البَلَدُ محرّكةً مأْخوذٌ من قَوله تعالى : " لا أُقسِمُ بهذَا البَلَد " والبَلْدَة بفتح فسكون مأْخوذ من قوله تعالى " ربَّ هذِهِ البَلْدَةِ الذي حَرَّمها " كِلاهما عَلمٌ على مكّة شَرَّفَها اللّهُ تعالى تفخيماً لها كالنَّجم للثُّريّا والعُود للمَندَل . وقال التوربشتيّ في شرْح المَصابيح بأَنّها هي ...
البَلَدُ محرّكةً مأْخوذٌ من قَوله تعالى : " لا أُقسِمُ بهذَا البَلَد " والبَلْدَة بفتح فسكون مأْخوذ من قوله تعالى " ربَّ هذِهِ البَلْدَةِ الذي حَرَّمها " كِلاهما عَلمٌ على مكّة شَرَّفَها اللّهُ تعالى تفخيماً لها كالنَّجم للثُّريّا والعُود للمَندَل . وقال التوربشتيّ في شرْح المَصابيح بأَنّها هي البَلْدة الجامعة للخَير المستحِقّة أَنّ تسمَّى بهذا الاسم دونَ غيرها لتفوُّقها على على سائر مُسمَّياتِ أَجناسِها تَفوُّقَ الكعبةِ في تَسميتها بالبَيت على سائر مُسمَّياته حتى كأَنّها هي المَحلّ المُستحقّ للإِقامة دونَ غيرَها من قولهم بَلَدَ بالمَكَان إِذا أَقامَ به . والبَلَد والبَلْدة : كُلُّ مَوضِع أَو قِطْعَةٍ من الأَرضِ مُستحِيزَةٍ من استحازَ بالحاءِ المهملة والزاي عامِرَةٍ أَو غامِرةٍ خاليةٍ أَو مسكونةٍ . والبَلَدُ والبَلْدةُ : التُّرَابُ . والذي نَقلَه الخَفَاجيُّ عن غير واحد في العناية أَثناءَ الأَعرافِ أَنَّ البلدَ الأَرضُ مطلقاً واستعمالُهُ بمعنَى القَرْيَةِ عُرْفٌ طارىء . انتهى . وفي النهاية : وفي الحديث أَعوذُ بكَ من ساكِنِي البَلَد قال : البلَد من الأَرض : ما كان مأْوَى الحَيوانِ وإِنْ لم يكنْ فيه بناءٌ . وأَراد بساكِنيه الجِنَّ . والجمعُ بِلادٌ وَبُلْدانٌ . والبَلَد : القَبْر نفْسُه . قال عَدِيّ ابن زَيد :
مِن أُناسٍ كنْتُ أَرجُو نَفْعَهمْ ... أَصبحُوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ ويقال البَلَد : المَقْبَرَة والجمْع كالجمع . والبَلَد : الدّارُ يمانية . قال سيبويه : هذه الدارُ نِعْمَتِ البَلدُ فأَنَّث حيث كان الدار كما قال الشاعر أَنشده سيبويه
" هل تَعرِف الدّارَ يُعَفِّيها المُورْ
" الدَّجْنُ يوماً والسَّحَابُ المهمورْ
" لكلِّ رِيحٍ فيه ذَيْلٌ مَسفورْ والبَلَد : الأَثَرُ من الدّار . وفي المثَل أَذَلٌّ مِن بَيضةِ البَلَد وأَعزُّ من بيضة البلد . البَلَد : أُدْحِيُّ النَّعَامِ بضمّ الهمزة وسكون الدّال وكسر الحاءِ المهملتين معناه أَذَلُّ من بيضَةِ النَّعامِ الَتي تَتركها في الفَلاة فلا تَرجع إِليها . قال الراعي :
تأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعرِفْ لكُمْ نَسباً ... وابنَا نِزارٍ فأَنتمْ بَيضةُ البَلَدِ وجَوَّز أَبو عُبَيْدٍ في قولهم : كان فُلانٌ بَيضَة البلدِ أَن يُرَادَ به المدْح . وزَعَم البكريُّ أَنّه قد يُضْرَب هذا مثَلاً للمنفرد عن أَهْله وأُسرته . والبَلَد : اسمُ مَدينة بالجزيرة على سبعةِ فَراسخَ من المَوْصل وقد تُشدّد لامُه وهو أَوّل دِيَارِ رَبِيعَةَ بشاطىء دِجلَة ومدينة بفارِسَ . والبَلَد : ة ببغدادَ نقله الصاغانيّ والبَلَد : جَبَلٌ بحِمَى ضَرِيَّةَ بينه وبينَ مُنْشِدٍ مسيرة شَهْر وقد تُسكَّن لامُه . والبَلَد : الأَثر في الجَسَد . وج أَبْلاَدٌ . قال القُطاميّ :
ليستْ تُجَرَّحُ فُرّاراً ظُهُورُهمُ ... وفي النُّحور كُلومٌ ذات أَبْلادِ وقال ابن الرِّقاع :
عَرَفَ الدّيَارَ تَوهُّماً فاعتَادهَا ... من بَعْدِ ما شَمِلَ البِلَى أَبْلادَهَا اعتادَهَا أَعَادَ النَّظَرَ إِليهَا مَرَّةً بعد أُخرَى لدُرُوسها حتَّى عَرفَهَا . وممّا يُستَحْسَن من هذه القصيدَة قولُه في صِفَة أَعلَى قَرْنِ وَلَدِ الظَّبْيَة :
تُزْجِي أَغنَّ كأَنَّ إِبرَةَ رَوْقِه ... قَلَمٌ أَصَابَ من الدَّواةِ مِدَادَها وبَلَدَ جِلْدُهُ : صارت فيه أَبْلادٌ . والبَلْدَة : بَلْدَةُ النَّحْرِ وقيل هو الصَّدْرُ من الخُفِّ والحافِر . قال ذو الرُّمَّة :
أُنِيخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدةً فَوقَ بَلْدَةِ ... قَليلٍ بها الأَصواتُ إِلاّ بُغَامُهايقول : أَلقَتْ صَدْرَهَا على الأَرض قال شيخنا : وأَورَدَهُ بعضُ أَهْل البديع شاهداً على الجِنَاس التّامّ . وفي الّلسان : أَراد بالبلدة الأُولى ما يَقع على الأَرض من صَدْرِهَا وبالثانيةِ الفَلاَةَ الّتي أَنَاخَ ناقَتَه فيها . ومن المجاز : ضَرَبَ بَلْدَتَه على بَلْدَتِه البَلْدَة الأُولى رَاحَةُ اليَدِ والثانية الصَّدرُ . والبَلْدَة : منْزِلٌ للقَمَر وهي سِتَّة أَنْجمٍ من القَوس تَنزِلها الشَّمسُ في أَقصرِ يومٍ في السَّنَة . والبَلْدة : هَنَةٌ من رَصَاصٍ مُدَحْرَجَة يَقِيس بها الملاَّحُ الماءَ . والبَلْدَة الأَرْضُ . يقال : هذه بلْدَتنا كما يقال بَحْرَتنا . والبَلْدَة : ما بينَ الحاجِبَين كالبُلْدةِ بالضّمّ . وقيل البُلْدَة فَوق الفُلْجَةِ وقيل : قَدْرُ البُلْجةِ . وقد بَلِدَ الرَّجلُ كفَرِحَ بَلَداً وهو أَبْلَدُ بِّينُ البَلَدِ أَي أَبلَجُ وهو الذي ليس بمقونِ الحاجِبَيْن . والبَلَد : عُنْصُرُ الشَّيْءٍ عن ثعلب . والبَلَد : مالم يُحْفَرْ من الأَرضِ ولم يُوقَدْ فيه . قال الراعي :
