عسِقَ به كفرِح عسَقاً : لصِق به ولزِمَه . ويقال : أُولِع به كما في الصّحاح . ويُقال : عسِقَ عليه جُعَلُ فُلانٍ : إذا ألحّ عليه فيما يطْلُبُه به وفي اللّسان : فيما يُطالِبُه كتعسّقَ بهِ في الكُلِّ . قال رؤبة :
" إلْفاً وحُبّاً طالَما تعسّقَا وعسِقت النّاقَةُ على الفَحْلِ ونصُّ الخَليلِ فيما نقلَه الجوهري بالفحْلِ : إذا أرَبّتْ عليه وكذلِك الحِمارُ بالأتان . قال رؤبة :
" فعفّ عن أسْرارِها بعْدَ العسَقْ
" ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعشَقْ والعسَق محركة : الالْتِواءُ وعُسْر الخُلُق وضيقُه . يُقال : في خُلُقِه عسَقٌ : أي التِواءٌ هذا إذا وُصِف بسوءِ الخُلُق وضيقِ المُعاملَة . والعسَقُ : الظُلْمَة مثل الغسَق عن ثعْلبٍ وأنشد :
" إنا لنَسْمو للعَدوِّ حَنَقا
" بالخيْل أكْداساً تُثير عسَقا
كنَى بالعسَق عن ظُلمةِ الغُبار . والعسَق : العُرجُون الرّديء قاله اللّيثُ وهي لُغةُ بَني أسَد . وقالَ ابنُ الأعرابيّ : العُسُق بضمّتين : عَراجينُ النّخْلِ . قال : والعُسُق : المتشدِّدون على غُرَمائِهم في التّقاضي . قال : والعُسُق : اللَّقّاحون . وقال أبو حَنيفة العَسيقَة كسَفينة : شَرابٌ رَديءٌ كثيرُ الماءِ . وفي المُحْكَم : فأمّا قولُ سُحَيْم :
فلو كُنتُ ورْداً لَوْنُهُ لعَسِقْنَني ... ولكنّ ربّي شانَني بسَوادِيا فليسَ بشيء إنّما قلبَ الشينَ سيناً لسوادِه وضعْفِ عبارَتِه عن الشّين وليْس ذلِك بلُغة إنّما هو كاللِّثْغ . قال صاحبُ اللّسان : هذا قولُ ابن سيدَه والعجَب منه كونُه لم يعْتَذِر عن سائِر كلِماتِه بالشّين وعن شانَني في البيْتِ نفْسِه أو يجْعَلْها من عسِقَ به أي : لزِمَه . قال : ومن المُمْكِن أن يكونَ - رحِمَه الله - تَرَك الاعْتِذارَ عن كلِماتِه بالشّين عن لَفْظَةِ شانَني في البيْتِ لأنّها لا مَعْنى لها واعتذَرَ عن لَفْظَة عسِقْنَني لإلْمامِها بمعْنى لزِقَ ولزِم . فأراد أن يُعْلِمَ أنه لم يقْصِدْ هذا المَعْنى وإنّما هو قصَدَ العشْقَ لا غيْر وإنّما عُجْمَتُه وسَوادُه أنْطَقاه بالسّين في موضِع الشّين والله أعْلَم
الْعَسَلُ مُحَرَّكَةً : حَبَابُ الْمَاءِ إِذا جَرَى مِنْ هُبُوبِ الرِّيحِ قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ وقَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ : " وأَنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفَّى " اخْتُلِفَ في عَسَلِ الدُّنْيا فقيلَ : هو لُعَابُ النَّحْلِ تُخْرِجُهُ مِنْ أَفْواهِها وذلكَ أَنَّها تَأْكُلُ مِنَ الأَزْهَارِ والأَوْراقِ ما يَمْلأُ بُطُونَها ثُمَّ إِنَّهُ تَعالَى يَقْلِبُ تلكَ الأَجْسامَ في داخِلِ أَبْدَانِها عَسَلاً ثُمَّ تُلْقِيهِ مِنْ أَفْواهِها فتكونُ مِن في قولِهِ تعالى : " يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها " للتَّبْعِيضِ ورَجَّحَهُ الغَزْنَوِيُّ قالَ : لأنَّ اسْتِحَالَةَ الأَطْعِمَةِ لا تَكونُ إِلاَّ في البَطْنِ وقالَ آخَرُونَ : إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ أَدْبارِها حَكَاهُ ابنُ عَطِيَّةَ عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه فَإِنَّهُ حُكِيَ عنهُ أَنَّهُ قالَ مُحْتَقِراً لِلدُّنْيا : أَشْرَفُ لِبَاسِ ابنِ آدَمَ فيها لُعابُ دُودَةٍ وأَشْرَفُ شَرابِهِ فيها رَجِيعُ نَحْلَةٍ . فظاهِرُهُ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ دُبُرِها وتَعَقَّبَ عليهِ الدَّمِيرِيُّ ذلكَ وقالَ : الذي يُرْوَى عنهُ : إِنَّما الدُّنْيا سِتَّةُ أَشْياء مَطْعُومٌ ومَشْرُوبٌ ومَلْبُوسٌ ومَرْكُوبٌ ومَنْكُوحٌ ومَشْمُومٌ فَأَشْرَفُ المَطْعُومِ العَسَلُ وهو مَذْقَةُ ذُبَابٍ . الحديث . قلتُ : هذا الحديثُ رُوِيَ عَن عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ بهذا الوَجْهِ كَما ذَكَرَه ابنُ الجَوْزِيِّ في بعضِ مُؤَلَّفاتِهِ واعْتَرَضَ بعضُ مَنْ أَلَّفَ في تَفْضِيلِ اللَّبَنِ عَلى العَسَلِ أَنَّ هذا غَيرُ وَارِدٍ فَإِنَّ المَذْقَ هو خَلْطُ الشَيْءِ فوَصَفَ العَسَلَ بأَنَّهُ مَخْلُوطٌ في بُطُونِها فَلا يُنافِى الأَوَّلَ انتهى . قلتُ : وهذا جَهْلٌ باللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ فَإِنَّ المُرَادَ بالمَذْقَةِ هنا ما تَمْذُقُهُ بِفِيهَا أي تَمُجُّهُ والمَذْقُ كالمَجِّ لا يكونُ إِلاَّ بالْفَمِ فَتَأَمَّلْ أَو طَلٌّ خَفِيٌّ يُحْدِثُهُ اللهُ في الْهَواءِ يَقَعُ عَلى الزَّهْرِ وغَيْرِهِ كَأَوْراقِ الشَّجَرِ فيَلْقُطُهُ النَّحْلُ بإِلْهامٍ مِنَ اللَّهِ تعالَى بَأَفْواهِها فَإِذا شَبِعَتْ الْتَقَطَتْ مَرَّةً أُخْرَى مِنْ تِلْكَ الأَجْزاءِ وذَهَبَتْ به إِلى بُيُوتها ووَضَعَتْهُ هناكَ فهوَ العَسَلُ وقيلَ في هذا الطَّلِّ اللَّطِيفِ الْخَفِيِّ : هو بُخَارٌ يَصْعَدُ فَيَنْضَجُ في الْجَوِّ فيَسْتَحِيلُ فيَغْلُطُ في اللَّيْلِ مِنْ بَرْدِ الهَواءِ فيَقَعُ عَسَلاً قالَ الإِمامُ الرَّازِيُّ في تَفْسِيرِهِ : وهذا أَقْرَبُ إِلى العَقْلِ وأَشَدُّ مُناسَبَةً لِلاِسْتِقْرَاءِ فَإِنَّ طَبيعَةَ التُّرُنْجُبِينِ قَرِيبَةٌ مِنَ العَسَلِ ولا شَكَّ أَنَّهُ طَلٌّ يَحْدُثُ في الهَواءِ ويَقَعُ على أَطْرافِ الأَشْجَارِ والأَزْهارِ وأيضاً نحنُ نُشاهِدُ أَنَّ النَّحْلَ يُغْتَذِي بالعَسَلِ وإِذا اسْتُخْرِجُ مِنْ بُيُوتِها تُرِكَ لها منه ما تأْكُلُهُ انتهى . قلتُ : ظاهِرُ كَلامِ الرَّازِيِّ أَنَّهُ طَلٌّ تَحْمِلُهُ بِأَفْواهِها وتَضَعُه في بُيُوتِها فَيَنْعَقِدُ عَسَلاً وظاهِرُ القُرْآنِ يُخالِفُه فَإِنَّهُ نَصَّ عَلى أنَّهُ يَخْرُج من بُطونِها والظَّاهِرُ أَنَّه بعدَ اسْتِقْرَارِهِ في بُطونِها تَقْذِفُه عَسَلاً بِقُدْرَةِ السَّمِيعِ العَلِيمِ كَما يَخْرُجُ اللَّبَنُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَتَأَمَّلْ وقد يَقَعُ الْعَسَلُ ظَاهِراً فَيَلْقُطُهُ النَّاسُ وذكَرَ الْكَوَاشِيُّ في تَفْسِيرِهِ الأَوْسَطِ أَنَّ العَسَلَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلى هَيْئَةٍ فَيَثْبُتُ في أَمَاكِنَ فَتَأْتِي النَّحْلُ فَتَشْرَبُهُ ثُمَّ تَأْتِي الْخَلِيَّةَ فتُلْقِيهِ في الشَّمْعِ الْمُهَيَّأِ لِلْعَسَلِ لا كَما تَوَهَّمَهُ بعضُ النَّاسِ أَنَّهُ مِنْ فَضَلاتِ الْغِذَاءِ وأَنَّهُ قد اسْتَحالَ في الْمَعِدَةِ عَسَلاً . هذه عِبارَتُهُ قلتُ : وهو قرِيبٌ مِمَّا سَاقَهُ الرَّازي وكُلُّ ذلكَ فيهِ دَلالَةٌ على أَنَّهُ مَخْرَجُهُ مِنْ أَفْواهِ النَّحْلِ وهو مَذْهَبُ الجُمْهُورِ وقد أَشْكَلَ ذلكَ على المُتَقَدِّمِين حتى إِنَّأَرِسْطَاطَالِيسَ لَمَّا تَحَيَّرَ في تَحْقِيقِ هذا الأَمْرِ صَنَعَ لَها خَلاَيَا مِنْ زُجَاجٍ لِيَنْظُرَ إِلَى كَيْفِيَّةِ ذلكَ فَأَبَتْ أَنْ تَعْسِلَ فيه حتى لَطَخَتْهُ مِنْ بَاطِنِ الزُّجاجِ بالطِّينِ فلَمْ يَتَحّقَّقْ حَكَاهُ الغَزْنَوِيُّ . والحَقُّ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ حُرُوجِهِ إِلاَّ خَالِقُهُ سُبْحانَهُ وتَعَالَى لكنْ لا يَتِمُّ إِصْلاَحُهُ إِلاَّ بِحَمْيِ أَنْفَاسِها . وقال شيخُنا : كَلاَمُ المُصَنِّفِ في العَسَلِ غيرُ سَدِيدٍ وخِلافَاتُهُ غيرُ منْقُولَةٍ عن الوَاضِعِ ولا مَسْمُوعَةٍ عن العربِ الذينَ هم قُدْوَةُ كُلِّ مُتَكَلِّمٍ مُجِيدٍ وخُصُوصاً دَعْوَى أَنَّهُ بُخارٌ . . . . إلخ . أَمَّا ما مالَ المُصَنِّفُ به لِرَأْي الحُكَمَاءِ وأَهْلِ التَّصْعِيدِ فهو قَوْلٌ باطِلٌ لا يُعْرَفُ لإِمَامٍ كامِلٍ فيَجِبُ الحَذَرُ مِن إِيرادِهِ في المُصَنَّفَاتِ المَوْضُوعَةِ في كَلامِ العَرَبِ إِفْراداً وتَرْكِيباً انتهى . قلت : وذَهِلَ شَيْخُنا أَنَّ كِتابَهُ هذا البَحْرُ المُحِيطُ وأَنَّ مِنْ شَأْنِهِ جَلْبَ الأَقْوَالِ مِن كُلِّ مَدِيدٍ ووَسِيطٍ وقد عَرَّفْناكَ أَنَّ الأَقْوَالَ المذكورةَ للرَّازِيِّ والغَزْنَوِيِّ والكَوَاشِيِّ صاحبِ الوَسِيطِ وكَفَى بهؤلاءِ قُدْوَةً ومُتَّبَعاً لِكُلِّ مُدَّعٍ مُحِيطٍ وأَفْرَدْتُ لِمَنَافِعِهِ وأَسْمائِهِ كِتاباً قالَ شيخُنا : تَصْنِيفُه