ثارَ الشيءُ
ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وتَثَوَّرَ هاج قال أَبو كبير الهذلي يَأْوي إِلى
عُظُمِ الغَرِيف ونَبْلُه كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ وأَثَرْتُه
وهَثَرْتُهُ على البدل وثَوَّرْتهُ وثَورُ الغَضَب حِدَّته والثَّائر الغضبان
ويقال للغض
ثارَ الشيءُ
ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وتَثَوَّرَ هاج قال أَبو كبير الهذلي يَأْوي إِلى
عُظُمِ الغَرِيف ونَبْلُه كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ وأَثَرْتُه
وهَثَرْتُهُ على البدل وثَوَّرْتهُ وثَورُ الغَضَب حِدَّته والثَّائر الغضبان
ويقال للغضبان أَهْيَجَ ما يكونُ قد ثار ثائِرُه وفارَ فائِرُه إِذا غضب وهاج غضبه
وثارَ إِليه ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وثب والمُثاوَرَةُ المواثَبَةُ وثاوَرَه
مُثاوَرَة وثِوَاراً عن اللحياني واثبَه وساوَرَه ويقال انْتَظِرْ حتى تسكن هذه
الثَّوْرَةُ وهي الهَيْجُ وثار الدُّخَانُ والغُبار وغيرهما يَثُور ثَوْراً
وثُؤوراً وثَوَراناً ظهر وسطع وأَثارَهُ هو قال يُثِرْنَ من أَكْدرِها
بالدَّقْعَاءْ مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْبَاءِ الأَصمعي رأَيت فلاناً
ثائِرَ الرأْس إِذا رأَيته قد اشْعانَّ شعره أَي انتشر وتفرق وفي الحديث جاءه رجلٌ
من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرأْس يسأَله عن الإِيمان أَي منتشر شَعر الرأْس قائمَهُ
فحذف المضاف ومنه الحديث الآخر يقوم إِلى أَخيه ثائراً فَرِيصَتُهُ أَي منتفخ
الفريصة قائمها غَضَباً والفريصة اللحمة التي بين الجنب والكتف لا تزال تُرْعَدُ
من الدابة وأَراد بها ههنا عَصَبَ الرقبة وعروقها لأَنها هي التي تثور عند الغضب
وقيل أَراد شعر الفريصة على حذف المضاف ويقال ثارَتْ نفسه إِذا جَشَأَتْ وإِن شئتَ
جاشَت قال أَبو منصور جَشَأَتْ أَي ارتَفعت وجاشت أَي فارت ويقال مررت بِأَرانِبَ
فأَثَرْتُها ويقال كيف الدَّبى ؟ فيقال ثائِرٌ وناقِرٌ فالثَّائِرُ ساعَةَ ما يخرج
من التراب والناقر حين ينقر أَي يثب من الأَرض وثارَ به الدَّمُ وثارَ بِه الناسُ
أَي وَثَبُوا عليه وثَوَّرَ البَرْكَ واستثارها أَي أَزعجها وأَنهضها وفي الحديث
فرأَيت الماء يَثُور من بين أَصابعه أَي يَنْبُعُ بقوّة وشدّة والحديث الآخر بل هي
حُمَّى تَثُورُ أَو تَفُور وثارَ القَطَا من مَجْثَمِه وثارَ الجَرادُ ثَوْراً
وانْثار ظَهَرَ والثَّوْرُ حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثَّائِرَةُ فيه وفي الحديث صلاة
العشاء الآخرة إِذا سَقَط ثَوْرُ الشَّفَقِ وهو انتشار الشفق وثَوَرانهُ حُمْرَته
ومُعْظَمُه ويقال قد ثارَ يَثُورُ ثَوْراً وثَوَراناً إِذا انتشر في الأُفُقِ
