باعَهُ يَبِيعُهُ بيْعاً ومَبِيعاً وهو شاذّ والقِيَاسُ مَبَاعاً إِذا بَاعَهُ وإِذا اشْتَرَاهُ ضِدُّ . قال أَبُو عبُيْدٍ : البَيْعُ : مِنْ حُرُوفِ الأَضْدادِ في كَلامِ العَرَبِ يُقَالُ : بَاعَ فُلانٌ إِذا اشْتَرَى وباعَ مِنْ غَيْرِه وأَنْشَدَ قَوْلَ طَرَفَةَ :
" ويَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُبَتَاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ أَي من لَمْ تَشْتَرِ لَهُ . قُلْتُ : ومِنْهُ قَوْلُ الفَرَزْدَق أَيْضاً :
إِنَّ الشَّبَابَ لَرَابِحٌ مَنْ بَاعَهُ ... والشَّيْبُ لَيْسَ لبَائِعِيه تِجَارُ أَيْ مَن اشْتَراهُ . وقالَ غَيْرُه :
" إِذا الثُّرَيَّا طَلَعَتْ عِشَاءَ
" فبِعْ لرَاعِي غَنَمٍ كِسَاءَ أَي اشْتَرِ لَهُ . وفي الحَدِيثِ : لا يَخْطُبِ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبة أَخِيهِ ولا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ
قال ابنُ الأَثِيرِ : فِيهِ قَوْلانِ : أَحَدُهُمَا إِذا كانَ المُتَعَاقِدَان فِي مَجْلِسِ العَقْدِ فطَلَبَ السِّلْعَةَ بأَكْثَرَ مِن الثَّمَنِ لِيُرَغِّبَ البائِعَ في فِسْخِ العَقْدِ فهو مُحَرِّمٌ لأَنَّهُ إِضْرارٌ بالغَيْرِ ولكِنَّهُ مُنْعَقِدٌ لأَنَّ نَفْسَ البَيْعِ غَيْرُ مَقْصُودٍ بالنَّهْيِ فإَنَّه لا خَلَلَ فِيهِ . الثّانِي أَنْ يُرَغِّبَ المُشْتَرِي في الفَسْخِ بعَرْضِ سِلْعَةٍ أَجْوَدَ مِنْهَا بمِثْل ثَمَنهَا أَوْ مِثْلِهَا بدُونِ ذلِكَ الثَّمَنِ فإِنَّهُ مِثْلُ الأَوَّل في النَّهْيِ وسَوَاءٌ كانا قَد تَعَاقَدَا على المَبِيعِ أَو تَسَاوَمَا وقَارَبَا الانْعِقَادِ ولَمْ يَبْقَ إِلاَّ العَقْد . فعَلَى الأوّلِ يَكُونُ البَيْعُ بمَعْنَى الشِّراءِ تَقُولُ : بِعْتُ الشَّيْءَ بمَعْنَى اشْتَرَيْتُه وهو اخْتِيَارُ أَبِي عُبَيْدٍ وعَلَى الثّانِي يَكُونُ البَيْعُ عَلَى ظَاهِرِهِ . قُلْتُ : وقال أَبُو عُبَيْدٍ : ولَيْسَ عِنْدي لِلْحَدِيث وَجْهٌ غَيْرُ هذا أَي إِنَّمَا وَقَعَ النَّهْيُ على المُشْتَرِي لا عَلَى البائع . قالَ : وكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ وأَبو زَيْدٍ وغَيْرُهُمَا من أَهْلِ العِلْمِ يَقُولُونَ ذلِكَ
وقال الأَزْهَرِيُّ : البائِعُ والمُشْتَرِي سَوَاءٌ في الإِثْمِ إِذا بَاعَ عَلَى بَيْعِ أِخِيهِ أَو اشْتَرَى عَلَى شِرَاءِ أَخيهِ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَلْزَمُه اسْمُ البائِعِ مُشْتَرَياً كانَ أَوْ بائعاً وكُلٌّ مَنْهِيٌّ عَنْ ذلِكَ
وهو مَبِيعٌ ومَبْيُوعٌ مِثْلُ مَخِيطٍ ومَخْيُوطٍ عَلَى النَّقْصِ والإِتْمَامِ
قالَ الخَلِيلُ : الَّذِي حُذِفَ مِنْ مَبِيعٍ وَاوُ مَفْعُولٍ لأَنَّهَا زائدَةٌ وهي أَوْلَى بالحَدْفِ
وقال الأَخْفَشُ : المَحْذُوفَةُ عَيْنُ الفَعْلِ لأَنَّهُمْ لَمَّا سَكَّنوا اليَاءَ أَلْقَوْا حَرَكَتَها على الحَرْفِ الَّذِي قَبْلَها فانْضَمَّت ثُمَّ أَبْدَلُوا من الضَّمَّةِ كَسْرَةَ الياءِ الَّتِي بَعْدَها ثُمَّ حُذِفَتِ الياءُ وانْقَلَبَتِ الوَاوُ ياءً كما انْقَلَبَتْ وَاوُ مِيزَانٍ لِلْكَسْرَةِ . قال المازِنِيُّ : كِلاَ القَوْلَيْنِ حَسَنٌ وقَوْلُ الأَخْفَشِ أَقْيَسُ
ومن المَجَازِ : بَاعَهُ من السُّلْطَانِ إِذا سَعَى بِهِ إِلَيْهِ ووَشْى به وهو أَيْ كُلٌّ مِن البائعِ والمُشْتَرِي بائِعٌ ج : باعَةٌ وهو قَوْلُ ابْنِ سِيدَه . وقال كُرَاع : بَاعَةٌ جَمْعُ بَيِّعٍ كعَيِّلٍ وعَالَة وسَيِّدٍ وسَادَة