هذا مُخْتَصَرٌ في نَحْوِ وَرَقَتَيْنِ فيه فائِدَةٌ مَّا قلتُ : إِنْ كانَ المُرادُ بِهِ : تَرْقِيقُ الأَسَلِ لِتَصْفِيقِ الْعَسَلِ فهو نحو كُرَّاسَيْنِ وأَزْيَدُ وقد رأَيْتُهُ وطَالَعْتُهُ واسْتَفَدْتُ منه فكيفَ يَقُولُ شيخُنا : في نَحْوِ وَرَقَتَيْنِ فتَأَمَّل ذلكَ ومَنافِعُهُ كَثيرَةٌ جِدّاً أَفْرَدَها الأَطِبَّاءُ في تَصانِيفِهم ليسَ هذا مَحَلَّ ذِكْرِها وهو غِذَاءٌ مَعَ الأَغْذِيَةِ ودَواءٌ معَ الأَدْوِيَةِ وشَرَابٌ معَ الأَشْرِبَةِ وحُلْوٌ معَ الْحَلاَوَةِ وطِلاَءٌ مَعَ الأَطْلِيَةِ ومُفَرِّحٌ مَعَ المُفَرِّحاتِ وفي سُنَنِ ابنِ مَاجَةَ مِن حَديثِ ابنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ : الْعَسَلُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ والْقُرْآنُ شِفَاءٌ لِمَا في الصُّدُورِ فَعَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَينِ الْقُرْآنِ والْعَسَلِ . يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والتَّذْكِيرُ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ كَما في المِصْبَاحِ وبهِ جَزَمَ الْقَزَّازُ في الجامِعِ قالَ الشَّمَّاخُ : أَرِسْطَاطَالِيسَ لَمَّا تَحَيَّرَ في تَحْقِيقِ هذا الأَمْرِ صَنَعَ لَها خَلاَيَا مِنْ زُجَاجٍ لِيَنْظُرَ إِلَى كَيْفِيَّةِ ذلكَ فَأَبَتْ أَنْ تَعْسِلَ فيه حتى لَطَخَتْهُ مِنْ بَاطِنِ الزُّجاجِ بالطِّينِ فلَمْ يَتَحّقَّقْ حَكَاهُ الغَزْنَوِيُّ . والحَقُّ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ حُرُوجِهِ إِلاَّ خَالِقُهُ سُبْحانَهُ وتَعَالَى لكنْ لا يَتِمُّ إِصْلاَحُهُ إِلاَّ بِحَمْيِ أَنْفَاسِها . وقال شيخُنا : كَلاَمُ المُصَنِّفِ في العَسَلِ غيرُ سَدِيدٍ وخِلافَاتُهُ غيرُ منْقُولَةٍ عن الوَاضِعِ ولا مَسْمُوعَةٍ عن العربِ الذينَ هم قُدْوَةُ كُلِّ مُتَكَلِّمٍ مُجِيدٍ وخُصُوصاً دَعْوَى أَنَّهُ بُخارٌ . . . . إلخ . أَمَّا ما مالَ المُصَنِّفُ به لِرَأْي الحُكَمَاءِ وأَهْلِ التَّصْعِيدِ فهو قَوْلٌ باطِلٌ لا يُعْرَفُ لإِمَامٍ كامِلٍ فيَجِبُ الحَذَرُ مِن إِيرادِهِ في المُصَنَّفَاتِ المَوْضُوعَةِ في كَلامِ العَرَبِ إِفْراداً وتَرْكِيباً انتهى . قلت : وذَهِلَ شَيْخُنا أَنَّ كِتابَهُ هذا البَحْرُ المُحِيطُ وأَنَّ مِنْ شَأْنِهِ جَلْبَ الأَقْوَالِ مِن كُلِّ مَدِيدٍ ووَسِيطٍ وقد عَرَّفْناكَ أَنَّ الأَقْوَالَ المذكورةَ للرَّازِيِّ والغَزْنَوِيِّ والكَوَاشِيِّ صاحبِ الوَسِيطِ وكَفَى بهؤلاءِ قُدْوَةً ومُتَّبَعاً لِكُلِّ مُدَّعٍ مُحِيطٍ وأَفْرَدْتُ لِمَنَافِعِهِ وأَسْمائِهِ كِتاباً قالَ شيخُنا : تَصْنِيفُه هذا مُخْتَصَرٌ في نَحْوِ وَرَقَتَيْنِ فيه فائِدَةٌ مَّا قلتُ : إِنْ كانَ المُرادُ بِهِ : تَرْقِيقُ الأَسَلِ لِتَصْفِيقِ الْعَسَلِ فهو نحو كُرَّاسَيْنِ وأَزْيَدُ وقد رأَيْتُهُ وطَالَعْتُهُ واسْتَفَدْتُ منه فكيفَ يَقُولُ شيخُنا : في نَحْوِ وَرَقَتَيْنِ فتَأَمَّل ذلكَ ومَنافِعُهُ كَثيرَةٌ جِدّاً أَفْرَدَها الأَطِبَّاءُ في تَصانِيفِهم ليسَ هذا مَحَلَّ ذِكْرِها وهو غِذَاءٌ مَعَ الأَغْذِيَةِ ودَواءٌ معَ الأَدْوِيَةِ وشَرَابٌ معَ الأَشْرِبَةِ وحُلْوٌ معَ الْحَلاَوَةِ وطِلاَءٌ مَعَ الأَطْلِيَةِ ومُفَرِّحٌ مَعَ المُفَرِّحاتِ وفي سُنَنِ ابنِ مَاجَةَ مِن حَديثِ ابنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ : الْعَسَلُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ والْقُرْآنُ شِفَاءٌ لِمَا في الصُّدُورِ فَعَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَينِ الْقُرْآنِ والْعَسَلِ . يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والتَّذْكِيرُ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ كَما في المِصْبَاحِ وبهِ جَزَمَ الْقَزَّازُ في الجامِعِ قالَ الشَّمَّاخُ :كَأَنَّ عُيُونَ النَّاظِرِينَ يَشُوقُها ... بِهَا عَسَلٌ طابْتْ يَدا مَنْ يَشُورُها ج : أَعْسَالٌ وعُسُلٌ بِضَمَّتَيْنِ وعُسْلٌ وعُسُولٌ وعُسْلاَنٌ بِضَمِّهِنَّ هكذا ذَكَرَ أبو حَنِيفَةَ في جَمْعِهِ قالَ : وذلكَ إِذا أَرَدْتَ أَنْواعَهُ وأَنْشَدَ :
