السَّجْلُ : الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ الْعَظِيمَةُ مَمْلُوءَةً ماءً مُذَكَّرٌ وقيلَ : هوَ مٍلْءُ الدَّلْوِ وقيلَ : إذا كانَ فيهِ ماءٌ قَلَّ أو كَثُرَ ولا يُقالُ لَها فَارِغَةً : سَجْلٌ ولَكِنْ : دَلْوٌ وفي التَّهْذِيبِ : ولا يُقالُ له وهو فارِغٌ سَجْلٌ ولا ذَنُوبٌ وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ : السَّجْلُ اسْمُها مَلأَى ماءً والذَّنُوبُ إِنَّما يكونُ فيها مِثْلُ نِصْفِها ماءً وفي حديثِ بَوْلِ الأَعْرابِيِّ في المَسْجِدِ : ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْلٍ مِن ماءٍ فَأُفْرِغَ عَلى بَوْلِهِ وقالَ الشَّاعِرُ :
" السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ
" حتَّى يرى مَرْكُوّها يَثُوبُ والسَّجْلُ : الرَّجُلُ الْجَوادُ عن أبي العَمَيْثَلِ الأَعْرابِيِّ . والسَّجْلُ : الضَّرْعُ العَظِيمُ ج : سِجَالٌ بالكَسْرِ وسُجُولٌ بالضَّمِّ قالَ لَبِيدٌ :
" يُجِيلُونَ السَّجالَ على السِّجالِ وأَنْشَدَ أَعْرابِيٌّ :
أُرْجِّي نَائِلاً منْ سَيْلِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُهُ سِجالُ الذَّمَّةُ : البِئْرُ القَلِيلَةُ الْماءِ والسِّجَالُ : الدِّلاءُ المَلأَى والمَعْنَى قَلِيلُهُ كَثِيرٌ ورَواهُ الأَصْمَعِيُّ : وذِمَّتُهُ بالكَسْرِ أي عَهْدُهُ مُحْكَمٌ مِنْ قَوْلِكَ : سَجَّلَ القَاضِي لِفُلاَنٍ بِمَالِهِ أي اسْتَوْثَقَ لَهُ بهِ . ولهم مِنَ الْمَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ : أي ضَخْمٌ مُبَالَغَةً . وأِسْجَلَهُ : أَعْطَاهُ سَجْلاً أو سَجْلَيْنِ وقيلَ : إِذا كَثَّرَ لَهُ العَطاءَ . وقالُوا : الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجالٌ ككِتَابٍ : أي سَجْلٌ منها عَلى هؤلاءِ وآخَرُ عَلى هؤلاءِ وأَصْلُهُ أَنَّ المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَيْنِ مِنَ الْبِئْرِ يَكُونُ لِكُلِّ واحِدٍ منهما سَجْلٌ أي دَلْوٌ مَلآنُ ماءً وقَدْ جاءَ ذِكْرُهُ في حَدَِيثِ أبي سُفْيانَ : لَمَّا سَأَلَهُ هِرَقْلُ فقالَ : ذلكَ مَعْناهُ : أنَّا نُدَالُ عَلَيْهِ مَرَّةً ويُدَالُ عَلَيْنَا أُخْرى . ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلَةٌ : أي ضَخْمَةٌ قال : بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ لابَنِيْ لَهْ
" خُذْها وأَعْطِ عَمَّكَ السَّجِيلَهْ
" إنْ لَمْ يَكُنْ عَمُّكَ ذا حَلِيلَهْ أي بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ الذي لا بَنِينَ له هذا المَقامُ الذي يُقالُ له هذا الْكَلام . وخُصْيَةٌ سَجِيلَةٌ : بَيِّنَةُ السَّجالَةِ مُسْتَرْخِيَةُ الصّفَنِ واسِعَتُهُن . وضَرْعٌ سَجِيلٌ : طَوِيلٌ وأَسْجَلُ : مُتَدَلٍّ واسِعٍ وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : ضَرْعٌ أَسْجَلُ هو الواسِعُ الرِّخْوُ المُضْطَرِبُ الذي يَضْرِبُ رِجْلَيْها مِن خَلْفِها ولا يَكُونُ إِلاَّ مِنْ ضُرُوعِ الشّاءِ ونَاقَةٌ سَجْلاءُ : عَظِيمَةُ الضَّرْعِ . ومِنَ المَجازِ : سَاجَلَهُ مُساجَلَةً إِذا بَاراهُ وفاخَرَهُ بَأنْ صَنَعَ مِثْلَ صُنْعِهِ في جَرْيٍ أَو سَقْيٍ وأَصْلُهُ في الاِسْتِقَاءِ وهما يَتَساجَلانِ أي يَتَبارَيانِ قالَ الفَضْلُ بنُ عَبَّاسٍ اللَّهَبِيُّ :
