البُخْنُقُ كجُنْدَب وعُصْفُرٍ هكَذا هو في سائِرِ النُّسَخ بالحُمْرَةِ وهو مَوْجُود في نُسَخ الصَحاح في تَرْكِيبِ ب ج ق على أَنَّ النّونَ زائدَةٌ واقْتَصَرَ في الضبط على الوَجْهِ الأَخِيرِ والأوَّلُ عن شَمِر وأَبي الهَيثمَ كما في التكْمِلَةِ قال : وهي خرقة تَتَقَنَّعُ بِها الجارِيَةُ فتَشُدُّ طَرَفَيْها تَحْتَ حَنَكِها لتَقِيَ الخِمارَ مِن الدُّهْنِ والدُّهْنَ مِن الغُبارِ وهو قولُ شَمِرٍ وأَبِي الهَيْثم وقال ابنُ سِيدَه : وقيلَ : خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المَرْأَةُ فتُغَطى رَأسَها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وَسَطِ رَأسِها وبعضُهم يسَمِّيه المِحْنَكَ وقالَ اللِّحْياني : هو أَنْ تُخاطَ خِرْقَة مع الدِّرْع فيَصِيرَ كأَنَّه تُرْس فتَجْعَلَه المَرْأَةُ على رَأسِها . وقالَ اللَّيْثُ : البُخْنُق : البُرْقُعُ يُغَشِّى العُنُقَ والصدْرَ وكذلِكَ الُبرْنُسُ الصَّغِيرانِ وأَنشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :
" عَلَيْهِ مِنَ الظَّلْماءَ جُل وبخْنُق هكذا أَنْشَدَه قالَ الصّاغانيُّ : والرِّوايَة :
" عَلَيْها من الظَّلْماءَ جُل وخَنْدَق وصدره :
" وتَيْهاء تُودِي بَيْنَ أَرْجائِها الصَّبَا وقال ابنُ دُرَيْدٍ : البخْنُقُ : بُرْقُع صَغِير أَو مِقْنَعَةٌ صَغِيرَة . وقالَ اللَّيث : البخنُق : جلباب الجَرادِ الذي عَلى أَصلِ عنُقِه وجمعُه بَخانِق وبعض بَني عقَيل يقولُ : بُحْنق بالحاءَ المهْمَلَةِ كما تقَدَّم ونَقَلَ ابن برّي عن ابن خَالويْهِ : البخْنُقُ : أصْل عنُقِ الجَرادَةِ
ومما يستدرك عليه : المبَخْنق من الخَيلِ : الذي أخذت غرته لحيته إلى أصول أذنيه كما في اللسان
خَنَقَه يَخْنُقُه خَنِقاً ككَتِف وخَنْقاً بالفتحِِ فهو خَنِقٌ أيْضاً أَي : ككَتِف وخَنِيقٌ كأمِيرٍ ومَخْنُوقٌ كخَنَّقَهُ تَخْنِيقاً فاخْتَنَق وانْخَنَقَ
وانْخَنَقَتِ الشّاةُ بنَفْسِها فهي مُنْخَنِقَة وقيلَ : الانْخِناقُ : انْعِصارُ الخِناق في خَنْقِهِ والاخْتِناقُ فِعْلُه بنَفْسِه
والخانقْ : الشِّعْبُ الضَّيِّقُ في الجَبَل وهو مَجازٌ
وأهْلُ اليَمَنِ يُسَمُّونَ الزُّقاق خانِقاً كما فِي الصِّحاح وهو مَجازٌ . وخانِقُ الذئْبِ . والنمرِ والكَلْب والكَرْسَنَةِ : أَرْبَعُ حَشائِشَ الأَول مَشَّرفُ الأوْراقِ مُزَغَّبٌ يشبِهُ الدُّلْبَ والثاني : كذَنَبِ العَقْرَبِ بَرّاقٌ نحو شِبْرٍ لا تَزيدُ أَوْراقُه عن خَمْسَة وكلاهُما رَبَعِيٌّ من أنْواع السُّمُوم يَقْتُلُ سائِرَ الحَيواناتِ وإِنّما خُصَّ النَّمِرُ والذِّئْبُ إسُرْعَةِ الفعلِ فيهما وقالَ الرَّئِيسُ في القانُونِ : وَرَقُ خانِقِ النمِرِ إذا خُلِطَ بالشَّحْم وخُبِزَ بالخُبْزِ وأطْعِمَ للذِّئابِ والكِلابِ والثَّعالِبِ والنمُرِ قَتَلَها وإِذا عَرَفْتَ ذلك فالصحِيحُ أَنَّها حَشِيشَتانِ أَو حَشِيشَةٌ واحِدَةٌ فتأمَّلْ ذلك
