الجَرَبُ مُحَرَّكَةً م خِلْطٌ غَلِيظٌ يَحْدُثُ تحتَ الجِلْدِ من مُخَالَطَةِ البَلْغَم المِلْحِ للدَّمِ يكونُ معه بُثُورٌ ورُبَّمَا حَصَلَ معه هُزَالٌ لكَثْرَتِه نقله شيخُنا عن المصباح وأَخْصَرُ من هذا عبارةُ ابنِ سيده : بَثْرٌ يَعْلُو أَبْدَانَ النَّاسِ والإِبلِ وفي الأَساس : وفي المَثَلِ " أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ عِنْدَ العَرَبِ " جَرِبَ كَفَرِحَ يَجْرَبُ جَرَباً فَهُوَ جَرِبٌ وجَرْبَانُ وأَجْرَبُ المعروفُ في هذه الصفاتِ الأَخِيرُ ج جُرْبٌ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ وهو القِياسُ وجَرْبَى كقَتْلَى ذَكَرَهُ الجوهَرِيُّ وابنُ سِيدَه وهو يَحْتَمِلُ كونَه جمْعَ أَجْرَبَ أَو جَرْبَانَ كَسَكْرَان على القِيَاسِ وجِرَابٌ بالكسر يجوزُ أَن يكون جَمْعاً لأَجْرَبَ كأَعْجَفَ وعِجَافٍ كما جَزَم به في المصباح وصرح به أَنه على غيرِ قِياس وزَعَم الجوهَرِيُّ أَنهُ جَمْعُ جُرْبٍ الذي هو جمع أَجْرَبَ فهو عنده جَمْعُ الجَمْعِ وهو أَبْعَدُهَا كذا قاله شيخُنا وأَجَارِبُ ضَارَعُوا به الأَسماءَ كأَجادِلَ وأَنَامِلَ
وأَجْرَبُوا : جَرِبَتْ إبِلُهُمْ وهو أَي الجَرَبُ على ما قال ابنُ الأَعرابيّ : العَيْبُ وقال أيضاً : الجَرَبُ : صَدَأُ السَّيْفِ وهو أَيضاً كالصَّدَا مقصور يَعْلُو باطِنَ الجَفْنِ ورُبَّمَا أَلْبَسَه كُلَّه ورُبما رَكِبَ بَعْضَه كذا في المحكم
والجَرْبَاءُ : السَّمَاءُ سُمِّيَت بذلك لموضع المَجَرَّةِ كأَنَّهَا جَرِبَتْ بالنُّجُوم قاله الجوهَرِيُّ وابنُ فارِسٍ وابنُ سِيده وابن منظور ونقله شيخنا عن الأَوَّلين زَادَ ابنُ سيده : وقال الفَارِسِيُّ : كَمَا قِيلَ لِلْبَحْرِ أَجْرَدُ وكما سَمَّوُا السَّمَاءَ أَيضاً : رَقِيعاً لأَنَّها مَرْقُوعَةٌ بالنجُوم قال أُسَامَةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ :
" أَرَتْهُ مِنَ الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍطِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ أَو الجَرْبَاءُ : النَّاحِيَةُ من السماءِ التي يَدُورُ فيها فَلَكُ الشَّمْسِ والقَمَرِ كذا في المحكم قال : وجِرْبَةُ مَعْرِفَةً : اسْمٌ للسَّمَاءِ أُرَاهُ مِنْ ذلكَ ولم يَتعرَّضْ له شيخُنا كما لم يتعرضْ لمادَّة جذب إلا قليلاً على عادَتِه وقال أَبو الهَيْثَمِ : الجَرْبَاءُ والمَلْسَاءُ : السَّمَاءُ الدُّنْيَا : والجَرْبَاءُ : الأَرْضُ المَحْلَةُ المَقْحُوطَةُ لا شضيْءَ فيها قاله ابن سيده وعن ابن الأَعْرَابيّ : الجَرْبَاءُ : الجَارِيَةُ المَلِيحَةُ : سُمِّيَت جَرْبَاءَ لأَنَّ النِّسَاءَ يَنْفِرْنَ عَنْها لِتَقْبِيحها بِمحَاسِنِهَا مَحَاسِنَهُنَّ وكان لعَقِيلِ بنِ عُلَّفَةَ المُرِّيِّ بنْتٌ يقالُ لَهَا الجَرْبَاءُ وكانت من أَحْسَنِ النِّسَاءِ
والجَرْبَاءُ : ة بجَنْبِ أَذْرُحَ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ والرَّاءِ والحَاءِ المُهْمَلَتَيْنِ قال عياضٌ : كذا للجمهُور ووقع للعذيريّ في رواية مُسْلِم ضبطُهَا بالجِيمِ وهو وَهَمٌ وهُمَا : قَرْيَتَانِ بالشَّأْمِ ثُمَّ إنّ صَرِيحَ كلامِ المُؤَلِّفِ دَالٌّ عَلَى أَنَّهَا ممدودةٌ وهو الثابتُ في الصَّحِيحِ وجَزَمَ غَيْرُهُ بكَوْنِهَا مَقْصُورَةً كذا في المطالع والمشارق وفيهما نسبةُ المَدِّ لِكِتَابِ البُخَارِيِّ قال شيخُنَا : قلت : وقد صَوَّبَ النَّوَوِيُّ في شَرْح مُسْلِمٍ القَصْرَ قالَ : وكذلك ذَكَره الحَازِمِيُّ والجُمْهُور وَغَلِطَ كَفَرِحَ وفي نسخة مُشَدَّداً مَبْنِيًّا لِلْمفْعُولِ مَنْ قَالَ بَيْنَهُمَا ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وهو قولُ ابنِ الأَثِيرِ وقَدْ وَقَعَ في روَايَة مُسْلِمٍ وَنَبَّهَ عليه عِيَاضٌ وغَيْرهُ وقالوا : الصَّوَابُ ثَلاَثَةُ أَمْيَالٍ وإنَّمَا الوَهَمُ مِنْ رُوَاةِ الحَدِيثِ مِنْ إسْقَاطِ زِيَادَةٍ ذَكَرَهَا الإِمَامُ الدَّارَقُطْنِيُّ في كِتَابِهِ وهِي أَي تِلْكَ الزيادةُ مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي أَي مقدارُ مَا بينَ حَافَتَيِ الحَوْضِ كَمَا بيْنَ المدينةِ وبين هذينِ البَلَدَيْنِ المُتَقَارِبَيْنِ جَرْبَاءَ وأَذْرُحَ ومنهم مَنْ صَحَّحَ حذْفَ الوَاوِ العَاطِفَةِ قَبْلَ أَذْرُحَ وقَالَ ياقوتٌ : وحَدَّثَنِي الأَميرُ شضرَفث الدِّينِ يعقوبُ بنَ محمد الهَذَبَانِيّ قال : رأَيْتُ أَذْرُحَ والجَرْبَاءَ غيرَ مَرَّةٍ وبينهما مِيلٌ واحد أَو أَقلُّ لأَنَّ الواقِفَ في هذه يَنْظُرُ هذِهِ واسْتَدْعَى رَجُلاً من تلك الناحِيةِ ونحن بِدِمَشْقَ واسْتَشْهَدَهُ على صِحَّةِ ذلك فشَهِدَ به ثم لَقِيتُ أَنا غيرَ واحدٍ من أَهل تلك النَّاحِيَةِ وسَأَلْتُهُمْ عن ذلكَ فكُلٌّ قالَ مثلَ قَوْلِه وفُتِحَتْ أَذْرُحُ والجَرْبَاءُ في حَيَاةِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم سَنَةَ تِسْعٍ صُولِحَ أَهْلُ أَذْرُحَ على مِائَةِ دِينَارٍ جِزْيَةً
والجَرِيبُ مِنَ الأَرْضِ والطَّعَامِ مِقْدَارٌ مَعْلُومُ الذِّرَاعِ والمِسَاحَةِ وهو عَشَرَةُ أَقْفِزَةٍ لكُلِّ قَفِيزٍ منها عَشَرَةُ أَعْشِرَاءَ فالعَشِيرُ : جُزْءٌ من مائة جُزْءٍ من الجَرِيبِ ويقال : أَقْطَعَ الوَالِيِ فُلاناً جَرِيباً منَ الأَرْضِ أَي مَبْرَزَ جَرِيبٍ وهو مَكِيلةٌ معروفَةٌ وكذلك أَعْطَاهُ صَاعاً من حَرَّةِ الوَادِي أَي مَبْرَزَ صَاعٍ وأَعطاهُ قَفِيزاً أَي مَبْرزَ قَفِيزٍ ويقال : الجَرِيبُ مِكْيالٌ قَدْرُ أَرْبَعَةِ أَقْفِزَةٍ قاله ابنُ سيده قال شيخُنَا : وقال بَعْضُهُم : إنَّهُ يَخْتَلِف باختلافِ البُلْدَانِ كالرَّطْلِ والمُدِّ والذِّرَاعِ ونحوِ ذلك ج أَجْرِبَةٌ وجُرْبَانٌ كرَغِيفٍ ورُغْفَانٍ وأَرْغِفَة كِلاَهُمَا مَقِيسٌ في هذا الوَزْنِ وزَعَمَ بَعْضٌ أَنَّ الأَوَّلَ مسموعٌ لا يقاسُ والثاني هو المَقِيسُ وزَادَ العَلاَّمَة السُهَيْلِيُّ في الروض جَمْعاً ثالثاً وهو جُرُوبٌ على فُعُول قاله شيخُنَا وقِيلَ : الجَرِيبُ : المَزْرَعَةُ وقال شيخنا : هو إطْلاَقٌ في مَحَلِّ التَّقْيِيدِ ونقل عن قُدَامَةَ الكاتِبِ أَنَّهُ ثَلاَثَةُ آلافٍ وسِتُّمِائَةِ ذِرَاعٍ وقد تَقدّم آنِفاً ما يَتعلّق بذلك والجَرِيبُ : الوَادِي مطلقاً وجَمْعُه أَجْرِبَةٌ عن الليث والجَرِيبُ أَيضاً وَادٍ مَعْرُوفٌ في بلادِ قيسٍ وحَرَّةُ النَّارِ بحِذَائِهِ قال :
" حَلَّتْ سُلَيْمَى جَانِبَ الجَرِيبِ
" بِأَجَلَى مَحَلَّةَ الغَرِيبِ
" مَحَلَّ لا دَانٍ ولا قَرِيبِ والجَرِيبُ : قَرِيبٌ من الثُّعْلِ وسيأْتي بيَانُه في أَجَلَى وفي أَخْرَاب إن شاءَ الله تعالى وقال الراعي :
أَلَمْ يَأْتِ حَيًّا بالجَرِيبِ مَحَلُّنا ... وحَيًّا بأَعْلَى غَمْرَةٍ بالأَبَاتِرِ وبَطْنُ الجَرِيبِ : مَنَازِلُ بَنِي وَائِلٍ : بكْرٍ وتَغْلبَ
والجِرْبَةُ بالكَسْرِ كالجَرِيبِ : المَزْرَعَةُ ومنه سُمِّيَتِ الجِرْبَةُ المَزْرَعَةُ المعروفةُ بوادي زَبِيد وأَنشد في المحكم لِبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِمٍ :
تَحَدُّرَ مَاءِ البِئرِ عن جُرَشِيَّةٍ ... عَلَى جِرْبَةٍ تَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُهَاالدَّبْرَةُ : الكَرْدَةُ من المَزْرَعَةِ والجَمْعُ الدِّبَارُ والجِرْبَةُ : القَرَاحُ مِنَ الأَرْضِ قال أَبو حنيفة : واستعارها امرؤ القيس للنخل فقال :
" كَجِرْبَةِ نَخلٍ أَو كَجَنّةِ يَثْرِبِ أَو الجِرْبَة هي الأَرْض المُصْلَحَةُ لزرْعٍ أَو غَرْسٍ حكاها أَبو حنيفةَ ولم يَذكر الاستعارة كذا في المحكم قال : والجَمْعُ : جِرْبٌ كسِدْرَة وسِدءرٍ وتِبْنَةٍ وتِبْن وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : الجِرْبُ القَرَاحُ وجَمْعُهُ جِرَبَةٌ وعن الليث : الجِرْبَةُ : البُقْعَةُ الحَسَنَةُ النَّبَاتِ وجمعُهَا جِرَبٌ قال الشاعر :
وَمَا شَاكِرٌ إلاَّ عَصَافِيرُ جِرْبَةٍ ... يَقُومُ إلَيْهَا قَارِحٌ فَيُطِيرُهَا والذي في المحكم شارح بَدَلَ قَارح يجوزُ أَنْ يكونَ الجِرْبَةُ ها هنا أَحَدَ هذه الأَشياءِ المذكورة كذا في لسان العرب والجِرْبَةُ : جِلْدَةٌ أَوْ بارِيَّةٌ تُوضَعُ على شَفِيرِ البِئرِ لِئلاَّ يَنْتَثِرَ بالثاء المثلثة - وفي نسخة بالشين المعجمة - كذا نَصّ ابن سِيده في المحكم المَاءُ في البِئرِ أَو هي جِلْدَةٌ تُوضَعُ في الجَدْوَلِ لِيَتَحَدَّرَ عَلَيْهَا المَاءُ وعبارة المحكمك يتحدر عليه الماء
وجَرْبَةُ بِلاَ لاَمٍ كَمَا ضَبَطَهَا ابنُ الأَثيرِ بالفَتْحِ : ة بالمَغْرِبِ كذا قاله ابنُ منظور أَيضاً وقال شيخُنَا : هَذِهِ القَرْيَةُ بَلْدَةٌ عَظِيمَةٌ بإفْرِيقِيَّةَ في جزيرة البَحْرِ الكَبِيرِ ليست من أَرْضِ المَغْرب المنسوبة إليها وأَهلُ المَغْربِ يَعُدُّونها من بلاد الشَّرْق وليست منها بل هي جزيرة في وسط البَحْرِ في أَثْنَاءِ بحرِ إفريقِيّةَ
