السَّلْعُ : الشَّقُّ في القدَمِ ج : سُلوعٌ نقله الجَوْهَرِيُّ . وسَلْعٌ : جبلٌ وفي العبابِ : جُبَيْلٌ في المَدينة الأَوْلَى بالمدينةِ على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام قال ابنُ أُخْتِ تأَبَّطَ شَرّا يرثيه - ويقال : هي لتأبَّطَ شرّاً وقال أَبو العَبّاس المُبَرِّدُ : هي لِخَلَفٍ الأَحْمَر إلاّ أَنَّها تُنسَبُ إلى تأَبَّطَ شَرّاً وهو نَمَطٌ صَعْبٌ جِدّا - :
إنَّ بالشِّعْبِ الّذي دونَ سَلْعٍ ... لَقتيلاً دَمُهُ ما يُطَلُّ وهي خَمسةٌ وعِشرونَ بيتاً مذكورة في ديوان الحَماسَةِ . قلتُ : والصَّواب القَولُ الأَوّل ودليل ذلكَ البيتُ الذي في آخر القصيدة :
فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمروٍ ... إنَّ جِسمي بعدَ خالي لَخَلُّ
يعني بخالِه تأَبَّطَ شَرّاً فثَبَتَ أَنَّه لابنِ أُخْتِه الشَّنْفَرى كما حقَّقَه ابنُ بَرّيّ . وقولُ الجَوْهَرِيِّ : السَّلْعُ : جبلٌ بالمَدينة هكذا بالأَلِفِ واللامِ في سائر نُسَخ الصِّحاح التي ظَفِرنا بها فلا يُعْبَأُ بقول شيخِنا : إنَّ الأُصولَ الصَّحيحةَ من الصِّحاح فيها : سَلْع كما للمصنِّفِ خطَأٌ لأَنَّه عَلَمٌ والأَعلامُ لا تَدخلُها اللامُ هذا هو المَشهور عند النَّحَويّينَ . وقد حصلَ من الجَوْهَرِيّ سَبْقَ قلَمٍ والكمالُ لله سبحانه وحدَه جَلَّ جَلالُه وليسَ المُصنِّفُ بأَوَّلِ مُخْطئٍ له في هذا الحَرفِ فقد وُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكَرِيّا ما نصّه : قال أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ : الصَّوابُ : وسَلْعُ : جبَلٌ بالمَدينة بغير أَلِفٍ ولامٍ لأنَّه معرِفَةٌ لجَبَلٍ بعينِه فلا يَجوزُ إدخالُ الأَلِفِ واللام عليه . ورامَ شيخُنا الرَّدَّ على المُصنِّف وتأييدَ الجَوْهَرِيِّ بوُجوه : الأَوَّل : أَنَّه وُجِدَ في الأُصول الصَّحيحة من الصِّحاحِ : سَلْعٌ بلا لامٍ وهذه دَعوى وقد أَشَرْنا إليه قريباً . وثانِياً : أنَّ عدَمَ تعريفِ المَعرِفَةِ ليسَ بمُتَّفَقٍ عليه كما صرَّحَ به الرَّضِيُّ في شرحِ الحاجِبِيَّة . وجَوَّزَ إضافَةَ الأَعلام وتعريفَها بنَوعٍ آخر من التَّعريفِ وفيه تَكَلُّفٌ لا يَخفى . وثالثاً : فإنَّ الأَلِفَ واللامَ مَعهودَةُ الزِّيادَةِ ومن مَواضِع زِيادَتِها المَشهورةِ دُخولُها على الأَعلام المَنقولَةِ مُراعاةً للَمْحِ الأَصْلِ كالنُّعمانِ والحارِثِ والفَضْلِ والسَّلْعُ لعلَّه مَصْدَرُ سَلَعَهُ إذا شقَّه فنُقِلَ وصارَ علَماً فتدخُلُ عليه اللامُ للَمْحِ الأَصْلِ . ورابعاً : فإنَّ المُصَنِّفَ قد ارتكَبَ ذلكَ في مَواضِعَ كثيرةٍ من كتابه هذا كما نبَّهْنا على بعضِه وأَغْفَلْنا بعضَه لكَثرَتِه في كلامِه ممّا لا يَخفى على مَن مارَسَ كلامَه وعرَفَ القواعِدَ فكيف يُعتَرَضُ على هذا الفَردِ في كلام الجَوْهَرِيِّ مع أَنَّهُ لهُ وَجْهٌ في الجُمْلَةِ ؟ ثمَّ إنَّ قولَه : وسَلْع بالفتح هو المَشهور عندَ أَئِمَّة اللُّغةِ ومَنْ صَنَّفَ في الأَماكِن ونقلَ شيخُنا عن الحافِظِ بن حَجَرٍ في الفتح أَثناءَ الاسْتِسقاءِ أَنَّه يُحَرَّكُ أَيضاً . قلتُ : وهو غَريبٌ . سَلْعٌ أَيضاً : جَبَلٌ لهُذَيْلٍ قال البُرَيْقُ بن عِياض الهُذَلِيُّ يصف مَطَراً :
