الشَّوْبُ
الخَلْطُ شابَ الشيءَ شَوْباً خَلَطَه وشُبْتُه أَشُوبُه خَلَطْتُه فهو مَشُوبٌ [
ص 511 ] واشْتابَ هو وانْشابَ اخْتَلَط قال أَبو زبيد الطائي
جادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غادِيةٍ ... بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شيبَ فاشْتابا
ويروى فانْشابا وهو أَذْهَبُ ف
الشَّوْبُ
الخَلْطُ شابَ الشيءَ شَوْباً خَلَطَه وشُبْتُه أَشُوبُه خَلَطْتُه فهو مَشُوبٌ [
ص 511 ] واشْتابَ هو وانْشابَ اخْتَلَط قال أَبو زبيد الطائي
جادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غادِيةٍ ... بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شيبَ فاشْتابا
ويروى فانْشابا وهو أَذْهَبُ في بابِ المُطاوَعَة والشَّوْبُ والشِّيابُ الخَلْطُ
قال أَبو ذُؤَيْب
وأَطْيِبْ براحِ الشامِ جاءَتْ سَبيئَةً ... مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتِلكَ شِيابُها
والرواية المعروفة
فأَطْيِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً وهذه ... مُعَتَّقَةٌ صَهْباءُ وهْيَ شِيابُها (
1 )
( 1 قوله « وهذه معتقة إلخ » هكذا في الأصل وفي بعض نسخ المحكم وهاده معتقة إلخ
بالنصب مفعولاً لهاده )
قال هكذا أَنشده أَبو حنيفة وقد خلَّط في الرواية وقوله تعالى ثم إِنَّ لهم عليها
لَشَوْباً من حَمِيمٍ أَي لَخَلْطاً ومِزاجاً يقال
للمُخَلِّطِ في القولِ أَو العَمَلِ هو يَشُوبُ ويَرُوبُ أَبو حاتم سأَلت الأَصمعي
عن المَشاوِبِ وهي الغُلُفُ فقال يقال لِغِلافِ القارورة مُشاوَبٌ على مُفاعَل
لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ وخُضْرَةٍ قال أَبو حاتم يجوزُ أَنْ يُجْمَع
المُشاوَبُ على مَشاوِبَ والمُشاوَبُ بضم الميم وفتحِ الواوِ غِلافُ القارورة
لأَنَّ فيه أَلواناً مختلفةً والشِّيابُ اسمُ ما يُمْزَجُ وسَقاه الذَّوْبَ
بالشَّوْبِ الذَّوْبُ العَسَلُ والشَّوْبُ ما شُبْتَه به من ماءٍ أَو لَبنٍ وحكى
ابنُ الأَعرابي ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ فالشَّوْبُ العَسَل والرَّوْبُ اللَّبنُ
الرَّائِبُ وقيل الشَّوْبُ العَسَلُ والرَّوْبُ اللَّبَنُ من غيرِ أَن يُحَدَّا
وقيل لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ ويقال سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب فالشَّوْبُ اللبنُ والذَّوْبُ
العَسَل قاله ابن دريد الفراء شابَ إِذا خانَ وباشَ إِذا خَلَطَ الأَصمعي في باب
إِصابةِ الرجلِ في مَنْطِقِه مَرَّة وإِخطائِه أُخْرى هو يَشُوبُ ويَرُوبُ أَبو
سعيد يقال للرجل إِذا نَضَحَ عن الرجل قد شابَ عنه ورابَ إِذا كَسِلَ قال
والتَّشْوِيبُ أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غيرَ مُبالَغٍ فيه فمعنى قولهم هو يشُوبُ
ويَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدافَعَة غيرَ مُبالَغٍ فيها ومَرَّة يَكْسَلُ فلا
