معنى ذو سبعة مقاطع في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
وذوات قال الليث
ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك كقولك فلان ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ والتثنية
ذَوان والجمع ذَوُونَ قال وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع
كلمات وهنّ ذُو وفُو وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ فأَما فُو فإنك تقول
وذوات قال الليث
ذُو اسم ناقص وتَفْسيره صاحِبُ ذلك كقولك فلان ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ والتثنية
ذَوان والجمع ذَوُونَ قال وليس في كلام العرب شيء يكون إِعرابه على حرفين غير سبع
كلمات وهنّ ذُو وفُو وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ فأَما فُو فإنك تقول
رأَيت فازَيد ووضَعْتُ في فِي زيد وهذا فُو زيد ومنهم من ينصب الفا في كل وجه قال
العجاج يصف الخمر خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا وقال الأَصمعي قال بِشْرُ
بنُ عُمر قلت لذي الرمة أَرأَيت قوله خالط من سلمى خياشيم وفا قال إِنا لنقولها في
كلامنا قَبَحَ الله ذا فا قال أَبو منصور وكلام العرب هو الأَوَّل وذا نادر قال
ابن كيسان الأَسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالأَلف وخفضها بالياء هي هذه
الأَحرف يقال جماء أَبُوك وأَخُوك وفُوك وهَنُوك وحَمُوكِ وذُو مالٍ والأَلف نحو
قولك رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهناكَ وذا مال والياء نحو قولك مررت
بأَبِيك وأَخِيك وفِيك وحَميكِ وهَنِيكَ وذِي مالٍ وقال الليث في تأْنيث ذُو ذاتُ
تقول هي ذاتُ مالٍ فإِذا وقَفْتَ فمنهم من يَدَع التاء على حالها ظاهرةً في
الوُقُوف لكثرة ما جَرَتْ على اللِّسان ومنهم من يرد التاء إِلى هاء التأْنيث وهو
القياس وتقول هي ذاتُ مالٍ وهما ذواتا مال ويجوز في الشعر ذاتا مالٍ والتَّمامُ
أَحسنُ وفي التنزيل العزيز ذَواتا أَفْنانٍ وتقول في الجمع الذَّوُونَ قال الليث
هم الأَدْنَوْنَ والأَوْلَوْنَ وأَنشد للكميت وقد عَرَفَتْ مَوالِيَها الذَّوِينا
أَي الأَخَصِّينَ وإِنما جاءت النون لذهاب الإِضافة وتقول في جمع ذُو هم ذَوُو
مالٍ وهُنَّ ذَواتُ مالٍ ومثله هم أُلُو مالٍ وهُنَّ أُلاتُ مالٍ وتقول العرب
لَقِيتُه ذا صبَاحٍ ولو قيل ذاتَ صَباحٍ مثل ذاتِ يَوْمٍ لَحَسُنَ لأَن ذا وذاتَ
يراد بهما وقت مضاف إِلى اليوم والصباح وفي التنزيل العزيز فاتَّقُوا اللهَ
وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكم قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى أَراد الحالةَ التي
للبَيْن وكذلك أَتَيْتُكَ ذاتَ العِشاء أَراد الساعة التي فيها العِشاء وقال أَبو
إسحق معنى ذاتَ بَيْنِكم حَقِيقَةَ وَصْلِكم أَي اتَّقوا الله وكونوا مُجْتَمِعين
على أَمر الله ورسوله وكذلك معنى اللهم أَصْلِح ذاتَ البَيْن أَي أَصْلِح الحالَ
التي بها يجتمع المسلمون أَبو عبيد عن الفراء يقال لَقِيتُه ذاتَ يَوْمٍ وذاتَ
ليلة وذاتَ العُوَيم وذاتَ الزُّمَيْنِ ولقيته ذا غَبُوقٍ بغير تاء وذا صَبُوحٍ
ثعلب عن ابن الأَعرابي تقول أَتيته ذاتَ الصَّبُوحِ وذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَيْته
غُدْوة وعَشِيَّةً وأَتيته ذا صباح وذا مساء قال وأَتيتهم ذاتَ الزُّمَيْنِ وذات
العُوَيْمِ أَي مُذْ ثلاثة أَزْمان وأَعْوام ابن سيده ذُو كلمة صِيغت ليُتَوصَّل
بها إِلى الوصف بالأَجناس ومعناها صاحب أَصْلُها ذَواً ولذلك إِذا سمى به الخليل
وسيبويه قالا هذا ذَواً قد جاء والتثنية ذَوانِ والجمع ذوونَ والذَّوُون الأَملاك
المُلَقَّبون بذُو كذا كقولك ذُو يَزَنَ وذُو رُعَيْنٍ وذو فائشٍ وذُو جَدَنٍ وذُو
نُواسٍ وذو أَصْبَح وذُو الكَلاعِ وهم مُلوك اليَمن من قُضاعَةَ وهم التَّبابِعة
وأَنشد سيبويه قول الكميت فلا أَعْني بِذلك أَسْفليكُمْ ولكِنِّي أُرِيدُ به
الذَّوِينا يعني الأَذْواء والأُنثى ذات والتثنية ذَواتا والجمع ذَوُون والإِضافة
إِليها ذَوِّيٌ
( * قوله « والاضافة اليها ذوّيّ » كذا في الأصل وعبارة الصحاح ولو نسبت اليه لقلت
ذوويّ مثل عصوي وسينقلها المؤلف ) ولا يجوز في ذات ذاتِيٌّ لأَنَّ ياء النسب
معاقبة لهاء التأْنيث قال ابن جني وروى أَحمد بن إِبراهيم أُستاذ ثعلب عن العرب
هذا ذو زَيْدٍ ومعناه هذا زيدٌ أَي هذا صاحبُ هذا الاسم الذي هو زيد قال الكميت
إِليكُم ذَوِي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ مِن قَلْبِي ظِماء وأَلْبُبُ أَي
إِليكم أَصحاب هذا الاسم الذي هو قوله ذَوُو آل النبي ولقيته أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ
وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء وكذلك افعله أَوَّلَ ذِي يدَين وذاتِ يدين
وقالوا أَمّا أَوّلُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ الله وقولهم رأَيت ذا مال
ضارَعَتْ فيه الإِضافةُ التأْنيث فجاء الاسم المتمكن على حرفين ثانيهما حرفُ لين
لما أُمِنَ عليه التنوين بالإِضافة كما قالوا لَيت شِعْري وإِنما الأَصل شِعْرَتي
قالوا شَعَرْتُ به شِعْرَة فحذف التاء لأَجل الإِضافة لما أُمِنَ التنوينُ وتكون
ذو بمعنى الذي تُصاغ ليُتوصَّل بها إِلى وصف المعارِف بالجمل فتكون ناقصة لا يظهر
فيها إِعراب كما لا يظهر في الذي ولا يثنى ولا يجمع فتقول أَتاني ذُو قالَ ذاكَ
وذُو قالا ذاك وذُو قالوا ذاك وقالوا لا أَفعل ذاكَ بذِي تَسْلَمُ وبذي تَسْلَمانِ
وبذِي تَسْلَمُون وبذِي تَسْلَمِين وهو كالمثَل أُضِيفت فيه ذُو إِلى الجملة كما
أُضيفت إِليها أَسماء الزمان والمعنى لا وسَلامَتِك ولا والله يُسَلِّمُك
( * قوله « ولا والله يسلمك » كذا في الأصل وكتب بهامشه صوابه ولا والذي يسلمك )
ويقال جاء من ذِي نفسه ومن ذات نفسه أَي طَيِّعاً قال الجوهري وأَمَّا ذو الذي
بمعنى صاحب فلا يكون إِلا مضافاً وإِنْ وَصَفْتَ به نَكِرةً أَضَفْته إِلى نكرة
وإِن وصفت به معرفة أَضفته إِلى الأَلف واللام ولا يجوز أَن تُضيفَه إِلى مضمر ولا
إِلى زيد وما أَشبهه قال ابن بري إِذا خَرَجَتْ ذُو عن أَن تكون وُصْلةً إِلى
الوَصْف بأَسماء الأَجناس لم يمتنع أَن تدخل على الأَعلام والمُضْمرات كقولهم ذُو
الخلَصَةِ والخَلَصَةُ اسم عَلَمٍ لصَنَمٍ وذُو كنايةٌ عن بيته ومثله قولهم ذُو
رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنَ وهذه كلها أَعلام وكذلك دخلت على المضمر أَيضاً
قال كعب بن زهير صَبَحْنا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفاتٍ أَبارَ ذَوِي أَرُومَتِها ذَوُوها
وقال الأَحوص ولَكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الذي به صُرِفْنا قَدِيماً مِن
ذَوِيكَ الأَوائِلِ وقال آخر إِنما يَصْطَنِعُ المَعْ روفَ في الناسِ ذَوُوهُ
وتقول مررت برجل ذِي مالٍ وبامرأَة ذاتِ مالٍ وبرجلين ذَوَيْ مالٍ بفتح الواو وفي
التنزيل العزيز وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم وبرجال ذَوِي مال بالكسر وبنسوة
ذواتِ مال وياذواتِ الجِمام فتُكْسَرُ التاء في الجمع في موضع النصب كما تُكْسَرُ
تاء المسلمات وتقول رأَيت ذواتِ مال لأَن أَصلها هاء لأَنك إِذا وقفت عليها في
الواحد قلت ذاهْ بالهاء ولكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء وأَصل ذُو ذَوًى مثل
عَصاً يدل على ذلك قولهم هاتانِ ذواتا مالٍ قال عز وجل ذواتا أَفْنانٍ في التثنية
قال ونرى أَن الأَلف منقلبة من واو قال ابن بري صوابه منقلبة من ياء قال الجوهري
ثم حُذِفت من ذَوًى عين الفعل لكراهتهم اجتماع الواوين لأَنه كان يلزم في التثنية
ذَوَوانِ مثل عَصَوانِ قال ابن بري صوابه كان يلزم في التثنية ذَويانِ قال لأَن
عينه واو وما كان عينُه واواً فلامه ياء حملاً على الأَكثر قال والمحذوف من ذَوًى
