الخَمْرُ : ما أَسْكَرَ مادّتها موضوعة للتَّغْطيِة والمُخَالَطَةِ في سِتْرٍ كذا قالَه الرَّاغِب والصّاغانِيّ وغَيرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق وتَبِعَهم المُصَنِّف في البصائر . واختُلِف في حَيِقَتها فقِيل هي منْ عَصِيرِ العِنَب خَاصَّةً وهو مَذْهَب أَبِي حَنِفَة رَحِمه اللهُ تَعَالى والكُوفِيَّين مُرَاعَاةً لفِقْه اللَّغَة : أَو عَامٌّ أَي ما أُسْكَرَ من عَصِيرِ كُلِّ شَيْءِ لأَنَّ المَدَارَ على السُّكْر وغَيْبُوبة العَقْل وهو الذِي اختَاره الجَمَاهِير . وقال أَبو حَنِيفة الدِّينَوَرِيّ : وقد تكون الخَمْر من الحُبُوب . قال ابن سِيدَه وأَظُنُّه تَسمٌّحاً مِنْه لأَنَّ حَقِيقَة الخَمْر إِنَّمَا هي للعِنَب دون سائر لأَشْياءِ كالخَمْرَة بالهاءِ وقيل : إِنَّ الخَمْرة القِطْعَةُ مْنَها كما في المِصْبَاح وغَيْره فَهِيَ أَخَصُّ الأَعْرَفُ في الخَمْر التَّأْنِيث يقال : خَمْرةٌ صِرْف وقد يُذَكَّر وأَنْكر الأَصْمَعِيّ والعُمُومُ أَي كَوْنها عَصِيرَ كُلِّ شَيْءٍ يَحْصُلُ به السُّكْرُ أَصَحُّ على ما هو عِنْد الجُمْهُور لأَنَّهَا أَي الخَمْر حُرِّمَت وَمَا بالمِدينة المُشْرَّفة التي نَزَل التَّحْرِيم فيها خَمْرُ عِنبِ بل وَمَا كَانَ شَرابُهُم إِلاَّ من البُسْر والتَّمْر والبَلَح والرُّطَب كما في الأَحادِيث الصِّحاح التي أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ وغَيْرُه . فحدِيثُ ابْنِ عُمَر " حُرِّمَت الخَمْرُ وما بالمَدِينَة منها شَيْءٌ " وفي حدِيثُ أَنَسٍ " وما شَرابُهم يَوْمَئذٍ إِلاَّ الفَضِيحُ والبُسْرُ والتَّمْرُ " أَي ونَزَل تَحْرِيمُ الخَمْر التي كَانت مَوْجُودَةً مِنْ هذِه الأَشياءِ لا في خَمْرِ العِنَب خَاصَّةً . قال شَيْخُنَا : ولا ستِدْلال به وَحْده لا يَخْلُو عن نَظَر فتَأَمَّل . قلتُ : والبَحْثُ مَبْسُوط في الهِدايَة للإِمَام المرْغينَانّي وشَرْحِها للإِمام كَمالِ الدِّينِ بن الهُمَام في كِتَابِ الحُدُود لَيْس هذا مَحَلّه . واختُلِف في وَجْه تَسْمَيتِه فقيل لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل وتَسْتُرُه قال شيخُنَا : هو المَرْوِيّ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ومَالَ إِلَيْهكَثِيرُون واعْتَمَده أَكْثَرُ الأُصُولِيِّين . قُلتُ : الذي رُويَ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِي اللهُ عنه : " الخَمْر : ما خامَرَ العَقْلَ " . وهو في صحيح البُخَارِيّ كما سيأْتي أَو لأَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى أَدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ . والَّذي نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وغَيرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما نَصُّه : وسُمِّيَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِكَت فاخْتَمَرَت واخْتِمَارُهَا تَغَيُّر رِيحِها فلو اقْتَصَر المُصَنِّف على النَّصِّ الوارِد كان أَوْلَى أَو قَدَّم اخْتَمَرت على أَدْرَكَت لِيَكُون كالتَّفْسِير لَه وهو ظَاهِرٌ أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ أَي تُخَالِطُهُ وهو الَّذِي رُوِيَ في الحدِيث عن سَيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ونَصُّه : " الخَمْر ما خَامَرَ العَقْلَ " . وهو في البُخَارِيّ ونَقَله ابنُ الهُمام في شَرْح الهِدايَة وأَوردَه المُصَنِّفُ في البَصَائِر
وعِبَارَةُ المُحْكَم : الخَمْر : ما أَسْكَرِ من عَصِير العِنَب لأَنَّهَا خامَرَت العَقْلَ ثم قال بَعْدَه بِقَلِيل : والمُخامرةُ المُخَالَطَة . وفي المِصْبَاح : الخَمْرُ : اسمٌ لكلّ مُسْكِرٍ العَقْلَ . واخْتَمَرَت الخَمْرُ : أَدْرَكَتْ وغَلَت . العَرَب تُسَمِّي العِنَب خَمْراً . قال ابنُ سِيدَه : وأَظُنَّ ذلِك لكَوْنِهَا مِنْه حَكَاها أَبُو حَنِفَة . قال : وهي لُغَة يَمَانِيَة وقَالَ في قَوْلِه تَعَالى : " إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً " . إِنَّ الخَمْرَ هنا العِنَب . قال : وأُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِي الإِمْكَان أَنْ تَؤُولَ إِلَيْه فَكأَنَّه قال : أَرَانِي أَعْصِر عِنَباً . قال الراعي :
يُنَازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْق ... شِواءَ الطَّيْرِ والعَنِبَ الحَقِينَا . يُرِيدُ الخَمْر . وقال ابنُ عَرَفَة : " أَعْصِر خَمْراً " أَي أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ وإِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ به الخَمْرُ فلِذلِك قال : أَعْصِر خَمْراًقال أَبو حَنِفَة : وزعَم بَعْضُ الرُّوَاة أَنَّه رَأى يَمانِياً قد حَمَل عِنَباً فقال له : ما تَ حْمشل ؟ فقال : خَمْراً قسَمِّي العِنَب خَمْراً . والجَمْع خُمُورٌ وهي الخَمْرَة كتَمْرة وتَمْر وتُمُورٌ . وفي حَدِيث سَمْرَةَ : " أَنَّه باعَ خَمْراً فقال عُمَرُ : قاتَلَ اللهُ سَمَرةَ " . قال الخَطَّابِيّ : إِنَّما باع عَصِيراً ممن يَتَّخذُه خَمْراً فسَمَّاه باسْمِ ما يَؤُولُ إِليْه مَجَازاً فَلِهذا نَقَمَ عُمرُ رَضِي اللهُ عنه عَلَيْه لأَنَّه مَكْرُوهٌ . وأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرةُ باعَ خَمْراً فَلاَ لأَنَّه لا يَجْهَل تَحْرِيمه مع اشْتِهَاره فاتَّضَح لَكَ مِمَّا ذكرنا أَنَّ قولَ شَيْخِنا : هذا القَوْلُ غَرِيبٌ غَرِيبٌ . الخَمْر : السَّتْر خَمَرَ الشَّيْءَ يَخْمُره خَمْراً : سَتَرَه . الخَمْرُ : الكَتْمُ كالإِخْمارِ فِيهِما : يقال خَمَرَ الشيْءَ وأَخْمَرَ سَتَرَه . وخَمَرَ فُلانٌ الشَّهادةَ وأَخْمَرها : كَتَمها وهو مَجَاز . وفي الحَدِيثِ " لا تَجِدُ المُؤْمِنَ إِلاَّ في إِحْدَى ثَلاثٍ . في مَسجدٍ يَعْمُره أَو بَيْتٍ يَخْمُرُه أَو مَعيشَةٍ يُدَبِّرُها " . يَخْمُره أَي يَسْتُره ويَصْلِح من شَأْنِه . الخَمْر : سَقْيُ الخَمْرِ . يقال : خَمَرَ الرَّجلَ والدَّابَّةَ يَخْمُره خَمْراً : سَقَاه الخَمْرَ . عن أَبي عَمرو : الخَمْرُ : الاسْتِحْيَاءُ تقول : خَمَرتُ الرَّجلَ أَخْمُره استَحْيَيتَ منه . الخَمْرُ : تَرْكُ اسِتْمَال العَجِين والطِّين هكذا في النُّسَخ الطَّين بالنُّون ويقال الطِّيب بالباءِ كما في أُمَّهات الُّغَة ونَحْوِه . والَّذِي في المُحْكَم : ونَحْوِهما . وذلك إِذَا صَبَّ فيه المَاءَ وَتَرَكَه حتى يَجُودَ أَي يَطِيب كالتَّخْميرِ . والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ . يقال خَمَر العَجِينَ يَخْمُره ويَخْمِره خَمْراً وخَمَّرَه تَخْمِيراً وهو خَمِيرٌ ومُخَمَّر وقد اخْتَمَر الطِّيبُ والعَجِينُ وقيل : خَمَّرَ العَجِينَ : جَعَلَ فيه الخَمِيرَ . الخِمْرُ بالكَسْر : الغِمْرُ . الغَيْن لُغَة في الخاءِ وهو الحِقْد . وقد أَخْمَرَ . الخَمَرُ بالتَّحرِيك : ما وَارَاكَ من شَجَرٍ وغَيْرِه كالجَبَل وغَيْرِه . يقال : تَوَارَى الصَّيْدُ عنِّي في خَمَرِ الوَادِي . وخَمَرُه : ما وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَيْرِه . ومنه حديث سَهْل بنِ حُنَيف " انْطَلَقْتُ أَنَا وفُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ " . وفي حدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ " فابْغِنَا مكاناً خَمَراً " أَي ساتِراً يَتَكَاثَفُ شَجَرُهُ . في حَدِيث الدَّجَّال " حتى تَنْتَهُوا إِلى جَبَلِ الخَمَرِ " . قال ابنُ الأَثِير : هكذا يُرْوَى . يَعْنِي الشَّجَرَ المُلْتَفَّ وفُسَّر في الحدِيثِ أَنَّه جَبَلٌ بالقُدْسِ لكثرِة شَجَرِه . وفي حَدِيثِ سَلْمَانَ أَنَّه كَتَب إِلى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا . " يا أَخِي إِنْ بَعْدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيب وطَيْرُ السَّماءِ على أَرْفِهِ خَمَرِ الأَرْض يَقَع " . الأَرْفَهُ : الأَخْصَب . يُرِيد أَنَّ وَطَنه أَرْفَقُ به وأَرْفَه له فلا يُفَارِقُه . وكان أَبُو الدَّرْدَاءِ كَتَب إِلَيْه يَدْعُوه إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَة . قد خَمِرَ عَنِّي كَفِرَح يَخْمَر خَمَراً أَي خَفِيَ وتَوَارَى . وأَخْمَرَ القَومُ : تَوَارَوْا بالخَمَر . ويقال للِرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه : هو " يَدِبُّ له الضَّرّاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ " . يقال : أَخْمَرَتَه الأَرْضُ عَنِّي ومِنِّي وعَلَيَّ : وَارَتْهُ وسَتَرَتْهالخَمَر : جَمَاعَةُ النَّاسِ وكَثْرَتُهُم كخَمْرَتِهم بفَتْح فَسْكُون وخَمَارِهِم بالفَتْح ويُضَمُّ لُغَة في غَمَارِ النَّاس وغُمَارِهم . يقال : دَخَلْت في خَمْرَتِهم وغَمْرَتِهِم أَي في جَمَاعَتِهم وكَثْرَتِهم . الخَمَر : التَّغَيُّر عَمَّ كَانَ عَلْيْه ومنه المَثَل : " ما شَمَّ جِمَارَك " كما سَيَأْتِي قَرِيباً . الخَمَر : أَنْ تُخْرزَ نَاحِيَةُ وفي بَعْضِ النُّسَخ : ناحِيَتَا أَدِيمِ المَزَادَةِ وهو مُوافِقٌ لمَا في الأَمَّهاتِ وتُعَلَّى بخَرزٍ آخَرَ نقَلَه الصَّغانِيّ . الخَمِر كَكَتِفٍ : المَكَانُ الكَثِيرُ الخَمْرِ على النَّسَبِ حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِيّ :
وَجَرَّ المَخَاضُ عَثَانِينَها ... إِذا بَرَكَت بالمَكَان الخَمِرْ والخُمْرَةُ بالضَّمّ : ما خُمِّرَ فِيهِ . الطَّيبُ والعَجِين كالخَمِيرِ والخَمِيرَةِ وخُمْرَةِ العَجِين : ما يُجْعَل فيه من الخَمِيرةَ : وعن الكِسائِيّ : يقال : خَمَرْتُ العَجِينَ وفطَرْته وهي الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَل في العَجِين يُسَمّيها النَّاسُ الخَمِير وكذلك خُمْرَةُ النَّبِيذِ والطَّيبِ . وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخُبْزة خَمِيرٌ عن اللَّحْيَانِيّ كِلاهُما بغَيْر هاءٍ . الخُمْرَة : عَكَرُ النَّبِيذِ ودُرْدِيُّه . ويقال : صَلَّى فلانٌ على الخُمْرَة وهي حَصِيرَةٌ صَغِيرةَ تُنْسَج من السَّعَف أَي سَعَفِ النَّخْل وتُرَمَّل بالخُيُوطُ . وقال الزَّجَّاج : سُمِّيَت خَمْرَةً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ من الأَرْض وقال غَيْرُه : سُمِّيَت لأَنَّ خُيُوطَها مَسْتُورَةٌ بسَعَفِها . وقد تَكَرَّر ذِكْرُها في الحدِيث وهكذا فُسِّرَت . الخُمْرَةُ : الوَرْسُ . وأَشْيَاءُ مِنَ الطِّيب تَطَّلِى بِهَا أَي بِتِلْك الأَشْيَاءِ . وفي بَعْض الأُصول : بِه أَي بالوَرْس أَي بالمَجْمُوع مِنْه مع غَيْره المرأَةُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا . وفي الأُمَّهَات اللَّغَوِيَّة تَطْلِي بِه المَرأَةُ وَجْهَها وقد تخَمَّرت وهي لُغَة في الغُمْرَةِ . الخُمْرَةُ : ما خَمَامَرَك أَي خَالَطَك من الرِّيح كالخَمَرِةَ مُحَرَّكَةً الأَخِيرَة عن أَبي زَيْد قيل الخُمْرَة : الرَّائِحَةُ الطَّيَبَة يقال وَجَدْتُ خُمْرَةَ الطِّيب أَي رِيحَه ويُثَلَّثُ الكَسْر عن كُرَاع
الخُمْرَة : أَلَمُ الخَمْرش ويُوجَد في بَعْضِ النُّسَخ : أَلَمُ الحُمَّى وهو غَلَط وقيل : خُمْرَة الخَمْر : ما يُصِيبُك مِن صُدَاعها وأَذَاها جَمْعُه خُمَرٌ . قال الشاعِر
وقد أَصابَتْ حُمَيَّها مَقَاتِلَهُ ... فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ . كالخُمَار بالضَّمّ أَي الخُمْرة والخُمَار : مَا خَالَطَ مِنْ سُكْرِهَا . وقيل الخُمَار : بَقِيَّةُ السُّكْرِ . والمُخَمِّر كمُحَدِّث : مُتَّخِذُهَا . والخَمَّارُ : بائِعُهَا . واخْتِمَارُهَا إِدْراكُها وذلِك عِنْد تَغَيُّر رِيحِها الذي هو إِحْدَى عَلاَمَاتِ الإِدْرَاكِ وغَلَيَانُها . وفي المِصْبَاح : اخْتَمَرَت الخَمْرَةُ : أَدْرَكَت وغَلَت . والخِمَارُ للمَرْأَة بالكَسْرِ : النَّصِيفُ كالخِمِرِّ كطِمِرِّ الأَخِيرَة عن ثَعْلَب وأَنشد :
" ثم أَمَالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ . قِيل : كُلُّ ما سَتَرَ شَيْئاً فَهْو خِمَارُه ومنه خِمَارُ المَرْأَةِ تُغَطِّي به رَأْسَها ج أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ بضم فسكون وخُمُرٌ بضَمَّتَين . يقال : ما شَمَّ جِمَارَكَ ؟ أَي ما غَيَّرك عَنْ حالِك ومَا أَصابَك يقال ذِلك للِرّجُل إِذا تَغَيَّر عَمّا كان عَلَيْه . والخِمْرةُ منه أَي مِن الخِمَار كالِّحْفَةِ من اللّحافِ يقال : إِنّها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ . ومِنْه قَوْلُ عُمَرَ لمُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : " ما أَشْبَهَ عَيْنَكَ بخِمْرَة هِنْد " وهي هَيْئَة الاخْتِمار . منه المَثَل : " إِنَّ العَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ " . يُضْرب للمُجَرِّبِ العَارِفَ : أَي إِنَّ المرأَةَ المُجَرِّبة لا تُعَلَّم كَيْفَ تَفْعَلُالخِمْرة : وِعَاءُ بْزِرِ الكَعَابِرِ وفي بَعْض الأُصول : العَكَابر الَّتِي تَكُونُ في عِدَانِ الشَّجَرِ يقال : جاءَنا فلان على خِمْرَة بالكَسْر وَ على خَمَرٍ مُحَرَّكَةً أَي في سِرٍّ وغَفْلَةٍ وخُفْيَةٍ . قال ابنُ أَحْمَر :
مِن طَارِق أَتِي على خِمْرَةَ ... أَو حِسْبَةٍ تَنْفَع مَنْ يَعْتَبِرْ . فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ وقال : أَي على غَفْلَة مِنْك . وتَخَمَّرَتْ بِه أَي الخِمَار واخْتَمَرتْ : لَبِسَتْه وخَمَّرتْ به رَأْسَها : غَطَّتْه والتَّخْمِيرُ : التَّغْطِيَة . وكُلُّ مُغَطًّى ومُخَمَّرٌ . ورُوِىَ عن النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم أَنه قال " خَمِّرُوا آنِيَتَكُم " . قال أَبو عَمْرو : أَي غَطًّوا . وفي رِوَايَة " خَمَّروا الإِنَاءَ وأَوْكُوا السِّقَاءَ " . ومنه الحَدِيثُ " أَنَّه أَتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَن فقال : هَلاَّ خَمَّرتَه ولو بِعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْه " . وعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : " كان إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَه وأَخْفى عَطْسَتَه " . رَوَيْنَاه في الغَيْلانيّات
من المَجَاز : المُخْتَمِرَةُ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ . ونَصُّ اللَّيْث : المُخْتَمِرَةُ من الضَأْن والْمِعْزَي هِيَ التي ابيَضَّ رأْسُها من بَيْن سائِرِ جَسَدِهَا . وفي التَّهْذِيب والمُحْكَم قالوا : هي مِن الشِّيَاه : البَيْضَاءُ الرأْسِ . وقِيلَ : هي النَّعْجَةُ السَّوْدَاءُ ورَأْسُهَا أَبْيَضُ مثل الرَّخْماءِ مُشْتَقٌّ من خِمَارِ المَرْأَةِ
