رَضَعَ الصبيُّ أمَّهُ كسَمِعَ وضَرَبَ الثانيةُ لغةُ نَجدٍ والأُولى لغةُ تِهامَة كما في الصحاحِ والعُبابِ واللِّسان . وفي المِصباحِ بعَكسِ ذلك قال الجَوْهَرِيّ : قال الأَصْمَعِيّ : أَخْبَرَني عيسى بنُ عمرَ أنّه سَمِعَ العربَ تُنشِدُ هذا البيتَ - لابنِ هَمّام السَّلُوليِّ - على هذه اللُّغَة :
وذَمُّوا لنا الدُّنيا وهمْ يَرْضِعونَها ... أفاويقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثُعْلُ وفي العُباب : هو قَوْلُ عَبْد الله بنِ هَمّامٍ يُخاطبُ النعمانَ بنَ بشيرٍ - رَضِيَ اللهُ عنهما - :
فَقَبْلَكَ ما كانتْ تَلينا أَئِمَّةٌ ... يُهِمُّهُمُ تَقْوِيمُنا وهمُ عُضْلُ
يَذُمُّونَ دُنْياهمْ وهمْ يَرْضِعونَها ... أفاويقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثُعْلُ هكذا بكسرِ الضاد رَضْعَاً بالفَتْح مصدر رَضَعَ كَضَرَبَ ويُحرَّك مصدر رَضِعَ كسَمِع ورَضاعاً ورَضاعَةً بفَتحِهما أمّا الأوّلُ فمصدر رَضِعَ رَضاعاً كسَمِع سَماعاً ونقله الجوهري ويكسران قال اللهُ تعالى : " أنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ " بفَتحِ الراء وقرأَ أبو حَيْوَةَ وأبو رَجاء والجارودُ وابنُ أبي عَبْلَةَ : " أن يُتِمَّ الرِّضاعَةَ " بكسرِ الراء ورَضِعاً ككَتِفٍ فهو راضِعٌ ج : رُضَّعٌ كرُكَّعٍ وهو رَضِعٌ ككَتِفٍ ج : رُضُعٌ كعُنُق : امْتصَّ ثَدْيَها . وفي الحديث : " انْظُرْنَ ما إخوانِكُنَّ فإنّما الرَّضاعةُ من المَجاعة " قال ابنُ الأثير : الرَّضاعةُ بالفَتْح والكَسرِ : الاسمُ من الإرضاع فأما من الرَّضاعة : اللُّؤْمِ فالفَتح فقط . وتفسيرُ الحديث : أنَّ الرَّضاعَ الذي يُحَرِّمُ النِّكاحَ إنّما هو في الصِّغَرِ عند جُوعِ الطِّفل فأمّا في حالِ الكِبَرِ فلا . والرُّضوعة التي تُرْضِعُ وَلَدَها وخَصَّ أبو عُبَيْدةَ به الشاة تُرْضِع . والرّاضِعَتان : ثَنِيَّتا الصبيِّ المُتَقدِّمَتانِ اللتانِ يَشْرَبُ عليهما اللبَنَ . ج : رَواضِع وقيل : الرَّواضِعُ : ما نَبَتَ من أسنانِ الصبيِّ ثمّ سَقَطَ في عَهْدِ الرَّضاع يقال منه : سَقَطَت رَواضِعُه ويقال : الرَّواضِعُ : سِتٌّ من أَعْلَى الفَمِ وسِتٌّ من أَسْفَلِه . منَ المَجاز : رَضُعَ الرجلُ ككَرُمَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وقال ابنُ عَبّادٍ : رَضَعَ الرجلُ أيضاً مثل مَنَعَ رَضاعَةً بالفَتْح لا غيرُ . ومنه رَجَزٌ يُروى لفاطمةَ - رَضِيَ اللهُ عنها - :
" ما بي مِن لُؤْمٍ ولا رَضاعَهْ قال الجَوْهَرِيّ : قالوا : رَضُعَ الرجلُ بالضَّمّ كأنّه كالشيءِ يُطبَع عليه وقال الزَّمَخْشَرِيّ : ولمّا نُقِلَ إلى معنى المُبالَغةِ في اللُّؤْمِ بَنَوْا فِعلَه على فَعُلَ فقالوا : رَضُعَ رَضاعَةً فهو راضِعٌ ورَضِعٌ ورَضّاعٌ كشَدَّادٍ مِن قومٍ رُضَّعٍ ورُضَّاعٍ كرُكَّعٍ وكُفَّارٍ أي لَؤُمَ أي صارَ لَئيماً ومنه قَوْلُ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَع رضي الله عنه :
" واليومُ يَوْمُ الرُّضَّعِ
أي : اليومُ يَوْمُ هَلاكِ اللِّئامِ . وفي حديثِ ثَقيفٍ : قالتْ عجوزٌ منهم : أَسْلَمَها الرُّضَّاعَ وتركوا المِصَاعَ . أي اللِّئام والمِصَاع : المُضارَبَةُ بالسيفِ والاسمُ : الرَّضَع مُحرّكةً وككَتِفٍ . قال اليَماميُّ : الرَّاضِع : اللئيمُ الذي رَضَعَ اللؤْمَ من ثَدْيِ أمِّه يريدُ أنّه وُلِدَ في اللؤْم . وهو مَجاز . قيل : الرّاضِع : الرّاعي الذي لا يُمسِكُ معه مِحْلَباً فإذا سُئِلَ اللبَنَ اعتلَّ بذلك أي بأنّه لا مِحلَبَ له وإذا أرادَ الشُّربَ رَضَعَ حَلُوبَتَه . قيل : اللئيمُ الرّاضِع : مَن يأكلُ الخُلاَلَةَ من بَيْنِ أَسْنَانِه لُؤْماً لئلاّ يَفوتَهُ شيءٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : اللئيمُ الرّاضِع : مَن يَرْضَعُ الناسَ أي يَسْأَلُهم . قلتُ : وبه فَسَّرَ ابْن الأَعْرابِيّ قَوْلَ جَريرٍ :