قال ابنُ سِيدَهْ : وعنْدِي أَنَّ كُلَّ ذلِكَ إِنّمَا هو جَمْعُ فَاعِلٍ فَأَمَّا فَيْعِلٌ فجَمْعُهُ بالوَاوِ والنُّونِ
وفي العُبَابِ : وسَرَقَ أَعْرَابِيٌّ إِبِلاً فأَدْخَلَهَا السُّوقَ فقَالُوا لهُ : مِن أَيْنَ لَكَ هذه الإِبِلُ ؟ فقال :
" تَسْأَلُنِي البَاعَةُ أَيْنَ دَارُهَا
" إِذْ زَعْزَعُوهَا فسَمَتْ أَبْصَارُهَا
" فقُلْتُ رِجْلِي ويَدِي قَرَارُهَا
" كُلُّ نِجَارِ إِبِلٍ نِجَارُهَا
" وكُلُّ نَارِ العالَمِينَ نَارُهَا قُلْتُ : والبَيْتُ الأَخِيرُ مَثَلٌ لِلْعَرَبِ وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مُفَصَّلاً في ن ج ر . والبِيَاعَةُ بالكَسْرِ : السِّلْعَةُ تَقُولُ : ما أَرْخَصَ هذِه البِيَاعَةُ . ج : بِيَاعَاتٌ وهي الأَشْيَاءُ الَّتِي يُتَبَايَعُ بها قالَهُ اللَّيْثُ
والبَيِّعُ كسَيِّدٍ : البائِعُ والمُشْتَرِي ومِنْهُ الحَدِيثُ : البَيِّعَانِ بالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا وفي رِوَايَةٍ : حَتَّى يَتَفَرَّقَا . وفي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنُّهُ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ حِمْلَ خَبَطٍ فلَمَّا وَجَبَ البَيْعُ قال لَهُ : اخْتَرْ فقالَ لَهُ الأَعْرَابِيّ : عَمْرَكَ اللهَ بَيِّعاً وانْتِصَابُه عَلَى التَّمْيِيزِ
والبَيِّعُ في قَوْلِ الشَّمَّاخِ يَصِيفُ قُوْساً كما في العُبَابِ وفي اللِّسَان : في رَجُلٍ بَاعَ قَوْساً :
" فوَافَى بهَا أَهْلَ المَوَاسِمِ فانْبَرَىلَهُ بَيِّعٌ يُغْلِى بِهَا السَّوْمَ رَائِزُهو المُسَاوِمُ لا البائع ولا المُشْتَرِي . قُلْتُ : وقُوْلُ الشَّمَّاخِ حُجَّةٌ لأَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ حَيْثُ يَقُولُ : لا خِيَارَ لِلْمُتبايِعَيْنِ بعد العَقْدِ لأَنَّهُمَا يُسَمَّيَانِ مُتَبايِعيْنِ وهما مُتَسَاوِمَانِ قَبْلَ عَقْدِهِمَا البَيْعَ
وقَالَ الشافِعِيُّ رَضِيَ اللهُ عنه : هَمَا مُتَسَاوِمَانِ قَبْلَ عَقْدِ الشِّرَاءِ فإِذا عُقِدَ البَيْعُ فَهُمَا مُتَبَايِعَانِ ولا يُسَمَّيَان بَيِّعَيْنِ ولا مُتَبَايِعَيْنِ وهُمَا في السَّوْمِ قَبْلَ العَقْدِ . وقَدْ رَدَّ الأَزْهَرِيُّ عَلَى المُحْتَجِّ بِبَيْتِ الشَّمّاخِ بما هو مَذْكُورٌ في التَّهْذِيبِ . ج : بِيَعَاءُ كعِنَباءَ وأَبِيْعَاءُ وبَاعَةٌ الأَخِيرُ قَوْلُ كُرَاع كما تَقَدَّمَ . وابْنُ البَيِّعِ هو الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيّ ويُقَالُ لَهُ أَيْضاً : ابْنُ البَيَّاعِ وهكَذَا يَقُولُهُ شَيْخُ الإِسْلامِ الهَرَوِيُّ إِذا رَوَى عَنْهُ وكَذا قالَهُ عَبْدُ الغَنِيّ بنُ سَعِيدٍ في رِوَايَتِهِ عنه بالإجَازَةِ كَذا في التَّبْصِيرِ . ومِنَ المَجَازِ : بَاعَ فُلانٌ على بَيْعِهِ وحَلَّ بوَادِيه إِذا قَامَ مَقَامَهُ في المَنْزِلَةِ والرِّفْعَةِ . وقالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيّ : هو مَثَلٌ قَدِيمٌ تَضْرِبُهُ العَرَبُ للرَّجُلِ الَّذِي يُخَاصِمُ رَجُلاً ويُطَالِبُهُ بالغَلَبَةِ فإِذا ظَفِرَ بِهِ وانْتَزَعَ ما كَانَ يُطَالِبُهُ بِهِ قِيل : باعَ فُلانٌ عَلَى بَيْعِ فُلانٍ ومِثْلُهُ : شَقَّ فُلانٌ غُبَارَ فُلانٍ . ويُقَالُ : ما بَاعَ عَلَى بَيْعِكَ أَحَدٌ أَيْ لَمْ يُساوِكَ أَحَدٌ
