معنى روح عن نفس في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الرِّيحُ نَسِيم
الهواء وكذلك نَسيم كل شيء وهي مؤنثة وفي التنزيل كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ
أَصابت حَرْثَ قوم هو عند سيبويه فَعْلٌ وهو عند أَبي الحسن فِعْلٌ وفُعْلٌ والرِّيحةُ
طائفة من الرِّيح عن سيبويه قال وقد يجوز أَن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع
الرِّيحُ نَسِيم
الهواء وكذلك نَسيم كل شيء وهي مؤنثة وفي التنزيل كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ
أَصابت حَرْثَ قوم هو عند سيبويه فَعْلٌ وهو عند أَبي الحسن فِعْلٌ وفُعْلٌ والرِّيحةُ
طائفة من الرِّيح عن سيبويه قال وقد يجوز أَن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع
وحكى بعضهم رِيحٌ ورِيحَة مع كوكب وكَوكَبَةٍ وأَشعَر أَنهما لغتان وجمع الرِّيح
أَرواح وأَراوِيحُ جمع الجمع وقد حكيت أَرْياحٌ وأَرايِح وكلاهما شاذ وأَنكر أَبو
حاتم على عُمارة بن عقيل جمعَه الرِّيحَ على أَرْياح قال فقلت له فيه إِنما هو
أَرْواح فقال قد قال الله تبارك وتعالى وأَرسلنا الرِّياحَ وإِنما الأَرْواحُ جمعُ
رُوح قال فعلمت بذلك أَنه ليس ممن يؤْخذ عنه التهذيب الرِّيح ياؤُها واو صُيِّرت
ياء لانكسار ما قبلها وتصغيرها رُوَيْحة وجمعها رِياحٌ وأَرْواحٌ قال الجوهري
الرِّيحُ واحدة الرِّياح وقد تجمع على أَرْواح لأَن أَصلها الواو وإِنما جاءَت
بالياء لانكسار ما قبلها وإِذا رجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو كقولك أَرْوَحَ
الماءُ وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة ويقال رِيحٌ ورِيحَة كما قالوا دارٌ ودارَةٌ وفي
الحديث هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر الأَرْواحُ جمع رِيح ويقال الرِّيحُ لآِل فلان
أَي النَّصْر والدَّوْلة وكان لفلان رِيحٌ وفي الحديث كان يقول إِذا هاجت الرِّيح
اللهم اجعلها رِياحاً ولا تجعلها ريحاً العرب تقول لا تَلْقَحُ السحابُ إِلاَّ من
رياح مختلفة يريج اجْعَلْها لَقاحاً للسحاب ولا تجعلها عذاباً ويحقق ذلك مجيءُ
الجمع في آيات الرَّحمة والواحد في قِصَصِ العذاب كالرِّيح العَقِيم ورِيحاً
صَرْصَراً وفي الحديث الرِّيحُ من رَوْحِ الله أَي من رحمته بعباده ويومٌ راحٌ
شديد الرِّيح يجوز أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه وأَن يكون فَعْلاً وليلة راحةٌ وقد
راحَ يَراحُ رَيْحاً إِذا اشتدّت رِيحُه وفي الحديث أَن رجلاً حضره الموت فقال
لأَِولاده أَحْرِقوني ثم انظروا يوماً راحاً فأَذْرُوني فيه يومٌ راحٌ أَي ذو رِيح
كقولهم رجلٌ مالٌ ورِيحَ الغَدِيرُ وغيرُه على ما لم يُسَمَّ فاعله أَصابته
الرِّيحُ فهو مَرُوحٌ قال مَنْظُور بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يصف رَماداً هل
تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذي القُورْ ؟ قد دَرَسَتْ غيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ
مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ القُور جُبَيْلات صغار واحدها قارَة
والمكفور الذي سَفَتْ عليه الريحُ الترابَ ومَرِيح أَيضاً وقال يصف الدمع كأَنه
غُصْنٌ مَرِيح مَمْطُورْ مثل مَشُوب ومَشِيب بُنِيَ على شِيبَ وغُصْنٌ مَرِيحٌ
ومَرُوحٌ أَصابته الريح وكذلك مكان مَريح ومَرُوحٌ وشجرة مَرُوحة ومَريحة
صَفَقَتْها الريحُ فأَلقت ورقها وراحَتِ الريحُ الشيءَ أَصابته قال أَبو ذؤيب يصف
ثوراً ويَعُوذ بالأَرْطَى إِذا ما شَفَّهُ قَطْرٌ وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ
وراحَ الشجرُ وجَدَ الريحَ وأَحَسَّها حكاه أَبو حنيفة وأَنشد تَعُوجُ إِذا ما
أَقْبَلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ كما انْعاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنائبا ويقال رِيحَتِ
الشجرةُ فهي مَرُوحة وشجرة مَرُوحة إِذا هبَّت بها الريح مَرُوحة كانت في الأَصل
مَرْيوحة ورِيحَ القومُ وأَراحُوا دخلوا في الريح وقيل أَراحُوا دخلوا في الريح
ورِيحُوا أَصابتهم الريحُ فجاحَتْهم والمَرْوَحة بالفتح المَفازة وهي الموضع الذي
تَخْترقُه الريح قال كأَنَّ راكبها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ إِذا تَدَلَّتْ به أَو
شارِبٌ ثَمِلْ والجمع المَراوِيح قال ابن بري البيت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
وقيل إِنه تمثل به وهو لغيره قاله وقد ركب راحلته في بعض المفاوز فأَسرعت يقول
كأَنَّ راكب هذه الناقة لسرعتها غصن بموضع تَخْتَرِقُ فيه الريح كالغصن لا يزال
يتمايل يميناً وشمالاً فشبّه راكبها بغصن هذه حاله أَو شارِبٍ ثَمِلٍ يتمايلُ من
شدّة سكره وقوله إِذا تدلت به أَي إِذا هبطت به من نَشْزٍ إِلى مطمئن ويقال إِن
هذا البيت قديم وراحَ رِيحَ الروضة يَراحُها وأَراح يُريحُ إِذا وجد ريحها وقال
الهُذَليُّ وماءٍ ورَدْتُ على زَوْرَةٍ كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَراحُ الشَّفِيفا
الجوهري راحَ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحُه إِذا وجَدَ رِيحَه وأَنشد البيت « وماءٍ
ورَدتُ » قال ابن بري هو لصَخرْ الغَيّ والزَّوْرةُ ههنا البعد وقيل انحراف عن
الطريق والشفيف لذع البرد والسَّبَنْتَى النَّمِرُ والمِرْوَحَةُ بكسر الميم التي
يُتَرَوَّحُ بها كسرة لأَنها آلة وقال اللحياني هي المِرْوَحُ والجمع المَرَاوِحُ
وفي الحديث فقد رأَيتهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى أَي احتاجوا إِلى التَّرْويحِ
من الحَرِّ بالمِرْوَحة أَو يكون من الرواح العَودِ إِلى بيوتهم أَو من طَلَب
الراحة والمِرْوَحُ والمِرْواحُ الذي يُذَرَّى به الطعامُ في الريح ويقال فلان
بِمَرْوَحةٍ أَي بمَمَرِّ الريحِ وقالوا فلان يَميلُ مع كل ريح على المثل وفي حديث
عليّ ورَعاعُ الهَمَج يَميلون على كلِّ ريح واسْتَرْوح الغصنُ اهتزَّ بالريح ويومٌ
رَيِّحٌ ورَوْحٌ ورَيُوحُ طَيِّبُ الريح ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً وعَشَيَّةٌ
رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ كذلك الليث يوم رَيِّحٌ ويوم راحٌ ذو ريح شديدة قال وهو كقولك
كَبْشٌ صافٍ والأَصل يوم رائح وكبش صائف فقلبوا وكما خففوا الحائِجةَ فقالوا حاجة
ويقال قالوا صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت
أَلفاً ويومٌ رَيِّحٌ طَيِّبٌ وليلة رَيِّحة ويوم راحٌ إِذا اشتدَّت ريحه وقد راحَ
وهو يرُوحُ رُؤُوحاً وبعضهم يَراحُ فإِذا كان اليوم رَيِّحاً طَيِّباً قيل يومٌ
رَيِّحٌ وليلة رَيِّحة وقد راحَ وهو يَرُوحُ رَوْحاً والرَّوْحُ بَرْدُ نَسِيم
الريح وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان الناسُ يسكنون العالية فيحضُرون الجمعةَ
وبهم وَسَخٌ فإِذا أَصابهم الرَّوْحُ سطعت أَرواحهم فيتأَذى به الناسُ فأُمروا
بالغسل الرَّوْح بالفتح نسيم الريح كانوا إِذا مَرَّ عليهم النسيمُ تَكَيَّفَ
بأَرْواحِهم وحَمَلها إِلى الناس وقد يكون الريح بمعنى الغَلَبة والقوة قال
تَأَبَط شرًّا وقيل سُلَيْكُ بنُ سُلَكَةَ أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهمْ
أَو تَعْدُوانِ فإِنَّ الرِّيحَ للعادِي ومنه قوله تعالى وتَذْهَبَ رِيحُكُم قال
ابن بري وقيل الشعر لأَعْشى فَهْمٍ من قصيدة أَولها يا دارُ بينَ غُباراتٍ
وأَكْبادِ أَقْوَتْ ومَرَّ عليها عهدُ آبادِ جَرَّتْ عليها رياحُ الصيفِ
أَذْيُلَها وصَوَّبَ المُزْنُ فيها بعدَ إِصعادِ وأَرَاحَ الشيءَ إِذا وجَد رِيحَه
والرائحةُ النسيم طيِّباً كان أَو نَتْناً والرائحة ريحٌ طيبة تجدها في النسيم
تقول لهذه البقلة رائحة طيبة ووَجَدْتُ رِيحَ الشيء ورائحته بمعنًى ورِحْتُ رائحة
طيبة أَو خبيثة أَراحُها وأَرِيحُها وأَرَحْتُها وأَرْوَحْتُها وجدتها وفي الحديث