ويَرْضَعُ مَن لاقى وإنْ يَرَ مُقْعَداً ... يَقودُ بأَعْمى فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ قال : أي يَسْتَعْطيه ويطلبُ منه أي لو رأى هذا لَسَأَلَه . وهذا لا يكون ؛ لأنّ المُقعَدَ لا يَقْدِرُ أن يقومَ فيقودَ الأعمى . وفي الأساس وتَقُولُ : استعِذُ باللهِ مِنَ الرَّضاعةَ كما تَستعيذُ به مِنَ الضَّراعَة . ونَقَل ابن الأثيرِ أيضاً مثل ذلك . وفي الصِّحاح : قَوْلَهَم : لئيمٌ راضعٌ أَصلهُ زعموا أنَّ رجلاً كانَ يَرْضَعُ إبلَهُ ولا يَحْتلُبُها لئلا يُسمعَ صَوْتُ حَلْبهِ فَيُطْلَبَ منه . وقالَ ابنُ دُرَيدْ : كان هذا في الحدِيثِ في العمالِقَةِ فَكَثُرَ حتَّى صارَ كُلُ لئيم رَاضِعاً فَقلَ ذلك الفِعْلَ أو لمْ يَفْعَلْ . قالَ وأَصْلُ الحديثِ أنَّ رَجُلاً مِنَ العَمالِيقِ طَرَقَهُ ضَيِفٌ لَيلاً فَمضَّ ضِرْعَ شَاتِه لئلا يَسْمَعَ الضَّيفُ صَوْتَ الشَّخَبِ . قال : والرَّضاعَة : كَسَحَابةٍ : اسمُ الدَّبُور أو رِيحٌ بَيْنَها وبَيْنَ الجَنوبِ وذلك لأنّها إذا هَبَّتْ على اللِّقاحِ رَضَعَتْ أَلْبَانُها أي قَلَّت وهو مَجاز . قال : والرِّضْع بالكَسْر : شجَرٌ تَرْعَاهُ الإبلُ كما في العُباب . تقول : هذا رَضيعُكَ أي أخوكَ من الرَّضاعةِ بالفَتْح كما في الصحاح كما تقول : أَكيلُكَ قال الأعْشى :
رَضيعَيْ لِبَانٍ ثَدْيَ أمٍّ تَقاسَما ... بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّضَع مُحرّكةً : صِغارُ النَّحْل واحدِتُها رَضَعَة كالرَّصَع بالصاد وقد تقدّم عن الأَزْهَرِيّ أنّه بالصادِ المهملة تَصحيفٌ . وأَرْضَعَتِ المرأةُ فهي مُرْضِعٌ أي لها ولَدٌ تُرضِعُه ومنه قولُ امرئِ القَيسِ :
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ ... فَأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائمَ مُحْوِلِويُروى مُرْضِعاً ويُروى مُغْيلٍ أي ذاتِ رَضيعٍ فإن وَصَفْتَها بإرضاعِ الولَدِ أَلْحَقْتَ الهاءَ . وقلتَ : مُرْضِعَة كما في الصحاحِ والعُباب ومنه قَوْله تَعالى : " يَوْمَ تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عمّا أَرْضَعَتْ " وفي الحديثِ حين ذكر الإمارةَ فقال : " نِعْمَتِ المُرْضِعَةُ وبِئْسَتِ الفاطِمَةُ " ضَرَبَ المُرضِعَةَ مَثَلاً للإمارةِ وما تُوَصِّلُه إلى صاحبِها من الأَحْلاب يعني المَنافع والفاطِمَةَ مثلاً للمَوتِ الذي يَهْدِمُ عليه لَذّاتِه ويقطعُ مَنافِعَها . قال ثعلبٌ : المُرْضِعَة : التي تُرْضِعُ وإنْ لم يكن لها ولَدٌ أو كان لها ولَدٌ والمُرْضِع : التي ليس مَعَهَا ولَدٌ وقد يكون معها ولَدٌ . وقال مَرّةً : إذا أدخلَ الهاءَ أرادَ الفِعلَ وجَعَلَه نَعْتَاً وإذا لم يُدخِل الهاءَ أرادَ الاسمَ . وقال الفَرّاء : المُرْضِعُ والمُرْضِعَة : التي معها صبيٌّ تُرْضِعُه قال : ولو قيلَ في الأمِّ : مُرْضِعٌ - لأنّ الرَّضاعَ لا يكونُ إلاّ من الإناثِ كما قالوا : امرأةٌ حائِضٌ وطامِثٌ - كان وَجْهَاً . قال : ولو قيلَ في التي معها صَبيٌّ : مُرْضِعَةٌ كان صَواباً . وقال الأخفَشُ : أَدْخَلَ الهاءَ في المَرْضِعَةِ لأنّه أرادَ - واللهُ أَعْلَم - الفِعلَ ولو أرادَ الصِّفةَ لقال : مُرْضِعٌ . وقال أبو زَيْدٍ : المُرْضِعة : التي تُرْضِعُ وثَدْيُها في فَمِ ولَدِها وعليه قَوْله تَعالى : " تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ " قال : والمُرضِع : التي دنا لها أن تُرْضِعَ ولم تُرْضِع بعد والمُرْضِع : التي معها الصبيُّ الرَّضيع . وقال الخليل : امرأةٌ مُرضِعٌ : ذاتُ رَضيع كما يقال : امرأةٌ مُطْفِلٌ : ذاتُ طِفلٍ بلا هاءٍ لأنّك تَصِفُها بفِعلٍ منها واقِعٍ أو لازمٍ فإذا وَصَفْتَها بفِعلٍ هي تَفْعَلُه قلتَ : مُفْعِلَةٌ كقولِه تعالى : " تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعَةٍ عمّا أَرْضَعَتْ " وَصَفَها بالفِعلِ فأدخلَ الهاءَ في نَعْتِها ولو وَصَفَها بأنّ مَعَهَا رَضيعاً قال : كلُّ مُرضِعٍ . وقال ابنُ بَرّي : أمّا مُرضِعٌ فَعَلَى النَّسَبِ أي ذاتُ رَضيعٍ كما تقول : ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ أي ذاتُ شادِنٍ وعليه قولُ امرئِ القَيسِ :
" فمِثلِكِ... الخ فهذا على النَسَب وليس جارِياً على الفِعلِ كما تقول : رجلٌ دارِعٌ تارِسٌ أي معه دِرعٌ وتُرْسٌ ولا يقال منه : دَرِعٌ ولا تَرِسٌ فلذلك يُقَدَّرُ في مُرْضِعٍ أنّه ليس بجارٍ على الفِعلِ وإن كان قد استُعمِلَ منه الفعلُ . وقد يَجيءُ مُرضِعٌ على معنى ذاتِ إرْضاعٍ أي لها لبَنٌ وإن لم يكن لها رَضيع هذا خُلاصَةُ ما قاله النَّحَوِيُّون . وراضَعَ فلانٌ ابْنَه أي دَفَعَه إلى الظِّئْرِ . نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأنشد لرُؤْبَة :
إنَّ تَميماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ... وَلَمْ تَلِدْهُ أمُّهُ مُقَنَّعا أي وَلَدَتْه أمُّه مكشوفَ الأمرِ ليس عليه غِطاءٌ . قال الجَوْهَرِيّ : ارْتَضَعَتِ العَنزُ أي شَرِبَتْ لَبَنَ نَفْسِها وأنشدَ للشاعر وهو عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِليُّ :
إنِّي وَجَدْتُ بَني أَعْيَا وجاهِلَهُم ... كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيْها فَتَرْتَضِعُهكذا هو في الصحاح ويُروى : بَني سَهمٍ وجامِلَهم ويُروى وعِزَّهُم يريدُ تَرْضَعُ نَفْسَها يصِفُهم باللُّؤْم والعَنزُ تفعلُ ذلك . واسْتَرضَعَ : طَلَبَ مُرضِعَةً ومنه قَوْله تَعالى : " وإن أردتُم أنْ تَسْتَرْضِعوا أولادَكم فلا جُناحَ عليكم " أي : تَطْلُبوا مُرضِعةً لأولادِكم . قال ابنُ بَرّيّ : وتقول : اسْتَرْضَعْتُ المرأةَ ولَدي أي طَلَبْتُ منها أن تُرضِعَه قال اللهُ تعالى : " أن تَسْتَرْضِعوا أولادَكم " والمَفعولُ الثاني محذوفٌ أي أن تَسْتَرْضِعوا أولادَكم مَراضِع والمحذوفُ في الحقيقةِ المفعولُ الأوّل ؛ لأنّ المُرضِعةَ هي الفاعِلَةُ بالولَدِ ومنه فلانٌ المُسْتَرْضِع في بَني تَميم وحكى الحوفِيُّ في البُرهانِ في أحَدِ القولَيْن : أنّه مُتَعَدٍّ إلى مفعولَيْن والقولُ الآخَر : أن يكونَ على حَذْفِ اللام أي لأولادِكُم . قال الأَزْهَرِيّ : قَرَأْتُ بخطِّ شَمِرٍ : رُبَّ غلامٍ يُراضَع . قال : والمُراضَعَة : أن يَرْضَعَ الطفلُ أمَّه وفي بَطْنِها ولَدٌ قال : ويقال لذلك الولَدِ الذي في بَطْنِها : مُراضَعٌ ويجيءُ مُخْتَلاًّ ضاوِيَّاً سَيِّئَ الغِذاء ونقله الصَّاغانِيّ عن النَّضْر . المُراضَعَة : أن يَرْضَعَ معه آخَرُ كالرِّضاع بالكَسْر يقال : راضَعَه مُراضَعَةً ورِضاعاً . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : رَضَعَ الصبيُّ ثَدْيَ أمِّه كَمَنَعَ لغةٌ حكاها صاحبُ المِصباحِ وابنُ القَطّاع واستَدْركَه شَيْخُنا . وارْتَضعَ كَرَضَعَ . والرَّاضِع : ذاتُ الدَّرِّ واللبَن على النَّسَب . وتَراضَعا : رَضَعَ كلٌّ منهما مع الآخَر . والرَّضيع : المُراضِع والجمعُ رُضَعاء . وجَمعُ المُرْضِع : المَراضِع قال اللهُ تعالى : " وحَرَّمْنا عليه المَراضِع " . والمَراضيع على ما ذهب إليه سيبويهِ في هذا النحوِ قال الهُذَليُّ :
