زَرَعَ كَمَنَعَ يَزْرَعُ زَرْعَاً وزِراعَةً : طَرَحَ البَذْرَ ومنه الحديثُ : " مَن كانت له فَلْيَزْرَعْها أو ليَمْنَحَها أخاه فإنْ أبى فليُمسِكْ أَرْضَه " وقيل : الزَّرْع : نَباتُ كلِّ شيءٍ يُحرَث . وفي شَرْحِ نَهْجِ البلاغةِ لابنِ أبي الحَديدِ أنّه يقال : زَرَعْتُ الشجَرَ كما يقال : زَرَعْتُ البُرَّ والشعيرَ كازْدَرَعَ أي احْترثَ قال الجَوْهَرِيّ : وأصلُه ازْتَرعَ افْتَعلَ أَبْدَلوها دالاً ؛ لتُوافِقَ الزاي لأنّ الدالَ والزايَ مَجْهُورَتان والتاء مَهْمُوسَةٌ . الزَّرْع : الإنْباتُ يقال : زَرَعَ اللهُ أي أَنْبَتَ كذا في الصحاح وقال الراغبُ : وحقيقةُ ذلك بالأمورِ الإلهيّةِ دونَ البَشَريَّة ولذلك قال الله تَعالى : " أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعونَه أم نحنُ الزَّارِعون " فَنَسَبَ الحَرثَ إليهم ونَفى عنهم الزَّرْعَ ونَسَبَه إلى نَفْسِه فإذا نُسِبَ إلى العَبدِ فلكَونِه فاعِلاً للأسبابِ التي هي سببُ الزَّرع كما تقولُ : أَنْبَتُّ كذا إذا كنتَ من أسبابِ الإنْبات . وقال غيرُه : المعنى أَأَنْتم تُنَمُّونَه أم نحنُ المُنَمُّون له ؟ يقال : اللهُ يَزْرَعُ الزَّرْعَ أي يُنَمِّيه حتى يَبْلُغَ غايتَه على المثَل . ويقال للصَّبيِّ : زَرَعَه الله أي جَبَرَه كما في الصحاح وهو مَجاز كما يقال : أَنْبَته اللهُ وكذا زَرَعَ اللهُ وَلَدَك للخَيرِ . منَ المَجاز : الزَّرْع : الولَد وهو زَرْعُ الرجُل . والزَّرْع في الأصلِ مَصْدَرٌ عُبِّرَ به عن المَزْروع نحو قولِه عزَّ وجلَّ : " فنُخرِجُ به زَرْعَاً تَأْكُلُ منه أَنْعَامُهم وأَنْفُسُهم " وقد غَلَبَ اسمُ الزَّرْعِ على البُرِّ والشعير ج : زُروعٌ . قال الله تَعالى : " كم تركوا من جَنَّاتٍ وعُيونٍ وزُروعٍ ومَقامٍ كَريمٍ " ومَوْضِعُه المَزْرَعَة مُثَلَّثَة الراء . اقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الفَتح وزادَ الصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان الضَّمَّ وأمّا الكَسرُ فلم أَعْرِفْ من أين أَخَذَه المُصَنِّف . كذلك المُزْدَرَع : مَوْضِعُ الزَّرْع وأنشدَ الليثُ :
واطْلُبْ لنا منهم نَخْلاً ومُزْدَرَعاً ... كما لجيرانِنا نَخْلٌ ومُزْدَرَعُ
الزَّرْبَعَة كسَفينَةٍ : الشيءُ المَزْروع عن ابْن دُرَيْدٍ ونَصُّه : يقال : هؤلاءِ زَرْعُ فلانٍ أي ولده فأمّا الزَّريعَةُ فرُبّما سُمِّي بها الشيءُ المَزْروع كأنّها فَعيلَةٌ في معنى مَفْعُولةٍ . وقال ابنُ بَرِّيّ : والزَّريعَة بتَخفيفِ الراء : الحَبُّ الذي يُزْرَع ولا تَقُلْ : زَرِّيعَةٌ بالتَّشديد فإنّه خَطَأٌ . الزِّرِّيع : كسِكِّيتٍ : ما يَنْبُتُ في الأرضِ المُستَحيلةِ ممّا يَتناثَرُ فيها أيّامَ الحَصادِ من الحَبّ . نَقَلَه الصَّاغانِيّ عن ابنِ شُمَيْلٍ ونَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ أيضاً وقال : ويقال له : الكاثُّ وهو مَجاز . والزُّرْعَة بالضَّمّ : البَذْر وبِلا لامٍ : اسمٌ . وزُرْعَةُ بنُ خَليفَةَ وزُرْعَةُ الشَّقِرِيُّ وزُرْعَةُ بنُ عامِرِ بنِ مازِنٍ الأَسْلَمِيّ : صحابِيُّون . وزُرْعَةُ بنُ سيفِ بنِ ذي يَزَنَ الحِمْيَرِيُّ قيل : من الأَقْيالِ أَسْلَمَ وكتبَ إليه النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم وزُرْعَةُ بنُ عَبْد الله البَياضِيُّ : تابِعيٌّ وحديثُه مُرسَلٌ . وزُرْعَةُ بنُ ضَمْرَةَ العامِريُّ روى عنه أبو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ . وسَمَّوْا زُرَيْعاً وزَرْعَان وزُرْعان كزُبَيرٍ وسَحْبَانَ وعُثْمان . وزارِع : اسمُ كلبٍ نقله ابنُ فارِسٍ وابنُ عَبّادٍ ومنه قيل للكِلاب : أولادُ زارِعٍ قاله ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيّ وهو مَجاز وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
" وزارِعٌ مِن بَعْدِه حتى عَدَلْ أبو الهَيثَم محمد بنُ مَكِّيِّ بنُ زُرَاعٍ كغُرابٍ الكُشْمَيْهَنِيُّ : راوي صَحيحِ البُخاريِّ عن أبي عَبْد الله محمد بن يوسُفَ الفِرَبْرِيِّ وقد حدَّثَتْ عنه أمُّ الكِرامِ كَريمَةُ بنتُ محمد المَرْوَزِيَّة وغيرُها . والمَزْروعانِ هذا هو الصواب ووُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ : والمَزْرَعان وقد نَبَّه أبو سَهْلٍ على خطَئِه وكَتَبَ في الحاشِيَةِ . صوابُه المَزْروعان . وقد صحَّفَه ابنُ سِيدَه فَجَعَله المَزُوعان وقد نبَّه عليه الرَّضِيُّ الشاطِبِيُّ كما سيأتي في تَرْجَمةِ زوع : من بَني كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ وهما كَعْبُ بنُ سَعْدٍ ومالِكُ بنُ كَعْب بنِ سَعْدٍ . يقال : ما في الأرضِ وما على الأرضِ زَرْعَةٌ واحدةٌ مُثَلَّثَةً عن أبي حَنيفة كما في اللِّسان وزادَ الصَّاغانِيّ عنه : زَرَعَةٌ تُحرَّكُ أي مَوْضِعٌ يُزرَعُ فيه . قالَ ابنُ عبادٍ : يقالُ : زُرِعَ لهُ بَعْدَ شقَاوَةٍ كعُني : إذا أَصَابَ مالاً بَعْدَ الحاجَةِ وهوَ مجازٌ . وأزْرَعَ الزَّرْعُ : طالَ وقِيل : نَبَتَ وَرَقُهُ . قال رَؤْبَهُ : أو حَصْدُ حَصْدٍ بَعْدَ زَرْع أزْرَعَا
وفي المُفْرَداتِ : أَزْرَعَ النَّباتُ : صَارَ ذا زَرْعٍ وأَزْرَعَهَ الناسُ إذا أَمْكَنَهُمْ الزَّرْعُ . والمُزَارَعَةُ مَعْرُوفَةٌ وهُوَ المُعَامَلَةُ على الأَرْضِ ببعَضِ ما يَخْرُجُ مِنْهَا ويكونُ البَذْرُ مِنْ مَالِكِها وهو مجازٌ قال ابْن عَبَّادٍ : يقال : تزَرَّعَ إلى الشَّرِّ : مثلُ تسَرَّعَ نقله الصَّاغانِيّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الزَّرَّاع كشَدَّادٍ : الزارِع وحِرفَتُه الزِّراعَة قال :