وتَزَوَّجَ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ أَمَّ مِسْكِينٍ بِنْتَ عَمَرَ بنِ عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ - رَضِيَ اللهُ عَنْ عُمَرَ - عَلَى أُمِّ خالِدٍ بِنْتِ أَبِي هَاشِمٍ فَقَالَ يُخَاطِبُهَا :
" مالَكِ أُمَّ خَالِدٍ تُبَكِّينْ
" مِنْ قَدِرٍ حَلَّ بِكُمْ تَضِجِّينْ
" بَاعَتْ عَلَى بَيْعِكِ أُمُّ مِسْكِينْ
" مَيْمُونَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ مَيامِينْ ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً : امْرَأَةٌ بائعٌ أَي نافِقَةٌ لِجَمَالِهَا . قالَ الزَّمَخْشَرِيّ : كَأَنَّهَا تَبِيعُ نَفْسَها كنَاقَةٍ تَاجِرَةٍ . وتَقُولُ : بِيعَ الشَّيْءُ على ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ وقد تُضَمُّ باؤُهُ فيُقَالُ : بُوعَ بقَلْبِ الياءِ واواً وكَذلِكَ القَوْلُ فِي كِيلَ وقِيلَ وأَشْبَاهِهِمَا . وفي التَّهْذَيبِ : قالَ بَعْضُ أَهْلِ العَرَبِيّةِ : يُقَالُ : إِنَّ رِباعَ بَنِي فُلانٍ قد بِعْنَ . مِنَ البَيْعِ وقد بُعَنَ من البَوْعِ فضَمُّوا الباءَ في البُوْعِ وكَسَرُوهَا في البَيْعِ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الفاعِلِ والمَفْعُولِ أَلا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ : رَأَيْتُ إِمَاءً بِعْنَ مَتَاعاً إِذا كُنَّ بائِعَاتٍ ثُمَّ تَقُولُ : رَأَيْتُ إِمَاءً بُعْنَ : إِذا كُنَّ مَبِيعاتٍ وإِنَّمَا يَبِينُ الفَاعِلُ من المَفْعُول باخْتِلافِ الحَرَكَاتِ وكَذلِكَ من البَوْع
والبِيعَةُ بالكَسْرِ : مُتَعَبَّدُ النَّصَارَى وقِيلَ كَنِيسَةُ اليَهُودِ ج : بِيَعٌ كِعنَبٍ . قالَ لَقِيطُ ابنُ مَعْبَدٍ :
" تَامَتْ فُؤَادِي بِذَاتِ الخَالِ خُرْعُبَةٌمَرَّتْ تُرِيدُ بِذَاتِ العَذْبَةِ البِيَعَا والبِيعَة : هَيْئَة البَيْع كالجِلْسَة والرِّكْبَةِ : يُقَالُ : إِنَّهُ لَحَسَنُ البِيعَةِ . ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ أَنَّهُ كانَ يَغْدُو فَلا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صَاحِبِ بِيعَةٍ إِلاَّ سَلَّم عَلَيْه . وأَبَعْتُهُ إِبَاعَةً : عَرَضْتُهُ لِلْبَيْعِ قَالَ الأَجْدَعُ بنُ مالِكِ بنِ أَمَيَّةَ الهَمْدَانِيُّ :
ورَضِيتُ آلاَءَ الكُمَيْتِ فمَنْ يُبِعْ ... فَرَساً فلِيْسَ جَوَادُنَا بمُبَاعِ أَيْ لَيْسَ بمُعَرَّضٍ لِلْبَيْعِ . وآلاؤُهُ : خِصَالُه الجَمِيلَةُ . ويُرْوَى : أَفْلاءَ الكُمَيْتِوابْتَاعَهُ : اشْتَرَاهُ يُقَالُ : هذا الشَّيْءُ مُبْتَاعِي أَي اشْتَرَيْتُه بمَالِي وقد اسْتَعْمَلَهُ المِصْرِيُّونَ في كَلامِهِم كَثِيراً فيَحْذِفُونَ المِيمَ . ومِنْهُم مَنْ أَفرَطَ فجَمَعَ فقال : بُتُوعِي وهو غَلَطٌ وإِنَّمَا نَبَّهْت عَلَى ذلِكَ لأَنَّ كَثِيراً من النّاسِ لا يَعْرِفُ ما أَصْل هذا الكَلامِ . والتَّبَايُعُ : المُبَايَعَةُ من البَيْعِ والبَيْعَةِ جَمِيعاً فمِنَ البَيْعِ الحَدِيثُ المُتَبايِعانِ بالخِيَارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا ومِنَ البَيْعَةِ قَوْلُهم : تَبَايَعُوا عَلَى الأَمْرِ كقَوْلِكَ : أَصْفَقُوا عَلَيْهِ . والمُبَايَعَةُ والتَّبَايُع عِبَارَةٌ عَنِ المُعَاقَدَةِ والمُعَاهَدَةِ كَأَنَّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَاعَ ما عِنْدَهُ مِنْ صَاحِبِهِ وأَعْطَاهُ خَالِصَةَ نَفْسِهِ وطَاعَتَه ودخِيلَةَ أَمْرِهِ وقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا في الحَدِيثِ