ويَأْوي إلى نِسْوَةٍ عُطَّلٍ ... وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي واستعارَ أبو ذُؤَيْبٍ المَراضيعَ للنَّحْلِ فقال :
تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جَوارِسٌ ... مَراضيعُ صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها والرَّاضِعون : اللِّئام . وهو يَرْضَعُ الدنيا ويَذُمُّها وهو مَجاز . ويقال : بينهما رِضاعُ الكَأْسِ وهو مَجاز أيضاً . وفي حديثِ قُسٍّ : رَضيعُ أَيْهُقان . قال ابنُ الأَثير : فَعيلٌ بمعنى المَفعولِ يعني أنَّ النَّعَامَ في ذلك المكانِ يَرْتَع هذا النَّبتَ ويمصُّه بمَنزِلَةِ اللبَن ؛ لشِدَّةِ نُعومَتِه وكَثرَةِ مائِه . ويُروى بالصادِ المُهمَلة وقد تقدّم . والراضِع : الشَّحَّاذ لأنّه يَرْضَعُ الناسَ بسؤالِه وهو مَجاز . والرَّضَع مُحرّكةً : سِفادُ الطائرِ عن كُراعٍ والمعروفُ بالصادِ المُهمَلة
الطَّفْلُ : الرَّخْصُ النَّاعِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُقالُ : بَنانٌ طَفْلٌ وإِنَّما جَازَ أَنْ يُوصَفَ البَنانُ وهو جَمْعٌ بالطَّفْلِ وهو واحِدٌ لأَنَّ كُلَّ جَمْعٍ ليسَ بَيْنَهُ وبَيْنَ واحِدِهِ إِلاَّ الْهاءُ فَإنَّهُ يُوَحَّدُ ويُذَكَّرُ ولهذا قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رضِيَ اللهُ تَعالى عَنه :
فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنهُ مَسَحْنَهُ ... بِأَطْرافِ طَفلٍ زَانَ غَيْلاً مُوَشَّمَا أَرَادَ بِأَطْرافِ بَنانٍ طَفْلٍ فجَعَلَهُ بَدَلاً عنه قالَ الجَوْهَرِيُّ : ج : طِفالٌ بالكسرِ وطُفُولٌ بالضَّمِّ قالَ عَمْرُو بنُ قَمِيئَةَ :
إلى كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقَا ... وكَفٍّ تُقَلّبُ بِيضاً طِفَالاَ وقالَ ابنُ هَرْمَةَ :
مَتَى ما يَغْفُلِ الوَاشُونَ تُومِئْ ... بِأَطْرافٍ مُنَعَّمَةٍ طُفُولِ وهِيَ بِهاْءٍ قالَ الأَعْشَى :
رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَب ... بُ سُخاماً تَكُفُّهُ بِخِلاَلِ وقد طَفُلَ ككَرُمَ طَفَالَةً وطُفُولَةً : إِذا رَخُصَ . والطِّفْلُ بالكَسْرِ : الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أو الْمَوْلُودُ كَما في الصِّحاحِ ووَلَدُ كُلِّ وَحْشٍيَّةٍ أيضاً : طِفْلٌ كَما في الصِّحاحِ بَيِّنُ الطَّفَلِ مُحَرَّكَةً والطَّفَالَةِ والطُّفُولَةِ والطُّفُولِيَّةِ بِضَمِّهِما مع تَشْدِيدِ الياءِ في الأَخِيرَةِ وقد سُمِعَ تَخْفِيفها أيضاً ولا فِعْلَ له نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه في المُحْكَمِ والسَّرَقُسْطِيُّ في الأَفْعَالِ وشُرَّاحُ الفَصِيحِ قَاطِبَةً واسْتَعمَلَهُ عِياضٌ وغيرُه هكذا مَصْدَراً فَلا عِبْرَةَ بِمُناقَشَةِ الشِّهابِ وغيرِهِ مِنْ شُرَّاحِ الشِّفاءِ تَقْلِيداً له في اللَّغَةِ ذَكَرُوا وُرُودَ الطَّفُولَةِ فلا يُحْتاجُ إلى النِّسْبَةِ التي تَصِيرَ بها الجَوامِدُ مَصَادِرَ وجَعَلُوا مثلَه سَماعِياً مثلَ الخُصُوصِيَّةِ كَما فَعَلَهُ المَرْزُوقِيُّ وغيرُه من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ ثمَّ قالَ الشّهابُ : إِلاَّ أنَّ المُصَنِّفَ ثِقَةٌ فَلَعَلَّهُ وَقَفَ عليه . قالَ شيخُنا : دَعْواهُم فيهِ أنَّ اليَاءَ لِلنِّسَبِ لا يَخْلُو عن نَظَرٍ وإِنْ قالَهُ السَّعْدُ وغيرُهُ في الخُصُوصِيَّةِ فقد أَشَرْنَا