يَحُطُّ العُصْمَ من أَكنافِ شِعرٍ ... ولمْ يَترُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا ورَوَى أَبو عَمْروٍ : في أَفنانِ شَقْر . وشَعْرٌ وشَقْرٌ : جبلان هكذا في العباب والصَّوابُ أَنَّ الجبلَ هذا يُعرَفُ بذي سَلَع مُحَرَّكَةً كما ضبطَه أَبو عُبيدٍ البَكْرِيُّ وغيرُه وهكذا أَنشدوا قولَ البُرَيْقِ وهو بين نَجدٍ والحِجازِ فتأَمَّلْ . سَلْعٌ أَيضاً : حِصْنٌ بوادي موسى عليه السّلام من عمَلِ الشَّوْبَكِ بقربِ بيت المَقدِس . سُلَيْع كزُبَيْرٍ : ماءٌ بقَطَنٍ بنَجْدٍ لبني أَسَد . سُلَيْعٌ أَيضاً : جُبَيْلٌ بالمَدينة على ساكِنِها أَفضل الصّلاة والسّلام يُقال له غَبْغَبٌ هكذا بغَينينِ مُعْجَمَتينِ ومُوَحَّدتين في سائر النُّسَخ وهو غلَطٌ والصَّوابُ : يُقال له : عَثْعَثٌ بعينين مُهملَتينِ ومُثَلَّثَتينِ وغيرُ سُلَيْعٍ عليه بيوتُ أَسْلَمَ بن أَفْصى وإليه تُضافُ ثَنِيَّةُ عَثْعَثٍ . السُّلَيْع : وادٍ باليَمامَة به قُرىً . سُلَيْعٌ : ة بنواحي زَبيدَ من أَعمال الكَدراءِ . وسَلَعانُ مُحَرَّكَةً : حِصْنٌ باليَمَنِ من أَعمال صَنعاءَ . السَّلَعُ مُحَرَّكَةً : شجَرٌ مُرٌّ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ :
سَلَعٌ ما ومثلُه عُشَرٌ ما ... عائلٌ ما وعالَت البَيْقُوراوأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ هذا البيتَ شاهِداً على ما يفعله العرَبُ في الجاهليَّة من اسْتِمطارِهِم بإضْرامِ النّارِ في أَذنابِ البَقَرِ . قال أَبو حنيفةَ : أَخبرَني أَعرابِيٌّ من أَهلِ السَّراةِ أَنَّ السَّلَعَ شَجَرٌ مثلُ السَّنَعْبَقِ إلاّ أَنَّه يَنبُتُ بقُربِ الشَّجَرَةِ ثمَّ يتعلَّق بها فيرتقي فيها حِبالاً خُضراً لا وَرَقَ لها ولكن قُضبانٌ تلْتَفُّ على الغُصونِ وتَتَشَبَّكُ وله ثَمَرٌ مثلُ عناقيدِ العِنَبِ صِغارٌ فإذا أَيْنَعَ اسْوَدَّ فتأْكُلُه القرودُ فقط ولا يأْكلُه النّاسُ ولا السّائمةُ . قال : ولم أَذُقْه وأَحْسَبَهُ مُرّاً . قال : وإذا قُصِفَ سالَ منهُ ماءٌ لَزِجٌ صافٍ له سَعابيبُ ولِمَرارَةِ السَّلَعِ قال بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ :
يَرومونَ الصَّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ ... وما فيها لهُمْ سَلَعٌ وقَارُ هذا قولُ السَّرَوِيِّ وقد قال أَبو النَّجم في وصفِ الظَّليمِ :
ثُمَّ غدا يَجمَعُ من غِذائه ... مِنْ سَلَعِ الغَيْثِ ومِنْ خُوَّائه وهذا بعينِه من وصف السَّرَوِيِّ . السَّلَع : نَبْتٌ يَخرُجُ في أَوَّل البَقلِ لا يُذاقُ إنَّما هو سَمٌّ وهو مثلُ الزَّرعِ أَوَّلَ ما يَخرُجُ وهو لَقَطٌ قليلٌ في الأَرضِ وله وُرَيْقَةٌ صَفراءُ شاكَة كأَنَّ شَوكَها زَغَبٌ وهو بَقلَةٌ تتَفرَّشُ كأَنَّها راحةُ الكَلبِ لا أَرومَةَ لها قاله أَبو زياد . قال : وليس بمُستَنكَرٍ أَنْ تَرعاهُ النَّعامُ مع مَرارَتِه فقد تَرعى النَّعامُ الحَنْظَلَ الخُطْبانَ . أَو هو ضَرْبٌ من الصَّبْرِ أَو بَقْلَةٌ من الذُكور خبيثَةُ الطَّعم قاله أَبو حنيفَةَ . قلتُ : وبمثلِ ما وَصَفَ السَّرَوِيّ آنفاً شاهدته بعيني في أَرضِ اليَمَنِ . السَّلَعُ : البَرَصُ عن ابْن دُرَيْدٍ قال جريرٌ :