قلت : وقد ذكر ابنُ مَنْظُور أَنه جاءَ ذِكرُهَا في تَرْجَمَةِ رُوَيْفِعِ بنِ ثابتٍ في الاسْتِيعَابِ وغيره . وَرُوَيْفِعُ ابنُ ثابِتٍ هذا جَدُّ ابنِ مَنْظُور وقد سَاقَ نَسَبَه إليه
والجِرَابُ بالكَسْرِ وَلاَ يُفْتَحُ أَو الفَتْحُ لُغَيَّةٌ إشَارَة إلى الضَّعْفِ فيما حَكَاه القَاضي عِيَاضُ بنُ موسى اليَحْصَبِيّ في المشارق عن القَزَّازِ وغيرِه كابن السكِّيت ونسبَه الجوهريّ وابنُ منظور للعامَّةِ : المِزْوَدُ أَوِ الوِعَاءُ معروف فهو أَعَمُّ من المِزْوَدِ وقيل : هو وِعَاءٌ من إهابِ الشَّاءِ لاَ يُوعَى فيه إلاَّ يَابِسٌ وقد يُسْتَعْمَلُ في قِرَابِ السَّيْفِ مَجَازاً كما أَشار له شيخُنَا ج جُرُبٌ ككِتاب وكُتُبٍ على القياس وجُرْبٌ بضَمّ فسكُونٍ مُخَفَّف من الأَول ذكره ابنُ منظور في لسان العرب وغيرُه فانظره مع قول شيخنا : الأَوْلَى عَدَمُ ذكره إلى أَن قال : ولذا لم يذكره أَئمّة اللغة ولا عَرَّجُوا عليه وأَجْرِبَةٌ قال الفَيُّومِيُّ : إنَّه مَسْمُوعٌ فيه وحكاه الجوهريّ وغيرُه
والجِرَابُ : وِعَاءُ الخُصْيَتَيْنِ والجِرَابُ مِنَ البِئْرِ : اتّسَاعُهَا وفي المحكم وقِيلَ : جِرَابُهَا : مَا بَيْنَ جَالَيْهَا وحَوَالَيْهَا مِنْ أَعْلاَهَا إلى أَسْفَلِهَا وفي الصحاح : جَوْفُهَا من أَعلاهَا إلى أَسْفَلِهَا ويقال : اطْوِ جِرَابَهَا بالحِجَارَةِ . وعن الليث : جوفُها من أَوَّلِهَا إلى آخِرِها والجِرَابُك لَقَبُ يَعْقُوبَ بنِ إبراهِيمَ البَزَّازش البَغْدَادِيِّ المحَدِّثِ عن الحسنِ بن عَرَفَةَ وولدُه إسماعيلُ ابن يعقوبَ حدَّثَ عن أَبي جعفرٍ محمدِ بن غالبٍ تَمْتَامٍ والكُدَيْميّ مات سنة 345
وأَبُو جِرَابٍ كُنْيَةُ عَبْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ القُرَشِيِّ عن عَطَاءٍ
والجُرَابُ بالضَّمِّ كغُرَابٍ : السَّفِينَةُ الفَارِغَةُ من الشَّحْنِ
وجُرَابٌ بِلاَ لاَمٍ : مَاءٌ بِمَكَّةَ مِثْلُهُ في الصحاح والروض للسُّهَيْلِيِّ وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : جاءَ ذكرُه في الحَدِيثِ وهي بِئْرٌ قَدِيمةٌ كَانَت بمَكَّةَ
والجَرَبَّةُ مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً : جَمَاعَةُ الحُمُرِ أَو هي الغِلاَظُ الشِّدَادُ منها أَي الحُمُرِ وقد يقالُ : للأَقْوِيَاء منا إذا كَانُوا جَمَاعَةً مُتَسَاوِينَ : جَرَبَّةٌ قال :
" جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبكِّ
" لاَ ضَرَعٌ فينَا وَلاَ مُذَكِّي كذَا في المحكم يَقُولُ : نَحْنُ جَمَاعَةٌ مُتَسَاوُونَ وليس فينا صَغِيرٌ وَلاَ مُسِنٌّ
والأَبَكُّ : مَوْضِعٌوالجَرَبَّةُ أَيضاً بمعنى الكَثِيرِ كالجَرَنْبَةِ قال شيخُنا : صَرَّحَ أَبو حَيَّانَ وابنُ عُصفورٍ وغيرُهما بأَن النُّون زائدة كما هو ظاهرُ صنِيعِ المؤلِّفِ انتهى ويُوجَد هنا في بعض النسخ : كالجَرْبَةِ بِفَتْحٍ وسُكُونٍ وهو خطأٌ وفي المحكم : يقال عليه عِيَالٌ جَرَبَّةٌ مثَّلَ به سيبويهِ وفَسَّرَه السِّيرافِيُّ وإنما قالوا : جَرَنْبَة كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ والجَرَبَّةُ : جَبَلٌ لِبَنِي عامرٍ أَوْ هُوَ بضَمَّتَيْنِ كالحُزُقَّةِ وهكذا ضَبَطه الصاغانيّ وقال ابن بُزُرْجَ : الجَرَبَّة : الصُّلامَة من الرِّجَال الذينَ لا سَعْيَ لهم وهم مع أُمِّهِم قال الطِّرِمَّاحُ :
وحَيٍّ كَرِيمٍ قَدْ هَنَأَنَا جَرَبَّةٍ ... ومَرَّتْ بهِمْ نَعْمَاؤُنَا بالأَيَامِنِ ويُقَالُ : الجَرَبَّةُ : العِيَالُ يَأْكُلُونَ أَكْلاً شَدِيداً وَلاَ يَنْفَعُونَ كذا في المحكم
وعن أَبي عمرو : الجَرَبُّ بغير هَاءٍ هو القَصيرُ من الرِجَالِ الخَبُّ اللَّئيمُ الخَبِيثُ وقال عَبَايَةُ السُّلَمِيُّ :
" إنَّكَ قَدْ زَوَّجْتَهَا جَرَبَّا
" تَحْسَبُهُ وهْوَ مُخَنْذٍ ضَبَّا
" لَيْسَ بِشَافِي أُمِّ عمرٍو شَطْبَا والجِرِبَّانَةُ كَعِفِتَّانَةٍ ومَثَّلَهُ في اللسان بِجِلِبَّانَةٍ ويقال : امْرَأَةٌ جِرِبَّانَةٌ وهي الصَّخَّابَةُ البَذِيئَةُ السَّيِّئةُ الخُلُقِ حَكَاهُ يعقوبُ قالَه ابنُ سيده قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِيُّ :
" جِرِبَّانَةٌ وَرْهَاءُ تَخْصِي حِمَارَهَابِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إلَيْهَا الجَلاَمِدُ ومنهم مَنْ يَرْوِي : تُخْطِي خِمَارَهَا والأَوَّلُ أَصَحّ ويُرْوَى " جِلِبَّانَةٌ وليْسَت راءُ جِرِبَّانَةٍ بدلاً من لامش جِلِبَّانَةٍ إنّما هي لُغَةٌ وهي مذكُورَةٌ في موضِعِهَا وقيل : الجِرِبَّانَةُ : الضَّخْمَةُ
والجِرْبِيَاءُ بالكَسْرِ والمَدِّ ككِيمِيَاءَ قيلَ : هي من الرِّيَاح الشَّمْأَلُ كذا في الكامل والكِفَايَة وهو قولُ الأَصمعيّ ونَقَله الصاغانيُّ : وقال الليث : الجِرْبِيَاءُ شَمْأَلٌ بَارِدَةٌ أَو جِرْبِيَاؤُهَا بَرْدُهَا نقله الليثُ عن أَبي الدُّقَيْشِ فَهَمَزَ أَو هي الرِّيحُ التي تَهُبُّ بينَ الجَنُوبِ والصَّبَا كالأَزْيَبِ وقيل هي النَّكْبَاءُ التي تَجْرِي بين الشَّمَالِ والدَّبُورِ وهي رِيحٌ تَقْشَعُ السَّحَابَ قال ابنُ أَحْمَرَ :
بِهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزَامَى ... تَهَادَى الجِرْبِيَاءُ به الحَنِينَاقاله الجوهريّ وفي لسان العرب ورَمَاهُ بالجَرِيبِ أَي الحَصَى الذي فيه التُّرَابُ قال وأُراه مُشْتَقًّا منَ الجِرْبِيَاءِ وقِيلَ لاْبنَةِ الخُسِّ : مَا أَشَدُّ البَرْدِ ؟ فَقَالَتْ شَمْأَلٌ جِرْبِيَاءُ تَحْتَ غبِّ سَمَاءٍ . والجِرْبِيَاءُ أَيضاً : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ واسمٌ للأَرْضِ السابعةِ كما أنّ العِرْبِيَاءَ اسمٌ للسماء السابعة وِجُرُبَّانُ القَمِيص بالكَسْرِ والضَّمِّ أَي في أَوَّلهِ مع سُكُونِ الراء كما هو المُتَبَادِرُ من عبارتهن ومِثلُه في الناموس قال شيخنا : والمشهور فيه تشديدُ الباءِ وضبطُ الرَّاء تابعٌ للجيم إن ضُمَّ ضُمَّت وإن كُسِرَ كُسِرَت والذي في لسان العرب : وجِرِبّان الدِّرْعِ والقميصِ أَي كسحبان : جَيْبُه وقد يقال بالضمّ وبالفارسية كَرِيبَان وجُرُبَّانُ القَمِيصِ بالضم أَي مع تشديد الراءِ : لَبِنَتُهُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ وفي حديث قُرَّةَ المُزَنِيِّ : " أَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَدْخَلْتُ يَدي في جُرُبَّانِهِ " بالضم أي مشدَّداً هو جَيْبُ القَمِيصِ والأَلفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ وفي المجمل : الجِرِبَّانُ بكسر الجِيم والرَّاءِ وتشديدِ البَاءِ للقميصِ قال شيخُنَا : والذِي في أُصولٍ صحيحةٍ من القَامُوس : جرباء ممدوداً في الأَول وبالنون بعد الأَلف في الثاني ثم قال بعدما نَقَلَ من الصحاح والمجملِ : إنَّ المَدَّ تصحيفٌ ظاهرٌ فلم أجد في النُّسخ مع كثرتها وتعدُّدِهَا عندي لا في نسخة صحيحةٍ ولا سقيمة فضلاً عن الأُصول الصحيحة وأَظن - والله أعلمُ - هذا من عِنْدِيَّاتِه أَو سهوٌ من ناسخِ نُسخته وأَنت خبير بأَن هذا وأمثال ذلك لا يُؤَاخذ به المؤلفُ ثم قال : وأَغْرَبُ منه قولُ الخَفَاجِيّ في العِنَايَةِ : جَرِبَّانُ القَمِيصُ أَي طَوْقُه بفتح الجيم وكَسْرِ الراءِ وشَدِّ الباءِ فإنه إنْ صَحَّ فَقَدْ أَغفَلَه أَربابُ التأْليفِ وإلا فهو سَبْقُ قَلَم صوابُه بكسر الجيم إلخ
قلت : القِيَاسُ مع الخَفَاجِيِّ فإنه هكذا هو مضبوط بالفَارسيّة على الأَفصح كَرِبيان بفتح الأَول وكسر الثاني فلما عُرِّبَ بَقي مَضبوطاً على حالِه ثم رأَيْتُ في المحكم مثلَ ما ذكرنا والحمد لله على ذلك
وجُرْبَانُ السَّيْفِ كعُثْمَان وجُرُبَّانُه مضموماً مُشَدَّداً : حَدُّه أَو شيءٌ مَخْرُوزٌ يُجْعَلُ فيه السَّيْفُ وغِمْدُه وحَمَائِلُه وعلى الأَوّلِ أنشد للراعي :
وعَلَى الشَّمَائِلِ أَنْ يُهَاجَ بِنَا ... جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ عَضْبِ وقال الفرّاءُ : الجُرُبَّانُ أَي مضموماً مُشدداً : قِرَابُ السَّيفِ الضَّخْمُ يكون فيه أَداةُ الرَّجُلِ وسَوْطُه وما يَحْتَاج إليه وفي الحديث : " والسَّيْفُ في جُرُبَّانِهِ " أَي غِمْدِه كذا في لسان العرب
وجَرَّبَهُ تَجْرِيباً على القياس وتَجْرِبَةً غيرَ مَقِيسٍ : اخْتَبَرَه وفي المحكم : التَّجْرِبَةُ منَ المَصَادِرِ المَجْمُوعَةِ ويجمع على التَّجَارِب والتجارِيب قال النابغة :
" إلَى اليَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ وقال الأعشى :
