الليث الفَصْل
بَوْنُ ما بين الشيئين والفَصْل من الجسد موضع المَفْصِل وبين كل فَصْلَيْن وَصْل
وأَنشد وَصْلاً وفَصْلاً وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً
لإِنسان ابن سيده الفَصْل الحاجِز بين الشيئين فَصَل بينهما يفصِل فَصْلاً فانفصَل
وف
الليث الفَصْل
بَوْنُ ما بين الشيئين والفَصْل من الجسد موضع المَفْصِل وبين كل فَصْلَيْن وَصْل
وأَنشد وَصْلاً وفَصْلاً وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً
لإِنسان ابن سيده الفَصْل الحاجِز بين الشيئين فَصَل بينهما يفصِل فَصْلاً فانفصَل
وفَصَلْت الشيء فانصَل أَي قطعته فانقطع والمَفْصِل واحد مَفاصِل الأَعضاء
والانْفصال مطاوِع فصَل والمَفْصِل كل ملتقى عظمين من الجسد وفي حديث النخعي في كل
مَفْصِل من الإِنسان ثلُث دِيَة الإِصبع يريد مَفْصِل الأَصابع وهو ما بين كل
أَنْمُلَتين والفاصِلة الخَرزة التي تفصِل بين الخَرزتين في النِّظام وقد فَصَّلَ
النَّظْمَ وعِقْد مفصَّل أَي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة والفَصْل القضاء بين الحق
والباطل واسم ذلك القَضاء الذي يَفْصِل بينهما فَيْصَل وهو قضاء فَيْصَل وفاصِل
وذكر الزجاج أَن الفاصِل صفة من صفات الله عز وجل يفصِل القضاء بين الخلق وقوله عز
وجل هذا يوم الفَصْل أَي هذا يوم يفصَل فيه بين المحسن والمسيء ويجازي كل بعمله
وبما يتفضل الله به على عبده المسلم ويوم الفَصْل هو يوم القيامة قال الله عز وجل
وما أَدراك ما يومُ الفَصْل وقَوْل فَصْل حقٌّ ليس بباطل وفي التنزيل العزيز
إِنَّه لقَوْل فَصْل وفي صفة كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَصْل لا
نَزْر ولا هَذْر أَي بيِّن ظاهر يفصِل بين الحق والباطل ومنه قوله تعالى إِنه لقول
فَصْل أَي فاصِل قاطِع ومنه يقال فَصَل بين الخَصْمين والنَّزْر القليل والهَذْر
الكثير وقوله عز وجل وفَصْل الخطاب قيل هو البيّنة على المدَّعى واليمين على
المدَّعي عليه وقيل هو أَن يفصِل بين الحق والباطل ومنه قوله إِنه لقول فَصْل أَي
يفصِل بين الحق والباطل ولولا كلمة الفَصْل لقضي بينهم وفي حديث وَفْدِ عبد القيس
فمُرْنا بأَمر فَصْل أَي لا رجعة فيه ولا مردَّ له وفَصَل من الناحية أَي خرج وفي
الحديث من فَصَل في سبيل الله فمات أَو قتِل فهو شهيد أَي خرج من منزله وبلده
وفاصَلْت شريكي والتفصيل التبيين وفَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَي عَضَّاها
والفَيْصَل الحاكم ويقال القضاء بين الحق والباطل وقد فَصَل الحكم وحكم فاصِل
وفَيْصَل ماض وحكومة فَيْصَل كذلك وطعنة فَيْصَل تفصِل بين القِرْنَيْن وفي حديث
ابن عمر كانت الفَيْصَل بيني وبينه أَي القطيعة التامة والياء زائدة وفي حديث ابن
جبير فلو علم بها لكانت الفَيْصَل بيني وبينه والفِصال الفِطام قال الله تعالى
وحَملُه وفِصالُه ثلاثون شهراً المعنى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى منتهى الوقت الذي
يُفْصَل فيه الولد عن رَضاعها ثلاثون شهراً وفَصَلت المرأَة ولدها أَي فطمَتْه
وفَصَل المولودَ عن الرضاع يَفْصِله فَصْلاً وفِصالاً وافْتَصَلَه فَطَمه والاسم
الفِصال وقال اللحياني فَصَلته أُمُّه ولم يخص نوعاً وفي الحديث لا رَضاع بعد
فِصال قال ابن الأَثير أَي بعد أَن يُفْصَل الولد عن أُمِّه وبه سمي الفَصِيل من
