خامَرَ الشيءَ
قاربه وخالطه قال ذو الرمة هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ منها على عُدَواءٍ
الدَّارِ تَسْتقِيمُ ورجل خَمِرٌ خالطه داء قال ابن سيده وأُراه على النسب قال
امرؤ القيس أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما
يأْتَمِرْ
خامَرَ الشيءَ
قاربه وخالطه قال ذو الرمة هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ منها على عُدَواءٍ
الدَّارِ تَسْتقِيمُ ورجل خَمِرٌ خالطه داء قال ابن سيده وأُراه على النسب قال
امرؤ القيس أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما
يأْتَمِرْ ويقال هو الذي خامره الداء ابن الأَعرابي رجل خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ
وأَنشد أَيضاً أَحار بن عمرو كأَني خمر أَي مُخامَرٌ قال هكذا قيده شمر بخطه قال
وأَما المُخامِرُ فهو المُخالِطُ مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خالطه وأَنشد وإِذا تُباشِرْكَ
الهُمُو مُ فإِنها داءٌ مُخامِرْ قال ونحو ذلك قال الليث في خامَرَهُ الداءُ إِذا
خالط جوفه والخَمْرُ ما أَسْكَرَ من عصير العنب لأَنها خامرت العقل والتَّخْمِيرُ
التغطية يقال خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك والمُخامَرَةُ المخالطة وقال أَبو
حنيفة قد تكون الخَمْرُ من الحبوب فجعل الخمر من الحبوب قال ابن سيده وأَظنه
تَسَمُّحاً منه لأَن حقيقة الخمر إِنما هي العنب دون سائر الأَشياء والأَعْرَفُ في
الخَمْرِ التأْنيث يقال خَمْرَةٌ صِرْفٌ وقد يذكَّر والعرب تسمي العنب خمراً قال
وأَظن ذلك لكونها منه حكاها أَبو حنيفة قال وهي لغة يمانية وقال في قوله تعالى
إِني أَراني أَعْصِرُ خَمْراً إِن الخمر هنا العنب قال وأُراه سماها باسم ما في
الإِمكان أَن تؤول إِليه فكأَنه قال إِني أَعصر عنباً قال الراعي يُنازِعُنِي بها
نُدْمانُ صِدْقٍ شِواءَ الطَّيرِ والعِنَبَ الحَقِينا يريد الخمر وقال ابن عرفة
أَعصر خمراً أَي أَستخرج الخمر وإِذا عصر العنب فإِنما يستخرج به الخمر فلذلك قال
أَعصر خمراً قال أَبو حنيفة وزعم بعض الرواة أَنه رأَى يمانيّاً قد حمل عنباً فقال
له ما تحمل ؟ فقال خمراً فسمى العنب خمراً والجمع خُمور وهي الخَمْرَةُ قال ابن الأَعرابي
وسميت الخمر خمراً لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ واخُتِمارُها تَغَيُّرُ ريحها
ويقال سميت بذلك لمخامرتها العقل وروى الأَصمعي عن معمر بن سليمان قال لقيت
أَعرابياً فقلت ما معك ؟ قال خمر والخَمْرُ ما خَمَر العَقْلَ وهو المسكر من
الشراب وهي خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مثل تمرة وتمر وتمور وفي حديث سَمُرَةَ أَنه
باع خمراً فقال عمر قاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ قال الخطابي إِنما باع عصيراً ممن يتخذه
خمراً فسماه باسم ما يؤول إِليه مجازاً كما قال عز وجل إِني أَراني أَعصر خمراً
فلهذا نَقَمَ عمر رضي الله عنه عليه لأَنه مكروه وأَما أَن يكون سمرة باع خمراً
فلا لأَنه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره وخَمَر الرجلَ والدابةَ يَخْمُره خَمْراً
سقاه الخمر والمُخَمِّرُ متخذ الخمر والخَمَّارُ بائعها وعنبٌ خَمْرِيٌّ يصلح
للخمر ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ يشبه لون الخَمر واخْتِمارُ الخَمْرِ إِدْراكُها وغليانها
وخُمْرَتُها وخُمارُها ما خالط من سكرها وقيل خْمْرَتُها وخُمارُها ما أَصابك من
أَلمها وصداعها وأَذاها قال الشاعر لَذٌّ أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقاتِلَهُ فلم
تَكَدْ تَنْجَلِي عن قلبِهِ الخُمَرُ وقيل الخُمارُ بقية السُّكْرِ تقول منه رجل
خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمارٍ وينشد قول امرئ القيس أَحار بن عمرو فؤادي خمر ورجل
مَخْمُورٌ به خُمارٌ وقد خُمِرَ خَمْراً وخَمِرَ ورجل مُخَمَّرٌ كمَخْمُور
وتَخَمَّرَ بالخَمْرِ تَسَكَّرَ به ومُسْتَخْمِرٌ وخِميِّرٌ شِرِّيبٌ للخمر دائماً
وما فلانٌ بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده ويقال أَيضاً ما عند
فلان خل ولا خمر أَي لا خير ولا شر والخُمْرَةُ والخَمَرَةُ ما خامَرَك من الريح
وقد خَمَرَتْهُ وقيل الخُمْرَةُ والخَمَرَةُ الرائحة الطيبة يقال وجدت خَمَرَة
الطيب أَي ريحه وامرأَة طيبة الخِمْرَةِ بالطِّيبِ عن كراع والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ
التي تجعل في الطين وخَمَرَ العجينَ والطِّيبَ ونحوهما يَخْمُره ويَخْمِرُه
خَمْراً فهو خَمِيرٌ وخَمَّرَه ترك استعماله حتى يَجُودَ وقيل جعل فيه الخمير
وخُمْرَةُ العجين ما يجعل فيه من الخميرة الكسائي يقال خَمَرْتُ العجين ونَظَرْتُه
وهي الخُمْرَةُ التي تجعل في العجين تسميها الناس الخَمِيرَ وكذلك خُمْرَةُ النبيذ
