معنى قدم الكتاب في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
تَقادَمَ وهو قدِيم والجمع قُدماء و قُدامى . وشيء قُدامٌ : كقَدِيم . وفي حديث
ابن مسعود : فسَلَّم عليه وهو يُصلِّي فلم يَرُدَّ عليه قال : فأخذني ما قَدُم وما
حَدُثَ أي الحزن والكآبةَ يريد أنه عاوَدَتْه أحْزانه القديمة واتَّصَلَت
بالحَدِيثة وقيل : معناه غَلَب عليّ التفَكُّر في أحوالي القديمة والحديثة أيُّها
كان سبباً لترك ردِّه السلام عليّ . و القَدَمُ و القُدْمةُ : السبقة في الأمر .
يقال : لفلان قَدَمُ صِدْقٍ أَي أَثرَةٌ حَسَنة . قال ابن بري : القَدَمُ
التَّقَدُّم قال الشاعر : وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قد أُصِيبُوا فإِنهم بَنَوا لكم خَيرَ
البَنِيَّة والقَدَمْ وقال أُمية بن أَبي الصلت : عَرَفْتُ أَنْ لا يَفُوتَ الله
ذُو قَدَمٍ وأَنَّه من أَمِيرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ وقال عبدا بن هَمّام
السَّلُولي : ونسْتَعِينُ إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ عِندَ اللِّقاءِ بِحَدَ
ثابتِ القَدَمِ وقال جرير : أَبَنِي أُسَيْدٍ قَدْ وَجَدْتُ لِمازِنٍ قَدَماً وليس
لكمْ قُدَيْمٌ يُعْلَمُ وفي حديث عمر : إِنَّا على مَنازِلنا مِن كتاب الله
وقِسمةِ رَسوله والرَّجلُ و قَدَمهُ والرجل وبَلاؤه أَي أَفْعاله و تقَدُّمُه في
الإِسلام وسَبْقُه . وفي التنزيل العزيز : { وبَشِّر الذين آمنوا أَنَّ لهم قَدَمَ
صِدْق عند ربهم } أَي سابِقَ خير وأَثراً حسناً قال الأَخفش : هو التقديم كأَنه
قدم خيراً وكان له فيه تقديم وكذلك القُدْمة بالضم والتسكين قال سيبويه : رجل
قدَمٌ وامرأَة قَدَمةٌ يعني أَن لهما قدَم صدق في الخير قيل : وقَدَمُ الصدقِ
المنزلة الرفيعةُ والسابقة والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال : وللكافر
قَدم شر قال ذو الرمة : وأَنتَ امْرُؤٌ من أَهلِ بَيْتِ ذُؤابةٍ لهمْ قَدَمٌ
مَعْرُوفةٌ ومَفاخِرُ قالوا : القَدَمُ والسابقة ما تقَدَّموا فيه غيرهم . وروي عن
أحمد بن يحيى . قَدَمَ صدق عند ربهم القدَم كل ما قَدَّمْت من خير . و تقَدَّمَتْ
فيه لفلان قَدَمٌ أَي تقدُّمٌ في الخير . ابن قتيبة : { أَن لهم قَدَمَ صدق } يعني
عملاً صالحاً قدّموه . أَبو زيد : رجل قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ من رجال ونساء قَدَمٍ
وهم ذوو القَدَم . وجاء في تفسير { قَدَمَ صدق } : شفاعةَ النبي صلى الله عليه
وسلم يوم القيامة . و قُدّام : نقيض وراء وهما يؤنثان ويصغران بالهاء :
قَدَيْدِمةٌ وقُدَيْدِيمة وَوُرَيِّئة وهما شاذان لأَن الهاء لا تلحق الرباعي في
الصغير قال القطامي : قُدَيْدِمةُ التَّجرِيبِ والحِلْمِ أَنَّني أُرَى غَفَلاتِ
العَيْشِ قبْلَ التَّجارِبِ قال ابن بري : من كسر أَن استأْنف ومن فتح فعلى
المفعول له . وتقول : لقيته قُدَيْدِيمةَ ذلك ووُرَيِّئةَ ذلك . قال اللحياني :
قال الكسائي قُدّام مؤنثة وإِن ذكرت جاز وقد قيل في تصغيره قُدَيْديم وهذا يقوي ما
حكاه الكسائي من تذكيرها وهي أَيضاً القُدّامُ و القَيْدامُ و القَيْدُوم عن كراع
. والقُدُم : المُضي أَمَام أَمامَ وهو يمشي القُدُمَ و القُدَمِيَّة
واليَقْدُمِيَّة و التَّقْدُمِيَّةَ إِذا مَضى في الحرب . ومضى القومُ
التَّقْدُمِيَّةَ إِذا تَقَدّموا قال سيبويه : التاء زائدة وقال : ماذا بِبَدْرٍ
فالعَقَنْ مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبينَ التَّقْدُمِيْ بالمُهَنَّدةِ
الصَّفائِحْ التهذيب : يقال مشى فلان القُدَمِيَّةَ و التَّقْدُمِيّةَ إِذا تقدّم
في الشرف والفضل ولم يتأَخر عن غيره في الإِفْضال على الناس . وروي عن ابن عباس
أَنه قال : إِن ابن أَبي العاص مشى القُدَمية وإِن الزبير لَوَى ذَنَبه أَراد
أَحدهما سَما إِلى مَعالي الأُمور فحازها وأَن الآخر قَصَّر عما سما له منها قال
أَبو عبيد في قوله مشى القُدَمِيّة : قال أَبو عمرو معناه التبَخْتر قال أَبو عبيد
: إِنما هو مثل ولم يُرد المشي بعينه ولكنه أَراد به ركب معالي الأُمور قال ابن
الأَثير : وفي رواية اليقدمية قال : والذي جاء في رواية البخاري القُدَمِيّة
ومعناها أَنه تَقدّم في الشرف والفضل على أَصحابه قال : والذي جاء في كتب الغريب
اليَقْدُمِيّة و التَّقَدُمِيّة بالياء والتاء وهما زائدتان ومعناهما التقدّم
ورواه الأَزهري بالياء المعجمة من تحت والجوهري بالتاء المعجمة من فوق قال : وقيل
إِن اليقدمية بالياء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته وأَفعاله . و التُّقْدُمُة و
التُّقْدُمِيّةُ : أَول تقدم الخيل عن السيرافي . وَقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً و
قُدُوماً و قَدِمهم كلاهما : صار أَمامهم . و أَقْدَمَه و قَدَّمه بمعنى قال لبيد
: فَمَضَى وقَدَّمَها وكانت عادةً مِنه إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَي
يُقدِّمُها قالوا : أَنث الإِقْدام لأَنه في معنى التقْدِمة وقيل : لأَنه في معنى
العادة وهي خبر كان وخبر كان هو اسمها في المعنى ومثله قولهم : ما جاءت حاجتُك
فأَنث ما حيث كانت في المعنى الحاجة . و تَقَدّم : كَقَدَّم . و قدَّمَ و
اسْتَقْدَم : تَقدَّم . التهذيب : ويقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه .
الجوهري : قَدَم بالفتح يَقْدُم قُدوماً أَي تقدّم ومنه قوله تعالى : { يَقْدُم
قومَه يوم القيامة فأَوردَهم النار } أَي يَتقدَّمُهم إِلى النار ومصدره القَدْمُ
. يقال : قَدَمَ يَقْدُم و تَقَدَّمَ يَتَقَدَّمُ و أَقدَمَ يُقْدِم و اسْتَقْدَم
يَسْتَقدِم بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : { يا أَيها الذين آمنوا لا
تُقدِّمُوا بين يدي الله ورسوله } وقرىء لا تَقَدَّمُوا قال الزجاج : معناه إِذا
أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أُمرتم أَن تفعلوه فيه وجاء في التفسير :
أَن رجلاً ذَبح يوم النحر قبل الصلاة فتقدّم قبل الوقت فأَنزل الله الآية
وأَعْلَمَ أَن ذلك غير جائز . وقال الزجاج في قوله عز وجل : { ولقد علمنا
المُستقدمين منكم } في طاعة ا والمُستأْخرين : فيها . و القَدَمةُ من الغنم : التي
تكون أَمام الغنم في الرعي . وقوله تعالى : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأْخرين } يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأَخر منهم
فيه وقيل : علمنا المستقدمين من الأُمم وعلمنا المستأْخرِين وقال ثعلب : معناه من
يأْتي منكم أَولاً إِلى المسجد ومن يأْتي متأَخراً . و قَدَّمَ بين يديه أَي
تَقدَّم وقوله عز وجل : { لا تُقَدِّموا بين يدي الله ورسوله } ولا تَقَدَّموا
فسره ثعلب فقال : من قرأ تُقَدّموا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه ومن قرأَ
لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله وقال الزجاج : تُقَدِّموا و تَقَدَّموا
بمعنى . و أَقْدِمْ و أَقْدُمْ : زجر للفرس وأَمر له بالتقَدُّم . وفي حديث بدر :
إِقْدُمْ حَيْزُوم بالكسر والصواب فتح الهمزة كأَنه يُؤمر بالإِقدام وهو التقدم في
الحرب . و الإِقْدام : الشجاعة . قال : وقد تكسر الهمزة من إِقْدم ويكون أَمراً
بالتقدُّم لا غير والصحيح الفتح من أَقْدَم . و قَيْدُوم كلِّ شيء و قَيْدامُه :
أَوله قال تميم بن مقبل : مُسامِيةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ إِذا كان قَيْدامُ
المَجَرَّةِ أَقْوَدا و قيْدُومُ الجبلِ و قُدَيْديمَتُه : أَنف يتقدَّم منه قال
الشاعر : بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَن جَدِيلَه بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ
مُمَنَّع وصَوام : اسم جبل وقول رؤبة بن العجاج : أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى
قَيْدُوما أَي أَتاناً يمشي قُدُماً . و قَيْدُوم كل شيء : مقدَّمه وصدره . و
قيدوم كُل شيءٍ : ما تقدم منه قال أَبو حية : تَحجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها
البَرَدُ أَي من قَيْدُوم هذه السحابة . و قيدوم كُل شيء : مقدمه وصدره . و قُدُم
: نقيض أُخُر بمنزلة قُبُلُ ودُبُر . ورجل قُدُم : يقتحم الأُمور والأَشياء يتقدم
الناس ويمشي في الحروب قُدُماً . ورجل قُدُمٌ و قَدَمٌ : شجاع والأُنثى قَدَمة .
