سَرَقَ مِنْهُ الشيءَ يَسْرِقُ سَرَقاً مُحَرَّكَةً وككَتِفٍ وسَرَقَةً مُحَرَّكَةً وكفَرِحَةٍ وسَرْقاً بالفَتح ورُبَّما قالُوا : سَرَقَهُ مالاً كما في الصِّحاح
وتَقُولُ في بيعِ العَبْدِ : بَرئْتُ إليْكَ من الإِباقش والسَّرَقِ . واسْتَرَقَهُ وهذه عن ابنِ الأعرابيِّ وأَنشدَ :
" بِعْتُكَها زانِيَةً أَو تَسْتَرِقْ
" إِنَّ الخَبيثَ للخَبِيثِ يَتَّفِقْ وقال ابنُ عَرَفَة : السّارِقُ عندَ العَرَبِ : منْ جاءَ مُسْتَتِراً إلى حِزْرٍ فأَخَذَ مالاً لغَيْرِه فإن أخَذَهُ من ظاهِرٍ فهو مُخْتَلسٌ ومُسْتَلِبٌ ومُنْتَهِبٌ ومُحْتَرِسٌ فإِنْ مَنَع ما في يَدِيه فهو غاضِبٌ
والاسْمُ السَّرْقَةُ بالفتح وكفَرِحَةٍ وكَتِفٍ واقْتَصَر الجوْهَرِيُّ على الأَخِيرَتَيْنِ والأُولى نَقَلَها الصّاغنُّ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : سَرِقَ الشَّيْءُ كفَرِحَ : خَفِيَ هكذا يَقُولُ يُونُسِ وأَنْشَدَ :
وتَبِيتُ مُنْتَبِذَ القَذُورِ كأَنَّما ... سَرِقَتْ بُيُوتُك أَنْ تَزُورَ المَرْفَدَا القَذُورُ : التي لا تُبارِكُ الإِبِلَ والمَرْفَدُ : الذِي تُرْفَدُ فيه
والسَّرَقُ مُحَرَّكَةً شُقَقُ الحَرِير قال أَبو عُبَيْدٍ : الأَبيَضُ وأَنشدَ للعجاجِ :
" ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرورِ
" مِن رَقْرَقانِ آلِها المَسْجُورِ
" سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ أَو الحَريرُ عامَّةً قال أبو عُبَيْدٍ : أَصْلُها بالفارِسِيَّةِ سَرَهُ أَي : جَيِّدٌ فعَرَّبُوه كما عُرِّب بَرَقٌ للحَمَلِ ويَلْمَق للقَباءِ وهما بَرَهْ ويَلْمَهْ الواحِدَةُ بهاءٍ ومنه الحَدِيثُ : قال صلى الله عليه وسلم لعائشةَ رضِيَ اللهُ عنها : " رَأَيْتُكِ في المَنامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ في سَرَقَةٍ من حَرِيرٍ أَتانِي بكِ المَلَكُ " أَي : في قِطْعَةٍ من جَيِّدِ الحَرِيرِ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : سَرِقَت مَفاصِلهُ كفَرِحَ سَرَقاً مُحَرَّكَةً : ضَعُفَتْ وقالَ غيرُه : كانْسَرَقَت ومنه قَوْلُ الأعْشَى :
فهيَ تَتْلُو رَخْصَ الظلُوفِ ضَئيلاً ... فاتِرَ الطَّرْفِ في قُواه انْسِراقُ أَي : فُتُور وضَعْفٌ
والشيْءُ : خفِيَ هكذا في سائِرِ النُّسَخ وهو مُكَرَّر
وسَرَقَةُ محَرَّكَةً : أَقْصَى ماءً لضَبَّةَ بالعالِيَةِ كذا في التَّكمِلَة
وأبو عائِشَةَ : مَسْرُوقُ بن الأجْدَعَ بنِ مالك الهَمدانيُّ : تابِعي كَبِيرٌ والأجْدَعُ اسمُه عبدُ الرَّحْمنِ من أهْلِ الكُوفَةِ رأَى مَسْرُوقٌ أَبا بَكرٍ وعُمَرَ ورَوَى عن عبدِ اللهِ وعائِشَةَ وكانَ من عُبّادِ أَهْلِ الكُوفَةِ روى عَنْه أهْلُها ولاّه زِيادٌ عَلَى السِّلسِلَةِ وماتَ بِها سنة 163 رَوَى عنهُ الشعبِيُّ والنَّخَعِيُّ قاله ابن حِبّان
ومَسْرُوقُ بنُ المَرْزُبانِ : مُحَدث قالَ أَبو حاتِم : ليسَ بقَوِيّ
وفاتَه : مَسرُوقُ بنُ أوس اليَربُوعِيُّ : تابِعِي رَوَى عَن عَمرٍو وأَبي مُوسَى وعنه حُمَيْدُ بنُ هِلالِ
وسُرَّقٌ كرُكع : ع بسِنْجارَ بظاهِرِ مَدِينَتِها
وأيْضاً كُورَة بالأهوازِ ومَدينَتها دَوْرَقُ قال يَزِيدُ بنُ مفَرغ :
إِلَى الفَيِّفِ الأعْلَى إلى رامَهُرمُزٍ ... إِلى قُرَيات الشيخ من نَهْرِ سرَّقَا وقالَ أنس بنُ زُنَيْم يخاطِبُ الحارِثَ ابنَ بدْر الغُدانِي حِينَ وَلاهُ عُبَيد الله بنُ زِيادٍ سُرَّقَ :
ولا تَحقِرَنْ يا حارِ شَيئاً أَصبتَه ... فحَظُّكَ من مُلكِ العِراقَينِ سُرق وسُرقَ بنُ أسد الجُهنِي نَزِيلُ الإِسْكندَريةِ : صَحابِي رضِيَ الله عنه ويُقال فيه أيضاً : الأنصارِي له حَدِيث في التغْلِيسِ وقالَ ابن عَبْدِ البَر : يُقال : إِنَّه رَجُل من بَنِي الدِّيلِ سَكَنَ مصرَ وكانَ اسْمه الحبابَ فيما يَقُولُونَ فابتاعَ من بَدَوِي راحِلَتَيْنِ كانَ قدمَ بِهِما المَدِينةَ فأخَذَهُما ثم هَرَبَ وتَغَيَّبَ عنه قال : وبَعضُهم يقولُ في حديثِه هذا : إِنه لمّا ابْتاعَ من البَدَوِي راحِلَتيهِ أَتَى بِهما إِلى دار لها بابانِ ثُم أجْلَسه عَلَى بابِ دار ليَخْرُجَ إليه بثَمَنِهما فخَرَج من الباب الآخرِ وهَرَبَ بِهِما فأخبِرَ رَسُولُ اللُّهِ صَلى اللهُ عليه وسَلم بذلِك فقالَ : التَمِسُوه فلما أتِىَ به قالَ : أَنْتَ سُرق في حَدِيثٍ فيه طُولٌ وكانَ سرق يَقُولُ : لا أحِبُّ أنْ أدْعَى بغَيْرِ ما سَمّانِي به رسُولُ اللهِ صَلى اللُّه عليهِ وسَلَّمَ
