معنى قادر بين شيئين في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
البَيْنُ في
كلام العرب جاء على وجْهَين يكون البَينُ الفُرْقةَ ويكون الوَصْلَ بانَ يَبِينُ بَيْناً
وبَيْنُونةً وهو من الأَضداد وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر لقد فَرَّقَ
الواشِينَ بيني وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح
البَيْنُ في
كلام العرب جاء على وجْهَين يكون البَينُ الفُرْقةَ ويكون الوَصْلَ بانَ يَبِينُ بَيْناً
وبَيْنُونةً وهو من الأَضداد وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر لقد فَرَّقَ
الواشِينَ بيني وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح
لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ
فالبَينُ هنا الوَصْلُ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر كأَنَّ رِماحَنا
أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً ويُشْرِقُ بَيْنُ
اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل قال ابن سيده ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً
وفي التنزيل العزيز لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون قرئَ بينكم
بالرفع والنصب فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم والنصبُ على الحذف يريدُ ما
بينكم قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً وقرأَ ابن كَثير وأَبو
عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً وقال أَبو عمرو لقد تقطَّع بينُكم أَي
وَصْلُكم ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال معناه
تقطَّع الذي كانَ بينَكم وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى لقد تقطَّع ما كنتم فيه
من الشَّركة بينَكم ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم واعتمد
الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم وكان أَبو حاتم
يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما
بينَكم قال ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ
بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ قال أَبو منصور وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ لأَن الله
جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال ولقد جئتمونا فُرادَى
كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم
شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم أَراد لقد تقطع
الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء
فافهمه قال ابن سيده مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ
مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم والآخرُ ما كان
يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله
غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم
إياه ظرفاً إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من
استعمالِها فاعِلةً لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في
الفاعل أَلا ترى إلى قولهم تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه أَي سماعُك به
خيرٌ من رؤْيتك إياه وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً وأَنشد ثعلب فهاجَ جوىً
في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة
المُفارَقَة وتَبايَنَ القومُ تَهاجَرُوا وغُرابُ البَين هو الأَبْقَع قال عنترة
ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ
الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو
الغَوث غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ فأَما الأَسْود فإِنه
الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق وتقول ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه
فهو مُبِينٌ وفي حديث الشُّرْب أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند
التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق وهو من البَينِ البُعْد والفِراق وفي
الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً
الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً وحكى
الفارسيُّ عن أَبي زيد طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ وذلك إذا طَلَب إليهما أَن
يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو
أَحدِهما ولا تكونُ من غيرهما وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ
بُيُوناً وفي حديث الشَّعْبي قال سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول سمعتُ رسولَ
الله صلى الله عليه وسلم وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني
نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُشْهدَه
فقال هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟ قال نعم قال فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي
أَبَنتَ هذا ؟ فقال لا قال فإني لا أَشهَدُ على هذا هذا جَورٌ أَشهِدْ على هذا
غيري أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في
البرِّ واللُّطف قوله هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً
تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه والاسم البائنةُ وفي حديث الصديق قال لعائشة رضي الله
عنهما إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ وحكى الفارسي عن أَبي زيد بانَ
وبانَه وأَنشد كأَنَّ عَيْنَيَّ وقد بانُوني غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ
وتبَايَنَ الرجُلانِ بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه وكذلك في الشركة إذا انفصلا
وبانَت المرأَةُ عن الرجل وهي بائنٌ انفصلت عنه بطلاق وتَطْليقةٌ بائنة بالهاء لا
غير وهي فاعلة بمعنى مفعولة أَي تَطْليقةٌ
( * قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ولعل فيه سقطاً )
ذاتُ بَيْنونةٍ ومثله عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق
امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ فقيل له إنها قد بانَتْ منك فقال صدَقُوا بانَتِ
المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه والطَّلاقُ البائِنُ هو الذي
لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ وقد تكرر ذكرها في
الحديث ويقال بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً وبانَ الخلِيطُ
يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً قال الطرماح أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل يقال
للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه
وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها وبانَت هي إذا تزوجت وكأَنه من البئر
البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها وفي الحديث مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ
أَو يَمُتْنَ يَبِنَّ بفتح الياء أَي يتزوَّجْنَ وفي الحديث الآخر حتى بانُوا أَو
ماتوا وبئرٌ بَيُونٌ واسعةُ ما بين الجالَيْنِ وقال أَبو مالك هي التي لا يُصيبُها
رِشاؤُها وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم وقيل البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ
الضَّيِّقَة الأَسْفَل وأَنشد أَبو علي الفارسي إِنَّك لو دَعَوْتَني ودُوني
زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ
وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ والمَنْزَعُ الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا
نُزِع من البئر فذلك الهواء هو المَنْزَعُ وقال بعضهم بئرٌ بَيُونٌ وهي التي
يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها قال جرير يصف خيلاً
وصَهِيلَها يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد
كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات
( * قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل وفي التكملة والبيت للفرزدق يهجو جريراً
والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ وقول الصاغاني
والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية
الجوهري فإنها أذنابها وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه
الصاغاني من وجهين )
الأَذنِ والنَّشاطِ منها أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في
بئرٍ دَحُول وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها قال ابن بري رحمه الله البيت للفرزدق لا
لجرير قال والذي في شعره يَصْهَلْنَ والبائنةُ البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة
والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً وأَبانَ الدَّلوَ عن
طَيِّ البئر حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق قال دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي
مَنينُها لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول هو بَيْني وبَيْنَه ولا يُعْطَفُ
عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين وقالوا بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا
قال أَنشده سيبويه فبَيْنا نحن نَرْقُبُه أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ وزِناد راعِ إنما
أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ فإِن قيل
فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء
إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف
العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ
والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب أَن ههنا واسطة محذوفةٌ
وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا
إياه والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ
وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف
الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى
واسأَل القرية أَي أَهلَ القرية وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في
موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه
يوماً أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على
الابتداء والخبر والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها
( * قوله « والذي ينشد إلى وبخفضها هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال ابن
بري ومثلُه في جواز الرفع والخفض بعدها قولُ الآخر كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك
الموتُ لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ زالَ الغِنَى
وتَقَوَّضَ البيتُ قال ابن بري وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد
الأَرقط بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه
وقال آخر بيْنا كذلك إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ تَسْبي وتَقْتُل حتى يَسْأَمَ الناسُ
وقال القطامي فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي عُبادةَ إذْ واجَهْت أَصحَم
ذا خَتْر قال ابن بري وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا
تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى ومما يدل على فساد
هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن هَرْمة في باب
النَّسيبِ من الحَماسةِ بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا عِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي
هُوِيّا خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذك راكِ وهْناً فما استَطَعتُ مُضِيّاً
ومثله قول الأَعشى بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْ بَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ
التَّثْقِيفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ حتى عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ
ومثله قول أَبي دواد بَيْنما المرءُ آمِنٌ راعَهُ را ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه
انْبِعاقَهْ وفي الحديث بَيْنا نحن عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه
رجلٌ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً ويقال بَيْنا وبَيْنما
وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة ويُضافان إلى جملة من فعلٍ وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر
ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى قال والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه
إذا وإذا وقد جاءا في الجواب كثيراً تقول بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو وإذ
دخَل عليه وإذا دخل عليه ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان بَيْنا نَسوسُ الناسَ
والأَمرُ أَمْرُنا إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ وأَما قوله تعالى وجعلنا
بينهم مَوْبِقاً فإنّ الزجاج قال معناه جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي
يُهْلِكهم وقال الفراء معناه جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم
القيامة أَي هُلْكاً وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال الجوهري وبَيْن بمعنى
وسْط تقول جلستُ بينَ القوم كما تقول وسْطَ القوم بالتخفيف وهو ظرفٌ وإن جعلته
اسماً أَعرَبْتَه تقول لقد تقطَّع بينُكم برفع النون كما قال أَبو خِراش الهُذلي
يصف عُقاباً فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا الجبُوب
وجه الأَرض الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة روي عن أَبي الهيثم أَنه قال الكواكب