من أَعانَ على مؤمن أَو قتل مؤمناً لم يُرِحْ رائحةَ الجنة من أَرَحْتُ ولم يَرَحْ
رائحة الجنة من رِحْتُ أَراحُ ولم يَرِحْ تجعله من راحَ الشيءَ يَرِيحُه وفي حديث
النبي صلى الله عليه وسلم من قتل نفساً مُعاهدةً لم يَرِحْ رائحةَ الجنة أَي لم
يَشُمَّ ريحها قال أَبو عمرو هو من رِحْتُ الشيءَ أَرِيحه إِذا وجَدْتَ ريحه وقال
الكسائي إِنما هو لم يُرِحْ رائحة الجنة مِن أَرَحْتُ الشيء فأَنا أُرِيحَه إِذا
وجدت ريحه والمعنى واحد وقال الأَصمعي لا أَدري هو مِن رِحْتُ أَو من أَرَحْتُ
وقال اللحياني أَرْوَحَ السبُعُ الريحَ وأَراحها واسْتَرْوَحَها واستراحها
وَجَدَها قال وبعضهم يقول راحَها بغير أَلف وهي قليلة واسْتَرْوَحَ الفحلُ واستراح
وجد ريح الأُنثى وراحَ الفرسُ يَراحُ راحةً إِذا تَحَصَّنَ أَي صار فحلاً أَبو زيد
راحت الإِبلُ تَراحُ رائحةً وأَرَحْتُها أَنا قال الأَزهري قوله تَرَاحُ رائحةً
مصدر على فاعلة قال وكذلك سمعته من العرب ويقولون سمعتُ راغِيةَ الإِبل وثاغِيةَ
الشاء أَي رُغاءَها وثُغاءَها والدُّهْنُ المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ ودُهْن مُطَيَّب
مُرَوَّحُ الرائحةِ ورَوِّحْ دُهْنَكَ بشيء تجعل فيه طيباً وذَرِيرَةٌ مُرَوَّحة
مُطَيَّبة كذلك وفي الحديث أَنه أَمرَ بالإِثْمِد المُرَوَّحِ عند النوم وفي
الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى أَن يَكْتَحِلَ المُحْرِمُ بالإِثْمِدِ
المُرَوَّح قال أَبو عبيد المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ بالمسك كأَنه جُعل له رائحةٌ
تَفُوحُ بعد أَن لم تكن له رائحة وقال مُرَوَّحٌ بالواو لأَن الياءَ في الريح واو
ومنه قيل تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة وأَرْوَحَ اللحمُ تغيرت رائحته وكذلك الماءُ
وقال اللحياني وغيره أَخذتْ فيه الريح وتَغَيَّر وفي حديث قَتَادةَ سُئِل عن الماء
الذي قد أَروَحَ أَيُتَوَضَّأُ منه ؟ فقال لا بأْس يقال أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ
إِذا تغيرت ريحه وأَراح اللحمُ أَي أَنْتَنَ وأَرْوَحَنِي الضَّبُّ وجد ريحي وكذلك
أَرْوَحَني الرجلُ ويقال أَراحَني الصيدُ إِذا وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ وفي
التهذيب أَرْوَحَنِي الصيدُ إِذا وجد ريحَك وفيه وأَرْوَحَ الصيدُ واسْتَرْوَحَ
واستراح إِذا وجد ريح الإِنسان قال أَبو زيد أَرْوَحَنِي الصيجُ والضبُّ إِرْواحاً
وأَنْشاني إِنشاءً إِذا وجد ريحَك ونَشْوَتَك وكذلك أَرْوَحْتُ من فلان طِيباً
وأَنْشَيْتُ منه نَشْوَةً والاسْتِرْواحُ التَّشَمُّمُ الأَزهري قال أَبو زيد سمعت
رجلاً من قَيْس وآخر من تميم يقولان قَعَدْنا في الظل نلتمس الراحةَ والرَّوِيحةُ
والراحة بمعنى واحد وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً بَرَدَ وطابَ وقيل يومٌ رائحٌ وليلة
رائحةٌ طيبةُ الريح يقال رَاحَ يومُنا يَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابَت رِيحهُ ويوم
رَيِّحٌ قال جرير محا طَلَلاً بين المُنِيفَةِ والنِّقا صَباً راحةٌ أَو ذو
حَبِيَّيْنِ رائحُ وقال الفراء مكانٌ راحٌ ويومٌ راحٌ يقال افتح البابَ حتى يَراحَ
البيتُ أَي حتى يدخله الريح وقال كأَنَّ عَيْنِي والفِراقُ مَحْذورْ غُصْنٌ من
الطَّرْفاءِ راحٌ مَمْطُورْ والرَّيْحانُ كلُّ بَقْل طَيِّب الريح واحدته رَيْحانة
وقال بِرَيْحانةٍ من بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ لها أَرَجٌ ما حَوْلها غيرُ
مُسْنِتِ والجمع رَياحين وقيل الرَّيْحانُ أَطراف كل بقلة طيبة الريح إِذا خرج
عليها أَوائلُ النَّوْر وفي الحديث إِذا أُعْطِيَ أَحدُكم الرَّيْحانَ فلا
يَرُدَّه هو كل نبت طيب الريح من أَنواع المَشْمُوم والرَّيْحانة الطَّاقةُ من
الرَّيحان الأَزهري الريحان اسم جامع للرياحين الطيبة الريح والطاقةُ الواحدةُ
رَيْحانةٌ أَبو عبيد إِذا طال النبتُ قيل قد تَرَوَّحتِ البُقُول فهي مُتَرَوِّحةٌ
والريحانة اسم للحَنْوَة كالعَلَمِ والرَّيْحانُ الرِّزْقُ على التشبيه بما تقدم
وقوله تعالى فَرَوْحٌ ورَيْحان أَي رحمة ورزق وقال الزجاج معناه فاستراحة وبَرْدٌ
هذا تفسير الرَّوْح دون الريحان وقال الأَزهري في موضع آخر قوله فروح وريحان معناه
فاستراحة وبرد وريحان ورزق قال وجائز أَن يكون رَيحانٌ هنا تحيَّة لأَهل الجنة قال
وأَجمع النحويون أَن رَيْحاناً في اللغة من ذوات الواو والأَصل رَيْوَحانٌ
( * قوله « والأصل ريوحان » في المصباح أصله ريوحان بياء ساكنة ثم واو مفتوحة ثم
قال وقال جماعة هو من بنات الياء وهو وزان شيطان وليس تغيير بدليل جمعه على رياحين
مثل شيطان وشياطين ) فقلبت الواو ياء وأُدغمت فيها الياء الأُولى فصارت
الرَّيَّحان ثم خفف كما قالوا مَيِّتٌ ومَيْتٌ ولا يجوز في الرَّيحان التشديد
إِلاَّ على بُعْدٍ لأَنه قد زيد فيه أَلف ونون فخُفِّف بحذف الياء وأُلزم التخفيف
وقال ابن سيده أَصل ذلك رَيْوَحان قلبت الواو ياء لمجاورتها الياء ثم أُدغمت ثم
خففت على حدّ مَيْتٍ ولم يستعمل مشدَّداً لمكان الزيادة كأَنَّ الزيادة عوض من
التشديد فَعْلاناً على المعاقبة
( * قوله « فعلاناً على المعاقبة إلخ » كذا بالأصل وفيه سقط ولعل التقدير وكون
أصله روحاناً لا يصح لان فعلاناً إلخ أَو نحو ذلك ) لا يجيء إِلا بعد استعمال
الأَصل ولم يسمع رَوْحان التهذيب وقوله تعالى فروح وريحان على قراءة من ضم الراء
تفسيره فحياة دائمة لا موت معها ومن قال فَرَوْحٌ فمعناه فاستراحة وأَما قوله
وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ منه فمعناه برحمة منه قال كذلك قال المفسرون قال وقد يكون
الرَّوْح بمعنى الرحمة قال الله تعالى لا تَيْأَسُوا من رَوْح الله أَي من رحمة
الله سماها رَوْحاً لأَن الرَّوْحَ والراحةَ بها قال الأَزهري وكذلك قوله في عيسى
ورُوحٌ منه أَي رحمة منه تعالى ذكره والعرب تقول سبحان الله ورَيْحانَه قال أَهل
اللغة معناه واسترزاقَه وهو عند سيبويه من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر تقول
خرجت أَبتغي رَيْحانَ الله قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب سلامُ الإِله ورَيْحانُه
ورَحْمَتُه وسَماءٌ دِرَرْ غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العبادِ فأَحْيا البلادَ
وطابَ الشَّجَرْ قال ومعنى قوله وريحانه ورزقه قال الأَزهري قاله أَبو عبيدة وغيره
قال وقيل الرَّيْحان ههنا هو الرَّيْحانُ الذي يُشَمّ قال الجوهري سبحان الله
ورَيْحانَه نصبوهما على المصدر يريدون تنزيهاً له واسترزاقاً وفي الحديث الولد من
رَيْحانِ الله وفي الحديث إِنكم لتُبَخِّلُون
( * قوله « انكم لتبخلون إلخ » معناه أن الولد يوقع أباه في الجبن خوفاً من أن
يقتل فيضيع ولده بعده وفي البخل ابقاء على ماله وفي الجهل شغلاً به عن طلب العلم
والواو في وانكم للحال كأنه قال مع انكم من ريحان الله أي من رزق الله تعالى كذا
بهامش النهاية ) وتُجَهِّلُون وتُجَبِّنُونَ وإِنكم لمن رَيْحانِ الله يعني
الأَولادَ والريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة وبالرزق سمي الولد رَيْحاناً
وفي الحديث قال لعليّ رضي الله عنه أُوصيك بِرَيْحانَتَيَّ خيراً قبل أَن يَنهَدَّ
رُكناك فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا أَحدُ الركنين فلما ماتت
فاطمة قال هذا الركن الآخر وأَراد بريحانتيه الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما
وقوله تعالى والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيحانُ قيل هو الوَرَقُ وقال الفراء ذو
الوَرَق والرِّزقُ وقال الفرّاء العَصْفُ ساقُ الزرعِ والرَّيْحانُ ورَقهُ وراحَ
منك معروفاً وأَرْوَحَ قال والرَّواحُ والراحةُ والمُرايَحةُ والرَّوِيحَةُ
