاء أَنه قال لسعد وهو يشير في دعائه باصبعين
أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشر بإِصبع واحدة لأَن الذي تدعو إِليه واحد وهو الله تعالى
والأَحَدُ من الأَيام معروف تقول مضى الأَحد بما فيه فيفرد ويذكر عن اللحياني
والجمع آحاد وأُحْدانٌ واستأْحد الرجل انفرد وما استاحد بهذا الأَمر لم يشعر به
يمانية وأُحُد جبل بالمدينة وإِحْدى الإِحَدِ الأَمر المنكر الكبير قال بعكاظٍ
فعلوا إِحدى الإِحَدْ وفي حديث ابن عباس وسئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فقال
إِحدى من سبع يعني اشْتدّ الأَمر فيه ويريد به إِحدى سني يوسف النبي على نبينا
محمد وعليه الصلاة والسلام المجدبة فشبه حاله بها في الشدة أَو من الليالي السبع
التي أَرسل الله تعالى العذاب فيها على عاد
معنى
في قاموس معاجم
وذوات قال الليث
ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك كقولك فلان ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ والتثنية
ذَوان والجمع ذَوُونَ قال وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع
كلمات وهنّ ذُو وفُو وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ فأَما فُو فإنك تقول
وذوات قال الليث
ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك كقولك فلان ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ والتثنية
ذَوان والجمع ذَوُونَ قال وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع
كلمات وهنّ ذُو وفُو وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ فأَما فُو فإنك تقول
رأَيت فازَيد ووضَعْتُ في فِي زيد وهذا فُو زيد ومنهم من ينصب الفا في كل وجه قال
العجاج يصف الخمر خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا وقال الأَصمعي قال بِشْرُ
بنُ عُمر قلت لذي الرمة أَرأَيت قوله خالط من سلمى خياشيم وفا قال إِنا لنقولها في
كلامنا قَبَحَ الله ذا فا قال أَبو منصور وكلام العرب هو الأَوَّل وذا نادر قال
ابن كيسان الأَسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالأَلف وخفضها بالياء هي هذه
الأَحرف يقال جماء أَبُوك وأَخُوك وفُوك وهَنُوك وحَمُوكِ وذُو مالٍ والأَلف نحو
قولك رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهناكَ وذا مال والياء نحو قولك مررت
بأَبِيك وأَخِيك وفِيك وحَميكِ وهَنِيكَ وذِي مالٍ وقال الليث في تأْنيث ذُو ذاتُ
تقول هي ذاتُ مالٍ فإِذا وقَفْتَ فمنهم من يَدَع التاء على حالها ظاهرةً في
الوُقُوف لكثرة ما جَرَتْ على اللِّسان ومنهم من يرد التاء إِلى هاء التأْنيث وهو
القياس وتقول هي ذاتُ مالٍ وهما ذواتا مال ويجوز في الشعر ذاتا مالٍ والتَّمامُ
أَحسنُ وفي التنزيل العزيز ذَواتا أَفْنانٍ وتقول في الجمع الذَّوُونَ قال الليث
هم الأَدْنَوْنَ والأَوْلَوْنَ وأَنشد للكميت وقد عَرَفَتْ مَوالِيَها الذَّوِينا
أَي الأَخَصِّينَ وإِنما جاءت النون لذهاب الإِضافة وتقول في جمع ذُو هم ذَوُو
مالٍ وهُنَّ ذَواتُ مالٍ ومثله هم أُلُو مالٍ وهُنَّ أُلاتُ مالٍ وتقول العرب
لَقِيتُه ذا صبَاحٍ ولو قيل ذاتَ صَباحٍ مثل ذاتِ يَوْمٍ لَحَسُنَ لأَن ذا وذاتَ
يراد بهما وقت مضاف إِلى اليوم والصباح وفي التنزيل العزيز فاتَّقُوا اللهَ
وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكم قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى أَراد الحالةَ التي
للبَيْن وكذلك أَتَيْتُكَ ذاتَ العِشاء أَراد الساعة التي فيها العِشاء وقال أَبو
إسحق معنى ذاتَ بَيْنِكم حَقِيقَةَ وَصْلِكم أَي اتَّقوا الله وكونوا مُجْتَمِعين
على أَمر الله ورسوله وكذلك معنى اللهم أَصْلِح ذاتَ البَيْن أَي أَصْلِح الحالَ
التي بها يجتمع المسلمون أَبو عبيد عن الفراء يقال لَقِيتُه ذاتَ يَوْمٍ وذاتَ
ليلة وذاتَ العُوَيم وذاتَ الزُّمَيْنِ ولقيته ذا غَبُوقٍ بغير تاء وذا صَبُوحٍ
ثعلب عن ابن الأَعرابي تقول أَتيته ذاتَ الصَّبُوحِ وذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَيْته
غُدْوة وعَشِيَّةً وأَتيته ذا صباح وذا مساء قال وأَتيتهم ذاتَ الزُّمَيْنِ وذات
العُوَيْمِ أَي مُذْ ثلاثة أَزْمان وأَعْوام ابن سيده ذُو كلمة صِيغت ليُتَوصَّل
بها إِلى الوصف بالأَجناس ومعناها صاحب أَصْلُها ذَواً ولذلك إِذا سمى به الخليل
وسيبويه قالا هذا ذَواً قد جاء والتثنية ذَوانِ والجمع ذوونَ والذَّوُون الأَملاك
المُلَقَّبون بذُو كذا كقولك ذُو يَزَنَ وذُو رُعَيْنٍ وذو فائشٍ وذُو جَدَنٍ وذُو
نُواسٍ وذو أَصْبَح وذُو الكَلاعِ وهم مُلوك اليَمن من قُضاعَةَ وهم التَّبابِعة
وأَنشد سيبويه قول الكميت فلا أَعْني بِذلك أَسْفليكُمْ ولكِنِّي أُرِيدُ به
الذَّوِينا يعني الأَذْواء والأُنثى ذات والتثنية ذَواتا والجمع ذَوُون والإِضافة
إِليها ذَوِّيٌ
( * قوله « والاضافة اليها ذوّيّ » كذا في الأصل وعبارة الصحاح ولو نسبت اليه لقلت
ذوويّ مثل عصوي وسينقلها المؤلف ) ولا يجوز في ذات ذاتِيٌّ لأَنَّ ياء النسب
معاقبة لهاء التأْنيث قال ابن جني وروى أَحمد بن إِبراهيم أُستاذ ثعلب عن العرب
هذا ذو زَيْدٍ ومعناه هذا زيدٌ أَي هذا صاحبُ هذا الاسم الذي هو زيد قال الكميت
إِليكُم ذَوِي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ مِن قَلْبِي ظِماء وأَلْبُبُ أَي
إِليكم أَصحاب هذا الاسم الذي هو قوله ذَوُو آل النبي ولقيته أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ
وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء وكذلك افعله أَوَّلَ ذِي يدَين وذاتِ يدين
وقالوا أَمّا أَوّلُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ الله وقولهم رأَيت ذا مال
ضارَعَتْ فيه الإِضافةُ التأْنيث فجاء الاسم المتمكن على حرفين ثانيهما حرفُ لين
لما أُمِنَ عليه التنوين بالإِضافة كما قالوا لَيت شِعْري وإِنما الأَصل شِعْرَتي
قالوا شَعَرْتُ به شِعْرَة فحذف التاء لأَجل الإِضافة لما أُمِنَ التنوينُ وتكون
ذو بمعنى الذي تُصاغ ليُتوصَّل بها إِلى وصف المعارِف بالجمل فتكون ناقصة لا يظهر
فيها إِعراب كما لا يظهر في الذي ولا يثنى ولا يجمع فتقول أَتاني ذُو قالَ ذاكَ
وذُو قالا ذاك وذُو قالوا ذاك وقالوا لا أَفعل ذاكَ بذِي تَسْلَمُ وبذي تَسْلَمانِ
وبذِي تَسْلَمُون وبذِي تَسْلَمِين وهو كالمثَل أُضِيفت فيه ذُو إِلى الجملة كما
أُضيفت إِليها أَسماء الزمان والمعنى لا وسَلامَتِك ولا والله يُسَلِّمُك
( * قوله « ولا والله يسلمك » كذا في الأصل وكتب بهامشه صوابه ولا والذي يسلمك )
ويقال جاء من ذِي نفسه ومن ذات نفسه أَي طَيِّعاً قال الجوهري وأَمَّا ذو الذي
بمعنى صاحب فلا يكون إِلا مضافاً وإِنْ وَصَفْتَ به نَكِرةً أَضَفْته إِلى نكرة
وإِن وصفت به معرفة أَضفته إِلى الأَلف واللام ولا يجوز أَن تُضيفَه إِلى مضمر ولا
إِلى زيد وما أَشبهه قال ابن بري إِذا خَرَجَتْ ذُو عن أَن تكون وُصْلةً إِلى
الوَصْف بأَسماء الأَجناس لم يمتنع أَن تدخل على الأَعلام والمُضْمرات كقولهم ذُو
الخلَصَةِ والخَلَصَةُ اسم عَلَمٍ لصَنَمٍ وذُو كنايةٌ عن بيته ومثله قولهم ذُو
رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنَ وهذه كلها أَعلام وكذلك دخلت على المضمر أَيضاً
قال كعب بن زهير صَبَحْنا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفاتٍ أَبارَ ذَوِي أَرُومَتِها ذَوُوها
وقال الأَحوص ولَكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الذي به صُرِفْنا قَدِيماً مِن
ذَوِيكَ الأَوائِلِ وقال آخر إِنما يَصْطَنِعُ المَعْ روفَ في الناسِ ذَوُوهُ
وتقول مررت برجل ذِي مالٍ وبامرأَة ذاتِ مالٍ وبرجلين ذَوَيْ مالٍ بفتح الواو وفي
التنزيل العزيز وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم وبرجال ذَوِي مال بالكسر وبنسوة
ذواتِ مال وياذواتِ الجِمام فتُكْسَرُ التاء في الجمع في موضع النصب كما تُكْسَرُ
تاء المسلمات وتقول رأَيت ذواتِ مال لأَن أَصلها هاء لأَنك إِذا وقفت عليها في
الواحد قلت ذاهْ بالهاء ولكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء وأَصل ذُو ذَوًى مثل
عَصاً يدل على ذلك قولهم هاتانِ ذواتا مالٍ قال عز وجل ذواتا أَفْنانٍ في التثنية
قال ونرى أَن الأَلف منقلبة من واو قال ابن بري صوابه منقلبة من ياء قال الجوهري
ثم حُذِفت من ذَوًى عين الفعل لكراهتهم اجتماع الواوين لأَنه كان يلزم في التثنية
ذَوَوانِ مثل عَصَوانِ قال ابن بري صوابه كان يلزم في التثنية ذَويانِ قال لأَن
عينه واو وما كان عينُه واواً فلامه ياء حملاً على الأَكثر قال والمحذوف من ذَوًى
هو لام الكلمة لا عَينُها كما ذكر لأَن الحذف في اللام أَكثر من الحذف في العين
قال الجوهري مثل عَصَوانِ فبَقِي ذاً مُنَوَّن ثم ذهب التنوين للإِضافة في قولك
ذُو مال والإِضافة لازمة له كما تقول فُو زَيْدٍ وفا زَيْدٍ فإِذا أًفردت قلت هذا