كَمْ جَرَّبُوهُ فَما زَادَتْ تَجَارِبُهُم ... أَبَا قُدامَةَ إلاَّ المَجْدَ والفَنَعَا فإنه مَصدرٌ مجموع مُعْمَلٌ في المفعول به وهو غَريبٌ كذا في المحكم وقد أَطالَ في شرح هذا البيت فَرَاجِعْهويقال : رَجُلٌ مُجَرَّبٌ كمعَظَّم : قَدْ بُلِيَ كعُنِيَ ما عِنْدَه أَي بَلاَهُ غيرُهُ ومُجَرِّبٌ على صِيغَة الفاعِل كمُحَدِّثٍ : قد عَرَفَ الأُمورَ وجَرَّبَهَا فهو بالفَتْحِ مُضَرَّسٌ قد جرَّبَتهُ الأَمورُ وأَحْكَمَتهُ وبالكَسر فاعل إلا أَن العَرَبَ تَكلَّمت به بالفَتْح وفي التهذيب : المُجَرَّبُ : الذي قد جُرِّب في الأُمُورِ وعُرِفَ ما عِنْدَه قال أَبو زيد : مِنْ أَمْثَالِهِمْ " أَنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ " قالَتْهُ امْرَأَةٌ لرجلٍ سَأَلَهَا بَعْدَ ما قَعَدَ بيْنَ رِجْلَيْهَا : أَعْذَرَاءُ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌ قالت له : " أَنْتَ عَلَى المُجَرَّب " يقال عندَ جَوَابِ السَّائِلِ عَمَّا أَشْفَى عَلَى عِلْمِه وفي الأَسَاس وفي المَثَلِ " لاَ إلهَ لِمُجْربٍ " قالوا كأَنَّهُ بَرِىءَ مِنْ إلهِه لكَثْرَةِ حَلِفِه به كاذِباً أَنه لا هِنَاءَ عندَه إذَا طُلِبَ إليه وَدَرَاهِمُ مُجَرَّبَةٌ أَيْ مَوْزُونَةٌ عن كُرَاع وقالت عجوزٌ في رَجُلٍ كان بينها وبينه خُصُومةٌ فبلغها مَوْتُه :
سَأَجْعَلُ لِلْموْتِ الذي الْتَفَّ رُوحَهُ ... وأَصْبَحَ في لَحْدٍ بِجُدَّةَ ثَاوِيَا
ثَلاثِينَ دِينَاراً وسِتِّينَ دِرْهَماً ... مُجَرَّبَةً نَقْداً ثِقَالاً صَوافِيا ووقال العَبَّاسُ بن مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ :
إنِّي إخَالُ رَسُولَ اللهِ صَبَّحَكُمْ ... جَيْشاً له في فَضاءِ الأَرْضِ
" أَرْكَانُ فِيهِمْ أَخُوكُمْ سُلَيْمٌ لَيْسَ تَارِكَكُمْوالمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللهِ غَسَّانُ
وَفِي عِضَادَتِه اليُمْنى بَنو أَسَد ... والأَجْرَبَانِ : بَنُو عَبْسٍ وذُبْيَانُ فالصَّوابُ على هذا رَفْع ذُبيانَ معطوفٌ على قوله بَنُو عَبْسٍ كذا قاله ابنُ بَرِّيّ وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : تَأَلَّبَ عَلَيْهِ الأَجْرَبَانِ وهُمَا عَبْسٌ وذُبْيَانُ
والأَجَارِبُ : حَيٌّ من بَنِي سَعْدِ بن بَكْرٍ من قَيْسِ عَيْلاَنَ
وجُرَيْبٌ كزبير : وادٍ باليَمَنِ و : ة بِهَجَرَ وجُرَيْبُ بنُ سَعْدٍ نَسَبُهُ في هُذَيْلٍ وهو أَبُو قَبِيلَةٍ والنِّسبةُ إليه جُرَبِيٌّ كقُرَشِيٍّ على غير قِياسٍ منهم عبدُ مَنَافِ بنُ رِبْعٍ بالكسر شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وجُرَيْبٌ أَيضاً جَدُّ جَدِّ مُحَمَّدِ بنِ إسْمَاعِيلَ بنِ إبراهِيمَ بنِ إسماعِيلَ الزَّاهِدِ الكِلاَبِيِّ البَلْخِيّ حَجَّ بَعْدَ العِشْرِينَ وأَربعمائةٍ وحَدَّثَ
وجُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَم شَاعِرٌ من شُعَرَائِهِم وجُرَيْبَةُ شاعِرٌ آخَرُ مِنْ بَنِي الهُجَيْمِ ومِنْ قَوْلِهِ :
وعَلَيَّ سَابِغَةٌ كَأَنَّ قَتِيرَهَا ... حَدَقُ الأَسَاوِدِ لَوْنُهَا كالمِجْوَلِ وأَبُو الجَرْبَاءِ : عاصِمُ بنُ دُلَفَ وهو الذي يقولُ :
" أَنَا أَبُو الجَرْبَاءِ واسْمِي عَاصِمُ
" الْيَوْمَ قَتْلٌ وغَداً مَآثِمُ وهو صَاحِبُ خِطَامِ جَمَلِ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ رضي الله عنها يَوْمَ الجَمَلِ
وجَرِب كَفَرِحَ : هَلَكَتْ أَرْضُهُ وجَرِبَ زَيدٌ أَي جَرِبَتْ إبلُه وسَلِمَ هُوَ وقولُهُم في الدُّعَاءِ على الإِنْسَانِ : مَالَهُ جَرِبَ وحَرِبَ يَجُوزُ أَنْ يكونُوا دَعَوْا عليه بالجَرَبِ وأَن يكونُوا أَرَادُوا أَجْرَبَ أَيْ جَرِبَتْ إبلُه فحذَفُوا الإِبلَ وأَقَامُوهُ مُقَامَها كذا في لسان العربِ
والمُجَرَّبُ كمُعَظَّمٍ من أَسْمَاءِ الأَسَدِ ذَكَرَه الصاغانيّوالجَوْرَبُ كجَعْفَرٍ : لِفَافَةُ الرِّجْلِ مُعَرَّبٌ وهو بالفَارِسِيَّة كَوْرَب وأَصْلُه كوربا مَعْنَاهُ : قَبْرُ الرِّجْل قَالَهُ ابن اياز عن كِتَابِ المُطَارَحَةِ كما نقله شيخنا عن شفاءِ الغليل للخفاجيّ ومثله لابن سيده وقال أَبو بكرِ بنُ العَرَبِيِّ : الجَوْرَبُ : غِشَاءِانِ لِلْقَدَمِ مِنْ صُوفٍ يُتَّخَذُ للدِّفْءِ وكذا في المِصْبَاحِ ج جَوَارِبَةٌ زادُوا الهاءَ لمكان العُجْمَةِ ونظيرُه من العرَبِيَّةِ : القَشَاعِمَةُ وقد قالوا جَوَارِبُ كما قالُوا في جمِيعِ الكَيْلَجِ كَيَالِجُ ونظيرُه من العربية الكواكِبُ وفي الأَسَاس : وهُوَ أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الجوْرَبِ وجَاءُوا في أَيْدِيهِم جُرْبٌ وفي أَرْجُلِهِم جَوَارِبُ ولهم موارِقة وجَوَارِبةٌ واستعملَ ابنُ السكِّيت منه فِعْلاً فقال يَصِفُ مُتَقَنِّصَ الظِّبَاءِ : قد تَجَوْرَبَ جَوْرَبَيْنِ : لَبسَهُمَا وتَجَوْرَبَ : لَبِسَهُ وجَوْرَبْتُه فَتَجَوْرَبَ أَيْ أَلْبَسْتُهُ إيَّاهُ فَلَبسَهُ
وعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ من شيوخ المَحَامِلِيّ وابنُ أَخِيهِ أَحمدُ بن مُحَمَّدِ بنِ أَحمدَ من شيوخ الطَّبرَانِيِّ ومحمَّدُ بنُ خَلَفٍ شيخٌ للمَحَامِلِيّ أَيضاً الجَوَارِبِيُّونَ نِسبةٌ إلى عَمَلِ الجَوَارِبِ مُحَدِّثُونَ وكذا أَبو بكرٍ محمدُ بنُ صالحِ بنِ خَلَفِ بنِ دَاوودَ الجَوَارِبِيُّ بَغْدادِيّ صَدُوقٌ رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي تُوُفِّيَ سنة 321
واجْرَأَبَّ مثلُ اشْرَأَبَّ وَزْناً ومَعْنًى
والاجْرِنْبَاءُ : النَّوْمُ بِلاَ وِسَادَةٍ إلى هُنَا تَمَّتِ المادةُ كذا في بعض الأُصولِ ويوجدُ في بعض النسخِ زيادةٌ وهي مأْخوذةٌ من كلامِ ابن بَرِّيّ وإنْشَادُ - وفي نسخة وأَنْشَدَ نقله شيخُنَا - الجَوْهَرِيِّ بَيْتَ سُوَيْدِ بنِ الصَّلْتِ وقيلَ هو لِعُمَيْر وفي نسختِنا عَمْرِو بن الحُبَابِ قال ابن بَرّيّ : وهو الأَصَحُّ وفي نسخة : الخَبَّابِ بالخَاءِ المعجمةِ كشَدَّادٍ :
" وفِينَا وإنْ قِيلَ اصْطَلَحْنَا تَضَاغُنٌ كَمَاطَرَّ أَوْبَارُ الجِرَابِ عَلَى النَّشْرِ وتَفْسِيرُه أَيِ الجَوْهَرِيِّ أَنَّ جِرَاباً جَمْعُ جُرْبِ كرُمْح ورِمَاحٍ وتَبِعَه الصَّفَدِيُّ وهو سَهْوٌ منه وإنما جِرَابٌ جَمْعُ جَرِبٍ كَكَتِفٍ قال شيخُنَا : فُعْلٌ بِالضَّمِّ جُمِعَتْ منه أَلْفَاظ على فِعَالٍ كرُمْحٍ ورِمَاحٍ ودُهْن ودِهَانٍ بَلْ عَدَّهُ ابنُ هِشَامٍ وابنُ مَالِكٍ وأَبُو حَيَّانَ مِنَ المَقِيسِ فيه بخِلاَفِ فَعِلٍ كَكَتِفٍ فإنَّه لم يَقُلْ أَحَدٌ من النُّحَاة ولا أَهلِ العربية إنه يُجْمَع على فِعَالٍ بالكسر يَقُولُ الشاعرُ في مَعْنَى البَيْتِ ظَاهِرُنَا عِنْد الصُّلْحِ حَسَنٌ وقُلُوبُنَا مُتَضَاغِنَةٌ كما تَنْبُتُ وفي نسخة حَلِّ الشَّوَاهِدِ نَبَتَتْ أَوْبَارُ الإِبِلِ الجَرْبَى عَلَى النَّشْرِ وتَحْتَهُ : دَاءٌ فِي أَجْوَافِهَا وعَلَى تَعْلِيلِيَّةٌ لاَ لِلاسْتِعْلاءِ وهُوَ أَيِ النَّشْرُ نَبْتٌ يَخْضَرُّ بَعْدَ يُبْسِهِ في دُبُرِ الصَّيْفِ أَي عَقِبِه وذلكَ لِمَطَرٍ يُصِيبُه وهو مُؤْذٍ لِرَاعِيَتِهِ إذا رَعَتْهُ
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الأَجْرَبُ : موْضِعٌ يُذْكَرُ مَعَ الأَشْعَرِ من مَنَازِلِ جُهَيْنَةَ بناحِيَة المَدينَةِ
وأَجْرُبٌ كأَفْلُسٍ : موضِعٌ آخَرُ بنَجْدٍ قالَ أَوْسُ بنُ قَتَادَةَ بنِ عمرِو بن الأَخْوَصِ :
أَفْدِي ابْنَ فَاخِتَةَ المُقِيمَ بِأَجْربٍ ... بَعْدَ الطِّعَانِ وكَثْرَةِ الأَزْجَالِ
خَفِيَتْ مَنِيَّتُهُ ولَوْ ظَهَرَتْ لَهُ ... لَوَجَدْتَ صَاحِبَ جُرْأَةٍ وقِتَالِ نَقَلَه ياقوت
والجَرَبُ مُحَرَّكَةً : قَرْيةٌ بأَسفَلِ حَضْرَمَوْتَ
والجُرُوبُ : اسْمٌ لِلْحِجَارَةِ السُّودِ نقله أَبُو بَحْر عن أَبِي الوَلِيدِ الوَقْشِيِّ والجِرِنْبَانَةُ بالكَسْرِ : السَّيِّئةُ الخُلُقِ نَقَلَه الصاغانيُّ
ويُقَالُ : أَعْطِني جُرْبَانَ دِرْهَمٍ بالضَّمِّ أَيْ وَزْنَ دِرْهَم
ومحمدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ الجَرِبِ ككتِفٍ : مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ رَوَى عنه ابنُ أَبِي داوُودَوأَبُو بَكْرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ الجِرَابِيُّ بالكسر عن أَبِي رَشِيدٍ الغَزَّال وعنه ابن النَّجَّاريّ
وكَمْرحَلَةٍ : مَجْرَبَةُ بنُ كِنَانَةَ بن خُزَيْمَةَ
ومَجْرَبَةُ بنُ رَبِيعَةَ التَّمِيمِيُّ مِنْ وَلَدِه : المُسَيَّبُ بنُ شَرِيك ونَصْرُ بنُ حَرْبِ بنِ مَجْربَةُ
رَجَعَ بنَفْسِه يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً كمَنزِلٍ ومَرْجِعَةً كمَنزِلَة . ومنه قَوْله تَعالى : " ثمّ إلى ربِّكُم مَرْجِعُكُم " شاذَّان ؛ لأنّ المصادرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ أي بفتحِ العَينِ في الماضي وكَسرِهما في المضارعِ إنّما تكونُ بالفَتْح كما في الصحاح وفي اللِّسان : قَوْله تَعالى : " إلى ...