والطيب وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخبزة خمير عن اللحياني كلاهما بغير هاء وقد اخْتَمَر
الطيبُ والعجين واسم ما خُمِرَ به الخُمْرَةُ يقال عندي خُبْزٌ خَمِير وحَبسٌ
فَطِير أَي خبز بائت وخُمْرةُ اللَّبَنِ رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عليه لِيَرُوبَ
سريعاً وقال شمر الخَمِيرُ الخُبْزُ في قوله ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيت
خَمِيرُها أَي خبزها الذي خُمِّرَ عجينُه فذهبت فُطُورَتُه وطعام خَمِيرٌ
ومَخْمورٌ في أَطعمة خَمْرَى والخَمُيرُ والخَمِيرَةُ الخُمْرَةُ وخُمْرَةُ النبيذ
والطيب ما يجعل فيه من الخَمْرِ والدُّرْدِيِّ وخُمْرَةُ النبيذ عَكَرُه ووجدتُ
منه خُمْرَةً طيبة
( * قوله « خمرة طيبة » خاؤها مثلثة كالخمرة محركة كما في القاموس ) إِذا
اخْتَمَرَ الطيِّبُ أَي وجدتُ ريحه ووصف أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً وبَخُورَ
مِجْمَرها قال فَتَخَمَّرَتْ أَطْنابُنا أَي طابت روائح أَبداننا بالبَخُور أَبو
زيد وجدت منه خَمَرَةَ الطِّيبِ بفتح الميم يعني ريحه وخامَرَ الرجلُ بيتَه
وخَمَّرَهُ لزمه فلم يَبْرَحْهُ وكذلك خامَرَ المكانَ أَنشد ثعلب وشاعِرٍ يُقالُ
خَمِّرْ في دَعَهْ ويقال للضَّبُعِ خامِرِي أُمَّ عامِرٍ أَي اسْتَتِري أَبو عمرو
خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا استحيت منه ابن الأَعرابي الخِمْرَةُ الاستخفاء
( * قوله « الخمرة الاستخفاء » ومثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح توارى واستخفى
كما في القاموس ) قال ابن أَحمر مِنْ طارِقٍ أَتى على خِمْرَةِ أَو حِسْبَةٍ
تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ قال ابن الأَعرابي على غفلة منك وخَمَرَ الشيءَ
يَخْمُرُه خَمْراً وأَخْمَرَهُ سَتَرَهُ وفي الحديث لا تَجِدُ المؤمنَ إِلاَّ في
إِحدى ثلاثٍ في مسجد يَعْمُرُه أَو بيت يَخْمُرُه أَو معيشة يُدَبِّرُها يَخْمُره
أَي يستره ويصلح من شأْنه وخَمَرَ فلانٌ شهادته وأَخْمَرَها كتمها وأَخْرَجَ من
سِرِّ خَمِيرِهِ سِرّاً أَي باح به واجْعَلْهُ في سرِّ خَمِيرِك أَي اكتمه
وأَخْمَرْتُ الشيء أَضمرته قال لبيد أَلِفْتُكِ حتى أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً
عَليَّ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكابِرُ الأَزهري وأَخْمَرَ فلانٌ عَليَّ ظِنَّةً
أَي أَضمرها وأَنشد بيت لبيد والخَمَرُ بالتحريك ما واراك من الشجر والجبال ونحوها
يقال توارى الصيدُ عني في خَمَرِ الوادي وخَمَرُه ما واراه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ
من حبال الرمل أَو غيره ومنه قولهم دخل فلان في خُمارِ الناسِ أَي فيما يواريه
ويستره منهم وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ انطلقت أَنا وفلان نلتمس الخَمَر هو
بالتحريك كل ما سترك من شجر أَو بناءِ أَو غيره ومنه حديث أَبي قتادة فابْغِنَا
مَكاناً خَمَراً أَي ساتراً بتكاثف شجره ومنه حديث الدجال حتى تَنْتَهُوا إِلى جبل
الخَمَرِ قال ابن الأَثير هكذا يروى بالفتح يعني الشجر الملتف وفسر في الحديث أَنه
جبل بيت المقدس لكثرة شجرة ومنه حديث سلمان أَنه كتب إِلى أَبي الدرداء يا أَخي
إِن بَعُدَتِ الدار من الدار فإِن الرُّوح من الرُّوح قَريبٌ وطَيْرُ السماءٍ على
أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض يقع الأَرْفَهُ الأَخصبُ يريد أَن وطنه أَرفق به وأَرفه له
فلا يفارقه وكان أَبو الدرداء كتب إِليه يدعوه إِلى الأَرض المقدسة زوفي حديث أَبي
إِدريس الخَوْلانِيِّ قال دخلت المسجد والناس أَخْمَرُ ما كانوا أَي أَوْفَرُ
ويقال دخل في خَمَار الناس
( * قوله « في خمار الناس » بضم الخاء وفتحها كما في القاموس ) أَي في دهمائهم قال
ابن الأَثير ويروى بالجيم ومنه حديث أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ أَكون في خَمَارِ الناس
أَي في زحمتهم حيث أَخْفَى ولا أُعْرَفُ وقد خَمِرَ عني يَخْمَرُ خَمَراً أَي خفي
وتوارى فهو خَمِرٌ وأَخْمَرَتْه الأَرضُ عني مني وعَلَيَّ وارته وأَخْمَرَ القومُ
تَوارَوْا بالخَمَرِ ويقال للرجل إِذا خَتَلَ صاحبه هو يَدِبُّ
( * قوله « يدب إلخ » ذكره الميداني في مجمع الأَمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف
وبما انخفض من الأَرض عن ابن الأَعرابي والخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل ثم قال
يضرب للرجل يختل صاحبه وذكر هذا المثل أَيضاً اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي
وضبطوه بوزن سماء ) له الضَّراءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ ومكان خَمِرٌ كثير الخَمَرِ