وارتفع فإِذا غاب حَلَّتْ صلاة العشاء الآخرة وقال في المغرب ما لم يَسْقُطْ
ثَوْرُ الشَّفَقِ والثَّوْرُ ثَوَرَانُ الحَصْبَةِ وثارَتِ الحَصْبَةُ بفلان
ثَوْراً وثُؤوراً وثُؤَاراً وثَوَراناً انتشرت وكذلك كل ما ظهر فقد ثارَ يَثُور
ثَوْراً وثَوَراناً وحكى اللحياني ثارَ الرجل ثورَاناً ظهرت فيه الحَصْبَةُ ويقال
ثَوَّرَ فلانٌ عليهم شرّاً إِذا هيجه وأَظهره والثَّوْرُ الطُّحْلُبُ وما أَشبهه
على رأْس الماء ابن سيده والثَّوْرُ ما علا الماء من الطحلب والعِرْمِضِ
والغَلْفَقِ ونحوه وقد ثارَ الطُّحْلُب ثَوْراً وثَوَراناً وثَوَّرْتُه وأَثَرْتُه
وكل ما استخرجته أَو هِجْتَه فقد أَثَرْتَه إِثارَةً وإِثاراً كلاهما عن اللحياني
وثَوَّرْتُه واسْتَثَرْتُه كما تستثير الأَسَدَ والصَّيْدَ وقول الأَعشى
لَكَالثَّوْرِ والجنِّيُّ يَضْرِب ظَهْرَه وما ذَنْبُه أَنْ عافَتِ الماءَ مَشْربا
؟ أَراد بالجِنّي اسم راع وأَراد بالثور ههنا ما علا الماء من القِمَاسِ يضربه
الراعي ليصفو الماء للبقر وقال أَبو منصور وغيره يقول ثور البقر أَجرأُ فيقدّم
للشرب لتتبعه إِناث البقر وأَنشد أَبَصَّرْتَني بأَطِيرِ الرِّجال وكَلَّفْتَني ما
يَقُول البَشَرْ كما الثورِ يَضْرِبُه الرَّاعيان وما ذَنْبُه أَنْ تَعافَ
البَقَرْ ؟ والثَّوْرُ السَّيِّدُ وبه كني عمرو بن معد يكرب أَبا ثَوْرٍ وقول علي
كرم الله وجهه إِنما أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ عنى به عثمان رضي
الله عنه لأَنه كان سَيِّداً وجعله أَبيض لأَنه كان أَشيب وقد يجوز أَن يعني به
الشهرة وأَنشد لأَنس ابن مدرك الخثعمي إِنِّي وقَتْلي سُلَيْكاً ثم أَعْقِلَهُ
كالثورِ يُضْرَبُ لما عافَتِ البَقَرُ غَضِبْتُ لِلمَرْءِ إِذ يَنْكُتْ حَلِيلَتَه
وإِذْ يُشَدُّ على وَجْعائِها الثَّفَرُ قيل عنى الثور الذي هو الذكر من البقر
لأَن البقر تتبعه فإِذا عاف الماء عافته فيضرب ليرد فترد معه وقيل عنى بالثَّوْرِ
الطُّحْلُبَ لأَن البَقَّارَ إِذا أَورد القطعة من البقر فعافت الماء وصدّها عنه
الطحلب ضربه ليفحص عن الماء فتشربه وقال الجوهري في تفسير الشعر إِن البقر إِذا
امتنعت من شروعها في الماء لا تضرب لأَنها ذات لبن وإِنما يضرب الثور لتفزع هي
فتشرب ويقال للطحلب ثور الماء حكاه أَبو زيد في كتاب المطر قال ابن بري ويروى هذا
الشعر إِنِّي وعَقْلي سُلَيْكاً بعدَ مَقْتَلِه قال وسبب هذا الشعر أَن
السُّلَيْكَ خرج في تَيْمِ الرِّباب يتبع الأَرياف فلقي في طريقه رجلاً من
خَثْعَمٍ يقال له مالك بن عمير فأَخذه ومعه امرأَة من خَفاجَة يقال لها نَوَارُ
فقال الخَثْعَمِيُّ أَنا أَفدي نفسي منك فقال له السليك ذلك لك على أَن لا تَخِيسَ
بعهدي ولا تطلع عليّ أَحداً من خثعم فأَعطاه ذلك وخرج إِلى قومه وخلف السليك على
امرأَته فنكحها وجعلت تقول له احذر خثعم فقال وما خَثْعَمٌ إِلاَّ لِئامٌ