رَجَعَ بنَفْسِه يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً كمَنزِلٍ ومَرْجِعَةً كمَنزِلَة . ومنه قَوْله تَعالى : " ثمّ إلى ربِّكُم مَرْجِعُكُم " شاذَّان ؛ لأنّ المصادرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ أي بفتحِ العَينِ في الماضي وكَسرِهما في المضارعِ إنّما تكونُ بالفَتْح كما في الصحاح وفي اللِّسان : قَوْله تَعالى : " إلى الله مَرْجِعُكُم جَميعاً " أي رُجوعُكم حكاه سيبويه فيما جاءَ من المصادرِ التي من فَعَلَ يَفْعِلُ على مَفْعِل بالكَسْر ولا يجوزُ أن يكون هنا اسمُ المكان ؛ لأنّه قد تعَدَّى بإلى وانتصبَ عنه الحالُ واسمُ المكانِ لا يَتَعَدَّى بحرفٍ ولا يَنْتَصِبُ عنه الحال . إلاّ أنّ جُملةَ البابِ في فَعَلَ يَفْعِلُ أن يكونَ المصدرُ على مَفْعَل بفتحِ العَين ورُجْعى ورُجْعاناً بضمِّهِما : انْصرفَ وفي التنزيل : " إنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعى " أي الرُّجوع . رَجَعَ الشيءَ عن الشيءِ ورَجَعَ إليه وهذه عن ابنِ جِنِّي رَجْعَاً ومَرْجِعاً كَمَقْعَدٍ ومَنزِلٍ : صَرَفَه ورَدَّه كَأَرْجعَه وهذه لغةُ هُذَيْلٍ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيّ قال شَيْخُنا : وهي ضعيفةٌ رديئةٌ كما صرَّحَ به غيرُ واحدٍ فلا اعتِدادَ بإطلاقِ المُصَنِّف إيّاها كالمَشهور . قلت : أمّا كَوْنُها لغةَ هُذَيْل فقد صرَّحَ به غيرُ واحدٍ وأمّا كَوْنُها ضعيفةً رديئةً فلم أرَ أحداً من الأئمَّةِ صرَّحَ بذلك كيف وقد حكى أبو زَيْدٍ عن الضَّبِّيِّينَ أنهم قرأوا " أَفَلا يَرَوْنَ أنْ لا يُرْجِعُ إليهم قَوْلاً " وقولُه عزَّ وجَلَّ : " قالَ رَبِّ أَرْجِعون " . وقال الراغبُ في المفردات : الرُّجوع : العَودُ إلى ما كان منه البَدءُ أو تقديرُ البَدءِ مكاناً أو فِعلاً أو قَولاً وبذاتِه كان رُجوعُه أو بجُزءٍ من أجزائِه أو بفِعلٍ من أَفْعَاله فالرُّجوع : العَود والرَّجْع : الإعادة . قلتُ : أيّ رَجَعَ كان : لازِماً أو واقِعاً فمصدرُه لازِماً الرُّجوع ومصدرُه واقِعاً الرَّجْع يقال : رَجَعْتُه رَجْعَاً فَرَجَع رُجوعاً . قال شَيْخُنا : هذا هو المشهورُ المعروف سَماعاً وقياساً وزعمَ بعض أنّ الرَجْعَ يكونُ مَصْدَراً للاّزِمِ أيضاً . قلتُ : كما هو صَنيعُ صاحبِ المُحكَم فإنّه سَرَدَه في جُملة مصادرِ اللاّزم . قال الراغب : فمِنَ الرُّجوعِ قَوْله تَعالى : " لَئِنْ رَجَعْنا إلى المدينةِ " " فلمّا رَجَعوا إلى أبيهِم " " ولمّا رَجَعَ موسى إلى قَوْمِه " " وإنْ قيل لكم ارْجِعوا فارْجِعوا " ومن الرَّجْع قَوْله تَعالى : " فإنْ رَجَعَكَ اللهُ إلى طائفةٍ " وقَوْله تَعالى : " ثمَّ إليه مَرْجِعُكُم " يَصِحُّ أن يكونَ من الرُّجوع ويصحُّ أن يكون من الرِّجْع . وقُرِئَ " واتَّقُوا يَوْمَاً ترْجعون فيه إلى الله " بفتحِ التاءِ وضمِّها وقولُه : " لعلَّهُم يَرْجِعون " أي عن الذَّنْب وقَوْله تَعالى : " وحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكناها أنّهم لا يَرْجِعون " أي حرَّمْنا عليهم أن يَتوبوا ويَرجِعوا عن الذَّنْب تَنْبِيهاً على أنّه لا تَوْبَةَ بعدَ المَوت كما قيل : " ارْجِعوا وراءَكُم فالْتَمِسوا نُوراً " وقَوْله تَعالى : " بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون " فمن الرُّجوع أو من رَجْعِ الجَواب وقَوْله تَعالى : " ثمّ توَلَّ عنهم فانْظُرْ ماذا يَرْجِعون " فمن رَجْعِ الجوابِ لا غير وكذا قولُه : " فناظِرَةٌ بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون " . قلتُ : ومن المُتَعَدِّي حديثُ السَّحُور : " فإنّه يُؤَذَّنُ بلَيلٍ ليَرْجِعَ قائِمُكُم ويوقِظَ نائِمَكم " والقائمُ : هو الذي يُصلّي صَلاةَ الليل ورُجوعُه : عَوْدُه إلى نَوْمِه أو قُعودُه عن صَلاتِه إذا سَمِعَ الأذان . قال ابنُ الفرَج : سَمعتُ بعضَ بني سُلَيم يقول : قد رجَعَ كلامي فيه ونَجَع بمعنى أَفادَ وهو مَجاز . رَجَعَ العَلَفُ في الدَّابَّةِ ونَجَعَ : إذا تبيَّنَ أَثرُه فيها وهو مَجاز . يُقال : أَرسَلْتُ إليكَ فما جاءَني رُجْعَى رِسالَتي كبُشْرَى أَي مَرجوعُها وهو مَجاز . فُلانٌ يؤْمِنُ بالرَّجْعَةِ بالفتح : أَي بالرُّجوع إلى الدُّنيا بعدَ المَوتِ كما في الصِّحاح قال صاحبُ اللسانِ : وهو مَذْهب قومٍ من العَرَبِ في الجاهِليَّةِ مَعروفٌ عندَهُم ومَذْهب طائفَةٍ من المُسلِمينَ من أُولي البِدَعِ والأَهواءِ يقولون : إنَّ المَيِّتَ يرجعُ إلى الدُّنيا ويكونُ حَيَّاً كما كان ومن جُملتِهم طائفةٌ من الرَّافضَةِ يقولون : إنَّ عليَّ بنَ أَبي طالبٍ كرَّم الله وجهَه مَسْتَتِرٌ في السَّحابِ فلا يَخرُجُ مع من خرَجَ من ولَدِه حتّى يُنادي مُنادٍ من السَّماءِ اخْرُجْ مع فُلانٍ . وفي حديث ابن عَبّاسٍ : " مَنْ كان له مالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بيتِ الله أَو تُجِبُ عليه فيه زَكاةٌ فلم يَفعل سأَل الرَّجْعَةَ عندَ المَوتِ " أَي سألَ أَنْ يُرَدَّ إلى الدُّنيا ليُحْسِنَ العملَ . يُقال : له على امْرأَتِه رِجْعَةٌ ورَجْعَةٌ بالكسْر والفتح وهو عَوْدُ المُطلِّق إلى مُطَلَّقَتِه ويقال أَيضاً طَلَّقَ فُلانٌ فلانَةَ طَلاقاً يَملِكُ فيه الرِّجْعَةَ والرَّجْعَةَ . قال الجَوْهَرِيُّ : والفتحُ أَفصَحُ . وقولُ شيخِنا : خِلافاً للأَزهريِّ في دَعوَى أَكْثَرِيَّة الكَسْر وكأَنَّ المُصَنِّفَ تبعَه فقدَّمَ الكَسْرَ مَحَلُّ تأَمُّلٍ فإنِّي تَصَفَّحْتُ التَّهذيبَ فما رأَيتُه ادَّعى أَنَّ الكسرَ أَكثَرُ ثمَّ قال : وخِلافاً لِمَكِّيٍّ تَبَعاً لابنِ دُريدٍ في إنكار الكَسرِ على الفُقهاءِ . قلتُ : وفي النِّهايَة : رَجْعَةُ الطَّلاقِ تُفْتَحُ راؤُهُ وتُكْسَرُ على المَرَّةِ والحالَةِ وهو ارتِجاعُ الزَّوْجَةِ المُطَلَّقَةِ غيرِ البائنِ إلى النِّكاحِ من غيرِ اسْتِئْنافِ عَقْدٍ وذكَرَ الزّمخشريُّ أَيضاً فيه الكَسْرَ والفتحَ وهو مَجاز . الرِّجْعَةُ بالكَسر : حَواشِي الإبِلِ تُرْتَجَعُ من السُّوقِ وقال خالدٌ : الرِّجْعَةُ : أَنْ تُدْخِلَ رُذالَ الإبلِ السُّوقَ وتَرجِعَ خِياراً . وقال بعضُهم : أَنْ تُدخِلَ ذُكوراً وتَرْجِعَ إناثاً وكذلكَ الرِّجْعَةُ في الصَّدَقَة إذا وجَبَ على رَبِّ المالِ سِنٌّ من الإبلِ فأَخذَ المُصَدِّقُ مكانَها سِنّاً أُخْرَى فوقَها أَو دونَها فتلكَ التي أَخذَها رِجْعَةٌ لأَنَّه ارتجَعَها من التي وجَبَتْ له قاله أَبو عُبَيدٍ . يُقال : ناقَةٌ رِجْعُ سَفَرٍ بكسر الرَّاءِ ورَجِيعُ سَفَرٍ : قد رَجَعَ فيه مِراراً . وقال الرَّاغِبُ : هو كِنايَةٌ عن النَّضْوِ وكّذا رَجُلٌ رِجْعُ سَفَرٍ ورَجِيعُ سَفَرٍ . وباعَ فُلانٌ إبِلَهُ فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر إذا صرَفَ أَثمانَها فيما يَعودُ عليه بالعائدَةِ الصَّالِحَةِ قال الكُمَيْتُ يصفُ الأَثافِيّ : ٌ من الرَّافضَةِ يقولون : إنَّ عليَّ بنَ أَبي طالبٍ كرَّم الله وجهَه مَسْتَتِرٌ في السَّحابِ فلا يَخرُجُ مع من خرَجَ من ولَدِه حتّى يُنادي مُنادٍ من السَّماءِ اخْرُجْ مع فُلانٍ . وفي حديث ابن عَبّاسٍ : " مَنْ كان له مالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بيتِ الله أَو تُجِبُ عليه فيه زَكاةٌ فلم يَفعل سأَل الرَّجْعَةَ عندَ المَوتِ " أَي سألَ أَنْ يُرَدَّ إلى الدُّنيا ليُحْسِنَ العملَ . يُقال : له على امْرأَتِه رِجْعَةٌ ورَجْعَةٌ بالكسْر والفتح وهو عَوْدُ المُطلِّق إلى مُطَلَّقَتِه ويقال أَيضاً طَلَّقَ فُلانٌ فلانَةَ طَلاقاً يَملِكُ فيه الرِّجْعَةَ والرَّجْعَةَ . قال الجَوْهَرِيُّ : والفتحُ أَفصَحُ . وقولُ شيخِنا : خِلافاً للأَزهريِّ في دَعوَى أَكْثَرِيَّة الكَسْر وكأَنَّ المُصَنِّفَ تبعَه فقدَّمَ الكَسْرَ مَحَلُّ تأَمُّلٍ فإنِّي تَصَفَّحْتُ التَّهذيبَ فما رأَيتُه ادَّعى أَنَّ الكسرَ أَكثَرُ ثمَّ قال : وخِلافاً لِمَكِّيٍّ تَبَعاً لابنِ دُريدٍ في إنكار الكَسرِ على الفُقهاءِ . قلتُ : وفي النِّهايَة : رَجْعَةُ الطَّلاقِ تُفْتَحُ راؤُهُ وتُكْسَرُ على المَرَّةِ والحالَةِ وهو ارتِجاعُ الزَّوْجَةِ المُطَلَّقَةِ غيرِ البائنِ إلى النِّكاحِ من غيرِ اسْتِئْنافِ عَقْدٍ وذكَرَ الزّمخشريُّ أَيضاً فيه الكَسْرَ والفتحَ وهو مَجاز . الرِّجْعَةُ بالكَسر : حَواشِي الإبِلِ تُرْتَجَعُ من السُّوقِ وقال خالدٌ : الرِّجْعَةُ : أَنْ تُدْخِلَ رُذالَ الإبلِ السُّوقَ وتَرجِعَ خِياراً . وقال بعضُهم : أَنْ تُدخِلَ ذُكوراً وتَرْجِعَ إناثاً وكذلكَ الرِّجْعَةُ في الصَّدَقَة إذا وجَبَ على رَبِّ المالِ سِنٌّ من الإبلِ فأَخذَ المُصَدِّقُ مكانَها سِنّاً أُخْرَى فوقَها أَو دونَها فتلكَ التي أَخذَها رِجْعَةٌ لأَنَّه ارتجَعَها من التي وجَبَتْ له قاله أَبو عُبَيدٍ . يُقال : ناقَةٌ رِجْعُ سَفَرٍ بكسر الرَّاءِ ورَجِيعُ سَفَرٍ : قد رَجَعَ فيه مِراراً . وقال الرَّاغِبُ : هو