يُدافِعُ البَتَّة قال غيرُه يَشُوبُ من شَوْبِ اللَّبنِ وهو خَلْطُه بالماءِ
ومَذْقُه ويَرُوبُ أَرادَ أَن يقول يُرَوِّب أَي يَجْعلُه رائِباً خاثِراً لا
شَوْبَ فيه فأَتْبَع يَرُوبُ يَشُوبُ لازْدواجِ الكلام كما قالوا هو يَأْتيه
الغَدايا والعَشايا والغَدايا ليس بِجمْعٍ للغَداة فجاءَ بها على وَزْنِ العَشايا
أَبو سعيد العرب تقول رأَيْتُ فُلاناً اليومَ يَشُوبُ عن أَصحابه إِذا دافَعَ عنهم
شيئاً من دِفاعٍ قال وليس قولُهم هو يَشُوبُ ويَرُوبُ من اللَّبنِ ولكن معناه رجلٌ
يَرُوبُ أَحياناً فلا يتَحَرَّك ولا يَنْبَعِث وأَحياناً يَنْبَعِثُ فيَشُوبُ عن
نفسِه غيرَ مُبالغٍ فيه ابن الأَعرابي شابَ إِذا كَذَب وشابَ خَدَع في بَيْعٍ أَو
شِراءٍ ابن الأَعرابي شابَ يَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ ومنه الخَبرُ لا شَوْبَ ولا
رَوْبَ أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِيطَ في بَيعٍ أَو شِراءٍ وأَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ
والرَّوْبُ من اللَّبنِ الرائِبِ لخَلْطِه بالماءِ ويقال للمُخَلِّط في كلامه هو
يَشُوبُ ويرُوبُ وقيل معنى لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَنَّكَ [ ص 512 ] برِيءٌ من هذه
السِّلْعَة ورُوِي عنه ( 1 )
( 1 قوله « وروي عنه » أي عن ابن الأَعرابي في عبارة التهذيب ) أَنه قال معنى
قولهم لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ والشِّراءِ في السِّلْعَةِ تَبِيعُها أَي
إِنَّكَ بَريءٌ من عَيْبِها وفي الحديث يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفُ واللَّغْوُ
فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لمَا يَجْرِي بَينهُم من الكَذِب
والرِّبا والزِّيادَةِ والنُّقْصانِ في القولِ لتكُونَ كَفَّارةً لذلك وقولُ
سُلَيْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِي
سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّصٌ ... وماءُ قُدُورٍ في القِصاعِ
مَشِيبُ
إِنما بناهُ على شِيب الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي مَخْلُوطر بالتَّوابِلِ
والصِّباغِ والصَّرْبُ اللبنُ الحامِضُ ومُعَرَّصٌ مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ
ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بعدُ وهو
المُلَهْوَجُ وفي المثل هو يَشُوبُ ويَرُوبُ يُضْرب مَثَلاً لمَنْ يَخْلِطُ في
القولِ والعَمَلِ وفي فلان شَوْبَة أَي خَدِيعةٌ وفي فلان ذَوْبَة أَي حَمْقَةٌ
ظاهِرةٌ واسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّينَ الشَّوْبَ في الحركاتِ فقال أَمَّا الفَتْحَة
المَشُوبَة بالكسرةِ فالفَتْحة التي قبل الإِمالةِ نحو فَتْحة عَين عَابِدٍ
وعَارِفٍ قال وذلك أَنَّ الإِمالة إِنما هي أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة
فتُمِيلَ الأَلِفَ نحوَ الياء لِضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ فكما أَنَّ الحركَةَ
ليست بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضَةً وهذا هو
القياسُ لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة فكذلك
الأَلِفُ اللاَّحقة لَها والشَّوْبُ القِطْعَة من العَجِينِ وباتَتِ المَرْأَةُ
بلَيْلَةِ شَيْباءَ قيل إِنَّ الياءَ فيها مُعاقِبَة وإِنما هو من الواوِ لأَنَّ
ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ والشَّائِبَة واحِدةُ الشَّوائِبِ وهيَ
الأَقْذَارُ والأَدْناسُ وشَيْبانُ قَبيلَة قيل ياؤُه بدَلٌ من الوَاوِ لقَولِهِم
الشَّوابِنَة وشَابَةُ مَوْضِعٌ بنَجْدٍ وسنذكره في الياءِ لأَنَّ هذه الأَلف تكون
منقَلِبة عن ياءٍ وعن واوٍ لأَنّ في الكلامِ ش و ب وفيه ش ي ب ولو جُهِل انْقِلابُ
هذه الأَلِف لَحُمِلَتْ على الواوِ لأَنَّ الأَلِف ههنا عَين وانْقلابُ الأَلِفِ
إِذا كانت عَيْناً عن الواوِ أَكثر من انقلابِها عن الياءِ قال
وضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ ... حَنْظَل شَابَةَ يَجْني هَبِيدا
معنى
في قاموس معاجم
الشَّباب
الفَتاء والحداثةُ شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً وفي حديث شريح تجوزُ شهادةُ
الصِّبيان على الكبار يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم وكَبر إِذا بَلَغ
كأَنه يقول إِذا تحمَّلوها في الصِّبا وأَدَّوْها في الكِبر جاز والاسم الشَّبيبةُ
وهو خِلاف
الشَّباب
الفَتاء والحداثةُ شبَّ يشِبُّ شباباً وشبيبةً وفي حديث شريح تجوزُ شهادةُ
الصِّبيان على الكبار يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ من شبَّ منهم وكَبر إِذا بَلَغ
كأَنه يقول إِذا تحمَّلوها في الصِّبا وأَدَّوْها في الكِبر جاز والاسم الشَّبيبةُ
وهو خِلافُ الشَّيبِ و الشباب جمع شابٍّ وكذلك الشُّبان الأَصمعي شَبَّ الغلامُ
يَشِبُّ شَباباً وشُبوباً وشَبِيباً وأَشَبَّه اللّهُ وأَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَه
بمعنى والقَرْنُ زيادة في الكلام ورجل شابٌّ والجمع شُبَّانٌ سيبويه أُجري مجرى
الاسم نحو حاجِرٍ وحُجْرانٍ والشَّبابُ اسم للجمع قال
ولقد غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ ... ومَعِي شَبابٌ كُلُّهُمْ أَخْيَل
وامرأَة شابَّةٌ مِن نِسوةٍ شَوابَّ زعم الخليل أَنه سمع أَعرابياً فَصيحاً يقول
إِذا بَلَغَ الرَّجل سِتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ وحكى ابن الأَعرابي
رَجُل شَبٌّ وامرأَةٌ شَبَّةٌ يعني من الشَّبابِ وقال أَبو زيد يجوز نِسوةٌ
شَبائِبُ في معنى شَوابَّ وأَنشد عَجائِزاً يَطْلُبْنَ شيئاً ذاهبا يَخْضِبْنَ
بالحنَّاءِ شَيْباً شائِبا يَقُلْنَ كُنَّا مَرَّةً شَبائِبا قال الأَزهري