على النسب حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد لضباب بن واقد الطُّهَوِيِّ وجَرَّ المَخاضُ
عَثَانِينَها إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ وأَخْمَرَتِ الأَرضُ كثر خَمَرُها
ومكان خَمِرٌ إِذا كان كثير الخَمَرِ والخَمَرُ وَهْدَةٌ يختفي فيها الذئب وأَنشد
فقد جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِيقِ وقول طرفة سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ
فَأَبْتَغِي به جِيرَتي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ قال ابن سيده معناه إِن لم
يُبَيِّنُوا لِيَ الخبرَ ويروى يُخَلُّوا فإِذا كان كذلك كان الخَمَرُ ههنا الشجر
بعينه يقول إِن لم يخلوا لي الشجر أَرعاها بإِبلي هجوتهم فكان هجائي لم سمّاً
ويروى سأَحلب عَيْساً وهو ماء الفحل ويزعمون أَنه سم ومنه الحديث مَلِّكْهُ على
عُرْبِهِمْ وخُمُورِهِمْ قال ابن الأَثير أَي أَهل القرى لأَنهم مغلوبون مغمورون
بما عليهم من الخراج والكُلَفِ والأَثقال وقال كذا شرحه أَبو موسى وخَمَرُ الناس
وخَمَرَتُهُمْ وخَمَارُهم وخُمَارُهم جماعتهم وكثرتهم لغةٌ في غَمار الناس
وغُمارهم أَي في زَحْمتهم يقال دخلت في خَمْرتهم وغَمْرتهم أَي في جماعتهم وكثرتهم
والخِمَارُ للمرأَة وهو النَّصِيفُ وقيل الخمار ما تغطي به المرأَة رأَْسها وجمعه
أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ وخُمُرٌ والخِمِرُّ بكسر الخاء والميم وتشديد الراء لغة في
الخمار عن ثعلب وأَنشد ثم أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ والخِمْرَةُ من الخِمار
كاللِّحْفَةِ من اللِّحَافِ يقال إِنها لحسنة الخِمْرَةِ وفي المثل إِنَّ
الْعَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَي إِن المرأَة المجرّبة لا تُعَلَّمُ كيف
تفعل وتَخَمَّرَتْ بالخِمار واخْتَمَرَتْ لَبِسَتْه وخَمَّرَتْ به رأْسَها غَطَّتْه
وفي حديث أُم سلمة أَنه كان يمسح على الخُفِّ والخِمار أَرادت بالخمار العمامة
لأَن الرجل يغطي بها رأْسه كما أَن المرأَة تغطيه بخمارها وذلك إِذا كان قد
اعْتَمَّ عِمَّةَ العرب فأَرادها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير
كالخفين غير أَنه يحتاج إِلى مسح القليل من الرأْس ثم يمسح على العمامة بدل
الاستيعاب ومنه قول عمر رضي الله عنه لمعاوية ما أَشبه عَيْنَك بِخِمْرَةِ هِنْدٍ
الخمرةُ هيئة الاختمار وكل مغطًّى مُخَمَّرٌ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أَنه قال خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ قال أَبو عمرو التخمير التغطية وفي رواية
خَمِّرُوا الإِناء وأَوْكُوا السِّقَاءَ ومنه الحديث أَنه أُتِيَ بإِناءِ من
لَبَنِ فقال هلاَّ خَمَّرْتَه ولو بعود تَعْرِضُه عليه والمُخَمَّرَةُ من الشياه
البيضاءُ الرأْسِ وقيل هي النعجة السوداء ورأْسها أَبيض مثل الرَّخْماءِ مشتق من
خِمار المرأَة قال أَبو زيد إِذا ابيض رأْس النعجة من بين جسدها فهيمُخَمَّرة
ورَخْماءُ وقال الليث هي المختمرة من الضأْن والمِعْزَى وفرس مُخَمَّرٌ أَبيضٌ
الرأْس وسائر لونه ما كان ويقال ما شَمَّ خِمارَكَ أَي ما أَصابَكَ يقال ذلك للرجل
إِذا تغير عما كان عليه وخَمِرَ عليه خَمَراً وأَخْمَرَ حَقَدَ وخَمَرَ الرجلَ
يَخْمِرُهُ استحيا منه والخَمَرُ أَن تُخْرَزَ ناحيتا أَديم المَزَادَة ثم
تُعَلَّى بِخَرْزٍ آخَر والخُمْرَةُ حصيرة أَو سَجَّادَةٌ صغيرة تنسج من سَعَفِ
النخل وتُرَمَّلُ بالخيوط وقيل حصيرة أَصغر من المُصَلَّى وقيل الخُمْرَة الحصير
الصغير الذي يسجد عليه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد على
الخُمْرَةِ وهو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من السَّعَفِ قال الزجاج سميت
خُمْرة لأَنها تستر الوجه من الأَرض وفي حديث أُم سلمة قال لها وهي حائض ناوليني
الخُمْرَةَ وهي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أَو نسيجة خوص
ونحوه من النبات قال ولا تكون خمرة إِلاَّ في هذا المقدار وسميت خمرة لأَن خيوطها
مستورة بسعفها قال ابن الأَثير وقد تكررت في الحديث وهكذا فسرت وقد جاء في سنن
أَبي داود عن ابن عباس قال جاءت فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِيلَة فجاءتْ بها
فأَلقتها بين يدي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الخُمْرَةِ التي كان قاعداً
عليها فأَحرقت منها مثل موضع درهم قال وهذا صريح في إِطلاق الخُمْرَةِ على الكبير
من نوعها قال وقيل العجين اختمر لأَن فطورته قد غطاها الخَمَرُ وهو الاختمار ويقال
قد خَمَرْتُ العجين وأَخْمَرْته وفَطَرْتُه وأَفْطَرْتُه قال وسمي الخَمْرُ
خَمْراً لأَنه يغطي العقل ويقال لكل ما يستر من شجر أَو غيره خَمَرٌ وما ستره من