بَيْضَاءُ مِنْ عُسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٍ ... شِيبَتْ بِماءِ الْقِلاَتِ مِنْ عَرِمِ والْعَسَّالُ والُعَاسِلُ : مُشْتَارُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ وآخِذُهُ مِنَ الْخَلِيَّةِ قالَ لَبِيدٌ :
بِأَشْهَبَ مِن أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ ... وأَرْيِ دُبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عَاسِلُ أَرادَ : شَارَهُ مِنَ النَّحْلِ فَعَدَّى بِحَذْفِ الوَسِيطِ كَ " اخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً " . والْعَسَّالَةُ كجَبَّانَةٍ : شُورَةُ النَّحْلِ وهي التي تَتَّخِذُ فيها النَّحْلُ العَسَلَ مِنْ رَاقُودٍ وغيرِهِ فتُعَسِّلُ فيه ومنهُ : بنو فُلاَنٍ يُوفِضُونُ إِلى العَسَّالَةِ كَما تَطَّرِدُ النَّحْلُ إِلى العَسَّالَةِ وأيضاً : النَّحْلُ نَفْسُهَا كَما في الصِّحاحِ . وعَسَلَ الطَّعامَ يَعْسِلُهُ ويَعْسُلُهُ مِنْ حَدَّي ضَرَبَ ونَصَرَ عَسْلاً وعَسَّلَهُ تَعْسِيلاً : خَلَطَهُ بِهِ وطَيَّبَهُ وحَلاَّهُ ومنه : زَنْجَبِيلٌ مُعَسَّلٌ أي مَعْمُولٌ به قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : ومنه قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إذا أَخَذَتْ مِسْوَاكَها مَنَحَتْ بِهِ ... رُضَاباً كَطَعْمِ الزَّنْجَبِيلِ المُعَسَّلِواسْتَعْسَلُوا : اسْتَوَهَبُوهُ وفي الصِّحاحِ : جاءُوا يَسْتَعْسِلُونَ . أي يَطْلُبُونَ العَسَلَ فَعَسَلْتُهُمْ بالتَّخْفِيفِ وعَسَّلْتُهُمْ بالتَّشْدِيدِ : أي زَوَّدْتُهُمْ إِيَّاهُ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلى التِّشْدِيدِ . والْعَسَلُ أَيْضاً : صَقْرُ الرُّطَبِ وهو ما سَالَ مِنْ سُلاَفَتِهِ وهو حُلْوٌ بِمَرَّةٍ هكذا اسْتَعَارَهُ أبو حَنِيفَةَ فقالَ : الصَّقْرُ عَسَلُ الرُّطَبِ وعَسَلُ النَّحْلِ هو المُنْفَرِدُ بالاِسْمِ دُونَ ما سِواهُ مِنَ الحُلْوِ المُسَمَّى بِهِ على التِّشْبِيهِ والعَرَبُ تُسَمِّي صَمْغَ الْعُرْفُطِ عَسَلاً لِحَلاَوَتِهِ وهو مِنْ ذلكَ . وعَسَلِيُّ الْيَهُودِ : عَلاَمَتُهُمْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وعَسَلُ اللُّبْنَى طِيبٌ وفي العُبَابِ : صَمْغٌ وفي المُحْكَمِ : شَيْءٌ يَنْضَحُ مِنْ شَجَرَةٍ وفي المُحْكَمِ : مِنْ شَجَرِها يُشْبِهُ العَسَلَ لا حَلاَوَةَ له ويُتَبَخَّرُ بِهِ والْعَامَّةُ تَقُولُ : حَصَى لُبَانٍ . وعَسَلُ الرِّمْثِ : شَيْءٌ أَبْيَضُ يَخْرُجُ مِنْهُ كالْجُمَانِ . وبَنُو عَسَلٍ : قَبِيلَةٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ كَما في العُبابِ . وعَسَلُ بْنُ ذَكْوَانَ : أَخْبارِيٌّ م مَعْرُوفٌ لَقِيَ الأَصْمَعِيَّ قالَ الحافِظُ في التَّبْصِيرِ : ذَكَرَ ابنُ الصَّلاَح في عُلُومِ الحديثِ أَنَّهُ رَآهُ بِخَطِّ الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذِيبِ بِكَسْرِ العَيْنِ وسُكُونِ السِّينِ ثُمَّ قالَ : ولا أَراهُ ضَبَطَهُ . وعَسَلَ فُلاناً : طَيَّبَ الثَّناءَ عَلَيْهِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وهو مِنَ العَسَلِ لأنَّ سامِعَهُ يَلَذُّ بِطِيبِ ذِكْرِهِ وهو مَجازٌ . وعَسَلَ الْمَرْأَةَ يَعْسِلُها عَسْلاً : نَكَحَهَا وهو مَجازٌ إِمَّا أَنْ تَكونَ مُشْتَقَّةً مِنْ قَوْلِهِ : حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ وإِمَّا أَنْ تَكونَ لَفْظَةً مُرْتَجَلَةً عَلى حِدَةٍ قالَ ابنُ سِيدَه : وعندِي أَنَّها مُشْتقَّةٌ . وعَسَلَ مِنْ طَعَامِهِ عَسَلاً بالتَّحْرِيكِ أي ذَاقَهُ كَحَلَبَ حَلَباً عن أبي عَمْروٍ . ومِنَ المَجازِ : عَسَلَ اللَّهُ فُلاَناً يَعْسِلُهُ عَسَلاً : حَبَّبَهُ إِلى النَّاسِ ومنهُ الحديثُ : إذا أَرَادَ اللَّهُ بَعَبْدٍ خَيْراً عَسَلَهُ قيلَ : يا رَسَوُلَ اللَّهِ ما عَسَلَهُ ؟ فقال : يَفْتَحُ لَهُ عَمَلاً صالِحاً بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ أي جَعَلَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالَحِ ثَنَاءً طَيِّباً شَبَّهَ ما رَزَقَهُ اللَّهُ تَعالى مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ الذي طابَ بِهِ ذِكْرُهُ بينَ قَوْمِهِ بالعَسَلِ الذي يُجْعَلُ في الطَّعام فيَحْلُو بِهِ ويَطِيبُ وهذا مَثَلٌ أَي وَفَّقَهُ اللَّهُ لِعَمَلِ صَالِحٍ يُتْحِفُهُ كَما يُتْحِفُ الرَّجُلُ أَخَاهُ إِذا أَطْعَمَهُ العَسَلَ . وعَسَلَ الرُّمْحُ يَعْسِلُ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ عَسْلاً بالفَتْحِ وعُسُولاً بالضَّمِّ وعَسَلاناً بالتَّحْرِيكِ : اشْتَدَّ اهْتِزَازُهُ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلى الْمَصْدَرِ الأَخِيرِ وقال : اهْتَزَّ واضْطَرَبَ وأَنْشَدَ لأَوْسٍ :
تَقَاكَ بِكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّهُ ... يَدَاكَ إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ فهو رُمْحٌ عَاسِلٌ وعَسَّالٌ وعَسُولٌ : مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ وهو الْعَاتِرُ وقد عَتَرَ وعَسَلَ قالَ :
" بِكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَرْ وعَسَلَ الذِّئْبُ أو الْفَرَسُ أو الثَّعْلَبُ يَعْسِلُ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ عَسَلاً وعَسَلاناً مُحَرَّكَتَيْنِ : مَضَى مُسْرِعاً واضْطَرَبَ في عَدْوِهِ وهَزَّ رَأْسَهِ وقيلَ : عَسَلُ الفَرَسِ وعَسَلانُهُ : أَنْ يَضْطَرِمَ في عَدْوِهِ فيَخْفِقَ بِرَأْسِهِ ويَطَّرِدَ مَتْنُهُ قالَ :
" واللَّهِ لَوْلاَ وَجَعٌ في العُرْقُوبْ
" لَكُنْتُ أَبْقَى عَسَلاً مِنَ الذِّيْبْ وقَالَ لَبِيدٌ :
عَسَلاَنُ الذِّئْبِ أَمْسَى قَارِباً ... بَرَدَ اللَّيْلُ عَلَيْهِ فَنَسَلْ وقالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
لَدْنٌ بِهَزِّ الْكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ ... فيهِ كَما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُأَرَادَ : عَسَلَ في الطَّريقِ فَحَذَفَ وأَوْصَلَ كَقَوْلِكَ : دَخَلْتُ الْبَيْتَ . وقد يُسْتَعَارُ العَسَلُ والعَسَلاَنُ لِلإِنْسانِ كَما سَيَأْتِي . وعَسَلَ الْمَاءُ عَسَلاً وعَسَلاَناً مُحَرَّكَتَيْنِ : حَرَّكَتْهُ الرِّيْحُ فَاضْطَرَبَ وارْتَفَعَتْ حُبُكُهُ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" قد صَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ
" حَوْضاً كَأَنَّ ماءَهُ إِذا عَسَلْ
" مِنْ نَافِضِ الرِّيحِ رُوَيْزِيٌّ سَمَلْ الرُّوَيْزِيُّ : الطَّيْلَسَانُ والسَّمَلُ : الخَلَقُ وإِنَّما شَبَّهَ الماءَ في صَفائِهِ بِخُضْرَةِ الطَّيْلَسانِ وجَعَلَهُ سَمَلاً لأنَّ الشَّيْءَ إِذا أَخْلَقَ كانَ لَوْنُهُ أَعْتَقَ . وعَسَلَ الدَّلِيلُ بِالْمَفَازَةِ : أَعْنَقَ وأَسْرَعَ كإِسْرَاعِ الذِّئْبِ . والْعَسْلُ بالْفَتْحِ : النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ كَالْعَنْسَلِ والنُّونُ زَائِدَةٌ . قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لِلأَعْشَى :
وقد أَقْطَعُ الجَوْزَ جَوْزَ الْفَلا ... ةِ بالحُرَّةِ الْبَازِلِ الْعَنْسَلِ ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنَّهُ مِنَ العَسَلاَنِ وقالَ محمدُ بنُ حَبِيب : قالُوا لِلْعَنْسِ عَنْسَلٌ فذَهَبَ إِلى أَنَّ الَّلامَ زَائِدَةٌ مِنْ عَنْسَلٍ وأَنَّ وَزْنَ الكَلِمَةِ فَعْلَلٌ والَّلامُ الأَخَيرَةُ زَائِدَةٌ قالَ ابنُ جِنِّيٍّ : وقد تَرَكَ في هذا القَوْلِ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ الذي عليه يَنْبَغِي أن يَكُونَ العَمَلُ وذلكَ أَنَّ عَنْسَل فَنْعَلٌ مِنَ العَسَلانِ الذي هو عَدْوُ الذِّئْبِ والذي ذَهَبَ إليهِ سِيبَوَيْه هو القَوْلُ لأَنَّ زِيادَةَ النُّونِ ثَانِيَةً أَكْثَرُ مِنْ زِيادَةِ الَّلامِ أَلاَ تَرَى إلى كَثْرَةِ بابِ قَنْبَرٍ وعُنْصُلٍ وقِنْعَاسٍ وقِلَّةِ بابِ ذلِك وأُولالِك . قلت : وهذا القَوْلُ وافَقَهُ الأَكْثَرُونَ كابْنِ عُصْفُورٍ وأَضْرابِهِ وصَوَّبَهُ صاحِبُ المُمْتِع . والعَسْلُ : ع في شِعْرِ زُهَيْرٍ قالَهُ نَصْرٌ . وعِسْلٌ بِالْكَسْرِ : قَبِيلَةٌ مِنَ الْجِنِّ ويُقالُ : عِسْرٌ بالرَّاءِ . وبَنُو عِسْلٍ : قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعٍ مِنْ تَمِيمٍ وهو عِسْلُ بنُ عَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ ويَزْعُمُونَ أَنَّ أُمَّهُمُ السِّعْلاةُ وفيهم قالَ عَلْبَاءُ بنُ أَرْقَمَ :
" يا قَبَّحَ اللهُ بَنِي السِّعْلاَتِ
" عَمْروِ بنِ يَرْبُوعٍ شِرَارِ النَّاتِ
" لَيْسُوا أَعِفَّاءَ ولا أَكْيَاتِ وقد ذكر في ن و ت . والْمَعْسَلَةُ كمَرْحَلَةٍ : الْخَلِيَّةُ يُقالُ : قَطَفَ فُلاَنٌ مَعْسَلَتَهُ إِذا أَخَذَ ما هنالِكَ مِنَ العَسَلِ . وفي الصِّحاحِ : يُقالُ : ما لِفُلاَنٍ مَضْرَبُ عَسَلَةٍ يَعْنِي مِنَ النَّسَبِ ومَا أَعْرِفُ لَهُ مَضْرَبَ عَسَلَةٍ أي : أَعْرَاقَهُ وفي الأَسَاسِ : من المَجَازِ : ما يُعْرَفُ له مَضْرَبُ عَسَلَةٍ أي مَنْصِبٌ ومَنْكَحٌ وفي المُحْكَمِ : لا يُسْتَعْمَلاَنِ إِلاَّ في النَّفْيِ . والعَسِيلُ كَأَمِيرٍ هكذَا في النُّسَخِ والصَّوَابُ : كَكَتِفٍ : الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الضَّرْبِ السَّرِيعُ رَجْعِ الْيَدِ بالضَّرْبِ قالَ الشاعِرُ :
" تَمْشِي مُوَالِيَةً والنَّفْسُ تُنْذِرُهامَعَ الْوَبِيلِ بِكَفِّ الأَهْوَجِ الْعَسِلِ وكَمِكْنَسَةٍ : الْعَطَّارُ هكَذَا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصَّوَابُ : وكَأَمِيرٍ : مِكْنَسَةُ العَطَّارِ وهي التي يَجْمَعُ بها العِطْرَ كَما في الصِّحاحِ وهي مِكْنَسَةُ شَعَرٍ يَكْنِسُ بها العَطَّارُ بَلاطَهُ مِنَ العِطْرِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ :
" فَرِشْنِي بِخَيْرٍ لا أَكُونُ ومِدْحَتِيكَنَاحِتِ يَوْماً صَخْرَةٍ بِعَسِيلِأَرادَ : كَنَاحِتِ صَخْرَةٍ يَوْماً فحالَ بينَ المُضافِ والمُضافِ إِلَيْهِ لأنَّ الوَقْتَ عندَهُم كالفَضْلِ في الْكَلامِ كَما في الصِّحاحِ وهكذا أَنْشَدَهُ الفَرَّاءُ . أو العَسِيلُ : الرِّيشَةُ التي يُقْلَعُ بها الْغَالِيَةُ وهوَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرابِيِّ والفَرَّاءِ وجَمْعُهُ عُسُلٌ . والْعَسِيلُ : قَضِيبُ الْفِيلِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ورُبَّما قِيلَ : لِقَضِيبِ الْبَعِيرِ عَسِيلاً أيضاً ج عُسُلٌ كَكُتُبٍ . ويُقالُ : هو عِسْلُ مَالٍ : بِالْكَسْرِ : أي إِزَاؤُهُ وخَالُهُ أي مُصْلِحُهُ وحِسَنُ الرِّعْيَةِ له والجَمْعُ أَعْسَالٌ . وقَصْرُ عِسْلٍ : بِالبَصْرَةِ قُرْبَ خُطَّةِ بَنِي ضَبَّةَ نُسِبَ إلى عِسْلٍ أَبِي صَبِيغ كَأَمِيرٍ : رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ووَلَدُهُ صَبِيغٌ هو الذي سَأَلَ عُمَرَ عَنْ غَرائِبِ الْقُرْآنِ وقالَ يحيى بنُ مَعِينٍ : بل هو صَبِيغُ بنُ شَرِيكٍ قالَ الحافِظُ : القَوْلاَنِ صَحِيحَانِ وهو صَبِيغُ بنُ شَرِيكِ بنِ المُنْذِرِ بنِ قَطَنِ بنِ قِشْعِ بنِ عِسْلِ بنِ عَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ التَّمِيمِيُّ فمَنْ قالَ : صَبِيغُ بنُ عِسْلٍ فقد نَسَبَهُ إِلى جَدِّهُ الأَعْلَى وقد ذُكِرَ في ص ب غ . وذُو عِسْلٍ : ع لِبَنِي نُمَيْرٍ ويُقالُ : هو بالغَيْنِ كَما سَيَأْتِي . وابْنُ عَسَلَةَ مُحَرَّكَة : شَاعِرٌ قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : هو عبدُ المَسِيحِ بن عَسَلَةَ . وأبُو عِسْلَةَ بِالْكَسْرِ بالعَيْنِ والغَيْنِ : مِنْ كُنَى الذِّئْبِ يُقالُ : هو أَخْبَثُ مِنْ أَبي عِسْلَةَ ومن أبي رِعْلَةَ ومن أبي سِلْعَامَةَ ومن أبي مُعْطَةَ كُلُّهُ الذِّئْبُ . والْعُسَيْلَةُ كَجُهَيْنَةَ : مَاءٌ شَرْقِيَّ سَمِيْرَاءَ وهو مَنْهَلٌ مِنْ مَناهِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ لِحَاجِّ العِرَاقِ . ومِنَ المَجازِ : العُسَيْلَةُ : النُّطْفَةُ أو مَاءُ الرَّجُلِ وبِكُلٍّ مِنْهُما فُسِّرَ الحديثُ : لاَ حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ ويَذُوقُ عُسَيْلَتَكِ أو العُسَيْلَةُ في هذا الحَديثِ كِنَايَةٌ عن حَلاَوَةِ الْجِمَاعِ الذي يَكونُ بِتَغْيِيبِ الْحَشَفَةِ في فَرْجِ المَرْأَةِ ولا يَكُونُ ذَوَاقُ العُسَيْلَتَيْنِ مَعاً إِلاَّ بالتَّغْيِيبِ وإِنْ لَمْ يُنْزِلاَ ولذلكَ اشْتَرَطَ عُسَيْلَتَهُما قالَهُ الأَزْهَرِيُّ وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : فيه تَشْبِيهٌ بالْعَسَلِ لِلَذَّتِهِ لأنَّ الجِمَاعَ هو المُسْتَحْلَى مِنَ المَرْأَةِ فشَبَّهَ لَذَّةَ الْجِمَاعِ بِذَوْقِ العَسَلِ فاسْتَعارَ لها ذَوْقاً وقالُوا لِكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا : عَسَلٌ ومَعْسُولٌ عَلى أَنَّهُ يُسْتَحْلَى اسْتِحْلاَءَ الْعَسَلِ وفي الصِّحاحِ : وفي الجِمَاعِ العُسَيْلَةُ شُبِّهَتْ تِلْكَ اللَّذَّةُ بالْعَسَلِ وصُغِّرَتْ بالهاءِ لأَنَّ الغالِبَ عَلى العَسَلِ التَّأْنِيثُ ويُقالُ : إِنَّما أُنِّثَ لأَنَّهُ أُرِيدَ به العَسَلَةُ وهي القِطْعَةُ منه كَما تقُولُ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَبِ : ذَهَبَة وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : ومَنْ صَغَّرَهُ مُؤَنَّثاً قالَ : عُسَيْلَة كقُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ قالَ : وإِنَّما صَغَّرَهُ إِشَارَةً إلى القَدْرِ القَلِيلِ الذي يُحْصُلُ بِهِ الْحِلُّ . والْعُسُلُ بِضَمَّتَيْنِ : الرِّجالُ الصَّالِحُونَ عنِ ابْنِ الأَعْرابِيِّ قال : الْوَاحِدُ : عاسِلٌ وعَسُولٌ وهو مِمَّا جاءَ عَلى لَفْظِ فاعِلٍ وهو مَفْعُولٌ به قالَ الأَزْهَرِيُّ : كَأَنَّهُ أَرادَ : رَجُلٌ عاسِلٌ ذُو عَسَلٍ أي ذُو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناءُ عليه بِهِ يُسْتَحْلَى كالعَسَلِ . وصَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ المُرَادِيُّ كشَدَّادٍ : صَحَابِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ نَزَلَ الكُوفَةَ ورَوَى عنهُ ابنُ مَسْعُودٍ مَعَ جَلاَلَتِهِ . ويُقالُ : عَسْلاً له وبَسْلاً : أي تَعْساً ويُقالُ : العَسْلُ : اللَّحْيُ في الْمَلاَمِ . والعَسَلُ : والعَسَلاَنُ : الْخَبَبُ وفي الْحَدِيثِ عن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه قالَ لِعَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرِبَ : كَذَبَ عَلَيْكَ الْعَسَلُ بِنَصْبِ الْعَسَلِ ورَفْعِهِ أي عَلَيْكَ بِسُرْعَةِ الْمَشْيِ هو مِنَ العَسَلاَنِ مَشْيِ الذِّئْبِ واهْتِزَازِ الرُّمْحِ وقالَ الرَّاغِبُ :العَسَلاَنُ : اهْتِزَازُ الرُّمْحِ واهْتِزازُ الأَعْضَاءِ في العَدْوِ وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في الذِّئْبِ يُقالُ : مَرَّ يَعْسِلُ ويَنْسِلُ وقالَ بعضُهم : إِنَّ المُرَادَ بالعَسَلِ هُنا هو عَسَلُ النَّحْلِ ومَرَّ شَرْحُهُ في ك ذ ب تَفْصِيلاً فراجِعُهُ . والْعَاسِلُ : الذِّئْبُ ج : عُسَّلٌ وعَواسِلُ كَرُكَّعٍ وَفَوَارِسَ قالَ أبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ : سَلاَنُ : اهْتِزَازُ الرُّمْحِ واهْتِزازُ الأَعْضَاءِ في العَدْوِ وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ في الذِّئْبِ يُقالُ : مَرَّ يَعْسِلُ ويَنْسِلُ وقالَ بعضُهم : إِنَّ المُرَادَ بالعَسَلِ هُنا هو عَسَلُ النَّحْلِ ومَرَّ شَرْحُهُ في ك ذ ب تَفْصِيلاً فراجِعُهُ . والْعَاسِلُ : الذِّئْبُ ج : عُسَّلٌ وعَواسِلُ كَرُكَّعٍ وَفَوَارِسَ قالَ أبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