وأبُو حامِدٍ أَحْمَدُ بن سرَّقٍ المروَزِيُّ : إخْبارِيٌ حَدَّثَ عن إِبراهِيمَ ابن الحُسَنِ وجَماعَة قال الحافِظُ ابن حجَر : وزعمَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيُّ " أنَّ الصّحابِيَّ بتَخْفِيفِ الرّاءِ وأَنَّ المحَدِّثِينَ يُشَدّدونَها "
والسوارِقِيةُ : ة بينَ الحَرَمَينِ الشرِيفَيْنِ من مُضَحَّياتِ حاجِّ العِراقِ بالحَدْرَةِ وضَبَطَهُ بعض بضَمِّ السِّينِ وقالَ : تُعْرَفُ بأبي بَكْر الصِّدَيق رضِي الله عنه
قلتُ : وهذا هو الصواب في الضبطِ كما سَمِعْتُ ذلك من أفْواهِ أَهْلِها وأنْكَرُوا الفَتْحَ ومنها : أبو بَكْر مُحَمَّدُ ابنُ عَتِيقِ بنِ بَحر بنِ أَحْمَدَ البٌكري السوارقِي شَرِيف فقِيه شاعِر سارَ إِلى خرَاسانَ وماتَ بطُوس سنة 538 سمعَ منه ابنٌ السَّمعانِيِّ شَيْئاً من شِعْرِه
والسرْقِينُ بالكسرِ وقد يفْتَحُ : مُعَرَّبُ سِرْكين مَعْرُوف ويُقال أَيضاً بالجِيم بَدَلَ القافِ
والسَّوارقُ : الجَوامِعُ جَمْعُ سارِقَةٍ قالَ أبُو الطًّمَحانِ :
ولم يَدْعُ داع مِثلَكُم لعَظِيمَةٍ ... إِذا أَزَمَت بالسّاعِدَينِ السوارِق والمُرادُ بالجَوامع : جَوامِعُ الحدِيدِ التِي تكونُ في القُيُودِ
وقِيلَ : السَّوارِقُ : الزوائِدُ في فَرَاش القُفْل وبه فُسَرَ قولُ الرّاعِي :
وأَزْهَر سَخي نَفْسَه عن تِلادِه ... حَنايا حَدِيدٍ مُقْفَلٍ وسَوارِقُه وسارُوقُ : ة وفي العُبابِ : بلَد بالروم سُميَ باسْم بانِيه سارُو فعرِّبَ بقَافٍ في آخِرِه
قلتُ : وفي المُعْجَم لياقوت : أَنّ سارُو اسمُ مَدِينَةِ همَذانَ ثم عُربَ فانظره . وسُراقَةُ كثمامَة : ابنُ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ العُزَّي الأنصارِيُّ النجّارِيُّ المازني بدْرِي توفي في زَمَنِ مُعاوِيَةَ . و سُراقَةُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطِيَّةَ النَّجّارِي المازِنِي بَدْرِي اسْتُشْهِدَ يومَ مُؤْتَةَ
وسُراقَةُ بنُ الحارِثِ بنِ عَدِيِّ ابنِ عَجْلانَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حنَيْنٍ
وسُراقَةُ بنُ مالِكِ بنِ جُعْشُم المُدْلِجِي الكِنانِي أبو سُفيان أسْلمَ بعدَ الطائِفِوسُراقَةُ بنُ أبي الحُبابِ كذا في النسَخ والصّوابُ ابنُ الحُبابِ واستُشْهِدَ يومَ حُنَيْنٍ قِيلَ : هو وابنُ الحارِثِ الَّذِي تَقَدم واحِد وقِيلَ : بل هُما اثْنانِ كما فَعَلَه المُصَنِّف
وسُراقَةُ بنُ عَمرو الّذِي صالَحَ أهْلَ أَرْمِينِيَةَ وماتَ هُناكَ في خِلافةِ عُمَرَ ولَقَبُه ذُو النًّون صوابُه : ذُو النورِ لأنَّهُ يُرَى على قَبْرِه نُور فلُقِّبَ بهِ : صحابِيونَ رضيَ اللهُ عنهم
وفاتَه في الصحابَةِ : سُراقَة بنُ عُمَيْرٍ : أَحَدُ البَكّائِينَ وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِرِ بنِ أذَاة ذَكَره ابنُ الكَلْبيِّ . وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِر بنِ أَنَسٍ ذَكَرَه إِبْراهِيمُ بنُ الأمِينِ الحافِظُ في ذَيْلِه على الاسْتِيعابِ وقالَ ابنُ الأثِيرِ : سُراقَةُ بنُ مالك القُرَشِي : مُحَدِّث عن مُحَمدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ يونانَ وعنه مُوسَى بنُ يَعْقُوبَ الزمعِي قُتِلَ سنة 131
وقَوْلُ الجوهريّ : سُراقَةُ بن جُعشُم وَهَم وإِنّما هُو جَدهُ قالَ شَيخُنا : لا وَهَمَ فيهِ لأنَّه نَسَبَهُ إِلى جده فقَد ذَكَرَ في المِيم أنه سُراقَةُ ابنُ مالِكِ بنِ جُعْشُم : صَحابِي فهو نَظِيرُ قولِ المُصَنفِ نَفْسِه : أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل ونَظِيرُ قَوْلِ العامَّةِ مُحَمدُ بن عَبْدِ المُطلِبِ ووالِدُهُما عَبْدُ اللهِ والشهرَةُ كافِيَةٌ
وسَمّوا سارِقاً : وسَرَّاقاً كشَدّادٍ ومَسرُوقاً وسُراقَةَ وأنْشَدَ سِيَبَوَيْهِ في الأخيرِ :
