السَّرَعُ مُحَرَّكَةً وكِعِنَبٍ والسُّرعَةُ بالضَّمِّ : نَقيضُ البُطءِ سَرُعَ ككَرُمَ سُرعَةً بالضَّمِّ وسَراعَةً وسِرْعاً بالكَسر وسِرَعاً كعِنَبٍ وسَرْعاً بالفتح وسَرَعاً مُحَرَّكَةً فهو سَريعٌ وسَرِعٌ وسُراعٌ والأُنثى بهاءٍ وسَرْعانُ والأُنثى سَرْعَى . ويُقال : سَرِعَ كعَلِمَ . قال الأَعشى يُخاطِبُ ابنتَه :
واستَخبِري قافِلَ الرُّكْبانِ وانتَظِري ... أَوْبَ المُسافِرِ إنْ رَيْثاً وإنْ سَرَعا
قال الجَوْهَرِيُّ : وعجِبْتُ من سُرعَةِ ذاكَ وسَرِعَ ذاكَ مثل : صَغِرَ ذاكَ عن يعقوبَ . والله عزَّ وجَلَّ سَريع الحِسابِ أَي حِسابُهُ واقِعٌ لا مَحالَةَ وكُلُّ واقِعٍ فهو سَريعٌ أَو سُرعَةُ حِسابِ الله : أَنَّه لا يَشْغَلُه حِساب واحد عن حساب آخَرَ ولا يَشْغَلُه شيءٌ عن شيءٍ أَو معناهُ : تُسرِعُ أَفعالُه فلا يُبطِئُ شيءٌ منها عمّا أَرادَ جلَّ وعَزَّ لأَنَّه بغير مُباشَرَةٍ ولا عِلاجٍ فهو سبحانَه وتعالى يُحاسِبُ الخَلْقَ بعدَ بَعثِهِم وجَمعِهم في لَحْظَةٍ بِلا عَدٍّ ولا عَقْدٍ وهو أَسرَع الحاسِبينَ . وفي المُفرَداتِ والبَصائر : وقولُه عَزَّ وجَلَّ : " إنَّ اللهَ سريعُ الحِسابِ " و " سَريعُ العِقابِ " تنبيهٌ على ما قال عَزَّ وجَلَّ : " إنَّما أَمْرُهُ إذا أَرادَ شيئاً أَنْ يَقولَ لهُ كُنْ فيكون " . وكأَميرٍ : سَريعُ بنُ عِمرانَ الهُذَلِيُّ الشّاعِرُ لم أَجِدْ له ذِكراً في ديوانِ أَشعارِهِم رِواية أَبي بكر القاري . السَّريعُ : المُسْرِعُ وهذا يدلُّ على أَنَّ سَرُعَ وأَسْرَعَ واحِدٌ وقد فرَّق سيبويه بينهما كما سيأْتي ج : سُرعانٌ بالضَّمِّ ككَثيبٍ وكُثبانٍ وبه رُويَ حديثُ ذي اليَدَينِ : فخَرَجَ سُرعانُ النّاسِ على ما سمعْتُه من شيخي العَلاّمَةِ السَّيِّدِ مَشهورِ بنِ المُستَريحِ الأَهدَلِيّ الحُسَيْنِيّ حينَ إقرائه صحيحَ البُخارِيِّ في ثَغْرِ الحُدَيِّدَةِ أَحَد ثُغور اليَمَنِ في سنة أَلف ومائة وأَربعةٍ وستِّينَ . السَّريعُ : القضيبُ يَسقطُ من البَشامِ ج : سِرْعانٌ بالكَسر وسيأْتي في آخر المادَّةِ أَنَّه يُجْمَعُ بالضَّمِّ والكَسْرِ . وأَبو سَريعٍ : كُنيَةُ العَرْفَجِ أَو النّار التي فيه وهذا قولُ أَبي عَمروٍ وأَنشدَ :
لا تَعْدِلَنَّ بأَبي سَريعٍ ... إذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقيعِ والصَّقيع : الثَّلج . سريعَةُ كسَفينَةٍ : اسمُ عَيْنٍ . وحِجْرٌ سُراعَةٌ كثُمامَةٍ : سَريعَةُ قالت امرأَةُ قيس بنِ رِفاعَةَ :
أَيْنَ دُرَيْدٌ فهو ذو بَراعَهْ ... حتّى تَروْهُ كاشِفاً قِناعَهْ
" تَعدو بهِ سَلْهَبَةٌ سُراعَهْ هكذا أَنشدَه ابنُ دُرَيْدٍ كما في العباب والتَّكملةِ وقال ابنُ بَرِّيّ : فرّسٌ سَريعٌ وسُراعٌ قال عَمرو بن مَعديكَرِبَ :