ابن شميل : رجل قَدَمٌ وامرأة قَدَمٌ إِذا كانا جريئين . وفي حديث علي رضي الله
عنه : غير نَكِلٍ في قَدَم ولا واهِناً في عَزْم أَي في تقدم وقد يكون القَدَم
بمعنى التقدم . وفي الحديث : طُوبَى لعبد مُغْبَرَ قُدُمٍ في سبيل الله رجل قُدُم
بضمتين أَي شجاع ومعنى قُدُم أَي لم يُعَرِّج . وفي حديث علي : نظر قُدماً أَمامه
أَي لم يُعرِّج ولم ينثن وقد تسكن الدال . يقال : قَدَم بالفتح يَقْدَمُ قُدْماً
أَي تَقدّم . وفي حديث شيبة بن عثمان : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قُدْماً
هَا أَي تقدموا وها تنبيه يحرضهم على القتال . و القَدْمُ : الشرف القديم عى مقال
فَعْل . ابن شميل : لفلان عند فلان قَدَمٌ أَي يد ومعروف وصنيعة وقد قَدَم و
قَدِمَ و أَقْدَمَ و تَقَدَّم و استقدم بمعنى كما يقال استجاب وأَجاب . ورجل
مِقْدام و مِقْدامةٌ : مُقْدِم كثير الإِقْدام على العدوّ جريء في الحرب الأَخيرة
عن اللحياني . ورجال مَقادِيمُ والاسم منه القُدْمة أَنشد ابن الأَعرابي : تراه
على الخَيلِ ذا قُدْمةٍ إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها ورجل قَدِمٌ بكسر الدال
أَي مُتقَدِّم أَنشد أَبو عمرو لجرير : أَسُراقَ قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّني
قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِياضُ جَسُورُ ويقال : ضُرِب فَركِبَ مَقادِيمَه إِذا وقَع
على وجهه واحدها مُقْدِم . وفي المثل : اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك يعني سَرْجَكَ أَي
سبقَ ما كان غيرهُ أَحَقَّ به . ويقال : هو جَريء المُقْدَم بضم الميم وفتح الدال
أَي هو جريء عند الإِقدام . و القُدْمُ : المُضِيءُ وهو الإِقْدام . يقال :
أَقْدَم فلان على قِرْنه إِقْداماً و قُدْماً و مَقْدَماً إِذا تَقَدَّم عليه
بجراءة صدره . و أَقْدَمَ على الأمر إِقْداماً و الإِقْدامُ : ضدّ الإِحجام . و
مُقَدِّمة العسكر و قادِمَتُهم و قُداماهُم : مُتَقَدِّموهم . التهذيب : مُقَدِّمة
الجيش بكسر الدال أَوله الذين يتقدمون الجيش وأَنشد ابن بري للأَعشى : هُمُ
ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُرَاقِر مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّى تَولَّتِ وقيل :
إِنه يجوز مُقدَّمة بفتح الدال . و مُقدِّمة الجيش : هي من قَدَّم بمعنى تَقدَّم
ومنه قولهم : المُقدِّمة والنَّتيجة قال البطليوسي : ولو فتحت الدال لم يكن لحناً
لأَن غيره قدَّمه وقال لبيد في قَدَّم بمعنى تَقدَّم : قَدَّمُوا إِذْ قيلَ :
قَيْسٌ قَدِّمُوا وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ أَراد : يا قيس ويروى :
قَدَّمُوا إِذ قال قَيْسٌ قَدِّموا وقال آخر : إِن نَطق القوم فأَنت خَيَّاب أَو
سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب أَو قَدَّموا يَوْماً فأَنتَ وَجَّاب وقال الأَحوص
: فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ من الحُبِّ مُقْدِما لَمُتُّ . ولكِنّي سَأَمْضِي مُقَدِّما
وفي كتاب معاوية إِلي مَلك الروم : لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِليك أَي الجماعة التي
تتقَدَّمُ الجيش من قدَّم بمعنى تَقَدَّمَ وقد استعير لكل شيء فقيل : مُقَدِّمة
الكتاب و مُقدِّمة الكلام بكسر الدال قال : وقد تفتح . و مُقَدِّمةُ الإِبل والخيل
و مُقَدَّمتهما الأَخيرة عن ثعلب : أَول ما يُنْتَج منهما ويَلْقَح وقيل :
مُقدِّمةُ كل شيء أَوله و مُقَدَّم كل شيء نقيض مؤخره . ويقال : ضَرب مُقدَّم وجهه
. و مُقْدِم العين : ما وَلِيَ الأَنف بكسر الدال كمُؤْخِرها ما يلي الصدغ وقال
أَبو عبيد : هو مُقدَّم العين وقال بعض المحررين : لم يسمع المُقدَّمُ إِلا في
مُقدَّم العين وكذلك لم يسمع في نقيضه المؤخَّر إِلا مؤخَّر العين وهو ما يلي
الصدغ . ويقال : ضرب مُقدَّم رأْسه ومؤخَّره . و المُقَدِّمة : ما استقبلك من الجبهة
والجبين . و المُقَدِّمة : الناصية والجَبهة . و مقَاديِم وجهه : ما استقبلت منه
واحدها مُقْدِم و مُقَدِّم الأَخيرة عن اللحياني . قال ابن سيده : فإِذا كان
مَقادِيم جمع مُقْدِم فهو شاذ وإِذا كان جمع مُقَدِّم فالياء عوض وامْتَشَطت
المرأَةُ المُقدِمةَ بكسر الدال لا غير : وهو ضرب من الامتشاط قال أَراه من قُدّام
رأْسها . و قادِمةُ الرحل و قادِمُه و مُقْدِمُه و مُقْدِمَتُه بكسر الدال مخففة و
مُقَدَّمُه و مُقَدَّمَتُه بفتح الدال المشددة : أَمام الواسط وكذلك هذه اللغات
كلها في آخرة الرحل وقال : كأَنَّ مِن آخِرها إِلقادِمِ مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ
المَخارِمِأَراد من آخرها إِلى القادم فحذف إِحدى اللامين الأُولى . قال أَبو
منصور : العرب تقول آخِرة الرحل وواسِطُه ولا تقول قادِمته . وفي الحديث : إِن
ذِفْراها لتكاد تُصيب قادِمةَ الرَّحل هي الخشبة التي في مُقَدِّمة كَوْر البعير