لِبُطْلانِهِ من وُجوهٍ منها كَوْنُ يائِهِ حُكِيَ فيها التَّخْفِيفُ وياءُ النّسَبِ لا تُخَفَّفُ ومنها أنَّ دَعْوى النَّسَبِ إِنَّما ادَّعَوْها في لُغَةِ الفتحِ وأَمَّا مَنْ نَقَلَ الضَّمَّ في الخُصُوصِيَّةِ وشِبْهِهِ فلا يُتَصَوَّرُ عندَهُ نَسَبٌ ومنها أَنَّ هذِهِ الياءَ وقَعَتْ في كثيرٍ مِنَ المَصادِرِ التي ليستْ على فُعُولَةٍ كالطَّواعِيَّةِ ومنها أَنَّ هذا اللَّفْظَ نَفْسَهُ حَكاهُ جَماعَةٌ غَيْرُ عِياضٍ كابنِ سِيدَه وشُرَّاحِ الفَصيحِ وغيرِهم فلا يَصِحُّ ما قالَهُ الشِّهابُ وإِن اعْتَمَدَ فيه عَلى الرَّاغِبِ وأيدَهُ بِكَلامِ المَرْزُوقِيِّ وغيرِه الْتِفَاتَ إِلَيْهِ إِذْ على تَسْلِيم ما قَالُوهُ فقد صَحَّ ثُبُوتُ الطُّفُولِيَّةِ وصَحَّتِ الخُصُوصِيَّةُ واللهُ أَعْلمُ . انْتهى . قلتُ : وقد سَبَقَ شَيْءٌ من ذلكَ في خ ص ص فراجِعْهُ . ونقلَ الأَزْهَرِيُّ عن أبي الهَيْثَم قالَ : الصَّبِيُّ يُدْعَى طِفْلاً حينَ يًسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ إِلى أنْ يَحْتَلِمَ وقالَ المُناوِي : ويَبْقَى هذا الاسْمُ له حتى يُمَيِّزَ ثم لا يُقالُ لَهُ بَعْدَ ذلكَ طِفْلٌ بل صَبِيٌّ . وهذا مُنازَعٌ بِما قالَهُ أبو الهَيْثَمِ : إلى أن يَحْتَلِمَ فتَأَمَّلْ . قالَ الجَوْهَرِيُّ : وقد يكونُ الطَِّفْلُ واحِداً وجَمْعاً مُثلُ الجُنُبِ قالَ الهُ تَعالى : " أوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّسَاءِ " ج : أَطْفَالٌ قالَ الزَّجَّاجُ في قَوْلِهِ تَعالى : " ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً " : إِنَّهُ هنا في مَوْضِعِ أَطْفالٍ والعربُ تقول جارِيَةٌ طِفْلَةٌ وطِفْلٌ وجارِيَتانِ طِفْلٌ وجَوَارٍ طِفْلٌ وطِفْلَةٌ وطِفْلاَنِ وأَطْفالٌ وطِفْلَتانِ وطِفْلاَتٌ في القِياسِ وفي حديثِ الاسْتِسْقاءِ : أنَّ أَعْرابِيّاً أَنْشَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم :
أَتَيْناكَ والعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُها ... وقد شُغِلَتْ أُمُّ الصِّبِيِّ عن الطِّفْلِ ومِنَ المَجازِ : الطِّفْلُ : الْحَاجَةُ الصَّغِيرَةُ يُقالُ : هو يَسْعَى لي في أَطْفالِ الحَوائِجِ أي صِغَارِها كما في الأَساسِ . والطِّفْلُ أيضاً : اللَّيْلُ يُقالُ : أَتَيْتُهُ واللَّيْلُ طِفْلٌ في أَوَّلِهِ وهوَ مَجازٌ كما في الأَساسِ . والطِّفْلُ أيضاً : الشَّمْسُ قُرْبَ الْغُرُوبِ عن ابنِ سِيدَه قالَ الشَّاعِرُ :
" ولا مُتَلافِياً والشَّمْسُ طِفْلٌومِنَ المَجازِ : الطِّفلُ : سَقْطُ النَّارِ كَما في المُحْكَمِ أو الجَمْرَةُ كما في الأِساسِ يُقالُ : لَفَفْتُ في الخِرْقَةِ طِفْلَ النّارِ وفي التَّهِذِيبِ : يُقالُ للنَّارِ ساعَة تُقْدَحُ طِفْلٌ وطِفْلَةٌ والجمعُ أَطْفالٌ ومنه : تَطايرَتْ أَطْفالُ النَّارِ أي شَرَرُها وكُلُّ ذلكَ قد فُسِّرَ به قَوْلُ زُهَيْرٍ :
" لأَرْتَحِلَنْ بِالْفَجْرِ ثُمَّ لأَدْأَبَنْإلى اللَّيْلِ إِلاَّ أَنْ يُعَرِّجَنِي طِفْلُ يَعْنِي حَاجَةً يَسِرَةً مِثْلَ قَدْحِ نارٍ أو نُزُ,لٍ للبَوْلِ وما أَشْبَهَهُ
وكُلُّ جُزْءٍ مِنْكُلِّ شَيْءٍ عَيْناً كانَ أو حَدَثاً طِفلٌ والجَمْعُ أَطْفالٌ ومِنْ هُنا قالُ,ا : طِفْلُ الهَمِّ والحُبِّ قالَ :
" يُضَمُّ إِلَيَّ اللَّيْلُ أَطْفَالَ حُبِّهاكَما ضَمَّ أَزْرَارَ القَمِيصِ البَنَائِقُ والْمُطْفِلُ كمُحْسِنٍ : ذاتُ الطِّفْلِ مِن الإِنْسِ والْوَحْشِ وقد أَطْفَلَتِ الْمَرْأَةُ والظَّبْيَةُ والنَّعَمُ قالَ لَبِيدٌ :