والرَّواحة وِجْدَانُك الفَرْجَة بعد الكُرْبَة والرَّوْحُ أَيضاً السرور
والفَرَحُ واستعاره عليّ رضي الله عنه لليقين فقال فباشِرُوا رَوْحَ اليقين قال
ابن سيده وعندي أَنه أَراد الفَرْحة والسرور اللذين يَحْدُثان من اليقين التهذيب
عن الأَصمعي الرَّوْحُ الاستراحة من غم القلب وقال أَبو عمرو الرَّوْحُ الفَرَحُ
والرَّوْحُ بَرْدُ نسيم الريح الأَصمعي يقال فلان يَراحُ للمعروف إِذا أَخذته
أَرْيَحِيَّة وخِفَّة والرُّوحُ بالضم في كلام العرب النَّفْخُ سمي رُوحاً لأَنه
رِيحٌ يخرج من الرُّوحِ ومنه قول ذي الرمة في نار اقْتَدَحَها وأَمر صاحبه بالنفخ
فيها فقال فقلتُ له ارْفَعْها إِليك وأَحْيِها برُوحكَ واجْعَله لها قِيتَةً
قَدْرا أَي أَحيها بنفخك واجعله لها الهاء للرُّوحِ لأَنه مذكر في قوله واجعله
والهاء التي في لها للنار لأَنها مؤنثة الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال يقال خرج
رُوحُه والرُّوحُ مذكر والأَرْيَحِيُّ الرجل الواسع الخُلُق النشيط إِلى المعروف
يَرْتاح لما طلبت ويَراحُ قَلْبُه سروراً والأَرْيَحِيُّ الذي يَرْتاح للنَّدى
وقال الليث يقال لكل شيء واسع أَرْيَحُ وأَنشد ومَحْمِل أَرْيَح جَحاحِي قال
وبعضهم يقول ومحمل أَرْوَح ولو كان كذلك لكان قد ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الانبطاح
وهو عيب في المَحْمِلِ قال والأَرْيَحِيُّ مأْخوذ من راحَ يَرَاحُ كما يقال
للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ أَصْلَتِيٌّ وللمُجْتَنِبِ أَجْنَبِيٌّ والعرب تحمل كثيراً
من النعت على أَفْعَلِيّ فيصر كأَنه نسبة قال الأَزهري وكلام العرب تقول رجل
أَجْنَبُ وجانِبٌ وجُنُبٌ ولا تكاد تقول أَجْنَبِيٌّ ورجل أَرْيَحِيٌّ مُهْتَزٌّ
للنَّدى والمعروف والعطية واسِعُ الخُلُق والاسم الأَرْيَحِيَّة والتَّرَيُّح عن
اللحياني قال ابن سيده وعندي أَن التَّرَيُّح مصدر تَريَّحَ وسنذكره وفي شعر
النابغة الجعدي يمدح ابن الزبير حَكَيْتَ لنا الصِّدِّيقَ لمّا وَلِيتَنا وعُثمانَ
والفارُوقَ فارْتاحَ مُعْدِمُ أَي سَمَحَت نفسُ المُعْدِم وسَهُلَ عليه البَذل
يقال رِحْتُ المعروف أَراحُ رَيْحاً وارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِياحاً إِذا مِلْتَ
إِليه وأَحببته ومنه قولهم أَرْيَحِيٌّ إِذا كان سخيّاً يَرْتاحُ للنَّدَى وراحَ
لذلك الأَمر يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً وراحاً وراحةً وأَرْيَحِيَّةً ورِياحةً
أَشْرَق له وفَرِحَ به وأَخَذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ قال الشاعر إِنَّ
البخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه وتَرَى الكريمَ يَراحُ كالمُخْتالِ وقد يُستعارُ
للكلاب وغيرها أَنشد اللحياني خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّياحِ إِذا غَدَتْ فِعْلَ
الضِّراءِ تَراحُ للكَلاَّبِ ويقال أَخذته الأَرْيَحِيَّة إِذا ارتاح للنَّدَى
وراحتْ يَدُه بكذا أَي خَفَّتْ له وراحت يده بالسيف أَي خفت إِلى الضرب به قال
أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذ الهذلي يصف صائداً تَراحُ يَداه بِمَحْشُورة خَواظِي
القِداحِ عِجافِ النِّصال أَراد بالمحشورة نَبْلاَ للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع
لها في الرمي عن القوس والخواظي الغلاظ القصار وأَراد بقوله عجاف النصال أَنها
أُرِقَّتْ الليث راحَ الإِنسانُ إِلى الشيء يَراحُ إِذا نَشِطَ وسُرَّ به وكذلك
ارتاحَ وأَنشد وزعمتَ أَنَّك لا تَراحُ إِلى النِّسا وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحَ
المُتَرَدِّدِ والرِّياحَة أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيء فيَسْتَرْوِحَ
ويَنْشَطَ إِليه والارتياح النشاط وارْتاحَ للأَمر كراحَ ونزلت به بَلِيَّةٌ فارْتاحَ
اللهُ له برَحْمَة فأَنقذه منها قال رؤبة فارْتاحَ رَبي وأَرادَ رَحْمَتي
ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ أَراد فارتاح نظر إِليَّ ورحمني قال الأَزهري قول
رؤبة في فعل الخالق قاله بأَعرابيته قال ونحن نَسْتَوْحِشُ من مثل هذا اللفظ لأَن
الله تعالى إِنما يوصف بما وصف به نفسه ولولا أَن الله تعالى ذكره هدانا بفضله
لتمجيده وحمده بصفاته التي أَنزلها في كتابه ما كنا لنهتدي لها أَو نجترئ عليها
قال ابن سيده فأَما الفارسي فجعل هذا البيت من جفاء الأَعراب كما قال لا هُمَّ إِن
كنتَ الذي كعَهْدِي ولم تُغَيِّرْكَ السِّنُونَ بَعْدِي وكما قال سالمُ بنُ دارَةَ
يا فَقْعَسِيُّ لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ ؟ لو خافَكَ اللهُ عليه حَرَّمَهْ فما
أَكلتَ لَحْمَه ولا دَمَهْ والرَّاحُ الخمرُ اسم لها والراحُ جمع راحة وهي الكَفُّ
والراح الارْتِياحُ قال الجُمَيحُ ابنُ الطَّمَّاح الأَسَدِيُّ ولَقِيتُ ما
لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وخالي والخالُ الاختيال
والخُيَلاءُ فقوله وخالي أَي واختيالي والراحةُ ضِدُّ التعب واسْتراحَ الرجلُ من
الراحة والرَّواحُ والراحة مِن الاستراحة وأَراحَ الرجل والبعير وغيرهما وقد
أَراحَني ورَوَّح عني فاسترحت ويقال ما لفلان في هذا الأَمر من رَواح أَي من راحة
وجدت لذلك الأَمر راحةً أَي خِفَّةً وأَصبح بعيرك مُرِيحاً أَي مُفِيقاً وأَنشد
ابن السكيت أَراحَ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ إِراحةَ الجِدَايةِ النَّفُوزِ الليث
الراحة وِجْدانُك رَوْحاً بعد مشقة تقول أَرِحْنُ إِراحةً فأَسْتَريحَ وقال غيره
أَراحهُ إِراحةً وراحةً فالإِراحةُ المصدرُ والراحةُ الاسم كقولك أَطعته إِطاعة
وأَعَرْتُه إِعَارَةً وعارَةً وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لمؤذنه
بلال أَرِحْنا بها أَي أَذّن للصلاة فتَسْتَريحَ بأَدائها من اشتغال قلوبنا بها
قال ابن الأَثير وقيل كان اشتغاله بالصلاة راحة له فإِنه كان يَعُدُّ غيرها من
الأَعمال الدنيوية تعباً فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى ولذا
قال وقُرَّة عيني في الصلاة قال وما أَقرب الراحة من قُرَّة العين يقال أَراحَ
الرجلُ واسْتراحَ إِذا رجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء قال ومنه حديث أُمِّ أَيْمَنَ
أَنها عَطِشَتْ مُهاجِرَةً في يوم شديد الحرّ فَدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ من السماء
فشربت حتى أَراحتْ وقال اللحياني أَراحَ الرجلُ اسْتراحَ ورجعت إِليه نفسه بعد
الإِعياء وكذلك الدابة وأَنشد تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ أَي تَسترِيحُ
وأَراحَ دخل في الرِّيح وأَراحَ إِذا وجد نسيم الريح وأَراحَ إِذا دخل في
الرَّواحِ وأَراحَ إِذا نزل عن بعيره لِيُرِيحه ويخفف عنه وأَراحه الله فاستَراحَ
وأَراحَ تنفس وقال امرؤ القيس يصف فرساً بسَعَةِ المَنْخَرَيْنِ لها مَنْخَرٌ
كوِجارِ السِّباع فمنه تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ وأَراحَ الرجلُ ماتَ كأَنه استراحَ
قال العجاج أَراحَ بعد الغَمِّ والتَّغَمْغُمِ
( * قوله « والتغمغم » في الصحاح ومثله بهامش الأصل والتغمم )
وفي حديث الأَسود بن يزيد إِن الجمل الأَحمر لَيُرِيحُ فيه من الحرّ الإِراحةُ
ههنا الموتُ والهلاك ويروى بالنون وقد تقدم والتَّرْوِيحةُ في شهر رمضان سمِّيت
بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات وفي الحديث صلاة التراويح لأَنهم كانوا
يستريحون بين كل تسليمتين والتراويح جمع تَرْوِيحة وهي المرة الواحدة من الراحة
تَفْعِيلة منها مثل تسليمة من السَّلام والراحةُ العِرْس لأَنها يُسْتراح إِليها
وراحةُ البيت ساحتُه وراحةُ الثوب طَيُّه ابن شميل الراحة من الأَرض المستويةُ
فيها ظَهورٌ واسْتواء تنبت كثيراً جَلَدٌ من الأَرض وفي أَماكن منها سُهُولٌ