فَمٌ فلو سميت رجُلاً ذُو لقلت هذا ذَوًى قد أَقبل فتردّ ما كان ذهب لأَنه لا يكون
اسم على حرفين أَحدهما حرف لين لأَن التنوين يذهبه فيبقى على حرف واحد ولو نسَبت
إِليه قلت ذَوَوِيٌّ مثال عَصَوِيٍ وكذلك إِذا نسبت إِلى ذات لأَن التاء تحذف في
النسبة فكأَنك أَضفت إِلى ذي فرددت الواو ولو جمعت ذو مال قلت هؤلاء ذَوُونَ لأَن
الإِضافة قد زالت وأَنشد بيت الكميت ولكنِّي أُريد به الذَّوينا وأَما ذُو التي في
لغة طَيِّء بمعنى الذي فحقها أَن تُوصَف بها المعارِف تقول أَنا ذُو عَرَفْت وذُو
سَمِعْت وهذه امرأَةُ ذو قالَتْ كذا يستوي فيه التثنية والجمع والتأْنيث قال
بُجَيْر بن عَثْمةَ الطائي أَحد بني بَوْلانَ وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني لا
إِحْنةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني يَرْمي ورائي
بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ
( * قوله « ذو يعاتبني » تقدم في حرم ذو يعايرني وقوله « وذو يعاتبني » في المغني
وذو يواصلني )
يريد الذي يُعاتِبُني والواو التي قبله زائدة قال سيبويه إِن ذا وحدها بمنزلة الذي
كقولهم ماذا رأَيت ؟ فتقول مَتاعٌ قال لبيد أَلا تَسأَلانِ المَرْء ماذا يُحاوِلُ
؟ أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ ؟ قال ويجري مع ما بمنزلة اسم واحد كقولهم
ماذا رأَيت ؟ فتقول خيراً بالنصب كأَنه قال ما رأَيْت فلو كان ذا ههنا بمنزلة الذي
لكان الجواب خَيْرُ بالرفع وأَما قولهم ذاتَ مَرَّةٍ وذا صَباحٍ فهو من ظروف
الزمان التي لا تتمكن تقول لَقِيته ذاتَ يوم وذاتَ ليلةٍ وذاتَ العِشاء وذاتَ
مَرَّةٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذات العُوَيْمِ وذا صَباحٍ وذا مَساءٍ وذا صَبُوحٍ وذا
غَبُوقٍ فهذه الأَربعة بغير هاء وإِنما سُمِع في هذه الأَوقات ولم يقولوا ذاتَ
شهرٍ ولا ذاتَ سَنَةٍ قال الأَخفش في قوله تعالى وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُم إِنما
أَنثوا لأَن بعض الأَشياء قد يوضع له اسم مؤنث ولبعضها اسم مذكر كما قالوا دارٌ
وحائطٌ أَنثوا الدار وذكَّروا الحائط وقولهم كان ذَيْتَ وذَيْتَ مثل كَيْتَ
وكَيْتَ أَصله ذَيْوٌ على فَعْلٍ ساكنة العين فحُذِفت الواو فبقي على حرفين
فشُدِّدَ كما شُدِّد كَيٌّ إِذا جعلته اسماً ثم عُوِّض من التشديد التاء فإِن
حَذَفْتَ التاء وجِئْتَ بالهاء فلا بدّ من أَن تردَّ التشديد تقول كان ذَيَّهْ
وذَيَّهْ وإِن نسبت إِليه قلت ذَيَويٌّ كما تقول بَنَوِيٌّ في النسب إِلى البنت
قال ابن بري عند قول الجوهري في أَصل ذَيْت ذَيْوٌ قال صوابه ذَيٌّ لأَنَّ ما عينه
ياء فلامه ياء والله أَعلم قال وذاتُ الشيء حَقِيقتُه وخاصَّته وقال الليث يقال
قَلَّتْ ذاتُ يَدِه قال وذاتُ ههنا اسم لما مَلَكَتْ يداه كأَنها تقع على الأَموال
وكذلك عَرَفه من ذاتِ نَفْسِه كأَنه يعني سَرِيرَته المُضْمرة قال وذاتٌ ناقصة
تمامها ذواتٌ مثل نَواةٍ فحذفوا منها الواو فإِذا ثنوا أَتَمُّوا فقالوا ذواتانِ
كقولك نَواتانِ وإِذا ثلثوا رجعوا إِلى ذات فقالوا ذوات ولو جمعوا على التمام
لقالوا ذَوَياتٌ كقولك نَوَيَاتٌ وتصغيرها ذُوَيّةٌ وقال ابن الأَنباري في قوله عز
وجل إِنه عليم بذات الصُّدُور معناه بحقيقة القلوب من المضمرات فتأْنيث ذات لهذا
المعنى كما قال وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذات الشَّوْكةِ تكون لكم فأَنَّث على معنى
الطائفة كما يقال لَقِيتُه ذاتَ يوم فيؤنثون لأَن مَقْصِدهم لقيته مرة في يوم
وقوله عز وجل وتَرى الشمس إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عن كَهْفِهِم ذاتَ اليَمين وإِذا
غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشمال أُريد بذاتَ الجِهةُ فلذلك أَنَّثها أَراد جهة
ذات يمين الكَهف وذاتَ شِماله والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
العَشَرة أَول
العُقود والعَشْر عدد المؤنث والعَشَرةُ عدد المذكر تقول عَشْرُ نِسْوة وعَشَرةُ
رجال فإِذا جاوَزْتَ العِشْرين استوى المذكر والمؤنث فقلت عِشْرون رجلاً وعِشْرون
امرأَة وما كان من الثلاثة إِلى العَشَرة فالهاء تلحقه فيما واحدُه مذكر وتحذف
فيم
العَشَرة أَول
العُقود والعَشْر عدد المؤنث والعَشَرةُ عدد المذكر تقول عَشْرُ نِسْوة وعَشَرةُ
رجال فإِذا جاوَزْتَ العِشْرين استوى المذكر والمؤنث فقلت عِشْرون رجلاً وعِشْرون
امرأَة وما كان من الثلاثة إِلى العَشَرة فالهاء تلحقه فيما واحدُه مذكر وتحذف
فيما واحدُه مؤنث فإِذا جاوَزْتَ العَشَرة أَنَّثْت المذكرَ وذكّرت المؤنث وحذفت
الهاء في المذكر في العَشَرة وأَلْحَقْتها في الصَّدْر فيما بين ثلاثةَ عشَر إِلى
تسعة عشَر وفتحت الشين وجعلت الاسمين اسماً واحداً مبنيّاً على الفتح فإِذا صِرْت
إِلى المؤنث أَلحقت الهاء في العجز وحذفتها من الصدر وأَسكنت الشين من عَشْرة وإِن
شئت كَسَرْتها ولا يُنْسَبُ إِلى الاسمين جُعِلا اسماً واحداً وإِن نسبت إِلى
أَحدهما لم يعلم أَنك تريد الآخر فإن اضطُرّ إلى ذلك نسبته إلى أَحدهما ثم نسبته
إلى الآخر ومن قال أَرْبَعَ عَشْرة قال أَرْبَعِيٌّ عَشَرِيٌّ بفتح الشين ومِنَ
الشاذ في القراءة فانْفَجَرَت منه اثنتا عَشَرة عَيْناً بفتح الشين ابن جني وجهُ
ذلك أَن أَلفاظ العدد تُغَيَّر كثيراً في حدّ التركيب أَلا تراهم قالوا في
البَسِيط إِحْدى عَشْرة وقالوا عَشِرة وعَشَرة ثم قالوا في التركيب عِشْرون ؟ ومن
ذلك قولهم ثلاثون فما بعدها من العقود إِلى التسعين فجمعوا بين لفظ المؤنث والمذكر
في التركيب والواو للتذكير وكذلك أُخْتُها وسقوط الهاء للتأْنيث وتقول إِحْدى
عَشِرة امرأَة بكسر الشين وإِن شئت سكنت إِلى تسعَ عَشْرة والكسرُ لأَهل نجد
والتسكينُ لأَهل الحجاز قال الأَزهري وأَهل اللغة والنحو لا يعرفون فتح الشين في
هذا الموضع وروي عن الأَعمش أَنه قرأَ وقَطَّعْناهم اثْنَتَيْ عَشَرة بفتح الشين
قال وقد قرأَ القُرّاء بفتح الشين وكسرها وأَهل اللغة لا يعرفونه وللمذكر أَحَدَ
عَشَر لا غير وعِشْرون اسم موضوع لهذا العدد وليس بجمع العَشَرة لأَنه لا دليل على
ذلك فإِذا أَضَفْت أَسْقَطْت النون قلت هذه عِشْرُوك وعِشْرِيَّ بقلب الواو ياء
للتي بعدها فتدغم قال ابن السكيت ومن العرب من يُسَكّن العين فيقول أَحَدَ عْشَر
وكذلك يُسَكّنها إِلى تِسْعَةَ عْشَر إِلا اثني عَشَر فإِن العين لا تسكن لسكون
الأَلف والياء قبلها وقال الأَخفش إِنما سكَّنوا العين لمّا طال الاسم وكَثُرت
حركاتُه والعددُ منصوبٌ ما بين أَحَدَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ في الرفع
والنصب والخفض إِلا اثني عشر فإِن اثني واثنتي يعربان لأَنهما على هِجَاءَيْن قال
وإِنما نُصِبَ أَحَدَ عَشَرَ وأَخواتُها لأَن الأَصل أَحدٌ وعَشَرة فأُسْقِطَت
الواوُ وصُيِّرا جميعاً اسماً واحداً كما تقول هو جاري بَيْتَ بَيْتَ وكِفّةَ
كِفّةَ والأَصلُ بيْتٌ لبَيْتٍ وكِفَّةٌ لِكِفَّةٍ فصُيِّرَتا اسماً واحداً وتقول
هذا الواحد والثاني والثالث إِلى العاشر في المذكر وفي المؤنث الواحدة والثانية
والثالثة والعاشرة وتقول هو عاشرُ عَشَرة وغَلَّبْتَ المذكر وتقول هو ثالثُ
ثَلاثةَ عَشَرَ أَي هو أَحدُهم وفي المؤنث هي ثالثةُ ثَلاثَ عَشْرة لا غير الرفع
في الأَول وتقول هو ثالثُ عَشَرَ يا هذا وهو ثالثَ عَشَرَ بالرفع والنصب وكذلك
إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ فمن رفع قال أَردت هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ فأَلْقَيت الثلاثة
وتركتُ ثالث على إِعرابه ومَن نَصَب قال أَردت ثالثَ ثَلاثةَ عَشَرَ فلما
أَسْقَطْت الثلاثةَ أَلْزَمْت إِعْرابَها الأَوّلَ ليعلم أَن ههنا شيئاً محذوفاً
وتقول في المؤنث هي ثالثةَ عَشْرةَ وهي ثالثةَ عَشْرةَ وتفسيرُه مثل تفسير المذكر
وتقول هو الحادي عَشَر وهذا الثاني عَشَر والثالثَ عَشَرَ إِلى العِشْرِين مفتوح
كله وفي المؤنث هذه الحاديةَ عَشْرةَ والثانيةَ عَشْرَةَ إِلى العشرين تدخل الهاء
فيها جميعاً قال الكسائي إِذا أَدْخَلْتَ في العدد الأَلفَ واللامَ فأَدْخِلْهما
في العدد كلِّه فتقول ما فعلت الأَحَدَ العَشَرَ الأَلْفَ دِرْهمٍ والبصريون
يُدْخِلون الأَلفَ واللام في أَوله فيقولون ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ
دِرْهمٍ وقوله تعالى ولَيالٍ عَشْرٍ أَي عَشْرِ ذي الحِجَّة وعَشَرَ القومَ
يَعْشِرُهم بالكسر عَشْراً صار عاشرَهم وكان عاشِرَ عَشَرةٍ وعَشَرَ أَخذَ واحداً
من عَشَرة وعَشَرَ زاد واحداً على تسعة وعَشَّرْت الشيء تَعْشِيراً كان تسعة فزدت
واحداً حتى تمّ عَشَرة وعَشَرْت بالتخفيف أَخذت واحداً من عَشَرة فصار تسعة
والعُشورُ نقصان والتَّعْشيرُ زيادة وتمامٌ وأَعْشَرَ القومُ صاروا عَشَرة وقوله
تعالى تلك عَشَرَةٌ كاملة قال ابن عرفة مذهب العرب إِذا ذَكَرُوا عَدَدين أَن