البَبانيات
( * وردت في مادة بين « البابانيات » تبعاً للأصل والصواب ما هنا ) هي التي لا
يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر وهي شامية ومَهَبُّ
الشَّمالِ منها أَوَّلها القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول والجدْي والفَرْقَدان وهو
بَيْنَ القُطب وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى وقال أَبو عمرو سمعت المبرَّد يقول إذا كان
الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء وإن كان اسماً
مصدريّاً خفضْتَه ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ قال فسأَلت أَحمد بن يحيى
عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال هذا الدرُّ إلا أَنَّ من الفصحاء من يرفع الاسم الذي
بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم الحقيقي وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد
بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ وجائز وبهْجَتُه
قال وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ وكذلك المصدر ابن سيده وبَيْنا وبينما
من حروف الابتداء وليست الأَلف في بَيْنا بصلةٍ وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ
فصارت أَلفاً وبينما بَين زِيدت عليه ما والمعنى واحد وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي
بَيْنَ الجيِّد والرَّديء وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح والهمزة
المخفَّفة تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ وقالوا بَين بَين يريدون التَّوَسُّط كما قال
عَبيد بن الأَبرص نَحْمي حَقيقَتَنا وبع ض القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا وكما
يقولون همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف اللين وهو الحرف
الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والأَلف مثل سأَل وإن كانت مكسورة
فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ وإن كانت مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل
لَؤُم إلا أَنها ليس لها تمكينُ الهمزة المحققة ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً
أَوَّلاً لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن
ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة فالمفتوحة نحو
قولك في سأَل سأَلَ والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ والمضمومة نحو قولك في
لؤُم لؤُم ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة
ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها قال الجوهري وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها وأَنشد
بيت عبيد بن الأَبرص وبعض القومِ يسقط بين بينا أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به
قال ابن بري قال السيرافي كأَنه قال بَينَ هؤلاء وهؤلاء كأَنه رجلٌ يدخل بينَ
فريقين في أَمرٍ من الأُمور فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه قال الشيخ ويجوز عندي أَن
يريد بينَ الدخول في الحرب والتأَخر عنها كما يقال فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر
أُخرى ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم أَتيته
وقوله وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشربُ والأَذى بِقانِئِه إِنِّي من الحيِّ أَبْيَنُ
أَي بائن والبَيانُ ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها وبانَ الشيءُ بَياناً
اتَّضَح فهو بَيِّنٌ والجمع أَبْيِناءُ مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء وكذلك أَبانَ
الشيءُ فهو مُبينٌ قال الشاعر لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها لأَبانَ من
آثارِهِنَّ حُدورُ قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن
وأَهْيِناء قال صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ وأَبَنْتُه أَي
أَوْضَحْتُه واستَبانَ الشيءُ ظهَر واستَبَنْتُه أَنا عرَفتُه وتَبَيَّنَ الشيءُ
ظَهَر وتَبيَّنْتهُ أَنا تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى وقالوا بانَ الشيءُ
واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد ومنه قوله تعالى آياتٍ
مُبَيِّناتٍ بكسر الياء وتشديدها بمعنى مُتبيِّنات ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء
فالمعنى أَن الله بَيَّنَها وفي المثل قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن
وقال ابن ذَريح وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى شُحوباً وتَعْرى من يَدَيه
الأَشاحم
( * قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ) قال ابن سيده هكذا أَنشده ثعلب ويروى
تُبَيِّن بالفتى شُحوب والتَّبْيينُ الإيضاح والتَّبْيين أَيضاً الوُضوحُ قال
النابغة إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة
الجلَد يعني أَتَبيَّنُها والتِّبْيان مصدرٌ وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على
التَّفْعال بفتح التاء مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ولم يجيءْ بالكسر
إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء ومنه حديث آدم وموسى على نبينا محمد وعليهما
الصلاة والسلام أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه
وإيضاحُه وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح وقوله عز وجل وهو في الخِصام
غيرُ مُبين يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ وقيل في
التفسير إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها وقد قيل إنه يعني به
الأَصنام والأَوّل أَجود وقوله عز وجل لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ
إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة أَي ظاهرة مُتَبيِّنة قال ثعلب يقول إذا
طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام
عليها ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت
وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه وروي بيت ذي الرمة تُبَيِّنُ
نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها
ورواه عليّ بن حمزة تُبيِّن نِسبةُ بالرفع على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين
ويقال بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً فهو بائنٌ وأَبانَ يُبينُ إبانة فهو مُبينٌ
بمعناه ومنه قوله تعالى حم والكتاب المُبين أَي والكتاب البَيِّن وقيل معنى
المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه
الأُمّة وقال الزجاج بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد ويقال بانَ الشيءُ وأَبَنتُه
فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من
الحرام ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ ومُبين
قِصَصَ الأَنبياء قال أَبو منصور ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين قال أَبو
منصور والاسْتِبانةُ يكون واقعاً يقال اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن
لك قال الله عز وجل وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين المعنى
ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة وإذا بانَ سبيلُ
المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين وأَكثرُ القراء قرؤُوا ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين
والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع ويقال تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته
وتوسَّمْتُه وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن
أَي تَبَيَّن لازمٌ ومتعدّ وقوله عز وجل وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ
شيءٍ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين وهذا من
اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ والعرب تقول بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً
وتِبْياناً بكسر التاء وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً فأَما المصدر فإِنه يجيء
على تَفْعال بفتح التاء مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه وفي المصادر حرفان
نادران وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان قال ولا يقاس عليهما وقال النبي صلى الله
عليه وسلم أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا قال أَبو
عبيد قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه وقرئ قوله
عز وجل إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا وقرئ فتثبَّتوا والمعنيان متقاربان
وقوله عز وجل إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا وفتَثبَّتُوا قرئ بالوجهين جميعاً
وقال سيبويه في قوله الكتاب المُبين قال وهو التِّبيان وليس على الفعل إنما هو
بناءٌ على حدة ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة
من أَغَرْت وقال كراع التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء وهو مذكور في
موضعه وبينهما بَينٌ أَي بُعْد لغة في بَوْنٍ والواو أَعلى وقد بانَه بَيْناً
والبَيانُ الفصاحة واللَّسَن وكلامٌ بيِّن فَصيح والبَيان الإفصاح مع ذكاء
والبَيِّن من الرجال الفصيح ابن شميل البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح
الظريف العالي الكلام القليل الرتَج وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح
كلاماً ورجل بَيِّنٌ فصيح والجمع أَبْيِناء صحَّت الياء لسكون ما قبلها وأَنشد شمر
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ وهو خَطيبُ
قوله يَلتئي أَي يُبْطئ من اللأْي وهو الإبطاء وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان
وبُيَناء فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات قال سيبويه شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين
قالوا شاهد وأَشهاد قال ومثله يعني ميِّتاً وأَمواتاً قيِّل وأَقيال وكَيِّس
وأَكياس وأَما بُيِّناء فنادر والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو وهو قول سيبويه روى
ابنُ عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من
الشِّعر لحِكَماً قال البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ وهو من الفَهْم وذكاءِ
القلْب مع اللَّسَن وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ وقيل معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه
الحقُّ وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه
لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ
وقيل معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه
حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ
القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك وهو وَجْهُ قوله إن من
البيانِ لسِحْراً وفي الحديث عن أَبي أُمامة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق
أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر
وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ
التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ولذلك قال في رواية
أُخْرى البَذاءُ وبعضُ البيان لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً وقال الزجاج في قوله
تعالى خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ صلى الله
عليه وسلم علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء وقيل
الإنسانُ هنا آدمُ عليه السلام ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس
جميعاً ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه
وتمييزه من جميع الحيوان ويقال بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد قال
أَبو مالك البَيْنُ الفصلُ
( * قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ) بين الشيئين يكون إمّا حَزْناً أَو
بقْرْبه رَمْلٌ وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ والبَوْنُ الفضلُ والمزيّةُ
يقال بانه يَبونُه ويَبينُه والواوُ أَفصحُ فأَما في البُعْد فيقال إن بينهما
لَبَيْناً لا غير وقوله في الحديث أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي
يُعْرب ويَشهد عليه ونخلةٌ بائنةٌ فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها
وطالت حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لحَبيب القُشَيْري من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها
عنها وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها
والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ التي بانتْ من وتَرِها وهي ضد البانِية إلا أَنها
عيب والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية الجوهري البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها
كثيراً وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ بتقديم
النون قال وكلاهما عيب والباناةُ النَّبْلُ الصِّغارُ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي
الخطاب وللناقة حالِبانِ أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن والآخرُ
يحلُب من الجانب الأَيْسر والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي والذي
يُمْسِك يسمَّى البائنَ والبَيْنُ الفراق التهذيب ومن أَمثال العرب اسْتُ البائنِ
أَعْرَفُ وقيل أَعلمُ أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم
يُمارِسْه قال والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها والجمع البُيَّنُ