هذا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه ... والمَرءُ عِنْدَ الرشا إِنْ يَلقَها ذِيبُ والتسرِيقُ : النِّسْبَةُ إلى السرِقَةِ ومنه قراءة أَبِي البَرهسَم وابنِ أبي عَبلَةَ : " إنَّ ابنَكَ سرِّقَ " بضَم السَينِ وكَسرِ الرّاءَ المُشَددَةِ
والمُستَرقُ : النّاقِصُ الضَّعِيفُ الخَلْقِ عن ابْنِ عَبّادٍ يُقال : هو مُستَرِقُ القَوْلِ أي : ضَعِيفٌ وهو مَجاز كما في الأساسِ
ومن المجازِ : المستَرِقُ : المُسْتَمِعُ مختَفِياً كما يَفعَلُ السّارِقُ
ومِنَ المجازِ : رَجُل مُسْتَرِقُ العُنُقِ أَي : قَصِيرُها مُقَبضُها كما في المُحِيطِ والأساس
ويُقال : هو يُسارِقُ النظَرَ إِليهِ أَي : يَطْلُبُ غَفْلَةً منه لينْظُرَ إِليهِ وكذلك اسْتِراقُ النظَرِ وتَسَرقه وهو مَجاز
وانْسرقَ : فَتَرَ وضعفَ وهذا قد تَقَدمَ قَرِيباً فهو تَكْرار وتَقَدمَ شاهِده من قَوْلِ الأعشَى يَصِفُ الظبيَ :
" فاتِرَ الطرْفِ في قُواهُ انْسِراقُ وانْسَرَق عَنْهُم : إذا خَنَسَ ليَذْهَبَ
ويُقال : تَسَرَّقَ : إِذا سَرَقَ شَيْئاً فشَيْئاً ومنه قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" وهاجَنِي جَلابَةٌ تَسَرَّقَا
" شِعرِي ولا يَزْكُو له ما لَزَّقَا والإِسْتَبْرَق للغَلِيظِ من الدِّيباج مُعَرَّبُ اسْتَبرَه ذكره بعضٌ هُنا وقد ذكِره في ب رق وسَبَقَ ما يَتَعَلَّقُ به هناك
ومما يُسْتَدرك عليه : رجلٌ سارِق من قَوْم سَرَقَةٍ وسَرّاقٌ وسَرُوق من قَوْم سُرَّقٍ وسَرُوقَةٌ ولا جَمعَ له إِنّما هوً كصَرُورَة
وكَلْب سَرُوق لا غَيْرُ قالَ :
" ولا يَسرِق الكَلْبُ السرُوقُ نِعالَها وفي المثَل : " سُرِقَ السّارِقُ فانْتَحَرَ " نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قالَ الصّاغانيُّ : أَي سُرِقَ منه فنَحَرَ نَفْسَه غَماً يُضْرَبُ لمَنْ ينْتَزَعُ منه ما لَيْسَ له فيُفْرِطُ جَزَعُه . والاسْتِراقُ : الخَتْلُ سِراً كالّذِي يَسْتَمع وهو مَجازٌ
والتَّسَرُّقُ : اخْتِلاسُ النَّظَرِ والسَّمْعِ قالَ القُطامي :
بَخِلَتْ عَلَيْكَ فما تَجُودُ بنائِلٍ ... إِلاّ اخْتِلاسَ حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ والسُّراقَةُ بالضَّمِّ : اسم ما سُرِقَ كما قِيلَ : الخُلاصَة والنقايةُ : لما خُلِّصَ ونُقِّيَ وبِها سُمِّي سُراقَة . وعِنْدَه سُراقاتُ الشَعْرِ ومنه قولُ ابنِ مُقْبِل :
فأَمّا سُراقاتُ الهِجاءِ فإِنَّها ... كلامٌ تَهاداه اللِّئامُ تَهادِيَا وسَرَّقَه تَسْرِيقاً بمعْنَى سَرَقَه قالَهُ ابنُ بَرّيّ وأنْشَدَ للفَرَزْدَق :
لا تَحْسَبَن دراهِماً سَرَّقْتَها ... تَمْحُو مَخازِيَكَ الَّتِي بعُمانِ أي : سَرَقْتَهاومن المجازِ : سرُقَ صَوْتُه وهو مَسْرُوقُ الصوْتِ : إِذا بُحَّ صَوْتُه نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيًّ ومنه قولُ الأعْشَى :
فيهِنَّ مَخْرُوفُ النّواصِفِ مَس ... رُوقُ البُغام شادِنٌ أَكْحَل أَرادَ أَنَّ في بُغامِه غُنَّةً فكأنَّ صَوْتَه مَسْرُوق
ومَسْرُقانُ بضمِّ الرّاء : موضِعٌ قالَ يَزِيدُ بن مُفَرِّغ الحِمْيَرِي وجَمَع بينَه وبَيْنَ سُرَّقٍ - :
سَقَى هَزِمُ الأوْساطِ مُنْبجِسُ العُرَى ... مَنازِلَها مِنْ مَسْرُقانَ وسُرقا قالَ ابنُ بَرّيّ : ويُقال لسارِقِ الشِّعْرِ : سُرَاقَةُ ولسارِقِ النَّظَرِ إِلى الغِلْمانِ : شافِن ويُقال : سُرِقْتُ يا قَوْم أي : سُرِقَتْ غُرْفَتِي
واسْتَرَق الكاتِبُ بعضَ المُحاسباتِ . إذا لَمْ يُبْرِزْه وهو مَجاز وسَرَقْنا لَيلَةً من الشَّهْرِ : إِذا نَعِمُوا فِيها
وسرقتني عَينِي : غَلَبَتْنِي وهو مجازٌ . وقال ابن عَباد : السُّورَقُ بالضم داءٌ بالجَوارِح
ومحلة مسروق : قرية بمصر