يُجْمِلُوهما قال النابغة توهَّمْتُ آياتٍ لها فَعرَفْتُها لِسِتَّةِ أَعْوامِ وذا
العامُ سابِعُ
( * قوله « توهمت آيات إلخ » تأمل شاهده )
وقال الفرزدق ثَلاثٌ واثْنتانِ فهُنّ خَمْسٌ وثالِثةٌ تَميلِ إِلى السِّهَام وقال
آخر فسِرْتُ إِليهمُ عِشرينَ شَهْراً وأَرْبعةً فذلك حِجّتانِ وإِنما تفعل ذلك
لقلة الحِسَاب فيهم وثوبٌ عُشارِيٌّ طوله عَشْرُ أَذرع وغلام عُشارِيٌّ ابن عَشْرِ
سنين والأُنثى بالهاء وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ ممدودان اليومُ العاشر من المحرم وقيل
التاسع قال الأَزهري ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا
أَحْرُفٌ قليلة قال ابن بُزُرج الضّارُوراءُ الضَّرّاءُ والسارُوراءُ السَّرَّاءُ
والدَّالُولاء الدَّلال وقال ابن الأَعرابي الخابُوراءُ موضع وقد أُلْحِقَ به
تاسُوعاء وروي عن ابن عباس أَنه قال في صوم عاشوراء لئن سَلِمْت إِلى قابلٍ لأَصُومَنَّ
اليومَ التاسِعَ قال الأَزهري ولهذا الحديث عدّةٌ من التأْويلات أَحدُها أَنه
كَرِه موافقة اليهود لأَنهم يصومون اليومَ العاشرَ وروي عن ابن عباس أَنه قال
صُوموا التاسِعَ والعاشِرَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود قال والوجه الثاني ما قاله
المزني يحتمل أَن يكون التاسعُ هو العاشر قال الأَزهري كأَنه تأَول فيه عِشْر
الوِرْدِ أَنها تسعة أَيام وهو الذي حكاه الليث عن الخليل وليس ببعيد عن الصواب
والعِشْرون عَشَرة مضافة إِلى مثلها وُضِعَت على لفظ الجمع وكَسَرُوا أَولها لعلة
وعَشْرَنْت الشيء جعلته عِشْرينَ نادر للفرق الذي بينه وبين عَشَرْت والعُشْرُ
والعَشِيرُ جزء من عَشَرة يطّرد هذان البناءان في جميع الكسور والجمع أَعْشارٌ
وعُشُورٌ وهو المِعْشار وفي التنزيل وما بَلَغوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُم أَي ما
بلَغ مُشْرِكُو أَهل مكة مِعْشارَ ما أُوتِيَ مَن قَبْلَهم من القُدْرة والقُوّة
والعَشِيرُ الجزءُ من أَجْزاء العَشرة وجمع العَشِير أَعْشِراء مثل نَصِيب
وأَنْصِباء ولا يقولون هذا في شيء سوى العُشْر وفي الحديث تِسعةُ أَعْشِراء
الرِّزْق في التجارة وجُزْءٌ منها في السَّابِياء أَراد تسعة أَعْشار الرزق
والعَشِير والعُشْرُ واحدٌ مثل الثَّمِين والثُّمْن والسَّدِيس والسُّدْسِ
والعَشِيرُ في مساحة الأَرَضين عُشْرُ القَفِيز والقَفِيز عُشْر الجَرِيب والذي
ورد في حديث عبدالله لو بَلَغَ ابنُ عباس أَسْنانَنا ما عاشَرَه منا رجلٌ أَي لو
كانَ في السن مِثْلَنا ما بَلَغَ أَحدٌ منا عُشْرَ عِلْمِهِ وعَشَر القومَ
يَعْشُرُهم عُشْراً بالضم وعُشُوراً وعَشَّرَهم أَخذ عُشْرَ أَموالهم وعَشَرَ
المالَ نَفْسَه وعَشَّرَه كذلك وبه سمي العَشّار ومنه العاشِرُ والعَشَّارُ قابض
العُشْرِ ومنه قول عيسى بن عمر لابن هُبَيْرة وهو يُضرَب بين يديه بالسياط تالله
إِن كنت إِلا أُثَيّاباً في أُسَيْفاظ قبضها عَشّاروك وفي الحديث إِن لَقِيتم
عاشِراً فاقْتُلُوه أَي إِن وجدتم مَن يأْخذ العُشْر على ما كان يأْخذه أَهل
الجاهلية مقيماً على دِينه فاقتلوه لكُفْرِه أَو لاستحلاله لذلك إِن كان مسلماً
وأَخَذَه مستحلاًّ وتاركاً فرض الله وهو رُبعُ العُشْر فأَما من يَعْشُرهم على ما
فرض الله سبحانه فحَسَنٌ جميل وقد عَشَر جماعةٌ من الصحابة للنبي والخلفاء بعده
فيجوز أَن يُسمَّى آخذُ ذلك عاشراً لإِضافة ما يأْخذه إِلى العُشْرِ كرُبع
العُشْرِ ونِصْفِ العُشْرِ كيف وهو يأْخذ العُشْرَ جميعه وهو ما سَقَتْه السماء وعُشْرُ
أَموالِ أَهل الذمة في التجارات يقال عَشَرْت مالَه أَعْشُره عُشْراً فأَنا عاشرٌ
وعَشَّرْته فأَما مُعَشَّرٌ وعَشَّارٌ إِذا أَخذت عُشْرَه وكل ما ورد في الحديث من
عقوبة العَشّار محمول على هذا التأْويل وفي الحديث ليس على المُسْلِمين عُشورٌ
إِنما العُشور على اليهود والنصارى العُشُورُ جَمْع عُشْرٍ يعني ما كان من
أَموالهم للتجارات دون الصدقات والذي يلزمهم من ذلك عند الشافعي ما صُولِحُوا عليه
وقتَ العهد فإِن لم يُصالَحُوا على شيء فلا يلزمهم إِلا الجِزْيةُ وقال أَبو حنيفة
إِن أَخَذُوا من المسلمين إِذا دَخَلُوا بِلادَهم أَخَذْنا منهم إِذا دَخَلُوا
بِلادَنا للتجارة وفي الحديث احْمَدُوا الله إِذْ رَفَعَ عنكم العُشورَ يعني ما
كانت المُلوكُ تأْخذه منهم وفي الحديث إِن وَفْدَ ثَقِيف اشترطوا أَن لا يُحشَرُوا
ولا يُعْشَروا ولا يُجَبُّوا أَي لا يؤخذ عُشْرُ أَموالهم وقيل أَرادوا به الصدقةَ
الواجبة وإِنما فَسَّح لهم في تركها لأَنها لم تكن واجبة يومئذ عليهم إِنما تَجِب
بتمام الحَوْل وسئل جابرٌ عن اشتراط ثَقِيف أَن لا صدقة عليهم ولا جهادَ فقال
عَلِم أَنهم سَيُصدِّقون ويُجاهدون إِذا أَسلموا وأَما حديث بشير بن الخصاصيّة حين
ذَكر له شرائع الإِسلام فقال أَما اثنان منها فلا أُطِيقُهما أَما الصدقةُ فإِنما
لي ذَوْدٌ هُنَّ رِسْلُ أَهلي وحَمولتُهم وأَما الجهاد فأَخافُ إِذا حَضَرْتُ
خَشَعَتْ نفسِي فكَفَّ يده وقال لا صدقةَ ولا جهادَ فبِمَ تدخلُ الجنة ؟ فلم
يَحْتَمِل لبشير ما احتمل لثقيف ويُشْبِه أَن يكون إِنما لم يَسْمَعْ له لعِلْمِه
أَنه يَقْبَل إِذا قيل له وثَقِيفٌ كانت لا تقبله في الحال وهو واحد وهم جماعة
فأَراد أَن يتأَلَّفَهم ويُدَرِّجَهم عليه شيئاً فشيئاً ومنه الحديث النساء لا
يُعشَرْنَ ولا يُحْشَرْن أَي لا يؤخذ عُشْرُ أَموالهن وقيل لا يؤخذ العُشْرُ من
حَلْيِهِنّ وإِلا فلا يُؤخذ عُشْرُ أَموالهن ولا أَموالِ الرجال والعِشْرُ ورد
الإِبل اليومَ العاشرَ وفي حسابهم العِشْر التاسع فإِذا جاوزوها بمثلها فظِمْؤُها
عِشْران والإِبل في كل ذلك عَواشِرُ أَي ترد الماء عِشْراً وكذلك الثوامن والسوابع
والخوامس قال الأَصمعي إِذا وردت الإِبل كلَّ يوم قيل قد وَرَدَتْ رِفْهاً فإذا
وردت يوماً ويوماً لا قيل وردت غِبّاً فإِذا ارتفعت عن الغِبّ فالظمء الرِّبْعُ
وليس في الورد ثِلْث ثم الخِمْس إِلى العِشْر فإِذا زادت فليس لها تسمية وِرْد
ولكن يقال هي ترد عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً إِلى العِشرَين فيقال حينئذ
ظِمْؤُها عِشْرانِ فإِذا جاوزت العِشْرَيْنِ فهي جَوازِئُ وقال الليث إِذا زادت
على العَشَرة قالوا زِدْنا رِفْهاً بعد عِشْرٍ قال الليث قلت للخليل ما معنى
العِشْرِين ؟ قال جماعة عِشْر قلت فالعِشْرُ كم يكون ؟ قال تِسعةُ أَيام قلت
فعِشْرون ليس بتمام إِنما هو عِشْران ويومان قال لما كان من العِشْر الثالث يومان
جمعته بالعِشْرين قلت وإِن لم يستوعب الجزء الثالث ؟ قال نعم أَلا ترى قول أَبي
حنيفة إِذا طَلَّقها تطليقتين وعُشْرَ تطليقة فإِنه يجعلها ثلاثاً وإِنما من الطلقة
الثالثة فيه جزء فالعِشْرون هذا قياسه قلت لا يُشْبِهُ العِشْرُ
( * قوله قلت لا يشبه العشر إلخ » نقل شارح القاموس عن شيخه أن الصحيح ان القياس
لا يدخل اللغة وما ذكره الخليل ليس إلا لمجرد البيان والايضاح لا للقياس حتى يرد
ما فهمه الليث ) التطليقةَ لأَن بعض التطليقة تامة تطليقة ولا يكون بعض العِشْرِ
عِشْراً كاملاً أَلا ترى أَنه لو قال لامرأَته أَنت طالق نصف تطليقة أَو جزءاً من
مائة تطليقة كانت تطليقة تامة ولا يكون نصف العِشْر وثُلُث العِشْرِ عِشْراً
كاملاً ؟ قال الجوهري والعِشْرُ ما بين الوِرْدَين وهي ثمانية أَيام لأَنها تَرِدُ
اليوم العاشر وكذلك الأَظْماء كلها بالكسر وليس لها بعد العِشْر اسم إِلا في
العِشْرَِينِ فإِذا وردت يوم العِشْرَِين قيل ظِمْؤُها عِشْرانِ وهو ثمانية عَشَر
يوماً فإِذا جاوزت العِشْرِينِ فليس لها تسمية وهي جَوازِئُ وأَعْشَرَ الرجلُ إِذا
وَرَدت إِبلُه عِشْراً وهذه إِبل عَواشِرُ ويقال أَعْشَرْنا مذ لم نَلْتقَ أَي
أَتى علينا عَشْرُ ليال وعَواشِرُ القرآن الآيُ التي يتم بها العَشْرُ والعاشِرةُ
حَلْقةُ التَّعْشِير من عَواشِر المصحف وهي لفظة مولَّدة وعُشَار بالضم معدول من
عَشَرة وجاء القوم عُشارَ عُشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشار ومَعْشَر أَي عَشَرة
عَشَرة كما تقول جاؤوا أُحَادَ أُحَادَ وثُناءَ ثُناءَ ومَثْنى مَثْنى قال أَبو
عبيد ولم يُسْمع أَكثرُ من أُحاد وثُناء وثُلاث ورُباع إِلا في قول الكميت ولم
يَسْتَرِيثوك حتى رَمَيْ ت فوق الرجال خِصَالاً عُشَارا قال ابن السكيت ذهب القوم
عُشَارَياتٍ وعُسَارَياتٍ إِذا ذهبوا أَيادِيَ سَبَا متفرقين في كل وجه وواحد
العُشاريَات عُشارَى مثل حُبارَى وحُبَارَيات والعُشَارة القطعةُ من كل شيء قوم
عُشَارة وعُشَارات قال حاتم طيء يذكر طيئاً وتفرُّقَهم فصارُوا عُشَاراتٍ بكلّ
مكانِ وعَشَّر الحمار تابَعَ النهيق عَشْرَ نَهَقاتٍ ووالى بين عَشْرِ تَرْجِيعات
في نَهِيقه فهو مُعَشَّرٌ ونَهِيقُه يقال له التَّعْشِير يقال عَشَّرَ يُعَشِّرُ
تَعْشِيراً قال عروة بن الورد وإِنِّي وإِن عَشَّرْتُ من خَشْيةِ الرَّدَى نُهاقَ
حِمارٍ إِنني لجَزُوعُ ومعناه إِنهم يزعمون أَن الرجل إِذا وَرَدَ أَرضَ وَباءٍ