إِلاَّ عَوَاسِلُ كالمِرَاطِ مُعيدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضَّفِ والعْاسِلُ : ذُو الْعَمَلِ الصَّالِح يُسْتَحْلَى الثَّنْاءُ عَلَيْهِ بِهِ كالْعَسَلِ قالَهُ الأَزْهَرِيُّ في شَرْحِ قَوْلِ ابنِ الأَعْرابِيِّ وقد سَبَقَ قَرِيباً . وعَسِلَةٌ كَفَرِحَةٍ : ة بالْيَمَنِ مِنْ عَمَلِ الْبَعْدَانِيَّةِ وبَعْدَانُ : حِصْنٌ لَهُ قُرىً . وهُوَ على أَعْسَالٍ مِنْ أَبِيهِ : أي عَلى آسَانٍ مِنْ أَبِيهِ نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه . واحِدَةُ العَسَلِ عَسَلَةٌ جاءُوا بالْهَاءِ لإِرَادَةِ الطَّائِفَةِ كقَوُلِهِم لَحْمَةق ولَبَنَةٌ . ومَكانٌ عاسِلٌ : فيهِ عَسَلٌ وقَوْلُ أبي ذُؤَيْبٍ :
تَنَمَّى بها الْيَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّهَا ... إِلى مَأْلَفٍ رَحْبِ الْمَبَاءَةِ عَاسِلِ إِنَّما هو عَلى النَّسَبِ أي ذِي عَسَلٍ . ويُقالُ للحَديِثِ الحُلْوِ : مَعْسُولٌ . وعَسَّلَ الرَّجُلُ تَعْسِيلاً : جَعَلَ أُدْمَهُ عَسَلاً . والعُسَيْلَتَانِ : العُضْوانِ : لِكَوْنِهِما مَظِنَّةَ الاِلْتِذَاذِ وهو كِنَايَةٌ قالَهُ الزَّمْخْشَرِيُّ . والعَسَّالُ : الذِّئْبُ قالَ الفَرَزْدَقُ :
وأَطْلَسَ عَسَّالٍ ومَا كَانَ صاحِباً ... رَفَعْتُ لِنَارِي مَوْهِناً فَأَتَانِيهكذا أَنْشَدَهُ المُبَرِّدُ قالَ : إِنَّما أَرَادَ رَفَعْتُها للذِّئْبِ فَقَلَبَ كذا في المُوازَنَةِ لِلآمِدِيِّ . وخَلِيَّةٌ عاسِلَةٌ : ذاتُ عَسَلٍ . وما تَرَكَ لَهُ مَضْرِبَ عَسَلَةٍ : أي شَتَمَهُ حَتَّى هَدَمَ نَسَبَهُ ونَفَى مَنْصِبَهُ وهو مَجَازٌ قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ . ولَبَّنَهُ ولَحَّمَهُ وعَسَّلَهُ : أَطْعَمَهُ اللَّبَنَ واللَّحْمَ والعَسَلَ . وجَارِيَةٌ مَعْسُولَةُ الْكَلاَمِ إذا كانت حُلْوَةَ المَنْطِقِ مَلِيحَةَ اللَّفْظِ طَيَّبَةَ النَّغَمِ . وهو مَعْسُولُ الْمَوَاعِيدِ : أي صادِقُها . وهو عَسِيلُ مالٍ كأَمِيرٍ : أي عِسْلُهُ نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ . وعَسِلَ بالشَّيْءِ كعَلِمَ عُسُولاً وعِسْلاً : لَزِمَهُ . وعَاسِلُ بنُ غُزَيَّةَ : مِنْ شُعَرَاءِ هُذَيْلٍ . ويُقالُ : عَلِمَ فُلاَنٌ عَسَلَةَ بَني فُلاَنٍ أي عَلِمَ جَماعَتَهُم وأَمْرَهُم . وكزُبَيْرٍ : عُسَيْلُ بنُ عُقْبَةَ بنِ صَمْعَةَ ابنِ عاصِمِ بنِ مَالِكِ بنِ قَيْسِ بنِ مالِكٍ بَطْنٌ مِنْ سَامَةَ بنِ لُؤَيٍّ . قلتُ : ومنهم بَقِيَّةٌ بِبَيْتِ المَقْدِسِ والشَّامِ ورِيفِ مِصْرَ منهم البُرْهَانُ إِبراهيمُ بنُ يُوسُفَ بنِ سُلَيْمَانَ الْمُنَاوِيُّ المَنْزِلِ العُسَيْلِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الشيخِ محمدٍ الغَمْرِيِّ تُوُفِّيَ سنة 886 ، ووَلَدُهُ الشَّمْسُ محمدُ بنُ إبراهيمَ وُلِدَ بِمُنْيَةِ سلسيل سنة 856 ، وتَمَيَّزَ بالفَضِيلَةِ وأُشِيرَ إِلَيْهِ أَجازَهُ الشَّادِيُّ والخَيْضَرِيُّ والدِّيَمِيُّ . وبالكسرِ : عِسْلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عِسْلٍ التَّمِيمِيُّ رَوَى عن عَمِّه صَبِيغِ ابنِ عِسْلٍ وعِسْلُ بنُ سُفْيانَ عَنْ عَطاءٍ . وهذا عِسْلُ هذا وعِسْنُهُ : أي مِثْلُهُ . ورَبِيعَةُ بنُ عِسْلٍ التَّمِيمِيُّ شَهِدَ الجَمَلَ هو أخو صَبِيغٍ . والعَسَّالُ : لَقَبُ أبي عبدِ اللهِ محمدِ ابنِ مُوسَى النَّيْسَابُورِيِّ الزَّاهِدِ عن ابنِ المُبارَكِ وابنِ عُيَيْنَةَ . وأيضاً : لَقَبُ أبي أحمدَ محمدِ بنِ أحمدَ الأَصْبَهَانِيِّ مِنْ شُيُوخِ أبي نُعَيْمٍ وأَبي الشَّيْخِ . ووَادِي الْعَسَلِ : الأَنْدَلُسِ حَوْلَهُ جِنَانُ المَنازِهِ واسْتَدْرَكَهُ شيخُنا . وفي التَّهْذِيبِ في تَرْكِيبِ عَسَمَ : ذَكَر أَعْرَابِيٌّ - زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ - من بَني عَامِرٍ أَمَةً فقالَ : هيَ لَنا وكُلُّ ضَرْبَةٍ لَها مِنْ عَسَلَةٍ قالَ : الْعَسَلَةُ : النَّسْلُ . وفي الأَسَاسِ : يُرِيدُ : لَنا كُلُّ وَلَدٍ وَلَدَتْهُ مِنْ فَحْلٍ وهو مَجازٌ . والعَسَلِيُّ : ما كانَ على لَوْنِ العَسَلِ . والتَّعْسِيلَةُ : النَّوْمَةُ الخَفِيفَةُ عَامِّيَّةٌ