قَلَد الماءَ في
الحَوْضِ واللبن في السقاء والسمْنَ في النِّحْي يَقْلِدهُ قَلْداً جمعه فيه وكذلك
قَلَد الشرابَ في بَطْنِه والقَلْدُ جمع الماء في الشيء يقال قَلَدْتُ أَقْلِدُ
قَلْداً أَي جمعت ماء إِلى ماء أَبو عمرو هم يَتَقالَدون الماء ويتَفَارطُون
ويَ
قَلَد الماءَ في
الحَوْضِ واللبن في السقاء والسمْنَ في النِّحْي يَقْلِدهُ قَلْداً جمعه فيه وكذلك
قَلَد الشرابَ في بَطْنِه والقَلْدُ جمع الماء في الشيء يقال قَلَدْتُ أَقْلِدُ
قَلْداً أَي جمعت ماء إِلى ماء أَبو عمرو هم يَتَقالَدون الماء ويتَفَارطُون
ويَتَرَقَّطون ويَتَهاجَرون ويتفارَصُونَ وكذلك يَترافَصُون أَي يتناوبون وفي حديث
عبد الله بن عمرو أَنه قال لِقَيِّمِه على الوهط إِذا أَقَمْتَ قَِلْدَكَ من الماء
فاسقِ الأَقْرَبَ فالأَقرب أَراد بِقِلْدِه يوم سَقْيِه ماله أَي إِذا سقيت
أَرْضَك فأَعْطِ من يليك ابن الأَعرابي قَلَدْتُ اللبن في السقاء وقَرَيْتُه جمعته
فيه أَبو زيد قَلَدْتُ الماء في الحوض وقَلَدْت اللبن في السقاء أَقْلِدُه قَلْداً
إِذا قَدَحًْتَ بقدَحِكَ من الماء ثم صَبَبْتَه في الحوض أَو في السقاء وقَلَدَ من
الشراب في جوفه إِذا شرب وأَقْلَدَ البحرُ على خلق كثير ضمّ عليهم أَي غَرَّقهم
كأَنه أُغْلِقَ عليهم وجعلهم في جوفه قال أُمية بن أَبي الصلت تُسَبِّحُه
النِّينانُ والبَحْرُ زاخِراً وما ضَمَّ مِنْ شيَءٍ وما هُوَ مُقْلِدُ ورجل
مِقْلَدٌ مَجْمَعٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد جاني جَرادٍ في وعاء مِقْلَدَا
والمِقْلَدُ عَصاً في رأْسها اعْوِجاجٌ يُقْلَدُ بها الكلأُ كما يُقْتَلَدُ
القَتُّ إِذا جُعِلَ حبالاً أَي يُفْتَلُ والجمع المَقالِيدُ والمِقْلَدُ
المنْجَلُ يقطع به القتُّ قال الأَعشى لَدَى ابنِ يزيدٍ أَو لَدَى ابن مُعَرِّفٍ
يَقُتُّ لها طَوْراً وطَوْراً بمِقْلَدِ والمِقْلَدُ مِفتاح كالمِنْجَلِ وقيل
الإِقْليدُ مُعَرَّبٌ وأَصله كِلِيذ أَبو الهيثم الإِقْلِيدُ المِفْتاحُ وهو
المِقْلِيدُ وفي حديث قَتْلِ ابن أَبي الحُقَيْق فقمت إِلى الأَقالِيدِ فأَخذْتُها
هي جمع إِقْلِيد وهي المفاتِيحُ ابن الأَعرابي يقال للشيخ إِذا أَفْنَدَ قد
قُلِّدَ حَبلَه فلا يُلْتَفَتِ إِلى رأْيه والقَلْدُ دارَتُك قُلْباً على قُلْبٍ
من الحُليِّ وكذلك لَيُّ الحَديدةِ الدقيقة على مثلها وقَلَدَ القُلْبَ على
القُلْبِ يَقْلِدُه قَلْداً لواه وذلك الجَرِيدة إِذا رَقَّقَها ولواها على شيء