واسْتَبَاعَهُ الشَّيْءَ : سَأَلَهُ أَنْ يَبِيعَهُ مِنْه . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : انْباعَ الشَّيْءُ : نَفَقَ وراجَ وكَأَنَّهُ مُطاوِعٌ لِبَاعَهُ . وأَبو الفَرَجِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّد الخُوارَزْمِيّ البَيَّاعِيُّ المُحَدِّث مُشَدَّداً رَوَى عَنْ أَبِي سَعْدٍ بنِ السَّمْعَانِيّ وكَذَا مَجْدُ الدَّينِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْن البَيَّاعِيُّ الخُوَارَزْميّ حَدَّثَ بِشَرْحِ السُّنَّةِ في سَنَةِ مائَتَيْنِ واثْنَيْنِ عَنْ أَبِي المَعَالِي مُحَمَّدٍ الزَّاهِدِيّ سَمَاعاً عن لَفْظ مُحْيِي السُّنَّة البَغَوِيِّ قَرَأَهُ عَلَيْه عَنْ عاصِمِ بنِ صالِح كَذَا في التَبْصِيرِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : بَايَعَهُ مُبَايَعَةً وبِيَاعاً : عَارَضَهُ بالبَيْعِ . قال جُنَادَةُ بنُ عامِرٍ :
فإِنْ أَكُ نَائِياً عَنْهُ فإِنَّي ... سُرِرْتُ بِأَنَّهُ غُبِنَ البِيَاعَا وقَالَ قَيْسُ بنُ ذُرِيحٍ :
كمَغْبُونٍ يَعَضُّ عَلَى يَدَيْهِ ... تَبَيَّن غَبْنهُ بَعْدَ البَيَاعِ والبَيْع : اسمُ المَبِيعِ قال صَخْرُ الغَيِّ يَصِفُ سَحاباً :
فأَقْبَلَ مِنْهُ طِوَالُ الذُّرا ... كَأَنَّ عَلَيْهِنَّ بَيْعاً جَزِيفَاً طِوَالُ الذُّرَا أَيْ مُشْرفاتٌ في السَّمَاءِ . وبَيْعاً جَزِيفاً أَي اشْتُرِيَ جُزَافاً فأُخِذَ بِغَيْرِ حِسَابٍ من الكَثْرَة يَعْنِي السَّحَابَ . والجَمْعُ : بُيُوعٌ . ورَجُلٌ بَيُوعٌ كصَبُورٍ : جَيِّدُ البَيْعِ وبَيَّاعٌ : كَثِيرُهُ وبَيِّعٌ كبَيُوعٍ والجَمْع بَيِّعُونَ . ولا يُكَسَّرُ والأُنْثَى بَيِّعَةٌ والجَمْعُ بَيِّعَاتٌ ولا يُكَسَّرُ حَكَاهُ سِيبَوَيْه . وبَيْعُ الأَرْضِ : كِرَاؤُهَا وقَدْ نُهِيَ عَنْهُ في الحَدِيثِ . والبَيْعَةُ : الصَّفْقَةُ عَلَى إِيجابِ البَيْعِ وعَلَى المُبَايَعَةِ والطّاعَةِ . وبَايَعَهُ عَلَيْه مُبَايَعَةً : عَاهَدَهُ . ونُبَايِعُ بغَيْرِ هَمْزٍ : مَوْضِعٌ . قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فكَأَنَّهَا بالجِزْعِ جِزْعِ نُبَايِعٍ ... وأُلاَتِ ذِي العَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ قال ابنُ جِنَّى : هو فِعْلٌ مَنْقُولٌ وَزْنُه نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونَحْوِه إِلاّ أَنَّهُ سُمِّيَ به مُجَرَّداً مِنْ ضَمِيرِهِ فلذلِكَ أُعْرِبَ ولَمْ يُحْكَ ولَوْ كانَ فِيهِ ضَمِيرُهُ لَمْ يَقَعْ في هذا المَوْضِعِ لأَنَّهُ كانَ يَلْزَمُ حِكَايَتُهُ إِنْ كانَ جُمْلَةً كذَرَّى حَبّاً وتَأَبَّطَ شَرّاً فكانَ ذلِكَ يَكْسِرُ وَزْنَ البَيْتِ
قُلْتُ : وسَيَأْتِي للمُصَنّف في ن ب ع فإِنَّهُ جَعَلَ النُّونَ أَصْلِيَّة . وقد سَمَّوْا بَيَّاعاً كشَدَّادٍ
وعُرْوَةُ بنُ شُيَيْمِ بنِ البَيّاعِ الكِنَانّي : أَحدُ رُؤساءِ المِصْرِيِّينَ الَّذِين سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عنْه . ومِنَ المَجَازِ : باعَ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ أَي اشْتَرَاهَا نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ
وبَيَّاعُ الطَّعَامِ : لَقَبُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ غالِبِ بنِ حَرْبٍ الضَّبِّيّ
فصل التاءِ المثناة الفوقية مع العين