نَظَرَه كَنَصَره وسَمِعَه هكذا في الأصول المُصحَّحة ووُجِد في النسخة التي شرح عليها شيخُنا : كَضَرَبه بدل : كَنَصَره فأقام النَّكيرَ على المُصنِّف وقال : هذا لا يُعرَف في شيءٍ من الدواوين ولا رواه أحدٌ من الرَّاوين بل المعروف نَظَرَ كَكَتَب وهو الذي مُلئَ به القرآن وكلامُ العرب . ولو عَلِمَ شيخُنا أنّ نسخته محرّفة لم يَحْتَج إلى إيراد ما ذكره . وفي المحكم : نَظَرَه يَنْظُره نَظَرَ إليه نَظَرَاً محرّكةً قال الليث : ويجوز تخفيف المصدر تَحْمِله على لفْظ العامّة من المصادر ومَنْظَراً كَمَقْعَد ونَظَرَاناً بالتحريك ومَنْظَرةً بفتح الأوّل والثالث وتَنْظَاراً بالفتح . قال الحُطَيْئة :
فمالَكَ غَيْرُ تَنْظَارٍ إليها ... كما نَظَرَ اليَتيمُ إلى الوصيِّ
: تأمَّله بعَيْنِه هكذا فسَّره الجَوْهَرِيّ . وفي البَصائر : والنظر أيضاً تَقليبُ البَصيرةِ لإدراكِ الشيءِ ورُؤيتِه وقد يُراد به التَّأَمُّل والفَحْص وقد يُراد به المعرفةُ الحاصلةُ بعد الفحْص . وقَوْلُهُ تَعالى : " انْظُروا ماذا في السَّماوات " أي تأمّلوا . واستعمال النَّظَر في البَصَر أكثرُ استعمالاً عند العامّة وفي البصيرة أكثر عند الخاصّة . ويقال : نَظَرْتُ إلى كذا إذا مَدَدْتَ طَرْفَكَ إليه رَأَيْتَه أو لم تَرَهْ ونَظَرْتُ إذا رأيته وتَدَبَّرْته ونظرْتُ في كذا : تأمَّلته كَتَنَظَّره وانْتَظَره كذلك كما سيأتي . نَظَرَتِ الأرضُ : أَرَتِ العينَ نباتَها نقله الصَّاغانِيّ وهو مجاز . وفي الأساس : نَظَرَتِ الأرضُ بعَيْن وبعَيْنَيْن : ظَهَرَ نباتُها . نَظَرَ لهم : أي رَثَىَ لهم وأعانهم نقله الصَّاغانِيّ وهو مجاز . نَظَرَ بَيْنَهم أي حَكَمَ . والنَّاظِرُ : العَيْنُ نَفْسُها أو هو النُّقطةُ السوداءُ الصافية التي في وَسط سَواد العين وبها يَرى النَّاظِرُ ما يُرى أو البصرُ نَفْسُه وقيل : النّاظِرُ في العين كالمِرآة التي إذا استقبلْتَها أبصرتَ فيها شَخْصَك أو عِرْقٌ في الأنفِ وفيه ماءُ البصر قاله ابنُ سِيدَه قيل : النّاظر : عَظْمٌ يَجْرِي من الجبهةِ إلى الخياشيم نقله الصَّاغانِيّ . والنّاظِران : عِرْقانِ على حَرْفَيْ الأنفِ يسيلان من المُؤْقَيْن وقيل : هما عِرْقان في العين يَسقيان الأنفَ وقيل : هما عِرْقان في مَجْرَى الدمعِ على الأنفِ من جانِبَيْه وهو قول أبي زيد . وقال ابن السِّكِّيت : هما عِرْقان مُكْتَنِفا الأنف وأنشد لجَرير :
وأشْفي من تَخَلُّجِ كلّ جِنٍّ ... وأكْوي النَّاظِرَيْنِ من الخُنانِ وقال آخر :
ولقد قطعت نواظر أو جمعتها ... ممن تعرض لي من الشعراء وقال آخر :
قليلةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزينُها ... شبابٌ ومَخفوضٌ من العيشِ باردُوصفَ محبوبته بأسالةِ الخدِّ وقِلّةِ لحمه وهو المُستَحَب . منَ المَجاز : تَناظَرَت النَّخلتان إذا نَظَرَتِ الأنثى منهما إلى الفحل . وفي بعض النسخ : إلى الفُحَّال فلم يَنْفَعها تَلقيحٌ حتى تُلقَح منه . قال ابنُ سِيدَه : حكى ذلك أبو حنيفة . والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ : ما نَظَرْتَ إليه فَأَعْجبَك أو ساءَك . وفي التهذيب : المَنْظَرَة : مَنْظَرُ الرجل إذا نَظَرْتَ إليه فأعجبكَ . وامرأةٌ حَسَنَةُ المَنْظَر والمَنْظَرة . ويقال : إنّه لذو مَنْظَرةٍ بلا مَخْبَرة . ويقال : مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخْبَرِه . رجلٌ مَنْظَرِيٌّ وَمَنْظَرانِيٌّ الأخيرة على غَيْرِ قياس : حَسَنُ المنْظَر . ورجلٌ مَنْظَرانِيٌّ مَخْبَرانِيٌّ . ويقال : إنّ فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع وفي رِيٍّ ومَشْبَع أي فيما أحبَّ النظرَ إليه والاستماع . منَ المَجاز : رجلٌ نَظورٌ كصبور ونَظورةٌ بزيادة الهاء وناظُورَة ونَظِيرَةٌ الأخيرة كسَفينة : سَيِّدٌ يُنظَر إليه للواحد والجمع والمُذَكَّر والمؤنَّث . قال الفَرَّاء : يقال : فلانٌ نَظورَةُ قَوْمِه ونَظيرَةُ قومه وهو الذي يَنْظُر إليه قَوْمُه فيمْتَثِلون ما امْتثله وكذلك : هو طَريقتهم بهذا المعنى . أو قد تُجمَع النَّظِيرَة والنَّظورةُ على نَظائر . وناظِرُ : قلعةٌ بخُوزِسْتان نقله الصَّاغانِيّ . منَ المَجاز : رجلٌ سَديدُ الناظِر أي بريءٌ من التُّهَمَة يَنْظُر بملءِ عَيْنَيْه . وفي الأساس : بريءُ الساحةِ ممّا قُذِفَ به . وبنو نَظَرَى كَجَمَزى وقد تُشَدّد الظاءُ : أهلُ النَّظَرِ إلى النِّساء والتَّغَزُّلِ بهنّ ومنه قولُ الأعرابِيّة لبَعْلِها : مُرَّ بي على بَني نَظَرَى ولا تَمُرَّ بي على بناتِ نَقَرَى أي مُرّ بي على الرِّجال الذين ينظرون إليّ فأُعجِبُهم وأَروقُهم ولا تَمُرَّ بي على النساء اللائي يَنْظُرنَني فيَعِبْنَني حَسَدَاً ويُنَقِّرْنَ عن عيوبِ مَن مرَّ بهنّ . حكاه ابن السِّكِّيت . والنَّظَرُ محرَّكة : الفِكْرُ في الشيءِ تُقَدِّرُه وتَقيسُه وهو مجاز . النَّظَر : الانْتِظار يقال : نَظَرْتُ فلاناً وانْتَظَرْته بمعنىً واحدٍ فإذا قلت انْتَظَرْتُ فلم يُجاوِزْك فِعلُك فمعناه : وَقَفْتُ وتمَهَّلْت ومنه قَوْلُهُ تَعالى : " انْظُرونا نَقْتَبِسْ من نورِكُم " وفي حديث أنس : " نَظَرْنا النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ حتى كان شَطْرُ الليل " . يقال : نَظَرْتُه وانْتَظَرْتُه إذا ارْتَقَبْتَ حُضوره . وقَوْلُهُ تَعالى : " وجوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضرةٌ إلى ربِّها ناظِرَة " أي مُنْتظِرة . وقال الأَزْهَرِيّ : وهذا خطأ لأن العرب لا تقول نَظرْت إلى الشيءِ بمعنى انْتَظَرْته إنما تقول نَطَرْتُ فلاناً أي انتظرتُه ومنه قولُ الحُطَيْئة :
وقد نَظَرْتُكُمْ أَبْنَاءَ صادِرَةٍ ... للوِرْدِ طالَ بها حَوْزِي وتَنْساسي وإذا قلتَ : نَظَرْتُ إليه لم يكن إلاّ بالعين وإذا قلتَ : نَظَرْتُ في الأمرِ احتمل أن يكون تَفَكُّراً وتدَبُّراً بالقلب . منَ المَجاز : النَّظَر : هم الحَيُّ المُتَجاورون يَنْظُر بَعْضُهم لبعْض . يقال : حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ . النَّظَر : التَّكَهُّن ومنه الحديث : " أن عَبْد الله بن عبد المُطلِب مرّ بامرأة كانت تَنْظُر وتعْتاف فَدَعَته إلى أن يَسْتَبْضِعَ منها وله مائةٌ من الإبل " تَنْظُر أي تتَكَهَّن وهو نَظرٌ بفِراسة وعِلم واسمها كاظِمَةُ بنتُ مُرٍّ وكانت مُتَهَوِّدَةً وقيل : هي أختُ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَل . النَّظَر : الحُكْمُ بين القومِ . النَّظَر : الإعانة ويُعَدَّى باللام وهذان قد ذكرهما المُصنِّف آنِفاً والفِعلُ في الكلّ كَنَصَر فإنّه قال : ولهم : أعانَهم وبينَهُم : حَكَمَ فهو تكرار كما لا يخفى . منَ المَجاز : النَّظور كصَبور : من لا يُغفِلُ النَّظَر إلى من أهَمَّه وفي اللسان : إلى ما أَهَمَّه . وفي الأساس : من لا يَغْفَل عن النَّظَر فيما أَهمَّه . والمَناظِر : أشرافُ الأرض لأنّه يُنظَر منها . المَناظِر : ع في البَرِّيَّة الشاميّة قربَ عُرْضَ . وأيضاً : ع قربَ هيت . قال عَديّ بن الرقاع :
وَثَوَى القيام على الصوى وتَذاكرا ... ماءَ المَناظِرِ قُلْبها وأَضاهاوتَناظَرا : تَقابلا ومنه تَناظَرَتِ الداران ودورُهم تَتَنَاظر . والناظورُ والنّاظِرُ : النّاطور بالطاء وهي نبَطِيّة . وابْنُ النّاظور مرَّ ذِكرُه في نطر وانْظُرْني أي اصْغَ إليَّ ومنه قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ : " وقولوا انْظُرْنا واسْمَعوا " وَنَظَره وانْتَظَره وتَنَظَّرَه : تَأَنَّى عليه قال عروة بن الورد :
إذا بَعُدوا لا يَأْمَنون اقْتِرابَه ... تَشَوُّفَ أَهْلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ والنَّظِرَة كفَرِحَة : التأخيرُ في الأمر قال اللهُ تعالى : " فنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَة " وقرأ بعضُهم : " فناظِرَةٌ إلى ميسرة " كقوله عز وجل : " لَيْسَ لوَقْعَتِها كاذِبَة " أي تكذيب . وقال الليثُ : يقال : اشتريتُه منه بنَظِرَةٍ وإنْظارٍ . والتنظر : تَوَقُّع الشيء . وقال ابنُ سِيدَه : هو تَوَقُّع ما تَنْتَظِرُه . وَنَظَره نَظْرَاً : باعَه بنَظِرَةٍ وإمْهال واسْتَنْظَرَه : طَلَبَها أي النَّظِرَة منه واسْتَمْهَلَه . وأَنْظَره : أخَّره قال اللهُ تعالى : " فال أَنْظِرني إلى يَوْمِ يُبعَثون " أي أخِّرني . ويقال : بِعتُ فلاناً فَأَنْظَرْتُه أي أَمْهَلته والاسمُ النَّظِرَة وفي الحديث : " كنتُ أُبايعُ الناسَ فكنتُ أُنظِرُ المُعسِر " أي أُمهله . والتَّناظُر : التَّرواُض في الأمر . ونَظيرُك : الذي يُراوِضُك وتُناظِرُه . منَ المَجاز : النَّظير كأمير والمُناظِر : المِثْل والشَّبيه في كلِّ شيءٍ يقال : فلانٌ نظيرُكَ أي مِثلك لأنّه إذا نَظَرَ إليهما النّاظرُ رآهما سواءً كالنِّظْر بالكسر حكاه أبو عبيدة مثل النِّد والنَّديد وأنشد لعبْد يغوثَ بن وَقَّاصٍ الحارثيّ :