وكل ما لُوِيَ على شيءٍ فقد قُلِدَ وسِوارٌ مَقْلودٌ وهو ذو قُلْبَينِ مَلْوِيَّيْنِ
والقَلْدُ لَيُّ الشيءِ على الشيء وسوارٌ مَقْلُودٌ وقَلْدٌ مَلْوِيٌّ والقَلْدُ
السِّوارُ المَفْتُولُ من فضة والإِقْلِيدُ بُرَة الناقة يُلْوَى طرفاها والبرَةُ
التي يُشَدُّ فيها زمام الناقة لها إِقليد وهو طَرَفها يُثْنى على طرفها الآخر
ويُلْوَى لَياً حتى يَسْتَمْسِك والإِقْلِيدُ المِفتاحُ يمانية وقال اللحياني هو
المفتاح ولم يعزها إِلى اليمن وقال تبَّعٌ حين حج البيت وأَقَمْنا به من الدَّهْر
سَبْتاً وجَعَلْنا لِبابِهِ إِقْلِيدَا سَبْتاً دَهْراً ويروى ستاً أَي ست سنين
والمِقْلدُ والإِقْلادُ كالإِقْلِيدِ والمِقْلادُ الخِزانةُ والمَقالِيدُ
الخَزائِنُ وقَلَّدَ فلانٌ فلاناً عَمَلاَ تَقْلِيداً وقوله تعالى له مقاليد
السموات والأَرض يجوز أَن تكون المَفاتيحَ ومعناه له مفاتيح السموات والأَرض ويجوز
أَن تكون الخزائن قال الزجاج معناه أَن كل شيء من السموات والأَرضِ فالله خالقه
وفاتح بابه قال الأَصمعي المقالِيدُ لا واحدَ لها وقَلَدَ الحبْلَ يَقْلِدُه
قَلْداً فَتلَه وكلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ من الحبْلِ على قوّة فهو قَلْدٌ والجمع
أَقْلادٌ وقُلُودٌ قال ابن سيده حكاه أَبو حنيفة وحَبْلٌ مَقْلُودٌ وقَلِيدٌ
والقَلِيدُ الشَّريطُ عَبْدِيَّة والإِقْلِيدُ شَرِيطٌ يُشَدُّ به رأْس الجُلَّة
والإِقْلِيدُ شيء يطول مثل الخيط من الصُّفْر يُقْلَدُ على البُرَة وخَرْقِ
القُرْط
( * قوله « وخرق القرط » هو بالراء في الأَصل وفي القاموس وخوق بالواو قال شارحه
أي حلقته وشنفه وفي بعض النسخ بالراء ) وبعضهم يقول له القلاد يُقْلَدُ أَي
يُقَوّى والقِلادَة ما جُعِل في العُنُق يكون للإِنسان والفرسِ والكلبِ
والبَدَنَةِ التي تُهْدَى ونحوِها وقَلَّدْتُ المرأَةَ فَتَقَلَّدَتْ هي قال ابن
الأَعرابي قيل لأَعرابي ما تقول في نساء بني فلان ؟ قال قلائِدُ الخيل أَي هنَّ
كِرامٌ ولا يُقَلَّدُ من الخيل بلا سابق كريم وفي الحديث قَلِّدُوا الخيلَ ولا
تُقَلِّدُوها الأَوتارَ أَي قَلِّدُوها طلبَ أَعداء الدين والدفاعَ عن المسلمين
ولا تُقَلِّدُوها طلب أَوتارِ الجاهلية وذُحُولها التي كانت بينكم والأَوتار جمع
وِتر بالكسر وهو الدم وطلب الثأْر يريد اجعلوا ذلك لازماً لها في أَعناقها لُزومَ
القلائد لِلأَعْناقِ وقيل أَراد بالأَوتار جمع وَتَرِ القَوْس أَي لا تجعلوا في
أَعناقها الأَوتار فتختَنِقَ لأَن الخيل ربما رعت الأَشجار فَنَشِبَتِ الأَوتارُ
