الثَّوْر : الهَيَجانُ . ثار الشَّيءُ هاجَ ويقال للغَضْبان أَهْيجَ ما يكونُ : قد ثارَ ثائِرُه وفارَ فائِرُه إذا هاج غَضَبُه . الثَّوْر : الوَثْبُ وقد ثارَ إليه إذا وَثَبَ . وثارَ به النّاسُ أَي وَثَبُوا عليه
الثَّوْرُ : السُّطُوعُ . وثارَ الغُبَارُ : سَطَعَ وظَهَرَ وكذا الدُّخَانُ وغيرُهما وهو مَجازٌ
الثَّوْرُ : نُهُوضُ القَطَا مِن مَجَائِمه . ثارَ الجَرادُ ثَوْراً وانْثَار : ظَهَرَ . الثَّوْرُ : ظُهُورُ الدَّمِ يقال ثارَ به الدَّم ثّوْراً كالثُّؤُورِ بالضّم والثَّوَرانِ محرَّكةً والتَّثَوُّرِ في الكُلّ قال أبو كَبيرٍ الهُذَليُّ :
يَأوِي إلى عُظْمِ الغَريفِ ونَبْلُه ... كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ . وأثَارَه هو وأثَرَه على القَلْب وهَثَرَه على البَدَل وثَوَّرَه واسْتَثارَه غيرُه كما يُستَثارُ الأسَدُ والصَّيْدُ أَي هَيَّجَه . الثَّوْرُ : القِطعةُ العَظيمةُ من الأقِط . ج أثْوَارٌ وثِوَرَةٌ بكسرٍ ففتحٍ على القياس . وفي الحديث : " تَوَضَّؤُوا مّما غَيَّرَت النّارُ ولو من ثَوْرِ أَقطٍ " . قال أبو منصور : وقد نُسخَ حُكمُهُ . ورُوِيَ عن عَمْرو بن مَعْدِي كَرِبَ أنّه قال : أتَيتُ بني فلانٍ فأَتَوْنِي بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ فالثَّوْر : القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقطِ والقَوس : البَقيَّةُ من التَّمْر تَبْقَى في أَسفَلِ الجُلَّة والكَعْب : الكُتْلَةُ من السَّمْن الجَامِس . والأَقِطُ هو لَبَنٌ جامِد مُسْتَحْجِرٌ
الثَّوْرُ : الذَّكَرُ من البَقَر . قال الأعشى :
لَكَا لثَّوْر والجِنِّيُّ يَضْرِبُ ظَهْرَه ... وما ذَنْبُه أَنْ عافَت الماءَ مَشْرَبَا . أَراد بالجِنيِّ اسمَ راعٍ . والثَّوْرُ ذَكَرُ البَقَرِ يُقَدَّم للشُّرْب ليَتْبَعَه إناثُ البَقَرِ قاله أبو منصور وأنشد :
كما الثَّوْر يَضْرِبُه الرّاعِيَانِ ... وما ذَنْبُه أنْ تَعافَ البَقَرْ . وأنشدَ لأنَسِ بن مُدْرك الخَثْعَميِّ :
إنِّي وقَتْلِي سُلَيْكاً ثمَّ أعْقِلَه ... كالثَّوْر يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ
قيل : عَنَي الثَّوْرَ الذي هو ذَكَرُ البَقَر لأن البَقَرَ يَتْبَعُه فإذا عافَ الماءَ عافَتْه فيُضْرَب ليَرِدَ فتَرِدَ معه . ج أَثْوَارٌ وثِيَارٌ بالكسر وِثيَارَةٌ وثِوَرَةٌ وثِيَرَةٌ بالواو والياءِ وبكسر ففتحٍ فيهما وثِيرَةٌ بكسرٍ فسكونٍ وثِيرَانٌ كجِيرَةٍ وجِيرَان على أن أَبا عليٍّ قال في ثِيَرَةٍ : إنّه محذوفٌ من ثِيَارَةٍ فَتركوا الإعلالَ في العَيْن أَمارةً لما نَوَوهْ من الألف كما جَعَلوا تَصحيحَ نحْوِ اجْتَوَرُوا واعْتَوَنُوا دليلاً على أَنه في معنَى ما لا بُدَّ من صحَّته وهو تَجَاوَرُوا وتَعاوَنُوا . وقال بعضُهم : هو شاذٌّ وكأَنهم فرَّقوا بالقَلْب بين جَمْعِ ثَوْرٍ من الحيوان وبين جَمْعِ ثَوْرٍ من الأَقِط لأنَّهُم يقولُون في ثَوْر الأَقط : ثِوَرَةٌ فقط . والأُنْثَى : ثَوْرَةٌ قال الأَخطل :
" وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ . وأرْضٌ مَثْوَرَةٌ : كَثيرَتُه أي الثَّوْر عن ثعلب