كِنايَةٌ عن النَّضْوِ وكّذا رَجُلٌ رِجْعُ سَفَرٍ ورَجِيعُ سَفَرٍ . وباعَ فُلانٌ إبِلَهُ فارْتَجَعَ منها رِجْعَةً صالحةً بالكسر إذا صرَفَ أَثمانَها فيما يَعودُ عليه بالعائدَةِ الصَّالِحَةِ قال الكُمَيْتُ يصفُ الأَثافِيّ :جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على ال ... أَوْرَقِ لا رِجْعَةٌ ولا جَلَبُ قال : وإن رَدَّ أَثمانَها إلى منزِلِه من غيرِ أَنْ يَشتَرِيَ بها سِنّاً فليستْ برِجْعَةٍ . وقال اللِّحيانيُّ : ارْتَجَعَ فلانٌ مالاً وهو أَن يبيعَ إبلَهُ المُسِنَّةَ والصِّغارَ ثمَّ يشترِيَ الفَتِيَّةَ والبِكارَ وقيل : هو أَن يبيعَ الذُّكورَ ويشتريَ الإناثَ وعَمَّ مَرَّةً به فقال : هو أَن يبيعَ الشيءَ ثمَّ يشترِيَ مكانَه ما يُخَيَّلُ إليه أَنَّه أَفتى وأَصْلَحَ . قال الرَّاغِبُ : واعْتُبِرَ فيه معنى الرَّجْعِ تَقديراً وإنْ لم يَحصُلْ فيه ذلكَ عَيناً . وجاءَ فلانٌ برِجْعَةٍ حَسَنَةٍ أَي بشيءٍ صالحٍ اشتراهُ مكانَ شيءٍ طالِح أَو مكان شيءٍ قد كانَ دُونَه . والمَرْجُوعُ والمَرْجُوعَةُ بهاءٍ والرَّجْعُ والرَّجُوعَةُ بفتحِهما والرُّجْعَةُ والرُّجْعانُ والرُّجْعَى بضمهنَّ : جَوابُ الرِّسالَةِ يُقال : ما كانَ من مَرْجُوعَةِ فُلانٍ ومَرْجوعِ فلانٍ عليك أَي من مَردودِه وجَوابِه . قال حسَّان رضي الله عنه يَذْكُرُ رُسومَ الدِّيارِ :
سأَلْتُها عن ذاكَ فاسْتَعْجَمَتْ ... لمْ تَدْرِ ما مَرْجُوعَةُ السّائلِ ويُقال : رَجَعَ إلىَّ الجَوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعانً ويقولونَ : هل جاءَ رُجْعَةُ كِتابِك ورُجعانُه أَي جَوابُهُ ويجوزُ رَجْعُه بالفتح وكُلُّ ذلكَ مَجازٌ . والرَّاجِعُ : المَرْأَةُ يَموتُ زَوجُها وتَرْجِعُ إلى أَهلِها وأَمّا المُطَلَّقَةُ فهي المَرْدودَة كما في الصِّحاح والعُباب كالمُراجِعِ . قال الأَزْهَرِيّ : المُراجِعُ من النِّساءِ : التي يَموتُ زَوجُها أَو يُطَلِّقُها فتَرْجِعُ إلى أَهلِها ويقال لها أَيضاً راجِعٌ . الرَّواجِعُ من النُّوقِ والأُتُنِ يُقال : ناقَةٌ راجِعٌ وأَتانٌ راجعٌ وهي التي تَشولُ بذَنبِها وتَجمَعُ قُطْرَيْها وتُوزِعُ بَوْلَها وفي الصِّحاحِ بِبَوْلِها فيُظَنُّ أَنَّ بها حَمْلاً ثُمَّ تُخلِفُ وقد رجعَتْ تَرجِعُ رِجاعاً بالكسر وُجِدَ في بعض نُسَخِ الصِّحاح . رُجوعاً وهي راجِعٌ : لَقِحَتْ ثمَّ أَخلَفَتْ لأَنَّها رجعَتْ عَمَّا رُجِيَ منها ونُوقٌ رَواجِعُ . وقال الأَصمعيُّ : إذا ضُرِبَتِ النَّاقَةُ مِراراً فلم تَلْقَحْ فهيَ مُمارِنٌ فإنْ ظَهَرَ لهم أَنَّها قد لَقِحَتْ ثمَّ لمْ يكن بها حَمْلٌ فهي راجِعٌ ومُخْلِفَةٌ وقال القُطامِيُّ يصفُ نَجيبَةً :
ومِنْ عَيرانَةٍ عَقَدَتْ عليها ... لَقاحاً ثُمَّ ما كَسَرَتْ رِجاعا
لأوّلِ قَرْعَةٍ سَبَقَتْ إليها ... من الذَّوْدِ المَرابيعِ الضِّباعَىأَرادَ أَنَّ النّاقةَ عقدَتْ عليها لَقاحاً ثمَّ رَمَتْ بماءِ الفَحْلِ وكسرَتْ ذَنبَها بعدَ ما شالَتْ به . الرِّجاعُ ككِتابٍ : الخِطامُ أَو ما وقعَ منهُ على أَنْفِ البَعيرِ . يُقال : رجَعَ فلانٌ على أَنْفِ بَعيرِه إذا انْفَسَخَ خَطْمُه فرَدَّه عليه ثمَّ يُسَمَّى الخِطامُ رِجاعاً قاله ابنُ دُريد ج : أَرْجِعَةٌ ورُجْعٌ كجِرابٍ وأَجْرِبَةٍ وكِتابٍ وكُتْبٍ . الرِّجاعُ : رُجوعُ الطَّيْرِ بعدَ قِطاعِها كما في الصِّحاحِ زادَ الرَّاغِبُ : يَختَصُّ به . وفي اللسان رَجَعَت الطَّيْرُ القَواطِعُ رَجْعاً ورِجاعاً ولها قِطاعٌ ورِجاعٌ . من المَجازِ قولُه تعالى : " والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ " أَي ذاتِ المَطَرِ بعدَ المطَرِ سُمِّيَ به لأَنَّه يَرجِع مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ وقيل : لأَنَّه يتكَرَّر كلَّ سنةٍ ويَرْجِعُ قال ثعلَبٌ : تَرْجِعُ بالمَطَرِ سنةً بعدَ سنةٍ وقال اللِّحيانِيُّ : لأنها تَرجِعُ بالغَيْثِ فلم يَذكر سنةً بعد سنة . وقال الفرَّاءُ : تَبتَدِئُ بالمَطَرِ ثمَّ تَرجِعُ به كلَّ عام . قيل : ذاتُ الرَّجْع أَي ذاتُ النَّفْع يُقال : ليس لي من فُلانٍ رَجْعٌ أَي نَفعٌ وفائدةٌ وتَقولُ : ما هو إلاّ سَجْعٌ ليس تحتَه رَجْعٌ . الرَّجْعُ : نَباتُ الرَّبيعِ كالرَّجيعِ . رَجْعٌ : اسْمٌ . قال الكِسائيُّ في قولِه تعالى : " والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ " أَرادَ بالرَّجْع مَمْسَك الماءِ ومَحبِسَه والجَمْعُ رُجْعانٌ قال غيرُه : الرَّجْعُ : الغَديرُ . قال الرَّاغِب : إمّا تَسمِيَةً بالمَطَرِ الذي فيه وإمّا لتَراجُعِ أَمواجِه وتَرَدُّدِه في مكانِه كالرَّجيع والرَّاجِعَةِ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ يصفُ السَّيْفَ :
أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إذا ... ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي قال الليثُ : الرَّجْعُ : ما امْتَدَّ فيه السَّيْلُ كذا نصّ العُبابِ . وقال أَبو حنيفَةَ : الرَّجْعُ : ما ارْتَدَّ فيه السَّيْلُ ثمَّ نفَذَ ج : رِجاعٌ بالكسْرِ ورُجْعانٌ بالضَّمِّ ورِجْعانٌ بالكَسرِ وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ :
وعارَضَ أَطرافَ الصَّبا وكأَنَّه ... رِجاعُ غَديرٍ هَزَّهُ الرِّيحُ رائِعُ وقال غيرُه : الرِّجاعُ : جَمْعٌ ولكنَّه نعَتَه بالواحِدِ الذي هو رائعٌ لأَنَّه على لفظِ الواحِد وإنَّما قال : رِجاعُ غَديرٍ ليفصلَه من الرّجاع الذي هو غير الغدير إذ الرِّجاع من الأَسماء المُشترَكَةِ وقد يكون الرِّجاعُ الغديرَ الواحدَ كما قالوا فيه : إخَاذٌ وأَضافَه إلى نفسِه ليُبَيِّنَه أَيضاً بذلك : لأَن الرِّجاع واحِداً كان أَو جَمْعاً من الأَسماء المُشترَكَةِ . الرَّجْعُ : الماءُ عامَّةً وقال أَبو عُبيدةَ : الرَّجْعُ في كلام العرَبِ الماءُ وأَنشدَ قولَ المُتَنَخِّل :
أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إذا ... ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي الرَّجْعُ : الرَّوْثُ والنَّجْوُ لأَنَّه رجَعَ عن حالِه التي كان عليها وهذا رَجْعُ السَّبُعِ أَي نَجوُه وهو مَجاز . قال الليثُ : الرَّجْعُ من الأَرضِ ما امْتَدَّ فيه السيلُُ بمَنزِلَةِ الحَجْرِ قال غيرُه : الرَّجْعُ : فوقَ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَن يَجتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَنْ يَجْتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ ج : رُجْعانٌ بالضَّمِّ بمنزلَةِ الحُجْرانِ وقد كرَّرَ المُصنِّفُ هنا قول الليثِ مرَّتينِ وهما واحِدٌ فلْيُتَنَبَّه لذلكَ . الرَّجْعُ من الكَتِفِ : أَسفلُها كالمَرْجِعِ كمَنْزِلٍ وهو ما يلي الإبْطَ منها من جِهَة مَنْبِضِ القَلْبِ قال رُؤْبَةُ :
" ونَطْعَنُ الأَعناقَ والمَراجِعا ويُقالُ : طعَنَه في مَرجِع كتِفَيْه وكَواهُ عندَ رَجْعِ كتِفِه ومَرجِع مِرْفَقِهِ وهو مَجاز . الرَّجْعُ : خَطْوُ الدَّابَّةِ أَو رَدُّها يدَيها في السَّيْرِ وهو مَجاز قال أَبو ذؤَيْبٍ يصفُ رَجلاً جريئاً :
يَعْدُو به نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّهُ ... صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ الرَّجْعُ : خَطُّ الوَاشِمَةِ قال لَبيدٌ رضي الله عنه :
أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُهاكالتَّرجِيعِ فيهما . يُقال : رَجَعَت الدَّابَّةُ يدَيْها في السَّيْر . ورَجَّعَ النَّقْشَ والوَشْمَ : رَدَّدَ خُطوطَهُما وتَرجِيعُها : أَن يُعادَ عليها السَّوادُ مَرَّةً بعدَ أُخرى قال الشاعر :
كتَرْجيعِ وَشْمٍ في يَدَيْ حارِثِيَّةِ ... يَمانيَّةِ الأَصدافِ باقٍ نَؤُورُها قال الليث : الرَّجيعُ من الكلامِ : المَردودُ إلى صاحبِه زادَ الرَّاغِبُ : أَو المُكَرَّرُ . وفي الأَساس : إيّاكَ والرَّجيعَ من القولِ . وهو المُعادُ وهو مَجازٌ . وقال غيرُه : رَجيعُ القَوْلِ : المُكَرَّرُ . منَ المَجاز : الرَّجيعُ : الرَّوْثُ وذُو البَطْنِ والنَّجْوُ لأَنَّه رجَعَ عن حالتِه التي كان عليها وقد أَرْجَعَ الرَّجُلُ وهذا رَجيعُ السَّبَعِ ورَجْعُه أَي نَجْوُه . وفي الحديث : " نُهِيَ أَنْ يُسْتَنْجَى بعَظْمٍ أَو رَجِيعٍ " الرَّجيعُ : يكونُ الرَوْثَ والعَذِرَةَ جَميعاً وإنَّما سُمِّيَ رَجيعاً لأَنَّه رَجَعَ عن حالِه الأَوَّل بعدَ أَنْ كانَ طَعاماً أَو علَفاً أَو غيرَ ذلك . وأَرْجَعَ من الرَّجيع إذا أَنْجَى . وقال الرَّاغِبُ : الرَّجيعُ : كِنايَةٌ عن ذي البَطْنِ للإنسانِ وللدَّابَّةِ وهو من الرُّجوعِ ويكونُ بمعنى الفاعِل أَو من الرَّجْعِ ويكونُ بمعنى المَفعول . الرَّجيع : الجِرَّةُ تَجْتَرُّها الإبلُ ونَحوُها لِرَجْعِهِ لها إلى الأَكْلِ وهو مَجازٌ قال الأَعشَى :