قال أَبو زَيْد : إِذَا ابيَضَّ رأْسُ النَّعْجَة من بَيْن جَسَدِها فهي مُخَمَّرةٌ ورَخْمَاءُ ومِثْلُه في الأَساس وغَيْره وكَذَا الفَرَسُ . يقال : فَرَسٌ مُخَمَّرٌ إِذا كانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وسَائِرُ لَوْنِه مَا كَانَ ولا يُقَال مُخْتَمِرٌ وهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ الذي في كلام المُصَنِّفِ أَوَّلاً هو المُخَمَّرةُ . خَمِرَ عليه خَمَراً و أَخْمَرَ : حَقَدَ وذَحَلَ . وأَخْمَرَ فُلاناً الْشَّيْءَ : أَعطاهُ أَو مَلَّكَهُ إِيّاه . قال مُحَمَّد ابنُ كَثِير : هذا كَلاَمٌ عِنْدَنَا مَعْرُوف باليَمَن لا يَكَاد يُتَكَلَّم بغَيْره . يَقُولُ الرَّجُلُ : أَخْمِرْنِي كَذَا وكَذَا أَي أَعْطِنيه هِبَةً لِي مَلَّكْني إِيَّاه ونَحْو هذا . أَخْمَرَ الشَّيْءَ : أَغَفَلَه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَخْمَرَ الأَمْرَ أَضْمَرَه قال لَبِيد :
" أَلِفْتُكِ حَتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّةًعَلَيَّ بَنُو أُمِّ البَنَينَ الأَكَابِرُوعبارة التَّهْذِيب : وأَخْمَر فُلاَنٌ عَلَيَّ ظِنَّةً أَي أَضْمَرَها وأَنْشَدَ بَيْتَ لبِيد . أَخْمَرَتِ الأَرْضُ : كَثُرَ خَمَرُهَا أَي شَجَرُهَا المُلْتَفُّ . يقال : أَخْمَرَ العَجِينَ وخَمَرَه إِذا خَمَّرَه كما يقال فَطَرَه وأَفْطَرَه . واليَخْمُورُ : الأَجْوَفُ المُضْطَرِبُ . من كُلّ شَيْءٍ . اليَخْمُور أَيْضاً : الوَدَعُ واحدته يَخْمُورَةٌ . ومِخْمَرٌ كمِنْبَرٍ : اسمٌ وكذا خُمَيْر كزُبَيْر . وخُمَيْرٌ كزُبَيْر أَيضاً : ماءٌ فوقَ صَعْدَةَ باليَمَن خُمَيْرُ بْنُ زِيَاد وخُمَيْر بنُ عَوْف بْنِ عَبْدِ عَوْف خُمَيْرٌ الَّرحَبِيُّ ويَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ . اليَزَنِيّ من أَهْلِ الشّام مُحَدِّثُونَ . الأَخِير ورَوَى عن أَبِيه وأَبُوه مِمَّن يَرْوِي عن ابْنِ عُمَرَ قالهَ الذَّهَبِيّ . وأَبُو خُمَيْرِ بْنُ مَالِكٍ : تابِعيٌّ . ويقال : خُمَيْرٌ أَبُو مَالِك يَرْوِي عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو وعنه عَبْدُ الكَرِيم ابنُ الحارِث . وخَارِجَةُ بن الخُمَيْر صَحابِيّ مَرَّ ذِكْره في الجِيمِ . خَمِيرٌ كأَمِير أَبُو الخَيْر خَمِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْد الذَّكْوانِيُّ سمِع من إِسماعِيلَ البَيْهَقِيِّ أَبو المَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ خَمِيرٍ الخُوَارَزْمِيّ حَدِّثَ بشَرْح السَّنَّة عن البَغَوِيّ . وبَلَدِيُّه صَاعِدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَمِير الخُوَارَزْميّ أَخَذ عَنْه العُلَيْميّ . وفاتَه : خَمِيرُ بنُ عَبْد الله الذُّهْلِيّ عن ابن داسَةَ . وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بنُ أَحْمد ابن خَمِير الخُوَرَازْميّ عن الأَصمّ . وأَبو العَلاءِ صاعِدُ بنُ يُوسفُ بن خَمِيرٍ خُوَارَزْمِيّ أَيضاً ضَبَطهم الزَّمَخْشَرِيّ مُحَدِّثُون . وذُو مِخْمَر كمِنْبَر أَو هو مِخْبَر بالبَاءِ المُوَحَّدة ابنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ مَلِك الحَبَشَة خَدَمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم حَدِيثُه عند الدَّمَشْقِيّين وكان الأَوزاعِيُّ يقول : هو بالمِيمِ لا غَيْر . وذَاتُ الخِمَارِ بالكَسْرِ : ع بِتِهَامَةَ نقله الصّغانِيّ
وذُو الخِمَار : لَقَبُ عَوْف بْن الرَّبِيعِ بْن سَمَاعَةَ ذِي الرُّمْحَيْن وإِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّه قاتَلَ في خِمَارِ امرأَتِه وطَعَنَ في كَثِيرِينَ فإِذا سُئِلَ واحِدٌ : مَنْ طَعَنَكَ ؟ قال : ذُو الخِمَار . ذُو الخِمَار : فَرسُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ الشَّاعرِ الصَّحابِيِّ أَخِي متَمِّم . قال جَرِير :
مَنْ مِثْلُ فارِس ذِي الخِمَار وقَعْنَب ... والحَنْتَفَيْنِ لِلَيْلَةِ البَلْبَالِ . ذو الخِمَار : فَرَسُ الزُّبَيرِ بْن العَوَّام القُرَشِيّ شَهِدَ عليه يَوْمَ الجَمَل وقد جاءَ ذِكْرُه في الشِّعر . من المَجَازِ : المُخَامَرَةُ : الإِقَامَةُ ولُزُومُ المَكَانِ . وخَامَرَ الرَّجلُ بَيْتَه وخَمَّرَه : لَزِمَه فلم يَبْرَحْه وكذلك خَامَرَ المَكَانَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" وشاعِر يُقَالُ خَمِّرْ في دَعَهْ قال ابنُ الأَعرابِيّ : المُخَامَرَة : أَنْ تَبِيعَ حُراً على أَنَّه عَبْدٌ . وبه فَسَّرَ أَبُو مَنْصُور قَوْلَ سَيِِّنَا مُعَاذٍ الآتِي ذِكْرُه . المُخَامَرَةُ : المُقَارَبَة والمُخَالَطَة . يقال : خَامَرَ الَّشْيءَ إِذا قارَبَه وخالطَه . وقال ذُو الرُّمَّة :
هَامَ الفُؤَادُ بِذِكْراها وخَامَرَهُ ... منها عَلى عُدَوَاءِ الدَّارِ تَسْقِيمُ . وهو بالمَعْنَى الثَّنِي مَجَازٌ ومُكَرَّر . قال شَمِرٌ : والمُخَامِرٌ : المُخَالطُ . خَامَرَهُ الدَّاءُ إِذا خَالَطَه وأَنْشَد :
وإِذَا تُبَاشِركَ الهُمُو ... مُ فإِنَّها دَاءٌ مُخَامِرْونَحْوَ ذلِكَ قَالَ الليثُ في خامَرَه الدَّاءُ إِذا خَالَطَ جَوْفَه . المُخَامَرَةُ : الاسْتِتارُ ومِنْه المَثَل : " خَمِرِي أُمَّ عَامِرٍ " . وهِي الضَّبُعُ أَي اسْتَتِرِيّ ويُقَال : خَامِري خَضَاجِر أَتاكِ ما تُحَاذِر . هكَذَا وَجَدْنَاه . وبَسَطه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِ الأَمْثَال والزَّمَخْشَرِيُّ في المُسْتَقْصَى وابْنُ أَبِي الحَدِيد في شَرْحِ نِهْجِ البَلاَغَة وأَبُو عَلِيّ اليوسيّ في زَهر الأَكَم . والوَجْهُ خَامِرْ بحَذْفِ الياءِ أَو تُحَاذِرِين بإِثْباتِهَا والمَشْهُور عند أَهْلِ الأَمْثَال هو الَّذِي وَجَدَه المُصَنِّف واستَخْمَرَه : استَعْبَدَه بِلُغَةِ اليَمَن . هكَذَا فَسَّرَ ابنُ المُبَارَك حَدِيثَ مُعَاذٍ " مَن استَخْمَر قَوْماً أَوَّلُهُم أَحْرَارٌ وجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُون فله ما قَصَرَ في بَيْته " . يقول : أَخذَهُم قَهْراً وتَمَلَّك عَلَيْهمِ . فَمَا وَهَبَ المَلِكُ مِن هؤُلاءِ لرَجل فاحْتَبَسَه واخْتَارَه واسْتَجْرَاه في خِدْمَتِه حتى جاءَ الإِسْلام وهو عنده عَبْدٌ فَهُوَ لَه . نَقَلَه أَبُو عُبَيْد . وقال الأَزْهَرِيّ : أَرَادَ من استَبْعَد قَوْماً في الجاهِليَّة ثم جَاءَ الإِسْلام فَلَه مَا حَازَه في بَيْتِه لا يَخْرُجُ مِن يَدِه . قال : وهذا مَبْنِيٌّ على إِقْرَارِ النَّاسِ على مَا في أَيْدِيهم . والمُسْتَخْرِ : الشَّرِّيبُ للخَمْرِ دائماً كالخِمِّير وَزْناً ومَعْنًى . وتَخْمُرُ كتَنْصُر مُضارِع نَصَر : من أَعْلامِهِنّ أَي النَّسَاءِ . يُقَال : ماهُو بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خَيْرَ عنْدَه ولا شَرَّ . وفي التَّهْذِيب : لا خَيْرَ فيه ولا شَرَّ عِنْدَهُ . ويُقَالُ أَيْضاً : ما عِنْد فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ . وباخَمْرَي كسَكْرَي : ة : قَرْية بالبَادِيَة قُرْبَ الكُوفَةِ بها قَبْرُ الإِمَامِ الشَّهِيد أَبِي الحَسَن إِبراهيمَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ المَحْضِ بْنِ الحَسَن المُثَنَّى بْنِ الحَسَن السَّبْطِ الشَّهِيدِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم . خَرَجَ بالبَصْرة في سنة 145 وبايَعَه وُجُوُهُ النَّاسِ . وتَلَقَّب بأَمِير المُؤمِنِين فَقلِقَ لذلك أَبٌو جَعْفَر المَنْصُورُ فأَرْسَلَ إِليه عِيسَى ابنَ مُوسَى لِقتَالِه فاستُشْهِد السَّيِّدُ إِبراهِيمُ وحُمِلَ رَأْسُه إِلى مِصْر وكان ذلك لخَمْس بَقين من ذِي القَعْدة سنة 145 وهُو ابنُ ثمانَ وأَرْبَعِين كما حَكَاه البُخَارِيُّ النَّسَّابة ولَيْسَ له عَقِبٌ إِلا مِن ابْنه الحَسَن وحَفِيده إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الله بن الحَسَن هذا جَدُّ بَنِي الأَزْرَق باليَنْبُع . وخُمْرانُ بالضَّمّ : نَاحِيَةٌ بخُرَسَانَ . وفي كُتُب السِّيَرِ : فَتَحَ ابنُ عَامِر مَدِينَةَ إِيران شَهْر وما حَوْلَها : طُوس وأَبِيوَرْد ونَسَا وخُمْرانَ حَتَّى انْتَهَى إِلى سَرَخْسَ عَنْوةً وذلِك في سنة 31