ومُوقِد النّارِ قد بادَتْ حَمَامتُه ... ما إِن تَبَيَّنهُ في جُدَّةِ البَلَدِ وبَلْدَة النَّحر هي ثُغْزَة النَّحْرِ وما حَوْلَهَا أَو وَسَطُهَا وقيل هي الفَلْكَة الثالثة من فَلْك زَوْر الفَرِسِ وهي سِتَّة وقيل هو رَحَى الزَّوْرِ . والبَلَد : اسمٌ يَقعُ على الكُوَرِ . وقال بعضُهم : البَلَدُ جِنْسُ المَكَانِ كالعِرَاقِ والشَّامِ والبَلْدَة : الجُزءُ المُخصَّص منه كالبَصْرَة ودِمشْق وقد قيل إِنها إِطلاقات مُوَلَّدة . والبَلْدَة : د من عَمَل قَبْرَةَ بالأَندَلُسِ منه سعيد بن محمّد بن سَيِّد أَبيه بن مسعود البَلْدِيُّ كَثير الجِهَادِ والرِّباط وهو على ما قالَهُ الذهبيّ من شُيوخِ المُعتزِلة تُوفِّيَ سنة 397 سمعَ بمكّةَ أَبا بكرٍ محمّدَ بنَ الحُسين الآجُرّيّ . والبَلْدَة : رُفْعَةٌ من السَّمَاءِ لا كوكَبَ بها البَتَّةَ وقيل إِلاّ كَواكِب صِغَار بَيْنَ النَّعائمِ وبين سَعْدٍ الذّابحِ وهي آخرُ البرُوجِ يَنْزِلُها القَمَرُ وقد سَبقَ ذلك أَيضاً فهو تَكرارٌ كما كرّرَ الأَثر ومثْل هذا في مادّة واحدة مَعِيبٌ ورُبمَا عَدَلَ القَمَرُ عنها فَنزَلَ بالقِلاَدَةِ وهي أَي البَلْدَة سِتّةُ كواكِبَ مستديرةٌ تُشبِه القَوْسَ وهي من بُرْجِ القَوْس وقد أَودَعْنَا تَفصيل ذلك في مَواضِعه . وفي حاشية الصّحاح : وأَمّا ابن فارس فقال : والبَلْدَة نَجْمٌ يقولون هي بَلْدَة الأَسَدِ أَي صَدْرُه . فإِنْ صَحَّ ذلك فهو كلامٌ جَيِّدٌ ولم يُرِدِ البَلْدة المنزِلَ الّذي في بُرْج القَوسِ . وقد عابَه الحَريريُّ في الدُّرّة وغيره في إِيراد مثْل هذا التركيب وأَجاب عنه ابن ظفر بِوروده في الكلام كما هو مبيَّن في مَحلّه . وبَلَدَ بالمَكَانِ كنَصَرَ يَبلُد بُلوداً بالضّمّ فهو بالد : أَقَامَ به ولَزِمه كأَبلَد عن أَبي زيدٍ أَو بَلَدَ به إِذا اتَّخَذَه بَلَداً ولَزِمَه . وأَبْلَدَه إِيّاهُ : أَلزَمَه وفي بعض النُّسخ : أَبلَدَه اللّهُ : أَلزَمه والأَولَى الصّوَاب والمُبَالَدَة : المُبَالَطَة بالسُّيوفِ والعِصِيّ إِذا تَجالدوا بها . وبَلِدُوا كَفَرِحُوا وخَرَجُوا وَيقال الثانية بالتشديد : لَزِمُوا الأَرضَ يُقَاتِلُون عَلَيْهَا ويقال اشتُقَّ من بلاد الأَرْضِ . والتَّبَلُّدُ : ضِدُّ التَّجلُّدِ وهو استكانَةٌ وخُضوعٌ . قال :
أَلاَ لاَ تَلُمْه اليَومَ أَنْ يَتَبلَّدَا ... فقد غُلِبَ المحزونُ أَنْ يتَجَلَّدَا بَلُدَ ككَرُم بَلادةً وبَلِدَ مثل فَرِحَ بَلَداً فهو بَلِيدٌ إِذا لم يَكُن ذَكيّاً . والبُلْدَة والبَلْدَة والبَلاَدة ضِدُّ النَّفَاذِ والذَّكَاءِ والمَضَاءِ في الأُمور . وهو أَبْلَدُ من ثَوْرٍ من ذلك . والتَّبَلُّد : التَّصْفِيق بالكَفّ . والتَّلُّبد : التَّحَيُّر وقد تَلَّدَ إِذا تَردَّدَ مُتحِّيراً . وأَنشد للبيد :
عَلِهَتْ تَبلَّدُ في نِهاءِ صُعائدٍ ... سضبْعاً تُؤَاماً كاملاً أَيَّامُهَاوفي اللِّسَان : قيلَ للمُمحِّيرِ مُتبلِّد لأَنَّه شُبِّه بالَّذي يَتَحَيَّر في فلاَةٍ من الأَرض لا يَهتدِي فيها . ومن المَجاز : التَّبَلُّد : التَّلهُّفُ كذا في الأَساس واللسان . قال عَدِيُّ ابن زَيد :
سأَكْسِب مالاً أَو تَقُومَ نَوَائحٌ ... عَليَّ بِلَيْلٍ مُبدِيَاتِ التَّبلُّدِ والتَّبلُّد : السُّقوطُ إِلى الأَرضِ من ضَعْف . قال الرّاعي :
وللدّار فيها من حَمُولةِ أَهْلِهَا ... عَقِيرٌ وللباكِي بها المُتَبلِّدِ والتَّبَلُّد التَّسلُّط على بَلَدِ الغَيْرِ . والتَّبلُّد : النُّزولُ ببَلَدٍ ما به أَحدٌ يُلهِّف نَفْسَه وكلُّه من البَلادَة . والتَّبَلُّد : تَقْلِيبُ الكَفَّيْنِ قيل هو التَّصفيق . وأَبْلَدَ وتَبلَّدَ : لَحِقتْه حَيْرَةٌ . والمَبْلُودُ : المُتحيِّر لا فِعْلَ له . وقال الشَّيْبَانيّ : هو المَعتوه . قال الأَصمعيُّ : هو المنقطَعُ به وكلّ هذا راجعٌ للحَيْرَة . وأَنشدَ بيت أَبي زُبيد :
من حَمِيمٍ يُنسِي الحياءَ جَلِيدَ ال ... قَوْمِ حتَّى تَراه كالمَبلودِ وقيل : المَبلود : الّذي ذَهَبَ حَيَاؤُه أَو عَقلُه وهو البَليد . وبَلَّدَ الرَّجلُ تَبلِيداً إِذا لم يَتَّجِهْ لشءْءٍ . وبَلَّدَ الإِنسانُ إِذا بَخِلَ ولم يَجُدْ . وبَلَّدَ الرَّجُل : لحِقَتْهُ حَيْرَةٌ وضَرَبَ بنفْسِهِ الأَرضَ إِعياءً . وبَلَّدَت السَّحابةُ : لم تُمْطِرْ . وبلَّدَ الفَرَسُ : لم يَسْبِقْ وفَرسٌ بَلِيدٌ إِذا تأَخّرَ عن الخَيْل السَّوابقِ وقد بَلُدَ بَلادةً . والأَبْلَدُ : الرَّجلُ العَظِيمُ الخَلْق الغَليظُهُ . والبَلَنْدَي : العَرِيض . والمُبْلَنْدِي : الجَمَلُ الصُّلْبُ الشَّديدُ . والبَلَنْدَي والمُبْلَنْدِي : الكَثيرُ اللَّحْمِ أَي لَحْم الجَنْبَيْن والبَلِيدُ من الإِبل : الَّذي لا يُنَشِّطه تَحريكٌ . وعن أَبي زيد : أَبلدُوا إِذا صارَتْ دَوَابُّهم كَذلِكَ أَي بَليدةً لا تَسبِق . وقيل : أَبلدَ إِذا كانت دابَّتُه بليدة . وأَبلَدُوا : لَصِقُوا بالأَرض استِكانةً . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ قولَ شاعرٍ يَصف حَوضاً :
ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بِمَهْلَكَةِ ... جَاوَزْتُهُ بِعَلاَةِ الخَلْقِ عِلْيَانِ هكذا رواه الجوهريّ قال : المُبْلِدُ كمُحسِن : الحَوْضُ القَدِيمُ هنا . قال : أَراد : مُلْبد فقَلب وهو اللاَّصق بالأَرض . وقال غيره : حوضٌ مُبْلَد بفتْح اللاّم : تُرِك ودَرَسَ ولمْ يُستَعْمَل فتَدَاعَى . وقد أَبلَدَه الدّهْرُ إِبلاداً . وبُلْدَة الوَجْهِ بالضّمّ : هَيْئتُه وصُورتُه نقلَه الصاغانيّ . وبَلَدُودُ كقَرَبوسٍ : ع بنَواحِي المدينةِ نقَله الصّاغانيّ . والبُلْد بالضّمّ فالسكون : حَصَاةُ القَسْمِ بفتْح فسكون وهي بُنْدقة مِن ذَهَبٍ أَو فِضّة أَو رَصاص وإِلاّ فهي المَقْلَة قاله أَبو عَمرٍو . ومما يستدرك عليه : يقال للشَّيْءِ الدائم الّذي لا يَزُول : تالِدٌ باللِدٌ . فالتَّالِدُ القديم والبالد إِتباعٌ له . وأَبلَدَ : لصِقَ بالأَرض . وبَلْدةُ الفَرسِ : مُنقَطَعُ الفَهدتَين من أَسافِلها إِلى عَضُدِها . ومن المَجاز : إِنْ لم تفعل كذا فهي بَلْدَةٌ بيني وبينَك يُريد القَطيعةَ والفِرَاقَ أَي أُباعِدُك حتّى تَفصِلَ بيننا بَلْدَةٌ من البِلاد . ولَقِيتُه ببَلْدَةِ إِصْمِتَ وهي القَفْر لا أَحدَ به . وقد تقدّم في صمت . وتَبلَّدَ : تَكلَّف البَلادَةَ . والبَلْدَة : الفَلاَةُ . قال الأَعشي :