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ مَاجِداً ... يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الْكَرَبْ قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ : أَصْلُ المُساجَلَةِ أَنْ يَسْتَقِيَ سَاقِيانِ فيُخْرِجَ كُلُّ واحِدٍ منهما في سَجْلِهِ مِثْلَ ما يُخْرِجُ الآخَرُ فَأيُّهُما نَكَلَ فقد غُلِبَ فضَرَبَتْهُ العَرَبُ مَثَلاً لِلْمُفاخَرَةِ فإذا قيلَ : فُلانٌ يُساجِلُ فُلاناً فمَعْناهُ أَنَّهُ يُخْرِجُ مِنَ الشَّرَفِ مِثْلَ ما يُخْرِجُهُ الآخَرُ فَأيُّهُما نَكَلَ فد غُلِبَ وتَساجَلُوا : تَفاخَرُوا قال ابنُ أبي الحَدِيدِ في شَرْحِ نَهْجِ الْبَلاغَةِ : وقد نَزَلَ القُرْآنُ عَلى مَخْرَج كَلامِهِم في المُساجَلَةِ فقال : " فإِنَّ لِلَّذِين ظَلَمُوا ذَنُوباً " الآية والذَّنُوبُ : الدَّلْوُ
وأَسْجَلَ الرَّجُلُ : كَثُرَ خَيْرُهُ وبِرُّهُ وعَطاؤُهُ لِلنَّاسِ وأْسَجَلَ النَّاسَ : تَرَكَتُهم وأَسجَلَ لَهُمْ الأَمرَ : أَطْلَقَهُ لهُم ومنه قَوْلُ محمدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : " هَلْ جَزَاءُ الإِحْسانِ إِلاَّ الإِحْسانُ " قال : هيَ مُسَجَلَةٌ لِلْبَرِّ والفَاجِرِ . يَعْنِي مُرْسَلَةٌ مُطْلَقَةٌ في الإِحْسانِ إلى كُلِّ أَحَدٍ لَمْ يُشْتَرَطْ فيها بَرٌّ دُونَ فاجِرٍ وفي الحديثِ : ولاَ تُسْجِلُ أَنْعامَكُم أي لا تُطْلِقُوهَا في زُرُوعِ النَّاسِ . وأَسْجَلَ الحَوْضَ : مَلأهُ قالَ :
وغَادَرَ الأُخْذَ والاَوْجَاذًَ مُتْرَعَةً ... تَطْفُو وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرَانَا ويُقالُ : فَعَلْنَاه والدَّهْرُ مُسْجَلٌ كمُكْرَمٍ والذي في اللِّسانِ : والدَّهْرُ سجل : أي لا يَخافُ أَحَدٌ أَحَداً . والمُسْجَلُ كمُكْرَمٍ : الْمَبْذُولُ الْمُباحُ لِكُلِّ أَحَدٍ وأَنْشَدَ الضَّبِّيُّ :
" أَنَخْتُ قَلُوصِي بِالْمُرَيْرِ ورَحْلُهالِمَا نَابَهُ مِنْ طَارِقِ اللَّيْلِ مُسْجَلُأَرادَ بالرَّحْلِ المَنْزِلَ . وسَجَّلَ الرَّجُلُ تَسْجِيلاً : أي أَنْعَظَ . وسَجَّلَ بِهِ إِذا رَمَى بهِ مِنْ فَوْقُ كسَجَلَ سَجْلاً . وكَتَبَ السِّجِلَّ بِكَسْرَتَيْنِ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ وهوَ الصَّكُّ : اسْمٌ لِكِتابِ الْعَهْدِ ونَحْوِهِ قالَ اللهُ تَعالى : " كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ " ج : سِجِلاَّتٌ وهو أَحَدُ الأَسْماءِ المُذَكَّرَةِ المَجْمُوعَةِ بالتَّاءِ ولها نَظائِرُ ومنه الحَدِيثِ : فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ في كِفَّةٍ وهو أَيْضاً : الْكاتِبُ وقد سَجَّلَ له وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ وقيلَ : هوَ الرَّجُلُ بِالْحَبَشيَّةِ ورُوِيَ عن أبي الجَوْزَاءِ أنَّهُ قالَ : السِّجِلُّ اسْمُ كاتِبٍ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وتَمامُ الْكَلامِ لِلْكِتَابِ قالَ الصّاغَانِيُّ : وذَكَرَهُ بَعْضُهم في الصَّحابَةِ ولا يَصِحُّ . قلتُ : هكذا أوْرَدَهُ الذَّهَبِيُّ في التَّجْرِيدِ وابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمِهِ وقالا : فيهِ نَزَلَتْ الآيَةُ المَذْكُورَةُ وقيل : اسْمُ مَلَكٍ . والسِّجْلُ بالكسْرِ : هو السِّجِلُّ لُغَةٌ لِلْكِتابِ رُوِيَ ذلك عن عيسى بنِ عُمَرَ الكُوفِيِّ وبهِ قَرَأَ ولو قَالَ : وبالكَسْرِ : الصَّحِيفَةُ كانَ أَخْصَرَ . والسُّجْلُ بالضَّمِّ : جَمْعٌ لِلنَّاقَةِ السَّجْلاءِ لِلْعَظِيمَةِ الضَّرْعِ . والسّجِيلُ كأَمِيرٍ : النَّصِيبُ قالَ ابْن الأَعْرابِيِّ : هو فَعِيلٌ مِنَ السَّجْلِ الذي هو الدَّلْوُ الْمَلأَى قال : ولا يُعْجِبُنِي . والسَّجِيلُ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ . والسِّجِّيلُ كَسِكِّيتٍ : حِجَارَةٌ كالْمَدَرِ قالَ اللهُ تَعالى : " تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ " وهو مَعَرَّبٌ دَخِيلٌ أَصْلُهُ بالْفَارِسِيَّةِ سَنْكِ وَكِل أي الحَجَرُ والطِّينِ والواوُ عَاطِفَةٌ فَلَمَّا عُرِّبَ سَقَطَتْ أو كانَتْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ وكُتِبَ فيها أَسْماءُ الْقَوْمِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : " لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ " وهذا قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ أبو إِسْحاقَ : لِلنَّاسِ في السِّجِّيلٍ أَقْوالٌ وفي التَّفْسِيرِ أنَّها مِن جِلٍّ وطينٍ وقيلَ : مِنْ جِلٍّ وحِجَارَةٍ وقالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : هذا فَارِسِيٌّ والعَرَبُ لا تَعْرِفُ هذا قالَ الأَزْهَرِيُّ : والذي عِنْدَنا واللَّهُ أَعْلَمُ أنَّهُ إِذا كانَ التَّفْسِيرُ صَحِيحاً فهوَ فَارِسِيٌّ أُعْرِبَ لأَنَّ اللهَ تَعالى قد ذَكَرَ هذه الْحِجارَةَ في قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ عَليْهِ السَّلامُ وقالَ : " لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ " فقد بَيَّنَ لِلْعَرَبِ ما عَنَى بِسِجِّيلٍ ومِنْ كَلام الْفُرْسِ ما لا يُحْصَى مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ نَحْوَ جَامُوسٍ ودِيبَاجٍ ولا أُنْكِرُ أَنْ يَكونَ هذا مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ وقالَ أبو عُبَيْدَةَ : مِنْ سِجِّيلٍ " تَأْوِيلُهُ : كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ وقالَ : إِنَّ مِثْلَ ذلكَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ :
" ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ عَنْ عُرُضٍضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَاقال : وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمَعْنىً واحِدٍ وقال بعضهُم : سِجِّيلٌ مِنْ أَسْجَلْتُهُ أي أَرْسَلْتُهُ فكأَنَّها مُرْسَلَةٌ عليهم . قال أبو إِسْحاقَ : وقالَ بعضُهُم : مِن أَسْجَلْتُ إِذا أَعْطَيْت وجَعَلَهُ مِنَ السَّجْلِ أو قَوْلُه تَعالى : " مِنْ سِجِّيلٍ " أي مِن سِجِلٍّ أي مَمَّا كُتِبَ لهم أنَّهُم يُعَذَّبُونَ بها قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا القَوْلُ إِذا فُسِّرَ فهو أَبْيَنُها لأَنَّ مِن كَتَابِ اللهِ دَلِيلاً عليْه قالَ اللهُ تعالى : " كَلاً إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين وما أدْرَاكَ ما سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ويْلٌ يَوْمَئِذٍ للمُكَذِّبينَ " والسِّجِّيلُ بِمَعْنَى السَّجِّينِ والمَعْنَى أنَّها حَجَارَةٌ مِمَّا كَتَبَ اللهُ أنَّهُ يُعَذِّبُهم بها قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا أَحْسَنُ ما مَرَّ فِيها أي في الآيَةِ عنْدِي وهكذا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عنه أيضاً وسَلَّمَهُ وقَلَّدَهُ المُصَّنِّفُ وزادَ : وأَثْبَتُهَا فَتَأَمَّلْ ذلك . والسَّاجُولُ والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلَةُ : غِلاَفُ الْقَارُورَةِ عن كُرَاعٍ والجمعُ سَواجِيلُ ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبَّادٍ وغَلَّطَهُ وقالَ : الصَّوَابُ : السَّاحوُلُ بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ . والسِّجَنْجَلُ : الْمِرآةُ رُوِمِيٌّ مُعَرَّبٌ قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ :
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجلِ وذكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ في الخُمَاسِيِّ قال : وقالَ بَعْضُهم : زَجَنْجَلٌ وقد تقدَّم . وأيضاً : الذَّهَبُ ويُقالُ : سَبائِكُ الْفِضَّةِ وقِطَعُها عَلى التَّشْبِيهِ بالمِرْآةِ . ويُقالُ : الزَّعْفَرانُ ومَن قالَ ذلكَ رَوَى قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ : بالسَّجَنْجَلِ وفَسَّرَهُ به . وسَجَلَ الْماءَ سَجْلاَ فانْسَجَلَ : صَبَّهُ صَبّاً مُتَّصِلاً فانْصَبَّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لَها بِعَيْنٍ ... سَجُومِ الْماءِ فَانْسَجَلَ انْسِجَالاً وعَيْنٌ سَجُولٌ : غَزِيرَةٌ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : عَنْزٌ سَجُولٌ كما هوَ نَصُّ العُبابِ . والسَّجْلاءُ : الْمَرْأَةُ الْعَظِيمَةُ الْمَأْكَمَةِ والجَمْعُ السُّجْلُ بالضَّمِّ . وسِجالْ سِجَالْ بالكَسْرِ : دُعَاءٌ لِلْنَّعْجَةِ لِلْحَلْبِ وبهِ تُسَمَّى قالَهُ ابْنُ عَبَّادٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : سَجَّلَ القاضِي لِفُلانٍ بِمَالِهِ : اسْتَوْثَقَ له به وقيلَ : سَجَّلَهُ به : حَكَمَ به حُكْماً قَطْعِيّاً هكذا فَسَّرَهُ الشَّرِيفُ وقيلَ : قَرَّرَهُ وأَثْبَتَهُ كما في الْعِنايَةِ وسَجَّل عليْهِ بكذا : شَهَرَهُ ووَسَمَهُ قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في شَرْحِ الْمَقاماتِ له . وسَجَلَ الْقِراءَةَ سَجْلاً : قَرَأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً وأَسْجَلْتُ الْكَلامَ : أَرْسَلتُهُ . ولَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ . وأُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّها وأَرْحَلَتْ : إِذا أُرْسِلَتِ . قال أبو زَيْدٍ : وَقَرَأَ بَعْضُهم : " كَطَيِّ السَّجْلِ " بالفَتْحِ وقالَ : هُوَ مَلَكٌ . قُلْتُ : وهيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ وفَسَّرَهُ بَأَنَّهُ رَجُلٌ . والسَّوْجَلُ : الأَوَّلُ المُتَقَدِّمُ يُقالُ : خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وقَرأَ أبو زُرْعَةَ عَلى أبي هُرَيْرَةَ : " السُّجُلِّ " بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ وهي لُغَةٌ أُخْرَى للصَّحِيفَةِ . وسِجِلِّينُ : قَرْيَةٌ بِعَسْقَلاَنَ منها عبدُ الجَبَّارِ بنُ أبي عامِرٍ السِّجِلِّينِيُّ عنهُ أبو القاسِمِ الطّبَرَانِيُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : س ج ب ل
لحِق به كسَمِع ولَحِقه لَحْقاً ولَحاقاً بفَتْحِهما : أدرَكَه . ومنه الحَديث : أسرعُكُنّ لَحاقاً بي أطْوَلُكنّ يَداً وكذلك اللُّحوق بالضمِّ كألْحَقَه إلحاقاً وهذا لازِمٌ متَعدٍّ . يُقال : ألحقَه به غيرُه وألحَقَه : أدْرَكَه . قال ابنُ برّي : شاهِدُ اللازِم قولُ أبي دُواد :
فألحَقَه وهْوَ سَاطٍ بها ... كما تُلْحِقُ القَوسُ سَهْمَ الغَرَبْ
وفي دُعاءِ القُنوتِ : إنّ عذابَكَ بالكُفّار مُلْحِق بكَسْر الحاءِ أي : لاحِقٌ والفَتْح أحسَنُ أو هو الصّواب كما قاله الجوهريّ والصاغانيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : مُلحَق ومُلحِق جَميعاً . وقال اللّيثُ : بالكَسْر أحبُّ إلينا قال : ويُقال : إنّها من القُرآن لم يَجدُوا عليها إلا شاهِداً واحداً فوضِعَتْ في القُنوت . قال : وهذه اللّغَة موافقةٌ لقولِ الله تعالى : ( سُبحان الذي أسْرى بعَبْدِه ) . وقال ابنُ الأثير : الرِوايةُ بكسْرِ الحاءِ أي : مَنْ نَزَل به عذابُك ألحَقَه بالكُفّار وقيل : هو بمعنَى لاحِق لغةٌ في لَحِقٍ يُقال : لحِقْته وألحَقْته بمعنى كتَبِعْتُه وأتْبَعْته ويُروى بفَتْح الحاءِ على المَفْعول أي : إنّ عذابَك مُلْحَقٌ بالكُفّارِ ويُصابون به . ولَحِقَ كسَمِع لُحوقاً بالضّمِّ أي : ضَمُر نقله الجوهريّ . زاد الزمخشريُّ : ولَصِق بطنُه وهو مَجازٌ . وقال الأزهريّ : فرسٌ لاحِقُ الأيْطَلِ من خيْلٍ لُحْقِ الأياطِل : إذا ضُمِّرَتْ . وفي قَصيدة كعْبٍ رضي الله عنه :