شَبائِبُ جمع شبَّةٍ لا جمع شابَّةٍ مثل ضَرَّةٍ وضَرائِرَ وأَشَبَّ الرَّجُل
بَنِينَ إِذا شَبَّ ولَده ويقال أَشَبَّتْ فُلانةُ أَولاداً إِذا شَبَّ لها
أَولادٌ ومرَرْت برجال شَبَبةٍ أَي شُبَّانٍ وفي حديث بَدْرٍ لما بَرَز عُتْبةُ
وشَيْبةُ والولِيدُ بَرَزَ إِليهم شَبَبةٌ من الأَنصار أَي شُبَّانٌ واحدهم شابٌّ
وقد صَحَّفه بعضهم سِتّة وليس بشيءٍ ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما كنتُ أَنا
وابنُ الزُّبَيْر في شَبَبةٍ معَنا وقِدْحٌ شابٌّ شديدٌ كما قالوا في ضدّه قِدْحٌ
هَرِمٌ وفي المثل أَعْيَيْتَنِي مِن شُبَّ إِلى دُبَّ ومن شُبٍّ إِلى دُبٍّ أَي من
لَدُنْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْتُ على العَصا يُجعَل ذلك بمنزلة الاسم بإِدخال
مِن عليه وإِن كان في الأَصل فِعْلاً يقال ذلك للرجل والمرأَة كما قيل نَهَى النبي
صلى اللّه عليه وسلم عن قِيلَ وقالَ وما زالَ على خُلُقٍ واحدٍ [ ص 481 ]
من شُبٍّ إِلى دُبٍّ قال
قالت لَها أُخْتٌ لَها نَصَحَتْ ... رُدِّي فُؤَادَ الهائمِ الصَّبِّ
قالت ولِمْ ؟ قالت أَذَاكَ وقَدْ ... عُلِّقْتُكُمْ شُبّاً إِلى دُبِّ
ويقال فَعَلَ ذلك في شَبِيبَتِه ولَقِيتُ فُلاناً في شَبابِ النهار أَي في أَوَّله
وجِئْتُك في شَبابِ النهارِ وبِشَبابِ نَهارٍ عن اللحياني أَي أَوّله والشَّبَبُ
والشَّبُوبُ والمِشَبُّ كُلُّهُ الشَّابُّ من الثِّيرانِ والغَنَمِ قال الشاعر
بِمَورِكَتَيْنِ من صَلَوَيْ مِشَبٍّ ... مِنَ الثِّيران عَقْدُهما جَمِيلُ
الجوهري الشَّبَبُ المُسِنُّ من ثِيرانِ الوحشِ الذي انتهى أَسنانه وقال أَبو
عبيدة الشَّبَبُ الثَّوْرُ الذي انتهى شَباباً وقيل هو الذي انتهى تمامُه وذَكاؤُه
منها وكذلك الشَّبُوبُ والأُنثى شَبُوبٌ بغير هاءٍ تقول منه أَشَبَّ الثَّوْرُ فهو
مُشِبٌّ وربما قالوا إِنه لَمِشَبٌّ بكسر الميم التهذيب ويقال للثَّوْرِ إِذا كان
مُسِنّاً شَبَبٌ وشَبُوبٌ ومُشِبٌّ وناقة مُشِبَّةٌ وقد أَشَبَّت وقال أُسامة
الهذلي
أَقامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها ... بَواذِخَ يَقْتَسِرُونَ الصِّعابا
أَي أَقاموا هذه الإِبل على القَصْدِ أَبو عمرو القَرْهَبُ المُسِنُّ من
الثِّيرانِ والشَّبوبُ الشابُّ قال أَبو حاتم وابن شميل إِذا أَحالَ وفُصِلَ فهو
دَبَبٌ والأُنثَى دَبَبَةٌ والجمع دِبابٌ ثم شَبَبٌ والأُنثى شَبَبةٌ وتَشْبِيبُ
الشِّعْر تَرْقِيقُ أَوَّله بذكر النساءِ وهو من تَشْبيب النار وتأْرِيثِها
وشَبَّبَ بالمرأَة قال فيها الغَزَل والنَّسِيبَ وهو يُشَبِّبُ بها أَي يَنْسُبُ
بها والتَّشْبِيبُ النَّسِيبُ بالنساءِ وفي حديث عبدالرحمن بن أَبي بكر رضي اللّه
عنهما أَنه كان يُشَبِّبُ بلَيْلَى بنتِ الجُودِيّ في شِعْرِه تَشْبِيبُ الشِّعْر
تَرْقِيقُه بذكر النساءِ وشَبَّ النارَ والحَرْبَ أَوقَدَها يَشُبُّها شَبّاً
