الخَاطِرُ : ما يَخْطُر في القَلْب من تدْبِير أوْ أمْر . وقال ابنُ سِيدَه : الخَاطِرُ : الهَاجِسُ ج الخَوَاطِرُ . قال شيخُنَا : فهُمَا مُترادِفَان وفَرَّق بَيْنَهُما وبَيْن حَديثِ النَّفْسِ الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون وأهلُ الأُصول كما فَرَّقُوا بين الهَمِّ والعَزْمِ وجَعَلُوا المُؤَاخَذَةَ في الأخِير دُونَ الأَرْبَعَةِ الأُوَلِ . وقال الزَّمَخْشَريّ : الخَوَاطِرُ : ما يَتَحَرَّك بالقَلْب مِنْ رَأى أو مَعْنىً . وعَدَّه من المَجَازِ . الخَاطِرُ : المُتَبَخْتِر . يقال : خَطَرَ يَخْطِر إذا تَبَخْتَر كالخَطِرِ كفَرِحٍ . ومن المجاز : خَطَرَ فثلانٌ بِبَالِه وعَلَيْه يَخْطِر بالكسْرِ ويَخْطُر بالضَّمِّ الخِيرَةُ عن ابن جِنِّي خُطُوراً كقُعُود إذاً ذَكَرَهُ بَعْدَ نِسْيَانٍ
قال شَيْخُنَا : وقد فَرَّقَ بَيْنَهُما صاحِبُ القْتِطاف حَيْث قَال : خَطَرَ الشَّيْءُ بِبَالِه يَخْطُر بالضَّمِّ وَخَطَرَ الرَّجلُ يَخْطِر بالكَسْرِ إذا مَشَى في ثَوبْه . والصَّحِيح مَا قاله ابْنُ القَطَّاع وابنُ سِيدَه من ذِكْرِ اللُّغَتَيْن ولو أنَّ الكَسْر في خَطَر في مِشْيتَه أعْرَفُ . ويقَال : خَطَر ببَالي وعَلَى بَالِي كَذا وَكَذَا يَخْطُر خُطُوراً إذا وَقع ذلك في وَهْمِك
وأَخْطَرَهُ اللهُ تَعَالىَ بِبَالِي : ذَكَرَه وهو مجَجاز . خَطَر الفَحْلُ بذَنَبه يَخْطِر بالكسر خَطْراً بفضتْح فسُكُون وخَطَرَاناً مُحَرَّكَةً وخَطِيراً كأَمِير : رَفَعَه مَرَّةً بَعْد مَرَّةٍ وضَرَبَ به حاذَيْه وهو ما ظَهرَ من فَخِذَيْهِ حيث يَقَعُ شَعرُ الذَّنَبِ وقيل : ضَرَبَ به يَمِيناً وشِمَالاً . وفي التَّهْذِيب : والفَحْلُ يَخْطِر بذَنبِه عند الوَعِيدِ من الخُيَلاءِ . والخَطِيرُ والخِطَارُ : وَقْعُ ذَنَبِ الجَمَل بَيْنَ وَرِكَيْه إِذا خَطَرَ وأَنشد :
رَدَدْنَ فأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعْدَ ما ... تَحَوَّبَ عَنْ أَوْرَاكِهِنَّ خَطِيرُ . وهي ناقَةٌ خَطَّارَةٌ تَخْطِرُ بذَنَبِها في السَّيْر نَشاطاً . وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقاءِ " واللهِ ما يَخْطِر لنا جَمَلٌ " أَي ما يُحَرِّك ذَنَبه هُزَالاً لشِدَّةِ القَحْطِ والجَدْب . وفي حَدِيثِ عَبْدِ المَلكِ لمَّا قَتَل عَمْرَو بنَ سَعِيد : ولكنْ لا يَخْطِر فَحْلانِ في شَوْلٍ " . وقيل : خَطَرَانُ الفَحْلِ من نَشَاطه . وأَمَّا خَطَرانُ النَّاقَةِ فهو إِعْلاَمُ الفَحْلِ أَنَّهَا لاَقِحٌ . من المَجَاز : خَطَرَ الرَّجُل بسَيْفِه ورُمْحِه وقَضِيبِه وسَوْطِه يَخْطِر إِذا رَفَعَه مَرَّةً ووَضَعَه أُخْرَى . وفي حِدِيثِ مَرْحَبٍ : " فخَرَجَ يَخْطِر بسَيْفه " أَي يَهُزُّه مُعْجَباً بنَفْسِه مُتَعَرِّضاً للمُبارَزَةَ . ويقال : خَطَر بالرُّمْح إِذا مَشَى بين الصَّفَّيْنِ كما في الأَسَاس . خَطَرَ فِي مِشْيَتهِ يَخْطِر إِذا رَفَع يَدَيْهِ ووَضَعَهُمَا وهو يَتَمَايَل خَطَرَاناً فيِهِماَ مُحَرَّكةً وخَطِيراً وفي الثّاني وقيل : الثَّانِي مُشْتَقٌّ من خَطَرَانِ البَعِيرِ بذَنَبِه . وليس بِقَوِيٍّ وقد أَبْدَلُوا من خائه غَيْنًا فقالوا : عَطَر بذَنَبِه يَغْطِر فالغَيْن بَدَلٌ من الخَاءِ لكَثْرة الخَاءِ وقِلَّة الغَيْن . قال ابنُ جِنِّي : وقد يَجوز أَن يكونَا أَصْلَينِ إِلا أَنَّهُم لأَحدِهما أَقَلُّ اسْتِعْمَالاً منهم للآخَرِ . خَطَرَ الرُّمْحُ يَخْطِر خَطَراناً : اهْتَزَّ فهو خَطَّارٌ ذو اهْتِزاز شَدِيدٍ وكذلك الإِنْسَانُوالخِطْرُ بالكَسْرِ : نَبَاتٌ يُجْعَل وَرَقَهُ في الخِضَاب الأَسْوَدِ يُخْتَضَبُ به . أَو الوَسْمَةُ قال أَبو حَنيفَة : هو شَبِيهٌ بالكَتَم . قال : وكَثِيراً ما يَنْبُتُ معه يَخْتَضِبُ به الشُّيُوخ . وَاحِدَتُه بِهاءٍ مثْل سِدْرَةٍ وسِدْرٍ . من المَجَاز : الخِطْر : اللَّبَنُ الكَثِيرُ المَاءِ كأَنَّه مَخْضُوبٌ . الخِطْر : الغُصْنُ من الشَّجَر وهو واحدُ خِطَرَةٍ كعِنَبة نَادِر أَو عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الهاءِ . قال أَبُو حَنيفة : الخِطْرَةُ : الغُصْنُ والجمْع الخِطَرةُ . كذلك سَمِعْتُ الأَعْرَاب يَتَكَلَّمُون بِهِ . الخِطْرُ : الإِبِلُ الكَثِيرُ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ المَوْجُودَةِ والصَّوَابُ : الكَثِيرَةُ بالتأْنِيثِ كما في أُمَّهَاتِ اللُّغَة . أَو أَرْبَعُونَ من الإِبِل أَو مِائَتَانِ من الغَنَم والإِبل أَو أَلْفٌ مِنْهَا وزيادة قال :