وجَراثيم وليست من السَّيْل في شيء ولا الوادي وجمعها الرَّاحُ كثيرة النبت أَبو
عبيد يقال أَتانا فلان وما في وجهه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ وما في وجهه رائحةُ
دَمٍ أَي شيء والمطر يَسْتَرْوِحُ الشجرَ أَي يُحْييه قال يَسْتَرْوِحُ العِلمُ
مَنْ أَمْسَى له بَصَرٌ وكان حَيّاً كما يَسْتَرْوِحُ المَطَرُ والرَّوْحُ الرحمة
وفي الحديث عن أَبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الريحُ من
رَوْحِ الله تأْتي بالرحمة وتأْتي بالعذاب فإِذا رأَيتموها فلا تَسُبُّوها
واسأَلوا من خيرها واستعذوا بالله من شرِّها وقوله من روح الله أَي من رحمة الله
وهي رحمة لقوم وإِن كان فيها عذاب لآخرين وفي التنزيل ولا تَيْأَسُوا من رَوْحِ
الله أَي من رحمة الله والجمع أَرواحٌ والرُّوحُ النَّفْسُ يذكر ويؤنث والجمع
الأَرواح التهذيب قال أَبو بكر بنُ الأَنْباريِّ الرُّوحُ والنَّفْسُ واحد غير أَن
الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب وفي التنزيل ويسأَلونك عن الرُّوح قل الروح من
أَمر ربي وتأْويلُ الروح أَنه ما به حياةُ النفْس وروى الأَزهري بسنده عن ابن عباس
في قوله ويسأَلونك عن الروح قال إِن الرُّوح قد نزل في القرآن بمنازل ولكن قولوا
كما قال الله عز وجل قل الروح من أَمر ربي وما أُوتيتم من العلم إِلا قليلاً وروي
عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن اليهود سأَلوه عن الروح فأَنزل الله تعالى هذه
الآية وروي عن الفراء أَنه قال في قوله قل الروح من أَمر ربي قال من عِلم ربي أَي
أَنكم لا تعلمونه قال الفراء والرُّوح هو الذي يعيش به الإِنسان لم يخبر الله تعالى
به أَحداً من خلقه ولم يُعْطِ عِلْمَه العباد قال وقوله عز وجل ونَفَخْتُ فيه من
رُوحي فهذا الذي نَفَخَه في آدم وفينا لم يُعْطِ علمه أَحداً من عباده قال وسمعت
أَبا الهيثم يقول الرُّوحُ إِنما هو النَّفَسُ الذي يتنفسه الإِنسان وهو جارٍ في
جميع الجسد فإِذا خرج لم يتنفس بعد خروجه فإِذا تَتامَّ خروجُه بقي بصره شاخصاً
نحوه حتى يُغَمَّضَ وهو بالفارسية « جان » قال وقول الله عز وجل في قصة مريم عليها
السلام فأَرسلنا إِليها روحَنا فتمثل لها بَشَراً سَوِيّاً قال أَضافِ الروحَ
المُرْسَلَ إِلى مريم إِلى نَفْسه كما تقول أَرضُ الله وسماؤه قال وهكذا قوله
تعالى للملائكة فإِذا سوَّيته ونَفَخْتُ فيه من روحي ومثله وكَلِمَتُه أَلقاها
إِلى مريم ورُوحٌ منه والرُّوحُ في هذا كله خَلْق من خَلْق الله لم يعط علمه
أَحداً وقوله تعالى يُلْقِي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده قال الزجاج
جاء في التفسير أَن الرُّوح الوَحْيُ أَو أَمْرُ النبوّة ويُسَمَّى القرآنُ روحاً
ابن الأَعرابي الرُّوحُ الفَرَحُ والرُّوحُ القرآن والرُّوح الأَمرُ والرُّوح
النَّفْسُ قال أَبو العباس
( * قوله « قال أبو العباس » هكذا في الأصل ) وقوله عز وجل يُلْقي الرُّوحَ من
أَمره على من يشاء من عباده ويُنَزِّلُ الملائكةَ بالرُّوحِ من أَمره قال أَبو
العباس هذا كله معناه الوَحْيُ سمِّي رُوحاً لأَنه حياة من موت الكفر فصار بحياته
للناس كالرُّوح الذي يحيا به جسدُ الإِنسان قال ابن الأَثير وقد تكرر ذكر الرُّوح
في الحديث كما تكرَّر في القرآن ووردت فيه على معان والغالب منها أَن المراد
بالرُّوح الذي يقوم به الجسدُ وتكون به الحياة وقد أُطلق على القرآن والوحي
والرحمة وعلى جبريل في قوله الرُّوحُ الأَمين قال ورُوحُ القُدُس يذكَّر ويؤنث وفي
الحديث تَحابُّوا بذكر الله ورُوحِه أَراد ما يحيا به الخلق ويهتدون فيكون حياة
لكم وقيل أَراد أَمر النبوَّة وقيل هو القرآن وقوله تعالى يوم يَقُومُ الرُّوحُ
والملائكةُ صَفّاً قال الزجاج الرُّوحُ خَلْقٌ كالإِنْسِ وليس هو بالإِنس وقال ابن
عباس هو ملَك في السماء السابعة وجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة
وجاء في التفسير أَن الرُّوحَ ههنا جبريل ورُوحُ الله حكمُه وأَمره والرُّوحُ
جبريل عليه السلام وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال في قول
الله تعالى وكذلك أَوحينا إِليك رُوحاً من أَمرنا قال هو ما نزل به جبريل من
الدِّين فصار تحيا به الناس أَي يعيش به الناس قال وكلُّ ما كان في القرآن
فَعَلْنا فهو أَمره بأَعوانه أَمر جبريل وميكائيل وملائكته وما كان فَعَلْتُ فهو
ما تَفَرَّد به وأَما قوله وأَيَّدْناه برُوح القُدُس فهو جبريل عليه السلام
والرُّوحُ عيسى عليه السلام والرُّوحُ حَفَظَةٌ على الملائكة الحفظةِ على بني آدم
ويروى أَن وجوههم مثل وجوه الإِنس وقوله تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ يعني
أُولئك والرُّوحانيُّ من الخَلْقِ نحوُ الملائكة ممن خَلَقَ اللهُ رُوحاً بغير جسد
وهو من نادر معدول النسب قال سيبويه حكى أَبو عبيدة أَن العرب تقوله لكل شيء كان فيه
رُوحٌ من الناس والدواب والجن وزعم أَبو الخطاب أَنه سمع من العرب من يقول في
النسبة إِلى الملائكة والجن رُوحانيٌّ بضم الراء والجمع روحانِيُّون التهذيب وأَما
الرُّوحاني من الخلق فإِنَّ أَبا داود المَصاحِفِيَّ روى عن النَّضْر في كتاب
الحروف المُفَسَّرةِ من غريب الحديث أَنه قال حدثنا عَوْفٌ الأَعرابي عن وَرْدانَ
بن خالد قال بلغني أَن الملائكة منهم رُوحانِيُّون ومنه مَن خُلِقَ من النور قال
ومن الرُّوحانيين جبريل وميكائيل وإِسرافيل عليهم السلام قال ابن شميل
والرُّوحانيون أَرواح ليست لها أَجسام هكذا يقال قال ولا يقال لشيء من الخلق
رُوحانيٌّ إِلا للأَرواح التي لا أَجساد لها مثل الملائكة والجن وما أَشبههما
وأَما ذوات الأَجسام فلا يقال لهم رُوحانيون قال الأَزهري وهذا القول في
الرُّوحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما قاله ابن المُظَفَّر ان الرُّوحانيّ الذي
نفخ فيه الرُّوح وفي الحديث الملائكة الرُّوحانِيُّونَ يروى بضم الراء وفتحها
كَأَنه نسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح وهو نسيم الريح والَلف والنون من زيادات
النسب ويريد به أَنهم أَجسام لطيفة لا يدركها البصر وفي حديث ضِمامٍ إِني أُعالج
من هذه الأَرواح الأَرواح ههنا كناية عن الجن سمُّوا أَرواحاً لكونهم لا يُرَوْنَ
فهم بمنزلة الأَرواح ومكان رَوْحانيٌّ بالفتح أَي طَيِّب التهذيب قال شَمرٌ
والرِّيحُ عندهم قريبة من الرُّوح كما قالوا تِيهٌ وتُوهٌ قال أَبو الدُّقَيْش
عَمَدَ مِنَّا رجل إِلى قِرْبَةٍ فملأَها من رُوحِه أَي من رِيحِه ونَفَسِه
والرَّواحُ نقيضُ الصَّباح وهو اسم للوقت وقيل الرَّواحُ العَشِيُّ وقيل الرَّواحُ
من لَدُن زوال الشمس إِلى الليل يقال راحوا يفعلون كذا وكذا ورُحْنا رَواحاً يعني
السَّيْرَ بالعَشِيِّ وسار القوم رَواحاً وراحَ القومُ كذلك وتَرَوَّحْنا سِرْنا
في ذلك الوقت أَو عَمِلْنا وأَنشد ثعلب وأَنتَ الذي خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ غَداةً
غَدٍ أَو رائحُ بهَجِيرِ والرواح قد يكون مصدر قولك راحَ يَرُوحُ رَواحاً وهو نقيض
قولك غدا يَغْدُو غُدُوًّا وتقول خرجوا بِرَواحٍ من العَشِيِّ ورِياحٍ بمعنًى ورجل
رائحٌ من قوم رَوَحٍ اسم للجمع ورَؤُوحٌ مِن قوم رُوحٍ وكذلك الطير وطير رَوَحٌ
متفرقة قال الأَعشى ماتَعِيفُ اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ من غُرابِ البَيْنِ أَو
تَيْسٍ سَنَحْ ويروى الرُّوُحُ وقيل الرَّوَحُ في هذا البيت المتفرّقة وليس بقوي
إِنما هي الرائحة إِلى مواضعها فجمع الرائح على رَوَحٍ مثل خادم وخَدَمٍ التهذيب
في هذا البيت قيل أَراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرَة والفَجَرة فطرح الهاء قال
والرَّوَحُ في هذا البيت المتفرّقة ورجل رَوَّاحٌ بالعشي عن اللحياني كَرَؤُوح
والجمع رَوَّاحُون ولا يُكَسَّر وخرجوا بِرِياحٍ من العشيّ بكسر الراءِ ورَواحٍ