أَذِلَّةٌ إِلى الذُّلِّ والإِسْخاف تُنْمى وتَنْتَمي فبلغ الخبرُ أَنسَ بن
مُدْرِكَةَ الخثعمي وشبْلَ بن قِلادَةَ فحالفا الخَثْعَمِيَّ زوجَ المرأَة ولم
يعلم السليك حتى طرقاه فقال أَنس لشبل إِن شِئت كفيتك القوم وتكفيني الرجل فقال لا
بل اكفني الرجل وأَكفيك القوم فشدَّ أَنس على السليك فقتله وشدَّ شبل وأَصحابه على
من كان معه فقال عوف بن يربوع الخثعمي وهو عم مالك بن عمير والله لأَقتلن أَنساً
لإِخفاره ذمة ابن عمي وجرى بينهما أَمر وأَلزموه ديته فأَبى فقال هذا الشعر وقوله
كالثور يضرب لما عافت البقر هو مثل يقال عند عقوبة الإِنسان بذنب غيره وكانت العرب
إِذا أَوردوا البقر فلم تشرب لكدر الماء أَو لقلة العطش ضربوا الثور ليقتحم الماء
فتتبعه البقر ولذلك يقول الأَعشى وما ذَنْبُه إِن عافَتِ الماءَ باقِرٌ وما أَن
يَعَاف الماءَ إِلاَّ لِيُضْرَبا وقوله وإِذ يشدّ على وجعائها الثفر الوجعاء
السافلة وهي الدبر والثفر هو الذي يشدّ على موضع الثَّفْرِ وهو الفرج وأَصله
للسباع ثم يستعار للإِنسان ويقال ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماء فَثارَ وأَثَرْتُ
السَّبُعَ والصَّيْدَ إِذا هِجْتَه وأَثَرْتُ فلاناً إِذا هَيَّجْتَهُ لأَمر
واسْتَثَرْتُ الصَّيْدَ إِذا أَثَرْتَهُ أَيضاً وثَوَّرْتُ الأَمر بَحَثْتُه
وثَوَّرَ القرآنَ بحث عن معانيه وعن علمه وفي حديث عبدالله أَثِيرُوا القرآن فإِن
فيه خبر الأَولين والآخرين وفي رواية علم الأَوَّلين والآخرين وفي حديث آخر من
أَراد العلم فليُثَوِّر القرآن قال شمر تَثْوِيرُ القرآن قراءته ومفاتشة العلماء
به في تفسيره ومعانيه وقيل لِيُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّرْ في معانيه وتفسيره وقراءته
وقال أَبو عدنان قال محارب صاحب الخليل لا تقطعنا فإِنك إِذا جئت أَثَرْتَ العربية
ومنه قوله يُثَوِّرُها العينانِ زَيدٌ ودَغْفَلٌ وأَثَرْتُ البعير أُثيرُه إِثارةً
فَثارَ يَثُورُ وتَثَوَّرَ تَثَوُّراً إِذا كان باركاً وبعثه فانبعث وأَثارَ
الترابَ بقوائمهِ إِثارَةً بَحَثه قال يُثِيرُ ويُذْري تُرْبَها ويَهيلُه إِثارَةَ
نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ قوله نباث الهواجر يعني الرجل الذي إِذا اشتد عليه
الحر هال التراب ليصل إِلى ثراه وكذلك يفعل في شدة الحر وقالوا ثَورَة رجال كَثروَةِ
رجال قال ابن مقبل وثَوْرَةٍ من رِجالِ لو رأَيْتَهُمُ لقُلْتَ إِحدى حِراجِ
الجَرَّ مِن أُقُرِ ويروى وثَرْوةٍ ولا يقال ثَوْرَةُ مالٍ إِنما هو ثَرْوَةُ مالٍ
فقط وفي التهذيب ثَوْرَةٌ من رجال وثَوْرَةٌ من مال للكثير ويقال ثَرْوَةٌ من رجال
وثَرْوَةٌ من مال بهذا المعنى وقال ابن الأَعرابي ثَوْرَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ يعني
