معنى عرض نفسه ل في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
العَرْضُ خلافُ
الطُّول والجمع أَعراضٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاجِ
الغُبْرِ طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرودَ التَّجْرِ وفي الكثير عُرُوضٌ وعِراضٌ قال
أََبو ذؤيب يصف برذوناً أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه كأَنَّه في
عِراضِ
العَرْضُ خلافُ
الطُّول والجمع أَعراضٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاجِ
الغُبْرِ طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرودَ التَّجْرِ وفي الكثير عُرُوضٌ وعِراضٌ قال
أََبو ذؤيب يصف برذوناً أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه كأَنَّه في
عِراضِ الشامِ مِصباحُ ؟ وقال الجوهري أَي في شِقِّه وناحِيتِه وقد عَرُضَ
يَعْرُضُ عِرَضاً مثل صَغُرَ صِغَراً وعَراضةً بالفتح قال جرير إِذا ابْتَدَرَ
الناسُ المَكارِمَ بَذَّهُم عَراضةُ أَخْلاقِ ابن لَيْلَى وطُولُها فهو عَرِيضٌ
وعُراضٌ بالضم والجمع عِرْضانٌ والأُنثى عَرِيضةٌ وعُراضةٌ وعَرَّضْتُ الشيء جعلته
عَرِيضاً وقال الليث أَعْرَضْتُه جعلته عَرِيضاً وتَعْرِيضُ الشيء جَعْلُه
عَرِيضاً والعُراضُ أَيضاً العَرِيضُ كالكُبارِ والكَبِيرِ وفي حديث أُحُد قال
للمنهزمين لقد ذَهَبْتُمْ فيها عَرِيضةً أَي واسعةً وفي الحديث لئن أَقْصَرْتَ
الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْتَ المسأَلة أَي جِئْتَ بالخطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة واسعة
كبيرة والعُراضاتُ الإِبل العَرِيضاتُ الآثار ويقال للإِبل إِنها العُراضاتُ
أَثَراً قال الساجع إِذا طَلَعت الشِّعْرى سَفَرا ولم تَرَ مَطَرا فلا تَغْذُوَنَّ
إِمَّرةً ولا إِمَّرا وأَرْسِلِ العُراضاتِ أَثَرَا يَبْغِيْنَكَ في الأَرضِ
مَعْمَرا السفَر بياضُ النهار والإِمَّرُ الذكر من ولد الضأْن والإِمَّرةُ الأُنثى
وإِنما خص المذكور من الضأْن وإِنما أَراد جميع الغنم لأَنها أَعْجَزُ عن الطَّلَب
من المَعَزِ والمَعَزُ تُدْرِكُ ما لا تُدْرِكُ الضأْنُ والعُراضاتُ الإِبل
والمَعْمَرُ المنزل بدارِ مَعاشٍ أَي أَرسِلِ الإِبل العَرِيضةَ الآثار عليها
رُكْبانُها لِيَرْتادُوا لك منزلاً تَنْتَجِعُه ونَصَبَ أَثراً على التمييز وقوله
تعالى فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ أَي واسع وإِن كان العَرْضُ إِنما يقع في الأَجسام
والدعاءُ ليس بجسم وأَعْرَضَتْ بأَولادها ولدتهم عِراضاً وأَعْرَضَ صار ذا عَرْض
وأَعْرَض في الشيء تَمَكَّن من عَرْضِه قال ذو الرمة فَعال فَتىً بَنَى وبَنَى
أَبُوه فأَعْرَضَ في المكارِمِ واسْتَطالا جاءَ به على المثَل لأَن المَكارمَ ليس
لها طُولٌ ولا عَرْضٌ في الحقيقة وقَوْسٌ عُراضةٌ عَرِيضةٌ وقول أَسماء بن خارجة
أَنشده ثعلب فَعَرَضْتُهُ في ساقٍ أَسْمَنِها فاجْتازَ بَيْنَ الحاذِ والكَعْبِ لم
يفسره ثعلب وأُراه أَراد غَيَّبْتُ فيها عَرْضَ السيف ورجل عَرِيضُ البِطانِ
مُثْرٍ كثير المال وقيل في قوله تعالى فذو دُعاءٍ عَرِيضٍ أَراد كثير فوضع العريض
موضع الكثير لأَن كل واحد منهما مقدار وكذلك لو قال طَوِيل لَوُجِّهَ على هذا
فافهم والذي تقدَّم أَعْرفُ وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ وَلُود كاملة وهو يمشي
بالعَرْضِيَّةِ والعُرْضِيَّةِ عن اللحياني أَي بالعَرْض والعِراضُ من سِماتِ
الإِبل وَسْمٌ قيل هو خطٌّ في الفَخِذِ عَرْضاً عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي
تقول منه عَرَضَ بعيره عَرْضاً والمُعَرَّضُ نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ قال الراجز
سَقْياً بحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ تقول منه عَرَّضْتُ الإِبل وإِبل مُعَرَّضةٌ
سِمَتُها العِراضُ في عَرْضِ الفخذ لا في طوله يقال منه عَرَضْتُ البعير
وعَرَّضْتُه تَعْرِيضاً وعَرَضَ الشيءَ عليه يَعْرِضُه عَرْضاً أَراهُ إِيّاه وقول
ساعدة بن جؤية وقدْ كانَ يوم الليِّثِ لو قُلْتَ أُسْوةٌ ومَعْرَضَةٌ لو كنْتَ
قُلْتَ لَقابِلُ عَلَيَّ وكانوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ ومَجْدٍ إِذا ما حوَّضَ
المَجْد نائِلُ أَراد لقد كان لي في هؤلاء القوم الذين هلكوا ما آتَسِي به ولو
عَرَضْتَهُم عليَّ مكان مُصِيبتي بابني لقبِلْتُ وأَراد وَمَعْرضةٌ عليَّ ففصل
وعَرَضْتُ البعيرَ على الحَوْضِ وهذا من المقلوب ومعناه عَرَضْتُ الحَوْضَ على
البعير وعَرَضْتُ الجاريةَ والمتاعَ على البَيْعِ عَرْضاً وعَرَضْتُ الكِتاب
وعَرَضْتُ الجُنْدَ عرْضَ العَيْنِ إِذا أَمْرَرْتَهم عليك ونَظَرْتَ ما حالُهم
وقد عَرَضَ العارِضُ الجُنْدَ واعْتَرَضُوا هم ويقال اعْتَرَضْتُ على الدابةِ إِذا
كنتَ وقْتَ العَرْض راكباً قال ابن بري قال الجوهري وعَرَضْتُ بالبعير على الحوض
وصوابه عَرَضْتُ البعير ورأَيت عِدّة نسخ من الصحاح فلم أَجد فيها إِلا وعَرَضْتُ
البعير ويحتمل أَن يكون الجوهري قال ذلك وأَصلح لفظه فيما بعد وقد فاته العَرْضُ
والعَرَضُ الأَخيرة أَعلى قال يونس فاته العَرَضُ بفتح الراء كما يقول قَبَضَ
الشيءَ قَبْضاً وقد أَلقاه في القَبَض أَي فيما قَبَضه وقد فاته العَرَضُ وهو
العَطاءُ والطَّمَعُ قال عدي ابن زيد وما هذا بأَوَّلِ ما أُلاقِي مِنَ الحِدْثانِ
والعَرَضِ الفَرِيبِ أَي الطَّمَع القريب واعْتَرَضَ الجُنْدَ على قائِدِهم
واعْتَرَضَ الناسَ عَرَضَهم واحداً واحداً واعْتَرَضَ المتاعَ ونحوه واعْتَرَضَه
على عينه عن ثعلب ونظر إِليه عُرْضَ عيْنٍ عنه أَيضاً أَي اعْتَرَضَه على عينه
ورأَيته عُرْضَ عَيْنٍ أَي ظاهراً عن قريب وفي حديث حذيفة تُعْرَضُ الفِتَنُ على
القلوب عَرْضَ الحَصِير قال ابن الأَثير أَي توضَع عليها وتُبْسَطُ كما تُبْسَطُ
الحَصِيرُ وقيل هو من عَرْض الجُنْدِ بين يدي السلطان لإِظهارهم واختبار أَحوالهم
ويقال انطلق فلان يَتَعَرَّضُ بجَمله السُّوق إِذا عَرَضَه على البيع ويقال
تَعَرَّضْ أَي أَقِمْهُ في السوق وعارَضَ الشيءَ بالشيءَ مُعارضةً قابَلَه
وعارَضْتُ كتابي بكتابه أَي قابلته وفلان يُعارِضُني أَي يُبارِيني وفي الحديث إِن
جبريل عليه السلام كان يُعارِضُه القُرآنَ في كل سنة مرة وإِنه عارضَه العامَ
مرتين قال ابن الأَثير أَي كان يُدارِسُه جمِيعَ ما نزل من القرآن من المُعارَضةِ
المُقابلةِ وأَما الذي في الحديث لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعتراضَ فهو أَن