" رَأَتْ لأَقوامِ سَوَاماً دَثْرَا
" يُرِيحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَطِرَا
" وَبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَي عَشْرَا . وقال أَبو حَاتِم : إِذا بَلَغت الإِبلُ مِائَتَيْن فهي خَطْر فإِذا جَاوَزَت ذلِك وقَارَبت الأَلْفَ فَهِي عَرْج . ويفتح وهذِه عن الصَّغانِيّ ج أَخْطَارٌ . الخَطَر بالفَتْحِ : مِكْيَالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ الشَّام نقَلَه الصَّغانِيّ الخَطْر : ما يَتَلَبَّد أَي يَلْصَق عَلَى أَوْرَاكِ الإِبِلِ من أَبْوالِهَا ووأَبْعَارِهَا إِذا خَطَرَت بأَذْنَابِها عن ابْنِ دُرَيد . وعِبَارَةُ المُحْكَم : مالَصِقَ بالوَرِكَيْن من البَوْل ولا يَخْفَى أَن هذِه أَخْصَرُ مِن عِبَارَةِ المُصَنِّف . قال ذُو الرُّمَّة :
" وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمَائِلَ بَعْدَمَاتَقَوَّبَ عن غِرْبانِ أَوْرَاكِهَا الخَطْرُ . تَقَوَّب كَقَوْلِه تَعَالى : " فتَقطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُم " أَي قَطَّعُوا . وقال بَعْضُهم : أَرادَ : تَقَوَّبَتْ غِرْبانُهَا عن الخَطْر فقَلَبَه . ويُكْسَرُ والخَطْر : العَارِضُ مِنَ السَّحَابِ لاهْتِزازِهِ . من المَجاز : الخَطْر : الشَّرَفُ والمَالُ والمَنْزِلَة وارْتِفاعُ القَدْرِ ويُحَرَّك ويُقَالُ : للرَّجُل الشَّرِيف : هُو عَظِيمُ الخَطَر ولا يُقَال لل دُّونِ . الخُطُر بالضَّمِّ : الأَشْرَافُ مِنَ الرَّجَالِ العَظِيمُ القَدْرِ والمَنْزِلَة الواحِدُ خَطِيرٌ كأَمِير وقَومٌ خَطِيرُون . وبالتَّحْرِيك : الإِْرَافُ عَلَى الهَلاَكِ ولا يَخْفَى ما فِي الأَشْرَاف والإِشْرَاف من حُسْنِ التَّقَابُل والجنَاس الكامِل المحرَّف . وفي بعضِ الأُصول : على هَلَكَة . وهو على خَطَرٍ عَظِيم أَي إِشْراف على شَفَا هَلَكَةٍ . ورَكِبُوا الأَخْطَارَ . الخَطَرُ في الأَصل : السَّبَقُ يُتَرَاهَنُ عَلَيْهِ ثم استُعِير للشَّرَف والمَزِيّة واشْتَهَر حَتَّى صارَ حَقِيقةً عُرْفِيَّةً . وفي التَّهْذِيب . يُتَرَامَى عَلَيْه في التَّرَاهُنِ . والخَطَر : الرَّهْن بعَيْنه وهو ما يُخَاطَر عَلَيْه تَقُولُ : وَضَعُوا لي خَطَراً ثَوْباً ونحْوَ ذلِك والسَّابِقُ إِذَا تَنَاوَل القَصَبَةَ عُلِمَ أَنَّه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ وهو السَّبَقُ والنَّدَبُ وَاحِدٌ وهو كُلُّه الَّذِي يُوضَع في النَّضَال والرِّهَان فمن سَبَقَ أَخَذَه ج خِطَارٌ بالكَسْر وجج أَي جَمْع الجَمْع أَخْطَارٌ . وقيل : إِن الأَخْطَار جَمْع خَطَر كسَبَبٍ وأَسْبَاب ونَدَبٍ وأَنْداب . من المَجازِ : الخَطَر : قَدْرُ الرَّجُلِ ومَنْزِلَتُه . ويقال : إِنَّه لَعَظِيمُ الخَطَرُ وصَغِيرُ الخَطَرِ في حُسْن فِعَاله وشَرَفِه وسُوءِ فِعَاله . وخَصَّ بعضُهم بِه الرِّفْعة وجَمْعُه أَخْطارٌ . الخَطَر : الْمِثْلُ في العُلُوِّ والقَدْرِ ولا يَكُونُ في الشَّيْءِ الدُّون كالخَطِيرِ كأَمِير . وفي الحَدِيث : " أَلاَ هَلْ مُشَمِّرٌ للجَنَّة فإِنَّ الجَنَّة لا خَطَرَ لها " أَي لا مِثْلَ لهَا . وقال الشاعر :
" في ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ ماله خَطَرُأَي ليس له عِدْلٌ . وفُلانٌ لَيْس له خَطِيرٌ أَي ليس له نَظِيرٌ ولا مِثْلٌ . الخَطَّار ككَتَّان : دُهْنٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّيْت بأَفَاوِيِه الطِّيبِ نَقَله الصَّغانِيّ وهُو أَحدُ ما جاءَ من الأَسْمَاءِ على فعّال . الخَطَّار : اسم فَرَس حُذَيْفَةَ ابْنِ بَدْر الفَزَارِيِّ . واسم فَرَس حَنْظَلَةَ بْنِ عامِرٍ النُّمَيْرِيّ نقلَه الصّغانِيّ . الخَطَّار : لَقَبُ عَمْرو بْن عُثْمَانَ المُحَدِّث هكذا مٌقْتَضَى سِيَاقِة والصَّواب أَنه اسْمُ جَدِّه ففي التَّكْلَة : عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بن خَطَّارٍ من المُحَدِّثِين فتأَمَّل . الخَطَّارُ : المِقْلاعُ . قال ذُكَيْنٌ يَصِف فَرَساً : لو لم تَلُح غُرَّتُه وجُبَبُهْ جُلْمُودَ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ
الخَطَّار : الأَسَد لتَبَخْتُره وإِعْجَابِه أَو لا هْتِزازِه في مَشْيِه . الخَطَّار : المَنْجَنِيقُ كالخَطَّارة . قال الحَجَّاجُ لَمَّا نَصَب المَنْجَنِيق على مَكَّة :
" خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ . شَبَّه رَمْيَها بخَطَرانِ الفَحْل . وبه فسِّر أَيْضاً قَوْلُ دُكَيْن السَّابِق . الخَطَّارُ : الرَّجُلُ يَرْفَع يَدَهُ . بالرَّبِيعَةِ للَّرمْيِ ويَهُزُّهَا عِنْد الإِشَالَة يخْتَبِرُ بها قُوتَّه وبه فَسَّرَ الأَصْمَعيّ قَول دُكَيْن السابق . والرَّبِيعةُ : الحَجَر الذي يَرْفَعه النّاس يَخْتَبِرُون بِذِلك قُواهُم وقد خَطَر يَخْطِر خَطْراً . الخَطَّارُ : العَطَّارُ : يقال : اشتَرَيْت بَنَفْسَجاً من الخَطّار . من المَجَاز : الخَطّار : الطَّعَّانُ بالرُّمْحِ قال :
" مَصَالِيتُ خَطَّارُونَ بالرُّمْح في الوَغَي . وأَبو الخَطَّارِ الكَلْبِيُّ هُو حُسام بنُ ضِرَار بنِ سَلاَمانَ بنِ خَيْثَم بنِ رَبِيعةَ بن حِصْن بن ضَمْضَم ابن عَدِيّ بنِ جَنَاب : شَاعِرٌ وَلِيَ الأَنْدَلُسَ مِنْ هِشَام وأَظْهَر العَصَبِيَّة لليَمَانِيَة على المُضَرِيّة وقتلَه الصَّمِيل ابنُ حاتم بن شَمِر بن ذي الجَوْشَن الضِّبابِيّ . قال الفرّاءُ : الخَطَّارة بِهَاءٍ : حَظِيرَةُ الإِبلِ وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ الحَظِيرة . الخَطَّارَة : ع قُرْبَ القاهِرَة من أَعمال الشّرِقِيّة . من المَجَاز : تَخَاطَرُوا على الأَمْرِ : تَرَاهَنُوا . وفي الأَساس : وَضَعُوا خَطَراً . وأَخْطَرَ الرَّجُلُ : جَعَلَ نفْسَه خَطَراً لِقرْنِهِ أَي عِدْلاً فبارَزَه وقَاتَلَه . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت :
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولم أَقُمْ ... على نَدَبٍ يَوْماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ وقال أَيضاً :
وقُلْتُ لمَنْ قد أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه ... أَلاَ مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِياَ . وقال أَيضاً : أَيْنَ عَنَّا إِخْطَارُنَا المَالَ والأَنْ - فُسَ إِذْ نَاهَدُوا ليَوْمِ المِحَالِوفي حَدِيثِ النُّعْمَان بن مُقَرِّن أَنه قَالَ يَوْم نَهَاوَنْدَ حِينَ الْتَقَى المُسْلِمونَ مع المُشْرِكِين : " إِنَّ هَؤُلاءِ قد أَخْطَرُوا لكم رِثَةً ومَتَاعاً وأَخْطَرْتُم لهم الدِّينَ فنافِحُوا عن الدِّين " . أَراد أَنَّهُم لم يُعَرِّضوا للهَلاَك إِلاَّ متاعاً يَهُونُ عَلَيْهِم وأَنْتُم قد عَرَضْتُم عليهم أَعْظَمَ الأَشْيَاءِ قَدْراً وهو الإِسْلاَم . يقول : شَرَطوها لكُم وجَعَلُوهَا عِدْلاً عن دِينكم . ويقَال : لا تَجْعَل نفْسَك خَطَراً لفلان فأَنت أَوْزَنُ منه . من المَجاز : أَخْطَرَ المَالَ : جَعَلَه خَطَراً بَيْنَ المُتَراهِنِين . وخَاطَرَهم عَلَيْه : راهَنَهُم . أَخْطَر فلانٌ فُلاناً فهو مُخْطِر : صار مِثْلَه في الخَطَر أَي القَدْرِ والمَنْزِلَة وأَخْطَر به : سَوَّى وأَخْطِرْت لِفُلان : صُيِّرْتُ نَظِيرَه في الخَطَر قاله اللَّيْثُ . أَخْطَرَ هو لي وأَخْطَرْت أَنَا لَهُ أَي تَراهَنَّا . والتَّخَاطُر والمُخَاطَرَة ولإِخْطَار : المُرَاهَنَةُ : والخَطِيرُ من كُلِّ شَيْءِ : النَّبِيل . والخَطِير : الرَّفِيعُ القَدْرِ . والخَطِير : الوَضِيعُ ضِدٌّ حَكَاه في المِصْبَاح عن أَبي زَيْد وأَغْفَلَه المُصَنِّف نَظَراً إِلى مَنْ خَصَّ الخَطَر برِفْعة القَدْر كما تَقَدَّم . يقال : أَمْرٌ خَطِير أَي رَفِيع وقد خَطُر كَكَرُم خُطُورَةً بالضَّمِّ . الخَطِيرُ : الزِّمَامُ الذي تُقادُ به النَّاقة عن كُرَاع . وفي حديث عَلِيّ رضِيَ الله عنْه " أَنَّه قَال العَمَّار : جُرُّوا له الخَطِيرَ ما انْجَرَّ لَكُم " . وفي