هل تَذْكُرونَ على ثَنِيَّةِ أَقْرُنِ ... أَنَسَ الفوارس يومَ يَهوي الأَسْلَعُالأَسلَع في البيت : هو عَبْد الله بن ناشِبٍ العَبْسِيُّ قتلَ عَمْرَو بنَ عَمْرِو بنِ عُدَسَ يسومَ ثنيَّة أَقرنٍ وقال ابْن دُرَيْدٍ : كان عَمْرو بن عُدَسَ أَسْلَعَ أَي أَبرَص قتلَه أَنسُ الفوارِسِ بنُ زيادٍ العَبسِيُّ يومَ ثنيَّة أَقْرُنٍ . قال الصَّاغانِيّ : والذي ذكرتُ بعدَ البيت هو في النَّقائضِ وروايَةُ أَبي عُبيدَةَ : هل تَعرِفونَ... و . . يَومَ شَدَّ الأَسلَعُ . السَّلَع : تَشَقُّقُ القَدَمِ وقد سَلِعَ كفَرِحَ فيهما فهو أَسْلَعُ وقال الجَوْهَرِيُّ : سَلِعَتْ قَدَمُه تَسْلَعُ سَلَعاً : مثلُ زَلِعَتْ ج : سُلْعٌ بالضَّمِّ . والسَّوْلَعُ كجَوْهَرٍ : الصَّبِرُ المُرُّ نقله الصَّاغانِيّ عن ابْن الأَعْرابِيّ قال : والصَّوْلَعُ بالصَّادِ : السِّنانُ المَجْلُوُّ . والسِّلْعُ بالكسر : المِثْلُ عن أَبي عَمْروٍ يقال : هذا سِلْعُ هذا أَي مثلُه . السِّلْعُ في الجبل : الشَّقُّ كهيئة الصَّدْعِ عن يعقوبَ وابْن الأَعْرابِيّ واللِّحيانِيِّ ويُفتَحُ عن بعضِهم ج : أَسْلاعٌ عن يعقوبَ زادَ غيرُه : سُلوعٌ وهذا يدلُّ على أنَّ واحِدَ سَلْعٌ بالفتح . سِلْع : أَرْبَعَةُ مَواضِعَ ثلاثةٌ منها ببلادِ بَني باهِلَةَ وهنَّ سِلْعُ مَوشومٍ وسِلْعُ الكَلَدِيَّة وسِلْعُ السُّتَرِ الأَوَّلَ : وادٍ والثاني : جبَلٌ أَو وادٍ الرَّابعُ : مَوضِعٌ ببلادِ بَني أَسَدِ بنَجْد . قال ابنُ عَبّاد : تقول : غُلامانِ سِلْعانِ بالكَسرِ أَي تِرْبانِ وغِلمانٌ أَسْلاعٌ : أَترابٌ . وفي اللسان : أَعطاهُ أَسلاعَ إبلِهِ أَي أَشباهَها واحِدُها سِلْعٌ وسَلْعٌ . قال رجُلٌ من الأَعرابِ : ذَهَبَتْ إبِلي فقال رَجُلٌ : لكَ عندي أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيآتِها . وقال ابْن الأَعْرابِيِّ : الأَسلاعُ : الأَشباهُ فلم يَخُصَّ به شيئاً دونَ شيءٍ . وأَسْلاعُ الفَرَسِ : ما تعلَّقَ من اللَّحم على نَسَيَيْها إذا سَمِنَتْ نقله الصَّاغانِيّ . والسِّلْعَةُ بالكسر المَتاعُ كما في الصِّحاح قيل : ما تُجِرَ به ج : سِلَعٌ كعِنَبٍ . السِّلْعَةُ : كالغُدَّةِ تَخرُجُ في الجَسَدِ ويفتَحُ وهو المَشهورُ الآنَ ويُحَرَّكُ وبفتح اللام كعِنَبَةٍ وهذه عن ابن عَبّادٍ . أَو هي خُراجٌ في العُنُقِ أَو غُدَّةٌ فيها نقله ابنُ عبّاد . أَو هي زِيادَةٌ تَحدُثُ في البَدَنِ كالغُدَّةِ تتحَرَّكُ إذا حُرِّكَتْ وقد تكونُ من حِمَّصَةٍ إلى بِطِّيخَةٍ كما نقله الجَوْهَرِيُّ وقد أَطالَ المُصَنِّفُ هنا والمَدارُ كُلُّه على عبارة الجَوْهَرِيّ مع ذِكرِه في محلَّينِ فتأَمَّلْ . وهو مَسْلوعٌ أَي به سِلْعَةٌ . السِّلْعَةُ أَيضاً : العَلَقُ لأَنَّه يتعلَّقُ بالجَسَدِ كهيئة الغُدَّة ج : سِلَعٌ كعِنَبٍ . السَّلْعَةُ بالفتح : الشَّجَّةُ كما في الصِّحاحِ زاد في اللسانِ : في الرَّأْسِ كائنةً ما كانت ويُحَرَّكُ أَو هي التي تَشُقُّ الجلدَ ج : سَلَعاتٌ مُحرَّكَةً وسِلاعٌ بالكَسر . والسَّلَعُ مُحرَّكَةً : اسمُ جَمعٍ كحلْقَةٍ وحَلَقٍ . وأَسْلَعَ الرَّجُلُ : صارَ ذا سَلْعَةٍ أَي شَجَّةٍ أَو دُبَيْلَةٍ . المِسْلَعُ : كمِنْبَرٍ : الدَّليلُ الهادي قاله الليثُ وأَنشدَ للخَنساءِ - وهو للَيلى الجُهَنِيَّةِ تَرْثَى أَخاها أَسْعَدَ - :
سَبّاقُ عادِيَةٍ وهادي سُرْبَةٍ ... ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وهادٍ مِسْلَعُ ويُروَى : ورأْسُ سَرِيَّةٍ وإنَّما سُمِّيَ به لأَنَّه يَشُقُّ الفلاةَ شَقّاً . والمَسلوعَةُ : المَحَجَّة عن ابْن عَبَّادٍ قال في اللسان : لأَنَّها مَشقوقَةٌ قال مُلَيْحٌ :