ببعض شُعَبِها فَخَنَقَتْها وقيل إِنما نهاهم عنها لأَنهم كانوا يعتقدون أَن تقليد
الخيل بالأَوتار يدفع عنها العين والأَذى فيكون كالعُوذةِ لها فنهاهم وأَعلمهم
أَنها لا تدفع ضَرَراً ولا تَصْرِفُ حَذراً قال ابن سيده وأَما قول الشاعر لَيْلى
قَضِيبٌ تحتَه كَثِيبُ وفي القِلادِ رَشَأٌ رَبِيبُ فإِما أَن يكون جَعَلَ قِلاداً
من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء كتمرة وتمر وإِما أَن يكون جمع فِعالَةً
على فِعالٍ كَدِجاجَةٍ ودِجاجٍ فإِذا كان ذلك فالكسرة التي في الجمع غير الكسرة
التي في الواحد والأَلف غير الأَلف وقد قَلَّدَه قِلاداً وتَقَلَّدَها ومنه
التقلِيدُ في الدين وتقليدُ الوُلاةِ الأَعمالَ وتقليدُ البُدْنِ أَن يُجْعَلَ في
عُنُقِها شِعارٌ يُعْلَمُ به أَنها هَدْي قال الفرزدق حَلَفتُ بِرَبِّ مكةَ
والمُصَلَّى وأَعْناقِ الهَديِّ مُقلَّداتِ وقَلَّدَه الأَمرَ أَلزَمه إِياه وهو
مَثَلٌ بذلك التهذيب وتقلِيدُ البدَنَةِ أَن يُجْعَلَ في عنقها عُرْوةُ مَزادة أَو
خَلَقُ نَعْل فيُعْلم أَنها هدي قال الله تعالى ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ قال
الزجاج كانوا يُقَلِّدُون الإِبل بِلِحاءِ شجر الحرم ويعتصمون بذلك من أَعدائهم
وكان المشركون يفعلون ذلك فأُمِرَ المسلمون بأَن لا يُحِلُّوا هذه الأَشياء التي
يتقرب بها المشركون إِلى الله ثم نسخ ذلك ما ذكر في الآية بقوله تعالى اقتلوا
المشركين وتَقَلَّدَ الأَمرَ احتمله وكذلك تَقَلَّدَ السَّيْفَ وقوله يا لَيْتَ
زَوْجَكِ قَدْ غَدَا مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحَا أَي وحاملاً رُمْحاً قال وهذا
كقول الآخر عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِدَا أَي وسقيتها ماء بارداً ومُقَلَّدُ
الرجل موضع نِجاد السيف على مَنْكِبَيْه والمُقَلَّدُ من الخيل السابِقُ يُقَلَّدُ
شيئاً ليعرف أَنه قد سبق والمُقَلَّدُ موضع ومُقَلَّداتُ الشِّعْرِ البَواقِي على
الدَّهْرِ والإِقْلِيدُ العُنُقُ والجمع أَقْلاد نادِر وناقة قَلْداءُ طويلة
العُنُق والقِلْدَة القِشْدة وهي ثُفْلُ السمن وهي الكُدادَةُ والقِلْدَةُ التمر
والسوِيقُ يُخَلَّصُ به السمن والقِلْدُ بالكسر من الحُمَّى يومُ إِتْيانِ
الرِّبْع وقيل هو وقت الحُمَّى المعروفُ الذي لا يكاد يُخْطِئُ والجمع أَقلاد ومنه
سميت قَوافِلُ جُدَّة قِلْداً ويقال قَلَدتْه الحُمَّى أَخَذَته كل يوم تَقْلِدُه