عدد كثير وثَرْوَةٌ من مالٍ لا غير والثَّوْرُ القِطْعَةُ العظيمة من الأَقِطِ
والجمع أَثْوَارٌ وثِوَرَةٌ على القياس ويقال أَعطاه ثِوَرَةً عظاماً من الأَقِطِ
جمع ثَوْرٍ وفي الحديث توضؤوا مما غَيَّرتِ النارُ ولو من ثَوْرَ أَقِطٍ قال أَبو
منصور وذلك في أَوّل الإِسلام ثم نسخ بترك الوضوء مما مست النار وقيل يريد غسل
اليد والفم منه ومَنْ حمله على ظاهره أوجب عليه وجوب الوضوء للصلاة وروي عن عمرو
بن معد يكرب أَنه قال أَتيت بني فلان فأَتوني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ فالثور
القطعة من الأَقط والقوس البقية من التمر تبقى في أَسفل الجُلَّةِ والكعب
الكُتْلَةُ من السمن الحَامِسِ وفي الحديث أَنه أَكلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ الاَّثوار
جمع ثَوْرٍ وهي قطعة من الأَقط وهو لبن جامد مستحجر والثَّوْرُ الأَحمق ويقال
للرجل البليد الفهم ما هو إِلا ثَوْرٌ والثَّوْرُ الذكر من البقر وقوله أَنشده
أَبو علي عن أَبي عثمان أَثَوْرَ ما أَصِيدُكُمْ أَو ثَوْريْنْ أَمْ تِيكُمُ
الجمَّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ ؟ فإِن فتحة الراء منه فتحة تركيب ثور مع ما بعده
كفتحة راء حضرموت ولو كانت فتحة إِعراب لوجب التنوين لا محالة لأَنه مصروف وبنيت
ما مع الاسم وهي مبقاة على حرفيتها كما بنيت لا مع النكرة في نحو لا رجل ولو جعلت
ما مع ثور اسماً ضممت إِليه ثوراً لوجب مدّها لأَنها قد صارت اسماً فقلت أَثور ماء
أَصيدكم كما أَنك لو جعلت حاميم من قوله يُذَكِّرُني حامِيمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ
اسمين مضموماً أَحدهما إِلى صاحبه لمددت حا فقلت حاء ميم ليصير كحضرموت كذا أَنشده
الجماء جعلها جماء ذات قرنين على الهُزْءِ وأَنشدها بعضهم الحَمَّاءَ والقول فيه
كالقول في ويحما من قوله أَلا هَيَّما مما لَقِيتُ وهَيَّما وَوَيْحاً لمَنْ لم
يَلْقَ مِنْهُنَّ ويْحَمَا والجمع أَثْوارٌ وثِيارٌ وثِيارَةٌ وثِوَرَةٌ
وثِيَرَةٌَ وثِيرانٌ وثِيْرَةٌ على أَن أَبا عليّ قال في ثِيَرَةٍ إِنه محذوف من
ثيارة فتركوا الإِعلال في العين أَمارة لما نووه من الأَلف كما جعلوا الصحيح نحو
اجتوروا واعْتَوَنُوا دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَروا
وتَعاونُوا وقال بعضهم هو شاذ وكأَنهم فرقوا بالقلب بين جمع ثَوْرٍ من الحيوان
وبين جمع ثَوْرٍ من الأَقِطِ لأَنهم يقولون في ثَوْر الأَقط ثِوَرةٌ فقط وللأُنثى
ثَوْرَةٌ قال الأَخطل وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ وأَرض مَثْوَرَةٌ
كثيرة الثَّيرانِ عن ثعلب الجوهري عند قوله في جمع ثِيَرَةٍ قال سيبويه قلبوا
الواو ياء حيث كانت بعد كسرة قال وليس هذا بمطرد وقال المبرّد إِنما قالوا
ثِيَرَةٌ ليفرقوا بينه وبين ثِوَرَة الأَقط وبنوه على فِعْلَةٍ ثم حركوه ويقال