وبَلْدَةٍ مثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشةٍ ... للجِنِّ باللِّيلِ في حافَلتِها شُعَلُ وبَلَّدُ الرَّجلُ : نُكِسَ في العَمَلِ وضَعُفَ حتَّى في الجَرْي . قال الشاعر :
جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قُلْتُ سابقٌ ... تَدَاركَه أَعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا والحِرْبَاءُ ابنُ بَلْدَتِهِ للزُومِه الأَرْضَ . وفي الأَساس : من المَجاز : تَبلَّدت البِلادُ : تقاصَرَت في رَأْي العيْنِ من ظُلْمةِ اللَّيْل . وعبارة اللسان : ويُقال للجِبَال إِذا تَقَاصَرَت في رَأْي العيْنِ لظُلْمَةِ اللَّيْل : قد بَلَّدَتْ . ومنه قول الشاعر :
" إِذا لمْ يُنَازِعْ جَاهِلُ القَومِ ذا النُّهَى وبَلَّدَت الأَعلامُ باللَّيْل كالأَكَمْ " وَبَلَدُودُ : قَريةٌ من قُرَى أَلبِيرةَ منها أَبو عِمْرانَ موسى بن أَحمد الشاعر ذّكّره أَبو الخطّاب بن حَزْم والبالِدِيَّة : قَرْيَةٌ لبني غُبَر بينها وبينَ حَجْرٍ لَيلتانِ . وبَلَدُ بنُ سِنْجَار المُقْرىء الضّرير مَحرّكة حَدّثَ عن المبارَك بن عليّ الحاوِي . وبَلْد : اسمُ مَوضع قال الرّاعي يَصِف صَقْراً :
" إِذا ما انْجلَتْ عنه غَدَاةَ صُبَابةٍ ... رَأَى وهو في بَلْدٍ خَرَائِقَ مُنْشِدِ " وفي الحديث ذكر بُلَيْد بصيغة التَّصغير : قَرْيَة لآلِ عليّ بوَادٍ قريب من يَنْبع . وفي معجم البكريّ : أَنّهَا لآل سَعِيدِ بنِ عَنْبَسَة بنِ سعيد بن العاص . وبُلَيْدَة قَريةٌ من نَواحِي الأندلس وقَرْية بمصرَ وبَلْدَةٌ مَدينةٌ بساحِلِ بَحْرِ الشَّام قريبٌ من جَبَلة من فتوح عُبَادة بن الصّامت ثم خَرِبتْ فأَنشأَ مُعاويةُ جَبَلَةَ . ومما يستدرك عليه : بلبد
الشَّرَفُ مُحَرَّكةً : الْعُلُوُّ والْمَكانُ الْعَالِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشدَ :
آتِي النَّدِىَّ فلا يُقرَّبُ مَجْلِسِي ... وأَقُودُ لِلشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِمَارِي يقول : إنِّي خَرِفْتُ فلا يُنْتفعُ برَأْيِي وكبِرْتُ فلا أَسْتطِيعٌ أنْ أَرْكبَ مِن الأَرْضِ حِمَارِي إلاَّ مِن مَكانٍ عَالٍ
وقال شمِرٌ : الشَّرَفُ : كُلُّ نَشْزٍ مِن الأَرْضِ قد أَشْرَف على ما حَوْلَهُ . قادَ أَو لم يَقُدْ وإِنَّمَا يَطُولُ نحْواً مِن عَشْرِ أُذْرُعٍ أَو خمْسٍ قلَّ عَرْضُ ظهْرهِ أَو كَثُرِ
ويُقال : أَشْرَفَ لي شرَفٌ فما زِلْتُ أَرْكُضُ حتى عَلوْتُهُ ومنه قوْلُ أَسَامَة الهُذلِيُّ :
إذا مَا اشْتَأَى شَرَفاً قبْلهُ ... ووَاكَظَ أَوْشك منه اقْتِرَابَا والشَّرَفُ : الْمَجْدُ يُقال : رَجُلٌّ شرِيفٌ أي : مَاجِدٌ أَو لا يَكُونُ الشَّرَفُ والمَجْدُ إلاَّ بِالآبَاءِ يُقال : رَجُلٌ شرِيفٌ ورَجُلٌّ مَاجِدٌ : له آباءٌ متقدِّمون في الشَّرَف ؛ وأَما الحَسَبُ والكرَمُ فيكونان في الرَّجُلِن وإِن لم يَكنْ له أباءٌ قالهُ ابنُ السِّكِّيتِ
أو الشَّرَفُ : عُلُوُّ الْحَسَبِ قالهُ ابنُ دُرَيْدٍ
الشَّرَفُ مِن الْبَعِيرِ : سَنامُهُ وهو مَجازٌ وأَنْشدَ :
" شرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ والشَّرَفُ : الشَّوْطُ يُقَال : عَدَا شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ
أو الشَّرَفُ : نَحْوُ مِيلٍ وهو قَوْلُ الفَرَّاءِ ومنه الحديثُ : ( الخَيْلُ لِثَلاثَةٍ ؛ لِرَجُلٍ أَجْرٌ ولِرَجُلٍ سِتْرٌ وعلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فأَمَّا الذي له أَجْرٌ : فرَجُلٌ رَبَطَها في سَبِيلِ اللهِ فأَطَالِ لها في مَرْجٍ أَو رَوْضَةٍ فما أَصَابَتْ في طِليَلِهَا ذلك مِنَ المَرْجِ أو الرُّوْضَةِ كانَتْ له حَسَنَاتٍ ولو أنَّه انْقَطَعَ طِيَلُهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ كانتْ له آثَارُهَا وأَرْوُاثُهَا حَسَنَاتٍ ولو أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهْرٍ فَشَربَتْ منه ولم يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كان ذلك حَسَناَتٍ له فهي لِذلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ الحديثُ
مِن المَجَازِ : الشَّرَفُ : الإِشْفاءُ علَى خَطَرٍ مِن خَيْرٍ أَو شَرٍّ يُقَال في الخَيْرِ : هو علَى شَرَفٍ مِن قَضَاءِ حَاجَتِه ويُقَال في الشَّرِّ : هو علَى شَرَفٍ مِن الهَلاَكِ
وشَرَفٌ جَبَلٌ قَرْبَ جَبَلِ شُرَيْفٍ كزُبَيْرٍ وشُرَيْفٌ هذا أَعْلَى جَبَلٍ بِبِلادِ الْعَرَبِ هكذا تَزْعُمُه العرب زاد المُصَنَّفُ وقد صَعِدْتُهُ وقال ابنُ السَّكِّيتِ : الشَّرَفُ : كَبِدُ نَجْدٍ وكان مِن مَنازِلِ المُلُوكِ من بَنِي آكِلِ المُرَارِ مِن كِنْدَةَ وفي الشَّرَفِ لمن ضريه وضريه بئر وفي الشرف الرَّيَذَةُ وهي الحِمَى الأَيْمَنُ وفي الحديثِ : ( أَنَّ عُمَرَ حَمَى الشَّرَفَ الربذة