يَعْتَرِضَ رجل بفَرسِه في السِّباق فَيَدْخُلَ مع الخيل ومنه حديث سُراقة أَنه
عَرَضَ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأَبي بكر الفَرسَ أَي اعْتَرَضَ به
الطريقَ يَمْنَعُهما من المَسِير وأَما حديث أَبي سعيد كنت مع خليلي صلّى اللّه
عليه وسلّم في غزوة إِذا رجل يُقَرِّبُ فرساً في عِراضِ القوم فمعناه أَي يَسِيرُ
حِذاءَهم مُعارِضاً لهم وأَما حديث الحسن بن عليّ أَنه ذَكَرَ عُمر فأَخذ الحسينُ
في عِراضِ كلامه أَي في مثل قوله ومُقابِله وفي الحديث أَن رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وسلّم عارَضَ جَنازَة أَبي طالب أَي أَتاها مُعْتَرِضاً من بعض الطريق ولم
يتبعْها من منزله وعَرَضَ من سلعته عارَضَ بها فأَعْطَى سِلْعةً وأَخذ أُخرى وفي
الحديث ثلاثٌ فيهن البركة منهن البَيْعُ إِلى أَجل والمُعارَضةُ أَي بيع العَرْض
بالعَرْض وهو بالسكون المَتاعُ بالمتاع لا نَقْدَ فيه يقال أَخذت هذه السلعة
عرْضاً إِذا أَعْطَيْتَ في مقابلتها سلعة أُخرى وعارضَه في البيع فَعَرَضَه
يَعْرُضُه عَرْضاً غَبَنَه وعَرَضَ له مِن حقِّه ثوباً أَو مَتاعاً يَعْرِضُه
عَرْضاً وعَرَضَ به أَعْطاهُ إِيّاهُ مكانَ حقِّه ومن في قولك عَرَضْتُ له من
حَقِّه بمعنى البدل كقول اللّه عزّ وجلّ ولو نشاءُ لجعلنا منكم ملائكة في الأَرض
يَخْلُفُون يقول لو نشاءُ لجعلنا بدلكم في الأَرض ملائكة ويقال عَرَّضْتُك أَي
عَوَّضْتُك والعارِضُ ما عَرَضَ من الأَعْطِيَة قال أَبو محمد الفَقْعَسيّ يا
لَيْلُ أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ هلْ لكِ والعارِضُ منكِ عائِضُ في هَجْمَةٍ
يُسْئِرُ منها القابِضُ ؟ قاله يخاطب امرأَة خطبها إِلى نفسها ورَغَّبها في أَنْ
تَنْكِحه فقال هل لك رَغْبةٌ في مائة من الإِبل أَو أَكثر من ذلك ؟ لأَن الهجمة
أَوَّلُها الأَربعون إِلى ما زادت يجعلها لها مَهْراً وفيه تقديم وتأْخير والمعنى
هل لك في مائة من الإِبل أَو أَكثر يُسْئِرُ منها قابِضُها الذي يسوقها أَي
يُبْقِي لأَنه لا يَقْدِر على سَوْقِها لكثرتها وقوتها لأَنها تَفَرَّقُ عليه ثم
قال والعارِضُ منكِ عائِضٌ أَي المُعْطِي بدلَ بُضْعِكِ عَرْضاً عائِضٌ أَي آخِذٌ
عِوَضاً مِنْكِ بالتزويج يكون كِفاءً لما عَرَضَ منك ويقال عِضْتُ أَعاضُ إِذا
اعْتَضْتَ عِوَضاً وعُضْتُ أَعُوضُ إِذا عَوَّضْتَ عِوَضاً أَي دَفَعْتَ فقوله
عائِضٌ من عِضْتُ لا من عُضْتُ ومن رَوَى يَغْدِرُ أَراد يَتْرُكُ من قولهم
غادَرْتُ الشيء قال ابن بري والذي في شعره والعائِضُ منكِ عائِضُ أَي والعِوَضُ
منك عِوَضٌ كما تقول الهِبَةُ مِنكَ هِبَةٌ أَي لها مَوْقِعٌ ويقال كان لي على
فلان نَقْدٌ فأَعْسَرْتُه فاعْتَرَضْتُ منه وإِذا طلب قوم عند قوم دَماً فلم
يُقِيدُوهم قالوا نحن نَعْرِضُ منه فاعْتَرِضُوا منه أَي اقْبَلُوا الدية وعَرَضَ
الفَرَسُ في عَدْوِه مَرَّ مُعْتَرِضاً وعَرَضَ العُودَ على الإِناءِ والسَّيْفَ
على فَخِذِه يَعْرِضُه عَرْضاً ويَعْرُضُه قال الجوهري هذه وحدها بالضم وفي الحديث
خَمِّرُوا آنِيَتَكم ولو بِعُود تَعْرُضُونَه عليه أَي تَضَعُونَه مَعْرُوضاً عليه
أَي بالعَرْض وعَرَضَ الرُّمْحَ يَعْرِضُه عَرْضاً وعَرَّضَه قال النابغة لَهُنَّ
عَلَيْهم عادَةٌ قدْ عَرَفْنَها إِذا عَرَّضُوا الخَطِّيَّ فوقَ الكَواثِبِ
وعَرَضَ الرامي القَوْسَ عَرْضاً إِذا أَضجَعها ثم رَمى عنها وعَرَضَ له عارِضٌ من
الحُمَّى وغَيرها وعَرَضْتُهم على السيف قَتْلاً وعَرَضَ الشيءُ يَعْرِضُ واعترَضَ
انتَصَبَ ومَنَعَ وصار عارِضاً كالخشَبةِ المنتصبةِ في النهر والطريق ونحوها
تَمْنَعُ السالكين سُلوكَها ويقال اعتَرَضَ الشيءُ دون الشيءِ أَي حال دونه
واعتَرَضَ الشيءَ تَكَلَّفَه وأَعرَضَ لك الشيءُ من بَعِيدٍ بدَا وظَهَر وأَنشد
إِذا أَعْرَضَتْ داويَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا
( * قوله « فلقا » بالكسر هو الامر العجب وأَنشد الصحاح إِذا اعرضت البيت شاهداً
عليه وتقدم في غرد ضبطه بفتح الفاء )
أَي بَدَتْ وعَرَضَ له أَمْرُ كذا أَي ظهر وعَرَضْتُ عليه أَمر كذا وعَرَضْتُ له
الشيء أَي أَظهرته له وأَبْرَزْتُه إِليه وعَرَضْتُ الشيءَ فأَعْرَضَ أَي
أَظْهَرْتُه فظهر وهذا كقولهم كَبَبْتُه فأَكَبَّ وهو من النوادر وفي حديث عمر
تَدَعُون أَميرَ المؤمنين وهو مُعْرَضٌ لكم هكذا روي بالفتح قال الحَرْبيّ والصواب
بالكسر يقال أَعْرَضَ الشيءُ يُعْرِضُ من بعيد إِذا ظهَر أَي تَدَعُونه وهو ظاهر
لكم وفي حديث عثمان بن العاص أَنه رأَى رجلاً فيه اعتِراضٌ هو الظهور والدخول في
الباطل والامتناع من الحق قال ابن الأَثير واعتَرَضَ فلان الشيءَ تَكَلَّفَه
والشيءُ مُعْرِضٌ لك موجود ظاهر لا يمتنع وكلُّ مُبْدٍ عُرْضَه مُعْرِضٌ قال عمرو
ابن كلثوم وأَعْرَضَتِ اليَمامةُ واشمَخَرَّتْ كأَسْيافٍ بأَيْدي مُصْلِتِينا وقال
أَبو ذؤيب بأَحْسَن منها حِينَ قامَتْ فأَعْرَضَتْ تُوارِي الدُّمُوعَ حِينَ جَدَّ
انحِدارُها واعتَرَضَ له بسهم أَقْبَلَ قِبَلَه فرماه فقتلَه واعتَرَضَ عَرْضه
نَحا نَحْوَه واعتَرَضَ الفرَسُ في رَسَنِه وتَعَرَّضَ لم يَسْتَقِمْ لقائدِه قال
الطرماح وأَراني المَلِيكُ رُشْدي وقد كنْ تُ أَخا عُنجُهِيَّةٍ واعتِراضِ وقال
تَعَرَّضَتْ لم تَأْلُ عن قَتْلٍ لي تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ والعَرَضُ
من أَحْداثِ الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك قال الأَصمعي العَرَضُ الأَمر
يَعْرِضُ للرجل يُبْتَلَى به قال اللحياني والعَرَضُ ما عَرَضَ للإِنسان من أَمر
يَحْبِسهُ من مَرَضٍ أَو لُصُوصٍ والعَرَضُ ما يَعْرِضُ للإِنسان من الهموم
والأَشغال يقال عَرَضَ لي يَعْرِضُ وعَرِضَ يَعْرَضُ لغتان والعارِضةُ واحدة
العَوارِضِ وهي الحاجاتُ والعَرَضُ والعارِضُ الآفةُ تَعْرِضُ في الشيء وجَمْعُ
العَرَضِ أَعْراضٌ وعَرَضَ له الشكُّ ونحوُه من ذلك وشُبْهةٌ عارِضةٌ معترضةٌ في
الفؤاد وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضَةٍ من
شُبْهَةٍ وقد تكونُ العارِضَةُ هنا مصدراً كالعاقبة والعافية وأَصَابَه سَهْمُ
عَرَضٍ وحَجَرُ عَرَضٍ مُضاف وذلك أَن يُرْمى به غيْرُه عمداً فيصاب هو بتلك
الرَّمْيةِ ولم يُرَدْ بها وإِن سقَط عليه حجر من غير أَن يَرْمِيَ به أَحد فليس
بعرَض والعَرَضُ في الفلسفة ما يوجد في حامله ويزول عنه من غير فساد حامله ومنه ما
لا يَزُولُ عنه فالزّائِل منه كأُدْمةِ الشُّحُوبِ وصفرة اللون وحركة المتحرّك