مررت بِثِيَرَةٍ لجماعة الثَّوْرِ ويقال هذه ثِيَرَةٌ مُثِيرَة أَي تُثِيرُ
الأَرضَ وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إِسرائيل تثير الأَرض ولا تسقي الحرث
أَرض مُثارَةٌ إِذا أُثيرت بالسِّنِّ وهي الحديدة التي تحرث بها الأَرض وأَثارَ
الأَرضَ قَلَبَها على الحب بعدما فُتحت مرّة وحكي أَثْوَرَها على التصحيح وقال
الله عز وجل وأَثارُوا الأَرضَ أَي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها
وأَنْزال زَرْعِها وفي الحديث أَنه كتب لأَهل جُرَش بالحمَى الذي حماه لهم للفَرَس
والرَّاحِلَةِ والمُثِيرَةِ أَراد بالمثيرة بقر الحَرْث لأَنها تُثيرُ الأَرض
والثّورُ يُرْجٌ من بروج السماء على التشبيه والثَّوْرُ البياض الذي في أَسفل
ظُفْرِ الإِنسان وثَوْرٌ حيٌّ من تميم وبَنُو ثَورٍ بَطنٌ من الرَّبابِ وإِليهم
نسب سفيان الثَّوري الجوهري ثَوْر أَبو قبيلة من مُضَر وهو ثور بن عَبْدِ منَاةَ
بن أُدِّ بن طابِخَةَ بن الياس بن مُضَر وهم رهط سفيان الثوري وثَوْرٌ بناحية
الحجاز جبل قريب من مكة يسمى ثَوْرَ أَطْحَل غيره ثَوْرٌ جبل بمكة وفيه الغار نسب
إِليه ثَوْرُ بنُ عبد مناة لأَنه نزله وفي الحديث انه حَرَّمَ ما بين عَيْرٍ إِلى
ثَوْرٍ ابن الأَثير قال هما جبلان أَما عير فجبل معروف بالمدينة وأَما ثور
فالمعروف أَنه بمكة وفيه الغار الذي بات فيه سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
لما هاجر وهو المذكور في القرآن وفي رواية قليلة ما بين عَيْرٍ وأُحُد وأُحد
بالمدينة قال فيكون ثور غلطاً من الراوي وإِن كان هو الأَشهر في الرواية والأَكثر
وقيل ان عَيْراً جبل بمكة ويكون المراد أَنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور
من مكة أَو حرم المدينة تحريماً مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف
ووصف المصدر المحذوف وقال أَبو عبيد أَهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلاً يقال
له ثور
( * قوله « وقال أَبو عبيد إلخ » رده في القاموس بان حذاء أحد جانحاً إلى ورائه
جبلاً صغيراً يقال له ثور ) وإِنما ثور بمكة وقال غيره إِلى بمعنى مع كأَنه جعل
المدينة مضافة إِلى مكة في التحريم
معنى
في قاموس معاجم
الصَرْعُ
الطَّرْحُ بالأَرض وخَصَّه في التهذيب بالإِنسان صارَعَه فصَرَعَه يَصْرَعُه
صَرْعاً وصِرْعاً الفتح لتميم والكسر لقيس عن يعقوب فهو مصروعٌ وصرِيعٌ والجمع صَرْعَى
والمُصارَعةُ والصِّراعُ مُعالَجَتُهما أَيُّهُما يَصْرَعُ صاحِبَه وفي الحديث
مثَلُ ا
الصَرْعُ
الطَّرْحُ بالأَرض وخَصَّه في التهذيب بالإِنسان صارَعَه فصَرَعَه يَصْرَعُه
صَرْعاً وصِرْعاً الفتح لتميم والكسر لقيس عن يعقوب فهو مصروعٌ وصرِيعٌ والجمع صَرْعَى
والمُصارَعةُ والصِّراعُ مُعالَجَتُهما أَيُّهُما يَصْرَعُ صاحِبَه وفي الحديث