والشَّرَفُ : ع بإِشْبِيلِيَةَ مِن سَوَادِهَا كَثِيرُ الزَّيْتُونِ كما في العُبَابِ وقال الشَّقُنْدِيُّ : شَرَفُ إِشْبِيلِيَةَ : جَبَل عظيمٌ شَرِيفُ البُقعة كَرِيمُ التُّرْبَةِ دائمُ الخُضْرةِ فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ طُولاً وعَرْضاً لا تكادُ تُشْمِسُ فيه بُقْعَةٌ لاِلْتِفافِ أَشْجَارِهِ ولا سِيَّمَا الزَّيْتُون وقال غيرُه : إِقْلِيمُ الشَّرَفِ على تَلٍّ أَحْمَرَ عالٍ مِن تُرَابٍ أحمر مَسافَتُه أَربعون مِيلاً في مِثْلِهَا يَمْشِي به السَّائِرُ في ظِلِّ الزَّيْتُونَ والتِّينِ وقال صاحِبُ ( مَبَاهِجِ الفكر : وأَمَّا جَبَلُ الشَّرفِ وهو تُرَابٌ أَحْمَرُ طُولُه مِن الشَّمَالِ إِلَى الجَنُوبِ أَربعون مِيلاً وعَرْضُه من المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ اثْنَا عَشَرَ مِيلاً يشْتَمِلُ علَى مائتين وعشرين قَرْيَةً قد الْتَحَفَ بأَشْجَارِ الزَّيْتُونِ والْتَفَّتْ عليه منه : الحاكمُ أَبُو إسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بنُ محمدٍ الشَّرَفِيُّ خَطِيبُ قُرْطُبَةَ وصَاحِبُ شُرْطَتِها وهذا عَجِيبٌ وله شِعْرٌ فَائِقٌ مات سنة 396
أَمِينُ الدِّينِ أَبو الدُّرِّ يَاقُوتُ ابنُ عبدِ اللهِ الشَّرَفِيُّ ويُعْرَفُ أَيضاً بالنُّورِيِّ وبالَمَلِكِيِّ الْمَوْصِلِيُّ الْكَاتِبُ أَخَذَ النَّحْوَ عن ابنِ الدَّهّانِ النَّحْوِيِّ واشْتَهَرَ في الخَطِّ حى فَاقَ ولم يكنْ في آخِرِ زَمانِهِ مَن يُقَاربُه في حُسْن الخَطَّ ولا يُؤَدِّي طَرِيقَةَ ابنِ البَوَّابِ في النَّسْخِ مِثْلُه مع فَضْل غَزِيزٍ وكان مُغْزيً بنَقْلِ صِحَاحِ الجَوْهَرِيُّ فكتَب منه نُسَخاً كثيرةً تُبَاعُ كُلُّ نُسْخَةٍ بمائةِ دِينارٍ تُوُفِّيَ بالمَوْصِلِ سنة 618 ، وقد تَغَيَّرَ خَطُّه مِن كِبَرِ السَّنِّ هكذا تَرْجَمَهُ الذَّهَبِيُّ في التَّارِيخِ والحافِظُ في التَّبْصِيرِ مُخْتَصِراً وقد سمِعَ منه أَبو الفَضْلِ عبدُ اللهِ بنُ محمد ديوَانَ المُتَنَبِّي بحَقِّ سَمَاعِهِ مِن ابنِ الدَّهّانِ
والشَّرَفُ : مَحَلَّةٌ بِمِصْرَ والذي حَقَّقَهُ المَقْرِيزِيُّ في الخِطَطِ أنَّ المُسَمَّى بالشَّرَفِ ثَلاثَةُ مَوَاضِعَ بمصرَ ؛ أَحدُهَا المَعْرُوفُ بجَبَلِ الرَّصْدِ
منها أَبو الحسن عَلِيُّ بنُ إبراهيمَ الضَّرِيرُ الْفَقِيهُ رَاوِي كتابِ المُزَنِيِّ عن أَبي الفَوَارِسِ الصَّابُونِيِّ عنه مات سنةَ 408 وأَبو عُثْمَانَ سَعِيدُ بن سَيِّدٍ الْقُرَشِيُّ الحَاطِبِيُّ عن عبدِ اللهِ بن محمدٍ البَاجِيِّ وعنه أبو عًمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ
وأَبو بكرٍ عَتِيقُ بنُ أَحمدَ الْمِصْرِيُّ عن أَبي إسحاقَ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيهِ وغيرِه : الْمُحَدِّثُونَ الشَّرَفِيُّونَ
وفَاتَهُ : أَبو العَبَّاسِ بنُ الحُطَيْئَةِ الفَقِيهُ المَالِكيُّ الشَّرَفِيُّ
ومحمودُ بنُ أَيتكين الشَّرَفِيُّ سَمِعَ منه ابنُ نُقْطَةَ وقال : مات سنةَ 615
وأرامانُوسُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّرَفِيُّ عن أَبي المُظَفَّرِ بنِ الشَّبْلِيِّ وغيرِه مات سنةَ 606 . قَالَهُ الحَافِظُ
وشَرَفُ الْبَيَاضِ : مِن بِلادَ خَوْلاَنَ مِنْ جِهَةِ صَعْدَةَ
وشَرَفُ قِلْحَاحٍ : قَلْعَةٌ علَى جَبَلَ قِلْحَاحٍ وقُرْبَ زَبِيدَ حَرَسَها اللهُ تعالَى وسائرَ بلادِ المُسْلِمِين
والشَّرَفُ الأَعْلَى : جَبَلٌ آخَرُ هُنَالِكَ عليه حِصْنٌ مَنِيعٌ يُعْرَفُ بحِصْنِ الشَّرَفِ الشَّرَفُ : ع بِدِمَشْقَ وهو جَبَلٌ علَى طَرِيقِ حَاجِّ الشَّامِ ويُعْرَفُ بشَرَ البَعْلِ وقيل : هو صُقْعٌ مِن الشَّامِ
وشَرَفُ الأَرْطَى : مَنْزِلٌ لِتَمِيمٍ مَعْرُوفٌوشَرَفُ الرَّوْحَاءِ : بَيْنَها وبين مَلَلٍ مِن الْمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ عَلَى سِتَّةٍ وثَلاَثِينَ مِيلاً كَمَا في صَحِيحِ مُسْلِمٍ في تَفْسِيرِ حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : ( احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ يَوْمَ الأَحَدِ بِمَلَلِ علَى لَيْلَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ رَاحَ فتَعَشَّى بشَرَفِ السَّيَّالَةِ وصَلَّيِ الصُبْحَ بعِرْقِ الظُّبْيَةِ ) أو أَرْبَعِين أو ثَلاَثِينَ على اخْتِلافٍ فيه . ومَوَاضِعُ أُخَرُ سُمِّيَتْ بالشَّرَفِ . وشَرَفُ بنُ محمدٍ الْمَعَافِرِيُّ وعليُّ ابنُ إبراهيمَ الشَّرَفِيُّ كَعَرَبِيٍّ : مُحَدِّثَانِ أَمَّا الأخِيرُ فهو الفَقِيهُ الضَّرِيرُ الذِي رَوَى كتابَ المُزَنِيِّ عنه بِوَاسِطَةِ أبي الفَوَارِسِ وقد تقدَّم له قَرِيباً فهو تَكْرَارٌ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عليه
شُرَيْفٌ كَزُبَيْرٍ : جَبَلٌ قد تَقَدَّمَ ذِكْرُه قريباً
أَيضاً : مَاءٌ لبَنِي نُمَيْرٍ بِنَجْدٍ ومنه الحديثُ : ( مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْفُخَ في الصَّلاةِ وأَنَّ لِي مَمَرَّ الشَّرَفِ ) . الشُرَيْفُ له يَوْمٌ أو هو مَاءٌ يُقَال له : التَّسْرِيرُ ومَا كان عَنْ يَمْينِةِ إلى الغَرِبِ شَرَفٌ وما كان عَنْ يَسَارِهِ إِلى الشَّرْقِ شُرَيْفٌ قال الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُ ابنُ السِّكِّيتِ في الشَّرَفِ والشُّرَيْفِ صَحِيحٌ
وإِسْحَاقُ بنُ شَرْفَي كَسَكْرَي : مِن المُحَدِّثين وهو شَيْخٌ لِلثَّوْرِيِّ كما في التَّنْبِصيرِ
وشَرُفَ الرَّجُلُ كَكَرُمَ فهو شَرِيفٌ الْيَوْمَ وشَارِفٌ عَن قليل كذا في بَعضِ نُسَخِ الكتابِ وهو الصَّوابُ ومِثْلُه نَصُّ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيِّ وصاحبِ اللِّسَانِ وفي أكْثَرِهَا : عن قَرِيبٍ : أَيْ سَيَصِيرُ شَريفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن الفَراءِ : ج شُرَفَاءُ كأَمِير وأُمَرَاءَ وأَشْرَافٌ كيَتِيمٍ وأَيْتَامٍ عليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ . وشَرَفٌ مُحَرَّكَةً ظاهرُ سِيَاقِهِ أَنَّه مِن جُمْلةِ جُمُوعِ الشَّرِيفِ ومِثْلُه في العُبَابِ فإنَّه قال : والشَّرَفُ : الشُّرَفَاءُ ولكن الذي في اللِّسَان : أَنَّ شَرَفاً مَحَرَّكَةً بمَعْنَى شَرِيفٍ ومنه قَوْلُهم : هو شَرَفُ قَوْمِهِ وكَرَمُهم أي شَرِيفُهم وكَرِيمُهم وبه فُسِّرَ ما جَاءَ في حديثِ الشَّعْبِيِّ أنَّه قيل للأعْمَشِ : لِمَ لمْ تَسْتَكْثِر عن الشَّعْبِيِّ ؟ قال : كان يَحْتَقِرُنِي كنتُ آتِيهِ مع إبْرَاهِيمَ فيُرَحِّبُ به ويقُول لي : اقْعُدْ ثَمَّ أَيُّهَا العَبْدُ ثم يقول :