وغيرُ الزائل كسَواد القارِ والسَّبَجِ والغُرابِ وتَعَرَّضَ الشيءُ دخَلَه فَسادٌ
وتَعَرَّضَ الحُبّ كذلك قال لبيد فاقْطَعْ لُبانةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه
ولَشَرُّ واصِلِ خُلّةٍ صَرّامُها وقيل من تعرّض وصله أَي تعوّج وزاغَ ولم
يَسْتَقِم كما يَتَعَرَّضُ الرجل في عُرُوض الجَبل يميناً وشمالاً قال امرؤ القيس
يذكر الثريَّا إِذا ما الثُّرَيّا في السماءِ تَعَرَّضَتْ تَعَرُّضَ أَثْناءِ
الوِشاحِ المُفَصَّلِ أَي لم تَسْتَقِمْ في سيرها ومالتْ كالوِشاح المُعَوَّجِ
أَثناؤه على جارية تَوَشَّحَتْ به وعَرَضُ الدنيا ما كان من مال قلّ أَو كَثُر
والعَرَضُ ما نِيلَ من الدنيا يقال الدّنيا عَرَضٌ حاضر يأْكل منها البَرّ والفاجر
وهو حديث مَرْوِيّ وفي التنزيل يأْخذون عرَض هذا الأَدنى ويقولون سيغفر لنا قال
أَبو عبيدة جميع مَتاعِ الدنيا عرَض بفتح الراء وفي الحديث ليْسَ الغِنى عن كَثْرة
العَرَضِ إِنما الغِنى غِنى النفس العَرَضُ بالتحريك متاع الدّنيا وحُطامُها وأَما
العَرْض بسكون الراء فما خالف الثَّمَنَينِ الدّراهِمَ والدّنانيرَ من مَتاعِ
الدنيا وأَثاثِها وجمعه عُروضٌ فكل عَرْضٍ داخلٌ في العَرَض وليس كل عَرَضٍ عَرْضاً
والعَرْضُ خِلافُ النقْد من المال قال الجوهري العَرْضُ المتاعُ وكلُّ شيء فهو
عَرْضٌ سوى الدّراهِمِ والدّنانير فإِنهما عين قال أَبو عبيد العُرُوضُ
الأَمْتِعةُ التي لا يدخلها كيل ولا وَزْنٌ ولا يكون حَيواناً ولا عَقاراً تقول
اشتريت المَتاعَ بِعَرْضٍ أَي بمتاع مِثْلِه وعارَضْتُه بمتاع أَو دابّة أَو شيء
مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه به ورجلٌ عِرِّيضٌ مثل فِسِّيقٍ يَتَعَرَّضُ الناسَ
بالشّرِّ قال وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ تَمَرَّسَ بي مِن حَيْنِه وأَنا
الرَّقِمْ واسْتَعْرَضَه سأَله أَنْ يَعْرِضَ عليه ما عنده واسْتَعْرَض يُعْطِي
( * قوله « واستعرض يعطي » كذا بالأصل ) مَنْ أَقْبَلَ ومَنْ أَدْبَرَ يقال
اسْتَعْرِضِ العَرَبَ أَي سَلْ مَنْ شئت منهم عن كذا وكذا واسْتَعْرَضْتُه أَي قلت
له اعْرِضْ عليّ ما عندك وعِرْضُ الرجلِ حَسبَهُ وقيل نفْسه وقيل خَلِيقَته
المحمودة وقيل ما يُمْدح به ويُذَمُّ وفي الحديث إِن أَغْراضَكم عليكم حَرامٌ
كحُرْمةِ يومكم هذا قال ابن الأَثير هو جمع العِرْض المذكور على اختلاف القول فيه
قال حسان فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ قال
ابن الأَثير هذا خاصّ للنفس يقال أَكْرَمْت عنه عِرْضِي أَي صُنْتُ عنه نَفْسي
وفلان نَقِيُّ العِرْض أَي بَرِيءٌ من أَن يُشْتَم أَو يُعابَ والجمع أَعْراضٌ
وعَرَضَ عِرْضَه يَعْرِضُه واعتَرَضَه إِذا وقع فيه وانتَقَصَه وشَتَمه أَو قاتَله
أَو ساواه في الحسَب أَنشد ابن الأَعرابي وقَوْماً آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لي ولا
أَجْني من الناسِ اعتِراضا أَي لا أَجْتَني شَتْماً منهم ويقال لا تُعْرِضْ عِرْضَ
فلان أَي لا تَذْكُرْه بسوء وقيل في قوله شتم فلان عِرْضَ فلان معناه ذكر أَسلافَه
وآباءَه بالقبيح ذكر ذلك أَبو عبيد فأَنكر ابن قتيبة أَن يكون العِرْضُ الأَسْلافَ
والآباء وقال العِرْض نَفْسُ الرجل وقال في قوله يَجْرِي
( * قوله « يجري » نص النهاية ومنه حديث صفة أهل الجنة إِنما هو عرق يجري وساق ما
هنا ) من أَعْراضِهم مِثلُ ريحِ المسكِ أَي من أَنفسهم وأَبدانِهم قال أَبو بكر
وليس احتجاجه بهذا الحديث حجة لأَن الأَعراضَ عند العرب المَواضِعُ التي تَعْرَقُ
من الجسد ودل على غَلَطِه قول مِسْكِين الدارِميّ رُبَّ مَهْزولٍ سَمِينٌ عِرْضُه
وسمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ معناه رُبَّ مَهْزُولِ البدَن والجسم كريمُ
الآباءِ وقال اللحياني العِرْضُ عِرْضُ الإِنسان ذُمَّ أَو مُدِحَ وهو الجسَد وفي
حديث عمر رضي اللّه عنه للحطيئة كأَنِّي بك عند بعض الملوك تُغَنِّيه بأَعراضِ
الناس أَي تُغَني بذَمِّهم وذَمِّ أَسلافِهم في شعرك وثَلْبِهم قال الشاعر ولكنَّ
أَعْراضَ الكِرام مَصُونةٌ إِذا كان أَعْراضُ اللِّئامِ تُفَرْفَرُ وقال آخر
قاتَلَكَ اللّهُ ما أَشَدَّ عَلَيْ ك البَدْلَ في صَوْنِ عِرْضِكَ الجَرِب يُرِيدُ
في صَوْنِ أَسلافِك اللِّئامِ وقال في قول حسان فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي
أَراد فإِنّ أَبي ووالده وآبائي وأَسلافي فأَتى بالعُموم بعد الخُصوص كقوله عزّ
وجلّ ولقد آتيناك سَبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم أَتى بالعموم بعد الخصوص وفي
حديث أَبي ضَمْضَم اللهم إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي على عبادك أَي تصدّقت على
من ذكرني بما يَرْجِعُ إِليَّ عَيْبُه وقيل أَي بما يلحقني من الأَذى في أَسلافي
ولم يرد إِذاً أَنه تصدَّق بأَسلافه وأَحلّهم له لكنه إِذا ذكَرَ آباءه لحقته
النقيصة فأَحلّه مما أَوصله إِليه من الأَذى وعِرْضُ الرجل حَسَبُه ويقال فلان
كريم العِرْضِ أِي كريم الحسَب وأَعْراضُ الناس أَعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم
وفلان ذو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِيباً وفي الحديث لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَه
وعِرْضَهُ أَي لصاحب الدَّيْنِ أَن يَذُمَّ عِرْضَه ويَصِفَه بسوء القضاء لأَنه
ظالم له بعدما كان محرماً منه لا يَحِلُّ له اقْتِراضُه والطَّعْنُ عليه وقيل
عِرْضَه أَن يُغْلِظَ له وعُقُوبته الحَبْس وقيل معناه أَنه يُحِلّ له شِكايَتَه
منه وقيل معناه أَن يقول يا ظالم أَنْصِفْني لأَنه إِذا مَطَلَه وهو غنيّ فقد
ظَلَمه وقال ابن قتيبة عِرْضُ الرجل نَفْسُه وبَدَنُه لا غير وفي حديث النعمان بن
بَشِير عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فمن اتقى الشُّبُهات اسْتَبْرَأَ لِدِينِه
وعِرْضِه أَي احْتاطَ لنفسه لا يجوز فيه معنى الآباءِ والأَسْلافِ وفي الحديث كلُّ
المُسْلِم على المسلِم حَرام دَمُه ومالُه وعِرْضُه قال ابن الأَثير العِرْضُ موضع
المَدْحِ والذَّمِّ من الإِنسان سواء كان في نَفْسِه أَو سَلَفِه أَو من يلزمه
أَمره وقيل هو جانبه الذي يَصُونُه من نفْسه وحَسَبِه ويُحامي عنه أَن يُنْتَقَصَ
ويُثْلَبَ وقال أَبو العباس إِذا ذكر عِرْضُ فلان فمعناه أُمُورُه التي يَرْتَفِعُ
أَو يَسْقُطُ بذكرها من جهتها بِحَمْدٍ أَو بِذَمّ فيجوز أَن تكون أُموراً يوصف هو