الثَّوْرُ : السَّيَّدُ وبه كُنِّيَ عَمْرُو بن مَعْدِي كَرِبَ : أبا ثَوْرٍ . وقول عليٍّ رضي الله عنه : " إنّمَا أُكِلْتُ يَومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأبيضُ " عَنَي به عثمانَ رضي الله عنه لأنه كان سَيِّداً وجعلَه أبيضَ لأنه كان أشْيَبَ . الثَّوْرُ : ما عَلاَ الماءَ مِن الطُّحْلُب والعَرْمَض والغَلْفَق ونحوه . وقد ثارَ ثَوْراً وثَوَرَاناً وثَوَّرْتُه وأثرته كذا في المُحْكَم وبه فُسِّر قَولُ أَنَس بن مُدْرِك الخَثْعَميِّ السابق في قَوْلٍ قال : لأنّ البَقّارَ إذا أَوْرَدَ القِطْعَةَ من البَقَر فعافَت الماءَ وصَدَّهَا عنه الطُّحْلُبُ ضَرَبَه ليَفْحَصَ عن الماء فَتشْربه ويقال للطُّحْلُب : ثَوْرُ الماءِ حَكَاه أَبو زَيْد في كتاب المَطَر
الثَّوْرُ : البَيَاضُ الذي في أصْل الظُّفر ظُفر الإنسانِ . الثَّوْرُ : كلُّ ما عَلاَ الماءَ من القُمَاس . ويقال : ثَوَّرَتُ كُدُورَةَ الماءِ فثَارَ . الثَّوْرُ : المَجْنُون وفي بعض النُّسَخ : الجُنُون وهو الصَّواب كأنّه لهيَجانه
من المَجَاز : الثَّوْرُ : حُمْرةُ الشَّفَق النّائرَةُ فيه . وفي الحديث : " صلاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ إذا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ " . وهو انتشارُ الشَّفَق وثَوَرانُه : حُمْرَتُه ومُعْظَمُه . ويقال : قد ثَارَ يَثُور ثَوْراً وثَوَراناً إذا انتشرَ في الأُفُق وارتفعَ فإذا غاب حَلَّتْ صلاةُ العِشَاءِ الآخِرةَ . وقال في المَغْرب : ما لم يَسْقُط ثَوْرُ الشَّفَقِ . الثَّوْرُ : الأَحْمَقُ يُقَال للرَّجُل البَليدِ الفَهْمِ : ما هو إلاّ ثَوْرُ
من المَجاز : الثَّوْرُ : بُرْجٌ في السَّمَاء من البُرُوج الإثْنَيْ عَشَرَ على التَّشْبيه
من المَجاز : الثَّوْرُ : فَرَسُ العاصِ بن سَعيدٍ القُرَشيِّ على التَّشْبيه . وثَوْرُ : أبو قَبيلةٍ من مُضَرَ وهو ثَوْر بنُ عبد مَنَاةَ بنِ أُدِّ بن طابخَةَ بن الياسِ بن مُضَرَ منهم : الإمام المحدِّثُ الزّاهدُ أبو عبد الله سُفيَانُ بنُ سَعِيد بن مَسْرُوق بن حَبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبةَ بن أُبَيّ بن عبد الله بن مُنْقِذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبةَ بن عامر بن مِلْكان بنِ ثور رَوَى عن عَمُرِو بن مُرّةَ وسَلَمَةَ بن كُهَيْل وعنه ابنُ جُرَيج وشُعبةُ وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وفُضَيلُ بنُ عِياضٍ . تُوُفِّيَ سنةَ 161 ، وهو ابنُ أربع وستين سنة . ً ثَوْرُ : وادٍ ببلاد مُزَيْنَةَ نقلَه الصّغانيُّثَوْرُ : جَبَلٌ بمكّةَ شَرَّفَها اللهُ تعالَى وفيه الغارُ الذي بات فيه سيِّدُنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلمَّ لما هَاجَرَ وهو المذكورُ في التَّنْزيل : " ثانِي اثْنَيْن إذْ هُمَا في الغَار " ويُقَال له : ثَوْرٌ أطْحَلَ واسمُ الجَبَل أَطحَلُ نَزَلَه ثَوْرٌ بنُ عبدِ مَناةَ فنُسبَ إليه وقال جماعةٌ : سُمِّيَ أَطْحَلَ لأنّ أَطْحَلَ بنَ عبدِ مَنَاةَ كان يَسكنُه : وثورٌ أيضاً : جَبَلٌ صغيرٌ إلى الحُمْرة بتَدْوير بالمدينة المُشَرَّفة خَلْفَ أُحُدٍ من جِهة الشَّمَال . قاله السيُوطيُّ في كتاب الحَجِّ من التَّوْشيح قال شيخُنَا : ومالَ إلى القول به وتَرْجيحه بأَزْيَدَ من ذلك في حاشِيَته على التِّرْمذيّ . ومنه الحديثُ الصَّحيحُ : " المدينةُ حَرَمٌ ما بينِ عَيْرِ إلى ثَوْرٍ " وهما جَبَلان . وأما قولُ أبي عُبَيد القَاسم بنِ سَلاَم بالتخفيف وغيره من الأكابر الأعلام : إنّ هذا تَصْحيفٌ والصَّوابُ مِن عَيْر إلى أُحُد لأن ثَوْراً إنّما هو بمكةَ وقال ابنُ الأثير : أمّا عَيْرٌ فجبلٌ معروفٌ بالمدينة وأما ثَوْرٌ فالمعروفُ أنه بمكِّةَ وفيه الغارُ وفي رواية قليلةٍ : ما بين عَيْرُ أُحُدِ وأُحُدٌ بالمدينة قال : فيكون ثَوْرٌ غَلَطاً من الرّاوي وإن كان هو الأَشهر