تَخدِي على يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ... ذوابِلٌ وقعُهُنّ الأرضَ تحليلُ وأنشد الصاغانيّ لرؤبَة :
" لواحِقُ الأقْرابِ فيها كالمَقَقْ ولاحِق : اسم أفْراس كانت لمُعاوِية بنِ أبي سُفْيان رضي الله عنه كما في الصّحاح . ولاحِق الأكْبر لغَنيّ بنِ أعْصُر . ولاحِق : فرَس للحازُوقِ الخارِجيّ . قالت أختُه تَرثيه :
ومن يَغْنمِ العامَ الوشيلَ ولاحِقاً ... وقَتْل حِزاق لم يَزل عاليَ الذِّكْرِ ولاحِق : فرس لعُيَيْنة بنِ الحارِث بنِ شهاب . وقال أبو النّدى : لاحِقٌ الأصغَرُ لبَني أسَد . قال النابغة الذُبْيانيّ :
فيهم بناتُ العَسْجَديِّ ولاحِقٍ ... وُرْقاً مراكِلُها من المِضْمارِ وقال ابنُ الكَلْبي - في أنساب الخيل - ما نصّه : ولاحِق الأصْغَرُ : من بَناتِ اللاّحق الأكْبرِ ولها يَقول الكُمَيْت :
نجائِبُ من آلِ الوَجيه ولاحقٍ ... تُذكِّرنا أحقادَنا حين تصْهَلُ وأبو لاحِق : كُنْية البازي نقله الصاغانيّ . وقال أبو حاتم : اللُّوَيْحِقُ : طائِر أغْبَر يَصيدُ الوَبْر واليَعاقِيبَ . وقال اللّيثُ : المِلْحاقُ : النّاقَة لا تكادُ الإبِلُ تَفوقُها في السّيْر . قال رؤبَة :
" فهي ضَروحُ الرّكْضِ مِلْحاقُ اللَّحَقوالمُلْحَقُ : الدَّعِيُّ المُلصَقُ كما في الصّحاح وهو مجاز . ومنه باب الإلْحاق في كُتُب التّصْريف . واللِّحاق ككِتاب : غِلافُ القَوْس كما في العُباب ولم يضْبطُه بالكسْر فاحْتَمل أن يكونَ بالفَتْح أيضاً . والألْحاقُ : مَواضِعُ من الوادِي ينضُبُ عنها الماءُ فيُلْقَى فيها البَذْر يُقال : قد زَرَعوا الألحاقَ الواحِدُ لَحَقٌ مُحرّكة قاله الكِسائيُّ . وقال ابنُ الأعرابيّ : اللَّحَقُ : أن يزْرعَ القومُ في جانبِ الوادي . ويُقال : استَلْحَق الرجلُ أي : زَرَعها أي : الألْحاق . واستَلْحَقَ فُلانٌ فُلاناً : ادّعاه . وفي حديث عَمْرو بنِ شُعَيْب : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قَضَى أنّ كُلَّ مُسْتَلْحَق استُلحِق بعدَ أبيه الذي يُدْعى له فقد لحِق بمَنْ استَلْحَقَه قال ابنُ الأثير : قال الخَطّابيّ : هذه أحكامٌ وقَعت في أوّل زَمانِ الشّريعةِ ؛ وذلك أنّه كان لأهْلِ الجاهليّةِ إماءٌ بغايا وكان سادَتُهنّ يُلِمّون بهِنّ فإذا جاءَت إحداهُنّ بولَد رُبّما ادّعاه السّيّد والزاني فألْحَقَه النبيُّ صلّى الله عليه وسلم بالسَّيِّد ؛ لأنّ الأمةَ فِراشٌ كالحُرّة فإن مات السّيِّدُ ولم يسْتَلْحِقْه ثم استَلْحَقَه ورثَتُه بعده لحِقَ بأبيه وفي مِيراثِه خِلافٌ . واللَّحَقُ مُحرّكةً : شيءٌ يُلحَق بالأوّل كما في الصحاح . واللَّحَق من التّمْر : الذي يُلْحَقُ . وفي الصِّحاح : يأتي بعْدَ الأوّل زادَ أبو حَنيفَةَ : وكُلُّ ثَمَرة تجيءُ بعدَ ثَمَرةٍ فهي لَحَقٌ والجمْع ألْحاقٌ . وقال الليْثُ : اللَّحَقُ : كُلّ شيءٍ لحِقَ شيئاً أو لُحِّقَ به من الحَيَوان والنّبات وحَمْلِ النخلِ . وقيل : اللَّحَق في النّخْل أن يُرطِبَ ويُتَمِّرَ ثم يَخْرُج في بطْنِه شيءٌ يكون أخْضَر قلّما يُرطِب حتى يُدرِكَه الشّتاءُ فيُسقِطَه المَطَرُ وقد يكون نحْو ذلك في الكَرْم يُسمّى لَحَقاً . وقد قال الطِّرِمّاحُ في مثل ذلك يصِفُ نخْلةً أطْلَعَتْ بعدَ ينْعِ ما كان خرجَ منها في وقْتِه فقال :
ألحَقَتْ ما استَلْعَبَت بالّذي ... قد أنَى إذْ حانَ حينُ الصِّرامْ أيْ ألحَقت طَلْعاً غَريضاً كأنّها لعِبت به إذْ أطْلَعَتْه في غيرِ حِينِه وذلك أنّ النّخلَة إنّما تُطلِعُ في الرّبيع فإذا أخرَجَت في آخرِ الصّيف ما لا يكون له يَنْع فكأنّها غيرُ جادَّةٍ فيما أطْلَعَت . وتَلاحَقَت الرِّكابُ والمَطايا أي : لحِقَ بعضُها بعْضاً قال الشاعر :
أقولُ وقد تلاحَقَتِ المَطايا ... كَفاكَ القَوْلُ إنّ عليكَ عيْنا أي : ارفُق وأمْسِكْ عن القوْلِ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : اللُّحُوق بالضّمِّ : اللّزوم واللّصوق . وألحقَ فُلانٌ فلاناً وألحقَه : كلاهما جعله مُلحقَه . وتَلاحقَ القومُ : أدركَ بعضُهم بعضاً . واللَّحَق مُحرّكة : ما يُلْحَقُ بالكِتاب بعد الفَراغِ منه فيُلْحَق به ما سَقَط عنه ويُجمعُ ألْحاقاً وإن خُفِّفَ فقيل : لَحْقٌ كان جائِزاً نقله الأزهريّ . قلت : وقولُهم : لِحاقٌ لذلك بالكسرِ غلَط ويُسَمُّون ما لحق به مُلْحَقه . واللَّحَقُ أيضاً : الشيءُ الزائِدُ . قال ابنُ عُيَيْنة :
" كأنّه بيْنَ أسْطُرٍ لَحَقُ واللّحَق من النّاسِ : قوْم يَلْحَقون بقَومٍ بعدَ مُضيِّهم قال الراجِزُ :
" ولَحَقٍ يَلْحَق من أعْرابِهاقال الأزهريّ : يجوزُ أن يكون مصدراً لِلَحِقَ ويجوزُ أن يكون جَمْعاً للاحِق كما يُقال : خادِمٌ وخَدَمٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ . ولَحَقُ الغَنَمِ : أولادُها التي كادَت تلْحَق بها . واللَّحَق : الزّرعُ العِذْي وهو ما سَقَتْه السّماءُ والجمعُ ألْحاقٌ . وقوسٌ لُحُقٌ - بضمّتَيْن - ومِلْحاق : سَريعة السّهمِ لا تُريدُ شيئاً إلا لَحِقَته . وألحَقَ الشّجَرُ : طلَع له اللَّحَق عن أبي حَنيفة . واللَّحَق : رأسُ الجَبَل . والدّعيُّ المُلصقَ بغيرِ أبيه عن اللّيث وهو المُلْحَق أيضاً عن الأزهريّ . وألْحَقْتُهم : إذا تقدّمْتهُم قال ابنُ دُريْد : وليس بثَبت . وقولُهم : التحقَ به أي : لحِق مُولَّدة . قال الصّاغاني : لم أجِدْه فيما دُوِّن من كُتُب اللّغة فليُجْتَنَب ذلك وكذلك المَلاحق واللِّحاق ككِتاب . وقولُهم : اللُّحوقِيّ - بالضّم - لشَبْه القارُورة . وتَلاحَقَت الأخْبارُ : تتابَعَت وكذا أحوالُ القَوْم وهو مَجازٌ . واللاحِقَةُ : الثّمَرُ بعدَ الثّمر الأول والجمع لَواحِق . وأبو مِجْلَز لاحِقُ بنُ حُمَيد السّدوسيّ : تابِعيّ