ألا هل أتى نِظْري مُلَيْكةَ أنَّني ... أنا الليثُ مَعْدِيَّاً عليه وعادِيَا
وقد كنتُ نَحَّارَ الجَزورِ ومُعمِلَ ال ... مَطِيِّ وأمْضي حيثُ لا حَيَّ ماضِيا ج نُظَراء وهي نَظيرُتها وهنَّ نَظائر كما في الأساس . والنَّظْرَة بالفتح : العَيْب . يقال : رجلٌ فيه نَظْرَةٌ أي عَيْب ومَنْظُور مَعْيُوبٌ . النَّظْرَة : الهَيْبَة عن ابْن الأَعْرابِيّ . النَّظْرَة : سوءُ الهَيْئة . وقال أبو عمرو : النَّظْرَة : الشُّنْعة والقُبْح . يقال : إنّ في هذه الجاريةِ لَنَظْرَةً إذا كانت قبيحةً . النَّظْرة : الشُّحوب وأنشد الرِّياشيُّ :
لَقَدْ رابَني أنَّ ابنَ جَعْدَةَ بادِنٌ ... وفي جسمِ لَيْلَى نَظْرَةٌ وشُحوبُ النَّظْرَة : الغَشْيَة أو الطائفُ من الجِنِّ وقد نُظِرَ كعُنِيَ فهو منظرٌ : أصابتْه غَشْيَةٌ أو عَيْنٌ وفي الحديث أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم رأى جاريةً فقال : " إنَّ بها نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لها " . قيل : معناه إنّ بها إصابةَ عَيْنٍ من نَظَرِ الجِنّ إليها وكذلك بها سَفْعَة . النَّظْرَة : الرحمة عن ابْن الأَعْرابِيّ وهو مجاز . وفي البصائر : وَنَظَرُ اللهِ إلى عبادهِ هو إحسانُه إليهم وإفاضة نِعَمِه عليهم قال اللهُ تعالى : " ولا يَنْظُرُ إليهم يَوْمَ القِيامة " وفي الصّحيحين : " ثلاثةٌ لا يُكَلِّمْهم الله ولا يَنْظُرُ إليهم : شيخٌ زانٍ وملِكٌ كَذَّابٌ وعائِلٌ مُتَكَبِّر " . وفي النهاية لابن الأثير أنّ النَّظَرَ هنا الاخْتيار والرحمةُ والعطف ؛ لأنّ النَّظَرَ في الشاهد دليلُ المحبّة وترْكُ النَّظَرِ دليلُ البُغْضِ والكَراهة . ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ أبو سِعْرٍ راجزٌ وقد تقدّم ذِكرُه في سعر أيضاً وحَبَّةُ : اسم أمِّه وأبوه مَرْثَد والذي في اللسان أنّ مَنْظُوراً اسمُ جِنّيٍّ وحَبَّةَ اسمُ امرأة عَلِقَها هذا الجِنِّيّ فكانت تُطَبِّبُ بما يُعلِّمها وفيهما يقول الشاعر :
وَلَوْ أنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلَما ... لنَزْعِ القَذى لمْ يُبْرِئا لي قَذاكُما وقد تقدّم ذلك في حبب أيضاً . مَنْظُور بنُ سَيَّار : رجلٌ م أي معروف . قلت : وهو مَنْظُورُ بن زَبَّان بن سَيَّار بن العُشَراء من بني فَزارة وقد ذكر في عشر . وناظِرَةُ : جبلٌ أو ماءٌ لبني عَبْس بأعلى الشَّقيق أو ع قاله ابنُ دُرَيْد وقيل : ناظِرَة وشَرْجٌ : ماءان لعَبْس قال الأعشى :
شاقَتْكَ مِن أَظْعَانِ لَيْ ... لى يَوْمَ ناظِرَةٍ بَواكِرْ وقال جرير :أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى بناظِرَةَ اسْلَما ... وما راجَعَ العِرْفانَ إلاّ تَوَهُّما
كأنَّ رسومُ الدَّارِ ريشُ حَمامَةٍ ... مَحاها البِلى واسْتَعْجَمَتْ أنْ تَكَلَّما ونَواظِر : آكامٌ بأرض باهِلَة . قال ابنُ أحمرَ الباهليّ :
وصَدَّتْ عنْ نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتاماً هاجَ صَيْفيَّاً وآلا والمَنْظورَة من النساء : المَعيبة بها نَظْرَةٌ أي عَيْب المَنْظورة : الدَّاهيَة نقله الصَّاغانِيّ . منَ المَجاز : فرَسٌ نَظَّارٌ كشَدَّاد : شَهْمٌ حَديدُ الفؤادِ طامِحُ الطَّرْفِ قال :
مُحَجَّلٌ لاح له حمارُ ... نابي المَعَدَّيْنِ وأي نَظَّارُ وبَنو النَّظَّار : قومٌ من عُكْل وهم بنو تَيْم وعَديٍّ وثوْر بني عَبْد مَناة بن أُدّ بن طابِخَة حَضَنَتْهم أَمَةٌ لهم يقال لها عُكْلٌ فَغَلَبتْ عليهم . وسيأتي في مَوْضِعه منها الإبلُ النَّظَّاريَّة قال الراجز :
" يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً سَعُوما السَّعْم : ضَرْب من سَيْرِ الإبل أو النَّظَّار : فَحْلٌ من فحولِ الإبل في اللسان : من فُحولِ العرب . قال الراجز :