في الرِّواية والأكثرَ . وقيل : إن عَيْراً جبلٌ بمكةَ ويكون المرادُ أنه حَرَّمَ من المدينة قَدْرَ ما بين عَيْرٍ وثَوْرٍ من مكّةَ أو حَرّمَ المدينةَ تحريماً مثلَ تحريم ما بينِ عيرٍ وثَوْرٍ بمكةَ على حذف المُضَاف ووصْف المصدر المحذوف فغيرُ جَيِّدٍ هو جوابُ وأمَّا إلخ ثم شَرَعَ المصنِّف في بيان عِلَّة رَدِّه وكَوْنه غيرَ جَيِّدٍ فقال : لِمَا أَخْبَرَني الإمامُ المحدِّثُ الشُّجَاعُ أبو حَفْصٍ عُمَرُ البَعْلِيُّ الشيخُ الزّاهدُ عن الإمام المحدِّث الحافظ أبي محمّدٍ عبد السلام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصْريِّ الحَنْبَليِّ ما نَصَّه : أن حِذَاء أُحُدٍ جانِحاً إلى ورائِه مِن جهة الشَّمَال جَبَلاً صغيراً مُدَوَّراً إلى حُمْرة يقال له : ثَوْرٌ وقد تَكَرَّرَ سُؤالي عنه طوائفَ مختلفةً من العَرَب العارفين بتلك الأرض المُجاورين بالسُّكْنَى فكلُّ أخبرَني أنّ اسمَه ثَوْرٌ لا غير ووجدتُ بخطِّ بعض المحدِّثين قال : وَجدتُ بخطِّ العَلاّمة شمس الدِّين محمّد بن أبي الفتح بن أبي الفَضْل بن بَرَكَات الحَنْبَليِّ حاشيَةً على كتاب مَعَالم السُّنَن للخَطّابيّ ما صُورَتُه : ثَوْرٌ جَبَلٌ صغيرٌ خَلْفَ أُحُد لكنه نُسِيَ فلم يَعْرِفه إلاّ آحادُ الأَعراب بدليل ما حَدَّثَني الشيخُ الإمامُ العالمُ عَفِيفُ الدِّين عبدُ السلام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصْريُّ وكان مُجَاوراً بمدينة الرِّسُول صلَّى الله عليه وسلَّم فوقَ الأربعينَ سنةً قال : كنتُ إذا ركبتُ مع العَرَب أسأَلُهم عمّا أمُرّ به من الأَمِكنَة فمررتُ راكباً مع قَوم من بني هَيْثَمِ فسأَلتُهُم عن جَبَلٍ خَلْفَ أُحُد : ما يُقَال لهذا الجَبَل ؟ فقالوا : يُقَال له : ثَوْرٌ فقلتُ : من أين لكُم هذا ؟ فقالوا : من عَهْد آبائنا وأجدادنَا فنزلتُ وصَلَّيْتُ عند ركعَتَيْن شُكْراً لله تعالَى . ثم ذَكَر العلَّةَ الثانيةَ فقال : ولمَا كَتَبَ إليَّ الإمامُ المحدِّث الشيخُ عَفيفُ الدِّين أبو محمّد عبدُ الله المَطَرِيُّ المَدَنيُّ نَقْلاً عن والده الحافظ الثِّقَة أَبي عبد الله محمّد المَطَريِّ الخَزْرَجيِّ قال : إنّ خَلْفَ أُحُدٍ عن شِمَاليِّه جَبَلاً صغِيراً مُدَوَّراً إلى الحُمْرة يُسَمَّى ثَوْراً يعرفُه أهلُ المدينة خَلَفاً عن سَلَف قال مُلاّ عليٌّ في النّامُوس : لو صَحَّ نَقْلُ الخَلَف عن السَّلَف لَمَا وَقَعَ الخُلْفُ بين الخَلَف . قلتُ : والجوابُ عن هذا يُعْرَف بأَدْنَى تَأَمُّل في الكلام السابق . وثَوْرُ الشِّبَاك ككِتاب : وبُرْقَةُ الثَّوْر بالضمّ : مَوْضعان قال أبو زياد : بُرْقَةُ الثَّوْرِ : جانبُ الصَّمّان . وثَوْرَى وقد يُمَدُّ : نَهرٌ بدمشقَ في شَماليِّ بَرَدَى هُوَ وبَانَاسُ يَفْتَرقَان من بَرَدَى يَمُرّان بالبَوادي ثم بالغُوطَة قال العمَادُ الأصفَهَانيُّ يذكرُ الأنهارَ من قصيدة :
يَزيدُ اشْتيَاقي ويَنْمُو كَمَا ... يَزِيد يَزيدُ وثَوْرَى يَثُورْوأبو الثَّوْرَيْن محمّدُ بنُ عبد الرَّحمن الجُمَحيُّ وقيل : المكيّ التّابعيُّ يَرْوِى عن ابن عُمَرَ وعنه عَمْرُو بنُ دينار ومَن قال : عَمْرُو بنُ دينار عن أبي السّوّار فقد وَهِمَ
يُقَال : ثَوْرَةٌ من كثَرْوَة من مالٍ وقال ابن مُقْبل :