بها دون أَسْلافه ويجوز أَن تذكر أَسلافُه لِتَلحَقه النّقِيصة بعيبهم لا خلاف بين
أَهل اللغة فيه إِلا ما ذكره ابن قتيبة من إِنكاره أَن يكون العِرْضُ الأَسْلافَ
والآباءَ واحتج أَيضاً بقول أَبي الدرداء أَقْرِضْ من عِرْضِك ليوم فَقْرِك قال
معناه أَقْرِضْ مِنْ نَفْسِك أَي مَنْ عابك وذمّك فلا تُجازه واجعله قَرْضاً في
ذمته لِتَسْتَوفِيَه منه يومَ حاجتِكَ في القِيامةِ وقول الشاعر وأُدْرِكُ
مَيْسُورَ الغِنى ومَعِي عِرْضِي أَي أَفعالي الجميلة وقال النابغة يُنْبِئْكِ ذُو
عِرْضهِمْ عَنِّي وعالِمُهُمْ ولَيْسَ جاهِلُ أَمْرٍ مثْلَ مَنْ عَلِما ذو
عِرْضِهم أَشْرافُهُم وقيل ذو عِرْضِهم حَسَبهم والدليل على أَن العرض ليس
بالنفْسِ ولا البدن قوله صلّى اللّه عليه وسلّم دمُه وعِرْضُه فلو كان العرض هو
النفس لكان دمه كافياً عن قوله عِرْضُه لأَن الدم يراد به ذَهابُ النفس ويدل على
هذا قول عمر للحطيئة فانْدَفَعْتَ تُغَنِّي بأَعْراضِ المسلمين معناه بأَفعالهم
وأَفعال أَسلافهم والعِرْضُ بَدَنُ كل الحيوان والعِرْضُ ما عَرِقَ من الجسد
والعِرْضُ الرائِحة ما كانت وجمعها أَعْراضٌ وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم
أَنه ذكر أَهل الجنة فقال لا يَتَغَوّطُون ولا يَبُولونَ إِنما هو عَرَقٌ يجري من
أَعْراضِهم مثل ريح المِسْك أَي من مَعاطفِ أَبْدانهم وهي المَواضِعُ التي
تَعْرَقُ من الجسد قال ابن الأَثير ومنه حديث أُم سلمة لعائشة غَضُّ الأَطْرافِ
وخَفَرُ الأَعْراضِ أَي إِنهن للخَفَر والصّوْن يَتَسَتَّرْن قال وقد روي بكسر
الهمزة أَي يُعْرِضْنَ كما كُرِهَ لهن أَن يَنْظُرْنَ إِليه ولا يَلْتَفِتْنَ نحوه
والعِرْضُ بالكسر رائحة الجسد وغيره طيبة كانت أَو خبيثة والعِرْضُ والأَعْراضُ
كلّ مَوْضِع يَعْرَقُ من الجسد يقال منه فلان طيب العِرْضِ أَي طيّب الريح
ومُنْتنُ العِرْضِ وسِقاءٌ خبيثُ العِرْضِ إِذا كان مُنْتناً قال أَبو عبيد
والمعنى في العِرْضِ في الحديث أَنه كلُّ شيء من الجسد من المغابِنِ وهي
الأَعْراضُ قال وليس العِرْضُ في النسب من هذا في شيء ابن الأَعرابي العِرْضُ
الجسد والأَعْراضُ الأَجْسادُ قال الأَزهري وقوله عَرَقٌ يجري من أَعراضهم معناه
من أَبْدانِهم على قول ابن الأَعرابي وهو أَحسن من أَن يُذْهَبَ به إِلى أَعراضِ
المَغابِنِ وقال اللحياني لبَن طيّب العِرْضِ وامرأَة طيّبة العِرْضِ أَي الريح
وعَرَّضْتُ فلاناً لكذا فَتَعَرَّضَ هو له والعِرْضُ الجماعةُ من الطَّرْفاءِ
والأَثْلِ والنَّخْلِ ولا يكون في غيرهن وقيل الأَعْراضُ الأَثْلُ والأَراكُ والحَمْضُ
واحدها عَرْضٌ وقال والمانِع الأَرْضَ ذاتَِ العَرْضِ خَشْيَتُه حتى تَمنَّعَ مِنْ
مَرْعىً مَجانِيها والعَرُوضاواتُ
( * قوله « العروضاوات هكذا بالأصل ولم نجدها فيما عندنا من المعاجم ) أَماكِنُ
تُنْبِتُ الأَعْراضَ هذه التي ذكرناها وعارَضْتُ أَي أَخَذْتُ في عَروضٍ وناحيةٍ
والعِرْضُ جَوُّ البَلَد وناحِيتُه من الأَرض والعِرْضُ الوادِي وقيل جانِبُه وقيل
عِرْضُ كل شيء ناحيته والعِرْضُ وادٍ باليَمامةِ قال الأَعشى أَلم تَرَ أَنَّ
العِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُه نَخِيلاً وزَرْعاً نابِتاً وفَصافِصا ؟ وقال الملتمس
فَهَذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ
الأَزْرَقُ الذُّبابُ وقيل كلُّ وادٍ عِرضٌ وجَمْعُ كلِّ ذلك أَعراضٌ لا يُجاوَزُ
وفي الحديث أَنه رُفِعَ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عارِضُ اليمامةِ قال هو
موضعٌ معروف ويقال للجبل عارِضٌ قال أَبو عبيدة وبه سمّي عارِضُ اليمامةِ قال
وكلُّ وادٍ فيه شجر فهو عِرْضٌ قال الشاعر شاهداً على النكرة لَعِرْضٌ مِنَ
الأَعْراضِ يُمسِي حَمامُه ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ
( * قوله « الغين » جمع الغيناء وهي الشجرة الخضراء كما في الصحاح )
أَحَبُّ إِلى قَلْبي مِنَ الدِّيكِ رَنّةً وبابٍ إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ
ويقال أَخصَبَ ذلك العِرْضُ وأَخصَبَتْ أَعراضُ المدينة وهي قُراها التي في
أَوْدِيتها وقيل هي بُطونُ سَوادِها حيث الزرعُ والنخيل والأَعْراضُ قُرىً بين
الحجاز واليمن وقولهم استُعْمِلَ فلان على العَرُوض وهي مكة والمدينة واليمن وما
حولها قال لبيد نُقاتِلُ ما بَيْنَ العَرُوضِ وخَثْعَما أَي ما بين مكة واليمن
والعَرُوضُ الناحيةُ يقال أَخذ فلان في عَروضٍ ما تُعْجِبُني أَي في طريق وناحية
قال التَّغْلَبيّ لكلِّ أُناسٍ مِنْ مَعَدٍّ عَمارةٍ عَرُوضٌ إِليها يَلْجَؤُونَ
وجانِبُ يقول لكل حَيّ حِرْز إِلا بني تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّيوفُ وعَمارةٍ
خفض لأَنه بدل من أُناس ومن رواه عُروضٌ بضم العين جعله جمع عَرْض وهو الجبل وهذا
البيت للأَخنس بن شهاب والعَرُوضُ المكانُ الذي يُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ وقولهم فلان
رَكُوضٌ بلا عَرُوضٍ أَي بلا حاجة عَرَضت له وعُرْضُ الشيء بالضم ناحِيتُه من أَي
وجه جِئْتَه يقال نظر إِليه بعُرْضِ وجهه وقولهم رأَيتُه في عرض الناس أَي هو من
العامة
( * قوله « في عرض الناس أَي هو من العامة » كذا بالأصل والذي في الصحاح في عرض
الناس أَي فيما بينهم وفلان من عرض الناس أَي هو من العامة ) قال ابن سيده
والعَرُوضُ مكة والمدينة مؤنث وفي حديث عاشوراء فأَمَرَ أَن يُؤْذِنُوا أَهلَ
العَرُوضِ قيل أَراد مَنْ بأَ كنافِ مكة والمدينة ويقال للرَّساتِيقِ بأَرض الحجاز
الأَعْراضُ واحدها عِرْضٌ بالكسر وعَرَضَ الرجلُ إِذا أَتَى العَرُوضَ وهي مكة
والمدينة وما حولهما قال عبد يغوث بن وقّاص الحارثي فَيا راكِبَا إِمّا عَرَضْتَ
فَبَلِّغا نَدامايَ مِن نَجْرانَ أَنْ لا تَلاقِيا قال أَبو عبيد أَراد فيا راكباه
للنُّدْبة فحذف الهاء كقوله تعالى يا أَسَفَا على يوسف ولا يجوز يا راكباً
بالتنوين لأَنه قصد بالنداء راكباً بعينه وإِنما جاز أَن تقول يا رجلاً إِذا لم
تَقْصِدْ رجلاً بعينه وأَردت يا واحداً ممن له هذا الاسم فإِن ناديت رجلاً بعينه
قلت يا رجل كما تقول يا زيد لأَنه يَتَعَرَّفُ بحرف النداء والقصد وقول الكميت
فأَبْلِغْ يزيدَ إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً وعَمَّيْهِما والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا
يعني إِن مَرَرْتَ به ويقال أَخَذْنا في عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ يعني طريقاً في هبوط
ويقال سِرْنا في عِراضِ القوم إِذا لم تستقبلهم ولكن جئتهم من عُرْضِهم وقال ابن