قَلْداً الأَصمعي القِلْدُ المَحْمومُ يومَ تأْتيه الرِّبْع والقِلْدُ الحَظُّ من
الماء والقِلْدُ سَقْيُ السماء وقد قَلَدَتْنا وسقتنا السماء قَلْداً في كل
أُسْبوع أَي مَطَرَتْنا لوقت وفي حديث عمر أَنه استسقى قال فَقَلَدَتْنا السماء
قَلْداً كل خمس عشْرةَ ليلة أَي مَطَرَتْنا لوقت معلوم مأْخوذ من قِلْدِ الحُمَّى
وهو يومُ نَوْبَتِها والقَِلْدُ السَّقْيُ يقال قَلَدْتُ الزرعَ إِذا سَقَيْتَه
قال الأَزهري فالقَلْدُ المصدر والقِلْدُ الاسم والقِلْدُ يومُ السَّقْيِ وما بين
القِلْدَيْنِ ظِمْءٌ وكذلك القِلْد يومُ وِرْدِ الحُمَّى الفراء يقال سقَى
إِبِلَهُ قلْداً وهو السقي كل يوم بمنزلة الظاهرة ويقال كيف قَلْد نخل بني فلان ؟
فيقال تَشْرَبُ في كل عشْرٍ مرة ويقال اقْلَوَّدَه النعاسُ إِذا غشيه وغَلبه قال
الراجز والقومُ صَرْعَى مِن كَرًى مُقْلَوِّد والقِلد الرُّفْقَة من القوم وهي
الجماعة منهم وصَرَّحَتْ بِقِلندان أَي بِجِدٍّ عن اللحياني قال وقُلُودِيَّةُ
( * وقوله « وقلودية » كذا ضبط بالأصل وفي معجم ياقوت بفتحتين فسكون وياء مخففة )
من بلاد الجزيرة الأَزهري قال ابن الأَعرابي هي الخُنْعُبَةُ والنُّونَةُ
والثُّومَةُ والهَزْمَةُ والوَهْدَةُ والقَلْدَةُ والهَرْتَمَةُ والحَِثْرَمِة
والعَرْتَمَةُ قال الليث الخُنْعُبَةُ مَشَقُّ ما بين الشاربين بِحيال الوَتَرة
معنى
في قاموس معاجم
الوَسْمُ أَثرُ
الكَيّ والجمع وُسومٌ أَنشد ثعلب ظَلَّتْ تَلوذُ أَمْسِ بالصَّريمُ وصِلِّيانٍ
كِبالِ الرُّومِ تَرْشَحُ إِلاَّ موضِعَ الوُسومِ يقول تشرح أَبدانُها كلها إِلا
( * كذا بياض بالأصل ) وقد وسَمَه وَسْماً وسِمةً إِذا أَثَّر فيه بسِمةٍ وكيٍّ
وال
الوَسْمُ أَثرُ
الكَيّ والجمع وُسومٌ أَنشد ثعلب ظَلَّتْ تَلوذُ أَمْسِ بالصَّريمُ وصِلِّيانٍ
كِبالِ الرُّومِ تَرْشَحُ إِلاَّ موضِعَ الوُسومِ يقول تشرح أَبدانُها كلها إِلا
( * كذا بياض بالأصل ) وقد وسَمَه وَسْماً وسِمةً إِذا أَثَّر فيه بسِمةٍ وكيٍّ
والهاء عوض عن الواو وفي الحديث أَنه كان يَسِمُ إِبلَ الصدقةِ أَي يُعلِّم عليها
بالكيّ واتَّسَمَ الرجلُ إِذا جعل لنفسه سِمةً يُعْرَف بها وأَصلُ الياء واوٌ
والسِّمةُ والوِسامُ ما وُسِم به البعيرُ من ضُروبِ الصُّوَر والمِيسَمُ المِكْواة
أَو الشيءُ الذي يُوسَم به الدوابّ والجمع مَواسِمُ ومَياسِمُ الأَخيرة مُعاقبة
قال الجوهري أَصل الياء واو فإِن شئت قلت في جمعه مَياسِمُ على اللفظ وإِن شئت مَواسِم
على الأَصل قال ابن بري المِيسَمُ اسم للآلة التي يُوسَم بها واسْمٌ لأَثَرِ