وثَوْرَةٌ من رِجالٍ لو رأيتَهُمُ ... لقُلتَ إِحْدَى حِرَاجِ الجَرِّ من أُقُرِ . ويُرْوَى : وثَرْوَةٌ أي عَدَد كثير وهي مرفوعَةٌ معطوفةٌ على ما قبلها وهو قوله : فينَا خَنَاذيذُ وليست الواوُ واروَ رُبَّ نَبَّه عليه الصَّغَانيُّ . وفي التهذيب : ثَوْرَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ من مال للكَثير . ويقال : ثَرْوَةٌ من رجال ثرْوَةٌ من مال بهذا المعنى . وقال ابنُ الاعرابيِّ : ثورَةٌ من رجال وثَرْوةٌ يعني : عَدَدٌ كثيرٌ وثَرْوةٌ من مالٍ لا غير
والثَّوّارَةُ : الخَوْرَانُ عن الصغانيّ . وفي الحديث : " فرأَيتُ الماءَ يَثُور مِن بين أصَابعه " أي يَنْبُع بقوَّة وشدَّة . والثَّائرُ من المَجَاز : ثارَ ثائرُه وفارَ فائرُه يُقَال ذلك إذا هاجَ الغَضَبُ . وثَوْرُ الغَضَب : حدَّتُه . والثائرُ أيضاً : الغَضْبانُ . والثِّيرُ بالكسر : غِطَاءُ العَيْن نقلَه الصَّغَانيُّ
في الحديث : " أنه كَتَبَ لأهل جُرَشَ بالحِمَى الذي حَماه لهم للفَرَس والرّاحلَة والمُثيَرة وهو بالكَسْر وأراد بالمُثيرَة : البَقَرَة تُثيرُ الأَرضَ . ويقال : هذه ثِيَرةٌ مُثيرَةٌ أي تُثِيرُ الأرضَ وقال الله تعالَى في صفة بَقَرَةِ بني إسرائيلَ : " تُثيرُ الأرضَ ولا تَسْقِي الحَرْثَ " . وأثارَ الأرضَ : قَلَبَها على الحَبِّ بعد ما فُتِحَتْ مَرَّةً وحُكِيَ : أَثْوَرَهَا على التَّصْحيخ وقال الله عَزَّ وجَلّ : " وأَثَارُوا الأرضَ " أي حَرَثُوها وزَرَعُوها واستَخرجُوا بَرَكاتِهَا وأنْزَالَ زَرْعِهَا . وثاوَرَه مُثاوَرَةً وثِوَراً بالكسر عن اللِّحيانيّ : وَاثَبَه وساوَرَه . وثَوَّرَ الأَمْرَ تَثْويراً : بَحَثَه . وثَوَّرَ القُرآنَ : بَحَثَ عن معانِيه وعن علْمه . وفي حديثٍ آخَرَ : " مَن أرادَ العِلْمَ فلْيُثَوِّر القُرآن " قال شَمرٌ : تَثْويرُ القرْآن : قِراءَتُه ومُفَاتَشَةُ العُلَمَاءِ به في تفسيره ومعانيه . وقيل : ليُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّرْ في معانيه وتفسيرِه وقراءَته . وثُوَيرُ بن أبي فاخَتةَ سعيدُ بنُ عِلاقَةَ أَخُو بُرْدٍ وأَبوهما مَوْلَى أُمِّ هانئٍ بنت أبي طالب عِدَادُه في أَهل الكُوفة : تابعيُّ . الصّوابُ أنه من أتباع التّابعين لأنه يَرْوِي مع أَخيه عن أَبيهما عن عليِّ بن أبي طالب كذا في كتاب الثِّقَات لابن حِبّانَ . والثُّوَيْرُ : ماءٌ بالجزيرة من مَنَازل تَغْلِبَ بن وائلٍ وله يَوْمٌ معروفٌ قُتِلَ فيه المُطَرَّحُ وجماعةٌ من النَّجْديَّة وفيه يقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَةَ الشاعر :
إنْ تَقْتُلُونا بالقَطِيف فإنَّنا ... قَتَلْنَاكُمُ يَومَ الثُّوَيْر وصَحْصَحَا . كذا في أنْسَاب البَلاذُريّ
الثُّوَيْرُ : أَبْرَقٌ لجعفر بنِ كلابٍ قُرْبَ سُوَاجَ من جبال ضَرِيَّةَ
ومّما يُستدرَكَ عليه : يقال : انْتَظرْ حتى تَسْكُنَ هذه الثَّورةُ وهي الهَيْجُ . وقال الأصمعيُّ : رأيتُ فلاناً ثائرَ الرَّأْس إذا رأيتَه قد اشْعَانَّ شَعْرُه أي انتشرَ وتَفَرَّقَ . وفي الحديث : " جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرَّأْس يسألُه عن الإيمان " أي مُنْتَشرَ شَعر الرأْس قائمَه فحذَفَ المُضاف . وفي آخَرَ : " يَقُومُ إلى أَخيه ثائراً فَريصَتُه " أي : مُنْتَفخَ الفَريصَة قائمهَا غَضَباً وهو مَجازٌ وأراد بالفَريصَة هنا عَصَبَ الرَّقَبة وعُرُوقها لأنها هي التي تَثُور عند الغَضَب
ومِن المَجَاز : ثارتْ نَفْسُه : جَشَأَتْ قال أبو منصور : جَشَأَتْ أي ارتفعتْ وجاشتْ أي فارَتْ
ويقال : مَرَرتُ بأرَانبَ فأَثَرْتُهَا . ويُقَال : كيف الدَّبَى ؟ فيقال : ثائرٌ وناقرٌ فالثّائرُ ساعةَ ما يَخرج من التُّرَاب والناقرُ حينَ يَنقُر من الأرض أي يَثِبُ . وَثَوَّرَ البَرْكَ واستثارَهَا أي أَزْعَجَها وأَنْهَضَهَا . وفي الحديث : " بل هي حُمَّى تَثُورُ أو تَفُور "