مثَلُ المؤمِن كالخامةِ من الزَّرْعِ تَصْرَعُها الريحُ مرة وتَعْدِلُها أُخْرى
أَي تُمِيلُها وتَرْمِيها من جانب إِلى جانب والمَصْرَعُ موضِعٌ ومَصْدَرٌ قال
هَوْبَرٌ الحارثيّ بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ يومَ تأَلَّبَتْ علينا تَمِيمٌ من
شَظًى وصَمِيمِ تَزَوَّدَ مِنّا بَيْنَ أُذْنَيْه طَعْنةً دَعَتْه إِلى هابِي
التُّرابِ عَقِيمِ ورجل صَرّاعٌ وصَرِيعٌ بَيِّنُ الصّراعةِ وصَرِيعٌ شَدِيد
الصَّرْع وإِن لم يكن معروفاً بذلك وصُرَعةٌ كثير الصَّرْع لأَقْرانِه يَصْرَعُ
الناسَ وصُرْعةٌ يُصْرَعُ كثيراً يَطَّرِدُ على هذين بابٌ وفي الحديث أَنه صُرِعَ
عن دابَّة فجُحِشَ شِقُّه أَي سقَطَ عن ظهرها وفي الحديث أَيضاً أَنه أَردَفَ
صَفِيّةَ فَعَثَرَتْ ناقتُه فصُرِعا جميعاً ورجُلٌ صِرِّيعٌ مثال فِسِّيقٍ كثير الصَّرْع
لأَقْرانه وفي التهذيب رجل صِرِّيعٌ إِذا كان ذلك صَنْعَتَه وحالَه التي يُعْرَفُ
بها ورجل صَرّاعٌ إِذا كان شديد الصَّرْعِ وإِن لم معروفاً ورجل صَرُوعُ
الأَقْرانِ أَي كثير الصَّرْع لهم والصُّرَعة هم القوم الذين يَصْرَعُون من
صَارَعُوا قال الأَزهري يقال رجل صُرَعةٌ وقوم صُرَعةٌ وقد تَصارَعَ القومُ
واصْطَرَعُوا وصارَعَه مُصارَعةً وصِراعاً والصِّرْعانِ المُصْطَرِعانِ ورجل
حَسَنُ الصِّرْعةِ مثل الرِّكْبةِ والجِلْسةِ وفي المَثلِ سُوءُ الاسْتِمْساكِ
خَيْر من حُسْنِ الصِّرْعةِ يقول إِذا اسْتَمْسَكَ وإِن لم يُحْسِنِ الرّكْبةَ فهو
خير من الذي يُصْرَعُ صَرْعةً لا تَضُرُّه لأَن الذي يَتماسَكُ قد يَلْحَقُ والذي
يُصْرَعُ لا يَبْلُغُ والصَّرْعُ عِلّة مَعْرُوفة والصَّريعُ المجنونُ ومررت
بِقَتْلى مُصَرَّعِين شُدِّد للكثرة ومَصارِعُ القوم حيث قُتِلُوا والمَنِيّةُ
تَصْرَعُ الحيوانَ على المَثل والصُّرَعةُ الحلِيمُ عند الغَضَبِ لأَن حِلْمَه
يَصْرَعُ غَضَبَه على ضِدّ معنى قولهم الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ وفي الحديث
الصُّرَعةُ بضم الصاد وفتح الراء مثل الهُمَزةِ الرجلُ الحليمُ عِندَ الغَضَب وهو
المبالغ في الصِّراعِ الذي لا يُغْلَبُ فَنَقَلَه إِلى الذي يَغْلِبُ نفسه عند
الغضب ويَقْهَرُها فإِنه إِذا مَلَكها كان قد قَهَرَ أَقْوى أَعْدائِه وشَرَّ
خُصُومِه ولذلك قال أَعْدَى عَدُوٍّ لك نفسُك التي بين جَنْبَيْكَ وهذا من
الأَلفاظ التي نقَلها اللغويون
( * قوله « نقلها اللغويون إلخ كذا بالأصل والذي في النهاية نقلها عن وضعها اللغوي
والمتبادر منه أن اللغوي ضفة للوضع وحينئذ فالناقل النبي صلى الله عليه وسلم
ويؤيده قول المؤلف قبله فنقله الى الذي يغلب نفسه ) عن وضعها لِضَرْبٍ من
التَّوَسُّع والمجاز وهو من فصيح الكلام لأَنه لما كان الغضبانُ بحالة شديدة من