ومما يُسْتَدْرَك عليه : رَجُل خَمِرٌ كَكَتِفٍ : خامَرَه دَاءٌ . قال ابنُ سِيدَه : وأُرَاه على النَّسَبِ قال امْرُؤُ القَيْس :
أَحَارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ... ويَعْدُو علَى المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ أَي مُخَامَرٌ . قال : وهكذا قيَّده بخَطَّه شَمِرٌ . وعِنَبٌ خَمْرِيٌّك يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ . والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِيءِ القَيْس : وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ أَيمُ خَامَرٌ . قال : وهكذا قيَّده بخَطِّه شَمِرٌ . وعِنَبٌ خَمْرِيٌّ : يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْس :
" أُحارُ بْنَ عَمْرٍو فُوادِي خَمِرْ . ورجُلٌ مَخْمُور : بِه خُمَارٌ وخَمِرٌ كذلك وقد خُمِرَ خَمْراً ورجلٌ مُخَمَّر كمَخْمُور . وتَخَمَّرَ بالخَمْر : تَكَسَّرَ به . وخُمْرَةُ اللَّبَنِ : رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عَلَيْه لِيَرُوبَ سَرِيعاً رُؤُوباً . وقال شَمِرٌ : الخَمِيرُ : الخُبْرُ في قوله :" ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيتِ خَمِيرُها . أَي خُبْرُها الَّذِي خُمِّر عَجِنُه فذَهبَتْ فُطُورَتُه . وطَعَامٌ خَمِير ومَخْمُورٌ في أَصْعِمَة خَمْرَي . ووَصَف أَبُو ثَرْوَانَ مَأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرِها قال : فتَخَمَّرَتْ أَطْنَابُنَا أَي طَابَتْ روائِحُ أَبْدَانِنَا بالبَخُور . وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الخِمْرَة : الاسْتِخْفَاءُ . قال ابنُ أَحْرَ :
مِن طارِقٍ يَأْتِي على خِمْرَة ... أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ . وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِه سِراًّ أَي باحَ به واجْعَلْه في سِرِّ خَمِيرِك أَي اكْتُمْه وهو مَجاز . وفي حَدِيثِ أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيّ قَال : " دَخَلْتُ المَسْجِدَ والنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كانُوا " أَي أَوْفَرُ . والخَمَرُ مُحَرَّكَةً : وَهْدَةٌ يَخْتَفِي فِيهَا الذِّئب . وقَوْلُ طَرَفَة
سأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فأَبْتَغِي ... به جِيرَتِي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمْرْ . قال ابنُ سَيِده : معناه إِن لمْ يُبَيِّنُوا لِيَ الخَبَرَ ويُرْوَى يُخَلُّوا فعَلَى هذَا الخَمَرُ هنا : الشَّجَرُ بَعْينه أَي إِن لم يُخَلَّوا لِيَ الشَّجَر أَرَعاها بإِبِلِي هَجَوْتُهم فَكَان هِجَائي لَهُمْ سَماًّ ويُروَى : سأَحْلُب عَيْساً وهو ماءُ الفَحْل ويزعُمُون أَنَّه سَمٌّ . ومُخَمَّر كمُعَظِّم : ماءٌ لَبَنِي قُشَيْر . ومِخْمَر كمِنْبَرٍ : وادٍ في دِيَارِ كِلاّبٍ . وخُمَيْرَةُ كجُهَيْنَةَ : فَرَسُ شَيْطَانِ بْنِ مُدْلِج الجُشَميّ
وفي الحَدِيث : " مَلِّكْه عَلَى عُرْبِهِم وخُمُورِهِم " . قال ابنُ الأَثِير أَي أَهْلِ القُرَى لأَنَّهُم مَغْلُوبون مَغْمُورُون بما عَلَيْهم من الخَراج والكُلف والأَثْقَالِ . قال : وكَذَا شَرحَه أَبُو موسَى . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة " أَنه كان يَمْسَح على الخُفِّ والخِمَار " أَرادَت بالخِمَارِ العمَامَة لاَّن الرُّجُلَ يُغَطِّي بها رَأْسَه كَمَا أَنَّ المَرْأَة تَغَطَّيه بخِمَارِهَا وذلِكَ إِذا كَان قد اعْتَمَّ عِمَّةَ العَرَبِ فأَدَارَهَا تَحْت الحَنَك فلا يَسْتَطِيع نَزْعَها في كلِّ وَقْتٍ فتَصِير كالخُفَّيْنِ غَيْر أَنَّه يَحْتَاجُ لِمَسْح القَلِيلِ من الرَّأْس ثم يَمْسَحُ على العِمَامَة بَدَلَ الاسْتِيعَاب . وسَارَّهُ فخَمَرَ أَنْفَه . وابن يُخَامِر السَّكْسَكيُّ : صَحَابِيّ . وأَبُو خَمِيرَةَ من كًنَاهم . وخُمْرَةُ بالضَّمّ : امرأَةٌ كَانَت في زَمَنَ الوَزِير المُهَلَّبيّ هَجَاهاابنُ سُكَّرَة وله فِيهَا مِن الشِّعْر قَدْرُ دِيوَان . ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ لَهُ صُحْبَة ويقال ابنُ هَمَّار وذكره المصنِّف في " هبر " . و " همر " . تبعاً للصّاغَانِيّ ولم يَذْكُره هنا وهذا أَحَدُ الأَوْجُهِ فيه . وكُغَرابٍ خُمَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طُولُون وهو خُمَارَوَيْه . وإِسماعِيل بنُ سَعْد بنِ خُمارٍ كتب عنه السِّلَفِيّ وسُلَيْمَان بنُ مُسلِم بن خِمَارٍ الخمَارِيّ بالكسر : مُقْرِئٌ مَشْهُور . وأَخُوه مُحَمَّد شَيْخٌ للوَاقِدِيّ . وأَبُو البَرَكات إِبراهيِمُ بنُ أَحْدَ بن خَلَفِ بن خُمَارٍ الخُمارِيّ بالضم : مُحَدِّث وابنُه أَبُو نُعَيم محمد ثِقةٌ حَدِّثَ بمُسنَد مُسدّد عن أَحْمَد بن المُظَفَّر . وبِفَتْح فَسْكُون خَمْرُ بن مالِكٍ صاحِبُ ابْنِ مَسْعُودٍ وقيل فيه بالتَّصْغِير . وبفَتْح فَضَمّ : خَمُرُ بنُ عَدِيّ بنِ مالكِ الحِمْيَرِيّ . وفي كِنْدَة : خَمَرُ بنُ عَمْرِو بن وَهْبِ بن رَبيعةَ بن مُعاوية الأَكرمينَ مُحَرَّكةً منهم أَبو شَمِرِ ابن خَمَرٍ شريفٌ شاعر في الجاهِلِيَّة والإِسْلام وَهُو القائِل :
" الوارِثُون المَجْدَ عن خَمَروهو رَهْط أَبِي زُرَارَة ذَكَره ابنُ الكَلْبِيّ . ومنهم الصباح بن سَوادَةَ بن حُجْرِ بن كابِس بن قَيْس بن خَمَرٍ الكِنديّ الخَمَرِيّ . وفي هَمْدَان خَمَرُ بنُ دَوْمَانَ بن بَكيِلِ ابن جُشَم بن خَيْرانَ بن مَوْف وهم رَهْط أَبي كُرَيْبٍ محمد بن العَلاءِ البَكِيليّ الهَمْدانِيّ الخَمَرِيّ . والأَخْمور : بَطْن من المَعَافِر نَزَلُوا مِصْر منهم زَيْدُ بْنُ شُعَيب بْنِ كُلَيْب الأَخْمُورِيّ المِصْرِيّ . ويقال فيه الخَامِريّ أَيضاً . وخَمِيرَوَيه . جَدُّ أَبي الفَضْل محمد بنِ عَبْدِ الله بن محمّد هَرَوِيّ ثِقَةٌ . والخُمْرِيّ بضمّ فسكون إِلىَ الخُمْرَة وهي المِقْنَعة نُسِب إِليْه مَنْصُور بْنُ دِينَار وأَبُو مُعاذٍ أَحْمَدُ ابْنُ إِبراهِيمَ الجُرْجَانِيّ ومُحَمَّد بنُ مَرْوَانَ وزَيْدُ بْنُ مُوسَى الخَمْرِيُّون محَدِّثُون . وخَمِرٌ ككَتِف : مَوْضِع باليَمَن به مَشْهَدُ السَّيِّد العَلاَّمة عامِرِ بْنِ عَليّ ابن الرَّشِيدِ الحُسَيْنِيّ ذَكَره ابنُ أَبِي الرِّجال في تَارِيخه واختُلِف في القُحَيْفِ بنِ خمير بن سُلَيمٍ الخَفَاجِيّ الشَّاعِر فضبطَه الآمِدِيّ كأَمِير . وحَكَى الأَمِيرُ فيه التَّشْدِيدَ