" يَتْبَعْنَ نَظَّاريّةً لم تُهجَمِ أي ناقةً نَجيبةً من نِتاجِ النَّظَّار وقال جريرٌ :
" والأَرْحَبِيّ وجَدُّها النَّظَّارُ ولم تُهجَم : لم تُحلَب . والنَّظَّارَة : القومُ يَنْظُرون إلى الشيءِ كالمَنْظَرَة يقولون : خَرَجْت مع النَّظَارَة . النَّظَارة بالتخفيف بمعنى التَّنَزُّه لَحْنٌ يستعمله بعضُ الفقهاءِ في كتبهم والصواب فيه التشديد . يقال : نَظَارِ كقَطام أي انْتَظِر اسمٌ وُضِع موضعَ الأمر . والمِنْظار بالكسر : المِرآةُ يُرى فيها الوجه ويُطلَق أيضاً على ما يُرى منه البعيدُ قريباً والعامّة تُسمِّيه النَّظَّارة . والنَّظائِر : الأفاضِل والأماثِلُ لاشتِباه بَعْضِهم ببعض في الأخلاق والأفعال والأقوال . والنَّظيرَة والنَّظُورة : الطَّليعة نقله الصَّاغانِيّ ويُجمَعان على نَظائِر . وناظَرَهُ : صارَ نَظيراً له في المُخاطَبة . ناظَرَ فلاناً بفلان : جَعَلَه نَظيرَه ومنه قَوْل الزُهْرِيّ محمد بن شهاب : لا تُناظِرْ بكتاب الله ولا بكلام رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلَّم وفي رواية ولا بسُنَّةِ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم . قال أبو عُبَيْد : أي لا تَجْعَل شيئاً نَظيراً لهما فَتَدعْهما وتأخذ به يقول : لا تَتَّبِع قَوْلَ قائلٍ مَن كان وَتَدَعهما له . وفي الأساس : أي لا تُقابِل به ولا تجعلْ مثْلاً له قال أبو عُبَيْد : أو معناه لا تَجْعَلهما مَثَلاً لشيءٍ لغَرَض هكذا في سائر النسخ والصواب : لشيْءٍ يَعْرِض وهو مِثلُ قَوْلِ إبراهيم النَّخَعيّ : كانوا يكرهون أن يذكروا الآيةَ عند الشيء يَعْرِض من أمر الدنيا كقول القائل للرجل : " جِئتَ على قَدَرٍ يا موسى " لمُسَمّىً بموسى إذا جاء في وقتٍ مَطْلُوب الذي يريد صاحبُه هذا وما أشبهه من الكلام مما يَتَمَثَّل به الجَهَلَةُ من أمور الدنيا وفي ذلك ابتذالٌ وامْتهانٌ قال الأَزْهَرِيّ : والأول أَشْبَه . منَ المَجاز : يقال : ما كان هذا نَظيراً لهذا ولقد أُنْظِرَ به كما يقال : ما كان خَطيراً وقد أُخطِر به . قال الأصمعيّ : عَدَدْتُ إبلَهم نَظائِرَ أي مَثْنَى مَثْنَى وعَدَدْتُها جَمَاراً إذا عَدَدْتَها وأنت تَنْظُر إلى جماعتها . والنِّظَار ككِتاب : الفِرَاسة ومنه قولُ عديٍّ : لم تُخطئْ نِظارَتي أي فِراستي . وامرأةٌ سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّة بضم أوّلهما وثالثهما وبكسرِ أوَّلهما وفتح ثالثهما وبكسر أولهما وثالثهما كلاهما بالتخفيف حكاهما يعقوب وَحْدَه . قال : وهي التي إذا تَسَمَّعتْ أو تَنَظَّرتْ فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْهُ تَظَنِّيَاً . وأَنْظُورُ في قوله أي الشاعر :
اللهُ يعلمُ أنّا في تَقَلُّبنا ... يومَ الفراقَ إلى إخواننا صُورُ
وأنّني حَيْثُ ما يَثْنِي الهوى بَصَري ... من حيثُما سلَكوا أَدْنُو فأَنْظُورُ لغةٌ في أَنْظُر لبعض العرب كذا نقله الصَّاغانِيّ عن ابن دُرَيْد في التكملة ونصُّه :
" حتى كأنَّ الهوى من حَيْثُ أَنْظُورُوالذي صرّح به اللَّبْلي في بغية الآمال أنّ زيادة الواو هنا حدثتْ من إشباع الضّمّة وذكر له نَظائر . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : يقولون : دورُ آلِ فلان تَنْظُر إلى دُورِ آلِ فلانٍ أي هي بإزائها ومُقابلة لها . وهو مجاز . ويقول القائل للمُؤمِّلِ يرجوه : إنّما نَنْظُر إلى الله ثم إليك أي إنما أتوقعُ فَضْلَ الله ثم فَضْلَك وهو مجاز . وتقول : عُيَيْنَتي نُوَيْظِرَةٌ إلى الله ثم إليكم . وهو مجاز . وأَنْظَر إنْظاراً : انْتَظَر قاله الزّجّاجُ في تفسير قَوْلُهُ تَعالى : " أَنْظِرونا نَقْتَبِسْ من نوركم " على قراءةِ من قرأ بالقَطْع قال : ومنه قولُ عمرو بن كلثوم :