الوَسْمِ أَيضاً كقول الشاعر ولو غيرُ أَخْوالي أرادُوا نَقِيصَتي جَعَلْتُ لهم
فَوْقَ العَرانِين مِيسَما فليس يريد جعلت لهم حَديدةً وإِنما يريد جعلت أَثَر
وَسْمٍ وفي الحديث وفي يده المِيسمُ هي الحديدة التي يُكْوَى بها وأَصلُه مِوْسَمٌ
فقُلبت الواوُ ياءً لكسرة الميم الليث الوَسْمُ أَثرُ كيّةٍ تقول مَوْسومٌ أَي قد
وُسِم بِسِمةٍ يُعرفُ بها إِمّا كيّةٌ وإِمّا قطعٌ في أُذنٍ قَرْمةٌ تكون علامةً
له وفي التنزيل العزيز سَنَسِمُه على الخُرْطومِ وإِن فلاناً لدوابِّه مِيسمٌ
ومِيسَمُها أَثرُ الجَمالِ والعِتْقِ وإِنها كَوَسِيمةُ قَسيمةٌ شمر دِرْعٌ
مَوْسومةٌ وهي المُزَيَّنة بالشِّبَةِ في أَسفلِها وقوله في الحديث على كلِّ
مِيسمٍ من الإِنسان صَدقةٌ قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية فإِن كان محفوظاً
فالمرادُ به أَن على كلّ عُضْوٍ مَوْسومٍ بصُنْع الله صدقةً قال هكذا فُسِّرَ وفي
الحديث بئْسَ لَعَمْرُ الله عَمَلُ الشيخ المُتَوَسِّم والشابِّ المُتَلَوِّمِ
المُتَوَسِّم المُتَحَلِّي بِسمَةِ الشيوخ وفلانٌ مَوْسومٌ بالخير وقد تَوَسَّمْت
فيه الخير أَي تفرَّسْت والوَسْمِيُّ مطرُ أَوَّلِ الربيع وهو بعدَ الخريف لأَنه
يَسِمُ الأَرض بالنبات فيُصَيِّر فيها أَثراً في أَوَّل السنة وأَرضٌ مَوْسومةٌ
أَصابها الوَسْمِيُّ وهو مطرٌ يكون بعد الخَرَفيّ في البَرْدِ ثم يَتْبَعه
الوَلْيُ في صَميم الشّتاء ثم يَتْبَعه الرِّبْعيّ الأَصمعي أَوَّلُ ما يَبْدُو
المطرُ في إِقْبالِ الربيع ثم الصَّيْفِ ثم الحميمِ ابن الأَعرابي نُجومُ الوسميّ
أَوَّلُها فروعُ الدَّلْو المؤخَّر ثم الحوتُ ثم الشَّرَطانِ ثم البُطَيْن ثم
النَّجْم وهو آخِرُ الصَّرْفة يَسْقُط في آخر الشتاء الجوهري الوَسْمِيُّ مطرُ
الربيع الأَوَّلُ لأَنه يَسِمُ الأَرض بالنبات نُسب إِلى الوسْم وتوَسَّمَ الرجلُ
طلبَ كلأ الوَسْمِيّ وأَنشد وأَصْبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِم غُدْوةً على
وِجْهَةٍ من ظاعِنٍ مُتَوسِّم ابن سيده وقد وُسِمَت الأَرض وقول أَبي صخر
الهُذَليّ يَتْلُونَ مُرْتَجِزاً له نَجْمٌ جَوْنٌ تحيَّر بَرْقُه يَسْمِي أَراد
يَسِمُ الأَرضَ بالنبات فقَلَب وحكى ثعلب أَسَمْتُه بمعنى وَسَمْتُه فهمزتُه على
هذا بدلٌ من واوٍ وأَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي لا تُجاوِزَنَّ قَدْرَك وصدَقَني
وَسْمَ قِدْحِه كصَدَقَني سِنَّ بَكْرِه ومَوْسِمُ الحجّ والسُّوقِ مُجْتَمعُهما