بمنزلة قَرَبوس السرج . و قَيْدُوم الرحل : قادِمتُه . و قادِم الإِنسان : رأْسه
والجمع القَوادِمُ وهي المَقادِم وأَكثر ما يتكلم به جمعاً وقيل : لا يكاد يتكلم
بالواحد منه . و القادِمتانِ و القادِمان : الخِلْفانِ المُتقدِّمان من أَخلاف
الناقة . و قادِم الأَطْباء والضُّروع : الخلفان المتقدمان من أُخلاف البقرة
والناقة وإِنما يقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِران إِلا أَن طرفة استعاره للشاة
فقال : مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وليس
لهما آخِران وللناقة قادِمان وآخران الواحد قادم وآخر وكذلك البقرة و قادِماها
خِلْفاها اللذان يليان السرة وآخراها الخلفان اللذان يليان مؤخرها . و قَوادِمُ
ريش الطائر : ضد خَوافِيها الواحدة قادِمة وخافِية . ابن سيده : و القَوادِمُ
أَربع رِيشات في مُقَدَّم الجناح الواحدة قادِمة وهي القُدامَى والمناكب اللواتي بعدهن
إِلى أَسفل الجناح والخَوافي ما بعد المناكب والأَباهر من بعد الخوافي وقيل :
قَوادِم الطير مَقادِيم ريشه وهي عشر في كل جناح . ابن الأَنباري : قُدامَى الريش
المُقَدَّم قال رؤبة : خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافي مِن القُدامَى لا مِن
الخَوافي ومن أَمثالهم : ما جَعل القَوادِم كالخَوافي قال ابن بري : القُدامَى
تكون واحداً كشُكاعَى وتكون جمعاً كسُكارَى قال القطامي : وقد عَلمت شُيوخُهمُ
القُدامى وهذا البيت أَورده الأَزهري مستشهداً به على القدامى بمعنى القدماء
وسيأْتي . و المِقْدام : ضرب من النخل قال أَبو حنيفة : هو أَبكر نخل عُمان سميت
بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ . و القَدَمُ : الرِّجل أُنثى والجمع أَقدام لم
يجاوزوا به هذا البناء . ابن السكيت : القَدَمُ والرِّجل أُنثيان وتصغيرهما
قُدَيمة ورُجَيلة ويجمعان أَرْجُلاً و أَقداماً . الليث : القَدَم من لدن الرُّسْغ
ما يطأُ عليه الإِنسان قال ابن بري : وقد يجمع قَدَم على قُدام قال جرير :
وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُوخيضف : فيعل من الخَضْف وهو الضُّراط .
وقوله تعالى : { ربنا أَرِنا اللَّذَيْن أَضلاَّنا من الجن والإِنس نَجْعلْهما تحت
أَقْدامِنا } جاء في التفسير : أَنه يعني ابن آدم قابيل الذي قتل أَخاه وإِبليس
ومعنى { نجعلهما تحت أَقدامنا } أَي يكونان في الدرك الأَسفل من النار . وقوله صلى
الله عليه وسلم : كلُّ دم ومالٍ ومَأْثُرة كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ
هاتين أَراد أَني قد أَهدرت ذلك كله قال ابن الأَثير : أَراد إُخفاءها وإِعدامها
وإِذلال أَمر الجاهلية ونقض سُنَّتها ومنه الحديث : ثلاثة في المَنْسَى تحت قَدَمِ
الرحمن أَي أَنهم مَنسيون متروكون غير مذكورين بخير . وفي أَسمائه صلى الله عليه
وسلم : أَنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قَدَمِي أَي على أَثَرِي . وفي حديث
مواقيت الصلاة : كان قَدْرُ صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أَقدام إِلى خمسة أَقدام
قال ابن الأَثير أَقدامُ الظل التي تُعرف بها أَوقات الصلاة هي قَدَمُ كل إِنسان
على قدر قامته وهذا أَمر يختلف باختلاف الأَقاليم والبلاد لأَن سبب طول الظل وقصره
هو انحطاط الشمس وارتفاعها إِلى سمت الرؤوس فكلما كانت أَعلى وإِلى محاذاة الرؤوس
في مجراها أَقرب كان الظل أَقصر وينعكس الأَمر بالعكس ولذلك ترى ظل الشتاء في
البلاد الشمالية أَبداً أَطول من ظل الصيف في كل موضع منها وكانت صلاته صلى الله
عليه وسلم بمكة والمدينة وهما من الإِقليم الثاني ويذكر أَن الظل فيهما عند
الاعتدال في آذار وأَيلول ثلاثة أَقدام وبعض قدم فيشبه أَن تكون صلاته إِذا اشتد
الحر متأَخرة عن الوقت المعهود قبله إِلى أَن يصير الظل خمسة أَقدام أَو خمسة
وشيئاً ويكون في الشتاء أَول الوقت خمسة أَقدام وآخره سبعة أَو سبعة وشيئاً فينزل
هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإِقليم دون سائر الأَقاليم . قال ابن سيده :
وأَما ما جاء في حديث صفة النار من أَنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تسكن جهنم
حتى يضع الله فيها قَدَمه فإِنه روي عن الحسن وأَصحابه أَنه قال : حتى يجعل الله
فيها الذين قَدَّمهم لها من شرار خلقه فهم قَدَمُ الله للنار كما أَن المسلمين
قَدَمُه إِلى الجنة . و القَدَمُ : كل ما قَدَّمت من خير أَو شر و تَقَدَّمتْ
لفلان فيه قَدَمٌ أَي تَقَدُّمٌ من خير أَو شر وقيل : وضع القَدَم على الشيء مثل
للرَّدْع والقَمْع فكأَنه قال يأْتيها أَمر الله فيكفها عن طلب المزيد وقيل :
أَراد به تسكين فَوْرَتها كما يقال للأَمر تريد إِبطاله : وَضَعْتُه تحت قَدَمِي
وقيل : حتى يضع الله فيها قدمه إِنه متروك على ظاهره ويُؤمَن به ولا يُفسر ولا
يُكيَّف . ابن بري : يقال هو يضع قدماً على قدم إِذا تتبع السهل من الأَرض قال