والثَّوْرُ : ثَورَان الحَصْبَة : وثارت الحصَبَةُ بفلانٍ ثَوْراً وثُؤُوراً وثُؤَاراً وثَوَرَاناً : انتَشرتْوحَكَى اللِّحْيَانيّ : ثارَ الرجلُ ثَوَرَاناً : ظَهَرَتْ فيه الحَصْبَةُ وهو مَجازٌ . ومنه أيضاً : ثار بالمَحْمُوم الثَّوْرُ وهو ما يَخْرجُ بفِيه من البَثْر . ومن المَجَاز أيضاً : ثَوَّرَ عليهم الشَّرَّ إذا هَيَّجَه وأظهرَه وثارَتْ بينهم فِتْنَةٌ وشَرٌ وثار الدَّمُ في وَجهه
وفي حديث عبد الله : " أَثِيرُوا القُرآنَ فإنه فيه خَبَرُ الأوَّلينَ والآخرين " . وفي رواية : " عِلْم الأوْلين والآخرين " . وقال أبو عَدْنَان : قال مُحَارِب صاحبُ الخَلِيل : لا تَقْطَعْنا فإنك إذا جئتَ أثَرْتَ العَرَبيَّةَ وهو مَجازٌ . وأَثَرْتُ البَعِيرَ أُثِيرُه إثارَةً فثارَ يَثُورُ وَتَثَوَّرَ تَثَوُّرَاً إذا كان باركاً فبَعَثَه فانْبَعَثَ وأثاَر التُّرَابَ بقَوائِمِه إثارَةً : بَحَثَه قال :
يُثيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويُهيلُه ... إثَارَةَ نَبَّاثِ الهَوَاجرِ مُخْمِسِ . وثَوْرٌ : قَبيلَةٌ مِن هَمْدَانَ وهو ثَوْرُ بنُ مالك بن مُعاويَةَ بن دُودانَ بن بَكِيلِ بنِ جُشَم . وأبو خالد ثَوْرُ بنُ يَزِيدَ الكَلاَعيُّ : من أَتباع التّابِعِين قَدِمَ العراقَ وكَتَبَ عنه الثَّوْرِيُّ . وأبو ثَوْرٍ صاحبُ الإمَامِ الشّافِعِيِّ والنِّسبةُ إليه الثَّوْرِيُّ منهم : أَبو القاسم الجُنَيد الزّاهِدُ الثَّوْرِيُّ كان يُفْتى على مَذهبه . وإلى مَذهب سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أبو عبد الله الحُسَينُ بنُ محمّدٍ الدِّينَوَرِيُّ الثَّوْرِيُّ . والحافظُ أبو محمّد عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد الدُّوِنيُّ الثَّوْرِيُّ راوِي النَّسائِيِّ عن الكَسَّار
وثُوَيْرَةُ مصغَّراً : جَدُّ الحَجّاجِ بن علاطِ السُّلميّ وهو والدُ نَصْرِ بنِ الحَجّاج . وفلانٌ في ثُوَارِ شَرٍّ كغُرَابٍ وهو الكَثِيرُ . والثّائٍرُ : لَقَبُ جماعةٍ من العَلَوِييِّن
فصل الجيم مع الراء
الصَّرْع بالفَتْح ويُكسَر هو الطَّرْحُ على الأرض وفي العُبابِ واللِّسان : بالأرضِ وخصَّه في التهذيبِ بالإنسان صارَعَه فَصَرَعه صَرْعَاً وصِرْعاً : الفَتحُ لتَميمٍ والكسرُ لقَيسٍ عن يعقوبٍ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيّ كالمَصْرَعِ كَمَقْعَدٍ قال هَوْبَرٌ الحارِثيُّ :
بمَصْرَعِنا النعمانَ يَوْمَ تأَلَّبَتْ ... عَلَيْنا تَميمٌ مِن شَظىً وصَميمِ وهو مَوْضِعُه أيضاً قال أبو ذُؤَيْبٍ يرثي بَنيه :
سبَقوا هَويَّ وأَعْنَقوا لهَواهُمُ ... فَتُخُرِّموا ولكلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
وقد صَرَعَه كَمَنَعه وفي الحديث : " مثلُ المُؤمنِ كالخامَةِ من الزَّرْعِ تَصْرَعُها الرِّيحُ مَرّةً وتَعْدِلُها أُخرى " أي تُميلُها وتَرميها من جانبٍ إلى جانبٍ . والصِّرْعَة بالكَسْر للنَّوعِ مثلُ : الرِّكْبَةُ والجِلسَة ومنه المثَل : سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَيرٌ من حُسنِ الصِّرْعَة . يقال : إذا اسْتَمسكَ وإن لم يُحسن الرِّكْبَةَ فهو خَيرٌ من الذي يُصْرَعُ صَرْعَةً لا تَضُرُّه لأنّ الذي يَتَمَاسَكُ قد يَلْحُق والذي يُصْرَعُ لا يَبْلُغُ ويُروى : حُسنُ الصَّرْعة بالفَتْح : بمعنى المَرَّة . الصُّرْعَة بالضَّمّ : مَن يَصْرَعَه الناسُ كَثيراً . الصُّرَعَة كهُمَزَةٍ : مَن يَصْرَعُهم وهو الكثيرُ الصَّرْعِ لأقْرانِه يطَّرِدُ على هذيْن بابٌ وقد تقدّم تحقيقِه في لقط وفي الحديثِ : " ما تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فيكم ؟ قالوا : الذي لا يَصْرَعُه الرِّجال قال : ليس بذاك ولكنّه الذي يَمْلِكُ نَفْسَه عند الغَضَب " ويُروى : " الحَليمُ عند الغضَب " وقال الليثُ : قال مُعاوية رَضِيَ الله عنه : لم أكُن صُرَعَةً ولا نُكَحَةً . وفي اللِّسان : الصُّرَعة الذي لا يُغلَب وسمَّى في الحديث : " الحَليم عند الغضَب " صُرَعَةً لأنَّ حِلمَه يَصْرَع غَضَبَه على ضِدِّ معنى قولِهم : الغضبُ غولُ الحِلمِ قال : فَنَقَله إلى الذي يَغْلِبُ نَفْسَه عند الغضبِ ويَقْهَرُها فإنّه إذا مَلَكَها كأنّه قَهَرَ أَقْوَى أعدائِه وشَرَّ خصومِه ولذلك قال : أَعْدَى عدُوٍّ لكَ نَفْسُكَ التي بينَ جَنْبَيْكَ " وهذا من الألفاظِ التي نَقَلَها اللُّغَويُّون من وَضْعِها لضَربٍ من التوَسُّعِ والمَجاز وهو من فَصيحِ الكلامِ ؛ لأنّه لمّا كان الغَضبانُ بحالةٍ شديدةٍ من الغَيظِ وقد ثارَتْ عليه شَهْوَةُ الغضبِ فَقَهَرها بحِلمِه وصَرَعَها بثَباتِه كان كالصُّرَعةِ الذي يَصْرَع الرِّجالَ ولا يَصْرَعونَه كالصِّرِّيعِ والصُّرَّاعَة كسِكِّينٍ ودُرّاعة الثانية عن الكسائيِّ يقال : رجلٌ صِرِّيعٌ : شديدُ الصِّراعِ وإن لم يكن مَعْرُوفاً بذلك وفي التهذيب : هو إذا كان ذلك صَنْعَتَه وحالَه التي يُعرَف بها . الصَّرِيع كأميرٍ : المَصْروع ج : صَرْعَى يقال : تَرَكْتُه صَريعاً وتَرَكْتُهم صَرْعَى وفي التنزيل العزيز : " فترى القَومَ صَرْعَى " . الصَّريع : القَوسُ التي لم يُنحَتْ منها شيءٌ وهو مَجاز أو التي جَفَّ عُودُها على الشجَر وقيل : إنّما هو الصريف بالفاء كما سيأتي وكذلك السَّوْطُ إذا لم يُنحَت منه يقال له : صَريعٌ . منَ المَجاز أيضاً : الصَّريع : القضيبُ من الشجرِ يَنْهَصِرُ أي يَتَهَدَّل إلى الأرضِ فيسقُطُ عليها وأصلُه في الشجرةِ فيبقى ساقِطاً في الظِّلِّ لا تُصيبُه الشمسُ فيكونُ أَلْيَنَ من الفَرع وأَطْيَبَ رِيحاً وهو يُستاكُ به ج : صُرْعٌ بالضَّمّ ومنه الحديث : " أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم كان يُعجِبُه أنْ يَسْتَاكَ بالصُّرْع " وفي التهذيب : الصَّريع : القضيبُ يسقطُ من شجَرِ البَشامِ وجمعُه : صُرْعانٌ . والصَّرْع : عِلّةٌ معروفةٌ كما في الصحاح . وقال الرئيسُ : تَمْنَعُ الأعضاءَ النَّفيسَةَ من أَفْعَالِها مَنْعَاً غيرَ تامٍّ وسببه سُدَّةٌ تَعْرِضُ في بعضِ بطونِ الدِّماغ وفي مَجاري الأعصابِ المُحرِّكةِ للأعضاءِ من خِلْطٍ غليظٍ أو لَزَجٍ كثيرٍ فَتَمْتَنِعُ الرُّوحُ عن السُّلوكِ فيها سُلوكاً طبيعيّاً فَتَتَشنَّجُ الأعضاء . والصَّرْع بالفَتْح : المِثلُ ويُكسَر قال الجَوْهَرِيّ : الصِّرْعان بالكَسْر : المِثْلان ويقال : هما صِرْعان وشِرْعان وحِتْنان وقِتْلان كلُّه بمعنىً أي : مِثْلان . قلتُ : وهو قولُ ابْن الأَعْرابِيّ ونَصُّه : يقال : هذا صَرْعُه وصِرْعُه وضَرْعُه وضِرْعُه وطَبْعُه وطِباعُه وطَبيعُه وطَلْعُه وسِنُّه وقِرْنُه وقَرْنُه وشِلْوُه وشُلَّتُه أي : مِثلُه وقولُ الشاعر :