" حتّى تَرَوْهُ كاشِفاً... إلى آخِرِه . قولُهم : السَّرَعَ السَّرَع أَي الوَحَا الوَحا هكذا هو مُحَرَّكاً كما هو مضبوطٌ عندنا وفي الصِّحاحِ : كعِنَبٍ فيهِما وضَبَطَ الوَحا بالقَصْرِ وبالمَدِّ . قولُهُم : سَرْعانَ ذا خُروجاً مُثلَّثة السّينِ عن الكِسائيِّ كما نقله الزَّمخشريُّ أَي سَرُعَ ذا خُروجاً نُقِلَتْ فَتْحَةُ العَينِ إلى النُّونِ لأَنَّه مَعدولٌ من سَرُعَ فبُنِيَ عليه كما في الصِّحاحِ والعُبابِ . وسَرْعانَ : يُستعمَلُ خَبراً مَحْضاً وخَبراً فيه معنى التَّعَجُّبِ ومنه قولُهم : لَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا أَي ما أَسْرَعَ وقال بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ :
أَتَخْطُبُ فيهِم بعدَ قتلِ رِجالِهِم ... لَسَرْعانَ هذا ! والدِّماءُ تَصَبَّبُ وفي العُباب :
وحالَفْتُمْ قَوْماً هَراقوا دِماءَكُم ... لَسَرْعانَ... إلخويُرْوَى : لَوَشْكَانَ وهذه الرِّوايَةُ أَكثرُ . وأما قولُهم في المثَل : سرْعانَ ذا إهالَةً فأصلُه أنّ رجُلاً كانت له نَعْجَةً عَجْفَاءُ ورُغامُها يسيلُ من مَنْخِريْها ؛ لهُزالِها فقيل له : ما هذا الذي يسيلُ ؟ فقال : ودَكُها فقال السائلُ ذلك القَولَ . هذا نَصُّ العُباب . وفي اللِّسان : وأصلُ هذا المثَلِ أنّ رجلاً كان يُحَمَّقُ اشترى شاةً عَجْفَاءَ يسيلُ رُغامُها هُزالاً وسُوءَ حالٍ فظنَّ أنّه وَدَكٌ فقال : سَرْعَان ذا إهالَةً قال الصَّاغانِيّ : وَنَصَبَ إهالةً على الحالِ وذا : إشارةٌ إلى الرُّغام أي سَرُعَ هذا الرُّغامُ حالَ كَوْنِه إهالَةً . أو هو تَمْيِيزٌ على تقديرِ نَقْلِ الفِعلِ كقَولِهم : تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقَاً والتقدير : سَرْعَانَ إهالَةُ هذه . يُضرَبُ مثَلاً لمَن يُخبِرُ بكَيْنونَةِ الشيءِ قَبْلَ وَقْتِه كما في العُباب . وسَرَعَانُ الناس مُحرّكةً : أوائلُهم المُستَبِقونَ إلى الأمر قاله الأَصْمَعِيّ فيمَن يُسرِعُ من العَسكَر . كان ابْن الأَعْرابِيّ يُسَكِّن ويقول : سَرْعَانُ الناسِ : أوائِلُهم . وقال القُطامِيُّ - في لغةِ مَن يُثَقِّل : فيقول : سَرَعَان - : :
وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتيبةَ غُدْوَةً ... فيُغَيِّفونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا وقال الجَوْهَرِيّ - في سَرَعَانِ الناسِ بالتحريك : أوائلُهم - : يلزمُ الإعرابُ نُونَه في كلِّ وَجْهٍ وفي حديثِ سَهْوِ الصلاةِ : " فَخَرَجَ سَرَعَانُ الناسِ " وكذا حديثُ يومِ حُنَيْنٍ : " فَخَرَجَ سَرَعَانُ الناسِ وأَخِفَّاؤُهُم " رُوِيَ فيهما بالفَتْح والتحريك ويُروى بالضَّمّ أيضاً على أنّه جَمْعُ سَريع كما تقدّم . السَّرَعان من الخَيل : أوائِلُها وقد يُسَكَّن . قال أبو العبّاسِ : إنْ كان السَّرَعانُ وَصْفَاً في الناس قيل : سَرَعَانُ وسَرْعَانُ وإذا كان في غيرِ الناسِ فَسَرَعانُ أَفْصَح ويجوزُ سَرْعَان . السَّرَعان مُحرّكةً : وَتَرُ القَوسِ عن أبي زَيْدٍ قال ابنُ مَيّادَة :
وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعَانِها ... وعادَتْ سِهامِي بَيْنَ رَثٍّ وناصِلِ ويُروى بين أَحْنَى وناصِل . أو سَرَعَانُ عَقَبِ المَتْنَيْن : شِبهُ الخُصَل تُخَلَّصُ من اللَّحمِ ثمّ تُفتَلُ أَوْتَاراً للقِسيِّ العرَبِيّة قال الأَزْهَرِيّ : سَمِعْتُ ذلك من العرب قال أبو زَيْدٍ : الواحدَةُ بهاءٍ . أو السَّرَعان : الوَتَرُ القَوِيّ وهو بعَينِه مثلُ قَوْلِ أبي زَيْدٍ الذي تقدّم . أو السَّرَعان : العَقَبُ الذي يَجْمَعُ أَطْرَافَ الرِّيشِ مما يلي الدائرَةَ وهذا قولُ أبي حَنيفَة . أو خُصَلٌ في عُنُقِ الفرَسِ أو في عقَبِه الواحدةُ سَرَعَانَةٌ . أو السَّرَعان بالتَّحريك : الوتَرُ المأخوذُ من لَحْمِ المَتْنِ وما سِواهُ ساكِنُ الراء . والسَّرْع بالفَتْح ويُكْسَرُ : قَضيبٌ من قُضبانِ الكَرْمِ الغَضِّ لسَنَتِه والجَمع : سُروع أو كلُّ قضيبٍ رَطْبٍ سَرْعٌ كالسَّرَعْرَعِ وفي التهذيب : السَّرْع : قضيبُ سَنَةٍ من قُضبانِ الكَرْم قال : وهي تَسْرُعُ سُروعاً وهُنَّ سَوارِعُ والواحدةُ سارِعَةٌ . قال : والسَّرْع : اسمً القضيبِ من ذلك خاصَّةً . والسَّرَعْرَع : القضيبُ ما دامَ رَطْبَاً غَضَّاً طَريَّاً لسَنَتِه والأُنثى سَرَعْرَعَةٌ وأنشدَ الليثُ :
لمّا رَأَتْني أمُّ عمروٍ أَصْلَعا ... وقد تَراني لَيِّناً سَرَعْرَعا
" أَمْسَحُ بالأدْهانِ وَحْفَاً أَفْرَعا قال الأَزْهَرِيّ : والسَّرْغُ - بالغَين المُعجَمةِ - : لغةٌ في السَّرْع بمعنى القَضيبِ الرَّطب وهي السُّرُوع والسُّروغ . والسَّرَعْرَع أيضاً : الدَّقيقُ الطويل عن الليثِ وأنشد :
" ذاكَ السَّبَنْتَى المُسبِلَ السَّرَعْرَعاالسَّرَعْرَعُ أيضاً : الشابُّ الناعمُ اللَّدْن وَوَقَعَ في نسخِ العُباب : الناعم البدَنِ والأُولى الصوابُ قال الأَصْمَعِيّ : شَبَّ فلانٌ شَباباً سَرَعْرَعاً . والسَّرَعْرَعَةُ من النساء : اللَّيِّنَةُ الناعِمة . المِسْرَع كمِنْبَرٍ : السريعُ إلى خَيْرٍ أو شَرٍّ . المِسْراع كمِحْرابٍ : أَبْلَغُ منه أي الشديدُ الإسراعِ في الأمور مثلُ مِطْعانٍ وهو من أَبْنِيَةِ المُبالَغة . وفي الحديث أي حديثِ خَيْفَان - وفي العُبابِ : عثمان رَضِيَ اللهُ عنه - : " وأمّا هذا الحَيُّ من مَذْحِجٍ فَمَطَاعيمُ في الجَدْبِ مَساريعُ في الحَرب " وقد تقدّمَ في جدب . والسَّرْوَعَةُ كالزَّرْوَحَةِ زِنَةً ومَعنىً : الرّابِيَةُ من الرملِ وغَيرِه نَقَلَه الأَزْهَرِيّ وفي العُبابِ : رابِيَةٌ من رَمْلِ العَصِلِ وهو رملٌ مُعوَجٌّ سُمِّيَ بالعَصَلِ وهو الالْتِواء وَوَقَعَ في بعضِ النسخ كالسَّرْوَحَةِ وهو غلَطٌ وفي العُباب كالزَّرْوَعَةِ بالعَين وقيل : السَّرْوَعَة : النَّبَكَةُ العظيمةُ من الرَّمْل ويُجمَعُ سَرْوَعات وسَراوِع ومنه الحديثُ أنّه قال - لمّا لَقِيَه خالدُ بنُ الوليد - : " هَلُمَّ ها هنا فأخذَ بهم بَيْنَ سَرْوَعَتَيْن ومالَ بهم عن سَنَنِ الطريق " نَقَلَه الهَرَويُّ وفسَّرَه الأَزْهَرِيّ . سَرْوَعَةٌ : ة بمَرِّ الظَّهْران . سَرْوَعَةُ : جَبَلٌ بتِهامَة نَقَلَهُما الصَّاغانِيّ . وأبو سَرْوَعةَ ولا يُكْسَر وقد تُضَمُّ الراء وفي بعضِ النسخ أبو سَرْوَعة كَجَرْوَقَة وفَرُوَقة : عُقبَةُ بنُ الحارثِ بنِ عامرِ بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنافٍ النَّوْفَلِيُّ القُرَشيُّ الصحابِيُّ رضي الله عنه قال المَزِّيُّ : روى عنه عَبْد الله بنُ أبي مُلَيْكة . قلتُ : وعُبَيْدُ بنُ أبي مَرْيَم وَجَعَله في العُبابِ مَخْزُومِيَّاً والصوابُ ما ذَكْرَنا وفي التكملة : وأصحابُ الحديثِ يقولون : أبو سِرْوَعَة بكسرِ السينِ قلتُ : وهكذا ضَبَطَه النَّوَوِيُّ بالوَجْهَين ثم قال : وبعضُهم يقول : أبو سَرُوعة مثال فَرُوقة ورَكُوبة والصوابُ ما عليهِ أَهْلُ اللُّغةَ ثمّ إنّ شَيْخَنا ذَكَرَ أنّ كَوْنَ أبي سَرْوَعةَ هو عُقبَةُ بن الحارثِ هو قولُ أَهْلِ الحديثِ وتَبِعَهُم المُصَنِّف هنا وقال أهلُ النَّسَب : أبو سَرْوَعةَ بنُ الحارثِ : أخو عُقبَةَ بنِ الحارثِ كما في الاسْتِيعابِ ومُختَصره وغيرِهما . قلتُ : وهو قولُ الزُّبَيْرِ وعَمِّه مُصعَب وقَرَأْتُ في أَنْسَابِ أبي عُبَيْدٍ القاسمِ بنِ سَلاّمٍ الأَزْدَيِّ أنّ الحارثَ بنَ عامرِ بنِ نَوْفَلٍ قُتِلَ يومَ بَدْرٍ كافراً . وسُراوِع بضمِّ السين وكَسرِ الواو : ع عن الفارسيِّ وأنشدَ لابن ذَريحٍ :
عَفا سَرِفٌ من أَهْلِه فسُراوِعُ ... فوادي قُدَيْدٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُوقال غَيْرُه : إنّما هو سَراوِع بالفَتْح ولم يَحْكِ سيبويه فُعاوِل ويُروى : فشُراوِع وهي روايةُ العامّة . والأَساريع : شُكُرٌ تَخْرُجُ في أصلِ الحَبَلَةِ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وزادَ غَيْرُه : وهي التي يَتَعَلَّقُ بها العِنَبُ وربّما أُكِلَت وهي رَطْبَة حامِضة الواحدُ أُسْروعٌ . قال ابْن عَبَّادٍ : الأَساريع : ظَلْمُ الأَسْنانِ وماؤُها يقال : ثَغْرٌ ذو أساريعَ أي ظَلْمٍ وقيل : خُطوط وطرُق نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ قال غيرُه : الأساريع : خطوطٌ وطَرائقُ في سِيَةِ القَوسِ واحدُهما أُسْروعٌ ويُسْروع . وفي صفتِه صلّى الله عليه وسلَّم كأنَّ عنُقَه أساريعُ الذَّهَبِ أي طرائِقُه وفي الحديثِ : " كان على صَدْرِه الحسَنُ أو الحُسَيْنُ فبالَ فَرَأَيتُ بَوْلَه أساريعَ " أي طَرائق . الأساريع : دُودٌ يكون على الشَّوْك وقيل : دودٌ بِيض الأجْسادِ حُمرُ الرُّؤوسِ يكون في الرَّمْل تُشَبَّه بها أصابِعُ النِّساءِ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن القَنانيِّ وقال الأَزْهَرِيّ : هي دِيدانٌ تَظْهَرُ في الربيع مُخطَّطَةٌ بسَوادٍ وحُمرَةٍ ونقلَ الجَوْهَرِيّ عن ابن السِّكِّيت . قال : الأُسْروع واليُسْروع : دُودَةٌ حَمْرَاءُ تكونُ في البَقْل ثمّ تَنْسَلِخُ فتَصيرُ فَراشَةً قال ابنُ بَرّيّ : اليُسْروع : أَكْبَرُ من أن يَنْسَلِخ فيَصيرَ فَراشةً ؛ لأنّها مقدارُ الإصْبَعِ مَلْسَاءُ حَمْرَاءُ وقال أبو حَنيفة : الأُسْروع : طُولُ الشِّبرِ أَطْوَلُ ما يكون وهو مُزَيَّنٌ بأحسَنِ الزِّينة من صُفرَة وخُضرةٍ وكلِّ لَوْنٍ لا تراهُ إلاّ في العُشب وله قَوائمٌ قِصارٌ ويأكلُها الكِلابُ والذِّئابُ والطَّيْر إذا كَبُرَتْ أَفْسَدَت البَقلَ فَجَدَعتْ أَطْرَافَه وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لذي الرُّمَّة :
وحتى سَرَتْ بَعْدَ الكَرَى في لَوِيَّهِ ... أساريعُ مَعْرُوفٌ وصَرَّتْ جَنادِبُهْ واللَّوِيُّ : ما ذَبُلَ من البَقْل يقول : قد اشتدَّ الحَرُّ فإنَّ الأساريعَ لا تَسْرِي على البَقلِ إلاّ لَيْلاً ؛ لأنّ شِدّةَ الحَرِّ بالنَّهارِ تَقْتُلُها يوجَدُ هذا الدُّودُ أيضاً في وادٍ بتِهامَةَ يُعرَفُ بظَبْيٍ ومنه قولُهم : كأنَّ جِيدَها جِيدُ ظَبْيٍ وكانَّ بَنانَها أساريعُ ظَبْيٍ وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لامرئِ القَيسِ :
وتَعْطو برَخْصٍ غَيْرِ شَئْنٍ كأنَّهُ ... أَساريعُ ظَبْيٍ أو مَساويكُ إسْحِلِيقال : أساريعُ ظبيٍ كما يقال : سِيدُ رَمْلٍ وضَبُّ كُدْيَةٍ وثَوْرُ عَدَابٍ الواحدُ أُسْروعٌ ويُسْروعٌ بضمِّهما قال الجَوْهَرِيّ : والأصلُ يَسْرُوعٌ بالفَتْح لأنّه ليس في كلامِ العربِ يُفْعولٌ قال سيبويه : إنّما ضُمَّ أوّلُه إتْباعاً للراءِ أي لضَمَّتِها كما قالوا : أَسْوَدُ بنُ يُعْفُر . وأُسْروعُ الظَّبْيِ بالضَّمّ : عَصَبَةٌ تَسْتَبْطِنُ رِجلَه وَيَدَه قاله أبو عمروٍ . وأَسْرَعَ في السَّيْر كسَرُعَ قال ابْن الأَعْرابِيّ : سَرِعَ الرجلُ إذا أَسْرَعَ في كلامِه وفِعالِه وفرَّقَ سيبويه بينهما فقال : أَسْرَعَ : طَلَبَ ذلك من نَفْسِه وَتَكَلَّفَه كأنَّه أَسْرَعَ المَشْيَ أي عَجَّلَه وأمّا سَرُعَ فكأنَّها غَريزَةٌ وهو في الأصلِ مُتَعَدٍّ قاله الجَوْهَرِيّ : كأنّه ساقَ نَفْسَه بعَجَلَةٍ . أو قَوْلُك : أَسْرَع : فِعْلٌ مُجاوِزٌ يقعُ مَعْنَاه مُضمَراً على مَفْعُولٍ به ومعناه : أَسْرَعَ المَشيَ وأَسْرَعَ كذا غيرَ أنَّه لمّا كان معروفاً عندَ المُخاطَبين اسْتُغنيَ عن إظهارِه فأُضمِر قاله الليث واستعمَلَ ابنُ جِنِّي أَسْرَعَ مُتَعَدِّياً فقال - يعني العرب - : فمنهم من يَخِفُّ ويُسْرِعُ قَبُولَ ما يَسْمَعُه . فهذا إمّا أن يكون يَتَعَدَّى بحرفٍ وبغيرِ حرفٍ وإمّا أن يكونَ أرادَ إلى قَبُولِه فَحَذَفَ وأَوْصَلَ ومنه الحديثُ : " إذا مَرَّ أحَدُكم