" ذَريني لكِ الوَيْلاتُ آتي الغوانِيامتى كنتُ زَرَّاعاً أسُوقُ السَّوانِيا ؟ والزَّرَّاع أيضاً : النَّمَّام عن ابْن الأَعْرابِيّ وهو الذي يَزْرَعُ الأحْقادَ في قلوبِ الأَحِبّاءِ وهو مَجاز . وجَمع الزّارِع : زُرّاع كرُمّانٍ . وقَوْله تَعالى : " يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ " قال الزَّجَّاج : المُرادُ به محمد رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلَّم وأصحابُه الدُّعاةُ للإسلام رَضِيَ الله عنهم . والزَّرَّاعَة بالفَتْح والتشديد : الأرضُ التي تُزرَع قال جَريرٌ :
لَقَلَّ غَناءٌ عنكَ في حَرْبِ جَعْفَرٍ ... تُغَنِّيكَ زَرَّاعاتُها وقُصورُهاوالمُزْدَرِع : الذي يَزْدَرِع زَرْعَاً يَتَخَصَّصُ به لنَفسِه . وهو مَجاز . وأَزْرَعَ الزَّرْعُ : إذا أَحْصَدَ . ويقال : أَسْتَزْرِعُ اللهَ ولَدِي للبِرِّ وأَسْتَرْزِقُه له من الحِلّ . وهو مَجاز . وَزَرَعَ الحُبَّ لك في القلوبِ كرَمُكَ وحُسنُ خُلُقِكَ وهو مَجاز . ويقال : بِئسَ الزَّرْعُ زَرْعُ المُذنِب . والدنيا مَزْرَعَةُ الآخِرَة . وهو مَجاز . والزُّرْعَة بالضَّمّ : فَرْخُ القَبَجَة . نقله الزَّمَخْشَرِيّ وهو مَجاز . وتِلكَ مزارِعُهم وزَرَّاعاتُهم . ومَنِيُّ الرجُلِ زَرْعُه . ويقولون : مَن زَرَعَ حَصَدَ . وزَرْعٌ : اسمٌ . وفي الحديث : " كنتُ لكِ كأبي زَرْعٍ لأمِّ زَرْعٍ " هي أمُّ زَرْعٍ بنتُ أُكَيْمِلِ بنِ ساعِدَةَ . وأبو زُرْعَةَ الرازِيّ : حافظٌ مَشْهُورٌ . وأبو زُرْعَةَ أحمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ العِراقيُّ : مُحدِّثٌ مشهورٌْ . وسَمَّوْا زارِعاً كصاحِب . ومن أمثالِهم : أَجْوَعُ مِن زُرْعَةَ
الغِيرَة بالكَسْر : المِيرَة كالغِيَار ككِتَاب مِنْ غارَهُم يَغِيرُهُم وغارَ لَهُم أَي مارَهُم ونَفَعَهُم . وذَهَب فلانٌ يَغِيرُ أَهلَه غَيْراً أَي مارَهُم . ومنه قولُ بعضِ الأَغْفَال :
ما زِلْتُ في مَنْكَظَة وسَيْر ... لصِبْيَة أَغِيرُهُمْ بِغَيْرِي وغَيْرُ : بمَعْنَى سِوَى والجَمْع أَغْيَارٌ وهي كَلِمَة يُوصَفُ بهَا ويُسْتَثْنَى . قال الفَرّاءُ : وتَكُونُ بمَعْنَى لا فَتنْصِبُها على الحالِ كقَوْلِه تَعَالَى : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ولاَ عَادٍ : أَي فمَن اضْطُرَّ جائِعاً لا باغِياً وكقوله تَعَالَى : غَيْرَ ناظِرِينَ إِنَاه . وقولُه تَعَالَى : غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ . وقال أَيضاً : بَعْضُ بَني أَسَدٍ وقُضَاعَةَ يَنْصِبُون غَيْراً إِذا كانَ بمَعْنَى إِلاّ تَمَّ الكَلامُ قَبْلَهَا أَوْ لَمْ يَتِمَّ يقولُونَ : ما جاءَنِي غَيْرَك وما جاءَنِي أَحَدٌ غَيْرَك . وفي اللسان : قال الزجّاج : من نَصَبَ غَيْراً فهو على وَجْهَيْنِ : أَحدهما الحالُ والآخرُ الاسْتِثْنَاءُ . قال الأَزهريّ : ويكونُ غَيْرُ بمعْنَى لَيْسَ كما تقولُ العَرَبُ : كلامُ الله غَيْرُ مَخْلُوقٍ ولَيْسَ بمَخْلُوق وهو اسمٌ مُلازِمٌ للإِضافَة في المَعْنَى ويُقْطَعُ عنها لَفْظاً إِن فُهمَ مَعناه وتَقَدَّمتْ عليها لَيْسَ قِيلَ : وقولُهم : لا غيرُ لَحْنٌ وصَوَّبَه ابنُ هشَام وهو غَيْرُ جَيِّد لأَنّه مَسْمُوعٌ في قَوْل الشاعِر ما نَصُّه :