هو لام الكلمة لا عَينُها كما ذكر لأَن الحذف في اللام أَكثر من الحذف في العين
قال الجوهري مثل عَصَوانِ فبَقِي ذاً مُنَوَّن ثم ذهب التنوين للإِضافة في قولك
ذُو مال والإِضافة لازمة له كما تقول فُو زَيْدٍ وفا زَيْدٍ فإِذا أًفردت قلت هذا
فَمٌ فلو سميت رجُلاً ذُو لقلت هذا ذَوًى قد أَقبل فتردّ ما كان ذهب لأَنه لا يكون
اسم على حرفين أَحدهما حرف لين لأَن التنوين يذهبه فيبقى على حرف واحد ولو نسَبت
إِليه قلت ذَوَوِيٌّ مثال عَصَوِيٍ وكذلك إِذا نسبت إِلى ذات لأَن التاء تحذف في
النسبة فكأَنك أَضفت إِلى ذي فرددت الواو ولو جمعت ذو مال قلت هؤلاء ذَوُونَ لأَن
الإِضافة قد زالت وأَنشد بيت الكميت ولكنِّي أُريد به الذَّوينا وأَما ذُو التي في
لغة طَيِّء بمعنى الذي فحقها أَن تُوصَف بها المعارِف تقول أَنا ذُو عَرَفْت وذُو
سَمِعْت وهذه امرأَةُ ذو قالَتْ كذا يستوي فيه التثنية والجمع والتأْنيث قال
بُجَيْر بن عَثْمةَ الطائي أَحد بني بَوْلانَ وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني لا
إِحْنةٌ عِنْدَه ولا جَرِمَهْ ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني يَرْمي ورائي
بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ
( * قوله « ذو يعاتبني » تقدم في حرم ذو يعايرني وقوله « وذو يعاتبني » في المغني
وذو يواصلني )
يريد الذي يُعاتِبُني والواو التي قبله زائدة قال سيبويه إِن ذا وحدها بمنزلة الذي
كقولهم ماذا رأَيت ؟ فتقول مَتاعٌ قال لبيد أَلا تَسأَلانِ المَرْء ماذا يُحاوِلُ
؟ أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ ؟ قال ويجري مع ما بمنزلة اسم واحد كقولهم
ماذا رأَيت ؟ فتقول خيراً بالنصب كأَنه قال ما رأَيْت فلو كان ذا ههنا بمنزلة الذي
لكان الجواب خَيْرُ بالرفع وأَما قولهم ذاتَ مَرَّةٍ وذا صَباحٍ فهو من ظروف
الزمان التي لا تتمكن تقول لَقِيته ذاتَ يوم وذاتَ ليلةٍ وذاتَ العِشاء وذاتَ
مَرَّةٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذات العُوَيْمِ وذا صَباحٍ وذا مَساءٍ وذا صَبُوحٍ وذا
غَبُوقٍ فهذه الأَربعة بغير هاء وإِنما سُمِع في هذه الأَوقات ولم يقولوا ذاتَ
شهرٍ ولا ذاتَ سَنَةٍ قال الأَخفش في قوله تعالى وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُم إِنما
أَنثوا لأَن بعض الأَشياء قد يوضع له اسم مؤنث ولبعضها اسم مذكر كما قالوا دارٌ
وحائطٌ أَنثوا الدار وذكَّروا الحائط وقولهم كان ذَيْتَ وذَيْتَ مثل كَيْتَ
وكَيْتَ أَصله ذَيْوٌ على فَعْلٍ ساكنة العين فحُذِفت الواو فبقي على حرفين
فشُدِّدَ كما شُدِّد كَيٌّ إِذا جعلته اسماً ثم عُوِّض من التشديد التاء فإِن
حَذَفْتَ التاء وجِئْتَ بالهاء فلا بدّ من أَن تردَّ التشديد تقول كان ذَيَّهْ
وذَيَّهْ وإِن نسبت إِليه قلت ذَيَويٌّ كما تقول بَنَوِيٌّ في النسب إِلى البنت
قال ابن بري عند قول الجوهري في أَصل ذَيْت ذَيْوٌ قال صوابه ذَيٌّ لأَنَّ ما عينه
ياء فلامه ياء والله أَعلم قال وذاتُ الشيء حَقِيقتُه وخاصَّته وقال الليث يقال
قَلَّتْ ذاتُ يَدِه قال وذاتُ ههنا اسم لما مَلَكَتْ يداه كأَنها تقع على الأَموال
وكذلك عَرَفه من ذاتِ نَفْسِه كأَنه يعني سَرِيرَته المُضْمرة قال وذاتٌ ناقصة
تمامها ذواتٌ مثل نَواةٍ فحذفوا منها الواو فإِذا ثنوا أَتَمُّوا فقالوا ذواتانِ
كقولك نَواتانِ وإِذا ثلثوا رجعوا إِلى ذات فقالوا ذوات ولو جمعوا على التمام
لقالوا ذَوَياتٌ كقولك نَوَيَاتٌ وتصغيرها ذُوَيّةٌ وقال ابن الأَنباري في قوله عز
وجل إِنه عليم بذات الصُّدُور معناه بحقيقة القلوب من المضمرات فتأْنيث ذات لهذا
المعنى كما قال وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذات الشَّوْكةِ تكون لكم فأَنَّث على معنى
الطائفة كما يقال لَقِيتُه ذاتَ يوم فيؤنثون لأَن مَقْصِدهم لقيته مرة في يوم
وقوله عز وجل وتَرى الشمس إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عن كَهْفِهِم ذاتَ اليَمين وإِذا
غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشمال أُريد بذاتَ الجِهةُ فلذلك أَنَّثها أَراد جهة
ذات يمين الكَهف وذاتَ شِماله والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
السَّبْعُ
والسبْعةُ من العدد معروف سَبْع نِسوة وسبْعة رجال والسبعون معروف وهو العِقْد
الذي بين الستين والثمانين وفي الحديث أُوتِيتُ السبع المَثاني وفي رواية سبعاً من
المثاني قيل هي الفاتحة لأَنها سبع آيات وقيل السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلى
التوب
السَّبْعُ
والسبْعةُ من العدد معروف سَبْع نِسوة وسبْعة رجال والسبعون معروف وهو العِقْد
الذي بين الستين والثمانين وفي الحديث أُوتِيتُ السبع المَثاني وفي رواية سبعاً من
المثاني قيل هي الفاتحة لأَنها سبع آيات وقيل السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلى
التوبة على أَن تُحْسَبَ التوبةُ والأَنفالُ سورةً واحدة ولهذا لم يفصل بينهما في
المصحف بالبسملة ومن في قوله « من المثاني » لتبيين الجنس ويجوز أَن تكون للتبعيض
أَي سبع آيات أَو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات وفي الحديث إِنه
لَيُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة وقد تكرر ذكر السبعة
والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن وفي الحديث والعرب تضعها موضع التضعيف
والتكثير كقوله تعالى كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل وكقوله تعالى إِن تستغفر لهم
سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وكقوله الحسنة بعشر أَمثالها إِلى سبعمائة
والسُّبُوعُ والأُسْبُوعُ من الأَيام تمام سبعة أَيام قال الليث الأَيام التي يدور
عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمى الأُسْبُوع ويجمع أَسابِيعَ ومن العرب من
يقول سُبُوعٌ في الأَيام والطواف بلا أَلف مأْخوذة من عدد السَّبْع والكلام الفصيح
الأُسْبُوعُ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال للبِكر سَبْع وللثَّيِّب ثلاث
يجب على الزوج أَن يَعْدِلَ بين نسائِه في القَسْمِ فيقيم عند كل واحدة مثل ما
يقيم عند الأُخرى فإِن تزوج عليهن بكراً أَقام عندها سبعة أَيام ولا يحسبها عليه
نساؤه في القسم وإِن تزوج ثيِّباً أَقام عندها ثلاثاً غير محسوبة في القسم وقد
سَبَّعَ الرجل عند امرأَته إِذا أَقام عندها سبع ليال ومنه الحديث أَن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لأُم سلمة حين تزوجها وكانت ثيِّباً إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ
عِنْدَكِ ثم سَبَّعْتُ عند سائر نسائي وإِن شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثم درت لا أَحتسب
بالثلاث عليك اشتقوا فَعَّلَ من الواحد إِلى العشرة فمعنى سَبَّعَ أَقام عندها
سبعاً وثَلَّثَ أَقام عندها ثلاثاً وكذلك من الواحد إِلى العشرة في كل قول وفعل
وفي حديث سلمة بن جُنادة إِذا كان يوم سُبُوعه يريد يوم أُسْبوعه من العُرْس أَي
بعد سبعة أَيام وطُفْتُ بالبيت أُسْبُوعاً أَي سبع مرات وثلاثة أَسابيعَ وفي
الحديث أَنه طاف بالبيت أُسبوعاً أَي سبع مرات قال الليث الأُسْبوعُ من الطواف
ونحوه سبعة أَطواف ويجمع على أُسْبوعاتٍ ويقال أَقمت عنده سُبْعَيْنِ أَي جُمْعَتَينِ
وأُسْبوعَين وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم بالفتح سَبْعاً صار سابعهم واسْتَبَعُوا
صاروا سَبْعةً وهذا سَبِيعُ هذا أَي سابِعُه وأَسْبَعَ الشيءَ وسَبَّعَه صَيَّره
سبعة وقوله في الحديث سَبَّعَتْ سُلَيم يوم الفتح أَي كمَلَت سبعمائة رجل وقول
أَبي ذؤيب لَنَعْتُ التي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها وقالَتْ حَرامٌ أَنْ يُرَحَّلَ