وشُبُوباً وأَشَبَّهَا وشَبَّتْ هي تَشِبُّ شَبّاً وشُبُوباً وشَبَّةُ النارِ
اشْتِعالُها والشِّبابُ والشَّبُوبُ ما شُبَّ به الجوهري الشَّبوبُ بالفتح ما
يُوقَدُ به النارُ قال أَبو حنيفة حكي عن أَبي عمرو بن العلاءِ أَنه قال شُبَّتِ
النارُ وشَبَّتْ هي نفسُها قال ولا يقال شابَّةٌ ولكن مَشْبُوبةٌ وتقول هذا
شَبُوبٌ لكذا أَي يَزيدُ فيه ويُقَوّيهِ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ فلما سمع حَسَّانُ
شِعْر الهاتِفِ شَبَّبَ يُجاوِبُه أَي ابتدأَ في جَوابِه من تَشْبِيبِ الكُتُبِ
وهو الابتداءُ بها والأَخْذُ فيها وليس من تَشْبِيبٍ بالنساءِ في الشعر ويروى
نَشِبَ بالنون أَي أَخذ في الشِّعْر وعَلِقَ فيه ورجل مَشْبوبٌ جميلٌ حسنُ
الوَجْهِ كأَنه أُوقِد قال ذو الرمة
إِذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضحَى كأَنه ... على الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ
أَحْمَقُ
وقال العجاج من قرَيْشٍ كلِّ مَشْبوبٍ أَغرّ ورجلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كان ذَكِيَّ
الفؤَادِ شَهْماً [ ص 482 ] وأَورد بيت ذي الرمة تقول شَعَرُها يَشُبّ لوْنَها أَي
يُظْهِرُه ويُحَسِّنُه ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِيصَه والمَشْبوبَتانِ الشِّعْرَيانِ
لاتِّقادِهِما أَنشد ثعلب
وعَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها ... إِذا قيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ هُما هُما
وشَبَّ لَوْنَ المرأَةِ خِمارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زاد في بياضِها ولونها
فحَسَّنَها لأَنَّ الضدّ يزيد في ضدّه ويُبْدي ما خَفِيَ منه ولذلك قالوا
وبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشْياءُ قال رجل جاهلي من طيئٍ
مُعْلَنْكِسٌ شَبَّ لَها لَوْنَها ... كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلام
يقول كما يَظْهَرُ لَوْنُ البدرِ في الليلةِ المظلمةِ وهذا شَبُوبٌ لهذا أَي يزيد
فيه ويُحَسِّنُه وفي الحديث عن مُطَرِّف أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم ائْتَزَرَ
ببُرْدَةٍ سَوْداءَ فجعلَ سَوادُها يَشُبُّ بياضَه وجعل بياضُه يَشُبُّ سَوادَها
قال شمر يَشُبُّ أَي يَزْهاه ويُحَسِّنُه ويوقده وفي رواية أَنه لبس مِدْرَعةً
سوداءَ فقالت عائشة ما أَحْسَنَها عليك يَشُبُّ سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها
أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها ورجل مَشْبُوبٌ إِذا كان أَبْيضَ الوَجْهِ أَسْوَدَ
الشَّعَرِ وأَصْلُه من شَبَّ النارَ إِذا أَوْقَدَها فتَلأْلأَتْ ضِياءً ونُوراً
وفي حديث أُم سلمة رضي اللّه عنها حين تُوُفِّيَ أَبو سلمة قالت جعَلْتُ على وجهي
صَبِراً فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم إِنه يَشُبُّ الوجهَ فلا تَفْعَلِيه أَي