كَسَرَه يَكْسِره من حَدّ ضَرَبَ كَسْرَاً واكْتَسَرَه نَقَلَه الزمخشَرِيّ والصَّاغانِيّ وأنشد الأخير لرؤبة :
أَكْتَسِرُ الهامَ ومرَّاً أَخْلِي ... أَطْبَاقَ ضَبْرِ العُنُقِ الجِرْدَحْلِ فانْكَسَر وتَكَسَّر شُدِّد للكَثْرَة . وكَسَّرَه تَكْسِيراً فَتَكَسَّر قال سيبويه : كَسَرْتُه انْكِساراً وانْكَسَر كَسْرَاً وضعوا كلّ واحدٍ من المصدَرَيْن مَوْضِعَ صاحبه لاتِّفاقِهما في المعنى لا بحسب التَّعدِّي وعدم التَّعَدِّي وهو كاسِرٌ من قوم كُسَّرٍ كرُكَّعٍ وهي كاسِرةٌ من نِسْوةٍ كَواسِر وكُسَّر . والكَسيرُ كأمير : المَكْسور وكذلك الأُنثى بغير هاءٍ وفي الحَديث : " لا يجوز في الأضاحي الكسيرُ البَيِّنَةُ الكَسْر " وهي المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل قال ابنُ الأثير : المُنكَسِرَة الرِّجْل : التي لا تَقْدِر على المَشْي فَعيلٌ بمعنى مَفْعُول ج : كَسْرَى وكَسَاَرى بِفَتْحِهما . وناقةٌ كَسيرٌ : مَكْسُورةٌ كما قالوا كفٌّ خَضيب أي مَخْضُوبة . والكَواسِر : الإبِلُ التي تَكْسِرُ العُود . والكُسارُ والكُسارَة بضمِّهما قال ابنُ السِّكِّيت : كُسَارُ الحَطَب : دُقاقُه وقيل : الكُسَار والكُسَارَة : ما تَكَسَّر من الشيء وَسَقَط ونصّ الصَّاغانِيّ : ما انْكَسَر من الشيء . وَجَفْنَةٌ أَكْسَارٌ : عَظيمةٌ مُوَصَّلَة لكِبَرِها أو قِدَمِها . وإناءٌ أَكْسَارٌ كذلك عن ابن الأعرابيّ . وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسَار كأنهم جعلوا كلَّ جزءٍ منها كَسْرَاً ثمّ جمَعوه على هذا . والمَكْسِر كَمَنْزِل : مَوْضِعُ الكَسْر من كلِّ شيء
المَكْسِر : المَخْبَر يُقال : هو طيِّبُ المَكْسِر ورَديءُ المَكْسِر ومن المجاز : رجلٌ صُلْبُ المَكْسِر وهم صِلابُ المَكاسِر أي باقٍ على الشدَّة . وأصله من كَسْرِك العُودِ لتَخْبُرَه أصُلْبٌ أم رِخْو ويُقال للرَّجُل إذا كانت خُبْرَتُه مَحْمُودة : إنه لطيِّب المَكْسِر . ويقال : فلانٌ هَشُّ المَكْسِر وهو مَدْحٌ وذمّ . فإذا أرادوا أنْ يقولوا ليس بمُصْلِدِ القِدْح فهو مَدْحٌ وإذا أرادوا أن يقولوا هو خَوارُ العُود فهو ذَمّ . المَكْسِر من كلِّ شيء : الأصل ومكْسِرُ الشَّجرة : أَصْلُها حيثُ تُكسَر منه أغصانها . قال الشَّوَيْعِر :
فمَنَّ واسْتَبْقى وَلَمْ يَعْصِر ... من فَرْعِهِ مالاً ولا المَكْسِرِ يُقال : عودٌ طيِّبُ المَكْسِر أي مَحْمُود عند الخُبْرَة هكذا في سائر النُّسخ طيِّب المَكْسِر والصواب صُلْبُ المَكْسِر يُقال ذلك عند جَوْدَتِه بكَسْره
من المَجاز : كَسَرَ من طَرْفِهِ يَكْسِرُ كَسْرَاً : غَضَّ وقال ثعلب : كَسَرَ فلانٌ على طَرْفِه أي غضَّ منه شيئاً
من المَجاز : كَسَرَ الرَّجُل إذا قلَّ تعاهُدُه لمالِه نَقَلَه الصَّاغانِيّ عن الفرَّاء
من المَجاز : كَسَرَ الطائرُ يَكْسِر كَسْرَاً بالفتْح وكُسوراً بالضم : ضمَّ جناحَيْه حتى يَنْقَضَّ يُريد الوقوع فإذا ذكرتَ الجناحَيْن قلتَ : كَسَرَ جناحَيْه كسراً وهو إذا ضمَّ منهما شيئاً وهو يريد الوقوع أو الانقِضاض . وأنشد الجوهريُّ للعجَّاج :
" تَقَضَّى البازي إذا البازي كَسَرْ
وقال الزمخشريّ : كَسَرَ كُسوراً إذا لم تَذْكُر الجَناحَيْن وهذا يدلُّ على أنَّ الفِعْلَ إذا نُسي مَفْعُوله وقُصِد الحَدَث نَفْسُه جَرَىَ مَجْرَى الفِعْل غَيْرِ المتعدِّي . من المَجاز : عُقابٌ كاسرٌ وبازٍ كاسِرٌ . وأنشد ابن سِيدَه :