جارها يقول إِنَّكَ واعتذارَك بأَنك لا تحبها بمنزلة امرأَة قَتَلَتْ قتيلاً
وضَمَّتْ سِلاحَه وتحَرَّجَت من ترحيل جارها وظلت تَغْسِلُ إِناءَها من سُؤر كلبها
سَبْعَ مرّات وقولهم أَخذت منه مائة درهم وزناً وزن سبعة المعنى فيه أَن كل عشرة
منها تَزِنُ سبعة مَثاقِيلَ لأَنهم جعلوها عشرة دراهم ولذلك نصب وزناً وسُبعَ
المولود حُلِقَ رأْسُه وذُبِحَ عنه لسبعة أَيام وأَسْبَعَتِ المرأَةُ وهي مُسْبِعٌ
وسَبَّعَتْ ولَدَتْ لسبعة أَشهر والوَلدُ مُسْبَعٌ وسَبَّعَ الله لك رزَقَك سبعة
أَولاد وهو على الدعاء وسَبَّعَ الله لك أَيضاً ضَعَّفَ لك ما صنعت سبعة أَضعاف
ومنه قول الأَعرابي لرجل أَعطاه درهماً سَبَّعَ الله لك الأَجر أَراد التضعيف وفي
نوادر الأَعراب سَبَّعَ الله لفلان تَسْبِيعاً وتَبَّع له تَتْبيعاً أَي تابع له
الشيء بعد الشيء وهو دعوة تكون في الخير والشر والعرب تضع التسبيع موضع التضعيف
وإِن جاوز السبع والأَصل قول الله عز وجل كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل في كل سنبلة
مائة حبة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم الحسنة بعشر إِلى سبعمائة قال الأَزهري
وأَرى قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن
يغفر الله لهم من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد ولم يرد الله عز وجل
أَنه عليه السلام إِن زاد على السبعين غفر لهم ولكن المعنى إِن استكثرت من الدعاء
والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم وسَبَّعَ فلان القرآن إِذا وَظَّفَ عليه
قراءته في سبع ليال وسَبَّعَ الإِناءَ غسله سبع مرات وسَبَّعَ الشيءَ تسْبيعاً
جعله سبعة فإِذا أَردت أَن صيرته سبعين قلت كملته سبعين قال ولا يجوز ما قاله بعض
المولدين سَبَّعْتُه ولا قولهم سَبْعَنْتُ دَراهِمي أَي كَمَّلْتُها سَبْعِين وقولهم
هو سُباعِيُّ البَدَن أَي تامُّ البدن والسُّباعيُّ من الجمال العظيم الطويل قال
والرباعي مثله على طوله وناقة سُباعِيَّةٌ ورُباعِيَّةٌ وثوب سُباعيّ إِذا كان
طوله سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن الشبر مذكر والذراع مؤنثة والمُسْبَعُ
الذي له سبعة آباءٍ في العُبُودة أَو في اللؤم وقيل المسبع الذي ينسب إِلى أَربع
أُمهات كلهن أَمَة وقال بعضهم إِلى سبع أُمهات وسَبَع الحبلَ يَسْبَعُه سَبْعاً
جعله على سبع قُوًى وبَعِيرٌ مُسْبَعٌ إِذا زادت في مُلَيْحائِه سَبْع مَحالات
والمُسَبَّعُ من العَرُوض ما بنى على سبعة أَجزاء والسِّبْعُ الوِرْدُ لسِتِّ ليال
وسبعة أَيام وهو ظِمْءٌ من أَظْماء الإِبل والإِبل سَوابِعُ والقوم مُسْبِعُون
وكذلك في سائر الأَظْماءِ قال الأَزهري وفي أَظْماء الإِبل السِّبْعُ وذلك إِذا
أَقامت في مَراعِيها خمسة أَيام كَوامِلَ ووردت اليوم السادس ولا يحسَب يوم
الصّدَر وأَسْبَعَ الرجل وَرَدَت إِبله سبْعاً والسَّبِيعُ بمعنى السُّبُع
كالثَّمين بمعنى الثُّمُن وقال شمر لم أَسمع سَبِيعاً لغير أَبي زيد والسبع بالضم
جزء من سبعة والجمع أَسْباع وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم سَبْعاً أَخذ سُبُعَ
أَموالِهم وأَما قول الفرزدق وكيفَ أَخافُ الناسَ واللهُ قابِضٌ على الناسِ
والسَّبْعَيْنِ في راحةِ اليَدِ ؟ فإِنه أَراد بالسَّبْعَينِ سبْعَ سمواتٍ وسبعَ
أَرَضِين والسَّبُعُ يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ
فيفترسها مثل الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها والثعلبُ وإِن كان
له ناب فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على صِغار المواشي ولا يُنَيِّبُ في شيء من
الحيوان وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ ولذلك وردت السُّنة
بإِباحة لحمها وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت في الحرم أَو أَصابها المحرم وأَما الوَعْوَعُ
وهو ابن آوى فهو سبع خبيث ولحمه حرام لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلاَّ أَنه أَصغر
جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً هذا قول الأَزهري وقال غيره السبع من البهائم العادية ما
كان ذا مِخلب والجمع أَسْبُعٌ وسِباعٌ قال سيبويه لم يكسَّر على غير سِباعٍ وأَما
قولهم في جمعه سُبُوعٌ فمشعر أَن السَّبْعَ لغة في السَّبُع ليس بتخفيف كما ذهب
إِليه أَهل اللغة لأَن التخفيف لا يوجب حكماً عند النحويين على أَن تخفيفه لا
يمتنع وقد جاء كثيراً في أَشعارهم مثل قوله أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا وأَينَ
نَجاؤُكم ؟ فهذا ورَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ وأَنشد ثعلب لِسانُ الفَتى
سَبْعٌ عليه شَذاتُه فإِنْ لم يَزَعْ مِن غَرْبِه فهو آكِلُهْ وفي الحديث أَنه نهى
عن أَكل كل ذي ناب من السباع قال هو ما يفترس الحيوان ويأْكله قهراً وقَسْراً
كالأَسد والنَّمِر والذِّئب ونحوها وفي ترجمة عقب وسِباعُ الطير التي تَصِيدُ
والسَّبْعةُ اللَّبُوءَةُ ومن أَمثال العرب السائرة أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ إِنما
أَصله سَبُعةٌ فخفف واللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ من الأَسد فلذلك لم يقولوا أَخْذَ
سَبُعٍ وقيل هو رجل اسمه سبْعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامانَ بن ثُعَل بن عمرو بن
الغَوْث بن طيء بن أُدَد وكان رجلاً شديداً فعلى هذا لا يُجْرَى للمعرفة والتأْنيث
فأَخذه بعض ملوك العرب فَنَكَّلَ به وجاء المثل بالتخفيف لما يؤثرونه من الخفة
وأَسْبَعَ الرجلَ أَطْعَمه السَّبُعَ والمُسْبِعُ الذي أَغارت السِّباعُ على غنمه
فهو يَصِيحُ بالسِّباعِ والكِلابِ قال قد أَسْبَعَ الرّاعي وضَوْضَا أَكْلُبُه
وأَسْبَعَ القومُ وقَع السَّبُع في غنمهم وسَبَعت الذّئابُ الغنَم فَرَسَتْها
فأَكلتها وأَرض مَسْبَعةٌ ذات سِباع قال لبيد إِليك جاوَزْنا بلاداً مَسْبَعَهْ
ومَسْبَعةٌ كثيرة السباع قال سيبويه باب مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ ونظيرِهما مما جاء
على مَفْعَلةٍ لازماً له الهاء وليس في كل شيء يقال إِلا أَن تقيس شيئاً وتعلم مع
ذلك أَن العرب لم تَكَلَّمْ به وليس له نظير من بنات الأَربعة عندهم وإِنما خصوا
به بناتِ الثلاثة لخفتها مع أَنهم يستغنون بقولهم كثيرة الذئاب ونحوها وقال ابن
المظفر في قولهم لأَعْمَلَنّ بفلان عملَ سَبْعَةٍ أَرادوا المبالغة وبلوغَ الغاية
وقال بعضهم أَرادوا عمل سبعة رجال وسُبِعَتِ الوَحْشِيَّةُ فهي مَسْبُوعةٌ إِذا
أَكَل السبُعُ ولدها والمَسْبُوعةُ البقرة التي أَكَل السبعُ ولدَها وفي الحديث
أَن ذئباً اختطف شاة من الغنم أَيام مَبْعَثِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
فانتزعها الراعي منه فقال الذئب من لها يوم السبْع ؟ قال ابن الأَعرابي السبع
بسكون الباء الموضعُ الذي يكونُ إِليه المَحْشَرُ يومَ القيامة أَراد من لها يوم
القيامة وقيل السبْعُ الذَّعْرُ سَبَعْتُ فلاناً إِذا ذَعَرْتَه وسَبَعَ الذِّئْبُ
الغنم إِذا فرسها أَي من لها يومَ الفَزَع وقيل هذا التأْويل يَفْسُد بقول الذئب
في تمام الحديث يومَ لا راعِيَ لها غيري والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة
وقيل إِنه أَراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعي لها نُهْبَة
للذِّئاب والسِّباع فجعل السبُع لها راعياً إِذ هو منفرد بها ويكون حينئذ بضم
الباء وهذا إِنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يُهْمِلُ الناس فيها مواشيهم
فتستمكن منها السباع بلا مانع وروي عن أَبي عبيدة يومُ السبْعِ عِيدٌ كان لهم في
الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوِهِم وليس بالسبُع الذي يفترس الناس وهذا الحرف