أَولاد الإِبل فَعِيل بمعنى مَفْعول وأَكثر ما يطلق في الإِبل قال وقد يقال في
البقر ومنه حديث أَصحاب الغار فاشتريت به فَصِيلاً من البقر وفي رواية فَصِيلةً
وهو ما فُصِل عن اللبن من أَولاد البقر والفَصِيل ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه
والجمع فُصْلان وفِصال فمن قال فُصْلان فعلى التسمية كما قالوا حرث وعبَّاس قال
سيبويه وقالوا فِصْلان شبهوه بغُراب وغِرْبان يعني أَن حكْم فَعِيل أَن يكسَّر على
فُعْلان بالضم وحكم فُعال أَن يكسَّر على فِعْلان لكنهم قد أَدخلوا عليه فَعِيلاً
لمساواته في العدَّة وحروف اللين ومنْ قال فِصال فعلى الصفة كقولهم الحرث
والعبَّاس والأُنثى فَصِيلة ثعلب الفَصِيلة القطعة من أَعضاء الجسد وهي دون
القَبيلة وفَصِيلة الرجل عَشِيرته ورَهْطه الأَدْنَوْن وقيل أَقرب آبائه إِليه عن
ثعلب وكان يقال لعباس فَصِيلة النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الأَثير الفَصِيلة
من أَقرب عَشِيرة الإِنسان وأَصل الفَصِيلة قطعة من لحم الفخِذ حكاه عن الهروي وفي
التنزيل العزيز وفَصِيلته التي تُؤْوِيِه وقال الليث الفَصِيلة فخذ الرجل من قومه
الذين هو منهم يقال جاؤوا بفَصِيلَتهم أَي بأَجمعهم والفَصْل واحد الفُصول والفاصِلة
التي في الحديث من أَنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة وفي رواية فله من
الأَجْر كذا تفسيرها في الحديث أَنها التي فَصَلَتْ بين إِيمانه وكفره وقيل يقطعها
من ماله ويَفْصِل بينها وبين مال نفسه وفَصَلَ عن بلد كذا يَفْصِلُ فُصُولاً قال
أَبو ذؤَيب وَشِيكُ الفُصُول بعيدُ الغُفُو ل إِلاَّ مُشاحاً به أَو مُشِيحا ويروى
وَشِيك الفُضُول ويقال فَصَل فلان من عندي فُصُولاً إِذا خرج وفَصَل مني إِليه
كتاب إِذا نفذ قال الله عز وجل ولما فَصَلَتِ العِيرُ أَي خرجت فَفَصَلَ يكون
لازماً وواقعاً وإِذا كان واقعاً فمصدره الفَصْل وإِذا كان لازماً فمصدره الفصُول
والفَصِيل حائط دون الحِصْن وفي التهذيب حائط قصير دون سُورِ المدينة والحِصْن
وفَصَل الكَرْمُ ظهر حبُّه صغيراً أَمثال البُلْسُنِ والفَصْلة النخلة المَنْقولة
المحوَّلة وقد افْتَصَلَها عن موضعها هذه عن أَبي حنيفة وقال هجري خير النخل ما
حوِّل فسيله عن منبته والفَسِيلة المحوَّلة تسمى الفَصْلة وهي الفَصْلات وقد
افتصلنا فَصْلات كثيرة في هذه السنة أَي حوَّلناها ويقال فَصَّلْت الوِشاح إِذا
كان نظمه مفصّلاً بأَن يجعل بين كل لؤلؤتين مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جوهرة تفصل
بين كل اثنتين من لون واحد وتَفْصيل الجَزور تَعْضِيَتُه وكذلك الشاة تفصَّل
أَعضاء والمفاصِل الحجارة الصُّلْبة المُتَراصِفة وقيل المَفاصِل ما بين الجَبلين
وقيل هي منفصَل الجبل من الرمْلة يكون بينها رَضْراض وحصى صِغار فيَصْفو ماؤه
ويَرِقُّ قال أَبو ذؤيب مَطافِيلَ أَبكار حديثٍ نِتاجُها يُشاب بماء مثل ماء
المفاصِل هو جمع المَفْصِل وأَراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمرُّ بتراب
ولا بطين وقيل ماء المَفاصِل هنا شيء يسيل من بين المَفْصِلين إِذا قطع أَحدهما من
الآخر شبيه بالماء الصافي واحدها مَفْصِل التهذيب المَفْصِل كل مكان في الجبل لا
تطلع عليه الشمس وأَنشد بيت الهذلي وقال أَبو عمرو المَفْصِل مَفْرق ما بين الجبل
والسَّهْل قال وكل موضعٍ مَّا بين جبلين يجري فيه الماء فهو مَفْصِل وقال أَبو