وهُنَّ على مَسلوعَةٍ زِيَمِ الحَصى ... تُنيرُ وتَغشاها هَماليجُ طُلَّحُ والتَّسليع في الجاهليَّة : كانوا إذا أَسْنَتوا أَي أَجدَبوا علَّقوا السَّلَعَ مع العُشَرِ بثيرانِ الوَحْشِ وحدَروها من الجِبال وأَشعلوا في ذلك السَّلَعِ والعُشَرِ النّارَ يستمطِرونَ بذلك قال وَدّاك الطَّائِيّ :
لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعيُهُمُ ... يستمطِرونَ لدى الأَزْمَاتِ بالعُشَرِ
أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقوراً مُسَلَّعَةً ... ذَريعةً لكَ بينَ الله والمَطَروقيلَ : كانوا يُوقِرونَ ظُهورَها من حَطَبِهِما ثمَّ يُلقِحونَ النّارَ فيها يستمطِرونَ بلَهَبِ النّار المُشَبَّه بسَنا البَرْقِ . وقول الجَوْهَرِيّ : علّقوه قلتُ : ليس نَصُّ الجَوْهَرِيِّ كذلكَ بل قال : والسّلَع بالتَّحريكِ : شَجَرٌ مُرٌّ ومنه المُسَلَّعَةُ لأنهم كانوا في الجَدْبِ يعلِّقونَ شيئاً من هذا الشَّجر ومن العُشَرِ بذُنابَى البَقَر ثمَّ يُضْرِمونَ فيها النّارَ وهم يُصَعِّدونَها في الجبَل فيُمْطَرونَ زَعَموا وأَنشدَ قولَ الطَّائِيِّ وقوله : بذُنابَى البَقَرَ غلَطٌ والصَّوابُ : بأَذْنابِ البَقَرِ وقد سبقَ المُصنِّفَ إلى هذه التَّخْطِئَةِ غيرُه فقد قرأْتُ بخَطِّ ياقوت المَوْصِلِيّ في هامِشِ نُسخَة الصِّحاح التي هي بخَطِّه ما نَصُّهُ : قال أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ : قولُه : بذُنابَى البَقَر خَطَأٌ والصَّوابُ بأَذنابِ البَقَرِ لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ مِثْلُ الذَّنَبِ وفي هامِشٍ آخَرَ بخَطِّه أَيضاً : كان في الأَصلِ بذُنابَى البَقَرَ وقد أُصلِحَ من خَطِّ أَبي زَكرِيّا بأَذنابِ البَقَرِ وهو الصَّوابُ لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ ثمَّ رأَيْتُ العَلاّمَةَ الشَّيْخَ عبد القادرِ بنَ عُمَرَ البغدادِيَّ قد تكلَّمَ على البيتِ الذي أَنشدَه الجَوْهَرِيّ في شرح شواهِدِ المُغني وتعرَّضَ لكلام المُصَنِّفِ ونقل عن خطّ ياقوت المَوْصِلِيِّ ما نقلْتُه برُمَّتِه ثمَّ قالَ : وقد تبعَهما صاحِبُ القاموس والغَلَطُ منهم لا من الجَوْهَرِيِّ فإنَّ غايَةَ ما فيهِ التَّعبيرُ عن الجَمعِ بالواحِدِ وهو سائغٌ قال الله تعالى : " سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ " أَي الأَدبارَ وأَمّا غلَطُهُم فجهلُهُم بصِحَّةِ ذلكَ وزَعمُهم أَنَّه خَطَأٌ . على أَنَّ غالِبَ النُّسَخِ كما نقلْنا وقد نقلَ شيخُنا أَيضاً هذا الكلامَ وفَوَّقَ به إلى المُصنِّف سِهامَ المَلامِ ونسأَلُ الله حُسْنَ الخِتام . وفي البيت الذي استشهَدَ به وهو قولُ ودّاكٍ الطّائيِّ تِسعةُ أَغلاطٍ قال شيخُنا : هو بيتٌ مَشهورٌ استدَلَّ به أَعلامُ اللُّغَةِ والنَّحوِ وغيرُهم ونبَّهوا على أَغلاطِه كما في شُروحِ المُغني وشُروحِ شواهِدِه فليست من مُخترعاتِه حتّى يتبَجَّحَ بها بل هي مَعروفَةٌ مَشهورَةٌ وقد أَورَدَها عبدُ القادر البَغدادِيُّ مَبسوطَةً وساقَها أَحْسَنَ مَساقٍ رحِمَه الله . وتَسَلَّعَ عَقِبُه أَي تَشَقَّقَ نقله الصَّاغانِيُّ . وانْسَلَعَ : انْشَقَّ نقله الجَوْهَرِيّ وأَنشدَ للرَّاجِزِ وهو أَبو محمّد الفَقْعَسِيُّ :
" من بارِئِ حِيصَ ودَامٍ مُنْسَلِعْ وفي اللسان : هو لِحُكَيْمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ وأَوَّلَه :