أَملاه أَبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء وكان من العلم والإِتقان بمكان وفي
الحديث نهَى عن جُلودِ السِّباعِ السباعُ تَقَعُ على الأَسد والذئاب والنُّمُور
وكان مالك يكره الصلاة في جُلودِ السِّباعِ وإِن دُبِغَتْ ويمنع من بيعها واحتج
بالحديث جماعة وقالوا إِن الدِّباغَ لا يؤثِّر فيما لا يؤكل لحمه وذهب جماعة إِلى
أَن النهي تناولها قبل الدباغ فأَما إِذا دُبِغَتْ فقد طهُرت وأَما مذهب الشافعي
فإِن الذَّبْحَ يطهر جُلود
( * قوله « فان الذبح يطهر إلخ » هكذا في الأصل والنهاية والصحيح المشهور من مذهب
الشافعي ان الذبح لا يطهر جلد غير المأكول ) الحيوان المأْكول وغير المأْكول إِلا
الكلب والخنزير وما تَوَلَّدَ منهما والدِّباغُ يُطَهِّرُ كل جلد ميتة غيرهما وفي
الشعور والأَوبار خلاف هل تَطْهُر بالدباغ أَم لا إِنما نهى عن جلود السباع مطلقاً
أَو عن جلد النَّمِر خاصّاً لأَنه ورد في أَحاديث أَنه من شِعار أَهل السَّرَفِ
والخُيَلاءِ وأَسبع عبده أَي أَهمله والمُسْبَعُ المُهْمَلُ الذي لم يُكَفَّ عن
جُرْأَتِه فبقي عليها وعبدٌ مُسْبَعٌ مُهْمَلٌ جَريءٌ ترك حتى صار كالسبُع قال
أَبو ذؤيب يصف حمار الوحش صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ كأَنَّه عَبدٌ لآلِ أَبي
رَبِيعةَ مُسْبَعُ الشَّوارِبُ مجارِي الحَلْق والأَصل فيه مَجاري الماء وأَراد
أَنه كثير النُّهاقِ هذه رواية الأَصمعي وقال أَبو سعيد الضرير مُسْبِع بكسر الباء
وزعم أَن معناه أَنه وقع السباع في ماشيته قال فشبه الحمار وهو يَنْهَقُ بعبد قد
صادفَ في غنمه سَبُعاً فهو يُهَجْهِجُ به ليزجره عنها قال وأَبو ربيعة في بني سعد
بن بكر وفي غيرهم ولكن جيران أَبي ذؤيب بنو سعد بن بكر وهم أَصحاب غنم وخص آل
ربيعة لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً وفي حديث ابن عباس وسئل عن مسأَلة فقال إِحْدى
من سَبْع أَي اشتدّت فيها الفتيا وعَظُم أَمرها يجوز أَن يكون شِبهها بإِحدى
الليالي السبع التي أَرسل الله فيها العذاب على عاد فَضَرَبَها لها مثلاً في الشدة
لإِشكالها وقيل أَراد سبع سِنِي يوسف الصدِّيق عليه السلام في الشدة قال شمر وخلق
الله سبحانه وتعالى السموات سبعاً والأَرضين سبعاً والأَيام سبعاً وأَسْبَعَ ابنه
أَي دفعه إِلى الظُّؤُورةِ المُسْبَع الدَّعِيُّ والمُسْبَعُ المَدْفُوعُ إِلى
الظُّؤُورةِ قال العجاج إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ولم تَلِدْه أُمُّهُ
مُقَنَّعا وقال الأَزهري ويقال أَيضاً المُسْبَعُ التابِعةُ
( * قوله « المسبع التابعة » كذا بالأصل ولعله ذو التابعة اي الجنية ) ويقال الذي
يُولَدُ لسبعة أَشهر فلم يُنْضِجْه الرَّحِمُ ولم تَتِمّ شُهورُه وأَنشد بيت
العجاج قال النضر ويقال رُبَّ غلام رأَيتُه يُراضَعُ قال والمُراضَعةُ أَنْ يَرْضَعَ
أُمَّه وفي بطنها ولد وسَبَعَه يَِْبَعُه سَبْعاً طعن عليه وعابه وشتَمه ووقع فيه
بالقول القبيح وسَبَعَه أَيضاً عَضَّه بسنه والسِّباعُ الفَخْرُ بكثرة الجِماع وفي
الحديث أَنه نهَى عن السِّباعِ قال ابن الأَعرابي السِّباعُ الفَخار كأَنه نهى عن
المُفاخَرة بالرَّفَثِ وكثرة الجماع والإِعْرابِ بما يُكَنّى به عنه من أَمر
النساء وقيل هو أَن يَتَسابَّ الرجلان فيرمي كل واحد صاحبه بما يسوؤه من سَبَعَه
أَي انتقصه وعابه وقيل السِّباعُ الجماع نفسُه وفي الحديث أَنه صَبَّ على رأْسه
الماء من سِباعٍ كان منه في رمضان هذه عن ثعلب عن ابن الأَعرابي وبنو سَبِيعٍ
قبيلة والسِّباعُ ووادي السِّباعِ موضعان أَنشد الأَخفش أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ
فَحَمَّةِ سأَلْتُ فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ وقال سُحَيْم بن وَثِيلٍ
الرِّياحِي مَرَرْتُ على وادِي السِّباعِ ولا أَرَى كَوادِي السِّباعِ حينَ
يُظْلِمُ وادِيا والسَّبُعانُ موضع معروف في ديار قيس قال ابن مقبل أَلا يا دِيارَ
الحَيِّ بالسَّبُعانِ أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ ولا يعرف في كلامهم اسم
على فَعُلان غيره والسُّبَيْعان جبلان قال الراعي كأَني بِصَحْراءِ السُّبَيْعَينِ
لم أَكُنْ بأَمْثالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدٍ مُفَجَّعا وسُبَيْعٌ وسِباعٌ اسمان وقول
الراجز يا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ والجرْحُ مِني فَوْقَ حَرّار
أَحَمّْ هو اسم رجل مصغر والسَّبِيعُ بطن من هَمْدانَ رَهْطُ أَبي إِسحق
السَّبِيعي وفي الحديث ذكر السَّبِيعِ هو بفتح السين وكسر الباء مَحِلّة من
مَحالِّ الكوفة منسوبة إِلى القبيلة وهم بني سَبِيعٍ من هَمْدانَ وأُمُّ
الأَسْبُعِ امرأَة وسُبَيْعةُ بن غَزالٍ رجل من العرب له حديث ووزْن سَبْعةٍ لقب
معنى
في قاموس معاجم
القَطْعُ
إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَضْلاً قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً
وقُطوعاً قال فما بَرِحَتْ حتى اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ
حادِرِ والقَطْعُ مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع والمِقْطَعُ بالكسر ما
يُق
القَطْعُ
إِبانةُ بعض أَجزاء الجِرْمِ من بعضٍ فَضْلاً قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً
وقُطوعاً قال فما بَرِحَتْ حتى اسْتبانَ سقابها قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ من اللِّيفِ
حادِرِ والقَطْعُ مصدر قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع والمِقْطَعُ بالكسر ما
يُقْطَعُ به الشيء وقطَعه واقتطَعه فانقطَع وتقطَّع شدد للكثرة وتقطَّعوا أَمرهم
بينهم زُبُراً أَي تقَسَّمُوه قال الأَزهري وأَما قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم
زُبراً فإِنه واقع كقولك قَطَّعُوا أَمرهم قال لبيد في الوجه اللازم وتَقَطَّعَتْ
أَسْبابُها ورِمامُها أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها ويجوز أَن يكون معنى
قوله وتقطَّعوا أَمرهم بينهم أَي تفرقوا في أَمرهم نصب أَمرهم بنزع في منه قال
الأَزهري وهذا القول عندي أَصوب وقوله تعالى وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنّ أَي
قَطَعْنَها قَطْعاً بعد قَطْعٍ وخَدَشْنَها خدشاً كثيراً ولذلك شدد وقوله تعالى
وقطَّعْناهم في الأَرض أُمَماً أَي فرّقْناهم فِرَقاً وقال وتَقَطَّعَتْ بهم
الأَسبابُ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم قول أَبي ذؤَيب كأَنّ ابْنةَ
السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ لها بعدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وَهِيجُ أَراد بعد
انْقِطاعِ النُّبُوحِ والنُّبُوحُ الجماعات أَراد بعد الهُدُوِّ والسكون بالليل
قال وأَحْسَبُ الأَصل فيه القِطْع وهو طائفة من الليل وشيءٌ قَطِيعٌ مقطوعٌ والعرب
تقول اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أَي اتقوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم من بعض في الحرب
والقُطْعةُ والقُطاعةُ ما قُطِعَ من الحُوّارَى من النُّخالةِ والقُطاعةُ بالضم ما
سقَط عن القَطْعِ وقَطَعَ النخالةَ من الحُوّارَى فَصَلَها منه عن اللحياني
وتَقاطَعَ الشيءُ بانَ بعضُه من بعض وأَقْطَعَه إِياه أَذن له في قطعه وقَطَعاتُ
الشجرِ أُبَنُها التي تَخْرُجُ منها إِذا قُطِعَت الواحدة قَطَعَةٌ وأَقْطَعْتُه
قُضْباناً من الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ له في قَطْعِها والقَطِيع الغُصْنُ تَقْطَعُه
من الشجرة والجمع أَقْطِعةٌ وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ وأَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ
والقِطْعُ من الشجر كالقَطِيعِ والجمع أَقطاعٌ قال أَبو ذؤَيب عَفا غيرُ نُؤْيِ
الدارِ ما إِنْ تُبِينُه وأَقْطاعُ طُفْيٍ قد عَفَتْ في المَعاقِلِ والقِطْعُ
أَيضاً السهم يعمل من القَطِيعِ والقِطْعِ اللذين هما المَقْطُوعُ من الشجر وقيل
هو السهم العَرِيضُ وقيل القِطْعُ نصل قَصِيرٌ عَرِيضُ السهم وقيل القِطْعُ النصل
القصير والجمع أَقْطُعٌ وأَقْطاعٌ وقُطُوعٌ وقِطاعٌ ومَقاطِيعُ جاء على غير واحده
نادراً كأَنه إِنما جمع مِقْطاعاً ولم يسمع كما قالوا مَلامِحَ ومَشابِهَ ولم
يقولوا مَلْمَحَةً ولا مَشْبَهةً قال بعض الأَغفالِ يصف دِرْعاً لها عُكَنٌ
تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ وقال ساعدة بن
جُؤَيَّةَ وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه إِذا يَسْمَعُ الصوتَ
المُغَرِّدَ يَصْلِدُ والمِقْطَعُ والمِقْطاعُ ما قَطَعْتَه به قال الليث القِطْعُ
القضيبُ الذي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ وجمعه قُطْعانٌ وأَقْطُعٌ وأَنشد لأَبي
ذؤَيب ونَمِيمَةً من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ قال
أَراد السِّهامَ قال الأَزهري وهذا غلط قال الأَصمعي القِطْعُ من النِّصالِ القصير
العريضُ وكذلك قال غيره سواء كان النصل مركباً في السهم أَو لم يكن مركباً سُمِّيَ
قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ من الحديث وربما سَمَّوْه مقطوعاً والمَقاطِيعُ جمعه وسيف
قاطِعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ وحبل أَقْطاعٌ مقطوعٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه قِطْعاً
وإِن لم يتكلم به وكذلك ثوب أَقْطاعٌ وقِطْعٌ عن اللحياني والمَقْطُوعُ من المديد
والكامل والرَّجَزِ الذي حذف منه حرفان نحو فاعلاتن ذهب منه تن فصار محذوفاً فبقي
فاعلن ثم ذهب من فاعِلن النون ثم أُسكنت اللام فنقل في التقطيع إِلى فعْلن كقوله
في المديد إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ أُخْرِجَتْ من كِيسِ دِهْقانِ فقوله قاني
فعْلن وكقوله في الكامل وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ فإِنَّه نَسَبٌ يَزِيدُكَ
عِنْدَهُنَّ خَبالا فقوله نَخَبالا فعلاتن وهو مقطوع وكقوله في الرجز دار
لِسَلْمَى إِذ سُلَيْمَى جارةٌ قَفْرٌ تُرى آياتها مِثْلَ الزُّبُرْ
( * قوله « دار لسلمى إلخ » هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا يخفى )
وكقوله في الرجز القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ
مَجْهُودُ فقوله مَجْهُود مَفْعُولُنْ وتَقْطِيعُ الشعر وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ
وتَجْزئته بالأَفعالِ وقاطَعَ الرجُلانِ بسيفيهما إِذا نظرا أَيُّهما أَقْطَعُ
وقاطَعَ فلان فلاناً بسيفيهما كذلك ورجل لَطّاع قَطّاعٌ يَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ
ويردّ الثاني واللَّطّاعُ مذكور في موضعه وكلامٌ قاطِعٌ على المَثَلِ كقولهم
نافِذٌ والأَقْطَعُ المقطوعُ اليَدِ والجمع قُطْعٌ وقُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ
وسُودانٍ ويَدٌ قَطعاءُ مقطوعةٌ وقد قَطَعَ وقطِعَ قَطعاً والقَطَعَةُ والقُطْعةُ
بالضم مثل الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ موضع القَطْعِ من اليد وقيل بقيّةُ اليدِ
المقطوعةِ وضربَه بقَطَعَتِه وفي الحديث أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان
يَسْرِقُ بقَطَعَتِه بفتحتين هي الموضعُ المقطوعُ من اليد قال وقد تضم القاف وتسكن
الطاء فيقال بقُطْعَتِه قال الليث يقولون قُطِعَ الرجلُ ولا يقولون قُطِعَ
الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لا يكون أَقْطَعَ حتى يَقْطَعَه غيره ولو لزمه ذلك
من قبل نفسه لقيل قَطِعَ أَو قَطُعَ وقَطَعَ الله عُمُرَه على المَثَلِ وفي
التنزيل فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظَلَموا قال ثعلب معناه استُؤْصِلُوا من
آخرهم ومَقْطَعُ كل شيءٍ ومُنْقَطَعُه آخره حيث يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ
والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وما أَشبهها ومَقاطِيعُ الأَوديةِ مآخيرُها ومُنْقَطَعُ
كلِّ شيءٍ حيث يَنْتَهي إِليه طَرَفُه والمُنْقَطِعُ الشيءُ نفسُه وشرابٌ لذيذُ
المَقْطَعِ أَي الآخِر والخاتِمَةِ وقَطَعَ الماءَ قَطْعاً شَقَّه وجازَه وقطَعَ
به النهرَ وأَقْطَعَه إِياه وأَقطَعَه به جاوَزَه وهو من الفصل بين الأَجزاء وقَطَعْتُ
النهر قَطْعاً وقُطُوعاً عَبَرْتُ ومَقاطِعُ الأَنهار حيث يُعْبَرُ فيه
والمَقْطَعُ غايةُ ما قُطِعَ يقال مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ للذي لا
رَمْلَ وراءه والمَقْطَعُ الموضع الذي يُقْطَعُ فيه النهر من المَعابرِ ومَقاطِعُ
القرآنِ مواضعُ الوقوفِ ومَبادِئُه مواضعُ الابتداءِ وفي حديث عمر رضي الله عنه
حين ذَكَر أَبا بكر رضي الله عنه ليس فيكم مَنْ تَقَطَّعُ عليه
( * قوله « تقطع عليه » كذا بالأصل والذي في النهاية دونه )
الأَعْناقُ مثلَ أَبي بكر أَراد أَن السابِقَ منكم الذي لا يَلْحَقُ شَأْوَه في
الفضل أَحدٌ لا يكون مِثْلاً لأَبي بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقين وفي النهاية أَي
ليس فيكم أَحدٌ سابقٌ إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِيه حتى لا
يَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبي بكر رضي الله عنه يقال للفرَس الجَوادِ تَقَطَّعَت
أَعناقُ الخيْلِ عليه فلم تَلْحَقْه وأَنشد ابن الأَعرابي للبَعِيثِ طَمِعْتُ
بِلَيْلى أَن تَرِيعَ وإِنَّما تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ وبايَعْتُ
لَيْلى في الخَلاءِ ولم يَكُنْ شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ ومنه حديث
أَبي ذر فإِذا هي يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ أَي تُسْرِعُ إِسْراعاً كثيراً تقدمت
به وفاتت حتى إن السراب يظهر دونها أَي من ورائها لبعدها في البر ومُقَطَّعاتُ
الشيء طرائقُه التي يتحلَّلُ إِليها ويَتَرَكَّبُ عنها كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ
ومُقَطَّعاتُ الشعْرِ ومَقاطِيعُه ما تَحَلَّل إِليه وترَكَّبَ عنه من أَجْزائِه
التي يسميها عَرُوضِيُّو العرب الأَسْبابَ والأَوْتادَ والقِطاعُ والقَطاعُ صِرامُ
النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ والصَّرامِ وقَطَعَ النخلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً
وقَطاعاً عن اللحياني صرَمه قال سيبويه قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِليه القَطْعَ
واستعملته فيه وأَقْطَعَ النخلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه
وأَقْطَعْتُه أَذِنْتُ له في قِطاعه وانْقَطَعَ الشيءُ ذهَب وقْتُه ومنه قولهم
انْقَطَعَ البَرْدُ والحرُّ وانْقَطَع الكلامُ وَقَفَ فلم يَمْضِ وقَطَعَ لسانه
أَسْكَتَه بإِحسانِه إِليه وانْقَطَعَ لسانه ذهبت سَلاطَتُه وامرأَة قَطِيعُ
الكلامِ إِذا لم تكن سَلِيطةً وفي الحديث لما أَنشده العباس ابن مِرْداسٍ أَبياته
العينية اقْطَعُوا عني لِسانه أَي أَعْطُوه وأَرْضُوه حتى يسكت فكنى باللسانِ عن
الكلامِ ومنه الحديث أَتاه رجل فقال إِني شاعر فقال يا بلال اقْطَعْ لسانه فأَعطاه
أَربعين درهماً قال الخطابي يشبه أَن يكون هذا ممن له حق في بيت المال كابن السبيل
وغيره فتعرّض له بالشعر فأَعطاه لحقه أَو لحاجته لا لشعره وأَقْطَعَ الرجلُ إِذا
انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بالحق فلم يُجِبْ فهو مُقْطِعٌ وقَطَعَه قَطْعاً
أَيضاً بَكَّتَه وهو قَطِيعُ القولِ وأَقْطَعُه وقد قَطَعَ وقَطِعَ قَطاعةً