العميثل المَفاصِل صُدوع في الجبال يسيل منها الماء وإِنما يقال لما بين الجبلين
الشِّعب وفي حديث أَنس كان على بطنه فَصِيل من حجر أَي قطعة منه فَعِيل بمعنى
مفعول والمَفْصِل بفتح الميم اللسان قال حسان كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة فاسْقِني
بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل ويروى المِفْصَل وفي الصحاح والمِفْصَل بالكسر اللسان
وأَنشد ابن بري بيت حسان كلتاهما حَلَب العَصِير فعاطِني بزُجاجة أَرخاهما
للمِفْصَل والفَصْل كلُّ عَرُوض بُنِيت على ما لا يكون في الحَشْو إِمَّا صحة
وإِمَّا إِعلال كمَفاعِلن في الطويل فإِنها فَصْل لأَنها قد لزمها ما لا يلزم
الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هو مَفاعيلن ومفاعيلن في الحَشْو على ثلاثة أَوجه مفاعيلن
ومَفاعِلن ومفاعيلُ والعَروض قد لزمها مَفاعِلن فهي فَصْل وكذلك كل ما لزمه جنس
واحد لا يلزم الحَشْو وكذلك فَعِلن في البسيط فَصْل أَيضاً قال أَبو إِسحق وما
أَقلّ غير الفُصُول في الأَعارِيض وزعم الخليل أَن مُسْتَفْعِلُن في عَروض
المُنْسَرِح فَصْل وكذلك زعم الأَخفش قال الزجاج وهو كما قال لأَن مستفعلن هنا لا
يجوز فيها فعلتن فهي فَصْل إِذ لزمها ما لا يلزم الحَشْو وإِنما سمي فَصْلاً لأَنه
النصف من البيت والفاصِلة الصغرى من أَجزاء البيت هي السببان المقرونان وهو ثلاث
متحركات بعدها ساكن نحو مُتَفا من مُتَفاعِلُن وعلتن من مفاعلتن فإِذا كانت أَربع
حركات بعدها ساكن مثل فَعَلتن فهي الفاصِلة الكُبْرى قال وإِنما بدأْنا بالصغرى
لأَنها أَبسط من الكُبْرى الخليل الفاصِلة في العَروض أَن يجتمع ثلاثة أَحرف
متحركة والرابع ساكن مثل فَعَلَت قال فإِن اجتمعت أَربعة أَحرف متحركة فهي
الفاضِلة بالضاد المعجمة مثل فعَلتن قال والفَصل عند البصريين بمنزلة العِماد عند
الكوفيين كقوله عز وجل إِن كان هذا هو الحقَّ من عندك فقوله هو فَصْل وعِماد
ونُصِب الحق لأَنه خبر كان ودخلتْ هو للفَصْل وأَواخر الآيات في كتاب الله فَواصِل
بمنزلة قَوافي الشعر جلَّ كتاب الله عز وجل واحدتها فاصِلة وقوله عز وجل كتاب
فصَّلناه له معنيان أَحدهما تَفْصِيل آياتِه بالفواصِل والمعنى الثاني في
فَصَّلناه بيَّنَّاه وقوله عز وجل آيات مفصَّلات بين كل آيتين فَصْل تمضي هذه
وتأْتي هذه بين كل آيتين مهلة وقيل مفصَّلات مبيَّنات والله أَعلم وسمي المُفَصَّل
مَفصَّلاً لقِصَر أَعداد سُوَرِه من الآي وفُصَيْلة اسم
معنى
في قاموس معاجم
وَصَلْت الشيء
وَصْلاً وَصِلةً والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران ابن سيده الوَصْل خلاف الفَصْل وَصَل
الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً وصُلَةً الأَخيرة عن ابن جني قال لا أَدري
أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير مطَّرد قال وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة
مُشْعِرة
وَصَلْت الشيء
وَصْلاً وَصِلةً والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران ابن سيده الوَصْل خلاف الفَصْل وَصَل
الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً وصُلَةً الأَخيرة عن ابن جني قال لا أَدري
أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير مطَّرد قال وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة
مُشْعِرة بأَن المحذوف إِنما هي الفاء التي هي الواو وقال أَبو علي الضمَّة في
الصُّلَة ضمة الواو المحذوفة من الوُصْلة والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف
الواو في يَجُدُ ووَصَّلَهُ كلاهما لأَمَهُ وفي التنزيل العزيز ولقد وَصَّلْنا
لَهُمُ القَوْلَ أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من مَضَى بعضها ببعض
لعلهم يَعْتَبرون واتَّصَلَ الشيءُ بالشيء لم ينقطع وقوله أَنشده ابن جني قامَ بها
يُنْشِدُ كلّ مُنْشِدِ وايتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ إِنما أَراد
اتَّصَلَتْ فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي
سُحَيْراً وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ
معناه أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل وذلك أَن ينقطِع الثَّغَب فلا يَجْري ولا
يَتَّصِل والثَّغَبُ مَسِيلٌ دَقيقٌ شَبَّه الإِبِل في مَدِّها أَعناقها إِذا
جَهَدَها السير بالثَّغَب الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في الوادي ووَصَلَ الشيءُ إِلى
الشيء وُصُولاً وتَوَصَّل إِليه انتهى إِليه وبَلَغه قال أَبو ذؤيب تَوَصَلُ
بالرُّكْبان حيناً وتُؤْلِفُ ال جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها ووَصَّله
إِليه وأَوْصَله أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه وفي حديث النعمان بن مُقَرِّن
أَنه لما حمَل على العدُوِّ ما وَصَلْنا كَتِفَيْه حتى ضرَب في القوم أَي لم
نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حمَل عليهم من السُّرْعة وفي الحديث رأَيت
سَبَباً واصِلاً من السماء إِلى الأَرض أَي مَوْصولاً فاعل بمعنى مفعول كماءٍ
دافِقٍ قال ابن الأَثير كذا شرح قال ولو جعل على بابه لم يَبْعُد وفي حديث عليّ
عليه السلام صِلوا السيوفَ بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل قال ابن الأَثير أَي إِذا
قَصُرت السيوف عن الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ
فارْمُوهم بالنَّبْل قال ومن أَحسن وأَبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير
يَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا حتى إِذا طَعَنُوا ضارَبَهُمْ فإِذا ما ضارَبُوا
اعْتَنَقا وفي الحديث كان اسمُ نَبْلِه عليه السلام المُوتَصِلة سميت بها تفاؤلاً
بوُصولها إِلى العدوِّ والمُوتَصِلة لغة قريش فإِنها لا تُدْغم هذه الواو
وأَشباهها في التاء فتقول مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك وغيرهم يُدْغم
فيقول مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد وأَوْصَله غيرُه ووَصَلَ بمعنى اتَّصَل أَي
دَعا دعْوى الجاهلية وهو أَن يقول يالَ فلان وفي التنزيل العزيز إِلاَّ الذين
يَصِلون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاقٌ أَي يَتَّصِلون المعنى اقتُلوهم ولا
تَتَّخِذوا منهم أَولياء إِلاَّ مَنِ اتَّصَل بقوم بينكم وبينهم مِيثاق
واعْتَزَوْا إِليهم واتَّصَلَ الرجلُ انتسَب وهو من ذلك قال الأَعشى إِذا اتَّصَلَتْ
قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ وبَكْرٌ سَبَتْها والأُنُوفُ رَواغِمُ
( * قوله « قالت لبكر » في المحكم والتهذيب قالت أَبكر إلخ )