رواية " مَا جَرَّه لَكْم " . ومعناه اتَّبِعُوا ما كان فيه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ وتَوَقَّوْا ما لم يَكُن فيه مَوْضع . قال شَمِرٌ : ويَذهَبُ بَعْضُهم إِلى إِخطار النفْس وإِشْرَاطِهَا في الحَرْب . والمَعْنَى اصْبِرُوا لعَمَّار ما صَبَرَ لكم . وجعله شَيْخُنَا مَثَلاً ونَقَلَ عن المَيْدَانِيّ ما ذَكَرْنَاه أَولاً وهو حَدِثٌ كما عرفْتَ . الخَطير : القَارُ نَقَلَه الصَّغانِيُّ . الخَطِيرُ : الحَبْلُ وبه فسَّر بَعْضٌ حَدِيثَ عَلِيّ السَّابِق ونَقَلَه شَمِر وهو أَحَدُ الوَجْهَيْن . وقال المَيْدَانِيّ : الخَطِيرُ : الزِّمَامُ والحَبْل فَهُمَا شيءٌ واحدٌ . الخَطِير : لُعَابُ الشَّمْسِ في الهاجِرَة نقَلَه الصَّغانِيّ وهو مَجاز كأَنَّه رِمَاحٌ تَهْتَزُّ . من ذِلك أَيضاً الخَطِير : ظُلْمَةُ اللَّيْلِ نَقَلَه الصَّغانِيّ . الخَطِيرُ : الوَعِيدُ . والنَّشَاطُ والتَّصاوُل كالخَطَرانِ مُحَرَّكةً . قال الطِّرِمَّاح :
بالُوا مَخَافَتَهم على نِيرَانِهِمْ ... واسْتَسْلَمُوا بعد الخَصِير فأُخْمِدُوا . وقول الشاعِر :
" هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى إِذَا مَا تَنَاكَرَتْمُلُوكُ الرِّجَالِ أَو تَخَاطَرَتِ البُزْلُ . يَجُوز أَن يكونَ من الخَطِير الَّذِي هو الوَعِيد ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من خَطَرَ البَعِيرُ بذَنَبِه إِذا ضَرَبَ به . وخَطَرَ بِنَفْسِه يُخَاطِر وبِقَوْمه كَذلِك إِذا أَشْفَاهَا وأَشْفَى بِها وبِهِم عَلَى خَطَر أَي إِشْراف عَلى شَفَا هُلْكٍ أَو نَيْلِ مُلْكٍ . والمَخَاطِرُ : المَرَاقِي كأَخْطَرَ بِهِم وهذِه عن الزَّمَخْشَرِيّ . وفي الحَدِيث : " أَلاَ رَجُلٌ يُخَاطِر بنَفْسِه ومَالِه " أَي يُلْقِيها في الهَلَكَة بالجِهَاد . والخِطْرَةُ بفتح فَسْكُون : عُشْبَةٌ لها قَضْبَة يَجْهَدُهَا المَالُ ويَغْزُرُ عَلَيْهَا تَنْبُت في السَّهْل والرَّمْل تُشْبِه المَكْرَ . وقيل : هي بَقْلةٌ : وقال أَبُو حَنِيفَة عن أَبِي زِيَاد : الخِطْرَةُ بالكَسْرِ تَنْبُت مع طُلُوع سُهَيْلٍ وهي غَبْرَاءُ حُلْوَةٌ طَيّبةٌ يَرَاهَا مَنْ لا يَعْرِفُهَا فيَظُنُّ أَنّهَا بَقْلَة وإِنما تَنْبُت في أَصْلٍ قَدْ كَانَ لَها قبل ذلك وليست بأَكثرَمما يَنْتَهسُ الدَّابَّةُ بفَمهَا وليس لها وَرَقٌ وإِنَّمَا هي قُضْبَانٌ دِقاتقٌ خُضْرٌ وقد يُحْتَبَل فِيهَا الظِّباءُ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
تَتَبَّع جَدْراً من رُخَامَي وخِطْرَةٍ ... وما اهتَزَّ من ثُدَّائِهَا المُتَرَبِّلِالخِطْرَةُ : سِمَةٌ للإِبِل في باطِن السَّاقِ عن ابْنِ حبيب مِنْ تَذْكِرَة أَبِي عَلِيّ . وقد خَطَره بالمِيسَم إِذا كَوَاه كذلك . مِن المَجَاز : يقال : ما لَقِتُه إِلاَّ خَطْرَةً بَعْد خَطْرةٍ وما ذَكَرْتُه إِلا خَطْرةً بعد خَطْرَة أَي أَحْيَاناً بعد أَحْيَان . أَصابَتْه خَطْرَةٌ من الجِنِّ أَي مَسٌّ . العَرَبُ تَقول : رَعَيْنَا خَطَرَات الوَسْميِّ وهي اللُّمَعُ مِن المَرَاتِعِ والبُقَع . قال ذو الرُّمَّة :
لها خَطَرَاتُ العَهْدِ من كُلِّ بَلْدَةٍ ... لِقَوْمٍ وإِن هَاجَتْ لَهُمْ حَرْبُ منْشَمِ . يقال : لا جَعَلَها الله خَطْرَتَه ولا جَعَلها آخرِ مَخْطَرٍ منه بفتح الميم وسكون الخاءِ أَي آخرَ عَهْد منه ولا جَعَلَهَا اللهُ آخِرَ دَشْنَة وآخِرَ دَسْمَةٍ وَطَيَّةٍ ودَسَّةٍ كُلُّ ذلِك آخِرَ عَهْدٍ . وخُطَرْنِيَةُ كبُلَهْنِيَة : ةبِبابِلَ نَقَلَه الصَّغانِيّ . الخُطَيْر كزُبَيْر : سيفُ عَبْدِ المَلكِ بنِ غَافِل الخَوْلانِيِّ ثم صَارَ إِلى رَوْق بن عَبّاد بنِ مُحَمَّد الخَوْلاَنِيّ نقله الصَّغانِيّ . لَعِبَ فُلانٌ لَعِبَ الخَطْرَةِ بفَتْح فسُكُون وهو أَنْ يُحَرِّك المِخْرَاق بيده تَحْرِيكاً شَدِيداً كما يَخْطِر البَعِير بذَنَبِه . وتَخَطَّرَه شَرُّ فُلانٍ : تَخَطَّاه وجازَهُ هكذا في النُّسَخ والصَّوابُ تَخَطْرَاه وبه فُسِّر قَوْلُ عَدِيِ بن زَيدٍ :