شجر خاصة فهو الضَّرَاءُ والخُمْرَةُ الوَرْسُ وأَشياء من الطيب تَطْلي به المرأَة
وجهها ليحسن لونها وقد تَخَمَّرَتْ وهي لغة في الغُمْرَةِ والخُمْرَةُ بِزْزُ
العَكَابِرِ
( * قوله « العكابر » كذا بالأَصل ولعله الكعابر ) التي تكون في عيدان الشجر
واسْتَخْمَر الرجلَ استعبده ومنه حديث معاذ من اسْتَخْمَرَ قوماً أَوَّلُهُمْ
أَحْرارٌ وجِيرانٌ مستضعفون فله ما قَصَرَ في بيته قال أَبو عبيد كان ابن المبارك
يقول في قوله من استخمر قوماً أَي استعبدهم بلغة أَهل اليمن يقول أَخذهم قهراً
وتملك عليهم يقول فما وَهَبَ المَلِكُ من هؤلاء لرجل فَقَصَرَهُ الرجل في بيته أَي
احتبسه واختاره واستجراه في خدمته حتى جاء الإِسلام وهو عنده عبد فهو له ابن
الأَعرابي المُخامَرَةُ أَن يبيع الرجل غلاماً حُرّاً على أَنه عبده قال أَبو
منصور وقول معاذ من هذا أُخذ أَراد من استعبد قوماً في الجاهلية ثم جاء الإِسلام
فله ما حازه في بيته لا يخرج من يده وقوله وجيران مستضعفون أَراد ربما استجار به
قوم أَو جاوروه فاستضعفهم واستعبدهم فلذلك لا يخرجون من يده وهذا مبني على إِقرار
الناس على ما في أَيديهم وأَخْمَرَهُ الشيءَ أَعطاه إِياه أَو مَلَّكَهُ قال محمد
بن كثير هذا كلام عندنا معروف باليمن لا يكاد يُتكلم بغيره يقول الرجل أَخْمِرني
كذا وكذا أَي أَعطنيه هبة لي ملكني إِياه ونحو هذا وأَخْمَر الشيءَ أَغفله عن ابن
الأَعرابي واليَخْمُورُ الأَجْوَفُ المضطرب من كل شيء واليَخْمُورُ أَيضاً الودع
واحدته يَخْمُورَةٌ ومِخْمَرٌ وخُمَيْرٌ اسمان وذو الخِمَار اسم فرس الزبير بن
العوّام شهد عليه يوم الجمل وباخَمْرَى موضع بالبادية وبها قبر إِبراهيم
( * قوله « وبها قبر إِبراهيم إلخ » عبارة القاموس وشرحه بها قبر إِبراهيم بن
عبدالله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط الشهيد ابن علي إلخ ثم قال خرج أي
بالبصرة سنة ؟ ؟ وبايعه وجوه الناس وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك أَبو جعفر
المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد إبراهيم وحمل رأسه إلى مصر
اه باختصار ) بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أَبي طالب عليهم السلام
معنى
في قاموس معاجم
الشَّرْبُ مصدر
شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ابن سيده شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً
وشُرْباً وشِرْباً ومنه قوله تعالى فشارِبون عليه من الحَميمِ فشارِبون شُرْبَ
الهِيمِ بالوجوه الثلاثة قال سعيد بن يحيى الأُموي سمعت أَبا جريج يقرأُ فشارِبون
شَرْبَ ا
الشَّرْبُ مصدر
شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً ابن سيده شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً
وشُرْباً وشِرْباً ومنه قوله تعالى فشارِبون عليه من الحَميمِ فشارِبون شُرْبَ
الهِيمِ بالوجوه الثلاثة قال سعيد بن يحيى الأُموي سمعت أَبا جريج يقرأُ فشارِبون
شَرْبَ الهِيمِ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد فقال وليست كذلك إِنما هي شُرْب الهِيمِ
قال الفراء وسائر القراء يرفعون الشين وفي حديث أَيّامِ التَّشْريق إِنها أَيامُ
أَكل وشُربٍ يُروى بالضم والفتح وهما بمعنى والفتح أَقل اللغتين وبها قرأَ أَبو
عمرو شَرْب الهِيمِ يريد أَنها أَيام لا يجوز صَومُها وقال أَبو عبيدة الشَّرْبُ
بالفتح مصدر وبالخفض والرفع اسمان من شَرِبْتُ والتَّشْرابُ الشُّرْبُ فأَما قول
أَبي ذؤيب
شَرِبنَ بماءِ البحرِ ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتى حَبَشِيَّاتٍ لَهُنَّ نئِيجُ ( 1 )
( 1 قوله « متى حبشيات » هو كذلك في غير نسخة من المحكم )
فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر ثم تَصَعَّدْنَ فأَمْطَرْن
ورَوَّيْنَ والباء في قوله بماء البحر زائدة إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر قال ابن
جني هذا هو الظاهر من الحالِ والعُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ قال وقال بعضهم شَرِبنَ مِن
ماء البحر فأَوْقَع الباء مَوْقِعَ من قال وعندي أَنه لما كان شَرِبنَ في معنى
رَوِينَ وكان رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ ومثله كثير منه
ما مَضَى ومنه ما [ ص 488 ] سيأْتي فلا تَسْتَوْحِش منه والاسم الشِّرْبةُ عن اللحياني
وقيل الشَّرْبُ المصدر والشِّرْبُ الاسم والشِّرْبُ الماء والجمع أَشرابٌ
والشَّرْبةُ من الماءِ ما يُشْرَبُ مَرَّةً والشَّرْبةُ أَيضاً المرةُ الواحدة من
الشُّرْبِ والشِّرْبُ الحَظُّ من الماءِ بالكسر وفي المثل آخِرُها أَقَلُّها
شِرْباً وأَصلُهُ في سَقْيِ الإِبل لأَنَّ آخِرَها يرد وقد نُزِفَ الحوْضُ وقيل
الشِّرْبُ هو وقتُ الشُّرْبِ قال أَبو زيد الشِّرْبُ المَوْرِد وجمعه أَشْرابٌ قال