وأَرْواح أَي بأَول وعَشِيَّةٌ راحةٌ وقوله ولقد رأَيتك بالقَوادِمِ نَظْرَةً
وعليَّ من سَدَفِ العَشِيِّ رِياحُ بكسر الراء فسره ثعلب فقال معناه وقت وقالوا
قومُك رائحٌ عن اللحياني حكاه عن الكسائي قال ولا يكون ذلك إِلاَّ في المعرفة يعني
أَنه لا يقال قوم رائحٌ وراحَ فلانٌ يَرُوحُ رَواحاً من ذهابه أَو سيره بالعشيّ
قال الأَزهري وسمعت العرب تستعمل الرَّواحَ في السير كلَّ وقت تقول راحَ القومُ
إِذا ساروا وغَدَوْا ويقول أَحدهم لصاحبه تَرَوَّحْ ويخاطب أَصحابه فيقول
تَرَوَّحُوا أَي سيروا ويقول أَلا تُرَوِّحُونَ ؟ ونحو ذلك ما جاء في الأَخبار
الصحيحة الثابتة وهو بمعنى المُضِيِّ إِلى الجمعة والخِفَّةِ إِليها لا بمعنى
الرَّواح بالعشي في الحديث مَنْ راحَ إِلى الجمعة في الساعة الأُولى أَي من مشى
إِليها وذهب إِلى الصلاة ولم يُرِدْ رَواحَ آخر النهار ويقال راحَ القومُ
وتَرَوَّحُوا إِذا ساروا أَيَّ وقت كان وقيل أَصل الرَّواح أَن يكون بعد الزوال
فلا تكون الساعات التي عدَّدها في الحديث إِلاَّ في ساعة واحدة من يوم الجمعة وهي
بعد الزوال كقولك قعدت عندك ساعة إِنما تريد جزءاً من الزمن وإِن لم يكن ساعة
حقيقة التي هي جزء من أَربعة وعشرين جزءاً مجموع الليل والنهار وإِذا قالت العرب
راحت الإِبل تَرُوحُ وتَراحُ رائحةً فَرواحُها ههنا أَن تأْوِيَ بعد غروب الشمس
إِلى مُراحِها الذي تبيت فيه ابن سيده والإِراحةُ رَدُّ الإِبل والغنم من
العَشِيِّ إِلى مُرَاحها حيث تأْوي إِليه ليلاً وقد أَراحها راعيها يُرِيحُها وفي
لغة هَراحَها يُهْرِيحُها وفي حديث عثمان رضي الله عنه رَوَّحْتُها بالعشيّ أَي
رَدَدْتُها إِلى المُراحِ وسَرَحَتِ الماشية بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ أَي رجعت
وتقول افعل ذلك في سَراحٍ ورَواحٍ أَي في يُسرٍ بسهولة والمُراحُ مأْواها ذلك
الأَوانَ وقد غلب على موضع الإِبل والمُراحُ بالضم حيث تأْوي إِليه الإِبل والغنم
بالليل وقولهم ماله سارِحةٌ ولا رائحةٌ أَي شيء راحتِ الإِبلُ وأَرَحْتُها أَنا
إِذا رددتُها إِلى المُراحِ وقي حديث سَرِقَة الغنم ليس فيه قَطْعٌ حتى يُؤْوِيَهُ
المُراح المُراحُ بالضم الموضع الذي تَرُوحُ إِليه الماشية أَي تأْوي إِليه ليلاً
وأَما بالفتح فهو الموضع الذي يروح إِليه القوم أَو يَروحُونَ منه كالمَغْدَى
الموضع الذي يُغْدَى منه وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ وأَراحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً
أَي أَعطاني لأَنها كانت هي مُراحاً لِنَعَمِه وفي حديثها أَيضاً وأَعطاني من كل
رائحة زَوْجاً أَي مما يَرُوحُ عليه من أَصناف المال أَعطاني نصيباً وصِنْفاً
ويروى ذابِحةٍ بالذال المعجمة والباء وقد تقدم وفي حديث أَبي طلحة ذاك مالٌ رائحٌ
أَي يَرُوحُ عليك نَفْعُه وثوابُه يعني قُرْبَ وُصوله إِليه ويروى بالباء وقد تقدم
والمَراحُ بالفتح الموضع الذي يَرُوحُ منه القوم أَو يَرُوحُون إِليه كالمَغْدَى
من الغَداةِ تقول ما ترك فلانٌ من أَبيه مَغدًى ولا مَراحاً إِذا أَشبهه في
أَحوالِه كلها والتَّرْوِيحُ كالإِراحةِ وقال اللحياني أَراحَ الرجل إِراحةً
وإِراحاً إِذا راحت عليه إِبلُه وغنمه وماله ولا يكون ذلك إِلاّ بعد الزوال وقول
أَبي ذؤيب كأَنَّ مَصاعِيبَ زُبَّ الرُّؤُو سِ في دارِ صِرْمٍ تُلاقس مُرِيحا يمكن
أَن يكون أَراحتْ لغة في راحت ويكون فاعلاً في معنى مفعول ويروى تُلاقي مُرِيحاً
أَي الرجلَ الذي يُرِيحُها وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّه إِذا رددته عليه وقال
الشاعر أَلا تُرِيحي علينا الحقَّ طائعةً دونَ القُضاةِ فقاضِينا إِلى حَكَمِ
وأَرِحْ عليه حَقَّه أَي رُدَّه وفي حديث الزبير لولا حُدُودٌ فُرِضَتْ وفرائضُ
حُدَّتْ تُراحُ على أَهلها أَي تُرَدُّ إِليهم وأَهلُها هم الأَئمة ويجوز بالعكس
وهو أَن الأَئمة يردُّونها إِلى أَهلها من الرعية ومنه حديث عائشة حتى أَراحَ
الحقَّ على أَهله ورُحْتُ القومَ رَوْحاً ورَواحاً ورُحْتُ إِليهم ذهبت إِليهم
رَواحاً أَو رُحْتُ عندهم وراحَ أَهلَه ورَوَّحَهم وتَرَوَّحَهم جاءهم رَواحاً وفي
الحديث على رَوْحةٍ من المدينة أَي مقدار رَوْحةٍ وهي المرَّة من الرَّواح
والرَّوائح أَمطار العَشِيّ واحدتُها رائحة هذه عن اللحياني وقال مرة أَصابتنا
رائحةٌ أَي سَماء ويقال هما يَتَراوحان عَمَلاً أَي يتعاقبانه ويَرْتَوِحان مثلُه
ويقال هذا الأَمر بيننا رَوَحٌ ورَِوِحٌ وعِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه وتَعاوَرُوه
والمُراوَحَةُ عَمَلانِ في عَمَل يعمل ذا مرة وذا مرة قال لبيد ووَلَّى عامِداً
لَطَياتِ فَلْجٍ يُراوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مرة
ويصون أُخرى أَي يكُفُّ بعد اجتهاد والرَّوَّاحةُ القطيعُ
( * قوله « والرواحة القطيع إلخ » كذا بالأصل بهذا الضبط ) من الغنم ورَواحَ
الرجلُ بين جنبيه إِذا تقلب من جَنْب إِلى جَنْب أَنشد يعقوب إِذا اجْلَخَدَّ لم
يَكَدْ يُراوِحُ هِلْباجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ وراوَحَ بين رجليه إِذا قام على
إِحداهما مرَّة وعلى الأَخرى مرة وفي الحديث أَنه كان يُراوِحُ بين قدميه من طول
القيام أَي يعتمد على إِحداهما مرة وعلى الأُخرى مرة ليُوصِلَ الراحةَ إِلى كلٍّ
منهما ومنه حديث ابن مسعود أَنه أَبْصَرَ رجلاً صافًّا قدميه فقال لو راوَحَ كان
أَفضلَ ومنه حديث بكر بن عبد الله كان ثابتٌ يُراوِحُ بين جَبْهَتِه وقَدَمَيه أَي
قائماً وساجداً يعني في الصلاة ويقال إِن يديه لتَتراوَحانِ بالمعروف وفي التهذيب
لتَتَراحانِ بالمعروف وناقة مُراوِحٌ تَبْرُكُ من وراء الإِبل الأَزهري ويقال
للناقة التي تبركُ وراءَ الإِبلِ مُراوِحٌ ومُكانِفٌ قال كذلك فسره ابن الأَعرابي
في النوادر والرَّيِّحةُ من العضاه والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ
والرُّخامَى أَن يَظْهَر النبتُ في أُصوله التي بقيت من عامِ أَوَّلَ وقيل هو ما
نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غير مطر وحكى كراع فيه الرِّيحة على مثال فِعْلَة ولم
يَلْحك مَنْ سِواه إِلاَّ رَيِّحة على مِثال فَيِّحة التهذيب الرَّيِّحة نبات
يَخْضَرُّ بعدما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ
تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غير مطر وقال الأَصمعي وذلك حين يَبْرُدُ الليل
فيتفطر بالورق من غير مطر وقيل تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار
الصيف قال الراعي وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ لهم وَرَقٌ راحَ العِضاهُ به والعِرْقُ
مَدْخولُ وروى الأَصمعي وخادَعَ المجدُ أَقواماً لهم وَرِقٌ أَي مال وخادَعَ
تَرَكَ قال ورواه أَبو عمرو وخادَعَ الحمدَ أَقوام أَي تركوا الحمد أَي ليسوا من
أَهله قال وهذه هي الرواية الصحيحة قال الأَزهري والرَّيِّحة التي ذكرها الليث هي
هذه الشجرة التي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عليها الليلُ فتتفطرُ بالورق من
غير مطر قال سمعت العرب تسمِّيها الرَّيِّحة وتَرَوُّحُ الشجر تَفَطُّره وخُروجُ
ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ في استقبال الشتاء قال وراحَ الشجر يَراحُ إِذا تفطر
بالنبات وتَرَوَّحَ النبتُ والشجر طال وتَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِيحَ غيره
لقربه منه وتَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ وتَرَوَّحَ أَي راحَ من الرَّواحِ والرَّوَحُ
بالتحريك السَّعَةُ قال المتنخل الهُذَليّ لكنْ كبيرُ بنُ هِنْدٍ يومَ ذَلِكُمُ
فُتْحُ الشَّمائل في أَيْمانِهِم رَوَحْ وكبير بن هند حيٌّ من هذيل والفتخ جمع
أَفْتَخَ وهو اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليدِ يريد أَن شمائلهم تَنْفَتِخُ لشدَّة