واقْطَعَ الشاعِرُ انْقَطَعَ شِعْرُه وأَقْطََعَت الدجاجةُ مثل أَقَفَّت انْقَطَعَ
بيضُها قال الفارسيّ وهذا كما عادلوا بينهما بأَصْفَى وقُطِعَ به وانْقُطِعَ
وأُقْطِعَ وأَقْطَعَ ضَعُفَ عن النكاح وأُقْطِعَ به إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ إِذا
لم يُرِدِ النساءَ ولم يَنْهَض عُجارِمُه وانْقُطِعَ بالرجل والبعيرِ كَلاَّ
وقفطِعَ بفلان فهو مَقْطُوعٌ به وانْقُطِعَ به فهو مُنْقَطَعٌ به إِذا عجز عن سفره
من نَفَقَةٍ ذهبت أَو قامَت عليه راحِلَتُه أَو أَتاه أَمر لا يقدر على أَن يتحرك
معه وقيل هو إِذا كان مسافراً فأُبْدِعَ به وعَطِبَت راحلته وذَهَبَ زادُه وماله
وقُطِعَ به إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ وقُطِعَ به قَطْعاً إِذا قُطِعَ به الطريقُ
وفي الحديث فَخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ به وفي
الحديث ولو شئنا لاقْتَطَعْناهم وفي الحديث كان إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً
أَي يُفْرِدَ قوماً يبعثُهم في الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم من غيرهم ويقال للغريب
بالبلد أُقْطِعَ عن أَهله إِقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ عنهم ومُنْقَطِعٌ وكذلك الذي
يُفْرَضُ لنظرائه ويترك هو وأَقْطَعْتُ الشيء إِذا انْقَطَعَ عنك يقال قد
أَقْطَعْتُ الغَيْثَ وعَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عن الضِّراب والمُقْطَعُ
بفتح الطاءِ البعير إِذا جَفَرَ عن الصواب قال النمر بن تَوْلَبٍ يصف امرأَته
قامَت تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْيةٍ زِقًّا وخابِيَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ وقد
أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ وناقةٌ قَطُوعٌ يَنْقَطِعُ لبنها سريعاً والقَطْعُ
والقَطِيعةُ الهِجْرانُ ضِدُّ الوصل والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وهو على المثل
ورجل قَطُوعٌ لإِخْوانه ومِقْطاعٌ لا يثبت على مُؤاخاةٍ وتَقَاطَعَ القومُ
تَصارَمُوا وتَقَاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ تَحاصَّتْ وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً
وقَطِيعةً وقَطَّعَها عَقَّها ولم يَصِلْها والاسم القَطِيعةُ ورجل قُطَعَةٌ
وقُطَعٌ ومِقْطَعٌ وقَطَّاعٌ يَقْطَعُ رَحِمَه وفي الحديث من زَوَّجَ كَرِيمَةً من
فاسِقٍ فقد قَطَعَ رَحمها وذلك أَن الفاسِقَ يطلقها ثم لا يبالي أَن يضاجعها وفي
حديث صِلَةِ الرَّحِمِ هذا مقام العائذ بك من القَطِيعَةِ القَطِيعَةُ الهِجْرانُ
والصَّدُّ وهيَ فَعِيلَةٌ من القَطْعِ ويريد به ترك البر والإِحسان إِلى الأَهل
والأَقارب وهي ضِدّ صِلَة الرَّحمِ وقوله تعالى أَن تفسدوا في الأَرض وتُقَطِّعُوا
أَرحامَكم أَي تعُودوا إِلى أَمر الجاهلية فتفسدوا في الأَرض وتَئِدُوا البناتِ
وقيل تقطعوا أَرحامكم تقتل قريش بني هاشم وبنو هاشم قريشاً ورَحِمٌ قَطعاءُ بيني
وبينك إِذا لم توصل ويقال مَدّ فلان إِلى فلان بِثَدْيٍ غير أَقْطَعَ ومَتَّ
بالتاء أَي تَوَسَّلَ إِليه بقرابة قريبة وقال دَعاني فلم أُورَأْ بِه فأَجَبْتُه
فَمَدّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا والأُقْطوعةُ ما تبعثه المرأَة إِلى
صاحبتها علامة للمُصارَمةِ والهِجْرانِ وفي التهذيب تبعث به الجارية إِلى صاحبها
وأَنشد وقالَتْ لِجارِيَتَيْها اذْهَبا إِليه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ والقُطْعُ
البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ ورجل قَطِيعٌ مَبْهُورٌ بَيّنُ القَطاعةِ وكذلك
الأُنثى بغير هاء ورجل قَطِيعُ القيام إِذا وصف بالضعف أَو السِّمَنِ وامرأَة
قَطُوعٌ وقَطِيعٌ فاتِرةُ القِيامِ وقد قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا صارت قَطِيعاً
والقُطْعُ والقُطُعُ في الفرس وغيره البُهْرُ وانْقِطاعُ بعض عُرُوقِه وأَصابه
قُطْعٌ أَو بُهْر وهو النفَس العالي من السمن وغيره وفي حديث ابن عمر أَنه أَصابه
قُطْعٌ أَو بهر فكان يُطْبَخُ له الثُّومُ في الحَسا فيأْكله قال الكسائي القُطْعُ
الدَّبَرُ
( * قوله « القطع الدبر » كذا بالأصل وقوله « لأبي جندب » بهامش الأصل بخط السيد
مرتضى صوابه
وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل
والبيت لأبي خراش الهذلي ) وأَنشد أَبو عبيد لأَبي جندب الهذلي
وإِنِّي إِذا ما آنسٌ ... مُقْبَلاً
( * كذا بياض بالأصل ولعله
وإني إذا ما آنس شمت مقبلاً )
يُعاوِدُني قُطْعٌ جَواه طَوِيلُ يقول إِذا رأَيت إِنساناً ذكرته وقال ابن الأَثير
القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضيقُه والقُطْعُ البُهْرُ يأْخذ الفرس وغيره يقال
قُطِعَ الرجلُ فهو مقطوعٌ ويقال للفرس إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ في بطنه أَو شَحْمٌ
مقطوعٌ وقد قُطِعَ واقْتَطَعْتُ من الشيء قِطْعةً يقال اقتَطَعْتُ قَطِيعاً من غنم
فلان والقِطْعةُ من الشيء الطائفةُ منه واقْتَطَعَ طائفة من الشيء أَخذها
والقَطِيعةُ ما اقْتَطَعْتَه منه وأَقْطَعَني إِياها أَذِنَ لي في اقْتِطاعِها
واسْتَقْطَعَه إِياها سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها وأَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي
طائفة من أَرض الخراج وأَقْطَعَه نهراً أَباحَه له وفي حديث أَبْيَضَ بن حَمّالٍ
أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِياه قال ابن الأَثير
سأَله أَن يجعله له إِقطاعاً يتملَّكُه ويسْتَبِدُّ به وينفرد والإِقطاعُ يكون
تمليكاً وغير تمليك يقال اسْتَقْطَعَ فلان الإِمامَ قَطيعةً فأَقْطَعَه إِيّاها
إِذا سأَلَه أَن يُقْطِعَها له ويبنيها مِلْكاً له فأَعطاه إِياها والقَطائِعُ
إِنما تجوز في عَفْوِ البلاد التي لا ملك لأَحد عليها ولا عِمارةَ فيها لأَحد
فيُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ منها قَدْرَ ما يتهيَّأْ له عِمارَتُه بإِجراء
الماء إِليه أَو باستخراج عين منه أَو بتحجر عليه للبناء فيه قال الشافعي ومن
الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقِ لا تمليكٍ كالمُقاعَدةِ بالأسواق التي هي طُرُقُ
المسلمين فمن قعد في موضع منها كان له بقدر ما يَصْلُحُ له ما كان مقيماً فيه
فإِذا فارقه لم يكن له منع غيره منه كأَبنية العرب وفساطِيطِهمْ فإِذا انْتَجَعُوا
لم يَمْلِكُوا بها حيث نزلوا ومنها إِقْطاعُ السكنى وفي الحديث عن أُمّ العلاءِ
الأَنصارية قالت لما قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ أَقْطَع الناسَ
الدُّورَ فطار سَهْمُ عثمانَ ابن مَظْعُونٍ علَيّ ومعناه أَنزلهم في دُورِ
الأَنصارِ يسكنونها معهم ثم يتحوّلون عنها ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزبير نخلاً
يشبه أَنه إِنما أَعطاه ذلك من الخُمُسِ الذي هو سَهْمُه لأَنَّ النخل مالٌ ظاهِرُ
العين حاضِرُ النفْعِ فلا يجوز إِقْطاعُه وكان بعضهم يتأَوّل إِقْطاعَ النبيِّ صلى
الله عليه وسلم المهاجرين الدُّورَ على معنى العارِيّةِ وأَما إِقْطاعُ المَواتِ
فهو تمليك وفي الحديث في اليمين أَو يَقْتَطِعَ بها مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ أَي
يأْخذه لنفسه متملكاً وهو يَفْتَعِلُ من القَطْعِ ورجل مُقْطَعٌ لا دِيوانَ له وفي
الحديث كانوا أَهلَ دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ بفتح الطاء ويروى مُقْتَطِعينَ لأَن
الجند لا يَخْلُونَ من هذين الوجهين وقَطَعَ الرجلُ بحبل يَقْطَعُ قَطْعاً
اخْتَنَقَ به وفي التنزيل فَلْيَمْدُدْ بسبب إِلى السماء ثم ليَقْطَعْ فلينظر
قالوا لِيَقْطَعْ أَي لِيَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ يَمُدّ السبب إِلى السقف ثم