يُلَوِّنُه ويُحَسِّنُه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه في الجواهر التي جاءته من
فَتْحِ نَهاوَنْدَ يَشُبُّ بعضُها بعضاً وفي كتابِه لوائِلِ بن حُجْرٍ إِلى
الأَقيالِ العَباهِلةِ والأَرْواعِ المَشابِيبِ أَي السادةِ الرُّؤُوسِ الزُّهْرِ
الأَلْوانِ الحِسانِ المَناظِرِ واحدُهم مشبوبٌ كأَنما أُوقِدَتْ أَلوانُهم بالنار
ويروى الأَشِبَّاءُ جمع شَبِيبٍ فَعِيل بمعنى مفعول والشِّبابُ بالكسر نَشاطُ الفرَس
ورَفْعُ يَدَيْه جميعاً وشَبَّ الفرسُ يَشِبُّ ويَشُبُّ شِباباً وشَبِيباً
وشُبُوباً رَفَعَ يَديه جميعاً كأَنه يَنْزُو نَزَواناً ولَعِبَ وقَمَّصَ
وأَشْبَيْتُه إِذا هَيَّجْتَه وكذلك إِذا حَرَنَ تقول بَرِئْتُ إِليك من شِبابِه
وشَبِيبه وعِضاضِه وعَضِيضِه وقال ثعلب الشَّبِيبُ الذي تجوزُ رِجْلاه يَدَيْهِ
وهو عَيْبٌ والصحيحُ الشَّئِيتُ وهو مذكور في مَوْضِعِه وفي حديث سُراقةَ
اسْتَشِبُّوا على أَسْوُقِكُم في البَوْلِ يقول اسْتَوفِزُوا عليها ولا
تَسْتَقِرُّوا على الأَرضِ بجَميعِ أَقْدامِكُم وتَدْنُو منها هو من شَبَّ الفَرسُ
إِذا رَفَع يديه جَمِيعاً من الأَرض وأُشِبَّ لي الرَّجُلُ إِشْباباً إِذا
رَفَعْتَ طَرْفَكَ فرأَيتَه من غير أَن تَرْجُوَه أَو تَحْتَسِبَه قال الهذلي
حتَّى أُشِبَّ لَها رامٍ بِمُحْدَلةٍ ... نَبْعٍ وبِيضٍ نَواحيهنَّ كالسَّجَمِ
السَّجَمُ ضَرْبٌ من الورق شَبَّه النِّعالَ بها [ ص 483 ] والسَّجَمُ الماءُ
أَيضاً وأُشِبَّ لي كذا أَي أُتِيحَ لي وشُبَّ أَيضاً على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه
فيهما والشَّبُّ ارْتِفاعُ كلِّ شيءٍ أَبو عمرو شَبْشَبَ الرَّجل إِذا تَمَّمَ
وشُبَّ إِذا رُفِعَ وشَبَّ إِذا أَلْهَبَ ابن الأَعرابي من أَسْماءِ العَقْرب
الشَّوْشَبُ ويقال للقملة الشَّوْشَبةُ وشَبَّذَا زَيْدٌ أَي حَبَّذا حكاه ثعلب
والشَّبُّ حِجارةٌ يُتَّخذ منها الزَّاجُ وما أَشبَهَه وأَجْوَدُه ما جُلِبَ من
اليَمَن وهو شَبٌّ أَبيضُ له بَصِيصٌ شَديدٌ قال
أَلا لَيْتَ عَمِّي يَوْمَ فَرَّقَ بَيْنَنا ... سَقَى السُّمَّ مَمْزُوجاً
بِشَبٍّ يَمَانِي ( 1 )
( 1 قوله « سقى السم » ضبط في نسخة عتيقة من المحكم بصيغة المبني للفاعل كما ترى )
ويروى بِشَبٍّ يَمانِي وقيل الشَّبُّ دواءٌ مَعْرُوفٌ وقيل الشَّبُّ شيءٌ يُشْبِهُ
الزَّاجَ وفي حديث أَسماء رضي اللّه عنها أَنها
دَعَتْ بِمِرْكَنٍ وشَبٍّ يَمانٍ الشَّبُّ حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الزّاجَ
يُدْبَغُ به الجُلُود وعَسَلٌ شَبابِيٌّ يُنْسَبُ إِلى بني شَبابةَ قوم بالطَّائفِ
من بَني مالك بن كِنانةَ ينزلون اليمن وشَبَّةُ وشَبِيبٌ اسما رجلين وبنُو شَبابةَ
قَوْم مِن فَهْم بن مالك سَمَّاهم أَبو حنيفة في كتاب النبات وفي الصحاح بَنُو
شَبابةَ قَوْمٌ بالطّائفِ واللّه أَعلم