أَي إِذا انتَسَبَتْ وقال ابن الأَعرابي في قوله إِلا الذين يَصِلون إِلى قوم أَي
يَنتَسِبون قال الأَزهري والاتِّصال أَيضاً الاعْتزاءُ المنهيّ عنه إِذا قال يالَ
بني فلان ابن السكيت الاتِّصال أَن يقول يا لَفُلان والاعتزاءُ أَن يقول أَنا ابنُ
فلان وقال أَبو عمرو الاتصالُ دُعاء الرجل رَهْطه دِنْياً والاعْتزاءُ عند شيء
يعجبُه فيقول أَنا ابن فلان وفي الحديث مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى
دَعْوى الجاهلية وهي قولهم يالَ فلان فأَعِضُّوه أَي قولوا له اعْضَضْ أَيْرَ
أَبيك يقال وَصَل إِليه واتَّصَل إِذا انتَمى وفي حديث أُبَيٍّ أَنه أَعَضَّ
إِنساناً اتَّصَل والواصِلة من النساء التي تَصِل شعَرَها بشعَر غيرها
والمُسْتَوْصِلة الطالِبة لذلك وهي التي يُفْعَل بها ذلك وفي الحديث أَن النبي صلى
الله عليه وسلم لعَنَ الواصِلةَ والمُسْتَوْصِلة قال أَبو عبيد هذا في الشعَر وذلك
أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً وروي في حديث آخر أَيُّما امرأَةٍ
وَصَلت شعَرها بشعر آخر كان زُوراً قال وقد رَخَّصَت الفقهاء في القَرامِل وكلِّ
شيء وُصِل به الشعر وما لم يكن الوَصْل
( * قوله « وما لم يكن الوصل » أي الموصول به شعراً إلخ ) شعراً فلا بأْس به وروي
عن عائشة أَنها قالت ليست الواصِلةُ بالتي تَعْنون ولا بأْسَ أَنْ تَعْرَى
المرأَةُ عن الشعَر فتَصُِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد وإِنما الواصِلة
التي تكون بغيّاً في شَبيبَتِها فإِذا أَسَنَّتْ وصَلَتْها بالقِيادة قال ابن
الأَثير قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له ما سمعت بأَعْجَب من ذلك ووَصَله
وَصْلاً وصِلة وواصَلَهُ مُواصَلةً ووِصالاً كلاهما يكون في عَفاف الحبّ
ودَعارَتِه وكذلك وَصَل حَبْله وَصْلاً وصِلةً قال أَبو ذؤيب فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ
الصَّفاء فَدُمْ لها وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل وواصَلَ حَبْله كوَصَله
والوُصْلة الاتِّصال والوُصْلة ما اتَّصل بالشيء قال الليث كلُّ شيء اتَّصَل بشيء
فما بينهما وُصْلة والجمع وُصَل ويقال وَصَل فلان رَحِمَه يَصِلها صِلةً وبينهما
وُصْلة أَي اتِّصال وذَرِيعة ووَصَل كتابُه إِليّ وبِرُّه يَصِل وُصولاً وهذا غير
واقع ووَصَّله تَوْصيلاً إِذا أَكثر من الوَصْل وواصَله مُواصَلةً ووِصالاً ومنه
المُواصَلةُ بالصوم وغيره وواصَلْت الصِّيام وِصالاً إِذا لم تُفْطِر أَياماً
تِباعاً وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوِصال في الصوم وهو أَن لا يُفْطِر
يومين أَو أَياماً وفيه النهي عن المُواصَلة في الصَّلاة وقال إِنَّ امْرَأً
واصَلَ في الصلاة خرج منها صِفْراً قال عبد الله بن أَحمد بن حنبل ما كُنَّا
نَدْري ما المُواصَلة في الصلاة حتى قَدِم علينا الشافعيُّ فمضى إِليه أَبي فسأَله
عن أَشياء وكان فيما سأَله عن المُواصَلة في الصلاة فقال الشافعي هي في مواضع منها
أَن يقول الإِمامُ ولا الضّالِّين فيقول مَن خلفه آمين معاً أَي يقولها بعد أَن
يسكُت الإِمام ومنها أَن يَصِل القراءة بالتكبير ومنها السلامُ عليكم ورحمةُ الله
فيَصِلها بالتسليمة الثانية الأُولى فرض والثانية سُنَّة فلا يُجْمَع بينهما ومنها
إِذا كبَّر الإِمام فلا يُكَبِّر معه حتى يسبقه ولو بواو وتَوَصَّلْت إِلى فلان