قال اللحياني ذُو مَجاز مَوْسِمٌ وإِنما سُمّيت هذه كلُّها مَواسِمَ لاجتماع الناس
والأَسْواق فيها
( * قوله « والأسواق فيها » كذا بالأصل ) ووَسَّموا شَهِدوا المَوْسِمَ الليث
مَوْسِمُ الحجّ سُمِّيَ مَوْسِماً لأَنه مَعْلَم يُجْتَمع إِلليه وكذلك كانت
مَواسِمُ أَسْواقِ العرب في الجاهلية قال ابن السكيت كل مَجْمَع من الناس كثير هو
موْسِمٌ ومنه مَوْسِمُ مِنىً ويقال وسَّمْنا مَوْسمَنا أَي شَهِدْناه وكذلك
عرَّفْنا أي شهدنا عَرَفَة وعَيَّدَ القومُ إذا شَهِدُوا عِيدَهم وقول الشاعر
حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَواسِمُ يريد أَهل المَواسِم ويقال أَراد الإبلَ
المَوْسومة ووسَّمَ الناسُ تَوْسِيماً شَهِدُوا المَوْسِمَ كما يقال في العيدِ
عَيَّدوا وفي الحديث أَنه لَبِثَ عَشْرَ سنينَ يَتَّبِعُ الحاجَّ بالمَواسِم هي
جمع مَوْسِم وهو الوقتُ الذي يجتمع فيه الحاجُّ كلَّ سَنةٍ كأَنَّه وُسِمَ بذلك
الوَسْم وهو مَفْعِلٌ منه اسمٌ للزمان لأَنه مَعْلَمٌ لهم وتوَسَّم فيه الشيءَ
تَخَيَّلَه يقال توَسَّمْتُ في فلان خيراً أي رأَيت فيه أَثراً منه وتوَسَّمْتُ
فيه الخير أي تَفَرَّسْتُ مأْخذه من الوَسْمِ أي عرَفْت فيه سِمَتَه وعلامتَه
والوَسْمةُ أهل الحجاز يُثَقِّلونها وغيرهم يُخَفِّفُها كلاهم شجرٌ له ورقٌ
يُخْتَضَبُ به وقيل هو العِظْلِمُ الليث الوَسْمُ والوَسْمةُ شجرةٌ ورقها خِضابٌ
قال أَبو منصور كلام العرب الوَسِمةُ بكسر السين قاله الفراء وغيره من النحويين
الجوهري الوَسِمةُ بكسر السين العِظْلِمُ يُخْتَضَب به وتسكينها لغة قال ولا تقل
وُسْمةٌ بضم الواو وإذا أَمرْت منه قلت توَسَّم وفي حديث الحسن والحسين عليهما
السلام أَنهما كنا يَخْضِبان بالوَسْمة قيل هي نبتٌ وقيل شجرٌ باليمن يُخْتَضَبُ
بوَرقه الشعرُ أَسودُ والمِيسَمُ والوَسامةُ أَثر الحُسْنِ وقال ابن كُلْثوم
خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً ودينا ابن الأَعرابي الوسيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قد
وُسِمَ وفي الحديث تُنْكَح المرأَة لمِيسَمها أَي لحُسْنها من الوَسامةِ وقد وَسُم
فهو وَسِيم والمرأَةُ وَسِيمةٌ قال وحكمها في البناء حكم مِيساعٍ فهي مِفْعَلٌ من
الوَسامةِ والمِيسمُ الجمالُ يقال امرأَة ذات مِيسَمٍ إذا كان عليها أثرُ الجمال
وفلانٌ وَسِيمٌ أَي حَسَنُ الوجه والسِّيما وقومٌ وِسامٌ ونسوةٌ وِسامٌ أَيضاً مثل