بطِرْبالٍ مائلٍ فليُسْرِعِ المَشيَ " . وأَسْرَعوا : إذا كانت دوابُّهم سِراعاً نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن أبي زَيْدٍ كما يقال : أَخَفُّوا إذا كانت دَوابُّهم خِفافاً . والمُسارَعة : المُبادَرَةُ إلى الشيءِ كالتَّسارُع والإسْراع قال اللهُ عزَّ وجلَّ : " وسارِعوا إلى مَغْفِرَةٍ من رَبِّكُم " وقال جلَّ وعَزَّ " نُسارِعُ لهم في الخَيْرات " . وَتَسَرَّعَ إلى الشرِّ : عَجَّلَ قال العَجَّاج :
" أَمْسَى يُباري أَوْبَ مَن تَسَرَّعا ويقال : تسَرَّعَ بالأمرِ : بادَرَ به . والسَّريعُ كأميرٍ : القضيبُ يَسْقُطُ من شجرِ البَشَامِ ج : سُرْعانٌ بالكَسْر والضمِّ وسبقَ له في أوّلِ المادةِ هذا بعَينِه واقتصرَ هناك في الجَمعِ على الكسرِ فقط وهو تَكْرَارٌ ومُخالَفةٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : سَرِعَ يَسْرَعُ كعَلِم : لغة في سَرُعَ . والسَّرْع بالكَسْر والفتح والسَّرَع محرّكةً والسِّراعَة : السُّرْعة . وهو سَرِعٌ ككَتِف وسُرَاعٌ بالضَّمّ وهي بهاءٍ . ورجلٌ سَرْعَان وهي سَرْعَى . وسَرَّع كَأَسْرَع قال ابنُ أَحْمَرَ :
ألا لا أرى هذا المُسَرِّعَ سابِقاً ... ولا أَحَدَاً يَرْجُو البَقِيَّةَ باقِيا وأرادَ بالبقِيَّةِ : البَقاء . وفرَسٌ سُرَاعٌ : سَريعٌ نَقَلَه ابنُ بَرّيّ . والسُّرْعَة : الإسْراع . وَتَسَرَّعَ الأمرُ كسَرُعَ قال الراعي :
فَلَوْ أنَّ حَقَّ اليومِ منكم إقامَةٌ ... وإن كان صَرْحٌ قد مضى فَتَسَرَّعا وجاءَ سَرْعَاً بالفَتْح : سَريعاً . وسَرُعَ ما فَعَلْتَ ذاك ككَرم وسَرْعَ بالفَتْح وسَرُعَ بالضَّمّ كلُّ ذلك بمعنى سَرْعَان قال مالكُ بنُ زغْبَةَ الباهليّ :
أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَروقُ ... وحَبلُ الوَصْل مُنتَكِثٌ حذيقُ أراد : سَرِعٌ فخَفَّف والعربُ تُخفِّفُ الضمّةَ والكسرةَ لثِقَلِهما فتقولُ للفَخِذ : فَخْذٌ وللعَضُدِ : عَضْدٌ ولا تقولُ للحَجَر : حَجْرٌ ؛ لخِفَّةِ الفتحة كما في الصحاح . وقوله : أَنَوْراً معناه : أَنَواراً ونِفاراً يا فَرُوق وما : صِلَةٌ أرادَ سَرُعَ ذا نَوْرَاً . وعن ابْن الأَعْرابِيّ : سَرُعانَ ذا خُروجاً بضمِّ الراء . وقولُ ساعدة بنِ جُؤَيَّةَ :
وظَلَّتْ تعَدَّى من سَريع وسُنْبُكِ ... تصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهوبِ وتَرْكُدُ فسَّرَه ابنُ حَبيبٍ فقال : سَريعٌ وسُنْبُكٌ : ضَرْبَانِ من السَّيْر . قلتُ : وهذا البيتُ لم يَرْوِه أبو نَصْر ولا أبو سعيد ولا أبو محمد وإنّما رواه الأخفَش وقال الفَرّاءُ : يقال : اسْعَ على رِجْلِكَ السُّرْعَى . وسَرُوع كصَبُور : من قُرى الشام . وسَريعُ بنُ الحكَمِ السَّعديِّ : من بَني تَميمٍ له وِفادةٌ . وكُرَيْزُ بنَ وقّاص بن سَريع وأخوه سَهْلٌ وسَريعُ بنُ سَريع : مُحدِّثون