بوُصْلة وسبب توَصُّلاً إِذا تسبَّبت إِليه بحُرْمة وتوصَّل إِليه أَي تلطَّف في
الوُصول إِليه وفي حديث عُتْبة والمقدام أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَصَّلا
بالمشركين حتى خَرجا إِلى عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حتى خرجا
إِلى المسلمين وتوصَّلا بمعنى توسَّلا وتقرَّبا والوَصْل ضد الهجران والتَّواصُل
ضد التَّصارُم وفي الحديث مَن أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَصِلْ رَحِمَه تكرّر في
الحديث ذكر صِلة الرَّحِم قال ابن الأَثير وهي كِناية عن الإِحسان إِلى الأَقرَبين
من ذوي النسَب والأَصْهار والعَطف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعاية لأَحْوالهم
وكذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه يقال وَصَل
رَحِمَه يَصِلُها وَصْلاً وصِلةً والهاء فيها عِوَض من الواو المحذوفة فكأَنه
بالإِحسان إِليهم قد وَصَل ما بينه وبينهم من عَلاقة القَرابة والصِّهْر وفي حديث
جابرٍ إِنه اشترى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَصْلاً من ذهَب أَي صِلةً وهِبةً كأَنه
ما يَتَّصِل به أَو يَتَوَصَّل في مَعاشه ووَصَله إِذا أَعطاه مالاً والصِّلة
الجائزة والعطيَّة والوَصْل وَصْل الثوب والخُفّ ويقال هذا وَصْل هذا أَي مثله
والمَوْصِل ما يُوصَل من الحبل ابن سيده والمَوْصِل مَعْقِد الحبْل في الحَبْل
ويقال للرجُلين يُذكران بِفِعال وقد مات أَحدهما فَعَل كذا ولا يُوصَل حَيٌّ بميت
وليس له بِوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه قال الغَنَوِي كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك
سالِمٍ ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ ويروى وليس لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل وهو معنى
قول المتنَخِّل الهذلي ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ وقد عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ
دُعاء لرجل أَي لا وُصِل هذا الحيّ بهذا المَيت أَي لا ماتَ معه ولا وُصِل بالميت
ثم قال وقد عُلِّقَ فيه طَرَفٌ من الموت أَي سيَمُوت ويَتَّصِل به قال هذا قول ابن
السكيت قال ابن سيده والمعنى فيه عندي على غير الدُّعاء إِنما يُريد ليس هو ما دام
حَيًّا بِوَصِيلٍ للميت على أَنه قد عُلِّق فيه طَرَف المَوْصِل أَي أَنه سيَمُوت
لا محالة فيَتَّصِل به وإِن كان الآن حَيًّا وقال الباهلي يقول بان الميت فلا
يُواصِله الحيُّ وقد عُلِّق في الحي السَّبَب الذي يُوَصِّله إِلى ما وَصَل إِليه
الميت وأَنشد ابن الأَعرابي إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ ومَن يُلْفَ
واصِلاً فهو مُودِي قال أَبو العباس يعني لَوْح المَقابر يُنْقر ويُتْرَك فيه موضع
للميت
( * قوله « موضع للميت » لعله موضع لاسم الميت ) بَياضاً فإِذا مات الإِنسانُ
وُصِل ذلك الموضع باسمه والأَوْصال المَفاصِل وفي صِفته صلى الله عليه وسلم أَنه
كان فَعْمَ الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء الواحدُ وِصْل والمَوْصِل المَفْصِل
ومَوْصِل البعير ما بين العَجُز والفَخِذ قال أَبو النجم ترى يَبِيسَ الماءِ دون
المَوْصِلِ منه بِعجْزٍ كصَفاةِ الجَيْحَلِ الجَيْحَل الصُّلْب الضَّخْم