السكيت في قول البَعِيثِ مَدَحْنا لها رَوْقَ الشَّبابِ فَعارَضَتْ جَنابَ الصِّبا
في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما قال عارَضَتْ أَخَذَتْ في عُرْضٍ أَي ناحيةٍ منه
جَنابُ الصِّبا أَي جَنْبُهُ وقال غيره عارضت جناب الصِّبا أَي دخلت معنا فيه
دخولاً ليست بمُباحِتةٍ ولكنها تُرينا أَنها داخلة معنا وليست بداخلة في كاتم
السرّ أَعْجما أَي في فعل لا يَتَبَيَّنُه مَن يَراه فهو مُسْتَعْجِمٌ عليه وهو
واضح عندنا وبَلَدٌ ذو مَعْرَضٍ أَي مَرْعىً يُغْني الماشية عن أَن تُعْلَف
وعَرَّضَ الماشيةَ أَغناها به عن العَلَف والعَرْضُ والعارِضُ السَّحابُ الذي
يَعْتَرِضُ في أُفُقِ السماء وقيل العَرْضُ ما سدَّ الأُفُق والجمع عُروضٌ قال
ساعدةُ بن جُؤَيّةَ أَرِقْتُ له حتى إِذا ما عُروضُه تَحادَتْ وهاجَتْها بُروقٌ
تُطِيرُها والعارِضُ السَّحابُ المُطِلُّ يَعْتَرِض في الأُفُقِ وفي التنزيل في
قضية قوم عادٍ فلما رأَوْه عارِضاً مستقبل أَوديتهم قالوا هذا عارض مُمْطِرنا أَي
قالوا هذا الذي وُعِدْنا به سحاب فيه الغيث فقال اللّه تعالى بل هو ما استعجلتم به
ريح فيها عذاب أَليم وقيل أَي ممطر لنا لأَنه معرفة لا يجوز أَن يكون صفة لعارض
وهو نكرة والعرب إِنما تفعل مثل هذا في الأَسماء المشتقة من الأَفعال دون غيرها
قال جرير يا رُبَّ غابِطِنا لو كان يَعْرِفُكم لاقَى مُباعَدَةً مِنْكم وحِرْمانَا
ولا يجوز أَن تقول هذا رجل غلامنا وقال أَعرابي بعد عيد الفطر رُبَّ صائِمِه لن
يصومه وقائمه لن يقومه فجعله نعتاً للنكرة وأَضافه إِلى المعرفة ويقال للرِّجْلِ
العظيم من الجراد عارِضٌ والعارِضُ ما سَدَّ الأُفُق من الجراد والنحل قال ساعدة
رأَى عارِضاً يَعْوي إِلى مُشْمَخِرَّةٍ قَدَ احْجَمَ عَنْها كلُّ شيءٍ يَرُومُها
ويقال مَرَّ بنا عارِضٌ قد مَلأَ الأُفق وأَتانا جَرادٌ عَرْضٌ أَي كثير وقال أَبو
زيد العارِضُ السَّحابةُ تراها في ناحية من السماء وهو مثل الجُلْبِ إِلا أَن
العارِضَ يكون أَبيض والجُلْب إِلى السواد والجُلْبُ يكون أَضْيَقَ من العارِضِ
وأَبعد ويقال عَرُوضٌ عَتُودٌ وهو الذي يأْكل الشجر بِعُرْضِ شِدْقِه والعَرِيضُ
من المِعْزَى ما فوق الفَطِيمِ ودون الجَذَع والعَرِيضُ الجَدْي إِذا نزا وقيل هو
إِذا أَتَى عليه نحو سنة وتناول الشجر والنبت وقيل هو الذي رَعَى وقَوِيَ وقيل
الذي أَجْذَعَ وفي كتابه لأَقْوالِ شَبْوَةَ ما كان لهم من مِلْكٍ وعُرْمانٍ
ومَزاهِرَ وعِرْضانٍ العِرْضانُ جمع العَرِيضِ وهو الذي أَتَى عليه من المعَز سنة وتناولَ
الشجر والنبت بِعُرْضِ شِدْقِه ويجوز أَن يكون جمعَ العِرْضِ وهو الوادي الكثير
الشجر والنخيل ومنه حديث سليمان عليه السلام أَنه حَكَمَ في صاحب الغنم أَن يأْكل
من رِسْلِها وعِرْضانِها وفي الحديث فَتَلَقَّتْه امرأَة معها عَرِيضانِ
أَهْدَتهما له ويقال لواحدها عَروضٌ أَيضاً ويقال للعَتُودِ إِذا نَبَّ وأَراد
السِّفادَ عَرِيضٌ والجمع عِرْضانٌ وعُرْضانٌ قال الشاعر عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ
ييْعَرُ حَوْلَه وباتَ يُسَقِّينا بُطُونَ الثَّعالِبِ قال ابن بري أَي يَسْقِينا
لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب وعنده عَرِيضٌ أَي جَدْي ومثله قول الآخر ما
بالُ زَيْدٍ لِحْية العَرِيضِ ابن الأَعرابي إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ
سمي عَرِيضاً وعَتُوداً وعَرِيضٌ عَرُوضٌ إِذا فاته النبتُ اعْتَرَضَ الشوْكَ
بِعُرْضِ فيه والعَنَمُ تَعْرُضُ الشوك تَناوَلُ منه وتأْكُلُه تقول منه عَرَضَتِ
الشاةُ الشوكَ تَعْرُضُه والإِبلُ تَعْرُضُ عَرْضاً وتَعْتَرِضُ تَعَلَّقُ من
الشجر لتأْكله واعْتَرَضَ البعيرُ الشوك أَكله وبَعِيرٌ عَرُوضٌ يأْخذه كذلك وقيل
العَرُوضُ الذي إِن فاتَه الكَلأُ أَكل الشوك وعَرَضَ البعِيرُ يَعْرُضُ عَرْضاً
أَكلَ الشجر من أَعراضِه قال ثعلب قال النضر بن شميل سمعت أَعرابيّاً حجازيّاً
وباع بعيراً له فقال يأْكل عَرْضاً وشَعْباً الشعْبُ أَن يَهْتَضِمَ الشجر من
أَعْلاه وقد تقدّم والعريضُ من الظِّباء الذي قد قارَبَ الإِثْناءَ والعرِيضُ عند
أَهل الحجاز خاصة الخَصِيُّ وجمعه عِرْضانٌ وعُرْضانٌ ويقال أَعْرَضْتُ العرضان
إِذا خصيتها وأَعرضتُ العرضان إِذا جعلتها للبيع ولا يكون العرِيضُ إِلا ذكراً
ولَقِحَتِ الإِبلُ عِراضاً إِذا عارَضَها فَحْلٌ من إِبل أُخرى وجاءت المرأَة بابن
عن مُعارَضةٍ وعِراضٍ إِذا لم يُعْرَفْ أَبوه ويقال للسَّفِيحِ هو ابن المُعارَضةِ
والمُعارَضةُ أَن يُعارِضَ الرجلُ المرأَةَ فيأْتِيَها بلا نِكاح ولا مِلْك
والعَوارِضُ من الإِبل اللَّواتي يأْكلن العِضاه عُرْضاً أَي تأْكله حيث وجدته
وقول ابن مقبل مَهارِيقُ فَلُّوجٍ تَعَرَّضْنَ تالِيا معناه يُعَرِّضُهُنَّ تالٍ
يَقْرَؤُهُنَّ فَقَلَبَ ابن السكيت يقال ما يَعْرُضُكَ لفلان بفتح الياء وضم الراء
ولا تقل مل يُعَرِّضك بالتشديد قال الفراء يقال مَرَّ بي فلان فما عَرَضْنا له ولا
تَعْرِضُ له ولا تَعْرَضُ له لغتان جيّدتان ويقال هذه أَرضُ مُعْرَضةٌ
يَسْتَعْرِضُها المالُ ويَعْتَرِضُها أَي هي أَرض فيها نبت يرعاه المال إِذا مرَّ
فيها والعَرْضُ الجبَل والجمع كالجمع وقيل العَرْضُ سَفْحُ الجبل وناحيته وقيل هو
الموضع الذي يُعْلى منه الجبل قال الشاعر كما تَدَهْدَى مِن العَرْضِ الجَلامِيدُ
ويُشَبَّه الجيش الكثيف به فيقال ما هو إِلاَّ عَرْضٌ أَي جبل وأَنشد لرؤبة إِنَّا
إِذا قُدْنا لِقَوْمٍ عَرْضا لم نُبْقِ مِن بَغْي الأَعادي عِضّا والعَرْضُ
الجيْشُ الضَّخْمُ مُشَبَّهٌ بناحية الجبل وجمعه أَعراضٌ يقال ما هو إِلا عَرْضٌ
من الأَعْراضِ ويقال شُبِّه بالعَرْضِ من السَّحاب وهو ما سَدَّ الأُفُق وفي
الحديث أَن الحجاج كان على العُرْضِ وعنده ابن عمر كذا روي بالضم قال الحربي أَظنه
أَراد العُروضَ جَمْعَ العَرْضِ وهو الجَيْش والعَرُوضُ الطريقُ في عُرْض الجبل
وقيل هو ما اعتَرَضَ في مَضِيقٍ منه والجمع عُرُضٌ وفي حديث أَبي هريرة فأَخذ في
عَرُوضٍ آخر أَي في طريق آخر من الكلام والعَرُوضُ من الإِبل التي لم تُرَضْ أَنشد
ثعلب لحميد فما زالَ سَوْطِي في قِرابي ومِحْجَني وما زِلْتُ منه في عَرُوضٍ
أَذُودُها وقال شمر في هذا البيت أَي في ناحية أُدارِيه وفي اعْتِراضٍ
واعْتَرَضَها رَكِبَها أَو أَخَذَها رَيِّضاً وقال الجوهري اعتَرَضْتُ البعير
رَكِبْتُه وهو صَعْبٌ وعَرُوضُ الكلام فَحْواهُ ومعناه وهذه المسأَلة عَرُوضُ هذه