ظَريفةً وظِرافٍ وصَبيحةٍ وصِباحٍ ووَسُمَ الرجلُ بالضم وَسامةً ووَساماً بحذف
الهاء مثل جمُل جَمالاً فهو وَسِيمٌ قال الكميت يمدح الحُسين بن علي عليهما السلام
وتُطِيلُ المُرَزَّآتُ المَقالِي تُ إليه القُعودَ بعد القيام يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ
وَجْهٍ عليه عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً والوِسام والوِسامُ معطوفٌ على السَّرْوِ
وفي صفته صلى الله عليه وسلم وَسيمٌ قَسِيمٌ الوَسامةُ الحُسْنُ الوَضيءُ الثابتُ
والأُنثئ وَسيمةٌ قال لهِنّك مِنْ عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمةٌ على هَنواتٍ كاذبٍ مَن
يقولها أراد
( * بياض بالأصل بقد خمس كلمات ) وواسَمْتُ فلاناً فوَسَمْتُه إذا غَلبْتَه
بالحُسن وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لِحَفْصة لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كانت جارتُك
أوْسَمَ مِنْكِ أي أَحْسَنَ يَعني عائشة والضَّرَّةُ تسمى جارة وأَسماءُ اسمُ
امرأَةٍ مستقٌّ من الوَسامةِ وهمزته مبدلة من واوٍ قال ابن سيده وإنما قالوا ذلك
أَن سيبويه ذكر أَسماء في الترخيم مع فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بها فَعْلاء
فقال أَبو العباس لم يكن يجب أَن يذكر هذا الاسم مع سكْران من حيثُ كان وزْنه
أَفْعالاً لأَنه جمعُ اسمٍ قال وإنما مُنِع الصَّرْف في العلم المذكر من حيثُ
غلَبت عليه تسمية المؤنث له فلحِق عنهد بباب سُعادَ وزَيْنَب فقوَّى أَبو بكر قول
سيبويه إنه في الأصل وَسْماء ثم قلبت واوه همزة وإن كانت مفتوحة حَمْلاً على باب
أحدٍ وأَناةٍ وإنما شَجُع أبو بكر على ارتكاب هذا القول لأَن سيبويه شرع له ذلك
وذلك أَنه لما رآه قد جعله فَعْلاء وعدم تركيب « ي س م » تَطَلَّب لذلك وَجْهاً
فذهب إلى البلد وقياسُ قولِ سيبويه أن لا ينصرفَ وأَسماءُ نكرةٌ لا معرفة لأنه
عنده فَعْلاء وأما على غير مذهب سيبويه فإنها تَنصرفُ نكرةً ومعرفةً لأنها أَفعال
كأَثمار ومذهبُ سيبويه وأَبي بكر فيها أَشبَهُ بمعنى أَسماء النساء وذلك لأَنها
عندهما من الوَسامةِ وهي الحُسْنُ فهذا أَشبَهُ في تسميةِ النساء من معنى كونها
جمعَ اسمٍ قال وينبغي لسيبويه أن يعتقِدَ مَذهبَ أبي بكر إذا ليس معنى هذا التركيب
على ظاهره وإن كان سيبويه يتأَوّل عَيْنَ سيّد على أَنها ياء وإن عُدم هذا التركيب
لأَنه « س ي د » فكذلك يتوهم أسماء من « أ س م » وإن عدم هذا التركيب إلا ههنا والوسْمُ
الورَعُ والشين لغة قال ابن سيده ولست منها على ثقة