وفلاةٍ كَأَنَّها ظَهْرُ تُرْسٍ ... ليسَ إلاّ الرَّجيعَ فيها عَلاقُ يقول : لا تجدُ الإبلُ فيها عُلَقاً إلاَّ ما تُرَدِّدُه من جِرَّتِها . وكُلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قولٍ أَو فعلٍ فهو رَجيعٌ لأَنَّ معناهُ مَرْجوع أَي مَردُود ومنه قيل للدَّابَّةِ التي تَرَدِّدُها في السَّفَرِ البَعير وغيره : هو رَجيعُ سَفَرٍ وهو الكالُّ من السَّفَرِ . وهي رَجيعَةٌ بهاءٍ قال ذو الرُّمَّة يصف ناقةً :
رَجيعَةُ أَسْفارٍ كَأَنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ لَدى يُسْرَى الذِّراعَيْنِ مُطْرِقُ الرَّجِيعُ من الدَّوابِّ : المَهْزولُ وقال الرَّاغِبُ : هو كِنايَةٌ عن النَّضْوِ . الرَّجيعُ من الدَّوابِّ : ما رَجَعْتَهُ من سَفَرٍ إلى سَفَرٍ وهو الكالُّ كما في الصِّحاحِ وهو بعَيْنِه القولُ الأَوَّلُ ج : رُجُعٌ بضَمَّتينِ والذي في الصِّحاحِ : جَمْعُ الرَّجيعِ والرَّجيعَةِ : الرَّجائِع . قال ابنُ دُريدٍ : الرَّجيعُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ المُطَرَّى . قال أَيضاً : الرَّجيعُ : ماءٌ لِهُذَيْلٍ قاله أَبو سعيد : على سَبعَةِ أَمْيالٍ من الهَدَّةِ والهَدَّةُ على سَبعَةِ أَميالٍ من عُسْفانَ وبه غُدِرَ بمَرْثَدِ بنِ أَبي مَرْثَدٍ كَنّازِ بنِ الحُصَيْنِ بنِ يَرْبُوع الغَنَوِيّ رضي الله عنه شَهِدَ هو وأَبوهُ بَدْراً وكان أَبوه حَليفَ حَمْزَةَ وسَرِيَّتِه لمّا بعثَها رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم معَ رَهْطِ عَضَلٍ والقارَةِ وكانت هذه السَّرِيَّةُ في السنة الخامِسَة من الهِجْرَةِ في صفَر في عَشَرَةٍ أَو سِتَّة على الخِلاف لمّا سأَلَه عَضَلٌ والقارَةُ أَنْ يُرْسِلَ معهم مَنْ يُعَلِّمَهُم شرائعَ الإسلام فأَرسلَ مَرْثَداً وعاصِمَ بنَ ثابت وخُبَيْبَ بن عَدِيٍّ وزيدَ بن الدَّثِنة وخالد بن البُكَيْرِ وعَبْد الله بن طارق وأَخاهُ لأُمِّه مُعَتِّبَ بنَ عُبَيْدٍ فغدَروا بهم فقتلوهم إلاّ خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ وزَيدَ بن الدّثِنَة فأَسروهُما وباعوهما في مَكَّةَ فقتلوهُما وصَلَّى خُبَيْبٌ قبل أَنْ يَقتلوه رَكعتينِ فهوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ ذلكَ كذا في مختصَرِ السِّيرَةِ للشَّمْسِ البِرْماوِيِّ قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ :
وإنْ أُمْسِ شَيْخاً بالرَّجيعِ ووِلْدَةٌ ... ويَصْبِحَ قَومِي دونَ دارِهُمُ مِصْرُ وقال حسَّان رضي الله عنه يَرثِيهِم :
صَلَّى الإلَهُ على الّذينَ تَتابَعوا ... يَوْمَ الرَّجيعِ فأُكْرِمُوا وأُثيبوا وقال أَبو ذُؤَيْبٍ :
رَأَيْتُ وأَهلي بَوادِي الرَّجِي ... عِ في أَرْضِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحا الرَّجيعُ : العَرَقُ لأَنَّه كان ماءً فرَجَعَ عرَقاً قال لَبيدٌ رضي الله عنه يصف الإبِلَ :كَساهُنَّ الهَوَاجِرُ كُلَّ يَوْمٍ ... رَجيعاً في المَغابِنِ كالعَصِيمِ شبَّه العرَقَ الأَصْفَرَ بعَصيمِ الحِنَّاءِ . الرَّجيعُ : الحَبْلُ الذي نُقِضَ ثمَّ فُتِلَ ثانِيَةً وفي المُفرَداتِ : حَبْلٌ رَجِيعٌ : أُعِيدَ بعدَ نَقْضِهِ زادَ في اللسان : وقيل : كُلُّ ما ثَنَيْتَه فهو رَجيعٌ . وكُلُّ طَعامٍ بَرَدَ ثُمَّ أُعيدَ إلى النّار فهو رَجيعٌ . الرَّجيعُ : فَأْسُ اللِّجامِ . الرَّجيعُ : البَخيلُ كِلاهُما عن ابنِ عَبّادٍ . الرَّجِيعَةُ : ماءٌ لِبَني أَسَدٍ كما في العُبابِ . ومَرْجَعَةٌ كمَرْحَلَةٍ : عَلَمٌ من الأَعلامِ . وأَرْجَعَ الرَّجُلُ إذا أَهْوى بيَدِهِ إلى خَلْفِه لِيَتناوَلَ شيئاً نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ لأَبي ذُؤَيْبٍ يصفُ صائداً :
فبَدا لهُ أَقْرابُ هذا رائغاً ... عَجِلاً فعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرْجِعُ أَي أَقرابُ الفَحْلِ . وقال اللِّحْيانِيُّ : أَرْجَعَ الرَّجُل يديهِ إذا رَدَّهما إلى خَلْفِه ليتناوَلَ شيئاً وخَصَّه بعضُهم فقال : أَرْجَعَ يدَه إلى سيفِه ليَسْتَلَّه أَو إلى كِنانَتِه لِيَأْخُذَ سَهماً أَهوى بها إليه . أَرْجَعَ فُلانٌ : رَمى بالرَّجيعِ كأَنْجَى من النَّجْوِ . منَ المَجاز : أَرْجَعَ في المُصيبَةِ : قال : " إنّا لِلَّه وإنّا إليهِ راجِعُونَ " قال جَريرٌ :
وأَرْجَعْتُ من عِرفانِ دارٍ كأَنَّها ... بقيَةُ وَشْمٍ في مُتونِ الأَشاجِعِ كرَجَّعَ تَرْجيعاً واسْتَرْجَعَ نقلَهما الزَّمخشريُّ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ على الأَخيرِ . ويُروَى قول جَرير : ورَجَّعْتَ . وفي حديث ابنِ عبّاسِ أَنَّه حينَ نُعِيَ له قُثَمُ اسْتَرْجَعَ . يُقال : أَرْجَعَ اللهُ تعالى بيعَتَه كما يُقال : أَرْبَحَها . نقله الجَوْهَرِيُّ . قال الكِسائيُّ : أَرْجَعَت الإبِلُ إذا هُزِلَتْ ثمَّ سَمِنَت كذا نَصُّ الصِّحاحِ والعُبابِ وفي التَّهذيب : قال الكِسائيُّ : إذا هُزِلَت النّاقَةُ قيل : أَرْجَعَت . وأَرْجَعَتِ النّاقَةُ فهِي مُرْجِعٌ : حَسُنَتْ بعدَ الهُزال . يُقال : جعلَها اللهُ سَفرَة مُرْجِعَة كمُحْسِنَة إذا كان لها ثوابٌ وعاقِبَةٌ حَسَنَة . وهو مَجازٌ . يُقال : الشَّيْخُ يَمْرَضُ يَومَيْنِِ فلا يَرجِعُ شَهْراً أَي لا يَثوبُ إليه جسمُه وقوَّته شَهْراً . منَ المَجاز : التَّرجِيعُ في الأَذانِ : هو تَكريرُ الشَّهادَتيْنِ جَهْراً بعدّ إخفائهما . هكذا فَسَّره الصَّاغانِيُّ . التَّرْجيعُ أَيضاً : تَرديدُ الصَّوْتِ في الحَلْقِ في قراءَةٍ أًو غِناءٍ أَو زَمْرٍ أَو غير ذلك مما يُتَرَنَّم به وقيل : التَّرْجِيع : هو تَقارُبُ ضُروبِ الحَرَكات في الصَّوْت . وقد حَكَى عَبْد الله بنُ مُغَفَّلٍ تَرجيعَه بمَدِّ الصَّوْت في القراءَةِ نَحو : آ آ آ . من المَجازِ : اسْتَرْجَعَ منهُ الشيءَ إذا أَخَذَ منه ما دفعَه إليه ويقال : اسْتَرْجَعَ الهِبَةَ وارْتَجَعَها إذا ارْتَدَّها . وراجَعَهُ الكلامَ مُراجَعَةً ورِجاعاً : حاوَرَه إيّاه . وقيل : عَاوَدَهُ . راجَعَت النّاقةُ رِجاعاً إذا كانت في ضَرْبٍ من السَّير . فرَجَعَتْ من سَيْرٍ إلى سَيْرٍ سِواه قال البَعيثُ يصِفُ ناقتَه :
وطُولُ ارتماءِ البيدِ بالبيدِ تعْتَلِي ... بها ناقَتي تَخْتَبُّ ثمَّ تُراجِعُوممّا يُستدركُ عليه : الرَّجْعَةُ : المَرَّةُ من الرُّجوعِ . والرَّجْعَةُ : عَوْدُ طائِفَةٍ من الغُزاةِ إلى الغَزْوِ بعدَ قُفُولِهم . وقولُه تعالى : " إنَّهُ على رَجْعِهِ لَقادِرٌ " قيل : على رَجْعِ الماءِ إلى الإحْلِيلِ وقيل : إلى الصُّلْبِ وقيل : إلى صُلْبِ الرَّجُلِ وتَريبَةِ المَرأَةِ . وقيل : على إعادَتِه حَيّاً بعدَ موتِه وبِلاهُ وقيل : على بَعْثِ الإنسانِ يومَ القِيامَةِ . والله سبحانَه وتعالى أَعلمُ بما أَرادَ . ويُقال : أَرْجَعَ اللهُ همَّهُ سُروراً أَي أَبْدَلَ هَمَّه سُروراً . وحَكَى سيبويه : رَجَعَه وأَرْجَعَهُ ناقَتَه : باعها منه ثمَّ أَعطاهُ إيّاها لِيَرْجِعَ عليها . وهذه عن اللِّحيانيِّ وهذا كما تقولُ أَسْقَيْتُكَ إهاباً . وتَفَرَّقوا في أَوَّل النَّهار ثمَّ تَراجَعوا مع اللَّيْل أَي رَجَعَ كُلٌّ إلى مَحَلِّه . وتَرَجع في صَدْري كذا : أَي تَرَدَّد وهو مَجازٌ . ورَجَّعَ البعير في شِقْشِقَتِه : هَدَرَ . ورَجَّعَتِ النَّاقةُ في حَنينِها : قطَّعَتْه . ورَجَّعَ الحَمامُ في غِنائه واسْتَرْجَعَ كذلك . ورَجَّعَتِ القَوْسُ : صَوَّتَت عن أَبي حنيفةَ . ورَجَّعَ الكِتابَةَ : أَعادَ عليها مَرَّةً أُخرى . والمَرْجُوعُ : الّذي أُعيدَ سَوادُهُ والجَمْعُ المَراجِيعُ قال زُهَيْرٌ :
" مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ ورَجَعَ إليه : كَرَّ ورَجَعَ عليه . ويُقالُ : خالَفني ثمَّ رجَعَ إلى قَولي وصَرَمَني ثمَّ رَجَعَ يُكَلِّمُني . وما رُجِعَ إليه في خَطْبٍ إلاّ كفى . وكُلٌّ من الثَّلاثَةِ مَجاز . وارْتَجعَ كَرَجَعَ . وارْتَجعَ على الغَريم والمُتَّهَم : طالَبَه . وارْتَجعَ إليَّ الأمرَ : ردَّه إليَّ . أنشدَ ثعلبٌ :
أَمُرْتَجِعٌ لي مِثلَ أيّامِ حَمَّةٍ ... وأيّامِ ذي قارٍ علَيَّ الرَّواجِعُ ؟ وارْتَجعَ المرأةَ : راجَعَها . وارْتَجعَتْ المرأةُ جِلْبابَها : إذا رَدَّتْه على وَجْهِها وتَجَلَّلَتْ به . والرُّجْعى والمَرْجَعانيُّ من الدّوابِّ : نِضْوُ سفَرٍ الأخيرةُ عامِيّة . وقال ابن السِّكِّيت : الرَّجيعَة : بعيرٌ ارْتَجعْتَه أي اشتَريْتَه من أجلابِ الناس ليس من البلدِ الذي هو به وهي الرَّجائع قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزْنيُّ :
على حينَ ما بي من رِياضٍ لصَعْبَةٍ ... وبَرَّحَ بي أَنْقَاضُهُنَّ الرَّجائعُ وسفَرٌ رَجيعٌ : مَرْجُوعٌ فيه مِراراً عن ابْن الأَعْرابِيّ . ويقال للإيابِ من السفَر : سفَرٌ رَجيعٌ قال القُحَيْف :