كأنَّها بَعْدَ كَلالِ الزاجِرِ ... ومَسْحِهِ مرُّ عُقابٍ كاسِرِ أراد : كأنَّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ . وفي حديث النعمان : كأنَّها جَناحُ عُقابٍ كاسِرٍ هي التي تَكْسِر جَناحَيْها وتضمُّهما إذا أرادتْ السُّقوط . من المجاز : كَسَرَ الرجلُ مَتَاَعهُ إذا باعَهُ ثَوْبَاً ثَوْبَاً عن ابنِ الأَعرابي . أي لأنَّ بَيْعَ الجُمْلة مُرَوِّجٌ للمَتاع . من المَجاز : كَسَرَ الوِساد إذا ثَنَاه واتَّكأَ عليه ومنه حديث عمر : " لا يزالُ أحدُهم كاسِراً وِسادَه عند امرأةٍ مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إليه " أي يَثْنِي وِسادَه عندها ويتَّكِئُ عليها . ويأخُذ معها في الحديث . والمُغْزِيَة : التي غزا زَوْجُها . قاله ابنُ الأثير . والكَسْر بالفتح ويُكسَر والفتح أعلى : الجُزْءُ من العُضْوِ أو العضوُ الوافِرُ وقيل : هو العُضْو الذي على حِدَتِه لا يُخلَط به غيرُه أو نِصْفُ العَظْمِ بما عليهِ من اللَّحْمِ قال الشاعر :
وعاذِلَةٍ هبَّت عليَّ تلومُني ... وفي كَفِّها كَسْرٌ ابح رّذومُ أو عَظْمٌ ليس عَلَيْه كَثيرُ لَحْمٍ قاله الجوهريّ وأنشد البيت هذا قال : ولا يكون ذلك إلاّ وهو مَكْسُور . وقال أبو الهيثم : يقال لكلِّ عَظْمٍ : كَسْرٌ وكِسْرٌ وأنشد البيت أيضاً والجمعُ من كلّ ذلك أَكْسَارٌ وكُسور . وفي حديث عمر رضي الله عنه : " قال سَعْدُ بنُ الأخْزَم أَتَيْتُه وهو يُطعِم الناسَ من كُسورِ إبل " أي أعضائِها . قال ابنُ سِيدَه وقد يكون الكَسْرُ من الإنسان وغيره وأنشد ثَعْلَب :
قد أَنْتَحي للنَّاقةِ العَسيرِ ... إذ الشبابُ لَيِّنُ الكُسورِ فَسَّره ابنُ سِيدَه فقال : إذ أعضائي تُمَكِّنُني
الكَسْر والكِسْر : جانِبُ البيت وقيل : هو ما انْحَدر من جانبَي البَيْت عن الطريقتَيْن ولكلِّ بيتٍ كِسْران . الكَسْر بالفتح : الشُّقَّةُ السُّفْلى من الخِباء قال أبو عُبَيْد : فيه لُغتان : الفتح والكَسْر أو ما تَكَسَّر وتَثَنَّى على الأرض منها . وقال الجوهريُّ : الكِسْر بالكَسْر : أَسْفَلُ شُقَّة البيتِ التي تلي الأرضَ من حَيْثُ يُكسَر جانِباه من عن يمينك ويسارك عن ابن السِّكِّيت . الكَسْر : الناحيةُ من كلّ شيءٍ حتى يُقال لناحِيَتَيِ الصحراءِ كِسْراها ج أَكْسَارٌ وكُسورٌ . قولهم : فلانٌ مُكاسِرِي أي جاري . وقال ابن سِيدَه : هو جاري مُكاسِري ومؤاصِري أي كِسْرُ بَيْتِه إلى كِسْرِ بَيْتِي ولكل بيتٍ كِسْرانِ عن يمين وشِمال . وكِسْرُ قَبيحٍ بالكَسْر : عَظْمُ الساعِدِ ممّا يلي النِّصْفَ منه إلى المِرْفَق قاله الأُمويّ وأنشد شَمِر :
لو كنتَ عَيْرَاً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ... أو كنتَ كِسْراً كنتَ كِسْرَ قَبيحِ وَأَوْردَ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه : ولو كنتَ كِسْراً قال ابنُ برّيّ : البيتُ من الطويل وَدَخَله الخَرْمُ من أوَّلِه . قال : ومنهم من يَرْوِيه : أو كنتَ كِسْراً . والبيتُ على هذا من الكامِل يقول : لو كنتَ عَيْرَاً لكنتَ شَرَّ الأعْيار وهو عيرُ المَذَلَّة والحَمِيرُ عندهم شرُّ ذَواتِ الحافِر ولهذا تقول العرب : شرُّ الدوابِّ مالا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى يَعْنُون الحمير . ثم قال : ولو كنتَ من أعضاءِ الإنْسان لكنتَ شَرَّها لأنه مُضافٌ إلى قَبيح والقَبيح هو طَرَفُه الذي يلي طَرَفَ عَظْمِ العَضُد . قال ابنُ خالَوَيْه : وهذا النَّوع من الهِجاء هو عندهم من أَقْبَحِ ما يُهجى به قال : ومثلُه قولُ الآخَر :
لو كنتُمْ ماءً لكنتُمْ وَشَلا ... أوْ كنتُم نَخْلاً لكنتُم دَقَلا وقولُ الآخَر :
لو كنتَ ماءً كنتَ قَمْطَريرا ... أو كنتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبورا
" أو كنتَ مُخَّاً كنتَ مُخَّاً رِيرا من المَجاز : أرضٌ ذاتُ كُسور أي ذاتُ صُعودٍ وهَبوط . وكُسور الأوْدِية والجبال : مَعاطِفُها وجِرَفَتُها وشِعابُها بلا واحد أي لا يُفرَد لها واحدٌ ولا يُقال : كِسْرُ الواديالمُكَسَّر كمُعَظَّم : ما سالَتْ كُسورُه من الأوْدِية وهو مَجاز يُقال : وادٍ مُكَسَّر إذا سالَت مَعاطِفُه وشِعابُه ومنه قولُ بعض العرب : سِرْنا إلى وادي كذا فوجدناه مُكَسَّراً . وقال ثعلب : وادٍ مُكَسَّر كأنّ الماءَ كَسَرَه أي أَسالَ مَعاطِفَه وجِرَفَته وَرَوَى قول الأعرابيّ : فَوَجَدناهُ مُكَسَّراً بالفتح
المُكَسَّر : د قال مَعْنُ بن أَوْس :
فما نُوِّمَتْ حتى ارتُقِي بنِقالِها ... من اللَّيْلِ قُصْوى لابةٍ والمُكَسَّرِ المُكَسَّر : فَرَسُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارِث بنِ شِهاب عن ابن الأعرابيّ وَنَقَله الصَّاغانِيّ
المُكَسِّر كمُحَدِّث : اسمُ مُحَدِّثٍ وفارِسٍ ولا يَخْفَى ما في كلامِه من حُسْنِ الجناس والفارِس الذي ذَكَرَه إنما يعني به رجُلاً لُقِّب به قال أبو النَّجْم :
أو كالمُكَسِّر لا تَؤُوبُ جِيادُهُ ... إلاَّ غَوانِمَ وَهْيَ غَيْرُ نِواءِ وكِسْرى بالكَسْر ويُفتَح : اسم مَلِك الفُرْس كالنَّجاشِيّ اسم مَلِكِ الحَبَشَة وقَصَر اسمُ ملكِ الرُّوم . مُعَرَّب خُسْرو بضمِّ الخاءِ المعجمة وفتح الراء أي واسِعُ المُلْك بالفارسيَّة هكذا تَرْجَموه وتبعهم المصنِّف ولا أدري كيف ذلك فإنّ خُسْرو أيضاً مُعَرَّب خُوش رُو كما صرّحوا بذلك ومعناه عندهم حَسَنُ الوجه والراءُ مضمومة وسكوت المصنِّف مع معرفته لغَوامض اللِّسان عجيب ونقل شيخُنا عن ابنِ دُرُ سْتَوَيْه في شرح الفَصيح : ليس في كلام العرب اسمٌ أوَّلُه مَضْمُوم وآخرهُ واو فلذلك عرَّبوا خُسْرو وبَنَوْه على فَعْلَى بالفتح في لُغة وفِعْلى بالكَسْر في أُخرى وأبدلوا الخاءَ كافاً علامةً لتَعْريبه . ثم قال شيخُنا : ومن لطائفِ الأدَب ما أَنْشَدَنِيهُ شيخُنا الإمامُ البارع أبو عبد الله محمد بنُ الشاذليّ أعزَّه اللهُ تعالى :
لهُ مُقْلَةٌ يُعْزى لِبابِلَ سِحْرُها ... كأنَّ بها هاروتَ قد أَوْدَعَ السِّحْرا
يُذَكِّرُني عَهْدَ النَّجاشيِّ خالُه ... وأجْفانُهُ الوَسْنى تُذَكِّرُني كِسْرى ج أكاسِرَة وكَساسِرَة اقتصر الجَوْهَرِيّ على الأوّل والثاني ذكره الصَّاغانِيّ وصاحب اللسان وأكاسِرُ وكُسور على غيرِ قياس والقِياس كِسْرَوْن بكَسْرِ الكاف وفتح الراء كعِيسَوْن وموسَوْن بفتح السين والنسبةُ كِسْرِيٌّ بكسرِ الكاف وتشديد الياء مثل حِرْمِيّ وكِسْرَوِيٌّ بكسْرِ الكاف وفتح الراء وتشديد الياء ولا يُقال كَسْرَوِيّ بفتح الكاف . والكَسْر بالفتح من الحِساب : ما لم يَبْلُغ ونصَّ الصَّاغانِيّ : ما لم يكنْ سَهْمَاً تاماً والجمع كُسور . ويقال : ضَرَبَ الحَسَّاب الكُسورَ بعضَها في بعض . وهو مَجاز . الكَسْر : النَّزْرُ القليل . قال ابن سيده : كأنّه كُسِر من الكثير قال ذو الرُّمَّة :