" جَوَاباً به تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَالَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ لا غَيْرُ تُسْأَلُ
وقد احْتَجَّ به إِمَامُ النُّحاةِ فِي عَصْرِه ابنُ مالك وهو شَيْخُ المُصَنّف في بابِ القَسَم من شَرْح التَّسْهِيلِ وكَأَنَّ قولَهم : لَحْنٌ مأْخوذٌ من قَوْلِ السِّيرافيّ ما نَصُّه : الحَذْف إِنّمَا يُسْتَعْمَل إِذا كانتْ إِلاّ وغَيْرُ بعدَ لَيْسَ ولو كَانَ مَكانَ لَيْسَ غَيْرُهَا من أَلْفَاظ الجَحْد لم يَجُزِ الحَذْفُ ولا يُتَجاوَزُ بذلك مَوْرِدُ السَّمَاع . انتهى كَلامهُ أَي السِّيرَافِيّ . وقد سُمِع ذلك قَوْلِ الشاعرِ المتقدّم ذِكْرُه فلا يكونُ لَحناً وهذا هو الصَّوابُ الذي نَقَلُوه في كُتُبِ العَرَبِيَّة وحَقَّقُوه . ويُقَالُ : قَبَضْتُ عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرهَا بالرَّفْع وبالنَّصْبِ ؛ ولَيْسَ غَيْرَ بالفتْح على حَذْفِ المُضَاف وإِضْمارِ الاسْمِ ولَيْسَ غَيْرُ بالضَّمّ ويحتمل كَوْنُه ضَمَّةَ بِنَاءٍ وإِعْرَاب ؛ ولَيْسَ غَيْرٌ بالرَّفْعِ ؛ ولَيْسَ غَيْراً بالنَّصْب ولا تَتَعَرَّفُ غَيْرُ بالإضَافَةِ لشِدَّة إِبْهَامِهَا . ونَقَلَ النَّوَويُّ في تَهْذيب الأَسْمَاءِ واللُّغَاتِ عن ابْنِ أَبِي الحُسَيْنِ في شامِلِه : مَنَعَ قوم دُخُولَ الأَلف والّلام على غَيْر وكُلٍّ وبَعْضٍ لأَنَّهَا لا تَتَعَرَّف بالإِضافَة فلا تَتَعَرّف بالّلام . قال وعِنْدِي لا مَانعَ من ذلك لأَنَّ الّلامَ ليست فيها للتَّعْريف ولكنّها الَّلامُ المُعَاقَبةُ للإِضافة نحو قَوْله تعَالى : فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى . أَي مأْواه على أَنّ غَيْراً قد تتعرَّفُ بالإِضافة في بَعْضِ المَوَاضِع . وقد يُحْمَل الغَيْرُ على الضِدّ والكُلُّ على الجُمْلَة والبَعْضُ على الجُزْءِ فيصحّ دُخُولُ الّلام عَلَيْهَا بهذا المَعْنَى . انتهى . قال البَدْرُ القَرَافِيّ : لكِنْ في هذا خُرُوجٌ عن مَحَلّ النِّزَاع كما لا يَخْفَى . وإِذَا وَقَعَتْ بين ضِدَّيْن ك غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهم ضَعُف إِبْهَامُها أَو زال قال الأَزْهَريّ : خُفِضت غَيْر هُنَا لأَنَّهَا نَعْتٌ للّذِين جازَ أَنْ تكونَ نَعْتاً لِمَعْرِفَة لأَنَّ الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَه وإِنْ كانَ فيه الأَلف والّلام . وقال أَبو العَبّاسِ : جعل الفَرّاءُ الأَلِفَ والّلامَ فِيهَا بمَنْزلَة