والمَشْرَبُ الماء نَفسُه والشَّرابُ ما شُرِب من أَيِّ نوْعٍ كان وعلى أَيّ حال
كان وقال أَبو حنيفة الشَّرابُ والشَّرُوبُ والشَّرِيبُ واحد يَرْفَع ذلك إِلى
أَبي زيد ورَجلٌ شارِبٌ وشَرُوبٌ وشَرّابٌ وشِرِّيبٌ مُولَع بالشَّرابِ كخِمِّيرٍ
التهذيب الشَّرِيبُ المُولَع بالشَّراب والشَّرَّابُ الكثيرُ الشُّرْبِ ورجل
شَروبٌ شديدُ الشُّرْب وفي الحديث مَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدنيا لم يَشْرَبها في
الآخرة قال ابن الأَثير هذا من باب التَّعْلِيقِ في البيان أَراد أَنه لم يَدْخُلِ
الجنَّةَ لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ فإِذا لم يَشْرَبْها في الآخرة لم
يَكن قد دَخَلَ
الجنةَ والشَّرْبُ والشُّرُوبُ القَوم يَشْرَبُون ويجْتَمعون على الشَّراب قال ابن
سيده فأَما الشَّرْبُ فاسم لجمع شارِب كرَكْبٍ ورَجْلٍ وقيل هو جمع وأَما الشُّروب
عندي فجمع شاربٍ كشاهدٍ وشُهودٍ وجعله ابن الأَعرابي جمع شَرْبٍ قال وهو خطأٌ قال
وهذا ممَّا يَضِيقُ عنه عِلْمُه لجهله بالنحو قال الأَعشى
هو الواهِبُ المُسْمِعاتِ الشُّرُو ... بَ بَين الحَريرِ وبَينَ الكَتَنْ
وقوله أَنشده ثعلب
يَحْسَبُ أَطْمَاري عَليَّ جُلُبا ... مِثلَ المَنادِيلِ تُعاطَى الأَشرُبا ( 1 )
( 1 قوله « جلبا » كذا ضبط بضمتين في نسخة من المحكم )
يكون جمع شَرْبٍ كقول الأَعشى
لها أَرَجٌ في البَيْتِ عالٍ كأَنما ... أَلمَّ بهِ مِن تَجْرِ دارِينَ أَرْكُبُ
فأَرْكُبٌ جمع رَكْبٍ ويكون جمع شَارِبٍ وراكِبٍ وكلاهما نادر لأَنَّ سيبويه لم
يذكر أَن فاعلاً قد يُكَسَّر على أَفْعُلٍ وفي حديث علي وحمزة رضي اللّه عنهما وهو
في هذا البيت في شَرْبٍ من الأَنصار الشَّرْبُ بفتح الشين وسكون الراء الجماعة
يَشْرَبُونَ الخمْر التهذيب ابن السكيت الشِّرْبُ الماءُ بعَينهِ يُشْرَبُ
والشِّرْبُ النَّصِيبُ من الماء والشَّرِيبةُ من الغنم التي تُصْدِرُها إِذا
رَوِيَتْ فتَتْبَعُها الغَنمُ هذه في الصحاح وفي بعض النسخ حاشيةٌ الصواب
السَّريبةُ بالسين المهملة وشارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً وشِراباً شَرِبَ معه وهو
شَرِيبي قال
رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ ... شِرابُه كالحَزِّ بالمَواسي
والشَّرِيبُ صاحِبُكَ الذي يُشارِبُكَ ويُورِدُ إِبلَه معَكَ وهو شَرِيبُك قال
الراجز [ ص 489 ] إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ فخلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ
وبه فسر ابن الأَعرابي قوله رُبَّ شَرِيب لك ذي حُساس قال الشَّرِيبُ هنا الذي
يُسْقَى مَعَك والحُساسُ الشُّؤْم والقَتْلُ يقول انتِظارُك إِيَّاه على الحوضِ
قَتْلٌ لك ولإِبلِك قال وأَما نحن ففَسَّرْنا الحُساسَ هنا بأَنه الأَذَى والسَّوْرةُ
في الشَّراب وهو شَرِيبٌ فَعِيلٌ بمعنى مُفاعِل مثل نَديم وأَكِيل وأَشْرَبَ
الإِبِلَ فَشرِبَتْ وأَشْرَبَ الإِبل حتى شَرِبَتْ وأَشْرَبْنَا نحن رَوِيَتْ
إِبلُنا وأَشْرَبْنا عَطِشْنا أَو عَطِشَت إِبلُنا وقوله اسْقِنِي فإِنَّنِي
مُشْرِب رواه ابن الأَعرابي وفسره بأَنَّ معناه عطشان يعني نفسه أَو إِبله قال
ويروى فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قد وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ التهذيب المُشْرِبُ العَطْشان
يقال اسْقِنِي فإِنِّي مُشْرِب والمُشْرِبُ الرجُل الذي قد عَطِشَت إِبلُه أَيضاً
قال وهذا قول ابن الأَعرابي قال وقال غيره رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله ورجل
مُشرِبٌ حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ قال وهذا عنده من الأَضداد والمَشْرَبُ الماء
الذي يُشْرَبُ والمَشْرَبةُ كالمَشْرَعةِ وفي الحديث مَلْعُونٌ ملعونٌ مَن أَحاطَ
على مَشْرَبةٍ المَشْرَبة بفتح الراءِ من غير ضم الموضع الذي يُشْرَبُ منه
كالمَشْرَعةِ ويريد بالإِحاطة تَملُّكَه ومنعَ غيره منه والمَشْرَبُ الوجهُ الذي
يُشْرَبُ منه ويكون موضعاً ويكون مصدراً وأَنشد
ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامي كأَنه ... خَصِيٌّ أَتَى للماءِ مِنْ غَيْرِ
مَشْرَبِ
أَي من غير وجه الشُّرْب والمَشْرَبُ شَرِيعةُ النَّهر والمَشْرَبُ المَشْروبُ
نفسُه والشَّرابُ اسم لما يُشْرَبُ وكلُّ شيء لا يُمْضَغُ فإِنه يقال فيه يُشْرَبُ
والشَّرُوبُ ما شُرِبَ والماء الشَّرُوب والشَّريبُ الذي بَيْنَ العَذْبِ والمِلْح
وقيل الشَّروب الذي فيه شيء من عُذوبةٍ وقد يَشْرَبُه الناس على ما فيه
والشَّرِيبُ دونه في العُذوبةِ وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند ضرورة وقد
تَشْرَبُه البهائم وقيل الشَّرِيبُ العَذْبُ وقيل الماء الشَّرُوب الذي يُشْرَبُ