ومَنْجوبٍ له منهُنَّ صِرْعٌ ... يَميلُ إذا عَدَلْتَ به الشّوارا هكذا رواه الأَصْمَعِيّ قال ابْن الأَعْرابِيّ : ويُروى ضِرْعٌ بالضادِ المُعجَمة وفسَّرَه بأنّه الحَلْبَة . الصَّرْع أيضاً : الضَّرْبُ والفَنُّ من الشيءِ يُروى بالفَتْح والكسر وإعجامِ الضادِ ج : أَصْرُعٌ وصُروع قال لَبيدٌ - رَضِيَ الله عنه - :وخَصْمٍ كنادي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ ... بمُسْتَحْصِدٍ ذي مِرَّةٍ وصُروعِ رواه أبو عُبَيْدٍ هكذا بالصادِ المُهمَلة أي بضُروبٍ من الكلام ورواه ابْن الأَعْرابِيّ بالضادِ المُعجَمة . الصَّرُوع كصَبُورٍ : الرجلُ الكثيرُ الصِّراعِ للناس . وفي التهذيب : للأقْران ج : صُرُعٌ ككُتُبٍ . قال ابْن عَبَّادٍ : هو ذو صَرْعَيْن أي ذو لَوْنَيْن ونقله الزَّمَخْشَرِيّ أيضاً . يقال : تَرَكْتُهم صَرْعَيْن إذا كانوا يَنْتَقِلون من حالٍ إلى حالٍ نقله ابْن عَبَّادٍ . والصَّرْعَة : الحالَة وفي المُفرَدات : حالَةُ المَطْروح . وقال ابْن عَبَّادٍ : هو يَفْعَلُه على كلِّ صَرْعَةٍ أي حالةٍ ونقله صاحبُ اللِّسان أيضاً . يقال : هو صَرْعُ كذا أي حِذاءَه نقله الصَّاغانِيّ . والصَّرْعان : إبِلانِ تَرِدُ إحداهما حين تَصْدُرُ الأُخرى لكَثرَتِها كما في الصحاح وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
مِثلُ البُرَامِ غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ ... لم يَسْتَعنْ وحَوامي الموتِ تَغْشَاهُ فَرَّجْتُ عنه بصَرْعَيْنا لأَرْمَلَةٍ وبائِسٍ جاءَ معناه كَمَعْناهُ قال يصفُ سائلاً شبَّهَه بالبُرام وهو القُراد لم يَسْتَعِنْ : يقول : لم يَحْلِقْ عانتَه . وحَوامِي المَوت : أسبابُه كَحَوَائِمِه وقَوْلُه : بصَرْعَيْنا : أرادَ بها إبلاً مُختَلِفَةَ التَّمْشاءِ تَجيءُ هذه وتذهبُ هذه لكَثرَتِها هكذا رواه بفتحِ الصاد وهذا الشِّعرُ أَوْرَدَه ابنُ بَرّيّ عن أبي عمروٍ وأَوْرَدَ صَدْرَ البيتِ الأوّل :
" ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعاً بأُصْدَتِه وَوَقَعَ في العُباب : مثلُ البُزاةِ غَدا وكأنّه تَحريفٌ . الصَّرْعان : الليلُ والنهار أو الغَداةُ والعَشِيُّ من غُدْوَةٍ إلى الزَّوال . وفي الصحاحِ إلى انتِصافِ النهارِ صَرْعٌ بالفَتْح من انتِصافِ النهارِ إلى الغروب وفي الصحاح إلى سقوطِ القُرصِ صَرْعٌ آخَر ويقال - الأَوْلى إسقاطُ الواو كما في الصحاح - : أَتَيْتُه صَرْعَى النهارِ أي غُدْوَةً وعَشِيَّةً وَزَعَمَ بَعْضُهم أنّهم أرادوا العَصْرَيْن فقُلِب . وفي الأساس : وهو يَحْلِبُ ناقتَه الصَّرْعَيْنِ والعَصْرَيْن ولَقِيتُه صَرْعَيِ النهارِ : طَرَفْيْه وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لذي الرُّمَّة :
كأنَّني نازِعٌ يَثْنِيهِ عن وَطَنٍ ... صَرْعَانِ رائِحَةٌ عَقْلٌ وتَقْيِيدُ أراد عَقْلٌ عَشِيَّةً وتَقييدٌ غُدوَةً فاكتفى بذِكرِ أحَدِهما يقول : كأنَّني بَعيرٌ نازِعٌ إلى وطَنِه وقد ثَناه عن إرادَتِه عَقلٌ وتَقييدٌ فَعَقْلُه بالغَداةِ لَيَتَمكَّنَ في المَرعى وتَقييدُه بالليلِ خَوْفَاً من شِرادِه . كما في اللِّسان . قلت : وهو تفسيرُ أبي زَكَرِيّاء ورواه : رائحةً بالنَّصْب . وقال أبو عليّ : ويُروى رائِحَةٌ بالرَّفْع أي : أمّا وَقْتُ الرَّواحِ فَعَقْلٌ وأمّا وَقْتُ الغَداةِ فتَقْييدٌ يَعْقِلونَه بالعَشِيّةِ وهو بارِكٌ ويُقَيِّدونَه غَداةً بقَيدٍ يُمكِنُه الرَّعْيُ معه وفي شَرْحِ ديوانِ ذي الرُّمَّة للمَعَرِّيِّ : أنّ هذا البيتَ يُروى : صَرْعَاه رائِحَةٌ هكذا بإضافةِ الصَّرْعَيْن إلى الهاءِ وله ولأبي محمد الأخفَشِ هنا كلامٌ وتَحقيقٌ ليس هذا محَلُّه ؛ إذ الغرَضُ الاختِصار . يقال : طَلَبْتُ من فلانٍ حاجَةً فانْصَرَفْتُ وما أدري هو على أيِّ صِرْعَيْ أَمْرِه بالكَسْر . ونَصُّ الصحاح : ما أدري على أيِّ صِرْعَيْ أَمْرِه هو أي : لم يَتَبَيَّنْ لي أَمْرُه نقله الجَوْهَرِيّ عن يعقوب قال : أنشدَني الكِلابيُّ :