النَّكِرَة ويجوزُ أَنْ يكونَ غَيْر نَعْتاً للأَسماءِ التي في قوله : أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ . وهي غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَها . قال : وهذا قولُ بعضهم والفَرّاءُ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ غَيْر نَعْتاً إِلاَّ للَّذين لأَنَّهَا بمَنْزِلَة النَّكْرَة . وقال الأَخْفَشُ : غَيْر بَدَلٌ . قال ثَعْلَب : وليس بمُمْتَنِع ما قَال ومَعْنَاهُ التَّكْرِيرُ كأَنّه أَرادَ صراطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم . وإِذا كانَتْ للاسْتثْنَاءِ أُعْرِبَتْ إِعرابَ الاسْمِ التالي الواقِع بَعْدَ إِلاّ في ذلك الكَلام وذلك أَنَّ أَصْلَ غَيْرٍ صِفَةٌ والاسْتثْنَاءَ عارضٌ فَتَنْصِب في : جاءَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْد . وتُجيزُ النَّصْبَ والرَّفْعَ في : ما جاءَ أَحدٌ غَيْر زَيْد . وإِذا أُضيفَتْ لمَبْنِىٍّ جازَ بِناؤُهَا على الفَتْح كقوله أَي الشاعر :
" لَمْ يَمْنَع الشُّرْبَ منْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْحَمَامَةٌ في غُصُونٍ ذاتِ أَوْ قَالِوقد أَشْبَعَ ابنُ هِشام القَوْلَ في غَيْر بما لا مَزيدَ عليه . واسْتَدْرَك البَدْرُ الدَّمامِينيّ في شَرْحه ما يَنْبَغِي النَّظَرُ لَهُ والوُقُوفُ بالتَّأَمُّلِ لَدَيْه . وتَغَيَّرَ الشيْءُ عن حاله : تَحَوَّلَ . وغَيَّرَهُ : جَعَلَه غَيْرَ ما كَانَ . وغَيَّرَهُ حَوَّلَهُ وبَدَّلَهُ وفي التنزيل العزيز : ذلكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهمْ قال ثعلب : معناه حَتَّى يُبدِّلُوا ما أَمَرَهُم الله . والاسْمُ من التَّغْيير الغَيْرُ عن اللَّحْيَانيّ وأَنشد : إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قَلِيلُ الغَيْرِ . قال : ولا يُقَالُ : إِلاّ غَيَّرْت . وذَهَب اللّحْيَانيّ إِلى أَنّ الغَيْرَ لَيْسَ بمَصْدَر إِذ لَيْسَ له فِعْلٌ ثُلاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ . وغَيْرُ الدَّهْرِ كعِنَب : أَحْدَاثُه وأَحْوَالُه المُغَيَّرَةُ ووَرد في حديث الاسْتِسْقَاء : ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ . وقال ابنُ الأَنْبَاريّ في قولهم : لا أَراني اللُه بكَ غِيّرَاً الغِيَرُ مِن تغيُّرِ الحال وهو اسمٌ بمَنْزِلَةِ القِطَع والعِنَب وما أَشْبَهَهُمَا . قال : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعاً واحدتُه غِيَرَةٌ . وأَرْضٌ مَغِيرَةٌ بالفَتْح ومَغْيُورَةٌ أَي مَسْقيَّةٌ أَو مَمْطُورَة . وغارَه يَغِيرُه غَيْراً : وَدَاهُ وقال أَبو عُبَيْد : غارَني الرَّجُلُ يَغُورُني ويَغيرُنِي إِذا وَدَاكَ من الدِّيَة . وغارَهُ من أَخِيه يَغِيرُه ويَغُورُه غَيْراً : أَعْطَاهُ الدِّيَةَ والاسمُ منه الغِيرَةُ بالكَسْر وج الغَيْرُ كعِنَب وقيل : الغِيَرُ اسمٌ واحِدٌ مُذكَّر والجَمْع أَغْيَارٌ مثلُ ضِلَع وأَضْلاع . وقال أَبو عَمْرو : الغِيَرُ جَمْعُ غِيَرَةٍ وهي الدِّيَة قال بعضُ بَنِي عُذَرَةَ :