الراجز : قد كان عَهْدِي ببَني قَيْس وهُمْ لا يَضَعُون قَدَماً على قَدَمْ ولا
يَحُلُّونَ بِإِلَ في الحَرَمْ يقول : عهدي بهم أَعزاء لا يَتَوَقَّوْن ولا
يَطلبون السَّهْل وقيل : لا يكونون تِباعاً لقوم قال : وهذا أَحسن القولين وقوله :
ولا يحلون بإِلَ أَي لا ينزلون بجوار أَحد يأْخذون منه إِلاَّ وذمَّة . و القُدوم
: الرجوع من السفر قَدِمَ من سفره يَقْدَم قُدوماً و مَقْدَماً بفتح الدال فهو
قادم : آب والجمع قُدُمٌ و قُدَّام تقول : وردت مَقْدَم الحاج تجعله ظرفاً وهو
مصدر أَي وقت مَقْدَم الحاج . ويقال : قَدِمَ فلان من سفره يقْدَم قُدُوماً . و
قَدِم فلان على الأَمر إِذا أَقْدَم عليه ومنه قول الأَعشى : فكَمْ ما تَرَينَ
امْرءاً راشِداً تَبَيَّنَ ثم انتهى إِذْ قَدِم و قَدِمَ فلان إِلى أَمر كذا وكذا
أَي قصد له ومنه قوله تعالى : { وقَدِمْنا إِلى ما عَمِلوا من عَمَلٍ } قال الزجاج
والفراء : معنى قَدمنا عَمَدنا وقصَدنا كما تقول قام فلان يفعل كذا تريد قصد إِلى
كذا ولا تريد قام من القيام على الرِّجلين . و القُدائِمُ : القَدِيم من الأَشياء
همزته زائدة . ويقال : قِدْماً كان كذا وكذا وهو اسم من القِدَم جعل اسماً من
أَسماء الزمان . و القُدامَى : القُدَماء قال القطامي : وقد عَلِمَتْ شُيُوخُهُمُ
القُدَامى إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جمع النَّسْر . ومضى قُدُماً بضم
الدال : لم يُعرّج ولم يَنثن وقال يصف امرأَة فاجرة : تَمضِي إذا زُجِرَتْ عن
سَوْأَةٍ قُدُما كأنَّها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ يقول : إِذا زُجِرَت عن قبيح
أسرعت إِليه ووقعت فيه كما يقع الهَدَمُ في البئر بإِسراع وهذا البيت أَنشده ابن
السيرافي عن ابن دريد مع أَبيات وهي : قد رابَني مِنْكِ يا أَسماء إِعْراضُ فَدامَ
مِنَّا لكمْ مَقْتٌ وإِبْغاضُ إِن تُبْغِضيني فما أَحْبَبْتُ غانِيةً يرُوضُها من
لِئام الناسِ رَوَّاضُ تمضي إذا زُجِرَت عن سوأَة قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجفر
منقاضُ قُل لِلغَواني : أَمَا فِيكُنَّ فاتكةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه
إِمحاضُ و القُدَّام : القادمون من سفر . و القُدَّام : المِلك قال مهلهل : إِنا
لنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ وقيل :
القُدَّام ههنا جمع قادم من سفر . وقال ابن القطاع : القِدِّيمُ الملِك وفي حديث
الطُّفَيْل بن عمرو : فَفينا الشِّعر والمَلِكُ القُدامُ أَي القَدِيمُ
المُتَقَدِّم مثل طويل وطُوالٍ . أَبو عمرو : القُدَّامُ و القِدِّيم الذي
يتَقدَّم الناس بشرف . ويقال : القُدَّام رئيس الجيش . و القَدُوم : التي يُنحَت
بها مخفف أُنثى قال ابن السكيت : ولا تقل قَدُّوم بالتشديد قال مرقش : يا بِنْتَ
عَجْلانَ ما أصْبَرني على خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدومِ وأَنشد الفراء : فقُلتُ :
أَعِيراني القدُومَ لعَلَّني أَخُطُّ بها قَبْراً لأَبيَضَ ماجِدِ والجمع قَدائِمُ
و قُدُمٌ قال الأَعشى : أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنو دَحَوْلَين تَضرب فيه القُدُم
وقيل : قَدائِم جمع القُدُم مثل قُلُصٍ وقَلائِصَ قال ابن بري : من نصب الجنود جعله
مفعولاً لأَقام أَي أَقام الجنود بهذا البلد حولين ومن خفضه فعلى الإِضافة على
معنى ملكُ الجنودِ وقائد الجنود قال : و قَدائمُ جمع قَدُوم لا قُدُم قال : وكذلك
قلائصُ جمع قَلوص لا قُلُص قال : وهذا مذهب سيبويه وجميع النحويين . و قَدُوم :
ثنية بالسَّراة وقيل : قَدُوم قرية بالشام قال : وقد يقال بالأَلف واللام . وقوله
: اخْتَتن إِبراهيمُ ب أَي هنالك . ابن شميل في قوله صلى الله عليه وسلم : أَوّل
من اختتن إبراهيم ب قال : قطعه بها فقيل له : يقولن قَدوم قرية بالشام فلم يعرفه
وثبت على قوله ويروى بغير أَلف ولام وقيل : القدوم بالتخفيف والتشديد قدوم النجار
. وفي الحديث : أَن زوج فُرَيْعة قتل بطرَف القدوم هو بالتخفيف وبالتشديد موضع على
ستة أَميال من المدينة . الصحاح : القدوم اسم موضع . وفي حديث أَبي هريرة : قال له
أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلى من قَدومِ ضَأْنٍ قيل : هي ثنية أَو جبل بالسَّراة من
أَرض دَوْس وقيل : القَدُوم ما تقدَّم من الشاة وهو رأْسُها وإِنما أَراد احتِقاره
وصِغَر قَدْره . قال ابن بري : وفي هذا الفصل أَبو قُدامة وهو جبل يُشرف على
المُعَرَّف . ابن سيده : و قَدُومى مقصور موضع بالجزيرة أَو ببابل . وبنو قَدَم :
حيّ . و قُدَم : حيّ منهم . و قُدَم : موضع باليمن سمي باسم أَبي هذه القبيلة
والثياب القُدَمية منسوبة إِليه . شمر عن ابن الأَعرابي : القَدْم بالقاف ضرب من
الثياب حُمر قال : وأَقرأَني بيت عنترة : وبِكُلِّ مُرْهَفةٍ لها نَفَثٌ تحْتَ
الضُّلوعِ كَطُرَّة القَدْمِ لا يرويه إِلا القَدْم قال : والفَدْم بالفاء هذا على