فَرُحْتُ وما وَدَّعْتُ لَيْلَى وما دَرَتْ ... على أيِّ صَرْعَيْ أَمْرِها أتروَّحُيعني أواصِلاً ترَوَّحْتُ من عِندِها أم قاطِعاً ؟ وقال الزَّمَخْشَرِيّ : أي على أيِّ حالَيْ أَمْرِه ؛ نُجْحٌ أم خَيْبَةٌ ؟ والصَّرْع بالكَسْر : قُوّةُ الحَبلِ ويُروى بالضادِ المُعجَمة أيضاً ج : صُروعٌ وضُروع وبه فُسِّر قولُ لَبيدٍ السابق . الصِّرْع : المُصارِع يقال : هما صِرْعانِ أي مُصْطَرِعان . وقد اصْطَرَعا : عالَجا أيّهما يَصْرَعُ صاحِبَه ؟ وأبو قيسِ بنُ صَرَّاعٍ كشَدّادٍ : رجلٌ من بَني عِجلٍ نقله الليثُ . قال : والمِصْراعانِ من الأبواب والشِّعرِ : ما كانتْ قافِيَتانِ في بيتٍ . وبابانِ مَنْصُوبان يَنْضَمّانِ جميعاً مَدْخَلُهما في الوسَطِ منهما فيه لَفٌّ ونَشرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ ففي التهذيب : المِصْراعان : بابا القصيدة بمَنزلِةِ مِصْراعَيْ بابِ البيتِ قال : واشتِقاقُهما من الصَّرْعَيْن وهما طَرَفَا النهارِ . وصَرَّعَ الشِّعرَ والبابَ تَصْرِيعاً : جَعَلَه ذا مِصْراعَيْن وهما مِصْراعانِ وهو في الشِّعرِ مَجازٌ وتَصْريعُ الشِّعرِ هو : تَقْفِيَةُ المِصْراعِ الأوّل مَأْخُوذٌ من مِصْراعِ الباب . وقيل : تَصْرِيعُ البيتِ من الشِّعرِ : جَعْلُ عَرُوضِه كضَرْبِه كَصَرَعه كَمَنَعه يقال صَرَّعَ البابَ إذا جَعَلَ له مِصْراعَيْن صَرَّعَ فلاناً : صَرَعَه شديداً يقال : مَرَرْتُ بقَتْلَى مُصَرَّعِين : شُدِّدَ للكَثرَةِ كما في الصحاح . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : المُصَارَعة والصِّراع : مُعالَجَةُ القِرْنَيْنِ أيُّهما يَصْرَعُ صاحِبَه ورجلٌ صَرَّاعٌ وصَريعٌ - كشَدّادٍ وأميرٍ - بَيِّن الصَّرَاعَةِ : شديدُ الصَّرْع وإنْ لم يكن مَعْرُوفاً بذلك . وقومٌ صُرَعَةٌ : يَصْرَعون مَن صارَعوا كما يقال : رجلٌ صُرَعَة نقله الأَزْهَرِيّ وقد تَصارَعوا . والصَّرِيع : المَجنون وقال ابنُ القَطّاع : صُرِعَ الإنسانُ صَرْعَاً : جُنَّ . والمَنِيّةُ تَصْرَعُ الحَيَوان على المثَل وكذا قَوْلُهم : باتَ صَريعَ الكأْسِ . وصَريعُ الغَواني : شاعرٌ اسمُه مُسلِمُ بنُ الوليدِ نقله الصَّاغانِيّ . ويقال : للأمرِ صَرْعَانِ أي طَرَفَانِ . والمِصْرَع كمِنبَرٍ : لغةٌ في مِصْراعِ البابِ قال رُؤْبة :
" إذ حالَ دُوني مِصْرَعُ البابِ المِصَكّْ وَمَصَارِعُ القَومِ : حَيْثُ قُتِلوا . وغُصْنٌ صَريعٌ : مُتَهَدِّلٌ ساقِطٌ إلى الأرض . وصُرِّعَ الشجَرُ : قُطِعَ وطُرِحَ . ورأيتُ شَجَرَهم مُصَرَّعاتٍ وصَرْعَى أي مُقَطَّعاتٍ . ونباتٌ صَريعٌ : لما نَبَتَ على وَجْهِ الأرضِ غيرَ قائم وكلُّ ذلك مَجازٌ . وقولُ لَبيدٍ - رَضِيَ اللهُ عنه - :
مَحْفُوفَةً وَسْطَ اليَراعِ يُظِلُّها ... منها مَصارِعُ غابَةٍ وقِيامُها قيل : المَصَارِع : جَمْعُ مَصْرُوعٍ من القُضُب يقول : منها مَصْرُوعٌ ومنها قائِمٌ والقِياسُ مَصاريعُ كما في اللِّسان ورواه الصَّاغانِيّ : منها مُصَرَّعُ غابَةٌ . وقال : المُصَرَّع : ما سَقَطَ منها لطُولِه وقيامُها : ما لم يَسْقُط . وَذَكَرَ الأَزْهَرِيّ في ترجمةِ صعع - عن أبي المِقْدامِ السُّلَميّ - قال : تَضَرَّعَ الرجلُ لصاحبِه وَتَصَرَّعَ : إذا ذَلَّ واسْتَخْذى ونقله الصَّاغانِيّ أيضاً في التكملةِ هكذا وقال الزَّمَخْشَرِيّ : تصَرَّعَ فلانٌ لفلانٍ : تَواضَعَ له وما زِلتُ أَتَصَرَّع له وإليه حتى أجابَني وهو مَجاز