لنَجْدَعَنَّ بأَيْدِينا أُنُوفَكَمُ ... بَنِي أُمَيْمة إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا وغَيَّرَه إِذا أَعْطَاهُ الدِّيَةَ . وأَصْلُها من المُغَايَرَةِ وهي المُبَادَلَة لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا سَمَّي الدِّيَةَ غِيَراً فيما أُرَى لأَنّه كان يَجِبُ القَوَدُ فغُيِّرَ القَوَدُ به فسُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً وأَصلُه من التَّغْيِير . وقال أَبو بَكْرٍ : سُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً لأَنَّهَا غُيِّرَت عن القَوَد إِلى غَيْرِه ؛ رَواه ابنُ السِّكّيت في الواو والياءِ . وقال ابن سِيدَه : غارَ الرَّجُلُ على امرأَتِه وكذا غارَتْ هِيَ عَلَيْه تَغَارُ بعلامَة المذكّر الغائب ومؤنّثه غَيْرَةً بالفَتْح وغَيْراً بِغَيْرِ هاءٍ وغَاراً وغِيَاراً ككِتَابٍ قال الأَعْشَى :
لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيَارُ وإِشْفا ... قٌ عَلَى سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضّالِ وتقدّم الاسْتِشْهَادُ على الغارِ في المادّة التي تقدَّمتْ فهو غَيْرانُ بالفَتْح من قوم غَيَارَي كسَكَارَى وغُيَارَى بالضَّمّ أَيضاً كما قاله الجوهَرِيّ . قال البَدْرُ القَرَافِيُّ : ولم يَجِئْ شَئٌ من الجَمْعِ بالضَّمِّ مع الفَتْحِ غَيْرهُ وغَيْر سُكَارَى وعُجَالَى . وحَكَى المُصَنِّف الكَسْرَ في كسَالَى أَيضاً وغَيُورٌ كصَبُور من قَوْمٍ غُيُرٍ بضمّتَيْن صَحَّتِ الياءُ لخِفّتها عليهم وأَّنهم لا يَسْتَثْقِلُون الضَّمَّة عليها اسْتِثْقَالَهم لها على الواو . ومَنْ قال : رُسْلٌ قال : غُيْرٌ والغَيُورُ فَعُولٌ من الغَيْرَة وهي الحَمِيَّةُ والأَنَفَةُ ويقال : رَجُلٌ مِغْيَارٌ أَي شَدِيدُ الغَيْرَةِ مِنْ قَوْمٍ مَغايِيرَ قال النابِغَة :
شُمْسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِقْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِوهي غيْرَى كسَكْرَى من قَوْم غَيَارَى وغَيُورٌ من غُيُرٍ ولو قال : وهي غَيْرَى وغَيُورٌ والجَمْع كالجَمْع كان أَخْصَرَ . ويُقَال : رَجُلٌ غَيُورٌ وامرأَةٌ غَيُورٌ بلا هاءٍ لأَنّ فَعُولاً يشترِكُ فيه الذكرُ والأُنْثَى . وغَارَهُمُ اللهُ تَعَالَى بمَطَر يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : سَقَاهُمْ وأَصابَهم بخِصْب . وغارَهُمْ بخَيْرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : أَعْطَاهُمْ وكذا بالرِّزْق . وغارَ فُلاناً يَغِيرُه غَيْراً : نَفَعَه فاغْتَارَ هو : انْتَفَع . قال عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ الهُذَلِيّ :