وضَعَ يدَه خلف أُذنهِ فنَهَق عَشْرَ نَهقاتٍ نَهيقَ الحِمار ثم دخلها أَمِنَ من
الوَباء وأَنشد بعضهم في أَرض مالِكٍ مكان قوله من خشية الرَّدَى وأَنشد نُهاق
الحمار مكان نُهاق حمار وعَشَّرَ الغُرابُ نَعبَ عَشْرَ نَعَبَاتٍ وقد عَشَّرَ
الحِمارُ نهق وعَشَّرَ الغُرابُ نَعَقَ من غير أَن يُشْتَقّا من العَشَرة وحكى
اللحياني اللهمَّ عشِّرْ خُطايَ أَي اكتُبْ لكل خُطْوة عَشْرَ حسنات والعَشِيرُ
صوت الضَّبُع غير مشتق أَيضاً قال جاءَتْ به أُصُلاً إِلى أَوْلادِها تَمْشي به
معها لهمْ تَعْشِيرُ وناقة عُشَراء مصى لحملها عَشَرةُ أَشهر وقيل ثمانية والأَولُ
أَولى لمكان لفظه فإِذا وضعت لتمام سنة فهي عُشَراء أَيضاً على ذلك كالرائبِ من
اللبن
( * قوله « كالرائب من اللبن » في شرح القاموس في مادة راب ما نصه قال أَبو عبيد
إِذا خثر اللبن فهو الرائب ولا يزال ذلك اسمه حتى ينزع زبده واسمه على حاله بمنزلة
العشراء من الإِبل وهي الحامل ثم تضع وهي اسمها ) وقيل إِذا وَضَعت فهي عائدٌ
وجمعها عَوْدٌ قال الأَزهري والعرب يسمونها عِشَاراً بعدما تضع ما في بطونها للزوم
الاسم بعد الوضع كما يسمونها لِقَاحاً وقيل العَشَراء من الإِبل كالنّفساء من
النساء ويقال ناقتان عُشَراوانِ وفي الحديث قال صَعْصعة بن ناجية اشْتَرَيْت
مَؤُودةً بناقَتَينِ عُشَرَاوَيْنِ قال ابن الأَثير قد اتُّشِعَ في هذا حتى قيل
لكل حامل عُشَراء وأَكثر ما يطلق على الخيل والإِبل والجمع عُشَراواتٌ يُبْدِلون
من همزة التأْنيث واواً وعِشَارٌ كَسَّرُوه على ذلك كما قالوا رُبَعة ورُبَعاتٌ
ورِباعٌ أَجْرَوْا فُعلاء مُجْرَى فُعَلة كما أَجْرَوْا فُعْلَى مُجْرَى فُعْلَة
شبهوها بها لأَن البناء واحد ولأَن آخره علامة التأْنيث وقال ثعلب العِشَارُ من
الإِبل التي قد أَتى عليها عشرة أَشهر وبه فسر قوله تعالى وإِذا العِشَارُ
عُطِّلَت قال الفراء لُقَّحُ الإِبلِ عَطَّلَها أَهلُها لاشتغالهم بأَنْفُسِهم ولا
يُعَطِّلُها قومُها إِلا في حال القيامة وقيل العِشارُ اسم يقع على النوق حتى
يُتْتج بعضُها وبعضُها يُنْتَظَرُ نِتاجُها قال الفرزدق كَمْ عَمَّة لك يا جَرِيرُ
وخالة فَدْعاء قد حَلَبَتْ عَلَيّ عِشَارِي قال بعضهم وليس للعِشَارِ لبن إِنما
سماها عِشاراً لأَنها حديثة العهد بالنِّتاج وقد وضعت أَولادها وأَحْسَن ما تكون
الإِبل وأَنْفَسُها عند أَهلها إِذا كانت عِشَاراً وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً
وأَعْشَرَت صارت عُشَراء وأَعْشَرت أَيضاً أَتى عليها عَشَرَةُ أَشهر من نتاجها
وامرأَة مُعْشِرٌ مُتِمٌّ على الاستعارة وناقة مِعْشارٌ يَغْزُر لبنُها ليالي
تُنْتَج ونَعتَ أَعرابي ناقةً فقال إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبَارٌ مِعْشَارٌ ما
تقدم ومِشكارٌ تَغْزُر في أَول نبت الربيع ومِغْبارٌ لَبِنةٌ بعدما تَغْزُرُ
اللواتي يُنْتَجْن معها وأَما قول لبيد يذكر مَرْتَعاً هَمَلٌ عَشائِرُه على
أَوْلادِها مِن راشح مُتَقَوّب وفَطِيم فإِنه أَراد بالعَشائِر هنا الظباءَ
الحدِيثات العهد بالنتاج قال الأَزهري كأَنَّ العَشائرَ هنا في هذا المعنى جمع
عِشَار وعَشائرُ هو جمع الجمع كما يقال جِمال وجَمائِل وحِبَال وحَبائِل
والمُعَشِّرُ الذي صارت إِبلُه عِشَاراً قال مَقّاس ابن عمرو ليَخْتَلِطَنَّ
العامَ راعٍ مُجَنَّبٌ إِذا ما تلاقَيْنا براعٍ مُعَشِّر والعُشْرُ النُّوقُ التي
تُنْزِل الدِّرَّة القليلة من غير أَن تجتمع قال الشاعر حَلُوبٌ لعُشْرِ الشُّولِ
في لَيْلةِ الصَّبا سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قبل التأَمُّلِ وأَعْشارُ الجَزورِ
الأَنْصِباء والعِشْرُ قطعة تنكَسِرُ من القَدَح أَو البُرْمة كأَنها قطعة من
عَشْر قطع والجمع أَعْشارٌ وقَدَحٌ أَعْشارٌ وقِدْرٌ أَعْشَارٌ وقُدورٌ أَعاشِيرُ
مكسَّرَة على عَشْرِ قطع قال امرؤ القيس في عشيقته وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا
لِتَقدَحِي بِسَهْمَيكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ أَراد أَن قلبه كُسِّرَ ثم
شُعِّبَ كما تُشَعَّبُ القِدْرُ قال الأَزهري وفيه قول آخر وهو أَعجب إِليّ من هذا
القول قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى أَراد بقوله بسَهْمَيْكِ ههنا سَهْمَيْ قِداح
المَيْسِر وهما المُعَلَّى والرَّقيب فللمُعَلَّى سبعة أَنْصِباء وللرقيب ثلاثة
فإِذا فاز الرجل بهما غلَب على جَزورِ المَيْسرِ كلها ولم يَطْمَعْ غيرُه في شيء
منها وهي تُقْسَم على عَشَرة أَجزاء فالمعنى أَنها ضَربت بسهامها على قلبه فخرج
لها السهام فغَلبته على قَلْبه كلِّه وفَتَنته فَمَلَكَتْه ويقال أَراد بسهْمَيْها
عَيْنَيْها وجعل أَبو الهيثم اسم السهم الذي له ثلاثة أَنْصِباء الضَّرِيبَ وهو
الذي سماه ثعلب الرَّقِيب وقال اللحياني بعض العرب يُسمّيه الضَّرِيبَ وبعضهم
يسمّيه الرقيب قال وهذا التفسير في هذا البيت هو الصحيح ومُقَتَّل مُذَلَّل
وقَلْبٌ أَعْشارٌ جاء على بناء الجمع كما قالوا رُمْح أَقْصادٌ وعَشّرَ الحُبُّ
قَلْبَه إِذا أَضْناه وعَشَّرْت القَدَحَ تَعْشِيراً إِذا كسَّرته فصيَّرته
أَعْشاراً وقيل قِدْرٌ أَعشارٌ عظيمة كأَنها لا يحملها إِلا عَشْرٌ أَو عَشَرةٌ
وقيل قِدْرٌ أَعْشارٌ متكسِّرة فلم يشتق من شيء قال اللحياني قِدر أَعشارٌ من
الواحد الذي فُرِّقَ ثم جُمِع كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُشْراً والعواشِرُ قوادمُ
ريش الطائر وكذلك الأَعْشار قال الأَعشى وإِذا ما طغا بها الجَرْيُ فالعِقْ بانُ
تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشارِ وقال ابن بري إِن البيت إِن تكن كالعُقَابِ في الجَوّ
فالعِقْ بانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشار والعِشْرَةُ المخالطة عاشَرْتُه
مُعَاشَرَةً واعْتَشَرُوا وتَعاشَرُوا تخالطوا قال طَرَفة ولَئِنْ شَطَّتْ
نَوَاهَا مَرَّةَ لَعَلَى عَهْد حَبيب مُعْتَشِرْ جعل الحَبيب جمعاً كالخَلِيط
والفَرِيق وعَشِيرَة الرجل بنو أَبيه الأَدْنَونَ وقيل هم القبيلة والجمع عَشَائر
قال أَبو علي قال أَبو الحسن ولم يُجْمَع جمع السلامة قال ابن شميل العَشِيرَةُ
العامّة مثل بني تميم وبني عمرو بن تميم والعَشِيرُ القبيلة والعَشِيرُ
المُعَاشِرُ والعَشِيرُ القريب والصديق والجمع عُشَراء وعَشِيرُ المرأَة زوجُها
لأَنه يُعاشِرها وتُعاشِرُه كالصديق والمُصَادِق قال ساعدة بن جؤية رأَتْه على يَأْسٍ
وقد شابَ رَأْسُها وحِينَ تَصَدَّى لِلْهوَانِ عَشِيرُها أَراد لإِهانَتِها وهي
عَشِيرته وقال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّكُنّ أَكْثَرُ أَهل النار فقيل لِمَ
يا رسول الله ؟ قال لأَنَّكُنّ تُكْثِرْن اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ
العَشِيرُ الزوج وقوله تعالى لَبِئْسَ المَوْلى ولَبئْسَ العَشِير أَي لبئس
المُعاشِر ومَعْشَرُ الرجل أَهله والمَعْشَرُ الجماعة متخالطين كانوا أَو غير ذلك
قال ذو الإِصبع العَدْوانيّ وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زيْدٌ على مِائَةٍ فأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُوني والمَعْشَر والنَّفَر والقَوْم والرَّهْط معناهم
الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء قال والعَشِيرة أَيضاً الرجال
والعالَم أَيضاً للرجال دون النساء وقال الليث المَعْشَرُ كل جماعة أَمرُهم واحد
نحو مَعْشر المسلمين ومَعْشَر المشركين والمَعاشِرُ جماعاتُ الناس والمَعْشَرُ الجن
والإِنس وفي التنزيل يا مَعْشَرَ الجنَّ والإِنس والعُشَرُ شجر له صمغ وفيه
حُرّاقٌ مثل القطن يُقْتَدَح به قال أَبو حنيفة العُشر من العِضاه وهو من كبار
الشجر وله صمغ حُلْوٌ وهو عريض الورق ينبت صُعُداً في السماء وله سُكّر يخرج من
شُعَبِه ومواضع زَهْرِه يقال له سُكّرُ العُشَر وفي سُكّرِه شيءٌ من مرارة ويخرج
له نُفّاخٌ كأَنها شَقاشِقُ الجمال التي تَهْدِرُ فيها وله نَوْرٌ مثل نور
الدِّفْلى مُشْربٌ مُشرق حسن المنظَر وله ثمر وفي حديث مَرْحب اين محمد بن سلمة
بارَزَه فدخلت بينهما شجرةٌ من شجر العُشر وفي حديث ابن عمير وقُرْصٌ بُرِّيٌّ
بلبنٍ عُشَريّ أَي لَبَن إِبلٍ ترعى العُشَرَ وهو هذا الشجر قال ذو الرمة يصف
الظليم كأَنّ رِجْلَيه مما كان من عُشَر صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ
الواحدة عُشَرة ولا يكسر إِلا أَن يجمع بالتاء لقلة فُعَلة في الأَسماء ورجل
أَعْشَر أَي أَحْمَقُ قال الأَزهري لم يَرْوِه لي ثقةٌ أَعتمده ويقال لثلاث من
ليالي الشهر عُشَر وهي بعد التُّسَع وكان أَبو عبيدة يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ
إِلا أَشياء منه معروفة حكى ذلك عنه أَبو عبيد والطائفيّون يقولون من أَلوان البقر
الأَهليّ أَحمرُ وأَصفرُ وأَغْبَرُ وأَسْودُ وأَصْدأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ
وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ وأَصْبَغُ وأَكْلَفُ وعُشَر وعِرْسِيّ وذو الشرر
والأَعْصم والأَوْشَح فالأَصْدَأُ الأَسود العينِ والعنقِ والظهرِ وسائرُ جسده
أَحمر والعُشَرُ المُرَقَّع بالبياض والحمرةِ والعِرْسِيّ الأَخضر وأَما ذو الشرر
فالذي على لون واحد في صدرِهِ وعنُقِه لُمَعٌ على غير لونه وسَعْدُ العَشِيرة أَبو
قبيلة من اليمن وهو سعد بن مَذْحِجٍ وبنو العُشَراء قوم من العرب وبنو عُشَراء قوم
من بني فَزارةَ وذو العُشَيْرة موضع بالصَّمّان معروف ينسب إِلى عُشَرةٍ نابتة فيه
قال عنترة صَعْل يَعُودُ بذي العُشَيْرة بَيْضَه كالعَبْدِ ذي الفَرْوِ الطويل
الأَصْلَمِ شبَّهه بالأَصْلم وهو المقطوع الأُذن لأَن الظليم لا أُذُنَين له وفي
الحديث ذكر غزوة العُشَيرة ويقال العُشَيْر وذاتُ العُشَيرة وهو موضع من بطن
يَنْبُع وعِشَار وعَشُوراء موضع وتِعْشار موضع بالدَّهناء وقيل هو ماء قال النابغة
غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشارِ وقال الشاعر لنا إِبلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ
بَيْنَها بتِعْشارَ مَرْعاها قَسَا فصَرائمُهْ
معنى
في قاموس معاجم
القَطْعُ
إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَضْلاً قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً
وقُطوعاً قال فما بَرِحَتْ حتى اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ
حادِرِ والقَطْعُ مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع والمِقْطَعُ بالكسر ما
يُق
القَطْعُ
إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَضْلاً قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً
وقُطوعاً قال فما بَرِحَتْ حتى اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ
حادِرِ والقَطْعُ مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع والمِقْطَعُ بالكسر ما
يُقْطَعُ به الشيء وقطَعه واقتطَعه فانقطَع وتقطَّع شدد للكثرة وتقطَّعوا أَمرهم
بينهم زُبُراً أَي تقَسَّمُوه قال الأَزهري وأَما قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم
زُبراً فإِنه واقع كقولك قَطَّعُوا أَمرهم قال لبيد في الوجه اللازم وتَقَطَّعَتْ
أَسْبابُها ورِمامُها أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها ويجوز أَن يكون معنى
قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم أَي تفرقوا في أَمرهم نصب أَمرهم بنزع في منه قال
الأَزهري وهذا القول عندي أَصوب وقوله تعالى وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنّ أَي
قَطَعْنَها قَطْعاً بعد قَطْعٍ وخَدَشْنَها خدشاً كثيراً ولذلك شدد وقوله تعالى
وقطَّعْناهم في الأَرض أُمَماً أَي فرّقْناهم فِرَقاً وقال وتَقَطَّعَتْ بهم
الأَسبابُ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم قول أَبي ذؤَيب كأَنّ ابْنةَ
السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ لها بعدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وَهِيجُ أَراد بعد
انْقِطاعِ النُّبُوحِ والنُّبُوحُ الجماعات أَراد بعد الهُدُوِّ والسكون بالليل
قال وأَحْسَبُ الأَصل فيه القِطْع وهو طائفة من الليل وشيءٌ قَطِيعٌ مقطوعٌ والعرب
تقول اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أَي اتقوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم من بعض في الحرب
والقُطْعةُ والقُطاعةُ ما قُطِعَ من الحُوّارَى من النُّخالةِ والقُطاعةُ بالضم ما
سقَط عن القَطْعِ وقَطَعَ النخالةَ من الحُوّارَى فَصَلَها منه عن اللحياني
وتَقاطَعَ الشيءُ بانَ بعضُه من بعض وأَقْطَعَه إِياه أَذن له في قطعه وقَطَعاتُ
الشجرِ أُبَنُها التي تَخْرُجُ منها إِذا قُطِعَت الواحدة قَطَعَةٌ وأَقْطَعْتُه
قُضْباناً من الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ له في قَطْعِها والقَطِيع الغُصْنُ تَقْطَعُه
من الشجرة والجمع أَقْطِعةٌ وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ وأَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ
والقِطْعُ من الشجر كالقَطِيعِ والجمع أَقطاعٌ قال أَبو ذؤَيب عَفا غيرُ نُؤْيِ
الدارِ ما إِنْ تُبِينُه وأَقْطاعُ طُفْيٍ قد عَفَتْ في المَعاقِلِ والقِطْعُ
أَيضاً السهم يعمل من القَطِيعِ والقِطْعِ اللذين هما المَقْطُوعُ من الشجر وقيل
هو السهم العَرِيضُ وقيل القِطْعُ نصل قَصِيرٌ عَرِيضُ السهم وقيل القِطْعُ النصل
القصير والجمع أَقْطُعٌ وأَقْطاعٌ وقُطُوعٌ وقِطاعٌ ومَقاطِيعُ جاء على غير واحده
نادراً كأَنه إِنما جمع مِقْطاعاً ولم يسمع كما قالوا مَلامِحَ ومَشابِهَ ولم
يقولوا مَلْمَحَةً ولا مَشْبَهةً قال بعض الأَغفالِ يصف دِرْعاً لها عُكَنٌ
تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ وقال ساعدة بن
جُؤَيَّةَ وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه إِذا يَسْمَعُ الصوتَ
المُغَرِّدَ يَصْلِدُ والمِقْطَعُ والمِقْطاعُ ما قَطَعْتَه به قال الليث القِطْعُ
القضيبُ الذي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ وجمعه قُطْعانٌ وأَقْطُعٌ وأَنشد لأَبي
ذؤَيب ونَمِيمَةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ قال
أَراد السِّهامَ قال الأَزهري وهذا غلط قال الأَصمعي القِطْعُ من النِّصالِ القصير
العريضُ وكذلك قال غيره سواء كان النصل مركباً في السهم أَو لم يكن مركباً سُمِّيَ
قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ من الحديث وربما سَمَّوْه مقطوعاً والمَقاطِيعُ جمعه وسيف
قاطِعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ وحبل أَقْطاعٌ مقطوعٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه قِطْعاً
وإِن لم يتكلم به وكذلك ثوب أَقْطاعٌ وقِطْعٌ عن اللحياني والمَقْطُوعُ من المديد
والكامل والرَّجَزِ الذي حذف منه حرفان نحو فاعلاتن ذهب منه تن فصار محذوفاً فبقي
فاعلن ثم ذهب من فاعِلن النون ثم أُسكنت اللام فنقل في التقطيع إِلى فعْلن كقوله
في المديد إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقانِ فقوله قاني
فعْلن وكقوله في الكامل وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ فإِنَّه نَسَبٌ يَزِيدُكَ
عِنْدَهُنَّ خَبالا فقوله نَخَبالا فعلاتن وهو مقطوع وكقوله في الرجز دار
لِسَلْمَى إِذ سُلَيْمَى جارةٌ قَفْرٌ تُرى آياتها مِثْلَ الزُّبُرْ
( * قوله « دار لسلمى إلخ » هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا يخفى )
وكقوله في الرجز القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ
مَجْهُودُ فقوله مَجْهُود مَفْعُولُنْ وتَقْطِيعُ الشعر وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ
وتَجْزئته بالأَفعالِ وقاطَعَ الرجُلانِ بسيفيهما إِذا نظرا أَيُّهما أَقْطَعُ
وقاطَعَ فلان فلاناً بسيفيهما كذلك ورجل لَطّاع قَطّاعٌ يَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ
ويردّ الثاني واللَّطّاعُ مذكور في موضعه وكلامٌ قاطِعٌ على المَثَلِ كقولهم
نافِذٌ والأَقْطَعُ المقطوعُ اليَدِ والجمع قُطْعٌ وقُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ
وسُودانٍ ويَدٌ قَطعاءُ مقطوعةٌ وقد قَطَعَ وقطِعَ قَطعاً والقَطَعَةُ والقُطْعةُ
بالضم مثل الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ موضع القَطْعِ من اليد وقيل بقيّةُ اليدِ
المقطوعةِ وضربَه بقَطَعَتِه وفي الحديث أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان
يَسْرِقُ بقَطَعَتِه بفتحتين هي الموضعُ المقطوعُ من اليد قال وقد تضم القاف وتسكن
الطاء فيقال بقُطْعَتِه قال الليث يقولون قُطِعَ الرجلُ ولا يقولون قُطِعَ
الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لا يكون أَقْطَعَ حتى يَقْطَعَه غيره ولو لزمه ذلك
من قبل نفسه لقيل قَطِعَ أَو قَطُعَ وقَطَعَ الله عُمُرَه على المَثَلِ وفي
التنزيل فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظَلَموا قال ثعلب معناه استُؤْصِلُوا من
آخرهم ومَقْطَعُ كل شيءٍ ومُنْقَطَعُه آخره حيث يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ
والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وما أَشبهها ومَقاطِيعُ الأَوديةِ مآخيرُها ومُنْقَطَعُ
كلِّ شيءٍ حيث يَنْتَهي إِليه طَرَفُه والمُنْقَطِعُ الشيءُ نفسُه وشرابٌ لذيذُ
المَقْطَعِ أَي الآخِر والخاتِمَةِ وقَطَعَ الماءَ قَطْعاً شَقَّه وجازَه وقطَعَ
به النهرَ وأَقْطَعَه إِياه وأَقطَعَه به جاوَزَه وهو من الفصل بين الأَجزاء وقَطَعْتُ
النهر قَطْعاً وقُطُوعاً عَبَرْتُ ومَقاطِعُ الأَنهار حيث يُعْبَرُ فيه
والمَقْطَعُ غايةُ ما قُطِعَ يقال مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ للذي لا