وبَعَيْنَيْكَ كُلُّ ذَاكَ تَخَطْرَا ... كَ وتمْضِيك نَبْلُهُم في النِّبَالِ . قالوا : تَخَطْرَاك وتَخَطَّاك بمَعْنًى وَاحِدٍ وكان أَبُو سَعِيدٍ يَرْويه : تخَطَّاك ولا يَعرف تَخَطْرَاك . وقال غيره : تَخَطْرانِي شَرُّ فلانٍ وتَخَطَّانِي : جَازِني . ومما يُسْتَدْرَك عليه : ما وَجدَ له ذِكْراً إِلا خَطْرةً واحدةً . وخَطَر الشَّيْطَانُ بَيْنَه وبَيْنَ قَلْبه : أَوْصَلَ وَسْوَاسَه إِليه . والخَطَراتُ : الهَوَاجِس النَّفْسانِيَّة . وخَطَرانَ الرُّمْحِ : ارْتِفَاعُه وانْخِفَاضُه للطَّعْن . وخَطُر يَخْطُر خَطَراً وخُطُوراً : جَلَّ بَعْدَ دِقَّة . والخَطَر مُحَرَّكَةً : العِوَض والحَظُّ والنَّصِيب . وفي حَدِيث عُمَرَ في قِسْمَةِ وَادِي القُرَى القُرَى : " وكان لعُثْمَانَ فيه خَطَرٌ أَي حَظٌّ ونَصِيب . وأَخْطَرَهم خَطَراً وأَخْطَر لَهُم : بذَلَ لَهُم من الخَطَر ما أَرْضَاهم . وأَحْزَر الخَطَرَ وهو مَجَاز . وخَطَّر تَخْطِيراً : أَخَذ الخَطَرَ . والأَخْطَار من الجَوْز في لَعِب الصِّبْيَان هِي الأَحْراز واحدها خَطَرٌ . والأَخْطَارُ : الأَحْرازُ في لَعِب الجَوْز . وخَطَرَ الدَّهْرُ خَطَرانَه كما يُقَال ضَرَب الدَّهْر ضَرَبَانَه وهو مجاز . وفي التهذيب يقال : خَطَرَ الدَّهْرُ من خَطَرانِهِ كما يقال : ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبانِه . والجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قائِدِهم : يُرُونَه منهم الجِدَّ وكذلك إِذا احْتَشَدُوا في الحَرْب . وتَقُولُ العَرَبُ : بَيْنِي وبَيْنَه خَطْرَةُ رَحِمٍ عن ابْنِ الأَعْرابِيّ ولم يُفسِّره . وأُرَاه يَعْنِي شُبْكَةَ رَحِمٍ . وتَخَاطَرَت الفُحُولُ بأَذْنابِها . للتَّصَاوُل . ومِسْكٌ خَطَّارٌ : نَفَّاحٌ وهو مَجَاز . وخَطَرَ بإِصْبَعِه إِلى السَّماءِ : حَرَّكَها في الدُّعاءِ وهو مَجَازٌ . والخَطَّار : قَرية بمصر من القُوصِيَّة وهي غَيرُ التي ذكرَها المُصنِّف . وبُستان الخَطِيرِ بالجيزة . والخِطْرَةُ بالكسر : قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ تَنْبُتُ في أَصْلِ شَجَرةٍ عن أَبي زِيَاد وقد تقدمت الإِشارة إِليه وهي غَيْر الَّتِي ذَكَرها المُصَنِّف . وقد سَمَّوْا خَاطِراً وخطرَة
الطَّوْق : حَلْيٌ يُجعَلُ للعُنُق . وكُلّ ما اسْتَدارَ بشيءٍ فهو طَوْق كطَوْق الرَّحَى الذي يُدير القُطْب ونحو ذلِك . ج : أطْواقٌ . وتطوَّق : لبِسَه هو مُطاوِع طوّقَه تطْويقاً : إذا ألْبَسَه الطّوْقَ . والطّوْقُ : الوُسْعُ والطّاقَةُ وأنشَدَ اللّيْثُ :
" كُلُّ امْرئٍ مُجاهِدٍ بطَوْقِه
" والثّورُ يحمِي أنفَه برَوْقِهِ يقول : كُلّ امرئٍ مكلّف ما أطاق . وقال غيرُه : الطَّوْق : الطّاقةُ أي : أقصَى غايَتِه وهو اسمٌ لمِقْدار ما يُمكِن أن يفْعَلَه بمَشقّةٍ منه . وقال ابنُ دُريد : الطَّوقُ : حابول النّخْل وهو الكَرُّ الذي يُصعَدُ به الى النّخْلَة ويقال له : البَرْوَنْد بالفارسيّة قال الشاعِر يصفُ نخْلَة :
ومَيّالةٍ في رأسِها الشّحْمُ والنّدى ... وسائِرُها خالٍ من الخَيْرِ يابِسُ
تهيّبَها الفِتيانُ حتّى انْبَرى لها ... قَصيرُ الخُطا في طوْقِه مُتَقاعِسُ
ومالِكُ بن طَوْق بنِ عَتّاب بنِ زافِر بنِ مُرّةَ بنِ شُرَيحِ بنِ عبْدِ الله بنِ عَمرو بنِ كُلْثوم بنِ مالِك بن عتّاب بن سعْد بنِ زُهير بن جُشَم بن بَكْر بن حَبيب بنِ عَمْرو بن غَنْم بنِ تغْلِب : كان في زَمَن الخليفةِ هارون الرّشيد رحِمه الله تعالى وهو صاحِبُ رَحَبَة مالِك المُضافَةِ إليه على الفُرات . قلت : ومن ولَدِه محمد بنُ هارون بنِ إبراهيم بنِ الغنم بن مالك الذي قدِم اليَمَن قاضِياً صُحْبة محمد بنِ زِياد الذي اختطّ مدينَة زَبيد - حرَسَها الله تعالى - وله ذُرّيّةٌ بها طيِّبة يأتى ذِكرُهم في ع م ق إن شاءَ الله تعالى . وفي المثَل : كبِر عَمْرو عن الطَّوْق هكذا في العُباب والأمْثال لأبي عُبيد . والمَشهور : شَبّ عَمْرٌو عن الطّوق كما في أكثر كُتُب الأمثال يُضرَب لمُلابِس ما هو دونَ قَدْرِه . قال المُفضَّل : أولُ من قال ذلك جَذيمة الأبرَشُ . وعَمْرو هذا هو عَمرو بنُ عَديّ بنِ نصْرِ ابنُ أختِه . وكان خالُه جَذيمة ملِكُ الحيرة قد جمَع غِلْماناً من أبناءِ المُلوكِ يخدِمونَه منهم عَديُّ بنُ نَصْر وكان جَميلاً وسيماً فعشقَتْهُ رَقاشِ أختُ جَذيمةَ فقالت له : إذا سَقَيْت الملِكَ فسَكِرَ فاخطُبْني إليه فسَقى عَديٌّ جَذيمة ليلةً وألْطَفَ له في الخِدمة فأسرعَت الخمرُ فيه فلما سكِر قال له : سَلْني ما أحبَبْت فقال : زوّجْني رَقاش أُختَ قال : ما بِها عنْكَ رغْبة قد فعَلْتُ فعلِمَتْ رَقاش أنه سيُنكِر ذلك إذا أفاقَ فقالَت للغُلام ادْخُل على أهلِك الليلةَ ففَعلَ أي : دخَل بها وأصبحَ في ثِيابٍ قد لبِسَها جُدُدٍ وتطيّب من طِيب فلما رآهُ جَذيمةُ قال : يا عَديُّ ما هذا الذي أرَى ؟ قال : أنكَحْتَني أختَك رَقاش البارِحَةَ فقال : ما فعَلْتُ ثم وضَع يدَه في التُراب وجعلَ يضرِبُ وجهَه ورأسَه وأقْبَلَ على رَقاش وقال :
حدِّثيني وأنتِ غيْرُ كَذوبِ ... أبِحُرٍّ زَنَيْتِ أم بهَجينِ
أم بعَبْدٍ وأنتِ أهلٌ لعَبْدٍ ... أم بدونٍ وأنتِ أهلٌ لدونِ وفي نسخة : فأنت أهل . قالت بل زوّجْتَني كُفُؤاً كريماً من أبناء المُلوك فأطْرَق جَذيمَةُ ساكِتاً فلما أخبِرَ عَديٌّ بذلك خافَ على نفسِه فهرَب منه ولحِق بقوْمِه وبلادِه ومات هُنالِك وعلِقَت منه رَقاش فأتت بابْنٍ سمّاهُ جَذيمَةُ عَمْرواً وتبنّاه أي : اتّخَذَه ابْناً له وأحبّه حُبّاً شديداً وكان جَذيمةُ لا يولَدُ له فلمّا ترعْرَعَ وبلغ ثماني سِنين كان يخرُج مع عدّة من الخدَم يجْتَنون للملِك الكَمْأةَ فكانوا إذا وجَدوا كمْأةً خِياراً أكَلوها وأتَوا بالباقي الى الملِك وكان عَمْرو لا يأكُلُ منه أي مما يجْتَني ويأتي به جَذيمةَ كما هو فيضَعُه بين يدَيْه ويقول :
هذا جَنايَ وخِيارُهُ فيه ... إذ كُلُّ جانٍ يدُه الى فِيهِفذهبَت كلمتُه مثلاً . ثم إنّه خرج يوْماً وعلَيْه حَليٌ وثِيابٌ فاستُطير ففُقِد زَماناً فضُربَ في الآفاقِ فلم يوجَدْ وأتى علَى ذلك ما شاءَ الله ثم وجدَه مالِكٌ وعَقيلٌ ابنا فارجٍ كذا في العُباب ويُقال : ابنا فالِج أيضاً باللاّم كما في شرْح الدُرَيْديّة لابن هِشام اللّخْمي : رجُلان من بَلْقَيْن أي بَني القَيْن كانا متوجّهين الى جَذيمَة بهَدايا وتُحَف فبَيْنَما هُما نازِلان بوادٍ من الأودِية في السّماوةِ انْتهى إليْهِما عمْرو بنُ عَديّ وقد عفَتْ أظفارُه وشَعْرُه فسألاه : من أنتَ ؟ فقال : ابنُ التّنوخِيّة فلَهيا عنه فقالا لجاريةٍ معَهُما : أطْعِمينا فأطْعَمَتْهُما فأشار عمْرو إليها أنْ أطْعِميني فأطْعَمَته ثم سقتْهُما فقال عَمْرو : اسقِيني فقالت الجاريَة : لا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فيطمَعَ في الذِّراعِ فأرسَلَتْها مثَلاً ثم إنّهُما حَملاه الى جَذيمة فعرَفَه ونظَر الى فتىً ما شاءَ من فتىً وضمّه وقبّلَه وقال لهُما : حُكْمَكُما فسألاه مُنادَمَته فلم يَزالا نَديمَيه حتى فرّق الموتُ بينهم وصارَتْ تُضرَب باجتماعِهم ومُنادِمتِهم الأمثالُ الى الآن . وبعثَ عَمْراً الى أمّه فأدْخلَتْه الحمّامَ وألبَستْه ثيابَه وطوّقَتْه طوْقاً كان له من ذهَبٍ فلما رآه جَذيمَةُ قال : كبِر عمْروٌ عن الطّوْق فأرسَلَها مثَلاً . والأطْواق : لبَنُ النّارَجِيل . قال أبو حَنيفة : وهو مُسكِرٌ جداً سُكْراً معتَدِلاً ما لم يبْرُز شارِبُه للرّيح فإن برزَ أفرَطَ سُكرُه وإذا أدامَه مَنْ ليسَ من أهلِه لم يعتَدْهُ أفسدَ عقلَه ولبّس فهمَه فإنْ بقِيَ الى الغدِ كان أثْقَفَ خَلٍّ . وفي اللِّسان : شرابُ الأطواقِ : حلَبُ النّارَجيل وهو أخبثُ من كُلّ شراب يُشرَب وأشدّ إفساداً للعَقْل . وقال ابنُ دُرَيْد : الطّوْقَةُ : أرضٌ تستَديرُ سهْلَةٌ بين أرَضِينَ غِلاظ في بعضِ شعرِ الجاهليّة قال : ولم أسمَعْه من أصحابِنا . والطّاقُ : ما عُطِفَ من الأبنِية ج : طاقاتٌ وطِيقانٌ فارسيٌّ معرَّب كما في الصِّحاح . وقال غيرُه : هو عَقْدُ البِناء حيْث كان . والجَمْع : أطواقٌ وطِيقان . والطّاقُ : ضَربٌ من الثِّياب . قال الرّاجز :
" يكْفيكَ من طاقٍ كَثيرِ الأثْمان
" جُمّازةٌ شُمِّرَ منها الكُمّانْ كما في الصِّحاح . وقال ابنُ الأعرابيّ : الطّاقُ : الطّيْلَسان أو هو الطّيلَسانُ الأخْضَر عن كُراع . قال رؤبَة :
" ولو تَرَى إذا جُبّتي من طاقِ
" ولِمّتي مثلُ جَناحِ غاقِ وأنشدَ ابنُ الأعرابي :