يَقْطَعُ نفسَه من الأَرض حتى يختنق قال الأَزهري وهذا يحتاج إِلى شرح يزيد في
إِيضاحه والمعنى والله أَعلم من كان يظن أَن لن ينصر الله محمداً حتى يظهره على
الدين كله فليمت غيظاً وهو تفسير قوله فليمدد بسَبَبٍ إِلى السماء والسببُ الحبل
يشدّه المختنق إِلى سَقْفِ بيته وسماءُ كل شيء سقفه ثم ليقطع أَي ليمد الحبل
مشدُوداً في عنقه مدّاً شديداً يُوَتِّرُه حتى ينقطع فيموت مختنقاً وقال الفراء
أَراد ليجعل في سماء بيته حبلاً ثم ليختنق به فذلك قوله ثم ليقطع اختناقاً وفي
قراءة عبد الله ثم ليقطعه يعني السبب وهو الحبل وقيل معناه ليمد الحبل المشدود في
عنقه حتى ينقطعَ نفَسُه فيموتَ وثوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطِّعُ لك
تَقْطِيعاً يَصْلُح عليك قميصاً ونحوَه وقال الأَزهري إِذا صلح أَن يُقْطَعَ
قميصاً قال الأَصمعي لا أَعرف هذا ثوب يَقْطَعُ ولا يُقَطِّعُ ولا يُقَطِّعُني ولا
يَقْطَعُني هذا كله من كلام المولّدين قال أَبو حاتم وقد حكاه أَبو عبيدة عن العرب
والقُطْعُ وجَعٌ في البطن ومَغَسٌ والتقطِيعُ مَغَسٌ يجده الإِنسان في بطنه
وأَمْعائِه يقال قُطِّعَ فلان في بطنه تَقْطِيعاً والقَطِيعُ الطائفة من الغنم
والنعم ونحوه والغالب عليه أَنه من عشر إِلى أَربعين وقيل ما بين خمس عشرة إِلى
خمس وعشرين والجمع أَقْطاعٌ وأَقْطِعةٌ وقُطْعانٌ وقِطاعٌ وأَقاطِيعُ قال سيبويه
وهو مما جمع على غير بناء واحده ونظيره عندهم حديثٌ وأَحاديثُ والقِطْعةُ
كالقَطِيع والقَطِيعُ السوط يُقْطَعُ من جلد سير ويعمل منه وقيل هو مشتق من
القَطِيعِ الذي هو المَقْطُوعُ من الشجر وقيل هو المُنْقَطِعُ الطرَف وعَمَّ أَبو
عبيد بالقَطِيعِ وحكى الفارسي قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي ضربته به كما قالوا سُطْتُه
بالسوط قال الأَعشى تَرى عَينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِها تُراقِبُ كَفِّي
والقَطِيعَ المُحَرَّما قال ابن بري السوط المُحَرَّمُ الذي لم يُليَّن بَعْد
الليث القَطِيعُ السوط المُنْقَطِعُ قال الأَزهري سمي السوط قَطِيعاً لأَنهم
يأْخذون القِدّ المُحَرَّمَ فيَقْطَعونه أَربعة سُيُور ثم يَفْتِلونه ويَلْوُونه
ويتركونه حتى يَيْبَسَ فيقومَ قِياماً كأَنه عَصاً سمي قَطِيعاً لأَنه يُقْطَعُ
أَربع طاقات ثم يُلْوى والقُطَّعُ والقُطَّاعُ اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض
وقُطَّاعُ الطريق الذين يُعارِضون أَبناءَ السبيل فيَقْطَعون بهم السبيلَ ورجل
مُقَطَّعٌ مُجَرَّبٌ وإِنه لحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ وشيء حسن التقْطِيعِ إِذا
كان حسن القَدِّ ويقال فلان قَطِيعُ فلان أَي شَبيهُه في قَدِّه وخَلْقِه وجمعه
أَقْطِعاءُ ومَقْطَعُ الحقِّ ما يُقْطَعُ به الباطل وهو أَيضاً موضع التِقاءِ
الحُكْمِ وقيل هو حيث يُفْصَلُ بين الخُصومِ بنص الحكم قال زهير وإِنَّ الحَقَّ
مَقْطَعُه ثَلاثٌ يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ ويقال الصوْمُ مَقْطَعةٌ للنكاح
والقِطْعُ والقِطْعةُ والقَطِيعُ والقِطَعُ والقِطاعُ طائفة من الليل تكون من
أَوّله إِلى ثلثه وقيل للفزاريِّ ما القِطْعُ من الليل ؟ فقال حُزْمةٌ تَهُورُها
أَي قِطْعةٌ تَحْزُرُها ولا تَدْرِي كمْ هِيَ والقِطْعُ ظلمة آخر الليل ومنه قوله
تعالى فأَسْرِ بأَهلك بقِطْعٍ من الليل قال الأَخفش بسواد من الليل قال الشاعر
افْتَحي الباب فانْظُري في النُّجومِ كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ
وفي التنزيل قِطَعاً من الليل مظلماً وقرئ قِطْعاً والقِطْعُ اسم ما قُطِعَ يقال
قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً واسم ما قُطِعَ فسقط قِطْعٌ قال ثعلب من قرأَ قِطْعاً جعل
المظلم من نعته ومن قرأَ قِطَعاً جعل المظلم قِطَعاً من الليل وهو الذي يقول له البصريون
الحال وفي الحديث إِنَّ بين يَدَيِ الساعة فِتَناً كقِطْعِ الليل المُظْلِمِ
قِطْعُ الليلِ طلئفةٌ منه وقِطْعةٌ وجمع القِطْعةِ قِطَعٌ أَراد فتنة مظلمة
سوْداءَ تعظيماً لشأْنها والمُقَطَّعاتُ من الثيابِ شِبْه الجِبابِ ونحوها من
الخَزِّ وغيره وفي التنزيل قُطِّعَتْ لهم ثيابٌ من نار أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ
وجُعِلَتْ لبَوساً لهم وفي حديث ابن عباس في صفة نخل الجنة قال نخل الجنة سَعَفُها
كِسْوةٌ لأَهل الجنة منها مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم قال ابن الأَثير لم يكن
يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عيب وقال ابن الأَعرابي لا يقال للثياب القِصار
مُقَطَّعاتٌ قال شمر ومما يقوِّي قوله حديث ابن عباس في وصف سَعَفِ الجنة لأَنه لا
يصف ثياب أَهل الجنة بالقَصَرِ لأَنه عيب وقيل المقطَّعات لا واحد لها فلا يقال
لجملة للجُبّةِ القصيرة مُقَطَّعةٌ ولا للقَمِيصِ مُقَطَّعٌ وإِنما يقال الثياب
القصار مُقَطَّعات وللواحد ثوب وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه
وسلم وعليه مُقَطَّعاتٌ له قال ابن الأَثير أَي ثياب قصار لأَنها قُطِعَتْ عن بلوغ
التمام وقيل المُقَطَّع من الثياب كلُّ ما يُفَصَّلُ ويُخاطُ من قميصٍ وجِبابٍ
وسَراوِيلاتٍ وغيرها وما لا يقطع منها كالأَردية والأُزُر والمَطارِفِ والرِّياطِ
التي لم تقطع وإِنما يُتَعَطَّفُ بها مرَّة ويُتَلَفَّعُ بها أُخرى وأَنشد شمر
لرؤبة يصف ثوراً وحشيّاً كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا مُخالِطَ التَّقْلِيصِ
إِذْ تَدَرَّعا
( * وقوله « كأن إلخ » سيأتي في نصع تخال بدل كأن )
قال ابن الأَعرابي يقول كأَنَّ عليه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه يقول تخال أَنه
أُلْبِسَ ثوباً أَبيض مقلصاً عنه لم يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لست على لونه وقول
الراعي فَقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفاتِ وأَحْقِبوا على الأَرْحَبِيّاتِ الحَديدَ
المُقَطَّعا يعني الدروع والحديدُ المُقَطَّعُ هو المتخذ سلاحاً يقال قطعنا الحديد
أَي صنعناه دُروعاً وغيره من السِّلاح وقال أَبو عمرو مُقَطَّعاتُ الثياب
والشِّعرْ قِصارُها والمقطَّعات الثياب القصار والأَبياتُ القِصارُ وكل قصيرٍ
مُقَطَّعٌ ومُتَقَطِّعٌ ومنه حديث ابن عباس وقتُ صلاةِ الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ
الظِّلالُ يعين قَصُرَتْ لأَنها تكون ممتدة في أَول النهار فكلما ارتفعت الشمسُ
تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وقصرت وسميت الأَراجيز مُقَطِّعاتِ لقصرها ويروى أَن جرير
بن الخَطَفى كان بينه وبين رؤبة اختلاف في شيء فقال أَما والله لئن سَهِرْتُ له
ليلة لأَدَعَنَّه وقلَّما تغني عنه مقطَّعاته يعني أَبيات الرجز ويقال للرجُل
القصير إِنه لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ والمِقْطَعُ مثالٌ يُقْطَعُ عليه الأَديم
والثوب وغيره والقاطِعُ كالمِقْطَعِ اسم كالكاهل والغارِبِ وقال أَبو الهيثم إِنما
هو القِطاعُ لا القاطِعُ قال وهو مثل لِحافٍ ومِلْحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ
ومِسْرَدٍ والقِطْعُ ضرب من الثياب المُوَشَّاةِ والجمع قُطوعٌ والمُقَطَّعاتُ
بُرود عليها وشْيٌ مُقَطَّعٌ والقِطْعُ النُّمْرُقةُ أَيضاً والقِطْعُ
الطِّنْفِسةُ تكون تحت الرَّحْلِ على كَتِفَيِ البعير والجمع كالجمع قال الأَعشى
أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ في بُراها تَكَشَّفُ عن مَناكِبها القُطوعُ قال ابن بري
الشعر لعبد الرحمن بن الحكم بن أَبي العاص يمدح معاوية ويقال لِزيادٍ الأَعْجَمِ
وبعده بأَبيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وفي