رَمْلَ وراءه والمَقْطَعُ الموضع الذي يُقْطَعُ فيه النهر من المَعابرِ ومَقاطِعُ
القرآنِ مواضعُ الوقوفِ ومَبادِئُه مواضعُ الابتداءِ وفي حديث عمر رضي الله عنه
حين ذَكَر أَبا بكر رضي الله عنه ليس فيكم مَنْ تَقَطَّعُ عليه
( * قوله « تقطع عليه » كذا بالأصل والذي في النهاية دونه )
الأَعْناقُ مثلَ أَبي بكر أَراد أَن السابِقَ منكم الذي لا يَلْحَقُ شَأْوَه في
الفضل أَحدٌ لا يكون مِثْلاً لأَبي بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقين وفي النهاية أَي
ليس فيكم أَحدٌ سابقٌ إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِيه حتى لا
يَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبي بكر رضي الله عنه يقال للفرَس الجَوادِ تَقَطَّعَت
أَعناقُ الخيْلِ عليه فلم تَلْحَقْه وأَنشد ابن الأَعرابي للبَعِيثِ طَمِعْتُ
بِلَيْلى أَن تَرِيعَ وإِنَّما تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ وبايَعْتُ
لَيْلى في الخَلاءِ ولم يَكُنْ شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ ومنه حديث
أَبي ذر فإِذا هي يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ أَي تُسْرِعُ إِسْراعاً كثيراً تقدمت
به وفاتت حتى إن السراب يظهر دونها أَي من ورائها لبعدها في البر ومُقَطَّعاتُ
الشيء طرائقُه التي يتحلَّلُ إِليها ويَتَرَكَّبُ عنها كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ
ومُقَطَّعاتُ الشعْرِ ومَقاطِيعُه ما تَحَلَّل إِليه وترَكَّبَ عنه من أَجْزائِه
التي يسميها عَرُوضِيُّو العرب الأَسْبابَ والأَوْتادَ والقِطاعُ والقَطاعُ صِرامُ
النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ والصَّرامِ وقَطَعَ النخلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً
وقَطاعاً عن اللحياني صرَمه قال سيبويه قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِليه القَطْعَ
واستعملته فيه وأَقْطَعَ النخلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه
وأَقْطَعْتُه أَذِنْتُ له في قِطاعه وانْقَطَعَ الشيءُ ذهَب وقْتُه ومنه قولهم
انْقَطَعَ البَرْدُ والحرُّ وانْقَطَع الكلامُ وَقَفَ فلم يَمْضِ وقَطَعَ لسانه
أَسْكَتَه بإِحسانِه إِليه وانْقَطَعَ لسانه ذهبت سَلاطَتُه وامرأَة قَطِيعُ
الكلامِ إِذا لم تكن سَلِيطةً وفي الحديث لما أَنشده العباس ابن مِرْداسٍ أَبياته
العينية اقْطَعُوا عني لِسانه أَي أَعْطُوه وأَرْضُوه حتى يسكت فكنى باللسانِ عن
الكلامِ ومنه الحديث أَتاه رجل فقال إِني شاعر فقال يا بلال اقْطَعْ لسانه فأَعطاه
أَربعين درهماً قال الخطابي يشبه أَن يكون هذا ممن له حق في بيت المال كابن السبيل
وغيره فتعرّض له بالشعر فأَعطاه لحقه أَو لحاجته لا لشعره وأَقْطَعَ الرجلُ إِذا
انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بالحق فلم يُجِبْ فهو مُقْطِعٌ وقَطَعَه قَطْعاً
أَيضاً بَكَّتَه وهو قَطِيعُ القولِ وأَقْطَعُه وقد قَطَعَ وقَطِعَ قَطاعةً
واقْطَعَ الشاعِرُ انْقَطَعَ شِعْرُه وأَقْطََعَت الدجاجةُ مثل أَقَفَّت انْقَطَعَ
بيضُها قال الفارسيّ وهذا كما عادلوا بينهما بأَصْفَى وقُطِعَ به وانْقُطِعَ
وأُقْطِعَ وأَقْطَعَ ضَعُفَ عن النكاح وأُقْطِعَ به إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ إِذا
لم يُرِدِ النساءَ ولم يَنْهَض عُجارِمُه وانْقُطِعَ بالرجل والبعيرِ كَلاَّ
وقفطِعَ بفلان فهو مَقْطُوعٌ به وانْقُطِعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به إِذا عجز عن سفره
من نَفَقَةٍ ذهبت أَو قامَت عليه راحِلَتُه أَو أَتاه أَمر لا يقدر على أَن يتحرك
معه وقيل هو إِذا كان مسافراً فأُبْدِعَ به وعَطِبَت راحلته وذَهَبَ زادُه وماله
وقُطِعَ به إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ وقُطِعَ به قَطْعاً إِذا قُطِعَ به الطريقُ
وفي الحديث فَخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ به وفي
الحديث ولو شئنا لاقْتَطَعْناهم وفي الحديث كان إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً
أَي يُفْرِدَ قوماً يبعثُهم في الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم من غيرهم ويقال للغريب
بالبلد أُقْطِعَ عن أَهله إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ عنهم ومُنْقَطِعٌ وكذلك الذي
يُفْرَضُ لنظرائه ويترك هو وأَقْطَعْتُ الشيء إِذا انْقَطَعَ عنك يقال قد
أَقْطَعْتُ الغَيْثَ وعَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عن الضِّراب والمُقْطَعُ
بفتح الطاءِ البعير إِذا جَفَرَ عن الصواب قال النمر بن تَوْلَبٍ يصف امرأَته
قامَت تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْيةٍ زِقًّا وخابِيَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ وقد
أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ وناقةٌ قَطُوعٌ يَنْقَطِعُ لبنها سريعاً والقَطْعُ
والقَطِيعةُ الهِجْرانُ ضِدُّ الوصل والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وهو على المثل
ورجل قَطُوعٌ لإِخْوانه ومِقْطاعٌ لا يثبت على مُؤاخاةٍ وتَقَاطَعَ القومُ
تَصارَمُوا وتَقَاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ تَحاصَّتْ وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً
وقَطِيعةً وقَطَّعَها عَقَّها ولم يَصِلْها والاسم القَطِيعةُ ورجل قُطَعَةٌ
وقُطَعٌ ومِقْطَعٌ وقَطَّاعٌ يَقْطَعُ رَحِمَه وفي الحديث من زَوَّجَ كَرِيمَةً من
فاسِقٍ فقد قَطَعَ رَحمها وذلك أَن الفاسِقَ يطلقها ثم لا يبالي أَن يضاجعها وفي
حديث صِلَةِ الرَّحِمِ هذا مقام العائذ بك من القَطِيعَةِ القَطِيعَةُ الهِجْرانُ
والصَّدُّ وهيَ فَعِيلَةٌ من القَطْعِ ويريد به ترك البر والإِحسان إِلى الأَهل
والأَقارب وهي ضِدّ صِلَة الرَّحمِ وقوله تعالى أَن تفسدوا في الأَرض وتُقَطِّعُوا
أَرحامَكم أَي تعُودوا إِلى أَمر الجاهلية فتفسدوا في الأَرض وتَئِدُوا البناتِ
وقيل تقطعوا أَرحامكم تقتل قريش بني هاشم وبنو هاشم قريشاً ورَحِمٌ قَطعاءُ بيني
وبينك إِذا لم توصل ويقال مَدّ فلان إِلى فلان بِثَدْيٍ غير أَقْطَعَ ومَتَّ
بالتاء أَي تَوَسَّلَ إِليه بقرابة قريبة وقال دَعاني فلم أُورَأْ بِه فأَجَبْتُه
فَمَدّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا والأُقْطوعةُ ما تبعثه المرأَة إِلى
صاحبتها علامة للمُصارَمةِ والهِجْرانِ وفي التهذيب تبعث به الجارية إِلى صاحبها
وأَنشد وقالَتْ لِجارِيَتَيْها اذْهَبا إِليه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ والقُطْعُ
البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ ورجل قَطِيعٌ مَبْهُورٌ بَيّنُ القَطاعةِ وكذلك
الأُنثى بغير هاء ورجل قَطِيعُ القيام إِذا وصف بالضعف أَو السِّمَنِ وامرأَة
قَطُوعٌ وقَطِيعٌ فاتِرةُ القِيامِ وقد قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا صارت قَطِيعاً
والقُطْعُ والقُطُعُ في الفرس وغيره البُهْرُ وانْقِطاعُ بعض عُرُوقِه وأَصابه
قُطْعٌ أَو بُهْر وهو النفَس العالي من السمن وغيره وفي حديث ابن عمر أَنه أَصابه
قُطْعٌ أَو بهر فكان يُطْبَخُ له الثُّومُ في الحَسا فيأْكله قال الكسائي القُطْعُ
الدَّبَرُ
( * قوله « القطع الدبر » كذا بالأصل وقوله « لأبي جندب » بهامش الأصل بخط السيد
مرتضى صوابه
وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
والبيت لأبي خراش الهذلي ) وأَنشد أَبو عبيد لأَبي جندب الهذلي
وإِنِّي إِذا ما آنسٌ ... مُقْبَلاً
( * كذا بياض بالأصل ولعله
وإني إذا ما آنس شمت مقبلاً )
يُعاوِدُني قُطْعٌ جَواه طَوِيلُ يقول إِذا رأَيت إِنساناً ذكرته وقال ابن الأَثير
القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضيقُه والقُطْعُ البُهْرُ يأْخذ الفرس وغيره يقال
قُطِعَ الرجلُ فهو مقطوعٌ ويقال للفرس إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ في بطنه أَو شَحْمٌ
مقطوعٌ وقد قُطِعَ واقْتَطَعْتُ من الشيء قِطْعةً يقال اقتَطَعْتُ قَطِيعاً من غنم
فلان والقِطْعةُ من الشيء الطائفةُ منه واقْتَطَعَ طائفة من الشيء أَخذها
والقَطِيعةُ ما اقْتَطَعْتَه منه وأَقْطَعَني إِياها أَذِنَ لي في اقْتِطاعِها
واسْتَقْطَعَه إِياها سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها وأَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي
طائفة من أَرض الخراج وأَقْطَعَه نهراً أَباحَه له وفي حديث أَبْيَضَ بن حَمّالٍ
أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِياه قال ابن الأَثير
سأَله أَن يجعله له إِقطاعاً يتملَّكُه ويسْتَبِدُّ به وينفرد والإِقطاعُ يكون
تمليكاً وغير تمليك يقال اسْتَقْطَعَ فلان الإِمامَ قَطيعةً فأَقْطَعَه إِيّاها