وقيل البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ
والآخر مُحْلِب والمُعينُ هو المُحْلِب والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ
والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه قال
الكميت يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لا غِرارا قال الجوهري
والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل
يمينها والبِينُ بالكسر القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق وقيل هو
ارتفاعٌ في غِلَظٍ وقيل هو الفصل بين الأَرْضَيْن والبِينُ أَيضاً الناحيةُ قال
الباهلي المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن
يقال له بِينٌ قال وهي التُّخومُ والجمعُ بُيونٌ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ
لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها من أَهلِ رَيْمانَ إلا حاجةً فينا
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا
( * قوله « بسرو » قال الصاغاني والرواية من سرو حمير لا غير ) ومَن كسَر التاءَ
والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال قال والتذكير أَصْوَبُ
ويقال سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ وهو البِينُ وبِينٌ موضعٌ قريب من الحيرة
ومُبِينٌ موضع أَيضاً وقيل اسمُ ماءٍ قال حَنْظلةُ بن مصبح يا رِيَّها اليومَ على
مُبِينِ على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ وفَحْلَها أَسود
كالظَّليمِ جمع بين النون والميم وهذا هو الإكْفاء قال الجوهري وهو جائز للمطْبوع
على قُبْحِه يقول يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء
وهو تعجُّب وبَيْنونةُ موضع قال يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا جئْتِ بأَلوانِ
المُصَفَّرِينا
( * قوله « بألوان » في ياقوت بأرواح ) وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى
وبَينونة الدُّنيا وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين التهذيب
بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن موضعٌ وحكى
السيرافي عَدَن أَبْيَن وقال أَبْيَن موضع ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ
وقيل عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن الجوهري أَبْيَنُ اسمُ
رجلٍ ينسب إليه عَدَن يقال عَدَنُ أَبْيَنَ والبانُ شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في
اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل وليس لخَشَبه
صلابةٌ واحدتُه بانةٌ قال أَبو زياد من العِضاه البانُ وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ
الخُضْرة وينبت في الهِضَبِ وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها
شديدةٌ ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ التهذيب البانةُ شجرةٌ
لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً وجمعها البانُ ولاسْتِواءِ
نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ
الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل كأَنها بانةٌ وكأَنها غُصْنُ بانٍ قال قيس بن
الخَطيم حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده
قَضَينا على أَلف البانِ بالياء وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن )
معنى
في قاموس معاجم
القَدِيرُ
والقادِرُ من صفات الله عز وجل يكونان من القُدْرَة ويكونان من التقدير وقوله
تعالى إِن الله على كل شيء قدير من القُدْرة فالله عز وجل على كل شيء قدير والله
سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شيء وقاضيه ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى القادِرُ
والمُقْتَدِ
القَدِيرُ
والقادِرُ من صفات الله عز وجل يكونان من القُدْرَة ويكونان من التقدير وقوله
تعالى إِن الله على كل شيء قدير من القُدْرة فالله عز وجل على كل شيء قدير والله
سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شيء وقاضيه ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى القادِرُ
والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ فالقادر اسم فاعل من قَدَرَ يَقْدِرُ والقَدِير فعيل منه
وهو للمبالغة والمقتدر مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ وهو أَبلغ التهذيب الليث القَدَرُ
القَضاء المُوَفَّقُ يقال قَدَّرَ الإِله كذا تقديراً وإِذا وافق الشيءُ الشيءَ
قلت جاءه قَدَرُه ابن سيده القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم وهو ما يُقَدِّره
الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأُمور قال الله عز وجل إِنا أَنزلناه في ليلة
القَدْرِ أَي الحُكْمِ كما قال تعالى فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم وأَنشد
الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ أَلا يا لَقَوْمي للنوائبِ والقَدْرِ وللأَمْرِ
يأْتي المَرءَ من حيثُ لا يَدْري وللأَرْض كم من صالح قد تَوَدَّأَتْ عليه
فَوَارَتْهُ بلَمَّاعَةٍ قَفْرِ فلا ذَا جَلالٍ هِبْنَهُ لجَلالِه ولا ذا ضَياعٍ
هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقْرِ تودّأَت عليه أَي استوت عليه واللماعة الأَرض التي
يَلْمع فيها السَّرابُ وقوله فلا ذا جَلال انتصب ذا بإِضمار فعل يفسره ما بعده أَي
فلا هِبْنَ ذا جَلال وقوله ولا ذا ضَياع منصوب بقوله يتركن والضَّياعُ بفتح الضاد
الضَّيْعَةُ والمعنى أَن المنايا لا تَغْفُلُ عن أَحد غنيّاً كان أَو فقيراً
جَليلَ القَدْر كان أَو وضيعاً وقوله تعالى ليلةُ القدر خير من أَلف شهر أَي أَلف
شهر ليس فيها ليلة القدر وقال الفرزدق وما صَبَّ رِجْلي في حديدِ مُجاشِعٍ مَعَ
القَدْرِ إِلا حاجَةٌ لي أُرِيدُها والقَدَرُ كالقَدْرِ وجَمْعُهما جميعاً أَقْدار
وقال اللحياني القَدَرُ الاسم والقَدْرُ المصدر وأَنشد كُلُّ شيء حتى أَخِيكَ
مَتاعُ وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجْتِماعُ وأَنشد في المفتوح قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذا
النخيلِ وقد أَرى وأَبيكَ ما لَكَ ذُو النَّخيلِ بدارِ قال ابن سيده هكذا أَنشده
بالفتح والوزن يقبل الحركة والسكون وفي الحديث ذكر ليلة القدر وهي الليلة التي
تُقَدَّر فيها الأَرزاقُ وتُقْضى والقَدَرِيَّةُ قوم يَجْحَدُون القَدَرَ
مُوَلَّدةٌ التهذيب والقَدَرِيَّة قوم ينسبون إِلى التكذيب بما قَدَّرَ اللهُ من
الأَشياء وقال بعض متكلميهم لا يلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفي القَدَرَ عن الله
عز وجل ومن أَثبته فهو أَولى به قال وهذا تمويه منهم لأَنهم يثبتون القَدَرَ
لأَنفسهم ولذلك سموا وقول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق في البشر فَعَلِم كفْرَ
مَن كَفَر منهم كما عَلِم إِيمان مَن آمن فأَثبت علمه السابق في الخلق وكتبه وكلُّ