النَّزْعِ وكذلك قوله في أَيمانهم رَوَح وهو السَّعَة لشدَّة ضربها بالسيف وبعده
تَعْلُو السُّيوفُ بأَيْدِيهِم جَماجِمَهُم كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز
الصَّرَحُ والرَّوَحُ اتساعُ ما بين الفخذين أَو سَعَةٌ في الرجلين وهو دون
الفَحَج إِلاَّ أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قدميه وتَتَدانى عَقِباه وكل نعامة
رَوْحاء قال أَبو ذؤيب وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ كما زَفَّ
النَّعامُ إِلى حَفَّانِه الرُّوحِ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان أَرْوَحَ
كأَنه راكبٌ والناس يمشونَ الأَروَحُ الذي تتدانى عَقِباه ويتباعد صدرا قدميه ومنه
الحديث لكأَنِّي أَنْظُرُ إِلى كِنانةَ بن عبدِ يالِيلَ قد أَقبلَ يضرِبُ دِرْعُه
رَوْحَتَيْ رجليه والرَّوَحُ انقلابُ القَدَمِ على وَحْشِيِّها وقيل هو انبساط في
صدر القدم ورجل أَرْوَحٌ وقد رَوِحَتْ قَدَمُه رَوَحاً وهي رَوْحاءُ ابن الأَعرابي
في رجله رَوَحٌ ثم فَدَحٌ ثم عَقَلٌ وهو أَشدّها قال الليث الأَرْوَحُ الذي في صدر
قدميه انبساط يقولون رَوِحَ الرجلُ يَرْوَحُ رَوَحاً وقصعة رَوْحاءُ قريبة القَعْر
وإِناءٌ أَرْوَحُ وفي الحديث أَنه أُتيَ بقدحٍ أَرْوَحَ أَي مُتَّسع مبطوح
واسْتراحَ إِليه أَي اسْتَنامَ وفي الصحاح واسْتَرْوَحَ إِليه أَي استنام
والمُسْتَراحُ المَخْرَجُ والرَّيْحانُ نبت معروف وقول العجاج عالَيْتُ أَنْساعِي
وجَلْبَ الكُورِ على سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ يريد بالرائِح الثورَ الوحشي وهو إِذا
مُطِرَ اشتدَّ عَدْوُه وذو الراحة سيف كان للمختار بن أَبي عُبَيْد وقال ابن
الأَعرابي قي قوله دَلَكَتْ بِراحِ قال معناه استُريح منها وقال في قوله مُعاوِيَ
من ذا تَجْعَلُونَ مَكانَنا إِذا دَلَكَتْ شمسُ النهارِ بِراحِ يقول إِذا أَظلم
النهار واسْتُريحَ من حرّها يعني الشمس لما غشيها من غَبَرة الحرب فكأَنها غاربة
كقوله تَبْدُو كَواكِبُه والشمسُ طالعةٌ لا النُّورُ نُورٌ ولا الإِظْلامُ
إِظْلامُ وقيل دَلَكَتْ براح أَي غَرَبَتْ والناظرُ إِليها قد تَوَقَّى شُعاعَها
براحته وبنو رَواحةَ بطنٌ ورِياحٌ حَيٌّ من يَرْبُوعٍ ورَوْحانُ موضع وقد سَمَّتْ
رَوْحاً ورَواحاً والرَّوْحاءُ موضع والنسب إِليه رَوْحانيٌّ على غير قياس الجوهري
ورَوْحاء ممدود بلد
معنى
في قاموس معاجم
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ
الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس قال أَبو خراش
في معنى النَّفْس الروح نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ ولم يَنْجُ إِلا
جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش
كما زعم الجوهري وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم
يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن
سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ
سيف وجفن السيف منقطع منه والنفس ههنا الروح كما ذكر ومنه قولهم فَاظَتْ نَفْسُه
وقال الشاعر كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ
وبُرُودِ قال ابن خالويه النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْس ما يكون به التمييز
والنَّفْس الدم والنَّفْس الأَخ والنَّفْس بمعنى عِنْد والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة
قال ابن بري أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما
قوله سبحانه اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها فالنَّفْس الأُولى هي التي
تزول بزوال الحياة والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل وأَما النَّفْس الدم
فشاهده قول السموأَل تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا ولَيْسَتْ عَلى
غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه
وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على
أَنْفُسِكم وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا
محمد وعليه الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما عندي
ولا أَعلم ما عندك والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ
أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويشهد بصحة
قوله في آخر الآية قوله إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب كأَنه قال تعلم غَّيْبي يا
عَلاَّم الغُيُوبِ والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن وذلك
أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه فجعلوا
التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى وعلى ذلك قول الشاعر
يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا
يَطُورُها ؟ وأَنشد الطوسي لمْ تَدْرِ ما لا ولَسْتَ قائِلَها عُمْرَك ما عِشْتَ
آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها ولم
تَكَدِ وقال آخر فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ تَجِدْ فَرَجاً مِنْ
كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول اجْهَدْ نجاءك لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ
عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم عندي ثلاثة
أَنْفُسٍ وكقوله تعالى أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب
اللَّه قال ابن سيده وقوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم
ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه
فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ وقوله تعالى ويحذِّرُكم اللَّه
نَفْسَه أَي يحذركم إِياه وقوله تعالى اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها روي عن ابن
عباس أَنه قال لكل إسنسان نَفْسان إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز
والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة وقال أَبو بكر بن الأَنباري من اللغويين من
سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح
مذكر قال وقال غيره الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل فإِذا نام
النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه ولا يقبض الروح إِلا عند الموت قال وسميت
النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها كما سَّموا الرُّوح رُوحاً
لأَن الرَّوْحَ موجود به وقال الزجاج لكل إِنسان نَفْسان إِحداهما نَفْس التمييز
وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى
والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ والنائم يَتَنَفَّسُ قال وهذا
الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ قال ونفس الحياة
هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به والنَّفْس الدمُ وفي الحديث ما
لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه وروي عن النخعي أَنه
قال كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه أَراد كل شيء له دم
سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا
سقط فيه أَي دم سائل والنَّفْس الجَسَد قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على
بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن
عَمْرو ابن شمر
( * قوله « عمرو بن شمر » كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس )
الحنفي قتله نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس
المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ
وبِمَنْظَرِ والتامُورُ الدم أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه
ونفسه اللحياني العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا
قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا وكذلك جميع العدد قال وقد
يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع قال حكي جميع ذلك عن الكسائي
وقال سيبويه وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم
يريدون به الإِمنسان أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء ؟ قال
وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث
أَعْيُنٍ للعين من الناس وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء وقال الحطيئة ثلاثَةُ
أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى الذي خلقكم من
نَفْس واحدة يعي آدم عليه السلام وزوجَها يعني حواء ويقال ما رأَيت ثمَّ نَفْساً
أَي ما رأَيت أَحداً وقوله في الحديث بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد
حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس وأَطلق
النَّفَس على القرب وقيل معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان أَراد
إِني بعثت في وقت قريب منها أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا
قرب منه يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها ويروى في نَسَمِ
الساعة وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس ذو النَّفَس ونَفْس الشيء ذاته ومنه ما حكاه
سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل ونَفْسُ الجبل مُقابِلي ونَفْس الشيء عَيْنه
يؤكد به يقال رأَيت فلاناً نَفْسه وجائني بَنَفْسِه ورجل ذو نَفس أَي خُلُق
وجَلَدٍ وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة والنَّفْس العَيْن والنَّافِس العائن
والمَنْفوس المَعْيون والنَّفُوس العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس
ليُصيبَها وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه هذه عن اللحياني ويقال أَصابت فلاناً
نَفْس ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين وفي الحديث نهى عن الرُّقْيَة إِلا
في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس النَّفْس العين هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى
اللَّه عليه وسلم عن أَنس ومنه الحديث أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء
فقال إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة يريد عيونهم ومنه حديث ابن عباس الكِلابُ من
الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً
ويقالُ نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك ابن الأَعرابي
النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين
الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين
والنَّفَس الفَرَج من الكرب وفي الحديث لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن
يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ وقيل
معناه أَي مما يوسع بها على الناس وفي الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم قال أَجد
نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن وفي رواية أَجد نَفَس الرحمن يقال إِنه عنى بذلك
الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم وهم يَمانُونَ لأَنهم
من الأَزد ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده
التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها أَو من نَفَس الريح الذي
يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به
عنه وقيل النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ
يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً
كأَنه قال اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن
بها عن المكروبين والتَّفْريج مصدر حقيقي والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر وكذلك
قوله الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن
الملهوفين قال العتبي هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن
ذلك فقال شيخ منهم ليس لنا ريح والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم والجمع
أَنْفاس وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس والتَنَفُّس استمداد النَفَس وقد تَنَفَّس
الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودواب الماء لا رِئاتَ
لها والنَّفَس أَيضاً الجُرْعَة يقال أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي
جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب قال جرجر
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث
نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء وفي حديث آخر أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء
ثلاثاً يعني في الشرب قال الأَزهري قال بعضهم الحديثان صحيحان والتَنَفُّس له
معنيان أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه
وهو مكروه والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ
يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه
الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما
يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له وقال أَبو وجزة السعدي وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي
نََفَسٍ في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي شراب ذو نَفَسٍ أَي
فيه سَعَةٌ وريٌّ قال محمد بن المكرم قوله النَّفَس الجُرْعة وأَكْرَعْ في الإِناء
نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه فيه نظر وذلك أَن
النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس
الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة
جُرَع ويقال فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد واللَّه أَعلم ويقال اللهم
نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ
يقال نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها وفي الحديث من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة
نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في
الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة ويقال أَنت في نَفَس من أَمرك
أَي سَعَة واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض
والحوادث والآفات والنَّفَس مثل النَّسيم والجمع أَنْفاس ودارُك أَنْفَسُ من داري
أَي أَوسع وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل وهذا المكان
أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع وفي الحديث ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح
وأَبعد قليلاً ويقال هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما وهذا الثوب أَنْفَس
الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج
ووسع وفي الحديث من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته وفي حديث عمار لقد
أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ وأَصله أَن المتكلم إِذا
تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد
ماؤها وقال اللحياني إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً وقال ابن
الأَعرابي أَي رِيّاً وأَنشد وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ في كَوْكَبٍ من
نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل عن
اللحياني ويقال بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع ويقال لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ
أَي مُهْلَةٌ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً
وتَنَفَّس النهار وغيره امتدَّ وطال ويقال للنهار إِذا زاد تَنَفَّسَ وكذلك الموج