والوِصْلانِ العَجُز والفَخِذ وقيل طَبَق الظهر والوِصْل والوُصْل كلُّ عظم على
حِدَة لا يكسَر ولا يُخْلط بغيره ولا يُوصَل به غيره وهو الكَِسْرُ والجَِدْلُ
بالدال والجمع أَوْصال وجُدُول وقيل الأَوْصال مجتَمَع العظام وكلّه من الوَصْل
ويقال هذا رجل وَصِيلُ هذا أَي مثله والوَصِيل بُرود اليمن الواحدة وَصِيلة وفي
الحديث أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً تُبَّعٌ كَسَاها الأَنْطاعَ ثم
كساها الوَصائل أَي حِبَر اليَمَن وفي حديث عمرو قال لمعاوية ما زلت أَرُمُّ
أَمْرَك بِوَذائله وأَصِلُهُ بوَصائله القتيبي الوَصائل ثياب يمانية وقيل ثياب
حُمْرُ مُخَطَّطة يمانية ضَرَبَ هذا مثلاً لإِحكامه إِياه ويجوز أَن يكون أَراد
بالوَصائل الصِّلاب والوَذِيلة قطعة من الفضة ويقال للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ
والمَذِيَّةُ قال ابن الأَثير أَراد بالوَصائل ما يُوصَل به الشيء يقول ما زِلْت
أُدَبِّر أَمْرك بما يَجِب أَن يُوصَل به من الأُمور التي لا غِنَى به عنها أَو
أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل وقوله عز وجل ما
جَعَل اللهُ من بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ قال المفسرون الوَصِيلةُ كانت في
الشاء خاصة كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ أُنثى فهي لهم وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه
لآلهتهم فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً وأُنثى قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم يَذْبَحوا الذكَر
لآلهتهم والوَصِيلة التي كانت في الجاهلية الناقةُ التي وَصَلَتْ بين عشرة أَبْطُن
وهي من الشاء التي وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن فإِن وَلَدَت في
السابع عَناقاً قيل وَصَلتْ أَخاها فلا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ الرِّجال دون
النساء وتَجْري مَجْرَى السائبة وقال أَبو عرفة وغيره الوَصِيلة من الغنم كانوا
إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا فإِن كان السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل
منه الرجال والنساء وإِن كانت أُنثى تُرِكتْ في الغنم وإِن كانت أُنثى وذكَراً
قالوا وَصَلتْ أَخاها فلم يُذْبَح وكان لَحْمُها
( * قوله « وكان لحمها » في نسخة لبنها ) حَراماً على النساء وفي الصحاح
الوَصِيلةُ التي كانت في الجاهلية هي الشاة تَلِدُ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن
عَناقَيْن فإِن وَلَدَتْ في الثامنة جَدْياً وعَناقاً قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلا
يذبَحُون أَخاها من أَجلها ولا يشرَب لبَنها النساء وكان للرجال وجرَتْ مَجْرَى
السائبة وروي عن الشافعي قال الوَصِيلة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن فإِذا وَلَدَتْ
آخَرَ بعد الأَبْطُن التي وَقَّتوا لها قيل وَصَلتْ أَخاها وزاد بعضهم تُنْتَجُ
الأَبْطُن الخمسة عَناقَيْن عَناقَيْن في بَطْن فيقال هذه وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذي
بطن بأَخٍ له معه وزاد بعضهم فقال قد يَصِلونها في ثلاثة أَبْطُن ويُوصِلونها في
خمسة وفي سبعة والوَصِيلةُ الأَرض الواسعة البعيدة كأَنها وُصِلَتْ بأُخْرى ويقال
قطعنا وَصِيلة بعيدة وروي عن ابن مسعود أَنه قال إِذا كنت في الوَصِيلة فأَعْطِ