الغَيْظِ وقد ثارَتْ عليه شهوة الغضب فَقَهَرها بحلمه وصَرَعَها بثباته كان
كالصُّرَعَةِ الذي يَصْرَعُ الرجالَ ولا يَصْرَعُونه والصَّرْعُ والصِّرعُ
والضِّرْعُ الضرْبُ والفَنُّ من الشيء والجمع أَصْرُعٌ وصُرُوعٌ وروى أَبو عبيد
بيت لبيد وخَصْمٍ كَبادِي الجِنّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ بِمُسْتَحْوذٍ ذِي مِرّةٍ
وصُرُوعِ بالصاد المهملة أَي بِضُروبٍ من الكلام وقد رواه ابن الأَعرابي بالضاد
المعجمة وقال غيره صُرُوعُ الحبل قُواه ابن الأَعرابي يقال هذا صِرْعُه وصَرْعُه
وضِرْعُه وطَبْعُه وطَلْعُه وطِباعُه وطِبَيعُه وسِنُّه وضَرْعُه وقَرْنُه
وشِلْوُهُ وشُلَّتُه أَي مِثْلُه وقول الشاعر ومَنْجُوبٍ له منْهُنَّ صِرْعٌ
يَمِيلُ إِذا عَدَلْتَ بهِ الشّوارا هكذا رواه الأَصمعي أَي له مِنْهُنَّ مثل قال
ابن الأَعرابي ويروى ضِرْعٌ بالضاد المعجمة وفسره بأَنه الحَلْبة والصَّرْعانِ إِبلان
تَرِدُ إِحداهما حين تَصْدُر الأُخرى لكثرتها وأَنشد ابن الأَعرابي مِثْل البُرامِ
غَدا في أصْدةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاهُ فَرَّجْتُ عنه
بِصَرْعَيْنا لأَرْملةٍ وبائِسٍ جاءَ مَعْناهُ كَمَعْناه قال يصف سائلاً شَبَّهَه
بالبُرام وهو القُراد لم يَسْتَعِنْ يقول لم يَحْلِقْ عانته وحَوامِي الموت
وحَوائِمُهُ أَسبابُه وقوله بصَرْعَيْنا أَراد بها إِبلاً مختلفة التِّمْشاء تجيء
هذه وتذهب هذه لكثرتها هكذا رواه بفتح الصاد وهذا الشعر أَورده الشيخ ابن بري عن
أَبي عمرو وأَورد صدر البيت الأَول ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأصْدتِه والصِّرْعُ
المِثْلُ قال ابن بري شاهِدُه قول الراجز إِنَّ أَخاكَ في الأَشاوٍي صِرْعُكا
والصِّرْعانِ والضِّرْعانِ بالكسر المِثْلانِ يقال هما صِرْعانِ وشِرْعانِ
وحِتْنانِ وقِتْلانِ كله بمعنى والصَّرْعانِ الغَداةُ والعشِيُّ وزعم بعضهم أَنهم
أَرادوا العَصْرَيْنِ فقُلِبَ يقال أَتيتُه صَرْعَى النهارِ وفلان يأْتينا
الصَّرْعَيْنِ أَي غُدْوةً وعَشِيَّةً وقيل الصَّرْعانِ نصف النهار الأَول ونصفه
الآخر وقول ذي الرمة كأَنَّني نازِعٌ يَثْنِيهِ عن وَطَنٍ صَرْعانِ رائحةً عَقْلٌ
وتَقْيِيدُ أَراد عَقْلٌ عَشِيّةً وتَقْيِيدٌ غُدْوةً فاكتفى بذكر أَحدهما يقول
كأَنني بعير نازعٌ إِلى وَطَنِه وقد ثناه عن إِرادته عَقْلٌ وتَقْيِيدٌ فَعَقْلُه
بالغداةِ ليَتَمَكَّنَ في المَرْعَى وتقييدُه بالليل خوفاً من شِرادِه ويقال
طلبْتُ من فلان حاجة فانصَرَفْتُ وما أَدرِي على أَيّ صِرْعَيْ أَمرِه هو أَي لم
يتبين لي أَمرُه قال يعقوب أَنشدني الكلابي فَرُحْتُ وما ودَّعْتُ لَيْلى وما
دَرَتْ على أَيِّ صِرْعَيْ أَمرِها أَتَرَوَّحُ يعني أَواصلاً تَرَوَّحْتُ من
عندها أَو قاطعاً ويقال إِنه لَيَفْعَلُ ذلك على كلِّ صِرْعةٍ