أَي نظيرُها ويقال عرفت ذلك في عَرُوضِ كلامِه ومَعارِضِ كلامِه أَي في فَحْوَى
كلامه ومعنى كلامه والمُعْرِضُ الذي يَسْتَدِينُ ممَّن أَمْكَنَه من الناس وفي
حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه خَطَبَ فقال إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ
جُهَيْنَةَ رَضِيَ من دِينِه وأَمانَتِه بأَن يقال سابِقُ الحاجِّ فادّان
مُعْرِضاً فأَصْبَحَ قَدْ رِينَ به قال أَبو زيد فادّانَ مُعْرِضاً يعني اسْتَدانَ
معرضاً وهو الذي يَعْرِضُ للناسِ فَيَسْتَدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه وقال الأَصمعي في
قوله فادّانَ مُعْرِضاً أَي أَخذَ الدين ولم يُبالِ أَن لا يُؤَدِّيه ولا ما يكون
من التَّبِعة وقال شمر المُعْرِضُ ههنا بمعنى المُعْتَرِض الذي يَعْتَرِضُ لكل من
يُقْرِضُه والعرب تقول عَرَضَ لي الشيء وأَعْرَضَ وتَعَرَّضَ واعْتَرَضَ بمعنى
واحد قال ابن الأَثير وقيل إِنه أَراد يُعْرِضُ إِذا قيل له لا تسْتَدِنْ فلا
يَقْبَلُ مِن أَعْرَضَ عن الشيء إِذا ولاَّه ظهره وقيل أَراد مُعْرِضاً عن
الأَداءِ مُوَليِّاً عنه قال ابن قتيبة ولم نجد أَعْرَضَ بمعنى اعتَرَضَ في كلام
العرب قال شمر ومن جعل مُعْرِضاً ههنا بمعنى الممكن فهو وجه بعيد لأَن مُعْرِضاً
منصوب على الحال من قولك فادّان فإِذا فسرته أَنه يأْخذه ممن يمكنه فالمُعْرِضُ هو
الذي يُقْرِضُه لأَنه هو المُمْكِنُ قال ويكون مُعْرِضاً من قولك أَعْرَضَ ثوبُ
المَلْبَس أَي اتَّسَعَ وعَرُضَ وأَنشد لطائِيٍّ في أَعْرَضَ بمعنى اعْتَرَضَ إِذا
أَعْرَضَتْ للناظِرينَ بَدا لهمْ غِفارٌ بأَعْلى خَدِّها وغُفارُ قال وغِفارٌ
مِيسَمٌ يكون على الخد وعُرْضُ الشيء وسَطُه وناحِيتُه وقيل نفْسه وعُرْضُ النهر
والبحر وعُرْضُ الحديث وعُراضُه مُعْظَمُه وعُرْضُ الناسِ وعَرْضُهم كذلك قال يونس
ويقول ناس من العرب رأَيته في عَرْضِ الناس يَعْنُونَ في عُرْضٍ ويقال جرى في
عُرْض الحديث ويقال في عُرْضِ الناس كل ذلك يوصف به الوسط قال لبيد فَتَوَسَّطا
عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعا مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها وقول الشاعر تَرَى
الرِّيشَ عَنْ عُرْضِه طامِياً كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصالٍ نِصالا يصِفُ ماءً صار
رِيشُ الطيرِ فوقه بعْضُه فوق بعض كما تَعْرِضُ نصْلاً فوق نَصْلٍ ويقال اضْرِبْ
بهذا عُرْضَ الحائِط أَي ناحيته ويقال أَلْقِه في أَيِّ أَعْراضِ الدار شئت ويقال
خذه من عُرْضِ الناس وعَرْضِهم أَي من أَي شِقٍّ شِئتَ وعُرْضُ السَّيْفِ صَفْحُه
والجمع أَعْراضٌ وعُرْضا العُنُق جانباه وقيل كلُّ جانبٍ عُرْضٌ والعُرْضُ الجانب
من كل شيء وأَعْرَضَ لك الظَّبْي وغيره أَمْكَنَكَ مِن عُرْضِه ونظر إِليه
مُعارَضةً وعن عُرْضٍ وعن عُرُضٍ أَي جانب مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وكل شيءٍ أَمكنك من
عُرْضه فهو مُعْرِضٌ لك يقال أَعْرَضَ لك الظبي فارْمِه أَي وَلاَّك عُرْضه أَي
ناحيته وخرجوا يضربون الناس عن عُرْضٍ أَي عن شقّ وناحية لا يبالون مَن ضرَبوا
ومنه قولهم اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط أَي اعتَرِضْه حيث وجدت منه أَيَّ ناحية من
نواحيه وفي الحديث فإِذا عُرْضُ وجهِه مُنْسَحٍ أَي جانبه وفي الحديث فَقَدَّمْتُ
إِليه الشَّرابَ فإِذا هو يَنِشُّ فقال اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط وفي الحديث
عُرِضَتْ عليّ الجنةُ والنار آنِفاً في عُرْضِ هذا الحائط العُرض بالضم الجانب
والناحية من كل شيء وفي الحديث حديث الحَجّ فأَتَى جَمْرةَ الوادي فاستَعْرَضَها
أَي أَتاها من جانبها عَرْضاً
( * قوله عَرضاً بفتح العين هكذا في الأصل وفي النهاية والكلام هنا عن عُرض بضم
العين ) وفي حديث عمر رضي اللّه عنه سأَل عَمْرَو بن مَعْدِ يكَرِبَ عن علة بن
حالد
( * قوله « علة بن حالد » كذا بالأصل والذي في النهاية علة بن جلد ) فقال أُولئِكَ
فَوارِسُ أَعراضِنا وشِفاءُ أَمراضِنا الأَعْراضُ جَمْعُ عُرْضٍ وهو الناحية أَي
يَحْمونَ نَواحِينَا وجِهاتِنا عن تَخَطُّفِ العدوّ أَو جمع عَرْضٍ وهو الجيش أَو
جمع عِرْضٍ أَي يَصونون ببلائِهم أَعراضَنا أَن تُذَمّ وتُعابَ وفي حديث الحسن
أَنه كان لا يَتَأَثَّم من قتل الحَرُورِيِّ المُسْتَعْرِضِ هو الذي يَعْتَرِضُ
الناسَ يَقْتُلُهُم واسْتَعْرَضَ الخَوارِجُ الناسَ لم يُبالوا مَن قَتَلُوه
مُسْلِماً أَو كافِراً من أَيّ وجهٍ أَمكَنَهم وقيل استَعْرَضوهم أَي قَتَلوا من
قَدَرُوا عليه وظَفِرُوا به وأَكَلَ الشيءَ عُرْضاً أَي مُعْتَرِضاً ومنه الحديث
حديث ابن الحنفية كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً أَي اعتَرِضْه يعني كله واشتره ممن
وجَدْتَه كيفما اتَّفق ولا تسأَل عنه أَمِنْ عَمَلِ أَهلِ الكتابِ هو أَمْ مِنْ
عَمَلِ المَجُوس أَمْ مَنْ عَمَلِ غيرهم مأْخوذ من عُرْضِ الشيء وهو ناحيته
والعَرَضُ كثرة المال والعُراضةُ الهَدِيّةُ يُهْدِيها الرجل إِذا قَدِمَ من سفَر
وعَرَّضَهم عُراضةً وعَرَّضَها لهم أَهْداها أَو أَطعَمَهم إِيّاها والعُراضةُ
بالضم ما يعَرِّضُه المائرُ أَي يُطْعِمُه من الميرة يقال عَرِّضونا أَي أَطعِمونا
من عُراضَتِكم قال الأَجلح بن قاسط يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ حَمْراءَ مِنْ
مُعَرِّضاتِ الغِرْبانْ قال ابن بري وهذان البيتان في آخر ديوان الشماخ يقول إِن
هذه الناقة تتقدّم الحادي والإِبل فلا يلحقها الحادي فتسير وحدها فيسقُط الغراب
على حملها إِن كان تمراً أَو غيره فيأْكله فكأَنها أَهدته له وعَرَّضَتْه وفي
الحديث أَن ركباً من تجّار المسلمين عَرَّضوا رسولَ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
وأَبا بكر رضي اللّه عنه ثياباً بيضاً أَي أَهْدَوْا لهما ومنه حديث معاذ وقالت له
امرأَته وقد رجع من عمله أَين ما جئت به مما يأْتي به العُمّال من عُراضةِ
أَهْلِهم ؟ تريد الهَدِيّة يقال عَرَّضْتُ الرجل إِذا أَهديت له وقال اللحياني
عُراضةُ القافل من سفره هَدِيَّتُه التي يُهْدِيها لصبيانه إِذا قَفَلَ من سفره
ويقال اشتر عُراضة لأَهلك أَي هدية وشيئاً تحمله إِليهم وهو بالفارسية راهْ آورَدْ
وقال أَبو زيد في العُراضةِ الهَدِيّةِ التعرِيضُ ما كان من مِيرةٍ أَو زادٍ بعد
أَن يكون على ظهر بعير يقال عَرِّضونا أَي أَطْعِمونا من ميرتكم وقال الأَصمعي