ميسر لما خلق له وكتب عليه قال أَبو منصور وتقدير الله الخلق تيسيره كلاًّ منهم
لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة والشقاء وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه
إِياهم فكتب علمه الأَزليّ السابق فيهم وقَدَّره تقديراً وقَدَرَ الله عليه ذلك
يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْراً وقَدَراً وقَدَّره عليه وله وقوله من أَيّ يَوْمَيَّ
من الموتِ أَفِرّ أَيَومَ لم يُقْدَرَ أَمْ يومَ قُدِرْ ؟ فإِنه أَراد النون
الخفيفة ثم حذفها ضرورة فبقيت الراء مفتوحة كأَنه أَراد يُقْدَرَنْ وأَنكر بعضهم
هذا فقال هذه النون لا تحذف إِلا لسكون ما بعدها ولا سكون ههنا بعدها قال ابن جني
والذي أَراه أَنا في هذا وما علمت أَن أَحداً من أَصحابنا ولا غيرهم ذكره ويشبه
أَن يكونوا لم يذكروه للُطْفِه هو أَنْ يكون أَصله أَيوم لم يُقْدَرْ أَم بسكون الراء
للجزم ثم أَنها جاوَرَتِ الهمزة المفتوحة وهي ساكنة وقد أَجرت العرب الحرف الساكن
إِذا جاور الحرف المتحرّك مجرى المتحرك وذلك قولهم فيما حكاه سيبويه من قول بعض
العرب الكَماةُ والمَراة يريدون الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ ولكن الميم والراء لما
كانتا ساكنتين والهمزتان بعدهما مفتوحتان صارت الفتحتان اللتان في الهمزتين
كأَنهما في الراء والميم وصارت الميم والراء كأَنهما مفتوحتان وصارت الهمزتان لما
قدّرت حركاتهما في غيرهما كأَنهما ساكنتان فصار التقدير فيهما مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ
ثم خففتا فأُبدلت الهمزتان أَلفين لسكونهما وانفتاح ما قبلهما فقالوا مَرَاةٌ
وكَماةٌ كما قالوا في رأْس وفأْس لما خففتا راس وفاس وعلى هذا حمل أَبو علي قول
عبد يَغُوثَ وتَضْحَكُ مِنّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ كَأَنْ لم تَرَا قَبْلي
أَسيراً يمَانِيا قال جاء به على أَن تقديره مخففاً كأَن لم تَرْأَ ثم إِن الراء
الساكنة لما جاورت الهمزة والهمزة متحرّكة صارت الحركة كأَنها في التقدير قبل
الهمزة واللفظُ بها لم تَرَأْ ثم أَبدل الهمزة أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها
فصارت تَرا فالأَلف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين الفعل واللام
محذوفة للجزم على مذهب التحقيق وقَوْلِ من قال رَأَى يَرْأَى وقد قيل إِن قوله ترا
على الخفيف السائغ إِلا أَنه أَثبت الأَلف في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قول
الآخر أَلم يأْتيك والأَنباءُ تَنْمِي بما لاقَتْ لَبُونُ بني زِيادِ ؟ ورواه
بعضهم أَلم يأْتك على ظاهر الجزْم وأَنشده أَبو العباس عن أَبي عثمان عن الأَصمعي
أَلا هلَ تاكَ والأَنباءُ تَنْمِي وقوله تعالى إِلا امرأَته قَدَّرْنا أَنها لمن
الغابرين قال الزجاج المعنى علمنا أَنها لمن الغابرين وقيل دَبَّرنا أنها لمن
الغابرين أَي الباقين في العذاب ويقال اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً واسْتَقْدَرَ اللهَ
خَيْراً سأَله أَن يَقْدُرَ له به قال فاسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً وارضَيَنَّ به
فبَيْنَما العُسْرُ إِذ دارتْ مَياسِيرُ وفي حديث الاستخارة اللهم إِني
أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك أَي أَطلب منك أَن تجعل لي عليه قُدْرَةً وقَدَرَ الرزقَ
يَقْدِرُهُ قَسَمه والقَدْرُ والقُدْرَةُ
( * قوله « والقدر والقدرة إلخ » عبارة القاموس والقدر الغنى واليسار والقوة
كالقدرة والمقدرة مثلثة الدال والمقدار والقدارة والقدورة والقدور بضمهما والقدران
بالكسر والقدار ويكسر والاقتدار والفعل كضرب ونصر وفرح ) والمِقْدارُ القُوَّةُ
وقَدَرَ عليه يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ بالكسر قُدْرَةً وقَدارَةً وقُدُورَةً
وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً هذه عن اللحياني وفي التهذيب قَدَراناً واقْتَدَرَ
وهو قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ عليه والاسم من كل ذلك المَقْدَرَة
والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ ويقال ما لي عليك مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي
قُدْرَة وفي حديث عثمان رضي الله عنه إِنَّ الذَّكاة في الحَلْقِ واللَّبَّة لمن
قَدَرَ
( * قوله « لمن قدر » أي لمن كانت الذبيحة في يده مقدر على ايقاع الذكاة بهذين
الموضعين فاما إذا ندت البهيمة فحكمها حكم الصيد في أن مذبحه الموضع الذي أصاب
السهم او السيف كذا بهامش النهاية ) أَي لمن أَمكنه الذبْحُ فيهما فأَما النَّادُّ
والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ من جسمهما ومنه قولهم المَقْدُِرَةُ تُذْهِبُ
الحَفِيظَةَ والاقتدارُ على الشيء القُدْرَةُ عليه والقُدْرَةُ مصدر قولك قَدَرَ على
الشيء قُدْرَة أَي مَلَكه فهو قادِرٌ وقَدِيرٌ واقْتَدَرَ الشيءَ جعله قَدْراً
وقوله عند مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ أَي قادِرٍ والقَدْرُ الغِنى واليَسارُ وهو من ذلك
لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ وبنو قَدْراء المَياسيرُ ورجل ذو قُدْرَةٍ أَي ذو يَسارٍ
ورجل ذو مَقْدُِرَة أَي ذو يسار أَيضاً وأَما من القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ
بالفتح لا غير قال الهُذَليّ وما يَبْقَى على الأَيّامِ شَيءٌ فيا عَجَباً
لمَقْدَرَةِ الكتابِ وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه مِقْياسُه وقَدَرَ الشيءَ بالشيء
يَقْدُرُه قَدْراً وقَدَّرَه قاسَه وقادَرْتُ الرجل مُقادَرَةً إِذا قايسته وفعلت
مثل فعله التهذيب والتقدير على وجوه من المعاني أَحدها التروية والتفكير في تسوية
أَمر وتهيئته والثاني تقديره بعلامات يقطعه عليها والثالث أَن تَنْوِيَ أَمراً
بِعَقْدِك تقول قَدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عليه ويقال قَدَرْتُ
لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له وأَقْدُرُ قَدْراً إِذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته
ومنه قول عائشة رضوان الله عليها فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الحديثة السِّنِّ
المستهيئة للنظر أَي قَدِّرُوا وقايسوا وانظروه وافْكِرُوا فيه شمر يقال قَدَرْتُ
أَي هيأْت وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ
قال لبيد فَقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّسَ غُدْوَةً فَوَرَدْتُ قبل تَبَيُّنِ
الأَلْوانِ وقال الأَعشى فاقْدُرْ بذَرْعِكَ ببنَنا إِن كنتَ بَوَّأْتَ القَدارَهْ
بَوَّأْتَ هَيَّأْتَ قال أَبو عبيدة اقْدُر بذَرْعِك بيننا أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ
قَدْرَك وقوله عز وجل ثم جئتَ على قَدَرٍ يا موسى قيل في التفسير على مَوْعدٍ وقيل