وخانِقِينُ وخانِقُونَ : د بسَوادِ بَغْدادَ الأُولَى في النَّصْبِ والخَفْضِ لأنّ النُّعْمانَ المَلِكَ خَنَقَ بهِ عَدِيَّ ابنَ زَيد العِبادِيَّ حَتّى قَتَلَه قالَ عُتْبَةُ ابنُ الوَعْلِ التَّغْلِبيُّ :
ويَوْمٌ بأعْلَى خانِقِينَ شَرِبْتُه ... وحُلْوانَ حُلْوانَ الجِبالِ وتُسْتَرا وخانِقِين : د بالكُوفَةِ وقالَ ابن السَّمْعانيَ : خانِقين : بُلَيْدَةٌ فى طَرِيقِ بَغْدادَ وأول ما يُرَى النَّخلُ بها ومنها يَتَكَلَّمُ الناسُ بالعَرَبيَّة وهي أول حَدِّ العَرَبِ إِلى مَغرِب الشّمسِ ومنها حَدُّ العَجَم إِلى مَشْرِقِ الشَّمْسِ بِت بها لَيْلَةً وقالَ ابنُ الأَثِير : هي قَرْيَةٌ كبِيرةٌ بطريقِ الجَبَل
والخانُوقَةُ : د على الفُرَاتِ بناحِيَةِ الرّقَّةِ
والخِناقُ ككِتابٍ : الحَبل الذي يُخْنَق به
والخُناقُ كغُرابٍ : داءٌ يَمْتَنِعُ معه نُفُوذُ النَّفَسِ إِلى الرِّئَةِ والقَلْبِ
ويُقالُ أيضاً : أَخَذَه بخِناقِه بالكسْرِ والضَّمِّ ومُخَنَّقِه كمُعَظَّم أي : بحَلْقِه وفِي الصِّحاح يُقالُ : بَلَغَ منه المُخَنَّقَ بالتَّشْدِيدِ وهو موضِع الخَنْقِ من العُنُقِ وأخَذْتُ بمُخَنَّقِه وكذلِك الخُنّاقُ بالضمِّ يُقال : أَخَذَ بخُنّاقِهِ وأَنشَدَ ابن بَرِّيٍّ لأبِي النَّجْم :
" والنَّفْسُ قد طارَتْ إِلى المُخَنقِ والخُناقِيَّةُ : داءٌ أَو ريحٌ يَأْخُذُ في حُلُوق النّاسِ والدَّوابِّ وقد يَأْخُذُ الطَّيْر في رُؤُوسِها وحَلْقِها . ويَعْتَرِى الفَرَس أيضاً وأَكثر ما يَظْهَرُ في الحَمام فإذا كانَ ذلِك فهو غَيْرُ مُشْتَقٍّ لأنًّ الخَنْقَ إِنّما هُو في الحَلْقِ يُقالُ : خُنِقَ الفَرَسُ فهو مَخْنُوقٌ
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ : الخُنُقُ بضَمَّتَيْنِ : الفُرُوجُ الضَّيِّقًة من النِّساء
وخَنُوقاءُ كجَلُولاء : ع وفي العُباب : أرْضٌ
والخَنُوقَةُ كتَنُوفَة : وادٍ بدِيارِ عُقَيلٍ قال القُحَيْفُ العُقيلِيُّ :
تَحَمَّلْنَ من بَطْنِ الخَنُوقَةِ بعدَما ... جَرَى للثُّرَيّا بالأعاصِيرِ بارِحُ
قالَ الصاغانِيُّ : وَجَدْتُ البيتَ بخَطِّ ابنِ حَبِيب فى شِعْرِ القُحَيْفِ " الخَنُوفَة " بالفاءَ المُخَففَة وخطُّه حُجَّةٌ