فَعَلاَ فُرُوعَ الأيهُقَانِ وأَطْفَلَتْ ... بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها وفي الصَّحاحِ : المُطْفِلُ : الظَّبْيَةُ مَعَها وَلَدُها وهي قَرِيبَةُ عَهْدٍ بالنَّتاجِ ج : مَطَافِيلُ ومَطَافِلُ قالَ رُؤْبَةُ في الظِّباءِ :
" فاسْتَبْدَلَتْ مِنْ أَهْلِها بَدَائِلاَ
" عيناً وآراماً بها مَطافِلاَ وقالَ أبو ذُؤَيْبٍ في الإِبِلِ :
وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكَ لو تَبْذُلِينَهُ ... جَنَى النَّحْلِ في أَلْبَانِ عُوذٍ مَطافِلِ
مَطافِيلَ أَبْكارٍ حَدِيثاً نَتاجُها ... تُشابُ بِماءٍ مِثْلَ ماءِ المَفاصِلِ وقال أبو عُبَيْدٍ : نَاقَةٌ مُطْفِلٌ ونُوقٌ مَطافِلُ ومَطافِيلُ بالإِشْباعِ : معَها أولادُها . وفي الحديثِ : سارَتْ قُرَيْشٌ بالعُوذِ المَطافيل أي الإِبِل مع أولادِها والعُوذُ : الإِبِلُ التي وضَعَتْ أوْلادَها حَديثاً ويُقالُ : أطْفَلَتْ فهي مُ " ْفِلٌ ومُطْفِلَةٌ يُرِيدُ أَنَّهُم جاءُوا بأَجْمَعِهم كبارِهم وصِغارِهم وفي حَدِيثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه : فأَقْبَلتُم إِليّ إِقْبَالَ العُوذِ المَطافِلِ فجمَع بغيرِ إِشْباعٍ . ولَيْلةٌ مُطْفِلٌ : تَقْتُلُ الأَطْفالَ بَرْداً أي بِبَرْدها . ومِنَ المَجازِ : طَفَّلَ الْكَلامَ تَطْفِيلاً : إِذا تَدَبَّرَهُ وكذلكَ : رَشَّحَهُ كما في الأسَاسِ . وطَفَّلَ اللِّيْلُ : دَنَا وأَقْبَلَ بِظَلامِهِ وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ :
وطَيِّبَةٍ نَفْساً بتَأْبِينِ هالِكٍ ... تُذَكِّرُ أَخْدَاناً إِذا اللَّيْلُ طَفَّلاَ وطَفَّلَتِ النَّاقَةُ : رَشَّحَتْ طِفْلَها قالَ الأَخْطَلُ :
إِذا زَعْزَعَتْهُ الرِّيحُ جَرَّ ذُيُولَهُ ... كَما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّلُ وطَفَّلَتِ الشَّمْسُ : هَمَّتْ بالوُجُوبِ ودَنَتْ لِلغُروبِ ومنهُ حديثُ ابنِ عُمَرَ : أنَّهُ كَرِهَ الصَّلاةَ على الجِنَازَةِ حينَ طَفَّلَتِ الشَّمْسُ للغُروبِ أي دَنَتْ منه كطَفَلَتْ تَطْفُلُ طُفُ,لاً فيهِما أي في الشَّمْسِ والنَّاقَةِ . وطَفَّلَ الإِبِلَ تَطْفِيلاً : رَفَقَ بِهَا في السَّيْرِ حَتَّى تَلْحَقَها أَطْفَالُها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وطَفَلُ الْعَشِيِّ مُحَرَّكاً : آخِرُهُ عِنْدَ الْغُرُوبِ واصْفِرارِ الشَّمْسِ وفي الصِّحاحِ : الطَّفَلُ بعدَ العَصْرِ إِذا طَفَلَتِ الشَّمْسُ للغُرُوبِ يُقالُ : أَتَيْتُهُ طَفَلاً وقالَ ابنُ بُزُرْج : أَتَيْتُهُ طَفَلاً أي مُمْسِياً وذلكَ بعدَما تَدْنُو الشَّمْسُ للغُرُوبِ . والطَّفَلُ مِنَ الْغَداةِ : مِنْ لَدُنْ ذُرُورِ الشِّمْسِ إِلى اسْتِكْنَانِها في الأَرْضِ ونَصُّ المُحْكَمِ : إِلى اسْتِكْمَالِها في الأَرْضِ وفي التَّهْذِيبِ : طَفَلُ الغَداةِ والعَشِيِّ مِنْ لَدُنْ أَنْ تَهُمَّ الشِّمْسُ بالذُّرُورِ إِلى أَنْ يَسْتَمْكِنَ الضِّحَّ مِنَ الأَرْضِ . انْتَهى . ويُقالُ : أَتَيْتُهُ طَفَلاً وذلكَ بعدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ . والطَّفَلُ : إِقْبَالُ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ بِظُلْمَتِهِ وقالَ أبو عَمْرٍو : الطَّفَلُ : الظُّلْمَةُ نَفْسُهَا وأَنْشَدَ لابْنِ هَرْمَةَ :" وقد عَرَانِي مِنْ لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ ونَسَبَهُ الصّاغَانِيُّ إِلى نابِغَةِ بني شَيْبانَ واسْمُهُ عبدُ اللهِ بنُ مُخارِقٍ وأَوَّلُهُ :