لا نَرْفَعُ الْعَيْدَ فَوْقَ سُنَّتِهِ ... مَا دَامَ فِينا بِأَرْضِنَا شَرَفُ أي : شَرِيفٌ فتَأَمَّلْ ذلك
والشَّارِفُ مِن السِّهَامِ : الْعَتِيقُ الْقَدِيمُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لأَوْسٍ يَصِفُ صَائِداً :
يُقَلِّبُ سَهْماً رَاشَهُ بِمَنَاكِبٍ ... ظُهَار لُؤَامٍ فهْو أَعْجَفُ شَارِفُ ويُقَالُ : سَهْمٌ شَارِفٌ إِذا كان بَعِيدَ العهدِ بالصِّيانَةِ وقيل : هو الذي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُة وقيل : هو الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ
الشَّارِفُ مِن النُّوقِ : الْمُسِنَّةُ الْهَرِمَةُ وقال ابنُ الأَعْرَابِيِ : هي النَّاقَةُ الهِمَّةُ وفي الأَسَاسِ : هي الْعَالِيَةُ السِّنِّ ومنه حديثُ ابن زِمْلٍ : ( وإذا أمامَ ذلك نَاقَةٌ عَجْفَاءُ شَارِفٌ : كَالشَّارِفَةِ وقد شَرُفَتْ شُرُوفاً بالضَّمِّ كَكَرُمَ ونَصَرَ والمصدرُ الذي ذكَره مِن باب نَصَرَ قِياساً ومن بابِ كَرُمَ بخِلافِ ذلك : ج شَوَارِفُ وشُرُفٌ كَكُتُبٍ ورُكَّعٍ وقال الجَوْهَرِيُّ : بضَمٍّ فسُكُونٍ ومِثْلُه باَزِلٌ وبُزْلٌ وعَائِذٌ وعُوذٌ شُرُوفٌ مِثْل عُدُولٍ ولا يُقَالُ للجَمَلِ : شَارِفٌ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
نَجَاة مِنَ الْهُوجِ الْمَرَاسِيلِ هِمَّة ... كُمَيْت عَلَيْهَا كَبْرَةٌ فَهْيَ شَارِفُونَقَلَ شيخُنَا عن تَوْشيحِ الجَلالِ إنَّه يُقَالُ للذَّكَرِ أَيضاً وفي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : ( أَصَبْتُ شَارِفاً مِن مَغْنَمِ بَدْرٍ وأَعْطَانِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شارفاً فأَنَخْتُهُمَا ببابِ رَجُلٍ مِن الأَنْصَارِ وحَمْزَةُ في البَيْتِ ومعه قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ :
أَلاَ يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ ... فَهُنَّ مُعَقَّلاَتٌ بِالْفِنَاءِ
ضَعِ السِّكِّينَ في اللَّبَاتِ منها ... وضَرِّجْهُنَّ حَمْزَةُ بالدِّماءِ
وعَجِّلْ مِن أَطَايِبِها لشَرْبٍ ... طَعاماً مِن قَدِيدٍ أَو شِوَاءِ فخَرَجَ إِليهما فجَبَّ أَسْنِمَتَها وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وأَخَذَ أَكْبَادَهُمَا فنَظَرْتُ إلى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِى فانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فخَرَجَ ومعه زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عنه حتى وَقَفَ عليه وتَغَيَّظَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِليه وقال : هَل أَنْتُمْ إِلاَّ عَبيدُ آبَائِي ؟ فرَجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يُقَهْقِرُ قال ابنُ الأَثِيرِ : هي جَمْعُ شَارِفٍ وتُضَمُّ رَاؤُهَا وتُسَكَّن تَخْفِيفاً ويُرْوَي : ذا الشَّرَفِ بفَتْحِ الرَّاءِ والشِّينِ أَي : ذا العَلاءِ والرِّفْعَةِ
وفي الحديث : ( أتَتْكُمُ ) كما هو نَصُّ العُبابِ والرِّوَايَةُ : ( إِذا كَانَ كَذَا وكَذَا أَنَي أَنْ تَخْرُجَ بكُمُ الشُّرُفُ الجُونُ بضَمَّتْيْنُ أَي : الْفِتَنْ المُظْلِمَةُ وهو تَفْسِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين سُئِل : وما الشُّرُفُ الجُونُ بيا رَسُولَ اللهِ ؟ قال : ( فِتَنٌ كقِطْعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ )
وقال أبو بكرٍ : الشُّرْفُ : جَمْعُ شَارِفٍ وهي النَّاقَةُ الهَرِمَةُ شَبَّهَ الفِتَنَ في اتِّصالِهَا وامْتِدَادِ أَوْقَاتِهَا بالنُّوقِ المُسِنَّةِ السُّودِ والجُونُ : السُّودُ قال ابنُ الأَثِيرِ : هكذا يُرْوَي بسُكُونِ الرَّاءِ وهو جَمْعٌ قَلِيلٌ في جَمْعِ فاعِلٍ لم يَرِدْ إلا في أسْمَاءٍ مَعْدُودَةٍ ويُرْوَي : ( الشُّرْقُ الْجُونُ ) بِالْقَافِ جَمْعُ شَارِقٍ أي : الْفِتَنُ الطَّالِعَةُ مِن نَاحِيَةِ المَشْرِقِ نَادِرٌ لم يَأْتِ مِثْلُه إِلا أَحْرُفٌ مَعْدُودَةٌ مِثْل بَازلٍ وبُزْلٍ وحَائلٍ وحُولٍ وعَائِذٍ وعُوذٍ وعَائِطٍ وعُوطٍ
والشُّرْفُ أيْضاً مِن الأبْنِيَةِ : مَا لَها شُرَفٌ الْوَاحِدَةُ شَرْفَاءُ كحَمْرَاءَ وحُمْرٍ ومنه حديثُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما : ( أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِيَ المَسَاجِدَ جُمّاً والمَدَائِنَ شُرْفاً ) وفي النِّهَايَةِ : أَرادَ بالشُّرْفِ التي طُوِّلَتْ أَبْنِيَتُهَا بالشُّرَفِ الوَاحِدَةُ شُرْفَةٌ
والشَّارُوف : جَبَلٌ قال الجَوْهَرِيُّ : مُوَلَّدٌ
قال : والْمِكْنَسَةُ تُسَمَّى شَارُوفاً وهو مُعَرَّبُ جَارُوبْ وأَصْلُه جَاي رُوبْ أَي كَانِسُ المَوْضِعِ . شَرَافِ كَقَطَامِ : ع بَيْنَ راقِصَةَ والفَرْعَاءِ أَو مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ ومنه حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عَنْه : ( يُوشِك أَن لا يَكُونَ بَيْنَ شَرَافِ وأَرْضِ كذا وكذا جَمَّاءُ ولا ذَاتُ قرَْنٍ قيل : وكيف ذاك ؟ قال ) يكونُ النَّاسُ صُلاَمَاتٍ يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ وقال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ :
مَرَرْنَ عَلَى شَرَافِ فَذَاتِ رَجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذَّرَانِحَ بِالْيَمِينَ وبِنَاؤُه علَى الكَسْرِ هو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ وأَجْراهُ غيرُه مُجْرَى ما لا يَنْصَرِفُ مِن الأَسْمَاءِ أَو هو : جَبَلٌ عَالٍ أَو يُصْرَفُ منه قَوْلُ الشَّمَّاخِ :
مَرَّتْ بنَعْفَىْ شَرَافٍ وهيْ عَاصِفَةٌ ... تَخْدِى علَى يَسَرَاتٍ غَيْرِ أَعْصَالِ أو هو كَكِتَابٍ مَمْنُوعاً من الصَّرْفِ فصار فيه ثَلاثُ لُغَاتٍ . شُرَافٌ كَغُرَابٍ مَاءٌ غيرُ الذي ذُكِرَوشَرَفَهُ كَنَصَرَهُ شَرْفاً : غَلَبَهُ شَرَفاً فهو مَشْرُوفٌ زاد الزَّمَخْشَرِيُّ : وكذا : شَرُفْتُ عليه فهو مَشْرُوفٌ عليه أو طَالَهُ في الْحَسَبِ وقال ابنُ جِنِّي : شَارَفَهُ فشَرَفَهُ يَشْرُفُه فَاقَهُ في الشَّرَفِ شَرَفَ الْحَائِطَ يَشْرُفُه شَرْفاً : جَعَلَ لَهُ شُرْفَةً بِالضَّمِّ وسَيَأْتِي قريبا
قَوْلُ بِشْرِ بنِ المُعْتَمِر :
وطَائِرٌ أَشْرَفُ ذُو جُرْدَةٍ ... وطَائِرٌ لَيْسَ له وَكْرُ قال عمرو : الأَشْرَفُ مِن الطَّيْرِ : الْخُفَّاشُ لأَنَّ لأُذُنَيْهِ حَجْماً ظاهِراً وهو مُتَجَرِّدٌ من الزِّفِّ والرِّيشِ وهو طائرٌ يَلِدُ ولا يَبْيضُ قَوْلُهُ : طائر آخَرُ وَكْرَ له هكذا هو في النُّسَخِ ولا يَخْفَى أَنَّه تَفْسِيرٌ للمِصْرَاعِ الأَخِيرِ مِنَ البَيْتِ الذي ذَكَرْنَاهِ لِبِشْرٍ لأَنَّه من مَعَانِي الأَشْرَفِ وانْظُرْ إِلى نَصِّ اللِّسَانِ والعُبَابِ بَعْدَ ذِكْرِ قَوْلِ بِشْرٍ ما نَصُّه : والطائِرُ الذِي لا وَكْرَ له هو طائرٌ يُخْبِرُ عنه البَحْريُّون أنّه لا يَسْقُطُ إِلاَّ رَيْثَمَا يَجْعَلُ لِبَيْضِهِ أَفْحُوصاً مِن تُرَابٍ ويَبِيضُ ويُغَطِّي عَلَيْهِ ولا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَهُ : ويَبِيضُ ليس فيما نَصَّ عَليه الصَّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ عن البَحْرِيَّين وهو بَعْدَ قَوْلِه : لِبَيْضِهِ غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه ويَطِيرُ أَي : ثُمَّ يَطِيرُ في الهَوَاءِ وبَيْضُهُ يتَفَقَّسُ وفي بعض النسخ : يَنْفَقِشُ بِنَفْسِهِ عندَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ فإِذا أَطَاقَ فَرْخُهُ الطَّيَرَانَ كَانَ كَأَبَوَيْهِ في عَادَتِهِمَا فهذه العِبَارَةُ سِيَاقُهَا في وَصْفِ الطُّيْرِ الآخَرِ الذيِ قَالَهُ بَشْرٌ في المِصْرَاعِ الأَخِيرِ فتأَمَّلْ ذلك
ومَنْكِبٌ أَشْرَفُ : عَالٍ وهو الذي فيه ارْتِفَاعٌ حَسَنٌ وهُوَ نَقِيضُ الأَهْدِإ
وأُذُنٌ شَرْفَاءُ : طَوِيلَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وزاد غيرُه : قَائِمَةٌ مُشْرِفَةٌ وكذلك الشُّرَافِيَّةُ
قال : وشُرْفَةُ الْقَصَرِ بِالضَّمِّ : معروف ج : شُرَفٌ كَصُرَدٍ جَمْعُ كَثْرَةٍ ومنه حديثُ المَوْلِدِ : ( ارْتَجَسَ إيَوَانُ كِسْرَى فَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ شُرْفَةً ) ويُجْمَع أيضاً على شُرُفْات بضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِهَا وسُكُونِها ويُقَال أيضاً : إِنَّهَا جَمْعُ شُرُفَةٍ بضَمَّتَيْن وهو جَمْعُ قِلَّةٍ لأنه جَمْعُ سَلاَمَةٍ قال الشِّهَابُ : شُرُفَاتُ القَصْرِ : أَعَالِيهِ هكذا فَسَّرُوه وإِنَّمَا هي ما يُبْنَى علَى أَعْلَى الحائطِ مُنْفَصِلاً بَعْضُه مِن بَعْضٍ علَى هَيْئَةٍ مَعْرُوفةٍ
قال الأَصْمَعِيِّ : شُرْفَةُ الْمَالِ : خِيَارُهُ
وقَوْلُهُمْ : إِنِّي أَعُدُّ إِتْيَانَكُمْ شُرْفَة بِالضَّمِّ وَأَرى ذلك شُرْفَة أَيْ : فَضْلاً وشَرَفاً أَتَشَرَّفُ به وشُرُفَاتُ الْفَرَسِ بِضَمَّتَيْنِ : هَادِيهِ وقَطَاتُهُ . وأُذُنٌ شُرَافِيَّةٌ وشُفَارِيَّةٌ : إِذا كَانَتْ عَالِيَةً طويلةً عليها شَعَرٌ . قال غيرُه : نَاقَةٌ شُرَافِيَّةٌ : ضَخْمَةُ الأُذُنَيْنِ جَسْميَةٌ وكذلك نَاقَةٌ شَرْفَاءُ
والشُّرَافِيُّ كغُرَابِيٍّ : ثِيَابٌ بِيضٌ أو هو مَا يُشْتَرَ مِمَّا شَارَفَ أَرْضَ الْعَجَمِ مِن أَرْضِ الْعَرَبِ وهذا قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ
من المَجَازِ : أَشْرَافُكَ : أُذُنَاكَ وأَنْفُكَ هكذا ذَكَرُوا ولم يذْكُرُا لها واحداً والظَّاهرُ أَنَّ وَاحِدَهَا شَرَفٌ كسَبَبٍ وأسْبَابٍ وإنَّمَا سُمِّيَتِ الأُذُنُ والأُنْفُ شَرْفَاءَ لِبُرُوزِهَا وانْتِصَابِهَا وقَال عَدِيُّ ابنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ :
كَقَصِيرٍ إذْ لم يْجِدْ غَيْرَ أَن جَدْ ... دَعَ أَشْرَافَهُ لشُكْرٍ قَصِيرُ وفي المُحْكَمِ : الأَشْرَافُ : أَعْلَى الإِنْسَانِ واقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ على الأَنْف
والشِّرْيَافُ كَجِرْيَالٍ : وَرَقُ الزَّرْعِ إِذا طَالَ وكَثُرَ حتى يُخَافَ فَسَادُهُ فَيُقْطَعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقدْ شَرْيَفَهُ والنُّونُ بَدَل اليَاءِ لُغَةُ فيه وهما زَائِدَتان كما سيأْتي