أبا هندٍ فلا تَعْجَلْ عَلَيْنا ... وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقينا وقال الفرّاء : تقولُ العربُ أَنْظِرني أي انْتَظِرْني قليلاً . ويقول المتكلِّم لمَن يُعْجِلُه أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقي أي أَمْهِلْني . والمُناظَرَة : أن تُناظِرَ أخاكَ في أمرٍ إذا نظرتما فيه معاً كيف تَأْتِيانِه . وهو مجاز . والمُناظَرَة : المُباحَثةُ والمُباراة في النَّظَر واستِحْضارُ كلِّ ما يراه ببَصيرتِه . والنَّظَر : البحثُ وهو أعمُّ من القياس لأن كلّ قياس نَظَرٌ وليس كلّ نَظَرٍ قياس . كذا في البصائر . ويقال : إنّ فلاناً لفي مَنْظَرٍ ومُستَمَع أي فيما أحَبَّ النَّظَرَ إليه والاستِماع . وهو مجاز . ويقال : لقد كنتَ عن هذا المَقامِ بَمَنْظَرٍ أي بمعْزِل فيما أَحْبَبْت . قال أبو زُبَيْدٍ يُخاطبُ غلاماً قد أَبَقَ فقُتل :
قد كُنتَ في مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ ... عن نَصْرِ بَهْرَاءَ غَيْرَ ذي فَرَسِ والنَّظْرَة بالفتح : اللَّمْحة بالعَجَلة ومنه الحديث : " لا تُتبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فإنّ لكَ الأولى وليستْ لك الآخرةُ " وقال بعضُ الحكماء من لم تَعْمَل نَظْرَتُه لم يعملْ لسانه . معناه : أن النَّظْرَة إذا خرجت بإنكارِ القلب عَمِلَتْ في القلب وإذا خَرَجَتْ بإنكار العين دونَ القلبِ لم تَعْمَل أي من لم يَرْتَدِع بالنَّظَرِ إليه من ذَنْبٍ أَذْنَبَه لم يَرْتَدِع بالقول . وقال الجَوْهَرِيّ وغيرُه : وَنَظَر الدهرُ إلى بني فلانٍ فأهلَكَهم قال ابنُ سِيدَه : هو على المثل قال : ولستُ منه على ثقة . والمَنْظَرَة : مَوْضِعُ الرَّبِيئة ويكون في رأسِ جبلٍ فيه رَقيبٌ يَنْظُر العدوَّ ويحرُسُه . وقال الجَوْهَرِيّ : المَنْظَرَة : المَرْقَبَة . قلتُ : وإطلاقُها على مَوْضِعٍ من البيت يكون مُستَقِلاًّ عامِّيٌّ . والمَنْظَرَة : قريةٌ بمصر . وَنَظَرَ إليك الجبلُ : قابَلَك . وإذا أخذْتَ في طريقِ كذا فَنَظَر إليكَ الجبلُ فخُذْ عن يمينه أو يساره . وهو مجاز . وقَوْلُهُ تَعالى : " وتَراهُم يَنْظُرونَ إليكَ وهم لا يُبصِرون " ذهبَ أبو عُبَيْد إلى أنّه أراد الأصنامَ أي تُقابلُك وليس هنالِك نَظَرٌ لكنْ لمّا كان النَّظَرُ لا يكون إلا بمقابلةٍ حِسُنَ . وقال : " وَتَرَاهُم " وإن كانت لا تَعْقِل لأنهم يضعونها مَوْضِع من يَعْقِل . يقال : هو يَنْظُر حَوْلَه إذا كان يُكثِر النَّظَر . ورجلٌ مَنْظُورٌ : مَعِينٌ . وسيِّدٌ مَنْظُورٌ : يُرجى فَضْلُه وترمُقُه الأبصار وهذا مجاز . وفي الحديث : " مَن ابْتاعَ مُصَرَّاةً فهو بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ " أي خَيْرِ الأمْرَيْن له إمْساكُ المَبيع أو ردّه أيُّهما كان خيراً له واختاره فَعَلَه . وأَنْظَرَ الرجلُ : باع منه الشيءَ بنَظِرَة . ويقول أحدُ الرجُلَيْن لصاحبه : بَيْعٌ . فيقول : نِظْرٌ . بالكسر أي أَنْظِرْني حتى أشتري منك . وتَنَظَّرْه : انتَظِرْه في مُهلةٍ . وجيشٌ يُناظِرُ ألفاً أي يُقاربه وهو مجاز . ونَظائرُ القرآن : سُوَرُ المُفَصَّل سُمِّيت لاشتِباه بَعْضِها بعضاً في الطُّول . والنَّاظِرُ : الأمينُ الذي يَبْعَثه السلطانُ إلى جماعةٍ قريةٍ ليَسْتَبْرئ أَمْرَهم . وبيننا نَظَرٌ أي قَدْرُ نَظَرٍ في القُرب . وهو مجاز . وفي الحديث في صفة الكَبْش : " ويَنْظُر في سَواد " أي أَسْوَد ما يلي العينَ منه وقيل أراد سَوادَ الحَدقةِ . قال كُثَيِّر :
وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بَياضٍ ... إذا دَمَعَتْ وتَنْظُرُ في سَوادِيريد أن خَدَّها أَبْيَضُ وَحَدَقتها سَوداء . ويقال : انْظُرْ لي فلاناً أي اطْلُبْه لي وهو مجاز . وَنَظَرْتُ الشيءَ : حَفِظْتُه عن ابن القَطَّاع . وضَربْناهم بنَظَرٍ ومِن نَظَرٍ : أي أَبْصَرْناهم وهو مجاز . والنَّظَر : الاعتِبار . قال شَيْخُنا : وهو مُرادُ المُتكلِّمين عند الإطْلاق . وَنَظَرُ بن عبد الله أميرُ الحاجّ روى ابن السَّمْعانيّ عنه عن ابنِ البَطِر . والنَّظَّارُ بن هاشم الشاعر من بني حَذْلَم . والعلاءُ بن محمد بن مَنْظُور من بني نَصْر بن قُعَيْن وَلِيَ شُرْطَة الكُوفة . وَمَنْظَرَةُ الرَّياحنيِّين ببغداد استَحْدَثها المُستَظْهِر بالله العبّاسيُّ وكان بناها سنة 507 . ومَنْظُور بن رَواحة : شاعرٌ وجدُّه خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الكلابيّ مشهور