العُراضة ما أَطْعَمَه الرّاكِبُ من استطعمه من أَهل المياه وقال هِمْيانُ
وعَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً ماهِجَا أَي سَقَوْهُم لبناً رَقِيقاً وفي حديث
أَبي بكر وأَضْيافِه وقد عُرِضُوا فأَبَوْا هو بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله
ومعناه أُطْعِمُوا وقُدِّمَ لَهم الطّعامُ وعَرَّضَ فلان إِذا دام على أَكل
العَرِيضِ وهو الإِمَّرُ وتَعَرَّضَ الرّفاقَ سأَلَهم العُراضاتِ وتَعَرَّضْتُ
الرّفاقَ أَسْأَلُهُم أَي تَصَدَّيْتُ لهم أَسأَلهم وقال اللحياني تَعَرَّضْتُ
مَعْروفَهم ولِمَعْرُوفِهم أَي تَصَدَّيْتُ وجعلت فلاناً عُرْضةً لكذا أَي
نَصَبْتُه له والعارِضةُ الشاةُ أَو البعير يُصِيبه الداء أَو السبع أَو الكسر
فَيُنْحَرُ ويقال بنو فلان لا يأْكلون إِلا العَوارِض أَي لا ينحرون الإِبل إِلا
من داء يُصِيبها يَعِيبُهم بذلك ويقال بنو فلان أَكَّالُونَ لِلْعَوارِضِ إِذا لم
يَنْحَرُوا إِلا ما عَرَضَ له مَرَضٌ أَو كسْرٌ خوفاً أَن يموت فلا يَنْتَفِعُوا به
والعرب تُغَيِّرُ بأَكله ومنه الحديث أَنه بعث بُدْنَه مع رجل فقال إِنْ عُرِضَ
لها فانْحَرْها أَي إِن أَصابَها مرض أَو كسر قال شمر ويقال عَرَضَتْ من إِبل فلان
عارِضةٌ أَي مَرِضَتْ وقال بعضهم عَرِضَتْ قال وأَجوده عَرَضَتْ وأَنشد إِذا
عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ فَلا تُهْدِ مِنْها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ
وعَرَضَتِ الناقةُ أَي أَصابها كسر أَو آفة وفي الحديث لكم في الوظيفة الفَرِيضةُ
ولكم العارِضُ العارض المريضة وقيل هي التي أَصابها كسر يقال عرضت الناقة إِذا
أَصابها آفةٌ أَو كسر أَي إِنا لا نأْخُذُ ذاتَ العَيْب فَنَضُرَّ بالصدَقةِ
وعَرَضَت العارِضةُ تَعْرُضُ عَرْضاً ماتتْ من مَرَض وتقول العرب إِذا قُرِّبَ
إِليهم لحم أَعَبيطٌ أَم عارضة ؟ فالعَبيط الذي يُنحر من غير علة والعارضة ما
ذكرناه وفلانة عُرْضةٌ للأَزواج أَي قويّة على الزوج وفلان عُرْضةٌ للشرّ أَي قوي
عليه قال كعب بن زهير مِنْ كلِّ نَضَّاخةِ الذفْرَى إِذا عَرِقَتْ عُرْضَتُها
طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ وكذلك الاثنان والجَمع قال جرير وتلْقَى حبالى
عُرْضةً لِلْمراجِمِ
( * قوله « وتلقى إلخ » كذا بالأصل )
ويروى جبالى وفُلانٌ عُرْضةٌ لكذا أَي مَعْرُوضٌ له أَنشد ثعلب طَلَّقْتهنّ وما
الطلاق بِسُنّة إِنّ النِّساءَ لَعُرْضةُ التَّطْلِيقِ وفي التنزيل ولا تَجْعَلُوا
اللّهَ عُرْضةً لأَيْمانِكم أَنْ تَبَرُّوا وتتقوا وتُصْلِحُوا أَي نَصْباً
لأَيْمانِكُم الفراء لا تجعلوا الحلف باللّه مُعْتَرِضاً مانِعاً لكم أَن تَبَرُّوا
فجعل العُرْضةَ بمعنى المُعْتَرِض ونحو ذلك قال الزجاج معنى لا تجعلوا اللّه عرضة
لأَيمانكم أَنّ موضع أَن نَصْبٌ بمعنى عُرْضةً المعنى لا تَعْتَرِضُوا باليمين
باللّه في أَن تَبَرُّوا فلما سقطت في أَفْضَى معنى الاعْتِراضِ فَنَصَبَ أَن وقال
غيره يقال هم ضُعَفاءُ عُرْضةٌ لكل مَتَناوِلٍ إِذا كانوا نُهْزةً لكل من أَرادهم
ويقال جَعَلْتُ فلاناً عُرْضةً لكذا وكذا أَي نَصَبْته له قال الأَزهري وهذا قريب
مما قاله النحويون لأَنه إِذا نُصِبَ فقد صار معترضاً مانعاً وقيل معناه أَي
نَصْباً معترضاً لأَيمانكم كالغَرَض الذي هو عُرضةٌ للرُّماة وقيل معناه قوّةٌ
لأَيمانكم أَي تُشَدِّدُونها بذكر اللّه قال وقوله عُرْضةً فُعْلة من عَرَضَ
يَعْرِضُ وكل مانِعٍ مَنَعَك من شغل وغيره من الأَمراضِ فهو عارِضٌ وقد عَرَضَ
عارِضٌ أَي حال حائلٌ ومَنَعَ مانِعٌ ومنه يقال لا تَعْرِضْ ولا تَعْرَض لفلان أَي
لا تَعْرِض له بمَنْعِك باعتراضِك أَنْ يَقْصِدَ مُرادَه ويذهب مذهبه ويقال سلكت
طَريق كذا فَعَرَضَ لي في الطريق عارض أَي جبل شامخ قَطَعَ عَليَّ مَذْهَبي على
صَوْبي قال الأَزهري وللعُرْضةِ معنى آخر وهو الذي يَعْرِضُ له الناس بالمكروه
ويَقَعُونَ فيه ومنه قول الشاعر وإِنْ تَتْرُكوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبةً
يَتَامى أَيَامى عُرْضةً للْقَبائِلِ أَي نَصْباً للقبائل يَعْتَرِضُهم
بالمكْرُوهِ مَنْ شاءَ وقال الليث فلان عُرْضةٌ للناس لا يَزالون يَقَعُونَ فيه
وعَرَضَ له أَشَدَّ العَرْضِ واعْتَرَضَ قابَلَه بنفسه وعَرِضَتْ له الغولُ
وعَرَضَت بالكسر والفتح عَرَضاً وعَرْضاً بَدَتْ والعُرْضِيَّةُ الصُّعُوبَةُ وقيل
هو أَن يَرْكَبَ رأْسه من النَّخْوة ورجل عُرْضِيٌّ فيه عُرْضِيَّةٌ أَي
عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوَةٌ وصُعُوبةٌ والعُرْضِيَّةُ في الفرس أَن يَمْشِيَ عَرْضاً
ويقال عَرَضَ الفرسُ يَعْرِضُ عَرْضاً إِذا مَرَّ عارِضاً في عَدْوِه قال رؤبة
يَعْرِضُ حتى يَنْصِبَ الخَيْشُوما وذلك إِذا عدَا عارِضاً صَدْرَه ورأْسَه مائلاً
والعُرُضُ مُثَقَّل السيرُ في جانب وهو محمود في الخيل مذموم في الإِبل ومنه قول
حميد مُعْتَرِضاتٍ غَيْرَ عُرْضِيَّاتِ يُصْبِحْنَ في القَفْرِ أتاوِيّاتِ
( * قوله « معترضات إلخ » كذا بالأصل والذي في الصحاح تقديم العجز عكس ما هنا )
أَي يَلْزَمْنَ المَحَجَّةَ وقيل في قوله في هذا الرجز إِن اعتراضهن ليس خلقة
وإِنما هو للنشاط والبغي وعُرْضِيٌّ يَعْرِضُ في سيره لأَنه لم تتم رياضته بعد
وناقة عُرْضِيَّةٌ فيها صُعُوبةٌ والعُرْضِيَّةُ الذَّلولُ الوسطِ الصعْبُ التصرفِ
وناقة عُرْضِيَّة لم تَذِلّ كل الذُّلِّ وجمل عُرْضِيٌّ كذلك وقال الشاعر
واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُهُ وفي حديث عمر وصف فيه نفسه
وسِياسَته وحُسْنَ النظر لرعيته فقال رضي اللّه عنه إِني أَضُمُّ العَتُودَ
وأُلْحِقُ القَطُوفَ وأَزجرُ العَرُوضَ قال شمر العَرُوضُ العُرْضِيَّةُ من الإِبل
الصَّعْبة الرأْسِ الذلولُ وسَطُها التي يُحْمَلُ عليها ثم تُساقُ وسط الإِبل
المحمَّلة وإِن ركبها رجل مضت به قُدُماً ولا تَصَرُّفَ لراكبها قال إِنما أَزجر
العَرُوضَ لأَنها تكون آخر الإِبل قال ابن الأَثير العَرُوض بالفتح التي تأْخذ
يميناً وشمالاً ولا تلزم المحجة يقول أَضربه حتى يعود إِلى الطريق جعله مثلاً لحسن
سياسته للأُمة وتقول ناقة عَرَوضٌ وفيها عَرُوضٌ وناقة عُرْضِيَّةٌ وفيها
عُرْضِيَّةٌ إِذا كانت رَيِّضاً لم تذلل وق
معنى
في قاموس معاجم
اللام من الحروف
المجهورة وهي من الحروف الذُّلْق وهي ثلاثة أَحرف الراء واللام والنون وهي في حيز
واحد وقد ذكرنا في أَول حرف الباء كثرة دخول الحروف الذُّلْق والشَّفَوِيَّة في
الكلام...