ومَشَارِفُ الأَرْضِ : أعَالِيهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّومَشَارِفُ الشَّامِ قُرىً مِن أَرْضِ العَرَبِ تَدْنُو مِن الرِّيفِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدَةَ وقال غَيْره : من أَرْضِ اليَمَنِ وقد جاءَ في حديث سَطيحٍ : ( كان يسكنُ مَشَارِفَ الشَّامِ ) وهي : كُلُّ قَرْيَةٍ بَيْنَ بلادَ الرِّيفِ وبَيْنَ جَزيرَةِ العَرَبِ لأَنَّهَا أَشْرَفَتْ علَى السَّوادِ ويُقَال لها أَيضاً : المَزَارِعُ كما تقدَّم والبَرَاغِيلُ كما سَيَأْتِي قال أَبو عُبَيْدَةَ : مِنْهَا السُّيُوفِ الْمَشْرَفِيَّةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ يُقَال : سَيْفُ مَشْرَفِيٌّ ولا يُقَال : مَشَارِفِيٌّ لأَنَّ الجَمْعَ لا يُنْسَبُ إليه إذا كان علَى هذا الوَزْنِ لا يُقَال : مَهَالِبِيٌّ ولا : جَعَافِرِيٌّ ولا : عَبَاقِرِيٌّ كما في الصِّحاحِ وقال كُثَيِّرٌ :
فما تَرَكُوهَا عَنَوَةً عن مَوَدَّةٍ ... ولكنْ بحَدِّ المُشْرَفِيِّ اسْتَقَالَها وقال رُؤْبَةُ :
" والحَرْبُ عَسْرَاءُ اللِّقَاحِ المُغْزِي
" بالمَشْرِفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ وفي ضِرَامِ السِّقْطِ : مَشْرَفٌ : أَسْمُ قَيْنٍ كان يَعْمَلُ السُّيُوفَ
وأَبُو الْمَشْرَفِيِّ بفَتْحِ المِيمِ والرَّاءِ بِاسْمِ السَّيْفِ : عَمْرُو بنُ جَابرِ الحِمْيَريُّ يُقَال : إِنَّه أَوَّلُ مَوْلُودٍ بِوَاسِطَ
أَبو المَشْرَفِيِّش : كُنْيَةُ لَيْثٍ شَيْخِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وخَالِدٍ الحَذَّاءِ الرَّاوِي عَن أَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بنِ كُلَيْبٍ التَّمِيمِيِّ الكُوفِيِّ الرَّاوِي عن إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ قلتُ : وهو لَيْثُ بنُ أَبي سُلَيْمٍ اللَّيْثِيُّ الكُوْفِيُّ هكذا ذَكَرَه المُزَنِيُّ وقد ضَعَّفُوه لاِخْتِلاطِهِ كما في ديوان الذَّهَبِيِّ
شَرِفَ الرَّجُلُ كَفَرِحَ : دَامَ علَى أَكْلِ السِّنَامِ
شَرِفَتِ الأُذُنُ شَرَفاً كذا شَرِفَ الْمَنْكِبُ : أَي ارْتَفَعَا وأَشْرَفَا وقيل : انْتَصَبا في طُولٍ . شَرُفَ الرَّجُلُ كَكَرُمَ شَرَفاً مُحَرَّكَةً وشَرَافَةً : عَلاَ في دِينٍ أو دُيْنَا فهو شَرِيفٌ والجَمْعُ : أَشْرَافٌ وقد تقدَّم
وأَشْرَفَ الْمَرْبَأَ : عَلاَهُ كَشَرَّفَهُ تَشْرِيفاً هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ كتَشَرَّفَهُ وشَارَفَهُ مُشَارَفَةً وفي الصِّحاحِ : تَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُهُ : أي عَلَوْتُهُ قال العَجَّاجُ :
" ومَرْبَإِ عَالٍ لِمَنْ تَشَرَّفَا
" أَشْرَفْتُهُ بلا شَفىً أَو بِشَفَى وفي اللِّسَانِ : وكذلك أَشْرَفَ علَى المَرْبَإِ : عَلاهُ
أَشْرَفَ عَلَيْهِ : اطَّلَعَ عليه مِن فَوْقٍ وذلك الْمَوْضِعُ مُشْرَفٌ كَمُكْرَمٍ ومنه الحديثُ : ( ما جاءَك مِن هذا الْمَالِ وأَنْتَ غَيرُ مُشْرِفٍ ولا سَائِلٍ فَخُذْهُ ) . أَشْرَفَ الْمَرِيضُ علَى الْمَوْتِ : إذا أَشْفَى عليه
أَشْرَفَ عَلَيْهِ : أَشْفَقَ قال الشَّاعِرُ أَنْشَدَهُ اللَّيْثُ :
ومِنْ مُضَرَ الْحَمْرَاءِ إِشْرَافُ أَنْفُسٍ ... علينا وحَيَّاهَا إِليْنَا تَمَضَّرا ومُشْرِفٌ كَمُحْسِنٍ : رَمْلٌ بِالدَّهْنَاءِ قال ذُو الرُّمَّةِ :
إِلَى ظُعُنٍ يَعْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ ... شِمَالاً وعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ مُشَرَّفٌ كَمُعَظَّمٍ : جَبَلٌ قال قَيْسُ بن عَيْزارَةَ :
فإنَّكَ لَوْ عَالَيْتَهُ في مُشَرَّفٌ ... مِنَ الصُّفْرِ أَوْ مِن مُشْرِفَاتِ التَّوائِم هكذا فَسَّرَه أبو عمروٍ وقال غيرُه : أَي في قَصْرٍ ذِي شُرُفٍ مِنِ الصُّفْرِ . وشَرِيفَةُ كَسَفِينَةٍ بنتُ محمدِ بنِ الفَضْلِ الفُرَاوِيِّ حَدَّثَتْ عن جَدّها لأُمِّهَا طَاهِرٍ الشَّحّامِيِّ وعنها ابنُ عَسَاكِرَ
وشَرَّفَ اللهُ الْكَعْبَةَ تَشْرِيفاً مِن الشَّرَفَ مُحَرَّكَةً وهو المَجْدُ
شَرَّفَ فُلاَنٌ بَيْتَهُ تَشْرِيفاً : جَعَلَ له شُرَفاً ولَيْسَ مِن الشَّرَفِ . وتَشَرَّفَ الرَّجُلُ : صَارَ مُشَرَّفاً مِن الشَّرَفِ
وتُشُرِّفَ القَوْمُ بِالضَّمِّ أَي مَبْنِياً للمجْهُولِ : قُتِلَتْ أَشْرَفهُمُ ْ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ
واسْتَشْرَفَهُ حَقَّهُ : ظَلَمَهُ ومنه قَوْلُ ابنِ الرِّقَاعِ :ولَقَدْ يَخْفِضُ الْمُجَاوِرُ فيهمْ ... غَيْرَ مُسْتَشْرَفٍ ولاَ مَظْلُومِ اسْتَشْرَفَ الشَّيْءَ : رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيْهِ وبَسَطَ كَفَّهُ فَوْقَ حَاجَبِهِ كَالْمُسْتَظِلَّ مِن الشَّمْسِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال : ومنه قَوْلُ الحُسَيْنِ بنِ مُطَيْرٍ الأَسَدِيّ :
" فَيَا عَجَباً للنَّاسِ يَسْتَشْرِفُونَنِيكَأَنْ لم يَرَوْا بَعْدِي مُحِبّاً ولا قَبْلِي وأَصْلُه مِن الشَّرَفِ : العُلُوّ ؛ فإنَّه يُنْظَر إِليه من مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ فيكونُ أَكْثَرَ لإِدْرَاكِه وفي حديثِ الفِتَنِ : ( ومَنْ تَشْرَّفَ لها تَسْتَشْرِفَهُ فمَن وَجَدَ مَلْجَأً أَو مَعَاذاً فَلْيِعُذْ به ) منه حديثُ الأَضْحِيَهِ عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : ( أُمِرْنَا أَن نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ والأُذُنَ ) : أَي نتفقدها ونتأملها أي نَتَأَمَّلَ سَلاَمَتَهَا مِن آفَةٍ بهما لِئَلاَّ يَكُونَ فِيهِمَا نَقْصٌ مِن عَوَرٍ أَو جَدْع فآفَةُ العَيْنِ العَوَرُ وآفَةُ الأُذُنِ الجَدْعُ فإذا سَلِمَتِ الأُضْحِيَةُ منهما جَارَ أَنْ يُضَحِّيَ وقيل : مَعْنَاه أَيْ نَطْلُبَهُمَا شَرِيفَيْنِ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : شَرِيفَيَنْ بِالتَّمَامِ والسَّلاَمةَ وقيل : هو مِن الشُّرْفَةِ وهو خِيَارُ المالِ أَي : أُمِرْنَا أَن نًتًخًيَّرَهُمَا