والمِخْنَقَةُ كمِكْنَسَةً : القِلادَةُ الواقِعَةُ على المُخَنَّقِ يُقالُ : في جِيدِها مِخْنَقَةٌ وفى أجْيادِهِنَّ مَخانِقُ . والمُخَنَّق كمُعَظَّم : مَوْضِعُ حَبْل الخَنْقِ وهو الحَلْقُ بذاتِه الذِى مَر لهُ قريباً وهو قولُه : أَخَذَهُ بخُناقِه ومُخَنَّقِه فهو مُكَررٌ
وغُلامٌ مُخَنَّقُ الخَصْرِ أي : أَهْيَفُ
ومن المَجازِ : خَنَّقَ السَّرابُ الجِبالَ تَخْنِيقاً : كادَ أَنْ يُغَطي رُؤُوسَها قالَ ذُو الرمَّةِ :
وقَدْ خَنَّق الآلُ الشِّعافَ وغَرَّقَتْ ... جَوارِيِه جُذْعانَ القِضافِ النَّوابِكِ أي : يكادُ يَبْلُغُ الآلُ أَنْ يُغَطِّىَ رُؤُوسَ الجِبال
ويُقال : خَنَّق فُلانٌ الأَرْبَعِينَ : إِذا كادَ أنْ يَبلُغها وهو مَجازٌ
وخَنَّقَ الإِناء : مَلأه وهو مَجازٌ وقال أبو سَعِيدٍ : إِذا شَدَّدَ ملأَهُ وكذلِكَ الحَوْضَ فهو مُخَنق قال أَبو النَّجْمَ :
" ثُمّ طَباها ذُو حَبابٍ مُتْرَعُ
" مُخَنَّقٌ بمائِه مُدَعْدَعُ ومن المَجاز : المُخْتَنِقُ للفاعِلِ : فَرَسٌ أَخَذَتْ غُرته لَحْيَيْهِ إلى أصُول أُذُنَيْه فإذا أَخَذَ البَياضُ وَجْهَهُ وأذُنَيْهِ فهو مُبَرْنَسٌ قالَه أَبُو سَعِيدٍ
ومن أمْثالِهم : " افْتَدِ مَخْنُوقُ " يُضْرَبُ في تَخْلِيص نَفسِكَ من الشِّدَّةِ والأَذَى قال طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ :
ولكن مَوْلايَ امْرؤٌ هُوَ خانِقِي ... على الشُّكْرِ والتسآلِ أَو أنا مُفْتَدِي وخانِقاهُ : ة بينَ أسْفَرايِينَ وجُرْجانَ
وخانِقاهُ : ة أخرَى بفارِيابَ
ثم أَصْلُ الخانَقاه : بُقْعَةٌ يَسْكُنُها أَهْلُ الصَّلاةِ والخَيْرِ والصُّوفِيَّةُ والنونُ مفتوحة مُعَرَّب : فانه كاه قالَ المَقْرِيزِيُّ : وقد حَدَثَتْ في الإسلام في حُدودِ الأرْبَعِمائة وجُعِلَتْ لمُتَخَلَّىَ الصوفيَّة فِيها لعِبادَةِ اللّهِ تَعالى فإذا عَرَفْتَ ذلك فالأنْسَبُ ذِكْرُه في الهاءَ لأنها أصْلِيّةٌ وقد اشْتَهَر بهذِه النِّسْبَة أَبو العَبّاس الخانقاهِي من أهْلِ سَرَخْسَ وحَفِيدُه أَبو نَصْرٍ طاهِرُ ابنُ مُحَمد السرَخْسيُّ الخانَقاهِي كان واعِظاً وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ مُحَّمدِ بنِ أَحمدَ المذكِّر الخانَقاهِي من أَهْلِ نَيْسابُورَ كان من مَشايِخ الكَرّامِيةِ سَمِعَ منه الحاكم أَبو عَبْدِ اللهِ الحافِظُ
وفاتَهُ : الخانْقاه : قَرْيةٌ عامِرةٌ من أَعْمالِ مِصْرَ شَرْقِيَّها وتُعرَفُ الآنَ بالخانْكَة
وخانِقاه سَعِيد السُّعَداءَ بمصر : أَحدُ الخَوانِقِ المَشْهُورة وقد نُسِب إلى سُكناها بعض المُحدِّثينَ . وفي المَراصِد : الخانِقةُ ثأنيثُ الخانقِ : المُتَعَبَّدُ للكَرّامِيَّةِ بالبَيْتِ المُقَدَّس
ومما يستدرك عليه : رَجُلٌ خانِقٌ فى موضِعَ خَنِيقٍ : ذو خُناقٍ قال رُؤْبَةُ :
" وخانِقَىْ ذِي غُصَّة جِرْياضِ والخَنّاقُ كشدّادٍ : من كان شَأْنُه الخَنْقَ ويُقال : لُعِنَ الخانِقُونَ والخَنّاقُونَ وهم الّذِينَ يَخْنُقُون النّاسَ
والخُنّاقُ كرُمّان : لُغَةٌ في الخُناقِ كغُرابٍ والجَمْعُ : خَوانِيقُ
وقالَ أبو العَبّاسِ : فَلْهَمٌ خِناقٌ بالكسرِ أَي : ضَيقٌ
والمُخْتَنَقُ : المَضِيقُ نقله الجَوْهَرِيُّ
وخَنَقَ الوَقتَ يَخْنُقُه : إَذا أَخَّرَه وضَيَّقَه وفي حَدِيثِ مُعاذٍ : " سيَكُونُ عَلَيْكُم أمراءُ يُؤخَّرُونَ الصلاةَ عن مِيقاتِها وِيَخْنُقونَها إِلى شَرَقِ المَوْتَى " أَي : يُضَيقُونَ وَقْتَها بتَأخِيرِها
وهم فِي خُنَاقٍ من المَوْتِ أَي : في ضِيقٍ
وأُخِذَ السَّبُعُ بالخِناقَةِ وهي حِبالَةٌ تَأخُذُ بحَلْقِه وهو مَجازٌ
وأَخَذَ منه بالمُخَنَّقِ : إِذا لزَّة وضَيَّقَ عليهِ وهو مَجازٌ
والخَنّاقُ كشَدّادٍ : يُسْتَعمَلُ بالأنْدَلُس لمَنْ يَبِيعُ السَّمَكَ بالخِناقَةِ وهي : حِبالَةٌ يُؤْخذَ بها . واشْتَهَر به عُثْمانُ بنُ ناصِح المُحَدِّثُ
النّخانِيقُ هكذا في النُّسَخ والصوابُ : النّخابِيق بالمُوحَّدَة بعد الألف وقد أهْمَلَه الجوهريُّ وصاحِبُ اللِّسان . وقال ابنُ عبّادٍ : هي شِبْه الجُولِ في البِئْر إلا أنها تكون صِغاراً الواحِدُ نُخْنوق بالضمِّ صوابُه نُخْبوق . وقال غيرُه : النّخانِقَة صوابُه النّخابِقَة : قومٌ من بَني عامِرِ بنِ عوْف بن عُذْرَةَ بنِ زيْدِ اللاّتِ بن رُفَيدَةَ من بَني كلْب بنِ وبَرَة وهي لَقَبٌ كما في العُباب
ضاق يَضيقُ ضَِيْقاً بالكَسْرِ ويُفْتَح قال الله تعالى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) وقرأ ابنُ كَثير ( في ضِيق ) بالكَسْر : وتضيّق وتَضايَق وهو : ضِدّ اتّسع . والضِّيقُ : ضدّ السَّعَةِ . وحكى ابنُ جِنّي : أضاقَه إضاقَةً وضيّقَه تَضْييقاً فهو ضَيِّقٌ وضَيْقٌ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ وضائِقٌ قال تعالى : ( وضائِقٌ به صدْرُكَ ) . والضَّيْقُ : الشّكُّ في القَلْب عن أبي عَمرو وهو مَجاز وبه فُسِّر قولُه تَعالَى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) ويُكْسَر ونصُّ أبي عَمْرو : الضَّيَقُ بالتّحْريك : الشّكُّ وهو بالفَتْحِ بهذا المعنى أكثَر فحينَئِذ الصّوابُ ويُحَرَّك . وقال الفَرّاء : الضَّيْقُ بالفَتْح : ما ضاقَ عنْه صدْرُك فهو فيما لا يتّسِعُ . وقال غيرُه : الضّيْق : ة باليَمامَة قال ابنُ مُقْبِل :