اللام من الحروف
المجهورة وهي من الحروف الذُّلْق وهي ثلاثة أَحرف الراء واللام والنون وهي في حيز
واحد وقد ذكرنا في أَول حرف الباء كثرة دخول الحروف الذُّلْق والشَّفَوِيَّة في
الكلام
معنى
في قاموس معاجم
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ
الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس قال أَبو خراش
في معنى النَّفْس الروح نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ ولم يَنْجُ إِلا
جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش
كما زعم الجوهري وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم
يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن
سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ
سيف وجفن السيف منقطع منه والنفس ههنا الروح كما ذكر ومنه قولهم فَاظَتْ نَفْسُه
وقال الشاعر كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ
وبُرُودِ قال ابن خالويه النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْس ما يكون به التمييز
والنَّفْس الدم والنَّفْس الأَخ والنَّفْس بمعنى عِنْد والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة
قال ابن بري أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما
قوله سبحانه اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها فالنَّفْس الأُولى هي التي
تزول بزوال الحياة والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل وأَما النَّفْس الدم
فشاهده قول السموأَل تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا ولَيْسَتْ عَلى
غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه
وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على
أَنْفُسِكم وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا
محمد وعليه الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما عندي
ولا أَعلم ما عندك والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ
أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويشهد بصحة
قوله في آخر الآية قوله إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب كأَنه قال تعلم غَّيْبي يا
عَلاَّم الغُيُوبِ والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن وذلك
أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه فجعلوا
التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى وعلى ذلك قول الشاعر
يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا
يَطُورُها ؟ وأَنشد الطوسي لمْ تَدْرِ ما لا ولَسْتَ قائِلَها عُمْرَك ما عِشْتَ
آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها ولم
تَكَدِ وقال آخر فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ تَجِدْ فَرَجاً مِنْ
كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول اجْهَدْ نجاءك لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ
عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم عندي ثلاثة
أَنْفُسٍ وكقوله تعالى أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب
اللَّه قال ابن سيده وقوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم
ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه
فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ وقوله تعالى ويحذِّرُكم اللَّه
نَفْسَه أَي يحذركم إِياه وقوله تعالى اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها روي عن ابن
عباس أَنه قال لكل إسنسان نَفْسان إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز
والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة وقال أَبو بكر بن الأَنباري من اللغويين من
سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح
مذكر قال وقال غيره الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل فإِذا نام
النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه ولا يقبض الروح إِلا عند الموت قال وسميت
النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها كما سَّموا الرُّوح رُوحاً
لأَن الرَّوْحَ موجود به وقال الزجاج لكل إِنسان نَفْسان إِحداهما نَفْس التمييز
وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى
والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ والنائم يَتَنَفَّسُ قال وهذا
الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ قال ونفس الحياة
هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به والنَّفْس الدمُ وفي الحديث ما
لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه وروي عن النخعي أَنه
قال كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه أَراد كل شيء له دم
سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا
سقط فيه أَي دم سائل والنَّفْس الجَسَد قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على
بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن
عَمْرو ابن شمر
( * قوله « عمرو بن شمر » كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس )
الحنفي قتله نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس
المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ
وبِمَنْظَرِ والتامُورُ الدم أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه
ونفسه اللحياني العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا
قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا وكذلك جميع العدد قال وقد
يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع قال حكي جميع ذلك عن الكسائي
وقال سيبويه وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم
يريدون به الإِمنسان أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء ؟ قال
وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث
أَعْيُنٍ للعين من الناس وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء وقال الحطيئة ثلاثَةُ
أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى الذي خلقكم من
نَفْس واحدة يعي آدم عليه السلام وزوجَها يعني حواء ويقال ما رأَيت ثمَّ نَفْساً
أَي ما رأَيت أَحداً وقوله في الحديث بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد
حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس وأَطلق
النَّفَس على القرب وقيل معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان أَراد
إِني بعثت في وقت قريب منها أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا
قرب منه يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها ويروى في نَسَمِ
الساعة وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس ذو النَّفَس ونَفْس الشيء ذاته ومنه ما حكاه
سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل ونَفْسُ الجبل مُقابِلي ونَفْس الشيء عَيْنه
يؤكد به يقال رأَيت فلاناً نَفْسه وجائني بَنَفْسِه ورجل ذو نَفس أَي خُلُق
وجَلَدٍ وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة والنَّفْس العَيْن والنَّافِس العائن
والمَنْفوس المَعْيون والنَّفُوس العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس
ليُصيبَها وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه هذه عن اللحياني ويقال أَصابت فلاناً
نَفْس ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين وفي الحديث نهى عن الرُّقْيَة إِلا
في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس النَّفْس العين هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى
اللَّه عليه وسلم عن أَنس ومنه الحديث أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء
فقال إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة يريد عيونهم ومنه حديث ابن عباس الكِلابُ من
الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً
ويقالُ نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك ابن الأَعرابي
النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين
الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين
والنَّفَس الفَرَج من الكرب وفي الحديث لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن
يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ وقيل
معناه أَي مما يوسع بها على الناس وفي الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم قال أَجد
نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن وفي رواية أَجد نَفَس الرحمن يقال إِنه عنى بذلك
الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم وهم يَمانُونَ لأَنهم
من الأَزد ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده
التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها أَو من نَفَس الريح الذي
يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به
عنه وقيل النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ
يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً
كأَنه قال اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن
بها عن المكروبين والتَّفْريج مصدر حقيقي والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر وكذلك
قوله الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن
الملهوفين قال العتبي هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن
ذلك فقال شيخ منهم ليس لنا ريح والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم والجمع
أَنْفاس وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس والتَنَفُّس استمداد النَفَس وقد تَنَفَّس
الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودواب الماء لا رِئاتَ
لها والنَّفَس أَيضاً الجُرْعَة يقال أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي
جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب قال جرجر
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث
نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء وفي حديث آخر أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء
ثلاثاً يعني في الشرب قال الأَزهري قال بعضهم الحديثان صحيحان والتَنَفُّس له
معنيان أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه
وهو مكروه والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ
يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه
الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما
يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له وقال أَبو وجزة السعدي وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي
نََفَسٍ في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي شراب ذو نَفَسٍ أَي
فيه سَعَةٌ وريٌّ قال محمد بن المكرم قوله النَّفَس الجُرْعة وأَكْرَعْ في الإِناء
نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه فيه نظر وذلك أَن
النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس
الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة
جُرَع ويقال فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد واللَّه أَعلم ويقال اللهم
نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ
يقال نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها وفي الحديث من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة
نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في
الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة ويقال أَنت في نَفَس من أَمرك
أَي سَعَة واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض
والحوادث والآفات والنَّفَس مثل النَّسيم والجمع أَنْفاس ودارُك أَنْفَسُ من داري
أَي أَوسع وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل وهذا المكان
أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع وفي الحديث ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح
وأَبعد قليلاً ويقال هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما وهذا الثوب أَنْفَس
الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج
ووسع وفي الحديث من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته وفي حديث عمار لقد
أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ وأَصله أَن المتكلم إِذا
تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد
ماؤها وقال اللحياني إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً وقال ابن
الأَعرابي أَي رِيّاً وأَنشد وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ في كَوْكَبٍ من
نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل عن
اللحياني ويقال بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع ويقال لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ
أَي مُهْلَةٌ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً
وتَنَفَّس النهار وغيره امتدَّ وطال ويقال للنهار إِذا زاد تَنَفَّسَ وكذلك الموج
إِذا نَضحَ الماءَ وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس الماء وقال
اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ وتنَفَّس العُمْرُ منه
إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع أَنشد ثعلب ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها
تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إِذا
تَنَفَّسَ قال إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح وقال
مجاهد إِذا تَنَفَّس إِذا طلع وقال الأَخفش إِذا أَضاء وقال غيره إِذا تنَفَّس
إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه ويقال كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً
وقول الشاعر عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة ونَفَسُ الساعة
آخر الزمان عن كراع وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب ونَفْسَ الشيء بالضم
نَفاسَةً فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ
والجمع نِفاسٌ وأَنْفَسَ الشيءُ صار نَفيساً وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه
وأَكرمه عندي وقال اللحياني النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر ثم
عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس قال النمر بن تولب لا
تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ
المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً ويقال إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه
أَي مرغوب فيه وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبني فيه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي
وأَنشد بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ
أَي رغَّبني فيه وأَمر مَنْفُوس فيه مرغوب ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه
نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً
بتحريك الفاء ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً الأَخيرة نادرة ضَنَّ ومال نَفِيس مَضْمون به
ونَفِسَ عليه بالشيء بالكسر ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله وكذلك نَفِسَه عليه
ونافَسَه فيه وأَما قول الشاعر وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها تُنافِسُ
دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا وإِما أَن
يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت وتَنافَسْنا ذلك
الأَمر وتَنافَسْنا فيه تحاسدنا وتسابقنا وفي التنزيل العزيز وفي ذلك
فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون وفي حديث
المغيرة سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء وفي
حديث إِسمعيل عليه السلام أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار
عندهم نَفِيساً ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه
المباراة في الكرم وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا وفي الحديث أَخشى أَن تُبْسط الدنيا
عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها هو من
المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه
ونَفِسْتُ بالشيء بالكسر أَي بخلت وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه لقد نِلْتَ صِهْرَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك وحديث السقيفة لم نَنْفَسْ عليك
أَي لم نبخل والنِّفاسُ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ فهي نُفَساءٌ والنَّفْسُ الدم
ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ بالكسر نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ
ونَفْساءُ ونَفَساءُ ولدت وقال ثعلب النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض والجمع
من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس عن اللحياني ونُفُس ونُفَّاس قال
الجوهري وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ ويجمع
أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات وامرأَتان نُفساوان أَبدلوا من همزة التأْنيث
واواً وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت
ومنه الحديث فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها وحكى ثعلب
نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن
يُنْفَس أَي يولد الجوهري وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل
أَن يولد قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة وإِنَّا وإِخْواننا
عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ كما
طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما
يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ
لذلك ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر
أَشد من ولادة الثيب وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به
أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة وقولُ امرئ
القيس ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به
نفسه وربما كان داعَية للهلاك والمَنْفُوس المولود وفي الحديث ما من نَفْسٍ
مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار وفي رواية إِلا كُتِبَ رزقُها
وأَجلها مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة قال يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ فأَما الحيض فلا يقال
فيه إِلا نَفِسَتْ بالفتح وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ
على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه وفي حديث أَبي هريرة أَنه صَلَّى على
مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً وفي حديث ابن
المسيب لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت وقالت أُم
سلمة كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ
ثيابي ثم رجعت فقال أَنَفِسْتِ ؟ أَراد أَحضتِ ؟ يقال نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ
بالفتح إِذا حاضت ويقال لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير يقال ما سرَّني بهذا
الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ
أَي خرج من تحته ريح شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم
وتَنَفَّسَت القوس تصدَّعت ونَفَّسَها هو صدَّعها عن كراع وإِنما يَتَنَفَّس منها
العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ ابن شميل
يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك قال ابن سيده
وأَرى اللحياني قال إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها قال ولست منه
على ثقة والنَّفْسُ من الدباغ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من
القرظ وغيره يقال هب لي نَفْساً من دباغ قال الشاعر أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي
تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ ؟ قال الأَصمعي بعثت امرأَة من العرب
بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ
أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من
السرعة أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به المَنِيئَةُ
المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ وقيل النَّفْس من الدباغ مِلءُ
الكفِّ والجمع أَنْفُسٌ أَنشد ثعلب وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به على
الماء إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا
القَدْر من الدّباغ والنَّافِسُ الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني وفيه خمسة
فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز
ويقال هو الرابع