إذا مَرَئِيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ ... فما رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفيدُهاالكِسْر بالكَسْر : قُرىً كَثيرةٌ باليَمن بحَضْرَمَوْت يقال لها كِسْر قُشاقِش . الكَسُور كصَبور : الضَّخْمُ السَّنامِ من الإبل أو الذي يَكْسِرُ ذَنَبَه بعد ما أشالَه نَقَلَهما الصَّاغانِيّ . والإكْسير بالكَسْر : الكيمياء نَقَلَه الصَّاغانِيّ وصرّح غيرُ واحدٍ أنَّ الكيمياء ليست بعربيَّة مَحْضَة ولأهل الصَّنعة في الإكْسير كلامٌ طويلُ الذّيل ليس هذا مَحَلُّه . ومن المَجاز قولُهم : نَظَرُهُ إكْسير . والكاسُور : بَقَّالُ القُرى نقله الصَّاغانِيّ وكأنّه لبيعه الشيءَ مُكاسَرَةً . والكِسْر بالكَسْر هكذا في سائر النُّسخ والصواب الكِسْرة : القِطْعة من الشيءِ المَكْسور وأحسنُ من هذا : القِطْعة المَكْسورة من الشيء ج كِسَرٌ كَعِنَب مثل قِطْعةٍ وقِطَع . والكاسِر : العُقاب هذا نصُّ المُحْكَم وقد تقدّم له : عُقابٌ كاسِر . من المَجاز : رجلٌ ذو كَسَرَاتٍ وهَدَرَات محرَّكَتَيْن هكذا في النُّسخ هَدَرَات بالدال وفي اللسان هَزَرَات بالزاي وهو الذي يُغْبَنُ في كلِّ شيء قاله الفرَّاء . من المَجاز : هو يَكْسِرُ عَلَيْك الفُوق أو يَكْسِر عليك الأرْعاظ أي غَضْبَانُ عَلَيْكَ ذكره الزمخشريّ والصَّاغانِيّ وصاحبُ اللسان . وجمعُ التَّكْسير : ما تغيَّر بناءُ واحِدِه ولم يُبْنَ على حَرَكَةِ أوَّلِه كدِرْهَم ودَراهِم وبَطْن وبُطون وقِطْف وقُطوف . وأمّا ما يُجمَع على حَرَكَة أوَّله فَجَمْعُ السالِم مثل : صالِح وصالِحون ومُسلِم ومُسلِمون . كُسَيْر كزُبَيْر : جَبَلٌ عالٍ مُشرِفٌ على أقصى بَحْرِ عُمان يُذكَر مع عُوَيْر صَعْبَا المَسْلَك وَعْرَا المَصْعَد . ومما يُستدرَك عليه : انْكَسَر العَجين إذا لانَ واخْتَمَر وَصَلَح لأن يُخبَز وكلّ شيءٍ فَتَرَ فقد انْكَسَر . وسَوْطٌ مكسورٌ . ليِّنٌ ضَعيف . وكَسَرَ الشِّعْرَ يَكْسِره كَسْرَاً فانْكَسَر : لم يُقِم وَزْنَه . والجمع مَكاسير عن سيبويه قال أبو الحسن : إنّما أذكر مثل هذا الجمع لأنّ حكم مثل هذا أن يُجمَع بالواو والنون في المذكَّر والألف والتاء في المؤنَّث لأنَّهم كسَّروه تكسيراً بما جاء من الأسماء على هذا الوزن . وكَسَرَ من بَرْدِ الماءِ وحرِّه يَكْسِرُ كَسْرَاً : فتَّر وانْكَسَر الحرُّ : فَتَرَ . وكلُّ من عَجَزَ عن شيءٍ فقد انْكَسَر عنه وكلُّ شيءٍ فَتَرَ عن أمرٍ يَعْجِزُ عنه يُقال فيه : انْكَسَر حتى يُقال : كَسَرْتُ من بَرْدِ الماءِ فانْكَسَر . وكُسور الثَّوْبِ والجِلْدِ : غُضونُه . وعن ابْن الأَعْرابِيّ : كَسِرَ الرَّجُلُ كَسِلَ . وبَنو كِسْرٍ : بَطْنٌ من تَغْلِب . والمُكَسَّرُ كمُعَظَّم : فَرْسُ سمَيْدَع . وقال الصَّاغانِيّ : وفي الدائرة ثلاثةُ أشياء : دَوْرٌ وقُطْرٌ وتَكْسير وهو الحاصِل من ضَرْبِ نِصْفِ القُطْرِ في نِصفِ الدَّوْر وقد يُعبَّر عن التَّكْسير بالمِساحَة يُقال : ما تَكسير دائرةٍ قُطْرُها سبعةٌ ودَوْرُها اثنان وعشرون فيقال : ثمانية وثلاثون ونصفٌ انتهى . وَكَسَرَ الكِتابَ على عِدَّةِ أبواب وفُصول . وكَسَرْتُ خَصْمِي فانْكَسَر . وكَسَرْتُ من سَوْرَتِه . وكَسَرَ حُمَيَّا الخَمْرِ بالمِزاج . ورَأَيْتُه مُتَكَسِّراً : فاتِراً . وفيه تَخَنُّثٌ وتَكسُّرٌ . كذا في الأساس . وأبو نَصْر أحمدُ بنُ الحسين بنِ محمد بن الكَسَّارِ الدِّينَوَرِيّ راويةُ : عَمَلَ اليوم والليلة . لابن السُنِّيّ عنه أخذ عنه أبو محمد الددني وأبو نُعَيم الحدَّاد . وكُسرُ كزُفَر : لَقَبُ عبدِ اللهِ بنِ عمر بنِ عبد الرحمن جدّ الناشريِّين باليمن