شَرِبَ الماءَ وغيره كسَمِع يَشْرَبُ شَرْباً مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع وضَبَطَه شَيْخُنا بالفَتْح وقَالَ : إِنَّه عَلَى القِيَاس ونَقَل أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ وأَقْيَسُ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي مَا يُنَافِيه . ويُثَلَّثُ ومنه قَوْلُه تَعَالَى : فشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ بالوُجُوه الثَّلاَثَةِ . قال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ : سَمْعْتُ ابْنَ جُرِيْحٍ يقرأُ : فَشَارِبُونَ شَرْبَ الهِيمِ فذَكَرْتُ ذلِكَ لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ : ولَيْسَتْ كَذلِك إِنَّمَا هِيَ شُرْبَ الهِيم . قَالَ الفَرَّاءُ : وسَائِر القُرّاء يَرْفَعُون الشِّينَ . وفي حَدِيثِ أَيَّام التَّشْرِيقِ أَنَّهَا أَيَّامُ أَكْل وشُرَب يُرْوَى بالضَّمِّ والفَتْح وهُمَا بمَعْنىً والفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَيْن وَبِهَا قَرَأَ أَبو عَمْرو كذا في لِسَانِ العَرَب ومَشْرَباً بالفَتْح يَكُونُ مَوْضِعاً وَيُكُونُ مَصْدَراً وأَنْشَد :
ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمَامِي كَأَنَّه ... خَصِيٌّ أَتَى لِلمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ وسَيَأْتِي . وتَشْرَاباً بالفَتْح عَلَى تَفْعَال يُبْنَى عِنْدِ إرَادَة التَّكْثِيرِ : جَرَعَ وَمِثْلُه في الأَسَاس وَفِي قَوْلِ أَبِي ذُؤيْبٍ في وَصْف سَحَاب :
" شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ البَاءُ زَائِدَةٌ . وقيل : إِنَّهُ لَمَّا كَانَ شَرِبْنِ بِمَعْنى رَوِيْنَ وَكَانَ رَوِينَ مِمَّا يَتَعَدَّى بالْبَاء عَدَّى شَرِبْن بالبَاءِ . وفي حديثِ الإِفْكِ : لَقَد سَمِعْتُمُوه وأُشْرِبَتْه قَلُوبُكم أَي سُقِيَتْه كما يُسْقَى العَطْشَانُ المَاءَ . يُقَالُ : شَرِبْتُ المَاءَ وأَشْرِبْتُه أَنَا إِذَا سُقِيتُه أَوِ الشَّرْبُ بالفَتْح بأَوِ المُنَوَّعَةِ لِلْخلاَف عَلَى الصَّوَاب . وسَقَط من نُسْخَةِ شَيْخنا مَصْدَرٌ كالأَكْلِ والضَّرْب . وبِالضَّم والكَسْرِ : اسْمَان من شَرِبْتُ لا مَصْدَرَان نص عليه أَبُو عُبَيْدَةَ والاسْم الشِّرْبَةُ بالكسر عن اللِّحْيانيّ . الشَّرْب بالفَتْح : القَومُ يَشْرَبُون ويَجْمِعُون عَلى الشَّرَاب . قال ابْنُ سِيدَه : فأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ كرَكْبٍ ورَجْلٍ وقيل هو جَمْعٌ كالشُّرُوب بالضَّمِّ . قال ابن سيده : أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِي فجَمْعُ شَارِبٍ كَشَاهِدٍ وشُهُودٍ وجَعَلَه ابن الأَعْرَابِيّ جمع شَرْب قَالَ : وَهُوَ خََطَأٌ قال : وَهَذَا مِمَّا يَضِيقُ عَنْه عِلْمُه لجَهْلِه بالنَّحْوِ . قال الأَعْشَى :
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو ... بَ بَيْن الحَرِيرِ وبَيْن الكَتَنْ وقوله أَنْشَدَه ثَعْلَب :
يَحْسَبُ أَطْمارِي عَلَيَّ جُلُبَا ... مِثْلَ المَنَادِيل تُعَاطَى الأَشْرُبَايكون جَمْعَ شَرْب وشَرْب جَمْ'ُ شَارِب وَهُوَ نَادِرٌ لأَنَّ سِيبَوَيْه لَم يَذْكُر أَنَّ فَاعِلاً قَدْ يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعُلٍ كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب ونَقَلَه شَيْخُنَا فأَجْحَفَ في نَقْله وَفِيه في حَدِيثِ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : وَهُو في هَذَا البَيْت في شَرْبٍ من الأَنْصَارِ . قيل : الشَّرْبُ بالفَتْح المَصْدَر . والشِّرْبُ بالكَسْرِ : الاسْمُ وقيلَ هو الماءُ بِعَيْنِه يُشْرَب والجَمْعُ أَشْرَابٌ كالمَشْربِ بالكَسْر ؛ وهو المَاءُ الَّذِي يُشْرَب قَالَهُ أَبُو زَيْد . الشِّرْبُ بالكسر أَيضاً : الحَظُّ منه أَي المَاء . يُقَالُ : لَهُ شِرْبٌ مِنْ مَاءٍ أَي نَصِيبٌ منه ذكرَهُمَا ابْنُ السِّكِّيتُ كَذَا في التَّهذيب . الشِرْبُ بالكَسر : المَوْرِدُ قَالَه أَبُو زَيْدٍ . جَمْعُه أَشْرَاب . قيل : الشِّرْبُ هُوَ وَقْتُ الشُّرْب قَالَ شَيْخُنا : قَالُوا إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى الوَقْتِ بِضَرْبٍ من المَجازِ واخْتَلَفُوا في عَلاَقَتِه فتأَمَّل . والشَّرَابُ : ما شُرِبَ وفي نُسْخَةٍ مَا يُشْرَب مِنْ أَيِّ نَوع كَانَ وعَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ وجَمْعُه أَشْرِبَةٌ . وقيل : الشَّرَابُ والعَذَابُ لا يُجْمَعَان كما يَأْتي للمُصَنِّفِ في ن ه ر . وقال أَبو حنيفة : الشَّرَابُ كالشَّرِيب والشَّرُوبِ يرفَعُ ذَلِكَ إِلى أَبِي زَيْد . وفي لِسَانِ العَرَبِ : الشَّرَابُ : اسمٌ لِمَا يُشْرَبُ وكَلُّ شَيْءٍ لا مَضْغَ فيه فإِنه يقال فيه يُشْرَب . والشَّرُوبُ : ما شُرِب . أَو هُمَا أَي الشَّرُوب والشَّرِيبُ : المَاءُ بين العَذْب والمِلْح . وقيل : الشَّرُوبُ : الذي فيه شَيْءٌ من العُذُوبَة وقد يَشْرَبُه النَّاسُ على مَا فِيه . والشَّرِيبُ : دون العَذْب ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَة وقد تَشْرَبُه : البَهَائِم ذَكَر هَذَا الفَرْقَ ابنُ قُتَيْبَة ونَسَبَه الصَّاغَانِيّ إِلَى أَبِي زَيْد قلت : فَلَه قَوْلاَنِ فِيه وقيل : الشَّرِيب العَذْب وقيل : المَاءُ الشَّرُوب الذي يُشْرَب . المَأْجُ : المِلْحُ . قال ابْنُ هَرْمَة :
فإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهَى ... شَرُوبُ المَاءِ ثُمَّ تَعُودُ مَأْجَاهكذا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْد بالقَرِيحَة والصَّوَابُ كَالقَرِيحَة . وفي التهذيب عن أَبي زيد : الماءُ الشَّرِيبُ : الذي لَيْسَ فِيه عُذُوبَةٌ وقد يَشْرَبُه النَّاسُ عَلَى مَا فِيه . والشَّرُوب : دُونَه في العُذُوبَة ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَةِ ومِثْلُه حَكَاه صَاحِب كتاب المَعَالِم وابْنُ سِيدَه في المُخصّص والمُحْكَم . وقال الليث : مَاءُ شَرِيبٌ وشَرُوب : فيه مَرَارَةٌ ومُلُوحَةٌ ولم يَمْتَنِع من الشُّرْبِ ومِثْله قَالَ صَاحِبُ الوَاعِي . ومَاءٌ شَرُوبٌ وماءٌ طَعِيمٌ بِمَعْنىً وَاحد . وفي حديث الشورى : جُرْعَةٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ وَلِهَذَا وُصِف به الجُرْعة . ضُرب الحَدِيثُ مَثَلاً لِرَجُلَيْن أَحَدُهُما أَدْوَنُ وأَنْفَعُ والآخَر أَضَرُّ وأَرْفَعُ كذا في لِسَانِ العَرَب . وعن ابْنِ دُرَيْدِ : مَاءٌ شَرُوبٌ ومِيَاهٌ شَرُوبٌ ومَاءٌ مَشْرَبٌ كَشَرُوب عن الأَصمعي . وأَشْرَب الرجلُ : سَقَى إِبِلَه . أَشْرَبَ : عَطِش بِنَفْسِه . يُقَالُ : أَشْرَبْنَا أَي عَطِشْنَا . قَالَ : اسْقِني فإِنَّني مُشْرِب رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ وَفَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان يَعْنِي نَفْسَه أَوْ إِبِلَه . قال غيرُه : أَشْرَبَ : رَوِيتْ إِبله . وعَطِشَت رَجُلٌ مُشْرَبٌ : قَدْ شَرِبَتِ إِبِلُه ومُشْرِبٌ عطِشَت إِبلُه وهما عِنْدَه ضِدٌّ ونَسَبَه الصَّاغَانِيُّ إِلَى اللَّيْثِ . وأَشْرَبَ الإِبلَ فَشَرِبَت وأَشْرَب الإِبِل حَتَّى شَرِبَت . وأَشْرَبْنَا نَحْنُ : رَوِيَتْ إِبِلُنا . وأَشْرَبْنَا : عَطِشْنَا أَو عَطِشَت إِبِلُنَا . أَشْرَب الرَّجُلُ : حَانَ لإِبِلِه أَنْ تَشْرَبَ . من المجازِ : أَشْرَبَ اللَّونَ : أَشْبَعَه وكلُّ لَوْنٍ خَالَطَ لوناً آخر فقد أُشْرِبَه وقد اشرابّ على مِثَالِ اشْهابّ . والإِِشْرَابُ : لَوْنٌ قد أُشْرِبَ مِنْ لَوْن . يقال : أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَة أَي إِشْرَابٌ . ورَجُلٌ مُشِرَبٌ حُمْرَةً مُخَفَّفاً وإِذَا شُدِّد كان للتَكْثِيرِ والمُبَالَغَة . والشَّرِيبُ : مَنْ يَسْتَقِي أَو يُسْتَقَى مَعَك . وَبِه فَسَّر ابْن الأَعْرَابِي قَوْلَ الرَّاجز :
" رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ
" شِرَابُه كالحَزِّ بالمَواسِي الحُساس : الشُّؤم والقَتْل . يَقُولُ : انْتِظَارُك إِيَّاه عَلى الحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإبِلك . الشَّرِيبُ : مَنْ يُشَارِبُكَ ويُورِدُ إِبِلَه مَعَكَ . شَارَبَ الرَجلَ مُشَارَبَةً وشِرَاباً : شَرِبَ معه وهو شَرِيبِي . قال الراجز :
" إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ
" فخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْالشِّرِّيبُ كسِكِّيت : المُولَعُ بالشَّراب ومِثْلُه في التَّهْذِيب . ورجل شَارِبٌ وشَرُوبٌ وشِرِّيبٌ وشَرَّابٌ : مُولَعٌ بالشَّرَاب . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْب . والشَّارِبَةُ : القَومُ يَسْكُنُون على ضِفَّة وفي نُسْخَةٍ ضَفّة بفَتْح الضَّادِ المُعْجَمَة النَّهْرِ وَهُم الَّذِينَ لَهُم مَاءُ ذلِكَ النَّهْرِ . والشَّرْبَةُ : النَّخْلَةُ الَّتي تَنْبُتُ من النَّوى جَمْعُه شَرَبَاتٌ . الشُّرْبَةُ . بالضَّمِّ : حُمْرَةٌ في الوَجْه . يقال : أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً : عَلاَه ذَلِك . وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةٍ . ورجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَة وإِنَّه لمَسْقِي الدَّمِ مِثْلُه . وفي صِفَتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ حُمْرَةً وسَيَأْتِي بَيَانُه . الشُّرْبَةُ : ع ويُفْتَح في المَوْضَع وجاءَ ذلِك في شِعْرِ اْمرِئ القَيْسِ والصَّحِيحُ أَنَّه الشَّرَبَّةُ بتشديد الموحدة وإِنَّما غَيَّرهَا لِلضَّرُورَةِ . الشُّرْبَةُ : مِقْدَارُ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ كالحُسْوَة والغُرْفَةِ واللُقْمَة . الشُّرَبَةُ كهُمَزَة : الكَثِيرُ الشُّرْبِ . يُقَالُ : رَجُلٌ أُكَلَة شُرَبَةٌ : كَثِيرُ الأَكْلِ والشُّرْبِ عن ابْنِ السِّكِّيت . كالشَّرُوبِ والشَّرَّاب كَكَتَّانٍ . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْبِ كما تَقَدَّم . الشُّرَبَة بالتحريك : كَثْرَةُ الشُّرْبِ وجَمْعُ شَارِب كَكَتَبَة جَمْع كَاتِب نَقَلَه الفَيُّومِيّ في المِصْبَاحِ . قال أَبو حَنِيفَة : قَالَ أَبُو عَمْرو : إِنَّه لَذو شَرَبَةٍ إِذَا كَانَ كَثِيرَ الشُّرْب . الشُّرَبَةُ مِثْلُ الحُوَيْضِ يُحْفَر حَوْلَ النَّخْلَة والشَّجَرة يُمْلأُ مَاءً يَسَعُ رِيَّها فتَترَوَّى منه . والجَمع شَرَبٌ وشَرَبَاتٌ . قال زُهَيْرٌ :
يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ ... عَلَى الجُذُوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
" مِثْل النَّخِيل يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُوفي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنْه - اذْهَبْ إِلَى شَرَبَةٍ من الشَّرَبَات فادلُك رَأْسَك حتى تُنَقِّيَه وفي حَدِيثِ جَابِر : أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَعَدَلَ إِلَى الرَّبِيعِ فَتطَهَّر وأَقْبل إِلى الشَّرَبَّة . الرَّبِيعُ : النهر . الشُّرَبَةُ : كُرْدُ الدَّبْرَة وهي المِسْقَاةُ . والجَمْعُ مِنْ ذلِك كُلِّه شَرَبَاتٌ وشَرَبٌ . الشُّرَبَةُ : العَطَشُ . ولم تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَيْ عَطَشٌ قاله اللِّحْيَانيّ . وفي التهذيب : جَاءَتِ الإِبِلُ وبِهَا شَرَبَةٌ أَي عَطَشٌ . وقد اشْتَدَّت شَرَبَتُها . وطَعَامٌ مَشْرَبَةٌ : يُشْرَبُ عَلَيْهِ الماءُ كَثِيراً . وطَعَامٌ ذُو شَرَبة إِذَا كانَ لا يُرْوَى فِيه من الماءِ . وفي لسان العرب : الشُّرَبَةُ : عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ ؛ لأَنَّ ذلِك يَدْعُوهَا إِلَى الشُّرْب . الشُّرَبَةُ شِدَّةُ الحَرِّ . يقال : يَوْمٌ ذو شَرَبَةٍ أَي شَدِيدُ الحَرِّ يُشْرَبُ فِيهِ المَاءُ أَكثر مِمّا يُشْرَبُ في غيره . والشَّوَارِبُ : عُرُوقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ المَاءَ وهي مَجَارِيه وقيل : هِي عُرُوقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُهَا بالرِّئَة قَالَه ابْنُ دُرَيْدِ . ويقال : بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَى الوَتِين ولَهَا قَصَب منه يَخْرُجُ الصَّوْت . وقيل : هي مَجَارِي الماءِ في العُنُقِ وَهِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الشَّرَقُ ومِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ وقيل : شَوَارِبُ الفَرَسِ : نَاحِيَةُ أَوْدَاجِه حَيْث يُوَدِّجُ البَيْطَارُ وَاحِدُهَا في التَّقْدِيرِ شارِبٌ . وحِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ مِنْ هَذَا أَي شَدِيدُ النَّهِيقِ . وفي الأَسَاس ومِن المَجَازِ : يُقَال للمُنْكَرِ الصَّوْتِ : صَخِبُ الشَّوَارِبِ يُشَبَّه بالحِمَارِ انتهى . وفي لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ في العَيْنِ . قال أَبُو مَنْصُور : أَحْسَبُه أَراد مَجَارِيَ المَاءِ في العينِ الَّتِي تَفُورُ في الأَرْضِ لا مَجَارِيَ مَاءِ عَيْنِ الرَّأْسِ . والشَّوَارِبُ : مَا سَالًَ على الفَمِ من الشَّعَر . قال اللِّحْيَانِيُّ : وقَالُوا : إِنَّه لَعَظِيمُ الشَّوَارِب قال : وَهُوَ من الوَاحِدِ الذي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ منه شَارِباً ثم جُمِعَ عَلَى هَذَا . وقد طَرَّ شَارِب الغُلاَمِ وهُمَا شَارِبَانِ انْتَهَى . وقيل : إِنَّمَا هُو الشَّارِبُ والتَّثْنِيَة خَطَأٌ . وقال أَبُو عَلِيّ الفَارِسيّ : لا يَكَاد الشَّارِب يُثَنَّى ومثلُه قَوْلُ أَبِي حَاتِم . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : قالَ الكِلاَبِيُّون : شَارِبَانِ باعْتِبَارِ الطَّرَفَيْن والجَمْعُ شَوَارِب نَقَلَه شَيْخُنا . وأَنْشَدَنِي الأَدِيبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد المَنْصُورِيّ بدَجْوَة مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَة :
لقد كنْتَ لي وَحْدِي وَوَجْهُك جَنَّتي ... وكُنَّا وكَانَت لِلزَّمَانِ مَوَاهِبُ
فَعَارَضَنِي في رَوْض خَدِّك عَارضٌ ... وزَاحَمَني في وِرْدِ رِيقِك شَارِبُ والشَّارِبَان عَلَى مَا فِي التَّهْذِيب وغَيْرَه : ما طَالَ مِنْ نَاحِيَةِ السَّبَلَةِ أَو السَّبَلَةُ كُلُّها شَارِب واحد . قَالَه بَعْضُهُم ولَيْسَ بِصَوَاب . من المَجَازِ : أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلاَنٍ كذَا في النُّسَخ . وفي غير وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ فُلاَنَةَ أَي خَالَطَ قَلْبَه . وأُشْرِبَ قَلْبُه مَحَبَّةَ هذَا أَيْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ . وفي التَّنْزِيلِ : وأُشْرِبُوا فِي قُلوبِهِمُ العِجْلَ أَي حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ المُضَافُ وأُقِيم المُضَافُ إِلَيْه مُقَامه ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ العِجْلُ هو المُشْرَب ؛ لأَنَّ العِجْلَ لا يُشْرَبُه القَلْبُ . وقال الزَّجَّاج : معناه أَي سُقُوا حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ حُبّ وأُقِيم العِجْل مُقَامَه كما قَالَ الشَّاعِر :