لقد ترَكَتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ ... تمشّى بينَ خاتامٍ وطاقِ والجمْع : الطِيقان كساجٍ وسيجان . قال مُلَيْحٌ الهُذَليّ :
من الرَّيْطِ والطِّيقانِ تُنشَرُ فوقَهم ... كأجْنِحَةِ العِقْبانِ تدْنو وتخْطِفُ والطّاقُ : د بسِجِسْتان من نواحِيها . والطّاقُ : حِصْنٌ بطَرِسْتان . وبه سكَن محمّد بنُ النُّعمان شيطانُ الطّاقِ وإليه نُسِبت الطّائِفَة الشّيطانيّة : من غُلاة الشّيعة . والطّاقُ : ناشِزٌ ينشِزُ أي : يندُرُ من الجبَل كالطّائِقِ . وقال اللّيثُ : طائِقُ كلِّ شيءٍ : ما استدَار به من جبَلٍ أو أكمَةٍ وجمْعُه أطْواقٌ . وكذلِك ما نشَزَ في جالِ البِئْر قال عُمارَةُ بنُ أرْطاةَ يصِف غرْباً :
" موقَّرٍ من بقَر الرّساتِقِ
" ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطّائِقِ
" أخْضَرَ لم يُنْهَكْ بموسَى الحالِقِ أي ذو قوّة على مُكاوَحَة تِلْك الصّخرة وقال في جمْعِهِ :
" على مُتونِ صخَرٍ طوائِقِ قال أبو عُبَيد : وفيما بين كُلِّ خشَبَتيْن زادَ غيرُه من السّفينة وقيل : الطّائِقُ : إحدى خشَباتِ بطْنِ الزّوْرَق . وقال أبو عمْرو الشّيْبانيّ : الطّائقُ : وسَط السّفينة وأنشَد للَبيد :
فالْتامَ طائِقُها القَديمُ فأصْبَحَتْ ... ما إنْ يقوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ وقال الأصمعيّ : الطائِقُ : ما شخَصَ من السّفينةِ كالحَيْدِ الذي ينحدِرُ من الجبَل . قال ذو الرُمّة :
" قَرْواءَ طائِقُها بالآلِ محْزومُقال : وهو حرْفٌ نادِرٌ في القُنّة . والطّاقَةُ : شُعْبَةٌ من رَيْحانٍ أو شعَر وقوّةٌ من الخَيْطِ أو نحْو ذلك . ويُقال : طاقُ نعْلٍ وطاقَةُ رَيْحانٍ أي : شُعْبَة منه كما في الأساسِ . وطائِقانُ : ة ببَلْخ . وطوّقْتُكَهُ أي : كلّفْتُكه . وقولُه تعالى : ( سيطوَّقونَ ما بخِلوا به ) أي : يُلْزِمونَه في أعْناقِهم . وفي الحديث : من ظلَم قِيدَ شِبْرٍ من الأرضِ طوّقَه اللهُ من سَبْعِ أرَضِين هذا يُفسَّر على وجْهَين : أحدُهما : أن يخسِفَ اللهُ به الأرضَ فتَصيرُ البُقعَةُ المَغصوبةُ منها في عُنُقه كالطّوقِ . والآخر : أنْ يكونَ من طَوْقِ التّكْليفِ لا مِنْ طوْقِ التّقْليدِ وهو أن يُطَوَّق حمْلَها يومَ القِيامةِ . ويُقال : طوَّقَني اللهُ أداءَ حقِّه أي قوّاني علَيه كما في الصِّحاح . وطوّقَتْ له نفْسُه : لغةٌ في طوّعَتْ أي : رخّصَت وسهّلَتْ حَكاها الأخفَشُ كما في الصِّحاح . قال ابنُ سيدَه : وقُرِئَ شاذّاً ( وعلَى الّذينَ يُطوّقونَه ) . قال ابنُ جِنّي في كِتابِ الشّواذّ : هي قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلافٍ وعائِشَةَ وسعيدِ بنِ المُسَيّبِ وطاوُس بخِلافٍ وسَعيد بنِ جُبَيْر ومُجاهِد بخِلاف وعِكرِمةَ وأيّوبَ السِّخْتِياني وعَطاء أي يُجْعَلُ كالطّوْقِ في أعْناقِهم . ووزنه يفَعِّلونَه وهو كقولك : يُجشَّمونَه ويُكلَّفونَه . يَطَّوَّقونَه وهي قِراءَةُ مُجاهِدٍ ورُويت عن ابنِ عبّاس وعن عِكرِمة . أصلُه يتطوَّقونَه قُلِبت التّاءُ طاءً وأُدْغِمَت في الطّاءِ بعدها كقولهم : اطَّيَر يَطّيَّر أي : تطيَّر يتطيَّر . قال ابنُ جِنّي : وتُجيز الصّنعةُ أن يكونَ يتَفَوْعَلونه ويتفعْوَلونه إلاّ أنّ يتفعَّلونَه الوَجْه ؛ لأنّه أظْهَرُ وأكثرُ . يُطَيَّقونه وهي قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلاف . أصلُه يُطَيْوَقونَه قُلِبت الواوُ ياءً كما قُلِبت في سَيّد ومَيّت وقد يجوزُ أن يكونَ القَلْب على الُعاقَبة كتهوّر وتهَيَّر على أنّ أبا الحسَن قد حَكَى : هار يَهِير فهذا يؤنِّسُ أنّ ياءَ تهيّرَ وضْعٌ وليست على المُعاقَبة قال : ولا تحْمِلَنّ هارَ يَهِير على الواوِ قِياساً على ما ذهَبَ إليه الخَليل في تاهَ يَتيه وطاحَ يَطيح فإنّ ذلك قَليل يَطّيَّقونَه جاز أن يكون يتَفَيْعَلونه كما هو ظاهِرٌ لفْظاً أصْلُه يتطَيْوقونَه قُلِبَت الواوُ ياءً كما تقدّم في سَيّد ومَيِّت ويجوزُ أن يكون يُطَوَّقونَه بالواوِ وصِيغَةِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه يُفضوْعَلونه إلا أنّ بناءً فعّلْتُ أكثَر من بناءِ فَوْعَلْت . وقال ابنُ جِنّي : وقد يُمْكِنُ أنْ يكونَ يتطَيَّقونَه يتفعّلونه لا يتفَيْعَلونه ولا يتفَعْوَلونه وإن كان اللّفْظُ بهما كاللّفْظ بيتَفَعّل لقلَّتِهما وكثْرته . ويؤنِّسُ كوْن يتطيَّقونَه يتفعّلون قِراءَةُ مَنْ قرأَ يتطَوَّقونه وكذلك يؤنِّس كوْن يُطَيَّقونه يتفعّلُونه لا يتفَيْعَلونَه قِراءَة من قرأ : يُطوَّقونَه والظاهر من بعد أن يكون يتَفَيْعَلونه . هذا آخر نص الشّواذّ لابْنِ جِني . والمُطَوَّقة : الحَمامة ذاتُ الطّوق في عُنقها . قال ذو الرُمّة :