ماذَا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهما ... لا تَرْقُدان ولا بُؤسَى لمَنْ رَقَدَا يقولُ : لا يُغْنِى بُكاؤُهما على أَبيهِمَا مِنْ طَلَب ثأَرِه شيئاً . وغَارَ الرَّجُلُ أَهْلَه : تَزوَّج عليها فغَارَتْ هِيَ ؛ حكاه أَبو عُبضيْدٍ عن الأَصمعيّ وقد تَقَدّم في غ و ر أَيضاً لأَنّ المادَة واوِيّةٌ ويائِيّة . وغايضرَهُ بِسلْعَةٍ مُغَايَرَةً : عارَضَه بالبَيْعِ وبَادَلَه . وغارَهُ غَيْراً : مارَهُ . واغْتَارَ : امْتَارَ وخَرَجَ يَغْتَارُ لأَهْلهِ أَي يَمْتَارُ ؛ نقله الصاغانيّ عن الفَرّاءِ . ومن المَجَازِ : بَناتُ غَيْرٍ : الكَذُِب هكذا في التَّكْمِلَة . وفي الأَساس : جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ أَي بأَكاذيبَ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِذا ما جِئْتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ... وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْن الذّهَابَا والغِيَارُ بالكسْرِ : البِدَالُ مصدرُ غايَر السِّلْعَةَ قال الأَعْشَى :
فلا تَحْسَبُنِّي لَكُمْ كافِراً ... ولا تَحْسَبُنِّي أُرِيدُ الغِيَارَا والغِيَارُ أَيضاً : عَلاَمَةُ أَهلِ الذِّمَّةِ كالزُّنّارِ للمَجُوسِ ونَحْوِه وقيل : هو عَلاَمَةُ اليهُود . وغَيْرَةُ بالفَتْحِ : فَرَسُ الحارِث ابنِ يَزيدَ الهَمْذانيِّ ؛ نقَلَه الصاغانيّ . وغِيَرَةُ كعِنبَة : اسمٌ وهو أَبو قَبِيلَة . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : المُغَيِّر : الَّذي يُغَيِّرُ على بَعيرِه أَداتَه لِيُخَفِّف عَنْهُ ويُرِيحَهُ . قال الأَعشى :
واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ ... مِ وكانَ النِّطَافُ ما في العَزَالِي وقال ابنُ الأَعرابيّ : يُقَال : غَيَّرَ فلانٌ عن بَعِيرِه إِذا حَطَّ عنه رَحْلَهُ وأَصْلَح منْ شَأْنه . ويقال : تَرَكَ القَوْمُ يُغَيِّرون أَي يُصْلحُون الرِّحَالَ . قال الشاعر :
جِدِّى فما أَنْتِ بأَرْضِ تَغْيِيرْ ... واعْتَرِفِي لدَلَجٍ وتَهْجِيرْ وتَغَايَرَت الأَشْيَاءُ : اخْتَلَفَتْ . وتَغْيِيرُ الشَّيْبِ : نَتْفُه . وفلانٌ لا يَتَغَيَّر على أَهْلِه أَي لا يَغَارُ . وتقولُ العَرَبُ : أَغْيَرُ من الحُمَّى : أَي أَنّهَا تُلازِمُ المَحْمُومَ مُلازَمَةَ الغَيُورِ لبَعْلِها . ورَجُلٌ غَيّارٌ وامرأَةٌ غَيّارَةٌ : كثيرةُ الغَيْرَةِ والأَنَفَة . وغِيرَةُ بنُ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْر جَدُّ بَني البُكَيْرِ البَدْرِيِّين . وغِيرَةُ أَيضاً : جَدٌّ لواثِلَةَ بنِ الأَسْقعِ . وفي ثَقِيفٍ غِيَرَةُ بنُ عَوْفِ بن ثَقِيف
فصل الفاء مع الراء