" تَرى برِجْلَيْهِ شُقوقاً في كَلَعْ ومِمّا يُستَدرَكُ عليه : المُسْلِعُ كمُحْسِنٍ : مَنْ به الدُّبَيْلَةُ . والسَّلَعُ مُحَرَّكَةً : آثارُ النّار في الجِلدِ ورَجُلٌ أَسْلَعُ : تُصيبُه النّارُ فيحتَرِقُ فيُرَى أَثَرُها فيه . وسَلِعَ جِلْدُهُ بالنّار سَلَعاً . وسَلَعَ رأْسَه بالعَصا سَلْعاً : ضربَه فشَقَّه . ورَجُلٌ مَسلوعٌ ومُنسَلِعٌ : مَشْجوجٌ . والأَسْلَعُ : الأَحدَبُ . وإنَّه لكَريمُ السَّليعَةِ : أَي الخَليقَةِ . وهُما سَلْعانِ أَي مِثلانِ لغةٌ في الكَسْرِ . والمُسَلَّعَةُ : جماعةُ البَقَرِ التي يُعَلَّقُ في أَذنابِها من حَطَب السَّلَعِ أَو يُوقَرُ على ظُهورِها وقد تقدَّم شاهِدُه . ويوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ أَبي القاسمِ السَّدوسِيُّ البَصْرِيُّ السَّلْعِيُّ بالفتح لسَلْعَةٍ في قفاهُ قال ابنُ رَسلان : وأَكثرُهم يُخطِئونَ ويقولون بكسْر السِّينِ المُهملَةِ
الغِيرَة بالكَسْر : المِيرَة كالغِيَار ككِتَاب مِنْ غارَهُم يَغِيرُهُم وغارَ لَهُم أَي مارَهُم ونَفَعَهُم . وذَهَب فلانٌ يَغِيرُ أَهلَه غَيْراً أَي مارَهُم . ومنه قولُ بعضِ الأَغْفَال :
ما زِلْتُ في مَنْكَظَة وسَيْر ... لصِبْيَة أَغِيرُهُمْ بِغَيْرِي وغَيْرُ : بمَعْنَى سِوَى والجَمْع أَغْيَارٌ وهي كَلِمَة يُوصَفُ بهَا ويُسْتَثْنَى . قال الفَرّاءُ : وتَكُونُ بمَعْنَى لا فَتنْصِبُها على الحالِ كقَوْلِه تَعَالَى : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ولاَ عَادٍ : أَي فمَن اضْطُرَّ جائِعاً لا باغِياً وكقوله تَعَالَى : غَيْرَ ناظِرِينَ إِنَاه . وقولُه تَعَالَى : غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ . وقال أَيضاً : بَعْضُ بَني أَسَدٍ وقُضَاعَةَ يَنْصِبُون غَيْراً إِذا كانَ بمَعْنَى إِلاّ تَمَّ الكَلامُ قَبْلَهَا أَوْ لَمْ يَتِمَّ يقولُونَ : ما جاءَنِي غَيْرَك وما جاءَنِي أَحَدٌ غَيْرَك . وفي اللسان : قال الزجّاج : من نَصَبَ غَيْراً فهو على وَجْهَيْنِ : أَحدهما الحالُ والآخرُ الاسْتِثْنَاءُ . قال الأَزهريّ : ويكونُ غَيْرُ بمعْنَى لَيْسَ كما تقولُ العَرَبُ : كلامُ الله غَيْرُ مَخْلُوقٍ ولَيْسَ بمَخْلُوق وهو اسمٌ مُلازِمٌ للإِضافَة في المَعْنَى ويُقْطَعُ عنها لَفْظاً إِن فُهمَ مَعناه وتَقَدَّمتْ عليها لَيْسَ قِيلَ : وقولُهم : لا غيرُ لَحْنٌ وصَوَّبَه ابنُ هشَام وهو غَيْرُ جَيِّد لأَنّه مَسْمُوعٌ في قَوْل الشاعِر ما نَصُّه :
" جَوَاباً به تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَالَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ لا غَيْرُ تُسْأَلُ
وقد احْتَجَّ به إِمَامُ النُّحاةِ فِي عَصْرِه ابنُ مالك وهو شَيْخُ المُصَنّف في بابِ القَسَم من شَرْح التَّسْهِيلِ وكَأَنَّ قولَهم : لَحْنٌ مأْخوذٌ من قَوْلِ السِّيرافيّ ما نَصُّه : الحَذْف إِنّمَا يُسْتَعْمَل إِذا كانتْ إِلاّ وغَيْرُ بعدَ لَيْسَ ولو كَانَ مَكانَ لَيْسَ غَيْرُهَا من أَلْفَاظ الجَحْد لم يَجُزِ الحَذْفُ ولا يُتَجاوَزُ بذلك مَوْرِدُ السَّمَاع . انتهى كَلامهُ أَي السِّيرَافِيّ . وقد سُمِع ذلك قَوْلِ الشاعرِ المتقدّم ذِكْرُه فلا يكونُ لَحناً وهذا هو الصَّوابُ الذي نَقَلُوه في كُتُبِ العَرَبِيَّة وحَقَّقُوه . ويُقَالُ : قَبَضْتُ عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرهَا بالرَّفْع وبالنَّصْبِ ؛ ولَيْسَ غَيْرَ بالفتْح على حَذْفِ المُضَاف وإِضْمارِ الاسْمِ ولَيْسَ غَيْرُ بالضَّمّ ويحتمل كَوْنُه ضَمَّةَ بِنَاءٍ وإِعْرَاب ؛ ولَيْسَ غَيْرٌ بالرَّفْعِ ؛ ولَيْسَ غَيْراً بالنَّصْب ولا تَتَعَرَّفُ غَيْرُ بالإضَافَةِ لشِدَّة إِبْهَامِهَا . ونَقَلَ النَّوَويُّ في تَهْذيب الأَسْمَاءِ واللُّغَاتِ عن ابْنِ أَبِي الحُسَيْنِ في شامِلِه : مَنَعَ قوم دُخُولَ الأَلف والّلام على غَيْر وكُلٍّ وبَعْضٍ لأَنَّهَا لا تَتَعَرَّف بالإِضافَة فلا تَتَعَرّف بالّلام . قال وعِنْدِي لا مَانعَ من ذلك لأَنَّ الّلامَ ليست فيها للتَّعْريف ولكنّها الَّلامُ المُعَاقَبةُ للإِضافة نحو قَوْله تعَالى : فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى . أَي مأْواه على أَنّ غَيْراً قد تتعرَّفُ بالإِضافة في بَعْضِ المَوَاضِع . وقد يُحْمَل الغَيْرُ على الضِدّ والكُلُّ على الجُمْلَة والبَعْضُ على الجُزْءِ فيصحّ دُخُولُ الّلام عَلَيْهَا بهذا المَعْنَى . انتهى . قال البَدْرُ القَرَافِيّ : لكِنْ في هذا خُرُوجٌ عن مَحَلّ النِّزَاع كما لا يَخْفَى . وإِذَا وَقَعَتْ بين ضِدَّيْن ك غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهم ضَعُف إِبْهَامُها أَو زال قال الأَزْهَريّ : خُفِضت غَيْر هُنَا لأَنَّهَا نَعْتٌ للّذِين جازَ أَنْ تكونَ نَعْتاً لِمَعْرِفَة لأَنَّ الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَه وإِنْ كانَ فيه الأَلف والّلام . وقال أَبو العَبّاسِ : جعل الفَرّاءُ الأَلِفَ والّلامَ فِيهَا بمَنْزلَة النَّكِرَة ويجوزُ أَنْ يكونَ غَيْر نَعْتاً للأَسماءِ التي في قوله : أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ . وهي غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَها . قال : وهذا قولُ بعضهم والفَرّاءُ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ غَيْر نَعْتاً إِلاَّ للَّذين لأَنَّهَا بمَنْزِلَة النَّكْرَة . وقال الأَخْفَشُ : غَيْر بَدَلٌ . قال ثَعْلَب : وليس بمُمْتَنِع ما قَال ومَعْنَاهُ التَّكْرِيرُ كأَنّه أَرادَ صراطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم . وإِذا كانَتْ للاسْتثْنَاءِ أُعْرِبَتْ إِعرابَ الاسْمِ التالي الواقِع بَعْدَ إِلاّ في ذلك الكَلام وذلك أَنَّ أَصْلَ غَيْرٍ صِفَةٌ والاسْتثْنَاءَ عارضٌ فَتَنْصِب في : جاءَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْد . وتُجيزُ النَّصْبَ والرَّفْعَ في : ما جاءَ أَحدٌ غَيْر زَيْد . وإِذا أُضيفَتْ لمَبْنِىٍّ جازَ بِناؤُهَا على الفَتْح كقوله أَي الشاعر :
" لَمْ يَمْنَع الشُّرْبَ منْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْحَمَامَةٌ في غُصُونٍ ذاتِ أَوْ قَالِوقد أَشْبَعَ ابنُ هِشام القَوْلَ في غَيْر بما لا مَزيدَ عليه . واسْتَدْرَك البَدْرُ الدَّمامِينيّ في شَرْحه ما يَنْبَغِي النَّظَرُ لَهُ والوُقُوفُ بالتَّأَمُّلِ لَدَيْه . وتَغَيَّرَ الشيْءُ عن حاله : تَحَوَّلَ . وغَيَّرَهُ : جَعَلَه غَيْرَ ما كَانَ . وغَيَّرَهُ حَوَّلَهُ وبَدَّلَهُ وفي التنزيل العزيز : ذلكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهمْ قال ثعلب : معناه حَتَّى يُبدِّلُوا ما أَمَرَهُم الله . والاسْمُ من التَّغْيير الغَيْرُ عن