الفعل بالكسر : حركة الإنسان وقال الصاغاني : هو إحداث كل شيء من عمل أو غيره فهو أخص من العمل . أو كناية عن كل عمل متعد أو غير متعد كما في المحكم وقيل : هو الهيئة العارضة للمؤثر في غيره بسبب التأثير أولا كالهيئة الحاصلة للقاطع بسبب كونه قاطعا قاله ابن الكمال . وقال الراغب : الفعل : التأثير من جهة مؤثر وهو عام لما كان بإيجاده أو بغيره ولما كان لعلم أو بغيره ولما كان بقصد أو غيره ولما كان من الإنسان أو الحيوان أو الجماد والعمل مثله والصنع أخص منهما انتهى . وقال الحرالي : الفعل : ما ظهر عن داعية من الموقع كان عن علم أو غير علم لتدين كان أو غيره وقال الجويني : الفعل : ما كان في زمن يسير بلا تكرير والعمل : ما تكرر وطال زمنه واستمر ورد بحديث : " ما فعل النغير " . والفعل عند النحاة : ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة وقال السعد في شرح التصريف : الفعل : بالكسر : اسم لكلمة مخصوصة . وبالفتح مصدر فعل كمنع وفعل به يفعل فعلا وفعلا فالاسم مكسور والمصدر مفتوح وقال قوم : المكسور هو الاسم الحاصل بالمصدر قال ابن كمال : ولكن اشتهر بين الناس كسر الفاء في المصدر قال شيخنا وفيه نظر وقيل : لا نظير له لفعله يفعله فعلا إلا سحره يسحره سحرا وقد جاء خدع يخدع خدعا وخدعا وصرع يصرع صرعا وصرعا وقرأ بعضهم : " وأوحينا إليهم فعل الخيرات " . الفعل : كناية عن حياء الناقة وعن فرج كل أنثى . الفعال كسحاب : اسم الفعل الحسن من الجود والكرم ونحوه قاله الليث . الفعال : الكرم قال هدبة :
ضروبا بلحييه على عظم زوره ... إذا القوم هشوا للفعال تقنعا أو يكون الفعال فعل الواحد خاصة في الخير والشر يقال : فلان كريم الفعال وفلان لئيم الفعال قاله ابن الأعرابي قال الأزهري : وهذا هو الصواب ولا أدري لم قصر الليث الفعال على الحسن دون القبيح . قال المبرد : الفعال يكون في المدح والذم وهو مخلص لفاعل واحد وإذا كان من فاعلين فهو فعال بالكسر قال الأزهري : وهذا هو الجيد قلت : وهو إذن مصدر فاعل . وهو أيضا جمع فعل كقدح وقداح وبئر وبئار كما في الصحاح . الفعال : نصاب الفأس والقدوم ونحوه كالمطرقة قال ابن بري : الفعال مفتوح أبدا إلا الفعال لخشبة الفأس فإنها مكسورة الفاء يقال : يا بابوس أولج الفعال في خرت الحدثان والحدثان : الفأس التي لها رأس واحدة وقال ابن الأعرابي : الفعال : العود الذي في خرت الفأس يعمل به وقال ابن مقبل في نصاب القدوم وسماه فعالا :
وتهوي إذا العيس العتاق تفاضلت ... هوي قدوم القين حال فعالها قال ابن فارس : لا أدري كيف صحتها وأنشد ابن الأعرابي :
أتته وهي جانحة يداها ... جنوح الهبرقي على الفعال ج : فعل ككتب . والفعلة محركة : صفة غالبة على عملة الطين والحفر ونحوه لأنهم يفعلون قال ابن الأعرابي : والنجار يقال له : فاعل . قلت : وقد خص به الآن من يعمل بالطين ويحفر الأساس . الفعلة كفرحة : العادة . من المجاز : افتعل عليه كذبا وزورا : أي اختلقه قال ذو الرمة :