" سَمِعْتُ منها عَزِيفَ الجِنِّ سَاكِنِها وطَفَلَ الرَّجُلُ طُفُولاً : دَخَلَ في الطِّفَلِ كَأَطْفَلَ . وطَفَلَتِ الشَّمْسُ : إِذا طَلَعَتِ نَقَلَهُ الفَرَّاءُ في نَوادِرِهِ . وقالَ الزَّجَّاجُ : طَفَلَتْ : احْمَرَّتْ عِنْدَ الغُرُوبِ ودَنَتْ له كأَطْفَلَتْ وهو ضِدٌّ أي : بَيْنَ طَفَلَتْ : طَلَعَتْ وطَفَلَتْ : احْمَرَّتْ وكذا بَيْنَ : أَتَيْتُهُ طَفَلاً مُمْسِياً وأَتَيْتُهُ طَفَلاً بَعدَ طُلُوعِ الشِّمْسِ . وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : طَفِلَ النَّبْتُ كفَرِحَ وطُفِّلَ بالضّمِّ تَطْفِيلاً : أَصابَهُ التُّرَابُ فَأَفْسَدَهُ وقالَ غيرُه : عُشْبٌ طِفْلٌ لَمْ يَطُلْ والذي نَصِّ عليه الصّاغَانِيُّ نَقْلاً عن ابنِ عَبَّادٍ : طَفِلَ كَفَرِحَ وطُفِلَ بالضَّمِّ أي كعُنِيَ فراجِعِ المُحِيطَ . قالَ شيخُنا : واعْتَرَضَ بعضُهم على قَوْلِ المُصَنِّفَ : وطُفِّلَ بالضَّمِّ إلخ بأَنَّ التَّفْعِيلأَ مَصْدَرُ طَفَّلَ مُضَاعَفاً وظاهِرُ قَوْلِهِ : بالضَّمِّ أَنَّهُ كَكَرُمَ فكيفَ يقُولُ : تَطْفِيلاً ؟ قلتُ : وهو غَفلَةٌ عن اسْتِيفاءِ اصْطِلاحاتِهِ فقد أَشَرْنَا مِرَاراً إلى أَنَّ المُصَنِّف قد يُطْلَقُ بالضَّمِّ في الأَفْعالِ كَثِيراً على المَبْنِيِّ للمَجْهُولِ وهذا منه ويُؤَيِّدُهُ ذِكْرُ مَصْدَرِهِ تَطْفِيلاً إِذْ مِثْلُهُ مِمَّا لا يَخْفَى فلا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الضَّبْطَ راجِعٌ للعَيْنِ كما هو قاعِدَتُهُ في الأَفْعَالِ لأنَّ كُلاً منهما مِن اصْطِلاحاتِهِ كما لا يَخْفَى واللهُ تعالى أَعْلَمُ . والطَّفِيلُ كأَمِيرٍ : الْماءُ الْكَدِرُ يَبْقَى في الحَوْضِ واحِدَتُها هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : واحِدَتُهُ بِهَاءٍ طَفِيلَةٌ والذي في اللِّسانِ : أنَّهُ الطَّفْئِلُ كزبْرِجٍ لأنَّهُ ذَكَرَهُ في طَفْأَل وقالَ : هو الماءُ الرَّنْقُ الكَدِرُ يَبْقَى ف الحَوْضِ والواحِدَةُ طِفْئِلَةٌ يعني بالواحِدَةِ الطَّائِفَةِ فتَأَمَّلْ . وطَفِيلٌ : جَبَلٌ بِمَكَّةَ وقد تَمَثَِّلَ بِلاَلٌ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنهُ فقالَ :
وهَلْ اَرِدْنْ يَوْماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ... وهل يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وطَفِيلُوقال الخَطَّابِيُّ : شَامَةٌ وطَفِيلٌ : عَيْنانِ . والطُّفَيْلُ كزُبَيْرٍ : شَاعِرٌ مِنْ بَنِي غَنِيٍّ . وقال أبو عُبَيْدَةَ : الطُّفَيْلُ بْنُ زَلاَّلٍ كشَدَّادٍ الْكُوفِيُّ الذي يُدْعَى طُفَيْلَ الأَعْرَاسِ أو الْعَرائِسِ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : هو من بَنِي عبدِ اللهِ بنِ غَطَفَانَ كانَ يَأْتِي الوَلاَئِمَ بِلاَ دَعْوَةٍ وكانَ يَقُولُ : وَدِدْتُ أَنَّ الكُوفَةَ بِرْكَةٌ مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخْفَى عليَّ منها شَيْءٌ ومِنْهُ الطُّفَيْلِيُّ نِسْبَةً إليْهِ وهو الذي يَدخُلُ الوَلِيمَةَ والمَآدِبَ ولَمْ يُدْعَ إليها والطَّفِلِيلُ بالكَسْرِ : الذي يَدْخُلُ مَعَ القَوْمِ فيَأْكُلُ طَعَامَهُم مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى ثُمَّ كُلُّ واغِلٍ طُفَيْلِيٌّ وصَرّفُوا فِعْلاً فقالُوا : قد طَفَّلَ عليه تَطْفِيلاً وتَطَفََّ عليه قالَ اللِّيْثُ : التَّطْفِيلُ مِنْ كَلامِ أَهْلِ العِراقِ يُقالُ : هو يَتَطَفَّلُ في الأَعْراسِ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : ما زالَ يُطَفَّلُ على النَّاسِ حتى نَسَخَ طُفَيْلَ الأَعْراسِ . وحَكَى ابنُ بَرِّيٍّ عن ابنِ خَالَوَيْه : الطُّفَيْلِيُّ والوَارِشُ والواغِلُ والاَرْشَمُ والزَّلاَّلُ والقَسْقَاسُ والدَّامِرُ والدَّامِقُ والزَّامِجُ واللَّعْمَظُ واللَّعْمُوظُ والمَكْزَمُ . ونقلَ الرَّاغِبُ في اشتقاقِهِ وَجْهاً آخَرَ فقالَ : يُقالُ إِنَّهُ مِنْ طَفلِ النَّهارِ وهو إِتْيانُهُ إِلى الطَّعامِ من غَيْرِ دَعْوَةٍ في ذلكَ الوَقْتِ ونَقَلَ أبو طالِبٍ عن الأَصٍمَعِيِّ أنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الطَّفَلِ وهو إِقْبالُ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ بِظُلٍمَتِهِ يَعْنِي أنَّهُ يُظْلِمُ على القَوْمِ أَمْرَهُم فلا يَدْرُ,نَ مَنْ دَعاهُ ولا كيفَ دَخَلَ عليْهِم قلتُ : والرَّاجِحُ الأَوَّلُ والطِّفْيَلُ كَحذْيَم : الطِّفْلُ وهو بِنَاءٌ وَضْعِيُّ وكذلكَ : رَجُلٌ طِرْيَمٌ قالَ كَهْدَلٌ الرَّاجِزُ :
" يارَبِّ لا تَرْدُدْ إِلَيْنا طِفْيَلاَ وقيلَ : إِنَّهُ أرادَ طُفَيْلاً يُصَغِّرُهُ بذلكَ ويُحَقِّرُهُ فلَمَّا لم يَسْتَقِمْ لَهُ الوَزْنُ غَيَّر بِناءَ التَّصْغِيرِ وهو يُرِيدُه وهذا مَذْهَبُ ابْن الأَعْرابِيِّ والقِياسُ الأَوَّلُ . وأيضاً : اسْمٌ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاجِزِ . والطُّفَالُ والطَّفَالُ كَغُرابٍ وسَحَابٍ : الطِّينُ الْيَابِسُ يَمَانِيَّةٌ . والْمَطافِلُ : ع وهكذا رُوِيَ قَوْلُ عبدِ مَنافٍ الهُذَلِيُّ :
" وهُمْ أَسْلَكُوكُم أَنْفَ عاذِ المَطافِلِ وقد ذكر في ط ح ل
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : الطَّفَلُ مُحَرَّكَةً : المَطَرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ :
" لِوَهْدٍ جَادَهُ طَفَلُ الثُّرَيَّا وفي الأَساسِ : وَقَعَتْ أَطْفَالُ الوِسْمِيِّ : مُطَيْراتُهُ وجَادَهُ طِفْلٌ مِنْ مَطَرٍ . والطِّفْلُ بالكسرِ : السَّحابُ الصِّغارُ في قَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ :
ثَلاثاً فَلَمَّا اسْتُحِيلَ الجَها ... مُ واسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فيها رُشُوحاوالطَّفْلُ بالفتحِ : هذا الطِّينُ الأَصْفَرُ المعروفُ بِمِصْرَ وتُصْبَغُ بهش الثِّيابُ . وأَطْفَلَ الكلامَ : تَدَبَّرَهُ . وطَفَلَتِ الحُمُرُ العُشْبَ إِذا رَعَتْهُ فأثارَتْ عليه التُّرابَ عن ابنِ عَبَّادٍ . ورِيحٌ طِفْلٌ إِذا كانَتْ لَيِّنَةَ الهُبُوبِ . ووَادِي طُفَيْلٍ كزُبَيْرٍ : بَيْنَ تِهامَةَ واليمَنِ قالَهُ نَصْرٌ . وطُفَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارِثِ : بَطْنٌ مِنْ كَلْبٍ منهم أبو طُفَيْلٍ الشَّاعِرُ الذي وَفَدَ على عليٍّ رَضِيَ الله تَعالى عنهُ ذكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ ومِنْ وَلَدِهِ أبو نُهَيْكٍ مُساوِرُ بنُ سَرِيعِ بنِ أبي طُفَيْلٍ شاعرٌ . والطَّفَّالُ : مَنْ يَبِيعُ الطَّفْلَ وكذلكَ نُسِبَ أبو الحسنِ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ محمد بنِ الحسنيِ بنِ السَّرِّيِ الطَّفَّالُ النَّيْسَابُورِيُّ المِصْرِيُّ ثَقَةٌ صَدُوقٌ عن أبي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ وعنهُ أبو محمدٍ النَّخْشَبِيُّ وأبو عبد اللهِ الرَّازِيُّ تُوفِّيَ سنة 448 . وعبدُ الكريمِ بنُ عُمَرَ الطَّفَّالُ وعبدُ الكريمِ بنُ عليٍّ النَّحْوِيُّ ابنُ الطَّفَّالِ كَتَبَ عنهُ السَّلَفِيُّ ذَكَرَهُما مَنْصُور . وأبو الطُّفَيْلِ : عامِرُ بنُ واثِلَةَ اللَّيْثِيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنه آخِرُ الصَّحابَةِ مَوْتاً رَوَى عنهُ أبو الزُّبَيْرِ المّكِّيُّ