والمأْجُ المِلْحُ قال ابن هرمة
فإِنَّكَ بالقَرِيحةِ عامَ تُمْهى ... شَروبُ الماء ثم تَعُودُ مَأْجا
قال هكذا أَنشده أَبو عبيد بالقَرِيحة والصواب كالقَرِيحةِ التهذيب أَبو زيد الماء
الشَّريبُ الذي ليس فيه عُذوبةٌ وقد يَشْرَبُه الناسُ على ما فيه والشَّرُوبُ
دُونهُ في العُذوبةِ وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند الضَّرُورة وقال الليث ماء
شَرِيبٌ وشَرُوب فيه مَرارةٌ ومُلُوحة ولم يمتنع من الشُّرْب وماء شَرُوبٌ وماء
طَعِيمٌ بمعنى واحد وفي حديث الشورى جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ
الشَّرُوبُ من الماءِ الذي لا يُشْرَب إِلاّ عند الضرورة يستوي فيه المذكر
والمؤَنث ولهذا وصف به الجُرْعةَ ضرب الحديث [ ص 490 ] مثلاً لرجلين أَحدهما
أَدْوَنُ وأَنفعُ والآخر أَرفعُ وأَضرُّ وماءٌ مُشْرِبٌ كَشَروبٍ ويقال في صِفَةِ
بَعِيرٍ نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذا يقول يكتفي إِلى منزله الذي يريدُ
بشَرْبةٍ واحدة لا يَحْتاجُ إِلى أُخرى وتقول شَرَّبَ مالي وأَكَّلَه أَي أَطْعَمه
الناسَ وسَقاهُم به وظَلَّ مالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كيف شاءَ ورجل
أُكَلةٌ وشُرَبةٌ مثال هُمَزةٍ كثير الأَكل والشُّرب عن ابن السكيت ورجلٌ شَرُوبٌ
شديدُ الشُّرْبِ وقومٌ شُرُبٌ وشُرَّبٌ ويومٌ ذو شَرَبةٍ شديدُ الحَرِّ يُشْرَبُ
فيه الماءُ أَكثر مما يُشْرَب على هذا الآخر وقال اللحياني لم تَزَلْ به شَرَبَةٌ
هذا اليومَ أَي عَطَشٌ التهذيب جاءَت الإِبل وبها شَرَبةٌ أَي عطَش وقد اشْتَدَّتْ
شَرَبَتُها وقال أَبو حنيفة قال أَبو عمرو إِنه لذو شَرَبةٍ إِذا كان كثير الشُّرب
وطَعامٌ مَشْرَبةٌ يُشْرَبُ عليه الماء كثيراً كما قالوا شَرابٌ مَسْفَهةٌ وطَعامٌ
ذو شَرَبة إِذا كان لا يُرْوَى فيه من الماءِ والمِشْرَبةُ بالكسر إِناءٌ يُشْرَبُ
فيه والشَّارِبةُ القوم الذين مسكنهم على ضَفَّة النهر وهم الذين لهم ماء ذلك
النهر والشَّرَبةُ عَطَشُ المالِ بعدَ الجَزءِ لأَنَّ ذلك يَدْعُوها إِلى الشُّرْب
والشَّرَبةُ بالتحريك كالحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ والشجرة ويُمْلأُ ماء
فيكون رَيَّها فَتَتَرَوَّى منه والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ قال زهير
يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ ماؤها طَحِلٌ ... على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ
والغَرَقا
وأَنشد ابن الأَعرابي مِثْلُ النَّخِيلِ يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُ وفي حديث عمر
رضي اللّه عنه اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ فادْلُكْ رأْسَك حتى
تُنَقِّيَه الشَّرَبة بفتح الراءِ حَوْضٌ يكون في أَصل النخلة وحَوْلَها يُمْلأُ
ماء لِتَشْرَبه ومنه حديث جابر رضي اللّه عنه أَتانا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه
وسلم فَعَدَلَ إِلى الرَّبِيع فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ إِلى الشَّرَبةِ الرَّبِيعُ
النهرُ وفي حديث لَقِيطٍ ثم أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْبةٌ واحدة قال القتيبي إِن
كان بالسكون فإِنه أَرادأَن الماء قد كثر فمن حيث أَردت أَن تشرب شربت ويروى
بالياءِ تحتها نقطتان وهو مذكور في موضعه والشَّرَبةُ كُرْدُ الدَّبْرَةِ وهي
المِسْقاةُ والجمع من كل ذلك شَرَباتٌ وشَرَبٌ وشَرَّبَ الأَرضَ والنَّخلَ جَعَلَ
لها شَرَباتٍ وأَنشد أَبو حنيفة في صفة نخل
مِنَ الغُلْبِ مِن عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ لِلنَّواضِحِ
بِئْرُها
وكلُّ ذلك من الشُّرْب والشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ وقيل الشَّوارِبُ
عُروقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ الماء وقيل هي عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالحُلْقوم
وأَسْفَلُها بالرِّئةِ ويقال بَل مُؤَخَّرُها إِلى الوَتِين ولها قَصَبٌ منه
يَخْرُج الصَّوْت وقيل الشَّوارِبُ مَجاري الماء في العُنُقِ وقيل شَوارِبُ
الفَرَسِ [ ص 491 ] ناحِيةُ أَوْداجِه حيث يُوَدِّجُ البَيْطارُ واحِدُها في
التقدير شارِبٌ وحِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ مِن هذا أَي شَديدُ النَّهِيقِ
الأَصمعي في قول أَبي ذؤَيب
صَخِبُ الشَّوارِب لا يَزالُ كأَنَّه ... عَبْدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ
قال الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ وإِنما يريد كَثرةَ نُهاقِه وقال ابن
دريد هي عُرُوقُ باطِن الحَلْقِ والشَّوارِبُ عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُومِ
يقال فيها يَقَعُ الشَّرَقُ ويقال بل هي عُرُوق تأْخذ الماء ومنها يَخْرُج
الرِّيقُ ابن الأَعرابي الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في العين قال أَبو منصور
أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِيَ الماءِ في العين التي تَفُور في الأَرض لا مَجارِيَ
ماءِ عين الرأْس والمَشْرَبةُ أَرضٌ لَيِّنةٌ لا يَزالُ فيها نَبْتٌ أَخْضَرُ
رَيّانُ والمَشْرَبةُ والمَشْرُبَةُ بالفتح والضم الغُرْفةُ سيبويه وهي
المَشْرَبةُ جعلوه اسماً كالغُرْفةِ وقيل هي كالصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفةِ
والمَشارِبُ العَلاليُّ وهو في شعر الأَعشى وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه
وسلم كان في مَشْرَبةٍ له أَي كان في غُرْفةٍ قال وجمعها مَشْرَباتٌ ومَشارِبُ
والشارِبانِ ما سالَ على الفَم من الشَّعر وقيل إِنما هو الشَّارِبُ والتثنية خطأٌ
والشَّارِبان ما طالَ مِن ناحِيةِ السَّبَلةِ وبعضهم يُسمِّي السَّبَلةَ كلَّها
شارِباً واحداً وليس بصواب والجمع شَوارِبُ قال اللحياني وقالوا إِنه لَعَظِيمُ
الشَّواربِ قال وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ منه شارِباً ثم
جُمِع على هذا وقد طَرَّ شارِبُ الغُلامِ وهما شارِبانِ التهذيب الشارِبانِ ما
طالَ من ناحِيةِ السَّبَلةِ وبذلك سُمِّي شارِبا السيفِ وشارِبا السيفِ ما اكْتَنَفَ
الشَّفْرةَ وهو من ذلك ابن شميل الشارِبانِ في السيفِ أَسْفَلَ القائِم أَنْفانِ
طَويلانِ أَحدُهما من هذا الجانب والآخَرُ من هذا الجانِب والغاشِيةُ ما تحتَ
الشَّارِبَين والشارِبُ والغاشِيةُ يكونان من حديدٍ وفِضَّةٍ وأَدَمٍ وأَشْرَبَ
اللَّونَ أَشْبَعَه وكلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر فقد أُشْرِبَه وقد اشْرابَّ
على مِثالِ اشْهابَّ والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ في الثوبِ والثوبُ يَتَشَرَّبُه أَي
يَتَنَشَّفُه والإِشْرابُ لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَونٍ يقال أُشْرِبَ الأَبيضُ
حُمْرةً أَي عَلاه ذلك وفيه شُرْبةٌ من حُمْرَةٍ أَي إِشْرابٌ ورجُل مُشْرَبٌ
حُمْرةً وإِنه لَمَسْقِيُّ الدَّم مثله وفيه شُرْبةٌ من الحُمْرةِ إِذا كان
مُشْرَباً حُمْرَةً وفي صفته صلى اللّه عليه وسلم أَبيضُ مُشْرَبٌ حُمرةً
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) شرب الشَّرْبُ مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ
شَرْباً وشُرْباً ابن سيده الإِشْرابُ خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ كأَنَّ أَحد
اللَّوْنَينِ سُقِيَ اللونَ الآخَرَ يقال بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مخففاً وإِذا
شُدّد كان للتكثير والمبالغة ويقال أَيضاً عنده شُرْبةٌ من ماءٍ أَي مِقدارُ
الرِّيِّ ومثله الحُسْوةُ والغُرْفةُ واللُّقْمةُ وأُشْرِبَ فلان حُبَّ فلانةَ أَي
خالَطَ قَلْبَه وأُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّةَ هذا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ وفي
التنزيل العزيز وأُشْرِبُوا في قُلوبِهِم العِجْلَ أَي حُبَّ العِجْلِ فحذَف
المضافَ وأَقامَ المضافَ [ ص 492 ] إِليه مُقامَه ولا يجوز أَن يكون العِجْلُ هو
المُشْرَبَ لأَنَّ العِجْل لا يَشْرَبُه القَلْبُ وقد أُشْرِبَ في قَلْبِه حُبّه
أَي خالَطَه وقال الزجاج وأُشْرِبُوا في قُلوبِهم العِجْلَ بكُفْرِهم قال معناه
سُقُو حُبَّ العِجْلِ فحذف حُبَّ وأُقِيمَ العِجْلُ مُقامَه كما قال الشاعر
وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلالَتُه كأَبي مَرْحَبِ ؟
أَي كَخلالةِ أَبي مَرْحَبٍ والثَّوْب يَتَشرَّبُ الصِّبْغَ يَتَنَشَّفُه
وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه سَرَى واسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً اشْتَدَّت
حُمْرَتُها وذلك إِذا كانت من الشِّرْبانِ حكاه أَبو حنيفة قال بعض النحويين من
المُشْرَبةِ حُروف يخرج معها عند الوُقوفِ عليها نحو النفخ إِلاَّ أَنها لم
تُضْغَطْ ضَغْطَ المَحْقُورَةِ وهي الزاي والظاءُ والذال والضاد قال سيبويه وبعضُ
العرب أَشَدُّ تصويباً من بعض وأُشْرِبَ الزَّرْعُ جَرى فيه الدَّقيقُ وكذلك
أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقَ عَدَّاه أَبو حنيفة سماعاً من العرب أَو الرُّواة
ويقال للزرع إِذا خرج قَصَبُه قد شَرِبَ الزرعُ في القَصَبِ وشَرَّبَ قَصَبُ
الزرعِ إِذا صارَ الماءُ فيه ابن الأَعرابي الشُّرْبُبُ الغَمْلى من النبات وفي
حديث أُحد انَّ المشركين نزلوا على زَرْعِ أَهلِ المدينةِ وخَلَّوا فيه ظَهْرهم
وقد شُرِّبَ الزرعُ الدَّقيقَ وفي رواية شَرِبَ الزرعُ الدقيقَ وهو كناية عن
اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع وقُرْبِ إِدْراكِه يقال شَرَّبَ قَصَبُ الزرع إِذا صارَ
الماءُ فيه وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدَّقيقَ إِذا صارَ فيه طُعْمٌ والشُّرْبُ فيه
مستعارٌ كأَنَّ الدَّقِيقَ كان ماءً فَشَرِبَه وفي خديث الإِفك لقد سَمِعْتُموه
وأُشْرِبَتْه قُلوبُكم أَي سُقِيَتْهُ كما يُسْقَى العَطْشانُ الماء يقال شَرِبْتُ
الماءَ وأُشْرِبْتُه إِذا سُقِيتَه وأُشْرِبَ قَلْبُه كذا أَي حَلَّ مَحَلَّ
الشَّراب أَو اخْتَلَطَ به كَما يَخْتَلِطُ الصِّبغُ بالثوب وفي حديث أَبي بكر رضي
الله عنه وأُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ أَبو عبيد وشَرَّبَ القِرْبةَ بالشين
المعجمة إِذا كانت جديدة فجعل فيها طيباً وماء لِيَطِيبَ طَعْمُها قال القطامي يصف
الإِبل بكثرة أَلبانها
ذَوارِفُ عَيْنَيْها منَ الحَفْلِ بالضُّحَى ... سُجُومٌ كتَنْضاحِ الشِّنانِ
المُشَرَّب
هذا قول أَبي عبيد وتفسيره وقوله كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّبِ إِنما هو بالسين
المهملة قال ورواية أَبي عبيد خطأ وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ نَشِفَه وضَبَّةٌ
شَرُوبٌ تَشْتَهِي الفحل قال وأُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ وشَرِبَ بالرجل وأَشْرَبَ به
كَذَبَ عليه وتقول أَشْرَبْتَني ما لم أَشْرَبْ أَي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم
أَفْعَلْ والشَّرْبةُ النَّخْلة التي تَنبُتُ من النَّوى والجمع الشَّرَبَّاتُ
والشَّرائِبُ والشَّرابِيبُ ( 1 )
( 1 قوله « والجمع الشربَّات والشرائب والشرابيب » هذه الجموع الثلاثة إِنما هي
لشربة كجربة أَي بالفتح وشدّ الباء كما في التهذيب ومع ذلك فالسابق واللاحق لابن
سيده وهذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا يلتفت إلى من قلد
اللسان )
[ ص 493 ] وأَشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الحَبْلَ وَضَعَه في عُنُقها قال يا آلَ
وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ وأَشْرَبْتُ الخَيْلَ أَي جعلت الحِبالَ في
أَعْناقِها وأَنشد ثعلب
وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها ... بِقُرْح وقد أَلقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ
وأَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَي جَعَلْتُ لكل جَمَلٍ قَريناً ويقول أَحدهم لناقته
لأُشْرِبَنَّكِ الحِبالَ والنُّسُوع أَي لأَقْرُنَنَّكِ بها والشَّارِبُ الضَّعْفُ
في جميع الحيوان يقال في بعيرِك شارِبُ خَوَرٍ أَي ضَعْفٌ ونِعْم البعيرُ هذا لولا
أَن فيه شارِبَ خَوَرٍ أَي عِرقَ خَوَرٍ قال وشَرِبَ إِذا رَوِيَ وشَرِبَ إِذا
عَطِشَ وشَرِبَ إِذا ضَعُفَ بَعيرُه ويقال ما زالَ فلان على شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَي
على أَمرٍ واحد أَبو عمرو الشَّرْبُ الفهم وقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذا
فَهِمَ ويقال للبليد احْلُبْ ثم اشْرُبْ أَي ابْرُك ثم افْهَمْ وحَلَبَ إِذا
بَرَكَ وشَرِيبٌ وشُرَيْبٌ والشُّرَّيْبُ بالضم والشُّرْبُوبُ والشُّرْبُبُ كلها
مواضع والشُّرْبُبُ في شعر لبيد بالهاءِ قال هل تَعْرِفُ الدَّار بسَفْحِ
الشُّرْبُبَه ؟ والشُّرْبُبُ اسم وادٍ بعَيْنِه والشَّرَبَّةُ أَرض لَيِّنَة
تُنْبِتُ العُشْبَ وليس بها شجر قال زهير
وإِلاَّ فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى ... نُعَقِّر أُمّاتِ الرِّباع ونَيْسِرُ
وشَرَبَّةُ بتشديد الباءِ بغير تعريف موضع قال ساعدة بن جؤَية
بِشَرَبَّةٍ دَمِث الكَثِيبِ بدُورِه ... أَرْطًى يَعُوذُ به إِذا ما يُرْطَبُ
يُرْطَبُ يُبَلُّ وقال دَمِث الكَثِيب لأَنَّ الشُّرَبَّةَ موضع أَو مكان ليس في
الكلام فَعَلَّةٌ إِلاَّ هذا عن كراع وقد جاءَ له ثان وهو قولهم جَرَبَّةٌ وهو
مذكور في موضعه واشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ وإِلى الشيءِ اشْرِئْباباً مَدَّ عُنُقَه
إِليه وقيل هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا والاسم الشُّرَأْبِيبةُ بضم الشين من
اشْرَأَبَّ وقالت عائشة رضي اللّه عنها اشْرَأَبَّ النِّفاقُ وارْتَدَّت العربُ
قال أَبو عبيد اشْرَأَبَّ ارتفعَ وعلا وكلُّ رافِعٍ رأْسَه مُشْرَئِبٌّ وفي حديث
يُنادِي منادٍ يومَ القيامةِ يا أَهلَ الجنةِ ويا أَهلَ النار فيَشْرَئِبُّون
لصوته أَي يَرْفَعُون رؤُوسهم ليَنْظُروا إِليه وكلُّ رافع رأْسه مشرئبٌّ وأَنشد
لذي الرمة يصف الظَّبْيةَ ورَفْعَها رأْسَها
ذَكَرْتُكِ إِذْ مَرَّتْ بِنا أُمُّ شادِنٍ ... أَمامَ المَطايا تَشْرَئِبُّ
وتَسْنَحُ
قال اشْرأَبَّ مأْخوذ من المَشْرَبة وهي الغُرْفةُ