وشَارَفَهُ مُشارَفَةً : فَاخَرَهُ في الشَّرَفِ أَيُّهما أَشْرَفُ فَشَرَفَهُ : إِذا غَلَبَهُ في الشَّرَفِ
واسْتَشْرَفَ : انْتَصَبَ ومنه حديثُ أَبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه ( أَنَّه كانَ حَسَنَ الرَّمْيِ فكان إِذا رَمَى اسْتَشْرَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِيَنْظُرَ إِلَى مَوْقِعِ نَبْلِهِ ) قال :
" تَطَالَلْتُ واسْتَشْرَفْتُهُ فَرَأَيْتُهُ فقُلْتُ له : آأَنْتَ زَيْدُ الأَرَامِلِ ؟ وفَرَسٌ مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الْخَلْقِ . وشَرْيَفَهُ : قَطَعَ شِرْيَافَهُ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : الاشْتِرَافُ : الانْتِصَابُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
والتَّشْرِيفُ : الزِّيَادَةُ ومنه قَوْلُ جَرِيرٍ :
" إذَا ما تَعَاظَمْتُم جُعُوراً فَشَرِّفُواجَحِيْشاً إِذَا آبَتْ مِنَ الصَّيْفِ عيرُهَا قال ابنُ سِيدَهُ : أَرَى أَنَّ مَعْنَاهُ : إذا عَظُمَتْ في أَعْيُنِكم هذه القَبِيلةُ مِن قبَائِلِكم فَزِيدُوا منها في جَحِيشِ هذه القَبِيلةِ القَلِيلَةِ الذَّلِيلة
والشِّرْفَةُ : أَعْلَى الشَّيْءِ
والشَّرَفُ : كالشُّرْفَةِ
والجَمْعُ أَشْرَافٌ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ قال الأَخْطَلُ :
" وقد أَكَلَ الْكِيرَانُ أَشْرَافَهَا الْعُلَىوأُبْقِيَتِ الأَلْوَاحُ والْعَصَبُ السُّمْرُ قال ابنُ بُزُرْجَ : قالُوا : لك الشُّرْفَةُ في فُؤَادِي علَى النَّاسِ
وأَشْرَفَ علَى الشَّيْءِ كتَشَرَّف عيه
ونَاقَةٌ شَرْفَاءُ : شُرَافِيَّةٌ
وضَبٌّ شٌرَافِيٌّ : ضَخْمٌ الأُذُنَيْنِ جَسِيمٌ ويَرْبُوعٌ شُرَافِيٌّ : كذلك قال :
وإنِّي لأَصْطَادُ الْيَرَابِيعَ كُلَّهَا ... شُرَافِيَّهَا والتَّدْمُرِيَّ الْمُقَصَّعَا وأَشْرَفَ لك الشَّيْءِ : أَمْكَنَكَ
وشَارَفَ الشَّيْءَ : دَنَا منه وقَارَبَ أَنْ يَظْفَرَ به وفيل : تَطَلَّعَ إلَيْهِ وحَدَّثَتْهُ نَفْسُه بهِ وتَوَقَّعَهُ
ومنه : فُلانٌ يتَشَرَّفُ إِبِلَ فُلانٍ أَي : يَتَعَيَّنُهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
وشَارَفُوهُمْ : أَشْرَفُوا عليهم
والإِشْرَافُ : الحِرْصُ والتَّهَالُكُ ومنه الحديِثُ : ( مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا بإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فيها ) وقال الشاعر :
" لَقَدْ عَلِمْتُ ومَا الإِشْرَافُ مِنْ طَمَعِيأَنَّ الذي هُوَ رِزْقي سَوْفَ يَأْتِينِي ونُهْبَةٌ ذَاتُ شَرَفٍ : أَي ذَاتُ قَدْرٍ وقِيمَةٍ ورِفْعَةٍ يَرْفَعُ النَّاسُ أَبْصَارَهم إليها ويَسْتَشْرِفُونَهَا ويُرْوَي بالسِّينِ وقد أَشَارَ له المُصَنِّفُ في ( س ر ف )
واشْتَسْرَفَ إِبِلَهم : تَعَيَّنَها لِيُصِيبَها بالعَيْنِ
ودَنٌّ شَارِفٌ : قَدِيمُ الخَمْرِ قال الأَخْطَلُ :
سُلاَفَةٌ حَصَلَتْ مِنْ شَارِفٍ حَلِقٍ ... كَأَنَّمَا فَارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُوشَرَّفَ النَّاقَةَ تَشْرِيفاً : كاد يَقْطَعُ أَخْلافَهَا بالصَّرِّ قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وأَنْشَدَ :
" جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ غِزَارِ
" مِنَ اللَّوا شُرِّفْنَ بِالصَّرارِ أَرادَ : مِنَ اللَّوَاتِي وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذلك بها ليَبْقَى بُدْنُها وسِمَنُهَا فيُحْمَل عليها في السَّنَةِ المُقْبِلَةِ
وثَوْبٌ مُشَرَّفٌ : مَصْبُوغٌ أَحْمَرُ وقال أَيْضاً : العُمْرِيَّةُ : ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بالشَّرَفِ وهو طِينٌ أَحْمَرُ وثَوْبٌ مُشَرَّفٌ : مَصْبُوغٌ بالشَّرَفِ وأَنْشَدَ :
أَلاَ لاَ يُغرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيَّةٌ ... علَى غَمْلَجٍ طَالَتْ وتَمَّ قَوَامُهَا ويَقَال : شَرْفٌ وشَرَفٌ للْمَغْرَةِ وقال اللَّيْثُ : الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحْمَرُ يقال له : الدَّارْ بَرْنَيان وقال الأًزْهَرِيُّ : والقَوْلُ ما قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ في المُشَرَّفِ
وكَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ مِن رؤَسَاءِ اليَهُودِ
وأًبو الشًّرْفًاءِ : مِن كًنَاهم قال :
" أَنا أَبو الشَّرْفَاءِ منَّاعُ الْخَفَرْ أراد : مَنَّاعَ أَهْلِ الخَفَرِ
والشُّرَفَا والأَشْرَفِيَّاتُ ومُنْيَةُ شَرَفٍ ومُنْيَةُ شَرِيفٍ قُرىً بمصرَ من أَعْمَالِ المَنْصُورَةِ ومُنْيَةُ شَرِيفٍ : أُخْرَى من الغَرْبِيَّةِ وأُخْرَى مِن المَنُوفِيَّةِ
ومُشَيْرَفُ مُصَغَّراً : قَرْيَةٌ بالمَنُفوفِيَّةِ وهي فيِ الدِّيوَانِ : شُمَيْرَفُ بتَقْدِيمِ الشّينِ كما سيأْتي
وكزُبَيْرٍ : شُرَيْفُ بنُ جِرْوَةَ بنِ أُسَيْد بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ في نَسَبِ حَنْظَلَةَ الكاتبِ
وإبراهيمُ بنُ شُرَيْفٍ عن أَبي طالبِ بنِ سَوَادَةَ وعنه عُمَرُ بنُ إبراهيمَ الحَدَّادُ . وشِرَافَةُ بالكَسْرِ قَرْيَة بالمَوْصِلِ ذكَره ابنُ العَلاءِ الفَرَضِيِّ
وشُرَّافَةُ المَسْجِدِ كتُفّاحةٍ والجَمْعُ : شَرَارِيفُ هكذا اسْتَعْمَلَهُ الفُقَهاءُ قال شيخُنَا : وهو من أَغْلاطِهِم كما نَبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيّ ونَقَلَهُ الدَّمَامِينِيُّ في شَرْحِ التَّسْهِيلِ
وقَطَع اللهُ شُرُفَهُمْ - بضَمَّتَيْنِ - أي : أَنُوفَهم نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