حديث ابن الزبير والجِنِّيِّ فجاء وهو على القِطع فنَفَضَه وفُسِّرَ القِطْعُ
بالطِّنْفِسةِ تحت الرَّحْلِ على كتفي البعير وقاطَعَه على كذا وكذا من الأَجْرِ
والعَمَلِ ونحوه مُقاطعةً قال الليث ومُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مثل شعَرِ
الأَرانِبِ قال الأَزهري هذا ليس بشيء وأُراه إِنما أَراد ما يقال للأَرْنَبِ
السريعة ويقال للأَرنب السريعة مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ ومقطِّعةُ النِّياطِ
ومقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً في بطن طالبها من شدّةِ العَدْوِ أَو
رِئاتِ من يَعْدُو على أَثرها ليصيدها وهذا كقولهم فيها مُحَشِّئةُ الكِلاب ومن
قال النِّياطُ بُعْدُ المَفازةِ فهي تَقْطَعُه أَيضاً أَي تُجاوِزُه قال يصف
الأَرنب كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ عليكَ خَيْري مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ النِّياطِ
وقال الشاعر مَرَطى مُقَطِّمةٍ سُحُورَ بُغاتِها مِنْ سُوسِها التَّوْتِيرُ مهما تُطْلَبِ
ويقال لها أَيضاً مُقَطِّعةُ القلوب أَنشد ابن الأَعرابي كأَنِّي إِذْ مَنَنْتُ
عليكَ فَضْلي مَنَنْتُ على مُقَطِّعةِ القُلُوبِ أُرَيْنِبِ خُلّةٍ باتَتْ
تَغَشَّى أَبارِقَ كلُّها وَخِمٌ جَدِيب ويقال هذا فرس يُقَطِّعُ الجَرْيَ أَي
يجري ضُرُوباً من الجَرْيِ لِمَرحِه ونشاطِه وقَطَّعَ الجَوادُ الخيلَ تَقْطِيعاً
خَلَّفَها ومضى قال أَبو الخَشْناءِ ونسبه الأَزهري إِلى الجعدي يُقَطِّعُهُنَّ
بِتَقْرِيبه ويَأْوي إِلى حُضُرٍ مُلْهِبِ ويقال جاءت الخيل مُقْطَوْطِعاتٍ أَي
سِراعاً بعضها في إِثر بعض وفلان مُنْقَطِعُ القَرِينِ في الكرم والسّخاء إِذا لم
يكن له مِثْلٌ وكذلك مُنْقَطِعُ العِقالِ في الشرّ والخُبْثِ قال الشماخ رأَيْتُ
عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إِلى الخَيْراتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ أَبو عبيدة في
الشِّياتِ ومن الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ وهي التي ارْتَفَعَ بياضُها من
المَنْخَرَيْنِ حتى تبلغ الغُرَّةُ عينيه دون جَبْهته وقال غيره المُقَطَّعُ من
الحَلْي هو الشيء اليسيرُ منه القليلُ والمُقَطَّعُ من الذَّهَبِ اليسِيرِ
كالحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ وما أَشبهها ومنه الحديث أَنه نَهى
عن لُبْسِ الذهب إِلا مُقَطَّعاً أَراد الشيء اليسير وكره الكثير الذي هو عادة
أَهل السَّرَفِ والخُيَلاء والكِبْر واليسيرُ هو ما لا تجب فيه الزكاة قال ابن
الأَثير ويشبه أَن يكون إِنما كره استعمال الكثير منه لأَن صاحبه ربما بَخِلَ
بإِخراج زكاته فيأْثم بذلك عند منْ أَوْجَب فيه الزكاةَ وقَطَّعَ عليه العذابَ
لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ عليه ضُرُوباً من العذاب والمُقَطَّعاتُ الدِّيارُ
والقَطِيعُ شبيه بالنظير وأَرض قَطِيعةٌ لا يُدْرى أَخُضْرَتُها أَكثر أَم بياضُها
الذي لا نبات به وقيل التي بها نِقاطٌ من الكَلإِ والقُطْعةُ قِطْعةٌ من الأَرض إِذا
كانت مَفْروزةً وحكي عن أَعرابي أَنه قال ورثت من أَبي قُطْعةً قال ابن السكيت ما
كان من شيء قُطِعَ من شيء فإِن كان المقطوعُ قد يَبْقى منه الشيء ويُقْطَعُ قلت
أَعطِني قِطْعةً ومثله الخِرْقةُ وإِذا أَردت أَن تجمع الشيء بأَسره حتى تسمي به
قلت أَعْطِني قُطْعةً وأَما المرة من الفِعْل فبالفتح قَطَعْتُ قَطْعةً وقال
الفراء سمعت بعض العرب يقول غَلَبَني فلان على قُطْعةٍ من الأَرض يريد أَرضاً
مَفْروزةً مثل القِطْعةِ فإِن أَردت بها قِطْعةً من شيء قُطِعَ منه قلت قِطْعةٍ
وكل شيء يُقْطَعُ منه فهو مَقْطَع والمَقْطَعُ موضع القَطْعِ والمَقْطعُ مصدر
كالقَطْعِ وقَطَّعْتُ الخمر بالماء إِذا مَزَجْتَه وقد تَقَطَّعَ فيه الماءُ وقال
ذو الرمة يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِيثِ ابْتِسامُها تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في
نُزَفِ الخَمْر موضوعُ الحديثِ مَحْفُوظُه وهو أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كما
يُخْلَطُ الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ وأَقْقَعَ القومُ
( * قوله « القوم » بهامش الأصل صوابه القرم ) إِذا انْقَطَعَتْ مِياهُ السماء
فرجَعوا إِلى أَعدادِ المياهِ قال أَبو وَجْزةَ تَزُورُ بيَ القومَ الحَوارِيّ
إِنهم مَناهلُ أَعدادٌ إِذا الناسُ أَقْطَعوا وفي الحديث كانت يهودُ قوماً لهم
ثِمارٌ لا تُصِيبها قُطْعةٌ أَي عَطَشٌ بانْقِطاعِ الماءِ عنها ويقال أَصابت
الناسَ قُطْعةٌ أَي ذَهَبَتْ مِياهُ رَكاياهُم ويقال للقوم إِذا جَفَّتْ مِياهُهم
قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ وقد قَطَعَ ماءُ قَلِيبِكُم إِذا ذهَب أَو قلّ ماؤه وقَطَعَ
الماءُ قُطُوعاً وأَقْطَعَ عن ابن الأَعرابي قلَّ وذهب فانْقَطَعَ والاسم
القُطْعةُ يقال أَصابَ الناسَ قُطْعٌ وقُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بئرهم في القيظ
وبئر مِقْطاعٌ يَنْقَطِعُ ماؤها سريعاً ويقال قَطَعْتُ الحوْضَ قَطْعاً إِذا
مَلأْتَه إِلى نصْفِه أَو ثُلثه ثم قَطَعْتُ الماء ومنه قول ابن مقبل يذكر الإِبل
قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه بِشِرْبٍ غشاشٍ وهْوَ ظَمْآنُ
سائِرُهْ أَي باقِيه وأَقْطَعَت السماء بموضع كذا إِذا انْقَطعَ المطر هناك
وأَقْلَعَتْ يقال مَطَرَتِ السماءُ ببلد كذا وأَقْطَعَتْ ببلد كذا وقَطَعَتِ
الطَّيْرُ قَطاعاً وقِطاعاً وقُطوعاً واقْطوطعَت انْحَدَرَت من بلاد البرد إِلى
بلاد الحر والطير تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جاءت من بلد إِلى بلد في وقت حر أَو برد
وهي قَواطِعُ ابن السكيت كان ذلك عند قَطاعِ الطير وقَطاعِ الماءِ وبعضهم يقول
قُطُوعِ الطير وقُطوعِ الماء وقَطاعُ الطير أَن يجيء من بلد إِلى بلد وقَطاعُ
الماء أَن َينْقَطِعَ أَبو زيد قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلينا في الشتاء قُطُوعاً
ورجعت في الصيف رُجُوعاً والطير التي تقيم ببلد شِتاءَها وصَيْفها هي الأَوابدُ
ويقال جاءَت الطير مُقْطَوْطِعاتٍ وقَواطِعَ بمعنى واحد والقُطَيْعاءُ ممدود مثال
الغُبَيْراءِ التمر الشِّهْرِيزُ وقال كراع هو صِنْفٌ من التمر فلم يُحَلِّه قال
باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ وعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ في جُلَلٍ دُسْمِ
وفي حديث وفد عبد القيس تَقْذِفُونَ فيه من القُطَيْعاءِ قال هو نوع من التمر وقيل
هو البُسْرُ قبل أَن يُدْرِكَ ويقال لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دابتي أَي لأَبيعنها
وأَنشد لأَعرابي تزوج امرأَة وساق إِليها مَهْرَها إِبلاً أَقُولُ والعَيْساءُ
تَمْشي والفُصُلْ في جِلّةٍ منها عَرامِيسٌ عُطُلْ قَطَّعَتِ الأَحْراجُ أَعناقَ
الإِبلْ ابن الأَعرابي الأَقْطَعُ الأَصم قال وأَنشدني أَبو المكارم إِنَّ
الأُحَيْمِرَ حين أَرْجُو رِفْدَه عُمُراً لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ قال
الإِصْرانُ جمع إِصْرٍ وهو الخِنَّابةُ وهو شَمُّ الأَنْفِ والخِنَّابَتانِ
مَجْرَيا النفَسِ من المَنْخَرَيْنِ والقُطْعَةُ في طَيِّءٍ كالعَنْعَنة في تَميمٍ
وهو أَن يقول يا أَبا الحَكا يريد يا أَبا الحَكَمِ فيَقْطَعُ كلامه ولبن قاطِعٌ
أَي حامِضٌ وبنو قُطَيْعةَ قبيلة حيٌّ من العرب والنسبة إِليهم قُطَعِيٌّ وبنو
قُطْعةَ بطن أَيضاً قال الأَزهري في آخر هذه الترجمة كلّ ما مر في هذا الباب من
هذه الأَلفاظ فالأَصل واحد والمعاني مُتَقارِبةٌ وإِن اختلفت الأَلفاظ وكلام العرب
يأْخذ بعضه برقاب بعض وهذا دليل على أَنه أَوسع الأَلسنة