إِذا سأَلَه أَن يُقْطِعَها له ويبنيها مِلْكاً له فأَعطاه إِياها والقَطائِعُ
إِنما تجوز في عَفْوِ البلاد التي لا ملك لأَحد عليها ولا عِمارةَ فيها لأَحد
فيُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ منها قَدْرَ ما يتهيَّأْ له عِمارَتُه بإِجراء
الماء إِليه أَو باستخراج عين منه أَو بتحجر عليه للبناء فيه قال الشافعي ومن
الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقِ لا تمليكٍ كالمُقاعَدةِ بالأسواق التي هي طُرُقُ
المسلمين فمن قعد في موضع منها كان له بقدر ما يَصْلُحُ له ما كان مقيماً فيه
فإِذا فارقه لم يكن له منع غيره منه كأَبنية العرب وفساطِيطِهمْ فإِذا انْتَجَعُوا
لم يَمْلِكُوا بها حيث نزلوا ومنها إِقْطاعُ السكنى وفي الحديث عن أُمّ العلاءِ
الأَنصارية قالت لما قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ أَقْطَع الناسَ
الدُّورَ فطار سَهْمُ عثمانَ ابن مَظْعُونٍ علَيّ ومعناه أَنزلهم في دُورِ
الأَنصارِ يسكنونها معهم ثم يتحوّلون عنها ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزبير نخلاً
يشبه أَنه إِنما أَعطاه ذلك من الخُمُسِ الذي هو سَهْمُه لأَنَّ النخل مالٌ ظاهِرُ
العين حاضِرُ النفْعِ فلا يجوز إِقْطاعُه وكان بعضهم يتأَوّل إِقْطاعَ النبيِّ صلى
الله عليه وسلم المهاجرين الدُّورَ على معنى العارِيّةِ وأَما إِقْطاعُ المَواتِ
فهو تمليك وفي الحديث في اليمين أَو يَقْتَطِعَ بها مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ أَي
يأْخذه لنفسه متملكاً وهو يَفْتَعِلُ من القَطْعِ ورجل مُقْطَعٌ لا دِيوانَ له وفي
الحديث كانوا أَهلَ دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ بفتح الطاء ويروى مُقْتَطِعينَ لأَن
الجند لا يَخْلُونَ من هذين الوجهين وقَطَعَ الرجلُ بحبل يَقْطَعُ قَطْعاً
اخْتَنَقَ به وفي التنزيل فَلْيَمْدُدْ بسبب إِلى السماء ثم ليَقْطَعْ فلينظر
قالوا لِيَقْطَعْ أَي لِيَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ يَمُدّ السبب إِلى السقف ثم
يَقْطَعُ نفسَه من الأَرض حتى يختنق قال الأَزهري وهذا يحتاج إِلى شرح يزيد في
إِيضاحه والمعنى والله أَعلم من كان يظن أَن لن ينصر الله محمداً حتى يظهره على
الدين كله فليمت غيظاً وهو تفسير قوله فليمدد بسَبَبٍ إِلى السماء والسببُ الحبل
يشدّه المختنق إِلى سَقْفِ بيته وسماءُ كل شيء سقفه ثم ليقطع أَي ليمد الحبل
مشدُوداً في عنقه مدّاً شديداً يُوَتِّرُه حتى ينقطع فيموت مختنقاً وقال الفراء
أَراد ليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنق به فذلك قوله ثم ليقطع اختناقاً وفي
قراءة عبد الله ثم ليقطعه يعني السبب وهو الحبل وقيل معناه ليمد الحبل المشدود في
عنقه حتى ينقطعَ نفَسُه فيموتَ وثوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطِّعُ لك
تَقْطِيعاً يَصْلُح عليك قميصاً ونحوَه وقال الأَزهري إِذا صلح أَن يُقْطَعَ
قميصاً قال الأَصمعي لا أَعرف هذا ثوب يَقْطَعُ ولا يُقَطِّعُ ولا يُقَطِّعُني ولا
يَقْطَعُني هذا كله من كلام المولّدين قال أَبو حاتم وقد حكاه أَبو عبيدة عن العرب
والقُطْعُ وجَعٌ في البطن ومَغَسٌ والتقطِيعُ مَغَسٌ يجده الإِنسان في بطنه
وأَمْعائِه يقال قُطِّعَ فلان في بطنه تَقْطِيعاً والقَطِيعُ الطائفة من الغنم
والنعم ونحوه والغالب عليه أَنه من عشر إِلى أَربعين وقيل ما بين خمس عشرة إِلى
خمس وعشرين والجمع أَقْطاعٌ وأَقْطِعةٌ وقُطْعانٌ وقِطاعٌ وأَقاطِيعُ قال سيبويه
وهو مما جمع على غير بناء واحده ونظيره عندهم حديثٌ وأَحاديثُ والقِطْعةُ
كالقَطِيع والقَطِيعُ السوط يُقْطَعُ من جلد سير ويعمل منه وقيل هو مشتق من
القَطِيعِ الذي هو المَقْطُوعُ من الشجر وقيل هو المُنْقَطِعُ الطرَف وعَمَّ أَبو
عبيد بالقَطِيعِ وحكى الفارسي قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي ضربته به كما قالوا سُطْتُه
بالسوط قال الأَعشى تَرى عَينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِها تُراقِبُ كَفِّي
والقَطِيعَ المُحَرَّما قال ابن بري السوط المُحَرَّمُ الذي لم يُليَّن بَعْد
الليث القَطِيعُ السوط المُنْقَطِعُ قال الأَزهري سمي السوط قَطِيعاً لأَنهم
يأْخذون القِدّ المُحَرَّمَ فيَقْطَعونه أَربعة سُيُور ثم يَفْتِلونه ويَلْوُونه
ويتركونه حتى يَيْبَسَ فيقومَ قِياماً كأَنه عَصاً سمي قَطِيعاً لأَنه يُقْطَعُ
أَربع طاقات ثم يُلْوى والقُطَّعُ والقُطَّاعُ اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض
وقُطَّاعُ الطريق الذين يُعارِضون أَبناءَ السبيل فيَقْطَعون بهم السبيلَ ورجل
مُقَطَّعٌ مُجَرَّبٌ وإِنه لحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ وشيء حسن التقْطِيعِ إِذا
كان حسن القَدِّ ويقال فلان قَطِيعُ فلان أَي شَبيهُه في قَدِّه وخَلْقِه وجمعه
أَقْطِعاءُ ومَقْطَعُ الحقِّ ما يُقْطَعُ به الباطل وهو أَيضاً موضع التِقاءِ
الحُكْمِ وقيل هو حيث يُفْصَلُ بين الخُصومِ بنص الحكم قال زهير وإِنَّ الحَقَّ
مَقْطَعُه ثَلاثٌ يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ ويقال الصوْمُ مَقْطَعةٌ للنكاح
والقِطْعُ والقِطْعةُ والقَطِيعُ والقِطَعُ والقِطاعُ طائفة من الليل تكون من
أَوّله إِلى ثلثه وقيل للفزاريِّ ما القِطْعُ من الليل ؟ فقال حُزْمةٌ تَهُورُها
أَي قِطْعةٌ تَحْزُرُها ولا تَدْرِي كمْ هِيَ والقِطْعُ ظلمة آخر الليل ومنه قوله
تعالى فأَسْرِ بأَهلك بقِطْعٍ من الليل قال الأَخفش بسواد من الليل قال الشاعر
افْتَحي الباب فانْظُري في النُّجومِ كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ
وفي التنزيل قِطَعاً من الليل مظلماً وقرئ قِطْعاً والقِطْعُ اسم ما قُطِعَ يقال
قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً واسم ما قُطِعَ فسقط قِطْعٌ قال ثعلب من قرأَ قِطْعاً جعل
المظلم من نعته ومن قرأَ قِطَعاً جعل المظلم قِطَعاً من الليل وهو الذي يقول له البصريون
الحال وفي الحديث إِنَّ بين يَدَيِ الساعة فِتَناً كقِطْعِ الليل المُظْلِمِ
قِطْعُ الليلِ طلئفةٌ منه وقِطْعةٌ وجمع القِطْعةِ قِطَعٌ أَراد فتنة مظلمة
سوْداءَ تعظيماً لشأْنها والمُقَطَّعاتُ من الثيابِ شِبْه الجِبابِ ونحوها من
الخَزِّ وغيره وفي التنزيل قُطِّعَتْ لهم ثيابٌ من نار أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ
وجُعِلَتْ لبَوساً لهم وفي حديث ابن عباس في صفة نخل الجنة قال نخل الجنة سَعَفُها
كِسْوةٌ لأَهل الجنة منها مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم قال ابن الأَثير لم يكن
يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عيب وقال ابن الأَعرابي لا يقال للثياب القِصار
مُقَطَّعاتٌ قال شمر ومما يقوِّي قوله حديث ابن عباس في وصف سَعَفِ الجنة لأَنه لا
يصف ثياب أَهل الجنة بالقَصَرِ لأَنه عيب وقيل المقطَّعات لا واحد لها فلا يقال
لجملة للجُبّةِ القصيرة مُقَطَّعةٌ ولا للقَمِيصِ مُقَطَّعٌ وإِنما يقال الثياب
القصار مُقَطَّعات وللواحد ثوب وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه
وسلم وعليه مُقَطَّعاتٌ له قال ابن الأَثير أَي ثياب قصار لأَنها قُطِعَتْ عن بلوغ
التمام وقيل المُقَطَّع من الثياب كلُّ ما يُفَصَّلُ ويُخاطُ من قميصٍ وجِبابٍ
وسَراوِيلاتٍ وغيرها وما لا يقطع منها كالأَردية والأُزُر والمَطارِفِ والرِّياطِ
التي لم تقطع وإِنما يُتَعَطَّفُ بها مرَّة ويُتَلَفَّعُ بها أُخرى وأَنشد شمر
لرؤبة يصف ثوراً وحشيّاً كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا مُخالِطَ التَّقْلِيصِ
إِذْ تَدَرَّعا
( * وقوله « كأن إلخ » سيأتي في نصع تخال بدل كأن )
قال ابن الأَعرابي يقول كأَنَّ عليه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه يقول تخال أَنه
أُلْبِسَ ثوباً أَبيض مقلصاً عنه لم يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لست على لونه وقول
الراعي فَقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفاتِ وأَحْقِبوا على الأَرْحَبِيّاتِ الحَديدَ
المُقَطَّعا يعني الدروع والحديدُ المُقَطَّعُ هو المتخذ سلاحاً يقال قطعنا الحديد
أَي صنعناه دُروعاً وغيره من السِّلاح وقال أَبو عمرو مُقَطَّعاتُ الثياب
والشِّعرْ قِصارُها والمقطَّعات الثياب القصار والأَبياتُ القِصارُ وكل قصيرٍ
مُقَطَّعٌ ومُتَقَطِّعٌ ومنه حديث ابن عباس وقتُ صلاةِ الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ
الظِّلالُ يعين قَصُرَتْ لأَنها تكون ممتدة في أَول النهار فكلما ارتفعت الشمسُ
تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وقصرت وسميت الأَراجيز مُقَطِّعاتِ لقصرها ويروى أَن جرير
بن الخَطَفى كان بينه وبين رؤبة اختلاف في شيء فقال أَما والله لئن سَهِرْتُ له
ليلة لأَدَعَنَّه وقلَّما تغني عنه مقطَّعاته يعني أَبيات الرجز ويقال للرجُل