( * قوله « على كل صرعة هي بكسر الصاد في الأصل وفي القاموس بالفتح ) أَي يَفْعَلُ
ذلك على كلّ حال ويقال للأَمر صَرْعان أَي طَرَفان ومِصْراعا البابِ بابان منصوبان
ينضمان جميعاً مَدْخَلُهما في الوَسَط من المِصْراعَيْنِ وقول رؤبة إِذْ حازَ
دُوني مِصْرَعَ البابِ المِصَكّْ يحتمل أَن يكون عندهم المِصْرَعُ لغة في
المِصْراعِ ويحتمل أَن يكون محذوفاً منه وصَرَعَ البابَ جعَل له مِصْراعَيْنِ قال
أَبو إِسحق المِصْراعانِ بابا القصيدة بمنزلة المِصْراعَيْنِ اللذين هما بابا
البيت قال واشتِقاقهما الصَّرْعَيْنِ وهما نصفا النهار قال فمن غُدْوةٍ إِلى
انتصاف النهار صَرْعٌ ومن انتصاف النهار إِلى سقوط القُرْص صَرْع قال الأَزهري
والمِصْراعانِ من الشعْر ما كان فيه قافيتان في بيت واحد ومن الأَبواب ما له بابان
منصوبان ينضَمّان جميعاًمَدْخَلُهما بينهما في وسط المصراعين وبيتٌ من الشعْر
مُصَرَّعٌ له مِصْراعانِ وكذلك باب مُصَرَّعٌ والتصريعُ في الشعر تَقْفُِهُ
المِصْراعِ الأَول مأْخوذ من مِصْراعِ الباب وهما مُصَرَّعانِ وإِنما وقع التصريعُ
في الشعر ليدل على أَنّ صاحبه مبتدِئٌ إِما قِصّةً وإِما قصِيدة كما أَن إِمّا
إِنما ابْتُدِئَ بها في قولك ضربت إِما زيداً وإِمّا عمراً ليعلم أَن المتكلم شاكّ
فمما العَرُوضُ فيه أَكثر حروفاً من الضرب فَنَقَصَ في التصريعِ حتى لحق بالضرب
قَوْلُ امرِئِ القَيْسِ لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجَاني كَخَطِّ زَبُورٍ في
عَسِيبِ يَماني ؟ فقوله شَجاني فعولن وقوله يماني فعولن والبيت من الطويل وعروضه
المعروف إِنما هو مفاعلن ومما زِيد في عروضه حتى ساوَى الضرْبَ قول امرئ القيس
أَلا انْعِمْ صَباحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالي وهل يَنْعَمَنْ مَن كان في
العُصُرِ الخالي ؟ وصَرَّعَ البيتَ من الشعر جعلَ عَرُوضه كضربه والصرِيعُ
القضِيبُ من الشجر يَنْهَصِرُ إِلى الأَرض فيسقط عليها وأَصله في الشجرة فيبقى
ساقطاً في الظل لا تُصِيبُه الشمس فيكون أَلْيَنَ من الفَرْعِ وأَطيَبَ رِيحاً وهو
يُسْتاكُ به والجمع صُرُعٌ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أَن
يَسْتاكَ بالصُّرُعِ قال الأَزهري الصَّرِيعُ القضِيبُ يَسْقُطُ من شجر البَشام
وجمعه صِرْعانٌ والصَّريعُ أَيضاً ما يَبِسَ من الشجر وقيل إنما هو الصَّرِيفُ
بالفاء وَقيل الصَّرِيعُ السوْطُ أَو القَوْسُ الذي لم يُنْحَتْ منه شيء ويقال
الذي جَفَّ عُوده على الشجرة وقول لبيد منها مَصارِعُ غايةٍ وقِيامُها
( * في معلقة لبيد منه مصرَّعُ غابةٍ وقيامها )
قال المَصارِعُ جمع مَصْرُوعٍ من القُضُب يقول منها مَصْرُوعٌ ومنها قائم والقياس
مَصارِيعُ وذكر الأَزهري في ترجمة صعع عن أَبي المقدام السُّلَمِيّ قال تَضَرَّعَ
الرجلُ لصاحبه وتَصَرَّعَ إِذا ذَلَّ واسْتَخْذَى