ما جاء وذاك على ما جاء . و قادِم و قُدامة و مُقَدَّم و مِقْدام و مُقْدِم :
أَسماء . و قَدَمُ : اسم امرأَة . و قَدامِ : اسم فرس عُروة بن سِنان . و قَدامِ :
اسم كلبة وقال : وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ وقدْ أَوْفى اللَّحاقَ وحانَ
مَصْرَعُهُ و يقْدُم بالياء : اسم رجل وهو يَقْدُم بن عَنَزَةبن أَسد بن رَبيعة بن
نِزار . ابن شميل : ويقال قَدِمة من الحَرّة و قَدِمٌ وصَدِمةٌ وصَدِمٌ ما غَلُظ
من الحرّة والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الكِتابُ معروف
والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً
وكَتَّبَه خَطَّه قال أَبو النجم أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ تَخُطُّ
رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ قال ورأَيت في
بعض النسخ
الكِتابُ معروف
والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً
وكَتَّبَه خَطَّه قال أَبو النجم أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ تَخُطُّ
رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ تُكَتِّبانِ في الطَّريقِ لامَ أَلِفْ قال ورأَيت في
بعض النسخِ تِكِتِّبانِ بكسر التاء وهي لغة بَهْرَاءَ يَكْسِرون التاء فيقولون
تِعْلَمُونَ ثم أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ التاء والكِتابُ أَيضاً الاسمُ عن اللحياني
الأَزهري الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً والكِتابُ مصدر والكِتابةُ لِمَنْ
تكونُ له صِناعةً مثل الصِّياغةِ والخِياطةِ والكِتْبةُ اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه
ويقال اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْتُبَ له كِتاباً في حاجة
واسْتَكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْتُبَه له ابن سيده اكْتَتَبَه ككَتَبَه
وقيل كَتَبَه خَطَّه واكْتَتَبَه اسْتَمْلاه وكذلك اسْتَكْتَبَه واكْتَتَبه كَتَبه
واكْتَتَبْته كَتَبْتُه وفي التنزيل العزيز اكْتَتَبَها فهي تُمْلى عليه بُكْرةً
وأَصِيلاً أَي اسْتَكْتَبَها ويقال اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه في دِيوانِ
السُّلْطان وفي الحديث قال له رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً وإِني
اكْتُتِبْت في غزوة كذا وكذا أَي كَتَبْتُ اسْمِي في جملة الغُزاة وتقول
أَكْتِبْنِي هذه القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ والكِتابُ ما كُتِبَ فيه وفي الحديث
مَن نَظَرَ في كِتابِ أَخيه بغير إِذنه فكأَنما يَنْظُرُ في النار قال ابن الأَثير
هذا تمثيل أَي كما يَحْذر النارَ فَلْيَحْذَرْ هذا الصنيعَ قال وقيل معناه كأَنما
يَنْظُر إِلى ما يوجِبُ عليه النار قال ويحتمل أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن
الجناية منه كما يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قوم وهم له كارهُونَ قال وهذا
الحديث محمولٌ على الكِتابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانة يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع
عليه وقيل هو عامٌّ في كل كتاب وفي الحديث لا تَكْتُبوا عني غير القرآن قال ابن
الأَثير وَجْهُ الجَمْعِ بين هذا الحديث وبين اذنه في كتابة الحديث [ ص 699 ] عنه فإِنه
قد ثبت إِذنه فيها أَن الإِذْنَ في الكتابة ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت
وبإِجماع الأُمة على جوازها وقيل إِنما نَهى أَن يُكْتَبَ الحديث مع القرآن في
صحيفة واحدة والأَوَّل الوجه وحكى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العَلاء أَنه سمع بعضَ
العَرَب يقول وذَكَر إِنساناً فقال فلانٌ لَغُوبٌ جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها
فقلتُ له أَتَقُولُ جاءَته كِتابي ؟ فقال نَعَمْ أَليس بصحيفة فقلتُ له ما
اللَّغُوبُ ؟ فقال الأَحْمَقُ والجمع كُتُبٌ قال سيبويه هو مما اسْتَغْنَوْا فيه
ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عن بناء أَدْناه فقالوا ثلاثةُ كُتُبٍ والمُكاتَبَة
والتَّكاتُبُ بمعنى والكِتابُ مُطْلَقٌ التوراةُ وبه فسر الزجاج قولَه تعالى
نَبَذَ فَريقٌ من الذين أُوتُوا الكِتابَ وقوله كتابَ اللّه جائز أَن يكون القرآنَ
وأَن يكون التوراةَ لأَنَّ الذين كفروا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم قد نَبَذُوا التوراةَ
وقولُه تعالى والطُّورِ وكتابٍ مَسْطور قيل الكِتابُ ما أُثْبِتَ على بني آدم من
أَعْمالهم والكِتابُ الصحيفة والدَّواةُ عن اللحياني قال وقد قرئ ولم تَجدوا
كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِباً فالكِتابُ ما يُكْتَبُ فيه وقيل الصّحيفة والدَّواةُ
وأما الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ وكَتَّبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتاباً
عَلَّمَه الكِتابَ ورجل مُكْتِبٌ له أَجْزاءٌ تُكْتَبُ من عنده والمُكْتِبُ
المُعَلِّمُ وقال اللحياني هو المُكَتِّبُ الذي يُعَلِّم الكتابَة قال الحسن كان
الحجاج مُكْتِباً بالطائف يعني مُعَلِّماً ومنه قيل عُبَيْدٌ المُكْتِبُ لأَنه كان
مُعَلِّماً والمَكْتَبُ موضع الكُتَّابِ والمَكْتَبُ والكُتَّابُ موضع تَعْلِيم
الكُتَّابِ والجمع الكَتَاتِيبُ والمَكاتِبُ المُبَرِّدُ المَكْتَبُ موضع التعليم
والمُكْتِبُ المُعَلِّم والكُتَّابُ الصِّبيان قال ومن جعل الموضعَ الكُتَّابَ فقد
أَخْطأَ ابن الأَعرابي يقال لصبيان المَكْتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً ورجلٌ كاتِبٌ
والجمع كُتَّابٌ وكَتَبة وحِرْفَتُه الكِتابَةُ والكُتَّابُ الكَتَبة ابن
الأَعرابي الكاتِبُ عِنْدَهم العالم قال اللّه تعالى أَم عِنْدَهُم الغيبُ فَهُمْ
يَكْتُبونَ ؟ وفي كتابه إِلى أَهل اليمن قد بَعَثْتُ إِليكم كاتِباً من أَصحابي
أَراد عالماً سُمِّي به لأَن الغالبَ على من كان يَعْرِفُ الكتابةَ أَن عنده العلم
والمعرفة وكان الكاتِبُ عندهم عزيزاً وفيهم قليلاً والكِتابُ الفَرْضُ والحُكْمُ
والقَدَرُ قال الجعدي
يا ابْنَةَ عَمِّي كِتابُ اللّهِ أَخْرَجَني ... عَنْكُمْ وهل أَمْنَعَنَّ اللّهَ
ما فَعَلا ؟
والكِتْبة الحالةُ والكِتْبةُ الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ ويقال اكْتَتَبَ
فلانٌ أَي كَتَبَ اسمَه في الفَرْض وفي حديث ابن عمر من اكْتَتَبَ ضَمِناً بعَثَه
اللّه ضَمِناً يوم القيامة أَي من كَتَبَ اسْمَه في دِيوانِ الزَّمْنَى ولم يكن
زَمِناً يعني الرجل من أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الدِّيوانِ فَرْضٌ فلما نُدِبَ
للخُروجِ مع المجاهدين سأَل أَن يُكْتَبَ في الضَّمْنَى وهم الزَّمْنَى وهو صحيح
والكِتابُ يُوضَع موضع الفَرْض قال اللّه تعالى كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القَتْلى
وقال عز وجل كُتِبَ عليكم الصيامُ معناه فُرِضَ [ ص 700 ] وقال وكَتَبْنا عليهم
فيها أَي فَرَضْنا ومن هذا قولُ النبي صلى اللّه عليه وسلم لرجلين احتَكما إِليه
لأَقْضِيَنَّ بينكما بكِتابِ اللّه أَي بحُكْم اللّهِ الذي أُنْزِلَ في كِتابه أَو
كَتَبَه على عِبادِه ولم يُرِدِ القُرْآنَ لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْر
لَهُما فيه وقيل معناه أَي بفَرْضِ اللّه تَنْزيلاً أَو أَمْراً بَيَّنه على لسانِ
رسوله صلى اللّه عليه وسلم وقولُه تعالى كِتابَ اللّهِ عليكم مصْدَرٌ أُريدَ به
الفِعل أَي كَتَبَ اللّهُ عليكم قال وهو قَوْلُ حُذَّاقِ النحويين ( 1 )
( 1 قوله « وهو قول حذاق النحويين » هذه عبارة الأزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني
في تكملته ثم قال وقال الكوفيون هو منصوب على الاغراء بعليكم وهو بعيد لأن ما
انتصب بالاغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد تقدم في هذا الموضع
ولو كان النص عليكم كتاب اللّه لكان نصبه على الاغراء أحسن من المصدر ) وفي حديث
أَنَسِ بن النَّضْر قال له كِتابُ اللّه القصاصُ أَي فَرْضُ اللّه على لسانِ نبيه
صلى اللّه عليه وسلم وقيل هو إِشارة إِلى قول اللّه عز وجل والسِّنُّ بالسِّنِّ
وقوله تعالى وإِنْ عاقَبْتُمْ فعاقِبوا بمثل ما عُوقِبْتُمْ به وفي حديث بَريرَةَ
من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كتاب اللّه أَي ليس في حكمه ولا على مُوجِبِ قَضاءِ
كتابِه لأَنَّ كتابَ اللّه أَمَرَ بطاعة الرسول وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ له
وقد جعل الرسولُ الوَلاءَ لمن أَعْتَقَ لا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور في القرآن نصّاً
والكِتْبَةُ اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه واسْتَكْتَبه أَمَرَه أَن يَكْتُبَ له
أَو اتَّخَذه كاتِباً والمُكاتَبُ العَبْدُ يُكاتَبُ على نَفْسه بثمنه فإِذا سَعَى
وأَدَّاهُ عَتَقَ وفي حديث بَريرَة أَنها جاءَتْ تَسْتَعِينُ بعائشة رضي اللّه
عنها في كتابتها قال ابن الأَثير الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه على مالٍ
يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً فإِذا أَدَّاه صار حُرّاً قال وسميت كتابةً بمصدر
كَتَبَ لأَنه يَكْتُبُ على نفسه لمولاه ثَمَنه ويَكْتُبُ مولاه له عليه العِتْقَ
وقد كاتَبه مُكاتَبةً والعبدُ مُكاتَبٌ قال وإِنما خُصَّ العبدُ بالمفعول لأَن
أَصلَ المُكاتَبة من المَوْلى وهو الذي يُكاتِبُ عبده ابن سيده كاتَبْتُ العبدَ
أَعْطاني ثَمَنَه على أَن أُعْتِقَه وفي التنزيل العزيز والذينَ يَبْتَغُون الكِتاب
مما مَلَكَتْ أَيمانُكم فكاتِبُوهم إِنْ عَلِمْتم فيهم خَيْراً معنى الكِتابِ
والمُكاتَبةِ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه على مالٍ يُنَجِّمُه عليه
ويَكْتُبَ عليه أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه في كلِّ نَجْمٍ كذا وكذا فهو حُرٌّ