على قَدَرٍ من تكليمي إِياك هذا عن الزجاج وقَدَرَ الشيءَ دَنا له قال لبيد قلتُ
هَجِّدْنا فقد طال السُّرَى وقَدَرْنا إِنْ خَنى الليل غَفَلْ وقَدَر القومُ
أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً دَبَّروه وقَدَرْتُ عليه الثوبَ قدراً فانْقَدَر أَي
جاءَ على المِقْدار ويقال بين أَرضك وأَرض فلان ليلة قادرة إِذا كانت لينة السير
مثل قاصدةٍ ورافِهةٍ عن يعقوب وقَدَرَ عليه الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً
وقَدَراً وقَدَّرَه ضَيَّقه عن اللحياني وفي التنزيل العزيز على المُوسِعِ قَدَرُه
وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه قال الفراء قرئ قَدَرُه وقَدْرُه قال ولو نصب كان صواباً
على تكرر الفعل في النية أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ قَدْرَه وقال
الأخفش على الموسع قدره أَي طاقته قال الأَزهري وأَخبرني المنذري عن أَبي العباس
في وقوله على المُقْتِر قَدَرُه وقَدْرُه قال التثقيل أَعلى اللغتين وأَكثر ولذلك
اختير قال واختار الأَخفش التسكين قال وإِنما اخترنا التثقيل لأَنه اسم وقال
الكسائي يقرأُ بالتخفيف والتثقيل وكلٌّ صواب وقال قَدَرَ وهو يَقْدِر مَقْدِرة
ومَقْدُرة ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً قال كل هذا سمعناه من العرب
قال ويَقْدُر لغة أُخرى لقوم يضمون الدال فيها قال وأَما قَدَرْتُ الشيء فأَنا
أَقْدِرُه خفيف فلم أَسمعه إِلا مكسوراً قال وقوله وما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِه
خفيفٌ ولو ثُقِّلَ كان صواباً وقوله إِنَّا كلَّ شيء خلقناه بِقَدَرٍ مُثَقَّلٌ
وقوله فسالتْ أَوديةٌ بقدَرها مُثَقَّلٌ ولو خفف كان صواباً وأَنشد بيت الفرزدق
أَيضاً وما صَبَّ رِجْلِي في حَدِيدِ مُجاشِعٍ مع القَدْر إِلا حاجةٌ لي أُرِيدُها
وقوله تعالى فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه يفسر بالقُدرة ويفسر بالضِّيق قال
الفراء في قوله عز وجل وذا النُّون إِذ ذهب مُغاضِباً فظنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه
قال الفراء المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه من العقوبة ما قَدَرْنا وقال أَبو
الهيثم روي أَنه ذهب مغاضباً لقومه وروي أَنه ذهب مغاضباً لربه فأَما من اعتقد أَن
يونس عليه السلام ظن أَن لن يقدر الله عليه فهو كافر لأَن من ظن ذلك غير مؤمن
ويونس عليه السلام رسول لا يجوز ذلك الظن عليه فآل المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ
عليه العقوبة قال ويحتمل أَن يكون تفسيره فظن أَن لن نُضَيِّقَ عليه من قوله تعالى
ومن قُدِرَ عليه رزقَه أَي ضُيِّقَ عليه قال وكذلك قوله وأَما إِذا ما ابتلاه
فَقَدَر عليه رزقه معنى فَقَدَر عليه فَضَيَّقَ عليه وقد ضيق الله على يونس عليه
السلام أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه على مُعَذَّب في الدنيا لأَنه سجنه في بطن حوت
فصار مَكْظُوماً أُخِذَ في بَطْنِه بكَظَمِهِ وقال الزجاج في قوله فظن أَن لن
نُقْدِرَ عليه أَي لن نُقَدِّرَ عليه ما قَدَّرنا من كونه في بطن الحوت قال
ونَقْدِرُ بمعنى نُقَدِّرُ قال وقد جاء هذا في التفسير قال الأَزهري وهذا الذي
قاله أَبو إِسحق صحيح والمعنى ما قَدَّرَه الله عليه من التضييق في بطن الحوت
ويجوز أَن يكون المعنى لن نُضَيِّق عليه قال وكل ذلك شائع في اللغة والله أَعلم
بما أَراد فأَما أَن يكون قوله أَن لن نَقْدِرَ عليه من القدرة فلا يجوز لأَن من
ظن هذا كفر والظن شك والشك في قدرة الله تعالى كفر وقد عصم الله أَنبياءه عن مثل
ما ذهب إِليه هذا المُتَأَوِّلُ ولا يَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بكلام العرب
ولغاتها قال الأَزهري سمعت المُنْذِرِيَّ يقول أَفادني ابن اليَزيديّ عن أَبي حاتم
في قوله تعالى فظن أَن لن نقدر عليه أَي لن نضيق عليه قال ولم يدر الأَخفش ما معنى
نَقْدِر وذهب إِلى موضع القدرة إِلى معنى فظن أَن يَفُوتَنَا ولم يعلم كلام العرب
حتى قال إِن بعض المفسرين قال أَراد الاستفهام أَفَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه ولو
علم أَن معنى نَقْدِر نُضَيِّق لم يخبط هذا الخبط قال ولم يكن عالماً بكلام العرب
وكان عالماً بقياس النحو قال وقوله من قُدِرَ عليه رِزْقُه أَي ضُيِّقَ عليه
عِلْمُه وكذلك قوله وأَما إِذا ما ابتلاه فَقَدَرَ عليه رِزْقَه أَي ضَيَّقَ وأَما
قوله تعالى فَقَدَرْنا فنِعْمَ القادِرُون فإِن الفراء قال قرأَها عليّ كرم الله
وجهه فَقَدَّرْنا وخففها عاصم قال ولا يبعد أَن يكون المعنى في التخفيف والتشديد
واحداً لأَن العرب تقول قُدِّرَ عليه الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ وقُدِّر عليه
وقُدِرَ واحتج الذين خففوا فقالوا لو كانت كذلك لقال فنعم المُقَدِّرون وقد تجمع
العربُ بين اللغتين قال الله تعالى فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم رُوَيْداً
وقَدَرَ على عياله قَدْراً مثل قَتَرَ وقُدِرَ على الإِنسان رِزْقُه قَدْراً مثل
قُتِرَ وقَدَّرْتُ الشيء تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشيء أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً
من التقدير وفي الحديث في رؤية الهلال صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإِن غُمَّ
عليكم فاقْدُرُوا له وفي حديث آخر فإِن غم عليكم فأَكملوا لعِدَّة قوله فاقْدُرُوا
له أَي قَدِّرُوا له عَدَدَ الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً واللفظان وإن اختلفا
يرجعان إِلى معنى واحد وروي عن ابن شريح أَنه فسر قوله فاقْدُرُوا له أَي
قَدِّرُوا له منازلَ القمر فإِنها تدلكم وتبين لكم أَن الشهر تسع وعشرون أَو
ثلاثون قال وهذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم قال وقوله فأَكْمِلُوا
العِدَّة خطاب العامَّة التي لا تحسن تقدير المنازل وهذا نظير النازلة تنزل
بالعالِمِ الذي أَمر بالاجتهاد فيها وأَن لا يُقَلِّدَ العلماء أَشكال النازلة به
حتى يتبين له الصوب كما بان لهم وأَما العامة التي لا اجتهاد لها فلها تقليد أَهل
العلم قال والقول الأَول أَصح وقال الشاعر إِياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى
كِلا ثَقَلَيْنا طامعٌ بغنِيمةٍ وقد قَدَر الرحمنُ ما هو قادِرُ فلم أَرَ يوماً
كانَ أَكثَرَ سالِباً ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ وأَكثَرَ مِنَّا يافِعاً
يَبْتَغِي العُلى يُضارِبُ قِرْناً دارِعاً وهو حاسِرُ قوله ما هو قادرُ أَي
مُقَدِّرٌ وثَقَلُ الرجل بالثاء حَشَمه ومتاع بيته وأَراد بالثَّقَل ههنا النساء
أَي نساؤنا ونساؤهم طامعات في ظهور كل واحد من الحَيَّيْنِ على صاحبه والأَمر في
ذلك جار على قدر الرحمن وقوله ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ
سِرْبالَه وهو لا يُنْكِرُ ذلك لأَنه مصروع قد قتل وانتصب سرباله بأَنه مفعول ثان
لمُسْتَلَب وفي مُسْتَلَب ضمير مرفوع به ومن رفع سرباله جعله مرتفعاً به ولم يجعل فيه
ضميراً واليافع المُتَرَعْرِعُ الداخلُ في عَصْرِ شبابه والدارع اللابس الدرع
والحاسر الذي لا درع عليه وتَقَدَّر له الشيءُ أَي تهيأَ وفي حديث الاستخارة
فاقْدُرْه لي ويَسِّرْه عليّ أَي اقض لي به وهيئه وقَدَرْتُ الشيء أَي هيأْته
وقَدْرُ كل شيء ومِقْداره مَبْلَغُه وقوله تعالى وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه
أَي ما عظموا الله حق تعظيمه وقال الليث ما وَصَفوه حق صِفَتِه والقَدَرُ
والقَدْرُ ههنا بمعنى واحد وقَدَرُ الله وقَدْرُه بمعنًى وهو في الأَصل مصدر
والمِقْدارُ الموتُ قال الليث المِقْدارُ اسم القَدْر إِذا بلغ العبدُ المِقْدارَ
مات وأَنشد لو كان خَلْفَك أَو أَمامَك هائِباً بَشَراً سِواكَ لَهابَك المِقْدارُ
يعني الموت ويقال إِنما الأَشياء مقاديرُ لكل شيء مِقْدارٌ داخل والمِقْدار أَيضاً
هو الهِنْداز تقول ينزل المطر بمِقْدار أَي بقَدَرٍ وقَدْرٍ وهو مبلغ الشيء وكل
شيء مُقْتَدِرٌ فهو الوَسَطُ ابن سيده والمُقْتَدِر الوسط من كل شيء ورجل
مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه ليس بالطويل والقصير وكذلك الوَعِلُ والظبي
ونحوهما والقَدْرُ الوسط من الرحال والسروج ونحوهما تقول هذا سرجٌ قَدْرٌ يخفف
ويثقل التهذيب سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ وهو الواقي الذي لا يَعْقِرُ وقيل هو بين الصغير
والكبير والقَدَرُ قِصَرُ العُنُق قَدِرَ قَدَراً وهو أَقدرُ والأَقْدَر القصير من
الرجال قال صَخْرُ الغَيّ يصف صائداً ويذكر وُعُولاً قد وردت لتشرب الماء أَرَى
الأَيامَ لا تُبْقِي كريماً ولا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعاما ولا عُصْماً
أَوابِدَ في صُخُورٍ كُسِينَ على فَراسِنِها خِداما أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو
حَشِيفٍ إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما معنى أُتيح قُدّر والضمير في لها يعود على
العُصْم والأُقَيْدِرُ أَراد به الصائد والحَشيف الثوب الخَلَقُ وسامت مَرَّتْ ومضت
والمُلَقات جمع مَلَقَةٍ وهي الصخرة الملساء والأَوابد الوحوش التي تأَبَّدَتْ أَي
توحشت والعُصْمُ جمع أَعْصَمَ وعَصْماء الوَعِلُ يكون بذراعيه بياض والخِدَام
الخَلاخِيلُ وأَراد الخطوطَ السُّودَ التي في يديه وقال الشاعر رأَوْكَ أُقَيْدِرَ
حِنْزَقْرَةً وقيل الأَقْدَر من الرجال القصير العنق والقُدَارُ الرَّبْعَةُ من
الناس أَبو عمرو الأَقْدَرُ من الخَيل الذي إِذا سار وقعت رجلاه مواقع يديه قال
رجل من الأَنصار وقال ابن بري هو عَدِيُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ ويَكْشِفُ
نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّي جُرَازٌ كالعَقِيقَةِ إِن لَقِيتُ وأَقْدَرُ مُشْرِفُ
الصَّهَوَاتِ ساطٍ كُمَيْتٌ لا أَحَقُّ ولا شَئِيتُ النخوة الكبر والمختال ذو
الخيلاء والجراز السيف الماضي في الضَّرِيبة شبهه بالعقيقة من البرق في لَمَعانه
والصهوات جمع صَهْوَة وهو موضع اللِّبْدِ من ظهر الفرس والشئيب الذي يَقْصُرُ
حافرا رجليه عن حافِرَي يديه بخلاف الأَقْدَرِ والأَحَقُّ الذي يُطَبِّقُ حافِرا
رجليه حافِرَيْ يديه وذكر أَبو عبيد أَن الأَحَقَّ الذي لا يَعْرَقُ والشَّئيتُ
العَثُور وقيل الأَقدر الذي يُجاوِزُ حافرا رجليه مَواقعَ حافِرَيْ يديه ذكره أَبو
عبيد وقيل الأَقْدَرُ الذي يضع رجليه حيث ينبغي والقِدْرُ معروفة أُنْثَى وتصغيرها
قُدَيْرٌ بلا هاء على غير قياس الأَزهري القِدْرُ مؤنثة عند جميع العرب بلا هاء
فإِذا صغرت قلت لها قُدَيرة وقُدَيْر بالهاء وغير الهاء وأَما ما حكاه ثعلب من قول
العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها فإِنه ليس على تذكير القِدْرِ ولكنهم
أَرادوا ما رأَيت شيئاً غلا قال ونظيره قول الله تعالى لا يَحِلُّ لك النساء من
بَعْدُ قال ذكر الفعل لأَن معناه معنى شيء كأَنه قال لا يحل لك شيء من النساء قال
ابن سيده فأَما قراءة من قرأَ فناداه الملائكة فإِنما بناه على الواحد عندي كقول
العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها ولا كقوله تعالى لا يحل لك النساء من
بعد لأَن قوله تعالى فناداه الملائكة ليس بجحد فيكون شيء مُقَدَّر فيه كما قُدِّرَ
في ما رأَيت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ وفي قوله لا يحل لك النساء وإِنما استعمل تقدير
شيء في النفي دون الإِيجاب لأَن قولنا شيء عام لجميع المعلومات وكذلك النفي في مثل
هذا أَعم من الإِيجاب أَلا ترى أَن قولك ضربت كل رجل كذب لا محالةً وقولك ما ضربت
رجلاً قد يجوز أَن يكون صدقاً وكذباً فعلى هذا ونحوه يوجد النفي أَعم من الإِيجاب
ومن النفي قوله تعالى لن يَنالَ اللهَ لحومُها ولا دِماؤها إِنما أَراد لن ينالَ
اللهَ شيءٌ من لحومها ولا شيء من دمائها وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ لا يُكَسَّرُ على
غير ذلك وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً طَبَخَها واقْتَدَر
أَيضاً بمعنى قَدَرَ مثل طَبَخَ واطَّبَخَ ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ أَي مطبوخ
والقَدِيرُ ما يطبخ في القِدْرِ والاقتدارُ الطَّبْخُ فيها ويقال أَتَقْتَدِرُون
أَم تَشْتَوُون الليث القديرُ ما طُبِخَ من اللحم بتَوابِلَ فإِن لم يكن ذا
تَوابِلَ فهو طبيخ واقْتَدَرَ القومُ طَبَخوا في قِدْرٍ والقُدارُ الطَّبَّاخُ
وقيل الجَزَّارُ وقيل الجَزَّار هو الذي يلي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها قال
مُهَلْهِلٌ إِنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِم هامَها ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ
القُدَّامِ القُدَّام جمع قادم وقيل هو المَلِكُ وفي حديث عُمَيْر مولى آبي اللحم
أَمرني مولاي أَن أَقْدُرَ لحماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لحم والقُدارُ الغلام
الخفيف الروح الثَّقِفُ اللَّقِفُ والقُدارُ الحية كل ذلك بتخفيف الدال والقُدارُ
الثعبان العظيم وفي الحديث كان يَتَقَدَّرُ في مرضه أَين أَنا اليومَ أَي
يُقَدِّرُ أَيامَ أَزواجه في الدَّوْرِ علهن والقَدَرةُ القارورةُ الصغيرة وقُدارُ
بن سالِفٍ الذي يقال له أَحْمَرُ ثمود عاقر ناقة صالح عليه السلام قال الأَزهري
وقالت العرب للجَزَّارِ قُدارٌ تشبيهاً به ومنه قول مُهَلْهِل ضَرْبَ القُدارِ
نَقِيعةَ القُدَّامِ اللحياني يقال أَقمت عنده قَدْرَ أَن يفعل ذلك قال ولم أَسمعهم
يطرحون أَن في المواقيت إِلا حرفاً حكاه هو والأَصمعي وهو قولهم ما قعدت عنده
الاَّ رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي وقَيْدارٌ اسم