غرائب قد عرفن بكل أفق ... من الآفاق تفتعل افتعالا وقال ابن الأعرابي : افتعل فلان حديثا : إذا اخترقه وأنشد :
ذكر شيء يا سليمى قد مضى ... ووشاة ينطقون المفتعلقال ابن الأعرابي : سئل الدبيري عن جرحه فقال : أرقني وجاء بالمفتعل بالفتح أي على صيغة اسم المفعول أي جاء بأمر عظيم قيل له : أتقوله في كل شيء ؟ قال : نعم أقول جاء مال فلان بالمفتعل وجاء بالمفتعل من الخطأ . ويقال : عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل : إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له . وفعال كقطام قد جاء بمعنى افعل . وفعالة بالضم في قول عوف بن مالك :
تعرض ضيطارو فعالة دوننا ... وما خير ضيطار يقلب مسطحا كناية عن خزاعة وهي قبيلة معروفة . ومما يستدرك عليه : الفعال بالفتح : مصدر كذهب ذهابا نقله الجوهري . ويجمع الفعل على أفعال كقدح وأقداح . وقوله تعالى : " وفعلت فعلتك التي فعلت " أراد المرة الواحدة كأنه قال : قتلت النفس قتلتك وقرأ الشعبي : " فعلتك " بالكسر على معنى وقتلت القتلة التي قد عرفتها ؛ لأنه قتله بوكزة هذا عن الزجاج قال : والأول أجود . وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة . واشتقوا من الفعل المثل للأبنية التي جاءت عن العرب مثل : فعالة وفعولة وأفعولة ومفعيل وفعليل وفعلول وفعول وفعل وفعل وفعلة ومفعنلل وفعيل وفعيل . وكنى ابن جني بالتفعيل عن تقطيع البيت الشعري ؛ لأنه إنما بأجزاء مادتها كلها فعل كقولك : فعولن مفاعيلن وفاعلاتن فاعلن وفاعلاتن مستفعلن وغير ذلك من ضروب مقطعات الشعر . ويقال : شعر مفتعل : إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدمه فيه من قبله وكان يقال : أعذب الأغاني ما افتعل وأظرف الشعر ما افتعل . وقوله تعالى : " وكنا فاعلين " أي قادرين على ما نريده . وقوله تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون " أي مؤتون قاله الزجاج وقيل : معناه الذين هم للعمل الصالح فاعلون . وتقول : إن الرشا تفعل الأفاعيل وتنسي إبراهيم وإسماعيل الأفاعيل : جمع أفعول أو إفعال : صيغة تختص بما يتعجب منه قاله السعد في حواشي الكشاف وهو عربي وقيل : مولد . وقال الراغب : والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل وقد فصل بعضهم بينهما فقال : المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه فهو أعم من المنفعل ؛ لأن المنفعل يقال لما يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان والطرب الحاصل من الغناء وتحرك العاشق لرؤية معشوقه وقيل : لكل فعل انفعال إلا للإبداع الذي هو من الله عز وجل فذلك هو إيجاد من عدم لا من مادة وجوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر