الشِّدَّةُ بالكسر اسم من الاشْتِدادِ وهي الصَّلابةُ تكون في الجَواهِرِ والأَعراضِ والجمْع : شِدَدٌ عن سيبويه قال : جاءَ على الأَصل لأَنه لم يُشْبِه الفعل وقد شَدّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشتَدَّ وكلُّ ما أُحْكِمَ فقد شُدَّ وشُدِّدَ وشَدَّدَ هو وتَشادَّ وشيءٌ شَديدٌ : بينُ الشِّدَّةِ وشْيءٌ شديدٌ : مُشْتَدٌّ قويٌّ
وف ي الحدجيث : لا تَبِيعُوا الحَبَّ حتَّى يَشْتَدَّ أَي يَقْوَى . والشَّدَّة بالفتح الحَمْلةُ الواحدة والشَّدُّ : الحَمْلُ . وشَدَّ على القَوْم في الحَرْبِ يَشُدُّ ويَشِدُّ شَدّاً وشُدُوداً : حَمَلَ . وفي الحديث : أَلا تَشِدُّ فَنَشِدَّ مَعَكَ يقال شَدَّ في الحَرب يَشِدُّ بالكسر ومنه الحديث : ثمَّ شَدَّ عليه فكان كأَمْسِ الذَّاهِب . أَي حَمَلَ عليه فقَتَله . وشَدَّ فُلانٌ على العَدُوِّ شَدَّةً واحدة وشَدَّ شَدَّاتٍ كثيرةً وشَدَّ الذِّئبُ على الغَنَمِ شَدّاً وشُدُوداً كذلك
ورُئِي فارِسٌ يَومَ الكُلاب من بنِي الحارِث يَشدُّ على القَوم فيرُدُّهم ويقول : أَنا أَبو شَدَّاد . فإِذا كَرُّوا عليه رَدَّهم وقال : أَنا أَبو رَدَّاد . والشَّدُّ بالفتح : الحُضْر والعَدْوُ والفِعْل اشْتَدَّ أَي عَدَا قال ابنُ رُمَيض العَنْبَرِيّ :
" هذا أَوَانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ وزِيَمُ : اسمُ فَرَسِه . وفي حديث القِيامة : كحُضْرِ الفَرَسِ ثم كَشَدِّ الرَّجلِ الشَّدِيد العَدْوِ ومنه حديث السَّعْيِ : لا يَقْطَعُ الوادِيَ إِلاَّ شَدّاً أَي عَدْواً وفي حديث أُحُدٍ : حتّى رأيتُ النّساءَ يَشْتَدِدْنَ في الجَبلِ أَي يَعْدُون . وشَدَّ في العَدْوِ شَدَّاً واشْتَدَّ : أسرع وعَدَا وقال عَمْرٌو ذو الكَلْب :
" فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَمْ جاءَ بالمصْدر على غير الفِعل ومثله كثير . والشَّدُّ في النّارِ : ارتفاعُها هكذا في النُّسخ التي بأَيدينا وهو غلطٌ والصواب على ما في الأُمَّهات : والشَّدُّ في النَّهار : ارْتفاعُه . وشَدَّ النهارُ : ارتفَعَ وكذلك شَدَّ الضُّحَى يقال جِئْتُك شدَّ النَّهَارِ وفي شَدِّ النَّهَأر وشَدَّ الضُّحَى وفي شدِّ الضُّحى . ويقال لَقِيتُه شَدَّ النَّهَارِ وهو حين يَرتفع وكذلك امْتَدَّ وأَتانا مَدَّ النَّهَأرِ أَي قبْلَ الزَّوالِ حين مَضَى من النَّهَار خَمسةٌ . وفي حديث عِتْبَان بنِ مالكٍ : فغَدَا عليَّ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم بعْدَما اشْتَدَّ النَّهَارُ أَي علا وارتفعتْ شَمسُه ومنه قول كعب :
شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ ... قامَتْ فَجاوبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ أَي وَقْتَ ارتِفاعِهِ وعُلُوِّه . والشَّدُّ : التَّقْوِيَةُ تقول : شَدَّ اللهُ مُلْكَه وشدَّدَه أَي قَوَّاه . وقوله تعالى " وشَدَدْنَا مُلْكَهُ " أَي قَوَّيناه وشَدَّ على يَدِه : قَوَّاه وأَعانه قال :
فإِنّس بحمدِ الله لا سَمَّ حَيَّةٍ ... سَقَتْنِي ولا شَدَّتْ على كَفِّ ذابِحِ وشَدَّ عَضُدَه : قَوَّاه واشتَدَّ الشّيءُ من الشِّدَّة . والشَّدُّ : الإيثاقُ وشَدَّهُ : أَوْثَقَه . ويَشُدُّه وَيشِدُّه أَيضاً وهو من النوادر قال الفرّاءُ : ما كان من المضاعف على فعَلْت غيرَ واقعٍ فإن يَفْعِل منهُ مكسورُ العَيْنِ مثل : عفّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما أَشبَهَه . وما كان واقِعاً مثل : مَدَدْت فإِن يَفْعُل منه مضمومٌ إلا ثلاثةَ أَحْرُفٍ . شَدَّه يَشُدُّه ويَشدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه من العَلَلِ ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه . فإن جاءَ مثْلُ هذا ممّا لم نَسمعْه فهو قليلٌ وأَصلُه الضّمّ . قال : وقد جاءَ حرفٌ واحِد بالكسر من غير أَن يَشرَكه الضمّ وهو حَبَّة يَحِبُّه . وقال غيره : شَدَّ فُلانٌ في حُضْرِه . وقد حقَّقْنا ذلك في مؤلفاتنا التصريفيّة . قال الله تعالى : " فَشُدُّوا الوَثَاقَ " وقال تعالى : " اشْدُدْ بِهِ أَزرِي " واشْتَدَّ الرَّجلُ عَدَا كشَدَّ . وقد تقدم . والمُشادَّةُ في الشيء : التَّشَدُّدُ فيه والمغالبة ومنه الحديث : لن يُشَادَّ الدَّينَ أَحدٌ إلا غَلَبَهُ أَراد غَلَبهَ الدِّينُ أَي من يقاوِمُه ويُقاوِيه ويُكَلِّف نفْسَه من العِبَادة فوق طاقته . وشادَّه مُشادَّة وشِدَاداً : غالَبه وهو مِثل الحديث الآخرِ : إنَّ هذا الدِّينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ في بِرِفْقٍ . والمُتَشَدِّدُ : البَخِيلُ كالشَّدِيدِ قال طَرفَةُ :
أَرَى المَوْتَ يَعتامُ الكِرَامَ ويَصْطَي ... عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشٍ المُتَشَدِّدِوالأَشُدٌّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعرِفةَ قال الله تعالى : " حتَّى إذا بَلغَ أَشُدَّهُ " وقال الأَزهري : الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى على ثلاثة معانٍ يقرب اختلافُها : فأما قوله في قصة يوسفَ عليه السلام : " ولمَّا بَلغَ أَشُدَّهُ " فمعناه الإِدراكُ والبُلوُغُ وحينئذٍ راودَته امرأَةُ العزيز عن نفسه . وكذلك قوله تعالى : " ولا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِمِ إِلاَّ بالتَّي هي أَحْسَنُ حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ " بفتح فضم ويضم أَوَّلهُ وهي قليلةٌ حكاها السيرافيُّ . قال الزَّجَّاج . معناه احفَظُوا عليه مالَهُ حتّى يَبلُغ أَشُدَّه فإذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إليه مالَه . قال وبُلوغُه أَشُدَّه أَن يؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أن يكون بالغاً . قال : وقال بعضهم " حَتَّى يَبْلُغ أَشُدَّهُ " حتى يبلغ ثماني عشرة سنةً قال أبو إسحاق : لستُ أعرف ما وجه ذلك لأنه إن أَدرَكَ قبل ثمانِ عشَرةَ سنةً وقد أُونِس منه الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْعَ مالهِ إليه وَجَبَ له ذلك . قال الأَزهريُّ : وهذا صحيح وهو قول الشافِعِيّ وقولُ أَكثرِ أَهلي العلم . وفي الصحاح " حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّه " أي قوتهُ وهو ما بين ثماني عشرةَ إلى ثَلاثين سنةً وقال الزَّجّاج : هو من نحو سَبْعَ عشرةَ إلى الأَربعين وقال مرَّةً : هو ما بين الثلاثين والأربعين وهو مُذكَّر ومؤنث وفي التهذيب : وأَما قوله تعالى في قصة موسى عليه اسلام : " ولما بَلَغَ أَشُدَّهُ واسْتَوَى " فإِنه قَرَنَ بُلُوغَ الأَشُدِّ بالاستواءِ وهو أَن يَجتمع أَمرُه وقُوَّتُه ويكتَهِل وَيَنْتَهِيَ شَبَابُه وأما قوله تعالى في سورة الأَحقاف . " حتى إِذا بلغَ أَشُدَّه وبلَغ أَربَعينَ سَنَةً " فهو أَقصَى نهاية بُلوغِ الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِث محمدٌ صلى الله عليه وسلم نَبيّاً . وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمَام عَقْلِه وفبُلوغُ الأَشُدِّ محصورُ الأول محصورُ النِّهَايَةِ غيرُ محصَورِ ما بين ذلك . قال الجوهَرِيُّ : وهو واحدٌ جاءَ على بِناءِ الجَمْعِ كآنُكٍ وهو الأُسْرُبُّ ولا نَظِير لهُما . قال شيخُنا : ولعل مرادَه : من الأَسماءِ المُطلقة التي استعملتها العربُ فلا يُنافي وُرُودَ أَعلامٍ على بلادِ ككَابُل وآمُل وما يُبْديه الاستقراءُ أَو جَمْعٌ لا واحدَ به من لَفْظِهِ مثل أَبابيلَ وعبابِيدَ ومذاكير ذهبَ إليه أحمدُ بن يحيى فيما رواه عن أبي عُثمانَ المازنيِّ . كذا في المحكم . وقال السّيرافي أيضاً . أَو واحِدُهُ شِدَّةٌ بالكسر كنِعْمة وأَنْعُمٍ نقله الجوهريُّ عن سيبويه وهو حَسنٌ في المعنَى يقال بلغَ الغلامُ شِدَّتَه . وقال أَبو الهَيْثَم : واحِدة الأنْعُم نِعْمَة وواحدة الأَشُدّ شِدَّة . مع أن وفي نصّ عبارة سيبويْه : ولكنَّ فِعْلَة بالكسر لا يتُجمَع على أَفْعُل أَو واحده شَدٌّ ككَلْبٍ وأَكْلُبٍ وقال السّيرافيّ : القِيَاس : شَدٌّ وأَشُدٌّ كما يقال : قَدٌّ وأَقُدٌّ أَو واحده : شِدٌّ كذِئبٍ وأَذْؤُبٍ قال أبو الهَيثم : وكأَنَّ الهاءَ في النِّعمة والشِّدة لم تكن في الحرف إذ كانت زائدةً وكأَنَّ الأَصل : نِعْم وشِدّ فجُمعا على أَفعُل كما قالُوا رجل وأَرجُل وضِرْس وأَضْرُس . وقال أبو عُبَيْد : واحدها شَدٌّ في القِياس . ولم أَسمَع لها بواحدة
وقال ابن جِنّي : جاءَ على حذف التّاءِ كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنعُمٍ ونقل ابن جِنّي عن أَبي عبيد : هو جمع أَشَدٍّ على حذف الزيادة قال وقال أبو عبيدة : رُبما استُكرِهُوا على حذْفِ هذه الزيادةِ في الواحد وأَنشد بيت عَنْتَرَةَ :
عَهْدِي به شَدَّ النَّهَارِ كأَنَّمَا ... خُضِبَ اللَّبَأنُ ورأْسُه بالعِظْمِأَي أَشَدَّ النَّهارِ يعني أَعلاه وأَمْتَعَه وما هُمَا أَي شَدَّاً وشِدّاً بمسموعَيْنِ عن العرب بل قياسٌ كما يقولون في واحد الأَبابيل : إِبَّوْل قياساً على عِجَّوْل وليس هو شيئاً سُمِع من العرب كما سَبقَت الإِشارة إليه . قال الفرَّاءُ : الأَشُدُّ واحدُهَا شَدٌّ في القِياس قال : ولم أَسمع لها بواحد . ومثله عن أَبي عُبيد . والشِّدَّةُ : النَّجْدةُ وثَبَاتُ القَلْب والشَّدِيدةُ : الشُّجاعُ والقَوِيُّ من الرجال والجمع : أشِدَّاءُ وشِدَادٌ وشُدُدٌ عن سيبويه قال جاءَ على الأصل لأَنه لم يُشْبه الفعل وقد شَدَّ يَشِدُّ بالسر لا غير . والشَّدِيد البَخِيلُ وفي التنزيل العزيز : " وإِنَّه لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ " قال أبو إسحاق : إنه من أجل حب المالِ لَبَخِيلٌ . وقال أَبو ذُؤَيب
حَدَرْناهُ بالأَثْوَأبِ في قَعْرِ هُوَّةٍ ... شَدِيدٍ على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ جُولُهَا أَراد : شَحِيحٍ على ذلك
والشَّدِيدُ : الأَسَدُ لِقُوته وجلادته . والشَّديد : اسم مَوْلى لأبي بكر رضي الله عنه مذكور في حديث إسماعيل بن أَبي خالدٍ عن قَيْس بن أَبي حازِمٍ . والشَّدِيدُ بن قَيْسٍ المُحَدِّثُ الِبِرْتيّ روى عنه يَزٍدُ بن أبي حَبيب وكان شريفاً بمصر وَلِيَ بحْرَ مِصر . وشُدَيْد كزُبَيْرٍ : شاعر وهو شُدَيْد بن شَدَّاد بن عامِر بن لَقِيطٍ العامِريّ في زمن بني أُمَيّة . وشَدَّاد كَكَتَّانٍ : اسمُ جَماعَةٍ . والحُرُوفُ الشَّدِيدَةُ ثمانِيةٌ وهي الهمزة والجيم والدال والتاءُ والطاءُ والباءُ والقاف والكاف . قال ابن جِنِّي : ويجمعها في اللفظ قَوْلُك : أَجَدْتَ طَبَقَكَ وقولهم : أَجِدُكَ طَبَقْتَ أَو أَجِدُك قَطَّبْتَ . والحروف التي بين الشّديدة والرخوة ثمانية يجمعها في اللفظ قولك : " لم يُرَوّعْنَا " وإن شئت : قلت " لم يَرعَوْنا " . ومعنى الشديد أنه الحرف الذي يمنعُ الصوت أَن يَجْريَ فيه أَلاَ تَرَى أَنَّكَ لو قلت الحق والشَّطّ ثم رُمْت مَدَّ صَوْتِكَ في القاف والطاءِ لكان ممتنِعاً . وأَشَدَّ الرَّجلُ إِشْداداً إذا كانَت معه دَابَّةٌ شَدِيدَةٌ وفي الحديث : " يَرُدُّ مُشِدُّهم على مُضْعِفِهِمْ . المُشِدُّ : الذِي دَوَابُّه قَوِيَّةٌ والمُضْعِفُ : الذي دَوَابُّه ضعيفةٌ يريد أَن القويَّ من الغُزَاة يُسَاهِمُ الضَّعيفَ فيما يَكْسِبهُ من الغَنيمة . ويقال : أَشَدُّ لقد كان كذا وأَشدُ مُخَفَّفةً أَي أَشْهَدُ وهو غَريب نقَلَه الصاغانيُّ . وأَشَدُّ على صيغِة أَفْعَل التفضيل : أَخو يوسفَ الصِّدِّيقِ عليه السّلامُ . أَورده تلميذه الحافظ في التبصير . وذَكَرَ الجَّوانيُّ في المقدّمة الفاضِليَّةِ إِخوةَ سيِّدِنا يوسفَ الأَحدَ عَشَرَ الأَسباطَ هكذا : كاد وبِنْيامِين ويَهوذا ونفتالى وزبولون وشمعون وروبين ويساخا ولاوى ودان وياشير . فلم يذكر فيهم أَشَدَّ
وأَبو الأَشَدِّ : من الأَبطالِ وآخَرُ مُحَدِّثٌ أَو هو بالسٍّن هكذا في النُّسخ . وفي بعضها : وسِنَانُ بن خال الأَشَدّ من الأَبطال . وأَبو الأَشدّ السلّميّ : مُحَدِّث أَو هو بالسين وهذا هو الصواب فإن الفارسَ البطلَ هو سِنان بن خالدٍ يُعْرَف بالأَشدِّ لا بأَبي الأَشدِّ والمحدّثُ هو أَبو الأَشدّ يقال بالشين وبالسين وعلى رواية المهملة فبسكونها وهو الذي وقع في المسند وعلى رواية المعجمة وهو الراجح فبتشديد الدال وهو شيخٌ لعُثْمَان بن زُفَرَ فتأَمل
ومما يستدرك عليه :عن ابن الأعرابيّ : يقال : حلَبْتَ بالسّاعِدِ الأَشَدِّ أي استَعَنْتَ بمن يَقُوم بأَمرِكَ ويُعْنَى بحاجَتِكَ . وقال أَبو عُبَيْد : يقال حَلَبْتُها بالساعِد الأَشدِّ أَي حين لم أَقْدِر على الرِّفق أَخذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّة . ومن أَمثالهم في الرجل يُحْرِز بعضَ حاجته ويَعْجِزُ عن تمامها : بَقِيَ أَشَدُّه قال طالب : يقال إنه كان فيما يُحْكَى عن البهائِمِ أَنَّ هِرّاً كان قد أَفنَى الجُرْذانَ فاجتمعَ بَقِيَّتُهَا وقُلْنَ تَعَالَيْن نحتالُ بحيلة لهذا الهِرِّ فأَجمع رأْيُهُن على تَعْليق جُلْجُل في رقبته فإِذا رآهُن سَمِعْنَ صوتَ الجُلْجُلِ فهرَبْن منه فجِئن بجُلجُلٍ وشَدَدْنه في خَيْطٍ ثم قُلْن : مَن يُعَلِّقه في عُنُقِه ؟ فقال بعضُهن : بَقِيَ أَشَدُّه . وقد قيل في ذلك :
" ألاَ امْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ ويقال للرَّجل إذا كُلِّف عَمَلاَ : ما أَمْلِك شَدّاً ولا إِرْخَاءُ أَي لا أَقْدِرُ على شيءِ وقال أبو زيد : أَصابَتْنِي شُدَّى على فُعْلَى أَي شِدَّةٌ . ومِسْكُ شَدِيدُ الرائِحَةِ : قَوِيُّها ذَكِيُّهَا . ورجل شَدِيدُ العَيْنِ : لا يغْلِبه النَّوْم وقد يُستعار ذلك في الناقَة قال الشاعر :
باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ ... شَدِيدةِ جَفْنِ العَيْن ذاتِ ضَرائِرِ وقوله تعالى " واشْدُدْ على قُلُوبِهِمْ " أي اطْبَع على قلوبهم
والشِّدَّةُ : المَجَاعَةُ . والشَّدَائِدُ الهَزاهِزُ . والشِّدَّة : صُعوبَةُ الزَّمنِ وقد اشْتَدَّ عليهم . والشِّدَّة والشَّدِيدَة : من مكارِهِ الدَّهْر وجمعها شدائِدُ فإذا كان جمْع شديدة فهو على القياس وإذا كان جمع شِدَّة فهو نادر
وشِدَّةُ العَيْش : شَظَفُه
وفي المثل : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز وذلك أَن رَجلاً خَرجَ يَرْكُضُ فَرَساً له فَرَمَت بِسَخْلَتِها فَألَقاها في كُرْزٍ بين يَدَيْهِ وهو الجُوَالِق فقال له إنسان : لِمَ تَحْمِلُه ؟ ما تَصنَع به ؟ فقال : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ يقول هو سَرِيعُ الشَّدِّ كَأُمِّه يضرب للجل يُحْتقَر عندك وله خَبَرٌ قد علِمْتَه أَنت . قال سيبويه : وقالوا : شَدَّ ما أَنكَّ ذاهِبٌ كقولِك : حقّاً أَنَّك ذاهِبٌ قال . وإن شِئت جَعلْت شَدَّ بمنزلةِ نِعْمَ كما تقول نِعْمَ العَمَلُ أَنَّك تَقولُ الحَقَّ . وقال أَبو زيد : خِفْت شُدَّى فُلانٍ أَي شِدَّتَه وأَنشد
فإِنّي لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى ... ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ والأَشَدُّ : لَقَبُ عَمرو بن أُهْبَان بن دِثَأر بن فَقْعَيس الأَسديّ جاهليّ . وفي حديث قِيام شهرِ رمضان : " أَحيا اللَّيْلَ وشَدَّ الْمِئزَرَ " وهو كِنايةٌ عن اجتنابِ النِّساء أَو عن الجِدّ والاجتهاد في العَمَل أَو عنهما معاً . وتَشدَّدت القَيْنَة إذا جَهَدَتْ نَفْسَها عنْد رفْعِ الصَّوْتِ بالغِنَاءِ ومنه قول طرفة :
إذا نحنُ قُلْنَا أَسْمِعِينا انْبَرتْ لَنا ... على رِسْلِهَأ مَطْروقَةً لم تَشَدَّدِ وبنو شَدَّادِ وبنو الأَشدِّ : بَطْنانِ . والأَشِدَّاءُ : بَطْنٌ من آلِ عليّ بن أبي طالبٍ
العَقْبُ بفَتْح فَسُكُون : الجَرْيُ يجيءُ بَعْدَ الجَرْيِ الأَوّل . وفي الأَسَاسِ : ويُقَال للفَرَس الجُوُاد هو ذُو عَفْوٍ وعَقْبٍ فعَفْوُه : أَوَّل عَدْوِه وعَقْبُه : أَن يُعْقِب مُحْضِراً أَشَدَّ من الأَوَّل ومنه قولهم لمِقْطَاع الكَلاَم : لو كان له عَقْبٌ لتَكَلَّم أَي جَوَابٌ ومثله في لِسَان العَرَب . العَقْب : الوَلَدُ . ووالَدُ الوَلَد من الرَّجُلِ : البَاقُون بعدَه كالعَقِبِ كَكَتِفٍ في المَعْنَيَيْنِ . تقول : لِهذَا الفَرَسِ عَقْبٌ حَسَنٌ وفَرَسٌ ذو عَقْب أَي لَهُ جَرْيٌ بعد جَرْيٍ . قال امرؤ القَيْسِ :
على العَقْبِ جَيَّاش كَأَنَّ اهتِزامَهُ ... إِذا جَاشَ فيه حَمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ قال ابن مَنْظُور : وقالوا : عِقَاباً أَي جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ . وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِنَاءِ ويُرْ ... ضِيكَ عِقَاباً إِنْ شِئت أَو نَزَقَا وقول العَرب : لا عَقِبَ له أَي لم يَبْق له وَلَد ذَكَر والجَمع أَعْقَابٌ . العُثْبُ بالضَّمِّ و العُقُب بضمَّتَيْن مثل عُسْر وعُسُر : العَاقِبَةُ . ومنه قَوْلُه تَعَالَى : هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وخَيْرٌ عُقُباً . أَي عَاقِبَة . العَقْب بالتَّسْكِين وكَكِتِفٍ : مُؤَخَّرُ القَدَمِ مُؤَنَّثَة منه كالعَقِيبِ كأَمِير . ونَقَل شيخُنَا في هَذَا أَنّه لُغَيَّة رَدِيئة والمَشْهُورُ فيه الأَوّلُ . وفي المصباح : أَنّ عَقِيباً باليَاءِ صِفَة وأَن استعمالَ الفَقَهَاءِ والأُصُوليِّين لاَ يَتِمّ إِلا بحذْفِ مُضَاف وسَيَأْتِي . وفي الحديث أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيم لتَنْظُر لَهُ امرأَةً فقال : انْظُرِي إِلَى عَقِبَيْهَا أَو عُرْقُوبَيْهَا فقيل لأَنَّه إِذا اسوَدَّ عَقِبَاهَا اسوَدَّ سَائِر جَسَدِها . وفي الحَدِيث نَهَى عن عَقِب الشَّيْطان فِي الصَّلاَة وهو أَن يَضَع أَلْيَتَيْه على عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَين . وفي حَدِيث عَلِيّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْه وسَلّم : يَا عَلِيُّ إِنّي أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنَفْسِي وأَكْرَه لَكَ ما أَكْرهُ لنَفْسِي لا تَقْرَأْ وأَنْتَ رَاكِعٌ ولا تُصَلِّ عَاقِصاً شَعْرَك ولا تُقْعِ على عَقِبَيْك في الصَّلاة فإِنها عَقِب الشِّيْطَانِ ولا تَعْبَث بالحَصى وأَنْتَ في الصَّلاة ولا تَفْتَح على الإِمام . وفي الحديث : ويلٌ للعَقِبِ من النَّار وَوَيْلٌ للأَعْقَابِ من النَّارِ . قال ابن الأَثِيرِ : وإِنْمَا خَصَّ العَقِبَ بالعَذابِ ؛ لأَنَّه العُضْوَ الذي لم يُغْسَل . وقيل : أَرادَ صَاحِب العَقِب فحذَفَ المُضَاف ؛ وَجَمْعُها أَعْقَابٌ وأَعْقَبٌ . أَنشَد ابْنُ الأَعْرَابِيِّ :
" فُرْقَ المَقَادِيم قِصارَ الأَعْقُبِ
العَقَب : بالتَّحْرِيك : العَصَبُ الّذِي تُعْمَلُ منه الأَوْتَارُ الواحِدَة عَقَبَة . وفي الحَدِيثِ أَنّه مَضَغَ عَقَباً وهو صَائِم . قال ابنُ الأَثِيرِ : هو بفَتْح القَافِ : العَصَبُ . والعَقَبُ من كُلِّ شيءٍ : عَصَبُ المَتْنَيْن والسَّاقَيْن والوَظِيفَيْن يخْتَلِط باللَّحْم ويُسَوَّى منه الوَتَر وقد يكون في جَنْبَي البَعِير . والعَصَبُ : العِلْبَاءُ الغَلِيظ ولا خَيْرَ فِيهِ . وأَما العَقْب مُؤَخَّر القدم فَهُو مِنَ العَصَب لا مِنَ العَقَب . وفرق ما بَين العَصَب والعَقَب أَن العَصَب يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة والعَقَب يَضْرِب إِلى البَيَاضِ وهو أَصلَبُهما وأَمْتَنُهُمَا وقال أَبو حنيفة : قال أَبو زياد : العَقَبُ : عَقَبُ المَتْنَيْن من الشَّاةِ والبَعِيرِ والنَّاقَةِ والبَقَرةِ . وعَقَبَ الشيءَ يَعْقِبُه ويَعْقُبُه عَقْباً وعَقَّبَه : شَدَّه بعَقَبٍ . وعَقَب الخَوْقَ وهو حَلْقَةُ القُرْطِ يَعْقُبه عَقْباً : خَاف أَن يَزِيغَ فشَدَّه بِعَقَب . وعَقَب السهمَ والقِدْحَ والقَوْسَ عَقْباً إِذا لَوَى شَيْئاً مِنْهَا علَيْهَا قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة :
وأَسمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... به عَلَمَانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ في لِسَانِ العَرَب قال ابنُ بَرِّيّ : صوابُ هَذَا البَيْت : وأَصْفَرَ من قِدَاحِ النَّبْع لأَنَّ سهامَ المَيْسِر تُوصَفُ بالصُّفرة كقَوْل طَرَفَةَ :
وأَصفرَ مَضْبُوح نظرتُ حُوَارَه ... على النارِ واستَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ ثم قال : وعَقَبَ قِدْحَه بالعَقَب يَعْقُبه عَقْباً : انْكَسَر فشَدَّه بعَقَبٍ . والعَاقِبَةُ : مصدر عَقَب مكانَ أَبيه يَعْقُب والوَلَدُ . يقال : ليست لفلان عاقِبَةٌ أَي ليسَ له وَلَدٌ فهو كالعَقْب والعَقِب الماضي ذِكرُهما والجَمْع أَعْقَاب . وكُلُّ من خَلَفَ بَعدَ شَيْء فهو عاقِبَةٌ وعَاقِب له وهو اسم جاءَ بمَعْنَى المَصْدَر كقوله تعالى : لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ العَقْبُ والعَاقِب والعَاقِبَة والعُقْبَة بالضم والعُقْبَى والعَقِب كَكَتِف والعُقْبَان بالضم : آخر كُلِّ شَيْءٍ . قال خالدُ بنُ زُهَيْر :
فإِن كُنْتَ تَشْكُو من خَلِيلٍ مَخَافَةً ... فتِلْكَ الجَوَازِي عَقْبُها ونُصُورُهَايقول : حَدِّثْنَا بما فَعلْتَ بِابْن عُوَيْمِر والجمع العَوَاقِب والعُقُب والعُقْبَان والعُقْبَى بضَمِّهما كالعَاقبَة . وقالوا : العُقْبَى لَكَ في الخَيْر أَي العَاقبَة وفي التَنْزِيل ولا يَخَاف عُقْبَاهَا قال ثَعْلَب : مَعناه لا يَخَافُ اللهُ عَزّ وَجَلَّ عاقِبَةَ ما فَعَل أَي أَن يُرْجع عليه في العَاقِبَة كما نَخَافُ نَحْنُ . وفي لسان العرب : جِئْتُك في عَقِب الشَّهْرِ أَي كَكَتِف وعَقْبِه بفَتْح فَسُكُون وعلى عَقِبه أَي لأَيَّامٍ بَقِيَت منه عشَرَةٍ أَو أَقَلَّ . وجِئتُ في عُقْبِ الشَّهْر وعلى عُقْبِه بالضم والتَّسْكِين فِيهِمَا وعُقُبه بضَمَّتَيْن وعُقْبَانِه بالضم أَي بعد مُضِيِّه كُلِّه . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : جِئتُك عُقُب رَمَضَان بالضَّمِّ أَي آخِرَه وجِئتُ فلاناً على عُقْبِ ممَرّه بالضَّمِّ وعُقُبِه بضَمَّتَيْنِ وعَقِبِه كَكَتِف وعُقْبَانِه بالضَّمِّ أَي بَعْدَ مُرُورِه . وفي حدِيث عُمَرَ : أَنَّه سافَر في عَقْب رَمَضَان بالتّسْكين أَي في آخِره وقد بَقِيَتْ منه بَقِيَّةٌ . وقال اللِّحْيَانِيّ : أَتيتُك على عُقُب ذَاكَ بضَمَّتَيْن وعُقْب ذَاكَ بضَمٍّ فَسُكُون وعَقِبِ ذَاكَ كَكتِفٍ وعَقْبِ ذَاكَ بالتَّسْكِين وعُقْبَانِ ذَاكَ بالضَّمِّ وجئتُه عُقْبَ قُدُومِه بالضَّمِّ أَي بَعْدَه . قلت : وفي الفَصِيح نَحْوٌ مِمَّا ذُكِرَ . وفي المُزْهِرِ : وفي عقِب ذِي الحِجَّة يقال بالفَتْح والكَسْر لمَا قَرُب من التَّكْمِلَة وبِضَمٍّ فسُكُونٍ لِمَا بَعْدَهَا . ونقل شيخُنا جِئتُك على عُقْبِه وعُقْبَانِه أَي بالضَّم وعَاقِبِه وعَقِبِه . قال أَبو جَعْفَر : قال ابنُ عُدَيْس : وزاد أَبُو مِسْحَل : وعِقْبَانِه أَي بالكَسْرِ . وفي لسان العرب : ويقال : فلان عُقْبَةُ بَنِي فُلاَنٍ أَي آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُم . وحَكى اللِّحْيَانيّ : صَلَّينَا عُقُبَ الظُّهْر وصلَّيْنَا أَعْقَاب الفَرِيضَة تَطَوُّعاً أَي بَعْدَها . والعَاقِبُ من كل شيء : آخِرُه . والعَاقِبُ : السَّيِّد . وقيل : الَّذي دُونَ السَّيّد وقيل : الَّذِي يَخْلُف السَّيِّدَ بعدَه . وفي الحديث قَدِم على النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم نَصَارى نَجْرَان والسَّيِّدُ والعَاقِب والعاقِبُ : الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْلَه في الخَيْر كالعَقُوب كصَبُور وقيل : السَّيِّدُ والعاقِب هُمَا من رُؤَسَائِهِم وأَصْحَاب مَرَاتِبِهِم . وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلّم لي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ : مُحَمَّد . وأَحْمَدُ والمَاحِي يَمْحُو اللهُ بِي الكُفْرَ والحَاشِرُ أَحشُر الناسُ على قَدَمِي والعَاقِبُ . قال أَبو عُبَيْد : العَاقب : آخرُ الأَنْبِيَاء . وفي المُحْكَم : آخر الرُّسُل . وعَقَبَهُ يَعْقُبُه : ضَرَبَ عَقِبَه أَي مُؤَخَّرَ القَدَم . يقال : عَقَبَه يَعقُبه عَقْباً وعُقُوباً إِذا خَلَفَه . وكُلُّ ما خَلَف شَيْئاً فقد عَقَبَه وعَقَّبه كأَعْقَبه . وأَعْقَبَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وتَرَك عَقِباً أَي وَلَداً . يقال : كان لَهُ ثَلاَثَةٌ من الأَوْلادِ فأَعْقَب مِنْهُم رَجُلاَن أَي تَرَكَا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدُ . وقول طُفَيْل الغَنَوِيّ :
كريمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هَالِكاً ... من القَوْمِ هُلْكاً في غَدٍ غَيْرَ مُعْقِب يعني أَنَّه إِذا هَلَك مِن قَوْمِهَا سَيِّدٌ جاءَ سَيِّدٌ فهي لم تَنْدُب سَيِّداً وَاحِداً لا نَظيرَ لَهُ أَي أَنّ له نُظَراءَ من قَوْمه . وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذَا خَلَفه وهو مثل عَقَبه . وعَقَب مكانَ أَبِيهِ يَعْقُب عَقْباً وعاقِبةً . وعَقَّبَ إِذا خَلَف . وَعَقَبُوا من خَلْفِنا وعَقَّبُونَا : أَتَوْا . وَعقَبُونَا مِنْ خَلْفنا وَعَقَّبُونَا أَي نَزَلُوا بَعءدَ مَا ارتَحَلْنَا . وأَعْقَبَ هذَا هذَا إِذَا ذَهَب الأَوَّلُ فلم يَبْقَ منه شَيْءٌ وصارَ الآخَرُ مَكَانَه . عَقَبَ الرَّجُلَ في أَهْلِه : بَغَاهُ بِشَرٍّ وَخَلَفَه . وعَقَب في أَثَرِ الرَّجُل بما يَكْرَه يَعْقُب عَقْباً . تنَوَلَه بما يَكْره وَوَقَع فيه . والعُقْبَةُ بالضَّمِّ : قَدرُ فَرْسخَيْنِ والعُقْبَة أَيضاً : قَدْرُ ما تَسِيرُه والجَمْع عَقَبٌ : قال :
" خَوْداً ضِناكاً لا تَسِيرُ العُقَبَاأَي أَنها لا تَسِيرُ مَع الرِّجَال ؛ لأَنَّهَا لا تَحْتَمِل ذَلِكَ لِنَعْمَتِهَا وتَرَفِهَا والعُقْبَةُ : النَّوْبَةُ . تقول : تَمّت عُقْبَتُك . العُقْبَةُ : البَدَلُ والدُّولَة . والعُقْبَةُ أَيضاً : الإِبلُ يَرْعَاهَا الرَّجُل ويَسْقِيها عُقْبَتَه أَي دُولتَه كأَنَ الإِبلَ سُمِّيَت باسم الدُّولَة أَنسد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
" إِنَّ عَلَيَّ عُقْبَةً أَقْضِيها
" لَستُ بِنَاسِيها ولا مُنْسِيها أَي أَنَا أَسُوقُ عُقْبَتِي وأُحْسِنُ رَعْيَها . وقولُه : لستُ بِنَاسيها ولا مُنْسِيها يقول : لستُ بتَاركها عَجْزاً ولا بمُؤَخِّرها فَعَلَى هَذَا إِنَّما أَرادَ ولا مُنْسِئِها فأَبدَل الهمزَةَ يَاءً لإِقَامَةِ الرِّدِف . والعُقْبَة : الموضِع الذي يُرْكَب فيه . وتَعَاقَب المُسَافرانِ على الدَّابَّة : ركِب كُلُّ واحِدٍ منهُما عُقبَةً . وفي الحَديث : فكان الناضِحُ يعتَقِبُه منا الخَمْسَةُ . أَي يَتعاقَبُونَه في الرُّكُوب وَاحِداً بعد وَاحْدٍ . يقال : دارت عُقْبَةُ فلانٍ أَي جاءَت نَوْبَتُه ووقتُ رُكُوبِه . وفي الحدِيثِ : مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِه عُقْبَةً فَلَهُ كَذَا أَي شَوْطاً . ويقال : عاقبتُ الرجلَ من العُقْبَة إِذا رَاوَحْتَه في عَمَلٍ فكانَت لَه عُقْبَةٌ ولك عُقْبَةٌ وكذلك أَعْقَبْتُه . ويَقُولُ الرجلُ لزَمِيلِهِ : أَعقِب أَي انْزِل حَتَّى أَركبَ عُقْبَتِي وكذَلك كُلّ عَمَل ولمّا تَحَوَّلَتِ الخِلاَفَةُ إِلَى الهَاشِمِيّين عن بَنِي أُمَيَّة قال سُدَيْفٌ شاعِرُ بَنِي العَبَّاسِ لِبَنِي هَاشِم :
" أَعْقِبي آلَ هَاشِم يا مَيَّا يقول : انْزِلي عَنِ الخِلاَفَة حتى يَرْكَبَهَا بَنُو هَاشِمٍ فتَكُونَ لهم العُقْبَةُ . واعتَقَبتُ فلاناً من الرُّكُوب أَي أَنْزَلْتُه فركِبْتُ وأَعقبتُ الرجلَ وعاقَبتُه في الراحِلَة إِذا ركِبَ عُقْبةً وَرَكبْتَ عُقْبَةً مثل المُعَاقَبَةِ . ونَقَل شيخُنا عن الجَوْهَرِيّ تقول : أخذتُ من أَسِيرِي عُقْبَةً أَي بَدَلاً . وفي لِسَانِ العَرَب : وفي الحَدِيثِ : سأُعْطِيك منها عُقْبى أَي بَدَلاً عن الإِبقاءِ والإِطْلاقِ . وفي النِّهَايَةِ : وفي حَدِيث الضِّيَافِةِ : فإِنْ لَمْ يَقْروه فلَه أَن يُعْقِبَهم بمثل قِرَاه أَي يأْخذ مِنْهُم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى : يُقَالُ : عَقَبَهم مُخَفَّفاً ومُشَدَّداً وأَعْقَبَهُم إِذا أَخذَ منهم عُقْبَى وعُقْبَةً وهو أَن يأْخُذَ منهم بَدَلاً عَمَّاً فَاتَه . وقال في مَحَلٍّ آخَرَ : العُقْبَى : شِبْهُ العِوَض واسْتَعَقْبَ منه خَيْراً أَو شَرّاً : اعْتَاضَه فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَه وأَبدَلَه وهو بمَعْنى قَوْلِهِ :
ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطَاعَتِه ... كما أَطاعَكَ وادْلُلْه عَلَى الرَّشَدِ وسَيَأْتِي . العُقْبَةُ : اللّيْلُ والنَّهَارُ لأَنَّهُمَا يَتَعَقَبَان . والعَقِيبُ كأَمِير : كُلُّ شَيْءٍ أَعقَبَ شَيْئاً وهما يَتَعَاقَبَان ويَعْتَقِبَان إِذَا جاءَ هَذَا وذَهَبَ هَذَا كاللِّيْل والنَّهَار وهما عَقِيبَان كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا عَقِيبُ صاحِبِه . وعَقِيبُك : الّذي يُعَاقِبُك في العَمَل يعمَلُ مرة وتَعْمَلُ أَنتَ مَرَّة . وعَقَب الليلُ النهارَ : جَاءَ بعدَه وعاقَبَه : جاءَ بِعَقِبه فهو مُعَاقِبٌ وعَقِيبٌ أَيْضاً . العُقْبَةُ من الطَّائر : مسافَةُ ما بَيْنَ ارْتِفَاعِهِ وانْحِطَاطِهِ . ويقال : رأَيت عاقِبَةً من طَيْر إِذَا رأَيتَ طيراً يعقُب بَعْضُهَا بَعْضاً تقَع هذِه فتطِيرُ ثم تَقَع هَذِه مَوقِعَ الأُولى . وعُقْبَةُ القِدْرِ : قَرَارَتُه وهو ما الْتَزَق بأَسْفَلِهَا من تَابَلْ وغَيْرِه . العُقْبَةُ أَيضاً : شَيْءٌ من المَرَقِ يَرُدُّهُ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ إِذا رَدَّهَا أَي القِدْرَ . وأَحسن من هذا قَولُ ابْنِ مَنْظور : مَرَقَةٌ تَرَدُّ في القِدْر المُسْتَعَارة ثم قَالَ : وأَعْقَبَ الرجُلُ : رَدَّ إِليْه ذلكَ . قال الكُمَيت :
وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ ولم يَكُن ... لعُقْبةِ قدْرِ المُسْتَعِيرِين مُعْقِبُوكان الفَرَّاء يُجِيزُهَا بالكَسْر بمَعْنَى البَقِيّة . العُقْبَةُ والعُقْبُ من الجَمَال والسَّرْوِ والكَرَم أَثَرُه . و قال اللِّحْيَانِيّ أَي سِيمَاه وعَلاَمَتُه وهَيْئَتُه ويُكْسَر قال اللّحْيَانيّ : وهُو أَجْوَدُ . وفي لسان العرب : وعُقْبَةُ الماشيةِ في المَرْعَى : أَن تَرْعَى الخُلَّة عُقْبَةً ثم تُحَوَّل إِلى الحَمْض فالحَمْضُ عُقبَتُها وكَذَلِكَ إِذا تَحَوَّلَت من الحَمْض إِلى الخِلّة فالخُلَّة عُقْبَتُها وهذا المَعْنَى أَرادَهُ ذُو الرُّمَّ' بقَوْلِه يَصِفُ الظَّلِيم :
أَلهَاهُ آءٌ وتَنَّومٌ وعُقْبَتُه ... مِن لائِحِ المَرْوِ والمَرْعَى له عُقَبُ وقال أَبو عَمْرٍو : النَّعَامَةُ تَعقُب في مَرْعَىً فمَرَّة تَأْكُلُ الآءَ وَمَرَّة التَّنُّومَ وتَعْقُب بعد ذلك في حِجَارَة المَرْوِ وهي عُقْبَتُه ولا يَغِثُّ عليها القَمَرِ : عودَتُه بالكَسْر . ويقال عَقْبَة بالفَتْح وذلك إِذَا غَابَ ثُم طَلَع . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : عُقْبَةُ القَمَر بالضَّمِ : نجمٌ . يُقَارِنُ القمرَ في السَّنَةِ مَرَّةً . قال :
لا تَطْعَمُ المِسْكَ والكَافُورَ لِمَّتُه ... ولا الذَّرِيرَةَ إِلاَّ عُقْبَةَ القَمَرِ هو لبَعْضِ بَنِي عَامر . يقول : يَفْعَلُ ذلِكَ في الحَوْلِ مَرَّةً ورواية اللِّحْيَانِيّ عِقْبَة بالكَسْر وهذا مَوْضِع نَظَرٍ ؛ لأَنَّ القَمَر يَقْطَع الفَلَك في كُلَّ شَهْر مَرَّة وما أَعْلَم ما مَعْنَى قَوْله يُقَارن القَمرَ في كُلِّ سنَةٍ مَرَّةً . وفي الصَّحَاح يقال : ما يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلاَّ عَقْبَةَ القَمَرِ إِذَا كان يَفْعَلُه في كُلِّ شهرٍ مَرّة انتهى . قال شيخُنا : قلتُ : لَعَلَّ مَعْنَاه أَنّه وإِن كان في كُلِّ شَهْر يَقْطَعُ الفَلَك مَرَّة إِلا أَنّه يَمُرُّ بَعِيداً عن ذلك النَّجْم إِلاّ في يوم مِن الحَوْل فيُجَامِعُه وهذا ليس بَعِيداً لِجُوَازِ اختلافِ مَمَرِّه في كُلِّ شهر لِمَمَرِّه في الشَّهْر الآخَرِ كَمَا أَومَأَ إِليه المَقْدِسِيُّ وَغَيْرُه انتهى . العَقَبَة بالتَّحْرِيك : مرقىً صَعْبٌ من الجبَالِ أَو الجَبَلُ الطَّوِيلُ يعرِضُ للطَّرِيقِ فيأْخُذُ فِيهِ وهو طَوِيل صَعْبٌ شَدِيدٌ وإِن كَانَت خُرْمَت بَعْدَ أَن تَسْنَد وتَطُولَ في السّماءِ في صُعُود وهُبُوط أَطْول من النَّقْبِ و أَصْعَبُ مُرْتَقىً وقد يكون طُولُها واحِداً . سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسلِنْقاءٍ وسَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كهَيْئة الجِدَارِ . قال الأَزْهَرِيُّ : وج العَقَبَة عِقَابٌ وَعَقَبَاتٌ . قلت : وما أَلْطَفَ قَوْلَ الحافِظِ ابْنِ حَجَرٍ حِينَ زَار بَيْتَ المَقْدِسِ :
قَطَعْنَا في مَحَبَّتِه عِقَاباً ... وما بَعْدَ العِقَابِ سِوَى النَّعِيمويَعْقُوب اسْمُه إِسْرَائِيل أَبو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِمَا السَّلاَم لا يَنْصَرِف في المَعْرِفة للعُجْمَة والتَّعْرِيفِ ؛ لأَنَّه غُيِّر عن جِهَتِه فوَقَع في كَلامِ العَرَب غيرَ مَعْرُوفِ المَذْهَب كذا قالَه الجَوْهَرِيّ وسُمِّي يَعْقُوبُ بهذا الاسم لأَنه وُلِدَ مع عِيصُو في بَطْنٍ وَاحِد وُلِدَ عِيصُو قَبْلَه وَكَانَ يعقوبُ مُتَعَلِّقَاً بَعقِبِهِ خَرجَا معاً فعِيصو أَبُو الرُّوم . وفي لسان العرب : قال الله تَعَالَى في قِصَّة إِبراهِيم عَلَيْهِ السَّلاَم : وامْرأَتُه قائمَةٌ فَضَحِكَتْ فبَشَّرْنَاهَا بإِسْحَاقَ ومِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب زعم أَبو زَيْد والأَخْفَشُ أَنه منصوبٌ وهو في مَوْضِ' الخَفْضِ عَطْفاً على قوله فَبَشَّرنَاها بإِسحاق ومِنْ وراء إِسْحَاقَ يَعْقُوب قال الأَزْهَرِيُّ : وهذا غيرُ جَائِز عند حُذَّاقِ النَحْوِيِّين من البَصْرِيّين والكُوفِيِّين . وأَما أَبو العَبَّاس أَحمد ابْنُ يَحْيَى فإِنّه قال : نُصِب يعقوب بإِضمَار فِعْل آخَرَ كأَنه قال : فبَشَّرنَاهَا بإِسحاقَ وَوَهَبْنا لها من وَرَاءِ إِسْحَاق يَعْقُوبَ ويعقوبُ عنده في مَوْضِع النَّصب لا في مَوْضِع الخَفْض بالفعل المُضْمَر ومثله قَوْلُ الزَّجَّاج وابْنُ الأَنْبَارِيّ قال : وقَولُ الأَخفش وأَبِي زيْد عِنْدَهم خَطَأٌ . والبَعْقُوبُ باللام قال شيخُنَا : هو مَصْروفٌ لأَنَّه عَرَبِيٌّ لم يُغَيَّر وإِن كان مَزِيداً في أَوَّلِه فلَيْس على وَزْنِ الفعْل وهو الذَّكَر من الحَجَل والقَطَا قال الشاعر :
" عَال يُقَصِّرُ دُونَه اليَعْقُوبُ والجَمْعُ اليَعاقِيبُ . قال ابن بَرِّيّ : هذا البيتُ ذكرَه الجَوْهَرِيّ على أَنَّه شَاهِدٌ على اليَعْقُوب لذَكَرِ الحَجَل والظاهِرُ في اليَعْقُوب هَذَا أَنَّه ذَكرُ العُقَابِ مثل اليَرْخُوم ذَكَر الرَّخَم واليَحْبُور ذَكَر الحُبَارَى ؛ لأَن الحَجَل لا يُعرَفُ لها مثْلُ هَذَا العُلُوِّ في الطّيَرَانِ ويَشْهَدُ بِصِحة هذَا القَوْلِ قولُ الفَرَزْدَق :
يوماً تَركْن لإِبْرَاهِيم عافِيَةً ... من النُّسُور عَلَيْه واليَعَاقِيبِ فذَكَر اجتماعَ الطَّيْر على هَذَا القَتيل من النُّسُور واليَعَاقِيب ومَعْلُومٌ أَن الحَجَل لا يأْكُلُ القَتْلَى . وقال اللِّحْيَانِيُّ : اليَعْقُوبُ : ذَكَر القَبْجِ قَال ابنُ سِيدَه : فلا أَدْرِي ما عَنَى بالقَبْجِ الْحَجَلَ أَم القَطَا أَم الكِرْوَانَ . والأَعْرفُ أَن القَبْجَ الحَجَلُ وقيلَ اليَعَاقِيبُ من الخَيْل سُمِّيت بذَلِككَ تَشْبِيهاً بيعَاقِيبِ الحَجَل لسُرْعَتِهَا . وقولُ سَلامةَ بْنِ جَنْدَلٍ :
وَلَّى حَثِيثاً وهَذَا الشَّيْبُ يَتْبَعَهُ ... لو كَانَ يُدرِكُه ركْضُ اليَعَاقِيبِقيل : يَعْنِي اليَعَاقِيبَ من الخَيْل وقيل : ذُكُور الحَجَل وقد تعرَّضَ له ابنُ هشام في شَرْح الكَعبيَّة واسْتَغْرَبَ أَن يَكُونَ بمَعْنَى العُقَاب . وفي لسان العرب : ويقال : فَرسٌ يَعْقُوبٌ : ذو عَقْب وقد عَقَب يَعْقِبُ عَقْباً . وزَعَم الدَّمِيرِيُّ أَنَّ المُرَاد باليَعَاقِيب الحَجَل لقَوْلِ الرَّافِعِيّ : يجبُ الجزاءُ بقَتْل المُتَوَلِّد بين اليَعْقُوبِ والدَّجَاج قال : وهذا يَردّ قولَ من قال : إِنَّ المُرَادَ في البَيْتَيْن الأَوّليْن هو العُقَابُ فإِنَّ التَّنَاسُلَ لا يقع بين الدّجَاج والعُقَابِ وإِنَّما يقعُ بَيْنَ حَيَوَانَيْنِ بَيْنَهُمَا تَشَاكُلٌ وتَقَارُبٌ في الخَلْق كالحِمَار الوَحْشِيّ والأَهْلِيّ . قال شيخُنَا : ولا ينهض له ما ادَّعَى إِلاَّ إِذَا قيلَ إِنَّ اليَعْقُوبَ إِنما يُطْلَق على العُقَاب وأَمَّا مع الإِطْلاَق والاشْتِرَاك فلا كما لا يخفى على المُتَأَمِّل . ويَعْقُوبُ أَربعة من الصَّحَابَة انظر في الإِصَابة . ويَعْقُوبُ وفي نسخة يحيى بْنُ سِعِيد وعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيٍّ . ومحمدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب . و أَبو مَنْصُور مُحمَّدُ بنُ إِسْمَاعيلَ بْنِ سِعِيد بن عليّ البُوشَنْجِيّ الواعِظ حَدَّثَ عن أَبي مَنْصُور البُوشَنْجِيّ وغيرِه وعَنْه ابْن عساكر في شَاومانه إِحْدَى قُرَى هَرَاة وقع لنا حَدِيثُه عالِياً في مُعْجَمه . وأَبو نَصْر أَسعدُ بْنُ المُوَفَّق ابْنِ أَحمَد القاينيّ الحنَفِيّ من شُيُوخِ ابْنِ عَسَاكر حَدِيثُه في المُعْجَم وذَكَر ابنُ الأَثِيرِ أَبا مَنْصُور مُحَمَّد بنَ إِسماعِيل بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ رَوى عن جَدِّه وعن أَبِي عُثْمَان سَعِيدِ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِل وأَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمِن بْنِ خَلَف . وسَمِعَ منه أَهلُ بُخَارَى جَامِعَ التِّرْمِذِيّ ستّ مَرَّات وعنه أَبو العَبَّاس المُسْتَغْفِريّ ومات سنة 389 في شَهْرِ رَمَضَان كذَا في أَنْسَابِ البُلْبَيسيّ اليَعْقُوبِيُّون : مُحَدِّثُونَ نسبة كلهم إِلى جَدِّهم الأَعْلَى . وأَما أَبُو العَبَّاس أَحمدَ ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَر بْنِ وَاهبِ ابن وَاضِحٍ اليَعْقُوبِيّ الكَاتب المِصْرِيّ مَوْلَى أَبِي جعْفَرٍ المَنْصُور صَاحِبُ التاريخ فنِسْبَتُه إِلَى وَالِدِه ذَكرَه الرُّشَاطِي . وأَبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَعْرُوف الدستيخنيّ وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعِيّ وأَبو يَعْقُوب إِسْرَائِيلُ بن عَبْدِ المُقْتَدر بْنِ أَحْمَدَ الحَمِيدِيّ الإِربَلِيّ السّائِح . وأَبُو الصَّبْرِ يَعْقُوبُ ابنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الحُمَيدِيّ الإِرْبَلِي وأَبُو الفَضْل صَالحُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ حَمْدُون التَّمِيمِيّ . وأَبو الرَّجَاء يَعْقُوبُ ابنُ أَيُّوبَ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيّ الفارقِيّ حَدَّث عن أَبِي عَلِيٍّ الخَبَّاز وغَيْرِه . وأَبو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوب بْنِ إِسْحَاقَ شيخُ ابْنِ شَاهِين وقد تَقَدَّم في خ ض ب ويعقوبُ بنُ يُوسف بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيّ النَّخْذِيّ تَفَقَّه ببُخَارَى وروى عن أَبِي حَفْص عُمَرَ بْنِ مَنْصُور بن جَنْبٍ البَزَّاز مات ببلده أَندَخوذ بين بَلْخ ومَرْو . محدثون . وإِبِلٌ مُعَاقِبَةٌ : تَرْعَى مَرَّةً مِن وفي نُسْخَة في حَمْضٍ بالفَتْح فالسّكون ومَرَّة في وفي نسخة من خُلَّةِ بالضَّم وهما نَبْتَان وأَمَّا الَّتي تَشْرَبُ الماءَ ثُمَّ تَعُودُ إِلَى المَعْطِن ثُمّ تَعُودُ إِلَى المَاءِ فَهِي العَوَاقبُ . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : وعَقَبَت الإِبِلُ من مَكَانٍ إِلى مَكَان تَعْقُب عَقْباً وأَعْقَبَت كِلاَهُمَا تَحوَّلَتِ مِنْه إِلَيْهِ تَرْعَى . وقال أَيضاً : إِبل عَاقِبَةٌ : تَعْقُب في مَرْتَعٍ بَعْد الحَمْض ولا تكونُ عَاقِبَةً إِلا في سَنَة شَدِيدَة تَأْكُلُ الشَّجَرَ ثمّ الحَمْضَ قال : ولا تكون عَاقِبَةً في العُشْب . وقال غيرُه : ويقال : نَخْلَةٌ مُعَاقِبَة : تَحمل عاماً وتُخْلِفُ آخَر . وأَعْقَبَ زَيْدٌ عَمْراً في الرَّاحِلَة وعَاقَبَه إِذا رَكِبَا بالنَّوْبَةِ هذا عُقْبَة وهذا عُقْبَة وقد تَقَدَّم أَيضاً . عَقَبَالليلُ النهارَ : جَاءَ بَعْدَه وعَاقَبَه وعَقَّبَه تَعْقيباً : جَاءَ بعَقِبِهِ فهو مُعَاقِب وعَقيبٌ أَيضاً . والتَّعْقِيبُ مِثْلُه وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَه فُلاَنٌ بَعْدُ واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه وهما يُعَقِّبَانه ويَعْتَقِبَانِ عَلَيْه ويَتَعَاقَبَان : يَتَعَاوَنَان . والمُعَقِّبَاتُ : الخَفَظَة في قوله عزّ وجلّ : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ والمُعْقِّبَاتُ : مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لأَنَّهم يَتَعاقَبُونَ وإِنَّمَا أَنَّثَ لكَثْرة ذلِكَ مِنْهُم نحو نَسّابَة وعَلاَّمة وقَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب : لَهُ مَعَاقِيبُ . وقال الفَرّاء : المُعْقِّبَاتُ : المَلاَئِكَة ملائِكَةُ اللَّيْلِ تَعقُب ملاَئِكَةَ النَّهَارِ . قال الأَزْهَرِيُّ : جَعَلَ الفَرَّاءُ عَقَّب بمعْنى عَاقَب كما يُقَالُ : عَاقَدَ وعَقَّدَ وضَاعَفَ وضَعَّفَ فكأَنَّ ملائكَةَ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ فإِذَا جَاءَ الليلُ جَاءَ معه مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وصَعِدَ ملائِكَةُ النَّهارِ فإِذا أَقبَلَ النّهارُ عاد من صَعِد وصَعِد ملائِكَةُ اللَّيْل كأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً وكُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثم عَادَ إِليه فقد عقَّب . وملائكةٌ مُعَقِّبَة ومُعَقِّبَاتٌ جَمْعُ الجَمْع . قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم : مُعْقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنّ وهو أَن يُسَبِّح في دُبُرِ صَلاته ثلاثاً وَثَلاَثِين تَسْبِيحَةً ويَحْمَده ثَلاَثاً وثَلاثِين تَحْمِيدَةً ويكَبِّره أَربعاً وثَلاثِين تَكْبِيرَةً . وهي التَّسْبِيحَاتُ . سُمِّيت مُعقِّبَات لأَنَّهَا يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّة بعد مَرَّة أَو لأَنها تُقَالُ عَقِيبَ الصَّلاةِ . وقال شَمِر : أَراد بقَوْله مُعَقِّبَاتٌ تَسْبِيحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس . قال : والمُعَقِّب من كُلِّ شَيء مَا خَلَف بِعَقِبِ ما قَبْلَه . وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ : الليلُ النهارَ : جَاءَ بَعْدَه وعَاقَبَه وعَقَّبَه تَعْقيباً : جَاءَ بعَقِبِهِ فهو مُعَاقِب وعَقيبٌ أَيضاً . والتَّعْقِيبُ مِثْلُه وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَه فُلاَنٌ بَعْدُ واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه وهما يُعَقِّبَانه ويَعْتَقِبَانِ عَلَيْه ويَتَعَاقَبَان : يَتَعَاوَنَان . والمُعَقِّبَاتُ : الخَفَظَة في قوله عزّ وجلّ : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ والمُعْقِّبَاتُ : مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لأَنَّهم يَتَعاقَبُونَ وإِنَّمَا أَنَّثَ لكَثْرة ذلِكَ مِنْهُم نحو نَسّابَة وعَلاَّمة وقَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب : لَهُ مَعَاقِيبُ . وقال الفَرّاء : المُعْقِّبَاتُ : المَلاَئِكَة ملائِكَةُ اللَّيْلِ تَعقُب ملاَئِكَةَ النَّهَارِ . قال الأَزْهَرِيُّ : جَعَلَ الفَرَّاءُ عَقَّب بمعْنى عَاقَب كما يُقَالُ : عَاقَدَ وعَقَّدَ وضَاعَفَ وضَعَّفَ فكأَنَّ ملائكَةَ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ فإِذَا جَاءَ الليلُ جَاءَ معه مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وصَعِدَ ملائِكَةُ النَّهارِ فإِذا أَقبَلَ النّهارُ عاد من صَعِد وصَعِد ملائِكَةُ اللَّيْل كأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً وكُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثم عَادَ إِليه فقد عقَّب . وملائكةٌ مُعَقِّبَة ومُعَقِّبَاتٌ جَمْعُ الجَمْع . قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم : مُعْقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنّ وهو أَن يُسَبِّح في دُبُرِ صَلاته ثلاثاً وَثَلاَثِين تَسْبِيحَةً ويَحْمَده ثَلاَثاً وثَلاثِين تَحْمِيدَةً ويكَبِّره أَربعاً وثَلاثِين تَكْبِيرَةً . وهي التَّسْبِيحَاتُ . سُمِّيت مُعقِّبَات لأَنَّهَا يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّة بعد مَرَّة أَو لأَنها تُقَالُ عَقِيبَ الصَّلاةِ . وقال شَمِر : أَراد بقَوْله مُعَقِّبَاتٌ تَسْبِيحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس . قال : والمُعَقِّب من كُلِّ شَيء مَا خَلَف بِعَقِبِ ما قَبْلَه . وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ :
ولستُ بشَيْخِ قد تَوَجَّهَ دَالِفٍ ... ولكنْ فَتىً من صالِح الناسِ عَقَّبَايَقُولُ : عُمِّر بَعْدَهم وَبقِيَ . المُعَقَّبَاتُ : اللَّوَاتِي يَقُمْنَ عِنْدَ أَعْجَازِ الإِبِلِ المُعْتَرِكَاتِ على الحَوْضِ فإِذَا انْصَرَفَت ناقَةٌ دَخَلَتْ مَكَانَها أُخْرَى وهي النَّاظرَات العُقَبِ . والعُقَبُ : نُوَبُ الوَارِدَة تَرِد قِطْعَةٌ فتَشْرَبُ فإِذا وردت قِطْعَةٌ بعدها فشَرِبَت فذلك عُقْبَتُهَا وقد تَقَدَّم الإِشَارَةُ إِليه . والتَّعْقِيبُ : اصْفِرَارُ ثَمَرَةِ العَرْفَج وحَيْنُونَةُ يُبْسِهِ مِن : عَقَبَ النبتُ يعقُب عَقْباً إِذا دَقَّ عُودُه واصْفَرَّ وَرَقُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . التَّعْقِيبُ : أَن تَغْزُوَ ثم تُثَنِّيّ أَي تَرْجع ثانِياً مِنْ سَنَتِك . والمُعَقِّب : الذي يَعْزُو غَزْوَةً بَعْدَ غَزْوَةٍ ويَسير سَيْراً بَعْد سَيْر ولا يُقِيم في أَهْلِه بعد القُفُول . وعَقَّب بِصَلاةٍ بَعْد صلاة وغَزَاة بعد غزاة : والَى . وفي الحَدِيث : وإِنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعقُب بعضُهَا بَعْضاً أَي يكون الغزوُ بينَهُم نُوَباً فإِذَا خرجَت طَائِفَةٌ ثم عادَت لم تُكَلَّفْ أَن تَعُودَ ثانِيَةً حتى تَعْقُبَهَا أُخْرَى غيرها . ومنه حَدِيثُ عمرَ أَنَّه كَانَ كُلَّ عام يُعَقِّبُ الجيوشَ . قال شَمِر : ومعنَاه أَنه يَرُدُّ قوماً ويَبْعَث آخَرين يُعَاقِبونَهُم . يقال : عَقَّب الغَازِيةَ بأَمْثالِهِم وأَعْقَبُوا إِذَا وَجَّه مَكانَهم غَيْرَهُم . التَّعْقِيبُ : التَّرَدُّدُ في طَلَب المَجْدِ هكذا في نُسْخَتِنَا وهو غَلَط وصوابُه التَّردُّدُ في طَلَبٍ مُجِدّاً كما في لِسَانِ العَرَب والصَّحَاح وغَيْرِهِما . ويدل لذلك قولُه أَيضاً : والمُعَقِّب : المُتَّبِع حَقاً له ليَسْتَرِدَّه . وقال غيرُه : الَّذِي يَتْبَع عَقِب الإِنْسَانِ في حَقٍّ . قال لَبِيدٌ يَصِف حِمَاراً وأَتانَه :
حتى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهَاجَه ... طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ قال ابن مَنْظُور : واسْتَشْهَد به الجَوْهَرِيُّ على قولِه : وعَقَّب في الأَمْرِ إِذَا تَرَدَّد في طَلَبِه مُجِدّاً وأَنْشَدَه : وقال : رفع المظلوم وهو نَعْتٌ للمُعَقِّب على المَعْنَى والمُعَقِّب خَفْض في اللَّفْظِ ومعنَاه أَنَّه فَاعِل . ويُقَالُ أَيضاً : المُعَقِّب : الغَرِيمُ المُمَاطِلُ . عَقَّبَنِي حَقّي أَي مَطَلَني فَيَكُون المَظْلُوم فَاعِلاً والمُعَقِّب مَفْعُولاً . وقال غيرُه : المُعَقِّب : الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فيعود إِلى غَرِيمه في تَقاضِيهِ . التَّعِقِيبُ : الجُلُوسُ بَعْدَ أَن يَقْضِيَ الصَّلاَة لدُعَاء أَو مَسْأَلة . وفي الحَدِيثِ : مَنْ عَقَّب في صَلاَةٍ فهو في الصَّلاة . في حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِك أَنَّه سُئل عن التَّعْقِيب في رَمَضَانَ فأَمرَهُم أَن يُصلُّوا في البُيُوت . قال ابنُ الأَثِيرِ : التَّعْقِيبُ : هو أَن تَعمَل عَمَلاً ثم تَعُودَ فيه . وأَراد به هَاهُنَا الصَّلاَة النّافِلَة بَعْدَ التَّرَاوِيحِ فكَرِه أَن يُصَلُّوا في المَسْجِد وأَحَبَّ أَن يَكونَ ذلك في البُيوتِ . قلتُ : وهو رَأْي إِسْحَاقَ بْن رَاهَوَيه وسَعِيد بْنِ جُبَيْر . قال شَمِر : التعقِيبُ : أَن يَعْمل عَمَلاً من صَلاَةٍ أَو غيرِهَا ثم يعود فيه من يَوْمِه . قال : وسمِعتُ ابنَ الأَعْرَابِيّ يقول : هو الّذِي يَفْعَلُ الشيءَ ثم يعودُ ثانِيَةً يقال : صَلَّى من اللّيلِ ثم عَقَّبَ أَي عَادَ في تِلْك الصَّلاة . التَّعْقِيبُ : المُكْثُ والانْتِظَار يقال : عَقَّب فُلانٌ في الصّلاةِ تَعْقِيباً إِذا صلَّى فأَقَامَ في مَوْضِعه يَنْتَظِر صلاةً أُخْرَى . وفي الحَدِيث : مَنْ عَقَّب في صَلاَة فَهُو في صَلاَة أَي أَقَامَ في مُصَلاَّهُ بعد ما يُفْرُغُ من الصَّلاةِ . ويقال : صَلَّى القومُ وعَقَّب فلانٌ . والتَّعْقِيبُ في المَسَاجِد : انتظارُ الصَّلَوَاتِ بَعْد الصَّلَوَات . التَّعْقِيبُ : الالْتِفَاتُ . وقَوْلُه تَعَالَى : وَلَّى مُدْبِراً ولمْ يُعَقِّب قيل أَي لم يَعْطِف ولم يَنْتَظِر وقيل : لم يَمْكُث وهو قولُ سفيانَ . وقيل : لم يَلْتفِت وَهُو قولُ قَتَادَة . وقيل : لم يَرْجِع وهو قولُ مُجَاهِد ؟ وكلُّ رَاجِعْ مُعَقِّبٌ . قال العَجَّاج :
" وإِن تَوَنَّى التَّالِيَاتُ عَقْبَاوالعَقْبَى : المَرْجِع وعَقِبُ كُلِّ شَيْءٍ وعُقْبَاه وعُقْبَانُه وعَاقِبَتُه : خَاتِمَتُهُ . ويقال : إِنَّه لعالِم بعُقْمَى الكَلامِ وعَقْبَى الكَلامِ وهو غَامِضُ الكَلامِ الذي لا يَعْرِفه وهو مِثْل النَّوَادِرِ . والعُقْبَى أَيضاً : جَزَاءُ الأَمْرِ يقال : العُقْبَى لَكَ في الخَيْر أَي العَاقبَة . وأَعْقَبَه بِطَاعَتِه وأَعْقَبَه على مَا صَنَع أَي جازَاهُ . و أَعْقَب الرَّجُلُ إِذا مَاتَ وخَلَّف أَي تَرَك عَقِباً أَي وَلَداً . يقال : كان له ثلاثةُ أَولادٍ فأَعْقَبَ منهم اثْنان أَي تَركا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدٌ . وقد تقدم إِنشادُ قول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ . ويقال : أَعقَبَ هذَا هذَا إِذا ذَهَب الأَولُ فلم يَبْقَ منه شَيْءٌ وصارَ الآخرُ مكانَه . أَعْقَبَ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ : رَدَّهَا إِليه وفيها العُقْبَةُ بالضّم وهي قَرارةُ القِدْر أَو مَرَقَةٌ تُرَدُّ في القِدْر المُسْتَعَارَةِ . قال الكُمَيْتُ :
وحَاردَت النُّكْدُ الجِلاَدُ ولم يَكُن ... لعُقْبَةٍ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْقِبُ وقد تَقَدَّم . تعقَّب الخَبَرَ : تَتَبَّعَه ويقال تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذَا تَدَبَّرْتَه والتَّعْقُّبُ : التّدبُّر والنَّظرُ ثانيةً قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ :
" فلَمْ يَجِدِ الأَقْوَامُ فِينَا مَسَبَّةًإِذَا اسْتُدْبِرَتْ أَيَّامُنَا بالتَّعَقُّب يقول : إِذا تَعَقَّبُوا أَيَامَنا بن يَجْدُوا فِينَا مَسَبَّةً . ويقال : لم أَجِدْ عن قَوْلكِ مُتَتَقَّباً أَي رُجُوعاً أَنْظُر فِيهِ أَي لَمْ أُرَخِّص لنَفْسِي التَّعَقُّبَ فيه لأَنْظُرَ آتِيه أَم أَدَعُه . وقولُه : لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِه أَي لا رَادَّ لقَضَائِه . وعَاقَبه بذَنْبِه مُعاقَبَة وعِقَاباً : أَخذَه بِهِ وتَعَقَّبَه : أَخَذَه بذَنْبٍ كَانَ مِنْه . و تَعَقَّبَ عَن الخَبَر إِذا شَكَّ فِيهِ وعَاد للسُّؤَال عَنْه قال طُفَيْلٌ :
تأْوَّبَنِي هَمٌّ مع اللَّيْل مُنْصبُ ... وجَاءَ من الأَخْبَارِ ما لا أُكَذِّبُ
تَتابعْنَ حتَّى لم تَكُن لِيَ رِيبَةٌ ... ولم يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ وفي لسان العرب : وتَعَقَّب فلانٌ رأْيَه إِذَا وَجَدَ عَاقِبَتَه إِلى الخَيْر وتَعقَّب من أَمْره : نَدِمَ ويقال : تعقَّبْتُ الخَبَر إِذَا سأَلتَ غيرَ مَنْ كنتَ سأَلْتَه أَوَّلَ مَرَّة ويقال : أَتَى فلانٌ إِليّ خَيْراً فَعَقَبَ بخَيْر منه . الاعتقاب : الحَبْسُ والمَنْعُ والتَّنَاوُبُ . واعْتقَب الشيءَ : حَبَسَه عندَه . واعْتَقَبَ البائعُ السِّلْعَةَ أَي حَبَسَهَا عنِ المُشْتَرِي حَتَّى يَقْبِضَ الثَّمَنَ ومنه قَولُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ : المُعْتَقِب ضامِنٌ لِمَا اعْتَقَب يريد أَن البائع إِذَا بَاع شيئاً ثم مَنَعه من المُشْتَرِي حتى يَتْلَفَ عند البائِعِ فقد ضَمِنَ . وعبارة الأَزْهَرِيّ : حتى تلِفَ عند البائع هَلَكَ من مَاله وضَمَانُه مِنْه . وعن ابن شُمَيْل : يُقَالُ باعَني فلانٌ سِلْعَةً وعليه تَعقِبةٌ إِن كانت فيها, وقد أَدْرَكَتْني في السِّلْعة تَعْقِبَةٌ ويقال : ما عَقَّب فيها فَعَلَيْكَ مِن مَالك أَي ما أَدرَكَنِي فيها من دَرَكٍ فعَلَيْك ضمانُه . وقولُه عَلَيْه السَّلاَم : لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه . عقوبَتُه : حَبْسُه . وعِرْضُه : شِكَايَتُه . حكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وفسّره بما ذَكَرْنَاه . واعْتَقَبْتُ الرّجلَ : حَبَسْتُه كذا في لِسَانِ الْعرَبِ وبَعْضُه في المِصْبَاح والأَسَاسِ . ويقال : ذَهَبَ فلانٌ واعْتَقَب فلانُ بَعْدُ أَي خَلَفَه وهما يَعْقِّبَانِه ويَعْتَقِبَان عليه وَيَتَعاقَبان أَي يَتَعَاوَنَان كذا في الأَسَاسِ . والاعْتِقَابُ : التَّدَاوُلُ كالتَّعَاقُب وهُمَا يَتَعَاقَبَانِ ويَعْتَقِبَان أَي إِذَا جَاءَ هذَا ذَهَب هذَا والعُقَابُ بالضَّمِّ : طائِرٌ من العِتَاقِ . وعبارة المِصْبَاحِ : من الجَوَارِح م أَي مَعْرُوف يقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى إِلاَّ أَن يَقُولُوا : هذا عُقَابٌ ذكَرٌ . قال شيخُنَا : وقالوا : لاَ يَكُونُ العُقَاب إِلاَّ أُنْثَى ونَاكِحُه طَيْرٌ آخَرُ من غير جِنْسه . وقال ابن عُنَيْن يَهْجُو شَخْصاً يقالُ له ابنُ سَيِّدَةٍ :قلْ لابن سَيِّدَة وإِنْ أَضْحَتْ له ... خَوَلٌ تُدِل بكثْرة وخُيُولِ
ما أَنْتَ إِلاَّ كالعُقَابِ فأُمُّه ... مَعْروفَةٌ وله أَبٌ مَجْهُولُ ج أَعْقُبٌ أَي في القِلَّة لأَنَّها مُؤَنَّثَه كَمَا مَرّ وأَفْعُلٌ يختَصُّ به جمعُ الإِناثِ كأَذْرُعٍ في ذِرَاع وأَعْنُقٍ في عَنَاقٍ وهو كَثِير قاله شَيْخُنَا . وحَكَاه في لِسَانِ العَرَب أَيضاً بصِيغَة التَّمْرِيض وعِقْبَانٌ بالكَسْر جمع الكَثْرَة وأَعْقِبَةٌ عن كُرَاع وعَقَابِينُ جمعُ الجَمْعِ قال :
" عَقَابِين يَوْمَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ قال شيخُنا وحَكَى أَبو حَيَّان في شَرْح التَّسْهِيل أَنه جُمِعَ على عَقَائب واستبعَدَه الدَّمامِينِيّ انتهى . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : عِتَاقُ الطيرِ : العِقْبَانُ وسِبَاعُ الطَّيْرِ : التي تَصِيدُ والَّذِي لم يَصِدِ : الخَشَاشُ . وقال أَبو حَنيفَة : من العِقْبَان عِقْبَانٌ تُسَمَّى عِقْبَانَ الجِرْذَانِ ليْسَت بِسُودٍ ولكنَّهَا كُهْبٌ ولا يُنْتَفَع بِرِيشِهَا إِلا أَن يَرْتاشَ بها الصبيانُ الجَمَامِيحَ . العُقَابُ : حَجَرٌ نَاتئٌ وعبَارَةُ لِسَانِ العَرَبِ : صَخْرَة نَاتِئَةٌ ناشزَةٌ في جَوْفِ البِئرِ يَخْرِقُ الدَّلْوَ ورُبّمَا كَانَت من قِبَل الطَّيِّ وذلك أَن تَزُول الصخرةُ عن مَوْضِعها ورُبَّمَا قَامَ عليهَا المُسْتَقِي أُنْثَى والجَمْعُ كالجَمْعِ وقد عَقَّبها تَعقيباً : سَوَّاها . والرجُلُ الذِي يَنْزِل في البِئر فَيَرْفَعُهَا يُقَال له المُعَقِّبُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : القَبيلَةُ صَخرةٌ على رَأْسِ البِئر . والعُقَابَانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدَانهَا . قيل العُقَابُ : صَخْرَةٌ نَاتِئةٌ في عُرْضِ جَبَلٍ كمِرْقَاةٍ وقيل هو مَرْقىً في عُرضِ الجَبَل . العُقَابُ : شِبْهُ لَوْزَةٍ تَخْرُجُ فِي إِحْدَى قَوَائِمِ الدَّابَّة نقله الصَّاغَانِيُّ . العُقَابُ فيمَا يُقَال : خَيْطٌ صَغِيرٌ يَدْخُلُ في خُرْتَيْ تَثْنِيَة خُرْت بضم الخَاء وسُكُونِ الرَّاءِ والمُثَنَّاة الفَوْقِيَّةِ آخره وهو ثَقْبُ الأُذُنِ حَلْقَةِ القُرْطِ يُشَدُّ بِهِ وعَقَب القُرطَ : شَدَّه بِهِ . قال سَيَّارٌ الأَبَانِيّ :
" كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِهَا المَعْقُوبِ
" عَلَى دَباةٍ أَو عَلى يَعْسُوبِ جَعَلَ قُرطَهَا كأَنَّه عَلى دَباةٍ لِقِصَر عُنُقِ الدَّبَاةِ فوصَفَها بالوَقْص . والخَوْقُ : الحَلْقَة . والدّباةُ : نوعٌ من الجَرَاد . واليَعْسُوب : ذَكَرُ النَّحْل . وقال الأَزْهَرِيّ : العُقابُ : الخيْط الَّذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط . العُقَابُ : مَسِيلُ المَاءِ إِلى الحَوْضِ قال :
" كأَنَّ صَوتَ غَرْبِهَا إِذا انْثَعَبْ
" سَيْلٌ على مَتْنِ عُقَاب ذِي حَدَبْ العُقَابُ : الحَجَرُ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي بَيْنَ الحَجَرَيْنِ يَعْمِدَانِهِ . العُقَابُ : اسم أَفْرَاس لَهُم منها فرسُ حُمَيْضَةَ بْنِ سَيَّارٍ الفَزارِيّ وفَرسُ الحَارِث بْنِ جَوْنٍ العَنْبَرِيّ وفرسُ مِرْدَاسِ بْنِ جَعْوَنَةَ السَّدُوسِيّ . والعُقَابُ : الغَايَةُ . قال أَبو ذُؤيْب :
ولا الراحُ رَاحُ الشَّامِ جاءَتْ سَبِيئةً ... لها غايةٌ تَهْدِي الكِرَامَ عُقَابُهَاأَرادَ غَايَتَهَا . وحَسُنَ تَكرَارُه لاخْتِلاف اللَّفْظَين وجمعها عِقْبَانٌ . والعُقَابُ : الحَرْبُ عن كُرَاع العُقَابُ : عَلَمٌ ضَخْمٌ واسْمُ رَايَة للنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم كما وَرَد في الحَدِيث . وفي لِسَانِ العَرَب : العُقَابُ : الذي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّه بالعُقاب الطَّائر وهي مُؤَنَّثَة العُقَابُ : الرَّابِيَةُ وكُلُّ مُرْتَفِعٍ لم يَطُلْ جِدّاً . عُقَابُ : كَلْبَةٌ و عُقَابُ : امْرَأَةٌ وهي أُمُّ جَعْفَر بْنِ عَبْدِ الله الآتي ذِكْرهُ . وعُقَاب : موضِعٌ بالأَنْدَلس كانت به وَقْعَةُ المُوَحدِينَ مَشْهُورة استدْرَكَه شَيْخُنا . وفي لسَان العَرَب : العُقابَان : خَشَبَتَان يَشْبَحُ الرجُلُ بَيْنَهُمَا الْجِلْدُ والعربُ تُسمِّي الناقةَ السوداءَ عُقَاباً على التَّشْبِيهِ . عُقَيْبٌ كزُبَيْرٍ : ابنُ رُقَيْبَةَ صَحَابِيٌّ ويقال فيه : رُقَيْبَة بنُ عُقَيْب . قال الحافِظُ تَقِيُّ الدِّين بن فَهْد في مُعجَمِهِ : رُقَيْبَةُ بْنُ عُقْبَة أَو عُقَيْبُ بْنُ رُقَيْبَة مجهول وله حَدِيثٌ عجِيب . قُلتُ : أَو مرادُ المُصَنِّفِ عُقَيْبُ بنُ عَمْرِو بْنِ عَدِيٍّ فإِنَّه صحابِيٌّ أَيضاً شَهِدَ أُحُداً ولابنهِ سَعْد صُحْبَة أَيضاً . و : مَوْضِعٌ . ومُعَيْقِيب أَيْضاً صحابِيٌّ استدرَكَه شيخُنا . قلت : وهما اثْنَانِ أَحدهُما مُعَيْقِيبُ بنُ أَبِي فاطِمَة الدَّوْسيّ حَلِيفُ بني أُميَّة من مُهَاجِرَةِ الحَبَشَة وهو الَّذِي عُنى به شيخُنا . وثَانيهما مُعَيْقِيبُ بنُ معرض اليَمامِيّ تفرّد بذكره شاصويْه بن عبيد وهو يَعْلُو عند الجَوْهَرِيّ كَذَا في المُعْجَم . وكالقُبَّيْطِ : طائِرٌ لا يُسْتَعْمَل إِلاَّ مُصَغَّراً . و : ع ضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ مُصَغَّراً مع تَشْدِيد اليَاء المَكْسُورَةِ عن ابْن دُرَيْد . قلتُ : ولعلَّه من مضافات دِكَشْق وقد نُسِب إِليهَا أَبُو إِسحاقَ إِبراهيمُ بْنُ محمود بْنِ جَوْهَر البَعْلَبَكِّيّ ثم الدِّمَشْقِيّ المقرِئ الحَنْبَلِيّ عُرِف بالبَطَائِحِيّ حَدَّث بدمشق وغَيْرِهَا . روى عنه أَبُو مُحَمَّد الحسنُ بنُ أَبِي عِمْرَان المَخْزُمِيّ بدمشق ومُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى اليُونِينِيُّ البَعْلَبَكِّيُّ . وأَبو يُونُس الأَرمَنيّ . ومحمدُ بنُ عُبَادَةَ بْنِ محمد الأَنْصاريُّ الحَلَبِيُّ الثَّلاَثَةُ بالعُقَّيْبَة . المِعْقَبُ : كمِنْبَر : الخِمَارُ لِلمَرْأَةِ عن ابن الأَعْرَابِيّ لأَنّه يَعْقُبُ المُلاءَة وَيَكُونُ خَلَفاً مِنْها . قال امرؤُ القَيْسِ :
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ بَعْد جِدَّتِه ... كمِعْقَبِ الثوبِ إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ المِعْقَبُ : القُرْطُ نقله الصاغانِيّ . المعْقَبُ : السائقُ الحاذِقُ بالسَّوْقِ والمعْقَبُ : بَعِيرُ العُقَبِ . المِعْقَبُ : الذِي يُرَشَّح مَبْنِيّاً للمَجْهُول وفي نُسْخَة بصيغَة الفِعْلِ المَاضِي للخِلاَفَةِ بَعْد الإِمام أَي يُهَيَّأُ لها . المُعْقَّبُ كمُعَظَّم : مَنْ يَخْرُج من حَانَةِ الخَمَّارِ إِذَا دَخَلَها مَنْ هُوَ أَعْظَمُ قدراً مِنْه . قال طَرَفَة :
" وإِنْ تَبْغِني في حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِيوإِنْ تَلْتَمِسْنِي في الحَوَانِيتِ تَصْطَدِ أي لا أَكُونُ مُعَقَّباً . والمُعَقِّبُ كمُحَدِّثِ : المُتَّبِع حَقّاً لَهُ يسْتَرِدُّه . والذي أُغِير عليه فَحَرِب فأَغَارَ على الَّذِي أَغَارَ عليه فاستَرَدَّ مَالَه . والمِعْقَابُ : البيتُ يُجْعَلُ فيه الزَّبِيبُ . والمِعْقَابُ : المَرْأَةُ التي عَادَتِهَا أَن تَلِدَ ذَكَراً ثم أُنْثَى . وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَعَ مِنْ شَرٍّ إِلَى خَيْر . واستَعْقَبَه وتَعَقَّبَه إِذا طَلَب عَوْرَتَه أَو عَثْرَتَهُ وأَصْلُ التَّعَقُّب التَّتبُّع : واستَعْقَبَ منه خَيْراً أَو شَرّاً : اعتَاضَه فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَه وبَدَّلَه . وعَقِبٌ ككَتِفٍ : موضع . أنشد أبو حَنِيفَة لعُكَّاشَةَ بْنِ أَبي مَسْعَدَة :
" حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إِلَى ضَبُعْ
" في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْوكَفْرُ تِعْقَابٍ بالكَسْرِ وكَفْرُ عَاقِب : ع ويَعْقُوبَا الموجود عندنا في النُّسَخِ بالمُثَنَّاة التَحْتِيَّة وصوابُه بالمُوَحَّدَة ة كَبِيرَةٌ ببَغْدَاد على عشرة فَرَاسِخ منها على طَرِيقِ خُرَاسَان . واليَعْقُوبِيُّونَ كذلك صَوابُه بالباءِ : جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ منهم أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بنُ ا