راحِلتَكَ حَظَّها قال لم يُرِد بالوَصِيلة ههنا الأَرض البعيدة ولكنه أَراد
أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخرى ذاتِ كَلأٍ قال وفي الأُولى يقول لبيد ولقد
قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً يَبْكي الصَّدَى فيها لِشَجْوِ البُومِ والوَصِيلة
العِمَارة والخِصْب سمِّيت بذلك
( * قوله « سميت بذلك إلخ » عبارة المحكم سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها
والوصائل ثياب يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك واحدتها وصيلة ) واحدتها
وَصِيلة وحَرْفُ الوَصْل هو الذي بعد الرَّوِيِّ وهو على ضربين أَحدهما ما كان
بعده خروج كقوله عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها والثاني أَن لا يكون بعده
خروجٌ كقوله أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ
أُلاعِبُهْ قال الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً
أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق قال ويكون الوَصْل أَيضاً
هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها وهاءُ للمُذكَّر
والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها والهاء التي تُبَيَّن بها
الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ
فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة الحروف قال ابن جني فقول الأَخفش يلزم بعد
الرَّوِيِّ الوَصْل لا يريد به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل
أَلا ترى أَن قول العجاج قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ لا وَصْل معه وأَن
قول الآخر يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما
رَشَدَا إِنما فيه وَصْل لا غير ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن يأْتي
بعد الرَّوِيٍّ فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ فأَجْمَل القَوْلَ وهو يعتقد
تفصِيله وجمعه ابن جني على وُصُول وقياسُه أَن لا يُجْمَع والصِّلةُ كالوَصْل الذي
هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَصَل به وليلة الوَصْل آخر ليلة من الشهر
لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ والمَوْصِل أَرض بين العِراق والجزيرة وفي التهذيب
ومَوْصِل كُورة معروفة وقول الشاعر وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا والعِراقُ لنا
والمَوْصِلانِ ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ يريد المَوْصِل والجزيرة والمَوْصولُ
دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع الناسَ والمَوْصول من الدوابّ
الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه عن ابن الأَعرابي وأَنشد هذا فَصِيلٌ ليس
بالمَوْصولِ لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ ووَاصِل اسم رجل والجمع أَواصِل بقلْب
الواو همزة كراهة اجتماع الواوين ومَوْصول اسم رجل أَنشد ابن الأَعرابي أَغَرَّكَ
يا مَوْصولُ منها ثُمالةٌ وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ ؟ أَراد تُؤام
فأَبدل واليَأْصُول الأَصْلُ قال أَبو وجزة يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما
عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ يريد أَصْلٌ وأَصْلٌ