إِذا نَضحَ الماءَ وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس الماء وقال
اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ وتنَفَّس العُمْرُ منه
إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع أَنشد ثعلب ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها
تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إِذا
تَنَفَّسَ قال إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح وقال
مجاهد إِذا تَنَفَّس إِذا طلع وقال الأَخفش إِذا أَضاء وقال غيره إِذا تنَفَّس
إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه ويقال كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً
وقول الشاعر عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة ونَفَسُ الساعة
آخر الزمان عن كراع وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب ونَفْسَ الشيء بالضم
نَفاسَةً فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ
والجمع نِفاسٌ وأَنْفَسَ الشيءُ صار نَفيساً وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه
وأَكرمه عندي وقال اللحياني النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر ثم
عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس قال النمر بن تولب لا
تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ
المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً ويقال إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه
أَي مرغوب فيه وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبني فيه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي
وأَنشد بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ
أَي رغَّبني فيه وأَمر مَنْفُوس فيه مرغوب ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه
نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً
بتحريك الفاء ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً الأَخيرة نادرة ضَنَّ ومال نَفِيس مَضْمون به
ونَفِسَ عليه بالشيء بالكسر ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله وكذلك نَفِسَه عليه
ونافَسَه فيه وأَما قول الشاعر وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها تُنافِسُ
دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا وإِما أَن
يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت وتَنافَسْنا ذلك
الأَمر وتَنافَسْنا فيه تحاسدنا وتسابقنا وفي التنزيل العزيز وفي ذلك
فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون وفي حديث
المغيرة سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء وفي
حديث إِسمعيل عليه السلام أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار
عندهم نَفِيساً ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه
المباراة في الكرم وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا وفي الحديث أَخشى أَن تُبْسط الدنيا
عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها هو من
المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه
ونَفِسْتُ بالشيء بالكسر أَي بخلت وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه لقد نِلْتَ صِهْرَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك وحديث السقيفة لم نَنْفَسْ عليك
أَي لم نبخل والنِّفاسُ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ فهي نُفَساءٌ والنَّفْسُ الدم
ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ بالكسر نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ
ونَفْساءُ ونَفَساءُ ولدت وقال ثعلب النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض والجمع
من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس عن اللحياني ونُفُس ونُفَّاس قال
الجوهري وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ ويجمع
أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات وامرأَتان نُفساوان أَبدلوا من همزة التأْنيث
واواً وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت
ومنه الحديث فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها وحكى ثعلب
نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن
يُنْفَس أَي يولد الجوهري وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل
أَن يولد قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة وإِنَّا وإِخْواننا
عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ كما
طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما
يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ
لذلك ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر
أَشد من ولادة الثيب وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به
أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة وقولُ امرئ
القيس ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به
نفسه وربما كان داعَية للهلاك والمَنْفُوس المولود وفي الحديث ما من نَفْسٍ
مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار وفي رواية إِلا كُتِبَ رزقُها
وأَجلها مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة قال يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ فأَما الحيض فلا يقال
فيه إِلا نَفِسَتْ بالفتح وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ
على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه وفي حديث أَبي هريرة أَنه صَلَّى على
مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً وفي حديث ابن
المسيب لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت وقالت أُم
سلمة كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ
ثيابي ثم رجعت فقال أَنَفِسْتِ ؟ أَراد أَحضتِ ؟ يقال نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ
بالفتح إِذا حاضت ويقال لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير يقال ما سرَّني بهذا
الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ
أَي خرج من تحته ريح شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم
وتَنَفَّسَت القوس تصدَّعت ونَفَّسَها هو صدَّعها عن كراع وإِنما يَتَنَفَّس منها
العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ ابن شميل
يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك قال ابن سيده
وأَرى اللحياني قال إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها قال ولست منه
على ثقة والنَّفْسُ من الدباغ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من
القرظ وغيره يقال هب لي نَفْساً من دباغ قال الشاعر أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي
تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ ؟ قال الأَصمعي بعثت امرأَة من العرب
بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ
أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من
السرعة أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به المَنِيئَةُ
المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ وقيل النَّفْس من الدباغ مِلءُ
الكفِّ والجمع أَنْفُسٌ أَنشد ثعلب وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به على
الماء إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا
القَدْر من الدّباغ والنَّافِسُ الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني وفيه خمسة
فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز
ويقال هو الرابع