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلاَلَتُه كَأَبِي مَرْحَبِأَي كخَلاَلِه أَبِي مَرْحَبٍ وأُشْرِبَ قَلْبُه كَذَا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ أَوِ اخْتَلَطَ بِه كما يَخْتَلِط الصَّبْغُ بالثَّوْبِ . وفي حديث أَبي بكر : وأُشْرِب قلبُه الإِشْفَاقَ كذا في لسان العرب . وفي الأَسَاسِ ومِن المَجَازِ قَوْلُهم : رَفَع يَدَه فأَشْرَبَهَا الهَوَاءَ ثم قَالَ بها على قَذَالي . من المَجَازِ تَشَرَّبَ الصِّبْغُ في الثَّوْب . وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ : نَشِفَهُ هكَذَا في نُسْخَتِنَا . والَّذِي في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب : الثَّوْبُ يَتَشَرّب الصِّبْغ أَي يَتَنَشَّفُه والثوبُ يَشْرَبُ الصِّبْغَ يَنْشَفُه . واسْتَشْرَبَ لَوْنُه : اشْتَدَّ . يقال : اسْتَشْرَبَتِ القوسُ حُمْرَةً أَي اشْتَدَّت حُمْرَتُها وذلك إِذَا كَانَت مِنَ الشِّرْيانِ حكاه أَبو حنيفة . والمَشْرَبَةُ بالفتح في الأَوَّل والثَّالِثِ وتُضَمُّ الرَّاء : أَرْضٌ لَيِّنَةٌ دَائِمَةُ النَّبَاتِ أَي لا يزال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيَّانُ . المَشْرُبَةُ بالوَجْهَيْنِ : الغُرْفَةُ قال في الأَسَاس : لأَنَّهم يَشْرَبُون فِيهَا . وعن سيبويه : جَعَلُوه اسْماً كالغُرْفَة . وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه أَي كَان في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ . المَشْرَبَةُ : العِلِّيَّةُ . قال شيخنا : هي كَعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة وهي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ انتهى . والمَشَارِبُ : العَلاَلِيّ في شِعْر الأَعْشَى . المَشْرَبَةُ : الصُّفَّةُ وقِيلَ : هي كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة . المَشْرَبَةُ : المَشِرَعَةُ . وفي الحديث : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ على مَشْرَبَة . هي بفَتْح الراء من غير ضَمٍّ : المَوضِعُ الذي يُشْرَبُ مِنْه كالمَشْرَعَة ويُرِيدُ بالإِحَاطة تَمَلُّكَه ومنْعَ غيره منه . كذا في لسان العرب . ويوجد هنا في بعض النسخ بدل المشرعة المِشْرَبة كأَنَّه يقول : والمَشْرَبة بالفَتْح وكمِكْنَسَة أَي بالكسر وهو خطأٌ لما عَرَفت . وقد يُرَدُّ على المُصَنِّف بوَجْهَيْن : أَوَّلاً أَنَّ المَشْرَبَة بالوَجْهَين إِنَّمَا هُوَ في مَعْنَى الغُرْفَة فقط وبمعنى أَرْض لَيِّنة وَجهٌ وَاحِد وهو الفَتْح صَرَّحَ به غَيْرُ وَاحِدٍ . وثانِياً أَن المَشْرَبَة بالمَعْنَيَيْن الأَخِيرين إِنَّمَا هو كالصُّفَّة وكالمَشْرَعَة لا هما بِنَفْسِهما كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ وقد أُغْفِل عن ذلك شَيْخُنا . المِشْرَبَةُ كمِكْنَسَة وجوَّزَ شيخُنا فيه الفَتح ونَقْلَه عن الفَيُّوميّ : الإِنَاءُ يُشْرَبُ فيه . والشَّرُوبُ : الَّتِي تَشْتَهِي الفَحْلَ . يقال : ضَبَّةٌ شَرُوبٌ إِذا كَانَت كَذلِكَ . عن أَبي عبيد : شَرَّبَ تَشْرِيباً . تَشْريبُ القِرْبَةِ : تَطْييبُها بالطِّين وذَلِكَ إِذَا كانت جَدِيدَةً فجَعَل فِيهَا طِيناً وماءً ليَطِيبَ طَعْمُها وفي نسخة تَطْيِينُها بالنُّونِ وهو خطأُ . وشَرِب به أَي الرَّجُلِ كَسَمِعَ وأَشْرَبَ به أَيْضاً : كَذَبَ عَلَيْهِ . من المَجَازِ : أَشْرَبَ إِبِلَه إِذَا جَعَلَ لِكُلِّ جَمَلٍ قَرِيناً فَيَقُولُ أَحَدُهُم لِنَاقَتِه : لأُشْرِبَنَّكِ الحِبَالَ والنُّسوعَ أَي لأَقْرُنَنَّكِ بِهَا . أَشْرَبَ الخَيْلَ : جَعَلَ الحِبَالَ في أَعْنَاقها . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وأَشْرَبْتُهَا الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها ... بِقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِأَشْرَب فُلاَناً وكذا البَعِيرَ والدَّابَّة الحَبْلَ : جَعَلَه أَي وَضَعَه في عُنُقِه . من المجَازِ : اشْرَأَبَّ إِليه ولَهُ اشْرِئْبَاباً : مَدَّ عُنُقَه ليَنْظُرَ أَو هُوَ إِذَا ارْتَفَع وعَلاَ وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبُّ قَالَه أَبُو عُبَيْد . والاسم الشُّرَأْبِيبَةُ بالضَّمِّ كالطُّمَأْنِينَة . . وقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا اشرأَبَّ النِّفَاقُ وارْتَدَّتِ العَرَبُ . أَي ارْتَفَع وعَلاَ وفي حَدِيث : يُنَادِي يَوْمَ القِيَامَة مُنَادٍ يا أَهْلَ الجَنَّةَ ويا أَهْل النَّار فيَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِه أَي يَرْفَعُونَ رُءُوسَهم ليَنْظُرُوا إِلَيْه . وكُلُّ رَافعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ . وأَنْشدَ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّبْيَةَ ورَفْعَها رَأْسَهَا :
ذَكَرْتُكِ أَنْ مَرَّت بِنَا أُمُّ شَادِنٍ ... أَمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ قال : اشْرَأَبَّ مَأْخُوذٌ من المَشْرَبَة وَهي الغُرْفَةُ كذا في لسان العرب . والشَّرَبَّةُ كجَرَبَّة قال شَيْخُنَا : وفي بَعْضِ النُّسَخ كخِدَبَّة بكسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ وفي أُخْرَى بالجيم بَدَل الخَاءِ وكِلاَهُمَا على غَيْرِ صَوَاب وعن كُرَاع : لَيْسَ في الكلام فَعَلَّة إِلاَّ هذَا أَي الشَّرَبَّة وزِيد عليه قَوْلُهُم : جَرَبَّه وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ ولا ثَالِثَ لَهُمَا بالاستِقْرَاءِ وَهِيَ الأَرْضُ اللّيِّنَةُ المُعْشِبَةُ أَي تُنْبِتُ العُشْب لا شَجَرَ بها . قَالَ زُهَيْرٌ :
وإِلاَّ فإِنَّا بِالشَّرَبَّة فالِّلَوى ... نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ شَرَبَّة بتَشْدِيدِ البَاءِ بِغَيْر تَعْرِيفٍ : ع قال سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه ... أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا ما يُرْطَبُ يُرْطَبُ أَي يُبَلُّ . وقال : دَمِثُ الكَثِيب لأَنَّ الشَّرَبَّةَ مَوْضِعٌ أَو مَكَانٌ قاله ابنُ سِيدَه في المُحْكَم . وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّرَبَّةُ بِنَجْد . وفي مَرَاصِدِ الاطِّلاَع : الشَّرَبَّةُ : مَوْضِع بَيْنَ السَّلِيلَةِ والرَّبَذَةِ وهو بين الخَطِّ وَالرُّمَّة وخَطّ الجُرَيْب حتى يَلْتَقِيَا والخَطُّ : مَجْرَى سَيْلِهِمَا فَإِذَا الْتَقيَا انقطعت الشَّرَبَّة ويَنْتَهِي أَعْلاَهَا مِن القِبْلَةِ إِلى حَزْن مُحَارِب وقيل : هِيَ فِيمَا بَيْن الزَّبَّاءِ والنَّطُوفِ وفيها هَرْشَى وهي هَضْبَة دُون المَدينة وهي مُرْتَفِعَةٌ كَادَت تَكُونُ فيما بين هَضْبِ القَلِيبِ إِلَى الرَّبَذَة وقيل : إِذا جاوزْتَ النَّقْرَةَ ومَاوَانَ تُرِيدُ مَكَّة وَقَعْتَ في الشَّرَبَّة وهي أَشَدُّ بِلاَدِ نَجْدٍ قُرّاً ومنها الرَّبَذَةُ وتَنْقَطِعُ عِنْدَ أَعْلَى الجُرَيْب وهي مِنْ بَلاَدِ غَطَفَان وقيل : هي فِيما بَيْن نَخْل ومَعْدِن بَنِي سُلَيْم . قال : وَهَذِه الأَقَاوِيلُ مُتَقَارِبَةٌ . قلت : وكونه فِي دِيَارِ غَطَفَان هُوَ المَفْهُومُ مِنْ كَلاَمِ يَاقُوت في أُقُرٍ قال :
وإِلَى الأَمِيرِ من الشَّرَبَّةِ والِّلوَى ... عَنَّيْتُ كُلَّ نَجِيبَةٍ مِحْلاَلِالشَّرَبَّةُ : الطَّرِيقَةُ كالمَشْرَب يقال : ما زَالَ فُلاَنٌ على شَرَبَّةٍ وَاحِدَةٍ أَي على أَمْرٍ وَاحِدٍ . من المَجَاز عَنْ أَبِي عَمْرو : الشَّرْبُ : الفَهْمُ . يُقَالُ : شَرَب كَنَصَرَ يَشْرُب شَرْباً إِذَا فَهِمَ وشَرَب مَا أُلْقِي إِلَيْهِ : فَهِمَه . ويقال للبَليد : وحَلَبَ إِذَا بَرَكَ كما تَقَدَّم . شَرِبَ كَفَرِحَ إِذَا عَطِشَ . وشَرِبَ إِذَا رَوِيَ ضدّ . وشَرِبَ أَيضاً إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه . شَرِبَ وفي نُسْخَةٍ : أَو عَطِشَت إِبِلُه ورَوِيَتْ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ وَهُوَ ضِدٌّ وقد تَقَدَّمَ في أَشْرَب . وشِرْبٌ بالكَسْر : ع . شَرْبٌ بالفَتْح : ع آخَرُ بقُرْب مَكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعَالَى وفيه كَانَتْ وَقْعَةُ الفِجَارِ . وَشَرِيبٌ كأَمِيرٍ : مَوْضعٌ و : د بَيْنَ مكّةَ والبَحْرَيْن . و شرِيبٌ أَيْضاً : جَبَلٌ نَجْدِيٌّ في دِيَارِ بَنِي كِلاَب . وشُوْرَبَانُ بالضَّمِّ : ة بِكَسّ بفتح الكاف وكَسْرِهَا مَعَ إِهْمَال السِّين كما يَأْتِي . وشَرِبٌ كَكَتِفٍ : موضعٌ قربَ مَكَّةَ المُشَرَّفَة . وشُرَيْبٌ مصغراً وشُرْبُبٌ كقُنْفُذٍ : اسْمُ وَادٍ بعَيْنِه هو في شِعْر لَبِيد شُرْبُبَة بالهاء :
" هل تَعْرِف الدَّارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ قال الصَّاغَانِيُّ : ولَيْسَ لِلَبِيدٍ على هَذَا الرَّوِيِّ شَيْءٌ . وشُرْبُوبٌ وشُرْبَةٌ بضَمِّهِنّ وقد تقدّم ضَبْطُ الأَخِير بِالفَتْح أَيْضاً وشَرْبَانُ بالفَتْح مَوَاضِعُ قد بَيَّنَّا بَعْضَها . ونُحِيل البَقِيَّةَ على مُعْجَم يَاقُوت ومَرَاصِدِ الاطِّلاَعِ فإِنَّهُمَا قد اسْتَوْفَيا بيَانَها . والشَّارِبُ . الضَّعِيفُ من جَمِيع الحَيَوَانِ . يقال : في بَعِيرِك شَارِبٌ وهو الخَوَرُ والضَّعْفُ في الحَيَوَانِ . وقد شَرِبَ كَسَمِع إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه . ويقال : نِعْم هَذَا البَعِيرُ لَوْلاَ أَنَّ فِيهِ شَارِبَ خَوَر أَي عِرْقَ خَوَرٍ . من المجاز : الشَّاربَانِ وهما أَنْفَانِ طَوِيلاَنِ في أَسْفَلِ قَائِم السَّيْف أَحَدُهُما مِنْ هذَا الجَانِبِ والآخَرُ مِن هذَا الجَانِبِ والغَاشِيَةُ : ما تَحْت الشَّارِبَيْنِ قَالَه ابْنُ شُمَيْلٍ . وفي التَّهْذِيبِ : الشَّارِبَانِ : مَا طَالَ مِنْ نَاحِيَة السَّبَلَةِ وبِذَلِكَ سُمِّيَ شَارِبَا السَّيْفِ . وشَارِبَا السَّيْفِ : ما اكْتَنَفَ الشَّفْرَة وَهُوَ مِنْ ذلِكَ . من المجَازِ : أَشْرَبْتَنِي بِتَاءِ الخِطَابِ ما لم أَشْرَب أَي ادّعَيْتَ عَلَيّ ما لَمْ أَفْعَلْ وهو مَثَلٌ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والمَيْدَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وابْنُ سِيدَه وابْنُ فَارِس . وذُو الشُّوَيْرِب : شَاعِرٌ اسْمُه عَبْد الرَّحْمن أَخُو بَني أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ كَان في زَمَن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعزِيزِ . والشُّرْبُبُ كقُنْفُذٍ : الغَمْلِيُّ من النَّبَاتِ وهو ما الْتَفَّ بعضُه على بَعْضٍ عن ابن الأَعْرَابِيّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : قَوْلُهُم في المَثَل : آخِرُهَا أَقَلُّها شُرْباً . وأَصْلُه في سَقْيَ الإِبِل لأَنَّ آخِرَهَا يَرِد وقَد نُزِف الحَوْضُ . والشَّرِيبَةُ من الغَنَم : التي تُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتْ فتَتْبَعُهَا الغَنَمُ هذه في الصَّحَاح . وفي بعض النسخ حَاشِيَة : الصَّوَابُ السَّرِيبَةُ بالسِّينِ المُهْمَلَة . والمَشْرَبُ : الوَجْهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ . والمَشْرَبُ : شَرِيعَةُ النَّهْرِ . ويقال في صِفَة بَعِيرٍ : نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذَا يَقُولُ : يَكْتفِي إِلَى مَنْزِلِه الَّذِي يُرِيدُ بِشَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لا يَحْتَاجُ إِلَى أُخْرَى . وتقول : شَرَّبَ مَالِي وأَكَّلَه أَيْ أَطْعَمَهُ النَّاسَ وسَقَاهُم . . وظَلَّ مَالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ وهو مَجَازٌ . وشَرَّبَ الأَرْضَ والنَّخْلَ : جَعَلَ : لَهَا شَرَاباً . وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ في صِفَة نَخْل :
مِن الغُلْبِ مِنْ عِضْدَانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُهَاوكُلُّ ذَلِكَ من الشُّرْبِ . وقال بعض النَّحْوِيّينَ : من المُشْرَبَةِ حُرُوفٌ يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْد الوُقُوف عَلَيْها نَحْوُ النَّفْخ إِلاَّ أَنَّهَا لم تُضْغَط ضَغْطَ المَحْقُورَة وهي الزَّايُ والظَّاءُ والذَّالُ والضَّادُ . قال سِيبويه : وبَعْضُ العَرَب أَشَدُّ تَصْويتاً من بَعْض . وشُرْبةُ بالضم : مَوْضِعٌ . قال امرُؤُ القَيْس :
كأَنِّي وَرَحْلِي فَوْق أَحْقَبَ قَارِحٍ ... بشُرْبَةَ أَو طَاوٍ بعِرْنَانَ مُوجِسِ ويُروى بسُرَبة ويروى بحربة وقَد أَشَرْنَا لَهُ في السِّينِ والمُصَنِّفُ أَهمَلَه في المَوْضِعِين . وأَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ الحَسَن الشُّورَابِيّ بالضم الأَسْتَرَابَاذِيّ رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاء وعَنْه ابنه أَبُو أَحْمَد عَمْرٌو وعن عمرو هذا أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيّ . وأَبُو بَكْر عَبْدُ الرَحْمَن ابْنُ مَحْمُود الشَّوْرَابِيّ بالفَتْح مُحَدِّثٌ . ومن المجاز : أُشْرِبَ الزَّرْعُ : جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ عداه أَبُو حنيفة سماعاً من العَرَب أَو الرُّواة . ويقال للزرعِ إِذَا خَرَجَ قَصَبُه : قد شَرِبَ الزَّرْعُ في القَصَب وشَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع إِذَا صَارَ المَاءُ فِيهِ . وفي حديث أُحُدٍ أَنَّ المُشْرِكِينَ نَزَلُوا عَلَى زَرْعِ أَهْلِ المَدِينَة وخَلُّوا فِيه ظُهُورهم وقد شُرِّبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ . وفي رواية شَرِبََ الزرْعُ الدَّقِيقَ . وهو كِنَايَةٌ عَنِ اشْتِدَادِ حَبِّ الزَّرْعِ وقُرْبِ إِدرَاكِه . يقال : شَرِبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إِذَا صَارَ فِيه طُعْمٌ والشُّرْبُ فيه مُسْتَعَارٌ كأَنَّ الدَّقيقَ كان مَاءً فَشِربَه . وتَقُولُ للسُّنْبُل حِينَئذٍ شَارِبُ قَمْحٍ بالإِضافة . كَذَا في الأَسَاسِ . والشَّرَابُ بالكَسْر : مَصْدَرُ المُشَارَبَة والشِّرْب بالكَسر : وَقْتُ الشُرْب . وقال اللِّحْيَانِيّ : يُقَالُ : طَعَامٌ مَشْرَبَةٌ إِذَا كَانَ يُشْرَبُ عَلَيْه المَاءُ كثيراً كما قَالُوا : شَرَابٌ مَسْفَهَةٌ من سَفَهْتُ المَاءَ إِذَا أَكثرتَ مِنْه فَلَمْ تَرْوَ . ومِمَّا اسْتَدْرَكَه شَيْخُنَا : شَرْبَةُ أَبِي الجَهْم . يُقَالُ للشَّيْءِ اللَّذِيذِ الوَخِيمِ عَاقِبَتُه وذَكَرَ لها قِصَّةً مَع المَنْصُورِ العَبَّاسِيّ نَقْلاً من المُضَافِ والمَنْسُوبِ لِلثَعَالِبِيّ وأَنْشَدَ :