وأَسقي فِتْيَةً ومُنَفَّهاتٍ ... أَضَرَّ بنِقْيِها سفَرٌ رَجيعُوالرَّجْع : الغِرْسُ يكون في بَطْنِ المرأة يخرجُ على رأسِ الصبِيِّ . وقَوْله تَعالى : " يَرْجِعُ بَعْضُهم إلى بعضٍ القَولَ " أي يتَلاوَمون . والرَّجيع : الشِّواءُ يُسَخَّنُ ثانِيَةً عن الأَصْمَعِيّ . ورَجْعُ الرَّشْقِ في الرَّمْي : ما يُرَدُّ عليه . والرَّواجِع : الرِّياحُ المُختَلِفة لمَجيئِها وذَهابِها . وكذا رَواجِعُ الأبواب . وليس لهذا البَيعِ مَرْجُوعٌ أي لا يُرْجَعُ فيه وهو مَجاز . ويقال : هذا مَتاعٌ مُرْجِعٌ أي له مَرْجُوعٌ . حكاه الجَوْهَرِيّ عن ابن السِّكِّيت . وقال الأَصْبَهانيُّ في المفردات : دابَّةٌ لها مَرْجُوعٌ : يمكنُ بَيْعُها بعد الاسْتِعمال . ويقال : هذا أَرْجَعُ في يدي من هذا أي أَنْفَع وهو مَجاز . وفي النوادِر : يقال : طعامٌ يُسْتَرْجَعُ عنه وتفسيرُ هذا في رَعْيِ المال وطعامِ الناس : ما نَفَعَ منه واسْتُمْرِئَ فسَمِنوا عنه . والرَِّجْعَة بالكَسْر والفَتْح : إبل تَشْتَريها الأعرابُ ليست من نِتاجِهم وليست عليها سِماتُهم . وارْتَجعَها : اشتراها . والتَّراجُع بين الخَليطَيْن : أن يكون لأحدِهما - مَثَلاً - أَرْبَعونَ بَقَرَةً وللآخَرِ ثلاثون ومالُهما مُشتَرَكٌ فيأخذُ العاملُ عن الأربعين مُسِنَّةً وعن الثلاثين تَبيعاً فيرجعَ باذلُ المُسنَّة بثلاثة أَسْبَاعِها على خَليطِه وباذلُ التَّبيعِ بأربعةِ أَسْبَاعِه على خَليطِه ؛ لأنّ لكلِّ واحدٍ من السِّنَّيْنِ واجِبٌ على الشُّيُوع كأنَّ المالَ مُلْكُ واحدٍ . والرِّجَع كعِنَبٍ : أن يبيعَ الذُّكورَ ويشتري الإناثَ كأنّه مصدر وقال ابنُ برِّيّ : وجَمعُ رِجْعَةٍ رِجَع وقيل لحَيٍّ من العرب : بمَ كَثُرَتْ أموالُكم ؟ فقالوا : أوصانا أبونا بالنُّجَعِ والرُّجَع وقال ثعلب : بالنِّجَعِ والرِّجَع وفَسَّرَه بأنّه : بَيْعُ الهَرْمَى وشِراءُ البِكارَةِ الفَتِيّة وقد فُسِّر بأنّه بيعُ الذُّكورِ وشراءُ الإناث وكِلاهما ممّا يَنْمِي عليه المالُ وأرجع إبلاً : شَراها وباعَها على هذه الحالة . والرّاجِعَة : الناقةُ تُباعُ ويُشتَرى بثمَنِها مِثلُها فالثانيةُ راجِعَةٌ ورَجيعَةٌ قال عليُّ بنُ حَمْزَة : الرَّجيعَة : أن يُباعَ الذكَرُ ويُشترى بثمنِه الأنثى فالأنثى هي الرَّجيعَة وقد ارْتَجَعْتُها وَتَرَجَّعْتُها وَرَجَعْتُها . وحكى اللِّحْيانيّ : جاءتْ رِجْعَةُ الضِّياع أي ما تعودُ به على صاحبِها من غَلَّةٍ ويقال : سَيفٌ نَجيعُ الرَّجْعِ والرَّجيع إذا كان ماضِياً في الضَّريبة قال لَبيدٌ يصفُ السيف :
بأَخْلَقَ مَحْمُودٍ نَجيحٍ رَجيعُهُ ... وأَخْشَنَ مَرْهُوبٍ كريمِ المآزِقِ ويقال للمريضِ إذا ثابَتْ إليه نَفْسُه بعد نُهوكٍ من العِلَّة : راجِعٌ ورجلٌ راجِعٌ : إذا رَجَعَتْ إليه نَفْسُه بعد شِدّةِ ضَنى . ورَجَعَ الكلبُ في قَيْئِه : عادَ فيه . وراجَعَ الرجلُ : رَجَعَ إلى خيرٍ أو شرٍّ . وتَراجَعَ الشيءُ إلى خَلفٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . ورَجَعَتِ الناقةُ تَرْجِعُ رِجاعاً إذا أَلْقَتْ وَلَدَها لغيرِ تَمامٍ عن أبي زَيْدٍ . وقيل : هو أن تَطْرَحَه ماءً . والرّاجِعَة : الناشِغَةُ من نَواشِغِ الوادي قاله ابنُ شُمَيْل أي المَجرى من مَجاريه . والرَّجْع : ماءٌ لهُذَيْلٍ غَلَبَ عليه . وقال الأَزْهَرِيّ : قَرَأْتُ بخطِّ أبي الهَيثَم - حكاه عن الأسَديِّ - قال : يقولون للرَّعْد : رَجْعٌ . ورَجيع : اسمُ ناقةِ قال جَريرٌ :
إذا بَلَّغَتْ رَحْلِي رَجيعُ أَمَلَّها ... نُزولي بالمَوْماةِ ثمّ ارْتِحالِيَا والرَّجَّاع : الكثيرُ الرُّجوعِ إلى اللهُ تعالى . ورَجَعَ الحَوضُ إلى إزائِه : كَثُرَ ماؤُه . وتَراجَعَتْ أَحْوَالُ فلانٍ . وهو مَجاز . وراجَعَه في مُهِمَّاتِه : حاوَرَه . وانْتقَص القُرُّ ثمّ تَراجَع . وسُمِّي البَرَدُ رَجْعَاً ؛ لرَدِّ ما تَناولَه من الماء . والرِّجْعَة بالكَسْر : الحُجّة عن ابنِ عَبَّاد
الطَّبْعُ والطَّبيعَةُ والطِّباعُ ككِتابٍ : الخَليقَةُ والسَّجِيَّةُ التي جُبِلَ عليها الإنسان زادَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَي الطَّبْعُ في الأَصلِ مَصدَرٌ وفي الحديث : " الرِّضاعُ يُغَيِّرُ الطِّباعُ " أَو الطِّباعُ ككِتابٍ : ما رُكِّبَ فينا من المَطعَمِ والمَشرَبِ وغير ذلكَ من الأَخلاق الّتي لا تُزايِلُنا المُرادُ من قولِه : وغير ذلك كالشِدَّةِ والرَّخاءِ والبُخلِ والسَّخاءِ . والطِّباعُ مؤَنَّثَةٌ كالطَّبيعةِ كما في المُحكَمِ . وقال أَبو القاسم الزَّجّاجِيُّ : الطِّباعُ واحِدٌ مُذَكَّرٌ كالنِّحاسِ والنِّجارِ . وقال الأَزْهَرِيّ : ويُجمَعُ طَبعُ الإنسانِ طِباعاً وهو ما طُبِعَ عليه من الأَخلاقِ وغيرِها . والطِّباعُ : واحِدُ طِباعِ الإنسانِ على فِعالٍ نَحو مِثالٍ ومِهادٍ ومثلُه في الصِّحاحِ والأَساسِ وغيرِ هؤلاءِ من الكُتُبِ فقول شيخِنا : ظاهِرُه بل صَريحُه كالصِّحاح أَنَّ الطِّباعَ مفرَدٌ كالطِّبْعِ والطِّبيعَةِ وبه قال بعضُ من لا تَحقيقَ عندَه تقليداً لِمثلِ المُصَنِّفِ والمَشهورُ الذي عليه الجُمهورُ أَنَّ الطِّباعَ جَمعُ طَبْعٍ . يُتَعَجَّبُ من غرابَتِه ومَخالَفَته لِنُقولِ الأَئمَّةِ الّتي سَرَدناها آنِفاً ولَيتَ شِعري مَن المُراد بالجُمهور ؟ هل هم إلاّ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كالجوهَرِيِّ وابنِ سِيدَه والأَزْهَرِيِّ والصَّاغانِيِّ ومِن قَبلِهِم أَبي القاسِم الزَّجّاجِيُّ ؟ فهؤلاءِ كُلُّهُم نقلوا في كتُبِهِم أَنَّ الطِّباعَ مُفرَدٌ ولا يَمنعَ هذا أَنْ يكونَ جَمعاً للطَّبع من وَجهٍ آخَرَ كما يَدُلُّ لهُ نَصُّ الأَزْهَرِيِّ وأرى شيخَنا رحمَه الله تعالى لم يُراجِعْ أُمَّهاتِ اللُّغةِ في هذا المَوضِعِ سامَحَه الله تعالى وعفا عَنّا وعنه وهذا أَحدُ المَزالِق في شَرحِه فتأَمّلْ كالطَّابِعِ كصاحِبٍ فيما حكاه اللِّحيانِيُّ في نوادرِه قال : له طابِعٌ حسَنٌ أَي طَبيعَةٌ وأَنشدَ :
لَه طابِعٌ يَجري عليه وإنَّما ... تُفاضِلُ ما بينَ الرِّجالِ الطَّبائِعُ
وطَبَعَه اللهُ على الأَمر يطْبَعه طَبعاً : فطَرَه وطَبَعَ الله الخَلقَ على الطَّبائع الّتي خلَقَها فأَنشأَهُم عليها وهي خَلائقُهُم يَطبَعُهم طَبعاً : خَلَقَهم وهي طبيعته التي طُبِعَ عليها . وفي الحَديثِ : " كُلُّ الخِلالِ يُطْبَعُ عليها المُؤْمِنُ إلاّ الخِيانَةَ والكَذِبَ " أَي يُخلَقُ عليها . منَ المَجاز : طَبَعَ عليه كمَنَع طَبعاً : خَتَمَ يقال : طَبَعَ اللهُ على قلبِ الكافِرِ أَي خَتَمَ فلا يَعي ولا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ قال أَبو إسحاقَ النَّحْوِيُّ : الطَّبْعُ والخَتْمُ واحِدٌ وهو التَّغطِيَةُ على الشيءِ والاستيثاقُ مِن أَن يَدخُلَهُ شيءٌ كما قال الله تعالى : " أَمْ على قُلوبٍ أَقفالُها " وقال عزَّ وجَلَّ : " كَلاّ بلْ رانَ على قُلوبِهِمْ " مَعناهُ غَطَّى على قُلوبِهِم قال ابنُ الأَثيرِ : كانوا يَرَوْنَ أَنَّ الطَّبْعَ هو الرَّيْنُ قال مُجاهِدٌ : الرَّيْنُ أَيسر من الطَّبع والطَّبعُ أَيسرُ من الإقفالِ والإقفال : أَشَدُّ من ذلكَ كُلِّه قلتُ : والّذي صَرَّحَ به الرَّاغِبُ أَنَّ الطَّبْعَ أَعَمُّ من الخَتْمِ كما سيأتي قريباً . الطَّبْعُ : ابتداءُ صَنعَةِ الشيءِ يُقال : طَبَعَ الطَّبَّاعُ السَّيفَ أَو السِّنانَ : صاغَه طَبَعَ السَّكَّاكُ الدِّرهَمَ : سَكَّه طَبَعَ الجَرَّةَ من الطِّينِ : عمِلَها ولو قال : واللَّبِنَ : عَمِلَه كان أَخْصَرَ . طَبَعَ الدَّلْوَ وكذا الإناءَ والسِّقاءَ يَطْبَعُها طَبعاً : ملأَها كطبَّعَها تَطبيعاً فتَطَبَّعَ . في نوادِرِ الأَعراب : قَذَّ قَفا الغُلامِ : ضَرَبَهُ بأَطرافِ الأَصابِعِ وطَبَع قَفاهُ إذا مَكَّنَ اليَدَ منها ضَرباً . عن ابنِ الأَعرابيِّ : الطَّبعُ : المِثالُ والصِّيغَةُ تَقول : اضْرِبْهُ على طَبْعِ هذا وعلى غِرارِه وهِدْيَتِه أَي على قَدرِه . الطَّبْعُ : الخَتْمُ وهو التّأثير في الطِّينِ ونَحوِه وقال الرَّاغِبُ : الطَّبْعُ : أَنْ يُصَوِّرَ الشيءَ بصورَةٍ ما كطَبْعِ الدَّراهِمِ وهو أَعَمُّ من الخَتْمِ وأَخَصُّ من النَّقْشِ قال الله تعالى : " وَطُبِعَ على قُلوبِهِم فهُم لا يَفْقَهونَ " قال : وبه اعْتُبِرَ الطّضبْعُ والطَّبيعَةُ الّتي هي السَّجِيَّة فإنَّ ذلكَ هو نفسُ النَّقشِ بصورةٍ ما إمّا من حيث الخِلقَةُ أَو من حيثُ العادَةُ وهو فيما تُنقَشُ به من جِهة الخِلْقَةِ أَغلَبُ ولهذا قيل :
" وتأْبَى الطِّباعُ على النّاقِلِ وطبيعَةُ النّارِ وطبيعَةُ الدَّواءِ : ما سَخَّرَ الله تعالى من مِزاجِهِ وقال في تركيب ختم ما نَصُّه : الخَتْمُ والطَّبْعُ يُقال على وَجهَينِ : مَصدر خَتَمْت وطَبَعْت وهو تأْثيرُ الشيءِ بنَقشِ الخاتِمِ والطَّابِعِ والثّاني : الأَثرُ الحاصِلُ عن النَّقْشِ ويُتَجَوَّزُ بذلكَ تارَةً في الاستيثاقِ من الشيءِ والمَنعِ فيه اعتباراً بما يَحصُل منَ المَنعِ بالخَتْمِ على الكُتُبِ والأَبوابِ وتارَةً في تَحصيلِ أَثَرِ الشيءِ من شيءٍ اعتِباراً بالنَّقْشِ الحاصِلِ وتارَةً يُعتبَرُ منه ببُلوغِ الآخِر . . إلى آخِر ما قال . وسيأْتي في مَوضِعِه إن شاءَ الله تعالى . قال الليثُ : الطِّبْعُ بالكَسرِ : مَغيضُ الماءِ جَمعُه أَطْباعٌ وأَنشدَ :
" فلَمْ تَثْنِهِ الأَطباعُ دُونِي ولا الجُدُرْ وعلى هذا هو معَ قولِ الأَصمعيِّ الآتي : إنَّ الطِّبْعَ هو النَّهْر : ضِدٌّ أَغفلَه المُصَنِّفُ ونَبَّه عليه صاحِبُ اللِّسان . الطِّبْعُ : مِلءُ الكَيْلِ والسِّقاءِ حتّى لا مَزيدَ فيهما من شِدَّةِ مَلْئِها وفي العبابِ : والطِّبْعُ المَصدَر كالطَّحْنِ والطِّحْن وفي اللسانِ : ولا يُقال في المَصدَرِ الطَّبْعُ لأَنَّ فِعلَهُ لا يُخَفَّف كما يُخَفَّف فِعلُ مَلأَ فتأَمَّلْ بينَ العِبارَتين وقال الرَّاغِب : وقيل : طبعْتُ المِكيالَ إذا مَلأْتَه وذلكَ لِكَونِ المَلءِ العلامة منها المانِعَة من تناوُل بعض ما فيه . الطَّبْعُ : نَهْرٌ بعينِهِ قال الأَصمعِيُّ : الطَّبْعُ : النَّهْرُ مُطلَقاً قال لَبيدٌ رضي الله عنه :
فَتَوَلَّوا فاتِراً مَشْيُهُمُ ... كرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْقال الأَزْهَرِيّ : ولم يعرف الليثُ الطِّبْعَ في بيتِ لَبيدٍ فتحَيَّرَ فيه فمرَّةً جَعَلَه المِلءَ وهو : ما أَخَذَ الإناء من الماءِ ومرّةً جَعَلَه الماءَ قال : وهو في المَعنيَيْن غيرُ مُصيبٍ والطِّبْعُ في بيتِ لَبيدٍ : النَّهْر وهو ما قاله الأَصْمَعِيّ وسُمِّي النهرُ طِبْعاً لأنّ الناسَ ابْتَدَءوا حَفْرَه وهو بمعنى المَفعول كالقِطْفِ بمعنى المَقْطوف وأمّا الأنهار التي شَقَّها الله تَعالى في الأرضِ شَقّاً مثل دِجْلَةَ والفُراتِ والنيلِ وما أَشْبَهها فإنّها لا تُسمّى طُبوعاً وإنّما الطُّبوع : الأنهارُ التي أَحْدَثَها بَنو آدَم واحْتَفَروها لمَرافِقِهم وقولُ لَبيدٍ : هَمَّتْ بالوَحَلْ . يدلُّ على ما قاله الأَصْمَعِيّ ؛ لأنّ الرَّوايا إذا وُقِرَت المَزايدُ مَمْلُوءَةً ناءً ثمّ خاضتْ أنهاراً فيها وَحَلٌ عَسُرَ عليها المَشيُ فيها والخروجُ منها وربما ارتَطمَتْ فيها ارْتِطاماً إذا كَثُرَ فيها الوحَلُ فشَبَّه لبيدٌ القومَ الذين حاجُّوه عند النعمانِ بنِ المُنذِر فَأَدْحَضَ حُجَّتَهم حتى زَلِقوا فلم يتكلَّموا بروايا مثْقَلةٍ خاضتْ أَنْهَاراً ذاتَ وَحَلٍ فتساقَطَتْ فيها واللهُ أعلم . الطِّبْع بالكَسْر : الصدَأُ يركبُ الحَديد والدَّنَسُ والوسَخُ يَغْشَيان السيفَ ويُحرَّكُ فيهما ج : أَطْبَاعٌ أي جَمْعُ الكلِّ ممّا تقدّم . أو بالتحريك : الوسَخُ الشديدُ من الصدَإ قاله الليث . منَ المَجاز : الطَّبَع : الشَّيْنُ والعَيبُ في دِينٍ أو دنيا عن أبي عُبَيْدٍ ومنه الحديث : " اسَتعيذوا باللهِ من طَمَعٍ يهدي إلى طَبَعٍ " بينهما جناسُ تَحريفٍ وقال الأعشى :
مَن يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مُتَّئِبٍ ... إذا تعَمَّمَ فوقَ التاجِ أو وَضَعَا
له أكاليلُ بالياقوتِ زَيَّنَها ... صَوَّاغُها لا ترى عَيْبَاً ولا طَبَعَا وقال ثابتُ قُطْنَةَ وهو ثابتُ بن كَعْبِ بن جابرٍ الأَزْديُّ وأنشدَه القاضي التَّنوخِيُّ - في كتابِ الفرَجِ بعدَ الشِّدَّة - لعُروَةَ بنِ أُذَيْنةَ :
لا خيرَ في طَمَعٍ يهدي إلى طَبَعٍ ... وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيشِ تَكْفيني والطابِع كهاجَر وتُكسَرُ الباءُ عن اللِّحيانيِّ وأبي حنيفة : ما يَطْبَعُ ويَخْتِم كالخاتَم والخاتِم وفي حديثِ الدعاء : " اخْتِمْه بآمين فإنّ آمينَ مثلُ الطابَعِ على الصَّحيفةِ " أي الخاتَم يريدُ أنّه يُختَمُ عليها وتُرفَعُ كما يَفْعَلُ الإنسانُ بما يَعِزُّ عليه . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الطابَع : مِيسَمُ الفَرائِضِ يقال : طَبَعَ الشاةَ . قال ابْن عَبَّاد : يقال : هذا طُبْعانُ الأمير بالضَّمّ أي : طِينُه الذي يَخْتِمُ به . الطَّبَّاع كشَدَّادٍ : الذي يأخذُ الحَديدةَ المُستَطيلَةَ فَيَطْبَعُ منها سَيْفَاً أو سِكِّيناً أو سِناناً أو نحوَ ذلك . ويُطلَقُ على السَّيَّافِ وغيرِه . الطِّبَاعَة ككِتابَةٍ : حِرفَتُه على القياسِ فيما جاءَ من نَظائرِه . قال ابْن دُرَيْدٍ : طُبِعَ الرجلُ على الشيءِ بالضَّمّ إذا جُبِلَ عليه وقال اللحيانيُّ : فُطِرَ عليه . قال شَمِرٌ : طَبِعَ الرجلُ كفَرِحَ : إذا دَنِسَ . وطُبِعَ فلانٌ : إذا دُنِّسَ وعِيبَ وشِينَ قال : وأنشدَتْنا أمُّ سالمٍ الكِلابِيَّةُ :
ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأهلُ كلُّهمْ ... وتُبْغِضُ أيضاً عن تُسَبَّ فتُطْبَعا قال : ضمَّتْ التاءَ وفتحتْ الباءَ وقالت : الطِّبْع : الشَّيْن فهي تُبغِضُ أن تُشانَ وعن تُسَبَّ أي أنْ وهي عَنْعَنَةُ تَميمٍ . منَ المَجاز : فلانٌ يَطْبَعُ إذا لم يكن له نَفاذٌ في مكارمِ الأمور كما يَطْبَعُ السيفُ إذا كَثُرَ الصَّدأُ عليه قاله الليثُ وأنشدَ :
بِيضٌ صَوارِمُ نَجْلُوها إذا طَبِعَتْ ... تَخالُهُنَّ على الأبْطالِ كَتّانا منَ المَجاز : هو طَبِعٌ طَمِعٌ ككَتِفٍ فيهما أي دَنيءُ الخُلُقِ لَئيمُه دَنِس العِرْضِ لا يَستَحي من سَوْأَةٍ قال المُغيرَةُ بنُ حَبْنَاءَ يشكو أخاه صَخْرَاً :
وأمُّكَ حين تُذكَرُ أمُّ صِدقٍ ... ولكنَّ ابنَها طَبِعٌ سَخيفُوفي حديثِ عمر بن عبد العزيز رحمه الله تَعالى : لا يَتَزَوَّجُ من العربِ في المَوالي إلاّ كلُّ طَمِعٍ طَبِعٍ ولا يتزوَّجُ من الموالي في العربِ إلاّ كلُّ أَشِرٍ بَطِرٍ . الطَّبُّوع كتَنُّور : دُوَيْبَّةٌ ذات سمٍّ نقله الجاحظ أو هي من جِنسِ القِرْدان لعَضَّتِه ألمٌ شديدٌ وربما وَرِمَ مَعْضُوضُه ويُعَلَّلُ بالأشياءِ الحُلوة . قال الأَزْهَرِيّ : كذا سَمِعْتُ رجلاً من أهلِ مِصرَ يقول ذلك قال الأَزْهَرِيّ : وهو النِّبْرُ عند العربِ . قلتُ : والمعروفُ منه الآن شيءٌ على صورةِ القُرادِ الصغيرِ المَهزول يَلْصَقُ بجَسَدِ الإنسان ولا يكادُ يَنْقَطِعُ إلاّ بحَملِ الزِّئبَقِ قال أعرابيٌّ من بَني تَميمٍ يذكرُ دَوابَّ الأرضِ وكان في باديةِ الشام :
وفي الأرضِ أَحْنَاشٌ وسَبعٌ وخارِبٌ ... ونحنُ أَسارى وَسْطَها نَتَقَلَّبُ
رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشِبْثانُ ظُلمَةٍ ... و أَرْقَطُ حُرْقوصٌ وَضَمْجٌ وَعَنْكَبُ الطِّبِّيع كسِكِّيت : لُبُّ الطَّلْع سُمِّي بذلك لامتِلائِه من طَبَعْتُ السِّقاءَ إذا ملأتَه . وفي حديثِ الحسَنِ البَصْريِّ أنّه سُئِلَ عن قَوْله تَعالى : " لها طَلْعٌ نَضيدٌ " فقال : هو الطِّبِّيعُ في كُفُرّاه والكُفُرَّى : وعاءُ الطَّلْع . وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ كمُعَظّمة : مُثْقَلَةٌ بالحِملِ قال :
أينَ الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ ... وأينَ حِمْلُ الناقةِ المُطَبَّعَهْ ويُروى الجَلَنْفَعَة . والتَّطْبيع : التَّنْجيس قال يزيدُ بنُ الطَّثَريَّة :
وعن تَخْلِطي في الشِّربِ يا لَيْلَ بَيْنَنا ... من الكَدِر المأبِيّ شِرْباً مُطبَّعا أرادَ : أن تَخْلِطي وهي لغةُ تَميمٍ والمُطبَّع الذي نُجِّسَ والمَأْبِيّ : الذي تأبى الإبلُ شُربَه . منَ المَجاز : تطَبَّعَ بطِباعِه أي تخَلَّقَ بأخلاقِه . تطَبَّعَ الإناءُ : امتلأ وهو مُطاوِعُ طَبَعَه وطَبَّعَه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الطابِع كصاحِبٍ : الناقِش . وقيل للطابِع طابِعٌ وذلك كنِسبَةِ الفِعلِ إلى الآلةِ نحو سَيْفٌ قاطِعٌ قاله الراغبُ ومن سَجَعَاتِ الأساسِ : رَأَيْتُ الطابَع في يدِ الطابِع . وجمعُ الطَّبْع : طِبَاعٌ وأَطْبَاعٌ . وجمعُ الطَّبيعَة : طَبائِع . وطَبَعَ الشيءَ كَطَبَعَ عليه . وناقةٌ مُطَبَّعَةٌ كمُعَظَّمةٍ : سَمينةٌ نقله الزَّمَخْشَرِيّ . وقال الأَزْهَرِيّ : ويكون المُطَبَّعَةُ : الناقة التي مُلِئَت شَحْمَاً ولَحْمَاً فَتَوَثَّقَ خَلْقُها . وقِربَةٌ مُطَبَّعةٌ طَعاماً : مَمْلُوءةٌ قال أبو ذُؤَيْبٍ :
فقيلَ تحَمَّلْ فوقَ طَوْقِكَ إنَّها ... مُطبَّعَةٌ مَن يَأْتِها لا يَضيرُها وتَطبَّعَ النهرُ بالماءِ : فاضَ به من جوانبِه وتدفَّق . وجمع الطِّبْع بالكَسْر : طِباع . وقال الأَزْهَرِيّ : ويُجمَع الطِّبْع بمعنى النهرِ على الطُّبُوع سَمِعْتُه من العرب . وقال غيرُه : ناقةٌ مُطْبَعَةٌ كمُكرَمةٍ : مُقَلَةٌ بحِملِها على المثَل قال عُوَيْفُ القَوافي :
عَمْدَاً تسَدَّيْناكَ وانْشَجرَتْ بنا ... طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٌ من الوِقْرِ والطَّبِع ككَتِفٍ : الكَسِلُ قال جَريرٌ : وإذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَريبَةٍ و خَرَجْتَ لا طَبِعاً ولا مَبْهُورا قال ابنُ بَرِّيّ . وسَيفٌ طَبِعٌ ككَتِفٍ : صَدِئُ . وطَبِعَ الثوبُ طَبَعَاً : اتَّسخَ . وطُبِّعَ بالضَّمّ تَطْبِيعاً : دُنِّسَ عن شَمِرٍ . وما أدري من أين طَبَعَ أي طَلَعَ . ومُهرٌ مُطَبَّعٌ كمُعَظَّمٍ : مُذَلَّلٌ . ومنَ المَجاز : هو مَطْبُوعٌ على الكرِم . وكَريم الطِّبَاع . وكلامٌ عليه طابِعُ الفَصاحَة