القصير إِنه لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ والمِقْطَعُ مثالٌ يُقْطَعُ عليه الأَديم
والثوب وغيره والقاطِعُ كالمِقْطَعِ اسم كالكاهل والغارِبِ وقال أَبو الهيثم إِنما
هو القِطاعُ لا القاطِعُ قال وهو مثل لِحافٍ ومِلْحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ
ومِسْرَدٍ والقِطْعُ ضرب من الثياب المُوَشَّاةِ والجمع قُطوعٌ والمُقَطَّعاتُ
بُرود عليها وشْيٌ مُقَطَّعٌ والقِطْعُ النُّمْرُقةُ أَيضاً والقِطْعُ
الطِّنْفِسةُ تكون تحت الرَّحْلِ على كَتِفَيِ البعير والجمع كالجمع قال الأَعشى
أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطوعُ قال ابن بري
الشعر لعبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاص يمدح معاوية ويقال لِزيادٍ الأَعْجَمِ
وبعده بأَبيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وفي
حديث ابن الزبير والجِنِّيِّ فجاء وهو على القِطع فنَفَضَه وفُسِّرَ القِطْعُ
بالطِّنْفِسةِ تحت الرَّحْلِ على كتفي البعير وقاطَعَه على كذا وكذا من الأَجْرِ
والعَمَلِ ونحوه مُقاطعةً قال الليث ومُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مثل شعَرِ
الأَرانِبِ قال الأَزهري هذا ليس بشيء وأُراه إِنما أَراد ما يقال للأَرْنَبِ
السريعة ويقال للأَرنب السريعة مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ ومقطِّعةُ النِّياطِ
ومقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً في بطن طالبها من شدّةِ العَدْوِ أَو
رِئاتِ من يَعْدُو على أَثرها ليصيدها وهذا كقولهم فيها مُحَشِّئةُ الكِلاب ومن
قال النِّياطُ بُعْدُ المَفازةِ فهي تَقْطَعُه أَيضاً أَي تُجاوِزُه قال يصف
الأَرنب كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ عليكَ خَيْري مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ النِّياطِ
وقال الشاعر مَرَطى مُقَطِّمةٍ سُحُورَ بُغاتِها مِنْ سُوسِها التَّوْتِيرُ مهما تُطْلَبِ
ويقال لها أَيضاً مُقَطِّعةُ القلوب أَنشد ابن الأَعرابي كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ
عليكَ فَضْلي مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ القُلُوبِ أُرَيْنِبِ خُلّةٍ باتَتْ
تَغَشَّى أَبارِقَ كلُّها وَخِمٌ جَدِيب ويقال هذا فرس يُقَطِّعُ الجَرْيَ أَي
يجري ضُرُوباً من الجَرْيِ لِمَرحِه ونشاطِه وقَطَّعَ الجَوادُ الخيلَ تَقْطِيعاً
خَلَّفَها ومضى قال أَبو الخَشْناءِ ونسبه الأَزهري إِلى الجعدي يُقَطِّعُهُنَّ
بِتَقْرِيبه ويَأْوي إِلى حُضُرٍ مُلْهِبِ ويقال جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ أَي
سِراعاً بعضها في إِثر بعض وفلان مُنْقَطِعُ القَرِينِ في الكرم والسّخاء إِذا لم
يكن له مِثْلٌ وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالِ في الشرّ والخُبْثِ قال الشماخ رأَيْتُ
عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إِلى الخَيْراتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ أَبو عبيدة في
الشِّياتِ ومن الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ وهي التي ارْتَفَعَ بياضُها من
المَنْخَرَيْنِ حتى تبلغ الغُرَّةُ عينيه دون جَبْهته وقال غيره المُقَطَّعُ من
الحَلْي هو الشيء اليسيرُ منه القليلُ والمُقَطَّعُ من الذَّهَبِ اليسِيرِ
كالحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ وما أَشبهها ومنه الحديث أَنه نَهى
عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً أَراد الشيء اليسير وكره الكثير الذي هو عادة
أَهل السَّرَفِ والخُيَلاء والكِبْر واليسيرُ هو ما لا تجب فيه الزكاة قال ابن
الأَثير ويشبه أَن يكون إِنما كره استعمال الكثير منه لأَن صاحبه ربما بَخِلَ
بإِخراج زكاته فيأْثم بذلك عند منْ أَوْجَب فيه الزكاةَ وقَطَّعَ عليه العذابَ
لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ عليه ضُرُوباً من العذاب والمُقَطَّعاتُ الدِّيارُ
والقَطِيعُ شبيه بالنظير وأَرض قَطِيعةٌ لا يُدْرى أَخُضْرَتُها أَكثر أَم بياضُها
الذي لا نبات به وقيل التي بها نِقاطٌ من الكَلإِ والقُطْعةُ قِطْعةٌ من الأَرض إِذا
كانت مَفْروزةً وحكي عن أَعرابي أَنه قال ورثت من أَبي قُطْعةً قال ابن السكيت ما
كان من شيء قُطِعَ من شيء فإِن كان المقطوعُ قد يَبْقى منه الشيء ويُقْطَعُ قلت
أَعطِني قِطْعةً ومثله الخِرْقةُ وإِذا أَردت أَن تجمع الشيء بأَسره حتى تسمي به
قلت أَعْطِني قُطْعةً وأَما المرة من الفِعْل فبالفتح قَطَعْتُ قَطْعةً وقال
الفراء سمعت بعض العرب يقول غَلَبَني فلان على قُطْعةٍ من الأَرض يريد أَرضاً
مَفْروزةً مثل القِطْعةِ فإِن أَردت بها قِطْعةً من شيء قُطِعَ منه قلت قِطْعةٍ
وكل شيء يُقْطَعُ منه فهو مَقْطَع والمَقْطَعُ موضع القَطْعِ والمَقْطعُ مصدر
كالقَطْعِ وقَطَّعْتُ الخمر بالماء إِذا مَزَجْتَه وقد تَقَطَّعَ فيه الماءُ وقال
ذو الرمة يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِيثِ ابْتِسامُها تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في
نُزَفِ الخَمْر موضوعُ الحديثِ مَحْفُوظُه وهو أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كما
يُخْلَطُ الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ وأَقْقَعَ القومُ
( * قوله « القوم » بهامش الأصل صوابه القرم ) إِذا انْقَطَعَتْ مِياهُ السماء
فرجَعوا إِلى أَعدادِ المياهِ قال أَبو وَجْزةَ تَزُورُ بيَ القومَ الحَوارِيّ
إِنهم مَناهلُ أَعدادٌ إِذا الناسُ أَقْطَعوا وفي الحديث كانت يهودُ قوماً لهم
ثِمارٌ لا تُصِيبها قُطْعةٌ أَي عَطَشٌ بانْقِطاعِ الماءِ عنها ويقال أَصابت
الناسَ قُطْعةٌ أَي ذَهَبَتْ مِياهُ رَكاياهُم ويقال للقوم إِذا جَفَّتْ مِياهُهم
قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ وقد قَطَعَ ماءُ قَلِيبِكُم إِذا ذهَب أَو قلّ ماؤه وقَطَعَ
الماءُ قُطُوعاً وأَقْطَعَ عن ابن الأَعرابي قلَّ وذهب فانْقَطَعَ والاسم
القُطْعةُ يقال أَصابَ الناسَ قُطْعٌ وقُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بئرهم في القيظ
وبئر مِقْطاعٌ يَنْقَطِعُ ماؤها سريعاً ويقال قَطَعْتُ الحوْضَ قَطْعاً إِذا
مَلأْتَه إِلى نصْفِه أَو ثُلثه ثم قَطَعْتُ الماء ومنه قول ابن مقبل يذكر الإِبل
قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه بِشِرْبٍ غشاشٍ وهْوَ ظَمْآنُ
سائِرُهْ أَي باقِيه وأَقْطَعَت السماء بموضع كذا إِذا انْقَطعَ المطر هناك
وأَقْلَعَتْ يقال مَطَرَتِ السماءُ ببلد كذا وأَقْطَعَتْ ببلد كذا وقَطَعَتِ
الطَّيْرُ قَطاعاً وقِطاعاً وقُطوعاً واقْطوطعَت انْحَدَرَت من بلاد البرد إِلى
بلاد الحر والطير تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جاءت من بلد إِلى بلد في وقت حر أَو برد
وهي قَواطِعُ ابن السكيت كان ذلك عند قَطاعِ الطير وقَطاعِ الماءِ وبعضهم يقول
قُطُوعِ الطير وقُطوعِ الماء وقَطاعُ الطير أَن يجيء من بلد إِلى بلد وقَطاعُ
الماء أَن َينْقَطِعَ أَبو زيد قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلينا في الشتاء قُطُوعاً
ورجعت في الصيف رُجُوعاً والطير التي تقيم ببلد شِتاءَها وصَيْفها هي الأَوابدُ
ويقال جاءَت الطير مُقْطَوْطِعاتٍ وقَواطِعَ بمعنى واحد والقُطَيْعاءُ ممدود مثال
الغُبَيْراءِ التمر الشِّهْرِيزُ وقال كراع هو صِنْفٌ من التمر فلم يُحَلِّه قال
باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ وعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ في جُلَلٍ دُسْمِ
وفي حديث وفد عبد القيس تَقْذِفُونَ فيه من القُطَيْعاءِ قال هو نوع من التمر وقيل
هو البُسْرُ قبل أَن يُدْرِكَ ويقال لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دابتي أَي لأَبيعنها
وأَنشد لأَعرابي تزوج امرأَة وساق إِليها مَهْرَها إِبلاً أَقُولُ والعَيْساءُ
تَمْشي والفُصُلْ في جِلّةٍ منها عَرامِيسٌ عُطُلْ قَطَّعَتِ الأَحْراجُ أَعناقَ
الإِبلْ ابن الأَعرابي الأَقْطَعُ الأَصم قال وأَنشدني أَبو المكارم إِنَّ
الأُحَيْمِرَ حين أَرْجُو رِفْدَه عُمُراً لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ قال
الإِصْرانُ جمع إِصْرٍ وهو الخِنَّابةُ وهو شَمُّ الأَنْفِ والخِنَّابَتانِ
مَجْرَيا النفَسِ من المَنْخَرَيْنِ والقُطْعَةُ في طَيِّءٍ كالعَنْعَنة في تَميمٍ
وهو أَن يقول يا أَبا الحَكا يريد يا أَبا الحَكَمِ فيَقْطَعُ كلامه ولبن قاطِعٌ
أَي حامِضٌ وبنو قُطَيْعةَ قبيلة حيٌّ من العرب والنسبة إِليهم قُطَعِيٌّ وبنو
قُطْعةَ بطن أَيضاً قال الأَزهري في آخر هذه الترجمة كلّ ما مر في هذا الباب من
هذه الأَلفاظ فالأَصل واحد والمعاني مُتَقارِبةٌ وإِن اختلفت الأَلفاظ وكلام العرب
يأْخذ بعضه برقاب بعض وهذا دليل على أَنه أَوسع الأَلسنة