ألا ظعَنَتْ مَيٌّ فاتِيكَ دارُها ... بها السُّحْمُ تَرْدي والحَمامُ المُطَوَّقُقال الصاغانيّ : وأهلُ العِراق يُسَمّون القَارورَة الكَبيرة التي لها عُنُقٌ مُطوَّقة كما في العُباب . والإطاقَةُ : القُدرَةُ على الشّيءِ وقد طاقَه طوْقاً وأطاقَه إطاقة . وأطاقَ عليه والاسْم الطّاقَة . قال الأزهَريّ : طاقَ يَطوق طَوْقاً وأطاقَ يُطِيق إطاقَةً وطاقَةً كما يُقال : طاعَ يَطوعُ طَوْعاً وأطاع يُطيعُ إطاعةً وطاعَةً والطّاعةُ والطّاقةُ : اسمان يوضَعانِ موضِعَ المصْدَر . قال سيبَويْه : وقالوا : طلَبْتَه طاقَتَك أضافوا المصْدَر وإن كان في موضِع الحالِ كما أدْخَلوا فيه الألِف واللاّم حين قالوا : أرسلَها العِراكَ . وأما طلَبتُه طاقَتي فلا يكونُ إلا معرِفَةً كما أن سُبحانَ الله لا يكونُ إلا كذلِك . وقال شيخُنا : الطاقَةُ والإطاقَة لا يخْتَصُّ بالإنسان كما زعَم قوم بل هي عامّةٌ بخِلاف الطّاعَةِ والاسْتِطاعة فلَها خُصوص . ومما يُستَدرَك عليه : طوَّقه بالسّيْف وغيْره وطوّقَه إطّاه : جعَله له طَوْقاً . وطوّقَني نِعْمَةً . وتطوَّقْت منه أيادي وهو مجاز . وكذلك قولُهم : تقلّدتُها طوْقَ الحَمامَة . وتقول : في عُنُقي من نِعمَتِه طوْق ما لِي بأداءِ شُكْرِه طوْق . كما في الأساس . وقال بعضٌ : طوّقه تطْويقاً خاصٌّ بالذّم والصّوابُ العُموم . ومنه قولُ المتنبّي :
أقامَت في الرِّقاب له أيادٍ ... هي الأطواقُ والنّاسُ الحَمامُ وطُوِّقَه بالضّمّ : جُعِل داخِلاً في طاقَتِه ولم يعْجِزْ عنه . وتطوّقَتِ الحيّةُ على عُنُقِه : صارَتْ عليه كالطّوْقِ وكَذا طوّقَتْ وهو مَجازٌ . والطّوائقُ : جمع الطّاق الّذي يُعْقَد بالآجُرِّ وأصلُه طائِق وجَمْعُه : طَوائِقُ على الأصل كحاجَة وحَوائج ؛ لأنّ أصلَها حائِجَةٌ قاله الأزهَريّ وأنشَدَ لعَمْرو بن حسّان يصِفُ قصْراً :
أجِدَّك هلْ رأيْتَ أبا قُبَيْسٍ ... أطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ
بَنَى بالغَمْرِ أرْعَنَ مُشْمَخِرّاً ... يُغنّي في طوائِقِه الحَمامُ وأرادَ بأبي قُبَيْس أبا قابُوس أحدَ المُلوك دونَ الجبَل كما في أوّلِ إصْلاحِ المنْطِق وقد مرّ تحْقِيقُه في حرْفِ السّين . قال ابنُ بَرّي : والطَّوقُ : العُنُق ومنه قولُ عَمْرو بنِ أُمامة :
" لقد عرَفْتُ الموتَ قبْلَ ذوْقِهِ
" إنّ الجَبانَ حتفُه من فوقِهِ
" كلُّ امرئٍ مُقاتلٌ عن طوْقِهِ
" كالثّورِ يحْمي أنفَه برَوْقِهِ قلت : وعَزاه الصّاغانيّ الى عامِرِ بنِ فُهَيْرةَ رضي اللهُ عنه وأنشَدَه اللّيثُ خِلافَ ما ذكرنا وقد تقدّم . وقال ابنُ بَرّي : الطّاق : الكِساءُ . والطّاقُ : الخِمار . أنشدَ ابنُ الأعرابي :
" سائِلَة الأصْداغ يهْفو وطاقُها
" كأنّما ساقُ غُرابٍ ساقُها وفسّرَه وقال : أي خِمارُها يَطير وأصداغُها تتطاير من مُخاصَمَتها . ويُقال : رأيتُ أرْضاً كأنّها الطِيقانُ إذا كثُرَ نباتُها وهو مَجازٌ . وطاقُ القَوْسِ : سيَتُها . وقال ابنُ حمْزة : طائِقُها لا غَيْر ولا يُقالُ طاقُها . وذاتُ الطُّوَق كصُرَد : أرضٌ معْروفَةٌ . قال رؤبَةُ :
" تَرمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ
" ضَرْحاً وقد أنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ وطاقاتُ الحَبْلِ : قُواه كما في الأساس . والأطواقُ : الإفْريزُ . وجِنْسٌ من النّاسِ بالسِّند . والكِساءُ كذا في المُحيط . قال الصّاغانيّ : أقمتُ بالسِّنْدِ سِنينَ وليس يعْرِف ثَمَّ هذا الجِنْس أحدٌ من النّاسِ . قلتُ : ومؤلِّفُ المُحيط كان أبوه ممّن تولّى بتِلْك النّواحي فلا بِدْع أنّه أدرَك ما لم يُدْرِكْه الصّاغاني ومن حفِظَ حُجّةً على مَنْ لم يحْفَظ