فإِذا أَدَّى جميع ما كاتَبه عليه فقد عَتَقَ وولاؤُه لمولاه الذي كاتَبهُ وذلك
أَن مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأَصْل لمولاه فالسيد مُكاتِب والعَبدُ
مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المال سُمِّيت مُكاتَبة لِما
يُكْتَبُ للعبد على السيد من العِتْق إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه ولِما يُكتَبُ
للسيد على العبد من النُّجُوم التي يُؤَدِّيها في مَحِلِّها وأَنَّ له تَعْجِيزَه
إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عليه الليث الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة
بالسَّيْرِ وجمعها كُتَبٌ ابن سيده الكُتْبَةُ بالضم الخُرْزَة التي ضَمَّ السيرُ
كِلا وَجْهَيْها وقال اللحياني الكُتْبة السَّيْر الذي تُخْرَزُ به المَزادة
والقِرْبةُ والجمع كُتَبٌ بفتح التاءِ قال ذو الرمة
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها
الكُتَبُ
[ ص 701 ] الوَفْراءُ الوافرةُ والغَرْفيةُ المَدْبُوغة بالغَرْف وهو شجرٌ يُدبغ
به وأَثْأَى أَفْسَدَ والخَوارِزُ جمع خارِزَة وكَتَبَ السِّقاءَ والمَزادة
والقِرْبة يَكْتُبه كَتْباً خَرَزَه بِسَيرين فهي كَتِيبٌ وقيل هو أَن يَشُدَّ
فمَه حتى لا يَقْطُرَ منه شيء وأَكْتَبْتُ القِرْبة شَدَدْتُها بالوِكاءِ وكذلك
كَتَبْتُها كَتْباً فهي مُكْتَبٌ وكَتِيبٌ ابن الأَعرابي سمعت أَعرابياً يقول
أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فلم يَسْتَكْتِبْ أَي لم يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه
وفي حديث المغيرة وقد تَكَتَّبَ يُزَفُّ في قومه أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ عليه
ثيابَه من كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه وقال اللحياني اكْتُبْ قِرْبَتَك
اخْرُزْها وأَكْتِبْها أَوكِها يعني شُدَّ رأْسَها والكَتْبُ الجمع تقول منه
كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بين شُفْرَيْها بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ والكُتْبَةُ
ما شُدَّ به حياءُ البغلة أَو الناقة لئلا يُنْزَى عليها والجمع كالجمع وكَتَبَ
الدابةَ والبغلة والناقةَ يَكْتُبها ويَكْتِبُها كَتْباً وكَتَبَ عليها خَزَمَ
حَياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها لئلا يُنْزَى عليها
قال
لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ به ... على بَعِيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ
وذلك لأَنَّ بني فزارة كانوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل والبعيرُ هنا الناقةُ
ويُرْوَى على قَلُوصِك وأَسْيار جمع سَيْر وهو الشَّرَكَةُ أَبو زيد كَتَّبْتُ
الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ على غير ولدها كُتِبَ
مَنْخُراها بخَيْطٍ قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عنها ليكونَ أَرْأَم لها ابن سيده
وكَتَبَ الناقة يَكْتُبُها كَتْباً ظَأَرها فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ لئلا
تَشُمَّ البَوَّ فلا تَرْأَمَه وكَتَّبَها تَكْتيباً وكَتَّبَ عليها صَرَّرها
والكَتِيبةُ ما جُمِعَ فلم يَنْتَشِرْ وقيل هي الجماعة المُسْتَحِيزَةُ من الخَيْل
أَي في حَيِّزٍ على حِدَةٍ وقيل الكَتيبةُ جماعة الخَيْل إِذا أَغارت من المائة
إِلى الأَلف والكَتيبة الجيش وفي حديث السَّقيفة نحن أَنصارُ اللّه وكَتيبة
الإِسلام الكَتيبةُ القِطْعة العظيمةُ من الجَيْش والجمع الكَتائِبُ وكَتَّبَ
الكَتائِبَ هَيَّأَها كَتِيبةً كتيبةً قال طُفَيْل
فأَلْوَتْ بغاياهم بنا وتَباشَرَتْ ... إِلى عُرْضِ جَيْشٍ غيرَ أَنْ لم يُكَتَّبِ
وتَكَتَّبَتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ قال شَمِرٌ كل ما ذُكِرَ في الكَتْبِ قريبٌ
بعضُه من بعضٍ وإِنما هو جَمْعُكَ بين الشيئين يقال اكْتُبْ بَغْلَتَك وهو أَنْ
تَضُمَّ بين شُفْرَيْها بحَلْقةٍ ومن ذلك سميت الكَتِيبَةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ
فاجْتَمَعَتْ ومنه قيل كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حرف وقول
ساعدة بن جُؤَيَّة
لا يُكْتَبُون ولا يُكَتُّ عَدِيدُهم ... جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا
قيل معناه لا يَكْتُبُهم كاتبٌ من كثرتهم وقد قيل معناه لا يُهَيَّؤُونَ
وتَكَتَّبُوا تَجَمَّعُوا والكُتَّابُ سَهْمٌ صغير مُدَوَّرُ الرأْس يَتَعَلَّم به
الصبيُّ الرَّمْيَ وبالثاءِ أَيضاً والتاء في هذا الحرف أَعلى من الثاءِ وفي حديث
الزهري الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ [ ص 702 ] وفيها صُلْحٌ الكُتَيْبةُ
مُصَغَّرةً اسم لبعض قُرى خَيْبَر يعني أَنه فتَحَها قَهْراً لا عن صلح وبَنُو
كَتْبٍ بَطْنٌ واللّه أَعلم