اللَّحْيَانيّ وأَنشد : إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قَلِيلُ الغَيْرِ . قال : ولا يُقَالُ : إِلاّ غَيَّرْت . وذَهَب اللّحْيَانيّ إِلى أَنّ الغَيْرَ لَيْسَ بمَصْدَر إِذ لَيْسَ له فِعْلٌ ثُلاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ . وغَيْرُ الدَّهْرِ كعِنَب : أَحْدَاثُه وأَحْوَالُه المُغَيَّرَةُ ووَرد في حديث الاسْتِسْقَاء : ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ . وقال ابنُ الأَنْبَاريّ في قولهم : لا أَراني اللُه بكَ غِيّرَاً الغِيَرُ مِن تغيُّرِ الحال وهو اسمٌ بمَنْزِلَةِ القِطَع والعِنَب وما أَشْبَهَهُمَا . قال : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعاً واحدتُه غِيَرَةٌ . وأَرْضٌ مَغِيرَةٌ بالفَتْح ومَغْيُورَةٌ أَي مَسْقيَّةٌ أَو مَمْطُورَة . وغارَه يَغِيرُه غَيْراً : وَدَاهُ وقال أَبو عُبَيْد : غارَني الرَّجُلُ يَغُورُني ويَغيرُنِي إِذا وَدَاكَ من الدِّيَة . وغارَهُ من أَخِيه يَغِيرُه ويَغُورُه غَيْراً : أَعْطَاهُ الدِّيَةَ والاسمُ منه الغِيرَةُ بالكَسْر وج الغَيْرُ كعِنَب وقيل : الغِيَرُ اسمٌ واحِدٌ مُذكَّر والجَمْع أَغْيَارٌ مثلُ ضِلَع وأَضْلاع . وقال أَبو عَمْرو : الغِيَرُ جَمْعُ غِيَرَةٍ وهي الدِّيَة قال بعضُ بَنِي عُذَرَةَ :
لنَجْدَعَنَّ بأَيْدِينا أُنُوفَكَمُ ... بَنِي أُمَيْمة إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا وغَيَّرَه إِذا أَعْطَاهُ الدِّيَةَ . وأَصْلُها من المُغَايَرَةِ وهي المُبَادَلَة لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا سَمَّي الدِّيَةَ غِيَراً فيما أُرَى لأَنّه كان يَجِبُ القَوَدُ فغُيِّرَ القَوَدُ به فسُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً وأَصلُه من التَّغْيِير . وقال أَبو بَكْرٍ : سُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً لأَنَّهَا غُيِّرَت عن القَوَد إِلى غَيْرِه ؛ رَواه ابنُ السِّكّيت في الواو والياءِ . وقال ابن سِيدَه : غارَ الرَّجُلُ على امرأَتِه وكذا غارَتْ هِيَ عَلَيْه تَغَارُ بعلامَة المذكّر الغائب ومؤنّثه غَيْرَةً بالفَتْح وغَيْراً بِغَيْرِ هاءٍ وغَاراً وغِيَاراً ككِتَابٍ قال الأَعْشَى :
لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيَارُ وإِشْفا ... قٌ عَلَى سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضّالِ وتقدّم الاسْتِشْهَادُ على الغارِ في المادّة التي تقدَّمتْ فهو غَيْرانُ بالفَتْح من قوم غَيَارَي كسَكَارَى وغُيَارَى بالضَّمّ أَيضاً كما قاله الجوهَرِيّ . قال البَدْرُ القَرَافِيُّ : ولم يَجِئْ شَئٌ من الجَمْعِ بالضَّمِّ مع الفَتْحِ غَيْرهُ وغَيْر سُكَارَى وعُجَالَى . وحَكَى المُصَنِّف الكَسْرَ في كسَالَى أَيضاً وغَيُورٌ كصَبُور من قَوْمٍ غُيُرٍ بضمّتَيْن صَحَّتِ الياءُ لخِفّتها عليهم وأَّنهم لا يَسْتَثْقِلُون الضَّمَّة عليها اسْتِثْقَالَهم لها على الواو . ومَنْ قال : رُسْلٌ قال : غُيْرٌ والغَيُورُ فَعُولٌ من الغَيْرَة وهي الحَمِيَّةُ والأَنَفَةُ ويقال : رَجُلٌ مِغْيَارٌ أَي شَدِيدُ الغَيْرَةِ مِنْ قَوْمٍ مَغايِيرَ قال النابِغَة :
شُمْسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِقْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِوهي غيْرَى كسَكْرَى من قَوْم غَيَارَى وغَيُورٌ من غُيُرٍ ولو قال : وهي غَيْرَى وغَيُورٌ والجَمْع كالجَمْع كان أَخْصَرَ . ويُقَال : رَجُلٌ غَيُورٌ وامرأَةٌ غَيُورٌ بلا هاءٍ لأَنّ فَعُولاً يشترِكُ فيه الذكرُ والأُنْثَى . وغَارَهُمُ اللهُ تَعَالَى بمَطَر يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : سَقَاهُمْ وأَصابَهم بخِصْب . وغارَهُمْ بخَيْرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : أَعْطَاهُمْ وكذا بالرِّزْق . وغارَ فُلاناً يَغِيرُه غَيْراً : نَفَعَه فاغْتَارَ هو : انْتَفَع . قال عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ الهُذَلِيّ :
ماذَا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهما ... لا تَرْقُدان ولا بُؤسَى لمَنْ رَقَدَا يقولُ : لا يُغْنِى بُكاؤُهما على أَبيهِمَا مِنْ طَلَب ثأَرِه شيئاً . وغَارَ الرَّجُلُ أَهْلَه : تَزوَّج عليها فغَارَتْ هِيَ ؛ حكاه أَبو عُبضيْدٍ عن الأَصمعيّ وقد تَقَدّم في غ و ر أَيضاً لأَنّ المادَة واوِيّةٌ ويائِيّة . وغايضرَهُ بِسلْعَةٍ مُغَايَرَةً : عارَضَه بالبَيْعِ وبَادَلَه . وغارَهُ غَيْراً : مارَهُ . واغْتَارَ : امْتَارَ وخَرَجَ يَغْتَارُ لأَهْلهِ أَي يَمْتَارُ ؛ نقله الصاغانيّ عن الفَرّاءِ . ومن المَجَازِ : بَناتُ غَيْرٍ : الكَذُِب هكذا في التَّكْمِلَة . وفي الأَساس : جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ أَي بأَكاذيبَ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِذا ما جِئْتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ... وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْن الذّهَابَا والغِيَارُ بالكسْرِ : البِدَالُ مصدرُ غايَر السِّلْعَةَ قال الأَعْشَى :
فلا تَحْسَبُنِّي لَكُمْ كافِراً ... ولا تَحْسَبُنِّي أُرِيدُ الغِيَارَا والغِيَارُ أَيضاً : عَلاَمَةُ أَهلِ الذِّمَّةِ كالزُّنّارِ للمَجُوسِ ونَحْوِه وقيل : هو عَلاَمَةُ اليهُود . وغَيْرَةُ بالفَتْحِ : فَرَسُ الحارِث ابنِ يَزيدَ الهَمْذانيِّ ؛ نقَلَه الصاغانيّ . وغِيَرَةُ كعِنبَة : اسمٌ وهو أَبو قَبِيلَة . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : المُغَيِّر : الَّذي يُغَيِّرُ على بَعيرِه أَداتَه لِيُخَفِّف عَنْهُ ويُرِيحَهُ . قال الأَعشى :
واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ ... مِ وكانَ النِّطَافُ ما في العَزَالِي وقال ابنُ الأَعرابيّ : يُقَال : غَيَّرَ فلانٌ عن بَعِيرِه إِذا حَطَّ عنه رَحْلَهُ وأَصْلَح منْ شَأْنه . ويقال : تَرَكَ القَوْمُ يُغَيِّرون أَي يُصْلحُون الرِّحَالَ . قال الشاعر :
جِدِّى فما أَنْتِ بأَرْضِ تَغْيِيرْ ... واعْتَرِفِي لدَلَجٍ وتَهْجِيرْ وتَغَايَرَت الأَشْيَاءُ : اخْتَلَفَتْ . وتَغْيِيرُ الشَّيْبِ : نَتْفُه . وفلانٌ لا يَتَغَيَّر على أَهْلِه أَي لا يَغَارُ . وتقولُ العَرَبُ : أَغْيَرُ من الحُمَّى : أَي أَنّهَا تُلازِمُ المَحْمُومَ مُلازَمَةَ الغَيُورِ لبَعْلِها . ورَجُلٌ غَيّارٌ وامرأَةٌ غَيّارَةٌ : كثيرةُ الغَيْرَةِ والأَنَفَة . وغِيرَةُ بنُ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْر جَدُّ بَني البُكَيْرِ البَدْرِيِّين . وغِيرَةُ أَيضاً : جَدٌّ لواثِلَةَ بنِ الأَسْقعِ . وفي ثَقِيفٍ غِيَرَةُ بنُ عَوْفِ بن ثَقِيف
فصل الفاء مع الراء