وافَى الخَيالُ وما وافاكَ منْ أَمَمِ ... من أهْلِ قَرْنٍ وأهلِ الضَّيْقِ بالحَرَمِ وقال الفرّاء : الضِّيقُ بالكَسْر يكون فيما يتّسِعُ ويَضيقُ كالدّارِ والثّوْبِ والأوّلُ يُثنّى ويُجْمَع ويؤنّث والثاني لا أو هما سَواءٌ . والمَضيقُ : ما ضاق من الأماكِن والأمورِ وفي الأخيرِ مَجاز ومنه قوْلُ الشّاعِر :
مَنْ شا يُدَلّي النّفس في هُوّةٍ ... ضنْكٍ ولكن مَنْ لَه بالمَضيقْ أي : بالخُروجِ من المَضيق . والمَضيقُ : ة بلِحْفِ جبَل آرَة . والضِّيقَى والضُّوقَى كضِيزَى وطوبَى على حدِّ ما يعْتَوِرُ هذا النّوعَ من المُعاقَبة تأنيثا : الأضْيَق كما في الصِّحاح وهو فِعْلَى من الضّيق وهو في الأصل ضُيْقَى قُلِبت الياء واواً ؛ لسكونها وضَمّةِ ما قَبْلَها . وقال كُراع : الضُّوقَى : جمع ضَيِّقة . قال ابنُ سِيدَه : ولا أدْري كيْف ذلِك ؛ لأنّ فُعْلَى ليسَتْ من أبنِيةِ الجُموع إلا أنْ يكونَ من الجَمْعِ الذي لا يُفارِقُ واحدَه إلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمَى . وقالت امرأة لضرَّتِها وهي تُسامِيها :
" ما أنْتِ بالخُورَى ولا الضّوقَى حِرا ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ بالكَسْر : الفَقرُ وسوءُ الحالِ ويُفتَح وبهما رُوِي قولُ الأعشى :
فلَئِنْ ربُّك منْ رحْمَتِه ... كشَف الضِّيقَةَ عنّا وفسَحْ
ج : ضَيْقٌ . وقال الفرّاءُ : إذا رأيتَ الضَّيْقَ قد وقَع في موضع الضِّيق كان على أمْرَين : أحدُهما : أنْ يكونَ جَمْعاً للضَّيْقَةِ وأنْشَدَ قولَ الأعشى . والوجهُ الآخرُ : أنْ يُرادَ به شيءٌ ضيِّقٌ فيكون ضَيْق مُخَفَّفاً وأصْلُه التّشْديد ومثلُه هيْنٌ ولَيْنٌ . ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ : منْزِلٌ للقَمَر بلِزْقِ الثُريّا مما يَلي الدَّبَران وهو مَكانٌ نحْسٌ على ما تزعُم العرَب . قال أبو عُبَيْد : ومنه قولُ الأخْطَل :
فهلاّ زجَرْتَ الطّيرَ ليلةَ جِئْتَها ... بضيقَةَ بيْنَ النّجْم والدّبَرانِ ؟ قال الصّاغانيّ : أخْبَرَ أنّ القمَر ليلَة اجْتِماعِهما كان نازِلاً بالدّبَران وهو من النُّحوس . وفي اللّسان : يذكُر امرأةً وسيمةً تزوّجها رجُلٌ دَميم والمرأةُ هي بَرّةُ بنتُ أبي هانئ التّغْلِبيّ والرّجُلُ سَعيدُ بنُ بَنان التّغْلِبيّ . وقال ابنُ قُتَيبَة : وربّما قَصُر القمرُ عن الدّبَران فنزَل بالضّيقَة وهما النّجْمانِ الصّغيرانِ المُتقارِبانِ بين الثُريّا والدّبَرانِ حَكاه عن أبي زِيادٍ الكِلابيّ قال الأزهريّ : جعَل ضِيقَة معرِفة ؛ لأنّه جعله اسماً علَماً لذلِك الموْضع ولذلِك لم يصرِفْه . وأنشدَه أبو عَمْرو بضِيقَةِ بكسر الهاء جعَله صِفَةً ولم يجْعَلْه اسماً للمَوْضِع . أراد بضِيقَةِ ما بَيْنَ النّجْمِ والدّبرانِ . ومن المجاز : سلَكوا الضِّيقَة وهي : طَريقٌ بيْن الطّائِف وحُنَيْن . وفي الأساس : بين مكّةَ والطّائِف . وقال محمدُ بن إسحاق : لمّا انصرَف رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم من حُنَيْن يُريد الطائِفَ سلَك في طَريق يُقال له : الضِّيقَة فسأل عن اسمِه فقيل : الضِّيقَةُ فقال : بل هي اليَسْراءُ ؛ تفاؤلاً . والضّيقَة : ع قُربَ عَيْذَاب على عشْرةِ فراسخَ . وفي التّكمِلَة : خمْسة فراسِخَ منها . ومن المجاز : ضاقَ يَضيقُ ضَيْقاً : إذا بخِل . وأضاقَ فهو مُضيق : إذا ضاقَ عليه معاشُه وذهَب مالُه وافْتقَر وهو مَجاز أيضاً . ومن المجاز : ضايَقَه في كذا : إذا عاسَرَه ولم يُسامِحْه . والضِّياق ككِتابٍ كذا في سائر النُّسَخ وفي المُحيط : المِضْياق : دُرْجَةٌ من خِرَقٍ وطيب تسْتَضيقُ بها المرأةُ . وفي الأساس : والمرأة تسْتَضيق بالأدوية . ومما يُسْتَدرَك عليه : الضَّيْقَة بالفتح : تأنيثُ الضَّيْق المُخَفَّف ومنه قول الشاعر :
دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخيسُ ... لا ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ وقد ضاقَ عنك الشيءُ . يُقال : لا يسَعُني شيْء ويَضيقُ عنك أي : بل من وَسِعَني وسِعَك . وضاقَ بهم ذرْعاً أي : ضاقَتْ حيلَتُه ومَذْهَبُه والمعنى ضاقَ ذَرْعُه به فلما حُوِّلَ الفِعْلُ خرَج قولُه ذَرْعاً مفسِّراً والضّاقة : جمع الضّائِق ومنه قولُ زهير :
" يكْرهُها الجُبَناءُ الضّاقَةُ العطَنِ والضَّيَق مُحرَّكَة : الشّكُّ قال : وهو بالفَتْح بهذا المَعْنى أكثَر . وقد ذكَره المُصَنِّفُ . وجمع المَضيق : المَضايق . وضاقَت بهِ الأرضُ . قال عَمْرو بنُ الأهْتَم :
لعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بأهلِها ... ولكنّ أخْلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ وتَضايَق القومُ : إذا لم يتوسّعوا في خُلُقٍ أو مَكان . وتضايَق به الأمرُ أي : ضاقَ علَيه وهو مجازٌ وله نفْسٌ ضيِّقَة . وضيَّق على فُلان . وأمْرٌ مُضيَّق . وقولُه تعالَى : ( ولا تُضارُّوهُنّ لتُضَيِّقوا علَيْهِنّ ) ينطوي على تضْييقِ النّفَقَة وتَضْييق الصّدْر
فصل الطاء مع القاف